ورقة إحاطة من أوكسفام
92أبريل /نيسان 9102
رانيا ،الجئة في لبنان ،تنتظر التسجيل .تعيش في حجرة واحدة مع أبنائها الذكور الخمسة ،ولها ابنتان في األردن ،وثالثة في سوريا .عدسة: لوكا سوال /أوكسفام
تزايد االحتياج وتقلص القدرة فشل العالم في تلبية احتياجات األزمة اإلنسانية السورية المتصاعدة التكلفة اإلنسانية للنزاع في سوريا فاقت كل التوقعات .فاألمم المتحدة كانت قد توقعت ،في يناير /كانون الثاني، وصول عدد الالجئين إلى 0.0مليون الجئ بحلول يونيو /حزيران .ولكن عدد الالجئين وصل اآلن ،ونحن في أبريل /نيسان ،إلى 0.0مليون الجئ .وداخل سوريا نفسها هناك 8.6مليون سوري يعانون أشد المعاناة ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة. ومع تزايد األعداد ،بدأت األموال المخصصة لمساعدة بعض هؤالء الالجئين والنازحين في النفاد .بل إن نداءات األمم المتحدة – لمساعدة أعداد أقل بكثير ممن يحتاجون بالفعل للمساعدات اآلن – لم تتلق سوى نصف ما طلبت. لقد فشل العالم في االتفاق على هدف إنهاء النزاع الوحشي في سوريا .ومن المخزي أنه فشل أيضا ً في توفير المساعدات الالزمة لمساعدة الضحايا األكثر ضعفا ً للنزاع .لذلك ،فبدون زيادة هائلة في المساعدات اآلن ،لن يجد ماليين السوريين طعاماً ،وال مياه ،وال مأوى ،وال رعاية صحية ،هم في أمس الحاجة لها جميعا ً اآلن .يجب على الحكومات المانحة – سواء حكومات المنطقة أو األعضاء في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية – أن تقدم المزيد من المساعدات اآلن ،وبشكل عاجل ،وأن تكون على استعداد لتقديم المزيد مع زيادة االحتياجات ،فلألسف الشديد، سوف تستمر األزمة اإلنسانية السورية فترة من الزمن.
www.oxfam.org
المقدمة ً ً ال تضاهي األزمة اإلنسانية السورية مأساوية وال قابلية للتحاشي ،إال حفنة قليلة من األزمات اإلنسانية .وعود ووعود ،ولم فالفعل واإلحجام ،المتعمدَين ،من ِق َبل أطرافٍ عديدة أحاال ذلك البلد ،الذي كان يبدو مستقرا ً ،كارثةً إنسانية نحصل عل شيء. في غضون سنتين. أعيش وأسرتي على الخبز والزيت.
لن تنتهي األزمة إال إذا اجتمعت كلمة القوى العظمى في المنطقة ،وفي العالم ،على الضغط على كل األطراف إلحالل السالم .ولكن العالم فشل في ذلك طيلة سنتين داميتين ،ثم صار فشله مركبا ً عندما أضاف إليه عدم توفير التمويل الكافي لالستجابة اإلنسانية بالسرعة المناسبة. لم يتوفر التمويل الكافي أبداً .وفضالً عن ذلك ،فإن إنهاء العنف أصبح اآلن حاجةً ملحة أكثر من أي وقت مضى ،كما أصبح التغلب على العقبات التي تعوق إيصال المساعدات للمحرومين منها بسبب العوائق والعنف مطلبا ً حيويا ً أساسياً ،وذلك عن طريق تسهيل نفاذ منظمات المساعدات غير المعوق إلى المضارين داخل سوريا ،وتوفير مساعدات إنسانية أكثر عبر الحدود. فليس أقل من أن يقدم العالم الحد األدنى اآلن ،وبصفة عاجلة ،والمتمثل في مجرد تمويل المساعدات اإلنسانية التي يحتاجها ماليين السوريين الذين وقعوا بين مطرقة الحرب وسندان الحاجة ،في وطنهم وفي دول جواره .ذلك هو االستعطاف الذي تسمعه أوكسفام دائما ً من الالجئين الذين تعمل معهم في المجتمعات المضيفة ،والمخيمات ،وأماكن التجمع في أنحاء من لبنان واألردن. في يناير /كانون الثاني 3102 ،طلبت األمم المتحدة من حكومات العالم ،في مؤتمر المانحين بالكويت، تمويل نداءي الالجئين وسوريا مجتمعَين بمبلغ 0.1مليار دوالر (وصلت اآلن إلى 0.1مليار دوالر). ولكن ،حسب أرقام األمم المتحدة لم يحصل النداءان مجتم َعين ،إال على 13بالمائة من التمويل المطلوب ،حتى بعد أن قدمت الكويت ودول أخرى مبالغ كبيرة جديدة في منتصف أبريل – تبرعات 3 جديدة أتاحت مجرد "مساحة للتنفس" ،على حد تعبير مفوض األمم المتحدة السامي لشؤون الالجئين.
