مجلة أسيا و أفريقيا - الطبعة العربية

Page 1


‫جملة علمية فصلية‬ ‫الطبعة الروسية تصدر عن‬ ‫أكادميية العلوم الروسية‬ ‫معهد االستشراق‬ ‫ومعهد إفريقيا‬ ‫الطبعة العربية تصدر عن دار أنباء روسيا‬ ‫واملؤسسة املصرية الروسية للثقافة و العلوم‬

‫تصدر عن دار نشر أنباء روسيا‬ ‫و املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم‬

‫رئيس جملس االدارة‬

‫احملتوى‬

‫العدد األول ‪ -‬أكتوبر ‪2015‬‬

‫د‪ .‬حسني الشافعى‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم بالعربية‬ ‫د‪.‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫الطبعة العربية من جملة “ آسيا و إفريقيا اليوم” الروسية‬

‫‪4‬‬

‫أ‪ .‬يو‪ .‬نوسكوف‬ ‫الطاقة ‪ :‬احلاضر واملستقبل الطاقة الشمسية يف مشال إفريقيا‬ ‫ي‪ .‬س‪ .‬برييوكف‬ ‫آليات إعادة هيكلة االقتصاد يف دول اخلليج‬ ‫ي‪ .‬ن‪ .‬كورينديسوف‬ ‫روسيا تعود إىل إفريقيا‬

‫‪5‬‬

‫‪13‬‬

‫رئيس حترير الطبعة الروسية‬

‫‪7‬‬

‫ألكسى فاسيليف‬ ‫‪17‬‬

‫‪25‬‬

‫‪35‬‬

‫ى ‪ .‬م ‪ .‬برمياكوف‬ ‫“ الدولة اإلسالمية ” ‪ -‬خطر حقيقى‬

‫ا‪ .‬م ‪ .‬فاسيليف و د‪ .‬ي‪ .‬فينيتسكي‬ ‫روسيا و مصر‪ :‬اآلمال موجودة ‪ ،‬ولكن حتقيقها يتطلب وقتا‬

‫جملس التحرير الدوىل‬ ‫د‪ .‬بوال اكينترينوا (نيجرييا)‬ ‫د‪ .‬حييى بن جينيد ( السعوديه )‬ ‫د‪ .‬حممد نصر اجلباىل ( مصر )‬ ‫د‪ .‬سليمه كونانبايفا ( كازاخستان )‬ ‫د‪ .‬سيدنى موفامدى ( جنوب إفريقيا )‬ ‫د‪ .‬ويليم رينو ( الواليات املتحدة األمريكية )‬ ‫د‪.‬فيزواناسان هـ ‪ ( .‬اهلند )‬ ‫د‪ .‬يانج جوانج ( الصني )‬

‫التصميم و االخراج الفنى‬ ‫مى جمدى‬

‫املراسالت والعناوين‬

‫اي‪ .‬يا‪ .‬أرابوفا‬ ‫االقتصاد العاملي‪ :‬قضايا االنتعاش اخلطط االقتصادية لدول شرق آسيا‬ ‫اإلجتاهات احلديثة يف التنمية‬

‫رئيس التحرير‬ ‫د‪ /‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫د‪ .‬حلمى احلديدى‬ ‫د‪.‬نورهان الشيخ‬ ‫د‪.‬أنور ابراهيم‬ ‫د‪ .‬بدر العكاش‬ ‫د‪ .‬كريا ميشريينا‬ ‫د‪ .‬بافل جولكني‬ ‫د‪ .‬جينادى جورياتشكني‬ ‫د‪ .‬فالدميري بلياكوف‬

‫ك‪.‬ف‪ .‬ميشريينا‬ ‫األزمة العربية‪ :‬التحديات اجلديدة املؤمتر العلمي املنعقد مبعهد الدراسات‬ ‫اإلفريقية التابع لألكادميية الروسية للعلوم‬

‫‪h.elshafie57@mail.ru‬‬

‫مستشارو التحرير‬

‫م‪ .‬ل‪ .‬بوجدانوف‬

‫العالقات الروسية املصرية‪ :‬بني نهاية قرن وبداية آخر التوجهات –‬ ‫البديهيات – اآلفاق‬

‫د‪ /‬حسني الشافعى‬

‫‪39‬‬

‫القاهرة – مدينة العبور – مجعية أمحد عرابي‬ ‫مكتب بريد – ص‪ .‬ب ‪72 .‬‬

‫‪43‬‬

‫الطبعة العربية جمللة آسيا وإفريقيا اليوم‬ ‫اصدار دار نشر أنباء روسيا‬ ‫واجلمعية املصرية الروسية للثقافة والعلوم‬ ‫بالتعاون مع منظمة تضامن الشعوب االفروآسيوية‬

‫‪45‬‬

‫اآلراء املنشوره تعرب عن رأى كاتبيها‬

‫‪Tel. & Fax: + (202) 24698170 & 8071‬‬ ‫‪E-mail: secertary_ert@yahoo.com‬‬ ‫‪www.russiannewsar.com‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪3‬‬


‫آسيا ‪ ..‬وإفريقيا اليوم ‪ ..‬بالعربية‬ ‫د‪ .‬حسني الشافعى‬ ‫كيف تقرأ األوساط العلمية والبحثية الروسية – والتى تقدم رؤاها ملتخذى القرار الروسى ما يدور من‬ ‫ً‬ ‫أيضا بدول‬ ‫أحداث وتطورات جيوسياسية مبنطقتنا ‪ ،‬ناهيك عن حتليل – من وجهة نظر الروس – ملا يدور‬ ‫قارتى آسيا ‪ ..‬وإفريقيا وكيف تنعكس هذه الرؤى على جممل ومنطلقات العالقات الثنائية بني‬ ‫روسيا وهذه البلدان ‪.‬‬ ‫هذا هو حصاد ما قدمته ‪ ..‬ومازالت تقدمه – جملة " آسيا والذى جيرى بالتنسيق مع مركز تاريخ مصر املعاصر بوزارة‬ ‫روس‪،‬‬ ‫وأفريقيا اليوم " الروسية ‪ ،‬والتى تصدر عن معهد إفريقيا التابع الثقافة ويشارك فيه مؤرخون وأدباء ومثقفون وباحثون ٍ‬ ‫ألكادميية العلوم الروسية منذ عام ‪ 1957‬بشكل دورى – وعرب ‪.‬‬ ‫وهو املعهد الذى يرتأسه املستشرق املعروف ألكسى فاسيليف‪،‬‬ ‫إصدارنا لـ "آسيا ‪ ..‬وإفريقيا اليوم" باللغة العربية هو جهد‬ ‫صاحب الدراسات املشهورة عن "مصر واملصريني " ‪ ،‬اململكة‬ ‫مجاعى جملموعة شباب "متطوعني" يقودهم باحث نابه دؤوب‬ ‫السعودية" وغريها‪.‬‬ ‫مبدع هو الدكتور حممد نصر اجلباىل األستاذ بكلية األلسن‬ ‫حفلت آسيا وإفريقيا ‪ ..‬منذ بداياتها بتحليالت ودراسات فله وهلم كل تقدير ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جنوما فى جمتمع السياسية اخلارجية‬ ‫لباحثني وحمللني غدو‬ ‫ً‬ ‫ومرحبا باملساهمات‬ ‫منذ أيام االحتاد السوفيتى ‪ ...‬وحتى اآلن ‪ ،‬وقد صارت حتليالتهم‬ ‫ً‬ ‫مقوما رئيسيا فى صياغة السياسة اخلارجية الروسية‬ ‫ورؤاهم‬ ‫واحلفاظ على مبدئيتها وقيمها الراسخة ‪.‬‬ ‫املوقف الروسى الثابت من األحداث فى املنطقة العربية فى‬ ‫دول الربيع العربى ‪ ،‬وفى العراق واليمن ناهيك عن موقفها‬ ‫املبدئى من األحداث السورية ‪ ،‬ودعم اإلدارة املصرية كلها‬ ‫نتائج لدراسات وحتليالت أفضت إىل هذه املبدئية ‪.‬‬ ‫من هنا كان إهتمامنا الدائم مبتابعة هذه التحليالت ‪ ،‬وهو‬ ‫ما حدا بنا للتعاقد مع معهد إفريقيا بأكادميية العلوم الروسية‬ ‫إلصدار طبعة عربية جمللة آسيا وإفريقيا اليوم ‪ ،‬تقوم برتمجة‬ ‫مايهم القارئ العربى من دراسات وحتليالت عن روسيا والعامل‬ ‫العربى ‪ ،‬بل ُ‬ ‫وجل آسيا وإفريقيا ‪ .‬ليس هذا فقط بل ونفتح‬ ‫فى طبعتها العربية الباب للمشاركات املصرية والعربية ذات‬ ‫الصلة إلثراء احلوار حول القضايا املشرتكة ‪.‬‬ ‫دار نشر "أنباء روسيا" وهى على أعتاب السنة العاشرة من‬ ‫تأسيسها ‪ ،‬واملؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم يقدمان‬ ‫هذا العمل إحتفا ًء ببدء فعاليات املؤمتر الثانى للتواصل املصرى‬ ‫– الروسى حتت عنوان "املستشرقون الروس ‪ ...‬والثقافة العربية"‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫الطبعة العربية من مجلة‬ ‫" آسيا و إفريقيا اليوم " الدولية الروسية‬ ‫د‪ .‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫حنتفل اليوم بصدور العدد األول من الطبعة العربية جمللة "آسيا وإفريقيا‬ ‫اليوم" الدولية الروسية و الصادرة عن أكادميية العلوم الروسية ‪ ،‬إحدى أكرب‬ ‫وأرقي املؤسسات العلمية يف العامل‪ .‬ويكتسب هذا اإلصدار أهمية خاصة يف ظل‬ ‫تنامي العالقات الثنائية املصرية الروسية على كافة املستويات ومنها الثقايف‬ ‫والعلمي‪ .‬وقد جاءت فكرة إصدار الطبعة العربية نتيجة احلاجة املاسة لالطالع‬ ‫على رأي اجملتمع العلمي يف روسيا فيما حيدث يف مصر و املنطقة العربية‬ ‫ومستقبل العالقات بني املنطقتني‪ ،‬حيث يوفر لنا اإلصدار إمكانية و فرصة‬ ‫جيدة للتعرف مباشرة على آراء األكادمييني الروس ومقرتحاتهم لبناء عالقات‬ ‫شراكة وتعاون تقوم على االحرتام والثقة املتبادلة‪ .‬كما أن للعلماء الروس‬ ‫جهود كبرية وإجنازات رائعة يف جمال دراسات االستشراق وتاريخ منطقتنا‬ ‫ولألسف مل يتم ترمجتها أو نقلها إىل العربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نتاجا سواء يف بلد بعينه أو إقليم أو إحدى‬ ‫و كان إصدار هذه الطبعة‬ ‫ملبادرة من د‪ .‬حسني الشافعي رئيس‬ ‫املؤسسة املصرية الروسية للثقافة‬ ‫والعلوم ورئيس جملس إدارة دار نشر‬ ‫وتعترب اجمللة واحدة من أعرق‬ ‫"أنباء روسيا" الذى اقرتح على بصفيت االصدارات العلمية يف روسيا حيث يتم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما على اصدارها‬ ‫عضوا مبجلس التحرير الدولي للمجلة االحتفال مبرور ‪60‬‬ ‫الروسية إصدار الطبعة العربية‪ .‬وقد يف عام ‪2017‬م ‪ .‬وكانت الفرتة التى‬ ‫جتاوبت اجمللة الروسية و رئيس حتريرها صدرت فيها اجمللة قد شهدت ذروة‬ ‫األكادميي الشهري ألكسي فاسيليف احلركات التحررية وانهيار النظم‬ ‫مع الفكرة و مت توقيع اإلتفاق‪ ،‬و ها هو االستعمارية وحصلت فيها العشرات من‬ ‫العدد األول من اجمللة يصدر للجمهور بلدان آسيا و إفريقيا على استقالهلا‬ ‫العربي كأول إصدار للمجلة خارج السياسي و االقتصادي ‪.‬‬ ‫حدود روسيااإلحتادية ‪.‬‬ ‫ومنذ األعداد األوىل هلا أصبحت اجمللة‬ ‫ً‬ ‫و تعد جملة "آسيا و إفريقيا اليوم"‬ ‫منربا للعلماء الروس و األجانب يف طرح‬ ‫واحدة من أكثر من ‪ 250‬جملة علمية أفكارهم ونتائج أحباثهم ودراساتهم‬ ‫ً‬ ‫دائما‬ ‫تصدر يف روسيا و بإشراف من أكادميية العلمية ‪ .‬وكانت إدارة اجمللة‬ ‫العلوم الروسية‪ .‬و هي اجمللة الروسية حريصة على أن متس نبض األحداث‬ ‫الوحيدة املخصصة بالكامل لتناول اجلارية وهو األمر الذى استمر إىل وقتنا‬ ‫القضايا االجتماعية و الســياســيــة هذا ‪ ،‬حيث تعترب اجمللة اإلصدار األهم‬ ‫واالقتصادية يف بلدان آسيا و إفريقيا‪ .‬يف توفري التحليل املوضوعي للقضايا‬ ‫ويشارك بالكتابة يف اجمللة أشهر رجال التى تهم الرأي العام العاملي مثل اإلرهاب‬ ‫الدولة من السياسيني والدبلوماسيني الدولي والتطرف والصراع بني "الشمال"‬ ‫واملستشرقني‪ .‬و تتناول املقاالت املنشورة و"اجلنوب" باإلضافة إىل طرح وسائل حلل‬ ‫بالتحليل الشامل واملوضوعي لألحداث هذه املشكالت على أساس من التفاهم‬ ‫القارتني بأكملها‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪5‬‬


