العدد الثانى - مجلة اسيا وأفريقيا اليوم - الطبعة العربية

Page 1


‫جملة علمية فصلية‬ ‫الطبعة الروسية تصدر عن‬ ‫أكادميية العلوم الروسية‬ ‫معهد االستشراق‬ ‫ومعهد إفريقيا‬ ‫الطبعة العربية تصدر عن دار أنباء روسيا‬ ‫واملؤسسة املصرية الروسية للثقافة و العلوم‬

‫تصدر عن دار نشر أنباء روسيا‬ ‫و املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم‬

‫احملتوى‬

‫العدد الثاني ‪ -‬يناير ‪2016‬‬

‫د‪ .‬حسني الشافعى‬ ‫اإلفتتاحية‬ ‫د‪.‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫العالقات املصرية الروسية احلصاد الثقايف لعام ‪2015‬م‬ ‫ن‪ .‬أ‪ .‬جريليتسينا‬

‫روسيا و مصر‪:‬اهلدف ‪ -‬التعاون اإلسرتاتيجي‬ ‫ي‪.‬أ‪ .‬يلكينا‬

‫مشكلة املوارد املائية السياسة املائية يف حوض النيل‬ ‫س‪.‬ف‪ .‬ميزينتسيف‬

‫إثيوبيا‪ .....‬ركود أم أستقرار‬ ‫خ‪.‬م‪ .‬تورينسكيا‬

‫ليبيا‪:‬هل ميكن العودة إىل النظام االحتادى؟‬ ‫ي‪.‬ن‪ .‬كـوريـنـديـاسـوف‬

‫الـتـعـاون الـعـسـكـري الـتـقـنـي بـيـن روسـيـا وإفـريـقـيـا‬ ‫ن‪.‬ى‪.‬كوزيريف و د‪.‬أ‪.‬سيدوروف‬

‫منظمة شنغهاي للتعاون‪ :‬آفاق جديدة للتكامل األوراسى‬ ‫د‪ .‬نورهان الشيخ‬ ‫العالقات املصرية الروسية من الشراكة إىل التحالف ‪:‬الفرص والتحديات‬

‫‪4‬‬

‫ل‪.‬ن‪.‬كالينيتشينكو‬

‫الغاز الطبيعي يف إفريقيا اكتشافات فريدة وآفاق جديدة‬ ‫د‪ .‬حسني الشافعى‬

‫املؤتـمـر الدوىل الثانى للتواصل الثقافى العربى الروسى‬ ‫“املستشرقون الروس والثقافة العربية”‬

‫د‪ /‬حسـني الشـافعى‬ ‫رئيس التحرير‬

‫د‪ /‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫مستشارو التحرير‬

‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪75‬‬

‫د‪ .‬حلمى احلديدى‬ ‫د‪.‬نورهان الشيخ‬ ‫د‪.‬أنور ابراهيم‬ ‫د‪ .‬بدر العكاش‬ ‫د‪ .‬كريا ميشريينا‬ ‫د‪ .‬بافل جولكني‬ ‫د‪ .‬جينادى جورياتشكني‬ ‫د‪ .‬فالدميري بلياكوف‬

‫رئيس حترير الطبعة الروسية‬ ‫األكادميي ألكسى فاسيليف‬ ‫جملس التحرير الدوىل‬ ‫د‪ .‬بوال اكينترينوا (نيجرييا)‬ ‫د‪ .‬حييى بن جينيد ( السعوديه )‬ ‫د‪ .‬حممد نصر اجلباىل ( مصر )‬ ‫د‪ .‬سليمه كونانبايفا ( كازاخستان )‬ ‫د‪ .‬سيدنى موفامدى ( جنوب إفريقيا )‬ ‫د‪ .‬ويليم رينو ( الواليات املتحدة األمريكية )‬ ‫د‪.‬فيزواناسان هـ ‪ ( .‬اهلند )‬ ‫د‪ .‬يانج جوانج ( الصني )‬

‫التصميم و االخراج الفنى‬ ‫مى جمدى‬

‫املراسالت والعناوين‬

‫أ‪.‬أ‪.‬تكاتشينكو‬

‫اهلجره من دول مشال إفريقيا والشرق األوسط‪ :‬من املسئول وما‬ ‫احلل؟‬

‫رئيس جملس االدارة‬

‫‪79‬‬

‫القاهرة – مدينة العبور – مجعية أمحد عرابي‬ ‫مكتب بريد – ص‪ .‬ب ‪72 .‬‬ ‫‪Tel. & Fax: + (202) 24698170 & 8071‬‬ ‫‪E-mail: secertary_ert@yahoo.com‬‬ ‫‪www.russiannewsar.com‬‬

‫‪88‬‬

‫الطبعة العربية جمللة آسيا وإفريقيا اليوم‬ ‫اصدار دار نشر أنباء روسيا‬ ‫واجلمعية املصرية الروسية للثقافة والعلوم‬ ‫بالتعاون مع منظمة تضامن الشعوب االفروآسيوية‬

‫‪95‬‬

‫اآلراء املنشوره تعرب عن رأى كاتبيها‬


‫اإلفتـتــــاحية‬ ‫د‪ .‬حســني الشــافعى‬

‫ً‬ ‫مواكبا الفتتاح‬ ‫العدد الثانى من إصدارنا “آسيا وإفريقيا اليوم” يصدر مع بدايات العام اجلديد ‪2016‬‬ ‫معرض القاهرة الدوىل للكتاب يناير ‪ 2016‬والذى شرف جناح روسيا اإلحتادية فيه بزيارة الرئيس املصرى‬ ‫عبد الفتاح السيسى وتفقده حملتوياته ‪،‬حيث مت إهدائه العددين اللذين مت إصدارهما من جملة آسيا وإفريقيا‬ ‫ً‬ ‫عددا من الدراسات واألحباث اجلادة املختارة حول‬ ‫اليوم‪ .‬يتضمن العدد الثانى من جملتنا آسيا وإفريقيا اليوم‬ ‫آسيا وإفريقيا نشرت بالروسية فى الفرتة األخرية فى اإلصدار الروسى الذى حيمل نفس االسم ‪.‬‬ ‫تتعرض جريليتسنيا فى دراستها حول التعاون‬ ‫االسرتاتيجى بني مصر وروسيا ‪ ،‬وتشري فى الدراسة إىل أن‬ ‫دخول الشركة الروسية جازبروم لالستثمار والعمل مبصر‬ ‫ً‬ ‫توطيدا لعالقات وثيقة طويلة األجل فى إشارة‬ ‫سيمثل‬ ‫إىل تطلع روسيا لتوسيع دائرة وجودها فى الشرق األوسط‬ ‫كالعب مهم مؤثر فى رسم مالمح العالقات الدولية‪.‬‬

‫أطلق جومليوف (املؤرخ اجلغرافى الروسى الشهري) على‬ ‫هذه البالد “البلد شديدة اجلنون” ‪ ،‬فى وصفه لطبيعتها‬ ‫الفاتنة وثراء مناخها ‪ .‬الشئ الذى يثري الدهشة هو أن أثيوبيا‬ ‫واحدة من بالد حمدودة بالقارة اإلفريقية مل تستسلم‬ ‫أمام االستعمار األوربى وظلت مستقلة على مدار تارخيها‬ ‫الطويل‪ ،‬فهل تساهم عوامل التطور التارخيى فى االستقرار‬ ‫الداخلى للبالد؟ هذا ما حتاول الدراسة اإلجابة عنه ‪.‬‬

‫فى إطار برنامج دراسات “السياسة الروسية فى الشرق‬ ‫الباحثة تورينسكيا مبعهد إفريقيا حتاول طرح قضية‬ ‫األوسط واألدنى ‪ :‬إمكانيات وحدود التعاون مع بلدان‬ ‫إمكانية عودة ليبيا للنظام االحتادى على طاولة البحث فى‬ ‫املنطقة” الذى يتبناه الصندوق العلمى الروسى تكتب‬ ‫ضوء قراءة لألوضاع فى دولة ليبيا ‪.‬‬ ‫لنا يلكينا حول السياسة املائية فى دول حوض النيل‬ ‫حول ما أعلنته قيادات املؤسسة احلكومية لتصدير‬ ‫مستعرضة موضوع سد النهضة ‪ ،‬والتى ظلت خطط بنائه‬ ‫طى الكتمان حتى وضع أساساته فى الثانى من إبريل عام األسلحة الروسية روس أبارون إكسبورت عن أن روسيا عائدة‬ ‫جبدية ولفرتة طويلة إىل سوق السالح واملعدات العسكرية‬ ‫‪ 2011‬فى خضم التداعيات السياسية العنيفة التى شهدتها‬ ‫بإفريقيا ‪ ،‬يطرح علينا كورنيدياسوف آفاق هذه املهمة فى‬ ‫مصر عقب ثورة اخلامس والعشرين من يناير من نفس العام‪.‬‬ ‫دراسته حتليلية لتزايد حجم النشاط العسكرى الروسى‬ ‫كيف يرى الروسى مشكلة سد النهضة ‪ ،‬وتداعياتها‬ ‫بالقارة السوداء ‪.‬‬ ‫وتأثريها على مصر ‪ ،‬وكيف ميكن مواجهة آثاره ‪ ...‬كلها‬ ‫السفرينيكوالى كوزيروف الباحث باخلارجية الروسية‬ ‫قراءات روسية للمشهد احلاىل ‪.‬‬ ‫يرصد فى حبثه حول منظمة شنغهاى للتعاون آفاق جديدة‬ ‫حول االنتخابات الربملانية بأثيوبيا ‪ ،‬والتى كان الفوز فيها للتكامل األوراسى ‪ ،‬بعد أن توسعت املنظمة لتصبح أكرب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حليفا حلزب اجلبهة الدميقراطية الثورية الشعبية – احلزب‬ ‫حجما ومكانة فى عامل قائم على التعددية القطبية ‪ ،‬إذ‬ ‫احلاكم – حيدثنا اخلبري بالشأن اإلفريقى ميزينتسيف بات نشاط املنظمة ال يقتصر على دول آسيا الوسطى بل‬ ‫حول أثيوبيا ‪ ...‬ركود أم استقرار ‪ ،‬لريسم لنا معامل الوضع اتسعت رقعة تأثريها لتتحول من تكتل أقليمى إىل منظمة‬ ‫االقتصادى والسياسى بالبالد فى طريقها للتنمية ‪.‬‬ ‫دولية ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫االستشراق الروسى “كراتشكوفسكى” إىل جانب الشيخ‬

‫هذا بعض من الدراسات املنشورة بهذا العدد ‪ ،‬إىل جانب‬ ‫دراسة هامة للدكتورة‪ /‬نورهان الشيخ – أستاذ العلوم حممد عياد الطنطاوى – أول معلم للعربية باإلمرباطورية‬ ‫السياسية جبامعة القاهرة – حول العالقات املصرية الروسية الروسية (‪. )1861 – 1840‬‬ ‫من الشراكة إىل التحالف ‪ ،‬وملف اهلجرة ‪ :‬املسئولية‬ ‫على ذكر الشيخ الطنطاوى ‪ ،‬فإن مصر –وألول مرة–‬ ‫واحللول الذى يستعرضه تكاتشينكو ‪ ،‬ثم دراسة حول‬ ‫ستشهد خالل إبريل القادم أول مؤمتر دوىل لالحتفاء بهذا‬ ‫االكتشافات الفريدة للغاز الطبيعى بإفريقيا واآلفاق‬ ‫الشيخ اجلليل وتنظمه جامعة طنطا برئاسة د‪.‬عبد احلكيم‬ ‫اجلديدة التى ميكن أن تنجم عن ذلك ‪.‬‬ ‫عبد اخلالق خليل رئيس اجلامعة فى مسقط رأس شيخنا‬ ‫رئيس التحرير للطبعة العربية جمللة “آسيا وإفريقيا اليوم” بالتعاون مع املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم ‪،‬‬ ‫الدكتور ‪ /‬حممد نصر اجلباىل يرصد احلصاد الثقافى فى وسيشهد احلدث رفع الستار عن التمثال الربونزى للشيخ عياد‬ ‫العام املاضى من منظور العالقات الثقافية املصرية الروسية‪ ،‬الطنطاوى (من أعمال أسامة السروى) ‪ ،‬والذى تهديه املؤسسة‬ ‫ً‬ ‫كذا نرصد فى اجمللة تقريرا حول املؤمتر الدوىل الثانى املصرية الروسية للثقافة والعلوم حملافظة طنطا ‪ ،‬كما‬ ‫للتواصل الثقافى العربى – الروسى والذى جرت فعالياته ستشهد احملافظة إطالق اسم الشيخ حممد عياد الطنطاوى‬ ‫ً‬ ‫تكرميا ملسرية الشيخ اجلليل‬ ‫بالعاصمة املصرية سبتمرب املاضى وسط مشاركة عربية على أحد أهم شوارع احملافظة‬

‫روسية كبرية ‪ ،‬حول دور املستشرقني الروس فى التواصل فى مبادرة يدعمها احملافظ ُ‬ ‫اهلمام اللواء أمحد ضيف صقر‪.‬‬ ‫مع الثقافة العربية ‪ ،‬وهو املؤمتر الذى رعته املؤسسة املصرية‬ ‫تصاعد وترية التعاون االسرتاتيجى املصرى الروسى ‪،‬‬ ‫الروسية للثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة ‪ ،‬وشهد‬ ‫وخاصة فى جماالت الفضاء ‪ ،‬والطاقة النووية ‪ ،‬وحتديث‬ ‫ً‬ ‫تكرميا للراحلة الدكتورة‪ /‬مسية عفيفى ولرائد علم‬ ‫القدرات الدفاعية للجيش املصرى هى مؤشرات على مزيد‬ ‫من التفهم للدور املصرى الكبري الذى تقوم به فى حماربتها‬ ‫لإلرهاب ‪ ،‬وهو دور تدعمه روسيا بكل قوة ‪.‬‬ ‫آت جبديد لدعم عالقات إسرتاتيجية بني‬ ‫فلعل الغد ٍ‬ ‫البلدين جيرى بنائها‪.‬‬

‫د‪ .‬حســـني الشــــافعى‬ ‫رئيس املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم‬ ‫رئيس جملس إدارة ورئيس حترير «أنباء روسيا»‬ ‫رئيس جملس إدارة الطبعة العربية «آسيا وإفريقيا اليوم»‬

‫املؤمتر الدوىل الثانى للتواصل الثقافى العربى الروسى‬ ‫القاهرة سبتمرب ‪2016‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪5‬‬


‫العالقات المصرية الروسية‬ ‫الحصاد الثقافي لعام ‪2015‬م‬ ‫يعود تاريخ العالقات الثقافية بني مصر و روسيا إىل املصرية الروسية‪ .‬و دفع ذلك كثري من املهتمني بالعالقات‬ ‫بداية اعتناق الروس للديانة املسيحية حيث أوىل الروس منذ بني البلدين اىل اسرتجاع ذكريات حقبه الستينيات عندما‬ ‫ذلك اهتماما كبريا مبصر و قيمتها الروحية و التارخيية‪ .‬كانت العالقات بني مصر و االحتاد السوفييت يف ذروتها‪.‬‬ ‫وكان اجلانب الثقايف دائما مكونا أساسيا يف العالقات‬ ‫فعلى املستوى العلمي مت تنظيم أكثر من سيمينار‬ ‫بني البلدين حتى وإن شابها فرتات من الفتور‪ .‬ولعل جمموعة‬ ‫علمي ملدرسي اللغة الروسية بالقاهرة و اإلسكندرية حاضر‬ ‫املقتنيات والتحف املصرية يف متحف اإلرميتاج مبدينة سانت‬ ‫بطرسبورج و متحف بوشكني مبوسكو و متاثيل أبي اهلول فيهما أساتذه روس و تناولت احملاضرات طرق تدريس مهارات‬ ‫على ضفاف نهر النيفا لدليل على التفاعل الثقايف املتبادل اللغة الروسية للطالب العرب و شهدت هذه الدورات إقباال‬ ‫بني البلدين‪ .‬وقد شهد القرن العشرين اهتماما متزايدا من قبل كبريا من معلمي و أساتذة اللغة الروسية باجلامعات املصرية‬ ‫و على رأسها جامعه عني مشس و كليه األلسن‪ .‬و ازداد عدد‬ ‫الروس بالتاريخ والثقافة املصرية‪.‬‬ ‫املنح الدراسية لطالب الدراسات العليا باجلامعات املصرية‬ ‫ويعود الفضل للعامل واألكادميي الشهري اغناطيوس الذين يسافرون للحصول على الدكتوراه و كذا دراسات ما‬ ‫كراتشكوفسكي يف مد جسور التواصل بني الثقافتني‪ .‬بعد الدكتوراه‪ .‬و يف املقابل تعترب مصر و جامعاتها املختلفة‬ ‫حيث عمل املستشرق الكبري مبكتبات القاهرة قبلة للطالب الروس مبعاهد و كليات االستشراق الراغبني‬ ‫واإلسكندرية و اختري عضوا بأكادميية العلوم العربية يف يف دراسة اللغة العربية أو رفع مهاراتهم فيها‪.‬‬ ‫عام ‪1923‬م و نشر العديد من املقاالت و البحوث يف الدوريات‬ ‫ويف بداية العام شارك وفد روسي كبري يف أهم تظاهره‬ ‫العلمية املصرية‪ .‬كما قام العامل و األكادميي الكبري‬ ‫س‪.‬أولدينبورج بتقديم مقرتح لرئيس أكادميية العلوم ثقافية مصرية أال وهي معرض القاهرة الدولي للكتاب‪.‬‬ ‫العربية بتبادل الكتب و اإلصدارات بني املكتبات الروسية واجلدير بالذكر أن عام ‪2015‬م شهد عودة نشاط املعرض‬ ‫والعربية‪ .‬و بالفعل شهد عام ‪1925‬م تبادال علميا بني بعد أربعة سنوات من التجميد‪ .‬وشارك يف الدورة السادسة‬ ‫مكتبة القاهرة و مكتبة متحف آسيا يف ليننجراد حيث واالربعني ملعرض الكتاب وفود من ‪ 28‬دولة و ما يزيد عن‬ ‫تبادل الطرفان صورا للمخطوطات العربية النادرة‪ .‬وساهم ‪ 840‬دار نشر عربية و عاملية‪ .‬وضم الوفد الروس عدد كبري‬ ‫السوفيت أيضا بتأسيس أول مدرسة لباليه يف مصر و كان من الكتاب واألدباء و املستشرقني الروس‪ .‬و مت تنظيم ندوة‬ ‫ذلك يف عام ‪1958‬م و حتولت فيما بعد إىل معهد عالي و نالت بعنوان "روسيا و مصر‪...‬و ألف عام من الصداقة" حاضر فيها‬ ‫الفرقة املصرية شهرة واسعة يف أوروبا و كانت أول فرقه املستشرق الروسي الكبري فالدميري بيلياكوف تاريخ‬ ‫للباليه يف إفريقيا والشرق األوسط‪ .‬كما تأسس السريك العالقات املصرية الروسية و التى تعود إىل عام ‪1001‬م‪.‬‬ ‫املصري مبساعده اخلرباء السوفييت أيضا و كان ذلك يف‬ ‫واحتفاال بذكرى حتويل جمرى نهر النيل و بناء السد‬ ‫عام ‪1960‬م‪ .‬ومل متضي ست سنوات إال و مت افتتاح أول سريك‬ ‫العالي أقامت مجعية بناة السد احتفالية بنادي أعضاء هيئة‬ ‫يف العامل العربي وإفريقيا‪ .‬كما امتد التعاون إىل الفنون‬ ‫تدريس جامعة عني مشس حضرها خنبة من العلماء وكذا‬ ‫الشعبية وساهم اخلرباء السوفيت يف دعم تأسيس أول فرقه‬ ‫العمل الذين شارك يف بناء السد من البلدين و مازالوا على قيد‬ ‫للفنون الشعبية أال و هي الفرقة القومية للفنون الشعبية‬ ‫احلياة‪ .‬و قد حضر الندوة وزير الكهرباء السابق الدكتور‬ ‫واليت حققت جناحات كبرية يف الستينيات و جالت و صالت‬ ‫على الصعيدي و حتدث عن أهمية الطاقة النووية لتوليد‬ ‫يف كل أحناء املعمورة‬ ‫الكهرباء يف مصر و تلبية احتياجات برنامج التنمية‪.‬و يف‬ ‫ومل يكن العام املنصرم ‪2015‬م استثناءا‪ .‬كان عاما ثريا حمافظة السد العالي‪ -‬اسوان ‪ -‬و مع االحتفاالت بالعيد القومي‬ ‫و حافال باألحداث و الفعاليات الثقافية على مستوى العالقات للمحافظة يف اخلامس عشر من يناير‪ ،‬جرت االحتفالية‬

‫‪6‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫الكربى بذكرى السد العالي باالسرتاحة الكربى برئاسة‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬و اليت حضرها هذا العام مئات من قدامى العاملني‬ ‫و الفنيني و املهندسني بالسد العالي‪.‬‬ ‫و شهد شهر سبتمرب تنظيم حفل موسيقي كبري مبسرح‬ ‫اجلمهورية بالقاهرة للفرقة االستعراضية الروسية "يونست"‬ ‫من حمافظة تول الروسية‪ .‬و تاله حفل آخر لفرقة املوسيقى‬ ‫الروسية "مخاسي االربعه" مبسرح تشايكوفسكي‬ ‫باملركز الثقايف الروسي‪ .‬و ال يكاد مير أسبوع واحد دون‬ ‫فعاليه ثقافية سواء معرض أو عرض موسيقي أو ندوة‪.‬‬ ‫و يف املقابل ينشط املركز الثقايف املصري يف موسكو‬ ‫أيضا يف تنظيم الندوات و اللقاءات و الفعاليات املختلفة‪.‬‬ ‫وشهد العام املنصرم زمخا يف تنظيم الصالونات األدبية وااليام‬ ‫الثقافية و الندوات و املعارض‪.‬‬ ‫كما كان اإلصدار العربي جمللة "آسيا و إفريقيا اليوم"‬ ‫الروسية من األحداث الثقافية اهلامة كونها التجربة األوىل‬ ‫يف العامل العربي و نظرا ملا حتظى به هذه اجمللة يف روسيا‬ ‫من مكانه علمية كبرية حيث تصدر عن أكادميية‬ ‫العلوم الروسية‪ .‬و قد مت تنظيم حماضرة تعريفية باإلصدار‬ ‫اجلديد باملركز الثقايف الروسي بالقاهرة و حضر إلقاء‬ ‫جمموعة كبرية من رجال الدولة و املسئولني و الدبلوماسيني‬ ‫والصحفيني املصريني و العرب و الروس‪ .‬و تال ذلك تعاون آخر كانت جسورا للتواصل الثقايف العربي الروسي‪ ،‬كأول‬ ‫بني مؤسسة األهرام املصرية و صحيفة روسيسكايا جازيتا حماولة لتعريف القارئ العربي بسرية هؤالء العلماء ودورهم‬ ‫الروسية اليت تصدر ملحقا خاصا يصدر شهريا باألهرام يتناول يف نقل الرتاث العربي اىل الروسية ودراسته‪ .‬وقد خلص‬ ‫املشاركون إىل عدد من التوصيات املهمة لعل أهمها الدعوة‬ ‫الشؤون الروسية واحلياه يف روسيا باللغة العربية‪.‬‬ ‫إىل تكريم كبار العلماء من اجلانبني والعمل على تعميق‬ ‫وكان ختام العام مميزا بفعالية ثقافية كبرية أال وهي احلوار بني احلضارات‪ ،‬وإيالء الرتمجة ومعاهدها والعاملني‬ ‫املؤمتر الدولي الثاني بعنوان «املستشرقون الروس والثقافة يف جماهلا أهمية خاصة ‪ ،‬التنسيق يف هذا الصدد بني اجلهات‬ ‫العربية» والذي عقد بالقاهرة برعاية كرمية من معالي وزير واملراكز واملؤسسات املعنية يف البلدين وتشجيع البحوث‬ ‫الثقافة املصري ونظمته املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والدراسات واإلبداعات اليت تهتم بنقل تراث الثقافتني العربية‬ ‫والعلوم ودار نشر «أنباء روسيا» بالتعاون مع مركز تاريخ والروسية‪ ،‬وتشجيع القيام بالرتمجات وباألحباث الالزمة‬ ‫مصر املعاصر بدار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬و مبشاركه الستدراك نقص املعلومات يف مصادر املعرفة األساسية حول‬ ‫مكثفة من خمتلف املؤسسات العلمية و الثقافية يف روسيا روسيا والبلدان الناطقة بالروسية‬ ‫ومصر وعلى رأسهم املركز القومي للرتمجة واملركز الروسي‬ ‫وكل التوقعات تشري إىل أن العام اجلديد ‪2016‬م سيشهد‬ ‫للثقافة والعلوم بالقاهرة‪ ،‬ومعهد االستشراق بأكادميية‬ ‫العلوم الروسية ‪ ،‬ومعهد آسيا وإفريقيا جبامعة موسكو نفس الزخم و النشاط املتبادل‪ .‬و هناك رغبة أكيدة وأمل‬ ‫وجامعة سانت بطرسبورج احلكومية ‪ ،‬واملركز الثقايف كبري لدى املثقفني يف البلدين يف االستفادة من هذه اللحظة‬ ‫الروسي العربي بسانت بطرسبورج ‪ ،‬ووكاليت اإلعالم «روسيا التارخيية و دفع العالقات الثقافية خطوات لألمام‪.‬‬ ‫اليوم» و «سبوتنيك»‪ ،‬وجملة آسيا وإفريقيا اليوم – الطبعة‬ ‫العربية ‪ ،‬ومكتبة سانت بطرسبورج احلكومية ‪ .‬وشهد‬ ‫د‪ .‬حممد نصر الدين اجلبالي‬ ‫املؤمتر حضورا كثيفا من العلماء الروس و العرب بلغ ‪18‬‬ ‫مشاركة أجنبية ما جيعله املؤمتر األكرب يف العامل العربي‪.‬‬ ‫رئيس حترير الطبعة العربية‬ ‫ويصدر قريبا على هامش املؤمتر كتاب حول شخصيات هامة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪7‬‬


‫روسيا ومصر‪ :‬الهدف – التعاون اإلستراتيجي‬

‫*‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العالقات الروسية المصرية‪،‬‬ ‫التعاون السياسي‪ ،‬الطاقة‪ ،‬التجارة‪ ،‬االستثمارات‬

‫ن‪ .‬أ‪ .‬جريليتسينا‬

‫**‬

‫ً‬ ‫وفقا لتطابق الرؤى السياسية هلذين‬ ‫يتحدد الطابع التارخيي واألهمية اإلسرتاتيجية «لعودة روسيا إىل مصر»‬ ‫ً‬ ‫ً ‪1‬‬ ‫حليفا قويا‪.‬‬ ‫البلدين اللذان يري كل منهما يف اآلخر‬

‫هناك عوامل كثرية تساعد على التقارب بني روسيا االحتادية ومصر‪ .‬فكالهما ميران بفرتة عصيبة‬ ‫من تارخيهما‪ ،‬إذ يتعرض كل منهما لضغوط شديدة علي املستويني اإلقليمي والدولي‪ .‬فمصر استنزفت‬ ‫ً‬ ‫جبريان غرقوا يف مستنقع الفوضى واحلروب‪ .‬كذلك‬ ‫داخليا يف أعقاب «الربيع العربي»‪ ،..‬كما أنها حماطة‬ ‫ٍ‬ ‫تعاني روسيا علي املستويني االقتصادي والسياسي يف ظل العقوبات االقتصادية اليت فرضتها عليها الدول‬ ‫ً‬ ‫وأيضا بسبب هبوط أسعار البرتول‪.‬‬ ‫األوروبية‬ ‫ً‬ ‫انعكاسا لرغبة اجلانبني‪ ،‬وإمنا ضرورة حتمية‬ ‫وهنا تأتي الشراكة بني روسيا ومصر ليس فقط‬ ‫تقتضيها تلك الظروف‪ .‬يقول س‪ .‬كوين احمللل الصحفي يف إحدى الصحف الرتكية‪« :‬تتمثل األهمية‬ ‫السياسية هلذا التعاون بالنسبة للبلدين يف إظهار أنهما ليس يف موقف «الالخيار»‪ .‬وهذا أمر مهم ً‬ ‫جدا‬ ‫لكليهما‪ :‬لروسيا اليت تتعرض لشتى ألوان الضغوط األوروبية بسبب األزمة األوكرانية؛ وملصر اليت حتتاج‬ ‫‪2‬‬ ‫إىل الدعم اخلارجي»‪.‬‬ ‫روسيا تعود إىل مصر‬ ‫حتتاج روسيا يف سياق إعادة رسم سياستها اخلارجية إىل‬ ‫شريك مستقل‪ ،‬ومؤثر يف منطقة الشرق األوسط‪ .‬فبالدنا‬ ‫جتمعها مصاحل مشرتكة يف كثري من اجملاالت يف هذه‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد كان انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي‬ ‫رئيسا‬ ‫ً‬ ‫جديدا ملصر ً‬ ‫مهما رّ‬ ‫حدثا ً‬ ‫غي يف توازنات القوى يف منطقة‬ ‫الشرق األوسط وعلي الساحة الدولية لصاحل من يقف بوجه‬ ‫ً‬ ‫متحفظا‬ ‫األصولية اإلسالمية‪ .‬فقد اختذت القاهرة موقفا‬ ‫من الصراع الدائر يف سوريا يف حماولة منها للحد من تبعية‬ ‫سياستها اخلارجية لدول أخري‪ .‬فور وصوله للسلطة بدأ‬ ‫الرئيس السيسي البحث عن شراكة إسرتاتيجية جديدة‬ ‫مع أطراف مل تتورط يف ممارسة استفزازات أثناء االضطرابات‬ ‫السياسية األخرية يف البالد‪ .‬فقد أدركت القاهرة أن واشنطن‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫تارخييا ملصر إال أنها ال تفهم‬ ‫شريكا‬ ‫علي الرغم من كونها‬ ‫بشكل تام جوهر ما حيدث يف هذا البلد العربي وال تدرك‬ ‫العوامل اليت حتدد حتركات الرئيس السيسي مبا يف ذلك‬ ‫ضرورة مكافحة التطرف اإلسالمي واإلرهاب‪ .‬بينما أبدت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫واضحا ملَّا يقوم به الرئيس املصري‪ ،‬فهى‬ ‫تفهما‬ ‫روسيا‬ ‫تواجه خطر اإلرهاب مثل مصر‪.‬‬

‫* مت إعداد املقالة يف إطار مشروع الصندوق الروسي للعلوم اإلنسانية رقم ‪ 15-07-00017‬حتت عنوان “التعاون بني روسيا ودول املغرب‪:‬‬ ‫الديناميكية واآلفاق يف ضوء التغريات السياسية يف العامل العربي ويف ضوء السياسة اخلارجية الروسية”‪.‬‬

‫** مدرس العلوم التارخيية‪ ،‬معهد الدراسات اإلفريقية‪ ،‬أكادميية العلوم الروسية‬ ‫ترمجة ‪ :‬أ‪ .‬عادل صديق‬

‫‪8‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫وقد استطاعت روسيا خالل األزمة السورية أن تعزز من‬ ‫مسعتها يف املنطقة بشكل كبري وهلذا ازدادت ثقة دول‬ ‫املنطقة فيها وأصبحت الدول العربية علي حنو متزايد ترى يف‬ ‫ً‬ ‫شريكا ميكن الوثوق به‪ ،‬وقوة موازية للغرب‪ .‬كما‬ ‫روسيا‬ ‫كان موقف روسيا من األحداث اليت وقعت يف مصر بداية عام‬ ‫‪ 2011‬يتسم باالتزان واحلذر‪ .‬فقد أثبتت موسكو أكثر من‬ ‫مرة أن عدوي األحداث السياسية ال ميكن اعتبارها ذريعة‬ ‫النتهاك االتفاقيات وقطع العالقات بني البالد‪ ،‬مما يعطي‬ ‫بلدنا (روسيا) فرصة للعودة إىل املنطقة اليت يذكروننا فيها‬ ‫خبري وينتظرون عودتنا‪.‬‬

‫للمساهمة يف مشاريع «بنايات القرن» الطموحة اليت أعلنت‬ ‫عنها القاهرة واليت تشمل مشروع إنشاء العاصمة اإلدارية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬وإنشاء جممع معماري لناطحات سحاب يف مدينة‬ ‫الشيخ زايد يضم ناطحات سحاب علي شكل هرمي يبلغ‬ ‫ارتفاعها ‪ 200‬مرت‪ ،‬وكذلك مشروع توسيع وحتديث قناة‬ ‫السويس‪.‬‬ ‫تعاون تارخيي‬ ‫ترتبط مصر مع روسيا بالعديد من اخلطط االقتصادية‬ ‫طويلة األجل‪ .‬وقد ساعد على منو العالقات املصرية الروسية‬ ‫وجود جسر من الصداقة والثقة امتد بني البلدين منذ عشرات‬ ‫السنني‪ .‬فمصر شريك لروسيا من قديم الزمن‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫التعاون االقتصادي بينهما يف عام ‪ 1948‬وبعد مرور ‪ 5‬أعوام‬ ‫علي إقامة العالقات الدبلوماسية مت توقيع أول اتفاقية لتوريد‬ ‫القطن املصري لالحتاد السوفييت يف مقابل احلبوب ومنتجات‬ ‫أخري‪ .‬ثم كانت فرتة ازدهار العالقات االقتصادية بني‬ ‫االحتاد السوفييت ومصر يف اخلمسينيات والستينيات من‬ ‫القرن العشرين‪.‬‬

‫فكل من روسيا ومصر حتتاجان لتطوير التعاون‬ ‫الشامل بينهما يف خمتلف اجملاالت وعلي خمتلف األصعدة‬ ‫واملستويات ليشمل النواحي السياسية والعسكرية‬ ‫واالقتصادية وجماالت التعاون العلمي والتكنولوجي‬ ‫وكذلك جمال الصناعات العلمية املتقدمة مثل صناعة‬ ‫الطاقة وصناعة الفضاء والتكنولوجيا النووية‪ .‬فهذه‬ ‫الصناعات املتقدمة هى اليت ترسم مالمح املستقبل لإلنسانية‬ ‫كلها‪ .‬يقول الكاتب املصري حممد السعيد إدريس‬ ‫الصحفي جبريدة األهرام يف مقالة بعنوان «روسيا موازن‬ ‫ثم أصبحت مصر يف عهد عبد الناصر ‪ -‬واليت كانت‬ ‫دولي ملصر»‪« :3‬لن تستطيع مصر أن تكون قوة إقليمية‬ ‫أكرب الدول العربية وأكثرها تأثريا وكانت إحدى الدول‬ ‫وعاملية إال بقدر متكنها من مشاركة العامل بفعالية فى‬ ‫املؤسسة حلركة عدم االحنياز ومنظمة الوحدة اإلفريقية –‬ ‫ً‬ ‫حتديدا ذلك‬ ‫هذه الصناعات»‪ .‬هلذا يري املصريون يف روسيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حليفا رئيسيا لالحتاد السوفييت يف املنطقة ودعامة أساسية‬ ‫الشريك الذي يستطيع مساعدة بالدهم يف حتقيق نقلة‬ ‫للسياسة السوفيتية يف الشرق األوسط‪ .‬حينئذ كانت مصر‬ ‫حقيقية يف جمال الصناعات املتقدمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا من االحتاد‬ ‫وعسكريا‬ ‫وعلميا‬ ‫ماليا‬ ‫دعما‬ ‫تتلقي‬ ‫ً‬ ‫تدرك القيادة املصرية جيدا أن التهديدات الرئيسية السوفييت‪ .‬وكان االحتاد السوفييت يف الستينيات حيتل‬ ‫الستقرار البالد تتمثل يف الركود االقتصادي وارتفاع املركز األول من حيث إمجالي حجم التبادل التجاري مع‬ ‫معدالت الفقر والبطالة‪ .‬ويف هذا الصدد يقول الرئيس عبد مصر باعتباره املشرتي الرئيسي للقطن املصري‪ .‬ويف إطار‬ ‫الفتاح السيسي‪« :‬أنا لن انتظر حيت يطالب املصريون بالتغيري اتفاقية التعاون االقتصادي والعلمي قدم االحتاد السوفييت‬ ‫ً‬ ‫للمرة الثالثة»‪ .4‬فأمام الدولة املصرية إذا مهمة حتقيق نقلة ملصر يد العون يف إقامة ‪ 120‬مشروع صناعي‪ ،‬كان علي‬ ‫اقتصادية حقيقية وتراهن يف ذلك علي املشروعات القومية رأسها إنشاء السد العالي يف أسوان‪ .‬وكان من بني مشروعات‬ ‫الكربى وجذب االستثمارات األجنبية وتعزيز مكانة مصر البنية التحتية االقتصادية ملصر واليت متت مبشاركة االحتاد‬ ‫كمركز جتاري لوجسيت عاملي بفضل موقعها الذي يتوسط السوفييت مصنع الصناعات املعدنية (احلديد والصلب) يف‬ ‫القارات الثالث ‪ -‬إفريقيا وآسيا وأوروبا‪ .‬ومن ثم فإن الرئيس حلوان ومصنع األلومنيوم يف جنع محادي ومصنع تكرير‬ ‫املصري على قناعة بأنه «إذا توافرت ثالثة أشياء – خطة البرتول يف السويس‪ ،‬تلك املشروعات ال تزال تقوم بدورها املهم‬ ‫اقتصادية شاملة‪ ،‬وإصالحات هيكلية‪ ،‬ومشاركة فعالة يف دعم االقتصاد املصري‪.‬‬ ‫من جمتمع املستثمرين ورجال األعمال سيصبح وجود الدولة‬ ‫أصبحت مصر أول دولة يف العامل العربي تشرتي‬ ‫املصرية اجلديدة ً‬ ‫ً ‪5‬‬ ‫أمرا واقعا»‪.‬‬ ‫مشرت للمعدات‬ ‫األسلحة من االحتاد السوفييت وظلت أكرب‬ ‫ٍ‬ ‫والدليل على فاعلية السياسة اليت ينتهجها الرئيس العسكرية واألسلحة السوفيتية على مدى فرتة‬ ‫السيسي هو استعداد املستثمرين العرب واألوروبيني اخلمسينيات والستينيات‪ .‬حيث بلغ إمجالي حجم املساعدات‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪9‬‬


‫العسكرية السوفييتية ملصر يف تلك السنوات ما يقرب‬ ‫من‪ 3‬مليارات دوالر‪.‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬طلبت مصرمن االحتاد‬ ‫السوفيييت احلصول على مساعدات عسكرية مباشرة‬ ‫يف عامي‪1967‬و ‪ .1973‬حيث قدم االحتاد السوفيييت الدعم‬ ‫ملصر يف حربها ضد إسرائيل‪ .‬وبلغ عدد اخلرباء العسكريني‬ ‫‪6‬‬ ‫السوفييت يف مصر آنذاك حوالي ‪ 20‬ألف خبري‪.‬‬ ‫بدأت العالقات بني موسكو والقاهرة تستعيد عافيتها يف‬ ‫عهد الرئيس مبارك بعد أن مرت بفرتة مجود يف السبعينيات‪.‬‬ ‫فقد زار مبارك بلدنا أكثر من أي زعيم عربي أخر‪ ،‬حيث قام‬ ‫خبمس زيارات رمسية إلي روسيا يف أعوام ‪ ،1997‬و‪،2001‬‬ ‫و‪ ،2004‬و‪ ،2006‬و‪ .2008‬وحتى يف فرتة األزمة اليت أصابت‬ ‫بالدنا يف التسعينيات كانت روسيا تولي أهمية خاصة‬ ‫لتطوير العالقات مع مصر‪ .‬ففي شهر مايو من عام ‪ 1990‬مت‬ ‫توقيع برنامج طويل األجل للتعاون االقتصادي والتجاري‬ ‫والعلمي والتكنولوجي؛ ويف عام ‪ 1992‬بدأت اللجنة‬ ‫الروسية املصرية املشرتكة للتعاون التجاري واالقتصادي يف‬ ‫مباشرة أعماهلا‪ .‬ومع حلول عام ‪ 1995‬بدأت شركة برتول‬ ‫«لوك أويل» املساهمة يف استثمار حقول البرتول يف منطقة‬ ‫مليحة يف الصحراء الغربية‪ .‬ويف عام ‪ 1997‬مت عقد صفقة‬ ‫توريد دفعة من دبابات ‪ T- 80U‬ومروحيات نقل عسكري‬ ‫من طراز مي ‪ 172 -‬ملصر خالل الفرتة ‪ .2000 - 1998‬كما‬ ‫ً‬ ‫أيضا على أنظمة الصواريخ املضادة للطائرات‬ ‫حصلت مصر‬ ‫‪7‬‬ ‫“فوجلا ‪ ”3 -‬وحمطات ردار بعيدة أملدي “أوبورونا ‪.”14 -‬‬ ‫وعلى مدار العقد األول من القرن احلادي والعشرين‬ ‫كانت العالقات الروسية املصرية تقوم على أساس برنامج‬ ‫تطوير التعاون التجاري واالقتصادي والصناعي والعلمي‬ ‫طويل األجل‪ ،‬والذي وقعه البلدان يف عام ‪ .2001‬وكانت‬ ‫جماالت التعاون الرئيسية هى الطاقة وصناعة اآلالت والفضاء‬ ‫واجملال العسكري والعلمي‪.‬‬ ‫تساهم شركة «لوك أويل» منذ عام ‪ 2001‬يف مشروع‬ ‫‪WEEM‬الستخراج البرتول يف الصحراء الشرقية يف منطقة‬ ‫الغردقة‪ .‬يف أثناء عمليات التنقيب اليت جرت يف منطقة‬ ‫مليحة يف الصحراء الغربية يف الفرتة من ‪ 2007‬وحتى ‪2014‬‬ ‫مت اكتشاف عدد من حقول البرتول اجلديدة وهى “الندي‬ ‫الشمالية”‪“ ،‬جواهر”‪“ ،‬أركاديا”‪“ ،‬إمري ديب”‪“ ،‬روزا نورت” ‪،‬‬ ‫“مليحة ويست”‪ .‬وتنتج شركة “لوك أويل” أكثر من ‪16%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من البرتول يف مصر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وطبقا ملذكرة التفاهم لعام ‪ 2003‬بني وكالة الطريان‬

‫‪10‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫والفضاء الروسية وهيئة القومية لعلوم الفضاء يف مصر بدأ‬ ‫تنفيذ عدة مشروعات مشرتكة طويلة األجل‪ .‬ويف ‪2008‬‬ ‫مت توقيع اتفاق حكومي حول التعاون يف جمال االستخدام‬ ‫السلمي للطاقة النووية‪ .‬طبقا هلذه االتفاقية أرسلت مصر‬ ‫خربائها إلي روسيا للتدريب ورفع الكفاءة‪.‬‬ ‫تعتمد الصادرات الروسية التقليدية إلي مصر يف األساس‬ ‫علي القمح واملعادن الفلزية والالفلزية واألخشاب والورق‬ ‫‪9‬‬ ‫واآلالت واملعدات وكذلك األمسدة الزراعية‪.‬‬ ‫كانت االستثمارات الروسية يف مصر قبل ثورات‬ ‫«الربيع العربي» قليلة ً‬ ‫جدا بسبب زيادة املخاطر السياسية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وكانت ترتكز يف األساس علي تلك‬ ‫القطاعات يف االقتصاد املصري اليت توفر عائد استثماري‬ ‫سريع‪ ،‬مثل قطاع السياحة والبناء واخلدمات‪ .‬ففي قطاع‬ ‫السياحة‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ ،‬بلغ عدد الشركات العاملة برأمسال روسي‬ ‫‪ 98‬شركة‪ ،‬ويف قطاع البناء والتشييد استثمرت ‪ 75‬شركة‬ ‫‪ 20.4‬مليون دوالر‪ ،‬فيما وصل عددها يف قطاع اخلدمات إلي‬ ‫‪ 138‬شركة برأس مال بلغ ‪ 10.3‬مليون دوالر‪ .‬يف املقابل‬ ‫مل يتجاوز إمجالي االستثمارات الروسية يف قطاع الصناعة‬ ‫‪10‬‬ ‫املصرية ‪ 9.9‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫اكتسبت العالقات املصرية الروسية صفة الشراكة‬ ‫ً‬ ‫اإلسرتاتيجية‬ ‫رمسيا يف عام ‪ ،2009‬عندما مت التوقيع على‬ ‫اتفاقية الشراكة اإلسرتاتيجية خالل زيارة الرئيس‬ ‫الروسي دميرتي ميدفيديف إىل مصر‪ .‬هذه الوثيقة رمست‬ ‫مالمح تطوير العالقات املصرية الروسية علي املدى البعيد‬ ‫علي كافة املستويات‪ .‬وإذا كان التعاون االقتصادي‬ ‫والتجاري بني مصر وروسيا قد مر بفرتة ركود بسبب املخاطر‬ ‫السياسية نتيجة لألزمات السياسية اليت مر بها العامل العربي‬ ‫يف بداية عام ‪ ،2011‬إال أننا ميكننا احلديث يف الوقت‬ ‫احلاضر عن منو مطرد يف حجم التبادل التجاري بني البلدين‬ ‫وعن جماالت جديدة واعدة للتعاون بينهما‪.‬‬ ‫التعاون االقتصادي انعكاس ملستوى العالقات السياسية‬ ‫يف مارس عام ‪ 2014‬استؤنفت أعمال اللجنة املصرية‬ ‫الروسية احلكومية املشرتكة للتعاون التجاري واالقتصادي‬ ‫والعلمي التقين بعد توقفها يف عام ‪ 2011‬علي خلفية‬ ‫أحداث ثورة يناير يف مصر‪ .‬فقد مت تكثيف االتصاالت بني‬ ‫البلدين سواء علي املستوى احلكومي أو علي مستوى رجال‬ ‫األعمال يف البلدين‪ .‬يقول م‪ .‬أورلوف رئيس جملس األعمال‬


‫املصري الروسي والذي مت إنشاؤه عام ‪ 2006‬حتت إشراف‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن أهمية مصر لالقتصاد‬ ‫الغرفة التجارية الروسية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضخما إذ‬ ‫الروسي‪« :‬أولاً وقبل كل شيء تعترب مصر سوقا‬ ‫يبلغ تعداد سكانها ‪ 95‬مليون نسمة‪ ،‬وعلي الرغم من‬ ‫حالة عدم االستقرار اليت أصابت البالد يف السنوات األخرية‪،‬‬ ‫إال أنها تظل ً‬ ‫بلدا ميتلك مؤسسات مستقرة ومتماسكة‪،‬‬ ‫مثل املؤسسات املالية وغريها‪ ،‬ولذلك تعترب مصر املمر اآلمن‬ ‫للدخول إلي خمتلف البلدان اإلفريقية‪ ،‬كما أنها مركز‬ ‫ثقل أساسي يف العامل العربي‪ ،‬ومن ثم ميكن اعتبارها بوابة‬ ‫‪11‬‬ ‫العبور إلي إفريقيا»‪.‬‬ ‫يف أغسطس من عام ‪ 2014‬أثناء املباحثات اليت جرت بني‬ ‫رئيسي الدولتني مت التوصل إلي اتفاق حول إقامة منطقة‬ ‫صناعية روسية يف مصر‪ ،‬واعتبار مشروع تصدير شركة‬ ‫«جاز بروم» الروسية للغاز املسال إلي مصر ومشاركة‬ ‫شركة «روس أتوم» يف بناء احملطة النووية املصرية من‬ ‫املشاريع الواعدة‪ .‬وكل هذا حيتاج إلي التنمية والتطوير‪.‬‬ ‫كما مت تنشيط التعاون العسكري والتقين بني البلدين‪،‬‬ ‫فقد مت عقد لقاء بني وزراء الدفاع واخلارجية من البلدين‬ ‫مرتني خالل شهري نوفمرب ‪ 2013‬وفرباير ‪.2014‬‬ ‫وقد تقرر توسيع التعاون بني البلدين يف قطاعي القوات‬ ‫اجلوية والبحرية وتوقيع عقود توريد معدات الطريان‬ ‫واألسلحة إلي مصر بقيمة تزيد عن ‪ 3‬مليار دوالر‪ 12.‬وتعد هذا‬ ‫االتفاقيات ذات أهمية خاصة بالنسبة ملصر يف ظل التهديد‬ ‫بوقف توريدات األسلحة األمريكية منذ يوليو ‪ 2013‬بعد‬ ‫عزل حممد مرسي من السلطة‪ .‬كما اتفق اجلانبان علي‬ ‫تدريب الضباط املصريني يف املعاهد التعليمية الروسية‬ ‫وكذلك علي إجراء تدريبات عسكرية مشرتكة يف عام‬ ‫‪ .2015‬وخالل اللقاء الذي مجع وزير الدفاع الروسي سريجي‬ ‫شوجيو مع نظريه املصري الفريق صدقي صبحي مت اإلعالن‬ ‫عن خطط لتوقيع بروتوكول التعاون العسكري بني‬ ‫البلدين‪ .‬هذا الربوتوكول‪ ،‬علي حد تعبري الوزير الروسي‬ ‫«سوف حيدد مالمح التعاون املتبادل بني البلدين يف اجملال‬ ‫العسكري لسنوات عديدة»‪ 13.‬ومن املقرر تركيز االهتمام‬ ‫علي التعاون بني البلدين يف جمال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى أعطت االتصاالت السياسية عالية‬ ‫املستوى ً‬ ‫دفعة قوية لتعزيز العالقات التجارية بني مصر‬ ‫وروسيا‪ :‬فكما يبني حصاد عام ‪ 2014‬ارتفع حجم التبادل‬ ‫التجاري بني البلدين بنسبة ‪ 86%‬ليصل إلي ‪ 5.478‬مليار‬ ‫دوالر‪ 14.‬وتتمثل الصادرات الروسية األساسية إىل مصر يف‬

‫البرتول ومشتقاته‪ ،‬واحلبوب‪ ،‬حيث توفر روسيا حوالي ‪40%‬‬ ‫من احتياجات مصر من القمح‪ ،‬وكذلك األخشاب ومنتجاتها‪،‬‬ ‫واملعادن احلديدية‪ ،‬ووسائل النقل الربي وقطع الغيار اخلاصة‬ ‫بها‪ ،‬وزيت عباد الشمس‪ .‬كما حيافظ السوق املصري علي‬ ‫موازنة احتياجاته من اآلالت واملعدات الروسية مثل سيارات‬ ‫«فاز»‪ ،‬والرافعات‪ ،‬واملروحيات‪ ،‬ووحدات الطاقة الكهرومائية‪.‬‬ ‫واحلقيقة أن إقامة منطقة صناعية روسية متخصصة يف‬ ‫مصر من املمكن أن يسمح لشركاتنا (الروسية) مبضاعفة‬ ‫صادراتها ليس فقط إىل مصر بل وإىل أسواق البالد اجملاورة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ .‬فمصر أكرب مستهلك للقمح الروسي‪ ،‬إذ تستحوذ‬ ‫وحدها علي مخس إمجالي صادرات احلبوب الروسية‪ .‬ففي‬ ‫عامي ‪ 2014 - 2013‬بلغ حجم صادرات احلبوب الروسية‬ ‫إلي مصر ‪ 3.3‬مليون طن‪ ،‬ومن املخطط مضاعفة حجم هذه‬ ‫الصادرات بنسبة ‪ 60%‬يف عام ‪ 2015‬لتصل إلي ‪ 5.5 - 5‬مليون‬ ‫طن‪ .‬بينما تنحصر الصادرات املصرية إلي روسيا بنسبة ‪90%‬‬ ‫يف الفاكهة واخلضروات مثل املواحل والبطاطس والبصل‪.‬‬ ‫حيث تتصدر روسيا قائمة البلدان املستوردة للبطاطس‬ ‫‪15‬‬ ‫ً‬ ‫سنويا ‪ 300‬ألف طن‪.‬‬ ‫املصرية‪ ،‬فتشرتي منها‬ ‫يف سبتمرب من عام ‪ 2014‬وصل إلي موسكو وفد جتاري‬ ‫مصري برئاسة وزير التجارة املصري منري فخري عبد النور‬ ‫حلضور املعرض الدولي للمواد الغذائي ة ‪WorldFoo d‬‬ ‫‪ .Moscow‬وقد ضم هذا الوفد ممثلني عن ‪ 64‬شركة‬ ‫مصرية متخصصة يف الصناعات الغذائية وتصنيع املنتجات‬ ‫الزراعية‪ .‬وقد أشار أعضاء الوفد إىل أن العالقات االقتصادية‬ ‫بني البلدين متر حبالة ازدهار‪ ،‬وأن الصادرات املصرية للسوق‬ ‫‪16‬‬ ‫الروسية قد ازدادت خالل السنة األخرية بنسبة ‪.27.6%‬‬ ‫ويتوقع اجلانبان أن تواصل التجارة املتبادلة بني البلدين‬ ‫منوها نتيجة لعاملني مهمني‪ ،‬أحدهما يتمثل يف العقوبات‬ ‫األوروبية املفروضة علي روسيا‪ ،‬واآلخر يف قيام مصر بتوقيع‬ ‫اتفاقية التجارة احلرة مع االحتاد االقتصادي األوروأسيوي‪.‬‬ ‫هذه االتفاقية ستكفل حرية حركة الصادرات للسلع‬ ‫الصناعية والزراعية بدون فرض رسوم مجركية أو أي رسوم‬ ‫أخرى‪ .‬باإلضافة إلي ذلك تدرس السلطات يف مصر وروسيا‬ ‫إمكانية إقامة منطقة جتارة حرة بينهما‪ .‬وتأمل روسيا‬ ‫يف أن زيادة صادرات املواحل والبصل والبطاطس املصرية‬ ‫بنسبة ‪ 30%‬سوف يغطي نصف العجز الذي تسبب فيه حظر‬ ‫االسترياد من الدول الغربية‪ .‬وقد عرب هشام النجار نائب رئيس‬ ‫شركة «دالتكس» املصرية‪ ،‬إحدى كربى الشركات‬ ‫املصدرة للبطاطس عن تفاؤله الكامل بقوله‪« :‬إذا كان‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪11‬‬


‫حجم الصادرات املصرية إىل روسيا يف األعوام املاضية يرتاوح بالتنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد إىل مستوي جديد‪.‬‬ ‫بني ‪ 70 - 50‬ألف طن من البطاطس‪ ،‬فإننا اليوم نضاعف‬ ‫وهكذا نرى أن التعاون بني مصر وروسيا يف جمال الطاقة‬ ‫صادراتنا خبمس مرات أكثر من ذي قبل»‪17.‬وبهدف زيادة‬ ‫ال يقتصر فقط علي البرتول أو الغاز‪ .‬فهناك خطط طموحة‬ ‫حجم الصادرات املصرية من املنتجات الزراعية إلي روسيا‬ ‫للعمل املشرتك يف جمال الطاقة البديلة من بينها إنشاء‬ ‫ختطط الشركات الروسية لالستثمار يف جمال الصناعات‬ ‫مركز أحباث مصري روسي يهدف إىل استحداث تكنولوجيا‬ ‫التحويلية يف مصر‪.‬‬ ‫جديدة لتدوير املخلفات الزراعية وحتويلها إلي مصادر بديلة‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تبادل تكنولوجيا إنتاج اإليثانول والغاز‬ ‫وها هى شركة «جاز بروم» الروسية تسعي إلقامة للوقود‪،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫عالقات وثيقة طويلة األجل مع مصر يف جمال استخراج الغاز‪ .‬البيولوجي‪.‬‬ ‫فقد كانت «جاز بروم» إحدى الشركات األربع اليت فازت‬ ‫دور مهم يف تطوير التعاون الثنائي ينتظر من جملس‬ ‫يف نهاية عام ‪ 2014‬مبناقصة لتوريد الغاز الطبيعي املسال‬ ‫إلي مصر‪ ،‬كما جتري الشركة مباحثات مع الشركاء األعمال املصري الروسي الذي أعيد هيكلته يف عام ‪2014‬‬ ‫املصريني لتوريد سبع دفعات (سفن صهرجيية) من الغاز بهدف دعم تنمية الصادرات وجذب االستثمارات‪ .‬فقد تقرر‬ ‫املسال سنويا حيت عام ‪ .2020‬وتري «جاز بروم» أن تطوير إعطاء الفرصة للمشاركة يف أعمال هذا اجمللس ملمثلني‬ ‫العالقات مع دولة عربية مثل مصر ميثل أهمية كبرية علي عن خمتلف قطاعات االقتصاد‪ ،‬وتعزيز أنشطته يف إقامة‬ ‫املستويني االقتصادي والسياسي علي حد سواء‪ .‬ففي الوقت املعارض‪ .‬ومن هنا تأتي ثقة رئيس جملس األعمال املصري‬ ‫الذي تقوم فيه الشركة بتطوير إنتاجها من الغاز الطبيعي الروسي م‪.‬أورلوف يف أن اجملال مفتوح علي مصراعيه أمام‬ ‫أيضا إلي التوسع يف السوق وتقليل إعتمادها روسيا لالستثمار يف االقتصاد املصري مبختلف قطاعاته‬ ‫املسال تسعي ً‬ ‫علي السوق األوروبية‪ .‬وهلذا تزداد أهمية التعاقد مع مصر بداية من البنية التحتية وحتى التكنولوجيا املتطورة‪.‬‬ ‫يف ظل العقوبات املفروضة علي روسيا مبا يسمح بتنويع فهناك عدد كبري من القطاعات اليت ميكن لروسيا أن‬ ‫تلعب ً‬ ‫ً‬ ‫مهما من خالهلا يف االقتصاد املصري‪ ،‬مثل قطاع‬ ‫دورا‬ ‫الصادرات بني البلدان اليت قد تعرض عن الغاز الروسي وتلك‬ ‫اليت تعارض اإلجراءات املناهضة لروسيا‪ .‬ومن املتوقع أن تتولي الطاقة وقطاع صناعة الدواء (يذكر أن حجم التجارة يف هذا‬ ‫ً‬ ‫سنويا)‪ ،‬هذا‬ ‫شركة ‪ WestNileDelta‬مهمة توريد الغاز الطبيعي القطاع وحده ميكن أن يصل إلي مليار دوالر‬ ‫للسوق احمللي داخل مصر وهو املشروع املشرتك بني شركة باإلضافة إلي القطاع التقليدي أال وهو السياحة‪ .‬وعلي هذا‬ ‫“بريتش برتوليم” وشركة “ألفا جروب” الروسية‪ .‬ومن املقرر األساس جيب أن يصل حجم التجارة بني البلدين إلي ‪ 10‬مليار‬ ‫ً‬ ‫‪18‬‬ ‫سنويا‪ .‬ومن اجملاالت الواعدة أيضا التعاون يف جمال‬ ‫دوالر‬ ‫أن يبلغ إمجالي حجم االستثمارات ‪ 12‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫االتصاالت الالسلكية وإدخال مصر ضمن مشروع تطوير‬ ‫هناك أيضا االتفاق النووي الذي مت توقيعه خالل زيارة‬ ‫‪22‬‬ ‫نظام املالحة «جلوناس»‪.‬‬ ‫الرئيس الروسي فالدميري بوتني إلي مصر‪ ،‬والذي ال يتعلق‬ ‫ً‬ ‫لكن كل من اجلانبني املصري والروسي يدرك جيدا أن‬ ‫فقط ببناء حمطة الطاقة النووية املصرية وإمنا يؤسس‬ ‫فعليا خللق صناعة جديدة يف هذا البلد العربي أال وهى الطريق لتنفيذ هذه اخلطط الطموحة حمفوف باملشاكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التكنولوجيا النووية‪ .‬فقد أبدت شركة «روس أتوم» والصعوبات اليت حتمل ً‬ ‫طابعا جتاريا وسياسيا أيضا‪ ،‬وتتمثل‬ ‫استعدادها لبناء أربع وحدات للمحطة النووية يف مشال مصر يف صعوبة وصول السلع إىل األسواق‪ ،‬وصعوبة احلصول‬ ‫بقدرة ‪ 1200‬ميجا فولت لكل وحدة‪ 19.‬وتقدر تكلفة علي التصاريح الالزمة‪ .‬ويف هذا الصدد أعلن الرئيس عبد‬ ‫املشروع حبوالي ‪ 5 – 4.5‬مليار دوالر‪ .‬ومن املتوقع أن يتم الفتاح السيسي أثناء ترحيبه باملشاركني يف املؤمتر الدولي‬ ‫تطبيق أحدث التقنيات الروسية يف بناء وحدات ذات أعلي لدعم االقتصاد املصري (‪ 15 - 13‬مارس ‪ )2015‬عن نية بالده‬ ‫معدالت لألمان من طراز «ما بعد حادثة فوكوشيما» مع إلزالة كافة العقبات البريوقراطية أمام املستثمرين وتغيري‬ ‫إمكانية حتلية مياه البحر‪ 20.‬ومن املفرتض أن يتم متويل التشريعات والقوانني القدمية‪ .‬فمن املقرر يف أقرب وقت أن‬ ‫ً‬ ‫املشروع يف صورة قرض من اجلانب الروسي‪ ،‬ويشمل‬ ‫أيضا يتم مراجعة قوانني التنافس‪ ،‬وإنشاء الشركات واالستثمار‬ ‫تأهيل الكوادر املصرية‪ .‬هذا املشروع النووي ميكنه أن واإلدارة وإدخال تعديالت علي قانون منع االحتكار‪ ،‬وإصدار‬ ‫ميثل طفرة تكنولوجية جبارة ملصر من شأنها أن ترتقي قانون االستثمار املوحد اجلديد‪ .‬يف معرض حديثه حول‬

‫‪12‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫التغلب علي العقبات اإلدارية والبريوقراطية اليت تعوق قطاع‬ ‫األعمال أشار بيرتوف نائب رئيس الغرفة التجارية الروسية‬ ‫إلي أن الدور الرئيسي يف هذه املهمة يقع علي عاتق اللجنة‬ ‫احلكومية املصرية الروسية املشرتكة وجملس األعمال‬ ‫‪23‬‬ ‫املصري الروسي‪.‬‬ ‫ومما يدل علي أن التعاون مع روسيا ميثل ملصر أهمية‬ ‫خاصة هو إنشاء جلنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء إبراهيم‬ ‫حملب أطلق عليها «البيت الروسي» يف سبتمرب عام ‪.2014‬‬ ‫هذا القرار اقتضته ضرورة حتقيق تعاون اقتصادي بني‬ ‫البلدين علي مستوى يضاهي مستوى العالقات السياسية‪.‬‬ ‫يف إطار هذه اللجنة تعمل قطاعات البرتول والثروة املعدنية‬ ‫والطاقة الكهربائية ومصادر الطاقة املتجددة والزراعة‬ ‫واستصالح األراضي والنقل واالستثمار‪.‬‬ ‫يف سبتمرب عام ‪ 2014‬وخالل زيارة وفد الغرفة التجارية‬ ‫املصرية إلي موسكو برئاسة وزير الصناعة والتجارة‬ ‫منري فخري عبد النور قدمت لرجال األعمال الروس مشاريع‬ ‫استثمارية يف إطار خطة تنمية حمور قناة السويس مشلت‬ ‫جماالت خمتلفة مثل التجارة والسياحة واخلدمات والصناعة‬ ‫والزراعة والنقل‪ .‬وحتدث املصريون عن خططهم الواعدة‬ ‫لتحويل حمور قناة السويس إلي مشروع صناعي ضخم يشمل‬ ‫بناء مطارات وموانئ‪ ،‬وإقامة مناطق صناعية ولوجيستية‪،‬‬ ‫وإنشاء وادي التكنولوجيا واجلامعة التكنولوجية‪ ،‬ومزارع‬ ‫أمساك‪ ،‬واستصالح أراضي زراعية‪ ،‬ومشروعات البنية‬ ‫التحتية‪ ،‬مبا يف ذلك حمطات الكهرباء ومرافق املياه‪ .‬هذه‬ ‫املشروعات يعتربها املصريون واعدة وجاذبة للمستثمر‬ ‫الروسي‪.‬‬ ‫يذكر أن حجم االستثمارات الروسية يف مصر يف عام‬ ‫‪ 2014‬بلغ ‪ 67‬مليون دوالر‪ ،‬وبلغ عدد الشركات العاملة يف‬ ‫السوق احمللي بشراكة روسية ‪ 398‬شركة‪ 24.‬تشري هذه‬ ‫األرقام إلي أن املساهمة الروسية يف رؤوس األموال واملوارد‬ ‫املالية التزال حمدودة بشكل واضح بالنظر إلي حالة‬ ‫االقتصاد الروسي‪.‬ويف إطار االتفاقية اليت وقعها الرئيسان‬ ‫بوتني والسيسي أعلنت ‪ 6‬شركات روسية كربى عن عزمها‬ ‫االستثمار يف إنشاء صوامع ختزين احلبوب يف مصر بسعة‬ ‫ترتواح بني ‪ 60‬إلي ‪ 100‬ألف طن‪ ،‬وكذلك إنشاء مطاحن‬ ‫حديثة بقدرة ‪ 600‬طن يف اليوم‪ ،‬ومراكز لوجيستية‬ ‫لتخزين احلبوب واملنتجات‪ ،‬وكذلك إنشاء مصانع إنتاج‬ ‫األعالف تعمل بقدرة ‪ 40‬طن يف الساعة‪ ،‬ومصانع إنتاج‬

‫األلبان واألجبان ً‬ ‫وفقا للمواصفات احلديثة‪ .‬وتسعي تلك‬ ‫الشركات للحصول علي التمويل الالزم من خالل بنك‬ ‫التصدير الروسي بشروط تفصيلية‪ .‬قام كل من االحتاد‬ ‫الوطين ملنتجي الغالل يف روسيا وشركة ‪TerraBiroya‬‬ ‫(اإلمارات العربية املتحدة) وشركة ‪CondorServices‬‬ ‫(مصر) بتوقيع مذكرة لتنظيم الشراكة فيما خيص‬ ‫توريدات احلبوب املباشرة من روسيا إلي بلدان الشرق‬ ‫األوسط وإفريقيا‪ .‬يف إطار هذا املشروع من املقرر إنشاء‬ ‫جممع لوجيسيت للحبوب يف ميناء دمياط علي البحر املتوسط‬ ‫بسعة ‪ 7.5‬مليون طن‪ ،‬وحيتوي علي ‪ 40‬صومعة علي األقل‪.‬‬ ‫وتتمثل مهمة الشركاء الروس يف ضمان إمدادات مستقرة‬ ‫من احلبوب الروسية إلي بلدان املنطقة‪ .‬ووفقا املذكرة فإن‬ ‫هذه الشراكة ينبغي مع مرور الوقت أن تأخذ شكل املمر‬ ‫‪25‬‬ ‫اإلقليمي “روسيا‪-‬الشرق األوسط ‪-‬إفريقيا”‪.‬‬ ‫أما فيما خيص جمال السياحة‪ ،‬أحد أهم اجملاالت يف‬ ‫مصر فإن أهمية روسيا بالنسبة ملصر حيددها حجم السياحة‬ ‫الوافدة إلي مصر‪ ،‬وآفاق التعاون االستثماري بني البلدين يف‬ ‫هذا اجملال‪.‬فمصر تعد الوجهة السياحية الثانية لدي الروس‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2013‬زار مصر ‪ 2.2‬مليون سائح روسي‪ ،‬بينما‬ ‫بلغ عددهم ‪ 3.1‬مليون سائح يف عام ‪ .2014‬وبوجه عام‬ ‫جند أن أكثر من ‪ 50%‬ممن يأتون للسياحة يف منتجعات‬ ‫البحر األمحر هم من مواطين روسيا االحتادية وبيالروسيا‬ ‫وكازاخستان‪ .‬يف موسم صيف ‪ 2015‬قامت احلكومة‬ ‫املصرية بإلغاء رسوم التأشريات بالنسبة للسياح الروس‪ .‬كما‬ ‫أن احلكومة املصرية لديها رغبة يف إقامة منتجعات سياحية‬ ‫جديدة مبشاركة رأس املال الروسي‪ .‬وهنا ميكننا احلديث‬ ‫عن إمكانية ارتقاء العالقات املصرية الروسية إلي مستوى‬ ‫جديد من التعاون‪ .‬يف تقييمه ملستقبل العالقات املصرية‬ ‫الروسية أشار وزير اخلارجية الروسي سريجي الفروف إلي‬ ‫«نضج عالقات الشراكة بني مصر وروسيا واليت تؤهلها ألن‬ ‫‪26‬‬ ‫ترتقي ملستوى الشراكة اإلسرتاتيجية»‪.‬‬ ‫إن «عودة» روسيا إلي مصر هلا أهمية كبرية يف تعزيز‬ ‫كافة أشكال التعاون بني البلدين‪ .‬فروسيا اليت تسعى‬ ‫لتوسيع دائرة وجودها يف منطقة الشرق األوسط ومشال‬ ‫ً‬ ‫العبا ً‬ ‫مهما ضمن‬ ‫إفريقيا لديها فرص كثرية لكي تصبح‬ ‫توازنات القوي اجلديدة يف املنطقة‪ ،‬وكذلك لكي تزيد من‬ ‫تأثريها يف رسم مالمح العالقات الدولية‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪13‬‬


‫(‪)Endnotes‬‬ ‫كاف”‪ ،‬أ‪ .‬م‪ .‬فاسيليف‪،‬‬ ‫‪1 .1‬انظر‪« :‬مصر وروسيا – هناك آفاق للتعاون لكن تفعيلها حيتاج لوقت‬ ‫ٍ‬ ‫د‪.‬إ‪.‬فينيتسكي‪ //‬جملة «آسيا وإفريقيا اليوم»‪ ،‬العدد ‪2015 ،4‬‬ ‫‪2 .2‬س‪ .‬كوين‪« ،‬الشراكة بني بوتني والسيسي»‪/http://inosmi.ru/world .‬‬ ‫‪3 .3‬حممد السعيد إدريس “روسيا – موازن دولي ملصر”‪،‬‬ ‫‪http://inosmi.ru/world/20150211/226196942.html‬‬ ‫‪4 .4‬الرئيس املصري‪ :‬مصر حتتاج إىل ‪ 300 - 200‬مليون دوالر إلنعاش االقتصاد‪.‬‬ ‫‪http://www.russarabbc.ru/element_id35231‬‬ ‫‪5 .5‬مؤمتر دعم اقتصاد مصر‪http://infitah.ru/novosti-ekonomiki-i-biznesa .‬‬ ‫‪6 .6‬انظر‪« :‬روسيا يف الشرق األدني واألوسط‪ :‬من اخلالص إىل الربمجاتية»‪ ،‬أ‪ .‬م‪ ،‬فاسيلييف‪ ،‬دار «العلم»‪،‬‬ ‫موسكو‪1993 .‬‬ ‫‪7 .7‬أنظر‪« :‬بلدان إفريقيا وروسيا»‪ ،‬معهد الدراسات األفريقية‪ ،‬أكادميية العلوم الروسية‪ ،2004 ،‬ص‪79-87 :‬‬ ‫‪8 .8‬لقاء مع وزير البرتول املصري شريف إمساعيل ‪www.russarabbc.ru/element-id=35223 -‬‬ ‫‪9 .9‬التعاون االقتصادي بني مصر وروسيا‪ ،‬إ‪ .‬أو‪ .‬كاسايف‪http://www.iimes.ru/?p=10615 .‬‬ ‫‪1010‬مسر السيد‪ :‬موسكو ضخت استثمارات بقيمة ‪ 107.23‬مليون دوالر يف مصر خالل ‪ 44‬عام‪.‬‬ ‫‪http://arafnews.ru/materials/ us10723-mln.html‬‬ ‫‪“1111‬روسيا ومصر – عهد ذهيب جديد”‪ ،‬م‪ .‬كاتشيفسكايا‪.‬‬ ‫‪www.ТПП-Информ - http://arafnews.ru/news‬‬ ‫‪1212‬القاهرة تفضل موسكو‪www.russarabbic.ru/element_id=33633 ،‬‬ ‫‪1313‬وزير الدفاع الروسي سريجي شوجيو‪ :‬روسيا ومصر توقعان بروتوكول التعاون العسكري‪.‬‬ ‫‪www.russarabbic.ru/element_id=35117‬‬ ‫‪1414‬مصر واالحتاد االقتصادي األورواسيوي ينظمان جمموعة عمل لبحث إنشاء منطقة التجارة احلرة‪.‬‬ ‫‪http://ria.ru/economy/20150205/1046118883.html‬‬ ‫‪1515‬مصر وعالقاتها الثنائية مع روسيا‪.‬‬ ‫‪www.ved.gov.ru/exportcountries/eg_ru.news/17430.html‬‬ ‫‪1616‬جهود مصر لزيادة منتجاتها يف روسيا‪.‬‬ ‫‪http://www.russarabbc.ru/rusarab/index.php?ELEMENT_ID=33572‬‬ ‫‪1717‬اإلمكانيات الروسية‪ ،‬ن‪ .‬فاخني ‪.‬‬ ‫‪http://arafnews.ru/materials/rossijskievozmozhnosti.html‬‬ ‫‪http://www.russarabbc.ru/rusarab/index.php?ELEMENT_ID=35180‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫‪1919‬املصدر نفسهرقم ‪.1‬‬ ‫ً‬ ‫عددا من وثائق التعاون ‪www.russarabbc.ru/element-id=34911 -‬‬ ‫‪2020‬روسيا ومصر توقعان‬ ‫‪2121‬مصر ترغب يف التعاون مع روسيا يف جمال الطاقة البديلة‪ .‬أ‪ .‬جيوروفا‪.‬‬ ‫‪http://провэд.рф/economics/fea/20807-egipet‬‬ ‫‪2222‬املصدر نفسه رقم ‪.11‬‬ ‫‪2323‬مصر تنتظر روسيا‪ .‬م‪ .‬كاتشيفسكاي‪.‬‬ ‫ ‪www.russarabbc.ru/element-id=35354‬‬‫‪2424‬زيارة رجال األعمال املصريني إىل روسيا‬ ‫‪2525‬رجال الزراعة الروس يوقعون مذكرة مع جتار احلبوب يف مصر واإلمارات ‪.‬‬ ‫‪http://www.russarabbc.ru/rusarab/index.php?ELEMENT_ID=35200‬‬ ‫‪2626‬موسكو‪ :‬الشراكة الروسية املصرية تكتسب الطابع االسرتاتيجي ‪-‬‬ ‫‪www.regnum.ru/news/polit/1766408.html‬‬