0
فاطمة الجئة في لبنان، أبريل /نيسان .3300
حث مجلس األمن "كل األطراف على ضمان نفا ٍذ آمن وغير معوق" لمنظمات المساعدات في كل المناطق السورية، واإللغاء العاجل لكل المعوقات البيروقراطية، وغيرها من معوقات، بحيث يتيسر إيصال المساعدات اإلنسانية عبر الحدود ،اتساقاً مع المبادئ اإلنسانية بيان إعالمي لمجلس األمن، 01أبريل /نيسان 3102
ما زال نداءا األمم المتحدة لسوريا – لتغطية االحتياجات اإلنسانية داخل سوريا ،ولدعم الالجئين السوريين في المنطقة – يعانيان من نقص محزن في التمويل .فعلى الرغم من أن بعض الحكومات تقدم مبالغ كبيرة خارج النداءين ،إال أن نقص المعلومات الشفافة يؤدي إلى صعوبة تحديد من يتلقون المساعدات ،والمواضع التي تتكرر فيها الجهود ،وكيف يمكن إيصال المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة للطعام ،والمياه ،والصرف الصحي ،والمأوى ،أيا ً كانت انتماءاتهم العرقية ،أو العقائدية ،أو السياسية ،أو الدينية.
االحتياجات تتزايد ،بينما تتقلص قدرتنا على تقديم المزيد ،نظر ًا للقيود األمنية والعملية األخرى داخل سوريا ،وكذلك وفي غضون ذلك ،يفر المزيد من السوريين من وطنهم ،ويتزايد احتياجهم للمساعدات الحيوية .فلبنان القيود على التمويل .لقد الذي يستضيف ،مع األردن ،معظم الالجئين ،استقبل في فترة قصيرة أعداداً من الالجئين ،نسبتها إلى أوشكنا ،ربما في غضون عدد سكانه تساوي دخول 11مليون سوري إلى دول االتحاد األوروبي أو 21مليون إلى الواليات أسابيع ،على تعليق بعض الدعم اإلنساني.
المتحدة .وذلك دون تلقي حجم أضحم من المساعدات الدولية؛ مساعدات غابت عنها العدالة واالستدامة.
مخز .وفي القريب العاجل سوف تتخطى االحتياجات جهود المساعدات اآلن غير مناسبة بشك ٍل ٍ المتزايدة قدرة تلك الجهود ،ما ما لم تكن هناك زيادة هائلة في الدعم.
فاليري آموس ،منسق األمم المتحدة إلغاثة الطوارئ، ورئيس وكاالت األمم المتحدة اإلنسانية 01 ،أبريل /نيسان .3102
.
2
أعداد تتزايد واحتياجات تتعاظم في األشهر الثالثة األول من ،3102زادت أعداد الالجئين السوريين ألكثر من الضعف .ففي يناير ،كان هناك نحو 111.111الجئ ،ثم أصبحوا ،في أبريل /نيسان 0.2 ،مليون في دول الجوار ،األردن، وتركيا ،ولبنان ،والعراق ،ومصر 11 ،بالمائة منهم من األطفال 2.وفي شهر مارس /آذار وحده فر ما ال يقل عن 311.111سوري من وطنهم 4.وتذهب بعض التوقعات إلى أن عددهم سيصل في لبنان ،في 1 أواخر ،3102إلى 0.3مليون الجئ.