‫املتبادل والتفاعل والتواصل بني الثقافات واحلضارات‪ .‬وعلى‬ ‫ً‬ ‫دائما داعمة للحركات الوطنية‬ ‫مدى فرتة عمل اجمللة كانت‬ ‫والتحررية واملناهضة لالستعمار يف بلدان آسيا وإفريقيا‪،‬‬ ‫وكذا للكفاح من أجل حصول الشعوب اإلفريقية واآلسيوية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا‬ ‫اهتماما‬ ‫على استقالهلا من املستعمر‪ .‬و قد أولت اجمللة‬ ‫ً‬ ‫دائما و مازال لقضايا التعاون بني بلدان القارتني مع االحتاد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫سابقا و روسيا‬ ‫السوفييت‬

‫اجلديدة وتقارير عن املؤمترات العلمية و الندوات‪ .‬و حيدد‬ ‫جملس حترير اجمللة سياستها التحريرية التى تعتمد من رئيس‬ ‫أكادميية العلوم الروسية‪ .‬كما أن هناك جملس حترير دولي‬ ‫للمجلة يضم شخصيات علمية مرموقة من عدد من البلدان‪.‬‬ ‫و تتمتع اجمللة بال شك بسمعة دولية كبرية و الدليل على‬ ‫ذلك أن نصف املشرتكني بها من املراكز الدولية واملكتبات‬ ‫األجنبية والسفارات اخل‪.‬‬

‫و ال خيلو عدد من أعداد اجمللة من مقاالت ودراسات عن‬ ‫الوضع يف الشرق األوسط و األدنى و تتسم املقاالت عادة‬ ‫باملوضوعية والتوازن يف األحكام والتحليل العلمي العميق‬ ‫القائم على الدراسة و الرجوع إىل خمتلف املصادر من مداخالت‬ ‫لرجال الدولة وكذا اإلصدارات العلمية األخرى و الوثائق‬ ‫الرمسية و غري ذلك‪.‬‬

‫إن اصدار الطبعة العربية للمجلة تتضمن ترمجة ملقاالت‬ ‫ودراسات خمتارة إىل العربية سيساعد القارئ العربي بال شك‬ ‫يف التعرف على أحباث العلماء الروس و املوقف الروسي من‬ ‫قضايا منطقة الشرق األوسط عامة و مصر خاصة‪.‬‬

‫وإصدار الطبعة العربية من القاهرة هو خطوة جديدة على‬ ‫طريق بناء عالقات ثقافية و علمية مع بلد كبري وجسر‬ ‫و حتظى مصر بنصيب كبري يف الدراسات واملقاالت‬ ‫تتالقى فيه األفكار و يتم تبادل اخلربات و التجارب مبا خيدم‬ ‫املنشورة باجمللة واليت تتناول قضايا و جوانب التعاون بني مصر‬ ‫يف النهاية صاحل الشعبني الروسي و العربي‪.‬‬ ‫وروسيا و كذا الوضع يف مصر‪ .‬كما تتناول املقاالت االجنازات‬ ‫اليت حتققها مصر على الصعيد السياسي واالقتصادي وكذا‬ ‫ونأمل أن يكون العدد األول انطالقة حنو إجناح هذه‬ ‫الصعوبات واملشكالت اليت تواجهها‪ .‬كما تتناول املقاالت التجربة و استمرارها و من ثم زيادة وترية االصدارات من نصف‬ ‫دور مصر املتنامي يف العامل العربي وثقافة مصر الثرية سنوية إىل ربع سنوية‪ .‬و نعاهدكم أن نتحرى الدقة يف اختيار‬ ‫واملتنوعة والعالقات الثقافية و العلمية بني البلدين‪ .‬و ليس من الدراسات التى تهم الشأن املصري و تفيد الباحثني املصريني‬ ‫قبيل املبالغة القول أن مصر حتظى بنصيب األسد يف اهتمام والعرب املهتمني بروسيا والعالقات العربية الروسية‪ .‬و نسعد‬ ‫اجمللة‪ .‬و رمبا من املناسب هنا أن نذكر أن رئيس حترير اجمللة بتلقي أيه مقرتحات أو مالحظات‪.‬‬ ‫األكادميي الشهري ألكسي فاسيليف عمل يف مصر لفرتة‬ ‫ويف النهاية ال يفوتين أن اتقدم بالشكر إىل كل من‬ ‫طويلة وألف الكثري من الكتب عنها وزارها عشرات املرات يف‬ ‫مهمات علمية‪.‬‬ ‫شارك يف هذا االصدار األول من املرتمجني و الفنيني وأعضاء‬ ‫جملس التحرير يف البلدين‪.‬‬ ‫وتصدر جملة "آسيا و إفريقيا اليوم" فى إصدارها الرئيسي‬ ‫بالروسية مرة كل شهر و يبلغ عدد صفحاتها ‪ 80‬صفحة‪ .‬و‬ ‫رئيس حترير جملة “آسيا وإفريقيا اليوم ”‬ ‫يتم تدعيم املقاالت بالصور والرسومات واجلداول و غري ذلك‪.‬‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫و حيتوى كل عدد يف املتوسط على ‪ 20‬مادة أغلبها مقاالت‬ ‫ً‬ ‫د‪ .‬حممد نصر اجلباىل‬ ‫لعلماء مشاهري‪ .‬كما تنشر اجمللة‬ ‫عرضا للكتب و االصدارات‬

‫‪6‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫العالقات الروسية المصرية‪ :‬بين نهاية قرن وبداية آخر‬ ‫التوجهات – البديهيات – اآلفاق‬

‫م‪.‬ل‪ .‬بوجدانوف‬

‫*‬

‫يف أغسطس ‪ 2013‬جرى اإلحتفال بالذكرى السبعني إلقامة العالقات الدبلوماسية بني موسكو والقاهرة ‪ .‬هذه‬ ‫الذكرى البارزة تعد مبثابة دافع وجيه يف الوقت احلالي حملاولة تنظري واستيعاب العوامل خمتلفة األبعاد اليت حددت‬ ‫طابع عالقاتنا بالقاهرة وخباصة بعد سقوط اإلحتاد السوفييت‪ .‬والوقت احلالي إذ يشهد سعيا مشرتكا إلجياد سبل‬ ‫لتعاون روسي مصري فلعله من املفيد مبكان أن ننظر إىل الوراء حيث البعد التارخيي هلذه العالقات‪.‬‬ ‫دائما ما كان للعالقات الروسية‬ ‫املصرية تأثري ملحوظ على النظام العاملي‬ ‫املتغري وخباصة على الصعيد اإلقليمي‪،‬‬ ‫واليوم تشمل هذه العالقات جوانب‬ ‫اقتصادية وهلا تأثري على العالقات بني‬ ‫األطراف يف خمتلف مناطق العامل وعلى‬ ‫حل القضايا الدولية واإلقليمية األكثر‬ ‫تعقيدا كتسوية الصراعات املسلحة‬ ‫وتفادي نشوبها وكذلك مواجهة اإلرهاب‬ ‫الدولي ومكافحة اإلجتار يف املخدرات‪.‬‬ ‫وقد جتلى ذلك بصفة خاصة يف ظل‬ ‫األحداث السياسية العاصفة اليت شهدتها‬ ‫منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا‬ ‫يف األلفينات‪.‬‬ ‫وعلى مدار األربعة عقود األخرية‬ ‫تقريبا شهدت العالقات الروسية املصرية‬ ‫ثالث مراحل رئيسة من التطور‪ :‬مرحلة‬ ‫األزمة (النصف األول من السبعينات‬ ‫وحتى منتصف التسعينات)‪ ،‬ثم مرحلة‬ ‫البحث عن سبل الستعادة العالقات‬ ‫وإجياد أشكال جديدة للتعاون‬ ‫(منتصف التسعينات وحتى بداية حقبة‬ ‫األلفينات)‪ ،‬ثم تأتي مرحلة التحديث‬ ‫واإلرتقاء (العقد األول من القرن الواحد‬ ‫والعشرين)‪.‬‬ ‫لقد ترك «اإلرث السوفييت» يف مصر‬ ‫يف بداية التسعينات إبان سقوط اإلحتاد‬

‫السوفييت انطباعا يشوبه التناقض‪.‬‬ ‫فمن ناحية هناك السد العالي درة‬ ‫الصروح اإلقتصادية واإلجتماعية اليت‬ ‫مت تشييدها بدعم فين ومالي من قبل‬ ‫الروس‪ ،‬وهناك جممعات احلديد والصلب‬ ‫يف كل من حلوان وجنع محادي‪ ،‬وهي‬ ‫جممعات ضخمة وفريدة من نوعها‬ ‫مبعايري ذلك الوقت‪ ،‬وهناك أيضا مئات‬ ‫الكيلومرتات من خطوط كهرباء‬ ‫الضغط العالي‪ ،‬ومراكز التدريب الفين‬ ‫املتخصصة اليت أعدت آالفا من الشباب‬ ‫املصري‪ ،‬وهناك كذلك عشرات اآلالف‬ ‫من العمال واملهندسني األكفاء الذين‬

‫مت إعدادهم خالل مشروعات التعاون‬ ‫املشرتك بني البلدين والذين كونوا‬ ‫نواة الطبقة الصناعية العاملة‪ ،‬كما أن‬ ‫هناك املراكز الطبية العامة والبيطرية‪.‬‬ ‫لقد استطاعت مصر بفضل تعاونها مع‬ ‫اإلحتاد السوفييت تكوين جيش حديث‬ ‫مقاتل جمهز بأحدث أنظمة التسليح اليت‬ ‫ضمنت ملصر قدرتها الدفاعية كأبرز‬ ‫بلد يف منطقة الشرق األوسط‪ .‬كما أن‬ ‫رجال الفكر واإلبداع املصريني الذين‬ ‫ُفتحت أمامهم قنوات للتالقي واإلتصال‬ ‫بذويهم من الروس كانوا جزءا ال يتجزأ‬ ‫من النهضة الثقافية والروحية والوطنية‪.‬‬

‫* املمثل اخلاص للرئيس الروسي ملنطقة الشرق األوسط ونائب وزير اخلارجية‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪ .‬هشام حممد حممود‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪7‬‬


