ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
ﺧﻄــﺔ إﺳـﺘﺮاﺗﺠﯿﺔ ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟـ " دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ "
ﻣﻔﻜﺮة اﻟﻔﻠﻮﺟﺔ – ﻣﺤﺮم ١٤٣١ھـ
٢
ﯾﻜﻦ ﻗﯿﺎم دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ إﻻ أﺷﻨﻊ اﻟﻜﻮاﺑﯿﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ھﻮ أﻗﻮى ﺿﺮﺑﺔ ﻟﻠﺤﺮب اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻋﻠﻰ دﯾﺎر اﻹﺳﻼم. و ذﻟ ﻚ ﻷن اﻟﺤ ﺮب ﻋﻠ ﻰ أﻓﻐﺎﻧﺴ ﺘﺎن ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ إﻻ ﻹﺳ ﻘﺎط اﻹﻣ ﺎرة اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ وإزاﻟ ﺔ اﻟﻨﻤ ﻮذج اﻟﺴﯿﺎﺳ ﻲ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ أرض اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻧﮭﺎﺋﯿ ﺎً ،ﻓ ْ ﺄن ﺗﺴ ﻘﻂ اﻹﻣ ﺎرة ﻓ ﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن و ﺗﻘﻮم ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮاق وﻓ ﻮق ھ ﺬا ﯾﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺐ ﻗﯿﺎﻣﮭ ﺎ ھ ﻮ اﻟﻘ ﻮات اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺳﻘﻄﺖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻌﺜﻲ اﻟﻤﺠﺮم وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﮭﻠﺖ ﻗﯿﺎم دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ -وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻗَﺪ َﻣ ْ ﺖ إﻻ ﻹﯾﺠﺎد ﻧﻤﻮذج ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ -ﻟﮭ ﻮ أﻣ ﺮ ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﮫ ﯾﺜﯿ ﺮ ﺟﻨ ﻮن اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﺑﺸ ﺪة ،ﻷن ﺛﻤ ﺮة ﺟﮭ ﺪھﻢ اﻟﻤﺘﻮاﺻ ﻞ وﺗﻀ ﺤﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﻤﺎدﯾ ﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ﻛﺎن ﺿﺨﻤﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،ﺛﻢ ﺑﻌ ﺪ ھ ﺬا ﻛﻠ ﮫ ﯾﺴ ﺮق اﻹرھ ﺎﺑﯿﻮن ﺛﻤ ﺮة ھ ﺬا اﻟﺠﮭ ﺪ ﻟﺼﺎﻟﺤﮭﻢ ﺑﮭﺬه اﻟﺴﮭﻮﻟﺔ ؟! و ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﻘﺬرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ واﺿﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﯿﮫ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ أوج ﻗﻮﺗﮭﺎ و ﻧﻔﻮذھﺎ اﻟﻮاﺳﻊ ..ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻔﺠﯿﺮات اﻷﺳﻮاق واﻟﻤﺤﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻗﺘﻞ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺘﮭﻤﺔ أﻟﺼﻖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ،وﻧﺤﻮ ھﺬا ﻣﻤﺎ رأﯾﻨﺎه اﺧﺘﻔﻰ وﺗﻼﺷﻰ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﺺ ﻧﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﺔ واﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮات اﻟﻤﺮﺗﺪة . ﻣﻊ أن ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺬرة ھﻲ ﻣﻦ أﺳﮭﻞ اﻷھﺪاف وأوﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ اﺳﺘﮭﺪاﻓﺎً ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ،ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻛﺒﯿﺮ ﺗﺨﻄﯿﻂ وإﻋﺪاد ! و ﻗﺪ ظﮭﺮت ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺮطﺔ اﻟﻤﺮﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ ﺻﻮر اﻟﺠﻨﻮد اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ وھﻢ ﯾﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﺰراﻋﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺒﻮات اﻟﻨﺎﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ وﺑﻌﻀﮭﺎ اﻧﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﺠﻨ ﺪي اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ﻓ ﻲ ﺷﺮﯾﻂ ﻣﺮﺋﻲ ﻣﺸﮭﻮر ،و ﻗﺪ أﻛﺪ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻮن ﻟﻠﺪوﻟﺔ -ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌ ﺪ -أن ﺗﻠ ﻚ اﻷﻓﻌ ﺎل اﻹﺟﺮاﻣﯿ ﺔ ھﻲ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ،و إن ﻛﺎن ھﺬا ﻣﺘ ﺄﺧﺮاً إﻻ أن اﻟﺸ ﻌﻮر اﻟﻌ ﺎم ﻟﻐﺎﻟﺒﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﺻ ّﺪق اﻹﻋﻼم اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﺣﯿﻨﺬاك ھﻮ اﻟﺘﻜﺬﯾﺐ ﺣﺎﻟﯿﺎً ﺑﻌﺪ ﺗﺄﻛﺪھﻢ ﻣﻦ ﺑﺮاءة اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻣﻤ ﺎ ﻧﺴ ﺐ إﻟﯿﮭ ﺎ زوراً وﺑﮭﺘﺎﻧﺎً ﻣﻦ أﻣﻮر ﻛﺜﯿﺮة . وﺑﮭﺬا ﯾﺘﻀﺢ ﺣﺠﻢ اﻟﺤﺮب اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ُﺷ ﻨﺖ ﻋﻠ ﻰ دوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ﻣﯿ ﺪاﻧﯿﺎ ً وﺗﻮظﯿ ﻒ ذﻟ ﻚ إﻋﻼﻣﯿﺎ ً ،ﻟﺪرﺟﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﻗﻨﺎة ﻓﻀﺎﺋﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﺼﺼﺖ ﻓﻲ ﺗﺸﻮﯾﮫ ﺻﻮرة اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﺳﺘﻐﻼل ﻣﻘﺘﻞ آﻻف اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎن ﺳ ﺒﺐ ﻣﻘ ﺘﻠﮭﻢ ﻣ ﻦ ﻗِﺒ ﻞ اﻟﻌ ﺪو ﺪ .. اﻟﺤﺎﻗ ٣
ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻌﻲ ﻹﺳﻘﺎط ھﺬه اﻟﺪوﻟﺔ و اﻟﻤﻔﺎرﻗ ﺔ ﺑﯿﻨﮭ ﺎ وﺑ ﯿﻦ ﺷ ﻌﺒﮭﺎ اﻟ ﺬي دﻋﻤﮭ ﺎ ﺑﻘ ﻮة وﻻ زال اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﯾﺎم اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﻣﻨﺎطﻘﮭﻢ. ﻛﻞ ھﺬه اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻀ ﺨﻤﺔ اﻟﺠﻨﻮﻧﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻷﺟ ﻞ اﻟﻜ ﺎﺑﻮس اﻟﻤﻔ ﺰع واﻟﺨﻄﺮ اﻷﻋﻈﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ وھﻮ وﺟﻮد دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺤﻜ ﻢ ﺑﺎﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ وﻻ ﺗﻌﺘ ﺮف ﺑﻘ ﻮاﻧﯿﻨﮭﻢ ﺔ اﻟﺪوﻟﯿ وﻻ أذﻧﺎﺑﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ. وﻣﻦ اﻟﻐﺮاﺋ ﺐ واﻟﻠﻄ ﺎﺋﻒ ..أن ﺗﻠ ﻚ اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻀ ﺨﻤﺔ وذﻟ ﻚ اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ اﻟﺠﺒ ﺎر ﻛﻠ ﮫ ﻛ ﺎن ﻹﺳﻘﺎط دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ أوﻟﻲ وھﺬا ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨ ﺎزع ﻓﯿ ﮫ ﻋﺎﻗ ﻞ ،وﻣ ﻊ ھ ﺬا ﻛ ﺎن ﺿ ﻤﻦ ھ ﺬا اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ ﺗﺠﺎھ ﻞ وﺟ ﻮد دوﻟ ﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿ ﺔ ﻟﮭ ﺎ ﻣﺤﺎﻛﻤﮭ ﺎ وﻗﻀ ﺎﺗﮭﺎ وأﻣﺮاؤھ ﺎ اﻟﻤﻨﺘﺸ ﺮﯾﻦ ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺎطﻖ أھ ﻞ اﻟﺴ ﻨﺔ ،ﻣ ﻊ أﻧﮭ ﻢ ﯾﺘ ﺪاوﻟﻮن ﺣﻘﯿﻘ ﺔ وﺟﻮدھ ﺎ وﯾﺘﺤ ﺪﺛﻮن ﻋ ﻦ إﻧﺠﺎزاﺗﮭ ﺎ ﺳ ﺮاً ،ﻛﻤ ﺎ ﺑﺜ ﺖ ﻣﺆﺳﺴ ﺔ اﻟﻔﺮﻗ ﺎن ﻟﻠﻤﺮﺗ ﺪ "ﻏ ﺎﻧﻢ" ﻣ ﺪﯾﺮ ﺷ ﺮطﺔ دﯾ ﺎﻟﻰ ﺷ ﺮﯾﻄﺎً ﻣﺮﺋﯿﺎ ً وھﻮ ﯾﺘﺤﺪث ﻋﻦ وﺟﻮد ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓ ﻲ دﯾ ﺎﻟﻰ وﻋ ﻦ ﺳ ﯿﻄﺮة اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻏﻠ ﺐ اﻟﻤﻨﺎطﻖ. وﻣ ﻊ ﻛ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺴ ﺨﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟ ﺔ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ إﻧﺘﺮﻧﺘﯿ ﺔ و أﻧﮭ ﺎ ﻣﺠ ﺮد ﻛﯿﻠ ﻮ ﺑﺎﯾﺘ ﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺒﻜﺔ ٌ ﻣﺮﺗﮭﻦ وﺟﻮدھﺎ ﺑﺎﻟﻜﮭﺮﺑﺎء ..ﻓﻘﺪ ظﮭﺮت اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ ھﺆﻻء اﻟﺴﺎﺧﺮﯾﻦ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﯿﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﻮا ﻣﻦ ﺳﻘﻮط اﻟﺪوﻟﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ اﻟﺘ ﻲ ﻛﺎﻧ ﺖ ﺗﺤﻜﻤﮭ ﺎ ،ﻓﺴ ﺨﺮوا ﻣ ﺮة أﺧﺮى ﻣﻦ ﺳﻘﻮط اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﺮاف ﺻﺮﯾﺢ وﺗﻜﺬﯾﺐ واﺿﺢ ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ ﺣﻮل زﻋﻤﮭﻢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ دوﻟﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد دوﻟﺔ وھﻤﯿ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻘﻄﺖ ،ﻓ ﺎﻟﻮھﻢ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ وﺟﻮد ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮم أو ﯾﺴﻘﻂ !! .
********
٤
إن اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻛﻤ ﺎ ﺳ ﻘﻄﺖ ﺑﻌ ﺪ أن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﻮﻟﮭﺎ ﻓ ﻲ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ ،ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺘﻌﻮد ﺳ ﺑﺈذن ﷲ -وھ ﺬه ﺳ ﻨﺔ ﷲ اﻟﻜﻮﻧﯿ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺘﺒ ﺪل ﺑ ﺄن ﯾﺒﺘﻠ ﻲ ﷲ أھ ﻞ اﻹﯾﻤ ﺎن وﯾﻤﺘﺤ ﻨﮭﻢوﯾﻤﺤﺼﮭﻢ ،وﻟﻌﻞ ھﺬا اﻻﺑﺘﻼء اﻟﻤﺒﻜﺮ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻦ رﺣﻤﺔ ﷲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ،ﻟﺌﻼ ﯾﻜ ﻮن اﻻﺑﺘﻼء ﻣﺘ ﺄﺧﺮاً ﻛﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺎن ﻓﯿﻔﺘ ﺘﻦ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺑﺄﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻘ ﻮم ﻟﻺﺳﻼم دوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺴﺘﺪﻟﯿﻦ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﺎن وﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق. و ﻟﯿﺲ ﻣﻌﻨ ﻰ ھ ﺬا أن اﻻﺑ ﺘﻼء واﻟﺘﻤﺤ ﯿﺺ ﺳ ﯿﺘﻮﻗﻒ ،ﺑ ﻞ ھ ﻮ ﻣﺴ ﺘﻤﺮ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ،وﻟﻜﻨ ﮫ - ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺴﻨﻦ اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ -ﻟﻦ ﯾﻜﻮن ﺑﮭﺬا اﻟﻌﻤ ﻮم اﻟﻜﺒﯿ ﺮ وﺑﮭ ﺬا اﻟﺤﺠ ﻢ اﻟﻀ ﺨﻢ اﻟﻮاﺳ ﻊ ،وﻻ أدل ﻣﻦ ھﺬا ﺳﻮى وﺟ ﻮد ﻗﺮاﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ١٠٠أﻟ ﻒ ﻣﺮﺗ ﺪ ﺻ ﺤﻮي ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻮﻗ ﺖ وھ ﻢ ﻓ ﻲ ﺮ ﺎﻗﺺ ﻛﺒﯿ ﺗﻨ ﺑ ﺤﻤ ﺪ ﷲ . -ﺺ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻣ ﻦ اﺑ ﺘﻼء اﻟﺼ ﺤﻮات اﻟﺴ ﺎﺑﻖ، و ﻣﻦ ھﺬه اﻻﺑﺘﻼءات اﻟﻘﺎدﻣﺔ واﻟﺘﻲ ھﻲ أﺧَ ّ وﺟﻮد اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ورﻣﻮزھﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺮﺿ ﻰ ﻋﻨﮭ ﺎ أﻣﺮﯾﻜ ﺎ وﻟ ﻮ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺟﺰﺋﻲ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ رﺿﺎ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ اﻟﻤﺠﺎورة . ﻷن أﻣﺮﯾﻜﺎ إن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ إﯾﺠﺎد ﻋﻤﯿﻞ ﺧﺎﻟﺺ ) ﻛﺮزاي ( ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻠﻘﻰ اﻟﻘﺒﻮل ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس، ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺳﺘﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺪﯾﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ اﻟ ﺬي ﯾﻤﻜ ﻦ ﺗﻄﻮﯾﻌ ﮫ ،و ھ ﻢ اﻟﻮطﻨﯿ ﻮن ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاط واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ،واﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺸﻜﯿﻠﮭﻢ واﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻋﺒﺮ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺘﻲ ﯾﺴﻌﻮن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ،ﻛﺎﻋﺘﺮاف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻣ ﻢ اﻟﻤﺘﺤ ﺪة واﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﻛﺮﺳ ﻲ ﻓﯿﮭﺎ ،و اﻟﺪﺧﻮل ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ. ﻓﺈن ھﺆﻻء ھﻢ اﻟﺤﻞ اﻷﻧﺴﺐ ﻟﻠﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ..ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻹرھﺎﺑﯿﻮن اﻟ ﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺮﺿ ﻮن ﺑﻐﯿ ﺮ ﺣﻜ ﻢ ﷲ وﺗﺤﻜﯿﻢ ﺷﺮﻋﮫ ﻟ ﻦ ﯾﻤﻜ ﻦ اﻟﻀ ﻐﻂ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻟﺘﻄ ﻮﯾﻌﮭﻢ وإرﻏ ﺎﻣﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄﺒﯿ ﻖ ﻣ ﺎ ﯾﺮﯾ ﺪ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن ﻣﻨﮭﻢ ،ﻛﻤﺎ ﯾﻔﻌﻠﻮن ﻣﻊ ﺑﻘﯿﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . وﻣﻮاﺟﮭ ﺔ ھ ﺆﻻء ھ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺻ ﻌﺒﺔ وﺣﺮﺟ ﺔ ،ﺗﺤﺘ ﺎج اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻓﯿﮭ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﺤﻜﻤ ﺔ واﻟﺤﻨﻜﺔ اﻟﻤﻌﮭﻮدة ﻣﻨﮭﻢ ،ﻓﺎﻟﺤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺣﺪه ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺳﯿﻄﺮة دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻌﺮاق ،ﻓﺎﻟﺤﺮوب اﻷھﻠﯿﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠ ﻮم ﻻ ﺗﺤﺴ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ إﻻ ﻋﻨ ﺪ ﺗ ﺪﺧﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﻮى اﻷﺧ ﺮى ﻟ ﺪﻋﻢ ط ﺮف ﻋﻠ ﻰ ط ﺮف ،ﻷن اﻟﻄ ﺮﻓﯿﻦ ﯾﺴ ﺘﻤﺪون ﻗ ﻮﺗﮭﻢ ٥
واﺳ ﺘﻤﺮارھﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺒﯿﺌ ﺔ اﻟﺤﺎﺿ ﻨﺔ اﻟﺸ ﻌﺒﯿﺔ ،واﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻣﻨﻘﺴ ﻤﺔ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﺑﺤﺴ ﺐ اﻷطﺮاف اﻟﻤﺘﺼﺎرﻋﺔ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ھﺬه اﻟﺤﺮب دون أي ﻧﺘﯿﺠﺔ. ﻓﮭ ﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮوﻧ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ وﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻛﺎء واﻻﺳ ﺘﺨﺪام اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﺪﻋﺎﺋﻲ اﻟﺠﯿﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي أﻣﺮ آﺧﺮ. وھﺆﻻء اﻟﻮطﻨﯿﻮن ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ھﻢ ﺑﯿﻦ ﻧﻮﻋﯿﻦ : اﻷول :ﺑﺴ ﻄﺎء أو ﺟﮭﻠ ﺔ ﻻ ﯾﮭﻤﮭ ﻢ ﻛﺜﯿ ﺮاً ﺳ ﻮى اﻟﻌ ﯿﺶ ﺗﺤ ﺖ ظ ﻞ ﻧﻈ ﺎم ﻻ ﯾﻈﻠﻤﮭ ﻢ ،وﻻ ﯾﻮاﺟﮫ أﯾﺔ ﻣﺼﺎﻋﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﯾﻈﻨﮭﺎ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮫ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أوﻻده وأﺑﻨﺎء ﺑﻠﺪه . وﻣﺎ دام اﻟﺤﻞ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿ ﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠ ﺔ وﺧﻄ ﺐ ودھ ﻢ وﻋ ﺪم اﺳ ﺘﻔﺰازھﻢ ﻓﺈﻧﮭﻢ ﺳﯿﺆﯾﺪون ھﺬا وﯾﺴﻌﻮن ﻟﮫ . وﯾﻈﻨﻮن ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أن إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻨﺒ ﻮة ﻻ ﺗﮭ ﺘﻢ ﺑﺮﺿ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﺎ دام ﯾُﻐﻀﺐ ﷲ ،و ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺮﺿﻰ ﷲ وﻟﻮ أﻏﻀﺐ اﻟﻨﺎس ،ﺳﯿﺠﻌﻠﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﺻﻌﺒﺔ وﯾﻔﺘﻨﮭﻢ ھﺬا ﻋﻦ دﯾﻨﮭﻢ وﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻼد وﻧﺤﻮ ھﺬا . واﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺗﺠﺎر اﻟﺠﮭﺎد وﻣﺼﺎﺻﻮ اﻟﺪﻣﺎء ،اﻟﻤﺘﺴ ﻠﻘﻮن ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤ ﺎﺟﻢ اﻟﺸ ﮭﺪاء ،اﻟﻌﺮﻓ ﺎﺗﯿﻮن اﻟﺠﺪد ،أﺟﺪادھﻢ ھﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻟﻨﺎ أﻣﺜﺎل :ﻋﺒﺎس وﺑﻮﺗﻔﻠﯿﻘﺔ وﻣﺒﺎرك وﻏﯿﺮھﻢ. وﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﻮﻋﯿﻦ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺗﺒﻌﺎ ً ﻻﺧﺘﻼﻓﮭﻢ ،واﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻨﮭﻢ دﻗﯿ ﻖ ،وﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺤﺸﺮھﻢ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ واﺣﺪة ﻟﺌﻼ ﻧﻈﻠﻤﮭ ﻢ ،وﻋﺎﻗﺒ ﺔ اﻟﻈﻠ ﻢ وﺧﯿﻤ ﺔ ،ﻓﺪوﻟ ﺔ اﻟﻈﻠ ﻢ ﺳ ﺎﻋﺔ ودوﻟﺔ اﻟﻌﺪل إﻟﻰ ﻗﯿﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ. و ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮة ﺳﺘﺘﻨﺎول -ﺑﺈذن ﷲ -ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﻮﻗﻒ دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ھ ﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ..ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻧﺴ ﺤﺎب ﻏﺎﻟ ﺐ ﻗ ﻮات اﻟﻌ ﺪو ﺑﻌ ﺪ ﻗﺮاﺑ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻣﯿﻦ ﻓ ﻲ ظﺮف أﻓﻀﻞ وﻣﻮﻗﻊ أﻗﻮى ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ً وﻋﺴﻜﺮﯾﺎ ً ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮوع اﻹﺳﻼﻣﻲ ھﻮ اﻟ ﺬي ﻋﻠﻰ أھﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﻮﻟﻲ زﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻌﺮاق. وﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻮﺿﻊ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ..أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﺴﻌﻰ ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ ﻣﻮﻗﻔﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﺳﺘﻌﺪاداً ﻟﻠﻤﻮﻋﺪ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪو اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ﺑﺎﻧﺴ ﺤﺎب ﻏﺎﻟﺒﯿ ﺔ ﻗﻮاﺗ ﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،وھﻢ ﻋﻠﻰ أﺿﺮب ﺷﺘﻰ ﻓﻲ طﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ. ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺴﻌﻰ ﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﺑﮫ ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺳﺘﻼم زﻣﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻔﻌ ﻞ ھ ﺬا اﻻﻋﺘ ﺮاف و ھ ﺬا اﻟﺘﻮاط ﺆ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ﺑﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘﻨ ﺎزﻻت اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ و اﻟﻤﺸﮭﻮرة . و ﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺴﻌﻰ ﻻﻋﺘﺮاف ﻋﻤﻼء اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻟﻜ ﻲ ﯾﺘﺤﺎﺷ ﻰ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﯾﺤﺮﺟﮫ أﻣﺎم ﺟﻤﮭﻮره . و ﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ رﺑﮫ ،ﺳﺎﻟﻜﺎ ً ﻣﺎ ﺷﺮﻋﮫ ﻟ ﮫ رﺑ ﮫ ،ﻗﺎﺻ ﺪاً ﻟﻠﺴ ﺒﻞ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ ﻟﻠﺘﻤﻜ ﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض و اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺖ ﻷھﻞ اﻹﯾﻤﺎن و اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ . و ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻧﺴﻄﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﺮأ ،و إﻟﯿﮭﻢ ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺮوف ﻧﻘﺼﺪ ،ﻷن ﻏﯿﺮھﻢ ﻗﺪ اﻟﺘﺠﺆوا إﻟﻰ طﺮق ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻣﻮﺣﺸﺔ ،ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ اﻷﺳﺒﺎب و اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﺧﻄﯿﺮة اﻵﺛﺎر و اﻟﻌﻮاﻗﺐ . ٦
و ﺳﻠﻮك طﺮﯾﻖ اﻟﺤﻖ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﻟﻸﺳﺒﺎب و ﻣﻨﮫ :اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ اﻟﻮاﺿ ﺢ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺬي أﻣﺮ ﷲ ﺑﮫ ﻋﺒﺎده اﻟﻤﻮﺣﺪﯾﻦ ﺣﯿﻦ ﻗﺎل َ ) :وأَ ِﻋ ﱡﺪ ْ وا ﻟَﮭُ ﻢ ﱠﻣ ﺎ ا ْﺳ ﺘَﻄَ ْﻌﺘُﻢ ﻦ ﻗُ ﱠﻮ ٍة ( ﱢﻣ و اﻟﻘﻮة ﺗﺸﻤﻞ ﻗﻮﺗﻲ اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﻌﻠﻢ . ﻓﻨﺮﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺳﮭﻤﺎً ﻧﻀﺮﺑﮫ ﻣﻊ إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﺮﺗﻀﻮا ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻤ ﻨﮭﺞ اﻟﺤ ﻖ ﻣﺴ ﻠﻜﺎً و ﺳ ﺒﯿﻼً ،و ﻟ ﻢ ﺗﺨ ﺪﻋﮭﻢ أو ﺗﻐ ﺮھﻢ ﺳ ﺒﻞ اﻟﺸ ﯿﺎطﯿﻦ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ اﻟﺬﯾﻦ أﻣﺮﻧﺎ ﷲ ﺑﺴﻠﻮﻛﮫ ،ﻓﻘﺎل : اطﻲ ُﻣ ْﺴﺘَ ِﻘﯿﻤﺎً ﻓَﺎﺗﱠ ِﺒﻌُﻮهُ َوﻻَ ﺗَﺘﱠ ِﺒﻌ ْ ق ِﺑ ُﻜ ْﻢ ﻋَﻦ َﺳ ِﺒﯿ ِﻠ ِﮫ ( . ُﻮا اﻟ ﱡﺴﺒ َُﻞ ﻓَﺘَﻔَ ﱠﺮ َ ﺻ َﺮ ِ ) َوأَ ﱠن ھَـ َﺬا ِ و أن ﺗﻨﺎل ھﺬه اﻷﺳﻄﺮ اﻟﺸﺮف ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي أوﺟﺒﮫ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﺣﯿﻦ ﻗﺎل : ) َو َﻛﺎنَ َﺣﻘّﺎ ً َﻋﻠَ ْﯿﻨَﺎ ﻧَﺼْ ﺮُ ْاﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨِﯿﻦَ ( . ﻧﺴﺄل ﷲ أن ﯾﻌﺰ دﯾﻨﮫ و ﯾﻨﺼﺮ ﻛﺘﺎﺑﮫ و ﯾﻌﻠﻲ ﻛﻠﻤﺘﮫ إﻧﮫ وﻟﻲ ذﻟﻚ و اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﯿﮫ .
٧
ﺗﻮطﺌﺔ
ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﺴ ﺘﺪل اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن و أذﻧ ﺎﺑﮭﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻼء و ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎﻋﯿﻦ ﻟﮭ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ، ﺣﻮل ظﻠﻢ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻟﻠﻨ ﺎس أﺛﻨ ﺎء ﺳ ﯿﻄﺮﺗﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ ،و أن ھ ﺬه اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻟﺘﺤﻤ ﻞ اﻟﺴ ﻼح و ﺗﻄ ﺮد ﻛﺘﺎﺋ ﺐ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﻨ ﺎطﻘﮭﻢ إﻻ ﻟﺒﻐ ﯿﮭﻢ و اﺳ ﺘﮭﺎﻧﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟ ﺪﻣﺎء و ﺗﻜﻔﯿﺮھﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﺸﮭﻮر . و اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ھﺬا ﻟﯿﺲ ﻻزﻣﺎً إطﻼﻗﺎ ً ً ،ﻓﻘ ﺪ رأﯾﻨ ﺎ ارﺗ ﺪاد أﻛﺜ ﺮ ﻗﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰﯾ ﺮة أﺛﻨﺎء ﺧﻼﻓﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ ،ﻓﮭﻞ ﻛ ﺎن -رﺿ ﻲ ﷲ ﻋﻨ ﮫ -ظﺎﻟﻤ ﺎ ً ﻓ ﻲ ﺣﻜﻤ ﮫ ،ﻣﺴ ﺘﺒﯿﺤﺎً ﻟﺪﻣﺎﺋﮭﻢ آﺧﺬاً ﻷﻣﻮاﻟﮭﻢ ﻗﺒﻞ ردﺗﮭﻢ ؟ ﺣﺎﺷﺎه ذﻟﻚ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ . - ﻓﮭﺬا ﻣﺜﺎل ﺗ ﺎرﯾﺨﻲ ﯾﺜﺒ ﺖ ﺧﻄ ﺄ ھ ﺬا اﻻﺳ ﺘﺪﻻل ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻮن أن اﻟﺨﻄ ﺄ ھ ﻮ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﺤﺾ ﺧﻄ ﺄ ﺑ ﻞ ﻛﻔ ﺮ و ردة ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ و اﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﻋﺪد ﺟﯿﻮﺷﮭﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻌﮭﺎ -ﺑﺤﺴ ﺐ اﻟﻤ ﺆرﺧﯿﻦ -اﻷﻋ ﺪاد اﻟﺮﺳ ﻤﯿﺔ ﻟﻠﺼ ﺤﻮات ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق (١) . ھﺬا ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﻌﻘﻠﻲ ،أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻷدﻟﺔ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة ﺗﻔﺴﺮ ﺑﺴ ﮭﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﺎء اﻻﺟﺘﻤ ﺎع ،ﻟﺘﺆﻛ ﺪ ﻟﻨ ﺎ أن اﻟﻈ ﺎھﺮة اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮﯾﺔ ﻛﺎﻟﺼ ﺤﻮات ﻓ ﻲ وﺟ ﮫ دوﻟ ﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،و ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ،ﻟﯿﺴﺖ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ أو ﻛﺜﺮة اﻷﺧﻄﺎء أو اﻟﺸﻌﻮر ﺑ ﺎﻟﻈﻠﻢ و ﻧﺤ ﻮ ھ ﺬا ﻣﻤﺎ ﯾﺬاع ﺣﻮل دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﺣﺎﻟﯿﺎ ً . و اﻟﺤﻘﯿﻘ ﺔ أن اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮ ﺗﺤﻜﻤﮭ ﺎ ﻋ ﺎدات و ﺗﻘﺎﻟﯿ ﺪ ﺗ ﺆﺛﺮ ﺑﺸ ﻜﻞ ﻛﺒﯿ ﺮ ﻋﻠ ﻰ أﻓ ﺮاد اﻟﻘﺒﯿﻠ ﺔ، و ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎدات : أ -ﻻ ﯾﺴﺄﻟﻮن أﺧﺎھﻢ ﺣﯿﻦ ﯾﻨﺪﺑﮭﻢ * ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺋﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎل ﺑﺮھﺎﻧﺎ : أي :اﻧﺼﺮ أﺧﺎك ظﺎﻟﻤﺎً أو ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ً ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺠﺎھﻠﻲ ﻻ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟ ﺬي ﻗ ﺮره اﻹﺳ ﻼم ،و ھ ﺬا راﺟ ﻊ إﻟ ﻰ أن اﻟﻘﺒﯿﻠ ﺔ ﺗﻮﺟ ﺪ ﻧﻮﻋ ﺎ ً ﻣ ﻦ اﻟﻌﺼ ﺒﯿﺔ ﻟﻸﻓ ﺮاد اﻟﻤﻨﺘﻤ ﯿﻦ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﺮﺑ ﺎط اﻟﻘﺒﻠﻲ ،و ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ھﻲ اﻟﻨﺼﺮة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ و اﻟ ﺘﻼﺣﻢ ﺿ ﺪ ﻏﯿ ﺮھﻢ ،ﻗ ﺎل اﻟﻌﻼﻣ ﺔ اﺑ ﻦ ﮫﷲ:- ﺪون -رﺣﻤ ﺧﻠ ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ طﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻷﻗﻞ ،و ﻣﻦ ﺻﻠﺘﮭﺎ اﻟﻨﻌﺮة ﻋﻠﻰ ذوي اﻟﻘﺮﺑﻰ و أھﻞ ) (١ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻄﱪي -رﲪﻪ اﷲ : -ﳌﺎ ﻓﺼﻞ أﺳﺎﻣﺔ ﻛﻔﺮت اﻷرض و ﺗﻀﺮﻣﺖ وارﺗﺪت ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ إﻻ ﻗﺮﻳﺸﺎ وﺛﻘﻴﻔﺎ ا.ﻫـ اﻧﻈﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﱪي ٢٩٢-٢٧٥-٢٥٤/٢ :و ﻏﲑﻫﺎ .
٨
اﻷرﺣﺎم أن ﯾﻨﺎﻟﮭﻢ ﺿﯿﻢ أو ﺗﺼﯿﺒﮭﻢ ھﻠﻜﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺮﯾﺐ ﯾﺠﺪ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﮫ ﻏﻀﺎﺿ ﺔ ﻣ ﻦ ظﻠ ﻢ ﻗﺮﯾﺒﮫ أو اﻟﻌﺪاء ﻋﻠﯿﮫ ،و ﯾﻮد ﻟﻮ ﯾﺤﻮل ﺑﯿﻨﮫ و ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺼﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎطﺐ و اﻟﻤﮭﺎﻟﻚ ...إذ اﻟﻨﺴﺐ أﻣﺮ وھﻤ ﻲ ﻻ ﺣﻘﯿﻘ ﺔ ﻟ ﮫ و ﻧﻔﻌ ﮫ إﻧﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻮﺻ ﻠﺔ و اﻻﻟﺘﺤ ﺎم ،ﻓ ﺈذا ﻛ ﺎن ظﺎھﺮاً واﺿﺤﺎ ً ﺣﻤﻞ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺘﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﺮة ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎه .ا.ھـ)(٢ و اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻀﯿﻢ ،ﻟﯿﺲ ﻛﻮن اﻟﻤﺮء ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ً ،ﺑﻞ ﺣﺘﻰ و ﻟﻮ ﻛﺎن ظﺎﻟﻤﺎ ً و أراد اﻟﻤﻈﻠ ﻮم اﻻﻧﺘﺼ ﺎر ﻟﻨﻔﺴ ﮫ ﻓ ﺈن ھ ﺬا ﻓ ﻲ ﻋ ﺮف اﻟﻘﺒﯿﻠ ﺔ ﯾﻌﺘﺒ ﺮ ﺿ ﯿﻤﺎ ً ﯾﺠ ﺐ دﻓﻌ ﮫ ،و ﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺧﻠﺪون :أو ﺗﺼﯿﺒﮭﻢ ھﻠﻜﺔ ،ﻓﺄي أذى ﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻌﺸﯿﺮة ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺳﺒﺒﮫ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺳﺒﺐ ﻟﻨﺼﺮﺗﮫ و اﻟﻮﻗﻮف ﻣﻌﮫ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﺴﺎﺑﻖ . و ﻗﺎل اﻷزھﺮي :اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ أن ﯾﺪﻋﻮ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻧﺼﺮة ﻋﺼﺒﺘﮫ و اﻟﺘﺄﻟﺐ ﻣﻌﮭ ﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻨ ﺎوﺋﮭﻢ ظ ﺎﻟﻤﯿﻦ ﻛ ﺎﻧﻮا أو ﻣﻈﻠ ﻮﻣﯿﻦ .ا.ھ ـ) ، (٣ﻓﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ ﺻ ﺮﯾﺢ ﻓ ﻲ أن اﻻﻟﺘﺤ ﺎم اﻟﺸ ﻌﺎﺋﺮي ﺿ ﺪ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ،ﻻ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﺮ واﺣ ﺪ ﻛﻤ ﺎ ﯾﺤ ﺎول اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن و ﻣﺮاﻛ ﺰ دراﺳﺎﺗﮭﻢ ﺗﺼﻮﯾﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻓﺎﻟﻨﺼ ﺮة اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮﯾﺔ ﻣﻌﺮوﻓ ﺔ و ﻣﺸﮭﻮرة و ﻻ ﺗ ﺪل ﺑﺎﻟﻀ ﺮورة ﻋﻠ ﻰ ﺧﻠ ﻞ ﻓ ﻲ ﺳﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ،و ﻣﺜ ﺎل اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ دﻟﯿﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ ھ ﺬا ،و ﻓ ﻲ ﺗ ﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻐ ﺮب اﻹﺳ ﻼﻣﻲ و اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ھﺬا أﯾﻀﺎ ً . و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ ﺗﺤﻤﯿ ﻞ دوﻟ ﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ أو ﻣ ﺎ ﯾﺴ ﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت اﻟﺨﺎطﺌ ﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ظﮭﻮر اﻟﺼﺤﻮات ،ﻓﮭﺬه ﺗﮭﻤﺔ ﺻﻠﯿﺒﯿﺔ ﻓﺮﺿﮭﺎ ﻋﺒﺮ اﻹﻋﻼم ،و ﻟﮭ ﺬا ﻧﺮى ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮭﺎ و ﺗﺼﺮﯾﺤﺎﺗﮭﺎ ،ﻷﻣﺮﯾﻦ : اﻷول :ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺒﺮؤ ﻣﻦ ﻛﻮن ھﺬه اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﺮﺗﻊ ﺧﺼ ﺐ و ﻋ ﺶ ﻣﺜ ﺎﻟﻲ ﻟﺘﻔ ﺮﯾﺦ اﻟﺼﺤﻮات ،و ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ أن ﻛﺒﺎر ﻗﺎدة اﻟﺼ ﺤﻮة اﻟﻤﺮﺗ ﺪة ﻣ ﻦ ھ ﺬه اﻟﻔﺼ ﺎﺋﻞ اﻟﻮطﻨﯿ ﺔ ،ﻛ ﺄﺑﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺬي اﻋﺘﺮف أﻧﮫ ﻋﻤﯿﻞ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﺗﺒﺮؤ ﻓﺼﯿﻠﮫ ﻣﻨﮫ ﻣﻊ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪ اً ﻟﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮﯾﺔ ﻛﻤﺎ ﺻ ﺮح ھ ﻮ ﺑﻨﻔﺴ ﮫ ،و ﻛ ﺄﺑﻲ أطﯿ ﺎف و ﺷ ﺬر و ﻏﯿ ﺮھﻢ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺎدة اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت . اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻧﺒﺰ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ أوﻟﻲ و ﺑﻘﯿ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ اﻟﺼ ﺎدﻗﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻹرھﺎﺑﻲ ،ﺑﺄن ﺗﺼ ﺮﻓﺎﺗﮭﻢ اﻹرھﺎﺑﯿ ﺔ و اﻟﻤﺘﺸ ﺪدة ﻛﺎﻧ ﺖ ھ ﻲ وراء اﻟﺼﺤﻮة و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ وراء ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻣﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎد أو اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﺴ ﻤﻮﻧﮫ ،ﻣﻄﺒﻘ ﯿﻦ اﻟﻤﺜ ﻞ اﻟﻘﺎﺋﻞ :رﻣﺘﻨﻲ ﺑﺪاﺋﮭﺎ واﻧﺴﻠﺖ (٤) . ب -ﻛﻮن أﻏﻠﺐ أﻓﺮاد اﻟﺼﺤﻮة ھ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب اﻟﺼ ﻐﺎر ،و اﻟ ﺬﯾﻦ ھ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎدة ﯾﺤﺒ ﻮن اﻟﻈﮭﻮر ﺑﻤﻈﮭﺮ اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ و ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻐﺎﻣﺮات و اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺒﻄﻮﻟﯿﺔ و ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص .
) (٢ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ص. ١٣٨ )(٣
ﺬﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ . ٣٠/٢
) (٤ﳎﻤﻊ اﻷﻣﺜﺎل ٢٨٦/١ ٩
و ھﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻊ ﻓﺮاﻏﮭﻢ و ﻗﻠﺔ دﯾﺎﻧﺘﮭﻢ ،ﻓﺈن اﻧﺘﻤﺎء أﻗﺮاﻧﮭﻢ ﻟﻠﺼﺤﻮة ھﻮ ﺳﺒﺐ ﻣﻘﻨﻊ و داع ﻗﻮي ﻟﻤﺸﺎﺑﮭﺘﮭﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷول :إن اﻟﻘﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرن ﯾﻘﺘﺪي ) ،(٥ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺎل ٍ ً اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻐﺮﯾﺎ ﻟﻤﻦ ھﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ أﺳﻨﺎﻧﮭﻢ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ،و اﻟﺘﺄﯾﯿ ﺪ اﻟ ﺬي ﯾﻼﻗﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ ﺷ ﯿﻮخ ﻋﺸ ﯿﺮﺗﮫ اﻟﺨﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ رؤوس اﻟﺼ ﺤﻮة ،و ﻣﻘﺘ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺨﻮﻧ ﺔ اﻟﻤﺮﺗ ﺪﯾﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺘﻤ ﯿﻦ ﻟﻘﺒ ﺎﺋﻠﮭﻢ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ..ھ ﺬا ﻛﻠ ﮫ ﻛ ﺎف ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﯾﻦ أﻋ ﺪاد ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻮات ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ،و ھ ﺬا ﻣ ﺪﻓﻮع ﺑﻤ ﺎ ﯾُﻐﯿّ ﺐ ﺗﺄﻧﯿ ﺐ اﻟﻀ ﻤﯿﺮ ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻷﻓﻌ ﺎل اﻟﺨﯿﺎﻧﯿ ﺔ ،ﻣ ﻦ اﻷز اﻹﻋﻼﻣ ﻲ اﻟﮭﺎﺋ ﻞ ﻋﻠ ﻰ إﺟ ﺮام اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ و ظﻠﻤﮭ ﻢ و ﺑﻄﺸﮭﻢ ،و ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ و اﻟﺘﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻣ ﻦ ﺟ ﻨﺲ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﯿﮫ اﻹﻋﻼم ﻣ ﻦ ﺗﻔﺠﯿ ﺮ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ و اﻟﺠﻮاﻣ ﻊ ،ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌ ﻲ ﺟ ﺪاً أن ﺗﺨ ﺮج ﻟﻨ ﺎ ظﺎھﺮة ﻛﻈﺎھﺮة اﻟﺼﺤﻮة و ﺑﮭﺬه اﻟﻀﺨﺎﻣﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ . ھﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﻈﮭﺮ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﺼﺤﻮات اﻟﻌﺸﺎﺋﺮﯾﺔ ،و أﻧﮫ ﻻ ﺻ ﺤﺔ ﻟﻤ ﺎ ﯾﺰﻋﻤ ﮫ اﻷﻋ ﺪاء ﻣ ﻦ ﻛ ﻮن ھ ﺬه اﻟﺼ ﺤﻮة ظﮭ ﺮت ﻧﺘﯿﺠ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﯾﺴ ﻤﻰ ﺑﺎﻷﺧﻄ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ارﺗﻜﺒﮭ ﺎ اﻟﻤﺠﺎھﺪون ،أو إرﻏﺎم اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻌﺔ أو ﺗﻜﻔﯿﺮھﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﮭﻢ و ﻧﺤﻮ ھﺬا . ﺧﺼﻮﺻﺎ ً إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أول أﻣﺮ ھﺬه اﻟﺼﺤﻮات اﻟﻤﺮﺗﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﯿﺚ ﻧﺸﺄت ﻛﺘﺎﺋﺐ اﻟﺤﻤﺰة و اﻟﺘ ﻲ ھ ﻲ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺷ ﺮطﺔ ﺳ ﺮﯾﺔ ﺗﻜﻮﻧ ﺖ ﺑﺘﺨﻄ ﯿﻂ أﻣﺮﯾﻜ ﻲ و ﻣ ﻦ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﯿ ﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿ ﺔ و ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺰب اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﻤﺠ ﺮم ﻛﻤ ﺎ ﺗﺒ ﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺛ ﺎﺋﻖ اﻟﻤﺴ ﺮﺑﺔ ﻣ ﻦ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﯿ ﺔ ﻓﯿﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ،و ذﻟ ﻚ ﻗﺒ ﻞ إﻋ ﻼن اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺑﺄﺷ ﮭﺮ ﻗﻠﯿﻠ ﺔ ،ﺣﯿ ﺚ ﻛ ﺎن أول أﻣ ﺮھﻢ ھ ﻮ إظﮭﺎرھﻢ ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ ﻛﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻟﻠﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻣﻤﺎ ﺣﺪا ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ إﻟﻰ دﻋﻤﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼح و اﻟﻤ ﺎل ،و ﻟﻜ ﻨﮭﻢ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾﺒﯿﺘ ﻮن أﻣ ﺮاً آﺧ ﺮ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺑ ﺪؤوا ﻋﻤﻠﯿ ﺔ ﺗﺼ ﻔﯿﺔ و اﻏﺘﯿ ﺎل ﻣ ﻨﻈﻢ ﻟﻠﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣ ﻊ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ اﻻﺑﺘﻌ ﺎد ﻋ ﻨﮭﻢ و ﺗﺠﻨ ﺐ ﻣ ﻮاﺟﮭﺘﮭﻢ ، ﻟﺌﻼ ﺗﻨﺼﺮف اﻟﺠﮭﻮد إﻟﻰ ﻏﯿﺮ اﻷﻣﺮﯾﻜﺎن و ﻟﺌﻼ ﯾﺴﺒﺐ ھﺬا ﺳﺨﻄﺎ ً ﺷﻌﺒﯿﺎ ً . و ﻗﺪ أﻛﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ أن ھ ﺬه اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟﺘ ﻲ ﺑﺮرھ ﺎ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون ﺑﺘ ﺄﺧﯿﺮ ﻗﺘ ﺎل ھ ﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻤﺮﺗﺪة ) ﻛﺘﺎﺋﺐ اﻟﺤﻤﺰة ( ھﻲ أﺧﻄﺎء ﻛﺒﯿﺮة ارﺗﻜﺒﮭ ﺎ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون ﺣﯿﻨﮭ ﺎ ،ﻷﻧﮭ ﻢ اﻟﺘﻔﺘﻮا إﻟﻰ رﺿﺎ اﻟﻨﺎس و ﻟﻢ ﯾﻠﺘﻔﺘﻮا إﻟﻰ رﺿﺎ ﷲ ﺑﻘﺘﻞ ھﺆﻻء اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﯿﻦ أﻣﺮھﻢ ﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺴﺮﺑﺔ و اﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻟﻌﻤﻼء ،ﻓﻠﻤﺎ أﺧﺮوا ﺣﻜﻢ ﷲ ﻓﯿﮭﻢ و ﺗﻘﺎﻋﺴﻮا ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬه ..ﺣﻠﺖ اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ ﺑﮭﻢ و اﺳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺮﺗ ﺪون ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘﺎﺋ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺪﯾﻨ ﺔ ﺣﺼ ﯿﺒﺔ و ﻣ ﻦ ﺛ ﻢ اﻟﻘ ﺎﺋﻢ ﻛﻠ ﮫ و ذﻟ ﻚ ﺑ ﺪﻋﻢ أﻣﺮﯾﻜ ﻲ ﺑﺎﻟﻄ ﺎﺋﺮات و ﺑ ﺎﻟﺠﯿﺶ و اﻟﺸ ﺮطﺔ ،و ﻣ ﻦ ھﻨ ﺎ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺻﺤﻮة اﻟﺮدة إﻟﻰ ﺑﻘﯿﺔ اﻷﻧﺒﺎر ﺛﻢ إﻟﻰ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺮاق . ﻣﻊ أن اﻟﻜﻞ ﯾﺸﮭﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ أﺧﻼق اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ھﻨﺎك و ﻋﻠ ﻰ دﻋ ﻢ اﻟﻨ ﺎس ﻟﮭ ﻢ ﺑﺸ ﺪة و ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺘﮭﻢ ﻟﻠﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً و ﺣﺒﮭﻢ ﻟﮭﻢ ،إذ أن اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺒﺮاً ﻟﻠﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﻛﻤﺎ ﻮم، ﻣﻌﻠ ) (٥ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻋﺪي ﺑﻦ زﻳﺪ ،ﲨﻬﺮة اﻷﻣﺜﺎل ٢٥١/٢ ١٠
و ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺬا ﻟﯿﻜﻮن ﻟﻮﻻ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻟﮭﻢ ،وﻓﻮق ھﺬا ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ھﻨ ﺎك ﺗﻔﺠﯿ ﺮات و ﻻ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﺎوى ﺑﺘﺎﺗﺎ ً اﻟﺘﻲ ﯾﺮوﺟﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺤﻮات ﻣﺒ ﺮراً أو ﻣﻌﺘﺬراً ﻟﮭﻢ . و ھ ﺬا ﻣ ﺎ ﯾﺆﻛ ﺪ ﻟﻨ ﺎ اﻷﻏ ﺮاض اﻟﺨﺒﯿﺜ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﺒﺔ ﻧﺸ ﻮء اﻟﺼ ﺤﻮات إﻟ ﻰ دوﻟ ﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻤﻼء أو ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ . و ﻣﻦ اﻟﻌﺠﯿﺐ أن ﯾﻜﻮن ﺳﺒﺐ اﻻﺑﺘﻼء ھﻮ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﺎ ﯾُﻨﺒ ﺰ ﺑ ﮫ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون ﺑﻌ ﺪم ﺗﺤﻘ ﯿﻘﮭﻢ ﻟ ﮫ أي :ﻋﺪم اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺮﺻﯿﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ و ﺻﺮف اﻟﺠﮭﻮد ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺤﺘﻠ ﯿﻦ ،و ﻟ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﯾﻠﺘﻔ ﺖ اﻟﻤﺠﺎھﺪون ﻟﺮﺿﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻞ ﻛﺎن ﺗﻄﺒﯿﻖ ﺷﺮع ﷲ وﻓﻖ أﻣﺮه ھﻮ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺮادھﻢ ﻻ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﯿﮫ اﻷھﻮاء و اﻵراء ،و ھﺎﻧﺤﻦ ﻧﺮى ﺑﺮﻛﺔ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺮﺗ ﺪي اﻟﺼﺤﻮات ،ﺑﺎﻧﻔﻀﺎض أﺳﯿﺎدھﻢ ﻋﻨﮭﻢ و ﺑﻌﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﮭﺪھﺎ و ﻗﻮﺗﮭﺎ و ﻧﻔﻮذھﺎ ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎً ﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ .
ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻌﺘﺎق ﻣﻦ ظﺮف اﻟﺼﺤﻮات و اﻧﺘﮭﺎء اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺼﺤﻮات ﻓﯿﮭ ﺎ ﺧﻄ ﺮاً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ،و ﺗﺠﺎوز اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ﻛﻜﻞ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺮض اﻟﺨﺒﯿﺚ -و ھﻮ اﻟﺮدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿ ﺔ -ﻋﺒ ﺮ ﻣﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﺼ ﺤﻮة و دﺧ ﻮل اﻟﻤﺸ ﺮوع اﻟﺠﮭ ﺎدي ﻓ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺸ ﻔﺎء و اﻟﻨﻘﺎھﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮطﺎن ،و ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﻮرﻗﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻮطﻨﯿ ﺔ و اﻟﺘ ﻲ ظﮭ ﺮ ﺟﻠﯿ ﺎً ﺑﻌ ﺾ أﺷ ﻜﺎﻟﮭﺎ ﺑﺘﻮﻗﯿ ﻊ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿ ﺔ ﺑﺮوﺗﻮﻛ ﻮﻻً ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﺿ ﻤﻦ ﺑﻨ ﻮد ﻋﺪﯾ ﺪة اﺗﻔﻘ ﻮا ﻋﻠ ﻰ ﻛﺘﻤﺎﻧﮭ ﺎ و اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﯾﺘﮭﺎ ،و ﻓﯿ ﮫ اﻋﺘﺮاف ﻣﻦ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ .. و ﻓﻲ ظﻞ اﻻﻧﺴﺤﺎب اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن و ﺗﻤﺮﻛ ﺰه ﻓ ﻲ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﯾﺔ ،ﺗﻤﮭﯿ ﺪا ﻟﻤ ﺎ أﺳﻤﺎه ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ﺑﻌﺪ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺴﻨﺘﯿﻦ ... ﺗﻈﮭﺮ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺨﻄﯿﻂ و إﻋﺪاد ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺴﺤﺎب اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻟﺬي ﺳ ﺘﺒﻘﻰ ﻟ ﮫ ﻗﻮات داﺋﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ إﻋﺪاد اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ و ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ إﻧﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻛﺄﺻﻞ ﯾُﺘﺬرع ﺑﮫ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻘﻮات اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ أرادت ﻟﺤﻤﺎﯾ ﺔ ﻧﻈﺎﻣﮭ ﺎ اﻟﻌﻤﯿ ﻞ ﻋﻨ ﺪ وﺟ ﻮد أي ﺧﻄ ﺮ داھﻢ ﯾﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﮫ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ . و ﻧﺴ ﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘ ﻮل أن اﻟﺤ ﺮب اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ھ ﻲ ﺣ ﺮب ﺳﯿﺎﺳ ﯿﺔ إﻋﻼﻣﯿ ﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ،و اﻟ ﺮاﺑﺢ اﻷول ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﻌﺮﻛ ﺔ ھ ﻮ ﻣ ﻦ ﯾﺤﺴ ﻦ اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ و اﻹﻋ ﺪاد ﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻻﻧﺴﺤﺎب ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺗﻮاﺟﺪه و ﺗﻤﺜﯿﻠﮫ ﻟﺪى اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻨﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺳﺘﻼم زﻣﺎم اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،و اﻷﺧﺬ ﺑ ﺮأس اﻟﻘﯿ ﺎدة ﻟﺘﻮﺟﯿ ﮫ اﻟﻌ ﺮاق ﺣﺴ ﺐ ﺗﻮﺟﮭ ﮫ و ﻣﻨﮭﺠ ﮫ، ١١
ﺳ أو إﺳﻼﻣﯿﺎ ً .
ﻮاء أﻛ
ﺎ ً ﺧﯿﺎﻧﯿ
ﺎن ﺗﻮﺟﮭ
ﺎ ً أو وطﻨﯿ
ﺎً
و ﻷﻧﻨ ﺎ ﻧ ﺮى اﻟﯿ ﻮم ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ،أﺣ ﺪھﻤﺎ :اﻟ ﻮطﻨﻲ و ھ ﻮ ﻣ ﺎ ﺗﻤﺜﻠ ﮫ ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﺘﺨﻮﯾﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،و ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﻼف ﺑﯿ ﻨﮭﻢ إﻻ أﻧ ﮫ ﺳ ﯿﺒﻘﻰ ﯾﺴﯿﺮاً و ﻏﺎﻟﺒﮫ ﻣﻨﺼﺐ ﻓﻲ ﺗﻌﺎرض اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ و ﺑﻌﺾ اﻟﺮؤى و اﻷطﺮوﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻼﻓﻲ ﻣﺤﻞ اﻟﺨﻼف ﻓﯿﮭﺎ . و ﯾﺘﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺣﻜﻮﻣﺔ وطﻨﯿﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻤﯿﻊ أطﯿﺎف اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﯿﻞ اﻟﻨﺼﺎرى و ﻋﺒﺪة اﻟﺸﯿﻄﺎن و اﻟﺮواﻓﺾ ﻷھﻞ اﻹﺳﻼم و ﻓﻲ ﺑﻼدھﻢ ! . ﺗ ﺆﻣﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻟﺪوﻟﯿ ﺔ و اﻟﻘ ﺮارات اﻷﻣﻤﯿ ﺔ و ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿ ﺔ و ﻏﯿ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻣﻤ ﺎ ھ ﻮ داﺧﻞ -ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم -ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ذات اﻟﺘﻮﺟﮫ اﻟﻮطﻨﻲ . اﻟﺜ ﺎﻧﻲ :ﻣﺸ ﺮوع إﺳ ﻼﻣﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻨﮭﺞ اﻟﻨﺒ ﻮي ،ﯾﺤ ﺪوھﻢ ﻓﮭ ﻢ اﻟﺴ ﻠﻒ و ﻓﻘﮭﮭ ﻢ ،ذو اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ،و ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،و اﻟﺘﻲ طﺎﺑﻘﺖ وﻋﻮدھﺎ أﻋﻤﺎﻟﮭﺎ ،و رأﯾﻨﺎ ﺗﺤﻜﯿﻤﮭﻢ ﻟﻠﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﯾﻖ و اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ . ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺸﻲء ﯾﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮﯾﻌﺔ رﺑﮭﺎ ،و ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎر اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ أو ﻓﻘﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻌﺼﺮﯾﺔ و ﻧﺤﻮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺎول ﻟﮭﺪم أﺻﻮل اﻟﺪﯾﻦ و ﺛﻮاﺑﺘﮫ ،و أﺻﺒﺤﺖ دﻟﯿ ﻼً -ﺑﻼ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺻﻼً -ﺗﺨﺺ ﺑﮫ ﻋﻤﻮﻣﯿﺎت اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺴﻨﺔ ،و ﺗﻘﯿﺪ ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻄﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ . و ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ ..ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻣﺎ واﻓﻖ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،و ﻟﯿﺴﺖ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻣﮭﻤﺎ ﺗﻠﻔﻌﺖ ﺑ ﺪﺛﺎر اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ و اﻟﺴ ﻠﻔﯿﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ،و ﻟ ﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﯿﺮاً ﻟﺴﺒﻘﻨﺎ إﻟﯿﮫ ﺧﯿﺎر أھﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ و اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ و ﻟﺪﻟﻨﺎ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﯿﮭﺎ و ﺣﺜﻨﺎ ﻟﻠﺴﻌﻲ إﻟﯿﮭﺎ ! و ﻟﻮ ﺗﺪﺛﺮت ﺑﺪﺛﺎر اﻟﺘﺪرج أو ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ و اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ و ﻧﺤﻮھﺎ ﻣﻤﺎ ﯾﺒﺮره اﻟﻤﻨﮭﺰﻣﻮن ﻷﻓﻌﺎﻟﮭﻢ اﻻﻧﮭﺰاﻣﯿﺔ ،و ﻻ ﯾﺨﻔﻰ أن ﷲ ﻋﺰ و ﺟﻞ ﻗﺎل : ﺿ ُ ﺖ ﻟَ ُﻜ ْﻢ ِدﯾﻨَ ُﻜ ْﻢ َوأَ ْﺗ َﻤ ْﻤ ُ ) ْاﻟﯿَﻮْ َم أَ ْﻛ َﻤ ْﻠ ُ اﻹ ْﺳﻼَ َم ِدﯾﻨﺎ ً( . ﺖ َﻋﻠَ ْﯿ ُﻜ ْﻢ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِﻲ َو َر ِ ﯿﺖ ﻟَ ُﻜ ُﻢ ِ و ﻻ ﺷﻚ أن ﻣﻦ ﯾﻘﻮل :إﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺪرج ﻓﻲ ﺗﺤﻜﯿﻢ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻮطﻨﯿ ﺔ ،ھ ﻮ ﻛﻤ َﻞ و ﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟ ﺪﯾﻦ اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ﯾﺴﺘﺪرك ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌ ﺰة و اﻟﺠ ﻼل ،إذ أن اﻟ ﺪﯾﻦ ﻗ ﺪ ُ طﻠﺐ اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ أن ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ،إذ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ً ﻟﻨﺒﮭﻨﺎ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺣﺬرﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺗﺤﻜﯿﻢ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ دون ﺗﺪرج ﻓﻲ ذﻟﻚ . ھﺬا ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن اﻟﺘﺪرج ﻣﻤﻜﻦ أﺻﻼً ..و اﻟﻮاﻗﻊ ﺧﯿﺮ ﺷﺎھﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﯿ ﺔ ذﻟ ﻚ ،ﻷن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮرط ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻟﺪوﻟﯿ ﺔ و اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻷﻣﻤﯿ ﺔ اﻟﻜﻔﺮﯾ ﺔ ،ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮭ ﺎ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺿﻐﻄﮭﺎ و ﻣﻄﺎﻟﺒﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﻀﻢ إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮭﻢ و ﺟﻤﻌﯿﺎﺗﮭﻢ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻈﻞ طﻮل ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ و ھ ﻲ ﺗﺤﻜ ﻢ ﺑ ﺎﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻮﺿ ﻌﯿﺔ اﻟﻜﻔﺮﯾ ﺔ ،و ﻧﺤ ﻦ ١٢
ﻧﺮى ﺿﻐﻮطﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول و ھﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻰ أﻣﻮر ﺻﻐﯿﺮة ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺄﻣﺮ ﻋﻈﯿﻢ ﻋﻨﺪھﻢ ،و ھﻮ وﺟﻮد دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻨﺒﻮة أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ ذﻟﻚ ! ھﺬا ﻓﻀ ﻼً ﻋﻦ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺤﻤﻠﻮن ﻓﻜ ﺮة اﻟﺘ ﺪرج ﻓ ﻲ ﺗﺤﻜ ﯿﻢ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ ،ﻟﺘﻌﻄ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻢ ﻷﺷ ﺨﺎص ﻻ ﯾﺤﻤﻠ ﻮن ﺳ ﻮى اﻟﻌ ﺪاء ﻟﻺﺳﻼم و أھﻠﮫ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗ ﺘﻢ ﺳ ﺮﻗﺔ ﺟﮭ ﺪ ھ ﺆﻻء ﺑﻜ ﻞ ﺳ ﮭﻮﻟﺔ ،ﻧﻈ ﺮاً ﻟ ﺪﺧﻮﻟﮭﻢ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﻟﺪﯾﮭﺎ اﻟﻘﺪرة اﻟﻜﺒﯿ ﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺄﺛﯿﺮ و اﻹﺿ ﺮار ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﻦ دﺧ ﻞ ﻓ ﻲ ﺳﻠﻜﮭﻢ و اﻧﻀﻢ إﻟﻰ ﻋﻘﺪھﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ وواﺿﺢ ،و اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻛﺜﯿﺮة . و ﻣﻦ ذﻟﻚ ..ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻣﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺪرة اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﮭﯿﺌﺎت ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ أن ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﯾﺪ ،ﻷن اﻹﻣﺎرة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻤﻮاﺛﯿﻘﮭﻢ .. ﺑﯿﻨﻤﺎ وﺻﻠﻮا ﻟﻤﺎ ﯾﺮﯾﺪون ﻣﻊ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺬاﻓﻲ و اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا إذﻻﻟﮫ و إﺧﻀﺎﻋﮫ ﻟﮭﻢ . و ھﺎھﻲ ﺣﻤﺎس اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻼﻋﺘﺮاف اﻟﺪوﻟﻲ ﺗﻘﺪم ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮭﺎ و ﻣﺎ ﺧﻠﻔﮭﺎ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺮاﻓﮭﻢ ﻓﻘﻂ ! و ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﻛﯿﻒ وﺻﻠﺖ ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺎزت ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘ ﺮاف اﻟ ﺪوﻟﻲ ﺑﺸ ﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ،ﺑﻌ ﺪ أن ﻛ ﺎن أﻋﻀ ﺎء ھ ﺬه اﻟﺤﺮﻛ ﺔ ﻣ ﻦ أھ ﻢ اﻟﻤﻄﻠ ﻮﺑﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ،ﺣﯿ ﺚ ارﺗﺒﻄ ﻮا ﺑﺤ ﻮادث ﺧﻄ ﻒ اﻟﻄ ﺎﺋﺮات اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة ،اﻟﺘ ﻲ ھ ﺰت اﻟﻌ ﺎﻟﻢ و ﻟﻔﺘ ﺖ اﻷﻧﻈ ﺎر إﻟ ﯿﮭﻢ ،ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﻋﻤﺎﻟﺘﮭﻢ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ و اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ھﻲ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﯿﮫ ﺣﻤﺎس أﻻ و ھﻮ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪوﻟﻲ . و ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ..ﻓﺎﻟﻄﻮام اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺤﺼﺮ و أﺷﮭﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺬﻛﺮ ،و ﻣﺎ ﯾﺰﻋﻤﮫ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻮن ﻋﺪم اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ھﻮ أﺷﺒﮫ ﺑﺤﻜﻢ اﻹﻋﺪام ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ،ھﻮ ﻣﺠﺮد أراﺟﯿﻒ و ﻣﺨﺎوف ﺗﺘﺒﺪد ﻣﻊ إﯾﻤﺎن اﻟﻤﻮﺣﺪﯾﻦ ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )إِ ﱠن ﱠ ق ُذو ْاﻟﻘُ ﱠﻮ ِة ْاﻟ َﻤﺘِ ُ ﷲَ ھُ َﻮ اﻟ ﱠﺮ ﱠزا ُ ﯿﻦ( . إن اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪوﻟﻲ ھ ﺶ ﻟﻠﻐﺎﯾ ﺔ ،و إﻣﻜﺎﻧﯿ ﺔ ﻛﺴ ﺮه و ﺧﻠﺨﻠﺘ ﮫ ﻟﯿﺴ ﺖ ﺑ ﺎﻷﻣﺮ اﻟﺼ ﻌﺐ ،ﻷن اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ھ ﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم ﺗﻜﻤ ﻦ ﻓ ﻲ إﯾﺠ ﺎد ﻗ ﻮة ﻣﺮھﺒ ﺔ ،و ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﮭﺎ و ﺣﺠﻤﮭ ﺎ ﺗﺤ ﺪث اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﺣﺪاث ھﺰة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺬي ﯾﺤ ﺎول ﻋ ﺰل ﻛﻞ ﻣﻦ ھﻮ ﺧﺎرج ﻋﻨﮫ و ﻟﻢ ﯾﺮﺗﺾ ﻣﻮاﺛﯿﻘﮫ . و ﺑﮭﺬا ﯾﻤﻜﻦ إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﯿﻞ ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟ ﺪوﻟﻲ ﺗ ﺪرﯾﺠﯿﺎ ً -ﺣﺴ ﺐ ﻗ ﺪرة اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐﯿﯿ ﺮ ﻣﻮازﯾﻦ اﻟﻘﻮى -وﻓﻖ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻛﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ -ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ و ﺳ ﻠﻢ -و اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪون وﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻮك اﻹﺳﻼم . و ھﺬا ﻛﻠﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﻔﺬه ﻣﻦ ھﻮ داﺧ ﻞ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم ،و ﻋ ﺮاق ﺻ ﺪام و ﻏﯿ ﺮه ﻣ ﻦ اﻟﺪول ﺷﺎھﺪ ﻋﯿﺎن ﻋﻠﻰ ھﺬا . و ھﺬا ﯾﻌﻮد ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﯿﻂ ﯾﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﮫ ﻓﻲ أن اﻟﻨﺸﺄة اﻟﺒﺮﯾﺔ اﻟﻮﺣﺸﯿﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد و اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺒﻘﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻤﻦ ﻧﺸﺄ ﻧﺸﺄة ﻣﺪﻧﯿﺔ ﺣﻀﺮﯾﺔ . ﻗﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون -رﺣﻤﮫ ﷲ : -اﻷﻣﻢ اﻟﻮﺣﺸﯿﺔ أﻗ ﺪر ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻐﻠ ﺐ ﻣﻤ ﻦ ﺳ ﻮاھﺎ : اﻋﻠﻢ أﻧﮫ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاوة ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻻ ﺟﺮم ﻛ ﺎن ھ ﺬا اﻟﺠﯿﻞ اﻟﻮﺣﺸﻲ أﺷﺪ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ اﻵﺧﺮ ﻓﮭﻢ أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻠﺐ واﻧﺘﺰاع ﻣﺎ ﻓ ﻲ أﯾ ﺪي ١٣
ﺳﻮاھﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ...واﻋﺘﺒﺮ ذﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿﻮاﻧ ﺎت اﻟﻌﺠ ﻢ ﺑ ﺪواﺟﻦ اﻟﻈﺒ ﺎء واﻟﺒﻘ ﺮ اﻟﻮﺣﺸ ﯿﺔ واﻟﺤﻤ ﺮ إذا زال ﺗﻮﺣﺸ ﮭﺎ ﺑﻤﺨﺎﻟﻄ ﺔ اﻵدﻣﯿ ﯿﻦ وأﺧﺼ ﺐ ﻋﯿﺸ ﮭﺎ ﻛﯿ ﻒ ﯾﺨﺘﻠ ﻒ ﺣﺎﻟﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻻﻧﺘﮭﺎض واﻟﺸﺪة ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﯿﺘﮭﺎ وﺣﺴﻦ أدﯾﻤﮭﺎ .ا.ھـ )(٦ ﺛﻢ ﻗﺎل :اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاوة إﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرة :اﻋﻠﻢ أن ھﺬه اﻷطﻮار طﺒﯿﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪول ﻓﺈن اﻟﻐﻠﺐ اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﺑﮫ اﻟﻤﻠﻚ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﯿﺔ وﺑﻤﺎ ﯾﺘﺒﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﺄس وﺗﻌﻮد اﻻﻓﺘﺮاس وﻻ ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﻏﺎﻟﺒﺎ إﻻ ﻣﻊ اﻟﺒﺪاوة ﻓﻄﻮر اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ أوﻟﮭﺎ ﺑﺪاوة ﺛﻢ إذا ﺣﺼﻞ اﻟﻤﻠﻚ ﺗﺒﻌ ﮫ اﻟﺮﻓﮫ واﺗﺴﺎع اﻷﺣﻮال .ا.ھـ )(٧ و اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪوﻟﻲ و ﻣﺎ ﯾﺘﺒﻌﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪات و ﻣﻌﻮﻧﺎت ﻟﻺﻋﻤﺎر وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،إﻧﻤﺎ ھﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻧﺎﻋﻤﺔ ﻣﺘﺮﻓﺔ ﻓﮭﻲ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺗ ﺪﺟﯿﻦ واﺿﺢ ،إذ أن اﻧﻘﻄﺎع ھﺬا اﻟﺪﻋﻢ و ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﻮﻧﺎت و ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ ﺛﻤ ﺎر اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻷﻟﻔ ﺔ واﻻﻋﺘﯿ ﺎد أﻣ ﺮ ﻋﺴ ﯿﺮ و ﺻ ﻌﺐ ،و اﻋﺘﺒ ﺮ ﺑﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻓﻠﺴ ﻄﯿﻦ و ﻛﯿ ﻒ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺎدﺗﮭﺎ ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﻈﺎھﺮة . ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ وﻓﻖ اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﻮﺣﺸﯿﺔ ﯾﺸﺘﺪ ﻋﻮدھﺎ و ﺻﻠﺒﮭﺎ ﺷﯿﺌﺎ ً ﻓﺸ ﯿﺌﺎً ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴﺘﻌﺼ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺴ ﺮ ﻓﻀ ﻼً ﻋ ﻦ اﻹﺧﻀ ﺎع أو اﻹرﻏ ﺎم أو اﻟﻨ ﺰول ﺗﺤ ﺖ ﺷ ﺪة اﻟﻀﻐﻮط ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ دول اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﺰﻋﻮم . و ﻟﻠﺠﮭﻞ ﺑﮭﺬه اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻜﻮﻧﯿ ﺔ و ھ ﺬه اﻟﻈ ﻮاھﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿ ﺔ و ﻋ ﺪم اﻟﺘﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺎرﯾﺦ ،ظ ﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺬج ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻌﺼ ﺮ إﯾﺠ ﺎد دوﻟ ﺔ إﺳ ﻼﻣﯿﺔ إﻻ وﻓ ﻖ اﻟﻜﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺴﺦ و اﻟﺘﻲ ھﻲ ذات وﻻء ظﺎھﺮ ﻟﻠﻐﺮب اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ،ﯾﺜﻤﺮ ﻟﮭ ﺎ ﺗﻌﺎوﻧ ﺎً ﺟﻠﯿ ﺎ ً ﻓ ﻲ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم و اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ . و اﻟﻤﻘﺼﺪ ﻣﻦ ھﺬا ﺑﯿﺎن ﺷﻲء ﺑﺴﯿﻂ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻜﺒﯿﺮ و اﻟﻀﻼل اﻟﺒﻌﯿﺪ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎد اﻟﺒﻌﺾ أھﻤﯿﺔ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻜﻔﺮﯾﺎﺗﮫ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ و اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺮاف ﻣﻨﮭﻢ ﻟﻘﯿﺎم دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ أو ﺷﺒﮫ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،و أن ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ ﻟﻮ وﺟﺪت ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﺴﺎد اﻟﻌﻤﻞ و ﺧﻄﻮرة اﻷﻣﺮ ﺷﯿﺌﺎ ً . و ﻧﺤﻦ ﻧﺮﯾﺪ اﻟﻮﺻﻮل ﺑﮭ ﺬا ..إﻟ ﻰ أن اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋ ﻦ دوﻟ ﺔ إﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻻ ﯾﻌﺘ ﺮف ﺑﮭ ﺎ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪوﻟﻲ و ﻻ ﺗﻌﺘ ﺮف ھ ﻲ ﺑ ﮫ ،ﻟ ﯿﺲ ﺧﯿ ﺎﻻت أو أﺣ ﻼم أو أوھ ﺎم ﻛﻤ ﺎ ﯾﺘﺨﯿ ﻞ أو ﯾﺘ ﻮھﻢ اﻟﺒﻌﺾ ،ﺑﻞ ھﻮ أﻣﺮ واﺿﺢ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ،ذو اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﺑﯿّﻨﺔ . و ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت و اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﺳﺴ ﺔ راﻧ ﺪ و أﺧﻮاﺗﮭﺎ ،زرع ﻓﻜﺮة ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻹﺳﻼﻣﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم أو إدارة أزﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪم اﻣﺘﻼﻛﮭﻢ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻮاﺿﺢ و ﻋﺪم اﻣﺘﻼﻛﮭﻢ ﻟﻠﺨﺒﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺆھﻠﮭﻢ ﻟﺬﻟﻚ .. ﻓﻤﺎ ﯾﺸﺎع ﻋﻦ دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﺎ ھﻮ إﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ ھﺬه اﻻﺳﺘﺮاﺗﺠﯿﺎت اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ .
) (٦ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون . ١٣٨/١ ) (٧اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٧٢/١
١٤
و ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ..ﻓﻤﺸﺮوع دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ھﻮ ﻣﺸﺮوع اﻷﻣﺔ ﻛﻠﮭﺎ ،و ھﻮ ھﺪف ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺑﻼ ﺷ ﻚ ،و ﻣ ﺎ ﺳ ﻨﻘﺪﻣﮫ ﻣ ﻦ رﺳ ﻢ ﻻﺳ ﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ھ ﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻟﮭﺎ ،و اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺒﺮھﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺨﻄﯿﻂ و إﻋﺪاد ﻣﮭﻤ ﺔ ﺑ ﻞ و ﻣﺤﻮرﯾ ﺔ ﺧﻄﯿ ﺮة ،ھ ﻮ ﺑﻼ رﯾﺐ ﯾﺼﺐ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻘﯿ ﺔ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ اﻟﺼ ﺎدﻗﯿﻦ ﻣﻤ ﻦ ﻟﮭ ﻢ وﺟﮭ ﺔ ﻧﻈ ﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﯿﺚ اﻷﺳﻠﻮب و اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ،ﺳﺎﺋﻠﯿﻦ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ و ﺟﻞ أن ﯾﻤﻜﻦ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮاق و أن ﯾﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﻮل راﯾﺘﮭﺎ ،ﻟﺘﻜﻮن ﻋﺰاً و ﻧﺼﺮاً و ﻓﺨﺮاً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن . و ﺳﯿﻜﻮن ذﻟﻚ وﻓﻖ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﺼﻮل : اﻷول :اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺠﺎد ﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﺠﮭﻮد . اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﺴـﻜﺮي اﻟﻤﺘﻮازن . اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺠــﺎﻟﺲ اﻟﺼـﺤﻮة اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ . اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟـﺮﻣﺰ اﻟﺴـــــﯿﺎﺳﻲ . اﻟﺨﺎﻣﺲ :طـــ ــﻤﺄﻧﺔ اﻟﻤـــــﺨﺎﻟﻔﯿﻦ .
********
١٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﯾﺴﺄم ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻻﺳﯿﻤﺎ و أﻧﮫ ﻗﺪ طﺮق ﻛﺜﯿﺮاً ،و اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ﯾﻌﻠﻤﻮن أھﻤﯿﺔ اﻟﻮﺣﺪة و أﺛﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ﻛﻜﻞ ،و اﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﻨﺎدي ﺑﮭﺎ ! ﻓﻤﻦ اﻟﻌﺒﺚ أن ﻧﻘﻒ ھﻨﺎ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻮاﻋﻆ ﻟﻨﺘﻠﻮ اﻵﯾﺎت و اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﻮﺣﺪة و ﻋﺪم اﻻﺧﺘﻼف و اﻟﺘﻔﺮق ،ﻣﻊ أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﻘﺮ ﺑﮭﺎ و ﯾ ﺪﻋﻮ إﻟﯿﮭ ﺎ ﻣﺴ ﺘﺨﺪﻣﺎ ً ﺗﻠ ﻚ اﻟﻨﺼ ﻮص ﻓ ﻲ دﻋﻮﺗﮫ ،ﻷن اﻟﺨﻼف إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻓ ﻲ ﻓﮭ ﻢ اﻟﻮﺣ ﺪة ذاﺗﮭ ﺎ و ﺳ ﺒﻞ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭ ﺎ ،و ﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺠﮭ ﻞ ﺑﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻮﺣﺪة أو ﻧﺴﯿﺎن ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﻨﺎ اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ و اﻟﺘﻨﺒﯿﮫ و اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ . ﻟﻜﻦ ﺳﯿﻜﻮن ﺣﺪﯾﺜﻨﺎ ھﻨﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮة ،ﺣﻮل ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﻮﺣﺪة و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻘﺮاء ﺑﯿﺎﻧﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﺣﻮل ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع . و ﺳﻨﺠﺪ أن أھﻢ ﻣﺎ ﺻﺪر ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒ ﺎب ﺑﯿﺎﻧ ﺎن ﻟﺠﻤ ﺎﻋﺘﯿﻦ ﺟﮭ ﺎدﯾﺘﯿﻦ ،و ﻣﻨﮭﻤ ﺎ و ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ ﺳﻨﺘﻔﺤﺺ ھﺬه اﻷﺳﺒﺎب أو ھﺬه اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺣﺎﺋﻠﺔ دون اﻟﻮﺣﺪة ﻟﺘﻤﺤﯿﺼ ﮭﺎ و ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ . اﻟﺒﯿﺎن اﻷول ﻛﺎن ﺑﺘﺎرﯾﺦ ١٤٢٩/٨/١٦ﻷﻣﯿﺮ إﺣﺪى اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﺣﯿ ﺚ ﯾﻘ ﻮل ﻣ ﺎ ﻣﻠﺨﺼﮫ : )) ﻟﻜ ﻲ ﺗ ﺘﻢ اﻟﻮﺣ ﺪة ﻻ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ اﺟﺘﻤ ﺎع اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت و اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ...أﻋﻠ ﻦ ﻋ ﻦ اﺳﺘﻌﺪادي ﻟﻠﻮﺣﺪة ﺗﺤﺖ أي راﯾﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ و اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻹﻣﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﻧﮭﺎﺋﻲ ...ﺷ ﺮط أن ﺗﻨﺘﮭ ﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت أو أﻏﻠﺒﮭ ﺎ و ﻧﺼ ﯿﺮ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ واﺣ ﺪة ،أﻣ ﺎ أن ﻧﺒ ﺎﯾﻊ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ و ﻧﺘﺤﻤ ﻞ أﺧﻄﺎءھﺎ ،و ﻧﺼﯿﺮ أﻋﺪا ًء ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﮭﺬا ﻟﻦ ﯾﻜﻮن ،ﻓﻼ ﻧﺤﻦ ﺑﻘﯿﻨﺎ وﻓﻖ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ اﻟﻤﻨﻀ ﺒﻄﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧﺮﺿ ﺎھﺎ ﻷﻧﻔﺴ ﻨﺎ ،وﻻ ﻧﺤ ﻦ ﺟﻤﻌﻨ ﺎ ﻛﻠﻤ ﺔ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ،ﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ھﻨﺎﻟﻚ أﻧﻨﺎ زدﻧﺎ ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻋﺪة و ﻋﺪداً و ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ﻟﯿﺴ ﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ و ﻟﺴﻨﺎ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮة ﺿﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎع (( ا.ھـ إذ اً اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﻋﻨﺪ ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ھﻮ : ﻋﺪم اﺟﺘﻤﺎع ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ راﯾﺔ واﺣﺪة . و ﻋﻠﺔ ھﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ : أن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺠﺰﺋﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻮﺣﺪھﺎ ﻟﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﻮﺣﺪة . و ﺑﻌﺪ ﺗﺤﯿﺘﻨﺎ ﻟﮭﺬه اﻟﺮوح اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺴﻠﻔﯿﺔ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻷﻣﯿﺮ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﻟ ﻼزم ﻋ ﺮض ھ ﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺰان ﯾﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺻﺤﺔ ھﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ أو ﻓﺴﺎده . ١٦
و اﻟﻌﺮب ﺗﻘﻮل :إﻧﻤﺎ اﻟﺴﯿﻞ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻨﻘﻂ ) ،(٨و ﯾﻘﻮﻟﻮن :ﻣﺸﻮار اﻷﻟﻒ ﻣﯿﻞ ﯾﺒﺪأ ﺑﺨﻄﻮة . و ھﺬه أﻣﻮر ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﯾﻌﻘﻞ ،و ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧ ﺎ إﻟ ﻰ واﻗ ﻊ اﻟﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أن اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺘﻜﻮن و ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻛﻤﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﮫ اﻵن ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﺬرھﺎ ھﺬا اﻟﻌﺬر ،و ﻟﺒﻘﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺠﮭ ﺎدي ﻣﻜﻮﻧ ﺎ ً ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺎﻣﯿﻊ ﺻ ﻐﯿﺮة ذات ﺗ ﺄﺛﯿﺮ ﺻ ﻐﯿﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﺪو ،و ﯾﺼ ﺒﺢ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أو ﺗﺤﺠ ﯿﻢ ﻋﻤﻠﮭ ﺎ أﺳ ﮭﻞ ﺑﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﻜﺒﯿ ﺮة اﻟﻤﺘﻤﺎﺳﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻻﺣﺘﻮاء و اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ . ﺑ ﻞ إن ھ ﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﺪم ھ ﺬا اﻟﻌ ﺬر ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻟﺘﻜ ﻮن ﻛﻤ ﺎ ھ ﻲ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻵن ،ﻟ ﻮ أن اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ اﻟﺼﻐﯿﺮة أﺑﺮزت ھﺬا اﻟﻌﺬر أو اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻤﺰﻋﻮم أﻣﺎم اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﮭﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أو ﻣﺒﺎﯾﻌﺔ أﻣﯿﺮھﺎ ! و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن وﺿﻊ اﻟﺨﯿﺎر اﻟﻮﺣﺪوي ﺑﯿﻦ أﻣﺮﯾﻦ ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﮭﻤﺎ ﺧﺎطﺊ ﺑﻼ ﺷﻚ ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ أول اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺠﮭ ﺎدي اﻟ ﺬي ﺑ ﺪأ ﻛﻤﺠ ﺎﻣﯿﻊ ﺻ ﻐﯿﺮة و ﻣﻨﺘﮭ ﺎه ،و إﻻ وﻗﻌﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻷﻧﮫ ﺗﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼت . و ﻣﺎ دام أن اﻟﻮﺣﺪة ﺟ ﺎزت ﺑ ﺪون ھ ﺬا اﻟﻌ ﺬر ﻓ ﻲ اﻷول ،ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺠ ﻮز اﻵن و اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟﯿﮭﺎ أﻛﺜﺮ وأوﺿﺢ ﺑﺪون ھﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻤﺘﻮھﻢ ؟؟ إن ﺗﻘﻠﯿﻞ اﻷطﺮاف ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﯾﻘﻠ ﻞ ﻣ ﻦ ﻋ ﺐء اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟ ﺬي ﯾﻈﻨ ﮫ اﻟ ﺒﻌﺾ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻼت ،ﻓﺄن ﯾﻜﻮن ﻟﺪﯾﻨﺎ ﺟﻤﺎﻋﺘﺎن ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻟﺪﯾﻨﺎ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ،ﻷن اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﯾﺐ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ ﻟﺸﺨﺼﯿﻦ أھﻮن ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻼ ﺷﻚ .ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻘﺎل : و ﻻ ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ا.ھـ ﺑﻞ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ﻋﻘ ﻼً و ﺷ ﺮﻋﺎ ً أﻧﻨ ﺎ ﻗﻄﻌﻨ ﺎ ﺷ ﻮطﺎ ً ﻓ ﻲ ذﻟﻚ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﮭﯿﻦ . أﻣﺎ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن اﻟﻮﺣﺪة ﺣﺎﻟﯿﺎ ً -ﺑﻐﯿﺮ ھ ﺬا اﻟﺸ ﺮط اﻟﻤﺸ ﺘﺮط -ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ ﻟ ﻦ ﯾﺤﻘ ﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺒﻘﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ وﻓ ﻖ ﺳﯿﺎﺳ ﺘﮭﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ ﯾﺮﺗﻀ ﻮﻧﮭﺎ ،ﻓﮭ ﻮ دﻟﯿ ﻞ ظﺎھﺮ ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﺒﻘﯿﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻷﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺤﺼﻠﺖ اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻊ إﺣﺪاھﺎ ،ﺣﺴﺐ زﻋﻢ اﻷﻣﯿﺮ اﻟﺬي ﺗﻤﻨﱠﻊ ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﺑﮭﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ! و ھﺬا ﺧﻄﯿﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﺗُﺠﻌﻞ اﻷﻣﻮر اﻻﺟﺘﮭﺎدﯾﺔ ﻣﺎﻧﻌﺎ ً ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة و ﻻ ﯾﺘﻨ ﺎزل ﻋﻨﮭ ﺎ إﻻ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﺠﻌ ﻞ اﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺣ ﺪة ،اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﯿ ﻊ اﻷﻣ ﻮر ﺔ، اﻻﺟﺘﮭﺎدﯾ و ﻻ ﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ھﺬا اﻷﺻﻞ -ﻋﻨﺪھﻢ -إﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﯿﻐﺘﻔﺮ اﻟﺨﻼف ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻻﺟﺘﮭﺎدﯾﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺼﻠﺤﺔ أرﺟﺢ و ھﻲ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،و ھﺬا ﻻ ﺷﻚ ﺗﻔﺮﯾﻖ و ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﻼ دﻟﯿﻞ و ﻻ ﺑﺮھﺎن ،ﺑﻞ ھﻮ أﻗﺮب إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﻌﻘﺒﺎت أﻣ ﺎم ھ ﺬه اﻟﻮﺣ ﺪة ﻛ ﻲ ﻻ ﺗ ﺘﻢ إﻻ ﺑﮭ ﺬه اﻟﺸﺮوط اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻜﻞ و ﺑﮭﺬا اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ! )(٩ ) (٨ﺷﻄﺮ ﺑﻴﺖ ﻻﺑﻦ اﻟﻨﺤﺎس اﳊﻠﱯ ،اﻧﻈﺮ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﻋﺎة . ١٤/١
) (٩إﻻ إن ﻛﺎﻧﺖ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﺗﺰﻋﻢ أن اﳋﻼف ﻟﻴﺲ ﰲ أﻣﻮر اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ أو ﻓﺮدﻳﺔ ،ﺑﻞ ﰲ أﻣﻮر ﲣﺎﻟﻒ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ و ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ ،و ﺗﻘﺼﺪ ﺬا ﺧﻼﻓﻬﺎ ﻣﻊ ١٧
و اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺻﻮﻟﯿﺔ ﺗﻘﻮل :ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ إﻻ ﺑﮫ ﻓﮭﻮ واﺟﺐ ﺑﺎﺗﻔﺎق أھﻞ اﻟﻤﻠﺔ . ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ -رﺣﻤﮫ ﷲ : - ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ إﻻ ﺑﮫ ﻛﻘﻄﻊ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺤﺞ وﻧﺤﻮ ذﻟ ﻚ ﻓﻌﻠ ﻰ اﻟﻤﻜﻠ ﻒ ﻓﻌﻠ ﮫ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ا.ھـ )(١٠ ﻓﻜﯿﻒ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة ﺑﯿﻦ أھﻞ اﻹﺳﻼم و ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻘﻄﻌﮭﺎ ﺑﻘﯿﺔ اﻹﺧﻮة ،ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻘ ﺎل : ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻧﺘﻈﺎر اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﻠﺴﯿﺮ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻟﺘﺄدﯾﺔ واﺟﺐ اﻟﻮﺣﺪة ؟؟ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺣﺪة واﺟﺒﺔ ﻓﺈن اﻟﺴﯿﺮ إﻟﯿﮭﺎ و ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﺒﻘﯿﺔ ھﻮ واﺟﺐ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻓﻌﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣ ﻦ ﻋﺪﻣ ﮫ ،إذ ﻻ ﯾﻜﻠ ﻒ ﷲ ﻧﻔﺴ ﺎ ً إﻻ وﺳ ﻌﮭﺎ و ﻛ ﻞ ﻧﻔ ﺲ ﺑﻤ ﺎ ﻛﺴ ﺒﺖ -ھ ﻲ رھﯿﻨﺔ -ﻻ ﻣﺎ ﻛﺴﺐ اﻵﺧﺮون ! و ﻻ ﺷﻚ -ﺷﺮﻋﺎ ً و ﻋﻘﻼً -أن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺠﺰﺋﯿﺔ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت ھ ﻲ طﺮﯾ ﻖ و ﺳﺒﯿﻞ ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﺮﺟﻮة ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻀ ﺮﺑﺔ واﺣ ﺪة أو ﺑﻠﻤﺴﺔ ﺳﺤﺮﯾﺔ -ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺎل -ﺑﻞ ﺷﯿﺌﺎ ً ﻓﺸﯿﺌﺎ ً ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻟﻜﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﯿﻮم ،و اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻟﮭﺬا اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻤﺘﻮﺣﺪ إﻻ ﺑﺎﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﺠﺰﺋﯿ ﺔ اﻟﻤﺘﺮاﻛﻤ ﺔ و ﻋ ﺪم ﺗﻘ ﺪﯾﻢ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻻﻋﺘﺬارات اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻠﺔ ،وﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ إﻻ ﺑﮫ ﻓﮭﻮ واﺟﺐ . و ﻟﻮ ﻣﺜّﻞ ُﻣ َﻤﺜﱢﻞ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻟﻠﻮﺣﺪة ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺒﯿﮫ ﺑﻤ ﻦ اﺷ ﺘﺮط ﻟﻮﺣﺪﺗ ﮫ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﯾﻦ أﻻ ﯾﺘﺤﺪ ﻣﻌﮭﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻌﯿﺪاً ،و ﯾﻜﻔﻲ ﻟﺒﻄﻼﻧﮫ أن ﯾﻘﺎل :ﻟﻮ اﺷ ﺘﺮط ﻛ ﻞ ﻓ ﺮد أو ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا اﻟﺸ ﺮط ﻟﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻠﺖ اﻟﻮﺣ ﺪة ﺑﺘﺎﺗ ﺎ ً ،و ھ ﺬا دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﺔ اﻟﺘﺸ ﺒﯿﮫ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ و دﻟﯿ ﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼن ھﺬا اﻟﺸﺮط و ﺧﻄﺄ ﻋﻠﺘﮫ اﻟﻤﻌﻠﻞ ﺑﮭﺎ ﺑﻜﻞ وﺿﻮح . ﻗﺎل اﻟﺴﻌﺪي -رﺣﻤﮫ ﷲ : - ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ اﺟﺘﻤ ﺎع اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ دﯾ ﻨﮭﻢ واﺋ ﺘﻼف ﻗﻠ ﻮﺑﮭﻢ ﯾﺼ ﻠﺢ دﯾ ﻨﮭﻢ وﺗﺼ ﻠﺢ دﻧﯿ ﺎھﻢ وﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎع ﯾﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ ﻛﻞ أﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر وﯾﺤﺼﻞ ﻟﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺘﻼف ﻣﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻋ ﺪھﺎ ] إﻻ [ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺎون ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺮ واﻟﺘﻘ ﻮى ﻛﻤ ﺎ أن ﺑ ﺎﻻﻓﺘﺮاق و اﻟﺘﻌﺎدي ﯾﺨﺘﻞ ﻧﻈﺎﻣﮭﻢ وﺗﻨﻘﻄﻊ رواﺑﻄﮭﻢ وﯾﺼﯿﺮ ﻛﻞ واﺣﺪ ﯾﻌﻤﻞ وﯾﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺷ ﮭﻮة ﻧﻔﺴ ﮫ وﻟﻮ أدى إﻟﻰ اﻟﻀﺮر اﻟﻌﺎم ا.ھـ )(١١ ﻓﻼ ﺷﻚ و ﻻ رﯾﺐ أن ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع أھ ﻢ و أﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ﻏﯿﺮھ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺢ و ﺗﺮﺑ ﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ اﻟﻤﺘﻮھﻤﺔ ﻛـ) ﺗﺤﻤﻞ أﺧﻄﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻷﺧ ﺮى اﻟﺘ ﻲ ﻧﻨﻀ ﻢ إﻟﯿﮭ ﺎ و اﻟﻌ ﺪاء ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى !( وﻧﺤﻮھﺎ ..ﻣﺎ دام ھﺬا اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ . اﻟﺒﯿﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﺪر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ١٤٢٩/١٠/١٤ﺣﯿﺚ ﯾﻘﻮل اﻟﺒﯿﺎن ﻣﺎ ﻣﻠﺨﺼﮫ :
اﳉﻤﺎﻋﺎت اﳉﻬﺎدﻳﺔ و ﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻓﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﳜﺘﻠﻒ و ﳛﺘﺎج إﱃ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻣﻨﻬﺞ ﻫﺆﻻء اﻟﺰاﻋﻤﲔ و اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ و ﻋﻘﻴﺪ ﻢ أﺻﻼً .
) (١٠ﳎﻤﻮع اﻟﻔﺘﺎوى ، ١٦٠/٢٠اﻧﻈﺮ اﳌﺴﺘﺼﻔﻰ ، ٥٧/١و اﻟﻘﻮاﻋﺪ و اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ، ٩٤/١و ﻗﻮاﻃﻊ اﻷدﻟﺔ . ١٠٤/١ ) (١١ﺗﻔﺴﲑ اﻟﺴﻌﺪي . ١٤٢/١
١٨
)) اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ ﻛﺎﻧﺖ إﻣﺎ ﺑﻌﯿﺪة ﻋ ﻦ اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ أو ﻣﺴ ﺘﻮردة ،أو أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت أﻋﻠﻨ ﺖ ﻋﻦ ﻣﺸﺮوﻋﮭﺎ اﻟﺨﺎص ﺑﮭﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻻﺳﺘﺪﻻﻻت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﮫ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻹﺿ ﻔﺎء اﻹﻟ ﺰام و اﻟﻔﺮﺿ ﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺮوﻋﮭﺎ و إﻟ ﺰام اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت ﺑﺎﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﯿﮭﺎ . و ﻣﺸﺮوع ھ ﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ رؤﯾ ﺔ اﺟﺘﮭﺎدﯾ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﺗﻔ ﺮد ﺑﮭ ﺎ ﻗ ﻮم ﻣ ﻨﮭﻢ دون ﻣﺸﺎورة ﺳﺎﺋﺮ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﺴﺎﺣﺔ ،و ﺗﺮى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أن اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﻌﻠﻦ ﻋﻨﮫ ﻣﺠﺎﻧﺐ ﻟﻠﻮاﻗﻌﯿﺔ و ﻟﻢ ﯾﺤﻦ أوان ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺑﻌﺪ ... ﻟ ﺰوم اﻻﺳ ﺘﻘﻼل ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮار و اﻟﺮؤﯾ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻌﯿﺪﯾﻦ اﻟﺤ ﺎﻟﻲ و اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻠﻲ و وﺟﻮب ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ و ﻟﺰوم اﻻھﺘﺪاء و اﻻﻧﺘﻔﺎع ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻵﺧﺮﯾﻦ و اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﻨﺼﯿﺤﺔ و ﻣﺸﺎورة أھﻞ اﻟﻜﻔﺎءة ﻛﻞ ھﺬه ھﻲ ﻣﻤﯿﺰات اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ... و ﺗ ﺮى اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ أن اﻟﻤﺸ ﺎرﯾﻊ اﻟﻤﻄﺮوﺣ ﺔ ﺗﻐﻠ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟﺸ ﻜﻠﯿﺔ و ﻏﯿ ﺎب اﻟﻤﻀ ﻤﻮن و اﻟﺘﺴﺘﺮ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ و ﺿﻌﻒ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ... اﻟﻀﻮاﺑﻂ و اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻮﺣﺪة : -١اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أﺻﻞ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﯿﮫ ... -٢ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ (( .ا.ھـ و ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﯿﺺ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ : -١ﻋﺪم اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮوع ﺷﻜﻠﯿﺎً و ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﻀﻤﻮن ﺣﻘﯿﻘﻲ . -٢ﻋﺪم ﻣﺸﺎورة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﻄﺮوح . أﻣ ﺎ اﻟﻤ ﺎﻧﻊ اﻷول ﻓﮭ ﻮ ﻣﺮﺗﻜ ﺰ ﻋﻠ ﻰ ﻛﻠﻤ ﺔ واﺳ ﻌﺔ ﻟﮭ ﺎ اﺗﺠﺎھ ﺎت ﻋﺪﯾ ﺪة و ھ ﻮ ﻣﺼ ﻄﻠﺢ ﯾﺴ ﺘﺨﺪﻣﮫ اﻟﻌﻠﻤ ﺎﻧﯿﻮن ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﯿﻦ و ﻣﮭﺎﺟﻤ ﺔ ﻣﺸ ﺮوﻋﺎﺗﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ اﺧ ﺘﻼف أوﺟﮭﮭﺎ -ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﺸﮭﻮر ،-ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ھ ﺬا اﻟﻤﺼ ﻄﻠﺢ ﻣﺮﺗﻜ ﺰا واﺿ ﺤﺎ ً ﻟﻜ ﻞ ﻣ ﻦ أراد اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻹﺳﻼﻣﯿﯿﻦ ﻷﺿﺪادھﻢ أو ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ . و ﻗﺪ ﻛﺎن أول أﻣﺮ ھﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ -ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺟﻌﻠﮫ رأس ﺣﺮﺑﺔ اﻟﮭﺠﻮم ﻋﻠﻰ أي ﻣﺸﺮوع إﺳﻼﻣﻲ -ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﯿﻦ ،اﻟﺬﯾﻦ ھﺎﺟﻤﻮا اﻹﺳ ﻼم و ھ ﺎﺟﻤﻮا اﻟﻌﺮﺑﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ھ ﺬه اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ و اﻟﺘﻲ أﺑﻘﻮھﺎ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎ ً ھﻼﻣﯿﺎ ً ﻷھﺪاف ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ أﺣﻔ ﺎدھﻢ اﻟﯿ ﻮم ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﻄﻠﺢ اﻹرھ ﺎب ﺣﯿ ﺚ رﻓﻀ ﻮا أن ﯾﻜ ﻮن ﻟ ﮫ ﺗﻌﺮﯾ ﻒ واﺿ ﺢ و ﻣﺮﺗﻜ ﺰات ﺑﯿﻨ ﺔ . )(١٢ و اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ذﻛ ﺮت ﻣﺼ ﻄﻠﺢ ) اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ( ﻓ ﻲ ﻗﺮاﺑ ﺔ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ ٥ﻣ ﺮات ،دون أن ﯾﻌ ﺮف اﻟﻘﺎرئ وﺟﮫ ذﻟﻚ ،و ﻟﻌﻞ ﻋﺬر اﻹﺧ ﻮة ھ ﻮ ﻋ ﺪم إرادة ﺗﺠ ﺮﯾﺢ إﺧ ﻮاﻧﮭﻢ اﻟﻤﻘﺼ ﻮدﯾﻦ ..و ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ﻓ ﺈن اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋ ﻦ اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ واﻗﻌﯿ ﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿ ﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺘﺤ ﺎورﯾﻦ ،و ) (١٢ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﺘﻬﻢ ﻫﺆﻻء اﻹﺧﻮة ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ،و إن ﻛﺎن ﰲ اﻟﻔﻌﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﳌﺸﺎ ﺔ ﻏﲑ اﳌﻘﺼﻮدة . ١٩
ﯾﺼﻌﺐ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺣﺎدﯾﺚ و اﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ ،ﻓﻤ ﺎ ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﯾﻌﺘﺒ ﺮه اﻟﺒﻌﺾ واﻗﻌﯿﺎ ً ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﻮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ واﻗﻌﻲ ﺗﻤﺎم اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ،ﻣﺜﻠﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺪث اﻟ ﺒﻌﺾ ﻋ ﻦ أن ﻗﯿﺎم دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺎﻟﯿﺎً ھﻮ أﻣﺮ ﻏﯿﺮ واﻗﻌﻲ و أﻧﮫ ﺿ ﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺎل ،ﻓﻠﻘﺪ أﺛﺒﺖ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﺷﯿﺌﺎ ً ﻣﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻊ . و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﺴﮭﻞ ﺟﺪاً أن ﻧﻘﻮل ﻋﻦ ﺑﻌﺾ طﺮح ھ ﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ ھ ﺬا اﻟﺒﯿ ﺎن ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯿﺮ واﻗﻌﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﺣﯿﺚ إﻧﮭﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﺖ أن اﻟﺠﮭﺎد وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﺘﻐﯿﯿ ﺮ ﺑﯿّﻨ ﺖ أن ذﻟ ﻚ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﯾﻜ ﻮن ﻋﺒ ﺮ ﺗﺨﻄ ﯿﻂ ﻣﻮاﻓ ﻖ ﻟﻠﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ و أن ﯾﻜ ﻮن ھ ﺬا اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ واﺿﺢ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ أي ﻏﻤﻮض ! و ﻣﻊ ھﺬا ﺳﺮد اﻟﺒﯿﺎن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺒﮭﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺰﯾﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ،و إﻻ ﻓ ﺈن اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ﯾﺴ ﺘﻄﯿﻊ اﺳ ﺘﺨﺪام ھ ﺬه اﻟﻤﺼ ﻄﻠﺤﺎت و ﺧﯿ ﺮ ﻣﻨﮭ ﺎ ،ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺎھﺞ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑ ﺔ و اﻟﺘﺼ ﺮﯾﺤﺎت اﻟﻤﻌﻠﻨ ﺔ ،ﺣﯿ ﺚ ﺷ ﺮح اﻟﺒﯿ ﺎن ﺧﻄ ﺔ اﻟﺘﻐﯿﯿ ﺮ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ ﻟﻠﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻜ ﻮن ) ﻋﺎﻣﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ رﺑ ﻂ اﻹﻧﺠ ﺎزات ﺑﺴﻠﺴ ﻠﺔ ﻣﻨﻄﻘﯿ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﺎﻋﻼت دون اﻟﺘ ﺪاﺧﻞ اﻟﻔﻮﺿ ﻮي ،ﻣ ﻊ ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿ ﺬ و اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ ﻋﺼﺎﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء و اﻟﻤﻘﺮرات ،ﺳﻌﯿﺎ ً ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻼﻛﺘﻤﺎل اﻟﺬاﺗﻲ ( )(١٣ و ﻋﻤﻮﻣﺎ ً ﻓﺈن أﺷﮭﺮ ﻣﺎ ﯾﺬﻛﺮه اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺸﺮوع دوﻟﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ھﻮ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ !! ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد أرض ) ﻋﺮب ﺟﺒﻮر ( و اﻟﺘ ﻲ ﻗﺼ ﻔﺖ ﺑﻘﺎذاﻓ ﺎت اﻟﻘﻨﺎﺑ ﻞ اﻟ ـ - B1و اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺎﺋﺮات اﻻﺳ ﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﻤﻨﻄﻠﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﻗﻮاﻋ ﺪھﺎ ﺧ ﺎرج اﻟﻌ ﺮاق ﻟﻀ ﺮب ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،-ﻟﻌﺪم ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و ﻋﻤﻼﺋﮭ ﻢ ﻣ ﻦ اﻗﺘﺤ ﺎم اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ و اﻟﺪﺧﻮل ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة و ﻟﻮ اﻟﺠﺰﺋﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ! )(١٤ أو ﯾﻘﺼﺪ ﺑﻌﺪم اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺼ ﺪھﺎ اﻟﻘﺎﺻ ﻲ و اﻟ ﺪاﻧﻲ و ﯾﻌ ﺮف ﻣﻜﺎﻧﮭ ﺎ اﻟﻌ ﺪو ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺪﯾﻖ ! أو ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻓﻲ اﻷﻧﺒﺎر و ﻏﯿﺮه و اﻟﺘﻲ ﺻﻮرھﺎ أﻓﺮاد اﻟﺼﺤﻮة ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻨﮭﻢ و ھﻢ ﯾﻌﺘﺮﻓ ﻮن ﺑ ﺄن ﻛ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ اﻟﺸﺎﺳ ﻌﺔ اﻟﻤﺼ ﻮرة ﻛﺎﻧ ﺖ ﺗﺤ ﺖ اﻟﺴ ﯿﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ! أو ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺻﺪھﺎ اﻟﻜﺎﻣﯿﺮات أو ﺗﻨﻘﻠﮫ إﻟﯿﻨ ﺎ اﻟﺘﺼ ﺮﯾﺤﺎت ..ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أن ھﺬا ﺳﯿﻜﻮن ﻣﻜﺎﺑﺮة . و إن ﻛﺎن وﺟﻮد اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﻋﻠﻰ ﺷ ﻜﻞ ﻛﺘﺎﺋ ﺐ ﺻ ﻐﯿﺮة ﺗﺴ ﺘﺨﺪم أﺳ ﻠﻮب ) ﺣﺮب اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت ( ﻓﻼ ﯾﻌﻨﻲ أن ﻧﻨﺴﻒ اﻟﻤﺸﺮوع ﻛﻠﮫ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﺼ ﻄﻠﺢ و ﻧﺤﺼ ﺮ ﻛ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺠﮭﻮد ﻓﻲ ﺟﺰﺋﯿﺔ ﻣﻨﮭﺎ ! ) (١٣ص ٧ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ .
) (١٤ﰲ ﲪﻠﺘﻬﻢ اﳌﺴﻤﺎة ﺑـ ) ﻋﻨﻘﺎء اﻟﺸﺒﺢ ( ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ١٤٢٩/١/٢اﳌﻮاﻓﻖ ﻟـ ٢٠٠٨/١/١٠م . ٢٠
ﺛﻢ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﺄن ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ ﻏﯿﺮ واﻗﻌﻲ ﺣﺎﻟﯿ ﺎ ً ،ﻓ ﺈن ﻣﺂﻟ ﮫ إﻟ ﻰ أن ﯾﻜ ﻮن واﻗﻌﯿ ﺎ ً ،و ﻋ ﺪم اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ -اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ -إﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺎﻧﻌﺎ ً ﻓﯿﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن أﺻ ﻞ اﻟﻤﺸ ﺮوع ﻛﻠ ﮫ ﻏﯿ ﺮ واﻗﻌ ﻲ و ھﻮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ! و ﻻ أﺧﺎل اﻹﺧﻮة ﯾﻌﺘﺒﺮون ﻣﺸﺮوع إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻌﺮاق أﻣﺮاً ﻏﯿﺮ واﻗﻌﻲ . و ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﻘﻮدﻧﺎ ﻟﻠﻤﺎﻧﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي أﺷﺎرت إﻟﯿﮫ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ و ھﻮ ) :ﻋﺪم ﻣﺸﺎورﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﻄﺮوح ( . و ﻣﻤﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ أول اﻟﻜﻼم ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ :إن أﺻﻞ اﻟﻤﺸﺮوع ﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺸﻮرة أﺣﺪ ﻷن اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ﻣ ﻦ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﻗ ﺪ أﻋﻠﻨ ﻮا ﻣ ﺮاراً و ﺗﻜ ﺮاراً ﺑ ﺄﻧﮭﻢ ﯾﺴ ﻌﻮن ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻌﺮاق ،ﻓﻌﻼم ﯾﺸﺎوروﻧﮭﻢ و ھﻮ ھﺪﻓﮭﻢ اﻟﺬي ﯾﻄﻠﺒﻮن و إﻟﯿﮫ ﯾﻘﺼﺪون ؟؟ و ﻣ ﺎ دام أن اﻷﺻ ﻞ ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺈن ﺑﻘﯿ ﺔ اﻟﻔ ﺮوع ﯾﻤﻜ ﻦ اﻻﺗﻔ ﺎق ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ،ﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ و أن اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ھﻮ ) اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أﺻﻞ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﯿﮫ ( و ﻗﺪ ﺗﻮﻓﺮ . ﺛ ﻢ ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄﻧ ﮫ ﺧﻄ ﺄ ﻣﺤ ﺾ ﻓ ﻼ ﯾﺼ ﺢ أن ﯾﻮاﺟ ﮫ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺑﻤﺜﻠ ﮫ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨ ﺎع ﻋ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺷﺮﻋﺎ ً و اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻣﻘﺼﺪ ﻣﮭﻢ ،ﺑﻞ اﻟﺘﺼ ﺮف اﻷﻣﺜ ﻞ ھ ﻮ اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ﻣ ﻊ ھ ﺬا اﻟﺨﻄ ﺄ ..و ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟ ﻦ ﯾﻜ ﻮن ھ ﻮ اﻹﻋ ﺮاض و ﺟﻌﻠ ﮫ ﻣﺤ ﻮراً ﻟﻠﺸ ﻘﺎق ،ﻓ ﺈذا ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﺸﺎورة -ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﻊ إﻟﯿﮭﺎ -ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﮭﻲ ﻟﯿﺴ ﺖ ﻣﻘﺼ ﺪاً ﻣ ﻦ ﻣﻘﺎﺻ ﺪ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﺑﺨﻼف اﻟﻮﺣﺪة ،ﻓﯿﻘﺪم اﻷوﻟﻰ و اﻷﻋﻈﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﺑﻼ ﺷﻚ . و ﻗﺪ ﺑﺎﯾﻊ ﻋﻤﺮ و أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة أﺑﺎ ﺑﻜﺮ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮭﻢ -دون ﻣﺸﺎورة ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ و ﻟﻢ ﯾﻌﻠﻢ ﺑﻌﻀﮭﻢ إﻻ ﺑﺨﺒﺮ وﻗﻮع ﻣﺒﺎﯾﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨ ﮫ -دون أن ﯾﺴﺘﺸ ﯿﺮھﻢ أﺣ ﺪ ﻓﻲ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﻌﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ ،و ﻟﮭﺬا ﻟﻢ ﯾﺒﺎﯾﻊ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﺣﺘﻰ ﻣﺎت -رﺿ ﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ (١٥) . - و ﻣﻦ اﺣﺘﺞ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺻ ﯿﺔ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﺎدﺛ ﺔ ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺪﻟﯿﻞ ،ﻷن إﺟﻤ ﺎع اﻷﻣ ﺔ ﻣﻨﻌﻘ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺻﺤﺔ ﺑﯿﻌﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﻣ ﻊ أﻧﮭ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻘ ﻊ ﺑﻤﺸ ﺎورة ) ﺷ ﺮﻛﺎء اﻟﺴ ﺎﺣﺔ ( ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر و ﻣ ﻦ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﺑﻞ و ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ھﺎﺷﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻤﻨﻊ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻓﻲ أول اﻷﻣﺮ ﻛﺄﺑﻲ ﺳ ﻔﯿﺎن و اﻟﻌﺒ ﺎس و ﻏﯿﺮھﻢ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮭﻢ أﺟﻤﻌﯿﻦ . ﺛﻢ إن اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق أوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ -ﻷن اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻗ ﺪ ﻛﺜ ﺮ ﻓﯿ ﮫ اﻟﻠﺼ ﻮص و ﻗﻄ ﺎع اﻟﻄﺮﯾ ﻖ ﻻﻗﺘﻨﺎﺻ ﮫ و اﻧﺘﮭ ﺎز اﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿ ﻖ ﻣ ﺬاھﺒﮭﻢ اﻟﻀﺎﻟﺔ و ﻣﻨﺎھﺠﮭﻢ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ،و اﻟﺘﻲ ﺳﯿﻤﻨﻌﻮن ﺑﮭﺎ ﺗﺤﻜ ﯿﻢ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ و ﯾﻨﺤّ ﻮﻧﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ إﺧﻮاﻧﮭﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺳﯿﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ھﻮ اﻻﻗﺘﺘﺎل و اﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ،و ﻗﺪ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ )واﻟﻔﺘﻨﺔ أﺷﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ( و اﻟﻔﺘﻨ ﺔ اﻟﺸ ﺮك ،ﻓ ﺄي ﻓﺘﻨ ﺔ أﻋﻈ ﻢ ﻣﻦ ﺗﻨﺤﯿﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ و اﺳﺘﺒﺪاﻟﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮھﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاطﯿ ﺔ و اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿ ﺔ و ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻠﻌﯿﻨﺔ . ) (١٥اﻧﻈﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﱪي ، ٢٣٧/٢اﻟﺒﺪاﻳﺔ و اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . ٣٠٢/٦ ٢١
ﻓﻼ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﻤﺸﺎورة أو اﺗﻔﺎق ﺟﻤﯿﻊ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﻣﺮ ،ﻷﻧﮭﻢ ﺑﯿﻦ أﻣﺮﯾﻦ -١ :إﻣﺎ ﻗﻮم ﯾﺴﻌﻮن ﻟﺘﺤﻜ ﯿﻢ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ و إﻗﺎﻣ ﺔ دوﻟ ﺔ إﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿ ﺔ ،ﻓﮭ ﺆﻻء ﻗ ﺪ ﻛﻔﻮھﻢ إﺧﻮاﻧﮭﻢ ھﺬا اﻷﻣﺮ و ﺣﻘﻘﻮه ﻟﮭﻢ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﻌﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ إﺧﻮاﻧﮭﻢ و ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮭﻢ ﻣﻘﺼﻮدھﻢ !؟ -٢أو ﻗ ﻮم ﻻ ﯾﺮﯾ ﺪون ﺗﺤﻜ ﯿﻢ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ و ﯾﺴ ﻌﻮن ﻟﺘﻨﺤﯿﺘﮭ ﺎ ،ﻓ ﻼ ﻛﺮاﻣ ﺔ ﻟﮭ ﺆﻻء ،و ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻞ أن ﯾﺮﺿﻰ أھﻞ اﻹﺳﻼم ﺑﮭﺆﻻء اﻟﻔﺴﻘﺔ أو اﻟﻜﻔﺮة . ﻗﺎل إﻣﺎم اﻟﺤﺮﻣﯿﻦ اﻟﺠﻮﯾﻨﻲ -رﺣﻤﮫ ﷲ : - وأﻗﺮب اﻟﻤ ﺬاھﺐ ﻣ ﺎ ارﺗﻀ ﺎه اﻟﻘﺎﺿ ﻲ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وھ ﻮ اﻟﻤﻨﻘ ﻮل ﻋ ﻦ ﺷ ﯿﺨﻨﺎ أﺑ ﻲ اﻟﺤﺴ ﻦ - رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ -وھﻮ :أن اﻹﻣﺎﻣﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻤﺒﺎﯾﻌ ﺔ رﺟ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻘ ﺪ ،و وﺟ ﮫ ھﺬا اﻟﻤﺬھﺐ :أﻧﮫ ﺗﻘﺮر أن اﻹﺟﻤﺎع ﻟﯿﺲ ﺷﺮطﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻹﻣﺎﻣﺔ ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺜﺒ ﺖ ﺗﻮﻗﯿ ﻒ ﻓ ﻲ ﻋﺪد ﻣﺨﺼﻮص واﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﯾﺘﻮﻻھﺎ ﻋﺎﻗﺪ واﺣﺪ وإذا ﺗﻌ ﺪى اﻟﻤﺘﻌ ﺪي ﻋ ﻦ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻓﻠﯿﺲ ﻋﺪد أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﺪد وﻻ وﺟﮫ ﻟﻠﺘﺤﻜ ﯿﻢ ﻓ ﻲ إﺛﺒ ﺎت ﻋ ﺪد ﻣﺨﺼ ﻮص ﻓ ﺈذا ﻟ ﻢ ﯾﻘ ﻢ دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﻌﺪد . وﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﻨﺎ أن اﻹﺟﻤﺎع ﻟﯿﺲ ﺷﺮطﺎ ﻓﺎﻧﺘﻔﻰ اﻹﺟﻤﺎ ُ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ،و ﺑﻄﻞ اﻟﻌﺪد ﺑﺎﻧﻌﺪام اﻟﺪﻟﯿﻞ ع ِ ﻋﻠﯿﮫ ،ﻓﻠﺰم اﻟﻤﺼﯿﺮ إﻟﻰ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻌﻘﺪ اﻟﻮاﺣﺪ .ا.ھـ )(١٦ ﻓﻜﯿ ﻒ و ﻗ ﺪ ﺑ ﺎﯾﻊ ﺟﻤ ﻊ ﻣ ﻦ ﺷ ﯿﻮخ اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮ و ﻗ ﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت و اﻟﻜﺘﺎﺋ ﺐ و ﺣﺼ ﻞ ﻣ ﻦ ﻮﻛﺔ اﻟﺸ و اﻟﻘﺪرة و اﻟﻤﻨﻌﺔ ﻣﺎ اﻋﺘﺮف ﺑﮫ اﻟﻌﺪو و أذﻧﺎﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻮات ،ﻓﻌﻼً :ﻛﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﺎذﻓﺎت ﺑﻌﯿﺪة اﻟﻤﺪى ،وﻗﻮﻻً :و ھﻮ أﺷﮭﺮ ﻣﻦ أن ﯾﺬﻛﺮ ﻣ ﻦ ﺗﺼ ﺮﯾﺤﺎت اﻟﻤﺮﺗ ﺪﯾﻦ ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ً ،ﻣ ﺎ دﻓﻊ اﻟﻨﺼﺎرى إﻟﻰ دﻓﻊ اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ طﻠﺒﺎً ﻟﺤﻤﯿﺎﺗﮭﻢ و ﻣﻨﻌﺘﮭﻢ . و ﻗﺪ ﺟﺎء ﺑﻌﺪ ﺑﯿﺎن ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑـ ١٠أﯾﺎم ﻟﻘﺎء ﻣﻊ اﻟﺸﯿﺦ أﺑﻲ ﺣﻤﺰة اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮ أﺟ ﺎب ﻓﯿ ﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺆال ﺣﻮل اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﻗﺒﻞ إﻋﻼن اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﺄﺟﺎب -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ : - ) ﯾﺸﮭﺪ ﷲ أﻧﻨﺎ اﺟﺘﮭﺪﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﺗﻌﻠﻢ ذﻟﻚ ﺟﯿﺪاً ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﺼﯿﻞ واﺣ ﺪ ﻛ ﺎن ﻗ ﺪ اﻧﺨ ﺮط ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ اﻧﺨﺮاط ﺎ ً ﺗﺎﻣ ﺎً ،ﻓﺒﻌﻀ ﮭﻢ اﺗﺼ ﻠﻨﺎ ﺑ ﮫ ﻗﺒ ﻞ ﺷ ﮭﺮﯾﻦ وﺑﻌﻀﮭﻢ ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻟﻘ ﺎء ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﻗﺒ ﻞ إﻋ ﻼن اﻟﺪوﻟ ﺔ، وﺗﻌﺬر اﻟﺒﻌﺾ ﺻﺮاﺣﺔ أﻧﮫ ﻛﺎن ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد ،وآﺧﺮون ﺗﻌ ﺬروا ﺑﺄﺷ ﯿﺎء أﺧ ﺮى ﻣﻀ ﺤﻜﺔ ﻣﺒﻜﯿﺔ . وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة أوﻻً ﻟﺤﻠﻒ اﻟﻤﻄﯿﺒﯿﻦ ،و ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ أن ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺤﻠﻒ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺮد، وﻟﻜﻦ اﺳﺘﺠﺎب اﻟﻜﺜﯿﺮ اﻟﻄﯿﺐ وﺗﺨﻠﻒ اﻟﻘﻠﯿﻞ ،وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻟﺪوﻟﺔ اﺗﺼﻠﻨﺎ ﺑﮭﻢ وﻣﺎزﻟﻨﺎ : ﺎﺋﻠﯿﻦ ﻗ ﯾﺎ ﻋﺒﺎد ﷲ ھﺬا ﻣﺸﺮوﻋﻜﻢ وﻣﺸﺮوع اﻷﻣﺔ وﻟﯿﺲ ﺣﻜﺮاً ﻋﻠﯿﻨ ﺎ وﻟﻘ ﺪ ﺗﺨﻠﯿﻨ ﺎ ﻋ ﻦ أﺳ ﻤﺎء ﺟﻤﺎﻋﺎﺗﻨﺎ وﺗﺮﻛﻨﺎ إﻣﺎرﺗﮭﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻜﺒﯿﺮ ( .ا.ھـ )(١٧ ) (١٦ﻏﻴﺎث اﻷﻣﻢ . ٥٥ - ٥٤/١
) (١٧ﻟﻘﺎء اﻟﻔﺮﻗﺎن اﻟﺼﻮﰐ اﻷول ﻣﻊ وزﻳﺮ اﳊﺮب ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٤٢٩/ ١٠/٢٥اﳌﻮاﻓﻖ ﻟـ . ٢٠٠٨/١٠/٢٤ ٢٢
و ﺳﺒﺐ ﻋﺪم اﻻﻧﺘﻈﺎر ﺣﺘﻰ ﻗﺪوم اﻟﺨﺎرﺟﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﻼد أو ﻏﯿﺮھ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻋ ﺬار اﻷﺧ ﺮى، ھﻮ اﻟﺨﺸﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم اﻟﺤﺰب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋ ﻦ اﻹﻋ ﻼن ﻋ ﻦ إﻗﻠ ﯿﻢ ﺳ ﻨﻲ ﻛ ﺈﻗﻠﯿﻢ اﻷﻛ ﺮاد ،ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي و ﻟﻤﻠﻤﺔ أھ ﻞ اﻟﺴ ﻨﺔ ﺣ ﻮل رﻣ ﻮزھﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﯿﻦ ،ﻓﻜ ﺎن إﻋﻼن اﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺎﺻﻤﺎ ً ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﻗﺒﻞ ظﮭﻮره (١٨) . و ﻣﻦ ﯾﺰﻋﻢ أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﻣﺼ ﯿﺮه ﻟﻠﻔﺸ ﻞ و اﻟﺘﻔﻜ ﻚ ﻷي ﻋﻠ ﺔ ﻛﺎﻧ ﺖ ،وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ھ ﺬا ﻣﺎﻧﻌ ﺎ ً ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ اﻻﻧﻀ ﻤﺎم إﻟﯿﮭ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﯾﺘﺤﻤ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾﺰﻋﻤ ﮫ ﻓﺸ ﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺎب ﻋﻦ ھﺬا :ﺑ ﺄن اﻟﻈ ﺮوف و اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟﺘ ﻲ دﻋ ﺖ ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺮاق ،ھﻲ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻊ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﻤﯿﻠﺔ ﻟﮫ ،و ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ ﻧﺠﺎح ھﺬا ﻓﻲ ﺗﺠﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺠﮭﻮد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺿﺎع ﻧﺘﺎج اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻟﻐﯿﺮھﻢ . ﻓﮭﺎھﻢ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن ﺳﻌﻮا أول ﻣﺎ ﺳﻌﻮا ﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻋﺮاﻗﯿ ﺔ ﻋﻤﯿﻠ ﺔ ﻟﮭ ﻢ ﯾﺮأﺳ ﮭﺎ اﻟﻌﻤﯿ ﻞ إﯾﺎد ﻋﻼوي ،ﻣﻊ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ أي ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻷرض ،و ﺣﺘ ﻰ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن أﻧﻔﺴ ﮭﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﯾﺤﻤﻮن ﻗﻮاﻋﺪھﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﺼﻨﻮن ﺑﮭﺎ ،و ﻟﮭﺬا رأﯾﻨﺎ ﻓﺸﻠﮭﻢ ﻓﻲ اﻗﺘﺤ ﺎم اﻟﻔﻠﻮﺟ ﺔ و ﻗ ﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و أذﻧﺎﺑﮭﻢ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن اﻟﺒﻘﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ . و ﻗﺪ ﺟﻮﺑﮭﺖ ھﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠ ﺔ أول اﻷﻣ ﺮ ﺑ ﺮﻓﺾ ﺷ ﺮﻛﺎء اﻟﺴ ﺎﺣﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﯿﻦ و أﻧﺼﺎف اﻟﻌﻤﻼء ﺑﺤﺠﺔ ﻋﺪم اﺷﺘﺮاك ﺟﻤﯿﻊ أطﯿﺎف اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ و ﻣﺸﺎورﺗﮭﻢ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ و ﻛﻮﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ واﻗﻌﯿﺎ ً ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﻌﺐ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﺖ ظﻞ اﻻﺣﺘﻼل ! و ﻗ ﺪ ﻛ ﺎن اﻟﻨﻤ ﻮذج اﻟﻤﺜ ﺎﻟﻲ ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠ ﺔ و اﻟﺨﻄ ﺔ اﻟﻤﻔﺘﺮﺿ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﻗ ﺪوم اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻟﻠﻌﺮاق أو ﺣﺘﻰ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ھﻲ أن ﯾﻘﻮم اﻻﺣﺘﻼل ﺑﻌﺪ ﺳﯿﻄﺮﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ و اﻻطﻤﺌﻨﺎن إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﻜﺪﯾﺮ أﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء ،إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ و رﺋﺎﺳﯿﺔ ﻟﺘﻘﻮم ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻮاﻟﯿﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ﻟﮭﻢ ﻟﺘﻨﻔﺬ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﮭﻢ اﻟﺨﺒﯿﺜﺔ . و ﻟﻜ ﻦ ھ ﺬه اﻟﺨﻄ ﺔ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺘﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻻ ﯾﻨ ﺎﻣﻮن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻀﯿﻢ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﯿﻜﻮن ذﻟﻚ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺘﻔﺎﺋﻞ ﻣﺠﺮد ﺣﺒﺮ ﻋﻠﻰ ورق ،ﻷن ھﺆﻻء اﻟ ﺬﯾﻦ ﻟﻦ ﯾﺮﺿﻮا ﺑﺎﺣﺘﻼل أرﺿﮭﻢ ﻟﻦ ﯾﺮﺿﻮا ﺑﻌﻤﻼء ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻣﻘﺎم أﺳﯿﺎدھﻢ . و ﻟﮭﺬا ﯾﻀﻄﺮ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن إﻟﻰ ﺧﻄﻂ أﺧﺮى ﻟﺘﺠ ﺎوز ھ ﺬه اﻷزﻣ ﺔ و ﺗﺨﻄ ﻲ ھ ﺆﻻء اﻟ ﺬﯾﻦ ﺑﻘﻮا ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻲ وﺟﮫ ﺳﯿﻄﺮﺗﮭﻢ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،و ھﺬا ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺄﺣﺪ ﺧﻄﺘﯿﻦ : اﻷوﻟﻰ : أن ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك رﻣﺰ ﻷھﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﯾﻘﻒ وراء اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺪاﻓﻊ ﻟﻠﻌﺪو و اﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﻟﮫ ،ﻓﯿﺴﻌﻰ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺎﻟﺘﮫ و ﺗﻘﻠﯿﺺ أھﺪاﻓﮫ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻄﺮد اﻟﻌﺪو ﻣﻦ اﻷرض ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ ً إﻟﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺒﻘﺎء ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﻮات و رﺣﯿﻞ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ أو ﻧﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ ،أو إﻟ ﻰ ﺷ ﺮاء ذﻣﺘ ﮫ ﺑﻘﺼ ﻮر ورواﺗ ﺐ ﺿ ﺨﻤﺔ ،أو ﺑﻘﺘﻠ ﮫ ﻟﯿﺨﻠﻔ ﮫ ﻣ ﻦ ﯾﻤﻜ ﻦ ﺷ ﺮاءه أو ﻛﺴ ﺮ إرادﺗ ﮫ ،و
) (١٨راﺟﻊ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٣
اﻟﻨﻤﺎذج ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻛﺜﯿﺮة ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ً ﻣ ﻦ ﻣﻌﺘﻨﻘ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺎھﺞ اﻟﻀ ﺎﻟﺔ و اﻟﻤ ﺬاھﺐ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓ ﺔ و ﻣﻤﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻣﺮض ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ و ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ و ﻏﯿﺮھﺎ . و ﺧﻂ اﻟﺴﯿﺮ ھﺬا ﻣﻔﻀﻞ ﻟﻠﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻷﻧﮫ ﯾﺴﮭّﻞ ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ اﻷﻣﻮر و ﻧﺠﺎﺣﮫ ﺑﺎھﺮ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ إذا ﺣ ﺪث ،ﺑ ﺪﻟﯿﻞ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻜ ﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ اﻟﯿ ﻮم ،و اﻟﺘ ﻲ ﻗﺎﻣ ﺖ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺑﻔﻌ ﻞ اﻟﻤﺸ ﺮوﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﺼ ﺖ اﻟ ﺒﻼد و اﻟﻌﺒ ﺎد ﻣ ﻦ رﺟ ﺲ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ،ﻟﺘُﺤ ﺮف و ﺗُﺴﺮق اﻟﺠﮭﻮد ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺨﺎﺋﻨﺔ . و اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ : أﻻ ﯾﻜ ﻮن ھﻨ ﺎك رﻣ ﺰ ﯾﻘ ﻮد اﻟﺠﮭ ﺎد ﺿ ﺪ اﻟﻤﺤﺘﻠ ﯿﻦ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ،ﻛﻤ ﺎ ﺣ ﺪث و ﯾﺤ ﺪث ﻓ ﻲ اﻟﻌﺮاق اﻟﯿﻮم ،ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺧﯿﺎر أﻣﺎﻣﮭﻢ إﻻ ﺑﺼﻨﻊ اﻟﺮﻣﺰ اﻟﻌﻤﯿﻞ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻟﮭﻢ ،و ذﻟﻚ ﻋ ﻦ طﺮﯾ ﻖ ھ ﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻤﺰﯾﻔ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻘﻮة اﻹﻋﻼﻣﯿ ﺔ اﻟﻀ ﺨﻤﺔ ﯾﻠﺘﻔ ﺖ اﻟﻨ ﺎس إﻟ ﻰ ھ ﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﺷ ﯿﺌﺎ ً ﻓﺸ ﯿﺌﺎً و ﯾﻨﻈ ﺮون إﻟ ﻰ ھ ﺬا اﻟ ﺮﺋﯿﺲ اﻟﺠﺪﯾ ﺪ ﻟﮭ ﻢ و اﻟ ﺬي ﻓﺮﺿ ﮫ اﻹﻋ ﻼم ﻋﻠﯿﮭﻢ ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﺸﺎھﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس وﻧﻈﺮﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮاق و ﺧﺎرﺟ ﮫ ﻟﺤﻜﻮﻣ ﺎت اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻀﺮاء ﺑﺪءاً ﻣﻦ ﻋ ﻼوي إﻟ ﻰ اﻟﺠﻌﻔ ﺮي و اﻧﺘﮭ ﺎ ًء ﺑﺎﻟﻤ ﺎﻟﻜﻲ ،ﺣﯿ ﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻈﺮة ﻟﻸول ﻧﻈ ﺮة اﺳ ﺘﻨﻜﺎر و اﺳ ﺘﺤﻘﺎر ﺛ ﻢ ﺗﻐﯿ ﺮت اﻟﻨﻈ ﺮة ﺗ ﺪرﯾﺠﯿﺎ ً ﺑﺤﻜ ﻢ اﻷﻣ ﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﻤﯿﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﻟﺪى ﺷﺮﯾﺤﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﻮام اﻟﻨﺎس . ﺛﻢ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ إﺑﺪال اﻟﻌﻤﻼء اﻟﺨﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻼء ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮﯾﻦ و إﻟ ﻰ اﻟﻤﺘﺴ ﺎﻗﻄﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻘﻠ ﻮب اﻟﻤﺮﯾﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﯿﺌ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔ ﺎق و ﺣ ﺐ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ،ﯾﻤﻜ ﻦ ﺧﺪاع اﻟﻨﺎس و ﺟﺬب ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،و اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﻓﺮ اﻟﻤﺎل و اﻟﻮظ ﺎﺋﻒ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ،و ﻣﻊ اﻧﺘﻔﺎﻋﮭﻢ ﻣ ﻦ ھ ﺬه اﻟﺮﻣ ﻮز ﯾﺼ ﺒﺢ اﻻﻟﺘﻔ ﺎف ﺣﻮﻟﮭ ﺎ أﻛﺜ ﺮ و أﻋﻈ ﻢ ،و ﯾﺼﺒﺢ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ﺛﻘﯿﻼً أو ﺑﻐﯿﻀﺎً إﻟﯿﮭﻢ ،ﻷﻧﮫ ﺳﯿﻜﻮن ﻓﻲ ﻧﻈ ﺮھﻢ ﻋ ﺪﯾﻢ اﻟﻔﺎﺋ ﺪة و ﻻ ﯾﻘﺪم ﺷﯿﺌﺎ ً ﻟﮭﻢ ﺳﻮى اﻟﻘﺘﻞ و اﻟﺪﻣﺎر واﻧﻌﺪام اﻷﻣﻦ ! و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻔﻘﺪ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي أھﻤﯿﺘﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس أو ﺗُﻨﺴ ﻰ ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟ ﺰﻣﻦ و ﯾﻔﺸ ﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ً ﻟﻔﻘﺪاﻧﮫ اﻟﯿﻨﺎﺑﯿﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻤ ّﻜﻨﮫ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ . و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺤﺎول اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن و اﻟﻌﺮاق ،و ﯾﺮﯾﺪون أن ﯾﺼﻠﻮا ﻟﻠﻨﺘﯿﺠﺔ اﻵﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ،و ﯾﻤﻜﺮون و ﯾﻤﻜﺮ ﷲ ،وﷲ ﺧﯿﺮ اﻟﻤﺎﻛﺮﯾﻦ -ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ . - و ﺳ ﻠﻮك اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻟﮭ ﺬه اﻟﺨﻄ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ و اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺨﻔ ﻰ ﻣﺸ ﻘﺘﮭﺎ و ﺻ ﻌﻮﺑﺘﮭﺎ و ﻛﻠﻔﺘﮭ ﺎ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ إﻻ اﺿﻄﺮاراً ﻷن اﻟﺨﻄﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻤﻨﻌﮭ ﺎ اﻟﺼ ﺤﻮة اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸ ﺮة ﻓ ﻲ اﻷﻣﺔ ،و إدراﻛﮭﺎ ﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﺼ ﻨﮭﺎ ﺿ ﺪ اﻟﻤﻜ ﺮ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠﻌﻠﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﻋ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﺴ ﺎﻗﻄﯿﻦ واﻟﺨ ﺎﺋﻨﯿﻦ ﻟﻘﻀ ﯿﺘﮭﻢ و أﻣ ﺘﮭﻢ ﻣﮭﻤ ﺎ ﺗ ﺬرﻋﻮا ﺑ ﺄﻧﻮاع اﻟﺘﺄوﯾﻼت أو ﺗﺘﺮﺳﻮا ﺧﻠﻒ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺸﻌﺎرات . و ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻛﻞ ھﺬا أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾﻘﻮﻟ ﮫ اﻟﻤﺨ ﺎﻟﻔﻮن ﻟﮭﺎ ،ھﻮ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎم ﻟﯿﻀﺎد اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ و ﯾﻘﻄﻊ ﺧﻂ ﺳﯿﺮھﻢ ﻋﺒ ﺮ اﻟﺨﻄ ﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﻜﺸ ﻮﻓﺔ ،ﺑﺨﻄ ﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠ ﺔ ﺳ ﺒﺎﻗﺔ و ھ ﻲ أوﻟ ﻰ ﺑﺎﻟﻨﺠ ﺎح ﻷن اﻟﻤﻘﺎﺻ ﺪ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﺔ ﻣﺨﺬوﻟ ﺔ ﺼ َﺮ ﱠن ﱠ ﷲُ َﻣﻦ ﯾَﻨﺼُ ﺮُ هُ ( . ﺑﺨﻼف اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮرة ،ﻓﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل َ ) :وﻟَﯿَﻨ ُ ٢٤
ﻓﺄن ﯾﻘﻮم اﻟﻤﺠﺎھﺪون ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻋﻤﯿﻠ ﺔ ﻟﮭ ﻢ و ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ أوﻟ ﻰ ﺑﺎﻟﻨﺠ ﺎح ﻣﻤ ﺎ ﯾﻘ ﻮم ﺑ ﮫ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن ﻣ ﻦ إﻧﺸ ﺎء ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻋﻤﯿﻠ ﺔ ﻟﻠﺼ ﻠﯿﺐ ،ﻛﻤ ﺎ أﻧﮭ ﺎ أﻓﻀ ﻞ ﺧﻄ ﺔ ﯾﻤﻜ ﻦ إﻧﺠﺎزھ ﺎ ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ و اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺑﯿﺎﻧﮭﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﯿﻞ . و ﻟﮭﺬا ﻓﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع أﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻤﯿﺔ ﻷﻧﮫ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي و وﺿﻊ ﻣﺮﺗﻜﺰات ﻟﮫ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ،ﻟﯿﻜﻮن ﺳ ﺒﺒﺎ ً -ﺑ ﺈذن ﷲ -ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﻤﺸ ﺮوع و ﺑﻘﺎﺋﮫ و ﺣﻤﺎﯾﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻗﺔ أو ﺗﻐﯿﯿﺮ اﺗﺠﺎھ ﮫ ،ﻷن اﻷﻣ ﺮ ﻟ ﯿﺲ ﻣﺠ ﺮد ﻣﺴ ﻤﯿﺎت و ﻋﻨ ﺎوﯾﻦ ﺑﻘ ﺪر ﻣ ﺎ ھ ﻮ ﻣﻀ ﻤﻮن ﯾﺴ ﻌﻰ إﻟﯿ ﮫ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓﻨﺼ ﺮﺗﮫ اﻧﺘﺼ ﺎر ﻷھ ﻞ اﻹﺳ ﻼم و ﻟ ﯿﺲ اﻧﺘﺼﺎراً ﻟﻔﺌﺔ أو ﻋﻨﻮان أو اﺳﻢ . و ﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺎرب و دل اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ھﺬه اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟ ﺔ إﺳ ﻼﻣﯿﺔ -ﺑﯿﻨﻤ ﺎ ھ ﻲ ﺗﻌﻤ ﻞ ﺑﻜ ﻞ ﺟ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﻌﮭ ﺎ ﻋﺒ ﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺎت ﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠ و اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺬب أﻓﺌﺪة اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ -ﯾُﻔﻘِﺪ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي أھﻤﯿﺘ ﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿ ﺎ ً ﯾﻮﻣ ﺎ ً ﺑﻌ ﺪ ﻮم، ﯾ و ﯾﺼ ﺒﺢ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون اﻟ ﺬﯾﻦ رووا ھ ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﺪﻣﺎﺋﮭﻢ و ﺗﻀ ﺤﯿﺎﺗﮭﻢ ﻣﺠ ﺮد ﻣﺘﻄﻔﻠ ﯿﻦ أو ﻣﺰﻋﺠﯿﻦ ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻏﯿﺮھﻢ ﻛﺬﻟﻚ !؟؟ و ﻻ ﺷﻚ و ﻻ رﯾﺐ أن اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﮭﺎدي اﻟﻤﺴﻠﺢ ﺣﺘﻰ ﯾﺨﺮج اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن ﺗﺤ ﺖ أي زﻋ ﻢ ،ھ ﻮ ﺣﻤﺎﻗ ﺔ و ﻏﺒ ﺎء ﻻ ﻧﻈﯿ ﺮ ﻟﮭﻤ ﺎ ،ﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻌ ﺮاق ،ﻷن اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ﯾﻌﻤ ﻞ و ﯾﻌ ﺪ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﯿ ﻮم ،ﻟﯿﻘﻄﻔ ﻮا ﺛﻤ ﺮة ﺟﮭ ﺪھﻢ وﻗ ﺖ ﺧ ﺮوج اﻟﻤﺤﺘ ﻞ ،و ﯾﺒﻘ ﻰ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون اﻟﺼ ﺎدﻗﻮن ﺧ ﺎرج اﻟﻤﻌﺎدﻟ ﺔ ﻷﻧﮭ ﻢ ﺗﻌ ﺎﻣﻠﻮا ﺑﺴ ﺬاﺟﺔ ﺷ ﺪﯾﺪة وﺳ ﻂ ھ ﺬه اﻟﺒﯿﺌ ﺔ اﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ، و ﻟﮭﺬا ﻓﻄﻦ اﻟﻤﻼ ﻋﻤﺮ ﻟﺬﻟﻚ وﺳﻌﻰ ﻟﺘﺄﻛﯿ ﺪ إﻣﺎرﺗ ﮫ ) ﻏﯿ ﺮ اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ﺣﺴ ﺐ زﻋﻤﮭ ﻢ ( ﻓ ﻲ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة و ذﻟﻚ ﻧﻈﺮاً ﻟﻘﺮب ﺧﺮوج اﻟﻌﺪو ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن . و ﻓﻄ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻨ ﺎھﺞ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓ ﺔ و اﻟﻌﻤ ﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﻟﮭ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ،و ھ ﺎﻧﺤﻦ ﻧ ﺮى إﻋ ﺪادھﻢ ﻟﺒ ﺮاﻣﺞ ﺳﯿﺎﺳ ﯿﺔ و إﻋﻼﻣﯿ ﺔ و ﻋﻤ ﻞ دؤوب ﺷ ﺪﯾﺪ ﻟﻜﺴ ﺐ اﻻﻋﺘ ﺮاف و ﺗﻜ ﻮﯾﻦ اﻟﺮﻣﺰﯾﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆھﻠﮭﻢ ﻟﻠﻘﯿﺎدة و ﺗﻜﺴﺒﮭﻢ ﻗﻮة ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻟﻜ ﻲ ﯾﻨﺎﻟﻮا أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎﺳ ﺐ ﻟﺼ ﺎﻟﺤﮭﻢ ،و ﻟﮭ ﺬا ﻧ ﺮاھﻢ ﯾﮭ ﺎﺟﻤﻮن ﺑﻌﻀ ﮭﻢ و ﯾﻘﻠﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﺷﺄن ﻏﯿﺮھﻢ . وﻓﻄﻦ اﻟﻤﻄﯿﺒﻮن أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﯿﺪة اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ ﻟﮭﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺄﻋ ﺪوا ﻟ ﮫ دوﻟ ﺔ ﻧﺴ ﻔﺖ ﻣﺨﻄﻄ ﺎت اﻟﺼﻠﯿﺐ. ﯾﻘﻮل اﻟﺸﯿﺦ أﺑﻮ ﺣﻤﺰة اﻟﻤﮭﺎﺟﺮ : ٌ ﺗﻮﻗﯿﺖ أﺛﺒﺘﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن أﻧﮫ أﺳﻮأ ﺗﻮﻗﯿﺖ ،وھ ﻮ ﻣ ﺎ ﺗﯿﻘﻨ ﺎ إن ﺗﻮﻗﯿﺖ ﺧﺮوج اﻟﻤﺤﺘﻞ ﻣﻨﮫ ﺟﯿﺪاً ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ھﻨﺎك أطﺮاف ﺗﺨﺰن اﻟﺴﻼح وﺗﺠﮭﺰ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ ﻟﻠﯿ ﻮم اﻟ ﺬي ﯾﺨﺮج ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺤﺘﻞ ،ﻓﺘﻀﺮب ﺻﺎروﺧﺎ ً وﺗﺪﺧﺮ ﻋﺸﺮة ،وﻋﻠﻤﻨﺎ ھﺬا ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺗ ﺎب ﷲ
٢٥