بيتي اختفى من على وجه األرض .دمروا المنطقة بأكملها .لم يعد لي بيت أعود أليه أو حانوت أعمل فيه
8
شكل :0أعداد الالجئين من أبريل /نيسان 3303إلى أبريل /نيسان 3300
1400000
جمال 40 ،سنة،الجئ وصل إلى األردن ،أبريل /نيسان .3102
1200000 1000000 800000 600000 400000 200000 0
المصدر :مفوضية األمم المتحدة العليا لشؤون الالجئين.
في الوقت نفسه ،نزح أكثر من 4ماليين رجل وامرأة وطفل داخل سوريا نفسها ،من بين 1.1ماليين سوري في الداخل يعانون احتياجات ماسة 7.هؤالء أيضا ً فروا من النزاع وانتهاكات حقوق اإلنسان التي ارتكبتها القوات النظامية وقوات المعارضة على حد سواء ،والتي سجلتها منظمة العفو الدولية 1.فمع استمرار العنف ،تتزايد أعداد الالجئين .وقد ذكر المرصد السوري لحقوق اإلنسان أن شهر مارس /آذار 9 كان األعلى في عدد القتلى منذ بدء النزاع. ربما يكون هؤالء الالجئون والنازحون قد نجحوا في الهرب من الموت ،ولكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة نقص متزايد في احتياجاتهم األساسية .إن مفوضية األمم المتحدة العليا لشؤون الالجئين تسجل كل يوم 7111الجئ جديد ،كثير منهم ليس لديهم سوى ما يرتدون من مالبس 01.ثلثا الالجئين المسجلين يعيشون داخل مجتمعات محلية 00.وعلى الرغم من كرم الضيافة في المجتمعات المضيفة ،يكافح هؤالء الالجئون للعيش على كميات قليلة من المياه ،وتكاليف سكن مرتفعة ،وحفنة قليلة من المال إلنفاقها على العالج 03 واألمراض المزمنة .وقد يتشارك ما يصل إلى 31الجئ غرفتين أو ثالثة.
مسكن ،ال بيت إبراهيم 41 ،سنة ،الجئ سوري يعيش في بيت متهالك في المفرق باألردن ،مع زوجته وأبنائه الخمسة ،بين 1و 03سنة ،وطفلته ( 02شهراً) "قبل الحرب كنت أبيع في السوق ،فأنفق على نفسي وعلى أبنائي .ثم سقط صاروخ على بيتي فدمره واحترق عن آخره ،فأخذت أبنائي وغادرت البلد .العيش هنا يحتاج للمال ،وليس عندي منه شيء .أنا عاطل وال أستطيع العمل .عندي طفل صغير يحتاج إلى حفاضات .أبحث عن مسكن، ولكن تكلفة المساكن ال تقل عن 011دينار أردني ( 300دوالر)". 3
كنا نسمع أصوات انفجارات القنابل، والرصاص ،وأزيز الدبابات ،وانفجار القنابل اليدوية والصواريخ .كنت أخشى على ابنتي ،فلم يعد أمامنا سوى مغادرة سوريا. سميرة ،الجئة في لبنان، أبريل /نيسان 3102
من يعيشون في المخيمات ،يعانون ظروفا ً صعبة أيضاً .فمخيم الزعتري في األردن ،والذي يؤوي أكثر من 011.111الجئ ،يستقبل يوميا ً أكثر من 3111الجئ جديد .المخيم مكتظ ،وعلى الرغم من التوسع في جميع مرافقه – بمساعدة تمويل وصل مؤخرا ً – تفرض الزيادة ا لسريعة في أعداد الالجئين ضغوطا على الخدمات .الوضع ،كما هو اآلن ،خطير ،وسوف يزداد سوءاً في القريب العاجل؛ إذ أن مجتمع المساعدات اإلنسانية يعمل بالحد األدنى من التمويل .لقد نجح التمويل األخير ،مشكوراً ،في ضمان توفير االحتياجات العاجلة – مثل المساعدات الغذائية في لبنان .ولكن االحتياجات تتنامى مع تزايد أعداد المضارين .ففي األردن ،على سبيل المثال ،توفر برامج المساعدات النقدية المقدمة لالجئين في المجتمعات المضيفة ،مساعدات تهم في أمس الحاجة إليها، ورغم ذلك تقع الكثير من عائالت الالجئين في براثن الدين.