‫وكان ميالد البالية املصري مبثابة‬ ‫ظاهرة بارزة فريدة من نوعها على‬ ‫مستوى حميط الشرق األوسط بأكمله‪.‬‬ ‫وامتدت وتوطدت جسور العالقات بني‬ ‫املصريني والروس كرجال أعمال‬ ‫وفنيني وخرباء عسكريني وكطالب‪.‬‬ ‫ولكن من ناحية أخرى أدت قرارات‬ ‫الرئيس أنور السادات برتحيل اآلالف‬ ‫من اخلرباء واملتخصصني العسكريني‬ ‫السوفيت يف مطلع السبعينات والتنصل‬ ‫إلتفاقيه الصداقة والتعاون وإنقطاع‬ ‫العالقات بني البلدين بشكل فعلي‪،‬‬ ‫أدت إىل جتميد التعاون يف جمال تشييد‬ ‫املؤسسات الصناعية والزراعية وتقلص‬ ‫حجم التبادل التجاري واإلقتصادي‬ ‫بشكل حاد‪.‬‬ ‫بالطبع كانت اإلعتبارات السياسية‬ ‫أهم العوامل اليت أدت إىل تأزم العالقات‬ ‫الثنائية وانهيارها‪ .‬ومن بني هذه‬ ‫اإلعتبارات كانت «احلرب الباردة»‬ ‫حيث بدت مصر واإلحتاد السوفييت على‬ ‫طريف نقيض‪ ،‬وكذلك صراع العديد‬ ‫من األنظمة الدولية على جماالت النفوذ‬ ‫يف منطقة الشرق األوسط‪ .‬إال أن اإلعتبار‬ ‫األهم كان اخلالفات ذات الطابع‬ ‫األيديولوجي‪ ،‬األمر الذي ألقى بظالله‬ ‫على الروابط اإلنسانية واإلقتصادية‪.‬‬ ‫وإنتهى األمر خبروجنا من مصر يف‬ ‫السبعينات‪ ،‬خروج وإن مل يكن أبديا‬ ‫فقد كان طويل األمد‪.‬‬

‫مرحلة األزمة واإلنهيار‬ ‫مرت العالقات الروسية املصرية‬ ‫يف التسعينات مبرحلة معقدة‪ .‬فقد‬ ‫كان لعملية البرييسرتويكا (إعادة‬ ‫البناء) اليت شهدها اإلحتاد السوفييت منذ‬ ‫منتصف الثمانينات تأثري بالغ على‬ ‫حتول العالقات الثنائية بني البلدين‪.‬‬ ‫لقد أسفرت هذه العملية عن حدوث‬ ‫تغيريات يف األوضاع على الساحة‬ ‫الدولية وتفاقم األزمات يف إقتصاد كل‬ ‫من اإلحتاد السوفييت ومصر‪ ،‬وبرزت‬ ‫توجهات جديدة يف أجندة السياسية‬ ‫اخلارجية ملوسكو اليت كان من ضمن‬

‫‪8‬‬

‫أسبابها استعادة العالقات الدبلوماسية‬ ‫بني اإلحتاد السوفييت وإسرائيل‪ ،‬األمر‬ ‫الذي كان ينبئ ببدء مرحلة جوهرية‬ ‫جديدة يف سياسته الشرق أوسطية‬ ‫ومن ثم يف عالقاته مبصر وغريها‬ ‫من البلدان العربية‪ .‬كذلك كان‬ ‫لعملية التفاوض بني الفلسطينيني‬ ‫واإلسرائيليني يف أوسلوا واليت بدأت عام‬ ‫‪1993‬م والتحرك الذي شهدته التسوية‬ ‫العربية اإلسرائيلية على املسارات األخرى‬ ‫يف عملية التفاوض يف الشرق األوسط‬ ‫ويف مقدمتها املفاوضات بني إسرائيل‬ ‫واألردن‪ ،‬كل ذلك أثر بدرجة ليست‬ ‫باهلينة على املناخ العام مبنطقة الشرق‬ ‫إن التوجه الرامي إىل تعميق العالقات‬ ‫األوسط وبالتالي على العالقات املصرية‬ ‫اإلقتصادية والسياسية بني البلدان‬ ‫الروسية‪.‬‬ ‫العربية ومن ضمنها مصر وبني البلدان‬ ‫يف غضون ذلك واصلت العالقات املتقدمة كالواليات املتحدة األمريكية‬ ‫اإلقتصادية بني بلدان املنطقة ومن بينها والدول األعضاء يف اإلحتاد األوروبي‬ ‫ً‬ ‫مصر وبني الواليات املتحدة األمريكية وغريها من البلدان األخرى القى‬ ‫تقدما يف‬ ‫موقعها يف الصدارة‪ .‬بل إن واشنطن يف إطار ما يسمى بالتبعية غري املتماثلة‪.‬‬ ‫تسعينات القرن العشرين ترسخ لديها فالقاهرة اليت شاركت يف التخلص من‬ ‫إعتقاد بأنه قد حان عصر العامل أحادي تبعات إحتالل العراق للكويت حصلت‬ ‫القطب‪ ،‬وهو ما كان يرسم مالمح من الغرب على معونة إقتصادية ضخمة‬ ‫السلوك الذي تنتهجه الواليات املتحدة ومت إسقاط جزء كبري من الدين املصري‬ ‫األمريكية يف منطقة الشرق األوسط اخلارجي والذي جتاوز حد الـ ‪ 50‬مليار‬ ‫ومشال القارة اإلفريقية‪ .‬أما بلدان أوروبا وهو مبلغ باهظ بالنسبة ملصر‪ .‬كل ذلك‬ ‫الغربية فكعادتهم يسريون على منوال أدى إىل مزيد من «تبعية» مصر للدول‬ ‫الواليات املتحدة وإن كان قرب موقعهم الغربية‪ .‬فالسياسة اليت انتهجتها البالد‬ ‫اجلغرايف من املنطقة والصالت التارخيية خالل فرتة حكم الرئيس أنور السادات‬ ‫القدمية اليت تربطهم بها قد أفرزت ظهور مل تتغري ومل يكن لألوضاع أن تتطور‬ ‫على حنو مغاير‪ .‬وبالرغم من أن املعونة‬ ‫مبادرات أوروبية خاصة‪.‬‬ ‫اإلقتصادية املقدمة من الواليات املتحدة‬ ‫يف مطلع التسعينات أعلن اإلحتاد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كافيا من‬ ‫قدرا‬ ‫والدول الغربية القت‬ ‫األوروبي عن اسرتاتيجية تكاملية‬ ‫إنتقاد اخلرباء‪ ،‬إال أن هذه املعونة يف‬ ‫جديدة يف جنوب حوض البحر األبيض‬ ‫جمملها‪ ،‬وخباصة الشق اخلاص باملواد‬ ‫املتوسط تهدف إىل التطوير والتنمية الغذائية‪ ،‬لعبت ً‬ ‫دورا ليس باهلني يف دعم‬ ‫عرب مراحل لعالقات إقتصادية وسياسية‬ ‫اإلقتصاد املصري وإرساء االستقرار على‬ ‫تكاملية ومتشعبة مع البلدان العربية‬ ‫الصعيد السياسي الداخلي‪.‬‬ ‫ومن بينها مصر‪ .‬الواليات املتحدة‬ ‫أما اإلقتصاد السوفييت فكان يعاني‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهي صاحبة حيز واسع‬ ‫من العالقات مع البلدان العربية السيما أزمة إقتصادية كامنة وشاملة‪ ،‬ومل‬ ‫مع مصر‪ ،‬قامت بدورها يف عام ‪1997‬م يكن بوسعه خوض غمار املنافسة يف‬ ‫بطرح توجه جديد للتعاون يتفق يف منطقة الشرق األوسط مع الدول الغربية‬ ‫كثري من مضمونه مع اسرتاتيجية ذات الوترية املطردة من التطور‪ ،‬فحدث‬ ‫اإلحتاد األوروبي التكاملية‪ .‬هذا الطرح أن جنت هذه الدول ثـمار الثورة العلمية‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫يقضي يف أهم نقاطه بالتحرر التدرجيي‬ ‫للمجال اإلقتصادي املشرتك و«إدخال»‬ ‫صيغ تكاملية للتعاون يكون من‬ ‫بينها التعاون مع بعض الدول العربية أو‬ ‫جمموعات منها إلقامة منطقة للتجارة‬ ‫احلرة وحرية التنقل لأليدي العاملة‬ ‫ورؤوس األموال وتعميق الشراكة‬ ‫العسكرية والسياسية وما إىل ذلك‪.‬‬ ‫ولتحقيق اسرتاتيجياتهما اجلديدة‬ ‫قام اإلحتاد األوروبي والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية بتخصيص قروض ضخمة‬ ‫تقدر بأكثر من ‪ 5‬مليارات يورو ودوالر‬ ‫بطبيعة احلال ملدة مخس سنوات‪.‬‬


‫والتكنولوجية اليت «أضاعها على‬ ‫نفسه» اإلحتاد السوفييت يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫وسقوطها‪ .‬يف ظل هذه الظروف تراجعت‬ ‫القضايا الدولية يف قائمة املهام ذات‬ ‫األولوية بالنسبة للقيادة السياسية‬ ‫لإلحتاد السوفييت ممثلة يف ميخائيل‬ ‫جورباتشوف‪ ،‬فأسفر ذلك عن مزيد من‬ ‫اإلحنسار يف العالقات املنهارة سلفا‬ ‫بني مصر واإلحتاد السوفييت يف اجملالني‬ ‫التجاري واإلقتصادي‪ .‬وتراجع حجم‬ ‫التبادل التجاري يف بداية التسعينات‬ ‫مبقدار الثالثة أضعاف وبلغ ما يقرب من‬ ‫‪ 350‬مليار دوالر‪ ،‬وجتمد مؤشر التعاون‬ ‫يف املشروعات اإلستثمارية عند الرقم‬ ‫«صفر»‪.‬‬