ﻋﻠﯿﮫ وﺑﺎﯾﻌﻨﺎ ﻣﻨﮭﻢ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا أﺣﯿﺎﻧ ﺎ ً ﯾﺼ ﺮﺣﻮن أن ﯾ ﻮم اﻟﻘﺘ ﺎل ﻣﻌﻨ ﺎ ﻗ ﺪ اﻗﺘ ﺮب ،وﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ظﺮاﻓﺔ ﻓﯿﻘﻮل :ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ دﻣﺎءﻛﻢ ا.ھـ )(١٩ إﻧﮭﺎ أﻓﻌﺎل و ﻛﻠﻤﺎت ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻘﻮم ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻹﺧﺮاج اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ) اﻹرھﺎﺑﯿﯿﻦ ( ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ﻛﻠﯿﺎ ً ! ﻓﻠﻮ ﻗﺎل ﻗﺎﺋﻞ :إن ﻓﻌﻞ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و ﻧﺠ ﺎﺣﮭﻢ ﻓ ﻲ ھ ﺬا ﻻ ﯾﻌﻨ ﻲ ﺷ ﺮﻋﯿﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ،ﻷن إﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﮭﺎ ﺷﺮوط و ﺿﻮاﺑﻂ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء و اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻻ ﺗﺒﺮر اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ! ﻓﺎﻟﺠﻮاب :أن اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ إذا ﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﺸﺮع ﻛﺎن ﺣﻜﻤﮭﺎ ﺣﻜﻢ ﻏﺎﯾﺘﮭﺎ ،و ﻧﺼ ﻮص اﻟﻔﻘﮭ ﺎء و اﺟﺘﮭﺎداﺗﮭﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ -ﻟ ﻮ ﺗ ﻢ اﻟﺘﺴ ﻠﯿﻢ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮭ ﺎ أﺻ ﻼً -اﻟﺘ ﻲ اﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﻮل ﻋﺪم ﺷﺮﻋﯿﺔ ﻗﯿﺎم اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ھ ﺬه اﻟﻈ ﺮوف ،ﻟﯿﺴ ﺖ ﻣﻠﺰﻣ ﺔ ﻷﺣ ﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻷن اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﷲ و ﺳﻨﺔ رﺳ ﻮﻟﮫ -ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ و ﺳ ﻠﻢ -و إﺟﻤ ﺎع اﻷﻣ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ،ﻓﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﺻ ﺤﯿﺤﺎ ً ﺻ ﺮﯾﺤﺎ ً ﻓﯿﮭﻤ ﺎ ،ﻟ ﺰم ﻛ ﻞ أﺣ ﺪ اﻟﺨﻀ ﻮع ﻟ ﮫ و اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﺄي ﻧﺺ ﻣﻌﺼﻮم ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ھﺬه اﻟﻈﺮوف ؟؟! ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿ ﺪ ﻻ ﯾﻮﺟ ﺪ ،و إﻧﻤ ﺎ ﻛ ﻞ ﻣ ﺎ اﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻤﺨ ﺎﻟﻔﻮن آراء و اﺟﺘﮭ ﺎدات ،أو ﺣﺘ ﻰ ﻧﺼﻮص ﻣﻦ ﻛﺘ ﺐ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻧﺰﻟ ﻮا ﺑﻌ ﺾ ﻣﻌﺎﻧﯿﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﺣﺴ ﺐ ﻧﻈ ﺮھﻢ اﻟﺒﻌﯿ ﺪ ﻋ ﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻌﻠﯿﺎ ً ،اﻟﺬي ﻻ ﯾﺴﻠﻤﮫ ﻟﮭﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮھﻢ أﺻﻼً ! ﺛﻢ إن اﻟﻔﺘﻮى ﺗﺘﻐﯿﺮ ﺑﺘﻐﯿﺮ اﻟﺰﻣﺎن و اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﯿﮭﺎ، ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ اﻟﻘ ﯿﻢ -رﺣﻤ ﮫ ﷲ : -إن اﻟﻔﺘ ﻮى ﺗﺘﻐﯿ ﺮ ﺑﺘﻐﯿ ﺮ اﻟﺰﻣ ﺎن و اﻟﻤﻜ ﺎن و اﻟﻌﻮاﺋ ﺪ و ﻮال اﻷﺣ و ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻣﻦ دﯾﻦ ﷲ .ا.ھـ )(٢٠ و اﻟﻔﻘﮭﺎء -رﺣﻤﮭﻢ ﷲ -ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻋﻨ ﺪھﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣ ﺎ ﯾﺴ ﻤﻰ ﺑ ﺎﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻷﻣﻤﯿ ﺔ و أﺣﻮال اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ذات اﻟﻤﻜﺮ اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬي ﯾﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﮫ ﺟﺎھﺪاً ﻟﺌﻼ ﯾﻘﻮم ﻟﻺﺳ ﻼم دوﻟﺔ و ﻻ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻟﮫ راﯾﺔ ،و إﻋﺎﻧﺘﮭﻢ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام اﻷﺳ ﺎﻟﯿﺐ اﻟﻘﺪﯾﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﯿ ﺎم دوﻟ ﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ و اﻟﺘﺰاﻣﮭﺎ ﻻ ﺷﻚ أﻧﮫ ﺟﮭﻞ ﻓﺎﺿﺢ ﻣﮭﻤﺎ ﺗﺰﯾ ﻰ ﺑ ﺰي اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ و اﻟﻔﻘ ﮫ أو اﻟﺒﺤ ﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،و اﻟﺸﮭﺮة ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ ﺷﯿﺌﺎ ً . و ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ -رﺣﻤﮫ ﷲ : - ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎس :ﻓﮭﺬا أﺻﻞ ﻋﻈﯿﻢ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻟﻤﻔﺘﻲ و اﻟﺤﺎﻛﻢ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻘﮭﯿﺎ ً ﻓﯿﮫ ،ﻓﻘﯿﮭﺎً ﻓﻲ اﻷﻣﺮ و اﻟﻨﮭﻲ ،ﺛﻢ ﯾﻄﺒﻖ أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧ ﺮ ،و إﻻ ﻛ ﺎن ﻣ ﺎ ﯾﻔﺴ ﺪ أﻛﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﯾﺼ ﻠﺢ، ﻓﺈﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻘﯿﮭﺎ ً ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻟﮫ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻨ ﺎس ،ﺗﺼ ّﻮر ﻟ ﮫ اﻟﻈ ﺎﻟﻢ ﺑﺼ ﻮرة اﻟﻤﻈﻠ ﻮم و ﻋﻜﺴﮫ ،و اﻟﻤﺤﻖ ﺑﺼﻮرة اﻟﻤﺒﻄﻞ و ﻋﻜﺴﮫ ،و راج ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻤﻜ ﺮ و اﻟﺨ ﺪاع و اﻻﺣﺘﯿ ﺎل و ﺗﺼﻮّر ﻟﮫ اﻟﺰﻧﺪﯾﻖ ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﺼﺪﯾﻖ و اﻟﻜﺎذب ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﺼﺎدق ،و ﻟﺒﺲ ﻛﻞ ﻣﺒﻄ ﻞ ﺛﻮب زور ،ﺗﺤﺘﮭﺎ اﻹﺛﻢ و اﻟﻜﺬب و اﻟﻔﺠﻮر ،و ھﻮ ﻟﺠﮭﻠﮫ ﺑﺎﻟﻨﺎس و أﺣﻮاﻟﮭﻢ و ﻋﻮاﺋﺪھﻢ و ) (١٩اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﻣﻊ وزﻳﺮ اﳊﺮب . ) (٢٠إﻋﻼم اﳌﻮﻗﻌﲔ ٢٠٥/٤
٢٦
ُﻋﺮﻓﯿّﺎﺗﮭﻢ ﻻ ﯾﻤﯿﺰ ھ ﺬا ﻣ ﻦ ھ ﺬا ،ﺑ ﻞ ﯾﻨﺒﻐ ﻲ ﻟ ﮫ أن ﯾﻜ ﻮن ﻓﻘﯿﮭ ﺎ ً ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻣﻜ ﺮ اﻟﻨ ﺎس و ﺧﺪاﻋﮭﻢ و اﺣﺘﯿﺎﻟﮭﻢ و ﻋﻮاﺋﺪھﻢ و ُﻋﺮﻓﯿّﺎﺗﮭﻢ .ا.ھـ )(٢١ و ﻛﯿﻒ ﯾﺤﺼﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻜﺮ اﻟ ﺪوﻟﻲ و ﻓﮭ ﻢ اﺣﺘﯿ ﺎﻻﺗﮭﻢ ﻟﻤ ﻦ اﻛﺘﻔ ﻰ ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺐ و ﻗﺮاءة اﻟﺼﺤﻒ ،ﺑﺨ ﻼف ﻣ ﻦ ﻋ ﺎﯾﺶ ذﻟ ﻚ واﻗﻌ ﺎ ً و رآه ﻋ ﯿﻦ اﻟﯿﻘ ﯿﻦ و اﻟﺸ ﺎھﺪ ﯾ ﺮى ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﺮى اﻟﻐﺎﺋﺐ . و اﻟﻌﺠﯿ ﺐ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎﺋﺦ اﻟﻔﻀ ﻼء ﻣﻤ ﻦ ﻻ ﯾﺆﯾ ﺪ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻻً ﺑ ﺄﻗﻮال ﻟﻠﻔﻘﮭ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮون اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ -ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮭﺎ -ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻓﺘﻮى ﺣﻮل اﻟﺠﺎﺳﻮس اﻟﻤﺴﻠﻢ : وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾُﻼﺣﻆ أن اﻟﺠﺎﺳﻮس اﻟﯿﻮم وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻘﺪ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺘﺎل وﺗﻌﺪدھﺎ ودﻗﺘﮭﺎ ،ﯾﺨﺘﻠﻒ أﺛ ﺮه ﻋ ّﻤ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ،ﻓﻀ ﺮره ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻌﺼ ﺮ ﻣﻀ ﺎﻋﻒ ﺟ ﺪا ،ﺑ ﻞ ھ ﻮ ﻣ ﺪ ّﻣﺮ ،وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﺿﺮره أﺷﺪ ﻣﻦ ﺿ ﺮر ﺟ ﯿﺶ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪو ...و ﻛﺜﯿ ﺮا ﻣ ﺎ ﻧﺒ ﮭّﻨ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ إﻟ ﻰ أن ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﯾﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﺠﺮدة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﺗﺤﺘﮭﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺨﻼف ﻓﻲ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ،وﻻ ﯾﮭﺘﺪي إﻟﻰ اﺧﺘﻼف ﺣﻘﺎﺋﻘﮭﺎ ﺑ ﯿﻦ زﻣ ﻦ ﺗ ﺪوﯾﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺬاھﺐ ،وھ ﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﻓﯿﻘﻊ ﻓﻲ أﺧﻄﺎء ﺑﯿّﻨﺔ ،وﺑﯿّﻨﺎ ﻣﺎ وﻗﻌﻮا ﻓﯿﮫ ﻣ ﻦ ﺧﻄ ﺄ ﻓ ﻲ ﻓﮭ ﻢ ﻋﻼﻗ ﺎت اﻟﻤﻌﺎھ ﺪات اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة . وﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻨﺎ ﺑﯿﺎن أن ﻛﺜﯿﺮا ﻣﻤﺎ ﯾﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻌﺼ ﺮ ،ﯾﺠ ﺐ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﺤﺎل ﻓﯿﮫ اﻟﯿﻮم ،ﻋﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة ،وإﻻّ ﻓﻘﺪ ﯾﻌﯿﻦ اﻟﻔﻘﯿﮫ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﻈﺮ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻨﻈﺎر ﻋﻠﻰ ھﺪم اﻹﺳﻼم .ا.ھـ و ﻟﻌﻤ ُﺮ ﷲ ﻟﮭﻮ أوﻟ ﻰ ﺑﮭ ﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮه ﺣ ﻮل ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ،ﻓﻌ ﻼم ھ ﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺎر ﺣﺮاﻣﺎ ً ﻟﻠﺪوﻟﺔ و ﺿﺮﺑﺎ ً ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ! و ﺻﺎر اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺠﺎﺳﻮس اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﮭﺬه اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ !! ﻣﻊ أن اﻟﻄﺤﺎوي -رﺣﻤﮫ ﷲ -ﺣﻜﻰ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﺎﺳﻮس اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﯾﻘﺘﻞ !! ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻋﺪﻣ ﮫ ،ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎ ﺣﻜ ﻲ ﻓﯿ ﮫ اﻹﺟﻤﺎع ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺬر ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه (٢٢) . و ﻗﺪ ﯾﻘﻮل آﺧﺮ :إن اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﺻ ﺮﯾﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺧﻄ ﺄ و ﺟﮭ ﻞ ،ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ ) : -إﻧﻤﺎ اﻹﻣ ﺎم ﺟﻨ ﺔ ﯾﻘﺎﺗ ﻞ ﻣ ﻦ وراﺋ ﮫ و ﯾﺘﻘ ﻰ ﺑ ﮫ ( ) ،(٢٣ھ ﻮدﻟﯿﻞ ﺻﺮﯾﺢ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ إﻣ ﺎم ﯾﺴ ﺘﺠﻦ ﺑ ﮫ اﻟﻨ ﺎس ﻓﯿﺤﻤ ﻲ اﻟﺜﻐﻮر ،وﯾﻘﯿﻢ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ،وﯾﻜﻮن ﻣﺒﺴﻮط اﻟﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ،واﻟﻤﻮارد ،ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺎﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧـﻰ ،ﻣﻊ اﺗﺼﺎﻓﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﺸـﺘﺮط ﻓﻲ اﻹﻣ ﺎم ﺣﺘ ﻰ ﯾﻜ ﻮن إﻣﺎﻣ ﺎ ً ﺷ ﺮﻋﯿﺎ ً ﻟ ﮫ دوﻟ ﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ ! ﻓﺎﻟﺠﻮاب :ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ -رﺣﻤﮫ ﷲ -ﺣ ﻮل أن اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ ﺑﻨﯿ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﻌﺒ ﺎد ﻓ ﻲ ﺎش اﻟﻤﻌ و اﻟﻤﻌﺎد :ھﺬا ﻓﺼﻞ ﻋﻈﯿﻢ اﻟﻨﻔﻊ ﺟﺪاً ،وﻗﻊ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﮭﻞ ﺑ ﮫ ﻏﻠ ﻂ ﻋﻈ ﯿﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ، ) (٢١اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٠٥-٢٠٤/٤
) (٢٢اﻧﻈﺮ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري . ٣١٠/١٢
) (٢٣ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،اﻟﺒﺨﺎري :ﺑﺎب ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ وراء اﻹﻣﺎم و ﻳﺘﻘﻰ ﺑﻪ ، ٢٧٩٧،ﻣﺴﻠﻢ . ١٨٤١ : ٢٧
أوﺟﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﺮج و اﻟﻤﺸﻘﺔ و ﺗﻜﻠﯿﻒ ﻣﺎ ﻻ ﺳﺒﯿﻞ إﻟﯿﮫ ﻣﺎ ﯾﻌﻠﻢ أن اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻟﺒﺎھﺮة اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤ َﻜ ﻢ و ﻣﺼ ﺎﻟﺢ أﻋﻠﻰ رﺗﺐ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻻ ﺗ ﺄﺗﻲ ﺑ ﮫ ،ﻓ ﺈن اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ ﻣﺒﻨﺎھ ﺎ و أﺳﺎﺳ ﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ِ ﺎش ﻲ اﻟﻤﻌ ﺎد ﻓ اﻟﻌﺒ و اﻟﻤﻌ ﺎد ،و ھ ﻲ ﻋ ﺪل ﻛﻠﮭ ﺎ و رﺣﻤ ﺔ ﻛﻠﮭ ﺎ و ﻣﺼ ﺎﻟﺢ ﻛﻠﮭ ﺎ و ﺣﻜﻤ ﺔ ﻛﻠﮭ ﺎ ،ﻓﻜ ﻞ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﺪل إﻟﻰ اﻟﺠﻮر ،وﻋﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ إﻟﻰ ﺿﺪھﺎ و ﻋﻦ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻔﺴ ﺪة و ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺚ ،ﻓﻠﯿﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ وإن أدﺧﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄوﯾﻞ ،ﻓﺎﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻋﺪل ﷲ ﺑﯿﻦ ﻋﺒﺎده و رﺣﻤﺘﮫ ﺑﯿﻦ ﺧﻠﻘﮫ و ظﻠﮫ ﻓﻲ أرﺿﮫ وﺣﻜﻤﺘﮫ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﯿﮫ و ﻋﻠﻰ ﺻﺪق رﺳﻮﻟﮫ ﺔ ﻢ دﻻﻟ ﻠﻢ -أﺗ ﮫوﺳ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﺻو أﺻﺪﻗﮭﺎ .ا.ھـ )(٢٤ ﻓﻤ ﺎ ذﻛ ﺮ آﻧﻔ ﺎ ً ﺗﺄوﯾ ﻞ و اﺳ ﺘﻨﺒﺎط ﺧ ﺎطﺊ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺮره أﺋﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﯿﺮ ھ ﺬا ﺪﯾﺚ، اﻟﺤ و إﻻ ﻓﻜﻞ ﻣﺤﺪث ﻣﺒﺘﺪع ﯾﺴﺘﺪل ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص و ﯾﺆوﻟﮭﺎ ﻟﻤ ﺎ ﯾﻮاﻓ ﻖ ﻣﺬھﺒ ﮫ ،ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ اﻟﻘ ﯿﻢ - رﺣﻤﮫ ﷲ ) :أﺻﻞ ﺧﺮاب اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺪﻧﯿﺎ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﺄوﯾﻞ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﯾ ﺮده ﷲ و رﺳ ﻮﻟﮫ ﺑﻜﻼﻣﮫ ،و ﻻ دل ﻋﻠﯿﮫ أﻧﮫ ﻣﺮاده ،و ھﻞ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻷﻣﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻧﺒﯿ ﺎﺋﮭﻢ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄوﯾ ﻞ ؟ و ھ ﻞ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺔ ﻓﺘﻨﺔ ﻛﺒﯿﺮة أو ﺻﻐﯿﺮة إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄوﯾ ﻞ ،ﻓﻤ ﻦ ﺑﺎﺑ ﮫ دﺧ ﻞ إﻟﯿﮭ ﺎ ،و ھ ﻞ أرﯾﻘ ﺖ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄوﯾﻞ ؟ ( )(٢٥ و ﻷﺟﻞ ھﺬه اﻟﺘﺄوﯾﻼت ﯾﻘﻮل اﻟﺸﯿﺦ أﺑﻮ ﺣﻤﺰة اﻟﻤﮭﺎﺟﺮ -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ ) : -و ﷲ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖُ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺪﻣﺎء ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﮭﺎ ﺗﺸﺘﻜﻲ إﻟﻰ ﷲ وﺗﻘﻮل :وﷲ ﻟ ﻦ ﻧﺘﺴ ﺎﻣﺢ ﻣ ﻊ ھ ﺆﻻء و ﻟﻦ ﻧﺴﺎﻣﺤﮭﻢ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﯾﻮم اﻟﻌﺮض ﯾﻮم ﻻ ﺗﻨﻔ ﻊ ﺣﺠ ﺞ واھﯿ ﺔ وﻻ أدﻟ ﺔ ﺳ ﺎﻗﻄﺔ ،وﺗﺸ ﮭﺪ ﻋﻠﯿﮭﻢ أﻟﺴ ﻨﺘﮭﻢ وأﯾ ﺪﯾﮭﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻄﺮوا ﺑﮭ ﺎ ﻓﺘ ﺎوى ھﺘﻜ ﻮا ﺑﮭ ﺎ أﻋﺮاﺿ ﻨﺎ وﺳ ﻔﻜﻮا دﻣﺎءﻧ ﺎ ( )(٢٦ و ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻗﺎل اﻟﻘﺮطﺒﻲ -رﺣﻤﮫ ﷲ : - ﻗﻮﻟ ﮫ )) :إﻧﻤ ﺎ اﻹﻣ ﺎم ُﺟﻨﱠ ﺔ (( ...ﯾﻌﻨ ﻲ :أﻧ ﮫ ﯾُﺘﱠﻘ ﻰ ﺑﻨﻈ ﺮه ورأﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻌﻈ ﺎم ، واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺨﻄﯿﺮة ،وﻻ ﯾُﺘَﻘ ّﺪم ﻋﻠﻰ رأﯾﮫ ،وﻻ ﯾُﻨﻔﺮد دوﻧﮫ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﮭﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ھﻮ اﻟ ﺬي ﯾﺸﺮع ﻓﻲ ذﻟﻚ . وﻗﻮﻟﮫ )) :ﯾُﻘﺎﺗﻞ ﻣ ﻦ وراﺋ ﮫ (( ؛ أي :أﻣﺎﻣ ﮫ .ووراء :ﻣ ﻦ اﻷﺿ ﺪاد ،ﯾﻘ ﺎل :ﺑﻤﻌﻨ ﻰ : ﺧﻠﻒ ،وﺑﻤﻌﻨﻰ :أﻣﺎم .وﻋﻠﻰ ھﺬا ﺣﻤﻞ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﻔﺴ ﺮﯾﻦ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ) :وﻛ ﺎن وراءھ ﻢ ﻣﻠﻚ ( ؛ أي :أﻣﺎﻣﮭﻢ ...وأﺻﻠﮫ :أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻮارى ﻋﻨﻚ ؛ أي ﻏﺎب ،ﻓﮭﻮ وراء . وھﺬا ﺧﺒﺮ ﻣﻨﮫ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ـ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮوﻋﯿﺔ ،ﻓﻜﺄﻧ ﮫ ﻗ ﺎل :اﻟ ﺬي ﯾﺠ ﺐ ،أو ﯾﺘﻌﯿﱠﻦ :أن ﯾﻘﺎﺗﻞ أﻣﺎم اﻹﻣﺎم ،وﻻ ﯾﺘﺮك ﯾﺒﺎﺷﺮ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﻨﻔﺴﮫ ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﻌﺮّ ﺿﮫ ﻟﻠﮭﻼك ؛ ﻓﯿﮭﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﮫ .وﯾﻜﻔﻲ دﻟﯿﻼً ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺗﻌﺒﺌﺔ رﺳﻮل ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ) (٢٤إﻋﻼم اﳌﻮﻗﻌﲔ . ٣/٣
) (٢٥اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٥٠/٤
) (٢٦اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﻣﻊ وزﻳﺮ اﳊﺮب . ٢٨
ـ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﯾﻮم ﺑﺪر وﻏﯿﺮه .ﻓﺈﻧﮫ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ـ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮﯾﺶ ،ﻓ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ ، ﮫ. ﺔ أﻣﺎﻣ واﻟﻤﻘﺎ ِﺗﻠ وﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ ھﺬا اﻟﻠﻔﻆ -ﻋﻠﻰ إﯾﺠﺎزه -أﻣﺮﯾﻦ :أﺣﺪھﻤﺎ :أن اﻹﻣﺎم ﯾُﻘﺘﺪى ﺑﺮأﯾﮫ ،وﯾُﻘﺎﺗ ﻞ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ .ﻓﮭﻤﺎ ﺧﺒﺮان ﻋﻦ أﻣﺮﯾﻦ ﻣﺘﻐﺎﯾﺮﯾﻦ .وھﺬا أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﯿﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ،ﻋﻠﻰ أن ظﺎھﺮه :أﻧﮫ ﯾﻜﻮن أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل وﻏﯿﺮه .وﻟﯿﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑ ﻞ ﻛﻤ ﺎ ﺑﯿﻨﱠ ﺎه ، وﷲ أﻋﻠﻢ .ا.ھـ )(٢٧ و ﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ اﺑ ﻦ ﺣﺠ ﺮ -رﺣﻤ ﮫ ﷲ : -واﻟﻤ ﺮاد ﺑﺎﻹﻣ ﺎم :ﻛ ﻞ ﻗ ﺎﺋﻢ ﺑ ﺄﻣﻮر اﻟﻨ ﺎس ا.ھ ـ )(٢٨ و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺤﺼ ﺮ اﻹﻣ ﺎم اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓﯿﻤ ﺎ ذﻛ ﺮ ھ ﻮ ﺗﺤﻜ ﻢ ﺑ ﻼ دﻟﯿ ﻞ و ﺗﺤﻤﯿ ﻞ ﻟﻸدﻟ ﺔ ﻣ ﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ،ﻓﺠﻌﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ اﻟﻨﺺ ھﻮ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ ﷲ و رﺳﻮﻟﮫ ،ﻷﻧ ﮫ ﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﻧﺼ ﺎ ً ﻟﻤ ﺎ وﺳﻊ ھﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ اﻷﻋﻼم و ﻏﯿﺮھﻢ ﺗﺮﻛﮫ و ﻋﺪم اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﮫ ! ﻧﻌﻢ ..ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺄوﯾﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺻﺤﯿﺢ ﻟﻜﻨﮫ ﯾﺄﺧﺬ ﻛﻤﺎل اﻟﺪور اﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻣ ﺎم ،ﻟﻜ ﻦ أن ﯾﺠﻌﻞ ھﻮ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻ ﻏﯿﺮه ،ﻓﻼ ﺷﻚ أﻧﮫ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺗﺤﺮﯾﻒ ﻟﻠﻨﺼﻮص . ﻛﯿﻒ و اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -ﻟﻤ ﺎ أراد اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﯾﺶ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن ﯾﻘ ﯿﻢ ﻓﯿ ﮫ دوﻟﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺸﺮ ﻣﻨﮭﺎ دﻋﻮﺗﮫ ،ﻛﺎن ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺄﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻌﺔ أن ﯾﻤﻨﻌﻮه و ﯾﺪاﻓﻌﻮا ﻋﻨﮫ !! ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ -و ﻏﯿﺮه :ﻗﻠﻨﺎ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل ﷲ :ﻋ ﻼم ﻧﺒﺎﯾﻌ ﻚ ؟! ﻗﺎل :ﺗﺒﺎﯾﻌﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺸ ﺎط واﻟﻜﺴ ﻞ واﻟﻨﻔﻘ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺴ ﺮ واﻟﯿﺴ ﺮ وﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜ ﺮ ،وأن ﺗﻘﻮﻟ ﻮا ﻓ ﻲ ﷲ ﻻ ﺗﺨ ﺎﻓﻮا ﻓ ﻲ ﷲ ﻟﻮﻣ ﺔ ﻻﺋﻢ وﻋﻠﻰ أن ﺗﻨﺼﺮوﻧﻲ ﻓﺘﻤﻨﻌﻮﻧﻲ إذا ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﺗﻤﻨﻌﻮن ﻣﻨ ﮫ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ وأزواﺟﻜ ﻢ وأﺑﻨﺎءﻛﻢ وﻟﻜﻢ اﻟﺠﻨﺔ (٢٩) . ﻓﮭﺬه ﺑﯿﻌﺔ ﻟﻠﻮﻻﯾﺔ و ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ أن ﯾﻤﻨﻌﮫ اﻟﻤﺒﺎﯾﻌﻮن و أن ﯾﺤﻤﻮه ﻣ ﻦ ﻛﯿ ﺪ ﻛﻔ ﺎر ﻗ ﺮﯾﺶ و ﻏﯿﺮھﻢ ،وﻟ ﻢ ﯾ ﺄت اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ أﻣﯿ ﺮاً ﻋﻠﯿﮭ ﺎ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ﻋﻠ ﻢ أﻧﮭ ﻢ ﺳ ﯿﺤﻤﻮﻧﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻔ ﺎر ،ﻓﮭ ﻞ ﺳﯿﺒﻄﻞ أﺻﺤﺎب ھﺬا اﻟﺘﺄوﯾ ﻞ إﻣﺎﻣ ﺔ رﺳ ﻮل ﷲ -ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ و ﺳ ﻠﻢ -أم ﺳ ﯿﺠﻌﻠﻮﻧﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ و ﻻ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ !؟ و ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ..ﻓﻠ ﯿﺲ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ھﻨ ﺎ ﺳ ﻮى ﺗﻘﻠﯿ ﺐ اﻵراء و ﻓﺤ ﺺ ھ ﺬه اﻟﻤﻮاﻧ ﻊ اﻟﺘ ﻲ وﺟﺪﻧﺎھﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻋﻠﻰ أي وﺟﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺠﻮھﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻮﺣﺪة ﺑﯿﻦ إﺧﻮة اﻟﻌﻘﯿﺪة و اﻟﻤﻨﮭﺞ ،و إذاﺑﺔ ھﺬه اﻵراء اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﺘﻀ ﺨﻢ ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟﻮﻗ ﺖ ،ﻣ ﻊ أﻧﮭ ﺎ ﻟﯿﺴ ﺖ ﺑ ﺬاك اﻷﻣﺮ اﻟﻜﺒﯿﺮ ،ﻣﮭﻤﺎ ﺣﺎول أﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ . و ﻟﻮﻻ ﺧﺸﯿﺔ اﻹطﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻟﺒﺴﻄﻨﺎ اﻟﻜﻼم ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﻤﮭﻢ ،و ﻟﺬﻟﻚ اﻗﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺴﻠﻢ ﺑﮫ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻒ ،و ﻟﻮ ذﻛﺮﻧﺎ ﻋﺪم اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻟﻄﺎل ﺑﻨﺎ اﻟﻤﻘﺎم ﺟﺪاً ،و ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻘﺼﺪ :إﺷﺎرة ﺳﺮﯾﻌﺔ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻤﻮاﻧ ﻊ اﻟﻤﺘﻮھﻤ ﺔ ﻟﻠﻮﺣ ﺪة ﻟﯿﺴ ﺖ ﺑ ﺬاك اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﻨ ﻊ أﻣ ﺮاً ) (٢٧اﳌﻔﻬﻢ ﳌﺎ أﺷﻜﻞ ﰲ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻛﺘﺎب ﻣﺴﻠﻢ . ) (٢٨ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري . ١١٦ \ ٦
) (٢٩أﺧﺮﺟﻪ أﲪﺪ ١٤٦٩٤ ، :و اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ . ١٧٥١٣ :و ﺻﺤﺤﻪ اﳊﺎﻛﻢ ، ٤٢٥١ :و واﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﱯ ،ﻗﺎل اﺑﻦ ﻛﺜﲑ :إﺳﻨﺎدﻩ ﺟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ و ﻗﺎل اﳍﻴﺜﻤﻲ :رﺟﺎل أﲪﺪ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﻴﺢ ا.ﻫـ ﳎﻤﻊ اﻟﺰواﺋﺪ ، ٤٦/٦و ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ :إﺳﻨﺎدﻩ ﺣﺴﻦ ا.ﻫـ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ٢٢٢/٧ ٢٩
ﻛﺒﯿﺮ اﻟﺸﺄن ذي أھﻤﯿﺔ ﻟﻠﻌﺪو ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﻛﺎﻟﻮﺣﺪة ﺑﯿﻦ أھﻞ اﻟﺠﮭﺎد اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ ،ﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ و أن ) ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮرى اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ( ﻗﺪ ﺗﺄﺳﺲ و اﻣﺘﻨﻊ ھﺆﻻء ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ! ﻓﺄن ﺗُﻌﻠ ﻖ ﻣﻮاﻧ ﻊ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻰ ) دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ( ﺳﯿﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮل ﻋﻠﻰ أي وﺟﮫ ﻛﺎن . و ﻟﮭ ﺬا ﻧﻘ ﻮل :إن أھ ﻢ ﻣ ﺎ ﯾﺠ ﺐ أن ﺗﺴ ﻌﻰ إﻟﯿ ﮫ دوﻟ ﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ و إﺧﻮاﻧﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﮭﻤﺔ و اﻟﺤﺮﺟﺔ ،اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﺘﺎﻣ ﺔ ﺑﯿ ﻨﮭﻢ و أن ﯾﺠﻌﻠﻮھ ﺎ أھ ﻢ ﺷ ﺄﻧﮭﻢ و أوﻟ ﻰ ﺷ ﻐﻠﮭﻢ ،ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أن ﺣ ﺪوﺛﮭﺎ ﺳ ﯿﺤﺪث إرﺑﺎﻛ ﺎ ً ﺷ ﺪﯾﺪاً ﻟﻠﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ . ﻗ ﺎل اﻟﻌﻼﻣ ﺔ اﻟﺴ ﻌﺪي -رﺣﻤ ﮫ ﷲ : -و ﻣ ﻦ أﻧﻔ ﻊ اﻷﻣ ﻮر أن ﯾﺘﺼ ﺪى ﻟﮭ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ] أي اﻟﻮﺣﺪة [ ﺟﻤﯿﻊ طﺒﻘﺎت اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء و اﻷﻣﺮاء و اﻟﻜﺒﺮاء و ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻓ ﺮاد ﻣ ﻨﮭﻢ، ﻛﻞ أﺣﺪ ﯾﺠ ﱡﺪ ﺑﺤﺴﺐ إﻣﻜﺎﻧﮫ ،ﻓﻤﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﺣﺪة و ھﻲ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺳﻠﻜﻮا اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ إﻟﯿﮭﺎ و داﻓﻌﻮا ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﻌﻮﻗﺔ و اﻟﺤﺎﺋﻠ ﺔ دوﻧﮭ ﺎ ،ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﯾﺼﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح و اﻟﻔﻼح . و ﻣﻤﺎ ﯾﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻹﺧﻼص و ﺣﺴﻦ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﯿﻤ ﺎ ﻋﻨ ﺪ ﷲ ﻣ ﻦ اﻟﺨﯿ ﺮ و اﻟﺜ ﻮاب ،و أن ﯾﻌﻠﻤﻮا أن ﻛﻞ ﺳﻌﻲ ﻓﻲ ھ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﮭ ﺎد و ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ ﷲ و ﻣﻤ ﺎ ﯾﻘ ﺮب إﻟﯿ ﮫ و إﻟ ﻰ ﺛﻮاﺑﮫ . و أن اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻜﻠﯿﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺠﺰﺋﯿ ﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ...و ھﻞ أﺧﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻷوﻗﺎت إﻻ ﺗﻔﺮﻗﮭﻢ و اﻟﺘﻌﺎدي ﺑﯿﻨﮭﻢ !؟ )(٣٠ ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﯿﺦ أﯾﻤ ﻦ اﻟﻈ ﻮاھﺮي -ﺣﻔﻈ ﮫ ﷲ ) : -ﯾﺠ ﺐ أن ﻧ ﻮﻟﻲ -إﺧ ﻮاﻧﻲ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ - ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻮﺣﺪة أھﻤﯿﺔ ﻗﺼﻮى ،و أن ﯾﺘﺴﺎﺑﻘﻮا إﻟﻰ اﻟﺨﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ،و أن ﯾﻌﻠﻤﻮا أن وﺣﺪﺗﮭﻢ ھﻲ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﯿﺔ ﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ واﻟﺨﻮﻧ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ،و ﺳ ﯿﻜﻮن ﻟﮭ ﺎ أﺛ ﺮ ھﺎﺋ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وھﻲ أﺧﻄﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ( ا.ھـ )(٣١ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ و ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ أن أَوﻟﻰ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﻲ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ اﻟﻤﺨ ﺎدع ھﻮ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،و ﻟﯿﺲ ھﻨﺎك -ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ -إﻻ ﺿﯿﺎع اﻟﺠﮭﻮد اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ﻋﻦ ﺳ ﺒﻖ إﺻﺮار و ﺗﻌﻤﺪ ،ﻷن اﻟﻤﻜﺮ اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ اﻟﻤﻜﺸﻮف ) ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ ( ﻟ ﻢ ﯾﻮاﺟ ﮫ ﺑ ﺄي ﺧﻄﺔ ﻣﻀﺎدة ،ﻣﻊ أﻧﮭﺎ ﻣﻮﺟﻮدة و ﻣﺘﻮﻓﺮة ،و اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻔﺸﻞ ھﻮ اﻟﻔﺸﻞ ﺑﻌﯿﻨﮫ ،إذ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻔﺸﻞ واﻟﮭﺰﯾﻤﺔ ،و ﻟﻮ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎن أول ﻣﺎ ﻧﻤﺘﻨﻊ ﻋﻨﮫ اﻟﺠﮭﺎد ﻷﻧﮫ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﮭﺰﯾﻤﺔ اﻟﻌﺪو ﻟﻨﺎ وﻓﺸﻞ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ! و ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼ ﻮص اﻟﺴ ﻌﻲ اﻟﺠ ﺎد ﻟ ﺬﻟﻚ ،و أن ﯾﻜ ﻮن ھ ﺬا ھ ﻮ أھ ﻢ اﻷھﺪاف اﻟﺘﻜﺘﯿﻜﯿﺔ ﻟﺪﯾﮭﻢ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً . ) (٣٠اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ . ١٢ - ١١ ) (٣١اﻟﻠﻘﺎء اﻷول :اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ . ٢٥
٣٠
و ﻛﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﻟﻺﺧ ﻮة اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ دور ﻣﮭ ﻢ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ،ﻷن إﺧ ﻮاﻧﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻗ ﺪ أدوا ﻗ ﺪر اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﮭﻢ ﻣ ﺎ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ اﻟﻮﺣ ﺪة و ﺗﻨ ﺎزﻟﻮا ﻋﻤ ﺎ ﺗﻨﺎزﻟﻮا ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ . ﻓﺎﻟﺘﻨﺎزل و اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺰﻻت و اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺻ ﻐﺎﺋﺮ اﻷﻣ ﻮر ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑ ﺄﻣﺮ اﻟﻮﺣ ﺪة ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ،ھﻲ أﺷﯿﺎء ﺿﺮورﯾﺔ ﻟﻠﻮﺣ ﺪة و ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺤ ﺪث وﺣ ﺪة ﻣ ﺎ دام ھﻨ ﺎك ﻧﻈ ﺮ ﻷﺷﯿﺎء ﻛﻌﺪم اﻟﻤﺸﺎورة وﻏﯿﺮھﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﮭﻮن ﻛﺜﯿﺮاً أﻣﺎم ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﮭﺎﺋ ﻞ اﻟ ﺬي ﯾﺴ ﻌﻰ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ أﺟﻤﻌﯿﻦ ،و أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﯾﺴﻌﺪه ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺷ ﻖ ﺻ ﻔﮭﻢ و إﺑﻌ ﺎد وﺣ ﺪﺗﮭﻢ أو إﺑﻘﺎؤھﻢ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺒﺮزﺧﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﻞ اﻷﺣﻮال . ﯾﻘﻮل اﻟﺸﯿﺦ أﯾﻤﻦ اﻟﻈﻮاھﺮي -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ : -أول ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻷﺣﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق أن ﯾﺪرﻛﻮھﺎ ھﻲ ﺧﻄﻮرة ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﺣﺪة ،و أﻧﮭﺎ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﻨﺼﺮ وھﻲ أﻣﺮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺄﺟﯿﻞ و اﻟﺘﺴﻮﯾﻒ ،و أن ﻋﻠﯿﮭﻢ أن ﯾﺠﺘﻤﻌﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎ ً و ﯾﺘﺪارﺳﻮا ﺑﻌﻤ ﻖ و إﺧ ﻼص ﻛﯿ ﻒ اﻟﺴ ﺒﯿﻞ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮭﺎ(٣٢) .