‫‪14‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫مشكلة الموارد المائية‬ ‫السياسة المائية في حوض النيل‬ ‫ي‪.‬أ‪ .‬يلكينا‬

‫*‬

‫(مت إعداد املادة العلمية يف إطار مشروع الصندوق العلمي الروسي رقم االقتصادية‪ ،‬والتعاون عرب احلدود‪.‬‬ ‫‪ 14-18-03615‬السياسة الروسية يف الشرق األوسط واألدنى‪ :‬إمكانات واتفقوا كذلك على مبدأ ملئ خزان‬ ‫ً‬ ‫وحدود التعاون مع بلدان املنطقة)‬ ‫مستقبال‪،‬‬ ‫املياه على مراحل واستغالله‬ ‫وقرروا أن يقوموا بشكل مشرتك‬ ‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النيل األزرق‪« ،‬سد النهضة اإلثيوبي العظيم»‪،‬‬ ‫بتنفيذ توصيات جلنة اخلرباء الدولية‬ ‫اإلعالن املصري‪-‬السوداني‪-‬اإلثيوبي املشرتك‪.‬‬ ‫والنظر بعني االعتبار ملخرجات التقرير‬ ‫إن جملة «آسيا وإفريقيا» إذ تنظر بعني اإلعتبار لتفاقم مشكلة توفري اخلتامي للجنة الثالثية للخرباء عرب‬ ‫املياه العذبة‬ ‫لسكان قارتي آسيا وإفريقيا فقد أفردت على صفحاتهاهذا املراحل املختلفة ملشروع بناء السد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪1‬‬ ‫العام بابا جديدا حتت عنوان «مشكلة املوارد املائية» وتأتي هذه املقالة كما مت إقرار مبدأ عدم التسبب يف‬ ‫استكماال للحوار حول هذا املوضوع‪.‬‬ ‫ضرر ذي شأن ألي طرف من األطراف‪.‬‬ ‫وجاء يف الوثيقة ما نصه‪« :‬سوف تتخذ‬ ‫يف الثالث والعشرين من مارس عام يف مصر مصدر قلق وخوف‪ ،‬ذلك أن النيل الدول الثالث كافة اإلجراءات املناسبة‬ ‫‪2015‬م جرت يف العاصمة السودانية هو مصدرهم الوحيد للحصول على املياه لتجنب التسبب يف أي ضررحمتمل ألي‬ ‫‪5‬‬ ‫اخلرطوم فعاليات لقاء القمة بني زعماء العذبة ومن ثم فهو فعليا مصدر احلياة طرف عند استغالل مياه النيل األزرق»‪.‬‬ ‫دول اجلوار اإلفريقي‪ .‬هذا اللقاء‪ ،‬الذي بالنسبة هلم»‪3.‬واعتمد الزعماء الثالثة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يقع “سد النهضة العظيم” على‬ ‫بالغا‪ ،‬وثيقة “إعالن املبادئ” حول التعاون‬ ‫اهتماما‬ ‫قلما حيدث وأواله العامل‬ ‫ً‬ ‫شارك فيه كل من الرئيس املصري عبد املشرتك فيما يتعلق ببناء “السد بعد ‪ 15‬كيلومرت تقريبا من احلدود‬ ‫الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اإلثيوبي العظيم” حيتوي «إعالن املبادئ» على اإلثيوبية السودانية‪ .‬وتبلغ القدرة‬ ‫هايليماريام ديسالني والرئيس العديد من الصيغ املبهمة اليت تفتقد املعلنة للمحطة الكهربائية ‪ 6‬آالف‬ ‫السوداني عمر البشري وتناول مياه النيل من الناحية الفعلية إىل أي عناصر ميجاوات‪ .‬وهي بذلك ستصبح احملطة‬ ‫وسبل حل اخلالفات املتعلقة ببناء «سد حمددة‪ .‬وعالوةعلى ذلك يشري «إعالن األكرب يف إفريقيا واحلادية عشرة‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‬ ‫النهضة اإلثيوبي العظيم»‪2‬على النيل املبادئ» إىل مساعي حل املشكالت على مستوى العامل أي تعادل‬ ‫على أساس من «التفاهم املشرتك‪ ،‬حمطة كراسنويارسك الروسية‪.‬‬ ‫األزرق‪.‬‬ ‫واملصلحة العامة‪ ،‬وحسن النوايا‪ ،‬ويقع خزان املياه على مساحة ‪1561‬‬ ‫وخالل التوقيع على الوثيقة أدىل واملنفعة للجميع‪ ،‬ومبادئ القانون كيلومرت مربع وتبلغ سعته التخزينية‬ ‫‪6‬‬ ‫الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي الدولي »‪4.‬وكذلك ضرورة التعاون حوالي ‪ 79‬مليار مرت مكعب من املياه‪.‬‬ ‫بتصريح جاء فيه «إن سد النهضة ميثل‬ ‫يف مسألة تفهم “االحتياجات املائية”‬ ‫ً‬ ‫لسنوات طويلة ظلت خطط بناء‬ ‫مصدرا إلمكانات جديدة للماليني من‬ ‫واملصب‪....‬‬ ‫املنبع‬ ‫عند‬ ‫النيل‬ ‫جمرى‬ ‫لدول‬ ‫السد طي الكتمان حتى مت وضع أول‬ ‫املواطنني اإلثيوبيني حيث إن هذا السد‬ ‫أقرت األطراف املوقعة على الوثيقة حجر أساس للمشروع يف الثاني من أبريل‬ ‫سيقوم بتوليد طاقة كهربائية نظيفة‬ ‫بيئيا‪ ،‬لكنه ميثل للعدد نفسه من بأن بناء السد يأتي بهدف توليد الطاقة عام ‪2011‬م على يد مليس زيناوي‬ ‫إخوانهم الذين يسكنون ضفاف النيل الكهربائية‪ ،‬واملساهمة يف التنمية رئيس الوزراء اإلثيوبي يف ذلك الوقت‪.‬‬ ‫* معهد إفريقيا التابع ألكادميية العلوم الروسية‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪.‬هشام حممد حممود‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪15‬‬


‫تقدر تكلفة املشروع ككل ال تقوم باستخراج النفط‪ ،‬األمر الذي‬ ‫بـ ‪ 4.8‬مليار دوالر‪ ،‬يتكلف بناء يضطرها إىل شرائه هو واملنتجات‬ ‫السد نفسه ‪ 3‬مليارات دوالر وسيتم النفطية األخرى‪.‬‬ ‫متويل بنائه من خالل إطالق سندات‬ ‫ويرى اإلثيوبيون أن مياه النيل‬ ‫حكومية واستثمارات يف القطاع‬ ‫ً‬ ‫متاما‬ ‫هى هبة منحتهم إياها الطبيعة‬ ‫اخلاص‪ .‬وقد فازت الشركة اإليطالية‬ ‫كمثل النفط الذي وهبته الطبيعة‬ ‫‪ SaliniCostrutturi‬بعقد بناء‬ ‫لبلدان اخلليج العربي‪ .‬ويتساءل‬ ‫السد‪،‬وهى شركة لديها خربات سابقة‬ ‫اإلثيوبيون‪ :‬ملاذا يدفعون املال مقابل‬ ‫يف بناء سدود أصغر داخل إثيوبيا‪.‬‬ ‫حصوهلم على النفط وال يتقاضون أية‬ ‫وتبلغ تكلفة احملطة الكهربائية ‪1.8‬‬ ‫أموال مقابل املياه؟‬ ‫مليار دوالر من املفرتض أن يتم توفريها‬ ‫عن طريق الديون‪ .‬هذه املبالغ مجيعها‬ ‫وهناك حاالت معروفة يف العامل‬ ‫ال يدخل من ضمنها حساب تكلفة تدفع فيها بلدان املصب املال لبلدان املنبع‬ ‫شبكة التوزيع‪ 7.‬ويف مايو عام ‪2013‬م وهلذا يرى اإلثيوبيون أن بناء السد على‬ ‫مت حتويل مسار النيل األزرق إىل جمرى نهر النيل هو أمر له مربراته من الناحية‬ ‫مؤقت بهدف تنظيف وتهيئة املساحة االقتصادية وعلى نطاق أوسع هو‬ ‫املخصصة ألعمال البناء‪.‬‬ ‫مبثابة “بوابة العبور حنو املستقبل”‪.‬‬ ‫األسباب والدوافع اإلثيوبية‬ ‫لدى اإلثيوبيني أسبابهم ودوافعهم‬ ‫عندما يتحدثون عن ضرورة االستغالل‬ ‫األكثر فعالية ملياه النيل األزرق‬ ‫الذي ينبع من أراضيهم‪ .‬إن اإلثيوبيني‬ ‫حبكم طبيعة الزراعة عندهم مل‬ ‫يسبق هلم من قبل أن مارسوا الزراعة‬ ‫بالري‪ .‬فاهلضبة اإلثيوبية حتصل على‬ ‫كميات كافية من املياه جراء األمطار‬ ‫املومسية القادمة من احمليط اهلندي‪.‬‬ ‫ويعد “التيف”‪ 8‬أكثر احملاصيل‬ ‫ً‬ ‫انتشارا هنا‪ ،‬حيث يشغل‬ ‫الزراعية‬ ‫حتى‪ 30%‬من مساحة البالد ويتفوق‬ ‫بقيمته الغذائية على كل احلبوب يف‬ ‫العامل‪.‬‬

‫يرى أصحاب املبادرة يف هذا املشروع‬ ‫أن بناء السد من املفرتض أن حيول‬ ‫إثيوبيا من بلد زراعي فقري إىل دولة‬ ‫صناعية مزدهرة بفضل استغالل‬ ‫الطاقة الكهربائية الرخيصة‪ .‬فعملية‬ ‫بناء السد نفسها ستخلق اآلالف‬ ‫من فرص العمل‪ ،‬وبإنتهاء عمليات‬ ‫البناء فإن الطاقة الكهربائية لن‬ ‫تليب إحتياجات إثيوبيا فحسب وإمنا‬ ‫إحتياجات البلدان اجملاورة هلا ومن بينها‬ ‫ً‬ ‫السودان‪ ،‬ورمبا مصر‬ ‫أيضا‪ .‬وستتاح‬ ‫الفرصة الستثمار أموال ضخمة إلرساء‬ ‫بنية حتتية للسياحة الدولية يف‬ ‫املناطق ذات الطبيعة الفريدة اخلالبة‬ ‫واآلثار املعمارية يف البالد‪.‬‬ ‫وستمتد خطوط نقل الكهرباء‬ ‫ً‬ ‫عرب نطاق واسع‬ ‫انطالقا من السد حتى‬ ‫عاصمة الدولة «أديس أبابا» وكذلك‬ ‫حتى العاصمة السودانية «اخلرطوم»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫وذلك بطول ‪ 400‬كيلومرت‬

‫وإثيوبيا دولة فقرية‪ ،‬حيث إن حوالي‬ ‫‪ 40%‬من سكانها البالغ تعدادهم ‪87.9‬‬ ‫مليون نسمة (وفقا لتقديرات عام‬ ‫‪2014‬م) يعيشون حتت خط الفقر‪.‬‬ ‫وهى بالد ال يوجد بها صناعة مبفهومها‬ ‫الفعلي‪ ،‬و‪ 5%‬فقط من الطبقة العاملة‬ ‫يف احلقيقة يرى البعض أن بناء‬ ‫يشتغلون بها‪ 9.‬واالقتصاد مرتبط السد هو مثال على حماولة اإلضطالع‬ ‫بشكل كبري بتصدير النفط‪ .‬مبشروع عمالق دون أن يكون له‬ ‫وعلى الرغم من املخزون النفطي الذي دوافعه‪ .‬فالطاقة الكهربائية املقرر أن‬ ‫متتلكه إثيوبيا إال أنها حتى اليوم تبلغ قدرتها ‪ 6‬آالف ميجاوات لن يتسنى‬

‫‪16‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫احلصول عليها إال يف فرتات تساقط‬ ‫األمطار بغزارة وارتفاع منسوب املياه‬ ‫يف النيل األزرق وهى مدة ال تتجاوز ‪3‬‬ ‫أشهر يف السنة‪ .‬أما يف موسم اجلفاف‬ ‫فسوف تقل طاقة احملطة الكهربائية‬ ‫‪10‬‬ ‫بشكل كبري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫إال َّ‬ ‫سياسيا‬ ‫بعدا‬ ‫أن هناك‬ ‫طموحا‬ ‫للسد وللمحطة الكهربائية‪ ،‬حيث‬ ‫من املفرتض أن يصبح كل منهما ً‬ ‫رمزا‬ ‫للنهضة القومية يف إثيوبيا‪ .‬ومن ثم فإن‬ ‫توجيه االنتقاد للمشروع يعد ً‬ ‫أمرا غري‬ ‫مقبول‪ ،‬وأن أي رأي غري الثناء عليه قد‬ ‫يعقبه إجراءات جزائية‪ .‬ففي أبريل من‬ ‫عام ‪2011‬م أطلق ميليس زيناوي على‬ ‫املناهضني هلذا املشروع “املتشددين‬ ‫‪11‬‬ ‫املائيني”‪.‬‬ ‫مصر والنيل ‪ -‬كيان واحد‬ ‫املصريون لديهم وضع خمتلف‪.‬‬ ‫فمقولة “مصر‪ -‬هبة النيل” أصبحت من‬ ‫املسلمات منذ زمن بعيد‪ .‬ولذلك فإن‬ ‫احلصول على حصة كافية من مياه‬ ‫النهر العظيم هى مسألة «حياة أو موت»‬ ‫بالنسبة ملصر‪ .‬والفيضان املومسي‬ ‫للنيل حدث حيتل مركز الصدارة‬ ‫يف تاريخ هذا البلد‪ .‬تبدأ مرحلة ارتفاع‬ ‫منسوب مياه النهر يف شهر مايو وتبلغ‬ ‫ذروتها يف شهر سبتمرب ثم ينحسر‬ ‫هذا املنسوب حتى العام التالي‪ .‬قد‬ ‫تتفاوت كمية املياه يف النهر‪ ،‬وهذا‬ ‫التفاوت ال ميكن التنبؤ به‪ .‬ففي عهود‬ ‫اإلمرباطوريات الفرعونية واليونانية‬ ‫والرومانية والقبطية واإلسالمية‬ ‫سجل “مقياس النيل” (أماكن لقياس‬ ‫منسوب مياه النهر) حاالت لفياضانات‬ ‫عارمة وحاالت أخرى للقحط واجلفاف‬ ‫(يف كلتا احلالتني كانت احملاصيل‬ ‫الزراعية تتعرض للتلف وتبدأ اجملاعة)‬ ‫وحاالت كان منسوب املياه يف املعدل‬ ‫الطبيعي مما كان يعين الرخاء‬ ‫‪12‬‬ ‫واإلزدهار‪.‬‬ ‫ونهر النيل هو أطول أنهار العامل إال‬ ‫أن حجم جتمع املياه فيه ليس بالقدر‬


‫ً‬ ‫نوعا ما‪ ،‬وحبساب املعدل‬ ‫الكبري‬ ‫املتوسط جند أنه ال يبلغ سوى ‪ 2%‬من‬ ‫حجم جتمع مياه نهر األمازون و‪ 15%‬من‬ ‫‪13‬‬ ‫حجم جتمع مياه نهر املسيسييب‪.‬‬ ‫تقع منابع النيل األبيض يف اجلزء‬ ‫الشرقي من إفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫الكربى‪.‬ويصل عرب سلسلة من‬ ‫البحريات واألنهار حتى جنوب السودان‬ ‫حيث تنتشر مياهه‪ ،‬ويتحول إىل‬ ‫مستنقعات وحبريات وروافد ثم يندفع‬ ‫حنو السهل ليلتقي يف اخلرطوم‬ ‫بشقيقه النيل األزرق‪ .‬ال يغذي النيل‬ ‫األبيض سوى ‪ 14%‬من مياه النيل‬ ‫ونسبة الـ ‪ 86%‬األخرى تأتي من اهلضبة‬ ‫اإلثيوبية اليت تغذيها األمطار املومسية‬ ‫الشرقية الغزيرة اليت متد النيل األزرق‬ ‫ً‬ ‫‪14‬‬ ‫أيضا باملياه‪.‬‬ ‫ولتجنب حدوث حاالت جفاف وقحط‬ ‫حمتملة أو فياضانات مدمرة شهدت‬ ‫الفرتة ما بني عامي ‪ 1960‬و‪1971‬بناء‬ ‫السد العالي بأسوان بدعم من اإلحتاد‬ ‫السوفييت‪ .‬ساعد بناء السد على حتول‬ ‫الزراعة يف مصر لنظام الري طوال العام‬ ‫وجين احملصول الزراعي حتى ثالث مرات‬ ‫يف العام‪ .‬إال أن احلفاظ على مستوى‬ ‫خزان حبرية ناصر يتوقف على حجم‬ ‫تدفق املياه القادمة من النيل األزرق‪.‬‬

‫هذا اخلزان باملياه سيقل حجم تدفق نسبة ‪ 97%‬من مياهه يف أغراض‬ ‫املياه إىل حبرية ناصر بدرجة كبرية الري وكذلك يف األغراض الصناعية‬ ‫مما سيرتتب عليه اخنفاض حجم واإلحتياجات املعيشية‪.‬‬ ‫إنتاج الطاقة الكهربائية اليت تقوم‬ ‫وحقيقة القول أنه أتيحت أمام مصر‬ ‫بتوليدها حمطة سد أسوان بنسبة‬ ‫يف اآلونة األخرية إمكانية للحصول‬ ‫ترتاوح بني ‪ 25‬و‪( 40%‬مبا ميثل ‪3%‬‬ ‫على مصدر إضايف للمياه العذبة‪ .‬فقد‬ ‫فقط من إنتاج مصر الكلي من الطاقة‬ ‫قامت كل من ليبيا ومصر والسودان‬ ‫الكهربائية)‪16.‬ومن املستبعد أن يتم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫برناجما‬ ‫وتشاد باعتماد‬ ‫مشرتكا‬ ‫ملئ هذا اخلزان العمالق خالل عام‬ ‫لتفعيل استغالل الطبقات األرضية‬ ‫واحد وهو األمر الذي قد يتسبب يف‬ ‫املشبعة باملياه يف منطقة صحراء النوبة‬ ‫كارثة بيئية يف مصر‪ .‬ومهما يكن‬ ‫كأكرب مصدر للمياه اجلوفية على‬ ‫ستتعرض الزراعة يف مصر يف كل‬ ‫مساحة تبلغ مليوني كيلومرتمربع‬ ‫األحوال إىل ضربة قامسة‪.‬‬ ‫مبخزون يعادل حجمه مائيت مرة من‬ ‫يضم حوض نهر النيل باإلضافة التدفقات السنوية لنهر النيل‪ .‬من هنا‬ ‫إىل مصر والسودان وإثيوبيا كل من ينبع “النهر الصناعي العظيم” وهو‬ ‫بوروندي ورواندا ومجهورية الكونغو عبارة عن سلسلة من القنوات واآلبار‬ ‫الدميقراطية وأوغاندا وكينيا اليت متد املدن الليبية الكربى باملياه‪ .‬إال‬ ‫وتنزانيا ومجهورية جنوب السودان‪ .‬إال أن األحداث اليت شهدتها السنوات األخرية‬ ‫أن مصر بالذات لديها األولوية املدعومة وأعين هنا «الربيع العربي» واستمرار‬ ‫بالوثائق القانونية يف استغالل مياه األوضاع املضطربة اليت تشهدها ليبيا‬ ‫النهر العظيم‪ .‬فقد شهد عام ‪1929‬م حتول هذه املبادرة إىل سراب‪ .‬أضف إىل‬ ‫توقيع أول إتفاقية لتوزيع مياه النيل بني ذلك أن العواقب البيئية اليت قد ترتتب‬ ‫احلكومة املصرية وإجنلرتا اليت قامت على االستغالل الفعال للمياه اجلوفية‬ ‫بالتوقيع نيابة عن السودان وأوغاندا غري معلومة‪ ،‬فالعديد من اآلبار اجلوفية‬ ‫‪18‬‬ ‫وتنزانيا وكينيا بوصفها دولة عظمى يف ليبيا قد جفت يف الوقت احلالي‪.‬‬ ‫إستعمارية يف ذلك الوقت‪ .‬وأعقب ذلك‬ ‫يظل النيل كما كان «شريان‬ ‫يف عام ‪1959‬م التوقيع على إتفاقية احلياة» بالنسبة للمصريني‪ ،‬ولذلك‬ ‫أخرى نصت على أن حتصل مصر على يبدو إهتمامهم البالغ مبا حيدث ملياه‬ ‫‪ 83%‬من مياه النيل‪ ،‬و‪ 17%‬تكون النهر خارج حدود بلدهم ً‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫طبيعيا‬ ‫ً‬ ‫من نصيب السودان‪ .‬وعالوة على ذلك‬ ‫متاما‪.‬ومنذ ما يزيد على القرنني من‬ ‫حصلت مصر على حق الفيتو خبصوص الزمان قال نابليون عن هذا املوقف‬ ‫استغالل مياه النيل من قبل البلدان كلمة معربة جاء فيها‪“ :‬لو كنت‬ ‫‪17‬‬ ‫ً‬ ‫األخرى الواقعة عند منبع النهر‪.‬‬ ‫حاكما لبلد كمصر ملا جعلت‬

‫إن التأثريات احملتملة “لسد النهضة‬ ‫اإلثيوبي العظيم” على بلدان املصب أمر‬ ‫حمل خالف‪ .‬فبحرية ناصر تفقد نسبة‬ ‫تصل إىل ‪ 12%‬من مياهها بفعل التبخر‪.‬‬ ‫ويؤكد اإلثيوبيون أن خزان “السد‬ ‫العظيم” يقع على ارتفاع كبري يف‬ ‫هذه اإلتفاقيات وإن بدت للوهلة‬ ‫منطقة تسجل أدنى متوسط لدرجات‬ ‫األوىل أنها غري عادلة إال أنها تستند إىل‬ ‫احلرارة طوال العام‪ ،‬وعلى مساحة أقل‬ ‫أسس واقعية‪ .‬فمصر ومجهورية مشال‬ ‫من مساحة حبرية ناصر و بالتالي فإنه‬ ‫السودان هما البلدان الوحيدان من بني‬ ‫سيقلل من نسبة تبخر املياه‪ ،‬بل إنه‬ ‫البلدان اليت مير نهر النيل عرب أراضيها‬ ‫سيزيد من حجم تدفق املياه القادمة إىل‬ ‫اليت تتمتعان مبناخ جاف‪ ،‬وليس لديهما‬ ‫‪15‬‬ ‫مصر مبقدار ‪.5%‬‬ ‫من الناحية الفعلية أية مصادر أخرى‬ ‫ً‬ ‫إال أن املصريني يتوجسون خيفة للمياه‪ .‬فسكان مصر مجيعهم‬ ‫تقريبا‬ ‫من أن الفرتة اليت سيتم خالهلا ملئ يعيشون جبوار النيل الذي تستغل‬

‫قطرة واحدة من املياه تسقط يف البحر‬ ‫‪19‬‬ ‫املتوسط”‪.‬‬ ‫واآلن تواجه مصر مشاكل يف‬ ‫املياه العذبة‪ .‬ففي عام ‪1959‬م بلغ‬ ‫تعداد سكان مصر ‪ 30‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫وكان نصيب الفرد (وفقا حلصص‬ ‫إتفاقية النيل) ما يقرب من ‪ 2.1‬ألف‬ ‫مرتمكعب يف السنة‪ .‬وحبلول عام‬ ‫‪2006‬م تزايد عدد السكان حتى‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪17‬‬


‫بلغ ‪ 80‬مليون نسمة مما أدى إىل‬ ‫اخنفاض نسبة استهالك الفرد إىل ‪790‬‬ ‫مرتمكعب يف السنة (املعدل الطبيعي‬ ‫وفقا لتقديرات منظمة األمم املتحدة‬ ‫هو ألف مرتمكعب)‪ .‬واستمر تعداد‬ ‫السكان يف الزيادة ويتوقع الربنامج‬ ‫املصري لتخطيط املوارد املائية (‪Water‬‬ ‫‪ )Resource Planning in Egept‬أن‬ ‫يبلغ نصيب الفرد من املياه عام ‪2025‬م‬ ‫حوالي ‪ 337‬مرت مكعب يف السنة‪،‬‬ ‫وهذا يعين أنه إذا أبقت البالد على‬ ‫ً‬ ‫سياستها احلالية فإن جزءا‬ ‫كبريا من‬ ‫األراضي الزراعية يف مصر لن جيد املياه‬ ‫‪20‬‬ ‫الالزمة للري‪.‬‬ ‫ومشكلة توفري املياه يرتتب‬ ‫عليها مشكلة أخرى هي توفري املوارد‬ ‫الغذائية للسكان (املوارد الغذائية‬ ‫احمللية تعاني من نقص حاد) األمر‬ ‫الذي ميثل أحد ركائز األمن القومي‬ ‫ً‬ ‫جهودا‬ ‫املصري‪ .‬فاحلكومة تبذل‬ ‫لتحسني منظومة توزيع املياه‪ ،‬واعتماد‬ ‫تكنولوجيات حديثة الستغالهلا‪.‬‬ ‫وترى السلطات املصرية أن «املنظومة‬ ‫اجلديدة لتوصيل املياه لن يتم العمل‬ ‫بها بعد يف املناطق اليت تعاني نقصا‬ ‫ً‬ ‫حادا فيها‪ ،‬وعلى كل فرد بدءا من‬ ‫مراحل التعليم يف املدرسة أن يكون‬ ‫على وعي ودراية باالستغالل األمثل‬ ‫للمياه»‪...‬‬ ‫ولتحقيق اهلدف نفسه حتاول‬ ‫احلكومة تشديد إجراءات حتديد‬ ‫النسل‪ ،‬فإنه إذا مل يتم خفض معدالت‬ ‫النمو السكاني فقد يصل تعداد‬ ‫السكان يف مصر حبلول عام ‪2050‬م‬ ‫إىل ‪ 160‬مليون نسمة‪ .‬وهناك أمل أن‬ ‫يستقر الوضع عند معدل يتخطى حاجز‬ ‫الـ ‪ 100‬مليون بقليل‪ .‬ولكن هل هلذا‬ ‫األمل ما يربره؟ سؤال ليس من السهل‬ ‫اإلجابة عليه‪:‬فاملصريون والريفيون‬ ‫منهم على وجه اخلصوص يعتربون أن‬ ‫األسرة كبرية العدد مصدر للحصول‬ ‫على حياة كرمية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫حماوالت ومساعي لإلتفاق‬ ‫يف عام ‪1993‬م وقعت مصر وإثيوبيا‬ ‫إتفاقية إطار تعهدت كل منهما‬ ‫فيها بعدم اإلضرار مبصاحل بعضهما‬ ‫البعض‪ ،‬وإختاذ تدابري من شأنها تقليل‬ ‫إلقاء املخلفات يف النهر‪.‬‬

‫تتباين تقييمات اخلرباء لنشاط‬ ‫جموعة «مبادرة حوض النيل»‪.‬‬ ‫فاملتفائلون يرون أن هذه املنظمة‬ ‫أصبحت قاب قوسني أو أدنى من إعتماد‬ ‫ً‬ ‫اإلتفاقية اجلديدة اليت ستصبح‬ ‫جزءا‬ ‫من القانون الدولي‪َّ .‬أما املتشائمون‬ ‫فيشريون إىل أن هذه السنوات الطوال من‬ ‫العمل مل تسفر حتى اآلن عن خروج أية‬ ‫وثيقة حمددة لعامل النور‪ .‬وخبالف ذلك‬ ‫يتم تغافل حقيقة مؤداها أنه حبلول‬ ‫عام ‪2050‬م سيتزايد تعداد سكان‬ ‫حوض النيل مبقدار الضعف‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي سيجرد أي إتفاق قد يتم التوقيع‬ ‫عليه اآلن من أي أهمية تذكر‪.‬‬

‫ويف عام ‪1999‬م مت تأسيس جمموعة‬ ‫دول حوض النيل – مبادرة حوض النيل ‪-‬‬ ‫اليت ضمت باإلضافة إىل مصر والسودان‬ ‫كل من بوروندي ورواندا وأوغاندا‬ ‫ومجهورية الكونغو الدميقراطية‬ ‫وكينيا وتنزانيا وإثيوبيا‪.‬قامت بلدان‬ ‫املنبع بإعداد مشروع إلتفاقية إطار‬ ‫جديدة الستغالل مياه النهر إال أن‬ ‫إن لقاء القمة الذي عقد يف اخلرطوم‬ ‫السودان ومصر رفضتا اإلنضمام هلذه سبقه جدل حاد استمر لسنوات طوال‬ ‫اإلتفاقية حيث إنها نصت على إعادة وكان يهدد يف بعض األوقات بتصاعد‬ ‫النظر يف إتفاقية النيل األساسية‪ .‬األمر إىل صراعات خطرية قد تصل‬ ‫وقامت الواليات املتحدة األمريكية لنشوب حروب مسلحة‪.‬‬ ‫بتأييد اعتماد املشروع اجلديد الذي‬ ‫أعلنت إثيوبيا عن مشروع “السد‬ ‫مت تنقيحه بعض الشئ ‪ .‬أما مصر فقد‬ ‫العظيم” عام ‪2011‬م يف وقت كانت‬ ‫أعلنت أنها تعترب الدعوة إىل إعادة‬ ‫السلطات يف مصر تعيش أزمة على‬ ‫توزيع حصص مياه النيل مبثابة إعالن‬ ‫أشدها‪ .‬فالرئيس حسين مبارك كان قد‬ ‫‪21‬‬ ‫حقيقي للحرب‪.‬‬ ‫أطيح به للتو من سدة احلكم فتصدر‬ ‫شهدت “اإلخوان املسلمني” املشهد‪ .‬وكتبت‬ ‫‪2009‬م‬ ‫عام‬ ‫يف‬ ‫اإلسكندرية عقد لقاء بني ‪ 9‬وزراء من الصحف املصرية تقول بأن مصر قد‬ ‫الدول اإلفريقية األعضاء يف جمموعة تلجأ للتدخل العسكري إلسقاط‬ ‫“مبادرة حوض النيل”‪ ،‬لكنهم أرجأوا النظام احلالي احلاكم يف إثيوبيا إن مل‬ ‫حل مسألة إعادة توزيع حصص مياه يوقف بناء السد‪.‬‬ ‫نهر النيل ومن بعدها كانت اجملموعة‬ ‫هناك أمل يف جتنب اندالع احلرب‬ ‫على موعد مع حالة من اإلنقسام‪ .‬فقد‬ ‫إن اخلالف مع إثيوبيا ووصول األمر‬ ‫قامت كل من مصر والسودان بتجميد‬ ‫اعتماد اإلتفاقية اجلديدة‪ ،‬وذلك إىل احتمال القيام بعمليات عسكرية‬ ‫لرفضهما تقليل حصصهما السنوية أمر يعين التقليل احلاد من وضع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فوفقا التفاقية وأهمية مصر كدولة كربى على‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫من مياه النهر‬ ‫عام ‪1959‬م متتلك مصر احلق يف حصة املستوى اإلقليمي‪ .‬فقد نشرت صحيفة‬ ‫سنوية من مياه النهر تقدر بـ ‪« 55.5‬الوطن» املصرية مقالة افتتاحية‬ ‫مليار مرتمكعب‪ ،‬يف حني بلغ نصيب بعنوان استفزازي يقول “سيناريو‬ ‫السودان ‪ 18.5‬مليار مرتمكعب‪ .‬احلرب القادمة مع إثيوبيا”‪ .‬وقام الرئيس‬ ‫وتسعى باقي بلدان حوض النيل إىل املصري يف ذلك الوقت حممد مرسي‬ ‫إقرار نظام جديد لتوزيع املوارد املائية بزيارة أديس أبابا لكن زيارته مل‬ ‫وتقليل حصص مصر والسودان منها‪ 22.‬تتمخض عن شئ‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫وطفت على السطح من جديد‬ ‫الشائعات القدمية بأن مصر‪ ،‬ومن بعدها‬ ‫السودان كانتا تدعمان املتمردين‬ ‫يف األحداث اليت شهدتها إثيوبيا يف‬ ‫السبعينيات والثمانينيات‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ساعد على شق وحدة األراضي اإلثيوبية‬ ‫بانفصال إريرتيا عنها كدولة مستقلة‬ ‫يف عام ‪1993‬م‪ .‬وبالنظر إىل حقيقة أن‬ ‫املسلمني يف إثيوبيا يشكلون نصف‬ ‫ً‬ ‫عدد السكان‬ ‫تقريبا (ليس هناك‬ ‫تقديرات دقيقة) فيصبح دعم مصر‬ ‫والسودان واململكة العربية السعودية‬ ‫جلماعاتها املتطرفة ً‬ ‫ً ‪23‬‬ ‫أمرا واقعيا‪.‬‬ ‫تؤكد صحيفة “الوطن” أن‬ ‫إسرائيل هى صاحبة املبادرة الرئيسية‬ ‫يف بناء السد‪ ،‬حيث أقامت عالقات‬ ‫جيدة مع مجيع بلدان املنبع وتتعاون‬ ‫معها‪ ،‬األمر الذي مينح تل أبيب ورقة‬ ‫راحبة للغاية للضغط على مصر‪.‬‬ ‫أما اإلسالميون املصريون فأخذوا‬ ‫يهددون إثيوبيا بإعالن اجلهاد ضدها‬ ‫معتربين أن بناء السد هو مبثابة مؤامرة‬ ‫إسرائيلية ضد مصر‪24.‬ويف الوقت نفسه‬ ‫صرح نائب وزير الدفاع السعودي األمري‬ ‫خالد بن سلطان بأن السد «تهديد مباشر‬ ‫لألمن القومي السوداني واملصري»‪ ،‬فهذا‬ ‫السد‪ ،‬على حد وصفه‪“ ،‬مؤامرة سياسية‬ ‫‪25‬‬ ‫أكثر من كونه مشروع بيئي”‪.‬‬

‫وهو شرط ال ميكن القبول به‪ .‬أما‬ ‫ً‬ ‫السودان فقد اختذت موقفا‬ ‫حمايدا‪.‬‬ ‫ويف أبريل من عام ‪2014‬م مت استئناف‬ ‫املباحثات وتأسست من جديد جلنة‬ ‫ثالثية‪.‬‬

‫دولة يضاف إليهم أربعة من اخلرباء‬ ‫الدوليني) بهدف تقييم املخاطر املرتتبة‬ ‫على بناء السد سواء املخاطر البيئية أو‬ ‫اهلندسية أو االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ويف نهاية شهر مايو عام ‪2013‬م قدمت‬ ‫اللجنة تقريرها حلكومات الدول‬ ‫ويف مارس من عام ‪2015‬م قام‬ ‫الثالث‪ .‬إال أن هذا التقرير فسرته كل‬ ‫الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي‬ ‫من القيادة املصرية والقيادة اإلثيوبية‬ ‫بزيارة إلثيوبيا استمرت ثالثة أيام‬ ‫بشكل خمتلف‪ .‬ومل يتم اإلعالن عن‬ ‫والتقى خالهلا بالرئيس اإلثيوبي‬ ‫تفاصيل التقرير‪.‬‬ ‫ورئيس وزرائه وكذلك البطريارك‬ ‫يف يونيه ‪2013‬م عقد الرئيس اإلثيوبي (املـصـريـون األقـبـاط‬ ‫ً‬ ‫املصري حممد مرسي لقاءا لبحث واملسـيـحيـون اإلثيوبيون يتبعون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قريـبـا مـن‬ ‫واحـدا‬ ‫مسيحيا‬ ‫ومناقشة تقرير جلنة اخلرباء‪ ،‬ويف مذهبا‬ ‫الوقت نفسه مت اقرتاح سبل هلدم السد األرثـوذكـسـية الروسية)‪.‬‬ ‫وأدوات للضغط على إثيوبيا مبا يف‬ ‫وعلى هذا النحو‪ ،‬وبشكل تدرجيي‬ ‫ذلك دعم اجلماعات املتمردة املناهضة‬ ‫للحكومة‪ .‬هذه املناقشات مت تسجيلها وخطوة وراء أخرى يسري كال الطرفني‬ ‫ً‬ ‫سرا على أحد األشرطة وأذيعت عرب حنو التفاهم املشرتك على أساس‬ ‫التليفزيون‪ .‬ولتربير املوقف اعتذر قدر كبري من السياسات التوافقية‪.‬‬ ‫مساعد الرئيس مرسي عن هذا «احلرج‬ ‫لقد شهدت مصر أكثر من مرة‬ ‫غري املتعمد»‪ ،‬مع أن «التسريب» رمبا‬ ‫على مدار تارخيها املمتد عرب آالف‬ ‫ً‬ ‫كان‬ ‫متعمدا بهدف الضغط على‬ ‫السنني مشكالت تتعلق بنقص‬ ‫إثيوبيا‪ .‬وأعلنت احلكومة عن حرصها‬ ‫املياه‪ ،‬لكن هذه املشكالت مل تكن‬ ‫على “حسن احلوار واإلحرتام املتبادل‬ ‫ً‬ ‫أبدا بهذا القدر من اخلطورة كتلك‬ ‫وحتقيق املصاحل املشرتكة دون أن‬ ‫يتسبب أي من الطرفني يف إحلاق الضرر اليت تواجهها يف الوقت احلالي‪ .‬وأعين‬ ‫هنا التأثريالذي حتدثه يد البشر على‬ ‫بالطرف اآلخر”‪.‬‬ ‫النظام املائي لنهر النيل‪ .‬إال أن اخلرباء‬ ‫وقال مرسي إن «كل الفرص متاحة‬ ‫سواء داخل مصرأوخارجها أصبح من‬ ‫ألنه ال جيب حتت أي ظرف أن يتعرض‬ ‫الواضح بالنسبة هلم أن اخلطط الرامية‬ ‫أمن تدفق املياه إىل مصر ألي انتهاك»‪.‬‬ ‫إىل اإلبقاء على الوضع الرهن هى خطط‬ ‫وأوضح مرسي أنه “ال يدعو للحرب”‪،‬‬ ‫غري واقعية‪ .‬فالورقة الراحبة أصبحت‬ ‫لكنه “لن يسمح أن يتعرض تدفق‬ ‫املياه إىل مصر للتهديد” ‪26‬ومل متر سوى اآلن يف أيدي بلدان املنبع‪.‬‬

‫طالبت مصر بتمكينها من أن‬ ‫تتوىل التفتيش على سري عملية البناء‪،‬‬ ‫ووافقت إثيوبيا على ذلك بشرط أن‬ ‫تتنازل مصر عن حق الفيتو عند توزيع‬ ‫حصص املياه‪ .‬ويف مارس من عام ‪2012‬م‬ ‫جرى لقاء بني وزراء املوارد املائية يف كل أقل من ‪ 3‬أسابيع على هذا التصريح‬ ‫من مصر والسودان وإثيوبيا لكنهم مل حتى انتهى حكم مرسي‪.‬‬ ‫يتوصلوا إىل وجهة نظر موحدة‪ ،‬ليصرح‬ ‫وتواصلت املباحثات إال أن املصريني‬ ‫بعدها الرئيس السوداني عمر البشري‬ ‫أعلنوا يف يناير من عام ‪2014‬م عن‬ ‫بأنه يدعم بناء السد‪.‬‬ ‫“عدم إتفاقهم” مع اإلثيوبيني الذين‬ ‫قامت كل من مصر وإثيوبيا أكدوا بدورهم أن مصر طالبت بالوقف‬ ‫والسودان بتأسيس جلنة دولية تتألف الفوري لبناء السد وزيادة حصتها من‬ ‫من ‪ 10‬من اخلرباء (بواقع اثنني من كل مياه النيل إىل‪ 90%‬كشرط مسبق‪،‬‬

‫إن سياسة َّ‬ ‫“إما كل شئ أو الشئ”‬ ‫تأتي بنتائج عكسية‪ ،‬ولتجنب نشوب‬ ‫صراعات خطرية البد من توسيع نطاق‬ ‫احلوار واملباحثات الدبلوماسية اليت رمبا‬ ‫تطول‪،‬لكن وثيقة “إعالن املبادئ” اليت‬ ‫وقعت عليها كل من مصر والسودان‬ ‫وإثيوبيا ستكون‪ ،‬بال شك‪ ،‬خطوة‬ ‫هامة يف هذا السبيل‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪19‬‬


)Endnotes( ;‫ املياة يف حياة األسرة اهلندية‬.‫س‬.‫ النعمة واللعنة ;يورلوفا ي‬.‫إ‬.‫ بيرتوف ن‬،‫على سبيل املثال‬،‫أنظر‬1 .1 .39 - 28 ‫ ص‬.2 ‫ رقم‬،‫م‬2015 .‫ آسيا وإفريقيا اليوم‬// ‫ املياة يف املدن اهلندية‬.‫م‬.‫جورياتشيفا أ‬ (Petrov N.I. I blagoiproklyatie; Yurlova E.S. Indiyskayasemya: voda v eezhizni; Goryacheva A.M. Voda v indiyskikhgorodakh // Asia and Africa today. 2015, № 2) (in Russian); .31 - 30 ‫ ص‬.3 ‫ رقم‬،‫م‬2015 .‫ آسيا وإفريقيا اليوم‬// ‫ سكرات موت النهر‬:‫ دجامنا‬.‫ب‬.‫كاشني ف‬ (Kashin V.P. Jamna: agoniyareki // Asia I Africa today. 2015, № 3) (in Russian) 1 ‫ رقم‬،‫م‬2012 .‫ آسيا وإفريقيا اليوم‬// »‫ إثيوبيا «سد النهضة العظيم‬.‫ن‬.‫براجني أ‬2 .2 (Bragin A.N. 2012. Renaissance Dam // Asia and Africa today. № 1) (in Russian) http://www.bbc.co.uk/russian 2015/03/150323 3 .3 .Ibidem4 .4 http://www.ethiopiajbservatory.com.24.03.20155 .5 Ethiopia lays foundation for Africa’s biggest dam – http://www.facebook.com.6 .6 .2011 The river Nile: Adam nuisance. Egypt and Ethiopia quarrel over water – http://7 .7 www/economist.com.20.04.2011 ‫«التيف» – نبات من فصيلة احلبوب وتعد إثيوبيا موطن هذا النبات حيث يستخدم الدقيق املستخلص منه‬8 .8 .‫ ويزرع “التيف” بشكل أساسي يف كل من إثيوبيا وإريرتيا‬،‫يف صناعة اخلبز احمللي‬ .CSA (Ethiopia) 20139 .9 Ethiopia’s biggest Dam oversized, Experts say – http://www.internationalflrivers.1010 org. 5.09.2013 Peter Bosshard. Sustainable Hydropower – Ethiopian style – http://www.internf-1111 tionalrivers.org.13.07.2011 .Andrew Karlson. Who owns the Nile? – http://origins.osu.edu.03.20131212 .Ibedem1313 .Ibed1414 Salem Mahmoud. Regarding the Dam –http://www.daily-newsegypt.com1515 .03.06.2013 .Ibedem1616 ‫ األبعاد السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية‬:‫ تاريخ التسوية الدولية ملياة النيل‬.‫شول دينج أالك‬1717 .‫م‬2008 .‫ موسكو معهد إفريقيا التابع ألكادميية العلوم الروسية‬،‫ رسالة دكتوراه‬.‫والقانونية‬ ‫ إثيوبيا يف مواجهة السودان ومصر‬:‫ الوقوف على النيل‬.‫فيالتوف س‬1818 –http://www.interaffairs.ru. 03.06.2013 ‫ نقص املياة العذبة أكرب تهديد لألمن يف حوض نهر النيل‬.‫ ج‬.‫تساريف إ‬1919 http://www.idmedinaru c. 131 Worlds water resources face mounting pressure – http://www.truthout.org2020 .‫ مرجع سابق‬،‫شول دينج أالك‬2121 .‫ مرجع سابق‬.‫فيالتوف س‬2222 .‫املرجع السابق‬2323 .‫املرجع السابق‬2424 .‫املرجع السابق‬2525 .Egyptian warning over Ethiopia Nile Dam – http://www.bbc.com. 10.06.20132626 2 ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد‬

20


‫إثيوبيا‪ .....‬ركود أم أستقرار‬ ‫س‪.‬ف‪ .‬ميزينتسيف‬

‫*‬

‫العظيمة ( اليهودية – املسيحية – اإلسالم )‪ -:‬ساهم يف‬ ‫تشكيل الثقافة اإلثيوبية و بناء الدولة ‪ ،‬و كذلك لعب ً‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫هاما يف تنوع التكوين اللغوي للشعب اإلثيوبي ‪.‬ولكن‬ ‫على الرغم من نشأتها على حافة االتصال بالعديد من‬ ‫احلضارات القدمية للشرق األوسط ‪،‬إال أنها أحتفظت بطابع‬ ‫الثقافة اإلفريقية‪.‬‬

‫يف الرابع و العشرين من مايو ‪ 2015‬أجريت‬ ‫اإلنتخابات الدورية للربملان يف إثيوبيا‪ ،‬وتكمن أهمية‬ ‫هذا احلدث يف أن هذه الدولة اإلفريقية تعترب مجهورية‬ ‫ً‬ ‫وفقا للدستور‪ ،‬ويف هذه الدورة وللمرة‬ ‫برملانية‬ ‫الثالثة على التوالي كان الفوز حليف حزب اجلبهة‬ ‫الدميقراطية الثورية الشعبية اإلثيوبية و الذي يعترب‬ ‫فبعد أن أصبحت جزء ال يتجزأ من احلضارة "املسيحية" يف‬ ‫احلزب احلاكم يف البالد‪.‬‬ ‫بوادر نشأتها إال أنها يف الوقت ذاته كانت تبتعدعنها خلف‬ ‫كيف يبدو الوضع االقتصادي والسياسي إلثيوبيا يف‬ ‫طريقها حنو التنمية أثناء دخوهلا مرحلة دورية جديدة متتد‬ ‫خلمس سنوات؟! و كيف ستبدو البالد حبلول الدورة التالية‬ ‫لإلنتخابات عام ‪ 2020‬؟‪.‬‬ ‫كما هو متعارف عليه أن التوقعات السياسية علي املدي‬ ‫البعيد شيء ليس باليسري‪ ،‬لذلك نريد فقط إلقاء نظرة عن‬ ‫كثب على هذه الدولة اإلفريقية و إبراز مساتها اخلاصة يف‬ ‫الطريق حنو التنمية ‪ .‬و بالتالي معرفة‪:‬هل ما يسود يف حياة‬ ‫إثيوبيا اليوم هو ركود اقتصادي و سياسي أم هو حترك حنو‬ ‫التنمية و األستقرار؟‪.‬‬ ‫إثيوبيا على َّ‬ ‫مر العصور كانت تستقطب فضول و إعجاب‬ ‫العامل احمليط لتميزها وإنفرادها على املستويني التارخيي‬ ‫والثقايف ‪ ،‬لذلك أطلق عليها املؤرخ الربيطاني الشهري (أرنولد‬ ‫توينيب) اسم "واحدة من عجائب التاريخ املدهشة"‪ .‬كما‬ ‫أعتربها املؤرخ و اجلغرايف الروسي العظيم (جومليوف) "‬ ‫ً‬ ‫واصفا بذلك طبيعتها الفاتنة وثراء‬ ‫بلد شديدة اجلنون" ‪،‬‬ ‫مناخها ومناظرها الطبيعية اخلالبة‪ .‬وأمساها املؤرخ الثقة‬ ‫الربوفيسور "ريتشارد جرينفيلد"‪،‬املختص بالتاريخ احلبشي‬ ‫"سويسرا اإلفريقية" وشبهها مبنطقة "التبت اجلبلية"‪.‬‬

‫اجلدران العالية للعامل اإلسالمي‪ .‬أسرار و خبايا استمرار بقاء‬ ‫إثيوبيا منذ عصور الكتب املقدسة إلي يومنا هذا‪،‬و كذلك‬ ‫لغز صمودها أمام العوامل التارخيية املختلفة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫ساعد يف تكوين هالة من الغموض حول هذة البلد‪.‬و علي‬ ‫الرغم من التفوق امللحوظ لقوات العدو ‪،‬إال أنها مل تسقط أمام‬ ‫الغزو اإلسالمي‪ .‬و مل ختضع لدعوات التبشري الغربية‪ ،‬اليت‬ ‫حاولت جاهدة عدة مرات إعاده تشكيل املسيحية اإلثيوبية‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫و الشيء الذي يثري الدهشة الشديدة هو أن "إثيوبيا" تعترب‬ ‫واحدة من البالد القليلة يف القارة اإلفريقية اليت مل تستسلم‬ ‫أمام األستعمار األوروبي‪ ،‬و ظلت مستقلة على مدار تارخيها‬ ‫الطويل‪.‬‬

‫مؤلف هذه املقالة حياول فقط إلقاء الضوء على إثيوبيا‬ ‫املعاصرة بشكل عام ‪ ،‬فبغض النظر عن حجم املقالة ‪،‬إال أن‬ ‫مضمونها له عمق كبري ‪ .‬و من الشيق معرفة ما هى نقاط‬ ‫ضعف و قوة هذه احلضارة ذات الطابع اخلاص و الفريد‪ .‬وهل‬ ‫تشبثها بالعادات الدينية و احلضارية القدمية يعترب سبب‬ ‫يف ركود الدولة اإلثيوبية؟‪،‬و هل عوامل التطور التارخيي‬ ‫ساهمت يف إستقرار السياسة الداخلية للبالد‪،‬وذلك من‬ ‫خالل تهيئة الظروف الضرورية و املناسبة من أجل التنمية‬ ‫األقتصادية وتطوير النظام السياسي للبالد علي املدي‬ ‫يف حقيقة األمر تعترب إثيوبيا بلد املتناقضات البينة‪،‬حيث‬ ‫املتوسط والبعيد؟‪.‬‬ ‫تعترب احلضارة اإلثيوبية القدمية نقطة إلتقاء ثقافات دينية‬ ‫عدة‪ ،‬و ثراء كيان تلك احلضارة بهذه الثقافات والديانات‬ ‫من وجهة نظرنا تكمن أهمية حتليل هذه التساؤالت‬

‫* مدرس العلوم العسكرية مبعهد إفريقيا‬

‫ترمجة‪ :‬أ‪ .‬امحد سامل‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪21‬‬


‫ً‬ ‫جغرافيا من منطقة‬ ‫من الناحية العملية يف قرب إثيوبيا‬ ‫مشال إفريقيا‪ ،‬و اليت ما زالت بالدها تعاني من عواقب‬ ‫متضاربة‪،‬وذلك نتيجة ما تشهده احلياة السياسية يف تلك‬ ‫املنطقة السالف ذكرها مبا يعرف بـ "الربيع العربي"‪.‬و يف‬ ‫ً‬ ‫مهما و بدون أدني شك أن حناول وضع‬ ‫هذا السياق كان‬ ‫تقييم مبدئي ملدى قدرة تلك السيناريوهات الثورية اإلفريقية‬ ‫العربية يف األمتداد إىل الدول اجملاورة جنوب الصحراء‬ ‫الكربى‪ .‬ومبا أن فهم التاريخ املعاصر ألي بلد ال يتم إال عن‬ ‫طريق تقييم ومعرفة املعامل التارخيية له ‪ ,‬لذلك سنقوم اآلن‬ ‫جبولة تارخيية قصرية إىل إثيوبيا‪.....‬‬ ‫نبذة تارخيية‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا يف منتصف املنطقة اليت‬ ‫تقع هضبة "إثيوبيا"‬ ‫تعترب موقع ظهور اإلنسان األول العاقل‪ ،‬و اليت شهدت ظهور‬ ‫اللغات الكوشية‪ ،‬واليت تعد واحد من أقدم و أبرز املراكز‬ ‫الزراعية يف إفريقيا‪.‬‬

‫وتقوية الدولة اإلثيوبية‪.‬و من ضمن أعماله الكثرية‪ :‬يرجع‬ ‫إليه الفضل يف إنشاء العاصمة اجلديدة أديس أبابا(واليت‬ ‫تعين باللغة األمهرية‪-‬الزهرة اجلديدة)و ذلك علي أرض إقليم‬ ‫شوا املركزي‪.‬‬ ‫هذه التقلبات و اإلختالفات الشديدة يف تاريخ بناء الدولة‬ ‫اإلثيوبية قد أثرت بشكل كبري على حمتوى ومسات‬ ‫التنمية احلضارية والسياسي وكذلك اإلدارة العامة‬ ‫للبالد‪،‬كما أن عدم وجود ماض استعماري يف تاريخ إثيوبيا‬ ‫لعب ً‬ ‫دورا ً‬ ‫هاما يف تكوين الوعي الذاتي اإلثيوبي كشعب‬ ‫إفريقي إستثنائي‪.‬‬ ‫و تعترب اآلثار اإلثيوبية القدمية الفريدة من نوعها دليل‬ ‫مادي علي وجود حضارة مزدهرة على األراضي اإلثيوبية‬ ‫يف الفرتة من القرن الرابع إلي القرن السادس‪ .‬من هذه اآلثار‬ ‫نذكر(اآلثار االكسومية‪ ،‬و جممع املعابد "اللي بيال" املنحوت‬ ‫يف الصخور الصلبة و يشبه أورشليم) و يشمل بداخله العديد‬ ‫من الذخائر ذات األهمية الدينية واحلضارية واملنسوخة‬ ‫ً‬ ‫حبرفية عالية‪ .‬كما يوجد‬ ‫أيضا القوائم األوىل‪ ،‬واليت تعترب‬ ‫أقدم مصادر الثقافة املسيحية باللغة اإلثيوبية القدمية‬ ‫"اجلئز"و غريها من اآلثار‪ ) ....‬كل هذا أعطي اإلثيوبيني‬ ‫خصوصية دينية و حضارية عظيمة‪.‬و كل ما مت ذكره‬ ‫من خصائص ساعد يف تكوين الشخصية اإلثيوبية املعقدة‬ ‫والفريدة‪.‬ولذلك ليس بغريب اعتبار الكربياء الشديد‬ ‫والشعور بالفخر الذاتي‪،‬من أهم السمات املميزة للشعب‬ ‫اإلثيوبي و هذا يتجلى بشكل كبري يف طبقة املثقفني يف‬ ‫اجملتمع اإلثيوبي‪ .‬إال أنه وفقا ملالحظات العديد من الباحثني‬ ‫و الرحالة األوربيني و كذلك الروس فإن الكربياء اإلثيوبي‬ ‫ً‬ ‫أحيانا يقرتن بغطرسة و شعور باألفضلية‪.‬‬

‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫سكنت املنطقة الشمالية من إثيوبيا و املعروفة‬ ‫باسم "هضبة تيغري" سالالت منحدرة من مناطق عدة من‬ ‫جنوب اجلزيرة العربية و من ضمنها "مملكة سبأ"و ذلك‬ ‫يف القرنيني السادس و اخلامس ق‪.‬م‪ .‬وجلبوا معهم الكتابة‬ ‫واللغة السامية و الديانة" الشركية" السامية القدمية ‪،‬‬ ‫وكذلك تقنيات البناء احلجري بدون استخدام املالط للربط‬ ‫بني األحجار‪ .‬و لقد استمر بناء الدولة اإلثيوبيه لعدة قرون‬ ‫تالية ومبجرد وصول احلاكم اجلديد املغوار (كاسا هايلو)‬ ‫واملعروف باسم اإلمرباطور"تواضروس الثاني" إلي احلكم‪،‬‬ ‫والذي امتدت فرتة حكمه (من‪ 1855‬إلي ‪ ،)1868‬أنتهي‬ ‫النظام اإلقطاعي‪ ،‬وما نتج عنه من إنقسام و تدهوريف اإلمارات‬ ‫اإلثيوبية‪ ،‬وحل حمله مرحلة توطيد السلطة املركزية للبالد‪،‬‬ ‫إلي جانب ذلك فإن "الفقر" و كذلك الظروف القاسية‬ ‫ومل مشل األراضي اإلثيوبية‪.‬ولكن على الرغم من البدايات‬ ‫املوفقة وطموحه الشديد يف إقامة دولة موحدة و قوية إال أن للواقع احلقيقي و ليس الوهمي أو التارخيي يف حياة األقلية‬ ‫القدر مل يشأ أن تتحقق أماله‪ ،‬حيث أن فرتة حكمه اليت من الشعب اإلثيوبي ‪ ،‬قد أبرز يف الشخصية اإلثيوبية صفيت‬ ‫عاما تعترب فرتة قصرية لتحقييق التمركز املكر و سهولة التأقلم مع الظروف املختلفة‪.‬و يتضح ذلك يف‬ ‫ً‬ ‫استمرت ‪13‬‬ ‫مقارنة بطول املدة اليت عانت فيها اخلضوع و اإلستكانة الدائمني جتاه أصحاب األمر و النهي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫السياسي للبالد ‪،‬وذلك‬ ‫البالد من ويالت اإلقطاع و اإلنقسامات‪ .‬ويف العاشر من أبريل و السلطات العليا بشكل عام‪.‬و هذا يعترب بشكل كبري‬ ‫ً‬ ‫مفضال املوت بيده على نتيجة للتأثر بأيدلوجية الكنيسة و اليت تلعب يف كل‬ ‫سنة ‪ 1886‬لقي اإلمرباطور حتفه‪،‬‬ ‫األنظمة دور احلامي و املدافع عن أسس الدولة ‪،‬ويأتي علي‬ ‫عار االستسالم جلنود القوات الربيطانية‪.‬‬ ‫رأسها سلطة اإلمرباطور و الذي يقوم بدور "الرب"‪.‬كما أشار‬ ‫وبعد ذلك وصل للحكم أباطره جدد وشهدت البالد املؤرخ الروسي املشهور(ج‪.‬ف‪.‬تسييكني) أنه يف األماكن‬ ‫هزائم وانتصارات جديدة ‪ ،‬ومن ضمن احلكام العظماء حمدودة الثقافة و املنعزلة عن أخبار العامل اخلارجي"و هنا‬ ‫إلثيوبيا نذكر القائد والسياسي احملنك (ساهلي ماريم) جيري احلديث عن اجملتمعات الريفية اإلثيوبية"‪ .‬فإن احلياة‬ ‫ً‬ ‫والذي ترك آثر ملحوظ يف التاريخ حتت اسم (منيلك الثاني)‪ .‬الدينية تسيطر‬ ‫كليا علي عقول الفالحني ‪ ،‬و كأن‬ ‫وحكم البالد يف الفرتة من (‪ 1889‬إلي أن توفى عام ‪ .)1913‬الكنيسة متتلك يف يدها سالح تهدد به املواطنني اآل وهو‬ ‫ويف خالل هذه الفرتة بذل الكثري من اجلهد يف سبيل ترسيخ غضب الكنيسة "الرب"‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫وإىل وقتنا هذا جزء كبري من السكان يلتزمون يف هذا النظام بالغ الصرامة الذي يكفل االستقرار النسيب‬ ‫ً‬ ‫"اإلميان"‬ ‫خوفا من احلرمان من الكنيسة‪،‬فقد تربو علي للبالد‪.‬‬ ‫السمع والطاعة للسلطة ‪ ،‬وبذلك نالحظ أن العادات الدينية‬ ‫الفيدرالية العرقية‪.‬‬ ‫اإلثيوبية تتسم بالقسوة و الصرامة‪.‬على سبيل املثال عادات‬ ‫الصيام و األعياد الدينية اليت تتطلب إخالص كامل وتدين‪،‬‬ ‫النظام العرقي الفريد من نوعه يعترب واحدة من الركائز‬ ‫وهذا يظهر بشكل خاص عند الرهبان الذين يعتربون احملورية يف احلياة السياسية اإلثيوبية‪.‬بداية ‪ ،‬جتدر اإلشارة‬ ‫ً‬ ‫مثاال يف زهد رغد احلياة‪ ،‬و يظهر هذا يف كل شيء سواء إىل أن حزب اجلبهة الشعبية لتحرير"تيغري"و الواقع يف إقليم‬ ‫يف ملبسهم أو طعامهم و كذلك معامالتهم‪..‬و بذلك فإنه مل تيغري الشمالي‪ ،‬ميثل النواة الرئيسة يف سياسات التحالف‬ ‫يكن هناك طريقة آخرى لتحقيق تقدم ملحوظ ملثل هذه احلاكم يف البالد يف الوقت الراهن و املسمى بـ" حزب اجلبهة‬ ‫األرض الواسعة متعددة األجناس ‪ ،‬و املعتقدات ‪،‬حيث أنها الدميقراطية الثورية الشعبية"‪.‬و يعترب حزب اجلبهة الشعبية‬ ‫ضمت أكثر من ‪ 50‬مليون نسمة يف بداية القرن املاض لتحرير "جتراي"برئاسة القائد السياسي الدائم "زيناوي" أساس‬ ‫وأكثر من ‪ 96‬مليون نسمه يف يومنا هذا‪ .‬و على َّ‬ ‫مر العصور التحرك املسلح احلادث يف ‪ 1974‬ضد نظام "منغستو هيال‬ ‫فإن رؤية اجلزء الرئيسي من سكان إثيوبيا و خاصة املناطق مريام" ‪.‬وقد مت اإلعالن عن إنشاء حزب اجلبهة الدميقراطية‬ ‫الريفية تشكلت وفق اإلطار اجملتمعي‪ ،‬و الذي ساد فيه الشعبية يف ‪، 1991‬و يف ذلك الوقت إىل جانب حزب اجلبهة‬ ‫حتمل املشاق من أجل التخلص من الفقر ‪ ،‬و هذا كان مبثابة الشعبية لتحرير "تيغري" ضم حزب اجلبهة الدميقراطية‬ ‫قانون احلياة هناك‪.‬حيث أن اإلنسان مضطر أن يكون"خادم الثورية الشعبية يف تكوينه أربعة أحزاب سياسية آخرى‪،‬‬ ‫مطيع و فالح جيد لسيده"‪.‬‬ ‫تشكل مصاحل قوميات آخرى (جمموعات عرقية) يف البالد‬ ‫من الطبيعي ظهور بعض اإلستستثناءات يف احلياة و هم "أورومو‪-‬أمهرة‪-‬و حتالف شعب اجلنوب"‪.‬‬ ‫السياسية يف البالد ‪ ،‬كما هو احلال يف التاريخ املعاصر‬ ‫ويف العام ذاتة ‪ -1991-‬كون حزب اجلبهة الدميقراطية‬ ‫للبالد ‪،‬حيث أنه يف عام ‪ 1974‬م مت أسقاط نظام اإلمرباطور الثورية الشعبية حكومة إنتقالية يف البالد برئاسة زيناوي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسا‬ ‫و السياسي احملنك "هايلي سيالسي"‪ .‬و قبل هذا ب ‪ 15‬عام والذي ظل‬ ‫دائما للبالد حتى وفاته يف أغسطس‬ ‫مت إسقاط نظام "منغستو هيال مريام "املوالي للشيوعية بقوة ‪ .2012‬وبعد ذلك قامت السلطات اجلديدة بإجراء تعديالت‬ ‫السالح ‪ ،‬و الذي حتالف يف اخر سنوات حكمه مع الفاشية‪ ،‬جذرية يف النظام السياسي للبالد وذلك من خالل خطوتني‪:‬‬ ‫و لكن رغم كل هذا ميكن اإلقرار بأن الشعب مل يظهر أي أوهلما إدخال تعديالت على العملية السياسية احملاطة‬ ‫بنظام عرقي‪ ،‬وهذه تعترب خطوة هامة ً‬ ‫فاعلية يف هذه احلالة أو غريها‪.‬‬ ‫جدا يف تاريخ إثيوبيا‬ ‫وكانت هناك بعض اإلنتفاضات يف العاصمة وشاركت‬ ‫فيها بشكل أساسي الطبقة املهتمة بالسياسة من السكان‪،‬‬ ‫مثل طالب جامعه أديس أبابا ‪ ,‬حيث أنهم كانو "يفضلون‬ ‫الفوضي يف الشوارع‪ ،‬وعلى الرغم من كونها حتمل الكثري‬ ‫من الضجيج و املخاطر‪ ،‬على حضور احملاضرات "اململة"‪ ،‬حيث‬ ‫أنهم كانو يرون يف تلك االنتفاضات جاذبية كبرية"‪.‬‬ ‫وال يوجد يف البالد اآلن على املدى املتوسط أية مقدمات‬ ‫اجتماعية ‪،‬كي يستطيع كافة طبقات الشعب اإلثيوبي‬ ‫وعلى رأسها طبقة "الفالحني"(و اليت تشكل ‪)86% - 75‬‬ ‫من إمجالي سكان البالد جلب "رياح التغيري الثوري"على‬ ‫نسق الثورات العربية ‪ ،‬و قد يرجع السبب يف ذلك إلي أن‬ ‫الراديكالية املتطرفة لألقلية السياسية اإلثيوبية مشبعة‬ ‫بالوالء األبوي للسلطات وكذلك سلبية املواطنيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ختاما ميكننا القول أنه إىل وقتنا هذا مل تهيأ الظروف‬ ‫الضرورية و املناسبة لذلك‪ ،‬وهذا ميكن أن حيدث فقط‬ ‫إما عن طريق التأثري القادم من اخلارج أو عن طريق تفاقم‬ ‫األوضاع‪ ،‬حبيث يؤدي إىل تغيري املوازيني‪ ،‬و إحداث ثغرات‬

‫تلك الدولة متعددة اجلماعات العرقية ‪ ،‬وثانيهما إختاذ قرار‬ ‫الدعم والتطوير الشامل لألحزاب السياسية القائمة على‬ ‫أسس عرقية ‪.‬وبذلك يتضح أن الطبقة احلاكمة محلت‬ ‫على عاتقها مسئولية إزالة الفوارق بني اجلماعات العرقية‬ ‫املختلفة واليت حتمل كل منها طابع تارخيي خاص ‪ .‬ومن‬ ‫املالحظ أن تلك اإلجراءات والتعديالت السياسية اليت مت‬ ‫إختاذها يف أخر ‪ 10 - 7‬سنوات كانت موجهة يف املقام األول‬ ‫من أجل تغيري الوضع السائد عند سكان الشمال (امهرة‪-‬‬ ‫تيغري) وعالقتهم بسكان املناطق الشرقية (خاصة اورومو)‪،‬‬ ‫وكذلك اإلختالفات العرقية يف اجلنوب ‪.‬‬ ‫وتطور النظام الفيدرالي مهد الطريق للقضاء على‬ ‫اإلختالفات العرقية وذلك من خالل حتقيق املساواة يف‬ ‫احلقوق واحلريات بشكل كبري لكل اجلماعات العرقية‬ ‫يف الدولة ‪ .‬وهنا جتدر اإلشارة إىل أن إنشاء إثيوبيا على أساس‬ ‫عرقي كان مدعوم من قبل احلزب احلاكم يف دستور ‪.1994‬‬ ‫وهذه تعترب أول مرة يف تاريخ إثيوبيا الطويل تظهر فيها‬ ‫كدولة المركزية حيث ظهرت ‪ 9‬أقاليم جديدة‪ ،‬ولكل‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪23‬‬


‫إقليم ادارتة اخلاصة‪ ،‬وكذلك حق االستقالل وتقرير‬ ‫املصري‪ .‬وإذا مل يكن هناك أسس قوية البنيان تدعم سياسة‬ ‫ً‬ ‫هذا النظام العرقي ‪ ،‬كان من املمكن أن يشكل‬ ‫خطرا‬ ‫ً‬ ‫كبريا على استقرار إثيوبيا‪ .‬فالعديد من الشعوب الساكنة‬ ‫إثيوبيا يف الوقت احلالي ( اورومو‪ -‬صومالية‪ -‬تيغري ‪)........‬‬ ‫أبدت رغبتها أكثر من مرة يف املاض واحلاضر يف االنفصال‬ ‫عن أديس أبابا ولكن عدم اإلستعداد الكايف مل يقدر هلا‬ ‫ذلك‪ .‬حيث أن كل حماوالت ونوايا االنفصال مت إمخادها‬ ‫بقوة السالح‪ .‬ومن املعلوم أن إريرتيا انفصلت عن إثيوبيا يف‬ ‫عام ‪ 1993‬وذلك لغايات موضوعة مسبقا ‪.‬‬ ‫قيادة احلزب الواحد‬

‫مبادئ اخرى‪ .‬ويف حالة اعتبار الفيدرالية العرقية "الراسخة"‬ ‫حول احلزب احلاكم وليدة السياسة اإلثيوبية ‪ ،‬فإن النظام‬ ‫الذي سوف نتحدث عنه الحقا بشكل أو بآخر مل تشوبه‬ ‫شائبة أثناء حكم األباطرة أو يف ظل النظام " الشيوعي"‪.‬‬ ‫تأسس نظام حكم الشعب أو كما يطلق عليه رمسيا‬ ‫"نظام احلكم الذاتي الشعيب" يف شكله احلالي عام ‪، 1975‬‬ ‫وذلك فور وصول نظام "منغستو هيال مريام" إىل السلطة ‪ .‬ومن‬ ‫ً‬ ‫عسكريا وأثناء تفكيك " النظام‬ ‫املدهش أنه بعد إطاحته‬ ‫احلكومي واأليدولوجي املؤيد لفكرة الشيوعية" قامت‬ ‫السلطات اجلديدة يف إثيوبيا بتغيري كل شئ بشكل‬ ‫ً‬ ‫جذري ‪ :‬بداية من اسم الدولة‬ ‫مرورا بنظام اهليكل السياسي‬ ‫والدستور‪.‬‬