‫كان لسقوط اإلحتاد السوفييت‬ ‫إنعكاس على كافة جماالت التعاون‬ ‫يف العالقات املصرية الروسية بنفس‬ ‫القدر الذي أحدثته جمموعة من العوامل‬ ‫اجلوهرية‪ .‬فقد شهد اإلقتصاد املصري‬ ‫والروسي عملية صعبة من إعادة‬ ‫البناء‪ ،‬وظهر لكل منهما شركاء‬ ‫جدد‪ ،‬ولوحظ ختلى كل منهما عن‬ ‫النهج القديم يف العالقات اإلقتصادية‪،‬‬ ‫وتقلص حجم التعاون العسكري‬ ‫والفين بشكل حاد‪ ،‬فأصبح من الالزم‬ ‫توسيع نطاق التعاون‬ ‫تسوية قضية الديون املستحقة على‬ ‫مصر لروسيا‪ .‬إال أنه بالرغم من جتريد‬ ‫ومهما يكن فقد أبدت كل من‬ ‫التعاون الروسي املصري من مضمونه موسكو والقاهرة حرصهما على إنهاء‬ ‫وإنهياره فقد كانت موسكو والقاهرة مرحلة الرتاجع واالحنسار يف عالقاتهما‬ ‫متفهمتني أن املصاحل الوطنية لكال املشرتكة‪ .‬وقد ساعد على ذلك‬ ‫البلدين هي أول ما يشكل قاعدة ثـمة عوامل عميقة مل تتأثر بالظروف‬ ‫لعالقات حديثة بينهما‪.‬‬ ‫السياسية‪ ،‬وأعين هنا العالقات املتشعبة‬ ‫واملثمرة لكل منهما اليت تبلورت‬ ‫مشلت أزمة العالقات الروسية منذ منتصف اخلمسينات‪ ،‬واملقدرات‬ ‫املصرية يف ذلك الوقت مصاحل هامة الفريدة اليت مجعتهما لتحقيق تنمية‬ ‫لكال الشريكني‪ ،‬وكان من الضروري مشرتكة‪ ،‬مقدرات وإن غابت لبعض‬ ‫تصحيح هذا الوضع‪ .‬وباتت قضية‬ ‫بث الوقت فمن املمكن أن تصبح من جديد‬ ‫روح جديدة يف التعاون املشرتك ً‬ ‫أمرا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملحا‬ ‫واقعا فاعال بفضل تأثري مظاهر العوملة‪.‬‬ ‫بالنسبة لكل من موسكو والقاهرة‪ .‬هذه العوامل دون غريها هي اليت بلورت‬ ‫هذه العملية مل تكن لتتم مبعزل عن التطور املستقبلي واملستمر للعالقات‬ ‫مسرية أحداث ووقائع احمليط الدولي الروسية املصرية معطية بذلك إشارة‬ ‫املتعومل وإال كانت القاهرة وموسكو البدء الستعادة التعاون بني روسيا‬ ‫أمام جمازفة أن يفقدا بال رجعة نطاق ومصر والعمل على استقراره وتوسيع‬ ‫تعاون يضمن حل القضايا الوطنية ذات نطاقه على أهم األصعدة السياسية‬ ‫األولوية اإلقتصادية منها والسياسية واإلجتماعية واإلقتصادية واإلنسانية‪.‬‬ ‫واإلنسانية‪ .‬أمر كان باإلمكان‬ ‫يعود الفضل للجهود املشرتكة اليت‬ ‫حتقيقه باجململ إستنادا إىل دبلوماسية‬ ‫نسقها اجلانبان منذ منتصف التسعينات‬ ‫فاعلة وعقيدة سياسة خارجية وطنية‪.‬‬ ‫يف إرساء نهج مشرتك الستعادة تعاون‬ ‫كان من املنتظر أن متثل زيارة يراعي التوازن يف مصاحل كل من‬ ‫الرئيس املصري حسين مبارك لإلحتاد روسيا ومصر‪ .‬فقد أخذت تتزايد كثافة‬ ‫السوفييت عام ‪1990‬م نقطة إنطالق املشاورات عرب القنوات الدبلوماسية‬ ‫إلعادة تدشني العالقات بني مصر وبدأت تؤتي ثـمارها بنهاية حقبة‬ ‫واإلحتاد السوفييت‪ ،‬لكن بالنظر إىل التسعينات‪ .‬شهد عام ‪1997‬م زيارة‬ ‫نتائج هذه الزيارة فلم حتقق ما كان الرئيس املصري لروسيا يف وقت بدأ فيه‬ ‫مرجوا منها‪ ،‬فقد كان اإلحتاد السوفييت ظهور إرهاصات حقيقية لضخ دماء‬ ‫على موعد مع تفاقم األزمة اإلقتصادية جديدة يف العالقات الروسية املصرية‪.‬‬ ‫وتأزم األوضاع السياسية الداخلية ومتخضت املباحثات اليت عقدها الرئيسان‬ ‫منذرة بإقرتاب إنهيار الدولة السوفيتية بوريس يلتسني وحسين مبارك عن توقيع‬

‫إتفاقيات من شأنها توسيع نطاق التعاون‬ ‫الثنائي وأن يكون هلذا التعاون قاعدة‬ ‫قانونية جديدة يف جوهرها‪ .‬وأخذت‬ ‫روسيا ومصر ينسقان معا وبشكل‬ ‫أكثر كثافة نهجهما يف منظمة األمم‬ ‫املتحدة واملنظمات املتخصصة التابعة هلا‪.‬‬ ‫ومثل التعاون بني البلدين يف أروقة األمم‬ ‫املتحدة حيال ملف للعديد من القضايا‬ ‫الدولية مادة لعقد لقاءات دورية بني‬ ‫رجال السياسة والدبلوماسيني والعلماء‬ ‫الدوليني واخلرباء‪ .‬ففي العقد األول من‬ ‫القرن الواحد والعشرين عندما طرحت‬ ‫على بساط البحث القضية املتعلقة‬ ‫بضرورة بإعادة هيكلة منظمة األمم‬ ‫املتحدة تبنت روسيا دعم موقف الدول‬ ‫اإلفريقية ومن بينها مصر لتوسيع حيز‬ ‫متثيلها يف جملس األمن الدولي‪ .‬لقد‬ ‫استندت روسيا لنشاطها الفعال داخل‬ ‫املنظمة الدولية للمشاركة بشكل‬ ‫مباشر يف جهود اجملتمع الدولي الرامية‬ ‫إىل تسوية النزاعات واحلفاظ على‬ ‫االستقرار يف خمتلف مناطق العامل ومن‬ ‫بينها منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك كله ظلت العالقات‬ ‫املصرية الروسية يف مطلع األلفينات‬ ‫بال مكان يف قائمة أولويات القاهرة‬ ‫مفسحة اجملال أمام التعاون مع بلدان‬ ‫غرب أوروبا املتقدمة‪ .‬فحجم العالقات‬ ‫التجــاريــة واإلقتــصادية وهيــكلها‬ ‫وكذلك املعونة الغربية ملصر مبا يف‬ ‫ذلك املساعدات العسكرية مل تكن‬ ‫لتقارن مبثيلتها مع روسيا‪ .‬بل األكثر‬ ‫من ذلك بقيت بعض اجملاالت على حالة‬ ‫اإلحنسار النسيب يف التعاون الروسي‬ ‫املصري بالرغم من تنامي املؤشرات العامة‪.‬‬ ‫بطبيعة احلال وبالنظر إىل مجلة‬ ‫من اإلعتبارات حافظ املنرب الروسي‬ ‫على أهميته الثابتة بالنسبة لسياسة‬ ‫القاهرة اخلارجية ويعود تفسري ذلك‬ ‫يف املقام األول إىل الثقل اجليوسياسي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عضوا‬ ‫لروسيا بوصفها‬ ‫دائما مبجلس‬ ‫األمن الدولي وإىل دورها يف تشكيل‬ ‫وصياغة منوذج لعامل متعدد األقطاب يف‬ ‫وقت زمين فاصل بني نهاية قرن وبداية‬ ‫آخر‪ ،‬عالوة على التقاليد التارخيية‬ ‫اليت ألقت بتأثريها على طابع العالقات‬ ‫الروسية العربية‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪9‬‬


‫إن مصر كواحدة من كربيات‬ ‫الدول اإلفريقية وأحد زعماء الدول‬ ‫ً‬ ‫دائما ما كانت تتطلع للعب دور‬ ‫النامية‬ ‫الدولة العظمى يف منطقة الشرق األدنى‬ ‫واألوسط وتعول على الفوز بعضوية‬ ‫دائمة مبجلس األمن الدولي يف إطار‬ ‫ما كان خمطط له من إعادة هيكلة‬ ‫ملنظمة األمم املتحدة‪ .‬لذلك كانت‬ ‫القاهرة حريصة على االستناد لعالقاتها‬ ‫السياسية اخلارجية واإلقتصادية مع‬ ‫كل األطراف ويف مقدمتها مع الالعبني‬ ‫الدوليني األكثر نفوذا ومن بينها روسيا‪.‬‬ ‫كما كانت القاهرة مدركة بأن‬ ‫السياسة اليت انتهجتها القوى الدولية‬ ‫الكربى يف منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫يف ظل بقاء قضايا الصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي احملورية معلقة وبال حل‪،‬‬ ‫كانت تتطلب مشاركة روسية‬ ‫حتدث توازنا يف عملية تسوية شرق‬ ‫أوسطية‪ ،‬األمر الذي كان يعين خلق‬ ‫جمال واسع بقدر كاف للتعاون يف‬ ‫القضايا اإلقليمية‪ .‬ويف ظل ظروف تغري‬ ‫فيها طابع العالقات الدولية بعد إنتهاء‬ ‫«احلرب الباردة» احتل مركز الصدارة‬ ‫يف قائمة أولويات القاهرة مهمة عسرية‬ ‫إلجياد حلول للمشكالت اإلجتماعية‬ ‫واإلقتصادية‪ ،‬ويف هذا الصدد تنامى‬ ‫الشعور باخلسارة جراء الركود الذي‬ ‫كان يعانيه التعاون اإلقتصادي مع‬ ‫روسيا‪.‬‬

‫سنوات األلفينات والبداية اجلديدة‬ ‫يف هذه املرحلة مثلت زيارة الرئيس‬ ‫حسين مبارك ملوسكو عام ‪2001‬م‬ ‫عالمة فارقة باملعنى الكامل للكلمة‪.‬‬ ‫فقد شهدت الزيارة توقيع إعالن مبادئ‬ ‫العالقات الثنائية والتعاون ‪ ،‬ومت اعتماد‬ ‫برنامج طويل األجل لتنمية التجارة‬ ‫والـتـعـاون اإلقتــصـادي والـصـنـاعـي‬ ‫والعلمي والفين‪ .‬هاتان الوثيقتان فتحتا‬ ‫آفاقا حقيقية للقضاء على الركود يف‬ ‫اجملال األكثر أهمية أال وهو عالقات‬ ‫العمل بني كال الدولتني‪.‬‬ ‫اخلطوة التالية اخلارجية على طريق‬ ‫دعم وتعزيز العالقات الروسية املصرية‬ ‫كانت زيارة الرئيس فالدميري بوتني‬ ‫للقاهرة عام ‪2005‬م‪ .‬وبوصفي شاهدا‬