األونروا تقول إنها ال تستطيع تقديم المزيد من المساعدات لعدم توفر التمويل .يجب أن يتوفر تمويل إضافي .أنا شخصياً لم أطلب مساعدة من األونروا حتى اآلن. زينب ،الجئة فلسطينية من سوريا ،في مخيم الشاطئ بلبنان، أبريل /نيسان 3102
في غضون ذلك ،تبذل أوكسفام جهد طاقتها لمساعدة األعداد التي استهدفتها ،بموارد غير كافية .لقد أتاح سخاء الداعمين، والتبرعات المقدمة من أفراد الجمهور والمؤسسات على حد سواء ،تقديم المساعدات الحيوية لآلالف .ولكن الفجوة بين ما تستطيع أوكسفام أن تقدمه اآلن وما يجب أن تقدمه من أضخم الفجوات التي واجهتها أوكسفام .فأوكسفام ال تستطيع ،على سبيل المثال ،توفير العدد الكافي من المراحيض لالجئين في منطقة عملياتها في مخيم الزعتري ،وبدون تمويل إضافي، لن نتمكن من الحفاظ على المراحيض المؤقتة التي قمنا بتركيبها بالفعل. أما الفلسطينيون الفارون من سوريا ،فيواجهون تحديات خاصة؛ حيث يعيش العديد منهم في مخيمات مكتظة للفلسطينيين في لبنان ،أو مساكن مؤقتة سيئة الخدمات األساسية 02.وحسب تقييم أجرته مؤخرا ً وكالة األمم المتحدة المختصة بشؤون الالجئين الفلسطينيين ،األونروا ،ال تجد نصف األسر التي شملها التقييم ما يكفيها من طعام ،وال يعمل من الالجئين سوى 04 7بالمائة فقط. أعداد المحتاجين داخل سوريا نفسها ،أكبر ،وفي تزايد؛ حيث يقدر عدد المتحاجين لمساعدات إنسانية بنحو 1.1مليون إنسان (أكثر من 4مليون منهم نازحون داخلياً) ،وقد انخفضت إمكانية الوصول إليهم منذ فبراير /شباط 01.كذلك تشهد الخدمات األساسية ،مثل المدارس ،والمستشفيات ،وشبكات المياه والصرف الصحي انهيارا ً 01،فضالً عن نقص إمدادات األدوية األساسية 07 .وقد تزايد انتشار أمراض مثل فيروس الكبد الوبائي أ ،والليشمانيا 01.ويمضي التالميذ عاما ً آخر بال مدارس.على الرغم من أن اللجنة الدولية للصليب األحمر تعمل بشكل مكثف مع الهالل األحمر السوري ،فليس هناك سوى حفنة من المنظمات الدولية األخرى التي تعمل داخل سوريا ،نظرا ً للقيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على دخول تلك المنظمات ،وكذلك المعوقات البيروقراطية ،وانعدام األمن .وعلى الرغم من أن هناك مجموعات سورية ومنظمات محلية تعمل في توزيع المساعدات ،في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة ،على حد سواء ،فإن قدراتهم ضعيفة ( بما في ذلك قدرات وحدة تنسيق المساعدات التابعة لالئتالف الوطني السوري) ،حيث أن هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى المساعدات المالية وتلقيها .وقد دفعت تلك التحديات مجلس 09 األمن إلى المطالبة بتقديم المساعدات عبر الحدود ،حيثما كان ذلك مناسباً.
4
احتياجات لم تُلب وأعباء غير عادلة فر أكثر من 441.111سوري إلى لبنان 30،لتصل نسبة الالجئين السوريين في لبنان اآلن إلى أكثر من %01من عدد سكانه 33.إن وصلت نسبة مماثلة إلى أوروبا ،لكان بها 11مليون الجئ سوري في دول االتحاد األوروبي ،أي أكثر من تعداد سكان إسبانيا 32 .ولو وصلت إلى الواليات المتحدة ،لقد أصبحت األزمة السورية تمثل تهديداً 34 األمم بمفوض حدا ما وهو لكان بها 21مليون ،أي أكثر بكثير من تعداد سكان والية تكساس. وجودياً للبنان. المتحدة السامي لشؤون الالجئين ،أنطونيو جوترس ،أن يحذر ،في مارس /آذار ،من أن األعباء التي 31 تفرضها أزمة الالجئين تمثل "تهديدا ً حقيقيا ً للسالم اإلقليمي". أنطونيو جوترس ،مفوض باإلضافة إلى األردن ،وتركيا ،استضافت لبنان ،بكرم بالغ ،معظم الالجئين الفارين من سوريا .ولكن الضغوط على تلك البلدان هائلة؛ حتى أن األردن تستعد إلعالن محافظاتها الشمالية (التي تؤوي معظم 31 الالجئين) "منطقة كوارث" ،ولبنان طالبت الدول العربية "باقتسام العبء".