‫إىل جانب تطوير الفيدرالية العرقية ‪ ،‬نالحظ أن دعم‬ ‫وتوطيد فكرة قيادة"احلزب الواحد" كان ومازال إجتاها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومدعوما‬ ‫راسخا‬ ‫ظل نظام "احلكم الذاتي الشعيب" وحده‬ ‫سياسيا‬ ‫حيويا حلزب "اجلبهة الدميقراطية الثورية الشعبية"‬ ‫وذلك من أجل حتييد ميل الشعوب اآلخرى إىل تقرير املصري‪ .‬من قبل السلطات يف البالد ‪ ،‬إضافة إىل ذلك تعترب "اهليئة‬ ‫حيث أن نظام التسلسل اهلرمي الصارم للحزب يتخلل كل املنتخبة" املسماه يف اللغة األمهرية "كابلي" العنصر‬ ‫أرجاء احلكم يف الدولة سواء السياسية أواإلقليمية ‪ .‬ويف الرئيسي هلذا النظام ونذكر أن هذه اهليئة ليس هلا مثيل يف‬ ‫احلقيقة ميكننا اجلزم بأن الفيدرالية العرقية بتوجهاتها األنظمة احلكومية يف البالد االخرى ‪ ،‬ونرى نفاذ مفعوهلا‬ ‫الطردية املركزية تبدو متماسكة وذلك بفضل تكامل يف كافة أرجاء احلياة يف إثيوبيا (القرى‪،‬املدن‪،‬الضواحي‬ ‫النظام احلزبي ‪.‬حزب اجلبهة الدميقراطية الثورية الشعبية وكل املناطق العامرة بالسكان)‪.‬‬ ‫من حيث اجلوهر التنظيمي يعترب قوة مركزية جاذبة ‪ ،‬فهو‬ ‫وكل "كابلي" تضم على أقل تقدير ‪ 500‬أسرة مبا‬ ‫يقوي وحييط بالنظام الفيدرالي العرقي اإلثيوبي من كل‬ ‫يعادل ‪ 4000 - 3500‬ألف شخص ‪ ،‬ويف املناطق اليت يزيد‬ ‫املستويات‪ ،‬وبذلك يكون احلزب احلاكم مبثابة نظام فريد‬ ‫فيها عدد السكان عن ‪ 2000‬نسمة توجد على األقل " خلية‬ ‫من حيث الضوابط اليت تكفل التوازن واالستقرار‪.‬‬ ‫أولية" تابعة هلذا النظام املنتخب ‪ .‬وكل ‪" 12 - 10‬خلية" يف‬ ‫جتدر اإلشارة إىل جناح النظام احلزبي اإلثيوبي حتى نظام احلكم الذاتي تشكل مايسمى "كافيتيا"‬ ‫وقتنا هذا بالشكل الكايف واملرجو يف ترسيخ واحلفاظ‬ ‫على الرغم من طبيعة "كابلي" اإلنتخابية وكذلك‬ ‫على القوة الوطنية للدولة‪ ،‬وهذا يعد أمر بالغ األهمية يف ظل استقالهلا الصوري عن السلطة َّ‬ ‫إال أنها تعترب يف حقيقة األمر‬ ‫التكوين العرقي والديين املعقد للغاية لالحتاد اإلثيوبي‪.‬‬ ‫املؤشر الذي تقيس به السلطات العليا مدى الرضا الشعيب‬ ‫ويف هذا السياق سنلقي الضوء على ميزة آخرى يف النظام‬ ‫ويتم ذلك بشكل غري مباشر‪ .‬فالعالقات اليت تربط بني‬ ‫اإلجتماعي اإلثيوبي واليت تقوم بدور حيوي يف احلفاظ على‬ ‫خاليا "كابلي" و اهليئات احلكومية للدولة بإختالف‬ ‫النظام القائم أال وهى "نظام احلكم الذاتي" أو اإلدارة الذاتية‪،‬‬ ‫مستواياتها ( ريفية ‪ ،‬بلدية‪،‬مدنية‪ ،‬اقليمية) غري مباشرة‬ ‫وملَّا هلذا النظام من قيمة بالغة األهمية سنقوم مبناقشته‬ ‫وغري واضحة للعيان ‪ ،‬لكنها كافية ملراقبة كل ماحيدث‬ ‫ً‬ ‫تفصيال ‪.‬‬ ‫بشكل أكثر‬ ‫بني سواد الناس‪ ،‬وكذلك قياس مدى عدم رضا الشعب مما‬ ‫من املتعارف عليه أن أغلبية األنظمة يف دول إفريقيا منذ ييسر للسلطات اختيارالطريقة املناسبة واملنطقية للتعامل‬ ‫زمن ليس ببعيد( والبعض إىل وقتنا هذا) تعتمد على مراكز الشعب‪ ،‬والعمل مبهارة مع ناخبيه ‪.‬يتعاون أعضاء "نشطاء"‬ ‫القوة (اجليش و األجهزة األمنية) يف حتقيق استقرار األوضاع كابلي بنجاح مع السلطة وكذلك قوات األمن من خالل‬ ‫السياسية الداخلية ‪ .‬وعادة يضمن النظام احلاكم والء قوات نظام سري غري معلن لالتصال بأجهزة الدولة ً‬ ‫سرا ‪ ،‬وذلك حتت‬ ‫األمن عن طريق إعطاءهم اإلمتيازات واحلوافز املادية ‪َّ .‬أما ذريعة التدابري الوقائية من التهديدات االرهابية‪ ،‬وكذلك‬ ‫املناصب القيادية والتنفيذية العليا عادة يشغلها أشخاص اإلجراءات األمنية للسيطرة على اجلرائم اجلنائية وتوفري‬ ‫ينتمون إىل عائالت أو نسل ذو ثقة حبيث يضمن النظام األمن‪ .‬حيث أن هؤالء األعضاء يقومون جبمع املعلومات من‬ ‫والءه ‪ .‬هذا وقد يعتمد نظام السلطة يف إثيوبيا على عدة املخربين التابعني للشرطة وغريها من قوات األمن‪ ،‬واملدسوسني‬ ‫"كابلي" يف إثيوبيا اليوم‬

‫‪24‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫بني طبقات الشعب املختلفة ونقلها للسلطات املعنية‪ .‬ويتم‬ ‫ذلك عن طريق اإلعالن مسبقا عن حدوث إنتهاكات قد‬ ‫تؤثر على اجملتمع أو حدوث جرائم جنائية وظهور مثريي‬ ‫شغب‪ ،‬وبالتوازي مع هذا اإلعالن تتم عملية مجع املعلومات‬ ‫عن والء سكان املنطقة املذكورة يف اإلعالن ومعرفة الغري‬ ‫راضيني عن سري العملية السياسية‪ ،‬وكذلك املعارضني‬ ‫ويتم أخذهم إلي مراكز قوات األمن ً‬ ‫فورا بعد إطالق "إشارة‬ ‫"بأماكن تواجدهم ‪ .‬ويتمتع هؤالء األعضاء املواليني للسلطة‬ ‫بصالحيات وإمتيازات خاصة يف مقابل تعاونهم مع أجهزة‬ ‫الدولة ‪ ،‬على سبيل املثال ‪ ،‬على مستوى "كابلي" توكل‬ ‫إليهم القرارات اهلامة يف اجملتمع اإلثيوبي ‪ ،‬وتوزيع املساعدات‬ ‫الغذائية ‪ ،‬وتقديم توصيات وساطة للمواطنني للحصول‬ ‫على إعانات اخلدمات الطبية والتعليم االبتدائي وغريها ‪.‬‬

‫يف الدولة‪ ،‬وهذا قد يؤدي إىل حالة من عدم الرضا سواء بني‬ ‫عناصر الطبقة البريوقراطية و كافة طبقات اجملتمع‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك فإن هذا النظام يسمح فقط لدائرة حمدودة‬ ‫من موظفي احلزب‪ ،‬وكذلك املستشاريني اخلاصني لرئيس‬ ‫الدولة بإختاذ القرارات املصريية اهلامة يف طريق التنمية ‪،‬‬ ‫وهذا من الطبيعي قد يتسبب يف إحداث إخفاقات بالغة سواء‬ ‫على املدى املتوسط أو البعيد ‪ .‬كما أن الوزراء ذاتهم يف هذا‬ ‫النظام احلزبي ليس لديهم إمكانية إختاذ القرارات اهلامة‬ ‫مما جيعلهم دائما يتصرفون حبذر‪ ،‬وحتى مسئولي اهليئات‬ ‫العليا يف الدولة دائما يتطلعون إىل زعماء األحزاب خبشية‬ ‫ومشاركتهم يف جلسات إختاذ القرارات تكون مشاركة‬ ‫صماء "إفرتاضية" ‪ .‬ومن املتوقع يف املستقبل القريب أن‬ ‫مشكلة غياب التعدد احلزبي احلقيقي يف البالد سوف‬ ‫ً‬ ‫عائقا صعب يف طريق تطوير السياسة الداخلية‪.‬‬ ‫تصبح‬ ‫وهذه املشكلة مرتبطة باإلجتاهات السياسية التنظيمية‬ ‫ً‬ ‫سلفا ‪.‬‬ ‫اليت مت ذكرها‬

‫وبتحليل الصالحيات واملزايا اليت تقدمها "كابلي"‬ ‫ميكن فهم الدور املؤثر هلذه اهليئات يف اجملتمع اإلثيوبي ‪.‬‬ ‫ونتيجة ملا مت عرضة سلفا ‪ ،‬تتضح لنا أهميتها وما حتققه‬ ‫من جناحات مرجوة يف كافة شئون احلياة اليومية ‪ ،‬كما‬ ‫أنها متهد الطريق للحزب احلاكم قبل الشروع يف العملية‬ ‫اإلنتخابية‪.‬وختاما ‪ ،‬ميكن اإلقرار واجلزم مبدى أهمية "‬ ‫نظام احلكم الذاتي" وفاعليته كأساس يف توفري االستقرار‬ ‫السياسي الداخلي يف البالد‪.‬‬

‫إضافة إىل ذلك ‪ ،‬ال يوجد يف إثيوبيا يف الوقت الراهن أي‬ ‫نوع من أنواع املعارضة السياسية ‪ ،‬وهذا األمر يتعرض للنقد‬ ‫الشديد من قبل شركائها الغريأفارقة يف السياسة اخلارجية‬ ‫ً‬ ‫دائما وفق أهدافها االقتصادية‬ ‫باستثناء الصني ‪ ،‬اليت تتحرك‬ ‫ً‬ ‫وأيضا مشكلة اجلمع بني الدميقراطية واالستقرار‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫تعترب من أهم القضايا املؤرقة يف الوقت الراهن ليس فقط يف‬ ‫ً‬ ‫تقريبا يف‬ ‫طريق إثيوبيا من أجل التنمية السياسية‪ ،‬ولكن‬ ‫كل دول إفريقيا باستثناء القليل منها‪ .‬ويرى اخلرباء أن‬ ‫الوضع احلالي يف أغلبية دول إفريقيا غري مناسب للتعددية‬ ‫احلزبية احلقيقية املوجودة يف أوروبا يف الوقت احلالي‪.‬‬ ‫ولذلك فإن القيادة اإلثيوبية مثلها مثل أغلبية دول القارة‬ ‫تبحث عن طرق خاصة لتحقيق التنمية اجملتمعية‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل تنفيذ براجمها السياسية اخلاصة‪ .‬ومن الواضح أن‬ ‫هذه الطرق "غري ممهدة " إال أنه جيب إجتيازها رغم كل‬ ‫الظروف ‪ .‬كما أن اإلسراع من أجل حتقيق الدميقراطية‬ ‫اإلثيوبية نكاية يف "الغرب" يعترب يف واقع األمر من أكثر‬ ‫ً‬ ‫املخاطر اليت قد تهدد االستقرار ‪ ،‬بل وأكثر‬ ‫خطرا من غياب‬ ‫التعددية احلزبية و املعارضة السياسية ذاتها‪ .‬حيث أن نقل‬ ‫األليات الربملانية الغربية إىل " الرتبة" اإلثيوبية يف ظل ظروف‬ ‫عدم تطور اجملتمع املدني و هيمنة الفكر العرقي والطبقي‬

‫وتقوم"كابلي" بدور هام يف حتقيق عنصر" العدالة" ‪،‬‬ ‫وذلك من خالل وجود مايسمى ب " احملاكم االجتماعية‬ ‫(الشعبية)" ‪ .‬هذه احملاكم مكلفة بالنظر يف القضايا‬ ‫البسيطة اليت ال متثل خطر جمتمعي‪ ،‬وكذلك النظر يف‬ ‫حزب اجلبهة الدميقراطية الثورية الشعبية بداية من عام‬ ‫النزاعات بني املواطنني‪ .‬ويف بعض املناطق يوجد سجون ‪ 1991‬يعترب احلزب الدائم واحلاكم للبالد ‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫تتبع هذه احملاكم‪ ،‬ويعمل بها متطوعون ملساعدة الشرطة من أنه تأسس على أساس التعددية احلزبية ‪ ،‬حيث أنه يضم‬ ‫يف توفري األمن ‪ .‬وبذلك تتجلى أهمية ال " كابلي" بالنسبة بداخله جمموعات عرقية خمتلفة ‪ ،‬لكن هذه التعددية تعد‬ ‫للمواطنني البسطاء وذلك ملا تقدمة هلم من مميزات اجتماعية فقط تعددية صورية وماهى إال شكل من أشكال النظام‬ ‫واقتصادية‪.‬‬ ‫العرقي وتبعد كل البعد عن فكرة التعددية‪.‬‬

‫"احملاور الرئيسة لتصاعد التوتر"‬ ‫يف واقع األمر ال ميكن تقييم آليات االستقرار السياسي‬ ‫واالجتماعي يف "إثيوبيا" دون إلقاء الضوء على القضايا‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا ‪ ،‬حيث أن " نقاط‬ ‫اإلشكالية وخاصة بعد تفاقمها‬ ‫ً‬ ‫تصاعد التوتر" يف إثيوبيا أصبحت أكثر وضوحا ‪ .‬بداية ‪،‬‬ ‫جتدر اإلشارة إىل التوجهات الطردية املركزية للفيدرالية‬ ‫العرقية واليت يزداد تصادمها باملركزية احلزبية ‪ .‬وهذا النظام‬ ‫ً‬ ‫راسخا يف الوقت احلالي قد يتحول يف أي حلظة‬ ‫الذي يبدو‬ ‫من كونه حصن استقرار الدولة إىل سبب من أسباب عدم‬ ‫االستقرار‪ .‬ففي الواقع ‪،‬إن احلزب يتمتع بنفوذ وصالحيات‬ ‫زائدة عن احلد مما جيعله أعلى شأنا من السلطات التنفيذية‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪25‬‬


‫ً‬ ‫اإلثيوبية‪.‬وختاما ‪ ،‬ال ميكن‬ ‫بني الغالبية العظمى من السكان ‪ ،‬من املمكن أن يؤدي مما ميثل أهمية كبرية للدولة‬ ‫بالدولة إىل اهلالك ‪ .‬وهلذا فإن اجملتمع يف حاجة إىل فرتة دحض احلقيقة اليت تشري إىل أن هذه املساعدات اليت تقدمها‬ ‫إنتقالية طويلة للتحول الدميقراطي ‪ ،‬حبيث يتمكن خالل الصني إلثيوبيا أصبحت دليل على تبعية إثيوبيا ‪.‬‬ ‫تلك الفرتة من حتقيق التطور الكايف للمجتمع املدني‬ ‫وفيما خيص التعاون السياسي واالقتصادي مع اخلارج‬ ‫وتوفري نظام اقتصادي‪-‬اجتماعي تنموي‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫مبا يف ذلك "أمريكا واالحتاد األوروبي" ‪ ،‬فإن احلكومة‬ ‫إعادة تنظيم اقتصاد الدولة ككل ‪.‬‬ ‫اإلثيوبية تنتهج يف ذلك برمجاتية واضحة ‪ ،‬حيث أنها‬ ‫ً‬ ‫من املشاكل احملورية أيضا يف إثيوبيا نذكر التدخل تستخدم موقعها اإلقليمي ‪ ،‬كونها ("جسر" املسيحية يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موثوقا به يف التحالف املناهض‬ ‫شريكا‬ ‫الزائد عن احلد من قبل القوى اخلارجية على كل املستويات العامل اإلسالمي ‪،‬‬ ‫( اقتصادية ‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬وكذلك سياستها الداخلية)‪.‬وتشري لإلرهاب ‪ ،‬داعم نشط حلفظ السالم يف إفريقيا) ‪،‬يف حتقيق‬ ‫اإلحصاءات االقتصادية إىل إنه على الرغم من ارتفاع مؤشرات أرباح اقتصادية كبرية من الغرب وكذالك املناورة من أجل‬ ‫النمو يف إفريقيا بشكل عام ‪ ،‬إال أن االقتصاد اإلثيوبي تقليص الضغوطات األمريكية واألوروبية فيما يتعلق‬ ‫ً‬ ‫وغريها‪..‬إمجاال‬ ‫مازال مرتبط بشكل متزايد باخلارج ‪.‬وتعترب "دول االحتاد بقضايا الدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫االوروبي و أمريكا و الصني" من أهم مصادر دعم االقتصاد ميكننا القول أن العالقات االقتصادية اإلثيوبية مع الغرب‬ ‫ً‬ ‫أيضا اجملاالت‬ ‫الوطين يف إثيوبيا ‪ .‬ونالحظ يف أخر ‪ 10‬سنوات التزايد النسيب تتسم بالدميقراطية بشكل كبري وتشمل‬ ‫يف حجم التعاون اإلقتصادي بني "بكني‬ ‫وأديس أبابا" ‪ .‬كما االجتماعية واألدبية‪ .‬وعلى سبيل املثال الدعم األوروبي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫زاد حجم التعاون أيضا مع اهلند وتركيا ومؤخرا مع الربازيل ‪ .‬إلثيوبيا حلفظ السالم وغريها من املشاريع االجتماعية ‪.‬‬ ‫ويتوقع اخلرباء أنه حبلول العقد الثاني من القرن‬ ‫احلالي ستكون هناك أزمة أو إخنفاض يف حجم العالقات‬ ‫"اإلثيوبية‪-‬األمريكية|" ‪ .‬وتبدو هذه التوقعات منطقية إىل‬ ‫حد ما‪ .‬فعلى سبيل املثال أشار رئيس الوزراء "هيال مريام"‬ ‫يف احدى اللقاءات إىل رغبة "إثيوبيا" يف تطوير العالقات مع‬ ‫"أمريكا والصني"‪ ،‬و أكد فور إشارته أن " الصني تعترب القوة‬ ‫الداعمة القتصاد العامل ‪ ،‬كونها تساعد الدول النامية بدون‬ ‫أية شروط من خالل تقديم القروض وإنشاء مشاريع البنية‬ ‫التحتية" ‪ ،‬وبذلك يتضح مدى أهمية االعتماد على الصني‬ ‫يف تطوير البنية التحتية وكذلك يف التنمية االستثمارية‬ ‫بالنسبة إلثيوبيا‪.‬‬ ‫ويشري "هيال مريام" إىل أن إثيوبيا سوف تعتمد بشكل‬ ‫إسرتاتيجي على توطيد العالقات متعددة النواحي مع الصني‬ ‫واهلند ومع الربازيل يف بعض اجملاالت ‪ .‬إضافة إىل ذلك ذكر‬ ‫ً‬ ‫" إننا ال منلك‬ ‫شيئا ضد أمريكا‪ ،‬وأن إختيارنا الصني ليس‬ ‫جمرد فكرة ولكنه واقع" ‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أن الرئيس‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا أقر أكثر من مرة نوايا بالده يف إختاذ قرارات‬ ‫"زيناوي"‬ ‫فعلية لتقليل إعتمادها على الصني وضرورة تنوع العالقات‬ ‫ومن ضمن تلك النوايا كانت فكرة توسيع التعاون مع‬ ‫روسيا ولكن بسبب الظروف الراهنة مل يتمكن من حتقيق‬ ‫جناحات ملحوظة يف هذا اإلجتاه‪ .‬ويف اخر ‪ 3 - 2‬سنوات ازاد‬ ‫حجم التعاون مع الصني بشكل واضح ً‬ ‫جدا ‪ .‬وحنن نتفق مع‬ ‫رأي عدد كبري من املتابعني للوضع بأنه يف السنوات األخرية‬ ‫تدخل الصني يف السياسة اإلثيوبية من خالل االقتصاد زاد‬ ‫عن احلد بشكل كبري‪ ،‬إال أن هذا التدخل الصيين حيمل‬ ‫معه دعما إقتصاديا وخاصة يف جمال تطوير البنية التحتية‬

‫‪26‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫بعد اإلنتهاء من عرض عوامل التأثري اخلارجي يف السياسة‬ ‫اإلثيوبية حان الوقت لإلشارة إىل عدم االستقرار اإلقليمي‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن منطقة "القرن اإلفريقي" من أكثر‬ ‫املناطق املليئة باخلالفات (خالفات سياسية مستمرة يف‬ ‫الصومال والسودان اجملاورتني ‪ ،‬األعمال اإلرهابية للجماعات‬ ‫اإلسالمية يف كينيا ) كل هذا من املمكن أن يؤثر على‬ ‫االستقرار الداخلي يف إثيوبيا ‪ .‬وكذالك اهلياج الشعيب‬ ‫يف مشال إفريقيا والشرق األوسط يف بداية ‪ 2011‬ضد‬ ‫احلكومات الفاسدة ‪ ،‬أجرب القيادة اإلثيوبية على األخذ‬ ‫بعني االعتبار ضرورة جتنب عدد كبري من السيناريوهات‬ ‫السلبية ممكنة احلدوث‪ .‬بعض هذه السيناريوهات مرتبط‬ ‫بعامل "الشباب" والبعض االخر ناتج عن انتشار مفهوم‬ ‫"اإلسالم السياسي"‪ .‬لذلك وجب يف احلالة األوىل ضرورة حل‬ ‫مشاكل البطالة وتيسري الظروف االجتماعية للشباب‪،‬‬ ‫وذلك ألنهم مبثابة القوى احملركة " للتغريات الثورية" ‪،‬‬ ‫فاحلال يف إثيوبيا مثل الكثري من الدول ومن ضمنها تلك‬ ‫اليت حلقتها أعراض ما يسمى ب "الربيع العربي" يعاني‬ ‫الشباب من صعوبة إجياد فرصة لإلندماج يف احلياة الثقافية‬ ‫واالجتماعية مما قد يدفعهم لألنضمام للجماعات " املسلحة"‬ ‫نتيجة تفاقم شعورهم باليأس واإلحباط ‪ .‬ولذلك القيادة‬ ‫اإلثيوبية أصبحت تدرك هذه املشكلة بشكل كبري يف‬ ‫الوقت الراهن ‪ ،‬لذلك أصبحت القضايا اخلاصة بالشباب متثل‬ ‫األولوية سواء يف "كابلي" أو يف هيئات السلطة وكذلك يف‬ ‫اهليئات اإلدارية‪ .‬ورغم كل هذه اإلجراءات واإلحتياطات‪،‬‬ ‫إال أن عنصر "الشباب" سيظل من أكثر العوامل خطورة‪،‬‬ ‫وحيتاج من السلطات رؤية واضحة وتدابري عديدة‪.‬‬


‫"جزيرة مسيحية يف حبر اإلسالم "‬

‫األالف ‪ ،‬خالله قررت القيادة اإلثيوبية ضرورة عدم الرضوخ‬ ‫لإلستفزازات اخلارجية للجماعات اإلسالمية وجتنب اإلقتتال‪.‬‬ ‫ولقي هذا القرار دعم رجال الدين ( املسيحي واإلسالمي) يف‬ ‫البالد وتقبله الشعب ‪.‬و بنهاية أبريل أنتهت تلك األزمة ‪،‬‬ ‫ولكن دون العلم هل سيستمر الوضع يف سكون إىل فرتة‬ ‫طويلة أم سيأتي جديد من اخلارج ويؤدي إىل هياج الوضع مرة‬ ‫آخرى ؟ ‪ ،‬فإثيوبيا اليوم تضم أكثر من ‪ 96‬نسمة من املسيحني‬ ‫ً‬ ‫تقريبا بالتساوي‪ ،‬و لذلك فإن تأجج الوضع قد‬ ‫واملسلمني‬ ‫يؤدي إىل عواقب وخيمة على كل املستويات ‪.‬‬

‫إن إنتشار فكرة اإلسالم السياسي يف اجملتمع اإلثيوبي‬ ‫واملخاطر النامجة عن التطرف الديين‪ ،‬تعترب معضلة آخرى‬ ‫يف طريق منو إثيوبيا ‪ .‬كما أنه مل يكن هناك حل رادع‬ ‫للمشاكل االقتصادية واالجتماعية احلادة سواء يف عصر‬ ‫"حكم الكنيسة" أو يف ظل اإلشرتاكية اليت أكسبت‬ ‫الدولة طابعا "الدينيا" ‪ ،‬وكذلك استمرت حدتها يف الوقت‬ ‫الراهن رغم إجتاه الدولة حنو الليربالية والدميقراطية الغربية‪.‬‬ ‫وعلى خلفية ماسبق من إخفاقات يف حل هذه املشكالت‬ ‫فقد وجد أغلب الشعب (وخاصة سكان املناطق اجلنوبية )‬ ‫خالصة القول‪ ،‬تتميز "إثيوبيا" باستقرار نسيب يف‬ ‫بديال يف اإلسالم السياسي من أجل حتقيق تنمية اجتماعية‪ .‬سياستها الداخلية اليوم بفضل ما شهدته من منو على اجلانب‬ ‫كما هو معروف ‪ ،‬أن إثيوبيا على مدار قرون عدة كانت التارخيي ‪ ،‬الثقايف ‪ ،‬وكذلك الديين ‪ .‬تتبع القيادة اإلثيوبية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا بدأ‬ ‫مبثابة " اجلزيرة املسيحية يف حبر اإلسالم" ‪ ،‬ولكن‬ ‫وموجها لدعم كل‬ ‫متوازنا‬ ‫واجتماعيا‬ ‫اقتصاديا‬ ‫نظاما‬ ‫الوضع يف التغيري بشكل ملحوظ ‪ ،‬وبات اإلنتشار اإلسالمي طبقات اجملتمع من أجل توحيد اجملتمع اإلثيوبي‪ .‬وتعترب‬ ‫واضح لكل من يأتي إىل إثيوبيا ‪ .‬فالسلطات احلالية إثيوبيا دولة جاذبة ملصادر اإلستثمار اخلارجي ( الصني يف‬ ‫تفضل غض النظر عن ما أصاب الكنيسة األرثوزكسية املقدمة واهلند وتركيا ) مبا يضمن معدالت منو اقتصادي‬ ‫ً‬ ‫وفقا للمقاييس اإلفريقية وذلك ملا تتميز به من‬ ‫اإلثيوبية من وهن وضعف ‪ ،‬ويف مقابل ذلك جند اليوم بناء عالية‬ ‫العديد من املساجد يف إثيوبيا ‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أن استقرار سياسي نسيب و ظروف مناخية مناسبة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫هذا العدد الكبري من املساجد اجلديدة مل يظهر فقط يف توافر األيدي العاملة الشابة‪ .‬وهنا جيب اإلشارة إىل أن مشاريع‬ ‫املناطق الشرقية‬ ‫واجلنوبية للبالد واليت هلا ميول قدمية حنو البنية التحتية اليت تتبناها الصني يف إثيوبيا تستغرق وقت‬ ‫ً‬ ‫اإلسالم ولكن أيضا ظهر يف مشال البالد على الرغم من انها طويل وهذا يعين ضرورة تدخل الصني يف القضايا اخلاصة‬ ‫منطقة مسيحية من الناحية التارخيية ‪ .‬وهذا التوغل املتزايد بتوفري األمن الداخلي‪.‬‬ ‫لإلسالم يف إثيوبيا يؤدي إىل توطيد دوراملسلمني يف احلياة‬ ‫وعلى جانب آخر ‪ ،‬فإن استقرار الوضع السياسي والنمو يف‬ ‫السياسية ليس فقط يف إثيوبيا ‪ ،‬بل ويف القرن اإلفريقي‬ ‫ككل ‪ .‬ومن املالحظ أن إثيوبيا مل تشهد أي إضطرابات االقتصادات األسيوية ميهد الطريق لعودة املهاجرين اإلثيوبني‬ ‫مع تزايد عدد املسلمني وهذا يرجع إىل أن إثيوبيا بطبيعة من أمريكا وأوروبا ( الذين هاجرو يف ظل األزمات اليت‬ ‫احلال بلد متعددة الثقافات فنجد فكرة التسامح الديين شهدتها إثيوبيا ‪ :‬اإلطاحة بالنظام امللكي ‪ 1974-‬اإلطاحة‬ ‫تكاد تكون متأصلة يف تارخيها ‪ .‬لكن قد تشتعل شرارة بنظام منغستو ماريام ‪ . )1991‬وبعودتهم من دول العامل‬ ‫الفتنة من اخلارج‪ ،‬وخري مثال على ذلك ما قامت به قوات الدولة املتقدم سينتعش اجملتمع اإلثيوبي إىل جانب دعم السياسة‬ ‫اإلسالمية "داعش" يف ‪ 20‬أبريل من العام احلالي من جرائم اخلارجية من قبل أصحاب النفوذ القادمني من أمريكا‬ ‫وحشية وغري إنسانية ‪ ،‬حيث أصدرت حكمها بإعدام ‪ 30‬واملانيا وايطاليا‪.‬‬ ‫مسيحي إثيوبي بعد أن مت إختطافهم يف ليبيا ‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن الضوء امللقى عل اإلستقرار النسيب‬ ‫كان اإلحتجاج الشديد وغضب كافة طبقات اجملتمع للسياسة الداخلية إلثيوبيا ‪ ،‬ال ينفي وجود إجتاهات سلبية‬ ‫يف إثيوبيا نتيجة منطقية ملا حدث وكادت الفتنة أن متزايدة يف الوقت الراهن‪ .‬على سبيل املثال ما زال هناك حالة‬ ‫تشتعل يف البالد ورأى البعض ضروة الثأر‪ ،‬مما دفع كثري من الغضب "املسترت "جتاه إقتصار احلكم بشكل دائم‬ ‫من املتدينني املسيحني إىل بث تهديدات بهدم املساجد وطرد على عرقيات بعينها تسكن املنطقة الشمالية "تيغري" منذ‬ ‫املسلمني من أراضيهم ( رغم أن ما حدث من قبل داعش مل عام ‪ ، 1991‬كما أن عدم تطور اجملتمع املدني‪ ،‬وكذلك‬ ‫يكن بداخل إثيوبيا) ولكن تدخلت السلطات اإلثيوبية اإلنفرادية احلزبية يثريان القلق والتوتر حول األوضاع يف‬ ‫قبل احتدام األمر و التصادم الديين يف البالد ‪ ،‬وقامت قوات إثيوبيا ‪ .‬ولكن أصعب هذه املخاطر اليت تواجهها إثيوبيا يف‬ ‫الشرطة بفض املنازعات منذ بداية نشوبها ‪.‬‬ ‫حتقيق االستقرار من وجهة نظرنا سواء على املستوى اإلقليمي‬ ‫يف صباح ‪ 21‬أبريل عقد إجتماع سلمي موسع يف أوالعاملي تعترب اجلرائم الوحشية للجماعات اإلسالمية واليت‬ ‫"أديس أبابا" برئاسة رئيس الوزراء اإلثيوبي ‪ ،‬وشارك فيه مئات قد تؤدي إىل إشعال فتيلة النزاع الديين يف البالد‪..‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪27‬‬


‫(‪)Endnotes‬‬ ‫‪1 .1‬وفقا للمعلومات الصادرة عن اجمللس القومي لإلنتخابات اإلثيوبية يف ‪ 22‬يونية‪ ،‬حصل حزب اجلبهة‬ ‫الدميقراطية على ‪ 500‬مقعد من خالل تفويض نيابي‪،‬ووزع ‪ 46‬مقعد يف جملس ممثلي الشعب (التابع‬ ‫جمللس النواب) بني األحزاب األخرى واليت تعترب حليف سياسي للحزب‪ .‬كما أحنزباجلبهة الدميقراطية‬ ‫وحلفائه من األحزاب اآلخرى يف الفرتة (‪ )2008 - 1987‬ميثل األغلبية العظمى يف اجملالس التشريعية‬ ‫األقليمة‪http://www.electionethiopia.org/en .‬‬ ‫‪Richard Greenfield. Ethiopia. A New Political History. Pall Mall Press, London,2 .2‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪3 .3‬للتعرف على تاريخ الديانات يف إثيوبيا أنظر ‪(:‬أثيوبيا ‪ .‬املسيحية‪،‬اإلسالم واليهودية ) للربوفيسور‬ ‫خاجيأرليخ‪ .‬جامعة إسرائيل املفتوحة ‪.2006.‬‬ ‫‪4 .4‬الفرتة من مايو ‪1936-‬مايو ‪ 1941‬تعترب إستثناءا حيث وقعت البالد حتت الفحتالل الفاشي اإليطالي ‪ ،‬ويف‬ ‫ذلك الوقت ترك اإلمرباطور هايلي سيالسي البالد وأختذ ملجأ يف إجنلرتا وظل يقود حركة التحرير من‬ ‫هناك‪ ،‬ويف ‪ 9‬مايو ‪ 1936‬أعلنت إيطاليا ضم إثيوبيا رسيميا اىل مستعمرتها "أفريقيا الشرقية الغيطالية‬ ‫" واليت ضمت إثيوبيا واريرتيا و"الصومال االيطالية" ‪ .‬وقام اإلثيوبني خالل تلك الفرتة مبقارمة باسلة ‪ ،‬ويف‬ ‫‪ 12‬يوليو ‪1940‬قامت اللمملكة املتحدة الربيطانية باالعالن رمسيا ان إثيوبيا حليفا هلا ويف ذلك الوقت‬ ‫عاد هايلي سيالسي إىل السودان وبدأت العمليات احلربية للجيش اإلثيوبي يف ‪ 15‬يناير ‪ 1941‬حتى‬ ‫إستطاع هايلي سيالسي دخول العاصمة بعد حتريرها وسط أجواء من الفرح يف ‪ 5‬مايو ‪ .1941‬ويف ‪20‬‬ ‫مايو ‪ 1941‬مت حترير أخر االراضي الواقعة حتت سيطرة إيطاليا وإستعادت إثيوبياإستقالهلا مرة آخرى ‪.‬‬ ‫‪ 5 .5‬تاريخ إفريقيا يف السري ‪ .‬للمؤلف أ‪.‬دافيدسون ‪ .‬موسكو‪ .2012.‬ص‪1046-:‬‬ ‫‪Sahle-Sellassie. “Warrior King”. A Biographical Novel.Shama Books.Robot printers.6 .6‬‬ ‫‪Addis-Ababa. 2013‬‬ ‫‪7 .7‬أنظر " الرحلة الثالثة حول إفريقيا"‪ .‬أ‪.‬بوالتوفيتش ‪ .‬موسكو‪1987 .‬‬ ‫‪ "8 .8‬إثيوبيا من اإلنقسام إىل املركزية السياسية يف النصف الثاني من القرن ‪ 19-‬بداية القرن ال‪" 20‬‬ ‫ج‪.‬ف‪.‬تسيبكن‪ .‬موسكو‪1980.‬‬ ‫‪http://worlds-population.com/ru/Ethiopia9 .9‬‬ ‫‪http://countrymeters.info/ru/Ethiopia 1010‬‬ ‫‪http://www.eueom.eu/files/dmfile/ethiopian-constitution-1994_ en.pdf 1111‬‬ ‫‪http://www.africa-confidential.com/special-report/id/24/Interview_with_Haile-1212‬‬ ‫‪mariam_Desalegn‬‬ ‫‪.Deich T.L. 2008. Afrika v strategiiKitaya) (in Russian)2008( 1313‬‬ ‫‪The Horn of Africa.Intra-State and Inter-State Conflicts and Security.Edited by1414‬‬ ‫‪RedieBereketeab.The Nordic Africa Institute. 2013. P. 3-5‬‬ ‫‪ 1515‬الرؤية اإلسرتاتيجية ‪ :‬أمريكا واالزمة العاملية ‪ .‬زبيجنيف‪ .‬موسكو‪.2012.‬ص ‪48-49‬‬ ‫‪Islamism and its Enemies in the Horn of Africa. Alex de Waal editor.Shama Books. 1616‬‬ ‫‪Addis-Ababa. Ethiopia. 2004‬‬ ‫‪http://www.tvc.ru/news/show/id/66478 1717‬‬ ‫‪http://www.worldbulletin.net/news/158203/ethiopians-held-protest-against-isil-1818‬‬ ‫‪killing‬‬

‫‪28‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫ليبيا‪:‬هل يمكن العودة إلى النظام االتحادى؟‬ ‫خ‪.‬م‪ .‬تورينسكيا‬ ‫معهد إفريقيا التابع ألكادميية العلوم الروسية‪،‬معهد دراسات علم‬ ‫اإلنسان و السالالت البشرية بأكادميية العلوم الروسية‬

‫*‬

‫وأملانيا وغريها من الدول) بل يف العامل‬ ‫بأكمله‪.‬‬

‫ً‬ ‫َّأما على املستوى القارى‬ ‫فأيضا‬ ‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬ليبيا‪،‬النظام املوحد‪،‬النظام االحتادى‪ ،‬اإلقليمية‪،‬‬ ‫قراءة ما بني السطور للموقف يف ليبيا‬ ‫األزمة السياسية‪ ،‬البرتول‬ ‫متعددة اجلوانب ومعقدة للغاية‪.‬‬ ‫نتيجة لألزمات السياسية الدولية‪،‬و يف ضوء زيادة حالة عدم‬ ‫فهناك العديد من االحتادات التى مل يتم‬ ‫االستقرار يف كثري من الدول‪،‬واجراء مناظرات حول األمة والشرعية‬ ‫القضاء عليها‪،‬كما أن هناك مناذج‬ ‫والسيادة‪،‬و حق الشعوب يف تقرير مصريها‪ ،‬و عودة التيارات واحلركات‬ ‫ناجحة و فريدة من نوعها‪.‬و يف إفريقيا‬ ‫اإلنفصالية السابقة أو ظهور بؤر جديدة هلا يف بقاع خمتلفة من الكرة‬ ‫يوجد احتادات يف «نيجريا و إثيوبيا»‪،‬‬ ‫األرضية‪ ،‬فإنه يزداد بشكل عام األهتمام بتطبيق النظام االحتادى‪،‬‬ ‫كما تشكل يف جزر القمر يف‬ ‫والسعى إىل تغيري املبادئ األساسية لنظام الدولة‪ .‬و دولة ليبيا اآلن‬ ‫جنوب إفريقيا و تنزانيا سيناريوهات‬ ‫واحدة من مناذج العودة أو التوجه من جديد إىل فكرة النظام االحتادى‪.‬‬ ‫إلقامة شبه احتادات‪.‬أما فى الكونغو‬ ‫ولكن هل من املمكن تكرار التجربة من جديد؟‬ ‫والكامريون و كينيا فنجد أن النظام‬ ‫اإلقليمى أصبح صورة إلعادة جتربة‬ ‫يف اطار قراءة ما بني السطور حول رغبة جزء من جمتمع ميلك حدود‬ ‫النظام االحتادى السابق‪.‬‬ ‫لألوضاع يف «دولة ليبيا» على إقليمية و سياسية يف اجراء تصويت‬ ‫ويف الوقت احلاىل اشتد الصراع‬ ‫املستوى العاملى ‪ ،‬نذكر ‪،‬على سبيل لتحديد رأى سكان إقليم بعينه حول‬ ‫حول إعادة بناء وتكوين النظام‬ ‫املثال‪،‬االستجوابات واالستفتاءات العامة مسألة استقالله‪.‬‬ ‫االحتادى يف دولة «الصومال»‪.‬و نرى هنا‬ ‫اليت يتم مناقاشتها على نطاق واسع‬ ‫ومثل هذه العمليات ميكن أن كما يف البالد اآلخرى عواقب األزمة‬ ‫حول استقالل اسكتلندا و كاتالونيا‬ ‫و فيتو ‪ ،‬التابعني لكال من بريطانيا حيدث يف دول ذات نظام موحد أو احتادى احلادة املتعلقة بالسياسة الداخلية‬ ‫العظمى وإسبانيا وإيطاليا‪.‬حيث إن أو خمتلط‪ .‬ولذلك جند أن املواجهة للبالد‪،‬كما نرى حماوالت إلنقاذ نظام‬ ‫النظام احلاكم هلذه الدول حيمل يف السياسية و الصراع على صوت الناخب الدولة وإعادة اهليكل الوظيفى البائد‬ ‫طياته مبادئ الثورة املضادة ‪،‬وهذا يعنى ال يتوقفوا بني مؤيدى و معارضى مسألة بأكمله ‪ .‬ولكن تقوم احلكومة‬ ‫نقل جزء من الصالحيات من العاصمة استقالل اقليم «كيبيك» عن «كندا االحتادية املكونة يف «الصومال»‬ ‫االحتادية»‪.‬و من املمكن أن نذكر مبراقبة فقط جزء من أراضى احلكومة‬ ‫مركز احلكم إىل األقاليم ‪.‬ويرى‬ ‫مواطن عديدة حملاوالت االنفصال يف السابقة ‪ ،‬اليت مت تقسيمها منذ بدايات‬ ‫بعض اخلرباء يف هذه األنظمة املوحدة‬ ‫أوروبا(يف الدول اليت اشارنا اليها بالفعل التسعينيات إىل عدة وحدات سياسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ظاهريا أشكال انتقالية من النظام‬ ‫املوحد إىل النظام االحتادى‪.‬ويف مجيع بريطانيا و إسبانيا و إيطاليا‪ ،‬باإلضافة‬ ‫و من ضمنها إقليم «صوماليند» الذي‬ ‫احلاالت اليت مت سردها يدور احلديث إىل البلجيك والدمنارك وفرنسا أعلن استقالله الفعلى‪ ،‬وعدم رغبته‬ ‫* مدرس العلوم التارخيية‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪ .‬حممد طلحة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪29‬‬


‫يف االنضمام لباقى دولة الصومال‪.‬‬ ‫غري أن إقليم صوماليند غري معرتف به‬ ‫ً‬ ‫قانونيا من قبل اجملتمع الدوىل‪،‬و لكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعليا تعرتف به بعض الدول ‪.‬‬ ‫جزئيا و‬ ‫و يالحظ أن التقسيم و التفكك يف‬ ‫ً‬ ‫دائما ما حيدث‬ ‫عدد من الدول اإلفريقية‬ ‫يف احلدود اليت كانت مستعمرة‪.‬‬ ‫وهكذا كان إقليم صوماليند يقع‬ ‫فى اطار االستعمار «الربيطانى» لدولة‬ ‫الصومال‪.‬كما ورثت مجهورية جنوب‬ ‫السودان خط حدودى بني الشمال‬ ‫واجلنوب مبثابة حدود دولية مع دولة‬ ‫السودان‪،‬والذي وضعه املستعمرون‬ ‫الربيطانيون بهدف الفصل يف احلكم‬ ‫بني املسلمني و األقباط فى البالد‪.‬‬ ‫و نالحظ هذه الصلة يف احلركات‬ ‫االنفصالية‪ ،‬اليت حتدث على األراضى‬ ‫الليبية يف الوقت احلاىل يف األماكن‬ ‫التارخيية‪.‬فالعودة إىل النظام االحتادى‬ ‫أصبح املوضوع الشائع يف الندوات‬ ‫السياسية و االجتماعية ‪ ،‬مع األخذ يف‬ ‫االعتبار احلفاظ على موطن و هوية‬ ‫سكان ليبيا القبائلية‪.‬‬

‫سري العمليات السياسية والدستورية‬ ‫يف البالد‪،‬بعد حصوهلم على نسبة أقل‬ ‫من طرابلس حبكم التعداد السكانى‬ ‫لليبيا بنسب ‪ 27%‬لبنى غازى‪،‬و ‪5%‬‬ ‫لفزان‪،‬و ‪ 68%‬لطرابلس‪.‬‬

‫واجلـنوبـيـة فـزان‪ ،‬وشجـعـت إدارة‬ ‫االستعـمار هـجـرة «الطلـيـان» إىل‬ ‫األراضـى الـليـبـيـة‪ ،‬كما خصـصـت‬ ‫هلم أفضل األراضى يف البالد ‪،‬سعيا‬ ‫الستقرارهم ‪ ،‬وكونت من األساس‬ ‫نظام اجتماعى خيدم قبل كل شىء‬ ‫ومنذ بداية عام ‪ 1950‬كان‬ ‫مصاحل املستعمرين‪ .‬و أصبح الليبيون‬ ‫يلبى هذا النظام مصاحل امللك‪:‬‬ ‫مواطينني من الدرجة الثانية‪.‬و كانت‬ ‫ً‬ ‫فعليا من‬ ‫فتكونت اململكة املتحدة‬ ‫ً‬ ‫اهتماما أقل إىل مشاكل‬ ‫إيطاليا توجه‬ ‫أقاليم مستقلة‪،‬و أصبح يف «برقة»‬ ‫العرب و الربابرة أثناء انضمامهم إىل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معادال لطرابلس‪،‬‬ ‫أساسيا‬ ‫نظاما‬ ‫حيز املستعمرة اليت مت توحيدها‪.‬‬ ‫واليت كانت مبثابة منبع الفكرة‬ ‫و أثناء احلرب العاملية الثانية كانت األساسية الكامنة لكى تصبح‬ ‫ليبيا مقسمة ‪،‬فاستحوذ اإلجنليز على ليبيا دولة موحدة‪ .‬و عالوة على ذلك‬ ‫برقة وطرابلس ‪ ،‬والفرنسيون على متكن «السـنـوسـيون» من حتـيـيـد‬ ‫فزان‪ .‬وبعد انتهاء احلرب و بقرار من زعماء طرابلس املعارضني للملك‬ ‫منظمة األمم املتحدة كونت هذه واملؤيدين لفكرة التوحد‪ .‬وكان‬ ‫األقاليم التارخيية دولة احتادية ذات الضمان لبقاء الدولة املتحدة الشابة‬ ‫سيادة ‪ ،‬و فى ديسمرب ‪ 1951‬ظهرت هو تسوية اخلالفات بني احملافظات‬ ‫فى ليبيا مملكة مستقلة متحدة‪ .‬وتوازن عالقتها مع املركزاالحتادى‬ ‫وتوج ادريس األول(‪ )1890-1983‬للمملكة‪ .‬ليس فقط موقف األمم‬ ‫رئيس أخوية السنوسى الدينية املتحدة من القضية الليبية‪،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملكا لليبيا‪.‬‬ ‫أيضا تقيد البالد مبساعدة الغرب‪،‬‬ ‫والسياسية وأمري برقة‬ ‫طرابلس عاصمة طرابلس و بنى غازى والضغط السياسى لبريطانيا العظمى‪،‬‬ ‫عاصمة برقة كانوا مبثابة مراكز وميول امللك ادريس العاطفية حنو‬ ‫هلا أنظمة متساوية للدولة املكونة بريطانيا‪،‬ممكن أن يكشف حقيقة‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪ .‬وكان مقر احلكومة يف دخول النظام االحتادى لدولة ليبيا‪.‬‬ ‫طرابلس‪،‬كما كان حيق للملك وقد قدمت بريطانيا مناذج لتطبيق‬ ‫النظام االحتادى فى جهاز الدولة لكثري‬ ‫التواجد فى بنى غازى أو طربق‪.‬‬ ‫من البالد‪،‬اليت كانت تابعة هلا أثناء‬ ‫و متتعت احملافظات بسيادة واسعة‬ ‫النطاق ‪،‬كما كانت متلك سلطات خروجها منها‪.‬‬

‫ويف إقليم «برقة» يطالب رجال‬ ‫السياسة بعودة النظام االحتادى يف‬ ‫مجيع أحناء البالد‪ .‬وإقليم برقة قبل ذلك‬ ‫كان عبارة عن إمارة ‪،‬وبعد ذلك أصبح‬ ‫الوالية الشرقية لليبيا االحتادية‪ ،‬واآلن‬ ‫أعلن نفسه والية مستقلة‪ .‬ومن جديد‬ ‫جند نظام سياسى مستقل‪،‬كما‬ ‫يشغل خط فاصل حدودى‪ .‬و قانوني‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫خاصة‬ ‫تنفيذية‬ ‫و‬ ‫تشريعية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غري أنه يف وقت قصري تبدلت هذه‬ ‫جزءا من‬ ‫شكليا يعترب‬ ‫وإقليم برقة‬ ‫ً‬ ‫وضم اجمللس التنفيذى للربملان االحتادات اليت مت تكوينها بأنظمة‬ ‫دولة ليبيا املتحدة ‪،‬ولكن فعليا يعترب‬ ‫شبه دولة مستقلة تتمتع بسلطة ممـثـليـني عـلى حـسـب التـعـداد موحدة ‪:‬فقد نظر الزعماء األفارقة‬ ‫وجيش مستقل‪.‬‬ ‫السكانى للبالد ‪ ،‬فتم ختصيص ‪ 35‬إىل النظام االحتادى على أنه ورث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مقعدا لطرابلس ‪،‬و ‪ 15‬مقعدا لبنى من االستعمار‪ ،‬وأداة لقدومه من‬ ‫النظام االحتادى كأداة للتوحيد‬ ‫غازى‪ ،‬و ‪ 5‬مقاعد لفزان‪ .‬و يف جملس جديد‪،‬وعائق يف طريق التنمية و بناء‬ ‫ويف الثلث األول من القرن العشرين الشيوخ خصص لكل إقليم على أمة موحدة يف إطار الدولة‪ .‬و مت تطبيق‬ ‫قامت إيطاليا مبحاولة توحيد األراضى التساوى ‪ 8‬مقاعد‪ .‬و بالتاىل متكنت األنظمة املوحدة بهدف تدعيم السلطة‬ ‫الغربية طرابلس والشرقية برقة كل من برقة و فزان من الـتأثري على املركزية‪ ،‬و إخضاع املناطق اإلقليمية‬

‫‪30‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫والقبلية للوالء القومى‪ .‬وعادة ما‬ ‫تكون يف إفريقيا القوميات داخل‬ ‫البالد أقوى من االحتادات ليس فقط فى‬ ‫ً‬ ‫أيضا بني الدول نفسها‪.‬‬ ‫الداخل و لكن‬ ‫اإلنتقال من النظام االحتادى‬ ‫إىل النظام املوحد‬ ‫وبالفعل مت إدخال «النظام‬ ‫املوحد» يف ليبيا‪،‬وإلغاء احلكم‬ ‫الذاتى لألقاليم‪ .‬و يعترب «النتاج اهلش‬ ‫من الصفقات واحللول الوسطى»‬ ‫نتيجة لصراع قوى املصاحل الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ ،‬و يف ليبيا استمرت الدولة‬ ‫ً‬ ‫عاما‪ .‬و يف عام ‪1963‬‬ ‫االحتادية ‪12‬‬ ‫وطبقا لإلصالحات الدستورية تغري‬ ‫اسم البالد من اململكة املتحدة إىل‬ ‫اململكة‪.‬و حتولت ليبيا املتحدة إىل‬ ‫ً‬ ‫موحدة‪،‬وبدال من األقاليم الثالثة مت‬ ‫دولة‬ ‫تقسيم البالد إىل ‪ 10‬حمافظات‪.‬‬

‫للفحم اخلام‪ ،‬و مت فتح أسواق كبرية‬ ‫يف اخلارج‪ .‬و بهذا الشكل بدأ تدفق‬ ‫الدوالر الناتج عن البرتول يف ظل النظام‬ ‫االحتادى فى ليبيا‪ .‬و مت وضع قانون‬ ‫للبرتول يف عام ‪ .1955‬و يف ذلك الوقت‬ ‫كانت ليبيا مقسمة إىل أربع أقسام‬ ‫برتولية لتحديد مناطق االمتيازات‪.‬‬ ‫طرابلس‪،‬مشال برقة‪ ،‬جنوب برقة‪،‬‬ ‫وفزان‪ ،‬و حدود هذه املناطق كانت‬ ‫تطابق حدود احملافظات نفسها‪ .‬و مت‬ ‫جذب شركات أجنبية للعمل فى جمال‬ ‫تعدين حقول الفحم و البرتول‪ ،‬بعروض‬ ‫مغرية هلذه الشركات‪.‬و فى عام ‪1965‬‬ ‫أجريت تعديالت على قانون النفط‬ ‫الليبى‪،‬واليت مبوجبها مت احلد من ربح‬ ‫هذه الشركات‪ .‬و بالتاىل زيادة دخل‬ ‫البالد من صناعة البرتول‬ ‫ومنذ بداية العمل على نطاق‬ ‫واسع يف استخراج و تصدير البرتول‬ ‫أصبحت تنمو ميزانية الدولة بشكل‬ ‫كبري‪ ،‬وحدث يف ليبيا تطور يف جمال‬ ‫االقتصاد‪ ،‬وجغرافيا توزيع السكان‪،‬‬ ‫والنمو االجتماعى والثقافى‪ .‬ومت‬ ‫اإلسراع يف حركة الصناعة والتمدن‪.‬‬ ‫كما حدث تطور من حيثالكم‬ ‫والكيف يف جمال االتصال و التعليم‬ ‫والبنية التحتية ‪.‬‬

‫املوحدة هو إنهاء املنافسة بني األقاليم‬ ‫والعاصمتني‪ ،‬و جعل البرتول يف مدينة‬ ‫برقة حتت سيطرة دولة ليبيا املوحدة‪،‬‬ ‫وحينذاك فقط تتمكن السلطة‬ ‫املركزية ممثلة يف امللك من احلصول‬ ‫على دخل البرتول و توزيعه‪.‬‬ ‫و مع دخول النظام املوحد مت تغيري‬ ‫نظام إدارة قطاع البرتول‪ .‬و فى عام‬ ‫‪ 1963‬ألغيت جلنة البرتول ‪،‬اليت كان‬ ‫يرأسها رئيس احتادى‪ ،‬و اليت كانت‬ ‫تضم ممثل واحد عن كل حمافظة‬ ‫من احملافظات الثالث‪ ،‬ومجيع املسائل‬ ‫املتعلقة بصناعة البرتول انتقلت‬ ‫بالكامل إىل اختصاصات الوزارة اليت‬ ‫ً‬ ‫خصيصا للبرتول يف عام ‪.1960‬‬ ‫أنشئت‬ ‫وكان من املخطط نقل العاصمة‬ ‫إىل مدينة البيضاء يف إقليم برقة‬ ‫مركزأخوية السنوسى يف ليبيا‪ ،‬ومل‬ ‫يكن من قبيل الصدفة أن وزير البرتول‬ ‫كان يعمل يف مدينة البيضاء‪،‬واليت‬ ‫كانت تقع بالقرب من حقول البرتول‪،‬‬ ‫أما باقى موظفى وزارة البرتول فكان‬ ‫مقرهم يف مدينة طرابلس‪.‬‬

‫والتوجه إىل الغرب يف ليبيا‬ ‫كان يتغري على قدر تدعيم نظام‬ ‫الدولة‪،‬وأيدلوجية القومية العربية‪،‬‬ ‫وظهور احلركات اجلماهريية‪ .‬و انتابت‬ ‫البالد حالة من عدم الرضا بسبب الوجود‬ ‫مبادئ الوحدوية عند معمر القذافى‬ ‫العسكرى و االقتصادى للحكومات‬ ‫الغربية‪ .‬ويف عام ‪ 1964‬ناقش‬ ‫االنقالب العسكرى‪ ،‬الذي‬ ‫الربملان مسألة القضاء على القواعد‬ ‫قام به الضباط األحرار الوحدويني‬ ‫العسكرية والربيطانية املنتشرة على‬ ‫االشرتاكيني عام ‪ ،1969‬و وصول‬ ‫ويف ذروة ضجة البرتول بدأ النظر‬ ‫أراضى البالد‪ ،‬و الذي حدث بالفعل‬ ‫العقيد معمر القذافى (‪)2011 - 1942‬‬ ‫إىل النظام االحتادى على أنه غري مؤثر‬ ‫بشكل نهائى بعد سقوط احلكم‬ ‫للسلطة‪ ،‬كان مبثابة إنتقال من‬ ‫ً‬ ‫وعائقا يف‬ ‫ويشكل عب ًء على البالد‪،‬‬ ‫امللكى و تبديل النظام‪.‬‬ ‫ً النظام العشائرى والعنصرى حلكم‬ ‫طريق تكوين قومية الدولة ‪،‬و خطرا‬ ‫األقلية من خالل اجلمهورية إىل حكم‬ ‫والتخلص التدرجيى من التوجه على النمو االقتصادى والتخطيط‬ ‫الشعب املباشر‪ ،‬الذي ظل يعتمد يف‬ ‫ً‬ ‫ممكنا بشكل الشامل ألحناء البالد‪ .‬فاستقالل‬ ‫حنو الغرب أصبح‬ ‫اقتصاده على رأس مال الدولة‪.‬‬ ‫كبري يف «برقة» و بالتحديد يف احملافظات كان حيدد من إمكانية‬ ‫اجلزء الشرقى من صحراء مدينة سرت احلكومة املركزية يف استغالل‬ ‫وكانت تتغري وظائف النظام‬ ‫يف منطقة زيلنت بعد اكتشاف مصادر الدخل املتزايدة من البرتول‪ .‬املوحد فى ليبيا‪ ،‬ففى عهد امللك ادريس‬ ‫حقول كبرية من البرتول‪ .‬ومنذ بداية وبادر امللك ادريس األول باحداث األول ساعد النظام االحتادى على نهضة‬ ‫عام ‪ 1961‬بدأ تصدير البرتول‪ ،‬ويف تغيريات يف الدستور تنص على إلغاء اإلقليم الشرقى‪ ،‬والذي كان يرتبط‬ ‫السنوات الالحقة اكتشفت مواطن النظام االحتادى‪ .‬وكان هدف اململكة به امللك بشكل شخصى‪،‬كما‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪31‬‬


‫ساعد هذا النظام مع مرور الوقت على‬ ‫تدعيم إقليم برقة و سلطة امللك يف‬ ‫الدولة‪ .‬و بعد عام ‪ 1969‬ظل يعمل‬ ‫النظام املوحد على تدعيم قيادة الثورة‬ ‫وتركيز الصالحيات يف يد معمر‬ ‫القذافى ابن طرابلس‪ .‬و اختذت السلطة‬ ‫اجلديدة خطوات جادة حنو تأميم قطاع‬ ‫البرتول‪ .‬وعمل النظام املوحد على‬ ‫مقاومة التيارات املعارضة للسلطة‬ ‫املركزية يف الدولة ‪،‬و ساعد على‬ ‫تسوية اخلالفات بني األقاليم‪،‬كما وفر‬ ‫إعادة توزيع الدخل الناتج عن البرتول‬ ‫ً‬ ‫البالد‪،‬مدعما بذلك‬ ‫على مجيع أجزاء‬ ‫السلطة املركزية للنظام‪ ،‬وبالتاىل‬ ‫فقد إقليم برقة ميزته كمقر للنظام‬ ‫األساسى‪.‬‬

‫وهذا أجرب القذافى على تعديل‬ ‫اجتاهه السياسى‪،‬و تفعيل نشاطه يف‬ ‫كلتا « اجلبهتني» سواء مع اإلسالميني‬ ‫أو مع األفارقة ‪ .‬وكانت حتمل كلمات‬ ‫القائد الليبى املوجهة إىل دول إفريقيا‬ ‫الشبه صحراوية دعوات إىل االحتاد‪،‬‬ ‫والقضاء الفورى على بقايا االستعمار‪.‬‬ ‫وهذه الفاعلية و قوة التأثري اليت كانت‬ ‫تتمتع بها سياسة القذافى أيقظت‬ ‫حكام إفريقيا املعتدلني‪ .‬و لكن بعد‬ ‫البيانات اليت القيت يف جلسات االحتاد‬ ‫اإلفريقى (حتى عام ‪ – 2002‬منظمة‬ ‫الوحدة اإلفريقية) عن نوايا تقديم‬ ‫فكرة لتكوين» واليات متحدة‬ ‫إفريقية»‪،‬مل يتم إختاذ أي خطوات‬ ‫أخرى‪.‬‬

‫وعمل القذافى كعربى قومى‬ ‫على تدعيم النظام املوحد داخل‬ ‫البالد‪ ،‬وعجل من إقامة احتادات بني‬ ‫دول إفريقيا‪ ،‬وبرزت شخصية القذافى‬ ‫كعربى ‪،‬وعلى درجة أقل‪،‬كإفريقى‬ ‫«وحدوى»‪ .‬ومت اإلعرتاف بليبيا ليس‬ ‫فقط كجزء من «األمة العربية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا من‬ ‫و«الوطن العربى»‪ ،‬ولكن‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬و مع ذلك مت عمل‬ ‫إشارة إىل إنتماء ليبيا هلذين املوطنني‬ ‫يف دستور ‪. 1951‬‬

‫ويف عهد القذافى تغري النظام‬ ‫اإلقليمى و اإلدارى عدة مرات‪ .‬ففي عام‬ ‫‪ 1979‬مت تقسيم البالد إىل ‪ 44‬مقاطعة‬ ‫تابعة للبلدية‪ .‬و يف العام التاىل عادت‬ ‫السلطات إىل العدد السابق من الوحدات‬ ‫اإلدارية و اإلقليمية ‪ 10 -‬مقاطعات‪.‬‬ ‫و يف الفرتة ‪ 1994 - 1992‬مت تقسيم‬ ‫اجلماهريية إىل ‪ 1500‬مجاعة شيوعية‬ ‫تتبع بشكل مباشرلطرابلس‪ .‬ومن‬ ‫عام ‪ 1994‬قسمت مرة أخرى إىل ‪44‬‬ ‫مقاطعة كما حدث يف عام ‪.1979‬‬ ‫ويف عام ‪ 2001‬مت تقسيم البالد إىل‬ ‫‪ 32‬مقاطعة‪،‬و يف عام ‪ 2007‬اىل ‪22‬‬ ‫مقاطعة أو جملس بلدية (شابية)‪.‬‬

‫و شهدت الفرتة ما بني ‪- 1970‬‬ ‫‪ 1980‬جهود طرابلس يف تدعيم الوحدة‬ ‫العربية‪،‬و ذلك مبشاركتها فى احتادات‬ ‫وعند ذلك مت تقسيم األقاليم‬ ‫خمتلفة مع دول مشال إفريقيا(مصر‪-‬‬ ‫التارخيية إىل وحدات إقليمية صغرية‪،‬‬ ‫السودان ‪ -‬تونس ‪ -‬اجلزائر ‪ -‬موريتانيا و لكن التصور عن املقاطعات الثالث‬ ‫واملغرب)باإلضافة إىل سوريا‪ .‬غري أن السابقة ظل كما هو‪،‬وكان يكفى‬ ‫حماوالت تكوين احتادات يف العامل جتميعهم مثل لعبة «البازل»‪ .‬وبعد‬ ‫العربى كانت يف نهاية األمر تنتهى توىل القذافى احلكم عادت برقة‬ ‫ً‬ ‫بالفشل‪.‬وأيضا كانت لدى القذافى وطرابلس و فزان للحياة مثل «بعث‬ ‫شكاوى ضد من يقود حركة القوى طائر العنقاء األسطورى من رماده»‬ ‫اليسارية يف العامل العربى‪ .‬وهذه القوى والتشابه اإلقليمى بينهم ميثل عالقة‬ ‫ً‬ ‫استنادا إىل الصالت‬ ‫بدرجة كبرية مل تكن متوازنة‪ .‬حيوية وذلك‬

‫‪32‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫التارخيية‪ ،‬مثل صلة طرابلس ببالد‬ ‫املغرب (غرب العامل العربى و اإلسالمى)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا صلة‬ ‫وصلة برقة ببالد املشرق ‪ ،‬و‬ ‫فزان بغرب و وسط إفريقيا‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر اإلشارة إىل‬ ‫أهمية إقليم برقة يف تاريخ البالد‪.‬‬ ‫فكان إقليم برقة مركز سلطة امللك‪،‬‬ ‫وورثه ومركز ألخوية السونوسى يف‬ ‫ليبيا‪ .‬ففى برقة مت اكتشاف أول حقول‬ ‫للبرتول ‪ ،‬مما كان له األثر على سري‬ ‫خط التنمية يف البالد‪ .‬وليس صدفة‬ ‫أن يكون إقليم برقة وعاصمته بنى‬ ‫غازى حصن املعارضة ضد القذافى‬ ‫يف عام ‪،2011‬و أثناء حكم القذافى‬ ‫ً‬ ‫مركزا للحركة‬ ‫كان إقليم برقة‬ ‫الداعمة لعودة النظام االحتادى فى‬ ‫البالد‪ ،‬حيث مسح النظام االحتادى بأن‬ ‫يكون إلقليم برقة اقتصاده املستقل‬ ‫آنذاك ‪ ،‬و أن يشرف الصفوة من سكان‬ ‫اإلقليم على موارده من البرتول‪.‬‬ ‫والعلم امللكى املكون من ثالث‬ ‫ألوان ‪،‬طبقا ألحد الروايات كان يرمز‬ ‫إىل األقاليم الثالث‪ ،‬اللون األمحر رمز‬ ‫فزان‪ ،‬واألسود رمز برقة ‪،‬واألخضر‬ ‫رمز طرابلس‪ ،‬و كان هذا العلم ً‬ ‫رمزا‬ ‫للمعارضة ضد النظام يف فرتة «الربيع‬ ‫العربى»‪،‬و بعد اإلطاحة بالقذافى يف‬ ‫عام ‪ 2011‬أصبح العلم الرمسى لليبيا‪.‬‬ ‫صراع االحتاديني من أجل السلطة‬ ‫والبرتول‬ ‫تعانى ليبيا يف الوقت احلاىل من أزمة‬ ‫اقتصادية ‪،‬و عملية تقسيم ألراضيها‬ ‫وعدم إكتمال وضعها السياسى‬ ‫واالجتماعى‪ .‬و النظام اجلديد القائم يف‬ ‫طرابلس اآلن بدا غري قادر على مراقبة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫ليس فقط برقة و فزان ‪،‬و لكن‬ ‫طرابلس نفسها‪.‬و تركزت السلطة‬ ‫يف أيدى زعماء حمليني و إقليميني ‪.‬‬


‫النشطاء احملليني عن عدم رضائهم عن‬ ‫توزيع املقاعد يف الربملان و اجلمعية‬ ‫التأسيسية‪ ،‬معتربين أنه ال تؤخذ يف‬ ‫حمل االعتبار مصاحل األقاليم‪ ،‬و طالبوا‬ ‫بالتمثيل املتساوى لألقاليم بصرف‬ ‫النظر عن التعداد السكانى‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك فإن اإلدارة الالمركزية‬ ‫كبديل معادل للنظام االحتادى ال‬ ‫ترضى املستقلني فى إقليم برقة ‪.‬‬

‫وقادة جلماعات إرهابية متطرفة ‪ .‬قامت‬ ‫بتفعيل نشاطها اجلماعات املتطرفة‬ ‫ً‬ ‫دينيا والتـشكـيالت العسـكرية‬ ‫الغري قانونية‪ ،‬و سادت البالد حالة عامة‬ ‫من عدم املباالة ‪ ،‬وعدم توازن الوضع‬ ‫االجتماعى لليبيني‪ ،‬كما احتدت‬ ‫اخلالفات بني القبائل بعضها البعض‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك تتعرض منشئات‬ ‫البنية التحتية لقطاع الغاز والبرتول‬ ‫إىل هجمات مستمرة ‪ ،‬كما تسري‬ ‫وحـاصـر االتـحـاديـني املـؤيـديـن‬ ‫عملية تصدير البرتول بصورة غري‬ ‫لتوسيع احلكم الذاتى يف برقة خمازن‬ ‫شرعية‪.‬‬ ‫البرتول‪،‬مطالبني بإعادة التوزيع‬ ‫و بعد ثورة ‪ 17‬فرباير مباشرة أثريت العادل للدخل الناتج عن بيع مشتقات‬ ‫قضية حول انفصال قطاع البرتول‪ .‬البرتول و الفحم اخلام بني املركز‬ ‫ومن أجل السيطرة على موارد البرتول وباقى األقاليم(مع مراعاة مصاحل برقة)‬ ‫شارك يف هذه املعركة شخصيات والقضاء على التسيب يف هذا القطاع‪.‬‬ ‫من إقليم برقة‪ ،‬ومتثل حقول البرتول‪ ،‬و من مرحلة حصار املخازن حاول الثوار‬ ‫اليت تقع يف املنطقة الشرقية ‪،‬أهمية السابقون االنتقال إىل بيع البرتول‬ ‫كبرية بالنسبة ملستقبل ليبيا‪،‬حيث بأنفسهم ‪ ،‬و يشهد على ذلك تواجد‬ ‫تشكل (حواىل ثلثى احتياطى ناقلة البرتول اليت كانت حتمل علم‬ ‫البالد)‪ .‬ويف عام ‪ 2012‬أعلنت برقة كوريا الشمالية على شواطئ ليبيا‬ ‫استقالهلا الذاتى‪ ،‬والعودة للعمل فى عام ‪. 2014‬‬ ‫بدستور‪ 1951‬االحتادى‪ .‬و شيدت يف‬ ‫وهناك واحدة من اجملموعات‬ ‫اإلقليم منطقة احتادية ذات حكم‬ ‫العسكرية لالحتاديني كانت تعمل‬ ‫ذاتى‪ ،‬واليت تقع حدودهها الغربية يف حتت قيادة إبراهيم اجلدران‪ ،‬والذي‬ ‫منطقة سرت يف ملتقى املقاطعتني كان على قناعة بأن النظام االحتادى‬ ‫ً‬ ‫قانونا‪ .‬وكان إبراهيم اجلدران‬ ‫التارخيتني طرابلس وبرقة‪،‬حيث يوجد ميثل‬ ‫احلقل البرتوىل الضخم سرت‪.‬‬ ‫رئيس املكتب السياسى املستقل‬ ‫ً‬ ‫معارضا فى الربملان لإلسالميني‬ ‫وأصبح الشيخ «أمحد السنوسى»‪،‬‬ ‫املنتميني جلماعة اإلخوان‪ ،‬والذين‬ ‫ً‬ ‫ادريس‪،‬زعيما للمجلس‬ ‫من عائلة امللك‬ ‫كانوا حيظوا بدعم قطر و تركيا‪.‬‬ ‫االنتقاىل املستقل بذاته ملنطقة برقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف‬ ‫ومت إعالن احلكم الذاتى‬ ‫وكان النظام يف طرابلس على‬ ‫فزان‪ .‬كما أعلنت هذه املناطق عن استعداد لتلبية مطالب االحتاديني يف‬ ‫عدم نيتها يف التصاحل مع حكومة برقة بإجراء حتقيق عن أمور الفساد‬ ‫املركز‪،‬واليت جتاهلت كل مطالبهم‪ .‬يف قطاع البرتول‪ ،‬وأن تقوم األقاليم‬ ‫كما هدد السنوسيني املؤيدين باإلشراف على هذه العملية‪ .‬غري أن‬ ‫للنظام االحتادى بانفصال األراضى احلكومة املركزية مل تتعجل يف‬ ‫الشرقية عن دولة ليبيا‪،‬و ذلك يف إعادة تطبيق قانون البرتول بصيغته‬ ‫حالة عدم تلبية مطالبهم‪ .‬كما عرب األوىل ‪ .‬وإختاذ طرابلس مثل هذه‬

‫ً‬ ‫فعليا على‬ ‫اخلطوة يعنى موافقتها‬ ‫العودة للنظام االحتادى مع األخذ يف‬ ‫االعتبار مطالب األقاليم بتقسيم الدخل‬ ‫الناتج عن البرتول‪ .‬و بالتاىل فإن رفع‬ ‫ً‬ ‫جزئيا‬ ‫احلصار عن مستودعات البرتول‬ ‫ً‬ ‫كليا يف يوليو‬ ‫يف إبريل و بعد ذلك‬ ‫‪ 2014‬مبثابة اتفاق بني احلكومة‬ ‫وثوار برقة‪.‬‬ ‫غري أن قرار تغيري مبادىء نظام‬ ‫الدولة يف ليبيا ‪ ،‬وضع سياسة للميزانية‬ ‫البد و أن يكون نتاج نشاط شرعى‬ ‫وقانونى‪ .‬ومن الضرورى أن نوضح قدر‬ ‫اطالع سكان ليبيا وتصورهم عن‬ ‫هذه املفاهيم مثل «النظام االحتادى»‬ ‫و«الالمركزية»‪ .‬غري أن ضعف‬ ‫السلطة املركزية‪ ،‬وأزمة البرتول‪،‬‬ ‫وغياب احلوار القومى ميثلوا عائق‬ ‫خطري على سري عملية‪ .‬وضع الدستور‪.‬‬ ‫والنظام االحتادى مت جتربته وابطاله‬ ‫يف ليبيا يف عام ‪ 1960‬و ذلك ليس‬ ‫فقط بسبب أن احلكومة املركزية‬ ‫آنذاك اعتربته عقبة يف وجه القضاء‬ ‫على فكرة النظام اإلقليمى وتقسيم‬ ‫ً‬ ‫البالد‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا بسبب اإلسراف‬ ‫يف النفقات الذي أدى بدوره إىل إبطال‬ ‫و ظائف احلكم‪ .‬كما أن عملية‬ ‫ً‬ ‫تقسيم البالد‬ ‫حتما انعكست على‬ ‫توظيف البنية التحتية القائمة ‪ ،‬مبا‬ ‫فيها نقل منتجات البرتول و توفري املياه‬ ‫العذبة‪ .‬و مثل هذه الشبكات و خطوط‬ ‫األنابيب حتمل طابع املشاركة بني‬ ‫األقاليم بعضها البعض‪ .‬وباإلضافة‬ ‫إىل اجلانب االقتصادى‪،‬جيب األخذ يف‬ ‫االعتبار اجلانب االجتماعى و السياسى‬ ‫للقضية‪ .‬و لذلك فإن أفكار االحتاديني‬ ‫كانت تقابل باملعارضة ليس فقط‬ ‫يف طرابلس و لكن فى برقة نفسها‪.‬‬ ‫وجند أن املناظرات حول فكرة‬ ‫االحتادية تعكس صراع املصاحل‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪33‬‬