‫‪10‬‬

‫ً‬ ‫مباشرا وأحد الذين شاركوا يف هذا‬ ‫احلدث أستطيع القول بأن نتائج لقاء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا يف‬ ‫استحسانا‬ ‫القمة هذا القت‬ ‫مصر ذلك أنه كان مبثابة بعث جديد‬ ‫للتقارب بني موسكو والقاهرة وجعل‬ ‫اجلميع يصلون لقناعة أنه حان الوقت‬ ‫لضرورة بذل جهود حثيثة لتفعيل‬ ‫اإلتفاقيات اليت مت التوصل إليها على‬ ‫أرض الواقع‪ .‬ومتخضت الزيارة عن البدء‬ ‫يف التخلص التدرجيي من حالة الركود‬ ‫يف جمال حموري وبالغ األهمية كما‬ ‫هو معلوم أال وهو جمال االستثمارات‬ ‫وإقامة املؤسسات الغذائية واإلجتماعية‬ ‫والثقافية‪ .‬إن غياب عالقات العمل يف‬ ‫كان تنامي اإلتصاالت والعالقات‬ ‫ظل تفهم مفاده أنه قبل سقوط اإلحتاد‬ ‫السوفييت شاركت املنظمات السوفيتية يف اجملال اإلنساني وكذلك على‬ ‫يف إقامة ‪ 97‬من املشروعات اإلقتصادية املستوى الثقايف والعلمي مبثابة‬ ‫الوطنية على أرض مصر‪ ،‬حل حمله اآلن انعكاس حلالة عدم فاعلية منوذج‬ ‫العامل أحادي القطب وانعكاس لعمق‬ ‫خلق شراكة فعلية ومثمرة للجانبني‪.‬‬ ‫التوجهات اإلجيابية يف إطار العمليات‬ ‫يف مطلع القرن الواحد والعشرين التكاملية اليت يشهدها العامل‪ .‬أفردت‬ ‫شاركت روسيا يف ‪ 11‬مشروعا العالقات الثنائية بني روسيا ومصر‬ ‫ً‬ ‫مكانا ً‬ ‫مشرتكا على أرض مصر بإمجالي رأس‬ ‫هاما لإلتصاالت بني البلدين يف‬ ‫مال يقدر بـ ‪ 45‬مليون دوالر‪ ،‬تكفلت جمال احلوار الديين والروابط بني ممثلي‬ ‫روسيا منها بـ ‪ 36‬مليون دوالر وهى الطوائف اإلسالمية واملسيحية مبا يف‬ ‫عبارة عن مؤسسات لتجميع اجلرارات ذلك النشاطات اليت كانت يف إطار‬ ‫والسيارات‪ ،‬وشركات متخصصة يف املنتديات احلوارية اجلديدة اليت شهدتها‬ ‫أحباث التسويق وغريها من املؤسسات سنوات التسعينات‪ .‬وقد لعب يف هذه‬ ‫ً‬ ‫دورا بالغ التأثري كل من‬ ‫األخرى‪ .‬من جانبهم قام رجال األعمال النشاطات‬ ‫املصريون بتنفيذ عدد من املشروعات أليكسي الثاني بطريارك موسكو‬ ‫االستثمارية يف روسيا‪ ،‬فافتتحوا معارض وعموم روسيا وفيدور الثاني بطريارك‬ ‫لبيع األثاث واملالبس واألحذية وغريها من اإلسكندرية وعموم إفريقيا‪ ،‬كما‬ ‫منتجات اإلستهالك الواسع‪ .‬واستثمرت كان ملمثل الكنيسة األرثوذكسية‬ ‫إحدى الشركات املصرية ‪ 250‬مليون الروسية يف مصر األب األعلى ليونيد‬ ‫دوالر يف مشروع لتجميع طائرات تو‪ -‬وكذلك رئيس الصندوق الدولي‬ ‫‪ ،204‬وقامت كل من شركة «مصر لوحدة الشعوب األرثوذكسية السيد‬ ‫للطريان» وشركة «إجييبت ترافيل» أليكسييف وغريهم اسهام فعلي‬ ‫السياحية بافتتاح مكاتب متثيل هلا يف كبري يف هذا اإلطار‪.‬‬ ‫روسيا‪ .‬تطور وإن كان أكيدا مقارنة‬ ‫وهناك إسهام جوهري بناء قامت‬ ‫مبرحلة األزمة يف بداية التسعينات‬ ‫ً‬ ‫لكنه كان متواضعا للغاية بالنظر به الدورات املنعقدة‬ ‫سنويا للمنتدي‬ ‫اإلجتماعي الدولي «حوار احلضارات»‬ ‫إىل املقدرات املتوفرة بشكل فعال‪.‬‬ ‫برئاسة ياكونني حيث جرت مناقشة‬ ‫يف عام ‪2007‬م ويف إطار تطوير فعالة إلمكانية عقد بطرياركيات‬ ‫اإلتفاقيات اليت أسفرت عنها نتائج زيارة يف مصر للربنامج الثقايف الديين‬ ‫الرئيس بوتني مت توقيع اتفاقية إلقامة لصندوق «صوت روسيا األرثوذكسية‬ ‫منطقة صناعية روسية خاصة مبحافظة يف مصر»‪ ،‬الربنامج الذي كان من ضمن‬ ‫اإلسكندرية – خطوة كان من شأنها أن نشاطاته عقد حفالت ألفضل فرق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جذريا يف شراكة األعمال كورال املوسيقى الدينية يف روسيا‪.‬‬ ‫تغريا‬ ‫حتدث‬ ‫بني البلدين‪ .‬كما شهد التعاون الثقايف هذه الروابط ساعدت على دعم مواقف‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫ضخ دماء جديدة (كتنظيم املعارض‬ ‫واملهرجانات والرحالت اخلارجية للفرق‬ ‫الفنية والبعثات األثرية)‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫بعض جماالت قطاع اخلدمات كالطب‬ ‫والتعليم وغريها‪ .‬ويف عام ‪2006‬م‬ ‫كانت القاهرة على موعد مع افتتاح‬ ‫اجلامعة الروسية املصرية‪ ،‬وعادت احلياة‬ ‫تدب من جديد يف العالقات بني اجلامعات‬ ‫واملعاهد الروسية ونظريتها املصرية على‬ ‫مستوى تبادل الطالب واألساتذة‪ ،‬وأصبح‬ ‫بإمكان الطالب الروس الدراسة يف‬ ‫أكرب جامعة إسالمية أال وهي جامعة‬ ‫«األزهر» بالقاهرة‪.‬‬


‫اللجنة الربملانية لألرثوذكسية وغريها‬ ‫من القضايا املتعلقة بدعم الوحدة‬ ‫الدينية للشعوب األرثوذكسية يف‬ ‫إفريقيا والعامل‪ .‬وخالل مناقشة العديد‬ ‫من احملاور ومن ضمنها احملاور التنظيمية‬ ‫املتعلقة باحلوار الديين ملمثلي املؤسسات‬ ‫الدينية حتدث البطريارك فيودور الثاني‬ ‫بكلمات مفعمة باملودة عن األواصر‬ ‫التارخيية والروحية بني بطرياركية‬ ‫اإلسكندرية وبطرياركية موسكو‬ ‫وأعرب عن تعاطف وإحرتام صادق‬ ‫وعميق جتاه روسيا والشعب الروسي‪.‬‬ ‫أصـبـحـت العـالقــات اإلنـسـانـية‬ ‫ً‬ ‫والثقافية بني البلدين أكثر‬ ‫زمخا‬ ‫بشكل ملحوظ كنتيجة لفاعلية‬ ‫أنشطة اجلالية الروسية الكبرية اليت‬ ‫بلغ قوامها يف عام ‪2008‬م حوالي ‪ 15‬ألف‬ ‫نسمة تشكلت النواة األساسية فيها‬ ‫من األسر اليت تكونت نتيجة لتزايد‬ ‫حاالت الزواج املختلط‪ .‬وتواصل التعاون‬ ‫بني األثريني الروس ونظرائهم املصريني‬ ‫يف عمليات التنقيب األثرية املشرتكة‬ ‫اليت قاموا بها على أرض مصر‪.‬‬

‫ً‬ ‫وأهدافها ومهامها‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫«إدراكا‬ ‫للدور املنوط بنا واملسؤلية امللقاه على‬ ‫عاتقنا يف قضية ضمان السلم اإلقليمي‬ ‫والدولي واألمن واالستقرار؛ وانطالقا من‬ ‫إمياننا بإقامة نظام عاملي جديد متعدد‬ ‫األقطاب يكون أكثر دميقراطية‬ ‫ً‬ ‫وعدالة وأمنا لكافة الدول؛‬ ‫وسعيا‬ ‫وراء هدف يرمي إىل القيام بإسهام فعال‬ ‫يف دعم الدور املركزي ملنظمة األمم‬ ‫املتحدة يف القضايا الدولية وتنفيذ بنود‬ ‫ميثاق املنظمة الدولية وغريها من مبادئ‬ ‫وقواعد القانون الدولي املتعارف عليها‬ ‫واليت يرى الطرفان أن اإللتزام بها ضمان‬ ‫لدعم األمن والسلم الدولي؛ ولقناعتنا‬ ‫الراسخة بأن الدعم املتواصل ألواصر‬ ‫الصداقة والتعاون املثمر يليب مصاحل‬ ‫كال الدولتني ويساعد على إرساء‬ ‫السالم واألمن يف إقليم الشرق األوسط‬ ‫ً‬ ‫وغريها من مناطق العامل؛‬ ‫وحرصا منا‬ ‫على دفع احلوار السياسي املستمر‬ ‫والوطيد والتعاون على الساحة الدولية‬ ‫واإلقليمية بشكله الثنائي ومتعدد‬ ‫األطراف؛ ومع األخذ بعني اإلعتبار ما‬ ‫حققته السنوات األخرية من مؤشرات‬ ‫مرتفعة حلجم التعاون يف جمال األعمال‬ ‫والتبادل التجاري والعالقات اإلنسانية‬ ‫وغريها بني كال البلدين‪ ،‬وكذلك‬ ‫نتائج لقاء القمة الروسي املصري‬ ‫السابع؛ فقد اتفق الطرفان على تنسيق‬ ‫السياسات اليت تنتهجها كل منهما سواء‬ ‫على صعيد العالقات الثنائية أو على‬ ‫املستوى الدولي»‪.‬‬

‫ولتنفيذ اإلتفاقيات الرئيسة اليت‬ ‫متخضت عنها زيارة الرئيس بوتني‬ ‫اقرتحت القاهرة حبث مشاورات وزارتي‬ ‫اخلارجية يف كال البلدين يف سياق‬ ‫تنفيذ البند املشار إليه يف اإلعالن‬ ‫املشرتك خبصوص تأسيس جلنة أعمال‬ ‫مشرتكة على مستوى رفيع يرتأسها‬ ‫نائب وزير اخلاجية يف كل بلد‪ .‬وقد‬ ‫أوىل اجلانب املصري أهمية خاصة بدعم‬ ‫وقــضـى إتــفـاق الشـراكــة‬ ‫احلوار الفعال مع موسكو فيما يتعلق‬ ‫بالقضايا احملورية على الصعيدين االسرتاتيجية بتفعيل تبادل زيارات‬ ‫رئيسي كال الدولتني بشكل دوري‬ ‫الدولي واإلقليمي‪.‬‬ ‫وعقد لقاءات ومشاورات بني رؤساء‬ ‫يف يونيه من عام ‪2009‬م كانت الوزراء وبني الوزراء واإلدارات املعنية‬ ‫مصر على موعد مع زيارة الرئيس بهدف دعم طابع اإلستمرارية للحوار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الروسي دميرتي ميدفيديف‪ ،‬وكان وقضى اإلتفاق‬ ‫أيضا بإجراء مشاورات‬ ‫الرئيس املصري حسين مبارك صاحب حول اجلوانب العسكرية والسياسية‬ ‫املبادرة يف أن يشمل برنامج الزيارة للوضع الدولي وكذلك القضايا‬ ‫توقيع إتفاق للشراكة اإلسرتاتيجية املتعلقة باألمن القومي‪ .‬وجاء يف اإلتفاق‬ ‫بني روسيا اإلحتادية ومجهورية مصر ما نصه إن «األهمية األوىل يف إطار‬ ‫العربية‪ .‬هذه الوثيقة وضعت العالقات مشاورات السياسة اخلارجية بني الطرفني‬ ‫الثنائية يف مستوى جديد من حيث حتتلها القضايا املتعلقة بدفع التسوية‬ ‫اجلوهر‪ .‬فقد جاء يف حاشية اإلتفاق‪ ،‬العربية اإلسرائيلية وحتقيق سالم قوي‬ ‫اليت أكدت على املبادئ األساسية وعادل وشامل يف الشرق األوسط‪ ،‬وخالل‬ ‫للعالقات الروسية املصرية املتجددة املشاورات حيظى جدول األعمال الدولي‬