األمم المتحدة السامي لشؤون الالجئين 30 ،مارس /آذار 31 3102
لقد قدمت دول الخليج ،مثل المملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة تبرعات ضخمة ،بيد أن طبيعة وحجم معظم تلك المساعدات غير واضح – إذ ال تتوفر سوى القليل من المعلومات حول األماكن التي اتجهت إليها تلك المساعدات وكيف تم توزيعها .ومنظمة التعاون اإلسالمي وجامعة الدول العربية ليس لديهما سوى القليل من المعلومات حول المبالغ التي تم تقديمها بالفعل من الدول العربية ودول الخليج ،وكذلك اآلليات التي تم تقديم تلك المساعدات من خاللها .وفي غياب تلك المعلومات ،يصعب تنسيق المساعدات بين مختلف وكاالت المساعدات واإلغاثة. ففي مخيم الزعتري ،على سبيل المثال ،كانت هناك أشكال مختلفة لإلعاشة قدمها مانحون ،تراوحت بين الخيام بأنواعها المختلفة ،والكارافانات سابقة التجهيز .وهو ما تسبب في كثير من االضطراب والتوتر بين الالجئين .ولكن تم حل هذا األمر اآلن عن طريق وضع خطط للسيطرة على سبل اإلسكان التي يتم توفيرها وتوجيهها. كان إجمالي ما طلبته األمم المتحدة لتمويل نداءيها 0.1مليار دوالر (تم رفعها اآلن إلى 0.1مليار دوالر) .وبعد مرور ثالثة أشهر 37،لم يصل سوى أكثر من نصف هذا المبلغ بقليل .%13 ،لم تتلق خطة استجابة المساعدات اإلنسانية 31 السورية سوى 10بالمائة من التمويل المطلوب ،في حين لم تتلق خطة االستجابة اإلقليمية سوى 47بالمائة فقط. كانت تبرعات بعض الحكومات أكبر من تبرعات حكومات أخرى ،بطبيعة الحال؛ حيث جاءت أكبر المساهمات ،حسبما 39 سجلته خدمة التتبع المالي باألمم المتحدة ،من الكويت ،والواليات المتحدة ،والمفوضية األوروبية ،والمملكة المتحدة. ورغم أن بعض الدول ساهمت بمبالغ كبيرة أيضا ً ،فإن بطء تقديم المساهمات وحجمها ،على اإلجمال ،يمثالن وصمة للمجتمع الدولي ككل .لذلك يتعين على كل حكومة مانحة أن تقدم في الحال كل ما وعدت به من تمويل ،وعليها كذلك أن تمول نداءات األمم المتحدة اإلنسانية بالكامل ،وبصفة عاجلة اآلن ،وعليها أيضا ً أن تفعل ذلك مع إطالق النداء الجديد في منتصف ،3102الذي لن يعكس أعداد المحتاجين المتزايدة فحسب ،بل وسيأخذ في الحسبان استمرار االحتياجات ألكثر من ستة أشهر دفعة واحدة. ينبغي على األمم المتحدة ،ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،ومنظمة التعاون اإلسالمي ،والدول الخليجية المانحة أن تنسق جميعا ً فيما بينها ،حتى يعلم كل منها من الذي يدفع ،ومن الذي يتلقى ،ويتأكد من أن المساعدات يتم تقديمها بالقدر المطلوب من الفعالية وعدم التحيز .فبما أن نداءات األمم الوحيدة ليست اآللية الوحيدة الفعالة في تقديم المساعدات ،ينبغي طار من التنسيق والشفافية ،حتى تصل تلك المساعدات إلى محتاجيها .وهو ما يعني أن يتم تقديم كل المساعدات في إ ٍ ً اقتسام المعلومات المتعلقة بالمواضع التي يوجه إليها التمويل والجهات الممولة ،تحاشيا لعدم حصول البعض على المساعدات أو تكرار الجهود ،وهو ما يعني أيضا ً تنسيق جهود المساعدات توخيا ً ألال تخلق تلك المساعدات نزاعات داخل مخيمات الالجئين ،أو بين الالجئين والمجتمعات المضيفة.