‫ومواجهة الزعماء و القادة على الصعيد‬ ‫احمللى و اإلقليمى و القومى‪ .‬وبعض‬ ‫اخلرباء يدعمون فكرة النظام‬ ‫االحتادى كأداة لتثبيت وضع القوى‬ ‫اليت تكونت وقت الثورة بعد إقصاء‬ ‫ً‬ ‫أيضا تقنني املراكز احمللية‬ ‫القذافى‪،‬و‬ ‫اليت ال ترغب فى أن تكون تابعة‬ ‫لطرابلس‪.‬و اختلفت أراء الليبيني حول‬ ‫فكرة النظام االحتادى ‪ :‬هل سيكون‬ ‫ً‬ ‫طريقا للتفكك احملتوم ‪،‬أم هو وسيلة‬ ‫للحفاظ على تكامل أراضى البالد‪.‬‬ ‫وليس من املمكن يف ظل الوضع‬ ‫احلاىل من الفوضى حل املشاكل‬ ‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫يف البالد‪ .‬فتدمري اجملتمع الليبى يسري‬ ‫يف عدة خطوط يف آن واحد‪:‬عشرية‪،‬‬ ‫قبيلة‪ ،‬إقليم ‪ ،‬الدين ‪ ،‬واأليدلوجية‪.‬‬ ‫وبالفعل يعانى نظام الدولة من أزمة‬ ‫منظمة‪،‬غريأنه من املمكن أن يكون‬ ‫الضامن الوحيد لتنفيذ مطالب الشعب‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫(صورة تشري إىل ازدواج‬ ‫السلطة فى ليبيا)‬ ‫وتفتقد البالد كما كان حيدث‬ ‫ً‬ ‫سابقا إىل دستور دائم‪ :‬فتعمل البالد‬ ‫أثناء الفرتة االنتقالية ببيان دستورى‬ ‫مؤقت اعتمده اجمللس املؤقت جلمهورية‬ ‫ليبيا فى أغسطس ‪ . 2011‬وفى عهد‬ ‫القذافى بداية من عام ‪ 1969‬كانت‬ ‫البالد تعمل ببيان دستورى ‪ ،‬والذي‬ ‫كان مبثابة دستور مؤقت جلمهورية‬ ‫ليبيا العربية‪ ،‬و من عام ‪، 1977‬عندما‬ ‫أعلنت اجلماهرية (حكم الشعب‬ ‫املباشر)‪(،‬دولة مجوع الشعب) و أعلن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصدرا‬ ‫«القرآن»‬ ‫أساسيا للتشريع‬ ‫فى البالد‪ .‬ولكن مبادئ نظام الدولة‬ ‫«الفريدة من نوعها» وضعت يف‬ ‫الكتاب األخضر ملعمر القذافى‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫و يف فرباير ‪ 2014‬اجريت انتخابات‬ ‫اجلمعية التأسيسية‪ ،‬واليت كانت‬ ‫معنية بإعداد مشروع القانون األساسى‬ ‫وطرحه يف استفتاء عام فى ‪.2015‬‬ ‫ويقع مقر اجلمعية التأسيسية يف‬ ‫شرق ليبيا يف مدينة البيضاء ‪،‬وليس‬ ‫يف طرابلس ‪،‬وذلك لكى تكون‬ ‫على مسافة متساوية من التكتالت‬ ‫السياسية‪ .‬كما يتفهم املشرعني‬ ‫أن التأخري يف وضع الدستور اجلديد‬ ‫ينعكس بشكل خطري على حالة‬ ‫ً‬ ‫التوتر اليت تعانى‬ ‫أساسا منها البالد‪.‬‬ ‫وتدور مناظرات حول عودة نظام‬ ‫امللكية‪ ،‬وتطبيق دستور ‪1951‬‬ ‫مع اجراء بعض التعديالت‪ .‬كما‬ ‫أنه من املمكن أن يشمل الدستور‬ ‫اجلديد‪،‬الذي جيرى إعداده على مبادئ‬ ‫اإلدارة الالمركزية‪،.‬واليت من املمكن‬ ‫أن تكون مبثابة بديل معادل للعملية‬ ‫االنتقالية الشاملة و العودة إىل النظام‬ ‫االحتادى‪.‬‬ ‫وجند أن توازن القوى يف البالد‬ ‫خيضع إىل تغيري مستمر‪،‬بسبب‬ ‫انتقال السلطة من مركز إىل أخر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا بسبب استمرار الصراع بني‬ ‫اجلماعات املسلحة مع بعضها البعض‬ ‫ومع احلكومة‪،‬كما تستمر املواجهة‬ ‫بني اإلسالميني و املعادين هلم‪ ،‬والذين‬ ‫«كـخـلـيـات شـمـسـيـة» يقومون‬ ‫بتكوين فرق متغرية ومتعددة‬ ‫األجناس‪ .‬وبشكل مستمر تتلقى‬ ‫ليبيا ضربات قامسة يف اقتصادها‬ ‫وبنيتها التحتية‪ .‬كما تشتد‬ ‫اخلالفات الداخلية بتأثري مباشر أو‬ ‫غري مباشر على الوضع السياسى يف‬ ‫ليبيا من قبل أطراف اللعبة من الدول‬ ‫اخلارجية(مصر)‪ ،‬االمارات‪،‬قطر‪،‬اجلزائر‬ ‫السودان‪،‬تركيا ‪،‬الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪،‬و دول االحتاد األوروبى ‪:‬‬ ‫بريطانيا و فرنسا وإيطاليا)‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫ويف الوقت احلاىل االحتاديني‬ ‫يف برقة ينضمون إىل جبهة اجلنرال‬ ‫املتقاعد خليفة خفتار ‪،‬نصري رئيس‬ ‫الوزراء السابق على زيدان‪ .‬ونفذت هذه‬ ‫الفرق حتت قيادة خفتار و مبساعدة‬ ‫القوات املدنية يف زينتان وفرق منفصلة‬ ‫من اجليش الليبى عملية عسكرية‬ ‫محلت اسم «العزة» ضد اإلسالميني من‬ ‫مجاعة «فجر ليبيا» املؤيدة للمجلس‬ ‫التشريعى املؤقت السابق – الكنجرس‬ ‫القومى العام‪ .‬حيث متكن اإلسالميني‬ ‫من السيطرة على اجلزء الغربى من‬ ‫ليبيا‪ ،‬و دخلوا يف صراع على موارد‬ ‫البرتول يف الشرق‪ .‬وبقرب نهاية عام‬ ‫ً‬ ‫‪ 2014‬أصبحت بنى غازى‬ ‫مركزا‬ ‫للعمليات العسكرية بني اإلسالميني‬ ‫واملعادين هلم‪ .‬و حبلول عام ‪2015‬‬ ‫لوحظ تفوق لصاحل هذه الفرق بقيادة‬ ‫خفتار‪،‬و ذلك بدعم من مصر واالمارات‪.‬‬ ‫واسـتـمـرت فـي البـالد أزمـة‬ ‫احلكومة‪ ،‬واليت ظهرت بعد أن أقال‬ ‫الكوجنرس القومى العام حتت ضغط‬ ‫من اإلسالميني رئيس الوزراء السابق‬ ‫على زيدان فى ‪ 11‬مارس من عام ‪. 2014‬‬ ‫ومن منتصف العام السابق تشكلت يف‬ ‫ليبيا حكومتني وبرملانني‪ .‬حكومة‬ ‫يف طرابلس وحكومة يف طربق‪،‬‬ ‫والذين ال يعرتفوا ببعضهم البعض‬ ‫وينكرون شرعية بعضهم البعض‪.‬‬ ‫ويف الوقت ذاته يقوم مبهامه الوظيفية‬ ‫ً‬ ‫كال من جملس النواب املنتخب على‬ ‫خلفية نتائج االنتخابات العامة ‪،‬اليت‬ ‫أجريت يف ‪ 25‬يونيو ‪،‬و الذي بدأ يباشر‬ ‫أعماله يف ‪ 4‬أغسطس من عام ‪، 2014‬‬ ‫والكوجنرس القومى العام ‪،‬الذي أعلن‬ ‫عن نفسه من جديد فى ‪ 25‬أغسطس‬ ‫من عام ‪ 2014‬يف طرابلس بعد أن عني‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للوزراء‪.‬‬ ‫عمر احلاسى‬ ‫ويف نوفمرب عام ‪ 2014‬اختذت‬


‫حمكمة ليبيا العليا يف طرابلس‬ ‫ً‬ ‫قرارا بإبطال نتائج انتخابات يونيو‬ ‫ً‬ ‫وحل جملس النواب‪ .‬و‬ ‫شكليا مت‬ ‫نقل مقر السلطة املركزية لليبيا من‬ ‫طرابلس إىل برقة‪ .‬وتقوم احلكومة‬ ‫املعادية لإلسالميني و املعرتف بها‬ ‫ً‬ ‫دوليا باإلشراف على األجزاء الشرقية‬ ‫من البالد‪،‬وذلك مبساعدة وحدات‬ ‫من اجليش القومى الليبى و دعم من‬ ‫االحتاديني يف برقة ‪ ،‬و يقع مقر هذه‬ ‫احلكومة‪،‬اليت يرأسها عبد اهلل الثنى‬ ‫يف طربق و ليس يف العاصمة الفعلية‬ ‫بنى غازى ‪ ،‬وذلك ألسباب أمنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وشكليا توجد يف ليبيا سلطتني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن‬ ‫فعليا فهناك العديد من‬ ‫السلطات على أراضى البالد‪ .‬ففى‬ ‫اجلنوب جترى صدامات بني قبيلة‬ ‫«التبو» املوالية حلكومة طربق و قبيلة‬ ‫«الطوارق» املوالية ألئتالف مجاعة «فجر‬ ‫ليبيا» مع املركز‪.‬يف مصراتة‪ .‬وتستغل‬ ‫مجاعات «الدولة االسالمية» أزمة‬ ‫املؤسسات و فراغ السلطة يف البالد يف‬ ‫تنظيم هجماتهم اإلرهابية‪ .‬وبذلك فإن‬ ‫السلطة الفعلية يف ليبيا ليست يف‬ ‫أيدى السياسيني‪ ،‬ولكن يف أيدى قادة‬ ‫ً‬ ‫دائما‬ ‫اجلماعات اإلرهابية القادرين‬ ‫على تغيرياالجتاه السياسى مبساعدة‬ ‫رجال األعمال‪.‬‬

‫اإلسالمية» و قام اإلسالميني املتطرفني‬ ‫بفرض سيطرتهم على مناطق حيوية‬ ‫بليبيا ‪،:‬على سبيل املثال‪ ،‬يف درنة‬ ‫وسرت‪ ،‬و مناطق مستقلة يف بنى غازى‬ ‫و طرابلس وصرباتة‪.‬‬ ‫و تكمن أهمية طرح فكرة عودة‬ ‫النظام االحتادى للمناقشة يف أنها أحد‬ ‫نتاجات عملية اإلطاحة بنظام القذافى‬ ‫و تقسيم البالد على النحو‪،‬الذي انتهت‬ ‫إليه دولة الصومال‪ .‬ولكن لن تتحقق‬ ‫الوحدة القومية عن طريق االعتماد‬ ‫فقط على فكرة إنكار تراث‬ ‫القذافى‪،‬فنجد أن املعارضون يتهمون‬ ‫بعضهم البعض خبيانة أفكار الثورة‪.‬‬ ‫ويرى اخلرباء أن احملادثات بني الليبيني‪،‬‬ ‫اليت جترى من يناير ‪ 2015‬حتت رعاية‬ ‫منظمة األمم املتحدة بهدف تسوية‬ ‫النزاعات و ضبط احلوارالشامل ‪ ،‬تعترب‬ ‫الفرصة األخرية للبالد ‪ ،‬اليت تعانى من‬ ‫حالة «شبه تفكك» و عدم استقرار‪.‬‬ ‫غري أن املشاركون يف املشاورات‬ ‫السياسية ال يعتربوا مسألة تكامل‬ ‫األراضى الليبية ً‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫وهميا‪ ،‬بالرغم من‬ ‫التقسيم ‪،‬الذي حيث ليس فقط فى‬ ‫حدود املقاطعات التارخيية ‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف املدن املنعزلة يف الدولة‪.‬‬ ‫وبداخل كلتا القوتني األساسيتني‬ ‫السياسية والعسكرية ‪،‬واليت تتصارع‬ ‫مع بعضها البعض ‪ ،‬كما يوجد‬ ‫ً‬ ‫أيضا معارضون بشأن‬ ‫مؤيدون ‪،‬يوجد‬ ‫تكملة احملادثات حول تكوين‬ ‫حكومة متثل الوحدة القومية للبالد‪.‬‬

‫ويف جملس النواب حصل االحتاديني‬ ‫ً‬ ‫فعليا على مقاعد‪ ،‬وانضموا إىل‬ ‫التكتل املعادى لإلسالميني ‪،‬بعد أن‬ ‫وجدوا فائدة يف هذا التحالف لتحقيق‬ ‫أهدافهم السياسية يف املستقبل‪ .‬وأصبح‬ ‫يلعب دور «القوى الثالثة» يف ليبيا ً‬ ‫بدال‬ ‫وبالفعل دخلت ليبيا يف قائمة‬ ‫من االحتاديني اجلهاديون‪،‬الذين اقسموا الدول ‪،‬اليت من املمكن تسميتها‬ ‫بالوالء جلماعة «أنصار الشريعة» بالدول «املنهارة»‪ .‬كما ميكن‬ ‫الراديكالية ‪،‬و بعد ذلك بالوالء «للدولة اعتبار جتربة ليبيبا السابقة للنظام‬

‫االحتادى غري موفقة‪ .‬و بالنسبة لبعض‬ ‫ً‬ ‫الليبيني هذا يشكل‬ ‫سببا لرفضهم‬ ‫تكرار التجارب االحتادية‪ ،‬و بالنسبة‬ ‫للبعض اآلخر فيمثل عالمة الستئناف‬ ‫املطالب املتعلقة “ بإعادة حتميل “‬ ‫النظام االحتادى‪ ،‬و التوجه بصيغة‬ ‫جديدة للنموذج ‪،‬الذي مت جتربته ‪ ،‬مع‬ ‫أخذ قومية املوارد اإلقليمية يف عني‬ ‫االعتبار‪.‬‬ ‫و هذا النموذج “ الصحيح” للنظام‬ ‫َّ‬ ‫االحتادى‪،‬و الذي‬ ‫يصر على تطبيقه‬ ‫االحتاديني يف برقة‪ ،‬من املمكن أن‬ ‫يكون مبثابة “طريقة قانونية” إلعادة‬ ‫توزيع البرتول بني األقاليم‪،‬كم أنه‪،‬‬ ‫لصاحل برقة‪ ،‬حيرم طرابلس وعاصمتها‬ ‫من وضعهم املهيمن يف الدولة‪.‬‬ ‫ويف حـالة عـودة الـنـظـام‬ ‫االحتادى‪،‬وهذا ً‬ ‫ً‬ ‫امرا‬ ‫ممكنا ‪ ،‬فسوف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫احتاديا‬ ‫نظاما‬ ‫يكون من حيث املضمون‬ ‫ً‬ ‫جديدا‪ .‬و بالتأكيد ليبيا ‪،‬اليت خاضت‬ ‫منذ نصف قرن التجربة االحتادية‪ ،‬هى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا‬ ‫اقتصاديا و‬ ‫اآلن دولة أخرى‬ ‫ً‬ ‫وسياسيا‪ .‬ويف هذه احلالة ميكن‬ ‫وصف حركة تطور األوضاع يى‬ ‫البالد بأنها تسري «لألمام» حنو تطبيق‬ ‫النظام االحتادى‪ ،‬وليس “للخلف”‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن التفكري يف مستقبل‬ ‫ليبيا االحتادية سابق آلوانه‪ .‬فما زالت‬ ‫تعمل اجلمعية التأسيسية يف إعداد‬ ‫نص جديد للقانون األساسى‪ ،‬كما مل‬ ‫ينتهى بعد النزاع السياسى القائم يف‬ ‫البالد‪ .‬وجيرى اآلن البحث عن نقطة‬ ‫توافق للوصول إىل اتفاق قومى شامل‬ ‫حول شكل نظام الدولة‪ ،‬وحتديد‬ ‫األساليب الدميقراطية للخروج من هذا‬ ‫املأزق السياسى‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪35‬‬


‫الـتـعـاون الـعـسـكـري الـتـقـنـي بـيـن روسـيـا وإفـريـقـيـا‬ ‫ي‪.‬ن‪.‬كـوريـنـديـاسـوف‬

‫*‬

‫صـرح مـدراء الـشـركـة املـسـاهـمـة الـمـفـتـوحـة «روس أوبورون اكسبورت» – الـوسـيط احلـكـومـي‬ ‫الـوحيـد فـي روسـيـا لعـمـلـيات تصدير واسترياد مـجـموعـة مـتـكامـلة من املنـتجـات النـهـائـيـة‬ ‫والتقنيات‪ ،‬واخلدمات ذات االستخدام العـسـكري واملـزدوج – مبـا يـلي‪« :‬روسيـا عـائـدة جبـديـة ولفـتـرة‬ ‫طـويـلـة إلـى سـوق الـسـالح واملـعـدات العـسـكريـة بإفـريـقـيـا»‪ .1‬فـما هى آفـاق حتـقـيـق هذا اهلـدف؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رائـدا يف‬ ‫دورا‬ ‫لـعـب التـعـاون الـعـسـكـري التـقين‬ ‫تـهـيـئـة الظروف املواتية لتنـميـة الـعـالقـات الـسـوفيـتـية‬ ‫اإلفـريـقـيـة حـيـث تشكلت مـقـدمـات أسـاسـية راسـخـة‬ ‫لـتـطوير التعاون العسكري التـقـنـي آلفأق طـويـلة اآلمـد‪.‬‬ ‫وعن حجم الصـادرات العسكرية إىل إفـريـقـيـا يف‬ ‫الـعهـد الـسـوفـيـيت هناك بيانات مثرية لالهتمام يـوردها‬ ‫البـاحث الفـرنـسـي ج‪.‬ل‪ .‬سريفـن (انظـر جـدول رقم ‪.)1‬‬

‫تـعود هذه الـبيـانـات إىل «الـعصـر الذهـيب» للـعالقـات‬ ‫الروســيـة اإلفـريـقـيـة‪ ،‬لذا فهى تـسـرتعـي انتباهنا‪ ،‬غـيـر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضـا مبـنـأى عن اجلـدل‪.‬‬ ‫أنـها ليـسـت‬ ‫ووفقـا هلذه البيـانات‪،‬‬ ‫فـإن احتاد اجلمهوريات االشرتاكية السوفيتية كـان‬ ‫يـقـوم بـتـوريـد األسـلـحـة واملـعـدات الـعـسـكريـة إلـى‬ ‫‪ 21‬دولـة‪ ،‬وبـلغت حـصـته حنـو ‪ 40%‬من اإلمجـالي الـعـام‬ ‫لواردات الدول اإلفـريـقـيـة من األسـلحـة فـي الفرتة مابني‬ ‫‪1967‬م إلـى ‪1976‬م‪.‬‬

‫جـدول رقـم ‪1‬‬ ‫صـادرات االتـحـاد السـوفيـيت من األسـلحـة واملـعـدات العـسـكريـة إلـى الـدول اإلفـريـقـيـة‬ ‫يف الفــتـرة من ‪1967‬م إىل ‪1976‬م (باملـليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعـار احلاليـة)‬

‫الدولـة‬

‫واردات األسـلحـة‬ ‫من االتـحـاد‬ ‫ا لسـو فـيـتـي‬

‫إجـمـالي حـجـم‬ ‫واردات الدولة من‬ ‫األسـلحـة‬

‫نـصـيـب االتـحاد السوفييت‬ ‫من إجـمـالي حجم واردات‬ ‫هذه الدولة من األسـلحـة‬

‫إفـريـقـيـا‬

‫‪2015‬‬

‫‪5131‬‬

‫‪40‬‬

‫الـجـزائـر‬

‫‪315‬‬

‫‪445‬‬

‫‪70,8‬‬

‫أنـجـوال‬

‫‪190‬‬

‫‪315‬‬

‫‪60,3‬‬

‫بـنـيـن‬

‫‪1‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫* مدرس الـعـلوم االقــتـصـاديـة مبـعـهد إفـريـقـيـا الـتـابـع ألكـاديـمـيـة الـعـلوم الـروسـيـة‬ ‫تـرمجـة د‪ .‬مـحـمد عـبـد الـفـتـاح مـحـمود‬

‫‪36‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫جـمـهـوريـة‬ ‫الكـونـغـو‬

‫‪10‬‬

‫‪20‬‬

‫‪50‬‬

‫‪190‬‬

‫إثـيـوبيـا‬ ‫غـيـنـيـا اإلســتـوائـيـة‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫غـيـنـيـا‬

‫‪50‬‬

‫‪55‬‬

‫‪90,1‬‬

‫غـيـنـيـا بـيـسـاو‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬

‫‪100‬‬

‫لـيـبـيـا‬

‫‪1005‬‬

‫‪1835‬‬

‫‪54,8‬‬

‫مـدغشـقـر‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪20‬‬

‫مـالي‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪100‬‬

‫املـغـرب‬

‫‪10‬‬

‫‪350‬‬

‫‪2,9‬‬

‫مـوزمـبيـق‬

‫‪15‬‬

‫‪20‬‬

‫‪75‬‬

‫نـيـجـيـريـا‬

‫‪20‬‬

‫‪221‬‬

‫‪31,7‬‬

‫أوغـنـدا‬

‫‪65‬‬

‫‪81‬‬

‫‪35,9‬‬

‫جـمهـوريـة أفريـقـيـا‬ ‫الوسطـى‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪20‬‬

‫الـصـومـال‬

‫‪181‬‬

‫‪185‬‬

‫‪97,8‬‬

‫الـسـودان‬

‫‪65‬‬

‫‪100‬‬

‫‪65‬‬

‫تـنـزانـيـا‬

‫‪30‬‬

‫‪125‬‬

‫‪24‬‬

‫تـشـاد‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪50‬‬

‫زامـبـيـا‬

‫‪10‬‬

‫‪81‬‬

‫‪12,3‬‬

‫املـصـدر‪.P. 91-92 Servin Jean-Louis. Les régimes militaires. Pouvoirs № 25. P.1983:‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪37‬‬


‫وقد تـم تـنـاول تـعـاون احتاد اجلمهوريات االشرتاكية‬ ‫السوفيتية فـي األدب والـصـحـافـة الـغـربيـة بـاعتباره‬ ‫مسـعـى للـقـيـادة الـسـوفـيـتـية حنو إقـامة نـظم‬ ‫ً‬ ‫قـاريا‬ ‫شـيـوعـيـة‪ ،‬وتقويض مـواقف املعسكر الغـربي‬ ‫َ‬ ‫وعـاملـيـا‪ .‬وقد أثـر التنـافـس العـسـكري واإلسـتـراتيـجي‬ ‫ً‬ ‫مـجاال للـشـك عـلى مسار السياسة‬ ‫واأليدلوجـي فيـما اليـدع‬ ‫اإلفريقـيـة لكـال من احتاد اجلمهوريات االشرتاكية‬ ‫ً‬ ‫وأيـضـا لدول املـعـسكر الـغـربـي‪.‬‬ ‫السوفيتية وحـلفـائـه‪،‬‬ ‫غـري أنه كان من اخلطأ االعتقـاد بأن هذه الروئ فحسب هى‬ ‫اليت حددت مـضـمون وديـنـاميـكية التـعـاون العسـكري‬ ‫التقـنـي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أوال‪ :‬من غري الصـواب تـجـاهـل مـواقـف الـدول‬ ‫اإلفـريـقـيـة ذاتـهـا‪ ،‬ومـواقـف قـادتـهـا حـول هذه الـقـضـيـة‪.‬‬ ‫فقد قـال موديبو كيتا املناضل املعروف من أجل استقالل دول‬ ‫غـرب إفـريقـيا‪ ،‬وأول رئـيـس جلـمهـورية مـالي (‪1960‬م –‬ ‫ً‬ ‫بـيـدقـا يف الـحرب‬ ‫‪1968‬م) أن بـالده “‪...‬لـن تـكـون أبـدا‬ ‫‪2‬‬ ‫الـبـاردة أو سـالحـا يـسـتخـدم يف تفكك إفـريـقـيـا” ‪.‬‬ ‫وكـان هذا هو املـوقف املـوحد لـكافـة الدول املـشـاركة‬ ‫يف حـركـة عـدم األنـحـيـاز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثـانـيـا‪ :‬تـم وصـف النشاط العسكري التـحاد‬ ‫اجلمهوريات االشرتاكية السوفيتية يف إفـريـقـيـا‬ ‫ً‬ ‫باعـتـبـاره‬ ‫سـبـاقا للـتـسـلح بـادر بـه الـغـرب أيـضأ يف‬ ‫هذه القـارة‪ ،‬وقد جنم عنه عـدوان بريطانيا العظمى‪،‬‬ ‫وإسـرائـيل‪ ،‬وفـرنسـا على مصـر يف أكــتـوبـر عـام‬ ‫‪1956‬م عـقـب تـأمـيـم قـنـاة الـسـويـس‪.‬‬ ‫مـصـر كانت األولـى‬ ‫تـوجـه الرئيس املصري مجال عبد الناصر فورعدم حصوله‬ ‫على دعم من الغرب إىل االحتاد السـوفييت بـطـلـب بشأن‬ ‫املساعدات العسكرية‪ ،‬وتلقى ً‬ ‫ردا باملوافقة حيث بلغ حجم‬ ‫الصادرات العسكرية السوفيتة ‪ 1,5‬مليار دوالر يف الفرتة‬ ‫ما بني ‪1956‬م إىل ‪1967‬م‪ ،‬وحصلت مصر آنذاك عـلى حنو‬ ‫‪ 600‬طائرة عسكرية وتدربية‪ ،‬ومايزيد عن ‪ 11‬ألف دبابة‪،‬‬ ‫و‪ 700‬مدرعة لنقل اجلنود‪ ،‬و‪ 30‬سـفـيـنـة حـربـيـة وما إىل‬ ‫‪3‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫يـرجع العامل الرئيسي يف تنمية العالقات السوفيـتـية‬ ‫اإلفـريـقـيـة يف مـجال التعاون العسكري إىل سـعـي الدول‬ ‫الشـابـة إلقـامة جـيوش وطـنـيـة بوصفها أداة حـتـمـيـة‬ ‫للـسـيـادة والوحدة الوطنية هلـا‪ .‬وقـد اصطدمت هذه الدول‬ ‫منذ سنوات االستقالل األولـى بـقـضـايـا احلـفاظ علـى‬ ‫سـالمـة أراضـيـهـا‪ ،‬والقضاء على حـركـات االنـفـصـال‬ ‫الـعـرقـيـة‪ ،‬وجـرائـم تـسـلل احلـدود‪ .‬ومن جراء املنـاوشـات‬ ‫عـلى احلـدود اندلـعـت احلرب بني اجلـزائـر واملـغـرب عـام‬

‫‪38‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪1963‬م‪ ،‬ونـشـب الـنـزاع بيـن تـشـاد ولـيـبـيـا عـام ‪1966‬م‪،‬‬ ‫كـمـا بـدأت احلـرب بيـن احلكومة املركزية النيجريية‬ ‫وإقـليـم بيافـرا الذي أعـلن استقالله عـام ‪1967‬م‪.‬‬ ‫وقد نشـب فـي إفـريـقـيـا يف الفـرتة من عـام ‪1957‬م‬ ‫إىل عـام ‪1980‬م نـحـو ‪ 35‬نـزاع مسلح واسـع النـطـاق‪،4‬‬ ‫ولذلك مل تـكن قضية تـكويـن قـوي وطنية مسلحة أمـرأ‬ ‫ً‬ ‫مـجـردا‪ ،‬بل اضطـر رؤوسـاء إفـريـقـيا حلـسـم إشكـالية‬ ‫اخـتـيـار شـريك فـي مـجـال البنـاء الـعـسكـري‪ .‬فتوجهت‬ ‫بعض الدول بـطلبـات إلـى االحتاد السـوفـيـيت وحـلفـائـه‬ ‫غـيـر أن هذا مل يـعـنـي قـطع عـالقاتهم العسكرية مـع‬ ‫الدول االستـعـماريـة الـسـابقـة‪ .‬وقد استجاب االتـحاد‬ ‫بقـدرمـا فـي‬ ‫الـسـوفـيـتـي لـهذه الطـلـبـات وشـارك‬ ‫ٍ‬ ‫بـنـاء جيـوش وطـنـيـة لدول إفـريـقـية بـلغ عددها ‪25‬‬ ‫دولة‪ ،‬وإليـها مت تـصـديـر األسلحة‪ ،‬واملعدات العسـكرية‬ ‫والذخـائـر‪ ،‬واخلدمـات األخـرى ذات االسـتخـدام الـعـسـكري‬ ‫َ‬ ‫أيـضـا إرسـال خـبـراء عـسـكريني‪.‬‬ ‫واملـزدوج‪ ،.‬كما مت‬ ‫وهـناك أالف األفـارقـة الذين درسـوا فـي املـعـاهد‬ ‫الـعـسـكرية الـسـوفـيـتية‪ ،‬ويـشـكل خـريـجوهـا إىل‬ ‫اآلن غـالبيـة الضبـاط فـي عدد من اجليوش اإلفـريـقـيـة‪.‬‬ ‫بـات التـعـاون العـسكـري التـقـين أداة هـامـة فـي‬ ‫تـحقـيـق األهـداف اجلـيوسـيـاسـيـة والعـسـكريـة‬ ‫واإلسـتـراتـيـجـيـة لالتـحـاد الـسـوفييت‪ ،‬السيما فيـما‬ ‫يتعلق خبـروج القـوات الـبـحـريـة الـسـوفيتية إىل املـحـيط‬ ‫ً‬ ‫الـعـاملـي‪،‬‬ ‫وأيضـا خـروج القـوات اجلـويـة إىل اجملـال اجلـوي‬ ‫الـعـاملـي‪ .‬وتـم يف عدد من الدول اإلفـريـقـيـة (أجنوال‪،‬‬ ‫اجلـزائـر‪ ،‬غـيـنـيـا‪ ،‬مـصـر‪ ،‬الصومـال‪ ،‬إثـيـوبيـا) إنـشـاء‬ ‫مـراكز للدعم اللـوجـيـسـيت‪ ،‬وكذلك مـواقـع أخـرى‬ ‫ختدم البـنـيـة الـتـحتـيـة العـسـكريـة التقنـيـة ‪ .5‬غري أن‬ ‫املـعـامـلة التفضيلية اليت منحتهـا القيادة السوفيتية جتاه‬ ‫توسـيـع نـطـاق التـعـاون العسكري مع األفـارقـة تـرجـع‬ ‫ً‬ ‫أيضـا إىل اعتبـارات أخـرى‪.‬‬ ‫وحبـلول عـام ‪1960‬م استعاد االحتـاد الـسـوفـيـيت‬ ‫طـاقاته الـصـنـاعـيـة ملا كانت عليه قـبل احلـرب إال أن‬ ‫موارد التصديـر ظلت حمدودة‪ .‬ويف الوقت ذاته تـراكـمت‬ ‫الرتسانات السوفيتية بالعديد من األسلحـة ‪،‬واملعدات‬ ‫ً‬ ‫العسكرية اليت خلفتها احلرب الوطنية‬ ‫العظمى‪،‬وأيضـا‬ ‫تلك اليت توقف تصنيعها بعد احلرب‪ ،‬فكانت عملية بيعها‬ ‫يف إطـار التـعـاون مع األفـارقـة مـربـحـة لـكال الطـرفـني‪،‬‬ ‫حيـث حـصـلت الدول اإلفـريـقـيـة عـلـى أسـلحـة قـويـة‬ ‫ً‬ ‫حـلوال ملـسـائـل رفـع‬ ‫وخـدمات عسكـريـة وفـنـيـة وفـرت‬ ‫ً‬ ‫وفقـا لـظروف تتـماشـى مع إمـكاناتـهـا‬ ‫القـدرة الدفـاعـيـة‬ ‫ً‬ ‫مكونـا‬ ‫املـاديـة واملـاليـة‪ .‬وبذلك خـلق االحتاد السوفييت‬ ‫ذات أهمية استـراتيجيـة يف عالقـاته مع الدول اإلفـريـقـيـة‪،‬‬


‫كـما كان حيـصـل عـلي مكـاسـب سيـاسـيـة حصة االحتـاد السـوفـيـيت من التجارة الدولية للسالح يف‬ ‫ثـمـانـيـات الـقـرن العـشـرين‪ ،‬وفـقـا لتقديـرات اخلـبـراء‬ ‫وعـسـكريـة‪ ،‬كانت معظمها فوائد مـالـية‪.‬‬ ‫الغـربني‪ ،‬بلـغت نسبة ‪ ،80%‬فـفـي عـام ‪1998‬م بـلـغت‬ ‫وقـام االحتاد السوفييت بتـوريد األسـلحـة واملعدات‬ ‫‪8‬‬ ‫نـسبـتها ‪ 10%‬فـقـط‪.‬‬ ‫العسكرية بـقـروض كان يتم ختصيص معظمها‬ ‫وبالرغـم من ذلك فإن الصـادرات الروسية مـن التـقـنـيـات‬ ‫إلعـاشة اخلـبـراء العـسكرين السوفيت‪ ،‬كمـا كـان‬ ‫يتـم تـوريـد أسـلحـة بـدون مـقـابـل فـي حـدود ‪ 100% – 30‬العسكرية بـاتت أحـد املـجـاالت النـادرة الـتـي سـرعـان‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫نـموا‬ ‫تـبـعـا لـنـوعـيـة الـسـالح‪ ،‬وإمـكانـات مـا تشـهدا‬ ‫من قـيـمـتـهـا‬ ‫سـريـعـا‪ ،‬فـقـد زاد حـجم صـادرات‬ ‫دولـة الـشـراكـة‪ .‬هـذا مـا يـؤكـده املـحـلل الـروسـي األسـلحـة واملـعـدات العـسـكريـة من ‪ 3,7‬مـليـار دوالر يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪9‬‬ ‫(طبقا‬ ‫قـائـال‪« :‬إن املـيـزان اإلمجـالـي بيـن نـفقـات عـام ‪2000‬م إلـى ‪ 6,1‬مـليـار دوالر يف عـام ‪2005‬م‬ ‫أ‪.‬ديـوكـوف‬ ‫ً‬ ‫تـصـنـيـع األسـلـحـة وإيـردات بيـعـها ظـل إجيـابـيـا لـدراسـات معهد ستوكهومل الـدولـي ألحبـاث الـسـالم‬ ‫ً‬ ‫‪6‬‬ ‫أيـضـا ثـابـته ملـا كـانت عـليـه‬ ‫كانت معدالت األسـعـار‬ ‫حـتـى فـي ظـل املـديـنـونـات الضـخـمـة»‪.‬‬ ‫فـي فـرتة التسعنيات من القـرن املاضي حيث تراوحت من ‪4‬‬ ‫عـقـب تـفـكـك االتـحـاد الـسـوفـيـيت‬ ‫ملـيـار دوالر إلـى ‪ 5,2‬مـليـار دوالر على التوالي‪ ،)10‬ومنـذ‬ ‫صـاحـب تـفـكـك االتـحـاد الـسـوفـيـيت‪ ،‬والـتحـول ذلـك احلـيـن شـهد االجتـاه الصـاعد حلـجم الصـادرات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثـابـتـا‪ .‬ففـي الفـتـرة من ‪2006‬م إلـى ‪2013‬م‬ ‫استقـرارا‬ ‫إلـى اقـتصـاد الـسـوق تـدنـى كـبيـر يف حـجـم الـتـعـاون‬ ‫العـسـكري الـتـقـين بـوجـه عـام‪ ،‬وفـي التـعـاون مـع (وفقـا لألسـعـار احلـالية) تـضـاعـف مبـعدل ‪ 13‬مـرة‪،‬‬ ‫إفـريـقـيـا بـشكـل خـاص‪ .‬فـعـلى سـبيل املـثـال‪ ،‬تـم وحــقـق ‪ 81‬مـليـار دوالر‪ .‬وفـي نـهـايـة الفـتـرة من ‪2009‬م‬ ‫فـرض شـرط دفـع مـقـدمـة للصـفقـات بنـسبـة ‪ ،100%‬إلـى ‪2013‬م احـتـلـت روسـيـا املـركـز الـثـاني (بنسبـة‬ ‫وتـم تـقـليـل االعـتـمادات التجـاريـة واالمتـيـازات ‪ )27%‬من حـيـث حجـم صـادرات السـالح‪ ،‬وختـلـفـت‬ ‫ً‬ ‫قـليـال عن أمـريكـا التـي سـيطـرت عـلى ‪ 29%‬من السـوق‬ ‫اخلـاصـة بـتدريب الضبـاط األفـارقـة إىل احلـد األدنـى‪.‬‬ ‫كمـا قـامـت شـركـات التصنيـع العسكري التـقـنـي الـعـاملـي‪ 11.‬كمـا أصـبحـت الـشـركـة احلـكوميـة‬ ‫اجلديدة بالتـركـيز عـلى مـا يـسـمى بعـامل السـعـر‪ ،‬القـابـضـة «التـقـنـيـات الـروسيـة» مـن بـيـن الشـركـات‬ ‫ً‬ ‫عـاملـيـا فـي تـصـديـر األسـلحـة‪ ،‬حيث‬ ‫والصفقات السـريـة وشبه السـريـة‪ ،‬وتـم إعـالن تـجارة العـشـرة األوائـل‬ ‫الـسـالح «تـجـارة نـظـيـفـة وبـاعـتـبـارهـا مـجرد نشاط وصـل حجم مبيعـاتـهـا عـام ‪2013‬م إىل ‪ 11,6‬مـليـار دوالر‬ ‫‪12‬‬ ‫جتاري»‪ ،‬وبالفـعـل تـم خـرق االحتـكار احلـكـومـي بهـامش ربـح يقـدر بـ ‪ 5,35‬مـليـار دوالر‪.‬‬ ‫لتـجـارة الـسـالح‪ ،‬عـلى الـرغـم من املـعـروف أن هـذا‬ ‫تـدر مـبيـعـات األسـلحـة لـروسـيـا بـعد صـادراتهـا من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الـقـطـاع ال ميـثـل نـشـاطـا اقـتصـاديـا‪ ،‬كـما أنه يـوجد املـوارد الطـبيـعـيـة أعـلـى اإليـردات من العمـلـة األجنـبية‪،‬‬ ‫يف مجيع دول العـامل تـحـت رقـابـة صـارمـة وإشـراف دقـيـق حيث بـلـغــت ‪ 35,6‬مـليـار دوالر فـي الفـتـرة مـابـني‬ ‫‪13‬‬ ‫من قـبـل أجـهـزة الدولـة‪.‬‬ ‫‪2006‬م – ‪2010‬م‪.‬‬ ‫انـخـفـض حـجـم صـادرات روسـيـا من املنتجـات‬ ‫العـسـكـريـة‪ ،‬كـمـا قـل عـدد الـشـركـاء األجـانـب‪.‬‬ ‫ونـحـو مـايـصـل إلـى ‪ 80%‬من حجـم مـعـامـالت التـصـديـر‬ ‫استئثـرت بـه دولتان هـما الصـيـن واهلـند حيث تـمتـع قـادة‬ ‫هـاتـيـن الدولتني بقـدر من الرؤيـة الثـاقـبـة والـشـجـاعـة‬ ‫باستـمرارهـم فـي إرسـال طـلـبـات للقـيـام بأعـمـال البحـث‬ ‫العـلمـي والتـطـويـر‪ ،‬وتصـنـيـع املـعـدات العـسـكـريـة‬ ‫عـاليـة التـقـنـيـة فـي روسـيـا‪ .‬وهذا مـا يؤكـده املـحـلل‬ ‫ً‬ ‫املـعـروف ر‪ .‬بـوخـوف‬ ‫قـائـال أن روسـيـا واهلند فـي الوقـت ذاته‬ ‫‪7‬‬ ‫«‪ ...‬أنـقـذا بـالفـعـل صـنـاعـة الـدفـاع الـروسـيـة»‪.‬‬ ‫وعـلى مدى العـقـد األخـيـرمن القـرن العشـريـن بـلغ‬ ‫حـجـم الصـادرات الـروسـيـة واملعـدات العسكرية للدول‬ ‫اإلفـريـقـيـة حنـو ‪ 2‬مـلـيـار دوالر‪ ،‬من بينهـا مليار دوالر‬ ‫قـيـمة الـصـادرات لدوليت اجلزائر وأجنـوال‪ .‬وإذا كـانت‬

‫تـحـقـق هـذا النـجـاح بـشكـل كـبيـر نـتيـجـة‬ ‫السـتـعـادة سيـاسـة االحـتـكار احلـكـومـي عـلى‬ ‫الـصـادرات الـعـسـكريـة‪ .‬وفـي عـام ‪2004‬م تـم االنـتـهـاء‬ ‫من إنـشـاء اهليـئة الـفـيـدرالـيـة لـشـئـون التـعـاون‬ ‫العـسـكري الـتقـين‪ .‬وقـامـت شـركـة « روس أوبورون‬ ‫إكسبورت » الـتـابـعـة للـشـركـة احلـكوميـة‬ ‫القـابـضـة «التـقـنـيـات الـروسيـة» بـتـوريد ‪ 80%‬من‬ ‫األسـلحـة للخـارج‪.‬‬ ‫اعتمـدت احلـكـومـة الروسـيـة الـبـرنـامج الفـيـدرالي‬ ‫الشـامـل لـتطـويـر قـطـاع الـصـنـاعـات الدفـاعـيـة‬ ‫لألعـوام ‪2011‬م – ‪2020‬م‪ ،‬والذي يـقـتضـي ختـصيـص‬ ‫اعـتـمـادات حـكومـيـة مبـبـلغ يـتـرواح ما بني ‪4 - 3‬‬ ‫تريـليـون روبـل لعملية التحديـث التقـين والتكـنـولوجـي‬ ‫اخلاصـة بشـركـات الـصـنـاعـات الدفـاعـيـة‪ 14.‬وفـي هذه‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪39‬‬


‫املـرحـلة يقـوم قـطـاع الـصـنـاعـات الدفـاعـيـة بـدور إحدى دوالر)‪ ،‬نيـجـيـريـا (‪ 0,55‬مليار دوالر)‪ ،‬الكـونـغـو (‪0,4‬‬ ‫األليـات اهلـامة فـي إعـادة بـنـاء االقــتصـاد القـومـي عـلى مليار دوالر)‪ .19‬و‪ 60%‬من صـادرات األسـلحـة (مبا يـعادل‬ ‫ُ‬ ‫أسـس مبـتكـرة‪ .‬وهـذا خيـلـق‬ ‫آفـاقـا واعـدة لـتـطـويـر ‪ 20,3‬مليار دوالر) تستـأثـر بـهـا دول مشـال إفـريـقـيـا‪.‬‬ ‫إمـكـانـات صـادرات األسـلحـة واملـعـدات الـعـسكـريـة‬ ‫شـرع األفـارقـة فـي األلفـيـة اجلـديـدة يف تنـفـيـذ‬ ‫الـروسـية‪.‬‬ ‫بـرامـج طـمـوحـة إلعـادة بـنـاء الـقـوات املـسـلحـة‬ ‫ً‬ ‫نـموا‬ ‫الطـلـب عـلي األسـلحـة فـي إفـريـقـيـا سيشهد‬ ‫وحتديـث املـعـدات العـسـكريـة الـتـقـنـيـة اخلاصة‬ ‫بـها‪ .‬وبالنسبة للمـشـتـريـات الـعـسكـريـة فـتحــتـل‬ ‫فـي األلفـيـنـات ازداد استـقـطـاب القـارة اإلفـريـقـيـة األسـلحـة املـعـقـدة والرادعـة املـراكـز األوىل منها مـثـل‪:‬‬ ‫إىل سـوق تـرويـج املنـتـجات العـسـكريـة حيث ارتـفـعـت الطـائـرات الـحربيـة النـفـاثـة‪ ،‬ومنظومات الـدفـاع املضـادة‬ ‫النـفـقـات الـعـسكـريـة للـدول اإلفـريـقـيـة من عـام للـصـواريـخ‪ ،‬وسـفـن الـسـطح والغـواصـات‪ ،‬والدبـابـات‬ ‫‪1996‬م حـتـى ‪2014‬م أكـثـر من ‪ 5‬أضـعـاف‪ :‬مـن واملدرعـات احلـديـثـة‪ ،‬ومنظومات املدفعيـة اجلديدة‪ .‬وبهذا‬ ‫‪ 8,6‬مـلـيـار دوالر إلـى ‪ 50,2‬مـلـيـار دوالر (باألسـعـار الشكـل يـسـعـى األفـارقـة إلـى إنـشـاء قـوة مضـادة لردع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخـارجـيـا‪.‬‬ ‫داخـليـا‬ ‫احلـالـيـة)‪ ،‬السـيـمـا يف دول مشـال إفـريـقـيا وإفـريـقـيـا تـهـديدات األمـن‬ ‫‪15‬‬ ‫األستـوائـيـة‪.‬‬ ‫ومـع زيـادة عدم التـوازن فـي التنـمـيـة االقـتـصـاديـة‬ ‫ارتـفـع حـجـم واردات الـدول اإلفـريـقـيـة من األسـلحـة تـحتدم املنـافـسـة عـلى الريـادة اإلقـليـمـيـة وشـبـه‬ ‫فـي الفتـرة مـابيـن ‪2009‬م ــ‪2013‬م‪ ،‬فـقـد ازدادت الواردات اإلقـليمـيـة حـيـث تتـزايـد إغـراءات “بتـنـظيـم” إدعـاءات‬ ‫‪16‬‬ ‫مقـارنـة بالـخـمـس سـنـوات الـسـابـقـة بنـسـبـة ً‪ ،53%‬إقـلـيـمـيـة مـتـبـادلـة كـوسـيـلة من وسـائـل سـباق‬ ‫كـمـا شـهـد حـجـم السوق اإلفـريـقـيـة نـمـوا فـي التسـلـح‪ ،‬حيث تتزايد فـي الكـثـيـر من البـلدان‬ ‫الـصـادرات الـعـاملـيـة لألسـلحـة الثـقـيـلـة مـن ‪ 4%‬خـالل اإلفـريـقـيـة تـهـديـدات حتـريـضـيـة باالنـفـصـال تكـون‬ ‫ً‬ ‫األعـوام ‪2007 - 2003‬م إلـى ‪ 9%‬خـالل الفـتـرة ‪2008‬م‬ ‫أحـيـانـا من خـارج البـالد‪ ،‬كـمـا تشدد املـخـاطـر املرتبطة‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-2012‬م‪.‬‬ ‫باالجتـار بـاملـخـدرات وبنـشاط اجلـمـاعـات اإلرهـابيـة‬ ‫إن البيـانات الـواردة فـي جـدول رقـم ‪ 2‬عـن واإلجـرامـيـة الدولـيـة‪.‬‬ ‫ديـنامـيكـيـة الصـادرات العـاملـيـة مـن األسـلحـة‬ ‫واملـعـدات العسـكريـة إلـى الدول اإلفـريـقـيـة يشـيـر‬ ‫ً‬ ‫سـنـويـا‪.‬‬ ‫إىل وجـود فـرق مـلحـوظ فـي حـجم الـصـفـقـات‬ ‫وسجـلت أعـلى املؤاشـرات قـيـمـة ‪ 2‬مـليـار دوالر وأكـثـر‬ ‫فـي األعــوام ‪2008‬م‪2010 ،‬م‪2011 ،‬م‪ .‬أمـا أدنـى املـؤاشـرات‬ ‫فـقـد سـجـلت ‪ 1,5‬مـلـيـار دوالر خـالل عـامـي ‪2004-‬‬ ‫‪2005‬م‪ .‬وإذا قـارنـا فـتـرات اخلمـس سـنـوات‪ ،‬سـنـجد‬ ‫سيـطرة االتـجـاه الـصـاعـد (انـظر جدول رقـم ‪.)2‬‬

‫وبـهدف تـوفـيـر الظـروف املـواتـيـة السـتغـالل الـثـروات‬ ‫ً‬ ‫الطـبيـعـيـة للـقـارة‪،‬‬ ‫وأيـضـا حتت ذريـعـة مـكـافـحـة‬ ‫اإلرهـاب وحـمـايـة الديـمـقـراطـيـة تـقـوم الدول الغـربيـة‬ ‫بـتـوسـيـع املـجـال العـسـكري فـي عالقـاتـهـا مع الدول‬ ‫اإلفـريـقـيـة‪ ،‬وهـذه الدوافـع الكـامـنـة اليت تقف وراء‬ ‫جـولة جديدة من سـبـاق التسـلح يف إفـريـقـيـا تـكتـسـب‬ ‫ً‬ ‫طـابعـا طـويـل اآلمـد‪.‬‬ ‫قـدوم املـصـدريـن الـروس‬

‫وصـل حـجـم إجـمـالي صـادرات األسـلحـة إلـى‬ ‫إفـريـقـيـا خـالل الـفـتـرة ‪2007‬م ‪-2013‬م نـحـو ‪21,8‬‬ ‫مـليـار دوالر أي بنـسبـة ‪ 60%‬أكثـر مما كانت عـليـه‬ ‫يف الفـتـرة مـا بيـن ‪2000‬م ‪2006 -‬م‪ 18.‬قـامت الدول‬ ‫اإلفـريـقـيـة خـالل األعـوام ‪2000‬م ‪ -2013‬باسـتـيـراد‬ ‫أسـلـحـة بـقـيـمـة ‪ 34‬مـليـار دوالر‪ .‬أمـا فـي عـام ‪2014‬م‬ ‫فقـد تـجـاوز حـجـم الـصـادرات ‪ 2‬مـلـيـار دوالر‪ .‬وكـانت‬ ‫من أكـبـر ‪ 10‬مـسـتـورديـن للـسالح خالل األعـوام‬ ‫‪2000‬م ‪2013 -‬م الدول األتـيـة‪ :‬مـصـر (‪ 8,4‬مـليـار دوالر)‪،‬‬ ‫وفـي الـفـتـرة ما بيـن ‪2000‬م إلـى ‪2008‬م زادت الـصـادرات‬ ‫اجلـزائـر (‪ ،)8,356‬جـنـوب إفـريـقـيـا (‪ 3,01‬مـليـار الـروسـيـة مـن األسـلحـة واملـعـدات العـسـكريـة إلـى‬ ‫ً‬ ‫دوالر)‪ ،‬السـودان (‪ 1,8‬مليـار دوالر)‪ ،‬إثـيـوبـيـا (‪1,01‬مليار إفـريـقـيـا بنـسبـة ‪ ،20 30%‬وذلك‬ ‫وفـقـا لـبيـانـات معهد‬ ‫دوالر)‪ ،‬أوغـنـدا (‪ 0,86‬مليار دوالر)‪ ،‬أنـجـوال (‪ 0,66‬مليار ستوكهومل الـدولـي ألحبـاث الـسـالم‪.‬‬ ‫قـام مصدرو األسـلحـة الـروس فـي الـسـنـوات األخـيـرة‬ ‫بـتـوسـيـع نـشـاطـهـم فـي الـقـارة اإلفـريـقـيـة‪ ،‬وشـهـد‬ ‫عـام ‪2006‬م ذروة هـذا النشـاط‪ ،‬حيـث وقـعـت اجلـزائـر‬ ‫عـلى عدد كـبيـر من عـقـود تـوريد وتـحـديـث املـعـدات‬ ‫العسكرية واألسـلحـة بـما فـي ذلك املـقـاتـالت‪،‬‬ ‫والغـواصـات‪ ،‬ومنظومـات الصـواريـخ املـضـادة للـطـائـرات‬ ‫وغـيـرهـا‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪41‬‬

‫جدول رقـم ‪2‬‬ ‫الـصـادرات العـاملـيـة من األسـلحـة واملعـدات العـسـكريـة إىل دول إفـريـقـيـا (‪2000‬م ‪-2013‬م)‬

‫‪412‬‬

‫اجلـزائـر‬

‫‪2010‬‬

‫‪808‬‬

‫‪15‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1135‬‬

‫‪2011‬‬

‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م‪ :‬الصـادرات األقـل من ‪ 500‬ألف ال تـؤخذ يف االعــتـبـار)‬

‫‪551‬‬

‫‪2002 2001 2000‬‬

‫‪251‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪195‬‬

‫أنـجوال‬

‫‪2006 2005 2004‬‬

‫‪244‬‬

‫‪147‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪159‬‬

‫‪158‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪300‬‬

‫‪149‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪489‬‬

‫‪48‬‬

‫االحتاد‬ ‫اإلفـريـقـي‬

‫‪1529‬‬

‫‪8‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪1065‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪31‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪29‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪20‬‬

‫بـنـيـن‬

‫بوتسـوانـا‬

‫‪53‬‬

‫‪15‬‬

‫بـورونـدي‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الكامريون‬

‫بوركينا‬ ‫فاسو‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫كـاب‬ ‫فريدي‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪8356‬‬ ‫‪666‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪342‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬

‫‪8‬‬

‫‪41‬‬

‫‪8‬‬

‫‪17‬‬

‫‪118‬‬

‫‪72‬‬

‫‪ 2013 2012‬اإلمجـالـي‬

‫‪877‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪13‬‬


‫‪42‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫مجهورية‬ ‫إفريقيا‬ ‫الوسطى‬

‫تشـاد‬

‫جـزر‬ ‫كومورو‬

‫‪0‬‬

‫مجهورية‬ ‫الكونغو‬

‫مجهورية‬ ‫الكونغو‬ ‫الديقراطية‬

‫جـيـبـوتـي‬

‫كوت‬ ‫ديفوار‬

‫‪0‬‬

‫‪93‬‬

‫‪1‬‬

‫‪16‬‬

‫‪18‬‬

‫‪33‬‬

‫‪14‬‬

‫‪3‬‬

‫‪63‬‬

‫‪10‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪17‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪18‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪18‬‬

‫‪36‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪23‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪153‬‬

‫املـصـدر‪SIPRI. Arms transfers Database - http://armstrade.sipri.org/arnstrade/html/export_values.php :‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪19‬‬

‫‪17‬‬

‫‪210‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪384‬‬

‫‪22‬‬


‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪43‬‬

‫مـصـر‬

‫‪847‬‬

‫‪8‬‬

‫‪57‬‬

‫غـانـا‬

‫غـيـنـيـا‬

‫تـابـع جدول رقـم ‪2‬‬ ‫الـصـادرات العـاملـيـة من األسـلحـة واملعـدات العـسـكريـة إىل دول إفـريـقـيـا (‪2000-2013‬م)‬

‫‪ 2013‬اإلمجـالـي‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪686‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪159‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪2007 2006 2005‬‬ ‫‪697‬‬ ‫‪29‬‬

‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م‪ :‬الصـادرات األقـل من ‪ 500‬ألف ال تـؤخذ يف االعــتـبـار)‬

‫‪722‬‬

‫‪633‬‬

‫‪635‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪613‬‬

‫‪312‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪726‬‬

‫‪501‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪748‬‬

‫‪8410‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪1018‬‬

‫‪108‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪48‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪174‬‬

‫‪28‬‬

‫‪238‬‬

‫‪74‬‬

‫‪294‬‬

‫‪4‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪309‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪12‬‬

‫‪17‬‬

‫‪0‬‬

‫‪20‬‬

‫‪80‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪18‬‬

‫‪98‬‬

‫‪176‬‬

‫‪35‬‬

‫‪6‬‬

‫‪240‬‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2004 2003 2002 2001 2000‬‬

‫‪797‬‬

‫إريتـريـا‬

‫إثـيـوبيـا‬

‫غينيـا‬ ‫اإلستوائية‬

‫‪20‬‬

‫‪142‬‬

‫اجلـابـون‬

‫‪1‬‬

‫‪19‬‬

‫كـيـنـيـا‬

‫ليـسـوتـو‬

‫ليـبيـريـا‬

‫غـامبـيـا‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬

‫‪15‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬


‫‪44‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫لـيـبيـا‬

‫مدغشقر‬

‫مـاالوي‬

‫مالي‬

‫موريـتـانيـا‬

‫‪7‬‬

‫‪31‬‬

‫املـغـرب‬

‫مـوزمبيـق‬

‫موريشيوس‬

‫‪125‬‬

‫‪0‬‬

‫نامـبيـا‬

‫النيـجـر‬

‫‪11‬‬

‫‪21‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪156‬‬

‫‪11‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪14‬‬

‫‪6‬‬

‫‪16‬‬

‫‪13‬‬

‫‪87‬‬

‫‪14‬‬

‫‪47‬‬

‫‪72‬‬

‫‪15‬‬

‫‪8‬‬

‫‪27‬‬

‫‪6‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪11‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪39‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬

‫‪9‬‬

‫‪296‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫‪9‬‬

‫‪51‬‬

‫‪147‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪1411‬‬

‫‪11‬‬

‫‪807‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪100‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪3092‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪267‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪37‬‬


‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪45‬‬

‫تـابـع جدول رقـم ‪2‬‬ ‫الـصـادرات العـاملـيـة من األسـلحـة واملعـدات العـسـكريـة إىل دول إفـريـقـيـا (‪2000-2013‬م)‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪38‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬

‫‪6‬‬

‫‪881‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪4‬‬

‫‪486‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪180‬‬

‫‪4‬‬

‫‪13‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪708‬‬

‫‪128‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلمجـالـي‬ ‫‪555‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪212‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪0‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪144‬‬

‫‪3015‬‬

‫‪11‬‬

‫‪79‬‬

‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م‪ :‬الصـادرات األقـل من ‪ 500‬ألف ال تـؤخذ يف االعــتـبـار)‬

‫‪2004‬‬

‫‪62‬‬

‫نيـجرييـا‬

‫‪6‬‬

‫روانـدا‬

‫جزر سيشل‬

‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪6‬‬

‫‪262‬‬

‫السنغـال‬

‫سرياليون‬

‫الصومال‬

‫مجهورية‬ ‫جنوب أفريقيا‬

‫جنوب السودان‬

‫السودان‬

‫‪110‬‬

‫‪15‬‬

‫‪18‬‬

‫‪51‬‬

‫‪204‬‬

‫‪288‬‬

‫‪122‬‬

‫‪62‬‬

‫‪29‬‬

‫‪124‬‬

‫‪84‬‬

‫‪165‬‬

‫‪160‬‬

‫‪88‬‬

‫‪343‬‬

‫‪1831‬‬


‫‪46‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫سوازيالند‬

‫تـنـزانـيـا‬

‫تـوغـو‬

‫تـونـس‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫زامبيـا‬

‫زميبابوي‬

‫أوغنـدا‬

‫‪33‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1978‬‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1863‬‬

‫‪10,5‬‬

‫‪9,2‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1600‬‬

‫‪9,0‬‬

‫‪51‬‬

‫‪1‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪1506‬‬

‫‪7,8‬‬

‫‪10‬‬

‫‪38‬‬

‫‪1552‬‬

‫‪7,1‬‬

‫‪12‬‬

‫‪168‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪25‬‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12,5‬‬

‫‪24178‬‬

‫‪2932‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪2124‬‬

‫‪8,5‬‬

‫‪9,0‬‬

‫‪26444 24498‬‬

‫‪2411‬‬

‫‪25‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1873‬‬

‫‪8,5‬‬

‫‪21353 21285 19225 17758 19516 18894‬‬

‫إمجالي‬ ‫الصادرات‬ ‫لدول إفريقيا‬

‫إمجالي‬ ‫الواردات‬ ‫العاملية‬

‫حصة إفريقيا‬ ‫من وادرات‬ ‫ً‬ ‫عامليا‬ ‫األسلحة‬ ‫(‪)%‬‬

‫‪23‬‬

‫‪1846‬‬

‫‪24286‬‬

‫‪7,5‬‬

‫‪75‬‬

‫‪153‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪29795‬‬

‫‪3623‬‬

‫‪1‬‬

‫‪471‬‬

‫‪2965‬‬

‫‪25405‬‬

‫‪12,0‬‬

‫‪12,0‬‬

‫‪4‬‬

‫‪219‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪2232‬‬

‫‪28871‬‬

‫‪7,6‬‬

‫‪25‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪1691‬‬

‫‪25570‬‬

‫‪6,6‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪866‬‬ ‫(‪)867‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪33828‬‬

‫‪327080‬‬

‫‪10,3‬‬


‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪47‬‬

‫جـدول رقـم ‪3‬‬ ‫الصـادرات الـروسـيـة من األسـلحـة واملـعدات الـعسـكريـة إىل الدول اإلفـريـقـيـة (‪2000-2013‬م)‬ ‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م‪ :‬الصـادرات األقـل من ‪ 500‬ألف ال تـؤخذ يف االعــتـبـار)‬

‫‪380‬‬

‫‪77‬‬

‫‪245‬‬

‫‪57‬‬

‫اجلزائر‬

‫أجنوال‬

‫‪145‬‬

‫‪233‬‬

‫‪92‬‬

‫‪162‬‬

‫‪485‬‬

‫‪1001 670 1005 1510‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪866‬‬

‫‪312‬‬

‫‪41‬‬

‫‪153‬‬

‫‪7209‬‬

‫‪ 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000‬اإلمجـالـي‬ ‫‪99‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪14‬‬

‫‪20‬‬

‫‪54‬‬

‫‪100‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫‪68‬‬

‫‪546‬‬

‫‪130‬‬

‫‪3‬‬

‫‪21‬‬

‫بوركينا فاسو‬

‫‪57‬‬

‫‪13‬‬

‫‪15‬‬

‫‪46‬‬

‫‪19‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪3‬‬

‫‪13‬‬

‫‪27‬‬

‫الكامريون‬

‫‪88‬‬

‫‪174‬‬

‫‪230‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪13‬‬

‫‪27‬‬

‫‪7‬‬

‫تـشـاد‬

‫جـيـبـوتـي‬

‫إريرتيـا‬

‫أثيوبيـا‬

‫غـانـا‬

‫غـيـنـيـا‬

‫كـيـنـيـا‬

‫لـيـبـيـا‬

‫املـغـرب‬

‫‪6‬‬

‫‪27‬‬

‫‪75‬‬

‫‪69‬‬

‫‪27‬‬

‫‪156‬‬


‫‪48‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫نـيـجـرييـا‬

‫النـيـجر‬

‫‪38‬‬

‫رواندا‬

‫‪95‬‬

‫‪14‬‬

‫السنغال‬

‫جنوب السودان‬

‫السودان‬

‫أوغـنـدا‬

‫‪1‬‬

‫‪95‬‬

‫‪2‬‬

‫‪32‬‬

‫‪86‬‬

‫‪277‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪14‬‬

‫‪96‬‬

‫‪20‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪8‬‬

‫‪20‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪68‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪66‬‬

‫‪61‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪176‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪1065‬‬

‫‪60‬‬

‫‪442‬‬

‫‪60‬‬

‫‪154‬‬

‫‪60‬‬

‫‪196‬‬

‫‪20‬‬

‫‪135‬‬

‫‪494‬‬

‫‪648‬‬

‫‪60‬‬

‫‪921‬‬

‫مـصـر‬

‫‪50‬‬

‫‪418‬‬

‫‪8‬‬

‫‪68‬‬

‫‪296‬‬

‫‪307‬‬

‫‪27‬‬

‫‪595‬‬

‫‪416‬‬

‫‪1310‬‬

‫‪1154 1996 1201 1061 1378‬‬

‫‪444‬‬

‫‪629‬‬

‫إمجالي الصادرات‬ ‫الروسية للدول‬ ‫اإلفريقية‬

‫‪616‬‬

‫‪11209‬‬

‫‪8283 8391 8495 5962 5112 6343 5561 5096 5229 6189 5322 5638 5936 4043‬‬

‫إمجالي الصادرات‬ ‫الروسية لدول‬ ‫الـعـالـم‬

‫‪13%‬‬

‫‪85595‬‬

‫‪3,5% 10% 10,9‬‬

‫‪9%‬‬

‫‪14%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪7,5% 13% 23% 20% 20% 22% 10,95‬‬

‫حـصـة إفريقيا من‬ ‫صادرات األسلحة‬ ‫الروسية لدول‬ ‫الـعـامل‬

‫املـصـدر‪SIPRI. Arms Transfers Database - http://www.sipri.org/datases/armstransfers/background :‬‬


‫قـامـت روسـيـا خـالل األعـوام ‪2000‬م – ‪2013‬م بتـصـديـر‬ ‫منـتـجـات عـسـكريـة إلفـريـقـيـا بقيمة ‪ 11,68‬مـليـار‬ ‫دوالر أي بنـسبـة ‪ 11,7%‬مـن إجـمـالي صـادرات األسـلحـة‬ ‫الـروسـيـة خـالل نـفـس هذه األعـوام (انظـر جـدول رقـم ‪.)3‬‬ ‫وفـي عـام ‪2014‬م بلـغ حجـم صـادرات األسـلحـة الـروسـيـة‬ ‫نـحـو ‪ 362‬مليـون دوالر‪ .‬وفـي عـام ‪2013‬م استـحـوذت روسـيـا‬ ‫عـلى نـسـبـة ‪ 30%‬من سـوق األسـلحـة واملـعدات العسكرية‬ ‫جلـمـيـع دول إفـريـقـيـا‪ .‬بـلغت نـسبة الـصـادرات لدول‬ ‫شـمال إفـريـقـيـا نـحـو ‪ ،43%‬أمـا فـي دول جـنـوب الصحـراء‬ ‫الكـبـرى فـبـلغـت ‪ 21.12%‬وفـي نـهـايـة عـام ‪2014‬م‬ ‫ً‬ ‫(وفـقـا لبيـانـات اهليئة الـفـيـدرالـيـة‬ ‫استـحـوذت إفـريـقـيـا‬ ‫لـشـئـون التـعـاون العـسـكري الـتقـين) عـلى أكـثـر من‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 30%‬مـن مـجـموع طلبيـات تـوريـد األسـلحـة الـروسيـة‪.‬‬ ‫تسـتـحـوذ دول شـمال إفـريـقـيـا (اجلـزائـر ومـصـر‬ ‫ولبـييـا واملـغـرب) عـلى حـوالي ‪ 80%‬من صـادرات‬ ‫األسـلحـة الـروسـيـة للـقـارة (‪2000‬م ‪2013 -‬م)‪ .‬وبـلغ‬ ‫حـجم الواردات لـ ‪ 39‬دولـة فـي جـنـوب الصحـراء الكـبـرى‬ ‫ً‬ ‫عـامـا األخـيـرة نـحـو ‪ 2,5‬مـليـار دوالر‪.‬‬ ‫خـالل ‪14‬‬ ‫وفـي نـهـايـة الفـتـرة (‪2000‬م ‪-2013‬م) مشـلت قـائـمـة‬ ‫ً‬ ‫مخـس أكـبـر مسـتورديـن لألسـلحـة الروسية‬ ‫كال من‪:‬‬ ‫اجلـزائـر (‪ 7,2‬مـليـاردوالر)‪ ،‬ومـصـر (‪ 1,3‬مـليـار دوالر)‪،‬‬ ‫والـسـودان (‪ 1,065‬مليـار دوالر)‪ ،‬وإثـيـوبـيـا (‪ 0,546‬مـليـار‬ ‫دوالر)‪ .‬ويـبـلغ نـصـيـب الدول اخلمـس أكـثـر من ‪ 85%‬من‬ ‫صـادرات األسـلحـة واملـعـدات العـسـكـريـة لـدول القـارة‬ ‫اإلفـريـقـيـة‪.‬‬ ‫تـعـد اجلـزائـر الـيـوم شـريـك إسـتـراتـيـجـي هـام‬ ‫لـروسيـا فـي مـجـال التـعـاون العـسـكري التـقـنـي‬ ‫ً‬ ‫عـامـا‬ ‫بإفـريـقـيـا‪ .‬وفـي ديسـمبـر عـام ‪2013‬م مـر خـمسـون‬ ‫عـلى تـوقـيـع أول اتفـاقـيـة بيـن الـسـوفـيـت واجلـزائـرين‬ ‫فـي هذا اجملال‪ .‬وخـالل الـعـقـود اخلـمـسـة تـراكـمـت‬ ‫ً‬ ‫عمـليـا مبـا يشمـله‬ ‫خـبـرات واسـعـة لتحقـيـق التـعـاون‬ ‫من خـدمـات لوجيـسـتـيـة وتـجـاريـة وقـانـونـيـة‪ ،‬وعـالقـات‬ ‫واسـعـة فـي املـجـاالت اإلنـسـانـيـة‪ .‬وقد خـدم فـي اجلـزائـر‬ ‫أكـثـر من ‪ 10‬أالف خـبيـر عـسكـري سوفيـيت من بيـنهم‬ ‫‪23‬‬ ‫أكـثـر من ‪ 200‬مــتـرجـم‪.‬‬ ‫وبـدون تـوفـر مـثـل هـذه اخلـبـرات كان من املـسـتـبـعد‬ ‫القـيـام بتنفـيـذ بـرنـامج إعـادة تسـليـح اجلـيش اجلزائـري‬ ‫بأحدث أجـيـال املـقاتالت اجلـويـة والبحـريـة واملـدرعـات‬ ‫والصـواريـخ‪ ،‬ممـا كـان لـه األثـرالواضـح يف ارتـفـاع قـدارت‬ ‫القـوات املـسـلحـة للبالد‪.‬‬ ‫تـجـاوز حـجـم صـادرات األسـلحـة واملـعـدات‬ ‫العـسـكريـة الـروسـيـة للجـزائـر خـالل الفتـرة من ‪2000‬م‬

‫إىل ‪2013‬م نـحـو ‪ 7‬مـليـار دوالر‪ ،‬حيث بـلغ حـوالي ‪85%‬‬ ‫من حـجـم واردات اجلـزائـر من األسـلحـة‪ ،‬و‪ 60%‬من حـجـم‬ ‫الصـادرات الروسـيـة لدول الـقـارة (انـظـر جدول رقم ‪ .)4‬وفـي‬ ‫عـام ‪2014‬م بـلغ حـجـم الواردات الروسـيـة ‪ 173‬مـليـون‬ ‫دوالر‪ .‬وتتضـمن أغـلب صـادرات األسـلحـة الـروسـيـة‬ ‫نـوعـيـات من املـعـدات العـسـكـريـة عـالـيـة التـقـنـيـة‪.‬‬ ‫أمـا بالنـسـبـة للطـائـرات احلربيـة‪ ،‬وسـفن السـطح‪،‬‬ ‫والغـواصـات‪ ،‬ومنظومات الـدفـاع املضـادة للـصـواريـخ‪،‬‬ ‫واملدرعـات األحدث يف الـعـامل فـقـد شـغـلت نـسبـة ‪ 90%‬من‬ ‫الصـادرات الـروسـيـة للجـزائـر‪.‬‬ ‫تتـطـلب مسـات التـعـاون الـنـوعـيـة والكـمـيـة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومـتـزايـدا بشتى‬ ‫مسـتـمـرا‬ ‫اهـتـمـاما‬ ‫نـسـبيـا‬ ‫املتـمـيـزة‬ ‫تـفـاصـيـل تـطـويـره مـع التدارك الـسـريـع حلـاالت السـهـو‬ ‫واخلـطـأ‪ .‬فـفـي عـام ‪2008‬م أعـادت اجلـزائـر لـروسـيـا ‪15‬‬ ‫مقـاتلـة من طـراز مـيج ‪ 29 -‬إس‪.‬إم‪.‬تي ومـيـج‪ -29‬أو بـي تـي‬ ‫حيث قـامـت شـركة «أفيـارميسنـاب» بـتـوريد مـكـونـات‬ ‫من قـطـع غـيـار مـخـزونـة ً‬ ‫بدال من تـوريد وحدات وأجـهـزة‬ ‫‪24‬‬ ‫جـديـدة‪ ،‬ولذا اضطـرت روسـيـا لتـوريـد طـائـرات جـديـدة‪.‬‬ ‫وفـي الـسـنوات األخـيـرة تـعـمـل اجلـزائـرعـلى‬ ‫تكثـيـف جـهـودهـا لتـنـويـع مصـادر التـعـاون‬ ‫العـسـكري التـقـنـي األجـنـبـي‪ .25‬وقـد تـم التـوصـل إلـى‬ ‫اتـفـاقـيـات مـع جـمـهـوريـة أملـانـيـا االتـحـاديـة بشـأن‬ ‫تـوريد مـركـبـات‪ ،‬وكذلك تـم مـع الواليات املتحدة‬ ‫األمـريـكـية عـقد اتـفاقـيـات تـوريد طـائـرات شـحن‬ ‫عسـكريـة ومـجـموعـة أجـهـزة الكـتـرونـيـة ملـراقـبـة‬ ‫احلدود‪ .‬وفـي صـيـف ‪2014‬م أحبـرت أول طـرادة من ثـالت‬ ‫طرادات مت حجزهم من جـمـهـوريـة الصني الشـعـبيـة‪.‬‬ ‫غـيـر أن تشـبـع اجلـــيش اجلـزائـري مبـنـتـجات‬ ‫ً‬ ‫قـائـمـا مبـسـتـوى كـبيـر‬ ‫عـسـكرية روسـيـة ال يـزال‬ ‫للـغـايـة‪ ،‬كمـا ينـبـغـي بـذل مـزيد من اجلـهـود لتـوفـيـر‬ ‫حـلول ملـشكـالت خـدمـة مـا بـعد البيـع وتـحديث أنظـمـة‬ ‫األسـلحـة الـتـي سـبـق توريدهـا‪ ،‬وإدخـال أنـماط جـديـدة‬ ‫للتـعـاون الـعـسـكري‪ .‬ومن غـيـر املـرجـح أن تـقـل احلـاجـة‬ ‫إلـى ضـرورة دعـم القـوة العسـكرية الدفـاعـيـة للـبـالد‬ ‫عـلى مـســتوى الـواجـب فـي السـنـوات الـقـريـبـة‪ ،‬وذلك‬ ‫بـسـبب تـورط اجلـزائـر فـي أزمـة الـشـرق األوسـط‪ .‬كـمـا‬ ‫أن «الربيـع الـعـربـي»‪ ،‬والتـطـرف اإلسـالمـي فـي مـنـطـقـة‬ ‫الـصـحراء والسـاحـل ال حيـدان من مـخـاطـر تـصـعيد مـوجـة‬ ‫جـديـدة من الـصـراع مـع اإلرهـاب اإلسـالمـي املتـطـرف داخـل‬ ‫البـالد‪ .‬وجبانب ذلك‪ ،‬تتـقـدم بـخـطى بـطـئـيـة عـمـليـة‬ ‫ً‬ ‫وأيـضـا‬ ‫تسـويـة القـضـايـا اإلقـليـمـيـة مـع املـغـرب‪،‬‬ ‫اخلـالفـات بشـأن مـسـألة وضـع الصحـراء الغـربيـة حيـث‬ ‫يسـتــمـر سـبـاق التسـلح املـحـتـدم بيـن اجلـزائـر واملـغـرب‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪49‬‬