‫واإلقليمي ذو اإلهتمام املشرتك بنصيبه‬ ‫الواجب من اإلهتمام»‪ .‬وعالوة على ذلك‬ ‫اتفق الطرفان على تنسيق نشاطات‬ ‫جمموعة العمل الروسية املصرية يف‬ ‫جمال مكافحة اإلرهاب الدولي والتعاون‬ ‫لتطوير احلوار بني احلضارات‪.‬‬ ‫وحرصا منهما على تشجيع تنامي‬ ‫حجم التبادل التجاري‪ ،‬وهو اجملال احملوري‬ ‫يف التعاون املشرتك‪ ،‬اتفق الطرفان‬ ‫على «إجراء دراسة شاملة إلقامة منطقة‬ ‫للتجارة احلرة بني كال الدولتني»‪.‬‬ ‫وبهدف تعميق التعاون بني خمتلف‬ ‫الوزارات واإلدارات يف القطاع اإلقتصادي‬ ‫حبث ممثلو دوائر قطاعات األعمال‬ ‫إمكانية حتسني آلية تنفيذية مالئمة‪،‬‬ ‫حيث جرى احلديث بشكل خاص حول‬ ‫عقد جلسات سنوية للجنة الروسية‬ ‫املصرية املشرتكة للتعاون التجاري‬ ‫واإلقتصادي والعلمي والفين‪ ،‬وكذلك‬ ‫جمللس األعمال الروسي املصري‪.‬‬ ‫وقد أوىل اإلتفاق أهمية خاصة‬ ‫بالتعاون يف جمال االستثمار وتنفيذ‬ ‫مشروعات البنية التحتية وخباصة يف‬ ‫قطاع الكهرباء ومصادر بديلة للطاقة‬ ‫واملرافق العامة واملشروعات السكنية‬ ‫والنـقـل وتـكنـولوجـيـا اإلتـصـاالت‬ ‫والسياحة ومحاية البيئة واسغالل املوارد‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وكذلك نقل التكنولوجيا‬ ‫وحتديث الصناعات‪ .‬وتعهد الطرفان‬ ‫بدعم إجراء األحباث العلمية املشرتكة‬ ‫ودعم التعاون الفين التقين وخباصة‬ ‫يف جمال التكنولوجيا عالية اجلودة‬ ‫واإلستخدام السلمي للفضاء والتعاون‬ ‫يف أروقة املنظمات الدولية يف جمال املال‬ ‫والتجارة واإلقتصاد مبا يف ذلك منتدى‬ ‫الدول املصدرة للغاز الطبيعي‪ .‬ويشري‬ ‫اإلتفاق إىل أهمية دعم وتعزيز التعاون‬ ‫العسكري والفين «مع الوضع بعني‬ ‫اإلعتبار املصاحل املتبادلة واإللتزامات‬ ‫الدولية»‪ .‬وإضافة إىل ذلك شجعت كل‬ ‫من موسكو والقاهرة «توسيع العالقات‬ ‫يف جمال العلوم والتعليم مبا يف ذلك‬ ‫تقديم منح للدارسة يف اجلامعات‬ ‫واملعاهد والدراسات العليا‪ ،‬وساعدتا على‬ ‫استمرار تطور التعاون يف جمال السياحة‬ ‫وتنشيط العالقات اإلنسانية والثقافية‬ ‫والتبادل بني املؤسسات اإلجتماعية‬ ‫والشبابية والرياضية»‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪11‬‬


‫جاء توقيع هذه الوثيقة الفارقة يف‬ ‫تاريخ العالقات بني البلدين كنتاج‬ ‫ملسرية التطور اليت شهدتها العالقات‬ ‫الثنائية يف العقد األول من القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬فقد مت خالل هذه الفرتة‬ ‫توسيع التعاون التجاري واإلقتصادي‬ ‫وسجلت توجها لزيادة حجم التعاون‬ ‫يف قطاع األعمال الذي اكتسب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستقرا‪ .‬فإذا كان‬ ‫طابعا‬ ‫تدرجييا‬ ‫مؤشر حجم التجارة سجل عام ‪2000‬م‬ ‫أقل من ‪ 50‬مليون دوالر‪ ،‬فقد ختطى‬ ‫يف عام ‪2008‬م ‪ 4‬مليارات دوالر مبا يف‬ ‫ذلك قطاع اخلدمات السياحية الذي‬ ‫تعاظم كنتيجة لتزايد حركة األفواج‬ ‫السياحية القادمة من روسيا ملصر‪ .‬فقد‬ ‫زار مصر يف عام ‪2007‬م ما يقرب من ‪1,5‬‬ ‫مليون سائحي روسي وبلغ هذا العدد يف‬ ‫عام ‪2010‬م أكثر من ‪ 2,5‬مليون سائح‪.‬‬ ‫وقد ٌأ ٌ‬ ‫عترب أن التعاون العلمي والفين‬ ‫أحد أكثر اإلجتاهات الواعدة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك التعاون يف جمال االستخدام‬ ‫السلمي للطاقة الذرية وتطوير‬ ‫تكنولوجيا اإلتصاالت وإطالق األقمار‬ ‫الصناعية ألهداف جتارية‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫جمال الطب والصيدلة‪ .‬وتزايد اإلهتمام‬ ‫مبجال تصدير وتبادل التكنولوجيات‬ ‫احلديثة‪ .‬وبدأت املؤسسات التجارية‬ ‫الروسية كالبنوك وشركات التأمني‬ ‫وشركات النقل وغريها يف الظهور‬ ‫يف سوق البضائع واخلدمات املصري‪.‬‬ ‫وتكونت تدرجييا «الكتلة الراسخة»‬ ‫الالزمة إلرساء الشراكة واليت تعكس‬ ‫ما تتمتع به كل دولة من مقدرات‬ ‫كبرية للشراكة يف جمال األعمال‪.‬‬

‫شراكة يف جمال األعمال‬ ‫إن تنامي العالقات الروسية املصرية‬ ‫يف العقد األول من القرن الواحد والعشرين‬ ‫صاحبه تكوين هيئات وأجهزة قانونية‬ ‫ومالية وتنظيمية للتعاون‪ .‬واكتسب‬ ‫أهمية خاصة يف هذا الصدد عقد إتفاقية‬ ‫للتعاون يف اجملال التجاري واإلقتصادي‬ ‫واجملال العلمي والفين‪ ،‬وكذلك تأسيس‬ ‫اللجنة الروسية املصرية احلكومية‬ ‫املشرتكة للتعاون التجاري واإلقتصادي‬ ‫والعلمي والفين‪ ،‬وأيضا توقيع إتفاقيات‬ ‫حكومية لإلعفاء من الضريبة املزدوجة‬

‫‪12‬‬

‫وأن يوفر كال الطرفني نظاما يضمن‬ ‫تقديم أكرب قدر من اإلمتيازات‪.‬‬ ‫وكنتيجة هلذه التحركات اجليدة‬ ‫يف عالقات العمل استطاعت كل‬ ‫من موسكو والقاهرة اكتساب خربة‬ ‫عملية الزمة يف اجملاالت احملورية‬ ‫يف شراكة األعمال‪ ،‬مثل تنفيذ‬ ‫االستثمارات املشرتكة واستخدام عملة‬ ‫قابلة للتحويل يف التعامالت احلسابية‬ ‫املشرتكة وغري ذلك‪ .‬إال أنه بالرغم من‬ ‫التقدم امللحوظ فإن اإلمكانات املتاحة‬ ‫لتزايد حجم التعاون مل تستغل بشكل‬ ‫ً‬ ‫كامل‬ ‫استمرارا ملا كانت عليه‬ ‫األوضاع من ذي قبل‪ .‬فحجم االستثمارات‬ ‫ً‬ ‫متواضعا‪ ،‬بل غابت‬ ‫املشرتكة ظل‬ ‫االستثمارات يف بعض جماالت التعاون‬ ‫التقليدية‪ ،‬بالرغم من إقرار اجلانبني‬ ‫الروسي واملصري بأن االستثمار املشرتك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسا‬ ‫لرؤوس األموال ميثل‬ ‫راسخا لتنامي‬ ‫عالقات العمل‪ ،‬أساس ال خيضع لتأثري‬ ‫الظروف السياسية‪.‬‬

‫اهليئات وزيادة فاعليتها‪ ،‬كاللجنة‬ ‫احلكومية املشرتكة للتعاون التجاري‬ ‫واإلقتصادي والعلمي والفين‪ ،‬والغرف‬ ‫التجارية‪ ،‬وجملس األعمال الروسي‬ ‫املصري‪ ،‬وشركات التأمني والتجارة‬ ‫والنقل واملعلومات والبنوك على وجه‬ ‫اخلصوص‪ .‬كان عدد الشركات‬ ‫واملؤسسات املشرتكة غري كاف‬ ‫متاما‪ ،‬كما أن نطاق الدعم احلكومي‬ ‫يف جمال اإلئتمان وتأمني النشاطات‬ ‫ً‬ ‫حمدودا‬ ‫العملية واملشروعات كان‬ ‫أو غائبا‪ ،‬إذ أن آلية هذا الدعم نفسها مل‬ ‫يتم إرساؤها بالشكل الالزم‪ .‬هذا ما‬ ‫كان عليه الوضع حتى بالنسبة ألحد‬ ‫اجملاالت احملورية أال وهو مشاركة‬ ‫الشركات الروسية يف املزادات‪ ،‬وتزامن‬ ‫ذلك مع تسجيل مستوى منخفض نسبيا‬ ‫يف النشاط الدعائي واملعلوماتي للهيئات‬ ‫الروسية واملصرية‪ ،‬وغياب أية عالمات‬ ‫ً‬ ‫جيدا يف‬ ‫جتارية روسية ومصرية معروفة‬ ‫سوق سلع وخدمات الشركاء‪ ،‬وغياب‬ ‫اإلملام الكايف باخلصائص واملميزات‬ ‫اليت يتمتع بها الشركاء من بني جممل‬ ‫رجال األعمال‪.‬‬

‫شهد حجم التبادل التجاري للسلع‬ ‫واخلدمات أكرب قدر من التنامي‪،‬‬ ‫لكن مؤشراته تراجعت بشكل‬ ‫ملموس أمام حجم التبادل التجاري‬ ‫إن ثورة ‪ 25‬يناير ‪2011‬م املصرية‬ ‫بني مصر وكربيات الدول املتقدمة‪ .‬اليت أنهت فرتة حكم مبارك طوال ‪30‬‬ ‫ً‬ ‫وباستثناء السياحة شهدت بعض‬ ‫عاما‪ ،‬ومن بعدها ثورة ‪ 30‬يونيه ‪2013‬م‬ ‫ً‬ ‫جماالت التعاون الواعدة تطورا ذا اليت أسدلت الستار على عام ونصف‬ ‫وترية غري مطردة بشكل كاف من حكم حممد مرسي رجل «اإلخوان‬ ‫بالرغم من توفر اإلمكانات بشكل املسلمني» ال ينحيان أهمية استمرار دعم‬ ‫فعلي‪ ،‬مثل الرتويج ملنتجات جماالت وتعزيز تعاون روسي مصري فعال ومثمر‬ ‫التكنولوجيا املتطورة يف صناعة يف اجملاالت السياسية واإلقتصادية‬ ‫املعدات واآلالت‪ ،‬وبراءات اإلخرتاع‪ ،‬واإلنسانية وغريها من اجملاالت األخرى‪.‬‬ ‫وجماالت اخلدمات احلديثة (كاخلدمات إن اخلربة التارخيية املمتدة يف العالقات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتأهيل الكوادر الوطنية الثنائية بني موسكو والقاهرة لتشهد‬ ‫يف جمال االستكشافات اجليولوجية بأن احلرص الكبري على تطور كال‬ ‫والتخصصات الطبية وغريها)‪ .‬أما الدولتني يقوم على دائرة واسعة من‬ ‫ما يتعلق مبنتجات وخدمات جمال‬ ‫العوامل األساسية اليت ذكرناها آنفا‪.‬‬ ‫املعلومات واالبتكار املرتبطة باستخدام‬ ‫ً‬ ‫كما أن املصاحل الوطنية حتديدا لكل‬ ‫اقتصاد اإلنرتنت فقد ظلت خارج إطار‬ ‫ً‬ ‫من روسيا ومصر ستكون‬ ‫دوما احملرك‬ ‫شراكة األعمال بشكل فعلي‪ .‬كان‬ ‫الدافع حنو التعاون يف ظل الظروف‬ ‫هلذا األمر أسبابه اإلجيابية أيضا‪ ،‬فالتأخر‬ ‫التكنولوجي لعدد من اجملاالت‪ ،‬والقدرة اجلديدة‪ .‬لكنها ستكون مرحلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حتليال‬ ‫التنافسية املتدنية ملنتجات هذه اجملاالت مغايرة تتطلب‬ ‫جديدا يرتكز‬ ‫يف األسواق العاملية حافظ على منو على تقاليد الصداقة والتعاطف املتبادل‪،‬‬ ‫حتليل موجه حنو مستقبل العالقات‬ ‫التبادل التجاري املشرتك بصورة فعالة‪.‬‬ ‫الروسية املصرية لكنه‪ ،‬بطبيعة احلال‪،‬‬ ‫لقد استشعرت كل من موسكو يراعي الدروس املستفادة من احلقبة‬ ‫والقاهرة احلاجة إىل تنشيط بعض املاضية‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫الطاقة ‪ :‬الحاضر والمستقبل‬ ‫الطاقة الشمسية في شمال افريقيا‬ ‫أ‪.‬يو نوسكوف‬ ‫متتلك دول مشال إفريقيا قدرة هائلة علي تطوير‬ ‫الطاقة الشمسية ويشغل ذلك اهتمام حكومات هذه‬ ‫الدول ورجال األعمال واملستثمرين األجانب‪ .‬فالطاقة‬ ‫املنبعثة من أشعة الشمس واليت تلقي بدفئها علي‬ ‫صحراء هذه املنطقة قادرة ً‬ ‫وفقا لتقديرات بعض العلماء‬ ‫علي سد جزء كبري من احتياجات البشرية من الطاقة‪،‬‬ ‫حيث أن متوسط كثافة الطاقة الناجتة من األشعة‬ ‫الشمسية هنا تفوق املؤشرات املماثلة يف دول جنوب‬ ‫أوروبا‪ .‬ويزداد اهتمام العامل بالطاقة الشمسية وذلك‬ ‫بسبب التطور التكنولوجي الراهن واخنفاض تكلفة‬ ‫إنتاجها‪ ،‬ومما يزيد االهتمام بهذا القطاع هو ارتفاع‬ ‫اسعار مصادر الطاقة التقليدية املستمر خالل األعوام‬ ‫األخرية‪ .‬وتعترب دول االحتاد األوربي والواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫روادا يف انتاج الطاقة الشمسية‬ ‫واليابان و الصني‬ ‫وامتالك التقنية املرتبطة بها‪.‬‬ ‫ويف حوار صحفي لقناة العربية يف ‪ 21‬ديسمرب عام‬ ‫‪2013‬م ذكر ب‪ .‬ساليفان‪ ،‬أستاذ االقتصاد جبامعة األمن‬ ‫الوطين بالواليات املتحدة األمريكية أن جذب االستثمارات يف‬ ‫جمال الطاقة الشمسية يف مصر علي وجه اخلصوص من شأنه‬ ‫أن يضاعف من معدالت النمو االقتصاي‪ ،‬فالطاقة النظيفة‬ ‫بإمكانها التخفيف من حدة املشكالت االجتماعية طاملا‬ ‫توافرت إمكانية حصول املواطنني عليها‪ ،‬وبإمكانها أيضا‬ ‫زيادة اجلذب االستثماري يف البالد يف عيون املستثمرين‬ ‫األجانب‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ً‬ ‫علق الربوفوسري األمريكي‬ ‫آماال عريضة‬ ‫علي االستثمارات من الدول الغربية اليت ميكن أن تساهم‬ ‫بشكل كبري يف تطوير هذا القطاع علي أساس اقرتان املال‬ ‫بالتكنولوجيا‪.‬‬