5
الحد األدنى المطلق في أبريل /نيسان ،3102صرح وزير الخارجية البريطاني ،ويليام هيج ،بأن األزمة التي يواجهها الالجئون السوريون ،ومن بقوا داخل سوريا ،في طريقها ألن تصبح "أسوأ كارثة إنسانية يشهدها القرن 21 الحادي والعشرين حتى اآلن". أصيب ابني بست شظايا قد يتحقق ذلك أو ال يتحقق ،ولكن من الصعوبة بمكان أال نرى في استجابة العالم للنزاع في سوريا أكبر في رأسه ،ويحتاج إلجراء عملية جراحية؛ مخز من الفشل على الصعيدين الدبلوماسي واإلنساني على حد سواء. مزيج ٍ ولكن ال أحد يساعدنا. االنقسام مأساوي على مستوى المجتمع الدولي ،وعلى مستوى الشرق األوسط ،حول كيفية إنهاء النزاع الذي ال يزداد إال سوءا ً في سوريا .عليهم أن يتوصولوا إلى سبيل مشترك في هذا الشأن قبل أن يقضي زينة ،الجئة في لبنان ،أبريل / نيسان 3102 آالف آخرون نحبها. وهو ما يتطلب تقدما ً دبلوماسيا ً استثنائيا ً – نحتاجه بشكل عاجل. وهناك أيضا ً ماليين ال يجدون مساعدات كافية ،داخل سوريا ،فيحتاجون ،بالقدر نفسه ،لزيادة حجم االستجابة اإلنسانية. وهو ما يستدعي من الحكومات سخا ًء في تقديم ما وعدت به ،بل وأكثر مما ووعدت .ويتطلب ذلك ليس مجرد إتاحة نفاذ منظمات المساعدات ،غير المعوق ،إلى المضارين داخل سوريا ،بل وتقديم المزيد من المساعدات اإلنسانية عبر الحدود. يستحق من قدموا مساعدات كبيرة اإلشادة كل اإلشادة ،ولكن ال يمكنهم رفع أيديهم اآلن .فقد تخطينا بالفعل ما كان مقدرا ً من احتياجات منذ أشهر قليلة .لذلك ،ينبغي أن تتسارع االستجابة بنفس وتيرة تسارع االزدياد في أعداد المضارين من النزاع. بعض الحكومات والمنظمات اإلنسانية بذلت كل ما بوسعها ،وكثير من األفراد تحركوا بجرأة هائلة والتزام بالغ إليصال المساعدات لمحتاجيها من السوريين. ولكن العالم ،بصفة عامة ،جلس في معظمه يتفرج على النزاع في سوريا ،واألزمة اإلنسانية تتصاعد متخطية كل الحدود التي ما كان ألي أحد أن يتوقعها قبل عامين. لقد آن األوان لتصعيد االستجابة اإلنسانية.
.
6
التوصيات على المانحين الدوليين أن: يتحركوا على الفور لتقديم المبالغ التي وعدوا بها بأسرع ما يمكن ،وتوفير تمويل إضافي للوفاء باالحتياجات المتصاعدة لالجئين والمجتمعات المضيفة ،على حد سواء ،وللمحتاجين داخل سوريا ،سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو تلك التي تسيطر عليها المعارضة .ويجب أن يتم تقديم تلك المبالغ من خالل آليات تمويل متنوعة ،تشمل األمم المتحدة ،والمنظمات غير الحكومية ،والحكومات المعنية. يتخذوا كل الخطوات الممكنة لتشجيع الحكومة السورية واالئتالف الوطني السوري على إزالة كل المعوقات البيروقراطية ،وغيرها من معوقات تعوق وصول األمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية إلى المضارين ،والنازحين داخل سوريا ،بما في ذلك الوصول إليهم عبر خطوط المواجهة ،وعبر الحدود من البلدان المجاورة ،لضمان حصولهم على المساعدات اإلنسانية التي يحتاجونها على نح ٍو غير متحيز وشفاف. ينسقوا المساعدات مع خطط استجابة األمم المتحدة ،ويتحلوا بالشفافية في توجيه التمويل اإلنساني. ولمنظمة التعاون اإلسالمي دورا ً محوريا ً في تيسير التنسيق بين المانحين الخليجيين واألمم المتحدة.