‫‪50‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫حجم الصادرات‬ ‫الروسيـة‬

‫حـصـة اجلزائر‬ ‫من صادرات‬ ‫األسلحة‬ ‫الروسية‬

‫حـصـة روسـيـا‬

‫من وردات‬ ‫اجلزائر من‬ ‫األسلحة‬

‫جـدول رقـم ‪4‬‬

‫‪485‬‬

‫‪2007 2006 2005 2004‬‬ ‫‪233‬‬

‫‪92‬‬

‫‪162‬‬

‫‪26%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪670 1005 1510‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪51%‬‬

‫‪1001‬‬

‫‪2011 2010 2009 2008‬‬

‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م)‬

‫الصـادرات الـروسـيـة من األسـلحـة واملـعدات الـعسـكريـة إىل اجلـزائـر (‪2000-2013‬م)‬

‫‪2003 2002 2001 2000‬‬

‫‪245‬‬

‫‪380‬‬

‫‪99‬‬

‫‪145‬‬

‫املـصـدر‪…SIPRI. Arms Transfers Database :‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪866‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪312‬‬

‫اإلمجالي‬ ‫‪7505‬‬

‫‪64%‬‬

‫‪85%‬‬


‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪51‬‬

‫حجم الصادرات‬ ‫الروسيـة‬

‫حـصـة مـصـر من‬ ‫صادرات األسلحة‬ ‫الروسية‬

‫حـصـة روسـيـا‬

‫من وردات مصر من‬ ‫األسلحة‬

‫جـدول رقـم ‪5‬‬ ‫الصـادرات الـروسـيـة من األسـلحـة واملـعدات الـعسـكريـة إىل مـصـر (‪2000‬م ‪-2013‬م)‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪416‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪367‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪2005‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪2002‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪1990‬‬‫‪2000‬‬

‫‪230‬‬

‫(باملليـون دوالر‪ ،‬وباألسـعار الثـابتـة لعام ‪1990‬م)‬

‫اإلمجـالـي‬ ‫‪27‬‬

‫‪17%‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪1310‬‬

‫املـصـدر‪…SIPRI. Arms Transfers Database :‬‬


‫وخـالل األعـوام ‪2000‬م ‪2013 -‬م بـلـغ حـجـم الواردات روسيـا مل يـتـوقـف‪ ،‬ومع وصـول حسين مـبـارك إىل سـدة‬ ‫حـد مـا‪،‬‬ ‫الـعـاملـيـة للمـغـرب من األسـلحـة واملـعـدات العـسكـريـة احلـكم يف عـام ‪1981‬م زاد حجم التـعـاون إلـى ٍ‬ ‫نـحـو ‪ 3‬مـليار دوالر أي أقـل من اجلـزائـر مبـقـدار ‪ 2,7‬مـرة‪ ،‬حيث بـلغت قيمة صـادرات املعدات العسكرية الروسيـة‬ ‫غـيـر أنـه فـي السـنـوات األخـيـرة تقـلص هذا الفارق‪ .‬ملـصـر فـي األعـوام ‪2000‬م ‪ 2013 -‬نـحو ‪ 1,31‬مليار دوالر‬ ‫وبـالتـالي فـإذا ارتفع حجم صادرات األسـلحـة اخلـارجيـة إلـى (مقارنة باألعـوام ‪1990‬م ‪2000 -‬م – ‪ 230‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫اجلزائـر يف الفرتة ما بني ‪2012 - 2008‬م مقـارنـة باخلـمس ممـا جـعـل مـصـر حتـتـل املركز الثـاني من بيـن العمـالء‬ ‫الـسـنـوات من ‪2003‬م إلـى ‪2007‬م بـمقـدار ‪ ،277%‬فإن األفـارقـة لـروسيـا (انظر جدول رقم ‪ .30)5‬وقـامت روسيـا‬ ‫واردات املـغـرب من األسـلحـة واملـعـدات العـسكـريـة زادت بـتـوريد صـواريخ مضـادة للطـائـرات من طـراز «بيتشورا»‬ ‫‪26‬‬ ‫و “بـوك” وغيـرهـا‪ ،‬كما قـامت بـتـحديث الدبابات طراز‬ ‫بنـسبـة ‪.1460%‬‬ ‫تـي‪ ،62 -‬واملدرعـات الثـقـيـلـة وغــيـرهـا من املعدات‬ ‫وفـي عـام ‪2011‬م قـام املـغـاربـة بشـراء أسـلحـة مبـبـلغ‬ ‫العسكرية اليت تـم إرسـاهلـا إبـان احلقبـة السـوفيـتـية‪.‬‬ ‫‪ 1,4‬مـليـار دوالر‪ ،‬أمـا اجلـزائـريـون فقـد اشـرتوا أسـلحـة‬ ‫مببلغ ‪ 1,1‬مليار دوالر‪ ،‬وفـي عـام ‪2012‬م بـقـيـمـة ‪0,807‬‬ ‫إن اإلطـاحة بالرئـيـس حممد مـرسي ممثـل جـمـاعـة‬ ‫و‪0,377‬مـليـار دوالر عـلى التـوالي‪ .‬واملصدرون الرئيسـيـون «اإلخـوان املسلمني» يف يـوليـو عـام ‪2013‬م‪ ،‬وانتـخـاب‬ ‫ً‬ ‫لألسـلحـة واملـعدات العسكرية للمـغـرب هـم‪ :‬الواليات املشـيـر السيـسـي‬ ‫رئيسـا للبالد يف يونـيـو ‪2014‬م خـلق‬ ‫ً‬ ‫املتحدة األمـريـكـية – ‪ 933‬مليون دوالر (‪ 30%‬خـالل‬ ‫فـرصـا لـزيادة التـعـاون العسكري التقين بني روسـيـا‬ ‫الفـتـرة ‪2013 - 2000‬م)‪ ،‬وفـرنـسـا – ‪ 938‬مليون دوالر ومـصـر‪ .‬وعشية االنتـخـابـات الرئـاسـيـة فـي فـبـرايـر‬ ‫(‪ .)33%‬وبـاعـت روسـيـا للمملكة املـغـربيـة مـعدات ‪2014‬م تـوجـه السيـسي فـي زيـارة إلـى مـوسكـو‪ ،‬وخالل‬ ‫عـسـكريـة خالل هذه الـفـتـرة بـمبلغ ‪ 156‬مليون لقـائـه مـع ف‪.‬ف‪ .‬بـوتـيـن أبدى حرص بالده عـلـى تـوسـيـع‬ ‫دوالر (يف مقدمتها منظومة الدفـاع اجلوي الصاروخيـة آفـاق التـعـاون مـع روسيـا فـي مجيـع املـجـاالت‪ ،‬وبصفة‬ ‫‪27‬‬ ‫«تـوجنوسكـا»)‪.‬‬ ‫خـاصـة مت حسـم مسـألـة إمـكانيـة تـوريـد أسـلحـة‬ ‫روسيـة إلـى مـصـر بـقـيـمة ‪ 2‬مليـاردوالر‪.‬‬

‫(مـصـر) هـى أول دولة إفـريـقـيـة قـامت بـشراء أسـلحـة‬ ‫ومـعـدات عـسـكـريـة سـوفيتـيـة الـصنـع‪ .‬وبـلـغ‬ ‫وعـالوة على ذلك‪ ،‬فإن االنشغـال املـتـزايد لكـلتا‬ ‫التـعـاون العسكري التقنـي بني مصر واالحتـاد السوفيتـي الدولتيـن باألحداث اجلـاريـة يف الشـرق األوسط واألدنـى‪،‬‬ ‫ذروتـه يف عـهد الرئـيس مجـال عبد النـاصـر‪.‬‬ ‫وتشـابـه املـواقـف أمـام التحـديـات اجلديدة املتعـلقـة‬ ‫وقـام الرئـيـس أنـور الـسـادات الذي تقـلد احلـكم عـام جبانب بـالغ األهمية وهـو األمن الدولي للمنطقة – كل‬ ‫‪1970‬م بـعد وفـاة عبد النـاصـر بـعـقـد سـالم منـفـصل ذلك أرسـى قـواعد كـافـيـة لتكهنات حقيقية حـول‬ ‫مـع إسـرائـيـل‪ ،‬وأوقـف التعـاون العسكـري مـع االحتـاد تطـويـر التـعـاون العسكري التـقـين بيـن روسيـا ومصـر‬ ‫ً‬ ‫وبناءا عـلى طلـبه تـم إجـالء ثـمانيـة أالف يف املستـقـبـل‪.‬‬ ‫السوفيتـي‪.‬‬ ‫خـبيـر عـسكـري سـوفـيــتـي وعـائلـتـهـم من مـصـر‬ ‫بنـهـايـة عـام ‪1972‬م‪ .28‬ومنذ عـام ‪1979‬م (عقـب تـوقـيـع‬ ‫اتـفـاقـيـة الـسالم مـع إسـرائـيـل) قـامت الواليـات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫مـبـلغا بقـيمـة ‪ 1,3‬مـليـار‬ ‫األمـريـكـيـة مبنح مـصـر‬ ‫ً‬ ‫سنـويـا فـي هيـئـة مـساعدات عـسـكـريـة‪ .‬وخـالل‬ ‫دوالر‬ ‫األعـوام ‪2003‬م ‪2012 -‬م بلغت نسبة واردات مـصـر من‬ ‫‪29‬‬ ‫األسـلحـة األمـريكـية حنو ‪.59%‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فـإن التـعاون العسكري التقنـي مـع‬

‫‪52‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫بالنسبة للشـركـاء الروس يف التـعاون العسكري‬ ‫التقين تزداد أهمـيـة جذب الدول اإلفريقية الواقعة يف‬ ‫جنـوب الصحـراء الكـربى‪ .‬ففي خـالل الفرتة من ‪2000‬م إىل‬ ‫‪2013‬م بلغ حجم صادرات األسلحة واملعدات العسكرية إىل‬ ‫دول جنوب الصحراء الكربى حنو ‪ 13,5‬مليار دوالر (من بينها‬ ‫‪ 233‬مليون دوالر يف عـام ‪2000‬م‪ ،‬و ‪ 717‬مليون دوالر يف‬ ‫عـام ‪2013‬م)‪ .31‬وتـم خالل عـامي ‪2013‬م ‪ 2014 -‬م تـوقـيـع‬ ‫ً‬ ‫كال من نيجـيـريـا (توريد ‪ 6‬مروحيـات طـراز‬ ‫عـقـود مع‬


‫إم إي‪ ،35 -‬و‪ 6‬مروحيات طـراز إم إي‪ )17 -‬ونـامبيـا (توريد احلـظـرعلى صادرات األسلحـة املوجهـة إلـى حـكـومـة‬ ‫أسـلحة مشـاه‪ ،‬وقذائـف هـاون‪ ،‬ومـركـبـات‪ ،‬وذخـائـر)‪ ،‬أنـجـوال وقـوات متمردي حركة املـعـارضـة «أونـيـتـا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪32‬‬ ‫رمسـيـا من‬ ‫ولكـن فـي عـام ‪1992‬م تـم رفـع هذا احلـظـر‬ ‫وأيضا كذلك مع أنـجوال‪.‬‬ ‫تتـسـم العـوامـل اليت حتدد مساعي دول هذه املنطقة‬ ‫اإلفـريـقـيـة لزيـادة قدراتـهـا العسـكريـة بـطـابـع‬ ‫طـويـل اآلمـد ‪ ،‬حيث تـرتـبـط بالتهديدات املتـزايدة فـي‬ ‫إعـادة النـظـر فـي حدودهـا الدوليـة املوروثـة من احلقبة‬ ‫ً‬ ‫االستـعـمـاريـة‪،‬‬ ‫وأيـضـا بـتـفـاقـم حـدة الـصـراعـات‬ ‫االنـفـصـاليـة والعـرقـيـة والديـنـيـة والتغيـرات فـي‬ ‫‪33‬‬ ‫مـيـزان القـوي بيـن الدول اإلفـريـقـيـة‪.‬‬

‫قـبـل سـلطـات لـوانـدا‪ .‬وتـوجـهـت حـكـومـة أنـجوال‬ ‫آنـذاك بطـلبات حلـكـومة يـلسـنت بشأن مسـاعـدات‬ ‫عسـكريـة إال أنه تـم االستـجـابة جلـزء منـهـا فـقـط‪.‬‬

‫بـدأ األنـجـوليـون فـي البـحـث عـن مـوارد أخـرى فقـامـوا‬ ‫بإجـراء اتصـاالت مـع خمـتـلف الـوسـطـاء‪ .‬ويتـذكـر‬ ‫السـيد ر‪ .‬مونتريو سـفـيـر أنـجـوال فـي مـوسـكو آنـذاك‪:‬‬ ‫«ظهـرت عـلي السـاحـة شخـصـيـات من بلدان خمتـلفـة‬ ‫لديهـا إمـكـانـيـة شـراء أسـلحـة من سـلوفـاكـيـا‬ ‫ومن نـاحـيـة أخـرى‪ ،‬كلما ارتفعت مـعـدالت تنميـة‬ ‫وكومنولث الدول املستقـلـة‪ ،‬ثـم قمـنـا على املستوى‬ ‫دول جنوب إفـريـقـيـا‪ ،‬زادت مـواردهـا املـاليـة‪ ،‬فمن بيـن ‪21‬‬ ‫احلكومي بتنظيـم عمليات اسـتـيـراد أسـلحـة من روسيا‬ ‫دولة إفـريـقـيـة منـتـجـة للبـتـرول تـوجد ‪ 16‬دولة يف هذه‬ ‫البيضاء‪ .‬وكانت األسـلحـة روسـيـة الصنع‪ ،‬ومت شـرائـهـا‬ ‫املنطقة تـقـوم باستـخـراج حـوالي ‪ 300‬مليون طن من النفط‬ ‫عـن طـريـق وسـطـاء‪ .‬وخالل اشتداد العمليات العسكرية‬ ‫‪34‬‬ ‫سنـويـا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مل تقلقنا‬ ‫كثـيـرا شخصية الوسيط الذي مت عن طريقه‬ ‫‪36‬‬ ‫وفـي الوقت احلـالي تـدعم روسيـا التـعـاون العسكري تنـفـيذ عمليات استرياد األسلحة»‪.‬‬ ‫التقين مـع ‪ 25‬دولة من دول جنوب إفـريـقـيـا البالغ عددها ‪39‬‬ ‫وفـي عـام ‪1993‬م تـم تـوريـد مـعدات عـسـكريـة‬ ‫دولة‪ .‬ويـتواجد يف كال من أوغـنـدا وإثـيـوبيـا وأنـجـوال‬ ‫ألنـجوال من روسيـا البيضاء عـبـارة عـن ‪ 21‬سـيـارة مـدرعـة‬ ‫ممثـلون دائـمون لشـركة “روس أوبورون إكسبورت”‪،‬‬ ‫كـمـا تـم تـوقـيـع اتـفـاقـيـات حـكـومـيـة مع معظم طـراز بـي إم بـي ‪ ،1 -‬ومن بـلغـاريـا تـم تـوريـد ‪ 29‬سـيـارة‬ ‫الدول تتـعـلق بالتـعـاون الـعسـكري التـقـنـي‪ .‬وتعـتـبـر مدرعـة بـي إم بـي‪ 1 -‬و‪ 24‬دبـابـة طـراز تـي ‪ ،62 -‬ومن‬ ‫أنـجوال والسـودان وأوغـنـدا وإثـيـوبيـا من أكـبـر شـركـاء التشـيـك تـم تـوريـد ‪ 7‬مدرعـات بـي إم بـي ‪ ،-2‬ومن بولنـدا‬ ‫– ‪ 52‬مدرعة بـي إم بـي‪ ،‬ومـن سـلوفـاكـيـا – ‪ 9‬نـاقـالت‬ ‫روسـيـا‪.‬‬ ‫جــنـود مـدرعـة وغـيـرهـا‪ .37‬وفـي الفـتـرة ما بيـن ‪– 2000‬‬ ‫‪2013‬م قـامـت مـالدوفـيا (وفـقـا لبيـانـات معهد ستوكهومل‬ ‫أنـجـوال وإثـيـوبـيـا والسـودان‬ ‫الـدولـي ألحبـاث الـسـالم) بعمليـات بيـع منـتـجـات‬ ‫«أنـجوال»‪ .‬إن األنـجوليني على درايـة باألسـلحـة عـسكـريـة ألنـجوال بقـيـمـة ‪ 200‬مليون دوالر‪ .38‬كمـا‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا بـعض اهليـئـات الروسـيـة الالمركزية‬ ‫السـوفـيـتـية منذ ستيـنات القـرن املـاضـي عـنـدمـا ثـاروا انضـمت‬ ‫ضـد املستعمرين البـرتـغـال‪ ،‬وأثـنـاء مـواجهـة عـدوان دولة الـتـي أجـرت عمـليـات بيـع لألنـجوليني خالل عـامـي‬ ‫جنوب إفـريـقـيـا واحلـرب األهـليـة فـور إعـالن االستـقـالل ‪1993‬م ‪1994 -‬م مشـلت ‪ 30‬دبـابـة طـراز تـي ‪ ،62 -‬و ‪169‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا خالل الفـتـرة من ‪ 1980‬إلـى ‪1990‬م مدرعـة بـي إم بـي‪ ،‬و ‪14‬مدفـعـا من طـراز إم‪.46 -‬‬ ‫عـام ‪1975‬م‪،‬‬ ‫قـام االتـحـاد السـوفـيـتـي بـتـوريد أسـلحـة ومـعدات‬ ‫وشـهـدت بـدايـة األلفـينـات زيـادة طفيـفـة فـي حـجـم‬ ‫عسـكرية ألنـجـوال بقـيـمـة ‪ 5,3‬مـليـار دوالر‪ 35.‬وبعد‬ ‫التـعـاون العـسـكري التـقـنـي بيـن روسـيـا وأنـجـوال‪:‬‬ ‫ذلك اخنفض حجم الصـادرات إليـهـا‪.‬‬ ‫بـلغ حـجـم صـادرات األسـلحـة واملـعـدات العـسـكـريـة‬ ‫وفـي سعـيـهـا للحـيـلولة دون تصـعيـد النـزاعات الروسـيـة إلـى أنـجـوال خـالل ‪2000‬م ‪2002 -‬م نـحـو ‪96‬‬ ‫الداخـليـة قـامت األمم املتـحدة يف عـام ‪1991‬م بـفـرض مـليـون دوالر (طـبقـا ألسـعـار عـام ‪1990‬م)‪ ،‬ممـا شـكـل‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪53‬‬


‫‪ 30%‬من إجـمـالـي حـجـم واردات أنـجـوال من األسـلحـة‬

‫الـراسـخـة وأواصـر املصـاحل املشـرتكة قـوة دافـعـة فـي‬

‫خـالل هذه األعـوام‪ .39‬وفـي الفـتـرة من ‪2003‬م إلـى ‪2013‬م‬

‫غـايـة األهـمـيـة للـعالقـات العسكرية التقنيـة‪.‬‬

‫تـوقـف تـصـديـر األسـلحـة واملـعـدات العسـكـريـة إلـى‬ ‫أنـجـوال‪ ،‬ومـع ذلك قـامت احلـكـومـة األنـجوليـة خالل‬ ‫األعـوام ‪2005‬م ‪2013 -‬م بـشـراء أسـلحـة بقـيـمـة ‪157‬‬ ‫مليون دوالر من دول مشلت البـرازيـل (‪ 33‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫وروسـيـا البـيـضـاء (‪ 48‬مليون دوالر)‪ ،‬وسـلوفـاكـيـا (‪65‬‬ ‫‪40‬‬

‫مليون دوالر)‪.‬‬

‫«أثـيـوبيـا»‪ .‬تـعـتبـر أثـيـوبيـا‪ 42‬من كربى الدول‬ ‫اخلمسة املسـتوردة لألسـلحـة واملعدات العسكرية‬ ‫الروسيـة بإفـريـقـيـا‪ .‬وإبـان احلـقـبـة السـوفيـتـيـة‬ ‫(‪1970‬م ‪1990 -‬م) تـم تـوريـد أسـلحـة ومـعـدات‬ ‫عـسكـريـة إىل هذه البلد بقـيـمـة ‪ 5,2‬مليار دوالر‬

‫‪43‬‬

‫(انـظر جدول رقـم ‪ .)6‬وعقب تفـكك االتـحاد السـوفيـتـي‬

‫تشـيـر هذه احلـقـائـق إلـي أن التـعـاون العـسـكـري اخنفض حـجـم التـعـاون العسكري التقـنـي‪ .‬وحدث نـمو‬ ‫التـقـنـي بيـن كلتا الدولتـيـن شـهـد تـقـلبـات حـادة‪.‬‬

‫لعمـليـة التـجـارة كاملعتاد خـالل سـنـوات تصـاعد وتيـرة‬

‫وفـي عـام ‪2013‬م تـم اختـاذ خـطـوة هـامة لتحـقـيق‬

‫النـزاعـات مع الدول اجملـاورة اليت شـملت احلرب مع إرتـيـريـا‬

‫إستـراتـيـجـيـة مـتـوافـقـة يف هذا اجملـال حيث أسـفــرت‬

‫(‪1998‬م ‪2000 -‬م)‪ ،‬والعمليات العسكـريـة يف الصـومـال‬

‫نـتـائـج املبـاحثـات التـي عـقـدت يف أكــتـوبـر من نفس‬

‫(‪2006‬م ‪2011 -‬م)‪.‬‬

‫الـعـام بني الوفـد احلـكومـي الـروسـي بـرئـاسـة نـائـب‬ ‫رئـيس الوزراء د‪.‬روجوزيـن والسـلطـات األنـجـوليـة عـن‬ ‫تـوقـيـع برنـامج تــعـاون عسكـري تـقنـي مدته ثالث‬ ‫سـنـوات‪ .‬ولتحقيق هذه االتـفاقـية من املتوقـع اسـتخدام‬ ‫القـرض الذي منـحـه البنك التجاري الدولي ألنـجوال منذ‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا تـم تـوقـيـع عـقـود تـوريـد طـائـرات‬ ‫عـام‪ .‬كمـا‬ ‫طـراز سـو‪ 30 -‬كـا‪ ،‬واملـروحيـات طـراز «إم إي ‪24 -‬بـي»‬ ‫و«إم إي ‪ »171 -‬بـمبـلغ ‪1‬مـليـار دوالر‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫وبشـكـل عـام تـواجدت ظـروف مـواتـيـة لتـرويـج‬ ‫املـنـتجـات فـي السـوق األنـجوليـة‪ .‬وعقب انتـهـاء احلـرب‬ ‫األهـليـة فـي عـام ‪2002‬م ارتـفـعـت مـعـدالت النـمـو‬ ‫ً‬ ‫االقـتـصـادي للبـالد‪ .‬كمـا تطورت‬ ‫سـريـعـا صـنـاعة‬ ‫استـخـراج البـتـرول واملـاس وغـيـرهـا من املوارد الطـبيـعـيـة‪.‬‬

‫وخـالل عـامي ‪1998‬م ‪1999 -‬م حـصـلت إثـيـوبيـا‬ ‫عـلى ‪ 6‬مقـاتالت طـراز سـو ‪ 27 -‬أو بـي‪ ،‬و‪ 4‬طـائـرات‬ ‫هـجـومـيـة طـراز سـو ‪ ،25 -‬و‪ 4‬مـروحـيـات طـراز إم إي‪24 -‬‬ ‫و‪ 10‬إم إي ‪ 10 ،17 -‬سـي إيـه أو‪ -2‬سي‪“ 3‬أكـاتـسـيـا”‪،‬‬ ‫ومنظومات مدفعيـة وأسـلحة الدفـاع اجلـوي املـحـمولة‬ ‫وغـيـرها من املعدات العسكرية‪ .‬وخالل عـامي ‪1998‬م ‪-‬‬ ‫‪1999‬م بـلغ حـجم واردات إثـيـوبيـا من األسـلحـة واملـعـدات‬ ‫العسكـريـة ‪ 245‬مليون دوالر‪ .‬وبـلـغ التـعـاون ذروتـه‬ ‫الثـانيـة يف عـامـي ‪2003‬م ‪2004 -‬م حيث حقـقـت الواردات‬ ‫مبـلغـا يـقـدر بـ ‪ 407‬مليون دوالر أعقـبـها فـتـرة تـوقـف‪.‬‬ ‫وسجل مـعهد سـتوكهومل الدولي ألحبـاث السالم واردات‬ ‫إثـيـوبيـا من األسـلحـة واملعدات العسكرية الروسيـة يف‬ ‫عـام ‪2010‬م بـمبـلغ ‪ 54‬مليون دوالر‪( 44‬انظر جـدول رقم ‪.)6‬‬

‫وال تـخفـي إثيـوبيـا مزاعمـها بأنـهـا دولـة شبه إقـليـمـية‬

‫غـيـر أن التهديدات اخلارجية بـأمـن البالد مستمرة‬

‫حيث شـاركت وحدات من اجليش األنـجـولي فـي العمليـات‬

‫بالهـوادة حيث تتزايد على حدودهـا جمـموعة من العمليات‬

‫الـعسـكريـة لـقـوات حـفـظ السـالم يف مجهـورية‬

‫العرقيـة واإلسالمية املتطرفة‪ ،‬وكذلك أعمـال القرصنـة‪.‬‬

‫الكـونغو ومجـهـوريـة الكـونـغـو الدميـقـراطـيـة‪.‬‬

‫وتقـوم إثـيـوبيـا بدور رائـد فـي تـوزيـع املـوارد املـائـيـة‬ ‫ً‬ ‫حـاليـا يف البالد عـمليـة‬ ‫يف املنـطـقـة‪ .‬كـمـا تنتهـي‬ ‫إنـشـاء سـلسـلة من السدود املولدة للطاقة الكهرومائـية‬ ‫«النـهـضـة» اليت تـقـطـع أكـبـر األنـهـار وهـو نـهـر أبــاي‬ ‫(النـيـل األزرق) الذي يـوفـر أكثـر من نصف كميـة‬ ‫مـيـاه نهـر النـيـل‪ .‬وأثـار ذلك قـلق مـصـر وخـاصـة أنهـا‬

‫إن جيش أنـجوال مـزود بشكل أسـاسـي مبـعدات‬ ‫عـسـكرية روسيـة (سـوفيـتـيـة) الـصـنـع وقد شـارك‬ ‫فـي تدريب قـوات اجليش األنـجولي مـجـموعـة من اخلـبـراء‬ ‫واملستشارين العسكريني الروس‪ .‬وتـظل التقـاليد‬

‫‪54‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫نسـبـة ‪ 60%‬من إمجـالي واردات السودان من األسلحة‬ ‫واملعدات العسكرية‪ .‬ونسـبـة ‪70‬مـا يـصـل إلـى‪ 80%‬من‬ ‫صادرات األسـلحـة الروسـيـة عـبـارة عـن طـائـرات حـربيـة‬

‫تعتزم حتديـث أسـطوهلـا من طـائـرات «مـيـراج ‪»2000 -‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضـا‬ ‫بـمنـحـة مـاليـة من املمـلكـة العربيـة السـعـودية‬ ‫شـراء قـاذفـات القـنـابـل «رافـال»‪ .45‬إال أن كال البلديـن‬ ‫‪46‬‬ ‫استـطـاعـا التـوصـل إلـى حـل وسـط بشـأن القضـايـا ومـروحـيـات ومدرعـات‪.‬‬ ‫اخلالفـيـة‪.‬‬ ‫وترجـع الطفرة الكـبيـرة يف مشرتيات السودان من‬ ‫«السـوادن» هـى أكـبـر مـســتـورد لألسـلحـة األسـلحـة واملعدات العسكرية يف األلفينات إلـى زيـادة‬ ‫يف القـارة اإلفـريـقـيـة‪ .‬وخالل األعـوام ‪2001‬م ‪2013 -‬م التهديدات بتفـكـك البالد‪ ،‬حيث قـام جنـوب السـودان‬ ‫كـانت حتـتـل املـركز اخلـامس من حيث قيـمة الذي نـال استقالله عـام ‪2011‬م بتوسـيـع نـطاق التـعـاون‬ ‫مشـتـريـات األسـلحـة واملعدات العسكريـة اليت بـلغـت العسكري التقين مـع شـركـاء أجـانـب‪ .‬وخالل الفـتـرة‬ ‫‪ 1,8‬مليار دوالر (انظـر جدول رقم ‪ .)7‬وتعد روسـيـا أكـبـر من ‪2009‬م إلـى ‪2013‬م قـام بشـراء أسـلحـة بقـيـمـة ‪145‬‬ ‫مـورد هلـا‪ .‬وفـي الفتـرة من ‪ 200‬إىل ‪ 2013‬م كـانت السودان مليون دوالر‪ .‬وبـلغ حجـم صادرات األسـلحـة الـروسـيـة‬ ‫ثـالث أكـبـر عمـالء روسـيـا بإفـريـقـيـا حيث وصـل حجـم إىل السـودان نـحـو ‪ 61‬مليون دوالر أي أكثـر من ‪ 40%‬من‬ ‫‪47‬‬ ‫املشـتـريـات إىل ‪ 1065‬مليون دوالر‪ .‬وتقوم روسيـا بتـوريد إمجـالي قيمـة واردات السودان من األسـلحة‪.‬‬

‫جـدول رقم ‪6‬‬ ‫صـادرات األسـلحـة واملعـدات العسكـريـة الـروسـيـة إلـى إثـيـوبيـا‬ ‫خـالل األعـوام ‪-2013 1970‬م‬ ‫(باملليـون دوالر وباألسـعـار الثـابتـة لـعـام ‪1990‬م)‬

‫صـادرات األسـلحـة‬ ‫واملعدات العسكريـة‬ ‫نصـيـب روسـيـا من وردات‬ ‫إثـيـوبيـا من األسلحة‬ ‫واملعدات العسكريـة‬

‫‪- 1970‬‬ ‫‪1980‬م‬

‫‪- 1981‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪-1991‬‬ ‫‪1999‬م‬

‫‪- 2000‬‬ ‫‪2005‬م‬

‫‪ 2010‬م‬

‫‪2417‬‬

‫‪2855‬‬

‫‪245‬‬

‫‪407‬‬

‫‪54‬‬

‫‪86%‬‬

‫نصيب إثـيـوبيـا من‬ ‫صـادرات روسيـا من‬ ‫األسلحة واملعدات‬ ‫العسكرية‬

‫اإلمجـالي‬ ‫من ‪ 2000‬إىل ‪2013‬م‬ ‫‪461‬‬

‫‪46%‬‬

‫‪4%‬‬

‫مبا يف ذلك الوردات إىل‬ ‫دول جنوب الصحراء‬ ‫الكربى‬

‫‪18%‬‬

‫تـقـديـرات الكاتـب وفقـا لــ‪.SIPRI. Arms Transfers Database :‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪55‬‬


‫‪56‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫السودان‬

‫جدول رقم ‪7‬‬ ‫صـادرات األسـلحـة واملعـدات العسكـريـة الـروسـيـة إلـى السودان ومجهورية جنوب السودان‬

‫‪2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001‬‬

‫خـالل األعـوام ‪2001‬م ‪-2013‬م (باملليـون دوالر وباألسـعـار الثـابتـة لـعـام ‪1990‬م)‬

‫اإلمجالي‬

‫‪95‬‬

‫‪32‬‬

‫‪86‬‬

‫‪277‬‬

‫‪96‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪32‬‬

‫‪68‬‬

‫‪75‬‬

‫‪176‬‬

‫حـصـة السودان من‬ ‫صادرات األسلحة‬ ‫الروسية إلفـريقـيـا‬

‫‪66‬‬

‫‪1065‬‬ ‫‪9%‬‬

‫‪40%‬‬

‫حصة السودان من‬ ‫صادرات األسلحة‬ ‫الروسية لدول جنوب‬ ‫الصحراء الكربى‬

‫حصة روسـيـا من وردات‬ ‫السودان من األسلحة‬

‫‪37‬‬

‫‪44‬‬

‫‪1‬‬

‫‪61‬‬

‫‪2‬‬

‫‪41%‬‬

‫‪145‬‬

‫‪57%‬‬

‫حجم وردات جنوب‬ ‫السودان من األسلحة‬

‫مبا يف ذلك من روسـيـا‬

‫املـصـدر‪…SIPRI. Arms Transfers Database :‬‬


‫بقيمة ‪ 596‬مليون دوالر‪ .48‬ويف الفـتـرة مابني ‪2010‬‬ ‫إفـريـقـيـا جـنـوب الصـحـراء الكبـري‬ ‫ ‪2012‬م تـم تـوريد ‪ 6‬طائـرات حـربيـة طـراز سـو ‪.30 -‬‬‫“أوغـنـدا” هـى أول فـوز كـبيـر حققـه «غـزو» كما يـتم تـوريـد إيـضـا أحدث الدبـابـات وغـيـرها من‬ ‫شـركة «روس أوبورون إكسبورت» لسـوق السـالح املعدات العسكرية‪.‬‬ ‫واملـعـدات العسكـريـة بـدول جـنـوب الصحـراء الكـبـرى‬ ‫وتستحوذ أوغـنـدا على نسبة ‪ 22%‬من صـادرات‬ ‫فـي بـداية القـرن احلـالي‪.‬‬ ‫األسـلحـة واملعدات العسكرية الروسيـة لدول جـنـوب‬ ‫بـلغ إجـمـالـي حـجـم واردات هـذه الدولة من األسـلحـة الصحراء الكربي‪ .‬وخالل األعـوام ‪2000‬م ‪2013 -‬م استحوذت‬ ‫‪49‬‬ ‫(قبل صفقاتها مع روسيـا) خـالل األعـوام ‪2000‬م ‪2010 -‬م أوغـنـدا عـلي نـسبـة ‪ 74%‬من صادرات األسـلحة الروسيـة‬ ‫حـوالي ‪ 160‬مليون دوالر‪ ،‬وذلك وفقـا لبيـانـات مـعـهد (انظر جدول رقم ‪ .)8‬ومما سـاعد عـلى نـجاح جتـارة السالح‬ ‫ً‬ ‫ستـوكـهـومل ألحبـاث السـالم‪ .‬غـيـر أنـه يف خـالل عـامـي الروسيـة هناك هو مـنـح البنـوك الروسية‬ ‫قـروضـا لدولة‬ ‫‪2012 - 2011‬م قـامت روسيـا بتـوريد مـعدات عسكرية أوغنـدا‪.‬‬

‫جدول رقـم ‪8‬‬ ‫صـادرات األسـلحـة واملعـدات العسكـريـة الـروسـيـة إلـى أوغندا خـالل األعـوام ‪2000-2013‬م‬ ‫(باملليـون دوالر وباألسـعـار الثـابتـة لـعـام ‪1990‬م)‬

‫‪– 2000‬‬ ‫‪2004‬م‬

‫اإلمجـالي‬ ‫‪2004‬م ‪2009‬م ‪2011‬م ‪2012‬م‬

‫‪2013‬م‬

‫من ‪ 2000‬إىل‬ ‫‪2013‬م‬

‫صـادرات األسـلحـة‬ ‫واملعدات العسكريـة‬ ‫الروسية إىل أوغنـدا‬

‫‪19‬‬

‫نصيب أوغندا من‬ ‫صـادرات روسيـا من‬ ‫األسلحة واملعدات‬ ‫العسكرية إلفريقيا‬

‫‪0,7%‬‬

‫نصيب أوغندا من‬ ‫صـادرات روسيـا من‬ ‫األسلحة واملعدات‬ ‫العسكرية لدول جنوب‬ ‫الصحراء الكربى‬

‫‪% 1,2‬‬

‫‪26%‬‬

‫نصيـب روسـيـا من وردات‬ ‫السودان من األسلحة‬

‫‪24%‬‬

‫‪74%‬‬

‫‪19‬‬

‫‪14‬‬

‫‪442‬‬

‫‪86%‬‬

‫‪154‬‬

‫‪649‬‬

‫‪20‬‬

‫‪% 5,6‬‬

‫املـصـدر‪…SIPRI. Arms Transfers Database :‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪57‬‬


‫يعترب منوذج تطويـر التعـاون العسكري التقين‬ ‫ً‬ ‫دافـعـا قـويـا لبذل املزيد من اجلهـود‬ ‫بني روسيا وأوغـنـدا‬ ‫الـرامـيـة إلـى غـزو سـوق الـسالح فـي دول جنوب الصحراء‬ ‫الكربى‪ .‬وبالفـعل مت اختـاذ خـطـوات جـادة‪ ،‬حيث وصل‬ ‫حجم الصفقات خالل األعـوام ‪ 2013 - 2000‬يف غـانـا إىل ‪68‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬ويف تشـاد – ‪ 21‬مليون دوالر‪ ،‬ويف كيـنيـا‬ ‫– ‪ 20‬مليون دوالر‪ ،‬ويف نـيـجـيـريـا – ‪ 67‬مليون دوالر‪.50‬‬ ‫ولكي نتحدث عن غـزو روسي واسـع النـطـاق ألسـواق‬ ‫دول جـنـوب الصحـراء الكـربى فالبد من حتـقـيـق تـقـدم‬ ‫ملحوظ يف أسـواق الدول األتيـة‪ :‬مجـهـوريـة الكـونـغـو‬ ‫الدميـقـراطية (إمجالي حجم مشرتيات األسـلحة من اخلـارج‬ ‫خالل األعـوام ‪2013 - 2000‬م بلغ ‪ 384‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫وتـنـزانـيـا (‪ 351‬مليون دوالر)‪ ،‬وزامبـيـا (‪ 140‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫وغـيـنـيـا األسـتـوائـيـة (‪ 309‬مليون دوالر) ومجهورية‬ ‫‪51‬‬ ‫بوتسوانـا (‪ 118‬مليون دوالر)‪.‬‬

‫أكـبـر منـافـس دائـم يف القـارة هو الصني‪ ،‬فقد‬ ‫شـغـلـت الصـيـن أعلى املراكز يف سـوق األسـلحة‬ ‫واملعدات العسكرية بـإفـريـقـيـا‪ .54‬فإن قـوة الصنـاعـات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سريـعـا قـائم على‬ ‫تطورا‬ ‫العسكرية الصينية اليت تـطورت‬ ‫ً‬ ‫التكـنولوجيـا احلديثة يـوفـر فرصـا سـانـحـة السـتـمـرار‬ ‫التوسـع العسكري التقـنـي للصـيـن‪.‬‬

‫وخالل األعـوام ‪2005‬م ‪2012 -‬م بـلغ حجم صادرات‬ ‫الصني ‪ 994‬مليون دوالر أي نسبة ‪ 13% - 12‬من إجـمـالي‬ ‫حجـم واردات إفـريـقـيـا من األسلحة واملعدات العسكرية‪.‬‬ ‫ويف بعض الدول شـغـل الصينيون مـراكز متقدمـة حيث‬ ‫بلغ حجم واردات زامبيا من الصـيـن (خالل األعـوام ‪2000‬م‬ ‫ُ‬ ‫تقريبـا‪ ،‬ويف زامبيـا – أكثـر من‬ ‫‪-2013‬م) نسبـة ‪80%‬‬ ‫‪ ،50%‬وفـي تـنـزانيـا – نسبة ‪ ،90%‬ويف نـاميـبـيـا – أكثـر‬ ‫من ‪ ،70%‬وفـي نيجـيـريـا – حوالي ‪ .55 30%‬وتطرح الصـيـن‬ ‫منتجـاتـهـا العـسـكريـة كاملعتاد بأسـعـار خمفضة حيث‬ ‫تشـيـر هذه القـراءة املـوجزة إلـى أن عـاملي عدم «تلعب على» املـكـاسـب من بيع قـطع الغيـار واخلدمـات‬ ‫االستـقـرار واالحـتـمـال املـؤكد حبـدوث تغـيـرات‬ ‫بأسـعـار مـرتـفـعـة‪.‬‬ ‫مفـاجـئـة يف السياسة الداخلية واخلارجية للدول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غـيـر أن أهـم عـامل يف جنـاح نشـاط مصدري األسـلحـة‬ ‫ثـأثـيـرا‬ ‫اإلفـريـقـيـة ال يزاالن يـؤثـران‬ ‫جـوهـريـا على‬ ‫ديـنـاميـكـيـة تـعـاون هذه الدول مع روسـيـا‪ .‬وباسـتـثـنـاء الصينيـن ينحصـر يف التواجد الفـعـال ألكـثـر من ألفي‪،‬‬ ‫كـال من اجلـزائـر‪ ،‬والسودان‪ ،‬وأوغـنـدا‪ ،‬وإثيوبيـا‪ ،‬ومـؤخرا ونصف شـركـة صينـيـة تـعمل بإفـريـقـيـا‪ .‬ونتيجـة‬ ‫أنـجوال مل يـتـخذ التـعاون الروسـي اإلفـريـقـي حتى اآلن لقيـامه بعملية جتميع وتنسيق جماالت التعاون التجاري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأيضا تشجعيه جلهود شركات التجارة الصينية‬ ‫ومـسـتقـرا‪ ،‬حيث تـغلب أحـيـانـا صفقات املختلفة‬ ‫منـظمـا‬ ‫طـابـعـا‬ ‫ً‬ ‫العاملة يف إفريقيا يف جمال تصدير املنتجات العسكريـة‬ ‫املرة الواحدة تبعـا ألوضـاع السـوق‪.‬‬ ‫حيظى اجلـانب الصيين بإمكانات تطبيق خمتلف صور‬ ‫منـافـسـيـنـا‬ ‫تسوية الديون املتبادلة‪ ،‬والقيـام مبـعـامالت قـائـمـة عـلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تدفـقـا أحدث تقنيـات األعـمـال املـاليـة واالئـتمـانـيـة‬ ‫وأيضـا‬ ‫شهدت نـهـايـة التسـعنـيـات وبدايـة األلفينات‬ ‫ً‬ ‫كـبيـرا لألسـلحـة واملـعـدات العسكريـة إلـى إفـريـقـيـا االستثـمـاريـة‪.‬‬ ‫من مجهوريات االحتاد السوفييت السابق ودول معاهدة وارسـو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قـامت دول النـاتـو يف األلفينـات‬ ‫أيضـا بـتـوسـيـع‬ ‫ويف سعيهم إلغـراق السوق يف أحيـان كثـيـرة اكتسب‬ ‫العالقـات العسكرية مع القارة اإلفـريـقـيـة‪ .‬وفـي‬ ‫هؤالء املصدرون شـهـرة يف الدول اإلفـريـقـية ذات امليزانـيـات‬ ‫احملدودة‪ .‬وفـي الفرتة مابني ‪2012 - 2005‬م قـام الشركاء عـام ‪2007‬م أسست واشـنـطـن القـيـادة العسكريـة‬ ‫اجلدد بـتـوريد أسـلحـة إىل دول جنوب الصحراء الكربى األمـريـكـيـة بإفـريـقـيـا (أفـريـكـوم)‪ ،‬والتـي أصـبحـت‬ ‫بقـيـمـة ‪ 535‬مليون دوالر أي أقـل من روسـيـا الذي بـلغ حجم مركز تنسيق جلميع اجلهود العسكرية األمـريـكـيـة‬ ‫‪52‬‬ ‫يف القـارة اإلفـريـقـيـة‪ .‬ويتـم التـركـيـز بـوجـه خـاص‬ ‫صادراتهـا ‪ 777‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫علي تدريب الكوادر العسكرية اإلفـريـقـيـة‪ .‬ومنذ عـام‬ ‫أمـا بالنـسـبـة لـ ‪ 16‬دولة إفـريـقـيـة املستحوذة على ‪2009‬م قـام األمـريـكـان بإعـداد أكثر من ‪ 250‬ألف جندي‬ ‫‪ 80%‬من صادرات األسـلحة واملعدات العسكرية الروسية وظابط إفـريـقـي لعمليات قـوات حفـظ السـالم ووحدة‬ ‫بالقـارة فـإن حجم صادرات االتـحـاد السـوفـيـتـي السابق‪ ،‬قـوات االنـتشـار السـريـع التـابـعة لالحتـاد اإلفـريقي حيث‬ ‫ً‬ ‫‪56‬‬ ‫مبلغا يقـدر بنحو ‪ 892‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ودول معاهدة وارسـو بـلـغ خالل األعـوام ‪2000‬م – ‪2013‬م أنفقـت‬ ‫نـسبـة ‪ 25%‬من إمجالي حجم الصادرات الروسـيـة‪ .‬ويف عدد‬ ‫ويف الوقت ذاته يـقـوم األمـريكـان بتـأسيس بنية‬ ‫من الدول اإلفـريـقـيـة تـفوق هـوالء املنـافـسون على روسيا‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثـال تضاعفت الصادرات إىل أنـجوال مبقدار ‪ 3‬حتتية عسكرية خاصـة بـهم يف إفـريـقيـا حيث يوجد‬ ‫‪53‬‬ ‫يف القارة حوالي ‪ 10‬قواعد عسكرية ونقاط متركز‬ ‫أمثال‪ ،‬ويف نيجرييا ازدادت بـنـحـو ‪ 10‬مليـون دوالر‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫مليون دوالر إلـى ‪ 700‬مليون دوالر (باألسـعـار احلـالية) إي‬ ‫ً‬ ‫تـقـريـبـا بنسبة ‪ .70%‬وبلغ نصيب هذه الدول من واردات‬ ‫األسـلحة إلفـريـقـيـا يف الفرتة ‪2012 - 2005‬م نسبة ‪65%‬‬ ‫أي بقيمـة ‪ 4,85‬مليون دوالر‪ .58‬أمـا حجم صـادرات الدول‬ ‫الغربية إىل دول مشـال إفـريـقـيـا (يف مقدمتهم تونس‬ ‫‪59‬‬ ‫واملغرب ومصر واجلزائـر وليـبيـا) فبلغ ‪ 9,8‬مليار دوالر‪.‬‬

‫للقـوات اخلاصة األمريكية‪ .‬ومن أكـبـر هذه القـواعد هى‬ ‫ً‬ ‫وأيضـا نـقـاط‬ ‫قـاعـدة ليمونيـه يف جـيـبوتي (ألفـان فـرد)‬ ‫تـمركز عسـكريـة يف بوركيـنـا فـاسـو وإثـيـوبيـا‬ ‫(معسكر جيـلبـر) وجـنـوب السـودان وكـيـنـيـا‬ ‫وغـيـرهـا‪ .‬وفـي إطـار بـرامج التـعـاون العـسـكري تـجـرى‬ ‫بـاستمـرار تـدريبـات مشتـركـة‪ .‬وجـرت أخـر التدريبات‬ ‫يف عـام ‪2014‬م يف نيجـيـريـا‪ ،‬واليت اشتـرك بـهـا ألف‬ ‫وفـي إطـار عمليـة «بـركـان» اليت أطلقـتـهـا فـرنسـا‬ ‫مقـاتـل من الواليات املتحدة األمـريكـيـة والدول األوروبية‬ ‫ً‬ ‫يف عـامي ‪2014-2015‬م‬ ‫(بدال من عملية سـيـرفال) يف‬ ‫ويصل جمموع الدول املشاركة إىل ‪ 18‬دولة من بينهم ‪8‬‬ ‫منطقة السـاحل اإلفـريـقـي تـم وفقـا لبيـانـات رمسـيـة‪،‬‬ ‫دول إفـريـقـيـة‪ .‬ويف نهاية عـام ‪2014‬م قـامت الواليات‬ ‫نـشـر ‪ 3‬أالف جـنـدي‪ ،‬و‪ 20‬مـروحـيـة‪ ،‬وطـائـرتـني نقـل‪،‬‬ ‫املتحدة األمريكية بتـجهـيز قـاعدة طـائـرات بدون طـيـار‬ ‫‪60‬‬ ‫و‪ 4‬طـائـرات بدون طـيـار‪.‬‬ ‫يف مشـال النيجر‪ .‬وتتمركز يف العاصمة نيـامـي قـاعدة‬ ‫للقوات اجلوية األمـريـكـيـة‪.‬‬ ‫ويف املعامالت اخلاصـة بتجارة األسـلحـة واملعدات‬ ‫العسكرية مع دول إفـريـقـيـا تـقـوم الدول الغربية‬ ‫وال تتعجل فـرنسـا يف تـنـفيذ خططها بشأن تقـليص‬ ‫عدد اجلنود بقـواعدها العسكرية يف السنغال وكوت بتـوريـد األسـلحة ذات التقنيـات العـاليـة واملعقدة‬ ‫ديفوار‪ ،‬وتشاد ومجهورية إفـريقـيـا الوسطى‪ ،‬وجـيـبوتي‪ .‬بشـكل أسـاسـي ألن صـادرات هذه األسـلحة يتوقف عليها‬ ‫ويستمر إىل اآلن تزويدهم باألسـلحة واملعدات العسكرية التـعاون طويـل اآلمـد‪ ،‬كما تـمـنحها مزايـا يف الصراع مع‬ ‫حيث يتزايد حجم املسئولية واملـهـام‪ .‬وشـاركت القوات منـافسيها الرئيسني وهما روسـيـا والصـيـن‪.‬‬ ‫الفرنسية يف العمليات العسكرية بتشـاد‪ ،‬وكوت‬ ‫ديفوار‪ ،‬ومـالي‪ ،‬ومجهورية إفـريـقـيـا الوسـطى‪ .‬ويف‬ ‫ديسمبـر عـام ‪2014‬م بدأت فـرنسـا فـي إنـشـاء قـاعـدة‬ ‫‪57‬‬ ‫جـديـدة يف النـيجـر (مـادامـا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما جيب‬ ‫أيضـا أن نشـيـر إىل تـوسـيـع التـعاون‬ ‫العسكري للدول اإلفـريـقـيـة مع أملانـيـا‪ ،‬وهولندا‬ ‫وإيـطـاليـا‪ ،‬والسـويد‪ ،‬فقد زاد يف الفرتة ما بني ‪ 2005‬إىل‬ ‫‪2012‬م حجم صـادرات األسـلحة واملعدات العسكرية‬ ‫من الدول الغربيـة (واليت تشمل إسـرائـيل وتـركـيـا‬ ‫وسويسـرا) ملنطقة جـنوب الصحراء الكربى من قيمـة ‪400‬‬

‫وفـي األعـوام ‪2005‬م ‪2012 -‬م احتـلت السويد املركز‬ ‫األول يف حجم صـادراتـهـا من الطائـرات احلربيـة و الطـائـرات‬ ‫بدون طـيـار لدول منطقـة جـنـوب الصحراء الكبـرى (‪1,8‬‬ ‫مليـار أو ‪ % 46,3‬من حجم الصـادرات العاملية لنوعية هذه‬ ‫األسـلحة إىل املنطقة) ;ومن حيث صـادرات السـفـن احلـربيـة‬ ‫كانت أملـانيـا هى األوىل (‪ 0,9‬مليـار دوالر – ‪ ;)60.3%‬ومن‬ ‫حيـث صـادرات املـروحـيـات فقد احتلت إيـطـاليـا املرتبة‬ ‫األولـى (‪ 374‬مليون دوالر – ‪ .)35,9%‬أمـا روسـيـا فكـانت‬ ‫األولـى فـي صـادرات املـدرعـات والدبـابـات (انـظـر جدول‬ ‫‪61‬‬ ‫رقم ‪.)9‬‬

‫جـدول رقـم ‪9‬‬ ‫ً‬ ‫وفقـا لنوعيـات معـينـة‬ ‫حجـم الصـادرات الفـعـليـة من األسلحـة واملـعـدات العسكرية إىل دول جنوب الصحراء الكربي‬ ‫من األسـلحـة‪ ،‬وتصنيـف الدول املصـدرة (بامليلون دوالر‪ ،‬وباألسـعار احلالية)‬

‫نـوعية األسـلحـة‬

‫الطـائرات احلـربيـة‬ ‫والطائرات بدون‬ ‫طيـار‬

‫إمجـالي حجم‬ ‫الوردات‬

‫‪3884‬‬ ‫(‪ 51%‬من إمجـالي‬ ‫الصـادرات)‬

‫تـصـنـيـف الـدول املـصـدرة‬ ‫املركـز األول‬

‫املـركز الـثـاني‬

‫املـركـز‬ ‫الـثـالـث‬

‫السـويد‬

‫الصـيـن‬

‫بـريـطانيـا‬

‫‪)46,3%( 1800‬‬

‫‪)17,36%( 672,4‬‬

‫‪)9,32%( 362‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪59‬‬


‫السفـن احلـربيـة‬

‫‪)19,4%( 1470‬‬

‫املـروحـيـات‬

‫‪)13,8%( 1041‬‬

‫العـربـات املدرعـة‬

‫‪ 9,9%( 752‬من‬ ‫إمجالي الصادرات)‬

‫أنـواع آخرى من‬ ‫األسلحـة‬

‫‪)3,05%( 230,5‬‬

‫أملـانـيـا‬

‫إسـرائـيـل‬

‫أوكـرانـيـا‬

‫‪)60,3%( 887,9‬‬

‫‪)8,2%( 121‬‬

‫‪)7,5%( 110‬‬

‫إيـطـاليـا‬

‫روسيـا‬

‫الـصـيـن‬

‫‪)35,9%( 374‬‬

‫‪)19,85%( 206,6‬‬

‫‪)12,5%( 130‬‬

‫روسـيـا‬

‫أوكـرانـيـا‬

‫الصـيـن‬

‫‪)32,4%( 243,6‬‬

‫‪)26,1%( 195,8‬‬

‫‪)14%( 105‬‬

‫فـرنـســا‬ ‫من بيـنـهـا أسلحة‬ ‫املدفعية والصواريخ‬

‫وسـائل الدفـاع‬ ‫اجلـوي‬

‫‪)1,8%( 135‬‬

‫‪)0,65%( 49,5‬‬

‫‪)28,1%( 38‬‬

‫أوكـرانـيـا‬

‫إسـرائـيـل‬

‫‪)26,1%( 35,3‬‬

‫‪)23,7%( 32‬‬

‫أوكـرانـيـا‬

‫بـريـطـانـيـا‬

‫‪)61,6%( 30,5‬‬

‫‪)38,4%( 19‬‬

‫املـصـدر‪ :‬مـجـلـة «تـجارة األسـلحـة الـدولـيـة»‪2012 .‬م‪ ،‬عـدد ‪.9‬‬ ‫تـتـمـيـز السـيـاسـة اإلفـريـقـيـة لدول الـغـرب يف‬ ‫السنوات األخـيـرة بزيـادة أوجـه النشاط العسـكري‪.‬‬ ‫وحتت سـتار النضـال ضد االستبداد وتعزيز الدميقراطيـة‬ ‫شـاركت هذه الدول يف عمـليـات عسكرية يف القـارة‪.‬‬ ‫ويتم تنفيذ بـرامج مكثـفـة لتـدريـب‪ ،‬وإعـادة تـأهـيـل‬ ‫الكـوادر العسكرية‪ ،‬وتطـبـيق معـايـيـر حـلف النـاتو‬ ‫يف التدريب العسكري‪ ،‬وكذلك يف تشييـد املـواقـع‬ ‫العسـكرية بشـكل كـامل‪ ،‬كمـا يـتم تـوسـيـع‬ ‫البنـيـة التـحـتـيـة العسكرية التنظيمية والتقنيـة‪.‬‬ ‫ومـع زيـادة نشـاط اجلـمـاعـات اإلسـالمـيـة‬ ‫املـتـطـرفـة‪ ،‬وعلى رأسـهـا التنـظـيـم اإلرهـابـي «الدولـة‬ ‫اإلسـالمـيـة» يتضـاعـف التهـديـد بإعـادة تشـكـيـل‬ ‫األوضـاع يف الشـرق األوسـط يف اتـجاه معـادي للـغـرب‪،‬‬ ‫ويف ظـل هذه الـظروف تصـبح زيـادة الوجـود العسـكـري‬ ‫أداة هـامـة للتـأثـيـرعلى جمريـات األحـداث‪ ،‬وكـبـح‬ ‫التـغـريات الوشـيكـة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رحبـا أكـثـر؟‬ ‫ملـاذا التـعـاون مـع روسـيـا يـدر‬ ‫تتميز األسـلحـة الـروسـيـة يف الـقـارة اإلفـريـقـيـة‬

‫‪60‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫مبـيزة جـوهـريـة ترتكـز علي الـعالقـة بيـن «السـعـر‬ ‫واجلـودة»‪ .‬ويف هذا الصدد يشـيـر إ‪ .‬ليـخـيـل إلـى أن‬ ‫إمـكـانـات صنـاعـة الدفـاع الـروسـيـة تعتمد «‪ ...‬ليس‬ ‫فحسب عـلى إنـجـازاتـهـا اإلنتـاجـيـة والتـقـنـيـة‪ ،‬بـل‬ ‫إن األهـم هو العـروض الـروسـيـة اليت تقـوم على أسـاس‬ ‫العـالقـة بني السـعـر واجلـودة‪ ،‬كـمـا أنـهـا تتواءم مـع‬ ‫االحـتـيـاجـات العـسكـريـة‪ ،‬واملـالءة املـاليـة للعـمالء‬ ‫‪62‬‬ ‫األفـارقـة»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أهميـة هذه املـزايـا فال يـنـبـغـي أن‬ ‫نبـالـغ يف اإلشـادة بـهـا حيث تـوجـد اآلن جبانب ذلك عـوامـل‬ ‫أخـري ال تقل أهمية تضـمن نـجـاح تـجـارة األسـلحـة‪ ،‬على‬ ‫رأسـهـا خـدمـة مـا بـعد البـيـع‪.‬‬ ‫تـبـلغ دورة حيـاة أنـظـمـة التسلح احلديثة حنو ‪- 20‬‬ ‫ً‬ ‫‪30‬‬ ‫عـاما‪ .‬ووجود نظام خلدمة مـا بعد البيـع يضـمن القدرة‬ ‫القـتـاليـة والفـعالية للـسالح طوال فتـرة حيـاته بأكـملها‬ ‫يـكون يف غـايـة األهمـيـة‪ .‬وقد عملت الواليات‬ ‫املتحدة على توفري ذلك منذ سبعينـات القرن املـاضـي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومتضي روسـيـا‬ ‫أيضـا خبطـى يف هذا الطريق‪ ،‬حيث‬ ‫مت على أرض مجهورية جنوب إفـريقيا يف عـام ‪2013‬م‬


‫تشغيـل مركز خـدمة املروحـيـات‪ ،‬واليت تشرف عليه كال من اجلزائـر ومصـر ومجهوريـة جنوب إفـريـقـيـا قـاعـدة‬ ‫من الشـركـة القابضة «املروحيات الروسية»‪ ،‬وشركة كـبيـرة للصنـاعـات احلـربيـة‪.‬‬ ‫«ديـنيـل» اجلنوب إفـريقـيـة‪ .‬كما تـجرى مـفـاوضـات‬ ‫ويـوجد يف مجهورية جنوب إفـريـقـيـا ‪ 700‬شـركة‬ ‫حول إنشـاء مـراكز مماثلة خلدمة الطـائـرات‪ ،‬والدبابات‪،‬‬ ‫للصنـاعـات احلربيـة يـعمل بـها ‪ 13,7‬ألف عـامل وخـبيـر‪.‬‬ ‫واملدرعـات‪.‬‬ ‫وتقوم باإلشـراف على كربى املصـانـع هناك شـركة‬ ‫ً‬ ‫وتـحـلق يف أجـواء دول القـارة حـاليـا مايقـرب من «ديـنـيـل»‪ ،‬ونسبة ‪ 20%‬من رأس ماهلـا تـملكـهـا شـركة‬ ‫ً‬ ‫‪ 770‬مروحـيـة‪ ،‬كـمـا تـوجـد أالف من خمتلف الدبـابـات ‪ BAE Systems‬الربيـطـانـيـة‪.64‬‬ ‫ووفقـا للـتـقـايـر التـي‬ ‫واملدرعات‪ ،‬ومئـات الطـائـرات القـتـاليـة روسـيـة الصنـع‪ .‬تـقـدمـهـا حكومة مجهورية جنوب إفـريـقـيا ملنظمة األمـم‬ ‫ويف بـدايـة تسعينـات القـرن املـاضـي بـلغ نصيب املعدات املـتـحـدة‪ ،‬فـإنه يـتم توريد األسـلحة اجلـنوب إفـريـقـيـة‬ ‫‪65‬‬ ‫العسكرية واألسـلحة السـوفيتيـة يف جيوش الدول إلـى ‪ 50‬دولة بإمجـالي مبـلغ يـصـل إلـى ‪ 1‬مليار دوالر‬ ‫اإلفـريقـيـة‪ :‬ما يصل إىل ‪ 70%‬من الدبـابات‪ ،‬و‪ 40%‬من حيث قـامت مجهورية جنوب إفـريـقـيا خالل األعـوام ‪2005‬م‬ ‫‪63‬‬ ‫الطـائـرات‪ ،‬و‪ % 35‬من املروحيـات‪.‬‬ ‫ ‪2012‬م بتـوريـد أسلحة إىل دول جنوب الصحراء الكربى‬‫بقيمـة ‪ 111‬مليـون دوالر‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫وظـهرت يف اجلزائـر ومـصـر وإثـيـوبيـا ‪ 5‬شـركـات‬ ‫صـيـانـة‪ ،‬ومن املخطط إنشـاء ‪ 3‬شـركات أخرين لصـيـانـة‬ ‫ً‬ ‫الطائـرات مـيـج ‪ ،21 -‬ومـيـج ‪ ،23 -‬وسـو ‪،22 -‬‬ ‫وأيـضـا‬ ‫خلدمة املـروحـيـات‪ .‬وحصلت كال من شركة الطريان‬ ‫القابضة «سوخوي» وعدد أخر من الشركات على حق القيـام‬ ‫خبدمـة مـا بعد البيـع‪ .‬وأهم اجتاه حنو زيـادة حجم التعاون‬ ‫العسكري التقين مع دول إفـريـقـيـا على املدى القريب هو‬ ‫حتديث املعدات العسكرية اليت مت سـبق توريدها‪ ،‬وحتى‬ ‫وقت قـريـب كانت هذه الشرحيـة من قـطـاع األعـمـال‬ ‫الروسي ال حتظى بقدر كايف من االهتـمـام‪ ،‬ولكنها يف‬ ‫املقابل حتـظـى باهتمـام مـتـزايـد من قـبـل الشـركـاء‬ ‫األفـارقـة طـاملـا أنها تؤدي إىل حتـقيـق منـو يف القـوة‬ ‫العـسـكريـة بنفقـات أقـل تكلفـة ‪ .‬وبالتالي تتوفـر‬ ‫تقـوم املصـانع احلربيـة باجلـزائـر بإنـتـاج اللنـشـات‬ ‫ظروف مواتيـة للجانب الروسي يف شغل مراكز متقدمة يف‬ ‫والسفن اخلفيفة ووبعض طرازات ناقالت اجلنود املدرعة‪،‬‬ ‫األسـواق اإلفـريقـيـة‪ ،‬وخـلق أشـكـال جديـدة للتـعـاون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما تعمل على صيانة املعدات العسكرية‪ .‬وتـقـوم‬ ‫كال‬ ‫ويف األعـوام ‪2013 - 2011‬م أجـرت شـركة « روس أوبورون من روسـيـا واجلزائـر بتنفيذ مشروعات إنشاء شركات‬ ‫ً‬ ‫إكسبورت» مفـاوضـات مـع اجلـزائـر ومصـر وإثـيـوبيـا مشرتكة إلنتـاج األسـلحـة واملعدات العسكرية‪،‬‬ ‫وأيـضـا‬ ‫ودول أخـرى حول صـيانـة وتـحديـث منظومـة الصـواريخ إقـامـة مـركـز خدمـة مـا بـعد الضـمان للغـواصـات‬ ‫املضـادة للطـائـرات «بيتشورا»‪ ،‬وكذلك منظومات روسيـة الصـنـع‪ .‬ومن املخطط إقـامـة شـركـات إلنـتـاج‬ ‫الصواريخ إس ‪ ،125 -‬و إر إل إس ‪ ،12 -‬و بـي ‪ ،18 -‬والدبـابـات الذخـائـر وقذائـف اهلـاون واألسـلحـة اخلـفـيـفـة يف أنـجوال‬ ‫تـي ‪ ،55 -‬تـي ‪ ،62 -‬تـي ‪ ،72 -‬و بـي تـي إر ‪ ،60 -‬واملدافع وإثـيـوبيـا‪.‬‬ ‫ذاتيـة احلركة «أكـاتسـيـا» و«القرنـفـل» وغـريهـا‪.‬‬ ‫منـاذج لصـفـقـات نـاجـحـة‬ ‫ومع نـمـو القـدرات الصـنـاعيـة والبشـريـة للدول‬ ‫اإلفـريـقـيـة ودعم املؤسسات االئـتـمانـيـة اليت تقوم‬ ‫يـرجـع أهـم عـامل يف توسـيع جماالت التعاون‬ ‫بتموليـها تتـوفـر إمـكـانـات لإلنـتـاج املشرتك من املعدات‬ ‫العسكري التقين مع إفريقيا إىل إدخـال طرق مبتـكرة‬ ‫العسكرية‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذه اإلمكـانـات قـليـلة‪،‬‬ ‫لعمليات التسوية املـاليـة‪ ،‬إال أنه يف الواقـع تسـود إىل اآلن‬ ‫ولكنها سـرعـان مـا تتزايد‪.‬‬ ‫الطرق التقـليديـة‪ .‬وأمـا بالنسبة إىل السياسـات واألدوات‬ ‫ويـتـم يف الوقـت احلـالي إنـتـاج األسـلحـة والذخـائـر االئـتمـانيـة والتسـويقـيـة فقد مت جتديدهم يف اآلونـة‬ ‫يف مجـهوريـة جنوب إفـريـقـيـا وزميـبـابـوي ونـيـجرييـا األخـيـرة حيث جتـاوزوا نطاق النـظام احملاسيب التقليدي ومت‬ ‫وأوغـنـدا وكـيـنـيـا وتـنـزايـا‪ ،‬كمـا متتـلك كال استحداث صـور للتسويات املالية املتبادلة من خالل وسـطـاء‬

‫ً‬ ‫تقدمـا‬ ‫وأكـرب جممع للصنـاعات احلربية وأكثـرهـا‬ ‫يف القـارة اإلفـريـقـية متـتـلكـه مـصـر‪ ،‬حيث يـعمـل‬ ‫يف املصـانع احلـربيـة أكثـر من ‪ 80‬ألف عـامل‪ .‬وأنشئـت‬ ‫معـظم شركات اإلنتـاج احلـربي مبشـاركة الشركات‬ ‫الغـربية‪ .‬وتـليب الصناعات احلربية املصرية إىل حد كبيـر‬ ‫احتياجـات القـوات املسلحة الـوطنـيـة من شتى أنـواع‬ ‫ً‬ ‫الصواريخ والطائرات واملدرعـات‬ ‫وأيـضا من أجهزة الدفـاع‬ ‫اجلوي وأسـلحـة املدفعية واملشـاه والذخـائـر‪ ،‬كما تـعمل‬ ‫على توفـيـر نسبـة ‪ 90%‬من احـتـيـاجـات اجليش من أجهزة‬ ‫ً‬ ‫االتـصـاالت‪ ،‬ويتـم‬ ‫أيـضـا إنـتـاج أنظمة الردارات وأجهزة‬ ‫‪67‬‬ ‫احلـرب اإللكـتـرونـيـة‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪61‬‬


‫متعددين وإنشـاء احتادات جاذبة لشركات األعـمال‬ ‫الوطنيـة واألجنبيـة للمساهمة يف املشروعات الضخمة‪.‬‬ ‫ويف خطـابـه الذي ألقـاه يف أبـريل عام ‪2014‬م يف‬ ‫اجلـلسـة اليت عقدتها جلنـة التعاون العسكري التقين‬ ‫مع الدول األجنبية دعـا فالديـمـيـر بـوتـيـن الشركات‬ ‫الروسيـة بهدف التنفيذ الفـعـال لربامج ترويج األسـلحـة‬ ‫واملعدات العسكرية يف األسـواق اخلـارجـيـة ‪ ...‬إىل التدريب‬ ‫على استـخدام األدوات املـاليـة والتـسـويـقـيـة احلديـثـة‬ ‫اليت تشمل‪:‬‬ ‫ •القـروض احلكـوميـة والتجـاريـة للشـركـاء‬ ‫القدامـي واملوثوق بـهم‪.‬‬ ‫ • التوريدات مقـابـل سـداد الدين اخلـارجـي‪.‬‬ ‫ •التصدير على أسـاس خمتلف مـعـامالت‬ ‫‪68‬‬ ‫التـعـويض»‪.‬‬

‫سـتجـين مكـاسـب هـائـلة ُقدرت بنحـو ‪ 4,5‬مليـار دوالر‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫من الصعب إجـراء مـعـامالت تـعويض‪ 70‬اليت تعترب صـورة‬ ‫من صـور صفقات التـعويضات عند شـراء منتجات مستوردة‬ ‫تقتضـي وضـع شـروط مـقـابـلة بشأن استثمـار جزء من‬ ‫قيمة العقد يف اقتصـاد البلد املستورد‪ .‬ويـلزم عـلى البـائـع‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا إعـادة استـثـمـار جـزء من أربـاح بيـع األسـلحـة يف‬ ‫اقتـصـاد الدولة املستوردة‪.‬‬ ‫تـتـراوح قيمة حـزمـة التعويضات ما بني ‪ 30%‬من قيـمة‬ ‫عـقـد االسـتيـراد األسـاسـي بالنسبة للمنتجات املدنيـة‪،‬‬ ‫و‪ 100%‬عند شـراء معدات عـسـكـريـة وطـائـرات‪.‬‬ ‫تستغـل الدول النامية هذه القـنـوات بفـعـاليـة بغيـة‬ ‫احلصـول عـلى موارد تقنـيـة وتكـنـولـوجـيـة إضـافـيـة‬ ‫لتنميـة اقـتـصـادهـا‪ .‬واليـوم تعترب حـزمـة التـعويـضات‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫شـرطـا‬ ‫أسـاسـيـا لعقـد أيـة صفقـة أسـلحـة ضخـمـة‬ ‫(بقيمة أكثـر من ‪ 10‬مليون دوالر) مع الدول اإلفـريـقـيـة‪.‬‬ ‫كمـا أنهـا تطـرح مع العقد األسـاسـي يف املنـاقـصـات‪ .‬ويف‬ ‫بعض األحـيـان يلـعب حجم هذه الصفقات ومضمونـهـا ً‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫حـامسـا يف حتديد الفـائـز باملناقصة‪.‬‬