‫الطموحات كبرية واالجنازات متواضعة‪:‬‬ ‫يالحظ يف دول مشال أفريقيا يف اآلونة االخرية اجتاه‬ ‫إلي زيادة االهتمام مبجال الطاقة الشمسية علي الرغم من‬ ‫االجنازات املتواضعة نسبيا يف هذا اجملال‪.‬‬

‫*‬

‫ففي عام ‪2008‬م قدم الربملان املصري خطة للتطوير تقضي‬ ‫بأنه حبلول عام ‪2020‬م سوف يتم انتاج ‪ 20%‬من الناتج اإلمجالي‬ ‫للطاقة الكهربية يف البالد من املصادر املتجددة للطاقة – حيث‬ ‫سيتم إنتاج ‪ 12%‬من طاقة الرياح‪ ،‬والباقي – ‪ 8%‬من مصادر‬ ‫أخري مبا فيها الطاقة الشمسية‪ .‬وقد مت حتى اآلن االنتهاء من‬ ‫مشروعني‪ ،‬األول – حمطة الكرميات لتوليد الكهرباء (تعمل‬ ‫بالغاز والطاقة الشمسية) علي بعد ‪ 90‬كيلومرت من القاهرة‬ ‫جبهد يصل الي ‪ 150‬ميجاوات‪ ،‬حيث تبلغ مقدار الطاقة اليت‬ ‫تنتج من الشمس ‪ .27% - 25‬فقد قامت الشركة األسبانية‬ ‫ايربدلورا بتشييد احملطة منذ سبتمر عام ‪2007‬م حيت يوليو‬ ‫عام ‪2011‬م‪ ،‬وقدم التمويل كل من البنك الدولي (بقيمة ‪50‬‬ ‫مليون دوالر) والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (بقيمة ‪190‬‬ ‫مليون دوالر)‪.‬‬ ‫املشروع الثاني – إدخال الكهرباء إلي قريتني نائيتني يف‬ ‫واحة سيوة عن باستخدام البطاريات الشمسية عام ‪2010‬م‬ ‫وذلك وفقا لالتفاقية اليت مت توقيعها من جانب احلكومة‬ ‫االيطالية ووزارة البيئة املصرية بشأن تقديم مساعدة مالية‬ ‫تصل إلي ‪ 400,000‬يورو‪.‬‬ ‫ويوجد يف بلد األهرامات جمال آخر الستخدام الطاقة‬ ‫الشمسية وهو حتلية املياه واستخراجها من آبار حتت األرض‬ ‫مبساعدة معدات يتم تشغيلها بالطاقة الشمسية‪ .‬وتعترب‬ ‫شركة ‪ KarmSolar‬اليت مت تأسيسها عام ‪2011‬م هي أكرب‬ ‫منتج لتلك املعدات يف مصر‪ ،‬و من بني إجنازاتها حمطة الضخ‬ ‫األولي يف مشال أفريقيا واليت تعمل بشكل استثنائي علي‬ ‫الطاقة الشمسية (حيث تصل القدرة االمجالية للبطاريات الي‬ ‫‪ 30‬كيلووات)‪.‬‬ ‫أما اجلزائر فيوجد بها عدة اجنازات يف جمال الطاقة‬ ‫الشمسية‪ ،‬ففي عام ‪2011‬م مت يف مدينة حاسي رميل تشغيل‬ ‫حمطة لتوليد الكهرباء بقدرة تصل إلي ‪ 146‬ميجاوات‪ ،‬يصل‬ ‫نصيب الطاقة الشمسية فيها الي ‪ 25‬ميجاوات (‪ ،)17%‬وقد‬ ‫استغرق بناؤها ‪ 4‬سنوات ‪ ،‬و نفذ املشروع الشركة اجلزائرية‬

‫* باحث مبعهد موسكو احلكومي للعالقات الدولية التابع لوزارة اخلارجية الروسية‬ ‫ترمجة ‪ :‬د‪ .‬دينا حممد‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪13‬‬


‫للطاقة اجلديدة (‪ )NEAL‬وكذلك املؤسسة الفرعية‬ ‫لعمالقة النفط والغاز ‪ Sonatrach и Sonelgaz‬وبلغ حجم‬ ‫االستثمارات ‪ 350‬مليون دوالر‪ ،‬باإلضافة الي ذلك مت تنفيذ‬ ‫مشروع إلدخال الكهرباء يف عشرين قرية جبنوب البالد عن‬ ‫طريق املولدات الشمسية‪ ،‬ويف بلدية رويبة التابعة للعاصمة‬ ‫اجلزائرية مت إنتاج ألواح الطاقة الشمسية عن طريق شركة‬ ‫‪ .Sonelgaz‬ويتم التخطيط للتطوير املستمر هلذا القطاع‪ ،‬فقد‬ ‫أعدت احلكومة اجلزائرية برنامج طويل األمد للتوسع يف إنتاج‬ ‫املصادر املتجددة للطاقة والذي يعين امكانية االستثمار حيت عام‬ ‫‪2030‬م بقيمة ‪ 60‬مليار دوالر لزيادة قدرة احملطات الكهربية‬ ‫اليت تعمل علي مصادر الطاقة املتجددة حيت ‪ 22‬جيجاوات‪ ،‬وسيتم‬ ‫ختصيص ‪ 10‬جيجاوات منها للتصدير إلي دول االحتاد األوربي‪.‬‬ ‫ويف إطار الربنامج نفسه سيتم تشييد ‪ 67‬حمطة‪ ،‬منها ‪ 27‬حمطة‬ ‫كهروضوئية تعمل بالبطاريات الشمسية‪ ،‬و‪ 27‬حمطة لتوليد‬ ‫الكهرباء (تعمل بالغاز واالشعة الشمسية) و‪ 6‬حمطات للطاقة‬ ‫الشمسية احلرارية و ‪ 7‬لطاقة الرياح‪ .‬ويتم التخطيط لتنفيذ‬ ‫حمطة للطاقة الشمسية احلرارية يف عام ‪2016‬م يف بلدية‬ ‫العواد بقدرة تصل الي ‪ 150‬ميجاوات‪ .‬وبهذا تسعي اجلزائر إلي‬ ‫إنتاج الطاقة الشمسية لالستهالك احمللي وكذلك التصدير‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا ليس فقط علي االستثمارات االجنبية وإمنا‬ ‫للخارج‬ ‫علي اإلمكانيات اخلاصة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أما يف تونس فلم تكن اخلطط أقل‬ ‫طموحا‪ ،‬فمنذ عام ‪2005‬‬ ‫قامت احلكومة بإطالق برنامج الطاقة الشمسية (‪)PROSOL‬‬ ‫الذي حيتوي علي ‪ 40‬مشروع إلنشاء حمطات كهربية تعمل‬ ‫علي املصادر املتجددة للطاقة‪ ،‬ومتتد الكابالت عرب قاع البحر‬ ‫املتوسط يف ايطاليا بقدرة تصل الي ‪ 400‬كيلووات حيث مت‬ ‫التخطيط لتنفيذ الربنامج مبشاركة الشركات اإليطالية‪،‬‬ ‫ويف عام ‪2009‬م أعدت احلكومة التونسية وثيقة – عبارة عن‬ ‫خطة لتطوير الطاقة الشمسية حبيث تقوم شركة (‪Desertec‬‬ ‫‪ )Industrial Initiative‬بتنفيذ جزء من املشروع الذي يقضي‬ ‫بالبناء املوسع حملطات كهربية علي أراضي مشال أفريقيا‬ ‫والشرق األوسط تعمل علي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‬ ‫والطاقة املائية وإنشاء كتل حيوية لإلنتاج املقبل للطاقة‬ ‫وبيعها يف دول االحتاد االوربي‪ .‬ويذكر أنه سيتم البدء فى‬ ‫تنفيذ اخلطة يف النصف األول من عام ‪2016‬م حبيث يكون‬ ‫‪ 40%‬من االستثمارات من جانب احلكومة أما الوسائل األخري‬ ‫فالبد أن يقدمها القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫ويف املغرب حيظى تطوير الطاقة الشمسية باهتمام كبري‬ ‫علي نطاق أوسع حيث أن وضع الطاقة يف البالد حرج للغاية‬ ‫وذلك بسبب االحتياطي املنخفض منها‪ ،‬حيث مت حتديد حجم‬ ‫صناعة الفحم احلجري والفحم البين وفحم االنثراسايت ذو‬ ‫الكميات الكبرية و الطبقات الرقيقة‪ .‬و يف حني تشغل املغرب‬ ‫واحدا من املواقع الرائدة يف القارة اإلفريقية يف إحتياطي املعادن‬ ‫القارية‪ ،‬غري أن استخراجها و استخدامها مل يلقي انتشارا‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫وحتصل املغرب علي ‪ 97%‬من احتياجاتها من الوقود عن‬ ‫طريق االسترياد من اخلارج‪ ،‬رغم أنه‪ ،‬ووفقا لتوقعات احلكومة‪،‬‬ ‫من املتوقع تضاعف االحتياجات احمللية من الطاقة علي عام‬ ‫‪2020‬م بل وزيادتها إلي أكثر من مخس مرات علي عام ‪2050‬م‪.‬‬ ‫فهدف املغرب – هو تقليل اإلعتماد علي استرياد الطاقة‪ ،‬ويف‬ ‫هذا الصدد البد من إنتاج ‪ 40%‬من الطاقة الكهربية علي عام‬ ‫ً‬ ‫‪2040‬م‬ ‫اعتمادا علي املصادر املتجددة للطاقة مبا فيها ‪18%‬‬ ‫اعتماداًعلي الطاقة الشمسية‪ .‬ويف عام ‪ 2009‬أعلنت احلكومة‬ ‫املغربية عن عزمها بناء شبكة من احملطات الكهربية تصل‬ ‫قدرتها العامة إلي ‪ 2‬جيجاوات حيت عام ‪2020‬م وقد مت تكليف‬ ‫الوكالة املغربية للطاقة الشمسية (‪Moroccan Agency for‬‬ ‫‪ )Solar Energy/MASEN‬بتنفيذ هذه اخلطة‪.‬‬ ‫وجيري العمل بشكل كبري علي توفري اإلحتياجات‬ ‫املنزلية من الطاقة عن طريق البطاريات الشمسية يف املراكز‬ ‫السكنية النائية الغري متصلة بشبكات الطاقة‪ .‬فقد أصبح‬ ‫مستوي حصول املواطنني علي الطاقة يف املغرب هو األدني بني‬ ‫مجيع دول مشال إفريقيا‪ .‬ففي عام ‪1996‬م مل يتمكن ‪87%‬‬ ‫من سكان القري املغربية من احلصول علي الطاقة الكهربائية‪،‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت عملت الدولة علي إدخال الكهرباء إلي‬ ‫التجمعات السكنية يف املناطق الريفية‪ .‬ويف خالل مخس‬ ‫سنوات ويف إطار هذا الربنامج قامت مؤسسة ‪ TEMASOL‬اليت‬ ‫تضم كل من (املكتب الوطين املغربي للطاقة والشركات‬ ‫الفرنسية ‪ Total‬و ‪ )Electricite de France‬بإدخال الكهرباء‬ ‫إلي ‪ 24,8‬الف أسرة (‪ 170‬الف مواطن) يف األقاليم الشمالية من‬ ‫البالد مستخدمة الطاقة الشمسية‪ .‬وقد مت التمويل مشاركة‬ ‫بني احلكومة واملواطنني‪ .‬وخططت املؤسسة إلي إدخال‬ ‫الكهرباء إلي ‪ 26‬الف أسرة أخرين حيت عام ‪2018‬م وتقوم‬ ‫ً‬ ‫حجما بأعمال مماثله‪ ،‬فقد مت امداد أكثر‬ ‫شركات آخرى أصغر‬ ‫من ‪ 50‬الف أسرة بالبطاريات الشمسية‪ ،‬ويظل العدد يف ازدياد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قياسا إىل عدد األسر‬ ‫متواضعا‬ ‫مستمر‪ ،‬غري أن هذا املؤشر يبقى‬ ‫يف الريق املغربي الذي يصل إىل ‪ 3‬مليون أسرة‪ .‬ويف قطاع‬ ‫الطاقة الشمسية يف املغرب تقوم شركات يابانية بتقديم عدة‬ ‫مشروعات‪ ،‬منها (بناء حمطة صغرية بتكلفة ‪ 7‬مليون دوالر يف‬ ‫بلدية أسازاك‪ ،‬كما جتري حمادثات عن مشروعات أخري‪.‬‬ ‫ويف ليبيا مت تنفيذ عدد من املشروعات الصغرية ففي عام‬ ‫‪1976‬م مت تزويد خط أنابيب للنفط من حقل البرتول داخرا إلي‬ ‫ميناء سيدرا عن طريق البطاريات الشمسية اليت تقوم بتغذية‬ ‫نظام اإلنذار‪ ،‬ويف مدينة زيال مت استخدام البطاريات الشمسية‬ ‫لتشغيل حمطة الراديو احمللية‪ ،‬كما أن هناك عدة حمطات‬ ‫ضخ يف خمتلف املدن الليبية تعمل بالطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫يف بداية عام ‪2000‬م ازداد االهتمام بشكل كبري بتطوير‬ ‫الطاقة املتجددة من جانب السلطة ومن جانب املستثمرين‬ ‫األجانب‪ ،‬يف املقام األول الربيطانيني‪ .‬ويف عام ‪2003‬م مت اعداد‬ ‫عدة مشروعات صغرية إلدخال الكهرباء إلي القري النائية‪،‬‬