...ﻟ ﻦ ﯾﻨﺼ ﻠﺢ ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻨ ﺎزل و اﻟﺬﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ، ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ أن ﯾﻮطﻨﻮا أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺬﻟﻮھﺎ ﻹﺧﻮاﻧﮭﻢ .ا.ھـ )(٣٣ و ﻓﻲ ﺧﺘﺎم ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﮭﻢ و أھﻢ ﺧﻄ ﻮة اﺳ ﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻌﻠﮭﺎ ،أﻧﻘﻞ ﻧﺪاء اﻟﺸﯿﺦ أﯾﻤﻦ اﻟﻈﻮاھﺮي ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ،ﻧﺴﺄل ﷲ أن ﯾﻔﺘﺢ ﺑﮫ اﻟﻘﻠﻮب و ﯾﺠﻤﻊ ﺷﻤﻞ اﻟﺼﻔﻮف :
) إﻧﻲ إذ أوﺟﮫ ﻧﺪاﺋﻲ و ﻧ ﺪاء إﺧ ﻮاﻧﻲ ھﻨ ﺎ ﻟﺠﻤﯿ ﻊ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ اﻷﻋ ﺰاء اﻟﻜ ﺮام ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد اﻟﺮاﻓ ﺪﯾﻦ ،ﻓ ﺈﻧﻲ أﺧ ﺺ ﺑ ﮫ و أﺷ ﺪد ﻓﯿ ﮫ و أؤﻛ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋ ﺰاء اﻷﺣﺒ ﺎء ﻓ ﻲ ﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋ ذات اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺼﺎﻓﻲ اﻟﻨﻘﻲ ،و ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻷﻛﺎرم اﻟﺴ ﺒﺎﻗﻮن ﻟﻠﺨﯿ ﺮ ﻓ ﻲ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ أﻧﺼ ﺎر اﻹﺳ ﻼم ،و أﻣﯿ ﺮھﻢ اﻷخ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪ اﻟﺼ ﺎﺑﺮ اﻟﻤ ﺮاﺑﻂ ،ﻓﻀ ﯿﻠﺔ / ﯿﺦ اﻟﺸ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ -ﺳﺪده ﷲ و ﺣﻔﻈﮫ ﻟﻺﺳﻼم ذﺧ ﺮاً -و ﺳ ﺎﺋﺮ إﺧﻮاﻧ ﮫ أﺳ ﻮد اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻓﺄﻗﻮل ﻟﮭﻢ : إن اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﯾﻨﺘﻈﺮون ﻋﻠﻰ أﺣﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤ ﺮ اﻟﻮﺣ ﺪة ﺑﯿ ﻨﻜﻢ و ﺑ ﯿﻦ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﺘﻨﺼﺮوا اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺠﮭﺎدي اﻷﺻﯿﻞ اﻟﺼﺎﻓﻲ ،اﻟ ﺬي ﯾﺴ ﻌﻰ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﺳﺎﺋﺮ دﯾﺎر اﻹﺳﻼم و إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻨﺒﻮة ،و أﻗﻮل ﻟﮭﻢ : ) (٣٢ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺸﻔﻖ ، ١٤٢٨/٦اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ) (٣٣اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ، ٢٠ﻣﻦ اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ .
٣١
إن دوﻟ ﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ھ ﻲ دوﻟ ﺘﻜﻢ و إﻣ ﺎرﺗﻜﻢ و ﺣﻜ ﻮﻣﺘﻜﻢ ،ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ ﺳﺘﺘﻮﺣﺪون إن ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺣﺪوا ﻣﻌﮭﻢ ؟ ﻓﺎﺳ ﻌﻮا إﻟ ﻰ اﻟﺨﯿ ﺮ ﻣﻌﮭ ﻢ و أﺛﻠﺠ ﻮا ﺻ ﺪور اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﺎﻟﺒﺸ ﺮى اﻟﺘ ﻲ ط ﺎل اﻧﺘﻈﺎرھﻢ ﻟﮭﺎ ( .ا.ھـ )(٣٤
********
) (٣٤ﻟﻘﺎء اﻟﺴﺤﺎب اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ٣٩ ٣٢
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﮭﺎدي ﻣﻦ ﺣﯿ ﺚ اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻣﺠ ﺮد ردة ﻓﻌ ﻞ ﻟﻼﺣ ﺘﻼل اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ،ﺣﯿ ﺚ ﻛ ﺎن اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﻣ ﻦ ﻛ ﻞ ﻣﺠﺎھ ﺪ إﺣ ﺪاث أﻛﺒ ﺮ ﺿ ﺮر ﻣﻤﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻮات ﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﺼ و ﻋﻤﻼﺋﮭﺎ . و ﻣ ﻊ ﺗﻄ ﻮر اﻷوﺿ ﺎع أﺻ ﺒﺢ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺣ ﻆ ﻋﻠ ﻰ دوﻟ ﺔ اﻟﻌ ﺮاق اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻣ ﻊ اﻧﺘﺸ ﺎر ظﺎھﺮة ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ،اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﮭﺪاف ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة اﻟﻤﺮﺿﯿﺔ و ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﻄﻒ رؤوس ﻣﺆﺳﺴﯿﮭﺎ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ھﺬا أﺷﺒﮫ ﺑﺎﻟﺸ ﺠﺮة اﻟﻀ ﺨﻤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘﻄ ﻊ ﺟ ﺬورھﺎ ﻟﺘﻤ ﻮت اﻷﻓﺮع ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ً . و ﻗﺪ أﺛﻤﺮت ھﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰة ﺑﺎﻧﮭﯿﺎر ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ﺗﻘﺮﯾﺒ ﺎ ً ،ﻓ ﻲ إﻧﺠ ﺎز ھﺎﺋﻞ وﻋﻈﯿﻢ ،ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ أﺻﺒﺢ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﺨﻮﻟﮭﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﺑﻜﻞ اﻗﺘﺪار . و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻟﻜﻲ ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﺛﻤﺮة واﺿﺤﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﻨﻈ ﻮر ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾُﻘﻠ ﻞ ﻣ ﻦ ھ ﺎﻣﺶ اﻻﺟﺘﮭ ﺎد اﻟﻤﯿ ﺪاﻧﻲ ﻟ ﺪى أﻣ ﺮاء اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ و اﻟﻮﻻﯾﺎت ،ﻷن ﺗﺨﻮﯾ ﻞ اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ و رﺳ ﻢ اﻻﺳ ﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻟﻸﻣ ﺮاء ﺳ ﯿﺠﻌﻞ ھﻨ ﺎك ﺗﺒﺎﯾﻨﺎ ً و ﺗﻔﺎوﺗﺎ ً ﻓﻲ اﻵراء واﻻﺟﺘﮭﺎدات ،ﻣﻤﺎ ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﮭﺎدي اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﻌﺪد اﻟﺠﺒﮭﺎت و اﻷﻋﺪاء واﻷھﺪاف اﻟﻤﺮاد اﺳﺘﮭﺪاﻓﮭﺎ ،و ﻟﮭﺬا ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ اﻻﺳ ﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ظﮭﻮر ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ﻛﺎن اﻷﺛﺮ واﺿﺤﺎ ً و ظﺎھﺮاً و ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ً . و ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ھﺬا ﻧﻌﺘﻘ ﺪ ﺑﺄﻧ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻮاﺟ ﺐ أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﺨﻄ ﺔ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﯾﺔ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﻣﺘﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ٣ﺳﯿﺎﺳﺎت أو ﺧﻄﻮط ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻣﮭﻤﺔ و ھﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ : -١ﺗﺴﻊ رﺻﺎﺻﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ و رﺻﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ . -٢اﻟﺘﻄﮭﯿﺮ . -٣اﻻﺳﺘﮭﺪاف . و ھﺬا ﺗﻔﺼﯿﻠﮭﺎ : أوﻻً :ﺗﺴﻊ رﺻﺎﺻﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ و رﺻﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ : ٣٣
ﻣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﺒﻨﯿﺎن ﯾﻮﻣﺎ ً ﺗﻤﺎﻣﮫ * إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺒﻨﯿﮫ و ﻏﯿﺮك ﯾﮭﺪم (٣٥) . ھ ﺬه اﻟﺤﻜﻤ ﺔ اﻟﺠﻤﯿﻠ ﺔ ھ ﻲ ﻣ ﻦ أھ ﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﯾﺠ ﺐ ﺗﻄﺒﯿﻘﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺠﮭ ﺎدي ﺧﺼﻮﺻﺎ ً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﮭﻤﺔ . إذ أن اﻟﻘ ﻮات اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﺔ ﺗﻌﻠ ﻖ ﺟﻤﯿ ﻊ آﻣﺎﻟﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮة ﻋﻤﻼﺋﮭ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﯿﺶ و اﻟﺸ ﺮطﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ،وﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎھﺪة ﻟﺒﻨﺎء ﻗﻮة ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ دون ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺬه اﻟﻘﻮات أن ﺗﺮﺣﻞ ﻏﺎﻟﺒﯿﺘﮭ ﺎ و ھ ﻲ آﻣﻨ ﺔ ﻣﻄﻤﺌﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﻼﺋﮭﻢ ﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺪان ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي . و ﺑﻤﺎ أن ھﺬه اﻟﻘﻮات ﻗﺪ أﺟﻤﻌﺖ أﻣﺮھﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺣﯿ ﻞ و ﻟ ﻢ ﺗﻌ ﺪ ﺗﻄﯿ ﻖ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ﺑﮭﺬه اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛﯿﺰ اﻟﺠﮭﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ھ ﻮ ﻣﺤ ﺾ ﻋﺒ ﺚ و ﺗﻀ ﯿﯿﻊ ﻟﻠﺠﮭ ﻮد ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﺤﺼﻦ ھﺬه اﻟﻘﻮات ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ذات ﺣﻤﺎﯾﺔ ﺟﯿﺪة . و ﻟﮭﺬا ﻓﻤﻦ اﻷھﻤﯿﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺪﻣﯿﺮ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ) اﻟﺠ ﯿﺶ و اﻟﺸ ﺮطﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿ ﺔ ( ﺑﺤﯿ ﺚ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻘﻮات اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﺑﯿﻦ إرادة اﻧﺘﺸﺎل ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﺄزق ﺑﺄﺳﺮع وﻗﺖ ،و ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻓﯿﮫ ﻋﺎﺟﺰة ﻋ ﻦ إﺗﻤ ﺎم اﻟﺒﻨ ﺎء اﻟ ﺬي أزﻣﻌ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨﺎﺋ ﮫ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺟﯿ ﺪ ،ﻓﺘﻮاﺟ ﮫ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﻤ ﻮت اﻟﺒﻄﻲء . و اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺔ أن ﻧﺮﻓ ﻊ ﻣﻌ ﺪل اﻟﺨ ﻮف ﻣ ﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿ ﺔ اﻹﺻ ﺎﺑﺔ و اﻟﻤ ﻮت ﻋﻨ ﺪ اﻻﻧﺘﺴﺎب ﻟﮭﺬه اﻷﺟﮭﺰة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪل إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺴ ﻼﻣﺔ و اﻻﺳ ﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﻮظﯿﻔ ﺔ و اﻟﻤﺮﺗ ﺐ، ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺟﮭﺰة و ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﮭﺮوب ﻣ ﻦ اﻟﺨﺪﻣ ﺔ و اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻮظﯿﻔﺔ . و ھﺬا ﻻ ﯾﻜﻮن ﺧﻼل ﺷﮭﺮ أو ﺷﮭﺮﯾﻦ ﺑﻞ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻞ و ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﺤﻘﻖ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻤﮭﻤﺔ . و ﻷﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﮭﺬا ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﯿﻦ ﻟﻠﺠﯿﺶ و اﻟﺸ ﺮطﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻄ ﺎق واﺳ ﻊ ﺑﺤﯿ ﺚ ﻻ ﯾﺘ ﻮﻓﺮ ﻓ ﻲ أي ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﯾﺘﻮاﺟ ﺪون ﻓﯿﮭ ﺎ أﻣ ٌ ﺎن ﻣﻄﻠﻘ ﺎ ً ﯾﺸ ﺠﻊ ﻏﯿ ﺮھﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺘﻠﻚ اﻷﺟﮭﺰة ،و ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻘﺘﻠﻰ و اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﻦ ﻛﺒﯿﺮاً ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻜ ﻮن ھ ﺬا ﻣﺎﻧﻌﺎ ً ﻟﻤﻌﺎرﻓﮭﻢ وأﻗﺎرﺑﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ داﺋﺮة اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ و اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﯾﺮوﻧﮭﺎ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻨﺘﺴﺐ ﺑﺎﻟﺠﯿﺶ و اﻟﺸﺮطﺔ . و ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺮوري أن ﯾﺘﺮاﻓ ﻖ ھ ﺬا ﻣ ﻊ ﺳﯿﺎﺳ ﺔ إﻋﻼﻣﯿ ﺔ دﻋﺎﺋﯿ ﺔ ﺗﺠ ﺮّ م اﻻﻧﻀ ﻤﺎم ﻟﺘﻠ ﻚ اﻷﺟﮭﺰة و ﺗﺠﻌﻠﮫ ﻋﺎراً ﯾﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺘﺴﺒﯿﻦ إﻟﯿﮭﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﺧﻄ ﻮرة اﺳﺘﮭﺪاﻓﮭﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻛﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ اﻟﻌﻠﻨﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻘﺒﮭ ﺎ اﻟﺘﻨﻔﯿ ﺬ اﻟﺼ ﺎدق ﻟﮭ ﺎ، ﻷن ھﺬا أوﺳﻊ اﻧﺘﺸﺎراً وأﻛﺜﺮ ﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﯾﺰ ھﺬه اﻷﻣﻮر ،ﻣﻊ ﺗﻨﻮﯾﻊ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻮﺟﮫ ﻟﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﻨﺎﺳﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﻮﺟﮭﺎت و اﻷﻓﻜﺎر ،ﻣﺘﺄﺳﯿﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻜﺘ ﺎب ﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ اﻟ ﺬي ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺮھﯿﺐ و اﻟﺘﺮﻏﯿﺐ ..ﻓﯿﺠﺪر اﻻھﺘﻤﺎم ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺼﺎرم ﺑﺎﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﺘﻮﻋﻮي ذي اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻠﯿﻦ اﻟﻤﺸﻔﻖ اﻟﻤﻌﺰز ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻟﮭ ﺬه اﻷﺟﮭ ﺰة ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ و اﻵﺧﺮة . ) (٣٥ﻣﻦ أﺑﻴﺎت ﺻﺎﱀ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس ،اﻧﻈﺮ اﻷﻣﺎﱄ ﰲ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮب ، ٩٦/٢اﻟﺒﻴﺎن و اﻟﺘﺒﻴﲔ . ٥٦٨/١ ٣٤
و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﻌﺎھﺪ اﻟﻤﺠﺎھﺪون ﻗﻮاﻋ ﺪھﻢ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺤ ﯿﻦ و اﻵﺧ ﺮ ﺑﻌﻤﻠﯿﺎت ﻣﺮﻛﺰة و ﻟﻮ ﻗﻠّﺖ ،ﻷن اﻟﻤﻘﺼﻮد أﻻ ﺗﺸﻌﺮ ھﺬه اﻟﻘﻮات ﺑﺎﻷﻣﻦ و اﻷﻣﺎن ﻓﻲ ظ ﻞ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﺪن ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻮﺳﻮس ﻟﮭﻢ إﺑﻠﯿﺲ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﺘ ﺮة أط ﻮل ﻧﻈ ﺮاً ﻟﻌ ﺪم اﻛﺘﻤ ﺎل ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮات اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﮭﺪف ﻗﺎدة اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ أو ﺗﺠﻤﻌﺎﺗﮭﻢ اﻟﻜﺒﯿﺮة ،ﺣﺘ ﻰ ﯾﻈ ﻞ اﻟﺨ ﻮف ﻣ ﻦ اﻻﻧﺘﺸ ﺎر ھﺎﺟﺴ ﺎ ً ﻛﺒﯿ ﺮاً ﯾﻘﻠ ﻖ ﻗ ﺎدة اﻟﺼ ﻠﯿﺐ ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﺤﺮﺿ ﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﺮوج اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﻗﺮب وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ . )(٣٦ رﺣﻤﮫ ﷲ : -ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﻘﻠﻌﻲ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )وﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ اﺑﺘﻠﻲ ﺑﻌﺪو أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ وزراء اﻟﻌﺠﻢ : ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻠﻚ أن ﯾﺒﻨﻲ أﻣﺮه ﻣ ﻊ ﻋ ﺪوه ﻋﻠ ﻰ أرﺑﻌ ﺔ أوﺟ ﮫ :ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠ ﯿﻦ واﻟﺒ ﺬل ،و اﻟﻜﯿ ﺪ و اﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ . و ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺮاج أول ﻋﻼﺟﮫ اﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ؛ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻨﻔﻊ ﻓﺎﻹﻧﻀﺎج و اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ،و إن ﻟ ﻢ ﯾﻨﻔﻊ ﻓﺎﻟﻀﻤﺎد ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻨﻔﻊ ﻓﺎﻟﻜﻲ وھﻮ آﺧﺮ اﻟﻌﻼج . وﻣﻦ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﻌﺪو ﺑﺎﻟﻠﯿﻦ ﺣﯿﺚ ﯾﺘﻮﻗﻊ ﻧﺠﻌ ﮫ و ﯾﺮﺗﺠ ﻰ ﻧﻔﻌ ﮫ ...ﻗ ﻮل ﷲ ﺟﻞ ذﻛﺮه ) :ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ھﻲ أﺣﺴﻦ ﻓﺈذا اﻟﺬي ﺑﯿﻨﻚ وﺑﯿﻨﮫ ﻋﺪاوة ﻛﺄﻧﮫ وﻟﻲ ﺣﻤﯿﻢ ( ... أﻣﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻌﺪو ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﺮﺟﻰ اﻧﺼﻼﺣﮫ ﺑﺎﻟﺒﺬل واﻟﻠ ﯿﻦ ﻓﯿﺠ ﺐ أن ﯾﺴ ﺎرع ﺑﺎﻟﻜﯿ ﺪ اﻟﻤﺒ ﯿﻦ إﻟﻰ ﺣﺴﻢ ﻣﺎدﺗﮫ واﺳﺘﺌﺼﺎل ﺷﺄﻓﺘﮫ ،ﻓﻘﺪ ﻗﯿﻞ :إن اﻟﻜﯿﺪ أﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻷﯾﺪ ...ﻓﻜﻞ أﻣﺮ ﻻ ﯾﺪاوى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻌﻀﻞ ،و ﻻ ﯾﺪﺑﺮ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺴﺘﻔﺤﻞ ،ﻋﯿﻲ ﺑﮫ ﻣﺪاوﯾﮫ وﺻﻌﺐ ﺗﺪارﻛﮫ وﺗﻼﻓﯿﮫ . ﻗﺎل ﺑﻌﻀﮭﻢ :ﺗﻔﻘﺪ ﻋﺪوك ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﺘﺪ ﺑﺎﻋﮫ وﯾﻄﻮل ذراﻋﮫ وﺗﻜﺒﺮ ﺷﻜﯿﻤﺘﮫ وﯾﻌﻀﻞ دواؤه ا.ھـ )(٣٧ )(٣٨ رﺣﻤﮫ ﷲ : -و ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻤﺎوردي اﻟﻤﻜﯿﺪة ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻔﻞ اﻷﻋﺪاء ﻓﺈن ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻛﯿﺪه ﻗﻮي ﻋﺪوه وھﺬا أﺻﻞ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺪار ) (٣٩ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ وﯾﺤﻤﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﻠﻚ .ا.ھـ
ﺛﺎﻧﯿﺎ ً :ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻄﮭﯿﺮ :
) (٣٦أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟ َﻘﻠْﻌﻲ ﻧﺴﺒﺔ إﱃ ﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ ﺑﺎﻟﺸﺎم و ﻗﻴﻞ :ﺑﻞ إﱃ ﻗﻠﻌﺔ ﺑﻠﺪة ﺑﺎﳌﻐﺮب ،ﻟﻪ ﻣﺼﻨﻔﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻛﺎﺣﱰاز اﳌﻬﺬب و ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﻬﺬب و أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎة ،ﺗﻮﰲ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺳﻨﺔ ، ٦٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﰲ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻤﺎء و اﳌﻠﻮك . ٤٦٢/١
)(٣٧
ﺬﻳﺐ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ و ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ . ٢٣٤ - ٢٢٩/١
) (٣٨ﻫﻮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ اﳌﺎوردي اﻟﺒﺼﺮي اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻟﻪ ﻣﺼﻨﻔﺎت ﰲ اﻟﺘﻔﺴﲑ و اﻷﺻﻮل و اﻟﻔﻘﻪ و ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻨﻮن اﻟﻌﻠﻢ ،ﺗﻮﰲ ﻋﺎم . ٤٥٥اﻧﻈﺮ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ . ٢٣٠/١
) (٣٩ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ وﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﻈﻔﺮ ﰲ أﺧﻼق اﳌﻠﻚ . ٢٢٢/١ ٣٥
ﯾﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺼﯿﻨﻲ ﺻﻦ ﺗ ﺰو ) :ﻗﻠ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣﺠ ﻢ اﻷﻋ ﺪاء ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل إﺻ ﺎﺑﺘﮭﻢ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎر ،و ﺗَﺴﺒﺐ ﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ،اﺟﻌﻠﮭﻢ داﺋﻤﺎ ً ﻣﺸﻐﻮﻟﯿﻦ ﺑﻤﺸ ﺎﻛﻠﮭﻢ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ( ا.ھـ )(٤٠ إن ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻤﺮاﻛﺰ واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻮاﺟﺪون ﻓﯿﮭﺎ و ﺗﺠﻤﻌﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮات ،ﻟﮫ أھﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ اﺳﺘﻨﺰاف ﻛﺒﯿﺮ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ و اﻟﺘﻲ ﺳﯿﺒﻘﻰ ﺷﻐﻠﮭﺎ اﻟﺸ ﺎﻏﻞ إﻋ ﺎدة إﻋﻤ ﺎر ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻘ ﺮات أو اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻣﻘ ﺮات أﺧ ﺮى ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﮭﺎﺟﺲ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﺳﯿﺒﻘﻰ ﻣﺮاوداً ﻟﮭﺬه اﻟﻘﻮات و ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﯿﻦ ﻟﻮﺿ ﻌﮭﺎ ،و ھ ﺬا ﻣﺎ ﺳﯿﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻷﺟﮭﺰة اﻷﻣﻨﯿﺔ وﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﺣﻜﺎم اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎطﻖ . و ھﺬا ﺷﺒﯿﮫ ﺑﺴﯿﺎﺳﺔ اﻷرض اﻟﻤﺤﺮوﻗﺔ ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻣﺮﻛﺰة و ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻔﺌ ﺔ ﻣﻌﯿﻨ ﺔ و ھ ﻲ ﻗ ﻮات اﻟﺮدة ،وﻓﺎﺋﺪة ھﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ -ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮫ اﺳﺘﻨﺰاف ﻟﻤﻮارد ھﺬه اﻟﻘﻮات و إﺷﻐﺎل اﻟﻀﺒﺎط و اﻟﻘﺎدة ﺑ ﺄﻣﻮر داﺧﻠﯿ ﺔ و ﺛﺎﻧﻮﯾ ﺔ ،-ﺗﻜﻤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻛﻮﻧﮭ ﺎ ﻣﮭﻤ ﺔ ﻟﺘﻌﺰﯾ ﺰ ﻧﻔ ﻮذ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ داﺧﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ،و إﻋﻄﺎء اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ھﺎﻣﺶ واﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮك و ﺷﻦ اﻟﮭﺠﻤﺎت ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ و أﻗﻮى . و ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ھﺬا ..ﯾﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻗﺪر اﻹﻣﻜ ﺎن ﻣ ﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿ ﺎت اﻟﻌ ﺪو و ﺗﻮظﯿﻔﮭﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ،ﻓﮭﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﺪﻣﯿﺮھﺎ و ﺳ ﺤﻘﮭﺎ ﻣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ أﻣﻜ ﻦ اﺳ ﺘﻐﻼﻟﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﯿﺪ . إن ﺗﺪﻣﯿﺮ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ ﻟﻠﻌﺪو ﻣﮭﻢ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،ﻷﻧﮫ ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺮﯾﺪ اﻟﻌﺪو و ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻷرض اﻟﻤﺴﺘﮭﺪﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻮاﺟﺪ ﻓﯿﮭﺎ ،و ھ ﺬا ﻣﺸ ﺮوط ﺑﻌ ﺪم اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻔﺎدة ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺒﻨ ﻰ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺴﮭﻞ ﻛﻮن ﻧﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺎﺋﻤﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺟﯿﺪة و ﻗﻮﯾﺔ . ﺛﺎﻟﺜﺎً :ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﮭﺪاف : ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻘﺎدة و اﻟ ﺮؤوس ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻮﺿ ﻊ ﻻ ﯾﻌﻨ ﻲ ﺷ ﯿﺌﺎ ً ﻛﺜﯿ ﺮاً ﻛﺤ ﺎل ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ،ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺪﻣﺮ ﻟﻸﺣﻼم اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ھﻮ ﺑﺎﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻜﻮادر اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ و اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ذات اﻟﺘﺄھﯿﻞ اﻟﻌﺎﻟﻲ . ﻓﻘﺪ ﺟﺎءت ﻋﺪة ﺗﻘﺎرﯾﺮ ﺗﺒﯿّﻦ أن ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻗ ﺎدرة و ﻟﯿﺴ ﺖ ﻣﺆھﻠ ﺔ ﻟﻠﻘﯿ ﺎم ﺑﻌﻤﻠﯿﺎت ﻟﻮﺣﺪھﺎ دون ﻋﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ (٤١) . و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺎﺳ ﺘﮭﺪاف ھ ﺬه اﻷﻗﻠﯿ ﺔ اﻟﻤﺆھﻠ ﺔ ﯾﺠ ﺐ أن ﯾﻜ ﻮن أھ ﻢ اﻷوﻟﻮﯾ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﯾﺠ ﺐ اﺳﺘﮭﺪاﻓﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜ ﻞ ﻛ ﺎدر ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺘﺴ ﺒﯿﻦ ﻟﮭ ﺬه اﻷﺟﮭ ﺰة اﻷﻣﻨﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ) (٤٠ﻓﻦ اﳊﺮب ص. ٥٣
) (٤١ﻳﺮﺟﺢ وﺟﻮد ﺣﻮاﱄ ٤أﻟﻮﻳﺔ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﺗﺄﻫﻴﻼً ﳑﺘﺎزاً ﻣﻦ ﺑﲔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٠٠ﻟﻮاء ﰲ ﺟﻴﺶ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳋﻀﺮاء ،و ذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﰲ ﻫﺬا اﳉﻴﺶ .
٣٦
ﺆﺛﺮﯾﻦ ﺒﺎط ﻣ ﺿ و ﻣﮭﻨﺪﺳﯿﻦ وﻣﺪرﺑﯿﻦ و ﻧﺤﻮھﻢ ،ﻷن ھﺬا ھﻮ اﺳﺘﮭﺪاف ﺣﻘﯿﻘﻲ ﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﮭﺰة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﮭﺎ ذات ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ و ﻗ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﯿﻄﺮة ،ﻓﻀ ﻼً ﻋ ﻦ اﻟﺘﻜ ﺎﻟﯿﻒ اﻟﺒﺎھﻈ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻔ ﻖ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻜﻮادر ﻣﻊ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻌﻮﯾﻀﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﯿﺤﺔ ﺔ ﻛﺴ اﻟﻌﺮاﻗﯿ و ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻤﺆﺛﺮة و ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺠﮭﻮد اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﻣﮭﺪرة ﻣﻊ أﻧﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻟﻜ ﻞ دوﻻر و ﻟﻜﻞ دﻗﯿﻘﺔ . و إذا ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺮﺟﺢ أن ﯾﺼﺎب اﻟﻘﺎدة اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﻮن ﺑ ﺎﻟﺠﻨﻮن و اﻟﮭﻠﻮﺳ ﺔ ﻷﻧﮭﻢ ﺑﮭﺬا ﯾﺤﺮﺛﻮن ﻓﻲ اﻟﮭﻮاء ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،و ﯾﺼﺒﺤﻮن ﺑﮭ ﺬا ﻋ ﺎﺟﺰﯾﻦ ﻋ ﻦ ﺑﻨ ﺎء اﻟﻘ ﻮات اﻟﺘ ﻲ ﯾﺄﻣﻠﻮن ﻓﯿﮭﺎ . و ھ ﺬا إن ﻛ ﺎن ﯾﻜﻠ ﻒ ﺷ ﯿﺌﺎ ً ﻣ ﻦ اﻟﻮﻗ ﺖ و اﻟﺠﮭ ﺪ إﻻ أﻧ ﮫ ﯾﺴ ﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ،ﻓﺎﻟﻘﻠﯿ ﻞ ﻣ ﻦ ھ ﺬا اﻻﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﻏﯿﺮھﻢ ﺑﻼ ﺷﻚ . ھﺬا أﺣﺪ ﺟﻮاﻧﺐ اﻻﺳﺘﮭﺪاف ..و اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ھﻮ اﺳ ﺘﮭﺪاف اﻟﺮﻣ ﻮز اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ اﻟﻘﻮﯾ ﺔ و اﻟﻤ ﺆﺛﺮة واﻟﻔﺎﻋﻠ ﺔ ،ﻷﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ظ ﻞ ھ ﺬه اﻟﻈ ﺮوف ﺳﺘﺸ ﻜﻞ ﻓﺮاﻏ ﺎ ً ﻛﺒﯿ ﺮاً ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ و ﺗﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻹرﺑﺎك و اﻟﺘﻨﺎزع ﺑﯿﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ . و اﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ اﻟﻄﻮﯾ ﻞ اﻟﻤ ﺪى ﻣﮭ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬه اﻷﻣ ﻮر ،ﻓﻤﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﻋ ﺪﻣﺖ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﮭﻞ ﻣ ﻦ ﻋﻤﻠﯿ ﺔ اﻻﺳ ﺘﮭﺪاف اﻟﻔ ﻮري ،ﻓ ﺈن ﺗﺠﻨﯿ ﺪ اﻻﺳﺘﺸ ﮭﺎدﯾﯿﻦ ﻓ ﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺤﺮاﺳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺮﻣﻮز ﻣﮭﻤﺎ طﺎل وﻗﺖ ذﻟ ﻚ ،أو ﺗﺠﻨﯿ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌ ﺎﻣﻠﯿﻦ ﻋﻨﺪ أوﻟﺌﻚ اﻟﻌﻤﻼء ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮﻧﻮا اﺳﺘﺸﮭﺎدﯾﯿﻦ ﯾﻤﻜﻨﮭﻢ ﻗﻄﻒ رأس أو ﻋﺪة رؤوس ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ، ﺳﯿﻜﻮن ﻟﮫ أﺛ ﺮ ﻗ ﻮي و ﻛﺒﯿ ﺮ ﻓ ﻲ زﻋﺰﻋ ﺔ ﺻ ﻨﯿﻌﺔ اﻻﺣ ﺘﻼل ) اﻟﻌﻤﻠﯿ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ ( ،و ﻟ ﮫ دﻻﻟﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ و ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق ﺑﺄن ھﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺿ ﻌﯿﻔﺔ ﺟ ﺪاً و ﻏﯿ ﺮ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤﺎﯾ ﺔ ﻧﻔﺴ ﮭﺎ ﻓﻀ ﻼً ﻋ ﻦ ﺣﻤﺎﯾ ﺔ ﻏﯿﺮھ ﺎ و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﯾ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜ ﻞ ھﻜ ﺬا ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﯿﺲ ﺧﯿﺎراً ﺻﺤﯿﺤﺎ ً . ﻛﻤﺎ أن أﺛﺮه ﺳﯿﺘﻌﺪى إﻟﻰ اﻟﻘﺎدة اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ و اﻟﺬﯾﻦ ﺳﯿﺪﺧﻠﮭﻢ اﻟﯿﺄس و ﺗﺘﺤﻄﻢ ﺟﻤﯿﻊ آﻣ ﺎﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ إﻧﺸ ﺎء ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻗﻮﯾ ﺔ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﯿ ﺎم ﻟﻮﺣ ﺪھﺎ و دون ﻣﺴ ﺎﻋﺪﺗﮭﻢ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﺧﺘﺮاق اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻤﺴ ﺘﻮﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯿ ﺔ ،و ﻓﻘ ﺪان اﻟﺮﻣ ﻮز اﻟﻤ ﺆﺛﺮة و اﻟﻘﻮﯾﺔ ،اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻌﺐء اﻟﺜﻘﯿﻞ ﻟﻼﺣ ﺘﻼل اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ،و ﺗﻌ ﻮﯾﺾ ھ ﺆﻻء ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺴﮭﻞ .
********
٣٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻻ ﺷﻚ أن ﻓﻜﺮة ﺗﺠﻨﯿﺪ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ،ﻓﻜ ﺮة ذﻛﯿ ﺔ و ﺟﺮﯾﺌ ﺔ و ﺳ ﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺨﻄﻄﺎت أي ﻣﺤﺘﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺸ ﺎق ﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺘﺎراً و واﻗﯿﺎ ً ﻟﮫ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓ ﺈن وﺟﻮدھ ﺎ ﺳ ﯿﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮه ﺣﺘﻤﺎ ً . و ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻔﺸ ﻞ ﺑﻌ ﺪ اﻻﺳ ﺘﮭﺪاف اﻟﻤﺮﻛ ﺰ ﻟ ﺮؤوس اﻟﺨﯿﺎﻧ ﺔ و ھ ﻮ أﯾﻀ ﺎً ﻣ ﻦ أﺳﺒﺎب ﻗﻠﻖ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و ﺗﺮددھﻢ و ﺣﺬرھﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ..ھﻮ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮﯾﺔ ﺮم ﻲ ﺗﺠ اﻟﺘ ﺗﺨﻮن اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺘﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﺿﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ ،و ﻟﻌﻞ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﻤﮭﻤﺔ وراء ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ و ّ و اﻧﺘﺸ ﺎرھﺎ أﻣ ﺮﯾﻦ ﻣﮭﻤ ﯿﻦ -١ :اﻟ ﺪاﻓﻊ اﻟﻤ ﺎﻟﻲ -٢ .اﻟ ﺪاﻓﻊ اﻷﯾ ﺪﻟﻮﺟﻲ و اﻟ ﺬي ﯾﺘﻤﺤ ﻮر ﺣﻮل ﻛﺮه اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ و ﻛﺮاھﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﺒﺎدﺋﮭﺎ و آداﺑﮭﺎ و ﺣﺐ اﻟﺘﺤﺮر ﻣ ﻦ ھ ﺬا ﻛﻠﮫ ﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﺸﮭﻮات و اﻟﻤﻠﺬات ..و ھﻮ ﻣﺎ ﺑﺮز واﺿﺤﺎ ً ﻓﻲ اﻷﻧﺒﺎر ﺑﻌ ﺪ اﺳ ﺘﯿﻼء ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﺤﺮر اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻔﻈﯿﻊ اﻟﺬي أﻓﺰع اﻟﺸﺮﻓﺎء و اﻟﻌﻘﻼء ھﻨﺎك ،ﺑﻌﺪ ﻏﯿﺎﺑﮭﺎ أﺛﻨﺎء ﺳﯿﻄﺮة دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﯿﮭﺎ . ٣٨
و ھ ﺬان اﻟ ﺪاﻓﻌﺎن ھﻤ ﺎ ﻣﺨﺘﺼ ﺎن ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﺸﺨﺼ ﯿﺔ ﻻ ﻏﯿ ﺮ ،و ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻛ ﺎن اﺳ ﺘﻤﺮار ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺰﺧﻢ ﻣﺴﺘﺤﯿﻼً ،ﻷن ھﺬه اﻟﺪواﻓﻊ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﮭﺎر أﻣ ﺎم اﻵﺛ ﺎر و اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺨﻄﯿﺮة اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ..و ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮي ﻧﻔﺴﮫ ،ﻛﺎﻻﻧﺤﻼل اﻷﻣﻨﻲ ﻣﻦ ﺧ ﻼل ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻐ ﺎب اﻟ ﺬي ﺳﯿﺼ ﺒﺢ ھ ﻮ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻧﺘﯿﺠ ﺔ ﺑ ﺮوز ﻗﻄ ﺎع اﻟﻄ ﺮق و أﺻ ﺤﺎب اﻟﺴﻮاﺑﻖ اﻹﺟﺮاﻣﯿﺔ ﻛﻘﺎدة ﻟﻌﺸﺎﺋﺮھﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻮة اﻟﺴﻼح و اﻟﻤﺎدة اﻟﺘ ﻲ ﯾﻤﺘﻠﻜﻮﻧﮭ ﺎ ﺑﻔﻌ ﻞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ،و ﺗﻀ ﯿﯿﻘﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮﻓﺎء ﻣ ﻦ ﺷ ﯿﻮخ اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮ و ﺷ ﺒﺎﺑﮭﻢ ..ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠﻌ ﻞ اﻟﺘﺄﯾﯿﺪ -و ﻟﻮ ﻛﺎن ﺳﻜﻮﺗﺎ ً -ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻣﻨﻌﺪﻣﺎ ً ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ،ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ﻣﻨﺒﻮذﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻓﺎء و اﻟﻌﻘﻼء ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ . و ﻟﮭﺬا ﻛ ﺎن اﻟﺘﺨﻠ ﻲ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﻲ ﻋ ﻦ ھ ﺬا اﻟﻤﺸ ﺮوع ﻣﻨﻄﻘﯿ ﺎً ﻷﻧ ﮫ ﯾﺤﻤ ﻞ ﻋﻮاﻣ ﻞ اﻻﻧﮭﯿ ﺎر و ق ﻣﺆﻗﺖ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺸﺮوع اﻷﺻ ﻠﻲ ﻟﻠﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ اﻟﺘﻔﻜﻚ أﺻﻼً ،و إﻧﻤﺎ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛﺴﺘﺎر و وا ٍ و ھﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﯾﮫ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮد و اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . و إذاً ..ﻓﻤﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﺪاﻓﻊ ﺷﺮﻋﯿﺎً ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ،ﻛﺎن اﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑ ﻞ و اﻟﺘﻨ ﺎﻓﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﻓﻊ أﻣﺮاً ﻣﺤﻘﻘﺎ ً ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﯿﺪ . و ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻧﺪﻋﻮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ و اﻟﺘ ﻲ ھ ﻲ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠ ﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ -ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ و ﺳ ﻠﻢ -ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾ ﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻮﻓﻮد . و اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻜﻤﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌ ﺎون ﻣ ﻊ ﺷ ﯿﻮخ اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮ اﻟﺸ ﺮﻓﺎء ﺑﺘﺸ ﻜﯿﻞ ﻗ ﻮى أﻣﻨﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷ ﺒﺎب ﻋﺸﯿﺮﺗﮭﻢ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻣﻨﺎطﻘﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺮطﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ و اﻟﻘﻮى اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ و ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘ ﺔ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﻗﻮة ﺗﺤﻤﻲ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻠﺼﻮص و ﻗﻄ ﺎع اﻟﻄ ﺮق و ﺗﻨﻔ ﺬ ﻓ ﯿﮭﻢ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﻓﻘﺎ ً ﻟﻘﺎض و ﻣﺴﺆول ﺷﺮﻋﻲ ﯾﺮﺟﻌﻮن إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻣﻮرھﻢ ،و ﯾُﻔﻀّ ﻞُ أن ﯾﻜﻮن ﻗﺎﺋﺪھﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺎدة ذوي اﻟﺨﺒ ﺮة و اﻟﺤﻠ ﻢ و اﻟﺤﻨﻜ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺸﺎﺋﺮي . و اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺎدي إﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﺧ ﻼل ﻋﺸ ﯿﺮﺗﮭﻢ ﺑﺘﻨﺴ ﯿﻖ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﺆوﻟﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ ،و ھﺬا ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺈﻗﻨﺎع ﺷﯿﻮخ و وﺟﮭﺎء اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻗﺘﻨﺎع ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﻘﺎطﻨﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪاﻓﻊ اﻟﻌﻘﺪي ﻟﮭﺬا اﻷﻣﺮ ..و ھﻮ طﺮد اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ و اﻟﻌﻤﻼء و رﻓﻊ راﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻟﯿﺘﺤﺎﻛﻢ اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ واﻟﺬي ھﻮ أﻣ ﺮ واﺟ ﺐ ﻣ ﻦ ﺻ ﻤﯿﻢ اﻟ ﺪﯾﻦ و ﻟ ﯿﺲ أﻣ ﺮاً ھﺎﻣﺸ ﯿﺎ ً ﯾﻤﻜ ﻦ ﺗﺄﺟﯿﻠﮫ ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﯿﮫ ! أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﯿﻌﮫ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل . أو ﻣﻦ طﺮﯾﻖ اﻷﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﺮزﻗﮭﻢ ﷲ إﯾﺎھﺎ ..و ھ ﺬا ﺷ ﺒﯿﮫ ﺟ ﺪاً ﺑﻤ ﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻔﻘﺔ ﯾﻨﺠﺤﻮن ﻓﯿﮭﺎ . أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻮع اﻟﻤﺤﺾ ﺑﻌﺪ اﻻﻗﺘﻨﺎع ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ھ ﺆﻻء اﻟﺸ ﺒﺎب ﺑﺄھﻤﯿ ﺔ ﻣ ﺎ ﯾﻔﻌﻠ ﻮن و اﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﯿﻢ اﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ،و ھﺬا ﻗﺪ ﯾﺨﺘﺺ أﻛﺜ ﺮ ﺑﻤ ﻦ ﻟﺪﯾ ﮫ ﻋﻤ ﻞ أو ﺗﺠ ﺎرة ﯾﺴ ﺘﺮزق ﻣﻨﮭﺎ ،و ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ طﻠﺒﺎ ً ﻷﺟﺮ اﻟﺠﮭﺎد و اﻟﺮﺑﺎط . ٣٩
ﻟﻜ ﻦ ﯾﺠ ﺐ أن ﯾﻜ ﻮن اﻟ ﺪاﻓﻊ اﻷوﻟ ﻲ ﻟﮭ ﻢ ھ ﻮ اﻟﻨﺼ ﺮة ﻟﻺﺳ ﻼم و اﻟ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ اﻷھ ﻞ و اﻟﺤﺮﻣﺎت ﻣﻦ ﺳﯿﻄﺮة اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ و اﻟﻤﺠ ﺮﻣﯿﻦ ،ﻻ أن ﯾﻜ ﻮن اﻟ ﺪاﻓﻊ ﻣﺎدﯾ ﺎ ً ﻛﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻜﻔﺮﯾﺔ ،و ﻻ ﺷﻚ أن ھﺬا ﯾﻜﻮن و ﯾﺴﮭﻞ ﺑﻌﺪ اﻗﺘﻨﺎع و ﻓﮭ ﻢ ﻣﺸ ﺎﯾﺨﮭﻢ و ﻗ ﺪواﺗﮭﻢ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺸﺮوع . و ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .. ﻟ ﻦ ﯾﻜ ﻮن ھ ﺬا ﺳ ﮭﻼً ،ﺑ ﻞ ﺳ ﯿﻮاﺟﮫ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌﻘﺒ ﺎت اﻷﻣﻨﯿ ﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿ ﺔ و ﻏﯿﺮھ ﺎ، و ﻟﻜﻨﮫ ﻣﺸﺮوع ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻨﺎء ،و ھﺎ ﻧﺤﻦ رأﯾﻨﺎ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻛﯿﻒ ذﻟﻠﻮا ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻘﺒ ﺎت أﻣﺎم إﻧﺸﺎء و ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻜﻔﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ،ﻣﻊ أن ﻛﻞ ﻋﻤﻠﮭﻢ ھﻮ ﺷﺮاء اﻟ ﺬﻣﻢ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﺎل ..وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺎﻟﻜﻠﯿﺔ . و أھﻤﯿﺘﮫ ﺗﺒﺮز ﻓﻲ ﻋﺪة ﻧﻘﺎط : أوﻻً :ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻧﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﯾﺴﺮ و ﺳﮭﻮﻟﺔ : ﻓﻤﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﻗﺎض ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ و ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮﯾﺔ ،ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ اﻟﺨﺎﺿ ﻌﺔ ﻟﺴ ﯿﻄﺮة اﻟﺪوﻟ ﺔ أﻛﺒ ﺮ و أﻛﺜ ﺮ ﻗ ﻮة و ﻣﻨﻌ ﺔ، ﻷن اﻻﻧﺘﺸ ﺎر اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﺳ ﺒﺐ ﻟﻠﻀ ﻌﻒ -ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻣﻌﻠ ﻮم -ﺑﯿﻨﻤ ﺎ ھ ﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﻌﺸ ﺎﺋﺮﯾﺔ ﺗﺴ ﺘﻤﺪ ﻗﻮﺗﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﺎﺿ ﻨﺘﮭﺎ ،ﻷﻧﮭ ﻢ ﺑﮭ ﺬا ﻣﻤﺜﻠ ﯿﻦ ﻟﻜ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻄﻘ ﺘﮭﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺎ ﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻨﮭ ﯾ و ﯾﺤﻤﻮﻧﮭﺎ. ﺛﺎﻧﯿﺎ ً :ﻛﺴﺐ وﻻء ﺷﯿﻮخ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ : ﻓﻌﻨﺪ اﻟﺘﻔﺎھﻢ و اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ ھﺆﻻء اﻟﻮﺟﮭﺎء ﻓﺈﻧﮭﻢ ﯾﺤﺴﻮن ﺑﺎﻷھﻤﯿﺔ و ﻗﯿﻤﺘﮭﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﺪوﻟ ﺔ، ﻓﻜﻤﺎ أن ھﺬا ﻣﻦ إﻧﺰال اﻟﻨﺎس ﻣﻨﺎزﻟﮭﻢ ﻓﮭﻮ إﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻟﺬي ﯾﺤﻘﻘﻮن ﺑ ﮫ ﺷﯿﺌﺎً ذا ﻗﯿﻤﺔ ﻷھﻠﮭﻢ و ﺑﻠﺪھﻢ ،و ھﺬا ﻣﺎ ﺳﯿﺠﻌﻠﮭﻢ أﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺎ ً و ﺗﺸﺠﯿﻌﺎ ً ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻢ إﯾﺼﺎل اﻟﻔﻜﺮة إﻟﯿﮭﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﯿﺪ و ﻣﻘﻨﻊ . و ﻻ ﺷﻚ أن ھﺬا أﻋﻈﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺗﻔ ﺎق و ﻟﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻮﻻء و ﺗﻘﻮﯾ ﺔ اﻟﺤﺎﺿ ﻨﺔ اﻟﺸ ﻌﺒﯿﺔ ،ﻣ ﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ دون إﻋﻄ ﺎء ﻛﺒﯿ ﺮ اھﺘﻤ ﺎم ﻟﮭ ﺆﻻء اﻟﻮﺟﮭ ﺎء ،و اﻻﻛﺘﻔ ﺎء ﺑﺘﺒﺎدل اﻟﺘﻮﺟﺲ واﻟﺨﯿﻔﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ . ﺛﺎﻟﺜﺎً :إدﺧﺎل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ : ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﯾﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻋﯿﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﺄھﻤﯿﺔ اﻟﻌﯿﺶ ﻓﻲ ظﻞ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺤﻘﻖ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺠﺪﯾﺔ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺳﮭﻮﻟﺔ ھ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ،اﻟ ﺬي ﯾﺸ ﻮﺑﮫ اﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻐﻤﻮض ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺸﻮﯾﮫ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪو . ﻛﻤﺎ أن ﻣﻮاﻓﻘﺘﮭﻢ و إﺳﮭﺎﻣﮭﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺸ ﺮوع ﯾﺤﻘ ﻖ وﻻء ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﻨ ﺎس ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ و ﺗﻌﻠﻘﮭ ﻢ و ارﺗﺒﺎطﮭﻢ ﺑﮭﺎ ،و اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ً ﺣﺰﺑﯿﺎ ً أو ﻓﺌﻮﯾﺎ ً ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﮫ . ٤٠
ﻓﺴﯿﻜﻮﻧﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺰء ﻣ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻋﺒ ﺮ ﺣﻤ ﺎﯾﺘﮭﻢ ﻟﻤﻨ ﺎطﻘﮭﻢ و دﻓﻌﮭ ﻢ ﻟﻠﻤﺮﺗ ﺪﯾﻦ اﻟﻤﻌﺘﺪﯾﻦ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻜﻮن اﺳﺘﯿﻌﺎب اﻟﺪوﻟﺔ و اﺣﺘﻮاؤھﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎس أﻛﺒﺮ و أﻋﻈﻢ . راء ﻛﻤﻦ ﺳﻤﻊ ..ﻓﺎﻟﻌﯿﺶ ﺗﺤﺖ ظﻞ اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ ﯾﺒ ﺪو ﻟﻠ ﺒﻌﺾ أﻣ ﺮاً ﻣﺨﯿﻔ ﺎ ً و ﻣﺮﯾﺒ ﺎ ً، و ﻟﯿﺲ ٍ ﻓﻤﻌﺎﯾﻨﺘﮭﻢ ﻟﮭﺬا ﻋﯿﻦ اﻟﯿﻘﯿﻦ و ﺗﺒﺪد أوھﺎﻣﮭﻢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻤﻌﺎﯾﺸ ﺔ اﻟﻮاﻗﻌﯿ ﺔ ﺳ ﯿﻜﻮن ﻟﮭ ﺎ أﺛ ﺮ ﻢ ﻢ ﻟﮭ ﺮ و ﻣﮭ ﻛﺒﯿ و ﻟﻠﺪوﻟﺔ . راﺑﻌﺎ ً :طﻤﺄﻧﺔ اﻟﻤﺘﻮﺟﺴﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ : ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻨ ﺎطﻖ و اﻟﻘ ﺮى ﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ھﻨ ﺎك ﺑﯿﻨﮭ ﺎ و ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎﺣﻨﺔ و اﻻرﺗﯿﺎب ﻣﻨﮭﻢ ،إﻣ ﺎ ﻟﺨﻄ ﺄ ﺣﺼ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ و ﺗﻀ ﺮروا ﺑ ﮫ ،أو ﻟﺘﺼ ﺪﯾﻘﮭﻢ اﻷﻛﺎذﯾﺐ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ أو ﺗﻐﻠﺐ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻮء ﻛﺎﻟﻤﺠﺮﻣﯿﻦ اﻟﺼﺤﻮﯾﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭﻢ ،ﺳﻮف ﯾﻄﻤﺄﻧﻮن ﻣﻦ دﺧﻮل ﻧﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺒﺮ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺬي ﺳﯿﻜﻮن ﻣﻨﮭﻢ و ﻓﯿﮭﻢ . و ذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻗﻮة ﻣﻦ ﺧﯿﺎر رﺟﺎﻟﮭﻢ و ﺷﺒﺎﺑﮭﻢ ﻟﺤﻤﺎﯾﺘﮭﻢ و ﺣﻤﺎﯾﺔ أھﻠﮭﻢ و طﺮد اﻟﻤﺮﺗ ﺪﯾﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺮطﺔ و اﻟﺼ ﺤﻮة و ﺗﻄﮭﯿ ﺮ أرﺿ ﮭﻢ ﻣ ﻨﮭﻢ ،و اﻟﻤ ﺮاد ﻣ ﻦ ھ ﺬا ﻛﻠ ﮫ أن ﯾﺘﺤ ﺎﻛﻤﻮا ﺑﯿ ﻨﮭﻢ إﻟ ﻰ ﺷ ﺮﯾﻌﺔ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﯿﻦ ﺗﺤ ﺖ ﺣﻤﺎﯾ ﺔ ﻧﻔ ﺲ رﺟ ﺎل اﻟﻌﺸ ﯿﺮة ﻋﺒ ﺮ ھ ﺬه ﺔ .. ﺎت اﻷﻣﻨﯿ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷوھﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﺒﺖ ﻓﻲ أذھﺎﻧﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻣﻌﮭﻢ ﺳﺘﺘﺒﺨﺮ ﻣ ﻊ ھ ﺬه اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﮭﻢ و ﻷﺟﻠﮭﻢ . و ﻗ ﺪ ﯾﺒ ﺪو ھ ﺬا اﻟﻤﺸ ﺮوع أﻣﻨﯿ ﺎ ً ﺑﺎﻟﺪرﺟ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ،إﻻ أن ﻣﻀ ﻤﻮﻧﮫ اﻟﻔﻜ ﺮي ھ ﻮ اﻷھ ﻢ و اﻟﻤﻘﺼ ﺪ اﻷﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ﻛ ﻞ ھ ﺬا ﻛﻤ ﺎ ﻻ ﯾﺨﻔ ﻰ ،ﻓﮭ ﻮ ﺻ ﯿﻎ ﺑﺼ ﯿﺎﻏﺔ أﻣﻨﯿ ﺔ ﻟﯿﺴ ﮭﻞ ﻗﺒﻮﻟ ﮫ و ﺬه، ﺗﻨﻔﯿ و ﻟﮭﺬا ﻓﺒﻨﺎء ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﮭﻢ ﯾﺤﺘﺎج إﻟ ﻰ رﺟ ﺎل ﺛﻘ ﺎت ﻟﮭ ﻢ ﺗ ﺎرﯾﺦ ﻧﺎﺻ ﻊ و ﻗﺒ ﻮل ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺮﻓﻖ و اﻟﻤﺴﺎﯾﺴﺔ ﺑﺤﻠﻢ و أﻧﺎة . و ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﯿﺮة اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -ﻋﺒﺮة ﺣﯿﻨﻤ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﻮﻓ ﻮد ﺗﺄﺗﯿ ﮫ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﯾﻜﺮم وﺟﮭﺎءھﻢ و ﯾﺤﻤﻠﮭﻢ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻗﻮﻣﮭﻢ ،و ﻛ ﺎن ﯾﺮﺳ ﻞ ﻣﻌﮭ ﻢ اﻟﻘﻀ ﺎة و اﻟﻔﻘﮭ ﺎء اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﻌﻠﻤﻮﻧﮭﻢ أﻣﺮ دﯾﻨﮭﻢ و ﯾﺤﻜﻤﻮن ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﯾﻌﺔ . و ﺑﮭﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﻮﺳﻊ ﻧﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ﻟﯿﺸﻤﻞ ﺟﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮب ﻛﻠﮭﺎ ،و ﯾﺨﺘﻠﻒ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺑﺄن اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ھﻢ ﻣﻦ ﺳﯿﻘﺪم إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻟﯿﻌﺮﺿﻮا ﻟﮭﻢ ھﺬا اﻷﻣﺮ اﻟ ﺬي ﻓﯿ ﮫ ﻓ ﻼح ﺎھﻢ دﻧﯿ و آﺧﺮﺗﮭﻢ .
٤١
********
٤٢
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﻗﺎل ﻓﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب :اﻟﺮﻣﺰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ أﺷﺮت إﻟﯿﮫ ا.ھـ )(٤٢ ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ھﻮ ﻣ ﺎ ﯾﻠﺘ ﻒ ﺣﻮﻟ ﮫ اﻟﻨ ﺎس و ﯾﺼ ﻮﺑﻮن أﻧﻈ ﺎرھﻢ إﻟﯿ ﮫ ،ﻧﻈ ﺮاً ﻷﻋﻤﺎﻟﮫ وأﻓﻌﺎﻟﮫ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ ﻟﮭﻢ و اﻟﺘﻀﺤﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﮭﺎ ﻷﺟﻞ ﻗﻀﺎﯾﺎھﻢ ،و ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮى اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻋﻦ ﯾﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎت :اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺮﻣﺰ ! و ﻛﻮن اﻟﺸﺨﺺ رﻣﺰاً ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﯾﻮم و ﻟﯿﻠﺔ ،ﺑﻞ ھﻮ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﻛﻤﺎت اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﺗﺜﻖ ﻓﻲ إﺧﻼص ھ ﺬا اﻟﺸ ﺨﺺ و ﺳ ﻌﯿﮫ اﻟﺠ ﺎد و اﻟﺤﺜﯿ ﺚ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﯾﺼﺒﻮن إﻟﯿﮫ . ﻓﻤﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﺮﻣﺰﯾﺔ : -١ﺣﺠﻢ اﻟﺘﻀﺤﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺘﺎل أو اﻟﻤﻄ ﺎردة أو اﻟﺴﺠﻦ أو ﻛﻮﻧﮫ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ً ﻟﻠﻌﺪو ! أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺒﺬﻟﮫ ﻣﻦ أﻣﻮال و أوﻗﺎت و ﺟﮭﻮد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﻗﻀﯿﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ..و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﺣﺠ ﻢ اﻟﺒ ﺬل -أﯾ ﺎ ً ﻛ ﺎن ﻧﻮﻋ ﮫ -ﻟﻠﻘﻀ ﯿﺔ ﻛﻠﻤ ﺎ ازداد اﻟﺘﻔﺎف اﻟﻨﺎس ﺣﻮﻟﮫ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺮﻣﺰﯾﺔ . و ﻟﻌ ﻞ اﻟﻤﺜ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا ..اﻟﺮﻣﺰﯾ ﺔ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﯾﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜﻮﻧ ﺖ ﻷﺑ ﻲ ﻣﺼ ﻌﺐ اﻟﺰرﻗ ﺎوي - رﺣﻤﮫ ﷲ -ﻓﻀﻼً ﻋﻤﺎ ﻧﺤﺴﺒﮫ ﻓﯿ ﮫ ﻣ ﻦ اﻹﺧ ﻼص و اﻟﺼ ﺪق ﻣ ﻊ ﷲ ،ﻛﻮﻧ ﮫ اﻟﻌ ﺪو اﻷول ﻋﻨ ﺪ اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ وﻣﺒﺎﺷ ﺮﺗﮫ اﻟﻤﯿﺪاﻧﯿ ﺔ ﻟﻠﻘﺘ ﺎل ،ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ ﻟﻠﺒﺤ ﺚ اﻟ ﺪاﺋﻢ ﻋﻨ ﮫ و اﻻﻋﺘﻘ ﺎل اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻟﻌﺸﺮات اﻟﻤﺴﺎﻋﺪﯾﻦ واﻷذرع اﻟﯿﻤﻨ ﻰ ﻟ ﮫ ،ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺢ أﺑ ﻮ ﻣﺼ ﻌﺐ اﻟﺰرﻗ ﺎوي ﻗﺮﯾﻨﺎً ﻣﻊ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻻ ﯾﻨﻔﻜﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ ،ﺑﻞ أﺻﺒﺤﺎ ﻣﺘﺮادﻓﯿﻦ ﺑﺸ ﻜﻞ ظ ﺎھﺮ ﻻ ﻣﺮاء ﻓﯿﮫ . و ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﺠﺮؤ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻟﻤﺰه أو اﻟﺘﻨﻘ ﯿﺺ ﻣﻨ ﮫ ﻷن ھ ﺬا دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﯿﺎﻧ ﺔ و اﻟﻌﻤﺎﻟ ﺔ، ﻟﻜﻮﻧﮫ ﯾﺘﻨﻘﺺ ﻣﻦ رﻣﻮز اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،ﺑﻞ رﻣﺰه اﻷوﺣﺪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ . -٢اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ ،ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺼ ﺪق و اﻟﻜ ﺮم و اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ و ﻋ ﺪم اﻟﺴﺮﻗﺔ واﻟﺨﯿﺎﻧﺔ و ﻧﺤﻮ ھﺬا . ). ٣٥٦/٥ (٤٢ ٤٣
و ﺑﻀﺪھﺎ اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس و ﺗﺨﯿﯿ ﺐ آﻣ ﺎﻟﮭﻢ و ﻋ ﺪم اﻟﻤﺒ ﺎﻻة ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻘﻀ ﺎﯾﺎ اﻟﻤﮭﻤ ﺔ و اﻟﻤ ﺆﺛﺮة ،وظﮭ ﻮر ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﺮاﺋﻦ أو اﻟ ﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺑﯿ ﻊ اﻟﻘﻀ ﯿﺔ أو اﻟﻤﺴ ﺎوﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أو اﻟﺘﻨﺎزل ﻷﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﯿﺔ أو ﺣﺰﺑﯿﺔ . و ﻣﺜﺎل ھﺬا :ﻣ ﺎ ﺣ ﺪث ﻹﺑ ﺮاھﯿﻢ اﻟﺸ ﻤﺮي و ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﻌﯿﻤ ﻲ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ظﮭ ﺮ ﻛ ﺬﺑﮭﻢ ﺟﻠﯿ ﺎ ً ﻓ ﻲ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮﯾﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻤﺪوا اﻟﻜ ﺬب ﻟﺘﺸ ﻮﯾﮫ ﺧﺼ ﻮﻣﮭﻢ و ﺗﻨﺰﯾ ﮫ أﻧﻔﺴ ﮭﻢ و ﺟﻨ ﻮدھﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻜﺸﻔﺖ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ . و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺣ ﺪث ﻷﺑ ﻲ واﺋ ﻞ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺒ ﯿﻦ -و ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓ ﮫ ھ ﻮ -أن اﻹﻓ ﺮاج ﻋﻨ ﮫ ﻷﺟ ﻞ أن ﯾﻜﻮن رﺳﻮﻻً أﻣﺮﯾﻜﯿﺎ ً ﻟﻠﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺮﯾﻘﮭﻢ ﻋﻦ إﺧﻮاﻧﮭﻢ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،و ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺬﺑﮫ ﻋﻨﺪ اﻧﻀﻤﺎﻣﮫ ﻟﺠﺒﮭ ﺔ اﻟﺠﮭ ﺎد و اﻹﺻ ﻼح ﺑﺎدﻋﺎﺋ ﮫ اﻟﻤﺸﯿﻦ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،ﻣ ﻊ أن ھ ﺬا اﻻﺳ ﻢ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤ ﻲ ﻟ ﯿﺲ ﻣﻮﺟ ﻮداً أﺻ ﻼً ﻓ ﻲ ﺟﻤﺎﻋﺘﮫ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،و إﻧﻤﺎ ﻓﻌﻞ ھﺬا ﻟﯿﺼﺒﻎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ و ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﯿ ﮫ اﻟﺠﮭ ﻞ و ﻗﻠ ﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﺨﺮوج اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻣﻨﮭﻢ ! و ﻛﻞ ھﺆﻻء و ﻏﯿﺮھﻢ ..أرادوا أن ﯾﻈﮭﺮوا ﻟﻠﻨﺎس ﻛﻤﻤﺜﻠﯿﻦ ﺣﻘﯿﻘﯿﯿﻦ و وﺳﻄﯿﯿﻦ ﻟﻠـﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ،و ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻷﻓﻌﺎل و اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﺎطﺌﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﻨﺤﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪون . -٣اﻟﺤﯿ ﺎد اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀ ﺎﯾﺎ اﻟﺨﻼﻓﯿ ﺔ ..ﻓﺎﻻﻧﺤﯿ ﺎز ﻟﺠﮭ ﺔ دون ﺟﮭ ﺔ ﺑﻐﯿ ﺮ ﻣﺒ ﺮر ﻣﻘﺒﻮل ،ﺳﻮف ﯾﺤﻄﻢ اﻟﺮﻣﺰﯾﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﺸﺨﺺ أو ﯾﻤﻨﻌﮭﺎ ﻋﻨﮫ . ﻷن اﻻﻧﺤﯿ ﺎز ﻋﻼﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻈﻠ ﻢ و ﻋ ﺪم اﻟﻘ ﺪرة أو اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد ﻻﺣﺘ ﻮاء ﺟﻤﯿ ﻊ اﻟﻨ ﺎس ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﯾﻨﻔﺮ اﻟﻨﺎس أو ﯾﺨﺸﻮن ﻣﻦ ظﻠﻤﮫ . و ﻣﺜ ﺎل ھ ﺬا :اﻷﺣ ﺪاث اﻹﯾﺮاﻧﯿ ﺔ اﻷﺧﯿ ﺮة و اﻟﺘ ﻲ اﻧﺤ ﺎز ) ﺧ ﺎﻣﻨﺌﻲ ( اﻟﻤﺮﺷ ﺪ اﻟﺮوﺣ ﻲ ﻟﻠﺜﻮرة ﻟﻨﺠﺎد دون ﺗﺒﺮﯾﺮ ﻣﻘﻨﻊ ﻟﻠﻨﺎس ،ﻣﻊ أن اﻟﺘﺰوﯾﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ﺎت ﻛ ﺎن أﻣ ﺮاً ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﺧﺎﻓﯿ ﺎ ً ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ ،ﻣﻤ ﺎ ﺳ ﺒﺐ ھ ﺰاً ﻟﻠﺼ ﻮرة اﻟﺮﻣﺰﯾ ﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷ ﺪ اﻟﺮوﺣ ﻲ ،و أﺻ ﺒﺤﺖ اﻟﻨﺪاءات اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻹﻗﺎﻟﺔ )ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ( أﻣﺮاً طﺒﯿﻌﯿﺎً ﻣ ﻊ أﻧﮭ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ أﻣ ﺮاً ﻛﻔﺮﯾ ﺎ ً ﻓﯿﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ، ﻷﻧﮫ ﺑﺒﺴﺎطﺔ ﻗﺪم اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ واﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪل و اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﻟ ﻢ ﯾﻨﻈﺮ ﻟﮭﺎ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﺣﺘﺮام أو اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ . و اﻟﺮﻣﺰ ﻟﻜﻞ أﻣﺔ ﻻ ﯾﺤﻜﻤﮭﺎ ﺳﻠﻄﺎن ﻗﻮي أﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻤﯿﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ و ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﯾﺘﺴ ﻠﻢ أي ﻣﻨﺼ ﺐ ،و ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺄي ﻣﺠﺘﻤ ﻊ ﻻ ﯾﻮﺟ ﺪ ﻓﯿ ﮫ رﻣ ﺰ ﻟ ﮫ ،ﻓ ﺈن اﻻﺧ ﺘﻼف و اﻟﺘﻨﺎﺣﺮ و اﻟﺸﻘﺎق واﻗﻊ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ . ﻗﺎل اﻷﻓﻮه اﻷودي : ﻻ ﯾﺼﻠﺢ اﻟﻨﺎس ﻓﻮﺿﻰ ﻻ ﺳﺮاة ﻟﮭﻢ
*
و ﻻ ﺳﺮاة إذا ﺟﮭﺎﻟﮭﻢ ﺳﺎدوا (٤٣) .
و ﻟﻌﻞ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن و اﻟﻌﺮاق و اﻟﺘﻲ ظﮭﺮ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺟﻠﯿﺎً أﺛﺮ اﻟﺮﻣﺰ ﻓﻲ ﻗﯿﺎدة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻄﺮﯾﻖ واﺣﺪ ﺑﺪل اﻟﺘﺸﺘﺖ و اﻻﺧﺘﻼف و اﻟﺘﻨﺎزع . ) (٤٣اﳌﺰﻫﺮ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب . ١٢٩/١ ٤٤
ﻓﻔﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻛﺎن اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﯿﮭﺎ ھﻮ اﻟﻤﻼ ﻋﻤﺮ -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ -ﺑ ﻼ ﻣﻨ ﺎزع ،و ھ ﺬا ﻧﺎﺗﺞ ﻣﻦ إﻣﺮﺗﮫ اﻟﺘﻲ ﻋ ﻢ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻌ ﺪل و اﻷﻣ ﺎن ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻘﻄﺖ اﻹﻣ ﺎرة ﻋﻠ ﻰ ﯾ ﺪ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و أذﻧﺎﺑﮭﻢ ،ﻟﻢ ﯾﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ أو ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﯿﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﮫ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸ ﺎرﻛﺔ ﻓ ﻲ ﻗﺘ ﺎل اﻟﺼ ﻠﯿﺒﯿﯿﻦ و ﯾﻌ ﺪھﻢ ﺑﻘﺘ ﺎل اﻟﻌ ﺪو و ط ﺮده ﻣ ﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺣﺎﺿﺮاً ﻓﻲ أذھﺎن اﻟﻨﺎس ﻣﺎﺛﻼً أﻣﺎﻣﮭﻢ ﺑﺎﻷﻗﻮال و اﻷﻓﻌﺎل . ﻓﻜﺎن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ ﻗﺘﺎل اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ إﻋﺎدة اﻹﻣﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ و اﻟﺘﻲ أﻣﯿﺮھﺎ اﻟﻤﻼ ﻋﻤ ﺮ، ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ً و أن ھ ﺬه اﻹﻣ ﺎرة ﯾﺘﻠﮭ ﻒ ﻟﮭ ﺎ اﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴ ﺘﺎن ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﻟﻠﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻓ ﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴ ﺘﺎن ﻋ ﻦ اﻟﺘﻘﻨﯿ ﺎت اﻹﻋﻼﻣﯿ ﺔ اﻟﻤﺘﻄ ﻮرة ،و اﻟﺘﻲ ھ ﻲ ﺳ ﺒﺐ ﻣ ﻦ أﺳ ﺒﺎب اﻻﺧ ﺘﻼف و اﻟﺘﻨ ﺎزع ﻧﻈ ﺮاً ﻟﺘﻌ ﺪد اﻵراء اﻟﻤﻄﺮوﺣ ﺔ ﻓﯿﮭ ﺎ و ﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﺨﯿﻢ وﺗﻮﺳﯿﻊ ﺷﻘﺔ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ..ﻓﺈن اﻟﮭ ﺪف ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﺎل اﻟﻤﺤﺘ ﻞ اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﻛﺎن إﻋﺎدة اﻹﻣﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،و اﻟﺘﻲ ﻻ زال أﻣﯿﺮھﺎ ﻣﺘﻮاﺟ ﺪاً ﺑ ﯿﻦ ﺟﻨ ﻮده ﻟﻘﺘ ﺎل ﻋﺪوھﻢ ،ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﺠﮭﺎد ﺿﺪ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ . ﻓﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﯾﺠﺎد ﺟﻤﺎﻋﺎت ﺟﺪﯾﺪة ذات ﻗﯿﺎدات ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،ﻷﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ ﻷي ﻗﺎﺋ ﺪ أن ﯾﺒﺎري اﻟﻤﻼ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎف اﻟﻨﺎس ﺣﻮﻟﮫ ،ﻷن اﻟﻨﻈﺮ ﻷي ﻗﺎﺋﺪ آﺧﺮ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد اﻟﻤ ﻼ ﻋﻤ ﺮ ﺳ ﯿﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻟﺨﯿﺎﻧ ﺔ أو ﺷ ﻖ اﻟﺼ ﻒ اﻟﺠﮭ ﺎدي ،ﻷن اﻟﻤ ﻼ ﻋﻤ ﺮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر رﻣﺰ ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن . و ﻟﮭﺬا ﻛ ﺎن اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﻤ ﻨﻈﻢ و اﻟﻤﻮﺣ ﺪ ﯾﺴ ﯿﺮاً و ﺳ ﮭﻼً ﻟﻮﺟ ﻮد اﻟﻘﺎﺋ ﺪ و ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻟ ﮫ ذاك اﻟﻤﻨﺼﺐ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟ ﮫ إﺻ ﺪار اﻷواﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑﺪاﯾ ﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ..ﻓ ﺎﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﻌﻠ ﻢ أن ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺠﮭﺎد ﺿﺪ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻹﻣ ﺎرة ،ﻛ ﺎن ﻋﻤ ﻼً ﻓﺮدﯾ ﺎ ً ﻋﺒ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠ ﺎﻣﯿﻊ اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ و اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ ً ﺑﺎﻟﮭﯿﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤ ﻲ ،و ﻟﻜ ﻦ ﻋﻤ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺠ ﺎﻣﯿﻊ اﻟﻔ ﺮدي ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ً ﺑﺮﻣﺰﯾﺔ اﻟﻤﻼ ﻋﻤﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺠﺎھﺪ و اﻷﻣﯿﺮ ﻟﻺﻣﺎرة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﺑﺨ ﻼف اﻟﻌ ﺮاق اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ ﻣﺠﺎﻣﯿﻌ ﮫ ﻓ ﻲ أول اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺠﮭ ﺎدي ﺑﺄﯾ ﺔ ﻗﯿ ﺎدة رﻣﺰﯾ ﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺨ ﺎذل و اﻹﺧ ﻼد إﻟ ﻰ اﻷرض ﻣ ﻦ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء و اﻟﻘﯿ ﺎدات اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﺪور اﻟﻤﮭ ﻢ ،و اﻻﻛﺘﻔ ﺎء ﺑﺎﻟﻤﺸ ﺎھﺪة و اﻟﺘﺼ ﻔﯿﻖ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺪ -ﻓ ﻲ أﺣﺴﻦ اﻷﺣﻮال . - و ﻣ ﻊ ﺗ ﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﯿ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻌﺮاﻗ ﻲ ،ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌ ﻲ ﺟ ﺪاً أن ﯾﺤﺪث ھﺬا اﻟﺨ ﻼف و اﻟﺘﻨ ﺎزع و اﻟﺘﻔ ﺮق ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮاق ،و ھ ﺬا ﻣ ﺎ ﯾﺮﺑﻄﻨ ﺎ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺿﺪ اﻟﺮوس ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺬي ﯾﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟ ﮫ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪون ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى ﻟﺘﻜﻮﯾﻦ ﻋﺪة ﺟﻤﺎﻋ ﺎت اﻧﺘﮭ ﻰ ﺑﮭ ﺎ اﻟﻤﻄ ﺎف إﻟ ﻰ اﻻﻗﺘﺘ ﺎل و اﻟﺘﻨﺎﺣﺮ .