‫ومنذ بضع سـنـوات استأنـف الشـركاء الروس منـح‬ ‫القـروض التجـاريـة‪ .‬وبصفة خاصـة قـام بنـك التجـارة‬ ‫اخلـارجـيـة مبـنح أوغـنـدا قـروض شـراء أسلحـة‪ .‬كما أن‬ ‫تـوقـيـع بـرنـامج تـعاون عسكري تقين مدته ثالث سـنـوات‬ ‫مع أجنـوال يف أكتوبر عام ‪2013‬م صاحـبـه تقديـم بنك‬ ‫متتلك شـركة «روس أوبورون إكسبورت» خبـرة‬ ‫التجارة اخلارجيـة لقـرض جتاري بقيمة ‪ 3‬مليار دوالر‪ .‬كما‬ ‫معـيـنـة يف معـامالت التـعويض‪ ،‬ففـي الفـتـرة مابيـن‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا إدخـال نظم حديثـة يف اقتصـاد السـوق‪ ،‬ولذا‬ ‫مت‬ ‫‪2005‬م – ‪2010‬م قامت الشركة بتنفيذ عقديـن دفـاع مع‬ ‫أصـبح حيظى بأفـاق واعـدة التعاون املتبادل بني مصدري‬ ‫األسلحة واملعدات العسكرية الروس‪ ،‬والشركات الروسـيـة اهلند على أسـاس هذه الشـروط (تضمنـا حتديث مقاتالت‬ ‫العاملة يف الدول اإلفـريقية السيما يف جمـال استغالل املوارد ميج ‪ 29 -‬اخلاصة بالقوات اجلوية اهلندية وبيـع ‪ 20‬مروحية‬ ‫نقل عسكرية)‪ ،‬وبلغ قـيـمة كال العقدين األسـاسـني‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ 88,1‬مليار روبيـة‪ ،‬أما معامالت التعويض فبلغت ‪30,7‬‬ ‫‪71‬‬ ‫وهناك حماولة مثرية لالهتـمام يف هذا الصدد اختذتها مليار روبيـة‪.‬‬ ‫دولة مـالـي‪ ،‬حيث عرضت السلطات املـاليـة على روسيـا‬ ‫وتلعب معامالت التعويض أكثـر من دور‪ ،‬ففي بعد‬ ‫اختيـار أربـعة حقـوق امتيـاز للتنقـيب‪ ،‬واستـخـراج الذهـب‬ ‫كطريقة سـداد ملشتـريـاتهـا من األسـلحة الروسيـة‪ .‬كما األحيـان تـكون غـطاء لعمليات فـسـاد خمتلفة‪ ،‬ولكنهـا‬ ‫ً‬ ‫تـم أيـضـا طـرح فكـرة إنـشـاء شـركة وسـاطـة مـاليـة بالنسبة للدول اإلفـريـقـيـة تـعـترب جزء ال يتجزأ من تـجارة‬ ‫مشـتـركـة بني روسـيـا ومـالي‪ ،‬واليت إليـهـا كانت ستقوم السالح‪ ،‬وأداة فـعـالة لرتويج املنتجات العسكرية يف‬ ‫حكومة مـالي بـتحـويل نسبـة معيـنـة من عـائـدات أسـواق هذه القـارة‪.‬‬ ‫أسـهـمهـا يف رأس مـال شـركات استخـراج الذهـب لسداد‬ ‫تتميز جتـارة السالح خباصـيـة هـامة وهى أنها مسيسـة‬ ‫مشـتـريـاتهـا من األسلحـة واملعدات العسكرية‪ .‬وتعد هذه‬ ‫إىل حد كبيـر‪ ،‬وهذا يتجلى بدوره يف أن القـررات سواءاً‬ ‫احملاوالت آلـيـة مرنـة ومـربـحـة لعمليات التـسـويـة املـاليـة‪،‬‬ ‫ولكنها ال زالت ال حتظـى بانتشـار واسـع يف املمـارسـات أكـانـت ذات أهـمـيـة بالغـة أو ضـئيلـة يف هذا اجملـال يتم‬ ‫التجـاريـة الروسـيـة‪.‬‬ ‫اختاذها مبشاركة القيادات العليا للدولة‪ .‬كما أن احللول‬ ‫اجلذريـة لقضـايـا التعاون العسكري التقين مع اجلزائـر‪،‬‬ ‫إن تـوقيع حزمة من االتفـاقـيـات بشـأن توريدات األسـلحة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حـامسـا يف حتقـيـق جنـاحات غري مسبوقـة وليـبيـا مت التوصـل إليهـا يف املباحـثـات الشخصية للرئيـس‬ ‫دورا‬ ‫لعب‬ ‫يف التعاون العسكري التقين مع اجلزائـر وليـبيـا (قـبـل فالدميري بـوتـيـن مع نظريه اجلزائـري بوتفليقـه‪ ،‬والقـائد‬ ‫اإلطـاحة مبعمر القذايف)‪ .‬غيـر أن اتفـاقـيـة ليـبيـا مل تنفـذ الليـبـي مـعمـر القذايف‪ ،‬واليت أثـمـرت عـن اتـفاقـيات حول‬ ‫بسبب عـدوان حلف النـاتو‪ ،‬وكانت الشـركات الروسـيـة “مقـايـضـة ديون شراء األسلحة واملعدات العسكرية”‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫ترتـبـط امليزة األخري هلذا التعاون بوجود جزء كبري‬ ‫من املركبات واألجـهزة ثنائـيـة االستـخدام ضمن املنتجات‬ ‫العسكرية مثل‪ :‬وسـائل النـقـل‪ ،‬واملعدات اهلندسية‬ ‫اخلاصـة ببناء الطرق‪ ،‬ووسـائـل االتصـال وغـيـرهـا‪.‬‬

‫اجليوسـيـاسيـة‪ ،‬وكل بـلد تواجهه جمموعة معينة‬ ‫من التهديدات العسكريـة والتحديـات املتعلقـة‬ ‫باإلرهـاب واالنفصـال واجلرميـة وتسـلل احلدود‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك يتـطلب استخدام شتى إسرتاتيجـيـات السياسة‬ ‫والتكتيك العسكري لتـفـاديـهـا‪ .‬ونظرا لذلك فمن‬ ‫الضـروري صـيـاغـة عروض مناسبـة وجذابـة لصادرات‬ ‫املنتجات العسكريـة من حيث املسميـات واملواصـفـات‬ ‫التكتيـكيـة والفـنـيـة‪.‬‬

‫متتلك روسـيـا خبـرة كـبيـرة يف التعـاون العسكري‬ ‫التـقـين مع الدول الغربية بوجه عـام‪ ،‬ومع الدول اإلفـريـقـية‬ ‫بشكل خاص حيث تقـوم بإنـتـاج كافـة أنـواع األسـلحـة‬ ‫واملعدات العسكرية مبقـاييـس عـامليـة‪ ،‬كمـا حتظى‬ ‫جبميع فـرص تنمـيـة الشـراكة مع الدول اإلفـريقـيـة يف‬ ‫هذا اجملـال‪ ،‬ولكي تصبح هذه الفـرص يف شكل عـقـود‬ ‫فعليـة يتطلب ذلك بذل جهود غريعـادية للتكيـف مع‬ ‫طبيعة الدول اإلفـريـقـيـة وتكثيف نشـاط التجـارة يف‬ ‫اجملال العسكري التقنـي‪.‬‬

‫عسكري تقين مع دول إفـريـقـيا االستوائـيـة ملدة ‪3-5‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نـظـامـا‪ ،‬ويف مقدمتها الدول ذات‬ ‫طـابـعا أكـثـر‬ ‫سنوات‬ ‫األسـواق الكبرية واملالءة مـاليـة إىل حد مـا‪ ،‬وتشمـل الدول‬ ‫ً‬ ‫وأيـضـا الدول الغنيـة بـمناجم‬ ‫املستـخـرجة للنـفط والـغـاز‪،‬‬ ‫املعادن امللونـة‪ .‬وبناءأ على ذلك يعتـرب شـركـاء املستـقـبل‬ ‫من الدول األتـيـة‪:‬‬

‫ولكن اليزال يغـيب عن أذهـان اجلميـع دور املستشفيـات‬ ‫العسكرية والكليـات الفـنـيـة العسـكريـة واملدراس‬ ‫العسكرية وورش الصـيـانة امليـكانيـكيـة‪ ،‬ونظم‬ ‫االتصـاالت (ليست الفضائية فحسب)‪ .‬فاستخدام هذه األدوات‬ ‫ً‬ ‫يف تطوير التعاون العسكري التقين له األثـر البالغ يف خلق‬ ‫تشـمل وسـائل الدفـاع األكـثـر طـلبـا اليـوم (خاصة‬ ‫مزايا تنافسية‪.‬‬ ‫بعد عدوان حلف النـاتـو علي لـيـبـيـا) يف إفـريـقيـا‬ ‫االسـتوائـيـة مـايـلي‪ :‬املروحيـات احلربيـة‪ ،‬ومروحيـات‬ ‫العمل يف ظروف جديدة‬ ‫النـقـل‪ ،‬وطـائـرات النقـل العسكري متوسـطـة املـدى‪،‬‬ ‫وطـائـرات بدون طـيـار‪ ،‬والعربـات املـدرعـة‪ ،‬والنـاقالت‬ ‫يكـون بـطــرق جـديــدة‬ ‫املدرعـة‪ ،‬والدبـابات اخلـفـيفة واملتـوسـطـة‪ ،‬والسـفـن‬ ‫تتجلي بالتـالي حقيقة أن إفـريقـيـا أصـبحـت متـعـامل احلـربيـة حلـمايـة احلدود البحـريـة ومنع القـرصـنـة‪،‬‬ ‫ذو ثـقـل يف السوق العاملي لألسلحة واملعدات العسكرية‪ ،‬كمـا يـزداد الطـلب على وسـائـل مراقـبـة احلـدود‪،‬‬ ‫حـيـث تسـتـحوذ دول القـارة على نسبة تصـل إىل ‪ 10%‬من وأجهزة التجـسس التقين‪ ،‬ومعدات مـراكز التدريب‪،‬‬ ‫إمجـالي الصادرات العاملية لألسـلحة‪ .‬وإذا بلغت التوريدات وميـاديـن الرمـايـة العسـكريـة‪ ،‬وكذلك خدمات التدريب‬ ‫العسكرية للدول اإلفـريـقـيـة خالل األعـوام ‪ - 1990‬العسكري ‪.‬‬ ‫‪1999‬م حنـو ‪ 6,4‬مليـار دوالر‪ ،‬فإنـهـا بـلغـت خالل األعـوام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا زيـادة مشـاركة أفـراد‬ ‫ضروريـا‬ ‫ويعتـرب أمـرا‬ ‫‪2013 - 2000‬م ما يقـرب من ‪ 20‬مليار دوالر‪ .72‬وطبقـا ملعدالت‬ ‫من اجليش الروسـي يف عمليات حفظ السالم يف القـارة‬ ‫نـمو النفقـات العسكرية (‪ )% 5,9‬فقد صعدت القـارة إىل‬ ‫ً‬ ‫طبقـا لـقـرار مـجـلس األمن التـابـع لألمـم‬ ‫املركز األول يف العـامل‪ .‬ومنذ عـام ‪ 2005‬حتى عـام ‪2014‬م اإلفـريـقـيـة‬ ‫زادت نفـقـات الدول اإلفـريـقـيـة بنـسبـة ‪ ، 91%‬ويف عـام املتحدة‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪ 2014‬بلغـت ‪ 50,2‬مليـار دوالر‪.‬‬ ‫ومن املمكن أن يضـفـي التـحـول إلـى برامج تـعاون‬

‫يـتم اآلن استـعـراض عدد من التـوجـهـات اجلديدة‬ ‫لزيـادة فعالية التـعـاون العسكري التقـنـي مع الشركاء‬ ‫األفـارقـة حيث يدور احلديث ً‬ ‫أوال عن صيـاغـة إستـراتـيـجـيـة‬ ‫حديـثـة للتعاون العسكري التقـنـي ترتكـز علي قـاعدة‬ ‫أحبـاث تسـويـقـيـة شـاملة مع مـراعـاة مصاحل السياسة‬ ‫اخلارجية واالقتصادية لروسيـا‪.‬‬ ‫وتتمـيـز الدول اإلفـريـقـيـة مبسـاحة أراضيـهـا وتعداد‬ ‫ً‬ ‫سـكانـهـا ومالءتـهـا املـاليـة‪،‬‬ ‫وأيـضـا بإمـكانـاتـها‬

‫ •يف منطقـة مشـال شـرق إفـريـقـيـا‪:‬إثـيـوبيـا‪،‬‬ ‫السودان وجيبـوتـي‬ ‫ •يف منـطقـة شـرق إفـريـقـيـا‪ :‬كـيـنـيـا‪ ،‬وتـنـزايـا‪،‬‬ ‫وأوغـنـدا‬ ‫ •فـي غـرب إفـريـقـيـا‪ :‬نيـجـيـريـا‪ ،‬وكـوت‬ ‫ديـفـوار‪ ،‬وغـانـا‪ ،‬و السنـغـال‪ ،‬ومـالي‪ ،‬ومـوريـتـانيـا‬ ‫ •فـي جـنـوب غـرب إفـريـقـيـا‪ :‬أنـجوال‪ ،‬ونـامـبيـا‪،‬‬ ‫وبوتسـوانـا‬ ‫ •فـي جنـوب وجـنـوب شـرق إفـريـقـيـا‪ :‬مجـهـوريـة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪63‬‬


‫جـنـوب إفـريـقـيـا‪ ،‬و موزمبيـق‪ ،‬وزميـبـابوي‪ .‬مشكالت جتارة السالح هى مـشـكلة تـحـديـد «صور‬ ‫التسوية املالية»‪ ،‬واليت جيـب أن تكون مقبولة ومرحبـة‬ ‫ •فـي إفـريـقـيـا الوسـطـى‪ :‬مجـهوريـة الكـونـغـو‬ ‫للطـرفيـن ‪ ،‬وذلك طبقـا لشـروط التعـاقـد‪.‬‬ ‫االسـتوائـيـة‪،‬‬ ‫وغـيـنيـا‬ ‫الديـمقـراطـية‪،‬‬ ‫جبـانب ذلك‪ ،‬ينبغي أن نبحـث عن حـل لذلك عن طـريـق‬ ‫والكـاميـرون‪ ،‬ومجهورية الكونـغـو‪.‬‬ ‫إقـامـة احتـادات ائـتـمانيـة بدعم من الشركات احلكوميـة‬ ‫ً‬ ‫ومت بالفـعـل مع بعض الدول املـذكـورة‬ ‫آنفـا بنـاء‬ ‫واخلاصـة‪ ،‬وبصورة حتقق املواءمـة بني مصاحل البـائـع‬ ‫قـنـوات تـعاون منـظمـة‪.‬‬ ‫ومصـاحل الشركات الروسيـة العـاملة يف بـلد املشــرتي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيـضـا إقـامـة عالقـات شـراكـة جـيـدة بيـن‬ ‫كمـا مت التأكـيد عـلى الدور اهلـام الذي تـلعـبـه كما من املهم‬ ‫االتـصـاالت العسكرية التقنـيـة مع االتـحـاد اإلفـريـقـي‪ ،‬اجملـموعـات املـاليـة والصنـاعية الروسيـة واألجنـبيـة اليت‬ ‫وكذلك مع االحتادات شـبـه اإلقـليمـيـة واليت من خالهلـا متـتـلك أصـول يف الدول اإلفـريـقـيـة‪ ،‬وكذلك التوسع يف‬ ‫يـقوم االحتـاد اإلفـريـقـي بتنـفيذ إستـراتيـجيـة دعم األمن اختـاذ آلـيـات الدعم االئـتمـاني من الدولة وغـريهـا من صـور‬ ‫ومكافحـة اإلرهـاب‪ ،‬ومن هـذا املنـظـور حتـظى بـاهتـمـام الدعم األخـرى ملصـدري املنتجـات العسـكريـة‪.‬‬ ‫بـالغ كال من اجملمـوعة االقتصادية لدول غـرب إفـريقيا‬ ‫تعترب أهـم وسـيـلة فـعـالة لتحفيـز صادرات األسلحة‬ ‫(إيـكواس)‪ ،‬واجملموعـة اإلمنـائـيـة للجـنـوب اإلفـريـقـي‬ ‫واملنتجات العسكريـة‪ ،‬وكذلك حلـل مشكلة املخالصات‬ ‫(سـادك)‪.‬‬ ‫املـاليـة هى تطبيق مـا يـسمي مبعاملة التـعويض‪ .‬ومتتلك‬ ‫وحتركت هذه االحتـادات بالفعـل حنـو إنشـاء نـظـام‬ ‫شـركـة «روس أوبورون إكسبورت» خـربة معينـة يف هـذا‬ ‫شـبه إقـليمـي لألمن وتـشكـيـل قـوات انتـشـار سـريـع‪،‬‬ ‫املـجـال‪ .‬غري أن هذه املمـارسـة جتري يف نـطاق حمدود مع‬ ‫فهم لديهم قـدرة كـبيـرة على املشـاركـة يف عمليات‬ ‫الدول اإلفـريـقـيـة‪ ،‬كما أن اإلمـكانات املتاحة لذلك ال‬ ‫حـفـظ السالم يف إطـار مهـام حـفـظ السالم يف القـارة‬ ‫ُتستغـل على الوجـه األكـمـل‪.‬‬ ‫اإلفـريـقـيـة‪ .‬كـمـا تـحـتـاج جممـوعـتا «إيـكواس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسـادك» بشـدة إىل تـزويد الوحدات العسكريـة‬ ‫أيـضـا املـضـي‬ ‫ومن املـمـكن‬ ‫قـدمـا خبـطـى أكثـر‬ ‫باألسـلحـة والتقنيـات‪ ،‬ووسـائل انتقـاهلـم إىل مسرح جـراءة نـحو إقـامة مـصـانـع مشـرتكة مع الشـركاء‬ ‫ً‬ ‫العـمليـات‪ ،‬وأيضـا إىل الدعـم املادي واللوجسـيت‪ .‬وفـي األفـارقـة‪ ،‬سيتم بها تـصنيـع أجـزاء معيـنـة من األسلحـة‬ ‫إطـار التعـاون معهم تتوفـر إمـكـانـات مالئـمـة لالنتـفـاع وقطـع الغيـار‪ ،‬وكذلك جتميع الطـائـرات أو بـعض‬ ‫من الـتأجيـر التمـويـلي واستئـجار أنظمة األسلحـة املعقدة‪.‬‬ ‫أجـزاء من األسـلحة واملعدات العسـكريـة‪ ،‬وإضـافـة‬ ‫وستحظى بآفـاق واعدة إقـامة مؤسسـات مشـتـركـة عن إىل ذلك التـوسـع احملدود يف نـظام التدريـب العسكري‬ ‫ُ‬ ‫طريق جذب رؤوس أمـوال شـركات من مجهورية الكونغو‬ ‫طبـقـا ملنـاهـج الكـليـات العـسـكـريـة الروسـية‪،‬‬ ‫الدميقراطـيـة‪ ،‬والـهـند‪ ،‬والربازيـل‪ ،‬ومجهوريـة جـنـوب وأكـادميـيـات اخلبـراء العسكريني الفنـييـن بالدول‬ ‫إفـريقـيـا وغريها من الدول بهدف حتديث وصيانـة املعدات األفريـقـيـة‪.‬‬ ‫اليت سبق توريدها‪ .‬وهـذا سـيقـلل نـفـقـات الشركـاء‬ ‫وتطرح بشـدة قـضـيـة صـيـاغـة آليـات قـبول تـراخيص‬ ‫األفـارقـة على جتديد األسـلحـة‪ ،‬كـمـا سيسمح بزيـادة‬ ‫إمكـانيـة الدخـول ألسـواق الدول اليت توجد يف نـطاق التنقيب‪ ،‬واستخراج املوارد الطبيعيـة يف الدول اإلفـريقـيـة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضـا قـبول تـراخيص صيـد الكـائـنـات البحـريـة‪،‬‬ ‫تـأثـيـر الدول األعضـاء يف جممـوعـة بريكـس‪ ،‬وذلك‬ ‫وتقديـم خدمات للـسفن احلربيـة الروسيـة عند رسوهـا‬ ‫وفقـا لضـوابط معـيـنـة‪.‬‬ ‫يف املوانئ وللطـائـرات احلربيـة والنقـل العسكري عند‬ ‫كذلك توجد إمكـانـيـة لتصنيـع وإنـتاج املعدات هـبـوطـهـا‪ ،‬وذلك مقـابل سداد قيـمـة صادرات املنتجات‬ ‫ً‬ ‫العسكرية خصيصـا إلفـريـقـيـا («اخلط اإلفـريـقـي» العسكرية التقنيـة‪.‬‬ ‫لألسـلحـة) جبـهـود مـوحدة يف إحدى الدول األعـضـاء يف‬ ‫وعـالوة علي ذلك‪ ،‬أصـبح من الـضـروري التـوازن‬ ‫بـريكـس‪.‬‬ ‫املعقـول بني مصـاحل السياسة اخلارجيـة واالقـتصـاديـة‬ ‫ً‬ ‫لقد سبق أن حتدثـنـا آنـفـا إلـى أن من بيـن أكبـر للدولة‪ ،‬وبيـن مصـاحل الدول وقـطاع األعـمـال اخلـاص‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫(‪)Endnotes‬‬ ‫‪http://paixetdeveloppement.net/afrique-defense-et-securite 1 .1‬‬ ‫‪2 .2‬كـيـتـا مـوديـبـو‪ .‬األحـاديـث والـخـطـب‪ .‬تـرجـمـة من الفـرنـسـيـة‪ .‬مـوسـكو‪1994 ،‬م‪ .‬ص ‪.76‬‬ ‫‪3 .3‬سـيـنـايـسـكـي س‪ .‬التـعـاون العـسـكري بـيـن االتـحـاد السـوفـيـتـي ومـصـر‪ :‬نـظـرة إلـى املـاضـي‬ ‫‪ //‬احلـيـاة الـدوليـة‪2012 .‬م‪ ،‬عدد ‪ .12‬ص ‪.162‬‬ ‫‪4 .4‬كونوفالوف أ‪ ،.‬شـوبـيـن ج‪ .‬أفـريـقـيـا احلـديـثـة‪ :‬احلـروب واألسـلحـة‪ .‬مـوسـكو‪ ،‬معهد أفـريـقـيـا‬ ‫التـابـع ألكـاديـمـيـة العـلوم الروسيـة‪2012 .‬م‪ .‬ص ‪.8‬‬ ‫‪5 .5‬شـيـروكـوراد أ‪.‬ب‪ .‬الـقـواعد العسـكريـة الـروسـيـة يف اخلـارج خالل الفرتة مابيـن القـرن الثـامـن‬ ‫والعـشـريـن‪ .‬مـوسـكو‪2013 ،‬م ص‪.311-314‬‬ ‫عـشـر واحلـادي ِ‬ ‫‪6 .6‬ديـكـوف أ‪ .‬العـودة إلـى الـسـوق اإلسـتـوائـيـة‪ :‬التـعاون العـسـكري الـتـقـنـي بيـن روسـيـا ودول‬ ‫أفـريـقـيـا السـوداء – ‪.http://a-diukov; Livejournal/1266446.html‬‬ ‫‪7 .7‬بـوخـوف ر‪ .‬صـادرات األسـلحـة الـروسـيـة‪ :‬من التـجـارة إلـى السـيـاسـة ‪www.ukrrudprom.ua /‬‬ ‫‪.digest/dewqh/23108.html‬‬ ‫‪SIPRI. Arms Transfers Database - http://www.sipri.org/datases/ armstransfers / 8 .8‬‬ ‫‪.background‬‬ ‫‪.Ibidem9 .9‬‬ ‫‪Ibid1010‬‬ ‫‪1111‬رئـيـس روسـيـا‪ .‬مـوسـكـو‪ ،‬الكـريـملـيـن‪ 25 ،‬أبـريـل عـام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪..SIPRI. Yearbook 2013. Summary. P. 91212‬‬ ‫‪1313‬مـركـز التحليل االسرتاتـيـجـي والـتـقـنـي‪ .‬التـعاون العـسـكري التـقـنـي وصـنـاعـة الدفـاع‬ ‫الروسيـة‪ :‬بـيـانـات إحـصـائـيـة‪ .‬ص ‪.cast.ru>files/book/all-stats_14_02_2012 pdf - 5‬‬ ‫‪ 1414‬من مـادة مـؤتـمـر الـصـنـاعـات الدفـاعـيـة «قـضـايـا هـامـة يف تـطويـر صنـاعة الدفـاع الروسـيـة» ‪-‬‬ ‫‪.…http:// blackseafleet- 21.com/news/21-03-2013_dmitriy-medvedev-pc‬‬ ‫‪..SIPRI. Yearbook 2014. Resumé. P. 8 1515‬‬ ‫‪ 1616‬صحيفـة “سـاعـي الـصـنـاعـات الـعـسـكريـة” ‪SIPRI. Arms Transfers Dat a ،26.3.2014 .‬‬ ‫‪..…base‬‬ ‫‪.SIPRI. Yearbook 2013. Summary. P. 111717‬‬ ‫‪…SIPRI. Arms Transfers Database 1818‬‬ ‫‪.Ibidem 1919‬‬ ‫‪.Ibid 2020‬‬ ‫‪RIA Novosti/La Voix de la Russie - http://frenh.ruvr.ru/2014- _09_22/La-Russie- 2121‬‬ ‫‪...-compte_angmenter‬‬ ‫‪....http://newsrbk.ru/news/1700867-rossiya-rasshirila-geog-rafiyuensp 2222‬‬ ‫‪ 2323‬مـذكـرات املـشـاركـيـن يف مسـاعـدة مجهـوريـة اجلـزائـر الديـمـقـراطـيـة الـشـعـبيـة (‪- 1960‬‬ ‫‪2000‬م)‪ .‬تـحريـر‪ :‬تـوكـاريـف أ‪.‬أ‪ .‬مـوسـكـو‪2013 ،‬م‪ .‬ص ‪.6‬‬ ‫ً‬ ‫وفـقـا لـنـتـائـج الـتحـقـيـق الـقـضـائـي فيـما بـعد‪ ،‬تـم إدانـة مديـري شـركـة “ أفيـارميسنـاب”‬ ‫‪2424‬‬ ‫على توريد قـطـع غـيـار مـغـشـوشـة‪ .‬انـظـر‪Les ventes d’armes au service du renouveau de :‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪65‬‬


‫‪la Russie. Sous la direction de Peer De Jong. Février 2012. P. 19-20 (infoquerre.fr/‬‬ ‫‪.)…rosobonexport-les-ventes‬‬ ‫‪2525‬وفقـا لتقـديـرات معهد ستوكهومل الـدولـي ألحبـاث الـسـالم بـلغ حجم صادرات األسـلحـة واملـعـدات‬ ‫العسكرية الفرنسيـة إىل اجلزائـر حنو ‪ 26‬مليون دوالر يف عـام ‪2011‬م‪ ،‬والصادرات اإليـطـاليـة – حنو‬ ‫‪ 16‬مليون دوالر‪ ،‬والصادرات البـريـطانـيـة – نـحو ‪ 42‬مليون دوالر‪ ،‬والصادرات األمـريكـيـة – بقيمة‬ ‫‪ 11‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫‪..Martel S. Transferts d’armes vers l’Afrique du Nord. GRIP. Bruxelles. 2014. P. 12 2626‬‬ ‫‪...SIPRI. Arms Transfers Database2727‬‬ ‫‪ 2828‬سـيـنـايـسـكـي س‪ .‬املـرجـع املذكـور ص ‪.170‬‬ ‫‪....SIPRI. Arms Transfers Database 2929‬‬ ‫‪.Ibidem 3030‬‬ ‫‪SIPRI. Arms Transfers Database - http://www.sipri.org/datases/armstransfers/ 3131‬‬ ‫‪.background‬‬ ‫‪....http://www.arms-expo.ru/news/avia-salony-vistavki/rosoboronek 3232‬‬ ‫‪ 3333‬فـيـتونـي ل‪.‬ل‪ .‬أفـريـقـيـا‪ :‬حـروب املـوارد يف الـقـرن احلأدي والعـشـريـن‪ ,‬مـوسـكـو‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 3434‬أبـرامـوفـا إ‪.‬و‪ ،.‬فـيـتونـي ل‪.‬ل‪ .‬آفـاق تـنـمـيـة صنـاعـات الطـاقـة فـي أفـريـقـيـا ومـصـاحل روسـيـا \\‬ ‫أسـيـا وأفـريـقـيـا اليـوم‪2014 .‬م‪،‬عدد ‪ .11‬ص ‪.3-12‬‬ ‫‪3535‬ديـكـوف أ‪ .‬العـودة إلـى الـسـوق اإلسـتـوائـيـة‪ :‬التـعاون العـسـكري الـتـقـنـي بيـن روسـيـا ودول‬ ‫أفـريـقـيـا السـوداء – ‪.http://a-diukov; Livejournal/1266446.html‬‬ ‫‪3636‬املـرجـع نـفـسـه‪.‬‬ ‫‪3737‬املـرجـع نـفـسـه‪.‬‬ ‫‪.…SIPRI. Arms Transfers Database3838‬‬ ‫‪.Ibidem 3939‬‬ ‫‪.Ibid4040‬‬ ‫‪....http://www.arms-expo.ru/news/avia-salony-vistavki/rosoboronek 4141‬‬ ‫‪ 4242‬انـظـر مـقـال ميزيـنتـسـيـفـا س‪.‬ف‪“ .‬أثـيـوبيـا‪ :‬الكـسـاد أو االسـتـقـرار؟” – يف هذا العـدد من اجملـلـة‪.‬‬ ‫‪ 4343‬مـجـلة تـجارة السـالح الدوليـة‪ ،2012 .‬عـدد ‪ .9‬ص ‪.7-12‬‬ ‫‪....SIPRI. Arms Transfers Database 4444‬‬ ‫‪4545‬صحيفـة “سـاعـي الـصـنـاعـات الـعـسـكريـة” – عـدد‪ 22 - 16 ،25‬يـوليه ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪(4646‬تـقـديـرات الكـاتـب) ‪....SIPRI. Arms Transfers Database‬‬ ‫‪.Ibidem4747‬‬ ‫‪.Ibid 4848‬‬ ‫‪4949‬تـقـديـرات الكـاتـب طـبـقـا لـبيـانـات معهد ستوكهومل الـدولـي ألحبـاث الـسـالم‪.‬‬ ‫‪.…SIPRI. Arms Transfers Database5050‬‬ ‫‪.Ibidem 5151‬‬ ‫‪ 5252‬صـحـيـفـة «ني زافيسمـايـا جـازيـتـا»‪ .‬ملـحـق األخـبـار الـعسـكريـة‪2012 - 9-11 .‬م‪.‬‬ ‫‪.…SIPRI. Arms Transfers Database5353‬‬

‫‪66‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫‪.Ibidem5454‬‬ ‫‪.Ibid 5555‬‬ ‫‪IIP Digital/Departemen d’Etat des Etats Unis. Fiche d’information sur le soutien 5656‬‬ ‫‪..des Etats Unis au maintien de la paix en Afrique. Wash. 2014, 6 août.P. 1‬‬ ‫‪....http://www/ka-croix.com/Actualitйs/Monde/Afrique/Madamaposte 5757‬‬ ‫‪ 5858‬صـحـيـفـة «ني زافيسمـايـا جـازيـتـا»‪ .‬ملـحـق األخـبـار الـعسـكريـة (نقـال عن مركز حتليل‬ ‫جتارة السالح الدولية)‪2012 - 9-11 .‬م‪.‬‬ ‫‪ 5959‬وفـقـا لبـيـانـات معهد ستوكهومل الـدولـي ألحبـاث الـسـالم ‪....SIPRI. Arms Transfers Database‬‬ ‫‪....http://www.la-croix,com/actualite/Monde/Afrique/Madamaposte6060‬‬ ‫‪6161‬صـحـيـفـة «ني زافيسمـايـا جـازيـتـا»‪ .‬ملـحـق األخـبـار الـعسـكريـة‪.....‬‬ ‫‪Lahille E. Le retour de la Russie sur le marché des armements: un choix stratégique. 6262‬‬ ‫‪..Revue “Recherches internationals”. P. 2007. № 78. P. 25‬‬ ‫‪ 6363‬الـعـالـم والسـيـاسـة‪ .‬مـوسـكـو‪2013 ،‬م‪ 11 .‬يـنـايـر‪ .‬ص ‪.48‬‬ ‫‪..Hartford M. De l’Afrique á l’Afrique: le traffic d’armes. P. 2010. P. 5 6464‬‬ ‫‪..Hartford M. Op. cit. P. 216565‬‬ ‫‪ 6666‬صـحـيـفـة «ني زافيسمـايـا جـازيـتـا»‪ .‬ملـحـق األخـبـار الـعسـكريـة (تـقـديـرات مركز حتليل‬ ‫جتارة السالح الدولية)‪.‬‬ ‫‪6767‬مـركز فـيـتو تـسـنـتـر‪ .‬الـصنـاعـات العـسـكريـة جلـمـهـوريـة مـصـر الـعـربيـة ‪-‬‬ ‫‪...http://fito-center.ru/armija-i-konflikty/17715-voennayapromyshlenn‬‬ ‫‪ 6868‬مـوقـع رئـيـس روسـيـا‪ 25 .‬أبـريـل ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪ 6969‬تـقـيـيـم مركز حتليل جتارة السالح الدولية (ني زافيسمـايـا جـازيـتـا‪9-11-2012 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ُ 7070‬ذكـرت كـلمـة «مـعـامـلة تـعـويـض» للمـرة األولـى منذ عـدة سـنـوات يف اتـفـاقـيـة بيـن الواليـات‬ ‫املـتـحـدة األمـريـكـيـة وجـمـهـوريـة أملـانـيـا اإلتـحـاديـة‪ ،‬والتـي مبـوجـبـهـا تـعـهـدت أملـانـيـا‬ ‫بـشـراء بـضـائـع من الواليـات املـتـحـدة األمـريكـيـة بـمـبـلغ يـعـادل ‪ 80%‬من نـفـقـات الواليـات‬ ‫املتـحـدة األمـريـكـيـة عـلى إعـاشـة القـوات األمـريكـيـة فـي جـمـهـوريـة أملـانـيـا اإلتـحـاديـة‪.‬‬ ‫أما أول اتـفـاقـيـة تـعويـض فـتم توقـيـعـهـا يف عـام ‪1973‬م بـيـن الواليـات املـتـحـدة األمـريكـيـة‬ ‫وأسـتـرالـيـا‪ :‬تـعـهدت الواليـات املـتـحـدة األمـريكـيـة بـشـراء البـضـائـع األسـتـرالـيـة مبـبلغ يـصـل‬ ‫إىل ‪ 25%‬من قـيـمـة مشـتـريـات أسـتـرالـيـا من األسـلحـة واملعدات األمـريـكيـة‪ .‬وتدرجيـيـا تـجاوزت‬ ‫مـعـامالت التـعـويـض نـطـاق التـعـاون العسـكري التـقـنـي‪.‬‬

‫‪ 7171‬صحيفـة «سـاعـي الـصـنـاعـات الـعـسـكريـة» – عـدد‪.27-3-2013 ،8‬‬ ‫‪....SIPRI. Report 2014 / Arms Transfers Database 7272‬‬ ‫‪.Ibidem 7373‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪67‬‬


‫منظمة شنغهاي للتعاون‪ :‬آفاق جديدة للتكامل األوراسى‬ ‫ن‪.‬ى‪.‬كوزيريف‬ ‫د‪.‬أ‪.‬سيدوروف‬

‫*‬

‫**‬

‫يف قمتها املنعقدة مبدينة أوفا الروسية يف التاسع‬ ‫والعاشر من يوليو‪ ،2015 ‬استقبلت منظمة شنغهاي‬ ‫للتعاون أعضائها اجلدد‪ ،‬لتصبح املنظمة أكرب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومكانة يف عامل قائم على التعددية القطبية‪.‬‬ ‫حجما‬ ‫ونشاط املنظمة بات ال يقتصر على منطقة آسيا‬ ‫الوسطى‪ ،‬بل ختطاه ليشمل الشرق األدنى وجنوب‬ ‫آسيا‪ ،‬حيث اتسعت رقعة املنظمة بشكل كبري‪،‬‬ ‫وهذا يف حد ذاته أمر هام يعكس حتوهلا من تكتل‬ ‫إقليمي إىل منظمة دولية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إطالقا يف العالقات‬ ‫إن األحادية القطبية أمر غري معهود‬ ‫الدولية‪ ،‬غري أن هناك حماوالت مستمرة للوصول إليها ألسباب‬ ‫خمتلفة وبأشكال خمتلفة‪ .1‬ولكن منطق تطور األحداث‬ ‫على الساحة العاملية يدل على أن العمل املشرتك هو السبيل‬ ‫الوحيد إلجياد استجابات فعالة للتحديات والتهديدات‬ ‫املتعددة‪.‬‬ ‫ومتر العالقات الدولية خالل الربع قرن األخري مبرحلة‬ ‫ً‬ ‫انتقالية صعبة‪ ،‬شهدت‬ ‫كثريا من التحوالت‪ ،‬اليت تتسم‬ ‫باخلرق املمنهج للمبادئ األساسية لألمم املتحدة‪ .‬ويتبدى‬ ‫ذلك يف االستهانة باملعايري الرئيسة للقانون الدولي‪ ،‬وتطبيق‬ ‫سياسة الكيل مبكيالني‪ ،‬والتدخل املباشر يف الشئون‬ ‫الداخلية للدول األجنبية‪ ،‬مبا يف ذلك استخدام القوة‪.‬‬ ‫ففي النسخة اجلديدة لوثيقة «إسرتاتيجية األمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪ ،‬يتم اإلعالن‬ ‫القومي»‪ ،‬اليت مت اعتمادها‬ ‫صراحة عن‬ ‫سعي الواليات املتحدة إىل اهليمنة العاملية‪ ،‬واالستعداد‬ ‫الستخدام القوة العسكرية من جانب واحد من أجل‬ ‫حتقيق املصاحل األمريكية‪ .2‬إال أن اجملتمع الدولي يشهد‬

‫دعما متزايدا ملفهوم عامل متعدد األقطاب‪ ،‬ال مكان فيه‬ ‫للهيمنة األمريكية‪ ،‬اليت باتت ً‬ ‫أمرا ترفضه عشرات الدول‬ ‫الكربى واملتوسطة والصغرى‪ ،‬وكذا االحتادات واملنظمات‬ ‫واحلركات السياسة والدينية واالجتماعية واالقتصادية‪.3‬‬ ‫ومت يف هذا الشأن الكشف عن إنشاء مؤسسات مالية‬ ‫دولية جديدة مثل البنك اآلسيوي لالستثمار يف البنية‬ ‫التحتية (أيه‪.‬آي‪.‬آي‪.‬بي)‪ ،‬وبنك التنمية اجلديد (إن‪.‬دى‪.‬بى)‪،‬‬ ‫وجمموعة دول «بريكس» الحتياطات النقد األجنيب‪ ،‬حيث‬ ‫أثبتت املؤسسات النقدية العاملة بنظام«بريتونوودز»‬ ‫عدم قدرتها على إجراء إصالحات داخلية‪ ،‬كما أنها‬ ‫ختضع بشكل كبري للتأثري من قبل بلدان ومؤسسني‬ ‫بعينهم‪ ،‬والذين يتجاهلون دعوات الدول النامية املنادية‬ ‫بإعادة هيكلة تلك املؤسسات‪ .‬ففي عام ‪ 2014‬عرقل‬ ‫ً‬ ‫الكوجنرس األمريكي‬ ‫خططا إلصالح صندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬واملتوافق عليها من ِقبل أعضاء جمموعة الدول‬ ‫العشرين الكربى‪ ،‬وكانت هذه إشارة واضحة على أن‬ ‫ً‬ ‫التعويل على إجراء إصالحات داخلية مل يعد‬ ‫جمديا‪ .4‬وتهدف‬ ‫املؤسسات املالية‪ ،‬اليت مت إنشائها‪ ،‬إىل استكمال النظام‬

‫* السفري املفوض وفوق العادة‬ ‫** مدرس العلوم السياسية باألكادميية الدبلوماسية التابعة لوزارة اخلارجية الروسية‬ ‫ترمجة ‪ :‬أ‪ .‬حممد حسن‬

‫‪68‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫املالي العاملي‪ ،‬ولكن أولوياتها ستتوافق إىل حد كبري مع‬ ‫متطلبات القرن احلادي والعشرين‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا من تطورها‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫مستوى‬ ‫للتعاون‬ ‫مركزا‬ ‫ً‬ ‫مهما للقوة يف عامل قائم على التعددية القطبية‪.‬‬

‫ً‬ ‫دائما باختاذ أساليب‬ ‫وتنادى الدبلوماسية الروسية‬ ‫ً‬ ‫مجاعية يف حل املشكالت الدولية‬ ‫استنادا إىل القانون‬ ‫ً‬ ‫وحقيقة‪ ،‬فإن قيام منظمة اندماجية ما بتوسيع دائرة‬ ‫الدولي‪ ،‬والدور التنسيقى املركزي لألمم املتحدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫أعضائها ال جيعلها منظمة أكثر فاعلية‪ ،‬وخري مثال على‬ ‫الشراكة احلقيقية ملراكز القوى الرئيسية يف العامل‪،‬‬ ‫ذلك‪ :‬عملية االندماج اليت شهدتها الساحة األوروبية بعد‬ ‫وعلى أساس احرتام حق الشعوب يف تقرير مستقبلها‪.‬‬ ‫انهيار االحتاد السوفييت‪ ،‬فقد تضخم االحتاد األوروبي للغاية‪،‬‬ ‫حبيث واجه ً‬ ‫عددا هائلاً من املشكالت املتزايدة سببتها له‬ ‫عامل متعدد األقطاب وبعد جديد للمنظمة‪.‬‬ ‫وال تزال تسببها له «أعضائه اجلدد» من دول شرق أوروبا‪،‬‬ ‫ومنطقة أوراسيا لديها عدد كبري من آليات التعاون‬ ‫والبلدان الشائخة أمثال اليونان‪ ،‬وغريها من الدول اليت واجهت‬ ‫متعدد األطراف‪ ،‬حيث تتزايد «العالقات الشبكية» بني‬ ‫أزمات اقتصادية‪.‬‬ ‫خمتلف املنظمات الدولية‪ .‬ففي خالل القمة مبدينة أوفا‬ ‫وفيما يتعلق بالقرار‪ ،‬الذي اختذته القمة مبدينة أوفا‪،‬‬ ‫ناقش أعضاء املنظمة مسألة دمج اثنني من املشروعات واسعة‬ ‫النطاق‪ :‬االحتاد االقتصادي األوراسى (إى‪.‬إى‪.‬يو) و«احلزام بشأن ضم اهلند وباكستان كعضوين كاملي العضوية‬ ‫االقتصادي لطريق احلرير»‪ .‬كما مت إنشاء جمموعة عمل يف املنظمة‪ ،‬فكال البلدين متاخم للحدود اجلنوبية‬ ‫للمنظمة‪ ،‬ولك أن تتخيل أثر هذا القرار وما سيعود به على‬ ‫خاصة بهذا الشأن‪.‬‬ ‫املنظمة‪ ،‬األمر الذي سوف يزيد من فاعليتها‪ .‬كما جيب‬ ‫ومن املمكن أن يتم تنفيذ هذه املبادرة بإشراف من‬ ‫األخذ يف االعتبار أن نشاط املنظمة سيشمل ً‬ ‫عددا من الدول‬ ‫منظمة شنغهاي للتعاون‪ ،‬األمر الذي سيكون مبثابة حمفز‬ ‫الواقعة خارج حدود آسيا الوسطى‪.‬‬ ‫لتطوير التعاون االقتصادي بني أعضاء املنظمة‪ .5‬ففي حالة‬ ‫وبالنسبة للهند‪ ،‬فحصوهلا على عضوية كاملة باملنظمة‬ ‫إشراف املنظمة على دمج املشروع الصيين‪ ،‬اخلاص بإنشاء‬ ‫شبكة من خطوط األنابيب والطرق الربية والسكك يعنى االنضمام إىل شركائها مبجموعة بريكس‪ :‬روسيا‬ ‫احلديدية‪،‬والذي تصل تكلفته إىل عشرات املليارات من والصني‪ ،‬ولكن يف إطار منطقة أوراسيا‪ .‬ونيودهلي‪ ،‬اليت‬ ‫الدوالرات‪ ،‬وبني االحتاد االقتصادي األوراسى‪ ،‬فقد تصبح تشعر بالقلق إزاء التهديدات اإلقليمية والدولية‪ ،‬تسعى‬ ‫صرحا ً‬ ‫ً‬ ‫املنظمة‬ ‫لتنمية عالقاتها مع الدول األعضاء مبنظمة شنغهاي‬ ‫قويا ذا عنصر اقتصادي حقيقى‪.6‬‬ ‫للتعاون‪ ،‬واليت تربطها بها أواصر تارخيية عميقة‪ .‬وقد أبدت‬ ‫ومثل هذه الصيغ الشبكية للتعاون باتت اليوم أكثر‬ ‫اهلند اهتما ًما ً‬ ‫خاصا بالتعاون يف جمال األمن‪ ،‬وخاصة يف ملف‬ ‫ً‬ ‫إحلاحا ألنها تتسم باملرونة‪ ،‬وتركز على تعزيز املصاحل‬ ‫مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫املشرتكة للدول األعضاء‪ .‬وقد جاءت نتائج القمة مبدينة‬ ‫وتعلق اهلند آماال على أن دخوهلا مع باكستان يف‬ ‫أوفا لتؤكد على هذا البعد‪ .‬ووفقا لنتائج القمة فقد مت‬ ‫إقرار «اسرتتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون حتى عضوية منظمة واحدة سيرتتب عليه إقامة عالقات غري‬ ‫عام ‪ ،»2025‬واليت حتدد االجتاهات األساسية للتعاون داخل صدامية وغري حمتقنة مع هذه الدولة‪ ،‬وهذا بدوره سيحول‬ ‫دون تسلل اإلرهاب والتطرف الديين إليها من األراضي‬ ‫املنظمة لعشر سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫ً الباكستانية‪ .‬وتأمل نيودهلي يف أن تقوم منظمة شنغهاي‬ ‫واختاذ القرار بتوسيع دائرة العضوية يعد حبق حدثا‬ ‫للتعاون بتهيئة الظروف الالزمة للتعايش السلمي‪ ،‬وإتاحة‬ ‫ً‬ ‫تارخييا للمنظمة‪ ،‬حيث ستصبح اهلند وباكستان أعضا ًء‬ ‫التعاون بني مجيع أعضائها‪ ،‬ومن بينهم باكستان والصني‪.‬‬ ‫كاملي العضوية مبنظمة شنغهاي للتعاون‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫منح صفة دولة مراقب جلمهورية بيالروسيا‪ ،‬ومنح كل من‬ ‫وانضمام اهلند ملنظمة شنغهاي للتعاون يفتح أمامها‬ ‫أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال صفة دول شركاء مزايا إضافية لتنمية عالقاتها مع دول آسيا الوسطى‪.‬‬ ‫يف احلوار‪ .‬وهناك اهتمام متزايد من دول أخرى تتطلع إلقامة ففي عام ‪ 2014‬مت طرح إسرتاتيجية «العالقات مع آسيا‬ ‫عالقات شراكة مع املنظمة‪ .‬وبالتالي تشهد منظمة شنغهاي الوسطى»(‪ ،)Connect Central Asia Policy‬واليت تنص‬ ‫اهلند وباكستان يف املنظمة‪ :‬مصاحل األعضاء اجلدد‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪69‬‬


‫على إنشاء اجلامعات واملستشفيات ومراكز تكنولوجيا‬ ‫املعلومات‪ ،‬واملشاريع املشرتكة‪ ،‬وتطوير خدمات النقل‬ ‫اجلوى لتشجيع التجارة والسياحة‪ ،‬وكذا املشاريع البحثية‬ ‫املشرتكة والتعاون يف جمال الدفاع واألمن‪.7‬‬ ‫ً‬ ‫عضوا‬ ‫أما بالنسبة لباكستان‪ ،‬فبعدما أصبحت‬ ‫باملنظمة‪ ،‬تتوقع احلصول على دعم أعضاء املنظمة يف‬ ‫امللف األمين‪ .‬وتتخذ إسالم أباد ً‬ ‫ً‬ ‫موقفا غري‬ ‫حمددا من حركة‬ ‫ً‬ ‫طالبان‪ ،‬فهي‪ ،‬من جهة‪ ،‬تبذل‬ ‫جهودا يف مكافحة مجاعات‬ ‫طالبان شديدة التطرف‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬حتاول إجراء حوار‬ ‫مع قواتها النظامية‪ ،‬التابعة يف نفس الوقت لتلك احلركة‪.‬‬ ‫وفى ظل هذه الظروف تأمل باكستان يف احلصول على دعم‬ ‫املنظمة يف اجملاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية من‬ ‫أجل مكافحة التطرف واإلرهاب على أراضيها‪.‬‬ ‫وانضمام إسالم أباد إىل منظمة شنغهاي للتعاون‬ ‫سيساعدها يف حل مشكالتها االقتصادية‪ ،‬وخاصة يف‬ ‫قطاع الوقود والطاقة‪ .‬فباكستان لديها نقص يف موارد‬ ‫ً‬ ‫الطاقة‪ ،‬ولذا فهي تبدى‬ ‫اهتماما مبشروع مد خطوط الغاز‬ ‫عرب أراضيها(تركمانستان – أفغانستان – باكستان –‬ ‫اهلند والعراق – باكستان ‪ -‬اهلند)‪ ،‬واملزمع تنفيذه ضمن‬ ‫مشروعات منظمة شنغهاي للتعاون‪.‬‬ ‫كما تتطلع باكستان للمشاركة يف املشروعات‬ ‫املستقبلية للمنظمة‪ ،‬واخلاصة بإنشاء ممرات للنقل‬ ‫الربى متر عرب أراضيها وتهدف إىل توفري منفذ حبري لدول‬ ‫آسيا الوسطى‪ .‬وكذلك مشروع إنشاء بنية حتتية للنقل‬ ‫بباكستان‪ ،‬وتطوير ميناء جودار الباكستاني ومدينة‬ ‫كاشجر مبنطقة شينجيانغ الويغورية ذات احلكم الذاتي‬ ‫بالصني كمناطق اقتصادية خاصة‪ ،‬وحتديث طريق‬ ‫كاراكورام السريع‪ ،‬والذي سريبط هذه املدن بدول آسيا‬ ‫الوسطى‪ .‬كل هذه املشروعات تتزامن مع جهود املنظمة‬ ‫الرامية إىل إقامة شبكة من الطرق عابرة للقارات‪.8‬‬ ‫مصاحل البلدان املراقبة باملنظمة‪.‬‬ ‫والدول املراقبة احملتمل ترشحها للدخول يف عضوية‬ ‫املنظمة هي‪ :‬منغوليا وأفغانستان وإيران‪ ،‬وكذلك دولة‬ ‫بيالروسيا اليت حصلت على صفة مراقب يف يوليو من هذا‬ ‫العام‪ ،‬إال أن منغوليا وأفغانستان وبيالروسيا مل يتقدموا‬ ‫بطلب للحصول على عضوية يف املنظمة حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقد حصلت منغوليا على وضع بلد مراقب باملنظمة يف‬

‫‪70‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫وقت سابق عن غريها من كل البلدان املراقبة (عام ‪،)2004‬‬ ‫ومع ذلك فإن أوالن باتور ال تسعى لتثبيت عضويتها يف هذه‬ ‫ً‬ ‫املنظمة‪ ،‬رغم أنها‬ ‫عموما تبدى اهتما ًما بهذا الشأن‪.‬ورغم‬ ‫توسيعها للعالقات مع الواليات املتحدة‪ ،‬فإن منغوليا تسعى‬ ‫وبشكل خاص إىل حفظ التوازن يف سياستها اخلارجية مع‬ ‫روسيا والواليات املتحدة والصني‪ ،‬األمر الذي تعتربه القيادة‬ ‫ً‬ ‫املنغولية‬ ‫ضروريا لضمان السيادة واألمن القومي للبالد‪.‬‬ ‫كما أن الدخول يف منظمة شنغهاي للتعاون بال شك‬ ‫سيمنح منغوليا فرصة لتنمية التعاون متعدد األطراف مع‬ ‫كل جريانها‪ .‬فهذه البلد ختلو من اجلماعات املتطرفة‪ ،‬ولديها‬ ‫خمزون نفطي كبري‪ ،‬وتتمتع بعالقات نشطة مع الغرب‪.‬‬ ‫كل ذلك يؤثر وبشكل ما على رغبة منغوليا يف االنضمام‬ ‫إىل املنظمة‪.‬‬ ‫وفى القمة اليت جرت يف مدينة دوشنيب يف سبتمرب‬ ‫‪ 2014‬أطلق زعماء كل من روسيا والصني ومنغوليا‬ ‫صيغة للقاءات الثالثية رفيعة املستوى‪ ،‬أما يف قمة يوليو‬ ‫‪ 2015‬مبدينة أوفا حبث الزعماء الثالثة مسألة إقامة ممر‬ ‫اقتصادي ثالثي األطراف‪ ،‬ولذلك من احملتمل أن يتم دمج‬ ‫املشروع الصيين «احلزام االقتصادي لطريق احلرير»‪ ،‬واملبادرة‬ ‫املنغولية «طريق السهوب»‪ ،‬والفكرة الروسية«خط سكك‬ ‫حديدية عابر ألوراسيا»‪ .‬ومن أجل تنفيذ هذا املشروع فقد‬ ‫تقرر إنشاء شركة لوجيستية روسية ‪ -‬صينية ‪ -‬منغولية‬ ‫مشرتكة للنقل بالسكك احلديدية‪.9‬‬ ‫وتشري كل الدالئل اليوم إىل متتع أوالن باتور بوضع‬ ‫هو األمثل من حيث كونها دولة مراقبة مبنظمة شنغهاي‬ ‫للتعاون وتشارك بفاعلية يف صيغة التعاون ثالثي األطراف‬ ‫مع موسكو وبكني‪.‬‬ ‫وتبدى إيران رغبة يف االنضمام إىل املنظمة لعدد كبري‬ ‫من األسباب الداخلية واخلارجية‪ ،‬حيث ال تزال العالقات‬ ‫العدائية مع الواليات املتحدة وإسرائيل متثل التهديد‬ ‫اخلارجي الرئيسي إليران‪ ،‬فال ختفى كلتا الدولتني رغبتهما‬ ‫يف تغيري النظام اإليراني‪ .‬وفى كلمته باألكادميية‬ ‫الدبلوماسية‪ ،‬التابعة لوزارة اخلارجية الروسية يف مارس‬ ‫‪ ،2015‬صرح أ‪.‬ك‪.‬كارازى‪،‬رئيس اجمللس االسرتاتيجي‬ ‫للشئون اخلارجية إليران‪ ،‬بأن الوصول التفاق مع «الدول‬ ‫الست الكربى» ال يعنى أن إيران «ستتخلى عن مواقفها‬ ‫جتاه هيمنة الدول الغربية وتدخلها وما تقوم به يف منطقة‬ ‫الشرق األوسط»‪ .10‬والسلطات اإليرانية ال تستبعد إمكانية‬ ‫تدخل القوى اخلارجية يف احلياة السياسية للبالد عن‬


‫طريق استغالل املعارضة احلالية‪ ،‬والنزعات االنفصالية لدى‬ ‫األقليات الكردية واألذربيجانية بها‪ ،‬فإيران تدرك متاما أن‬ ‫االضطرابات الداخلية اليت شهدتها بعض الدول‪ ،‬سواء «الثورة‬ ‫امللونة» أو «الربيع العربي»‪ ،‬مستوحاة ومدعومة بشكل‬ ‫كبري من اخلارج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويعترب سعى إيران إىل االنضمام للمنظمة‬ ‫حماولة منها‬ ‫للحصول على الدعم الدولي يف مكافحة التطرف والنزعات‬ ‫االنفصالية‪ .‬ففي عام ‪ 2001‬سجلت معاهدة شنغهاي‬ ‫التعريفات املتفق عليها ملصطلحات مثل اإلرهاب واالنفصالية‬ ‫والتطرف‪ ،‬وهو أمر يف غاية األهمية‪ ،‬ألن عدم االتفاق حول‬ ‫التعريفات عادة ما يكون أحد أسباب عدم التعاون الدولي‬ ‫يف مكافحة تلك الظواهر‪ .11‬كما حتتاج إيران إىل الدعم‬ ‫الدولي فيما يتعلق بالعالقات العدائية جتاهها من جانب‬ ‫بعض دول اخلليج ّ‬ ‫السنية‪ ،‬املنزعجة من األعمال اليت تقوم‬ ‫بها وحدات احلرس الثوري اإليراني يف العراق (ضد داعش)‪،‬‬ ‫وكذلك من نشاط اجلماعات الشيعية يف سوريا واليمن‪.‬‬ ‫ودخول إيران يف عضوية املنظمة من شأنه أن يرفع من‬ ‫مكانة ووضع طهران يف منطقة اخلليج‪ ،‬حيث تسعى إيران‬ ‫ومنذ زمن للعب دور الزعامة يف هذه املنطقة‪ .‬ودخول إيران‬ ‫مع روسيا يف تلك املنظمة الواعدة سيفتح الطريق ملزيد من‬ ‫تنمية العالقات والتعاون بني طهران وموسكو‪ ،‬األمر الذي‬ ‫خيدم مصاحل إيرن الوطنية‪.‬‬

‫األساسية املتعلقة بتحقيق االستقرار ومكافحة اإلرهاب‬ ‫مت إسنادها بشكل فعلى إىل اجلانب األفغاني‪ .‬وبقول‬ ‫آخر‪ ،‬فالعبء الرئيسي ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬أي طالبان‪ ،‬يقع‬ ‫على عاتق األفغان‪ ،‬األمر الذي يتطلب انتهاج سياسة أكثر‬ ‫استقاللاً تلبى مصاحل الدولة‪ .‬و كابول يف هذا الوضع حتتاج‬ ‫إىل دعم سياسي واقتصادي حقيقي من جانب املنظمة‪.‬‬ ‫وفى قمتها مبدينة أوفا اختذت أسرة منظمة شنغهاي‬ ‫للتعاون قرا ًرا مبنح صفة دولة مراقب جلمهورية بيالروسيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واليت كانت قبل ذلك‬ ‫شريكا للمنظمة يف احلوار على مدى‬ ‫مخس سنوات‪ .‬ويبدو أن اهتمام بيالروسيا باالنضمام إىل‬ ‫املنظمة حيدده قبل كل شئ آفاق التعاون االقتصادي داخل‬ ‫حدود املنظمة‪ ،‬ورغبة مينسك يف املشاركة يف املشروعات‬ ‫العمالقة للبنية التحتية‪ .‬وعبور البضائع من الصني إىل بولندا‬ ‫مير اليوم عرب كازاخستان وروسيا وبيالروسيا‪ ،‬وهو أحد‬ ‫فروع املشروع املستقبلي «احلزام االقتصادي لطريق احلرير»‪،‬‬ ‫وبتنفيذ هذا املشروع سيتضاعف حجم البضائع العابرة‪.‬‬ ‫واملشاركة يف هذا املشروع ستفتح أمام مينسك ً‬ ‫فرصا‬ ‫جلذب االستثمارات وإقامة مركز لوجيستى كبري على‬ ‫أراضيها يف املستقبل‪ .‬وباألخذ يف االعتبار اخلطط الرامية‬ ‫لدمج االحتاد االقتصادي األوراسى واحلزام االقتصادي لطريق‬ ‫احلرير ومنظمة شنغهاي للتعاون‪ ،‬فإنه من املنطقي ً‬ ‫جدا أن‬ ‫تنضم بيالروسيا إىل شركائها باالحتاد االقتصادي األوراسى‬ ‫داخل منظمة شنغهاي للتعاون‪.‬‬

‫ومن الناحية اجليوسرتاتيجية فإن إيران تتمتع مبوقع‬ ‫مب سيعود التوسع على املنظمة؟‬ ‫متميز‪ ،‬فهي تتيح إمكانية الوصول إىل البحار املفتوحة‪،‬‬ ‫وهى تشكل ً‬ ‫مفرقا للطرق بني الشرق والغرب‪ ،‬وبني الشمال‬ ‫ً‬ ‫سابقا فقد اختذت املنظمة قرا ًرا بالبدء‬ ‫وكما أشرنا‬ ‫واجلنوب‪ ،‬مما جيعلها نقطة لتدفق احلركة التجارية‬ ‫يف إجراءات قبول اهلند وباكستان كأعضاء كاملي‬ ‫القادمة من دول آسيا الوسطى‪ .12‬ولذلك فاالنضمام إىل املنظمة‬ ‫العضوية‪ ،‬وكانت إيران من بني البلدان املراقبة اليت قدمت‬ ‫كعضو كامل العضوية‪ ،‬واملشاركة يف املشروعات‬ ‫طلبًا لالنضمام كدولة كاملة العضوية باملنظمة‪.‬‬ ‫العمالقة للبنية التحتية سيتيح لطهران أن تعزز مواقفها يف‬ ‫دول آسيا الوسطى‪ ،‬حتى يف تلك الدول اليت ال تتمتع إيران‬ ‫ترى ماذا ستجنى املنظمة من قبوهلا‬ ‫ألعضاء جدد؟ لقد‬ ‫ٍ‬ ‫بعالقات جيدة معها (كازاخستان وأوزبكستان)‪.‬‬ ‫ضمت املنظمة جمموعات من الدول متفاوتة يف مستوى‬ ‫التنمية بها‪ ،‬وذات توجهات سياسية متباينة‪ ،‬حتى أن عالقاتها‬ ‫وعلى الرغم من أن موقف أفغانستان من منظمة شنغهاي‬ ‫ببعضها البعض أبعد من أن توصف بالودية‪ .‬وهذا جيعلنا‬ ‫للتعاون يتم صياغته وفقا لرؤية واشنطن‪ ،‬إال أن كابول نتسائل‪ :‬ألن يشكل ضم هذه البلدان ً‬ ‫عبئا على املنظمة؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬ ‫تبدى‬ ‫فعليا بالتعاون مع تلك املنظمة‪ .‬كما أن‬ ‫ألن يؤدى هذا إىل خلق عدد من املشكالت اليت ستنعكس‬ ‫جمموعة االتصال‪ ،‬اليت مت إنشائها عام ‪ 2005‬بني أفغانستان‬ ‫بشكل سليب على نشاط املنظمة؟‬ ‫واملنظمة واليت مت يف إطارها إجراء لقاءات تشاورية‪ ،‬مل تسفر‬ ‫عن نتائج فعلية‪ .13‬والقيادة األفغانية تعى ً‬ ‫جيدا ضرورة‬ ‫وكانت الصني حتى وقت معني ضد قبول عضوية اهلند‬ ‫اخلروج من حتت الوصاية األمريكية‪ ،‬خاصة وأن املهام باملنظمة‪ ،‬وذلك بسبب عالقاتهم الثنائية املتأزمة‪ ،‬ولكن‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪71‬‬


‫ً‬ ‫مؤخرا قامت الدولتان بتوطيد عالقاتهما‪ .‬وتتخذ حكومة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا لسياستها اخلارجية االسرتتيجية‪ ،‬وهو‬ ‫ن‪.‬مودى حمورا‬ ‫لاً‬ ‫ً‬ ‫اعتبار اهلند مركزا مستق للسياسة الدولية‪ ،‬وسيخصص‬ ‫اجلزء األهم من هذه السياسة إلجياد سبل للتفاهم مع الصني‬ ‫يف جمال العالقات االقتصادية اخلارجية‪ ،‬وكذلك يف جمال‬ ‫السياسة اخلارجية‪ .14‬فكال اجلانبني بات يفهم جيدا أن‬ ‫وانضمام اقتصاد عمالق كاالقتصاد اهلندي إىل‬ ‫املنافسة ليست هي السبيل لتحقيق املنفعة املتبادلة والتنمية‬ ‫املفاوضات املتعلقة بإنشاء بنك التنمية اخلاص باملنظمة‬ ‫املشرتكة‪ ،‬وإمنا يتحقق ذلك بالشراكة اإلسرتاتيجية‬ ‫ميكن أن حيرك العملية إىل األمام‪ .‬فإنشاء احلساب اخلاص‬ ‫والتعاون‪.‬‬ ‫(صندوق التنمية) وبنك التنمية سيشكالن ً‬ ‫حافزا لتنشيط‬ ‫مركزا ً‬ ‫ً‬ ‫وميكن للهند أن تصبح‬ ‫ثالثا للقوة داخل التعاون االقتصادي داخل املنظمة‪ ،‬وسيجعل منها منظمة‬ ‫املنظمة‪ ،‬ملا متتلكه من‬ ‫آخذ يف الصعود‪ .‬كما أنها أكثر جذ ًبا على الساحة الدولية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اقتصاد ٍ‬ ‫أبدت رغبتها يف التعاون مع دول آسيا الوسطى‪ .‬ففي طريقه‬ ‫وقبول اهلند وباكستان كعضوين كاملي العضوية‬ ‫إىل قمة املنظمة بأوفا قام رئيس الوزراء اهلندي جبولة يف‬ ‫باملنظمة يعد ً‬ ‫حل لواحد من أكثر‬ ‫أمرا ها ًما من منطلق إجياد ٍ‬ ‫آسيا الوسطى استهلها بزيارة أوزبكستان وكازاخستان‪،‬‬ ‫التحديات صعوبة‪ ،‬أال وهو استقرار الوضع يف أفغانستان‪.‬‬ ‫وفى طريق عودته زار ن‪.‬مودى كلاً من طاجيكستان‬ ‫وحسب معلومات من منظمة ‪Global Humanitarian‬‬ ‫وقريجيزستان وتركمانستان‪.‬‬ ‫‪ ،Assistance‬ففي الفرتة من ‪ 2009‬إىل ‪ 2012‬كانت اهلند‬ ‫وحققت زيارته لكازاخستان نتائج مثمرة‪ ،‬حيث توصل من بني أكرب عشرة دول ماحنة ألفغانستان‪ ،‬حيث أنفقت‬ ‫الطرفان إىل اتفاقيات بشأن إطالق مشروع مشرتك خاص ما يقرب من ‪ 434‬مليون دوالر يف إطار برنامج ملساعدة هذه‬ ‫باحلفر االستكشايف يف حبر قزوين‪ ،‬ومضاعفة اليورانيوم الدولة‪.17‬‬ ‫الالزم حملطات الطاقة النووية اهلندية‪ ،‬كما مت توقيع اتفاق‬ ‫ً‬ ‫اهتماما لتنفيذ‬ ‫وباكستان‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬تبدى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشروعا‬ ‫بشأن استعراض ‪26‬‬ ‫استثماريا يف عدد كبري من‬ ‫مشروع خطوط األنابيب تركمانستان – أفغانستان‬ ‫اجملاالت‪ :‬بداية من الطاقة واهلندسة اآللية حتى تكنولوجيا‬ ‫– باكستان – اهلند (تابى) ‪ ،‬ولكن منطقة احلدود‬ ‫املعلومات والصناعات الدوائية‪.15‬‬ ‫ً‬ ‫الرتكمانية‪-‬األفغانية شهدت يف العام األخري‬ ‫نشاطا‬ ‫وبالنسبة لروسيا فإن تقوية نفوذ اهلند يف آسيا الوسطى للعمليات القتالية‪ ،‬حيث تسيطر تشكيالت حركة‬ ‫سيكون من شأنه احلفاظ على االستقرار يف املنطقة‪ ،‬ويف «طالبان» تقريبًا على كل األراضي‪ ،‬اليت من احملتمل أن‬ ‫الوقت نفسه سيشكل ثقلاً‬ ‫ً‬ ‫موازنا للنفوذ املتنامي للصني يقام عليها هذا املشروع‪ .18‬ومن املمكن أن تلعب باكستان‬ ‫والغرب‪ .‬وهذا يتوافق ً‬ ‫متاما مع مصاحل روسيا‪ ،‬وخاصة إذا الدور الرئيسي يف التسوية األفغانية‪ ،‬وذلك ملا هلا من وزن‬ ‫وضعنا يف االعتبار املفاوضات اجلارية بشأن إبرام اتفاق سياسي كبري يف املنطقة‪ .‬ومشاركة اهلند وباكستان يف‬ ‫حول إنشاء منطقة جتارة حرة بني اهلند واالحتاد االقتصادي نشاط اهليكل اإلقليمي ملكافحة اإلرهاب التابع للمنظمة‬ ‫األوراسى‪.‬‬ ‫سيمهد الطريق للرفع من كفاءة هذا الكيان‪ ،‬وال سيما أن‬ ‫ً‬ ‫كال البلدين يبدى اهتما ًما‬ ‫حقيقيا ملناهضة النزعة القومية‬ ‫وهناك مفاوضات جترى داخل املنظمة على مدار أكثر‬ ‫العرقية‪.‬‬ ‫من مخس سنوات تهدف إلنشاء آليات لتمويل املشروعات‬ ‫وهناك نزاعات إقليمية عالقة بني اهلند من ناحية‪ ،‬وبني‬ ‫املشرتكة متعددة األطراف‪.‬وغياب النتائج يف هذا الشأن‬ ‫يرتبط يف األساس بانعدام التوافق يف اآلراء بني أعضاء باكستان والصني من ناحية أخرى‪ ،‬األمر الذي يثري بعض‬ ‫املنظمة فيما يتعلق بطريقة صياغة تلك اآلليات‪ .‬فبعد املخاوف‪ ،‬ولكن احلل السلمي للنزاعات وتدابري بناء الثقة‬ ‫فرض العقوبات على روسيا أصبحت الصني هي املصدر شبه يأتيان يف مقدمة املبادئ األساسية لنشاط منظمة شنغهاي‬ ‫الوحيد للقروض اخلارجية بالنسبة للبنوك الروسية‪ ،‬كما للتعاون‪ .‬ولذلك فالتفاعل بني اهلند وباكستان والصني من‬ ‫يتزايد حجم القروض االئتمانية لبكني يف آسيا الوسطى‪ .‬شأنه أن يفتح الطريق للحوار البناء بني تلك الدول‪ .‬وبالنسبة‬ ‫ففي ظل غياب بنك تنمية مشرتك لكل دول املنظمة‪،‬‬ ‫تقوم الصني وبشكل مباشر بتمويل كثري من املشروعات‬ ‫بآسيا الوسطى‪ ،‬األمر الذي جيعل موسكو غري قادرة ليس‬ ‫فقط على مراقبة تلك العملية‪ ،‬ولكن أيضا ال ميكنها‬ ‫معرفة تفاصيل تلك االتفاقيات‪.16‬‬

‫‪72‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫إلجراءات بناء الثقة بني الدول األعضاء باملنظمة فإن جتربة‬ ‫رابطة دول جنوب شرق آسيا(اآلسيان) تبدو هي األمثل يف‬ ‫ذلك الشأن‪ ،‬حيث ال يتم التعاون على أساس حماوالت «تنحية‬ ‫اخلالفات املتأصلة»‪ ،‬وإمنا على أساس الزيادة التدرجيية‬ ‫للمصاحل اإلجيابية املشرتكة واملنفعة املتبادلة بني الدول‪.19‬‬ ‫واختاذ قرار بشأن قبول عضوية إيران باملنظمة يتوقف‬ ‫على تنفيذها لالتفاقات‪ ،‬اليت مت التوصل إليها مع «جمموعة‬ ‫الدول الست» بشأن الربنامج النووى اإليراني‪ ،‬وأيضا على‬ ‫رفع العقوبات املفروضة على إيران من جملس األمن‪ .‬وتعد‬ ‫ً‬ ‫إيران‬ ‫شريكا ها ًما للمنظمة‪ ،‬المتالكها حدود ممتدة مع‬ ‫أفغانستان‪ ،‬ومتتعها بنفوذ كبري يف األقاليم الغربية هلذا‬ ‫البلد‪ ،‬مما يؤهلها لتقديم املساعدة يف تسوية الوضع هناك‪.‬‬ ‫وطهران يف الواقع لعبت ً‬ ‫واحدا من األدوار املركزية يف عملية‬ ‫النهوض باالقتصاد األفغاني‪ ،‬حيث خصصت األموال الالزمة‬ ‫لرتميم طرق املواصالت الربية‪ ،‬والزراعة والطاقة‪ ،‬واليت تعترب‬ ‫اجملاالت األكثر أهمية بالنسبة ألفغانستان‪ .20‬وإيران‪ ،‬مبا‬ ‫لديها من احتياطيات كبرية ملوارد الطاقة وإمكانية عبور‬ ‫ً‬ ‫البضائع‪ ،‬من املمكن أن تلعب دو ًرا‬ ‫كبريا يف تفعيل نادي‬ ‫الطاقة التابع للمنظمة‪ ،‬وكذلك يف تنمية املشروعات‬ ‫العمالقة للبنية التحتية‪ .‬فضرورة إجياد أشكال جديدة‬ ‫أمرا ً‬ ‫للتقارب مع طهران بات ً‬ ‫ملحا تفرضه خماوف موسكو‬ ‫وبكني بشأن احتمال تزايد نفوذ الواليات املتحدة يف حال‬ ‫حدوث تغيري جدي لطابع احلكم يف إيران‪.‬‬ ‫وقبول أعضاء جدد باملنظمة سيتطلب‪ ،‬بالطبع‪ ،‬إجياد‬ ‫حلول لعدد من املشكالت التنظيمية والقيام ببعض‬ ‫اإلصالحات‪ .‬فمن املمكن أن يستوجب األمر إدخال اللغة‬ ‫اإلجنليزية كلغة عمل ثالثة باملنظمة‪.‬‬