لم أجد جواباً لسؤال بعض من قابلتهم من سوريين :لماذا أهملنا العالم؟ فاليري آموس ،منسقة األمم المتحدة إلغاثة الطوارئ 01 ،أبريل / 20 نيسان 3102
ولجامعة الدول العربية دوراً أساسيا ً بأن تحث البلدان العربية التي وعدت بتقديم مساعدات لألزمة السورية على توخي الشفافية واقتسام المعلومات المتعلقة بالتزاماتها وآليات تنفيذ تلك الوعود. يحرصوا على أن يكون االحتياج هو المحرك األساسي للتمويل ،في غير تحيز ،بغض النظر عن من الذي يحتاج ومن الذي يسيطر على المنطقة التي يعيش فيها ذلك المحتاج .وفي هذا اإلطار ال ينبغي أن يكون لدى الحكومات المانحة أولوية لجماعة على حساب جماعة أخرى. يحرصوا على أال يركز التمويل على مجموعة واحدة من الالجئين حصرياً؛ إذ يجب الوفاء باحتياجات الالجئين السوريين والفلسطينيين ،والعائدين اللبنانيين بشك ٍل متسا ٍو ،وكذلك أيضا ً احتياجات غير المسجلين ومن ينتظرون التسجيل. يحرصوا على توافر التمويل المرن ،طويل األجل ،لتمكين وكاالت المساعدات من التخطيط واالستعداد الفعال للوفاء باالحتياجات المتصاعدة والمتغيرة للرجال والنساء واألطفال المضارين من األزمة ،بما في ذلك االحتياج لخيارات ارتزاق مستدامة.
الهوامش 0
أسماء الالجئين الذين تم اقتباس أقوالهم في هذه الورقة تم تغييرها حمايةً لهم.
3
http://www.irinnews.org/Report/97877/Promised-aid-funding-for-Syria-reaches-half-way-point UNHCR estimates 1.3 million ‘persons of concern’ and 1 million refugees, http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php and UNHCR, ‘Inter-agency regional response for Syrian refugees’, 14–20 March 2013.
2
Norwegian Refugee Council (2013), ‘Syria Refugee Response’, 9 April 2013: www.nrc.no/syriaresponse
4 1
http://www.dailystar.com.lb/News/Local-News/2013/Apr-19/214298-lebanon-projects-12m-syrian-refugees-in-country-by-endof-year.ashx#axzz2RBEsw8iu
UNHCR: http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php as of 11 April 2013 1 http://www.trust.org/alertnet/news/number-of-syrians-in-need-rises-to-68-million-un-aid-chief/ 7 1
Amnesty International, ‘Syria: Government bombs rain on civilians’, and ‘Syria: Summary executions and other abuses by armed opposition groups,’ 14 March 2013, both available at www.amnesty.org
7
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-21995400 9 UNHCR, ‘Inter-agency regional response for Syrian refugees, 14-20 March 2013.
01
UNHCR, ‘Inter-agency regional response for Syrian refugees, 14-20 March 2013.
00
Oxfam, ‘Integrated assessment in Host Communities: Emergency Food Security and Livelihoods; Water, Sanitation and Hygiene; Protection,’ March 2013
03
UNRWA needs assessment, February 2013
02
UNRWA needs assessment, February 2013
04
OCHA, OCHA, ‘Security Council Briefing on Syria’, 18 April 2013, https://docs.unocha.org/sites/dms/Documents/USG%20Amos%20Security%20Council%20on%20Syria%2018%20April%202 013%20CAD.pdf
01
OCHA, ‘Humanitarian Bulletin, Syria’, 5-18 March 2013.
01
OCHA, ‘Humanitarian Bulletin, Syria’, 5-18 March 2013.
07
OCHA, ‘Humanitarian Bulletin, Syria’, 5-18 March 2013.
01
UNSC media briefing 18 April 2013.
09
Huffington Post, 22 March 2013: http://www.huffingtonpost.com/2013/03/22/antonio -guterres-syria-crisislebanon_n_2934857.html
31
Norwegian Refugee Council (2013), ‘Syria Refugee Response’, 9 April 2013: www.nrc.no/syriaresponse. 30 Based on World Bank population data, http://data.worldbank.org/indicator/SP.POP.TOTL. If unregistered refugees were included, a far higher % would be true.