٤٥
و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻮﺟﻮد اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟ ﺬي ﯾﻘ ﻮد اﻟﻤﺸ ﺮوع اﻟﺠﮭ ﺎدي ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﺎطﺊ اﻷﻣﺎن ،أﻣﺮ ﺿﺮوري و ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻤﯿﺔ ،و ھﺬا ﻣﺎ ﺗﻔﻄﻨﺖ ﻟﮫ ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺧﻮﻟ ﺖ ﺣ ﺎرث اﻟﻀ ﺎري ﻓ ﻲ ﺳ ﻌﻲ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻟﺘﻌﺰﯾ ﺰ ﻣﻮﻗﻔﮭ ﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﻲ أﻣ ﺎم اﻟﻨ ﺎس ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﺘﻌ ﻮﯾﺾ اﻟ ﻨﻘﺺ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﺑﻌ ﺪ اﻻﻧﺸ ﻘﺎﻗﺎت و اﻻﺳ ﺘﻘﻄﺎب اﻟ ﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺋﺒﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺪان . و إن اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﻤﻘﺎء ﻟﻠﻌﻤﻼء ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق و اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺬون ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺬو اﻟﻘﺬة ﺑﺎﻟﻘ ﺬة ﻟﺴﯿﺎﺳﺔ إﻋﻼم أﺳﯿﺎدھﻢ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ﻣﻊ أﺑﻲ ﻣﺼﻌﺐ اﻟﺰرﻗﺎوي -رﺣﻤﮫ ﷲ ،-ﻛﻮﻧﺖ ﻷﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ أﺑﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﻐﺪادي -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ -ﺷﯿﺌﺎ ً ﻛﺒﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺰﯾﺔ ،ﺑﻌﺪ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻻﻋﺘﻘﺎﻟﮫ و اﻟﻘ ﺒﺾ ﻋﻠﯿ ﮫ و ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺎﻋﺪﯾﮫ و وزراﺋ ﮫ ﺑ ﻞ و ﻗﺘﻠ ﮫ أﯾﻀ ﺎ ً ،و ﺑﻌ ﺪ أن ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﯿ ﺔ ﻻ ﺗﺄﺑ ﮫ ﺑﺨﻄﺎﺑﺎﺗ ﮫ اﻷوﻟ ﻰ و ﺗﻌﺘﺒ ﺮه ﻣﺠ ﺮد ﺷﺨﺼ ﯿﺔ رﻣﺰﯾ ﺔ ُوﺿ ﻌﺖ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،أﺻﺒﺤﺖ اﻵن ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﮫ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎل و ﻧﻔﻲ ﻟﮫ ،و ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﻣﻠﺨﺺ ﻟﻤﺎ ﯾﺼﺪر ﻋﻨﮫ . و ھﺬا ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﺎﻣﻠﯿﻦ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﺮﻣﺰﯾ ﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳ ﯿﺔ -اﻟﻤﻄﻠﻮﺑ ﺔ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎق و اﻟﺘﻨﺎزع و ذھﺎب اﻟﺮﯾﺢ -و اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺬي ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﮫ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻼﺳﺘﻜﻤﺎل ھﻮ اﻟﺤﯿﺎد ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺨﻼﻓﯿﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺨﺎﻟﻒ ھﺬا اﻟﺤﯿﺎد أﻣﺮاً ﺷﺮﻋﯿﺎ ً ،و إن ﻛ ﺎن ھ ﺬا ﻣﻮﺟ ﻮداً ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ ﻣﺨﺎطﺒ ﺔ أﺑﻨ ﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﺑﺎﻟﺤﺴ ﻨﻰ ،و إﻋ ﻼن اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻨﺰول ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺮع ﻓﻲ أي ﻗﻀﯿﺔ ..إﻻ أن اﻟﺤﯿﺎد ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺷﻌﻮر اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ . ﺧﺼﻮﺻﺎ ً إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﯾﺘﺄﺛﺮ ﻛﺜﯿﺮاً ﺑﻤﺎ ﯾﺪور ﻓ ﻲ ﺧﺎرﺟ ﮫ ﻣ ﻦ ﻧﺰاع وﺷﻘﺎق ،ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﻊ ﻓﻘﺪاﻧﮫ ﻟﻠﺮﻣﻮز اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة . و ھﺬا اﻟﺠ ﺰء ﻣ ﻦ اﻟﺮﻣﺰﯾ ﺔ ﻷﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ،ﯾﺠ ﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ و اﻻھﺘﻤ ﺎم ﺑﺘﻨﻤﯿﺘﮭ ﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺠﮭﺎدي ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺴﻌﻰ ﻟﺘﺠﮭﯿﺰ اﻟﺒﺪﯾﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ و ھﻮ ﻧﺎﺋ ﺐ اﻷﻣﯿ ﺮ ،ﻓﯿﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﺣ ﺪث أي ﻣﻜ ﺮوه -ﻻ ﻗ ﺪر ﷲ -ﻷﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ أﺑ ﻲ ﻋﻤ ﺮ اﻟﺒﻐﺪادي ،ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ھﻮ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ أن ﯾﻜﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﯿﺮة و اﻟﻤﺸ ﻮار دون أن ﯾﺒ ﺪأ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ ﺑ ﺪأ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ أﺑﻮ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﻐﺪادي -ﺣﻔﻈﮫ ﷲ و ھﺬا ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل إﺻ ﺪار ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﺼﻮﺗﯿﺔ ﻟﮫ و اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﻓﯿﮭﺎ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﯿﺮ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻋﻤ ﺎل ،ﻛ ﺈﻋﻼن ﻏ ﺰوة ﻣﻌﯿﻨ ﺔ أو ﻋﻔﻮ أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺎھﻢ ﻓ ﻲ إﺑ ﺮاز ﺷﺨﺼ ﯿﺔ ﻧﺎﺋ ﺐ اﻷﻣﯿ ﺮ ﻟﺘﻜ ﻮن ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻞء اﻟﻔ ﺮاغ ﻣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﺣ ﺪث ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻜ ﻮن ھﻨ ﺎك ﺗﻘﺒ ﻞ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻨ ﺎس و ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ )(٤٤ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ . و ھﻨﺎك ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻣﮭﻢ ﯾُﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ و ھ ﻮ إﺑ ﺮاز اﻟﺮﻣ ﻮز اﻟﺸ ﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻒ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،و ھﺬا و إن ﻛﺎن ﯾﺼﻌﺐ إﯾﺠﺎده ﻓﻲ أﻓﺮاد ﺑﺄﻋﯿﺎﻧﮭﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﯿﺮ ،ﻓﺈن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﻌﻮﯾﻀﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﯿﺎم وزارة اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء ھﯿﺌﺔ أو َﻣﺠْ َﻤﻊ ﺷﺮﻋﻲ، ) (٤٤ﻇﻬﺮ ﻣﺆﺧﺮاً ﰲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟﻮزارﻳﺔ ﻛﻮن اﻟﺸﻴﺦ أﰊ ﲪﺰة اﳌﻬﺎﺟﺮ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻷﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،و ﻫﻮ ﻏﲏ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ و اﻹﺑﺮاز . ٤٦
ﯾﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸ ﺎﺋﻜﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮاﺟ ﮫ رﻋﺎﯾ ﺎ اﻟﺪوﻟ ﺔ ،و ﯾﻜ ﻮن ﻟ ﮫ ﻛﻠﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﻀ ﺎﯾﺎ اﻷﻣ ﺔ ﺎد ﮫ و اﻹرﺷ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﯿ اﻟﻤﮭﻤ و اﻟﻨﺼﯿﺤﺔ . و ھﺬا ﯾﺸﻜﻞ واﺟﮭﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ،ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﮫ رد اﻟﺸ ﺒﮭﺎت و اﻟﺸ ﻜﻮك ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﮭ ﺎ و اﻟ ﺬب ﻋ ﻦ ﺣﯿ ﺎض اﻹﺳ ﻼم ،ﻛﻤ ﺎ أن ﻓﯿ ﮫ رﺑﻄ ﺎ ً ﻟﻠﺮﻋﯿ ﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ و ﻧﻮازل اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮﻧﮭﺎ و ﻧﺤﻮ ھﺬا . و ھﺬا ظﺎھﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄھﺎ اﻟﻨﻈﺎم أﺛﺮ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ رﺑﻂ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم و ﺗﻌﻤﯿﻖ اﻟﻮﻻء ﻟﮫ ،و ﻟﮭﺬا ﻋﻨﻮن اﺑﻦ ﺧﻠﺪون - رﺣﻤﮫ ﷲ -ﺑﻘﻮﻟﮫ :اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺗﺰﯾﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ أﺻﻠﮭﺎ ﻗﻮة ﻋﻠﻰ ﻗﻮة اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﺪدھﺎ ،و اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ -ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎه -أن اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺗﺬھﺐ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻓﺲ و اﻟﺘﺤﺎﺳﺪ اﻟﺬي ﻓﻲ أھﻞ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ،و ﺗﻔﺮد اﻟﻮﺟﮭﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ،ﻓﺈذا ﺣﺼﻞ ﻟﮭﻢ اﻻﺳﺘﺒﺼﺎر )(٤٥ ﻓﻲ أﻣﺮھﻢ ﻟﻢ ﯾﻘﻒ ﻟﮭﻢ ﺷﻲء ﻷن اﻟﻮﺟﮭﺔ واﺣﺪة و اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺘﺴﺎو ﻋﻨﺪھﻢ .ا.ھـ و ﻻ ﯾﻠﺰم أن ﯾﻜﻮن أﻋﻀﺎء ھﺬه اﻟﮭﯿﺌﺔ أو ھﺬا اﻟﻤﺠﻤﻊ ﻣﻤ ﻦ ﺑ ﺎﯾﻊ اﻟﺪوﻟ ﺔ ،ﺑ ﻞ ﻻ ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣ ﻦ إدﺧﺎل ﻏﯿﺮھﻢ ﻓﯿﮫ ،و ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻔﺮغ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ،ھﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ و اﻟﺘﻮﻋﯿ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻷﺣﺪاث أوﻻً ﺑﺄول ..و ﺗﮭ ﺘﻢ ﺑﻮﺿ ﻊ اﻟﺨﻄ ﻂ و اﻷھ ﺪاف ﻟﻠ ﺪﻋﻮة ﺑﺤﯿ ﺚ ﺗﺴ ﯿﺮ وﻓ ﻖ ﺧﻄ ﺔ ﻣﺪروﺳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻤﺎرﺳ ﺘﮭﺎ ﻟﻠ ﺪﻋﻮة و اﻟﺘﻮﻋﯿ ﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس و ﻧﺸ ﺮ اﻟﻤ ﻨﮭﺞ اﻟﺴﻠﻔﻲ و ﺑﯿﺎن ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ ﺑﺈﺑﺮاز ﻣﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﮭﺞ و اﻟﺘﺤﺬﯾﺮ ﻣﻤﺎ أدﺧ ﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﺎﻟﺘﺸ ﻮﯾﮫ أو اﻟﺨﻄﺄ . و ﻟﮭﺬا ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ اﻟﻤﺎوردي -رﺣﻤﮫ ﷲ -أن اﻟﺪوﻟﺔ إﻣﺎ أن ﺗﺘﺄﺳ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮة أو اﻟﻤ ﺎل و )(٤٦ اﻟﺜﺮوة أو اﻟﺪﯾﻦ و ﻗﺎل ﻋﻨﮫ :ھﻮ أﺛﺒﺘﮭﺎ ﻗﺎﻋﺪة و أدوﻣﮭﺎ ﻣﺪة وأﺧﻠﺼﮭﺎ طﺎﻋﺔ ا.ھـ و ﻻ ﻋﺠﺐ ﺣﯿﻨﺌﺬ أن ﺗﺮى أھﻤﯿﺔ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻮء ﻟﻜﻞ دوﻟ ﺔ ظﺎﻟﻤ ﺔ ،ﻷﻧﮭ ﻢ اﻟﺴ ﺘﺎر اﻟ ﻮاﻗﻲ و اﻟﻘﻨﺎع اﻟﺠﻤﯿﻞ اﻟﺬي ﯾﻐﻄﻲ ﻋﻮرات و ﻗﺒﺎﺋﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ،و ﻟﮭﺬا ﺗﺠﺪ أن أﺻ ﺤﺎب اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺔ إذا ﺗﺄزﻣﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻷﻣﻮر ﺳﻌﻮا إﻟﻰ ھﺆﻻء ﻹﻧﻘﺎذ أو إﺻﻼح ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮫ ،ﻷن أھ ﻞ اﻹﺳﻼم ﻋﻤﻮﻣﺎ ً و اﻟﻌﺮب ﺧﺼﻮﺻﺎ ً ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻗﯿﺎدﺗﮭﻢ إﻻ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ) . (٤٧ و ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠ ﺪر اﻟﺘﻨﺒﯿ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ أن اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣ ﺎ ً ﯾﻨﺒﻐ ﻲ أن ﺗﺠﻌ ﻞ ھ ﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺔ اﻟﻤﮭﻤﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻋﻨﺪ إﺻﺪار اﻟﻔﺘﺎوى أو اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻮازل ﻣﻌﯿﻨﺔ ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻜﻮن ﻣﺎ ﯾﺼﺪر ﻋﻨﮭﺎ أﻗ ﺮب ﻟﻠﺤ ﻖ و إﺻ ﺎﺑﺘﮫ ﻣﻤ ﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮭﻢ أدﻧﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ .
) (٤٥ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون . ١٦٩/١ ) (٤٦ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ ١٥٦/١
) (٤٧اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ، ١٦١/١ﻓﺼﻞ :ﰲ أن اﻟﻌﺮب ﻻ ﳛﺼﻞ ﳍﻢ اﳌﻠﻚ إﻻ ﺑﺼﺒﻐﺔ دﻳﻨﻴﺔ . ٤٧
ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﺗﻜﻮن ﻣﺠ ﺮد ﻏﻄ ﺎء ﻟﮭ ﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺬي ﯾ ﺰﻋﻢ ﺗﻤﺜﯿﻠ ﮫ ﻟﻺﺳﻼم ،و إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺨﺼﺼﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻟﺘﻨﻔﯿ ﺬ اﻟﻮاﺟ ﺐ اﻟﻤﻠﻘ ﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ وﻻة اﻷﻣﺮ ﻣﻦ رﻋﺎﯾﺔ اﻟﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ ،و ﷲ اﻟﻤﻮﻓﻖ .
٤٨
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨ ﺎﻣﺲ :
ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺰري ) -(٤٨رﺣﻤﮫ ﷲ : - ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﻋﯿﺔ ﺿﺮوﺑﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،و ﺷﻌﻮﺑﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﺒﺎﯾﻨﺔ اﻷﻏﺮاض واﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ،ﻣﻔﺘﺮﻗﺔ اﻷوﺻﺎف و اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ،اﻓﺘﻘﺮت ﺿﺮورة إﻟ ﻰ ﻣﻠ ﻚ ﻋ ﺎدل ﯾﻘ ﻮم أودھ ﺎ ،و ﯾﻘ ﯿﻢ ﻋﻤ ﺪھﺎ ،و ﺮرھﺎ، ﻊﺿ ﯾﻤﻨ و ﯾﺄﺧﺬ ﺣﻘﮭﺎ و ﯾﺬب ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺎ أﺷﻘﮭﺎ . وﻣﺘﻰ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺳﯿﺎﺳﺔ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺴﻔﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻛﺘﻨﻔﺘﮭ ﺎ اﻟﺮﯾ ﺎح اﻟﻤﺘ ﻮاﺗﺮة و اﻷﻣﻮاج اﻟﻤﺘﻈﺎھﺮة ﻗﺪ أﺳﻠﻤﮭﺎ اﻟﻤﻼﺣﻮن واﺳﺘﺴﻠﻢ أھﻠﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻮن .ا.ھـ )(٤٩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪم اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺷﺮع ﻓﻲ ﺗﻮطﯿﺪ دوﻟﺘﮫ ،ﻛ ﺎن أول ﻣ ﺎ ﻓﻌ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﻣﺆاﺧﺎﺗ ﮫ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮﯾﻦ و اﻷﻧﺼ ﺎر أن وادع ﯾﮭ ﻮد اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ و طﻤ ﺄﻧﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻔﺴﮭﻢ و أﻣﻮاﻟﮭﻢ و أﺧﺬ ﻋﮭﺪھﻢ و ﻣﯿﺜﺎﻗﮭﻢ ﻟﯿﺄﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﮭﻢ . ﻓﮭﻮ أول اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ﺑﺘﺄﻣﯿﻨﮭﺎ ﻟﻠﺠﺒﮭﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﺧ ﻼل وﺛﯿﻘ ﺔ اﻟﺘﻌ ﺎون اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﺑﯿﻨ ﮫ و ﺑ ﯿﻦ اﻟﯿﮭ ﻮد ﺣﺘ ﻰ ﯾﺴ ﺘﻄﯿﻊ اﻟﺼ ﻤﻮد أﻣ ﺎم ﻋ ﺪوان ﻗﺮﯾﺶ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ -رﺣﻤﮫ ﷲ ) : -و َوادع رﺳﻮل ﷲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ َ -ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد و ﻛﺘﺐ ﺑﯿﻨﮫ و ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ً ( )(٥٠ و ﻗﺪ ذﻛﺮ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﺑﻦ ھﺸﺎم ﻋﻦ اﺑﻦ إﺳﺤﺎق -رﺣﻤﮭﻤﺎ ﷲ -ﻓﻜﺎن ﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﯿ ﮫ ) :و إن ﻋﻠﻰ اﻟﯿﮭﻮد ﻧﻔﻘﺘﮭﻢ و ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻔﻘﺘﮭﻢ ،و إن ﺑﯿﻨﮭﻢ اﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺣ ﺎرب أھ ﻞ ھﺬه اﻟﺼﺤﯿﻔﺔ ...و إﻧﮫ ﻻ ﺗُ َﺠﺎرُ ﻗﺮﯾﺶ و ﻻ ﻣﻦ ﻧﺼﺮھﺎ و إن ﺑﯿﻨﮭﻢ اﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣ ﻦ دھ ﻢ ﯾﺜﺮب ( ) ، (٥١و ﻗﺎل اﻟﺴﮭﯿﻠﻲ -رﺣﻤﮫ ﷲ ) : -ﺷﺮط ﻟﮭﻢ ﻓﯿﮫ و ﺷﺮط ﻋﻠ ﯿﮭﻢ و أﻣ ﻨﮭﻢ
) (٤٨ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺸﻴﺰري ﻧﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﰲ اﻟﺸﺎم ،ﻛﺎن ﻗﺎﺿﻴﺎً ﻟﻄﱪﻳﺔ و ﺧﻄﻴﺒﺎً ﺎ ،ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﺼﻼح اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﰊ و ﻟﻪ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎب اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﻠﻮك ،و ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﻋﺎم ، ٥٨٩اﻧﻈﺮ إﻳﻀﺎح اﳌﻜﻨﻮن . ٥٩٢/٤ ) (٤٩اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﻠﻮك ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﳌﻠﻮك . ١٦٥-١٦٣/١ ) (٥٠زاد اﳌﻌﺎد . ٦٥/٣
) (٥١ﺳﲑة اﺑﻦ ﻫﺸﺎم ، ٥٠٤/١و ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ﺑﻌﻨﻮان ) اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ و اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ( ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ د .ﺟﺎﺳﻢ اﻟﻌﻴﺴﺎوي ،و ﻗﺪ ﲨﻊ أﺳﺎﻧﻴﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ و ﺧﻠﺺ إﱃ أ ﺎ ) ﻻ ﺗﻨﺰل ﲟﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻋﻦ درﺟﺔ اﳊﺴﻦ ( ص. ٦٨ ٤٩
ﮫ ﻋﻠ ﻓﯿ و أﻣﻮاﻟﮭﻢ ( )(٥٢
ﻰ أﻧﻔﺴ
ﮭﻢ و أھﻠ
ﯿﮭﻢ
و اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﻄﻤﯿﻦ ھﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎدل ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ﻓ ﻲ أي ﻣﻜ ﺎن ﯾﺘﻮاﺟ ﺪون ﻓﯿ ﮫ ﻓﯿﻜ ﻮن اﻟﻜﻼم ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ً ﺑﺎﻟﻔﻌﺎل ،ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺤ ﺎوﻻت اﻟﻤﺤﻤﻮﻣ ﺔ ﻟﺘﺸ ﻮﯾﮫ ﺻ ﻮرة اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ و إﺑ ﺮازھﻢ ﻋﻠ ﻰ أﺷ ﻜﺎل ظﺎﻟﻤ ﺔ ﻣﺘﻮﺣﺸ ﺔ ،ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠﻌ ﻞ ﻋﻤﻠﯿ ﺔ ﺗﺒ ﺎدل اﻟﺜﻘ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻟﻸﻣ ﺮ اﻟﻮاﻗﻌﻲ اﻟﻤﻠﻤﻮس ﻗﺒﻞ أي ﺷﻲء آﺧﺮ . و ھ ﺬا ﻣ ﺎ ﺣ ﺪث ﻟﻨﺼ ﺎرى اﻟﻌ ﺮاق ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻗ ﺎﻣﻮا ﺑ ﺪﻓﻊ اﻟﺠﺰﯾ ﺔ ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﺑﻤﺒ ﺎدرة طﻮﻋﯿﺔ ﻣﻨﮭﻢ ،ﺛﻘﺔ و اطﻤﺌﻨﺎﻧﺎ ً ﻟﻘﺪرة اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺘﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎطﻖ ﺗﻤﻜﯿﻨﮭﺎ . و ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺪل اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪل اﻟﻤﺄﻣﻮر ﺑ ﮫ ﻗ ﺪ ذﻛﺮھﺎ ﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﮭﻢ و ﺣﺪدھﺎ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﺸﺮة ﻣﻌﺎﻟﻢ : اﻷول :إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﺎر اﻟﺪﯾﻦ وﺣﻔﻆ ﺷ ﻌﺎﺋﺮه واﻟﺤ ﺚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﮫ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ إھﻤ ﺎل ﻟ ﮫ وﻻ ﺗﻔﺮﯾﻂ ﺑﺤﻘﻮﻗﮫ . اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﺒﯿﻀﺔ واﻟﺬب ﻋﻦ اﻟﺮﻋﯿﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻀﺮھﻢ . اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﻤﺎرة اﻟﺒﻠﺪان ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ و ﺗﺬﻟﯿﻞ اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ . اﻟﺮاﺑ ﻊ :اﻻھﺘﻤ ﺎم ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﻌ ﺪي اﻟ ﻮﻻة و ﻣ ﻦ ﯾﻨﺘﺴ ﺐ ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﻋﯿ ﺔ ﻷن ﺗﻌ ﺪﯾﮭﻢ ﻣﻨﺴﻮب إﻟﯿﮭﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ . اﻟﺨﺎﻣﺲ :اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﺣﻮال اﻟﺠﻨﺪ و ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﻢ . اﻟﺴﺎدس :اھﺘﻤﺎم أﻣﯿﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻜﺸﻒ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ و ﻓﺼﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ . اﻟﺴﺎﺑﻊ :ﺗﻮزﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺮد ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﻋ ﺎدل و وﺿ ﻌﮫ ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﺎرﻓﮫ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ و اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺬﻟﻚ . اﻟﺜﺎﻣﻦ :إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮع اﻟﻤﻄﮭﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ . اﻟﺘﺎﺳﻊ :اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻮﻻة و اﻟﻘﻀﺎة و ﻧﺤﻮھﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻔﺎءة و اﻷﻣﺎﻧﺔ و اﻟﺪﯾﺎﻧﺔ . اﻟﻌﺎﺷﺮ :ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ ﯾﻌﺠﺰ أھﻞ اﻟﺤﺴﺒﺔ و اﻟﻘﻀﺎة ﻋﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﻘﻮة اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻹﻗﺮار أﻣﺮ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻟﻮاﺟﺐ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً ﻣﻊ ﻗﻮة اﻟﺠﺎﻧﻲ و ﺟﺎھﮫ ،ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﺨ ﺎﻟﻒ ھ ﺬا ﻣﺼ ﻠﺤﺔ ﺷ ﺮﻋﯿﺔ أﻋﻈ ﻢ . ) (٥٣
و إﻧﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺨﺼﯿﺺ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻷھﻤﯿﺘﮫ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺬي ﯾﻤ ّﻜﻨﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﻄﺮد اﻟﺬي ﯾﻘﻮي ﺷﻮﻛﺘﮭﺎ ،و ﻟﮭﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎھﺪة ﻲ اﻟﻨﺒ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -ﻣﻊ اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺣﻮل اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ،ﻣ ﻊ أﻧ ﮫ ﻻﯾﺨﻔ ﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻏ ﺪرھﻢ و ﺧﺒ ﺚ ط ﻮﯾﺘﮭﻢ -ﻛﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻻﺣﻘ ﺎ ً -إﻻ أن ھ ﺬه ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣﺒ ﺮراً و ) (٥٢اﻟﺮوض اﻷﻧﻒ . ٣٤٦/٢
) (٥٣اﻧﻈﺮ اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﻠﻮك . ٢٥٣-٢٥٠/١ ٥٠
ﺬاراً ﻟ إﻋ و ﻟﻠﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌﺎ ً ﺣﯿﻨﻤﺎ طﺮدھﻢ أو ﻗﺘﻠﮭﻢ . وھ ﺬا ﻣ ﺎ ﯾﺒ ﯿﻦ ﻟﻨ ﺎ أھﻤﯿ ﺔ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻹﻋﻼﻣ ﻲ و اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻤﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ ﻧﺸﺄﺗﮭﺎ و اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨ ﺎري و ﻣﺴ ﻠﻢ ) :ﻻ ﯾﺘﺤ ﺪث اﻟﻨ ﺎس أن ﻣﺤﻤ ﺪاً ﯾﻘﺘ ﻞ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ( ) ،(٥٤و ھﺬه ﻗﯿﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﺎول إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻟﺘﻔﺮﯾ ﻖ اﻟﻨ ﺎس ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل ﷲ -ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ -و ﺗﺸﺘﯿﺖ ﺷﻤﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ،و ھﺬه ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮھﺎ إﻻ أن اﻟﻨﺒ ﻲ -ﻋﻠﯿ ﮫ ﺎﻟﺢ ﯿﻦ اﻟﻤﺼ ﻼم -وازن ﺑ ﻼة و اﻟﺴ اﻟﺼ و اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺑﻤﺎ ھﻮ أﺟﺪى و أﺑﻌﺪ ﻧﻈﺮاً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ . ﻛﻤﺎ أﻧﮫ -أي ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ ً و اﻷﻗﻠﯿﺎت ﻋﻤﻮﻣﺎً -ﻣﻮﺿﻮع ﺣﺴﺎس و أول ﻣﺎ ﯾﺤﺎول اﻟﻌﺪو اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ ھﻮ ھﺬا اﻟﺠﺎﻧ ﺐ ،ﻷن اﻟﺨﻄ ﺄ ﻓﯿ ﮫ -ﺑﻘﺼ ﺪ أو ﺑﺪوﻧ ﮫ -ﯾﻜﺜ ﺮ ،و ھﻮ ﻣﺮﺗﻊ ﺧﺼﺐ ﻹﺛﺎرة اﻟﻘﻼﻗﻞ و اﻟﻔ ﺘﻦ و ﺗﻔﺘﯿ ﺖ اﻟﺠﺒﮭ ﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿ ﺔ ،و إﺷ ﻐﺎل اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺑﮭ ﺎ ﻋﻤﺎ ھﻮ أھﻢ و أوﻟﻰ . ﮫ و ﻟﮭ
ﻢ
و ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻋﺠﺐ أن ﯾﻔﺮض اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر أو ﺿﻌﺎف اﻹﯾﻤ ﺎن ﻧﺼ ﯿﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ،و ذﻟﻚ ﻷن ﻓﯿﮫ ﻣﺼﺎﻟﺢ دﯾﻨﯿﺔ و دﻧﯿﻮﯾﺔ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ .
********
) (٥٤اﻟﺒﺨﺎري :ﺑﺎب ﻣﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻣﻦ دﻋﻮى اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ، ٣٣٣٠و ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮﻗﻢ . ٢٥٨٤ : ٥١
-١اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻮﺣﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ و اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﻣﻄﻠ ﺐ ﻓ ﻮري و ﺿ ﺮوري ،ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﻊ ﻛﺜﺮة اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ و ﺗﻨﻮﻋﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻵﺧﺮﯾﻦ ﯾﺘﺤﺮﻛ ﻮن ﺑﯿﻨﻤ ﺎ ﯾﺒﻘﻰ أھﻞ اﻟﺠﮭﺎد و أﺻﺤﺎب اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﮭﻢ ﻻ ﯾﺮاوﺣﻮﻧﮫ . -٢أن اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﯾﺔ ﯾﺠ ﺐ أن ﺗﺘﻐﯿ ﺮ وﻓ ﻖ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﺠﺪﯾ ﺪة ،ﻓﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻟﺤ ﺮب ﻌﺔ اﻟﻮاﺳ و اﻟﻨﺎر اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أول اﻷﻣﺮ ﻟﻦ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﻗ ﺪرة ﺣﺎﻟﯿ ﺔ و آﻧﯿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ إﻋﺎدﺗﮭ ﺎ، ﺑﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﮭﺪاف و ﺗﻜﺴﯿﺮ اﻟﻌﻈﺎم . -٣ﺿﺮورة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮادر و اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺎت و ﺣﻤﺎﯾﺘﮭ ﺎ ﻗ ﺪر اﻹﻣﻜ ﺎن ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻨﺰاف اﻟﺬي ﺳﺎھﻤﺖ ﺑﮫ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﻮة ،ﺑﻤﺸﺎرﯾﻊ أﺧ ﺮى ﻣﻌﺎﻛﺴ ﺔ و اﻟﺘ ﻲ ﺗﻀ ﻤﻦ اﻟﺴ ﯿﻄﺮة و ﺑﺴ ﻂ اﻟﻨﻔ ﻮذ ﺑﺄﻗ ﻞ اﻟﺨﺴ ﺎﺋﺮ و أﺑﺴ ﻂ اﻹﻣﻜﺎﻧﯿ ﺎت و ﺗ ﻢ ط ﺮح ﻣﺸ ﺮوع اﻟﺼ ﺤﻮة اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﻛﻤﺜﺎل . -٤أھﻤﯿ ﺔ اﻟﺮﻣ ﻮز اﻟﺠﮭﺎدﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻮﻗ ﺖ ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ً ،و ﻗ ﺪ ﺧﻠﺼ ﻨﺎ إﻟ ﻰ أن اﻷﻣﯿ ﺮ اﻟﺒﻐ ﺪادي ﻗ ﺪ ﺣﻘ ﻖ ﺷ ﯿﺌﺎً ﻻ ﯾﺴ ﺘﮭﺎن ﺑ ﮫ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ،و ﻣ ﻦ أﺳ ﺒﺎب ھ ﺬا اﻟﺴﯿﺎﺳ ﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ اﻟﺠﯿﺪة اﻟﻤﺘﺨﺬة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل . و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺮﺻﯿﺪ و اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺳﺪ ھﺬه اﻟﺜﻐﺮة ﻟﻮ ﺣﺪﺛﺖ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﯾﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن . -٥اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ وﻓﻖ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،و ﺗﻮﻋﯿﺔ أﻣ ﺮاء اﻷﺟﻨ ﺎد و اﻟﻮﻻة ﺑﻔﻘﮫ ھﺬا ﺿﺮورة ﺣﺘﻤﯿﺔ ،ﻷن اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب أﻛﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮه ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ً ﻣ ﻊ ﻗﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ . و ﻣﻦ ھﺬا ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺎت و اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻣﻌﮭﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ -ﻣﻊ اﻟﯿﮭﻮد . و ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ و اﻟﺨﺼﻮم ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻋ ﺪو ﻣﺸ ﺘﺮك ﻓﻘ ﮫ ﻧﺒ ﻮي ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﺗﻔﻌﯿﻠﮫ ﻟﯿﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ً ﻣﻦ أﺳﺒﺎب إﻗﺎﻣﺔ دﯾﻦ ﷲ ﻓﻲ اﻷرض ﻛﻤﺎ أﻣﺮ -ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ و ﺗﻌﺎﻟﻰ . -
٥٢
• • • • • • • • • • • • • • • •
اﻻﻋﺘﺼﺎم ،اﻟﺸﺎطﺒﻲ . إﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ،اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ . اﻷﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮب ،أﺑﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻟﻲ . إﯾﻀﺎح اﻟﻤﻜﻨﻮن ﻓﻲ اﻟﺬﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ اﻟﻈﻨﻮن ،ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺮوﻣﻲ . اﻟﺒﺪاﯾﺔ و اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ،اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ . ﺑﻐﯿﺔ اﻟﻮﻋﺎة ،اﻟﺴﯿﻮطﻲ . اﻟﺒﯿﺎن و اﻟﺘﺒﯿﯿﻦ ،اﻟﺠﺎﺣﻆ . ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻄﺒﺮي ،اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ اﻟﻄﺒﺮي . اﻟﺘﺤﻔﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ،اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ . ﺗﺴﮭﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮ و ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﻈﻔﺮ ،اﻟﻤﺎوردي . ﺗﮭﺬﯾﺐ اﻟﺮﯾﺎﺳﺔ وﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ،أﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﻘﻠﻌﻲ . ﺗﮭﺬﯾﺐ اﻟﻠﻐﺔ ،أﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮر اﻷزھﺮي . اﻟﺠﻤﻊ و اﻟﺘﺠﺮﯾﺪ ﺷﺮح ﻛﺘﺎب اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ،ﻋﻠﻲ اﻟﺨﻀﯿﺮ . ﺟﻤﮭﺮة اﻷﻣﺜﺎل ،أﺑﻮ ھﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي . ﺣﺠﺔ ﷲ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ،وﻟﻲ ﷲ اﻟﺪھﻠﻮي . اﻟﺮوض اﻷﻧﻒ ،اﻟﺴﮭﯿﻠﻲ . ٥٣
• • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • •
زاد اﻟﻤﻌﺎد ،اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ . اﻟﺴﻠﻮك ﻓﻲ طﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻤﺎء و اﻟﻤﻠﻮك ،ﺑﮭﺎء اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻜﻨﺪي . ﺳﻨﻦ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ . اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،أﺑﻮ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﯿﻒ . اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﻌﺪي . ﺳﯿﺮة اﺑﻦ ھﺸﺎم . ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري . ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ . طﺒﻘﺎت اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ،أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﺑﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺷﮭﺒﺔ . ﻏﯿﺎث اﻷﻣﻢ و اﻟﺘﯿﺎث اﻟﻈﻠﻢ ،اﻟﺠﻮﯾﻨﻲ . ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ،اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ . ﻓﻦ اﻟﺤﺮب ،ﺻﻦ ﺗﺰو . ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘﺮآن ،ﺳﯿﺪ ﻗﻄﺐ . ﻗﻮاطﻊ اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺻﻮل ،أﺑﻮ اﻟﻤﻈﻔﺮ اﻟﺴﻤﻌﺎﻧﻲ . اﻟﻘﻮاﻋﺪ و اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻷﺻﻮﻟﯿﺔ ،ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻌﻠﻲ . ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر . ﻣﺠﻤﻊ اﻷﻣﺜﺎل ،أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻤﯿﺪاﻧﻲ . ﻣﺠﻤﻊ اﻟﺰواﺋﺪ ،اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ . ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻔﺘﺎوى ،اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ . ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ إﺻﺪارات ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﺤﺎب . ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ إﺻﺪارات ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻔﺮﻗﺎن . اﻟﻤﺰھﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب ،اﻟﺴﯿﻮطﻲ . اﻟﻤﺴﺘﺪرك ،اﻟﺤﺎﻛﻢ . اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ ،اﻟﻐﺰاﻟﻲ . ﻣﺴﻨﺪ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ . اﻟﻤﻔﮭﻢ ﻟﻤﺎ أﺷﻜﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﺨﯿﺺ ﻛﺘﺎب ﻣﺴﻠﻢ ،اﻟﻘﺮطﺒﻲ . ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون . ﻣﻦ ھﺪي ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ،ﻣﺤﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﻤﺼﺮي . اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻤﺴﻠﻮك ﻓﻲ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﻠﻮك ،اﻟﺸﯿﺰري . اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﺳﻢ اﻟﻌﯿﺴﺎوي .
٥٤
٣ ﻣﻘﺪﻣﺔ ............................................................................... ٥ ﺑﺎﻗﯿﺔ ................................................................................. ٨ ﺗﻮطﺌﺔ :ظﺎھﺮة اﻟﺼﺤﻮات اﻟﻤﺮﺗﺪة ...................................................... ١٦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺠﺎد ﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﺠﮭﻮد ........................................... اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﺴـﻜﺮي اﻟﻤﺘﻮازن ٣٣ ........................................... اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺠــﺎﻟﺲ اﻟﺼـﺤﻮة اﻟﺠﮭﺎدﯾﺔ ٣٨ ........................................... ٤٣ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟـﺮﻣﺰ اﻟﺴـــــﯿﺎﺳﻲ ........................................... ٤٩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ :طـــ ــﻤﺄﻧﺔ اﻟﻤـــــﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ........................................... ٥٢ ﻣﺨﺘﺼﺮ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﯿﺎت ............................................................ ٥٣ اﻟﻤﺮاﺟﻊ .............................................................................. ٥٥ اﻟﻔﮭﺮس .............................................................................
٥٥