‫مببدأ اإلمجاع‪ ،‬وتتبنى آلية اختاذ القرارات املتبعة يف رابطة‬ ‫اآلسيان‪ ،‬واملنصوص عليها يف ميثاق الرابطة باملادتني ‪20‬‬ ‫و‪ ،21‬حيث يتم التأكيد فيهما‪ ،‬وباألخص‪ ،‬على مبدأ االلتزام‬ ‫باإلمجاع‪ ،‬إال أنه يشرتط إمكانية املشاركة املرنة يف‬ ‫القضايا املنفصلة‪ ،‬مبا يف ذلك صيغة «آسيان ‪-‬إكس»‪ ،‬يف‬ ‫حال تقرر ذلك باإلمجاع يف قمة رابطة اآلسيان‪.22‬‬ ‫واستقبال دول جدد باملنظمة سيتطلب‪ ،‬يف املقام األول‪،‬‬ ‫إجراء بعض اإلصالحات‪ ،‬ولكنه سيمثل ً‬ ‫حافزا ً‬ ‫جيدا للدول‬ ‫األخرى‪ ،‬مبا فيها البلدان املراقبة احلالية والشركاء يف احلوار‪،‬‬ ‫وسيشجعهم على االنضمام للمنظمة‪ ،‬األمر الذي سيزيد من‬ ‫مصداقية املنظمة‪.‬‬ ‫والتعاون متعدد التخصصات داخل املنظمة‪ ،‬اليت تضم‬ ‫القوى الرئيسية بالقارة (روسيا واهلند والصني)‪ ،‬سيحد‬ ‫من فرص القوى غري اإلقليمية يف اللعب على التناقضات‬ ‫بينهم‪ ،‬وسيعطى دفعة حلل املشكالت اإلقليمية طويلة‬ ‫األمد وغريها من املشكالت ذات الطابع الثنائي‪ ،‬وسيسمح‬ ‫برتشيد املوارد‪ ،‬اليت يتم إهدارها يف الصراع التنافسي على‬ ‫النفوذ يف املنطقة‪ ،‬وتوجيهها حلل املشكالت املشرتكة‬ ‫املتعلقة باألمن‪ ،‬وكذلك تنفيذ املشروعات واسعة النطاق‬ ‫كالطاقة واملواصالت‪.23‬‬ ‫وكل هذا قد يصبح فعاال فقط إذا قامت املنظمة بإنشاء‬ ‫آليات لتمويل املشروعات املشرتكة متعددة األطراف‪ ،‬وبدأت‬ ‫يف تنفيذ برامج التعاون االقتصادي الذي يثري اهتمام الدول‬ ‫حديثي العضوية باملنظمة‪ .‬وفى هذا الشأن ستربز أهمية‬ ‫التطبيق الفعلي لبنود «اسرتتيجية تنمية منظمة شنغهاي‬ ‫للتعاون حتى عام ‪ ،»2025‬واملبادرة اخلاصة بدمج االحتاد‬ ‫االقتصادي األوراسى واحلزام االقتصادي لطريق احلرير‬ ‫ومنظمة شنغهاي للتعاون‪.‬‬

‫ً‬ ‫وآلية اختاذ القرارات املعمول بها ً‬ ‫حاليا قد متثل‬ ‫حتديا‬ ‫ً‬ ‫خطريا للمنظمة‪ .‬فالتقيد الصارم مببدأ اإلمجاع داخل املنظمة‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقبول أعضاء جدد باملنظمة سيعود بالنفع‬ ‫يواجه اآلن ً‬ ‫عددا من املشكالت املتعلقة بتنفيذ املشروعات‬ ‫على كل من «األعضاء اجلدد» وعلى املنظمة نفسها‪.‬‬ ‫متعددة األطراف‪ .‬وقد حدث أن رفضت أوزبكستان‬ ‫مما يعنى بالطبع أن كل ما مت إنشاؤه داخل املنظمة من‬ ‫املشاركة يف إنشاء اجلامعة الشبكية وجملس الشباب‬ ‫آليات اقتصادية وسياسية‪ ،‬ووسائل مكافحة اإلرهاب‬ ‫التابعني للمنظمة‪ .21‬كما أن قبول أعضاء جدد باملنظمة‬ ‫ستكتسب قوة كاملة وستأتي بالنتائج املنتظرة‪ .‬وفى هذه‬ ‫قد يزيد من حجم التناقضات احلالية‪ .‬فالنظام املتبع ً‬ ‫حاليا‬ ‫احلالة فإن منظمة شنغهاي للتعاون‪ ،‬ذلك الصرح االندماجي‬ ‫الختاذ القرارات ميكن أن يقلل من فاعلية منظمة شنغهاي‬ ‫الذي نشأ نتيجة للتطور التارخيي باملنطقة واحتياجات‬ ‫للتعاون‪ ،‬وخاصة عند احلاجة إلطالق املشروعات متعددة‬ ‫ً‬ ‫بلدانها‪ ،‬ستشكل جز ًءا‬ ‫كبريا من عامل قائم على التعددية‬ ‫األطراف و إنشاء آليات متويل تلك املشروعات‪.‬‬ ‫القطبية‪ ،‬وستجذب مرشحني آخرين حمتملني‪ ،‬يرصدون‬ ‫ومن احملتمل أن تتخلى املنظمة يف املستقبل عن التقيد نشاط املنظمة ويشاركونها املبادئ واألهداف‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪73‬‬


‫(‪)Endnotes‬‬ ‫‪1 .1‬باجانف ى‪.‬ب‪ ،.‬باجانف ن‪.‬ى‪ ،.‬استحالة عامل القطب الواحد ‪ //‬السالم واحلرب‪ .‬موسكو‪ ،2011 .‬صـ ‪. 19‬‬ ‫‪2 .2‬من خطاب وزير اخلارجية الروسي س‪ .‬الفروف وردوده على أسئلة الطالب واملتدربني باألكادميية‬ ‫الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية ‪ //‬السلطة النيابية يف القرن الـ‪ :21‬التشريعات والتعليقات‬ ‫واملشاكل‪ .‬موسكو‪ .2015 .‬العدد ‪ ،)136-137( 2 - 1‬صـ‪.1‬‬ ‫‪3 .3‬باجانف ى‪.‬ب‪ ،.‬باجانف ن‪.‬ى‪ .‬عامل متعدد األقطاب‪ .‬موسكو‪ ،2010 .‬صـ‪.21‬‬ ‫‪4 .4‬تيموثى ستانلى‪ ،‬هل هي خطة ميكافيلية ضد روسيا؟ ‪ //‬جملة فوربس‪.11.06.2015 ،‬‬ ‫‪5 .5‬لوكني أ‪.‬ف‪ ،.‬فكرة «احلزام االقتصادي لطريق احلرير» والتكامل األوراسى ‪ //‬جملة احلياة الدولية‪.‬‬ ‫‪ ،2014‬العدد رقم ‪ ،7‬صـ‪.96‬‬ ‫‪6 .6‬ريد ستانديش‪ ،‬الصني وروسيا يضعان تضاريس رابطة للتعاون االقتصادي الشامل ‪ //‬جملة‪Foreign‬‬ ‫‪.Policy، 10.07.2015‬‬ ‫‪7 .7‬د‪ .‬يوتى براساد‪ ،‬املبادرة اهلندية«العالقات مع آسيا الوسطى» ‪ //‬جملة ‪.Foreign Policy،29.10.2012‬‬ ‫‪8 .8‬إقبال ك‪ .‬منظمة شنغهاي للتعاون تدخل العصر ‪ //‬جملة ‪.The Nation، 13.07.2015‬‬ ‫‪9 .9‬منغوليا تروج ملبادرة املمر االقتصادي الروسي –الصيين –املنغوىل ‪ //‬جريدة جينمن جيباو‪.18.07.2015 ،‬‬ ‫‪1010‬من خطاب س‪.‬أ‪ .‬كارازى‪ ،‬رئيس اجمللس االسرتاتيجي للشئون اخلارجية ووزير اخلارجية السابق جلمهورية‬ ‫إيران اإلسالمية ‪ //‬جملة الرقابة النووي‪ ،‬العدد ‪ ،)463( 4‬أبريل ‪.2015‬‬ ‫‪ 1111‬سيدرفد‪.‬أ‪ .‬منظمة شنغهاي للتعاون‪ :‬كيف بدأ كل شئ ‪ //‬العالقات الدولية يف بداية القرن الـ‪21‬‬ ‫(نتائج املؤمتر السنوي للعلماء الشبان)‪ .‬موسكو‪ ،2011 ،‬صـ ‪.142‬‬ ‫ً‬ ‫قادما ‪ //‬جملة ‪The Nation،‬‬ ‫‪1212‬بيبى إسكوبر‪ ،‬االنفجار اجليوسياسى الكبري أنت حتما ال تراه‬ ‫‪.23.07.2015‬‬ ‫‪1313‬مصطفابيلى أ‪.‬م‪ ،.‬البلدان املراقبة مبنظمة شنغهاي للتعاون ومصاحلها ‪ //‬نشرة األكادميية الدبلوماسية‬ ‫التابعة للخارجية الروسية‪ .‬روسيا والعامل‪ .‬موسكو‪ .2015 ،‬العدد ‪ ،)4( 2‬صــ‪.72‬‬ ‫‪1414‬فالودين أ‪.‬ج‪ ،.‬املالمح اجلديدة لسياسة اهلند اخلارجية ‪ //‬الغرب – الشرق – روسيا ‪ ،2014‬إصدار سنوي‪.‬‬ ‫موسكو‪ ،2015 ،‬صـ ‪.145‬‬ ‫‪1515‬ليليس جوانا‪ ،‬آسيا الوسطى‪ :‬اهلند جتذب زعماء املنطقة ‪.Euroasianet.com، 09.07.2015 //‬‬ ‫‪1616‬جابويف أ‪ .‬ترويض التنني ‪ //‬روسيا يف السياسة العاملية‪ ،2015 .‬العدد األول‪ ،‬صـ‪.152-143‬‬ ‫‪1717‬أفغانستان‪ :‬تدفق املوارد الرئيسية‪.Global Humanitarian Assistance.org // 2002-2009 ،‬‬ ‫‪1818‬بانفيلفا ف‪ ،.‬حركة طالبان وتهديدها خلط أنابيب الغاز املار بأفغانستان ‪ //‬جريدة نيزافيسيمايا جزيتا‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،20.05.2015 .97‬صـ‪.7‬‬ ‫‪1919‬سكلوف‪.‬ف‪.‬ن‪ ،.‬الدبلوماسية الشبكية‪ ،‬سياسة الذاكرة والتعاون العلمى والتقين‪ :‬التوجهات اجلديدة‬ ‫يف بناء إقليم شرق آسيا ‪ //‬فعاليات معهد الدراسات الشرقية‪ ،2011 ،‬العدد ‪ ،2‬صـ‪.7‬‬ ‫‪2020‬سيدرف د‪.‬أ‪ .‬دور منظمة شنغهاي للتعاون يف ضمان األمن اإلقليمي آلسيا الوسطى ‪ //‬نشرة األكادميية‬ ‫الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية‪ .‬موسكو‪ ،2010 ،‬صـ ‪.132‬‬ ‫‪2121‬لوكني أ‪.‬ف‪ .‬هل من الضرورى توسيع منظمة شنغهاي للتعاون؟ ‪ //‬روسيا يف السياسة العاملية‪،2011 .‬‬ ‫العدد ‪.3‬‬ ‫‪2222‬ميثاق رابطة دول جنوب شرق آسيا‪ ،‬سنغافورة‪ 20 ،‬نوفمرب ‪ ،2007‬صـ‪.23 - 22‬‬ ‫‪2323‬دميرتى ليتسكاى‪ ،‬منظمة شنغهاي للتعاون على وشك التوسع ‪ //‬جملة احلياة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬أبريل‬ ‫‪ ،2015‬صـ ‪.82 - 81‬‬

‫‪74‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫العالقات المصرية الروسية من الشراكة إلى التحالف‪:‬‬ ‫الفرص والتحديات‬

‫د‪ .‬نورهان الشيخ‬

‫*‬

‫مثل توقيع العقد اخلاص ببناء أول حمطة للطاقة النووية بتكنولوجيا روسية يف مصر مبنطقة الضيعة يوم‬ ‫‪ 19‬نوفمرب خطوة هامة حنو نقل العالقات ‪ -‬املصرية الروسية‪ -‬من الشراكة إىل التحالف اإلسرتاتيجي املستقر‪.‬‬ ‫انطالقا من أن التعاون يف جمال التقنيات النووية يعد من اجملاالت اإلسرتاتيجية اليت تؤسس لشراكات طويلة‬ ‫األمد‪ ،‬وكما صرح سريجى كرييينكو رئيس شركة "روس أتوم" الروسية املنفذة للمشروع أن العقد سوف‬ ‫يربط البلدين لقرن قادم من الزمان‪ .‬حيث يتضمن املشروع بناء أربعة وحدات على مدى ‪ 12 – 10‬سنة‪ ،‬وستعمل‬ ‫الوحدات ملدة ‪ 80‬عاما‪ ،‬وستقدم روسيا دعم مالي للمشروع يف صورة قرض ملصر يسدد على مدى ‪ً 35‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫لقد أكد توقيع عقد الضبعة‬ ‫استقاللية القرار املصري‪ ،‬وأن توجه‬ ‫مصر حنو روسيا ليس جمرد نزوة عابرة‬ ‫كما كانت تأمل الواليات املتحدة‬ ‫وتتخوف روسيا‪ ،‬وإمنا حتالف وثيق‬ ‫يزداد قوة ومتانة يف خمتلف اجملاالت‪.‬‬ ‫وبدد التوقيع املخاوف الروسية وأحبط‬ ‫التوقعات األمريكية‪ ،‬وأكد أن‬ ‫هناك عزم حقيقي على بناء شراكة‬ ‫إسرتاتيجية وطيدة ممتدة مع روسيا‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن العالقات املصرية‬ ‫الروسية تتجه حنو شراكة أعمق‪،‬‬ ‫وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي‬ ‫صراحة حني أكد “أن مصر وروسيا‬ ‫لديهما الكثري الذي ميكن عمله‬ ‫ً‬ ‫معا‪ ،‬والتعاون لتحقيق االزدهار‬ ‫للبلدين والشعبني‪ ...‬وأن العالقات بني‬ ‫البلدين طيبة وتتقدم أكثر وأكثر”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد أدركت السياسة املصرية‬ ‫أخريا‬ ‫ً‬ ‫كثريا من التوجه‬ ‫أن العامل أوسع‬ ‫الغربى‪،‬وأن هناك فرص يف دول ومناطق‬ ‫أخرى تستحق املبادرة والتطوير‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تتجه حنو تنويع شراكاتها وتعميقها‬ ‫مع الشرق وخاصة روسيا‪.‬‬

‫أعقبت توقيع عقد حمطة الضبعة‬ ‫ببضعة أيام على رأس وفد ضم ‪ 26‬من‬ ‫القيادات املعنية بالتعاون اإلسرتاتيجي‬ ‫والعسكري التقين بني البلدين‪ .‬وهذه‬ ‫هى الزيارة الثانية لوزير الدفاع الروسي‬ ‫يف غضون عامني‪ ،‬ختللها زيارتني لوزير‬ ‫الدفاع املصري لروسيا األمر الذي يدل‬ ‫على أن مرحلة جديدة يتم تدشينها يف‬ ‫العالقة بني القاهرة وموسكو‪.‬‬

‫والشك أن اللقاءات املتكررة بني‬ ‫القيادة السياسية للبلدين كان هلا‬ ‫دور كبري يف دفع الشراكة بينهما‬ ‫حيث التقى الزعيمان مخس مرات‬ ‫خالل عام ونصف‪ .‬وكان الرئيس‬ ‫السيسي أول رئيس مصري يشارك يف‬ ‫احتفاالت روسيا بعيد النصر يوم ‪ 9‬مايو‬ ‫مبناسبة الذكرى السبعني النتصار‬ ‫روسيا يف احلرب الوطنية العظمى‬ ‫على النازية‪ ،‬والذي كان األضخم يف‬ ‫التاريخ الروسي‪ ،‬وكان أول رئيس دولة‬ ‫ممن وجهت هلم الدعوة حلضور االحتفال‬ ‫يلتقي الرئيس فالدميري بوتني‪ ،‬وامتد‬ ‫اللقاء ملدة إضافية‪ .‬وأتت املشاركة‬ ‫املصرية يف ظروف دولية وإقليمية‬ ‫وقد عزز من التفاؤل بشأن مستقبل بالغة احلساسية‪ ،‬وفى وقت ضغطت‬ ‫العالقات املصرية الروسية زيارة واشنطن على حلفائها والدول التابعة‬ ‫وزير الدفاع الروسي للقاهرة اليت هلا لعدم املشاركة‪.‬‬

‫شريكا ً‬ ‫ً‬ ‫جادا ملصر يف‬ ‫وتعد روسيا‬ ‫خمتلف اجملاالت‪ ،‬وفى مقدمتها اجملال‬ ‫ً‬ ‫استعدادا‬ ‫العسكري حيث تبدى روسيا‬ ‫لتزويد مصر بتكنولوجيا حديثة‬ ‫يف جمال القوات اجلوية والبحرية‬ ‫واملنظومات الصاروخية والدفاعية‬ ‫املختلفة‪ ،‬إىل جانب إحياء الصناعات‬ ‫العسكرية املصرية‪ .‬وهناك تطور‬ ‫ملحوظ يف التعاون العسكري الذي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحمدودا‪ ،‬فألول‬ ‫بطيئا‬ ‫ظل لعقود‬ ‫مرة ُتعقد اللجنة املشرتكة للتعاون‬ ‫العسكري التقين بني مصر وروسيا‬ ‫مطلع شهر مارس ‪ 2015‬مبوسكو‪ ،‬ومت‬ ‫يف إطارها توقيع بروتوكوال للتعاون‬ ‫العسكري بني البلدين‪ ،‬وإمتام‬ ‫الصفقات اليت جرى التشاور بشأنها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حتما من‬ ‫وحبث صفقات جديدة ستعزز‬ ‫القدرات العسكرية املصرية‪ ،‬وتسهم‬ ‫بفاعلية يف حتديث اجليش املصري‪،‬‬ ‫وإمداده مبنظومات دفاعية متقدمة‬ ‫حتد من حالة االنكشاف اإلسرتاتيجي‬ ‫اليت تعانى منها مصر منذ بدء التعاون‬ ‫العسكري مع الواليات املتحدة‪.‬كما‬ ‫أجريت أول مناورات روسية مصرية‬ ‫مشرتكة “جسر الصداقة ‪ ”2015‬يف‬ ‫البحر املتوسط‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 6‬إىل‬ ‫‪ 14‬يونيو‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪75‬‬


‫إن التعاون العسكري مع روسيا‬ ‫ضرورة لبناء القدرات املصرية‪،‬‬ ‫وضمان أمن مصر وشعبها‪ .‬وموسكو‬ ‫هى الشريك األمثل ملصر حبكم‬ ‫أن العقيدة العسكرية املصرية‬ ‫مازالت شرقية ومل تتغري منذ تعاوننا‬ ‫التارخيي مع السوفييت خالل‬ ‫اخلمسينات والستينات‪ ،‬وكون روسيا‬ ‫متدنا حبوالي ‪ 40%‬من احتياجاتنا‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫على صعيد أخر‪ ،‬تعد روسيا سوق‬ ‫واسع وهام للسلع واملنتجات املصرية‬ ‫املختلفة‪ ،‬ومصدر للتقنيات احلديثة‬ ‫يف خمتلف اجملاالت ومنها اجملال النووي‪،‬‬ ‫وجمال الطاقة‪ ،‬والفضاء‪ ،‬وحتديث‬ ‫البنية الصناعية‪ ،‬والتكنولوجيا‬ ‫الزراعية املتقدمة خاصة يف جمال‬ ‫زراعة الكثبان الرملية‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫كما أنها تزود مصر بأكثر من ‪40%‬‬ ‫من احتياجاتها من القمح بقيمة ‪1.1‬‬ ‫مليار دوالر لكونها أكرب مصدر‬ ‫للحبوب يف العامل‪ ،‬وكذلك بشحنات‬ ‫الغاز الطبيعي‪ ،‬ومن املعروف إنها أكرب‬ ‫مصدر للغاز يف العامل وبها أكثر من‬ ‫ثلث االحتياطي العاملي منه‪ .‬ومت االتفاق‬ ‫بني البلدين على إنشاء منطقة جتارة‬ ‫حرة بني مصر واإلحتاد االقتصادي‬ ‫األوراسي الذي يضم روسيا وبيالروسيا‬ ‫وكازاخستان وأرمينيا وقريجيزستان‪،‬‬ ‫األمر الذي يفتح أسواق جديدة أمام‬ ‫املنتجات املصرية‪ ،‬ويعزز الصادرات‬ ‫املصرية لروسيا‪ .‬كما مت االتفاق على‬ ‫مشاركة روسيا يف املشروع املصري‬ ‫إلنشاء املركز اللوجيستى العاملي‬ ‫لتخزين وتداول الغالل واحلبوب‪،‬وعلى‬ ‫إنشاء املنطقة الصناعية الروسية‬ ‫املتخصصة يف الصناعات املغذية‬ ‫للسيارات والطائرات واحلاسبات‬ ‫االلكرتونية وبعض السلع اهلندسية‬ ‫يف منطقة عتاقة مبحور قناة السويس‪.‬‬

‫أوسطية‪ ،‬حبكم كونها الدولة‬ ‫الوحيدة اليت جنت من براثن املخطط‬ ‫األمريكي األخوانى لتقويض الدول‬ ‫العربية الكربى واملؤثرة يف املنطقة‪،‬‬ ‫وتوطني اإلرهابيني واملتطرفني من‬ ‫أوروبا وغريها يف بالدنا‪ ،‬وحملة على‬ ‫اخلريطة العربية تبني حجم املأساة‬ ‫حيث تغرق العراق وسوريا ومعها ليبيا‬ ‫واليمن يف االضطرابات لتشكل‬ ‫ً‬ ‫مجيعا حزام من عدم االستقرار يهدد‬ ‫ليس فقط الدول العربية األخرى‪،‬‬ ‫ولكن الدول الكربى املعنية بأمن‬ ‫واستقرار املنطقة‪ ،‬وفى مقدمتها روسيا‪.‬‬ ‫ويرتك هذا مصر باعتبارها رافد أساسي‬ ‫الستعادة االستقرار يف املنطقة‪ ،‬يعزز‬ ‫ذلك تطابق رؤي البلدين‪ ،‬مصر وروسيا‪،‬‬ ‫حول خطورة حتدى اإلرهاب وحتمية‬ ‫مواجهة التنظيمات املتطرفة واقتالعها‬ ‫من املنطقة‪.‬‬

‫مبعناه الواسع حيث تعتمد داعش على‬ ‫النفط كمصدر رئيسي للتمويل من‬ ‫خالل قيامها بسرقة النفط املنتج يف‬ ‫العراق وسوريا وليبيا وبيعه يف السوق‬ ‫السوداء‪ ،‬وقد وصلت عائدات التنظيم‬ ‫من إنتاج وبيع النفط إىل ‪ 3‬ماليني‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫دوالر‬ ‫يف ضوء ما تقدم‪ ،‬تعترب روسيا‬ ‫القضاء على تنظيم داعش‪ ،‬وغريه‬ ‫من التنظيمات اإلرهابية يف املنطقة‬ ‫التحدي الرئيسي واألهم‪ .‬وقد أعلنت‬ ‫روسيا صراحة عن عزمها احليلولة‬ ‫دون عودة هؤالء إىل روسيا وجوارها‪،‬‬ ‫والقضاء عليهم يف املناطق احلاضنة‬ ‫هلم واستئصال اإلرهاب من جذوره يف‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬اليت متثل حزام‬ ‫روسيا اجلنوبي الغربي هلا‪ ،‬ومنها يأتي‬ ‫الدعم لإلرهاب يف الداخل الروسي‪.‬وقد‬ ‫عظم هذا من مستوى اهتمام روسيا‬ ‫باملنطقة عامة ومنها مصر‪ ،‬وشهدت‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‬ ‫آليات التحرك الروسي قفزة‬ ‫حيث تؤسس روسيا لنفوذ دائم وقوى‪،‬‬ ‫ودور فاعل يف الشرق األوسط حيمى‬ ‫أمنها ومصاحلها‪ .‬ونصت العقيدة‬ ‫العسكرية البحرية اجلديدة اليت‬ ‫صدق عليها الرئيس بوتني يف ‪ 26‬يوليو‬ ‫‪2015‬على ضمان وجود عسكري‬ ‫حبري “دائم” لروسيا يف البحر املتوسط”‪،‬‬ ‫الذي متتلك مصر سواحل ممتدة عليه‪،‬‬ ‫وتعزيز املواقع اإلسرتاتيجية لروسيا‬ ‫يف البحر األسود‪ً ،‬‬ ‫ردا على حتركات‬ ‫الواليات املتحدة وحلف مشال األطلسي‬ ‫يف البحر األسود على خلفية األزمة‬ ‫األوكرانية‪.‬‬

‫وتنظر روسيا بقلق شديد لتصاعد‬ ‫اإلرهاب يف املنطقة حيث طال األخري‬ ‫روسيا وفضائها السوفييت السابق‪،‬‬ ‫وتعترب أن متدد تنظيم داعش تهديد‬ ‫مباشر ألمنها القومي خاصة بعد أن‬ ‫أعلن تنظيم “إمارة القوقاز اإلسالمية”‪،‬‬ ‫الذي أسسه دوكو عمروف عام ‪2007‬‬ ‫مبايعته لتنظيم “داعش” يف ‪ 21‬يونيو‬ ‫‪ ،2015‬وذلك من خالل شريط فيديو‬ ‫بث على شبكة اإلنرتنت محل عنوان‬ ‫“بيان من جماهدي والية القوقاز ببيعة‬ ‫خليفة املسلمني أبي بكر البغدادي‬ ‫وانضمامهم إىل الدولة اإلسالمية”‪.‬ومن‬ ‫املعروف أن تنظيم إمارة القوقاز قد تبنى‬ ‫ً‬ ‫أيضا أهمية‬ ‫وتربز يف هذا السياق‬ ‫يف السنوات األخرية هجمات عديدة‬ ‫داخل روسيا من أبرزها اهلجوم على التعاون األمين واالستخباراتى بني‬ ‫مطار دوموديدوفو يف موسكو‪ .‬وأعلن البلدين خاصة وأن موسكو تدرج‬ ‫تنظيم داعش روسيا عدو له‪ ،‬وهدد مجاعة األخوان وعدد من اجلماعات‬ ‫“باحتالل الكرملني وحترير روسيا اإلسالمية املتشددة ضمن قائمة‬ ‫والشيشان والقوقاز‪ ،‬وأخذ الروسيات املنظمات اإلرهابية لديها منذ عام‬ ‫سبايا”!‪ .‬يضاف إىل هذا خطورة داعش ‪ 2003‬بقرار من احملكمة العليا‬ ‫وحتتل مصر أهمية واضحة على سوق الطاقة الذي يعد قطاع الروسية‪،‬ومتتلك قدرات استخباراتيه‬ ‫ً‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫يف اإلسرتاتيجية الروسية الشرق مفصلى ورئيسى لألمن القومي الروسي ومعلوماتية متفوقة ومتقدمة‬

‫‪76‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫ولديها رؤية تتطابق مع الرؤية املصرية‬ ‫حول ماهية املنظمات اإلرهابية وضرورة‬ ‫القضاء عليها‪.‬وتبدو موسكو مرحبة‬ ‫باإلجراءات اليت تتخذها احلكومة‬ ‫املصرية الستئصال اإلرهاب واجلرمية‬ ‫املنظمة من سيناء والعمق املصري حيث‬ ‫تدرك القيادة الروسية خطورة اإلرهاب‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وأشار الرئيس بوتني‬ ‫صراحة إىل خطورة الوضع يف سيناء‬ ‫ليس فقط على مصر ولكن على‬ ‫ً‬ ‫فرصا‬ ‫املنطقة ككل‪ .‬ويتيح هذا‬ ‫لتعاون أمنى واستخباراتي واسع النطاق‬ ‫بني روسيا ومصر‪ ،‬وتبادل للخربات يف‬ ‫جمال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ويتضمن ذلك‬ ‫تبادل املعلومات حول خطط وحتركات‬ ‫املنظمات اإلرهابية‪ ،‬على النحو الذي‬ ‫ميكن أجهزة األمن يف مصر من‬ ‫إجهاض خمططاتهم الدنيئة‪ ،‬وإحباط‬ ‫حماوالتهم للنيل من االستقرار يف مصر‪،‬‬ ‫والقبض على هذه العناصر‪ ،‬واحلصول‬ ‫على تقنيات حديثة للكشف عن‬ ‫املتفجرات وغريها من وسائل مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫وقد كانت هذه القاعدة الصلبة‬ ‫من املصاحل املتبادلة ونضج العالقة‬ ‫بني البلدين العامل األساسي وراء‬ ‫جتاوز أزمة الطائرة الروسية اليت مت‬ ‫تفجريها فوق سيناء يوم ‪ 31‬أكتوبر‬ ‫ً‬ ‫وراح ضحيتها ‪ 224‬مجيعهم‬ ‫تقريبا من‬ ‫املواطنني الروس‪ ،‬وما أعقب ذلك من‬ ‫سلسلة قرارات روسية تضمنت إجالء‬ ‫السياح الروس يف مصر والبالغ عددهم‬ ‫‪ 90‬ألف سائح‪ ،‬ووقف رحالت شركة‬ ‫ً‬ ‫مصر للطريان إىل روسيا‬ ‫خوفا من مزيد‬ ‫من األعمال اإلرهابية اليت قد تستهدف‬ ‫املـواطنـني الروس‪ ،‬حـيـث أكـدت‬ ‫القيادة الروسية أن هذه القرارات جاءت‬ ‫العتبارات أمنية وليست سياسية‪ .‬ومن‬ ‫املعروف أن روسيا أكرب دولة مصدرة‬ ‫للسياحة ملصر‪ ،‬وأن السياحة تعد أحد‬ ‫أهم مصادر الدخل القومي والعملة‬ ‫الصعبة يف مصر وتتيح فرص التشغيل‬ ‫ملاليني املصريني على حنو مباشر وغري‬ ‫مباشر‪.‬‬

‫لقد قدمت ثورة ‪ 30‬يونيو يف مصر‬ ‫والتطورات الالحقة هلا فرصة حقيقية‬ ‫لتعظيم الشراكة املصرية الروسية‪،‬‬ ‫ونقلها ملستويات إسرتاتيجية من‬ ‫التحالف بني البلدين‪ ،‬إال إن حتديات‬ ‫هامة مازالت تعوق تقدم البلدين حنو‬ ‫هذا اهلدف‪ .‬أوهلا استمرار حالة السيولة‬ ‫وعدم االستقرار يف مصر‪ ،‬فرغم االنتهاء‬ ‫من االستحقاقات الثالثة للمرحلة‬ ‫االنتقالية بإجراء انتخابات جملس‬ ‫النواب‪ ،‬فإن مصر مل تصل بعد إىل‬ ‫االستقرار املنشود خاصة مع استمرار‬ ‫تدهور األوضاع املعيشية للمواطنني‪،‬‬ ‫وتفشى الفساد‪ ،‬وعجز املؤسسات‬ ‫املختلفة عن استيعاب القطاعات‬ ‫الواسعة من الشباب يف القرى واملدن‬ ‫واألقاليم وفى العشوائيات وتركهم‬ ‫فريسة سهلة الستقطاب التنظيمات‬ ‫ً‬ ‫سلبيا‪ ،‬واستمرار‬ ‫املتطرفة وتوظيفهم‬ ‫اخرتاق العناصر املتطرفة للمؤسسات‬ ‫املختلفة رغم اإلطاحة حبكم األخوان‬ ‫وإبعادهم من السلطة‪ .‬فهناك حاضنة‬ ‫هلؤالء يف خمتلف املؤسسات‪ ،‬واخرتاقهم‬ ‫ً‬ ‫قائما من خالل‬ ‫لكافة املؤسسات مازال‬ ‫األجيال األصغر ً‬ ‫سنا اليت مل يتم تسليط‬ ‫الضوء عليها‪ ،‬وصغار املوظفني‪،‬‬ ‫واملتعاطفني باسم الدين‪ ،‬واألخطر من‬ ‫خالل القيادات اليت مت شراؤها والتفاهم‬ ‫معها خلدمة املصاحل األخوانية رغم‬ ‫كونها ال تنتمي جلماعة األخوان‬ ‫وال لتيار اإلسالم السياسي‪ .‬األمر الذي‬ ‫يؤدى إىل ارتباك املشهد السياسي‬ ‫يف مصر واستمرار ضبابية خريطة‬ ‫القوى السياسية‪ ،‬وانسداد األفق لدى‬ ‫الكثريين‪ ،‬وبروز طاقة سلبية متنامية‬ ‫يف اجملتمع جتعل من النار كامنة حتت‬ ‫الرماد‪ .‬ويثري هذا التساؤل حول مستقبل‬ ‫العالقات املصرية الروسية يف ظل مناخ‬ ‫عدم االستقرار‪ ،‬ومدى قدرة البلدين‬ ‫على مواصلة دفع الشراكة بينهما يف‬ ‫املستقبل‪.‬‬

‫املصرية وتباطئها يف إجناز اإلجراءات‬ ‫إلمتام ما مت االتفاق عليه وإدخاله‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا‬ ‫معوقا‬ ‫حيز التنفيذ أصبحت‬ ‫لتطوير العالقات بني البلدين‪.‬فالعديد‬ ‫من االتفاقات واملشروعات الكربى‬ ‫املشرتكة والواعدة اليت يتم احلديث‬ ‫ً‬ ‫حاليا كان قد مت االتفاق عليها‬ ‫عنها‬ ‫ً‬ ‫يف السابق‪،‬إال إنها ظلت حربا على‬ ‫ورق نتيجة التعقيدات البريوقراطية‪.‬‬ ‫وعلى سبيل املثال املنطقة الصناعية‬ ‫الروسية يف مصر مت االتفاق عليها يف‬ ‫فرتة مبارك وكان من املفرتض إنشائها‬ ‫يف برج العرب ثم توقف احلديث عن‬ ‫ً‬ ‫جمددا مع نقلها‬ ‫املشروع حتى مت إحياءه‬ ‫حملور قناة السويس‪.‬‬ ‫ثالثها ‪ :‬التباعد بشأن عدد من امللفات‬ ‫اإلقليمية نتيجة التأثري السعودي‬ ‫الضاغط على مصر يف اجتاه التباعد يف‬ ‫املواقف بني مصر وروسيا‪ .‬فمن الواضح‬ ‫أن حماوالت موسكو للتفاهم مع دول‬ ‫اخلليج‪ ،‬وخاصة اململكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬واليت تتمحور حول القضية‬ ‫السورية وأسعار النفط‪ ،‬واالنطالق من‬ ‫وجود حتديات خطرية مشرتكة تتهدد‬ ‫روسيا ودول اخلليج تتمثل يف تصاعد‬ ‫خطر اإلرهاب مل تكلل بالنجاح‪ .‬ومازال‬ ‫التباعد حول ماهية التهديدات األكثر‬ ‫خطورة‪ ،‬وكون إيران تهديد أم جار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومدى القبول ولو‬ ‫مرحليا باألسد يف‬ ‫سوريا‪ ،‬والتحديد الدقيق للتنظيمات‬ ‫اليت تعد إرهابية واليت ليست كذلك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قائما بني روسيا والسعودية‪ ،‬ومازالت‬ ‫هذه القضايا موضع جدل وحبث بني‬ ‫اجلانبني الروسي والسعودي‪ ،‬حيث‬ ‫تتباين الرؤى والتوجهات يف هذا اإلطار‪.‬‬

‫وهلذا تأثريه على السياسة املصرية‬ ‫ً‬ ‫نظرا‬ ‫والتوجه حنو التحالف مع روسيا‬ ‫لكون السعودية حليف إسرتاتيجي‬ ‫ملصر خالل املرحلة الراهنة على‬ ‫الصعيدين األمين واالقتصادي‪ .‬وعلى‬ ‫ثانيها ‪ :‬التحدي البريوقراطي الذي سبيل املثال‪ ،‬فإنه رغم اقتناع مصر‬ ‫يعوق إدخال العديد من االتفاقات حيز بفاعلية وأهمية الضربات الروسية يف‬ ‫التنفيذ منذ زمن مبارك‪ .‬فالبريوقراطية سوريا وإنها تدعم جهود مصر حملاربة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪77‬‬


‫اإلرهاب‪ ،‬فإنها أيدت على استحياء‬ ‫الضربات الروسية‪ ،‬ومل تستطع اجملاهرة‬ ‫بذلك أو دعمه بشكل أكثر فاعلية‬ ‫ً‬ ‫حتاشيا إلثارة غضب السعودية اليت رأت‬ ‫ً‬ ‫دعما لبشار‬ ‫أن الضربات الروسية متثل‬ ‫األسد وهو ما ترفضه الرياض متاماً‬ ‫وتستنكره‪.‬‬ ‫وعلى حني شاركت مصر يف‬ ‫التحالف العربي الذي تقوده اململكة‬ ‫العربية السعودية يف اليمن‪ ،‬أبدت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قلقا‬ ‫روسيا‬ ‫واضحا إزاء ما جيرى‬ ‫وتداعياته املستقبلية على استقرار‬ ‫املنطقة منذ بدأ “عاصفة احلزم” فجر‬ ‫اخلميس ‪ 26‬مارس‪ .‬وأكدت أهمية‬ ‫الوقف الفوري للقتال يف اليمن‪ ،‬وضرورة‬ ‫تفعيل اجلهود‪ ،‬مبا يف ذلك جهود األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬لبلورة حلول سلمية للنزاع‬ ‫اليمنى‪ ،‬وإطالق حوار واسع مبشاركة‬ ‫مجيع القوى السياسية والدينية يف‬ ‫ً‬ ‫البالد‪ .‬كما أبدت روسيا ً‬ ‫قلقا‬ ‫شديدا‬ ‫من اتساع نطاق املعارك وامتدادها إىل‬ ‫دول أخرى‪ ،‬ومن إمكانية تورط قوى‬ ‫إقليمية‪ ،‬يف مقدمتها إيران‪ ،‬يف الصراع‬ ‫وحتوله إىل حرب إقليمية واسعة النطاق‬ ‫على مقربة منها‪ .‬إال إن املوقف الروسي‬ ‫ً‬ ‫املتخوف‬ ‫نسبيا من العمليات العربية‬ ‫يف اليمن واليت تساندها مصر مل يلقى‬ ‫بظالل على العالقات املصرية الروسية‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن كال البلدين يتبنى‬ ‫نهج “املتوازيات” يف سياسته اخلارجية‬ ‫وحياول الرتكيز على نقاط االلتقاء‬ ‫واملصاحل املتبادلة وتنحية اختالف‬ ‫وجهات النظر يف بعض امللفات خاصة‬ ‫مع حمدوديتها‪.‬‬ ‫وأخريا‪ ،‬تأتى عقبة الرتدد املصري‬ ‫يف حسم توجهها وخيارها االسرتاتيجي‬ ‫بالتحالف مع روسيا‪ ،‬وما يردده‬ ‫البعض من أن مصر تنتظر اإلدارة‬ ‫األمريكية اجلديدة الستعادة‬ ‫التفاهمات والتحالفات مع الواليات‬ ‫املتحدة‪،‬وأن احلنني لواشنطن لدى دوائر‬ ‫ً‬ ‫صنع القرار مازال‬ ‫قائما‪،‬رغم أنه من‬ ‫املعروف أن توجهات السياسة اخلارجية‬

‫‪78‬‬

‫األمريكية ال ختتلف بتغري اإلدارة‪،‬‬ ‫كما يبدو هذا ً‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫مستغربا يف ضوء‬ ‫املوقف األمريكي والغربي من مصر‬ ‫يف أعقاب ثورة ‪ 30‬يونيو‪ .‬ولكن من‬ ‫املالحظ إنه منذ التغيريات العميقة اليت‬ ‫أحدثها الرئيس السادات يف حتالفات‬ ‫مصر الدولية واإلقليمية منتصف‬ ‫السبعينات باالندفاع حنو الغرب‪،‬‬ ‫أصبح للواليات املتحدة دور حموري يف‬ ‫السياستني الداخلية واخلارجية ملصر‪.‬‬ ‫وعقب تفكك االحتاد السوفييت‬ ‫وإنفراد الواليات املتحدة بإدارة الشأن‬ ‫الدولي واإلقليمي فقدت مصر حرية‬ ‫حركتها وأصبحت العالقات مع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إلزاما وليس‬ ‫واشنطن‬ ‫اختيارا‪ .‬وعلى‬ ‫مدى عقود أحكمت الواليات املتحدة‬ ‫قبضتها على مصر من خالل عناصر‬ ‫تأثري عدة على السلطة احلاكمة بها‪،‬‬ ‫ومن خالل النخبة السياسية ورجال املال‪،‬‬ ‫واألعمال واألكادمييني واإلعالميني‬ ‫الذين يدين معظمهم بالوالء للواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬بل وتنافست قوى سياسية عدة‬ ‫وفى مقدمتها تيار اإلسالم السياسي‬ ‫ً‬ ‫لكسب ود واشنطن‬ ‫طمعا يف السلطة‬ ‫حيث ساد االعتقاد يف أوساط النخبة‬ ‫بأن الواليات املتحدة هي اليت تقرر من‬ ‫حيكم مصر!‪ ،‬وأن توىل املناصب‬ ‫واملواقع اهلامة يف خمتلف املؤسسات‬ ‫ً‬ ‫حكرا على اتباع واشنطن ومن تلقوا‬ ‫التعليم والتدريب فيها وخيدمون‬ ‫مصاحلها‪ .‬وتنتاب هؤالء اآلن حالة من‬ ‫إن الشعب املصري على يقني بأن‬ ‫الفزع جتاه تعميق الشراكة املصرية‬ ‫روسيا حليف طبيعي ملصر‪ ،‬وصديق‬ ‫الروسية‪ ،‬أو ما نطلق عليه فوبيا‬ ‫حقيقي يف وقت الضيق ميد يد العون‬ ‫“الروس قادمون”! حيث يتخوف البعض‬ ‫ملصر وشعبها كلما احتاج األخري‬ ‫أن يكون التقارب مع موسكو على‬ ‫ذلك‪ .‬وقد كان عام ‪ 2015‬حبق عام‬ ‫حساب العالقة مع واشنطن‪ ،‬ويضيع‬ ‫العالقات املصرية الروسية حيث شهد‬ ‫نفوذ األخرية ومعه مصاحلهم وما‬ ‫حمطات وتطورات مفصلية يف العالقة‬ ‫يتطلعون إليه من مناصب‪.‬‬ ‫بني البلدين‪ ،‬إال إن الطريق مازال‬ ‫ً‬ ‫طويال لضمان االستقرار واالستمرار‬ ‫وقد أوضحت ثورة ‪ 30‬يونيو مدى‬ ‫انفصال هذه النخبة عن مجوع املواطنني للشراكة بينهما‪ ،‬والوصول بها إىل‬ ‫املصريني الذين محلوا صورة الرئيس حتالف اسرتاتيجي يعزز أمن البلدين‬ ‫الروسي فالدميري بوتني يف ميدان وتطلعات الشعبني يف التنمية‬ ‫التحرير‪ ،‬ووضعوها على حمالتهم والرفاهة‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫وبيوتهم‪ ،‬وخرجوا الستقباله خالل‬ ‫زيارته ملصر يومي ‪9‬و‪ 10‬فرباير ‪2015‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقديرا‬ ‫وامتنانا للموقف الروسي الداعم‬ ‫للشعب املصري وثورته يف مواجهة‬ ‫اإلرهاب األخوانى الذي تدعمه الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬األمر الذي وفر فرصة حقيقية‬ ‫لدفع الشراكة املصرية الروسية يف‬ ‫خمتلف اجملاالت‪ .‬فقد استحضر املوقف‬ ‫الروسي من ثورة ‪ 30‬يونيو كل مواقف‬ ‫موسكو التارخيية الداعمة ملصر‪،‬‬ ‫ومنها تهديد الزعيم السوفييت خروشوف‬ ‫بقصف لندن وباريس بالسالح النووي‬ ‫أن مل ينهوا عدوانهم على مصر يف‬ ‫أكتوبر ‪ .1956‬وتقديم موسكو‬ ‫الدعم التقين واملادي الالزم لتشييد‬ ‫السد العالي كصرح تنموي أضاء مصر‬ ‫ووضعها على طريق التنمية الشاملة‬ ‫ومحاها من خطر اجملاعة واجلفاف يف‬ ‫عدد ليس بالقليل من املرات‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي رفضت الواليات املتحدة والغرب‬ ‫متويل السد لعرقلة خطط التنمية يف‬ ‫مصر‪ .‬ووقوف روسيا إىل جانب مصر‬ ‫يف حمنتها عام ‪ 1967‬وقطع عالقاتها‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على‬ ‫الدبلوماسية مع إسرائيل‬ ‫عدوانها‪ ،‬وإعادة تسليح اجليش املصري‬ ‫وتزويده باملنظومات العسكرية‬ ‫املتطورة اليت مكنت مصر من الثأر‬ ‫لشهداء الغدر والرد بقوة خالل حرب‬ ‫االستنزاف ثم حرب أكتوبر اجمليدة‪.‬‬


‫الهجرة من دول شمال أفريقيا والشرق األوسط‪:‬‬ ‫من المسئول وما الحل؟‬ ‫أ‪.‬أ‪.‬تكاتشينكو‬

‫*‬

‫(مت إعداد املادة العلمية يف إطار مشروع الصندوق العلمي الروسي "السياسة الروسية يف الشرق األوسط‬ ‫واألدنى‪ :‬إمكانات وحدود التعاون مع بلدان املنطقة")‬ ‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مشال إفريقيا‪ ،‬الشرق األوسط‪ ،‬االحتاد األوروبي‪ ،‬اهلجرة اخلارجية‪ ،‬الصراعات املسلحة‪،‬‬ ‫الربيع العربي‪.‬‬ ‫بدأت اهلجرة إىل اخلارج لدواع اقتصادية (البحث عن عمل) أو سياسية منذ النصف الثاني من القرن العشرين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحتديدا منذ السبعينيات‪ ،‬وبهذا أصبحت ظاهرة اجتماعية متيز دول مشال إفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬بل و أيضا‬ ‫ً ظاهرة عاملية على الصعيد االقتصادي والسياسي وعلى مستوى اخلرباء الدوليني ويف وسائل اإلعالم العاملية‪.‬‬ ‫أثرت االضطرابات السياسية التى اندلعت بني عامي‬ ‫‪ 2010‬و ‪2015‬م يف خمتلف الدول على الزيادة الكبرية‬ ‫يف نسبة اهلجرة إىل اخلارج‪ ،‬وخاصة اهلجرة غري الشرعية‬ ‫مما أدى إلي نشوب أزمة حادة داخل اإلحتاد األوروبي‪ ،‬ويف‬ ‫العالقات الدولية بشكل عام‪ ،‬حيث بلغ املعدل السنوي‬ ‫للمهاجرين غري الشرعيني من إفريقيا إىل أوروبا ما بني عامي‬ ‫‪ 2002‬و‪ 2010‬عشرين ألف نسمة‪ .‬وازداد هذا الرقم أكثر‬ ‫من ثـمانية أضعاف عام ‪ 2014‬ليصل إىل ‪ 169‬ألف نسمة‪،‬‬ ‫بينما جتاوز أعداد املهاجرين الذين استقبلتهم بلدان االحتاد‬ ‫األوروبي خالل شهري يناير وأغسطس من عام ‪2015‬م أي املغرب العربي ومصر‪ ،‬واليت يقل مستوي املعيشة بها عن‬ ‫ستمائة ألف نسمة‪ ،‬أي بزيادة ثالثة أضعاف عن العام معظم بلدان اخلليج ‪ ،2‬ما يقرب من ‪ 90%‬من إمجالي نسبة‬ ‫املهاجرين العرب‪.‬‬ ‫املاضي‪. 1‬‬ ‫“هجرة العرب”‪ :‬وترية متصاعدة ومنط متغري‬ ‫يف عام ‪ 2013‬بلغ إمجالي تعداد املهاجرين إلي اخلارج‬ ‫‪ 243‬مليون نسمة ‪ ،‬كانت نسبة املهاجرين من سكان‬ ‫املشرق العربي ترتاوح من سبع أو مثانية إلي عشرة أو اثين‬ ‫عشر مليون نسمة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 5% - 4‬من تعداد املهاجرين‬ ‫إلي اخلارج‪ ،‬من بينهم ‪ 8 - 7‬مليون نسمة كانوا يعملون‬ ‫يف أنشطة اقتصادية خمتلفة يف دول منظمة التعاون‬ ‫االقتصادي‪ .‬ومتثل نسبة املهاجرين من بلدان مشال إفريقيا‬

‫من بني اجلاليات األجنبية‪ :‬الصينية واألرمينية واليهودية‬ ‫والبولندية والروسية واألوكرانية واألملانية واإليطالية‬ ‫إخل‪ ...‬حتتل اجلالية العربية (املسلمة) مكانة مميزة من‬ ‫ناحية تعدادها‪ ،‬الذي وصل بنهاية القرن العشرين وبداية‬ ‫القرن الواحد والعشرين إلي مخسة مليون شخص نسمة‬ ‫كنظريتها األرمينية‪ ،‬وذلك على الرغم من تأخرها عن‬ ‫اجلالية الصينية (الذي يبلغ تعدادها أكثر من ‪ 30‬مليون‬ ‫نسمة) واليهودية (تعدادها أكثر من ‪ 13‬مليون نسمة)‪ .‬مع‬ ‫هذا تظل اجلالية العربية األكثر ً‬ ‫منوا بني اجلاليات الكربى‬

‫* مدرس االقتصاد من معهد إفريقيا التابع لألكادميية الروسية للعلوم‬ ‫ترمجة ‪ :‬د‪.‬وليد طلبة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪79‬‬


‫يف العامل‪ ،‬حبيث ستحتل املركز الثاني بعد اجلالية الصينية‬ ‫‪3‬‬ ‫خالل العقد أو العقدين القادمني‪.‬‬ ‫مل تكن العديد من الدول املعنية مباشرة بتوافد أعداد‬ ‫كبرية من املهاجرين إليها تهتم خالل السنوات العشر األوىل‬ ‫من القرن الواحد والعشرين بأسباب اهلجرة اجلماعية (اهلجرة‬ ‫اخلارجية) اليت يقوم بها مواطنو العديد من الدول العربية‬ ‫ذات مستوي الدخل املنخفض‪ .‬ولعل نشأة وتطور أبعاد تلك‬ ‫املشكلة ترجع إىل املشكالت السياسية واإلنسانية احلادة‪.‬‬

‫وبالتوازي بدأت األسباب االقتصادية والسياسية يف‬ ‫الظهور على السطح‪ ،‬وازداد الوعي حبالة الضعف املزمنة‬ ‫للمؤسسات الدميقراطية‪ ،‬وحالة الفشل والتعصب جتاه‬ ‫املعارضني السياسيني من قبل النظام املستبد احلاكم‪،‬‬ ‫والذي يتحول يف كثري من األحيان إىل سلطة ديكتاتورية‬ ‫مطلقة‪ ،‬وتنامي الشعور بالعواقب الوخيمة لالضطرابات‬ ‫والصراعات العرقية والطائفية احملتدمة وعدم االستقرار‬ ‫الكبري يف الوضع السياسي الداخلي بسبب تصاعد التوتر‬ ‫والصراعات بني السلطة واملعارضة الواسعة اليت تضم‬ ‫احلركات واجملموعات اإلسالمية الراديكالية‪.‬‬

‫ال تتمتع قضية اهلجرة من بلدان املشرق العربي بأهمية‬ ‫قصوى وحسب‪ ،‬بل تعد قضية معقدة من ناحية مضمونها‬ ‫وقد ازداد الوضع سو ًءا بسبب الصراعات واحلروب‬ ‫وتأثريها على اجلوانب السياسية واالقتصادية واالجتماعية اإلقليمية املشتعلة‪ .‬تلك النزاعات اليت مت تسويتها على حنو‬ ‫للبلدان املعنية بها ‪ ،‬بل وبالنسبة للدول املستقبلة للمهاجرين مل يسبق له مثيل يف تاريخ احلضارة اإلنسانية كانتقال‬ ‫يف املقام األول‪ ،‬ويظهر هذا التأثري ً‬ ‫جليا علي جوانب سياسية حشود من البشر بكثافة إىل اخلارج مبا يف ذلك وفود‬ ‫حامسة للدول األوروبية‪ ،‬تؤثر فيها قضية املهاجرين بشكل سياحية كبرية و رحالت عمل ورحالت أسرية‪ .‬وقد أدى‬ ‫مباشر على نتائج االنتخابات‪ ،‬واحتماالت انتقال السلطة أو ظهور جمتمع املعلومات ‪ -‬أحد أهم مسات العوملة – إىل زيادة‬ ‫حتديد مصري القيادة السياسية‪.‬‬ ‫فاعلية األنشطة االجتماعية والسياسية مبا يف ذلك موجات‬ ‫االحتجاج الواسعة‪.‬‬ ‫عوامل منو اهلجرة إىل اخلارج على الصعيد‬ ‫الداخلي واخلارجي‬ ‫و باإلضافة إلي الدوافع االقتصادية والسياسية‪ ،‬حتتل‬ ‫الدوافع االجتماعية واالجتماعية الثقافية والدميوغرافية‬ ‫تقف العديد من األسباب االقتصادية والسياسية‬ ‫والتارخيية احلضارية مكانة هامة بني جمموعة الدوافع‬ ‫واإلنسانية واالجتماعية خلف اهلجرة إىل اخلارج من بلدان‬ ‫املؤثرة على تدفقات املهاجرين‪ ،‬ويف هذا اإلطار يربز دور‬ ‫مشال إفريقيا يف الوقت الراهن‪ .‬ويشري العامل اإلفريقي‬ ‫ارتفاع أعداد السكان الكبري والذي يؤثر بدوره على سوق‬ ‫األصل يو‪.‬ف‪.‬باتيومكني إلي العناصر اليت حددت بداية العمالة‪.‬‬ ‫اهلجرة اجلماعية من مشال إفريقيا إىل دول أوروبا املتقدمة‬ ‫ً‬ ‫احتلت قضية العوملة يف اآلونة األخرية (نهاية القرن‬ ‫ً‬ ‫صناعيا ‪ -‬الدول االستعمارية‬ ‫سابقا ‪ -‬بقوله‪« :‬ترجع دوافع‬ ‫اهلجرة اجلماعية إىل الدول االستعمارية يف السابق إىل العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين) املكانة الرئيسة‬ ‫غياب الفوارق اللغوية إلي حد ما‪ ،‬وإىل أمور تتعلق بالتخلي على الصعيد االقتصادي‪ ،‬ويف التفاعل بني الثقافات وخاصة‬ ‫عن أمناط احلياة وأنشطتها االقتصادية التقليدية‪ ،‬والزيادة فيما يتعلق بقدرة الدول املتقدمة على ممارسة ضغوط‬ ‫سابقا‪ ،‬متزايدة على دول املنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫السكانية املتزايدة يف حميط األراضي املُ َ‬ ‫ست َ‬ ‫عمرة‬ ‫‪4‬‬ ‫باإلضافة إىل تطور وخفض تكلفة وسائل املواصالت»‬ ‫يعترب حتليل التقسيم اجلغرايف لتدفق اهلجرة من بلدان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخالفا لألسباب سالفة الذكر ميكننا إضافة تلك األسباب شرق إفريقيا‬ ‫شاهدا على أنه على مدار النصف الثاني من‬ ‫املتعلقة بالتحوالت االجتماعية والسياسية يف السنوات العشر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين كانت‬ ‫األخرية‪ ،‬واألزمات اليت طالت االقتصاد والنواحي االجتماعية وجهة الغالبية العظمى من املهاجرين‪ ،‬أي ما ميثل نسبة ‪90‬‬ ‫يف ظل استقالل تلك الدول‪ .‬وقد أدى تعميق األزمات املنهجية ‪ ،95% -‬للدول الصناعية املتقدمة‪ ،‬وممالك اخلليج الغنية‬ ‫ً‬ ‫يف عدد من دول املنطقة إىل التأثري‬ ‫سلبيا على توفري فرص بالنفط وكذلك إىل ليبيا‪ ،‬واليت كان ينظر إليها املهاجرون‬ ‫العمل وحتسني مستوي املعيشة‪ ،‬باإلضافة إىل استمرار سعي باعتبارها األنسب حبكم موقعها اجلغرايف وبإعتبارها ً‬ ‫جسرا‬ ‫الشباب احلثيث – وهي الفئة العمرية الغالبة‪ -‬للتعرف على للعبور إىل دول أوروبا املتقدمة‪ ،‬وهذا ما يظهر من خالل توزيع‬ ‫أحدث إجنازات حضارات العامل‪ ،‬واحلصول على تعليم عصري أعداد املهاجرين من مشال إفريقيا علي البلدان واملناطق‬ ‫(أنظر اجلدول رقم ‪.)1‬‬ ‫يف املؤسسات التعليمية املرموقة بدول العامل املتقدمة‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫اجلدول رقم ‪1‬‬ ‫تعداد املهاجرين من دول مشال إفريقيا يف البلدان املستقبلة يف النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد‬ ‫والعشرين (باملليون)‬

‫ثـمانينيات القرن العشرين‬

‫نهاية القرن العشرين – بداية القرن‬ ‫الواحد والعشرين‬

‫دول االحتاد األوروبي‬

‫‪3‬‬

‫‪3-3.5‬‬

‫دول اخلليج العربي‬

‫‪5 - 4.5‬‬

‫‪5‬‬

‫الواليات املتحدة األمريكية ودول‬ ‫صناعية أخري‬ ‫(خبالف دول االحتاد األوروبي)‬

‫‪4‬‬

‫‪4.5 - 4‬‬

‫دول أخرى‬

‫حوالي ‪0.5‬‬

‫‪1 - 0.5‬‬

‫اإلمجالي‬

‫‪12.5 - 12‬‬

‫‪14 - 12.5‬‬

‫* يشمل اإلحصاء أفراد األسرة‪ ،‬مبا يف ذلك أبناء املهاجرين‪ ،‬الذين ُولدوا يف الدول األجنبية‪.‬‬ ‫مقتبس من ‪ :‬اهلجرة يف إفريقيا‪ .‬موسكو‪ .1994 ،‬ص‪ ;129-130 .‬عمليات اهلجرة يف البلدان اآلسيوية ومشال إفريقيا‪.‬‬ ‫خربة من واقع ممارسات احلكومة‪ ،‬موسكو ‪ ،World Migration Report. 2000،2010‬ص‪:207-214 ،189 ،108 .‬‬ ‫‪.http://www.arab.net/Algeria, Egypt, Libya, Mauritania, Morocco, Sudan, Tunisia‬‬

‫اجلدول رقم ‪2‬‬ ‫معدل البطالة يف بلدان مشال إفريقيا (بالنسبة املئوية)‬

‫الدولة‬

‫معدل البطالة ً‬ ‫وفقا‬ ‫لإلحصاءات الرمسية‬

‫معدل البطالة ً‬ ‫وفقا‬ ‫لإلحصاءات غري الرمسية‬

‫تقييم وضع البطالة يف‬ ‫اآللفينيات‬

‫اجلزائر‬

‫حوالي ‪10‬‬

‫‪30 - 26‬‬

‫آخذ يف االرتفاع دوماً‬

‫مصر‬

‫أكثر من ‪13‬‬

‫‪19 - 16‬‬

‫مرتفع دوماً‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪81‬‬


‫موريتانيا‬

‫‪31‬‬

‫‪30‬‬

‫آخذ يف االرتفاع دوماً‬

‫املغرب‬

‫حوالي ‪10‬‬

‫‪25 - 21‬‬

‫آخذ يف االرتفاع دوماً‬

‫السودان‬

‫أكثر من ‪10‬‬

‫أكثر من ‪20‬‬

‫آخذ يف االرتفاع دوماً‬

‫تونس‬

‫أكثر من ‪15‬‬

‫‪16 - 15‬‬

‫مرتفع وقابل‬ ‫للإلخنفاض‬

‫ليبيا‬

‫‪30‬‬

‫‪30 - 25‬‬

‫آخذ يف االرتفاع دوماً‬

‫‪Источник: Eurostat, Demographic Statistics: Data 1960-1999. Office for Official Publica‬‬‫‪tions of the European‬‬ ‫‪Communities. Luxembourg; The Middle East and North Africa. 2000. L., 2000. P. 333; The‬‬ ‫‪Middle East and North Africa. 2001.‬‬ ‫‪L., 2001. P. 857, 1127, etc.; The Middle East and North Africa. 2013. L., 2013. P. 206, 354-355,‬‬ ‫;‪786, 836, 1118; Africa South of the Sahara. 2013. L., 2013. P. 813, 1213‬‬ ‫)اجملموعة اإلحصائية لدول الوطن العربي‪ .‬العدد اخلامس (جمموعة إحصاءات للدول العربية‬ ‫‪1995, № 5, с. 31-35; World Factbook. 2015. Algeria, Egypt, Libya,‬‬ ‫‪Mauritania, Morocco, Sudan, Tunisia. Economy.‬‬

‫اجلدول رقم ‪3‬‬ ‫أهم دوافع اهلجرة لتوفري فرص عمل من دول مشال إفريقيا يف النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد‬ ‫والعشرين‬

‫‪ - 1‬مستوى الدخل املرتفع‬ ‫يف الدول األجنبية‬

‫‪82‬‬

‫اجلزائر‬

‫مصر‬

‫ليبيا‬

‫املغرب‬

‫السودان‬

‫تونس‬

‫***‬

‫***‬

‫***‬

‫***‬

‫***‬

‫***‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫‪ - 2‬مستوى البطالة‬ ‫املرتفع‬

‫***‬

‫**‬

‫***‬

‫***‬

‫*‬

‫**‬

‫‪ - 3‬ارتفاع نسبة‬ ‫السكان‬

‫**‬

‫**‬

‫*‬

‫**‬

‫*‬

‫*‬

‫‪ - 4‬القصور يف منظومة‬ ‫الضمان االجتماعي‬ ‫وأزمة اإلسكان‬

‫**‬

‫**‬

‫*‬

‫**‬

‫**‬

‫**‬

‫‪ - 5‬إمكانية احلصول‬ ‫على تعليم مهين‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫**‬

‫‪ - 6‬عوملة األنظمة‬ ‫االقتصادية‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪ - 7‬عدم االستقرار‬ ‫السياسي‬

‫*‪**-‬‬

‫*‬

‫***‬

‫*‬

‫**‬

‫*‬

‫**‬

‫**‬

‫*‬

‫**‬

‫*‬

‫*‬

‫*‪**-‬‬

‫*‪**-‬‬

‫*‪**-‬‬

‫*‪**-‬‬

‫*‬

‫*‪**-‬‬

‫‪ - 8‬تشجيع الدولة للهجرة‬ ‫‪ - 9‬تطور العالقات بني‬ ‫الدول يف ظل التحالفات‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‬ ‫*‪ -‬تأثري ضعيف‬

‫ً‬ ‫نسبيا ولكنه قابل للزيادة‬ ‫*‪ - **-‬تأثري ضعيف‬ ‫**‪ -‬تأثري معتدل‬ ‫*** مستوي تأثري كبري هلذا العنصر‬ ‫‪Guilmoto C., Sandron F. La dynamique interne des reseaux migratoires dans les pays en devel‬‬‫‪opement.‬‬

‫أنظر ً‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫‪Population. P., 2000, № 1. P. 105-136.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪83‬‬


‫تشري تلك اإلحصاءات العاملية إىل التوجه الثابت واملستمر‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬فيما يتعلق بتوزيع املهاجرين‪ ،‬لصاحل الدول التى‬ ‫تتمتع مبستوي دخل مرتفع ‪ ،‬والذي وصل إىل ضعفني‬ ‫أو ثالثة أضعاف كما هو احلال بالنسبة لدولة ليبيا قبل‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا ختطى هذا املؤشر يف دول‬ ‫سقوط نظام القذايف‪،‬‬ ‫مشال إفريقيا حاجز ‪ 5‬إىل ‪ 10‬أضعاف‪ ،‬وأكثر يف الدول‬ ‫الصناعية املتقدمة ودول اخلليج‪ .‬فالراتب الذي يتحصل‬ ‫عليه املتخصصون أصحاب الكفاءة العالية يف بلدان مشال‬ ‫إفريقيا أقل بأربعة أضعاف من متوسط الراتب يف أوروبا‪،‬‬ ‫وغالبًا يصل راتب العمالة الغري مؤهلة يف احملافظات النائية‬ ‫إىل احلد األدنى ‪.5‬‬ ‫على ما يبدو أن دوافع اهلجرة للحصول على رواتب‬ ‫مرتفعة استمرت‪ ،‬بل وازدادت حتى بالرغم من النمو املتسارع‬ ‫ملستويات الدخل يف دول مشال إفريقيا يف األلفينيات وذلك‬ ‫يف ظل الفجوة الكبرية يف مستويات الدخل ً‬ ‫وفقا حلساب‬ ‫إنتاجية الفرد‪ ،‬وتعميق تلك الفجوة‪ .‬يعود تفسري ذلك‬ ‫إىل التفاوت الكبري‪ ،‬إن مل يكن الرهيب‪ ،‬يف مستويات‬ ‫الدخل على أرض الوطن وخارجها‪ .‬فعلى مدار أكثر من ست‬ ‫عقود منذ حصول جمموعة كبرية من دول مشال إفريقيا‬ ‫والشرق األوسط على االستقالل مل تظهر حلول مرضية‬ ‫ملشكلة البطالة املتفاقمة‪ ،‬ولتأسيس نظام فعال للدفاع عن‬ ‫احلقوق االجتماعية والسياسية‪ .‬وما يثري الدهشة األرقام اليت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا‬ ‫مؤشرا‬ ‫تصف أبعاد مشكلة البطالة ‪ ،‬مما يعترب‬ ‫لالضطرابات االجتماعية‪ :‬ففي الدول األقل تطو ًرا واليت‬ ‫تنتاب بعضها اضطرابات سياسية داخلية وصراعات إقليمية‬ ‫مسلحة تتأرجح نسبة البطالة بني ‪ 15% - 10‬وحتى ‪20%‬‬ ‫وأكثر‪( .‬أنظر اجلدول رقم ‪)2‬‬ ‫ولعقد مقارنة جتدر اإلشارة إلي أن حجم البطالة يف دولة‬ ‫اليمن – إحدى أكثر الدول العربية ً‬ ‫فقرا (مستوي دخل الفرد‬ ‫ً‬ ‫سنويا عام ‪ 2014‬حوالي ‪ 3.9‬ألف دوالر) ‪ -‬وصل عام ‪2014‬‬

‫تؤثر إصالحات اقتصاديات السوق والتحرر السياسي يف‬ ‫السنوات العشر األخرية يف القرن العشرين‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫التغريات اليت طرأت على الوضع السكاني ويف أسواق العمل‬ ‫يف دول مشال إفريقيا بشكل كبري علي معدالت وأبعاد‬ ‫مشكلة البطالة‪ ،‬إال أن الدوافع السياسية احتلت الصدارة‬ ‫بني العوامل الرئيسة للهجرة اخلارجية يف األلفينيات‪.‬‬ ‫غلبة العوامل السياسية‬ ‫سقطت خالل عامي ‪ 2012 - 2011‬العديد من أنظمة‬ ‫احلكم الراسخة يف دول مشال إفريقيا والشرق األوسط‪.‬‬ ‫فاالضطرابات السياسية اليت نشبت علي نطاق واسع ما هى‬ ‫إال نتاج فرتات حكم تلك األنظمة اليت استمرت على مدار‬ ‫ثالثة إلي أربعة عقود‪ .‬وقد أدى سقوط تلك األنظمة إىل‬ ‫نشوب اضطرابات سياسية غري مسبوقة وصراعات مسلحة‪،‬‬ ‫فضلاً عن حروب أهلية دموية‪ .‬ومن أخطر عواقب حكم‬ ‫تلك األنظمة تضليل اجملتمع والفراغ السياسي ‪ ،‬الذي أدي‬ ‫إىل تهميش دور النظام السياسي بعناصره الرئيسية وبنيته‬ ‫ودعائمه‪ ،‬وكذلك دور سلطات احلكومة‪ .‬ومل تفلح‬ ‫حماوالت “اجلهود اإلنسانية” يف جتنيب ليبيا االنزالق حنو‬ ‫كارثة إنسانية ‪ ،‬فموروث املشكالت علي مدار عشرات‬ ‫السنني من احلكم املستبد كان كبريا ً ً‬ ‫جدا بدرجة ال‬ ‫تسمح بإجياد حل فوري هلا سواء يف البلدان اليت تعرضت‬ ‫لتدخل خارجي (ليبيا)‪ ،‬أو يف البلدان اليت مل تتعرض له‬ ‫(تونس ومصر وغريها)‪َ .‬‬ ‫ولد كل هذا فراغا ً يف السلطة‪،‬‬ ‫وبدت سفينة الوطن “تتالطمها األمواج”‪ ،‬باإلضافة إىل تفاقم‬ ‫أمراض اجملتمع واملشكالت االقتصادية املرتاكمة على‬ ‫مدار عقود سابقة‪.‬‬ ‫ُ“ترى‪ ،‬ماذا حيمل لنا املستقبل؟”‬

‫يعترب االرتفاع احلاد يف نسبة املهاجرين‪ ،‬ويف الغالب غري‬ ‫إىل ‪ ،27%‬بينما بلغ يف اململكة العربية السعودية (مستوي‬ ‫َ‬ ‫اضطرابا إىل‬ ‫الشرعيني‪ ،‬الوافدين من دول املنطقة األكثر‬ ‫ً‬ ‫سنويا ‪ 52.8‬ألف دوالر عام ‪.6 11.2% )2014‬‬ ‫دخل الفرد‬ ‫اخلارج‪ ،‬أحد توابع عدم االستقرار على الصعيد السياسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خالفا لذلك‪ ،‬هناك ارتفاع يف حركة اهلجرة غري الشرعية من‬ ‫تعترب الفجوة اهلائلة يف مستويات األجور ً‬ ‫دافعا‬ ‫كبريا‬ ‫للهجرة إىل اخلارج‪ ،‬بل يعترب العامل الرئيسي والبارز للهجرة دول جنوب الصحراء الكربى عرب مشال إفريقيا‪ .‬ميكننا‬ ‫من أجل توفري فرص عمل‪ .‬ومن املمكن ترتيب جمموعة باألحرى القول أن تعداد سكان القارة السمراء يف الوقت‬ ‫العوامل املساعدة على اهلجرة إلي اخلارج من ناحية درجة احلالي أكثر من ‪ 1.1‬مليار نسمة‪ ،‬وتعيش نسبة ‪ 10‬إىل‬ ‫‪ 20%‬منهم حتت خط الفقر‪ ،‬ويف بعض الدول يصل املعدل‬ ‫تأثريها كما موضح يف اجلدول رقم ‪.3‬‬

‫‪84‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫إىل ‪ 40%‬من نسبة السكان (الذين يرتاوح دخلهم اليومي من‬ ‫دوالر إلي دوالرين)‪ ، 7‬مما يؤدي إلي تدفق املهاجرين الباحثني‬ ‫عن حياة أفضل باخلارج‪ ،‬مع أن الكثري من العمال ال حيظون‬ ‫كاف‪.‬‬ ‫بتأهيل وال تعليم‬ ‫ٍ‬ ‫تعترب األزمة السياسية اليت أصابت عدد من دول مشال‬ ‫إفريقيا والشرق األوسط أحد أهم أسباب اهلجرة اجلماعية‬ ‫االضطرارية للسكان‪ ،‬ال سيما من الدول اليت تندلع فيها‬ ‫الصراعات واحلروب األهلية مثل العراق وليبيا وسوريا‪.‬‬ ‫كما أن بعض خرباء اجملتمع الدولي ينظرون إىل التدخل‬ ‫العسكري الدولي باعتباره أحد أهم أسباب الكارثة‬ ‫اإلنسانية يف تلك الدول‪ .‬مع أن هذا الرأي يظل حمل نقاش‪،‬‬ ‫إال أن القنوات السياسية املتبعة حلل تلك املشكالت حتتاج‪،‬‬ ‫بال أدنى شك‪ ،‬ليس فقط إلي وقت حمدد لتحقيق النتائج‬ ‫املرجوة‪ ،‬بل أنها يف كثري من األحيان تكون غري فعالة‪.‬‬

‫لدي ليبيا تاريخ طويل يف جتارة الرقيق‪ ،‬و يرجع السبب‬ ‫يف عودة هذه التجارة يف الوقت احلالي إىل تقليد متبع منذ‬ ‫القدم‪ ،‬عندما كانت «السلعة البشرية» متر عربها من‬ ‫إفريقيا إىل أوروبا‪ .‬ويف فرتة حكم القذايف‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫سقوط نظامه نشطت على شواطئ ليبيا جمموعات جمرمة‬ ‫من الوسطاء املتخصصني يف نقل املهاجرين إىل أوروبا ومناطق‬ ‫أخرى بالعامل‪ ،‬وعلى مدار الثمانية أشهر األوىل من عام ‪2014‬‬ ‫وصل إىل شواطئ إيطاليا أكثر من ‪ 100‬ألف الجئ‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتخطى تقريبًا ثالثة أضعاف عدد الذين عربوا إىل إيطاليا‬ ‫خالل عام ‪ 2013‬كامل‪ .11‬ويف شهر سبتمرب وحده لقي‬ ‫ما يقرب من ‪ 3‬آالف مهاجر حتفه لدى حماولتهم اجتياز البحر‬ ‫املتوسط على منت زوارق أو قوارب ال تصلح لتلك األغراض‪.‬‬ ‫ويف الصومال كان الوضع ينحدر يف نفس االجتاه منذ بداية‬ ‫التسعينيات‪ ،‬ويف اليمن تسلك تلك القضية املسلك ذاته‪.‬‬ ‫«من املسئول وما احلل؟»‬