33
32
http://epp.eurostat.ec.europa.eu/tgm/table.do?tab=table&language=en&pcode=tps00001&tableSelection=1&footnotes=yes&l abeling=labels&plugin=1 http://www2.census.gov/geo/maps/dc10_thematic/2010_Profile/2010_Profile_Map_Texas.pdf
34
Washington Post, 22 March 2013, quoted in Norwegian Refugee Council (2013), ‘Syria Refugee Response’, 9 April 2013: 31 www.nrc.no/syriaresponse http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/lebanon-calls-for-help-in-dealing-with-massive-influx-of-syrian- 31 refugees-8552211.html Fts.unocha.org, plus funding information yet to be announced and recorded on the FTS tracking
37
31
https://docs.google.com/spreadsheet/pub?key=0AusGu5uwbttdEp0eHRzcWdVd2hBQmpBVWwxUHRjcUE&single=true&gid=0&output=html http://fts.unocha.org as of 13 April 2012
39
William Hague (2013), Prospect magazine foreign affairs event, London, 15 April 2013, 21 http://www.prospectmagazine.co.uk/blog/william-hague-prospect/ OCHA, ‘Security Council Briefing on Syria’, 18 April 2013, op. cit.
8
20
© أوكسفام الدولية ،أبريل /نيسان 3102 كتبت هذه الورقة الرا الجزيري .تتقدم منظمة أوكسفام بالشكر إلى إبنزير كومي ،وكلير سيوارد ،وإدموند كيمز على مساعدتهم في إنتاج هذه الورقة .تأتي هذه الورقة ضمن سلسلة من األوراق التي تم إعدادها لتوفير الدراية الالزمة النقاش العام حول قضايا التنمية والسياسات اإلنسانية. لمزيد من المعلومات حول القضايا المثارة في هذه الورقة يمكنكم مراسلة: advocacy@oxfaminternational.org هذا المطبوع محمي بموجب حقوق الملكية الفكرية ،ولكن يمكن استخدام النص مجانا ً ألغراض المناصرة ،وتنظيم الحمالت ،والتعليم ،والبحث ،بشرط ذكر المصدر كامالً .يطلب صاحب حقوق الملكية الفكرية أن يتم تسجيل كل استخدام معه ،وذلك ألغراض تقييم التأثير .أي نَسخ لغرض آخر ،أو أعادة استخدام لهذا المطبوع ،أو ترجمته أو االقتباس منه، ينبغي الحصول على إذن بها ،وقد تفرض عليها رسوم .البريد اإللكترونيpolicyandpractice@oxfam.org.uk . : المعلومات الواردة في هذا المطبوع صحيحة وقت الدفع به إلى المطبعة Published by Oxfam GB for Oxfam International under ISBN 978-1-78077-316-2 in April 2013. Oxfam GB, Oxfam House, John Smith Drive, Cowley, Oxford, OX4 2JY, UK.
أوكسفام أوكسفام اتحاد دولي يضم 07منظمة تعمل معا ً في 93دولة ،ضمن حركة عالمية إلحداث التغيير، وبناء مستقبل متحرر من ظلم الفقر: أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام أوكسفام
أمريكا )(www.oxfamamerica.org أستراليا )(www.oxfam.org.au في بلجيكا )(www.oxfamsol.be كندا )(www.oxfam.ca فرنسا )(www.oxfamfrance.org ألمانيا )(www.oxfam.de بريطانيا )(www.oxfam.org.uk هونج كونج )(www.oxfam.org.hk الهند ()www.oxfamindia.org إنترمون )(www.intermonoxfam.org أيرلندا )(www.oxfamireland.org إيطاليا )(www.oxfamitalia.org اليابان )(www.oxfam.jp المكسيك )(www.oxfammexico.org نيوزيلندا )(www.oxfam.org.nz نوفيب )(www.oxfamnovib.nl كيبيك )(www.oxfam.qc.ca
لمزيد من المعلومات يمكنكم مراسلة أي ٍ من تلك المنظمات ،أو زيارة موقعنا www.oxfam.org؛ بريد
إلكترونيadvocacy@oxfaminternational.org :
www.oxfam.org 9