‫تعترب دول أوروبا واخلليج العربي الوجهة الرئيسة‬ ‫للمهاجرين‪ .‬ويشري تقرير منظمة« «‪Migration Initi a‬‬ ‫بالرغم أن حجم املهاجرين‪ ،‬الذين حصلوا علي فرص عمل‬ ‫‪ »tives 2015‬أن املهاجرين من تلك الدول يعرضون حياتهم وتأقلموا إىل حد مرض علي الظروف احلياتية (حتى ‪ 80%‬من‬ ‫ً‬ ‫نسبيا يف اقتصاديات‬ ‫ألخطار متعددة‪ ،‬بدءا ً من اإلذالل وكافة أشكال العنف إمجالي املهاجرين الشرعيني)‪ ،‬مرتفع‬ ‫وحتى التهديد باملوت‪. 8‬‬ ‫الدول الصناعية الكربى وبعض الدول الغنية بالشرق‬ ‫يشهد تاريخ املنطقة املعاصر تطورات غري مسبوقة يف األوسط‪ ،‬إال أن دول اخلليج‪ ،‬كما يشري اخلرباء الدوليون‪ ،‬ال‬ ‫قضية اهلجرة االضطرارية‪ :‬فباإلضافة إىل املهاجرين لدوافع حتظى بنظام ثابت ومستقر حلل مشكلة الالجئني بشكل‬ ‫اقتصادية هناك املاليني من الالجئني من ضحايا احلروب عصري‪ ،‬وهلذا تبذل املؤسسات احلكومية واجملتمعية‪ ،‬مبا‬ ‫األهلية والصراعات املسلحة‪ ،‬فبحلول منتصف عام ‪ 2014‬فيها املنظمات غري احلكومية املنشغلة بقضايا الضمان‬ ‫ضمت سوريا وحدها ‪ 6.5‬مليون الجئ اضطراري‪ ،‬هاجر منهم االجتماعي واحلقوق االقتصادية والسياسية لالجئني‪،‬‬ ‫على األقل ‪ 3‬ماليني نسمة إىل الدول اجملاورة‪ ،‬ونصف هذه الكثري للتغلب على املشكالت النامجة عن اهلجرة‬ ‫العشوائية‪ ،‬فالوضع الراهن ال يبعث على الرضي‪. 12‬‬ ‫النسبة على األقل من األطفال‪...‬‬ ‫وفيما يتعلق بأكثر الدول الدميقراطية الصناعية‬ ‫وتكرر نفس املوقف يف العراق‪ ،‬اليت وصلت فيها نسبة‬ ‫لاً‬ ‫لاً‬ ‫املهاجرين اضطراريا خالل الثمانية شهور األوىل من عام ‪ 2014‬املتطورة استقبا للمهاجرين ‪ ،‬فض عن اجملتمع الدولي‬ ‫بشكل عام ممثال ً يف منظماته الدولية واحلكومية‪،‬‬ ‫‪ 1.6‬مليون شخص‪. 9‬‬ ‫مثل منظمة األمم املتحدة وهيئاتها التابعة وعلي وجه‬ ‫كما حتولت ليبيا إىل نقطة عبور للمهاجرين غري اخلصوص منظمة العمل الدولية‪ ،‬واملنظمات اإلقليمية‪،‬‬ ‫الشرعيني من الدول العربية األخرى ومن إفريقيا‪ ،‬مبا يف ذلك مثل جامعة الدول العربية وجملس التعاون اخلليجي وغريها‪،‬‬ ‫مناطق القرن اإلفريقي‪ ،‬واملناطق اإلفريقية جنوب الصحراء مت تشكيل آليات تعمل على إدارة وتنسيق القضايا‬ ‫ً‬ ‫الكربى وجنوب آسيا‪ ،‬ووفقا جلميع التقديرات فإن أعداد احملورية اخلاصة باملهاجرين‪ ،‬كما أنها تتابع باستمرار‬ ‫ً‬ ‫املهاجرين احملتملني داخل ليبيا كبري جدا – يرتاوح بني مجيع النشاطات املرتبطة مبصري الالجئني وأمورهم املالية‬ ‫مليون ومليوني شخص‪. 10‬‬ ‫واالستشارية واحلقوق القانونية وغريها‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪85‬‬


‫على أي حال‪ ،‬إذا كان بإمكان العمالة املنظمة واهلجرة‬ ‫القانونية ً‬ ‫حتما حتقيق نتائج إجيابية يف العديد من احملاور‪،‬‬ ‫فاحلال يسوء كثريا ً مع تزايد وترية اهلجرة غري الشرعية‪.‬‬ ‫تتمثل املشكلة األخطر يف هذا اجملال يف ارتفاع حصيلة‬ ‫املوت اجلماعي للمهاجرين غري الشرعيني وتزايد نشاط “جتار‬ ‫البشر”‪ ،‬تلك اجلماعات اجملرمة املتنامية يف مشال إفريقيا‬ ‫واليت حتكم قبضتها علي حركة اهلجرة غري الشرعية اليت‬ ‫تدر الكثري من األرباح‪ ،‬بل وتستخدمها يف االجتار باملخدرات‬ ‫ويف العديد من األعمال اإلجرامية األخرى‪ ،‬وهلذا يتعني على‬ ‫اجملتمع الدولي مكافحة تلك الظاهرة املخزية بال هوادة‪.‬‬

‫أوروبا بطريقة غري شرعية‪ ،‬وحتطيم املراكب املستخدمة يف‬ ‫تلك األغراض‪ ،‬وإخل‪.‬‬ ‫وقد يكون جمديا ًوواقعيا ً أن تفتتح مفوضية للجنة‬ ‫األوروبية يف دول مشال إفريقيا والدول اإلفريقية جنوبي‬ ‫الصحراء الكربى‪ ،‬تتوىل حل املشكالت املتعلقة باالعرتاف‬ ‫حبق األفراد يف استخراج هذا األمر ‪ ،‬باإلضافة إىل تنفيذ ما‬ ‫يسمى “بالنموذج األسرتالي”‪ ،‬هذا النظام الذي وضع ً‬ ‫حدا‬ ‫لتدفق اهلجرة غري الشرعية إىل البالد ويتمثل يف تقديم‬ ‫مساعدة حمدودة للمهاجرين غري الشرعيني لدى احتجازهم‬ ‫يف شكل مساعدات مالية وإطالق سراح املركب خارج‬ ‫حدود أسرتاليا‪.‬‬

‫ومن املؤكد أن كل دولة تواجهها مشكلة الالجئني‪،‬‬ ‫أال يتحتم إجراء تعديل شامل على سياسات اهلجرة؟‬ ‫ال جتد أمامها سوي جمموعة احللول اليت ميكن اختاذها‬ ‫ال توجد حتى اآلن وسيلة شاملة حلل مشكلة اهلجرة للحد من تلك املشكلة املتفاقمة و ذلك يف إطار أحد النماذج‬ ‫غري الشرعية‪ ،‬وهذا ما متخضت عنه نتائج اجلهود املبذولة املطروحة ً‬ ‫سلفا‪ ،‬إال أن هذا األمر حيتاج ً‬ ‫وقتا طويال‪ ،‬علي ما‬ ‫من جانب االحتاد األوروبي وخاصة مناقشة قيادة االحتاد يبدو‪ ،‬لتحقيقه‪.‬‬ ‫األوروبي يف نهاية إبريل املاضي للوضع الراهن واإلجراءات‬ ‫تدور يف الدول املعنية بتدفقات متزايدة للهجرة غري‬ ‫العاجلة اليت جيب حتقيقها للتغلب على هذه األزمة يف‬ ‫الشرعية نقاشات حادة على أصعدة خمتلفة‪ ،‬مضمونها –‬ ‫السنوات األخرية‪ .‬إال أن بعض القرارات الفردية قد تسهم‬ ‫“من املسئول وما احلل؟” من أجل استئصال جذور تلك الظاهرة‬ ‫يف التخفيف من حدة املشكلة‪ ،‬واليت تشمل تعظيم‬ ‫املباغتة للجميع‪ .‬ولكن‪ ،‬إذا ما أفرط اجملتمع الدولي واخلرباء‬ ‫النفقات من ميزانية االحتاد األوروبي لتقديم إعانات مالية‬ ‫والسياسيون يف البحث عن املسئولني عن تلك الظاهرة‪ ،‬فلن‬ ‫للمهاجرين غري الشرعيني والذين يتسنى إقناعهم بالعودة‬ ‫يتم التوصل إىل األهم وهنا يطرح السؤال نفسه‪ :‬ما احلل؟‬ ‫إىل موطنهم األصلي‪ ،‬وكذلك اختاذ االحتاد األوروبي قرا ًرا‬ ‫ً‬ ‫حتديدا جيب تركيز اجلهود على اختاذ إجراءات‬ ‫وهلذا السبب‬ ‫ً‬ ‫موحدا باستقطاع حصص للمهاجرين‪ ،‬وتفعيل جهود جمابهة‬ ‫فورية لتسوية قضية اهلجرة غري الشرعية ومكافحة‬ ‫اجلماعات اإلجرامية من ممارسي “جتارة البشر” وغريهم‪ .‬مع‬ ‫اجلرمية املتعلقة بها “علي وجه السرعة”‪.‬‬ ‫هذا تظل تلك اجملهودات حمدودة مع األخذ يف االعتبار التدهور‬ ‫اجلديد واألكثر بشاعة يف املوقف‪.‬‬ ‫تتصاعد موجة اهلجرة غري الشرعية‪ ،‬وجتتاح عدد أكرب‬ ‫من الدول األوروبية‪ ،‬مما يؤدي إىل ظهور مشكالت جديدة‬ ‫يبدو أن الدول األعضاء يف االحتاد األوروبي مل يصلوا إىل‬ ‫أكثر حدة‪ ،‬بل ومضاعفة املشكالت القدمية‪ ،‬اليت ال يقوي‬ ‫إتفاق بشأن احلصص املوجهة جملموعات املهاجرين‪ .13‬فاملقرتح‬ ‫على حلها السياسيون يف الدول األعضاء باالحتاد األوروبي‪.‬‬ ‫الذي قدمه رئيس اللجنة األوروبية جان كلود يونكر‬ ‫وتظل مشكلة املشاكل‪ ،‬من وجهة نظر اخلرباء‪ ،‬متمثلة‬ ‫الستقطاع خمصصات من الناتج القومي الستقبال املهاجرين‪،‬‬ ‫يف القاعدة القانونية الدولية اليت تعمل على تنظيم قضايا‬ ‫مع األخذ يف االعتبار املؤشرات املوضوعية للدول األعضاء يف‬ ‫اهلجرة‪ ،‬وحتدد إطار استخدام الوسائل القمعية يف التعامل‬ ‫االحتاد األوروبي ‪ ،‬مثل حجم الناتج احمللي‪ ،‬تعداد السكان‪،‬‬ ‫مع املهاجرين غري الشرعيني‪ .‬وحتى اآلن مل يتم التغلب على‬ ‫مستوى البطالة‪ ،‬وتعداد املهاجرين الوافدين ً‬ ‫سلفا ‪“ ،‬ذهب‬ ‫املوقف السليب لعدد من دول أوروبا يف الفرتة األخرية اخلاص‬ ‫أدراج الرياح”‪.‬‬ ‫بقبول جزء من الالجئني ً‬ ‫وفقا ألمجالي االستقطاعات احملددة‬ ‫من الصعوبة مبكان تنفيذ مبادرة اللجنة األوروبية هلذا الغرض‪ ،‬إال أنه ال توجد آلية لتسوية هذا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫باحلصول على تصريح من جملس األمن التابع لألمم املتحدة إختاذ إجراءات فعالة‪ً ،‬إذ ال يزال يتعني علي االحتاد األوروبي‬ ‫باستخدام القوة كإجراء ضد من ميارسون “االجتار بالبشر” التعامل كما ينبغي مع أحد أقوي التحديات يف القرن الواحد‬ ‫ّ‬ ‫الذين شكلوا على أرض ليبيا شبكات لنقل املهاجرين إلي والعشرين‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


)Endnotes( inosmi.ru/Europe/20150503/2278247 63.html; Laurence P. Why is EU struggling with 1 .1 migrants andasylam? BBC News. 19 August 2015 - www.bbc.com/news/worldeurope.24583286 Global Migration: Demographic Aspects and Its Relevance for Development. Technical P a 2 .2 per № 2013/6 // Migration Initiatives 2015. Geneva. P. 115; World Migration Report. 2014. .International Organization for Migration. Geneva. 2013 .‫ ص‬.1999 ،‫ موسكو‬.‫ أبعاد السياسة الداخلية والدولية‬.‫ اجلاليات املعاصرة‬.‫ بالسكوفا‬.‫ ف‬.‫ ت‬.‫ اهلجرة يف إفريقيا‬3 .3 .69-125 Potyomkin Yu.V.( .87 .‫ ص‬.2 ‫ رقم‬.2002 .‫ الشرق‬//‫ دروس لروسيا‬:‫ اهلجرة إىل غرب أوروبا‬.‫ باتومكني‬.‫ ف‬.‫ يو‬4 .4 )2002. Immigratsiya v Zapadnuyu Evropu… // Vostok. № 2) (in Russian Jeune Afrique. № 2203, 30 mars - 5 avril 2003; The Middle East and North Africa. 2013.L., 5 .5 .2013 World Factbook. Algeria, Egypt, Libya, Mauritania, Morocco, Sudan, Tunisia, Saudi Ar a 6 .6 bia, Yemen. Economy. 2015 - http://www. arab.net/Algeria, Egypt, Libya, Mauritania, .Morocco, Sudan, Tunisia .The Middle East and North Africa. 2013.L., 2013. Africa South to the Sahara. 2013. L., 2013 7 .7 .Migration Initiatives 2015. Geneva…P. 116 8 .8 .Ibid. P. 115 9 .9 :‫ تقرير حلقة نقاشية بعنوان “اهلجرات اإلفريقية يف االنتقاالت الدولية يف عامل ما بعد االستعمار‬.‫ أبراموفا‬.‫ أو‬.‫ إ‬1010 .15.4.2015 ،‫ معهد إفريقيا التابع ألكادميية الروسية للعلوم‬.‫ موسكو‬.‫جوانب اجتماعية وثقافية‬ .Migration Initiatives 2015. Geneva .Р. 115-116 1111 .Ibidem 1212 www.bbc.co.uk/russian/international/ 2015/05/150511_europe_plan_migrants_quotas 1313

87

2 ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد‬


‫الغاز الطبيعي في إفريقيا‬ ‫اكتشافات فريدة وآفاق جديدة‬ ‫كلمات مفتاحية ‪:‬إفريقيا‪ ،‬موارد الغاز الطبيعي‪ ،‬موزمبيق‪،‬‬ ‫تنزانيا‪ ،‬إحتياطى الغاز الصخري‪ ،‬مخاطر بيئية‪.‬‬

‫ل‪.‬ن‪.‬كالينيتشينكو‬

‫*‬

‫يف العقد األخري كانت هناك تغيريات جذرية يف السوق العاملية للغاز الطبيعي‪ .‬يعد إمتالك أمريكا‬ ‫ومن بعدها الصني ملوارد الغاز الصخري من أهم العوامل اليت تؤثر على السوق العاملية‪ .‬أصبحت ما تسمى‬ ‫بثورة النفط الصخري تشكل حتديا ملنتجي الغاز يف العامل من املصادر التقليدية‪ .‬لقد كشفت األحباث‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف عدد من بلدان القارة اإلفريقية‪ .‬ولقد مت‬ ‫األخرية عن وجود إحتياطى كبري من الغاز الصخري‬ ‫اكتشاف حقول للغاز الطبيعي يف املياه الضحلة بدوليت موزمبيق وتنزانيا يف شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2000‬أصبح إلفريقيا ً‬ ‫ً‬ ‫فعاال يف السوق‬ ‫دورا‬ ‫العاملية للغاز الطبيعي‪ .‬وقد أشار إىل ذلك االحتاد الدولي‬ ‫للغاز الذي يضم أكثر من ‪ 80‬دولة من بينهم ‪ 10‬دول‬ ‫ً‬ ‫طبقا لتوقعات رئيس االحتاد الدولي للغاز جريوم‬ ‫إفريقية‪.‬‬ ‫فرييه فإن نتيجة لزيادة احتياطي الغاز بنسبة كبرية يف‬ ‫دول إفريقيا عام ‪ 2000‬قد يزداد حجم إنتاج وتصدير الغاز‬ ‫حبلول عام ‪ 2035‬إىل الضعف ليصل إىل ما يقرب من ‪230‬‬ ‫‪ 400 -‬مليار مرت مكعب‪.‬‬

‫ً‬ ‫وأيضا الشركة‬ ‫(بيرتوناس) املاليزية و (بتري) التايالندية‪،‬‬ ‫الروسية (جاز بروم)‪.‬‬ ‫أكرب املستثمرين يف سوق الغاز اإلفريقية‪:‬‬

‫كانت «اجلزائر ونيجرييا ومصر وليبيا» من أهم‬ ‫املساهمني يف سوق الغاز الطبيعي لقارة إفريقيا‪ ،‬ولكن‬ ‫منذ عام ‪ 2010‬كان هناك اخنفاض ملحوظ يف التنقيب عن‬ ‫ً‬ ‫نظرا لعدم استقرار الوضع‬ ‫الغاز واستخراجه يف مصر وليبيا‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تعطيل عدد من مرافق البنية‬ ‫السياسي يف البالد ‪،‬‬ ‫أكد جريوم فرييه أن تطور صناعة الغاز يعترب دليل‬ ‫التحتية‪(.‬انظر جدول ‪)1‬‬ ‫حقيقي على ما تتمتع به قارة إفريقيا من إمكانيات‪ ،‬كما‬ ‫يعد من أهم عوامل تنمية القارة‪ .‬طبقا لتقديرات اخلرباء فإن‬ ‫تسعى حكومات الدول اإلفريقية لتحسني االستفادة من‬ ‫الغاز الطبيعي سيصبح خالل عدة عقود مبثابة وقود وسيط املوارد الطبيعية الفريدة اليت متتلكها‪ ،‬وقد أولت اهتماماً‬ ‫ً‬ ‫قبل أن يتحول إىل طاقة هيدروكربونية منخفضة‪ ،‬وحبلول‬ ‫بالغا خبفض حصة الغاز احملرتق‪ ،‬وهذا ينتسب يف املقام األول‬ ‫عام ‪2040‬قد يزيد الطلب على الغاز بنسبة ‪ 60%‬يف دول إىل بالد غرب إفريقيا‪ ،‬حيث أن جزء كبري من إحتياطى‬ ‫ً‬ ‫إفريقيا واسيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫مصاحبا للنفط‪ .‬توجد أمثلة للتعاون‬ ‫الغاز لديهم يكون‬ ‫ً اإلقليمي يف جمال الغاز‪ ،‬ومن ضمنها خط أنابيب الغاز لدول‬ ‫ً‬ ‫اهتماما كبريا‬ ‫إن شركات النفط والغاز العاملية تبدى‬ ‫غرب إفريقيا الذي مير من خالله الغاز النيجريي ليصل إىل‬ ‫بدراسة حقول الغاز اإلفريقية‪ ،‬وإنشاء بنية حتتية مناسبة‬ ‫بينني‪ ،‬توجو و غانا‪ ،‬ومن املمكن أن ميتد إىل كوت ديفوار‪.‬‬ ‫لتصديره‪ .‬إىل جانب عمالقة النفط والغاز يف إفريقيا وأوروبا‬ ‫كانت هناك شركات أخرى تستثمر يف قطاع النفط‬ ‫هناك إجتاه ملحوظ لزيادة حصة الغاز يف ميزان الطاقة‬ ‫والغاز اإلفريقي مثل شركات (إس إن بى سى‪ ،‬سنوس‪ ،‬للدول اإلفريقية‪ ،‬حيث أنه يستخدم كوقود إلنتاج الطاقة‬ ‫سينوبك) الصينية‪( ،‬أوجنس) اهلندية‪( ،‬كنوس) الكورية‪ ،‬الكهربائية‪ ،‬وكمادة خام للصناعات الكيميائية‪ .‬كما‬ ‫* مدرس مبعهد إفريقيا التابع الكادميية العلوم الروسية‬ ‫ترمجة ‪ :‬أ‪ .‬دعاء جمدي‬

‫‪88‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫ً‬ ‫كثريا بوضع إسرتاتيجية‬ ‫يهتم قادة الدول املنتجة للغاز‬ ‫لتطوير قطاع الغاز االقتصادى‪.‬‬

‫إن نيجرييا كاجلزائر تربط بشكل كبري مستقبلها‬ ‫يف جمال الطاقة باستخدام الغاز كوقود لتوليد الكهرباء‪،‬‬ ‫مع األخذ بعني االعتبار أنه على أراضيها يتواجد أكثر من‬ ‫‪ 60%‬من اإلحتياطى املؤكد من الغاز الطبيعي يف إفريقيا‬ ‫جنوب الصحراء‪ ،‬ولكن املشكلة تكمن يف االستخدام‬ ‫الفعال له‪ .‬يف عام ‪ 2011‬يف نيجرييا مت‪Gas Revolution.‬‬ ‫‪Master Plan‬إطالق برنامج اخلطة الرئيسية لثورة الغاز‬

‫وعلى سبيل املثال فإن أنشطة الشركات العاملة يف قطاع‬ ‫النفط والغاز اجلزائرى يتم تنظيمها منذ عام ‪2005‬بواسطة‬ ‫قانون خاص وقد مت إدخال تعديالت على هذا القانون عام‬ ‫ً‬ ‫‪.2013‬‬ ‫وفقا هلذه الوثيقة فقد مت تقديم تسهيالت ضريبية‬ ‫بهدف جذب االستثمارات الستكشاف ودراسة حقول الغاز‬ ‫إن هذا الربنامج يهدف إىل احلد من كميات حرق الغاز‪.‬‬ ‫التقليدي والصخري‪ ،‬ومكامن الغاز يف منطقة املياه الضحلة‬ ‫ً‬ ‫نظرا لنقص‬ ‫إن هذا الربنامج مل يتم تنفيذه بالكامل‬ ‫واملناطق ذات اخلصائص جيولوجية معقدة وأخرى ذات بنية‬ ‫ً‬ ‫مناسبة‪،‬وأيضا‬ ‫االستثمارات الالزمة إلنشاء بنية حتتية‬ ‫حتتية غري متطورة‪ .‬ولكن التعديالت اليت مت إدخاهلا ال تؤثر‬ ‫مل جيد متويل حتى اليوم مشروع إلنشاء خط الغاز العابر‬ ‫على نسبة مشاركة شركة سوناطراك التابعة للدولة يف للصحراء الذي مير بأراضي النيجر واجلزائر ليصل إىل أوروبا‪.‬‬ ‫املشروعات املشرتكة حيث أن نسبتها ال تقل عن ‪،51%‬‬ ‫تهدف اخلطة احلالية لنيجرييا ‪ -‬خريطة طريق نيجرييا‬ ‫كما أنها تسيطر على ‪ 80%‬من إنتاج النفط يف البالد‪.‬‬ ‫إلصالح قطاع الكهرباء‪ -‬إىل استخدام الغاز الطبيعي إلنتاج‬ ‫طبقا لتقديرات خرباء شركة سوناطراك فإن األحباث ‪20‬جيجا واط من الطاقة الكهربائية حبلول عام ‪ 2020‬وذلك‬ ‫اليت أجريت يف ثلثي مساحة اجلزائر إلجياد املوارد اخلام مل يتطلب مضاعفة كمية املوارد املوجهة لالستهالك احمللى‪.‬‬ ‫تكن على القدرالكافى‪ ،‬ومع ذلك فإن الدولة متتلك يعتقد اخلرباء أن خريطة الطريق تهدف إىل معاجلة اخنفاض‬ ‫شبكة موسعة من أنابيب الغاز اليت توفر ‪ 60%‬من احتياجات كفاءة قطاع الطاقة من خالل تنظيم التعريفات‪ ،‬حتسني‬ ‫الطاقة بشكل عام يف املنطقة اليت يتواجد بها املستهلكني الوضع املالي‪ ،‬جذب استثمارات القطاع اخلاص وحتسني إدارة‬ ‫الرئيسني‪ ،‬كما توفر ‪ 90%‬إلنتاج الطاقة الكهربائية‪.‬‬ ‫القطاع‪.‬‬

‫جدول ‪:1‬‬ ‫تطور إنتاج دول إفريقيا من الغاز‬

‫النسبة يف العامل‬

‫اإلنتاج(مليار مرت مكعب)‬

‫‪%‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2014‬‬

‫إفريقيا‬

‫‪148.2‬‬

‫‪177.3‬‬

‫‪213.3‬‬

‫‪215.4‬‬

‫‪202.6‬‬

‫‪6.4‬‬

‫‪5.8‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪82.8‬‬

‫‪88.2‬‬

‫‪80.4‬‬

‫‪81.5‬‬

‫‪83.3‬‬

‫‪2.4‬‬

‫‪2.4‬‬

‫مصر‬

‫‪30.1‬‬

‫‪42.5‬‬

‫‪61.3‬‬

‫‪60.9‬‬

‫‪48.7‬‬

‫‪1.8‬‬

‫‪1.4‬‬

‫ليبيا‬

‫‪5.5‬‬

‫‪11.3‬‬

‫‪16.8‬‬

‫‪12.2‬‬

‫‪12.2‬‬

‫‪0.4‬‬

‫‪0.4‬‬

‫نيجرييا‬

‫‪22.5‬‬

‫‪25.1‬‬

‫‪37.3‬‬

‫‪43.3‬‬

‫‪38.6‬‬

‫‪1.3‬‬

‫‪1.1‬‬

‫باقي الدول‬ ‫اإلفريقية‬

‫‪7.2‬‬

‫‪10.2‬‬

‫‪17.5‬‬

‫‪17.5‬‬

‫‪19.8‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪0.6‬‬

‫املصدر ‪:‬‬ ‫‪BP Statistical Review of World Energy. L., June 2015. P. 22.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪89‬‬


‫آفاق التجارة‪:‬‬ ‫تعترب نيجرييا واجلزائر من بني أكرب عشرة مصدرين‬ ‫للغاز الطبيعي املسال يف السوق العاملية وينتج عن ذلك‬ ‫ً‬ ‫منافسا‬ ‫زيادة إيرادات امليزانية يف كال الدولتني‪ .‬تعد اجلزائر‬ ‫لروسيا يف السوق األوروبية حيث أن اجلزائر توفر ما يقرب من‬ ‫‪ 30%‬من احتياجات املنطقة من الوقود األزرق يف حني أن روسيا‬ ‫توفر ما يقرب من ‪ .40%‬إن الغاز اجلزائرى يتجه كله إىل‬ ‫ً‬ ‫وأيضا عن طريق ثالثة خطوط للغاز متر‬ ‫أوروبا يف ناقالت‬ ‫عرب البحر املتوسط وصوال إىل أسبانيا وإيطاليا‪ .‬لكن حجم‬ ‫التوريدات قد إخنفض عن املستوى القياسي الذي مت الوصول‬ ‫إليه عام ‪ 2005‬بسبب تراجع الطلب واخنفاض األسعار‬ ‫ً‬ ‫وأيضا ضرورة توفري االحتياجات‬ ‫يف العقود طويلة األجل‪،‬‬ ‫احمللية املتزايدة‪.‬‬ ‫يدرس اخلرباء سبل تنشيط التجارة يف البالد من خالل‬ ‫االجتاه إىل دول آسيا كالصني واهلند واليابان وذلك دون‬ ‫التوقف عن إجراء املباحثات بشأن مد فرع جديد خلط الغاز إىل‬ ‫إيطاليا‪.‬‬

‫ً‬ ‫يعمل يف هذا اجملال‬ ‫أيضا دولتني إفريقيتني وهما غينيا‬ ‫االستوائية و وأجنوال‪ ،‬وقد أصبحت األخرية من مصدري الغاز‬ ‫الطبيعي املسال عام ‪ 2013‬بعد االنتهاء من بناء واحدة من‬ ‫أحدث احملطات العاملية للغاز الطبيعي املسال اليت بناها إحتاد‬ ‫جمموعة شركات دولية يف امليناء األجنولي سويو‪ .‬متتلك‬ ‫الشركة القابضة سوناجنول ‪ 22%‬من أسهم املشروع‪ .‬من‬ ‫اجلدير بالذكر أن هذه احملطات احلديثة ذات التقنية‬ ‫ً‬ ‫مصدرا ً‬ ‫هاما‬ ‫العالية كاحملطات النيجريية واألجنولية تعد‬ ‫لتنمية اقتصاد البالد‪ ،‬ولكن مازالت هناك مشاريع يف‬ ‫قطاعات آخري ذات وضع سيئ للغاية‪.‬‬ ‫مما الشك فيه أن تطور قطاع الغاز بدول إفريقيا يؤثر‬ ‫على وضع السوق العاملية للغاز الطبيعي املسال‪ .‬خالل‬ ‫الفرتة من‪ 2008‬حتى ‪ 2014‬ارتفعت الطاقة اإلنتاجية من‬ ‫الغاز املسال يف قارة إفريقيا بنسبة ‪ ،14%‬وحبلول عام ‪2018‬‬ ‫قد تزداد لتصل إىل ‪ 70‬مليون طن يف العام مما يعادل تقريبا‬ ‫‪ 18%‬من احلجم العاملي‪ .‬قد وضعت خطط تطمح إىل إنشاء‬ ‫حمطات جديدة يف ‪ 2020 - 2018‬يف نيجرييا و موزمبيق‬ ‫وتنزانيا وأيضا سيتم إنشاء حمطات بأحجام أصغر يف مصر‬ ‫وغينيا والكامريون‪.‬‬

‫على عكس اجلزائر فإن مصر خترج تدرجييا من فئة‬ ‫مصدري الغاز لتصبح أحد مستورديه‪ ،‬حيث أن استهالك‬ ‫مفاجآت املنطقة الضحلة بشرق إفريقيا ‪:‬‬ ‫الطاقة ينمو بوترية أسرع من إنتاجها‪ .‬مصر تعانى من أزمة‬ ‫يف جمال الطاقة وحتتاج إىل اختاذ اإلجراءات الالزمة للتغلب‬ ‫يف السنوات األخرية اهتمت شركات النفط العاملية مبنطقة‬ ‫على هذه األزمة‪ .‬فالبالد جترى مباحثات مع إسرائيل و قربص احمليط اهلندي وشواطئ شرق إفريقيا حيث أن يف عام‪2010‬‬ ‫وروسيا السترياد الغاز‪.‬‬ ‫و ‪ 2013‬مت اكتشاف أكرب حقول للغاز الطبيعي يف منطقة‬ ‫املياه الضحلة يف موزمبيق وتنزانيا‪ ،‬مما دفع هذه البالد لتصبح‬ ‫إن نيجرييا تسيطر بشكل جيد على سوق منطقة‬ ‫من القادة احملتملني لسوق الغاز العاملية (انظر اخلريطة)‪.‬‬ ‫آسيا واحمليط اهلادي‪ ،‬حيث يبلغ حجم صادراتها أكثر من‬ ‫‪ ،50%‬وخاصة بعد توقف توريد الغاز للواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫األمريكية‬ ‫نظرا لرتاجع الطلب عليه‪ .‬تعد اليابان وكوريا‬ ‫واهلند والصني من املشرتيني الرئيسني للغاز الطبيعي املسال‬ ‫يف نيجرييا‪ ،‬وتعترب دول أوروبا ثاني أكرب املستهلكني‬ ‫للغاز النيجريي بنسبة ‪ ،30%‬وفى مقدمة هذه الدول أسبانيا‬ ‫وفرنسا وتركيا‪ .‬إىل جانب ذلك هناك مستوردين آخرين‬ ‫للغاز النيجريي كدول أمريكا الالتينية واملكسيك‬ ‫والشرق األوسط‪.‬‬ ‫يف دلتا النيجر حيث تقع جزيرة بونى تدير شركة‬ ‫نيجرييا للغاز الطبيعي مشروع لتسييل الغاز‪ .‬إن تعزيز‬ ‫طاقته اإلنتاجية لتصل إىل ‪ 30‬مليون طن سنويا سيجعله‬ ‫ً‬ ‫واحد من أكرب املشاريع يف العامل‪.‬‬ ‫وفقا لتقديرات اخلرباء‬ ‫إن هذا املشروع يضيف حنو ‪ 1%‬إىل الناتج اإلمجالي‬ ‫احمللى لنيجرييا كل عام‪ .‬من بني املساهمني يف املشروع‬ ‫شركة البرتول الوطنية النيجريية اليت متتلك ‪ 49%‬من‬ ‫أسهم الشركة إىل جانب مساهمني آخرين كشركة‬ ‫شيل و توتال و إنى‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫‪Источник: Africa Energy Outlook. OECD/‬‬ ‫إمداد البالد بالغاز‪ ،‬وأصبح لشركة النفط والغاز الوطنية‬ ‫‪ IEA. Paris, 2014. P. 155.‬احلق يف إصدار تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫واملشاركة يف تقييمهم‬ ‫خريطة باملواقع الرئيسية الستخراج الغاز يف موزمبيق‬ ‫تنزانيا تقوم بتنفيذ خطة العمل الوطنية يف جمال الغاز‬ ‫وتنزانيا‬ ‫ً‬ ‫اليت وضعت يف نهاية عام ‪. 2013‬‬ ‫وفقا هلذه اخلطة تعطى‬ ‫يف عام ‪ 2010‬أجرت شركة أناداركو األمريكية األولوية لتوفري احتياجات االستهالك احمللى‪ .‬جيب على‬ ‫أول دراسات استقصائية ناجحة يف مشال املنطقة الضحلة منتجي الغاز أن يبيعوا جزء من اإلنتاج يف السوق احمللية‪.‬‬ ‫مبوزمبيق بالقرب من سواحل حمافظة كابو ديلجادو‪ ،‬ثم‬ ‫قد ظهرت النتائج األولية بالفعل حيث يتم إنشاء البنية‬ ‫توالت بعد ذلك عدة اكتشافات حلقول الغاز‪ .‬قد مت اكتشاف‬ ‫حقل مامبا الكبري بواسطة شركة إينى اإليطالية‪ ،‬ويقدر التحتية ملشروع تسييل الغاز يف املينائني بيمبا و باملا بدولة‬ ‫إحتياطى الغاز الذي مت استخراجه من املياه الضحلة لدولة موزمبيق‪ ،‬أما تنزانيا فقد قامت مبد خط أنابيب الغاز بطول‬ ‫الساحل‪ .‬يف صيف عام ‪ 2014‬مت إمداد املستهلكني بدار‬ ‫موزمبيق ب ‪ 4 - 3‬تريليون مرت مكعب‪.‬‬ ‫السالم بالغاز الذي مت استخراجه من احلقول جبنوب البالد‪،‬‬ ‫قامت شركتى «بى جى جروب و أوفري إنريجى» و مبرور الوقت سيتم إمداد املنشآت الصناعية واملرافق بالغاز‬ ‫اإلجنليزية‪ ،‬وأيضا شركة «شتات أويل» النروجيية الطبيعي وذلك سوف حيد من استرياد وقود الديزل باهظ‬ ‫و«إيكسون موبيل» األمريكية باكتشاف مكامن للغاز الثمن‪ .‬يأمل سكان العاصمة بأن الغاز الطبيعي سيساعد‬ ‫الطبيعي يف جنوب منطقة املياه الضحلة بتنزانيا‪ ،‬ويقدر على احلد من استخدام الفحم النباتي الذي يتسبب يف إزالة‬ ‫حجمه مبا يقرب من‪ 1.3‬تريليون مرت مكعب‪.‬‬ ‫الكثري من الغابات‪.‬‬ ‫إن إحتياطى الوقود األزرق الذي مت استخراجه من املياه‬ ‫الضحلة لدول شرق إفريقيا يقدر ب ‪ 7 - 5‬تريليون مرت‬ ‫ً‬ ‫مكعب‪ ،‬ومع ذلك فإن البحث عن املوارد مازال‬ ‫مستمرا‪.‬‬ ‫يعتقد بعض اخلرباء أن احتياطيات الغاز الطبيعي يف هذا‬ ‫احلوض قد تزيد عن ‪ 12‬تريليون مرت مكعب‪ .‬خالل العقد‬ ‫األخري مل يكن هناك يف أى من بقاع العامل هذا القدر من‬ ‫االكتشافات املثرية‪.‬‬ ‫تتنافس أكرب شركات النفط والغاز العاملية فيما بينها‬ ‫ليكون هلا احلق يف إنشاء بنية حتتية يف هذه املنطقة‬ ‫الستخراج وتسييل الغاز بهدف تصديره‪ .‬تعترب بلدان آسيا‬ ‫واحمليط اهلادي من املشرتيني احملتملني‪ ،‬حيث تستورد هذه‬ ‫البالد الغاز بنسبة ‪ ،70%‬على الرغم من أنه يف هذا اجملال‬ ‫يواجه املصدرين األفارقة منافسني أقوياء مثل أسرتاليا وقطر‬ ‫وإندونيسيا وماليزيا‪.‬‬

‫إحتياطى الغاز الصخري‪:‬‬ ‫مت اكتشاف حقول الغاز الطبيعي يف املياه الضحلة‬ ‫لدوليت موزمبيق وتنزانيا حينما بدأت أمريكا ومن بعدها‬ ‫الصني بدراسة موارد الغاز الصخري‪ ،‬مما أدى إىل طرح عدة‬ ‫تساؤالت أمام منتجي الغاز العاملني من املصادر التقليدية ومن‬ ‫ضمنهم األفريقيون‪ .‬وفقا لتقديرات اخلرباء فإن املصدرين‬ ‫األفارقة للغاز الطبيعي املسال إىل السوق األمريكية قد‬ ‫خسروا ‪ 1.5‬مليار دوالر منذ بداية استخراج الغاز الصخري يف‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‪ .‬إن الوضع قد يزداد سوءا بسبب‬ ‫ما ختطط له الصني من ختفيض لوارداتها من الغاز الطبيعي‬ ‫ً‬ ‫نظرا آلن إنتاجها احمللى من الغاز الصخري‬ ‫حبلول عام ‪2020‬‬ ‫ازداد‪ ،‬طبقا للعديد من التوقعات‪ ،‬من ‪ 60‬إىل ‪ 100‬مليار‬ ‫مرت مكعب‪ .‬إن هذه التغيريات ستؤثر بشكل سليب على‬ ‫الدول اليت تصدر الغاز الطبيعي املسال إىل الصني كمصر‬ ‫ونيجرييا واجلزائر وأجنوال وغينيا‪.‬‬

‫إن الدول اإلفريقية اليت أصبحت متتلك هذا القدر الكبري‬ ‫من حقول الغاز لديها خياران‪ :‬إما أن تستغل مواردها للحصول‬ ‫على العملة الصعبة أو توجهها لتطوير الطاقة داخل البالد‪.‬‬ ‫إذا كانت موزمبيق مبا متتلكه من إحتياطى ضخم‪ ،‬وإن‬ ‫مل يكن معتمد حتى اآلن‪ ،‬ستقوم بتطوير كال االجتاهني‪،‬‬ ‫فإن تنزانيا تنوى أن تستخدم الغاز يف املقام األول إلشباع‬ ‫املتطلبات احمللية‪.‬‬

‫يف عام ‪ 2013‬قام خرباء إدارة معلومات الطاقة األمريكية‬ ‫بدراسة تكوين الصخر الزييت يف ‪ 41‬دولة بالعامل كما‬ ‫قاموا بتقدير األحجام احملتملة من إنتاج الغاز الصخري‬ ‫بواسطة التكنولوجيا املعاصرة‪ً .‬‬ ‫وفقا للمعطيات األولية فإن‬ ‫قارة إفريقيا حتتوى على ‪ 15%‬من املوارد العاملية هلذا النوع‬ ‫من الوقود ‪.‬‬

‫قد بدأت كال الدولتني يف وضع إسرتاتيجية هلذا القطاع‬ ‫االقتصادى‪ .‬وضعت موزمبيق خطة عامة لتطوير قطاع الغاز‪.‬‬ ‫وفقا هلذه اخلطة قد يصل الدخل اإلضايف السنوي إىل ‪ 5‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬كما يعمل معهد النفط مبوزبيق على إسرتاتيجية‬

‫ً‬ ‫بناء على هذه التوقعات‪،‬‬ ‫وأيضا بناء على معطيات‬ ‫الشركة اإلفريقية الوطنية فإن البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫قد حلل التغريات احملتملة بسوق الغاز من املصادر التقليدية‬ ‫والغري تقليدية وذلك من أجل حتديد إجتاه االستثمارات يف‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪91‬‬


‫املشاريع اخلاصة بتطوير إحتياطى النفط والغاز‪ .‬إن الدول‬ ‫اإلفريقية اليت حيتمل أن تنتج الغاز الصخري هى اجلزائر‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس واملغرب وتقع هذه الدول بشمال إفريقيا‬ ‫ً‬ ‫أيضا دولة جنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫وتنضم إليهم‬ ‫قام البنك اإلفريقي للتنمية باختيارعدة جمموعات من‬ ‫الدول لتقوم بوضع إسرتاتيجية لدراسة وحبث موارد الغاز‬ ‫الصخري‪ .‬تضم اجملموعة األوىل املنتجني الرئيسني للغاز من‬ ‫املصادر التقليدية وهى اجلزائر وليبيا ومصر‪ ،‬كما يوجد‬ ‫ً‬ ‫أيضا احتياطات كبرية قابلة لالستخراج من الغاز الصخري‬ ‫بهذه البالد‪ .‬إن هذه البالد متتلك بنية حتتية متطورة ميكن‬ ‫استخدامها إلنتاج ونقل الغاز الصخري‪.‬‬ ‫إن اجلزائر متتلك أضخم حجم من املوارد هلذا النوع من‬ ‫ً‬ ‫عامليا‬ ‫الوقود يف قارة إفريقيا‪ ،‬حيث أنها حتتل املركز الثالث‬ ‫بعد الصني واألرجنتني من حيث حجم إحتياطى الغاز لديها‪،‬‬ ‫وميكن استخدام ما يقرب من مخس إنتاجها يف التجارة‪.‬‬ ‫كما ذكر من قبل مت تعديل قانون الضرائب بهدف جذب‬

‫املستثمرين األجانب ليقوموا بدراسة حقول الغاز املكتشفة‪.‬‬ ‫طبقا لتصرحيات إدارة الشركة الوطنية «سوناطراك» فإنه‬ ‫من املقرر أن يبدأ استخراج الغاز الصخري بعد عام ‪،2020‬‬ ‫لذلك مت حفر عدة آبار جتريبية بواحة عني صالح‪ ،‬لكن‬ ‫السكان احملليون يعارضون بدء عمليات احلفر على نطاق‬ ‫واسع‪ .‬إنهم يصرون على أن تكون هناك دراسات دقيقة عن‬ ‫األثار البيئية للغاز الصخري‪ ،‬وخيشون إنفاق الكثري من‬ ‫ً‬ ‫أيضا تلوث البيئة بالنفايات السامة اليت تنتج‬ ‫املوارد املائية و‬ ‫عن استخدام تكنولوجيا التكسري اهليدروليكي لطبقات‬ ‫الغاز الصخري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يف مصر‬ ‫أيضا يتم دراسة إمكانية استخراج الغاز‬ ‫الصخري واستخدامه‪ .‬يف عام ‪ 2015‬قامت اهليئة املصرية‬ ‫العامة للبرتول مبشاركة شركة أباتشي األمريكية‬ ‫بإجراء اختبار للحفر حبقل آمون بالصحراء الغربية‪ ،‬حيث مت‬ ‫اكتشاف‪ 4‬أحواض يوجد بها موارد الغاز الصخري‪ .‬قد أبدت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا‬ ‫اهتماما‬ ‫عدة شركات أجنبية‪ ،‬وخاصة شركة شل‪،‬‬ ‫باالستمرار يف أعمال التنقيب يف هذه املنطقة‪.‬‬

‫جدول ‪2‬‬ ‫احتياطيات دول إفريقيا من الغاز الطبيعي والصخري‬ ‫(تريليون مرت مكعب‪، ،‬عام‪)2013‬‬

‫االحتياطي املؤكد من الغاز الطبيعي‬

‫االحتياطي القابل لالستخراج من‬ ‫الغاز الصخري‬

‫العامل كله‬

‫‪191.5‬‬

‫‪201.6‬‬

‫مجيع دول إفريقيا‬

‫‪14.3‬‬

‫‪38.1‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪4.5‬‬

‫‪19.8‬‬

‫مصر‬

‫‪2.2‬‬

‫‪2.8‬‬

‫ليبيا‬

‫‪1.5‬‬

‫‪3.4‬‬

‫املغرب‬

‫‪0‬‬

‫‪0.3‬‬

‫تونس‬

‫‪0.06‬‬

‫‪0.6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0.2‬‬

‫‪0.03‬‬

‫‪0‬‬

‫الصحراء الغربية‬ ‫موريتانيا‬

‫‪92‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬


‫‪0‬‬

‫جنوب إفريقيا‬

‫‪10.9‬‬

‫وضعت وفقا ل ‪:‬‬ ‫‪Technically Recoverable Shale Oil and Shale Gas Resources‬‬ ‫‪An Assessment of 137 Shale Formations in 41 Countries outside the United States.‬‬ ‫‪IEA. U.S. Department of Energy. Washington. June 2013.‬‬ ‫خماطر بيئية‪:‬‬ ‫يعتقد خرباء البنك اإلفريقي للتنمية بوجود احتياطيات‬ ‫مؤكده من الغاز الصخري يف دول اجملموعة الثانية‬ ‫كتونس واملغرب و موريتانيا ودول جنوب إفريقيا و اليت‬ ‫ال متتلك إحتياطى كبري من الغاز التقليدي ‪ .‬على سبيل‬ ‫املثال يف جنوب إفريقيا يف هضبة كارو مت العثور على‬ ‫احتياطيات ضخمة من هذا النوع من الغاز‪ ،‬حيث أن التقديرات‬ ‫األولية للموارد القابلة لالستخراج تصل إىل ‪ 1.9‬تريليون مرت‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملعطيات وكالة جنوب إفريقيا للبرتول إن‬ ‫مكعب‪.‬‬ ‫املخزون التجاري أقل من ذلك‪.‬‬ ‫يعتقد اخلرباء بأنه أثناء استكشاف حقول الغاز الصخري‬ ‫جبنوب إفريقيا سيتم االصطدام بالعديد من املشاكل مثل‬ ‫عدم توفر شبكة موسعة من خطوط األنابيب واملعدات‬ ‫الالزمة و ندرة املياه يف املناطق اجلافة حبوض كارو‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك إن العديد من منظمات البيئة تعارض‬ ‫تنفيذ هذا النوع من املشروعات‪.‬‬ ‫قد مت تأجيل حتليل موارد الغاز الصخري يف جنوب‬ ‫إفريقيا حتى سبتمرب‪ ، 2012‬ثم امتدت ملدة سنتني آخريني‬ ‫وذلك بسبب ضرورة تقييم املخاطر البيئية هلذا املشروع‪ .‬يف‬ ‫عام‪ 2014 - 2013‬قامت حكومة جنوب إفريقيا بوضع عدة‬ ‫قوانني تنص على أن إدارة هذا القطاع ستكون حتت إشراف‬ ‫الدولة‪ .‬أشار رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما يف خطابه‬ ‫السنوي أمام الربملان إىل ضرورة االستخدام املتوازن ملصادر‬ ‫الطاقة املختلفة مبا يف ذلك الغاز الصخري‪ ،‬وجيب أن يتم ذلك‬ ‫يف «إطار قوانني بيئية صارمة»‪ .‬مت التأكد من وجود الغاز‬ ‫ً‬ ‫أيضا بالدول اجملاورة جلنوب إفريقيا مثل بوتسوانا‬ ‫الصخري‬ ‫وزميبابوي وناميبيا‪ ،‬مما يفتح آفاقا جديدة أمام هذه الدول‬ ‫ملواجهة االستخدام املتزايد للطاقة و توفري احتياجاتها من‬ ‫الطاقة‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2014‬يف بتسوانا أعلنت وزارة املوارد الطبيعية‬ ‫عن وضع إسرتاتيجية لزيادة إحتياطى الغاز لديها‪ .‬تشارك‬ ‫شركات جنوب إفريقيا وأسرتاليا بفاعلية يف البحث عن‬

‫موارد الغاز وذلك وفقا التفاقيات الشراكة فيما بينهم‪،‬‬ ‫لكن هناك عدد من الشخصيات االجتماعية يعارض‬ ‫قرار البحث عن مكامن الغاز يف أراضى شعوب كاالهارى‬ ‫ويطالب بضرورة مناقشة هذه املسألة‪ .‬كما يعتقدون بأن‬ ‫مثل هذا العمل سيؤدى إىل اختالل التوازن مبحمية طبيعية‬ ‫فريدة من نوعها تعترب موطن لعدد كبري من الفيلة‪.‬‬ ‫يعتقد خرباء البنك اإلفريقي للتنمية أنه جيب على‬ ‫مجيع الدول اإلفريقية عند اختاذ قرار خبصوص استخراج‬ ‫الغاز الصخري أن تقوم بتقدير األضرار البيئية احملتملة بدقة‬ ‫شديدة‪ .‬قد يكون من األنسب يف بعض احلاالت استخدام‬ ‫مصادر الطاقة املتجددة من أجل احلفاظ على الطبيعة‬ ‫اإلفريقية حيث أن إفريقيا تتميز بوجود عامل فريد من‬ ‫النباتات واحليوانات‪ .‬يوصى البنك اإلفريقي للتنمية رؤساء‬ ‫الدول اإلفريقية بوضع خطط رئيسية قائمة على أساس‬ ‫علمي أثناء حتديد اإلسرتاتيجية االقتصادية من أجل تنمية‬ ‫قطاع الطاقة‪ ،‬وقد أعرب البنك عن استعداده لتقديم قروض‬ ‫هلذه الدول من أجل إعداد هذه اخلطط اليت جيب أن يكون‬ ‫ضمن أولوياتها احلد من املخاطر البيئية‪.‬‬ ‫جيب على الشركات الروسية (حيث أن روسيا حتتل‬ ‫املركز التاسع عامليا من حيث إحتياطى الغاز الصخري لديها)‬ ‫اآلخذ بعني االعتبار إمكانية ظهور املنتجني األفارقة يف‬ ‫املستقبل يف السوق العاملية‪.‬‬ ‫إن زيادة مشاركة العاصمة الروسية يف تنفيذ مشاريع‬ ‫الغاز اإلفريقية سيساعد على زيادة االستثمار يف الدول‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬وفى نفس الوقت سيسمح للشركات الروسية‬ ‫بأن يكون هلا شركاء جدد‪ .‬لألسف مل يتم تنفيذ عدد من‬ ‫املشاريع املشرتكة يف قطاع النفط والغاز‪ ،‬لكن الزيارات‬ ‫العملية إىل موسكو عام ‪ 2014‬اليت قام بها وفود عدة دول‬ ‫إفريقية من ضمنهم الدول املنتجة للغاز كاجلزائر وأجنوال‬ ‫ومصر وموزمبيق تعطى األمل يف شراكة جديدة‪.‬‬ ‫تشري الدراسات األخرية إىل أن باطن األراضي اإلفريقية‬ ‫مل تتم دراسته حتى اآلن بشكل كايف‪ ،‬ومع ذلك تزداد‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪93‬‬


‫ لذلك فإن إسرتاتيجية قطاع الغاز يف حاجة‬.‫عائدات التصدير‬ ،‫إىل إجياد سبل إلدماجه يف االقتصاد احمللى واإلقليمي‬ ‫على سبيل املثال تطوير البرت وكيماويات وإنتاج األمسدة‬ ‫ و إنشاء‬،‫الزراعية باستخدام املواد اخلام من الغاز الطبيعي‬ .‫بنية حتتية قوية إلمداد مشروعات الطاقة بالوقود‬

‫ تكمن املهمة‬.‫مشاركة الدول اإلفريقية يف سوق النفط‬ ،‫األساسية يف االستخدام الرشيد والفعال للثروات املوجودة‬ ً ً ‫وأيضا املكتشفة‬ ‫ تسعى الشركات األجنبية اليت‬.‫حديثا‬ ‫تشارك يف التنقيب عن الغاز بقارة إفريقيا إىل تصديره‬ ‫ جيب على الدول اإلفريقية‬.‫واحلصول على أعلى األرباح‬ ‫بدورها أن تستغل الشراكة الدولية ملراعاة مصاحلها اخلاصة‬ .‫عن طريق احلوافز التنظيمية واملالية وغريها‬

‫من املهم التوسع يف إنشاء خطوط الغاز اليت تربط الدول‬ ‫ عالوة على ذلك إن هذه األنظمة‬.‫اإلفريقية بعضها ببعض‬ ‫ واجلدير‬.‫إن زيادة أعداد السكان و السوق احمللية بدول إفريقيا تعمل بالفعل يف دول خليج غينيا وجنوب إفريقيا‬ ‫تتطلب التوسع يف استخدام الغاز الطبيعي لتلبية االحتياجات بالذكر أن التعاون بني دول املنطقة سيساعد على تنفيذ‬ .‫ وليس فقط التوسع يف التجارة للحصول على مشاريع ضخمة يف قطاع الغاز‬،‫احمللية للطاقة‬

)Endnotes( Natural Gas in Africa: the Frontiers of the Golden Age - www.apo-mail.org/Natural Gas1 .1 in Africa_285ep2012.pdf 8.11.2013 .‫ وكالة أألنباء الروسية إيثار تاس‬2 .2 …Natural Gas in Africa 3 .3 BP Statistical Review of World Energy.June 2015 - www.bp.com/content/dam/bpcoun-4 .4 try/fr_ch/PDF/bp-statistical-review-ofworld- energy-2015-full-report.pdf Oil and Gas in Africa. Reserves, Potential and Prospects of Africa - http://www.kpmg. 5 .5 com/Africa/en/IssuesAndInsights/Articles-Publications.General-Industries-Publications/ Documents/Oil and Gas in Africa2014.pdf Harnessing African Natural Gas. TheWorld Bank - www.gsb.uct.ac.za/files/ Harnessi n 6 .6 gAfricanNaturalGasFinal.pdf .../BP Statistical Review of World Energy.June 2015 - www.bp.com 7 .7 Facts and Figures on NLNG 2015 www.nigerialng.com/publications/Facts_and_fi g 8 .8 ures_2015.pdf 19.07.2014 .‫ وكالة أألنباء الروسية إيثار تاس‬9 .9 International Gas Union. World EnergyReport. 2014 Edition - http://www.igu.org/igu- 1010 publications/LNG Report2014.pdf .World Energy Outlook. Special Report.OECD/IEA. Paris, 2014. P. 156 1111 East Africa: the Newest LNG Frontier http://www.lngindustry.com/liquefaction/10032014/ 1212 East_Africa_as China Shale Gas Boom Will Hit Poor African Exporters Hard - http://america.algazeera. 1313 com/articles/2014/5/7/China-frackingafrica Shale Gas and its Implications for Africa and the African Development Bank. AfDB. 1414 .Tunisia, 2013 21.01.2015 .‫ وكالة أألنباء الروسية إيتار تاس‬1515 ...http://www.thecairopost.com/news/119240/business/apatche-pumps 1616 South Africa. Country Analysis Brief Overview. EIA. 2014 - http://www.eia.gov/countries/ 1717 counyry-data.cfm?fips=sf ‫م‬2014 ‫ يونيو‬14.‫ وكالة األنباء الروسية تاس‬1818 Botswana Faces Questions over Licences for Fracking Companies in Kalahari// Guardian 1919 ...Report. 18.11.2013 - http://mg.co.za/article/2013- 11-18-botswana-facesquestions-over-l 2 ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد‬

94


‫المؤتـمـر الدولى الثانى‬ ‫للتواصل الثقافى العربى الروسى‬ ‫“المستشرقون الروس والثقافة العربية”‬ ‫د‪ .‬حسني الشافعى‬ ‫نظمت املؤسسة املصرية الروسية للثقافة و العلوم و دار نشر أنباء روسيا بالتعاون مع مركز تاريخ‬ ‫مصر املعاصر بدار الكتب املصرية املؤمتر الدولي الثاني للتواصل الثقايف الروسي العربي حتت عنوان‬ ‫"املستشرقون الروس و الثقافة العربية" بقاعة على مبارك بدار الكتب والوثائق القومية بكورنيش النيل‬ ‫بالقاهرة يومى ‪ 30 - 29‬سبتمرب ‪ ،2015‬وقد حضر حفل االفتتاح وزير الثقافة املصرى حلمى النمنم ومجع‬ ‫من سفراء دول االحتاد السوفيتى السابق ومجع غفري من املثقفني من مصر وروسيا ورأس أعمال املؤمتر‬ ‫الدكتور حسني الشافعى رئيس املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫باحثا من روسيا والبلدان العربية‪،‬‬ ‫شارك يف املؤمتر ‪28‬‬ ‫ميثلون خمتلف اجلامعات ومعاهد االستشراق الروسية الكربى‪،‬‬ ‫وخمتلف اجلامعات ومراكز األحباث املصرية ‪ ،‬ومن الباحثني‬ ‫واملستشرقني الروس نيقوالى دياكوف‪ ،‬بوريس دوجلوف‪،‬‬ ‫حسني تيكاييف‪ ،‬جينادى جورياتشكني ‪ ،‬يوجلاشيفا‬ ‫عادلة خليل ‪ ،‬بوريس زايكوفسكى‪ ،‬فالدميري بيلياكوف‬ ‫وفالدميري بلوندن‪ ،‬أملريا اىل زاده ‪ ،‬ومن الباحثني املصريني‬ ‫شارك كل من الدكتورة مكارم الغمرى‪ ،‬حممد السيد‪،‬‬ ‫حممد البارودى‪ ،‬ريهام الفقى‪ ،‬عبد اهلل فهيم السعدنى‪ ،‬حسني‬ ‫الشافعى‪ ،‬حممد نصر اجلباىل‪ ،‬دينا حممد‪ ،‬هشام حممود‪،‬‬ ‫وشارك يف أعمال املؤمتر وفود من املركز العربي الروسى‬ ‫بسانت بطرسبورج برئاسة مسلم شعيطو وممثلو جامعات‬ ‫ومعاهد االستشراق الروسيه مبوسكو وسانت بطرسبورج‪،‬‬ ‫وجامعة صفاقس التونسية‪.‬‬ ‫وحتدث الباحث مبعهد االستشراق الروسى نيقوالى‬ ‫دياكوف عن تطرق العالقات الثقافية بني مصر و روسيا‬ ‫يف القرنني (‪20 - 19‬م) ‪ ،‬أما املستشرق الروسى جينادى‬ ‫جورياتشكني تناول يف حبثه التقاليد الطبية الروسية يف‬ ‫مصر خالل القرنني التاسع عشر والعشرين‪ ،‬وعمل األطباء‬ ‫الروس يف القصور اخلديوية املصرية يف النصف الثانى من القرن‬ ‫التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين‪ ،‬وحتدثت الباحثة أملريا‬ ‫اىل زاده عن كتابات املستشرقني الروس عن العالقات األدبية‬ ‫الروسية‪.‬واحتفي املؤمتر بشخصيتني بارزتني من مصر وروسيا‬ ‫وهما‪ :‬الراحلة الدكتور مسية عفيفي‪ ،‬و رائد االستشراق‬ ‫الروسي أوغناطيوس كراتشكوفسكي فقد لعبا ً‬ ‫دورا مهما‬ ‫يف التعريف بالثقافتني العربية والروسية‪.‬‬

‫موسكو عام ‪ ، 1964‬كما قامت بإجناز العديد من األحباث‬ ‫األكادميية يف جمال اللغويات‪ ،‬وتدريس الروسية لألجانب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حبثا‬ ‫وصدر هلا حنو ‪85‬‬ ‫منشورا باللغات الروسية و العربية‬ ‫واإلجنليزية يف خمتلف اجملاالت‪.‬‬

‫الدكتورة مسية عفيفي عملت أستاذة األدب والتاريخ‬ ‫العربي جبامعة عني مشس‪ ،‬و عملت على ترمجة األدب العربي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تأثريا‬ ‫للغة الروسية‪ ،‬وكان هلا‬ ‫كبريا يف نشر الثقافة العربية‬ ‫واإلسالم الوسطي يف روسيا‪ ،‬و هى أول سيدة عربية مسلمة‬ ‫حتصل على درجة الدكتوراه يف اللغة الروسية من جامعة‬

‫أما املستشرق الروسي أغناطيوس كراتشكوفسكي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فهو حبق مؤسس مدرسة االستشراق الروسية حيث وضع‬ ‫منهجا‬ ‫لدراسة تاريخ العرب وآدابهم يف خمتلف البلدان ‪ ،‬وكان أول من‬ ‫ترجم معانى القرآن الكريم إىل اللغة الروسية من اللغة العربية‬ ‫مباشرة ترمجة علمية دقيقة‪ .‬وال يزال الدارسون يلجأون إىل‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪95‬‬


‫هذه الرتمجة بالذات عند التحقق من صحة ترمجة معانى بعض‬ ‫السور القرآنية ‪ .‬وقد ألف " كراتشكوفسكى" حواىل ‪450‬‬ ‫حبثا ومقالة نشرت يف مؤلفاته الكاملة ‪ .‬ودرس أشعار "أبو‬ ‫العتاهية واملعري واملتنيب والبحرتي" وصنف أعماهلم يف الغزل‬ ‫واهلجاء واحلماسة ‪ ،‬كما درس الرواية التارخيية العربية‬ ‫ونشرت حتت إشرافه الطبعة األكادميية لـ"حكايات ألف ليلة‬ ‫وليلة"‪.‬‬

‫قوية‪ ،‬فالثقافة جسر التواصل بني الشعوب‪ ،‬وأي مشروع سياسي‬ ‫ً‬ ‫يتم دون خلفيات ثقافية يكون مصريه الفشل‪،‬‬ ‫متمنيا أن‬ ‫يكون هذا املؤمتر بداية لعمل جاد يف العالقات العلمية‬ ‫والثـقـافية‪ ،‬لـدعـم التـعـاون الروسي العربي‪ ،‬ووجه الشكر‬ ‫لفريق عمل املؤمتر والدكتور حسني الشافعى رئيس املؤمتر‪.‬‬

‫وتوجد "لكراتشكوفسكى" العديد من املخطوطات‬ ‫العربية احملفوظة يف خزائن أكادميية العلوم الروسية يف سان‬ ‫بطرسبورج‪ ،‬كما ترأس اجلمعية اجلغرافية الروسية ومعهد‬ ‫دراسات االستشراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كتابا تعريفاً‬ ‫املؤمتر إصدر أسطوانة إلكرتونية تضم‬

‫وقد افتتح الدكتور حسني الشافعى رئيس املؤمتر احلفل‬ ‫بالرتحيب باحلضور‪ ،‬و حتدث عن أهمية تنظيم مثل هذه‬ ‫الفعاليات الثقافية إلحداث التقارب بني روسيا و العامل العربي‪،‬‬ ‫كما أعلن عن انطالق مشروع للرتمجة بني مصر وروسيا‬ ‫يقوم على ترمجة مائة كتاب عربي إىل الروسية وترمجة مائة‬ ‫كتاب روسي إىل العربية‪ ،‬ودعا الشافعى احلضور إىل إعداد‬ ‫قائمة بالكتب املقرتحة من اجلانبني املصري والروسي ‪ ،‬كما‬ ‫أشار إىل أن املؤمتر حيظى مبشاركة كبرية من الباحثني من‬ ‫اجلامعات املصرية وجامعات موسكو وسانت بطرسبورج‪.‬‬

‫املستشرقني يف دراسة وترمجة الرتاث العربي‪ ،‬والتأثري العربي‬ ‫على األدب الروسي‪ ،‬والرتاث العربي املخطوط يف روسيا‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل مستقبل التعاون بني املؤسسات العلمية ودور‬ ‫النشر يف اجلانبني‪.‬‬

‫و شهد حفل االفتتاح عزف السالم اجلمهورى و كلمات‬ ‫األستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة والدكتور حسني‬ ‫الشافعى رئيس املؤمتر و د‪.‬وفيقة نصحى ‪ .‬و حتدثت األستاذة‬ ‫الدكتورة مكارم الغمري عميدة كلية األلسن السابقة‬ ‫عن فضل العاملني اجلليلني األستاذة الدكتورة مسية عفيفي‬ ‫والربوفيسور أغناطيوس كراتشكوفسكي وإسهاماتهما يف‬ ‫نقل الرتاث من و إىل العربية‪ .‬و حتدث رئيس اللجنة التنظيمية‬ ‫الدائمة للمؤمتر الدكتور حممد نصر اجلبالي عن جهود اللجنة‬ ‫التنظيمية اليت سبقت افتتاح املؤمتر واملطبوعات املرفقة و اليت مت‬ ‫توزيعها على املشاركني والباحثني‪.‬‬

‫باملسـتـشـرقــني الـروس الـكـبـار ممن ساهموا يف نقل و ترمجة‬ ‫الرتاث العربي واألعمال الكاملة لكراتـشـكـوفـسـكـى‬ ‫ومسية عفيفي والشيخ حممد عياد الطنطاوى باإلضافة إىل‬ ‫أحباث املؤمتر ‪ ،‬باإلضافة إىل إطالق موقع إلكرتوني للمؤسسة‬ ‫سيتم من خالله نشر كل ما يتعلق باملؤسسة و املؤمتر ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتضمنت جلسات املؤمتر‬ ‫عددا من احملاور منها دور‬

‫واجلدير بالذكر أن املؤمتر الدولي األول قد عقد يف سبتمرب‬ ‫‪ 2013‬وقد احتفي بالشيخ حممد عياد الطنطاوى أول معلم‬ ‫للغة العربية يف اإلمرباطورية الروسية خالل الفرتة من ‪1840‬‬ ‫ ‪ ،1861‬حيث مات ودفن مبقابر التتار املسلمني يف مدينة سانت‬‫بطرسبورج‪ .‬ولفت الدكتور حسني الشافعى أنه جرى يف هذا‬ ‫املؤمتر أن قامت دار نشر أنباء روسيا بإهداء دار الكتب والوثائق‬ ‫نسخة إلكرتونية من املخطوطات النادرة اليت تركها الشيخ‬ ‫حممد عياد الطنطاوى‪ ،‬وتتكون من ‪ 113‬خمطوطة نادرة منها‬ ‫املخطوطات اليت ألفها الشيخ الطنطاوى نفسه‪ .‬كما أهدت دار‬ ‫نشر انباء روسيا لدار الكتب كذلك متثاال للشيخ الطنطاوى‬ ‫صممه الدكتور أسامة السروى املستشار الثقايف املصري يف‬ ‫روسيا‪ ،‬وهو أول متثال يف مصر للشيخ الطنطاوى‪.‬‬ ‫الوزير حلمى النمنم قال إن املستشرقني الروس لعبوا دو ًرا‬ ‫ً‬ ‫ها ًما يف التعريف بالثقافتني العربية والروسية‪،‬‬ ‫موضحا أن‬ ‫ً‬ ‫العالقات العربية الروسية تشهد‬ ‫تناميا يف الفرتة احلالية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا أن التقارب الروسي املصري كان يأتي دائما يف أوقات‬ ‫ً‬ ‫تارخيية بالغة األهمية تكشف عمق هذه العالقات‪،‬‬ ‫مشريا‬ ‫إىل أن فرتة حكم الرئيس مجال عبدالناصر من أهم الفرتات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصريا‬ ‫تقاربا‬ ‫التارخيية اليت شهدت‬ ‫روسيا متثل يف مساندة‬ ‫َ‬ ‫االحتاد السوفييت ملصر يف بناء مشروع السد العالي‪،‬‬ ‫فضال عن‬ ‫املساندة القوية ملصر يف عدة جماالت‪.‬‬ ‫وأكد وزير الثقافة‪ :‬أنه ال ميكن القول بوجود عالقات‬ ‫سياسية واقتصادية بني أي دولتني دون وجود عالقات ثقافية‬

‫‪96‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫وقام وزير الثقافة والدكتور حسني الشافعى بإهداء درع‬ ‫املؤمتر لكل من السفارة الروسية بالقاهرة‪ ،‬دار الكتب‬ ‫والوثائق القومية‪ ،‬منظمة الشعوب األفروأسيوية ‪ ،‬سفارة‬ ‫طاجكستان‪ ،‬املركز القومي للرتمجة‪ ،‬املركز الثقايف‬ ‫الروسي‪ ،‬مركز تاريخ مصر املعاصر‪ ،‬اجلمعية املصرية الروسية‬ ‫خلرجيى اجلامعات‪ ،‬جامعة سانت بطرسبورج‪ ،‬جامعة صفاقس‬ ‫التونسية‪ ،‬املركز العربي الروسي للثقافة‪ ،‬كلية األلسن‬ ‫جامعة عني مشس‪ ،‬كلية األداب جامعة القاهرة‪.‬‬ ‫كما مت توزيع دروع التكريم على اجلهات واهليئات‬ ‫اليت ساهمت يف تعزيز التواصل العربي الروسي ‪ .‬و يف اخلتام‬ ‫قام الدكتور حســـني الشافعى بقراءة البيان اخلتامي و الذي‬ ‫جاء بني توصياته اإلعداد لدراسة مشروع ترمجة ‪ 100‬كتاب‬ ‫بالتعاون مع املركز القومى للرتمجة‪ ،‬و كذلك تنظيم‬ ‫املؤمتر بشكل سنوي‪ ،‬كما أوصى املؤمتر بإعادة نشر‬ ‫اآلدب الكالسيكى الروسي وتشجيع التواصل بني اهليئات‬ ‫واملؤسسات ذات الصلة‪ .‬و قد حظى املؤمتر حبضور كبري سواء‬ ‫من املختصني أو اإلعالميني‪ .‬و قام بتغطية فعاليات املؤمتر‬ ‫صحفيون و مقدموا برامج من وسائل إعالم حملية و عربية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫زمخا‬ ‫كبريا و‬ ‫حضورا‬ ‫وروسية‪ .‬كما شهدت جلسات املؤمتر‬ ‫يف النقاش واملداخالت‪.‬‬


‫المترجمون‬

‫د‪.‬هشام حممود‬

‫مدرس األدب الروسي بكلية األلسن جامعة عني مشس و كلية األداب جامعة القاهره‬

‫د‪ .‬حممد عبد الفتاح‬

‫مدرس اللغويات الروسية بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫د‪.‬حممد طلحة‬

‫مدرس األدب الروسي بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫د‪.‬وليد طلبة‬

‫مدرس األدب الروسي بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫أ‪.‬عادل صديق‬

‫مدرس مساعد اللغة الروسية بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫أ‪.‬حممد حسن‬

‫مدرس مساعد اللغة الروسية بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫أ‪.‬امحد سامل‬

‫معيد بكلية األسن جامعة عني مشس‬

‫أ‪.‬دعاء جمدي‬

‫معيده بكلية األلسن جامعة عني مشس‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬

‫‪97‬‬


‫الدكتور‪ /‬حسني الشافعي‬ ‫رئيس جملس اإلدارة املوقر‬

‫الدكتور‪ /‬حممد اجلبالي‬ ‫رئيس التحرير املوقر‬ ‫يسرني أن أتقدم لكم بالتهنئة‬ ‫مبناسبة صدور العدد األول من الطبعة‬ ‫العربية جمللة “آسيا و إفريقيا اليوم”‬ ‫الروسية‪.‬‬ ‫إن جملة “آسيا و إفريقيا اليوم” واليت‬ ‫أعمل رئيسا للتحرير بها‪ ،‬تضع من أهم‬ ‫أهدافها إمداد القارئ الروسي باملعلومات‬ ‫واألخبار عن التحوالت السياسية‬ ‫واالقتصادية و االجتماعية اجلارية يف‬ ‫بلدان املشرق العربي و العالقات القائمة بني بلداننا يف خمتلف اجملاالت‪ .‬و يتم ختصيص الكثري من املقاالت‬ ‫وأغلبها لكبار العلماء و املستشرقني الروس لتناول هذه املوضوعات‪ .‬و إنى جد سعيد إلتاحة هذه الفرصة‬ ‫للقارئ املصري أيضا للتعرف على وجهة النظر الروسية جتاه األوضاع يف املنطقة‪.‬‬ ‫و أتوجه إليكم بالشكر على اجلهود اليت بذلتموها يف تنظيم إصدار هذه املطبوعة الدورية‪ .‬و أود اإلشارة‬ ‫هنا إىل املستوى العالي من جودة الطباعة للعدد األول من اجمللة و هو األمر الذي يرجع الفضل فيه إليكم بال‬ ‫شك‪ .‬و إنى لعلى ثقة أن األعداد التالية من اجمللة ستكون على نفس املستوى من األهمية و الثراء يف‬ ‫املضمون و سوف حتظى باهتمام القارئ املصري‪.‬‬ ‫مع جزيل احرتامي و امتناني على إسهامكم الذي ال يقدر يف إصدار اجمللة اجلديدة و اليت بال شك ستدفع‬ ‫يف اجتاه دعم عالقات الصداقة و التفاهم املتبادل بني الشعبني يف روسيا و مصر‪.‬‬

‫األكادميي ألكسي فاسيليف‬ ‫رئيس حترير جملة “آسيا وإفريقيا اليوم”‬ ‫عضو أكادميية العلوم الروسية‬

‫‪98‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪2‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.