‫حيث مت بناء أكثر من ‪ 150‬حمطة صغرية تصل امجالي قدرتها‬ ‫إلي ‪ 125‬كيلووات‪ ،‬وأكثر من ‪ 2000‬سخان مشسي و‪ 35‬من‬ ‫املضخات الشمسية حيث بلغ كم الطاقة اليت تنتج عن طريق‬ ‫أشعة الشمس يف ليبيا قبل تلك األحداث املعروفة إلي ‪ 5‬ميجارات‪.‬‬ ‫تقوم دول مشال إفريقيا بإختاذ اجراءات من أجل تطوير قطاع‬ ‫الطاقة عن طريق الشركات الصغرية‪ ،‬ففي نهاية عام ‪2012‬م مت‬ ‫يف مصر اصدار قانون إلعفاء عدد من املنتجات املرتبطة بتطوير‬ ‫نظم املصادر املتجددة للطاقة من الرسوم اجلمركية وضريبة‬ ‫املبيعات‪.‬‬ ‫ويف تونس فإن الربنامج الذي مت إعداده للتطوير يقتضي‬ ‫ً‬ ‫شامال قروض‬ ‫تعزيز الطاقة الشمسية بالدعم املادي واملالي‪،‬‬ ‫السكان اليت تتحمل منها الدولة حيت ‪ 20%‬من تكلفة‬ ‫السخانات الشمسية‪ ،‬فاقتناء مثل هذه السخانات يقلل من أثار‬ ‫ً‬ ‫دائما ما يكون‬ ‫االخفاق يف االمدادات بالطاقة الكهربية‪ ،‬بل‬ ‫هو االمكانية الوحيدة لضمان وصول الطاقة الكهربية إلي‬ ‫القري البعيدة والقري ذات الكثافة السكنية املنخفضة‪.‬‬ ‫وبالرغم من تلك الربامج اليت مت اعدادها‪ ،‬فإن مستوي تطوير‬ ‫الطاقة الشمسية يف دول مشال إفريقيا اليوم يتأخر كثريا‬ ‫ًباملقارنة باملعدل املماثل يف مناطق أخري‪ .‬و يف الواقع ال ينطبق‬ ‫هذا االمر على مشال إفريقيا وحدها بل يشمل القارة بأكملها‬ ‫والشرق األوسط أيضا‪ .‬والسبب الرئيسي يف ذلك هو اخنفاض‬ ‫اجلذب االستثماري من حيث الربح احملتمل‪.‬‬ ‫وقد حققت الطاقة الشمسية دفعة كبرية من التطور حيث‬ ‫اخنفضت تكلفة انتاجها علي مدى العقود االربعة األخرية الي‬ ‫‪ 20‬مرة ليصل املعدل الي ‪ 0,21‬دوالر للكيلووات يف الساعة‬ ‫(بالفعل متكنت فقط الشركة األمريكية ‪ Solar First‬من‬ ‫حتقيق هذا النجاح باعتبارها أحد الرواد العامليني يف هذا اجملال)‬ ‫لكن هذه االسعار جتاوزت املعدالت املماثلة لتكلفة الطاقة‬ ‫الناجتة من مصادر أخري (الغاز – الفحم – الوقود النووي)‪.‬‬ ‫وارتفعت مؤشرات النمو الناجحة بشكل كبري يف السنوات‬ ‫األخرية يف هذا اجملال يف دول أوروبا والصني ودول احمليط اهلادي‬ ‫األسيوية وذلك بفضل الدعم الكبري من الدولة (فعلي سبيل‬ ‫املثال قامت احلكومة يف أملانيا منذ وقت قريب بتعويض املنتجني‬ ‫حيت ‪ 70%‬من النفقات) وكذلك بفضل وجود تقنية متطورة‬ ‫واليت ال تستطيع دول جنوب البحر املتوسط تقدميها للمنتجني‪.‬‬ ‫باإلضافة الي ذلك فإن أسعار الطاقة التقليدية وكذلك الطاقة‬ ‫الكهربية بالنسبة للمستهلك يف عدد من دول أوروبا أعلي‬ ‫بكثري من مثيلتها يف الدول األخري وذلك بسبب اإلحتياطي‬ ‫املنخفض من املواد اخلام اليت تساهم يف حتقيق الربح للشركات‬ ‫املنتجة للطاقة الشمسية‪ .‬ولذلك فإن انتاج الطاقة الشمسية من‬ ‫وجهة النظر االقتصادية من املمكن أن تكون أثر فاعلية قي‬ ‫الوقت احلاضر فقط يف ظروف غياب املصادر األخري أو البعد عن‬ ‫أماكن تواجدها علي سبيل املثال يف حالة القري النائية‪.‬‬

‫وباستثناء املغرب يتم بناء حمطات لتوليد الكهرباء يف‬ ‫مشال إفريقيا واليت أصبحت أكثر فائدة باملقارنة باحملطات اليت‬ ‫تعمل فقط علي البطاريات الشمسية‪ ،‬وفيما خيص املشروعات‬ ‫ً‬ ‫متعلقا بالوضع الصعب املرتبط‬ ‫يف املغرب‪ ،‬فإن تنفيذها أصبح‬ ‫مبواردها اخلاصة‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظرنا فإن تطوير الطاقة الشمسية يف دول مشال‬ ‫إفريقيا يف السنوات املقبلة لن يكون له آفاق واسعة دون تدعيم‬ ‫احلكومات أو االستثمارات املالية والتكنولوجية الكبرية من‬ ‫جانب املستثمرين االجانب‪.‬‬

‫إهتمام املستثمرين األجانب‬ ‫يعترب مشروع ( ‪Desertec Iindustrial Initiative‬‬ ‫فميا بعد ‪ )DII‬هو ذروة االهتمام باستخدام الطاقة الشمسية‬ ‫يف مشال إفريقيا ففي عام ‪2009‬م مت تشكيل مجعية ‪DII‬‬ ‫‪ Gmbh‬لتنفيذه‪ ،‬ويعود بنا تاريخ املشروع إلي عام ‪1986‬م‬ ‫عنما أجربت األثار الكارثية ملفاعل تشرينوبل العلماء علي‬ ‫التفكري يف وسائل أكثر أمانا إلنتاج الطاقة‪ ،‬حينئذ توصل‬ ‫العامل األملاني ج‪ .‬كينيس بعد أن قام بتحليل الطاقة الشمسية‬ ‫يف صحراء صحاري اإلفريقية إلي نتيجة وهي أنه يف خالل ‪6‬‬ ‫أشهر تتلقي هذه املنطقة كمية طاقة من الشمس تفوق ما‬ ‫تستهلكه البشريه كلها خالل عام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عاما يف اإلهتمام جبدية‬ ‫واستمر العلماء مايقرب من ‪20‬‬ ‫بهذا األمر‪ ،‬ففي عام ‪2003‬م ومببادرة من ج‪ .‬كينيس قام النادي‬ ‫الروماني باملشاركة مع مركز البحوث القومي للطاقة يف األردن‬ ‫بتأسيس ما يعرف ب (تعاون دول البحر األبيض املتوسط للطاقة‬ ‫املتجددة)‪ ،‬ويف عام ‪2009‬م مت إعادة تشكيل هذه اهليئة إلي‬ ‫‪ – Desertec Foundation‬منظمة خريية تهدف الي تقديم‬ ‫املساعدة للعلماء واالقتصاديني يف دول البحر املتوسط اليت‬ ‫تعمل علي تطوير أفكار ‪ .Desertec‬وكان علي مجعية‬ ‫‪ DII Gmbh‬اليت مت تأسيسها هذا العام ضمان تنفيذ املشروع‪،‬‬ ‫تضم ‪ 19‬منظمة مساهمة مبا فيها الشركة األمريكية ‪First‬‬ ‫‪ ,Solar‬وااليطالية ‪ ,Terna‬و الشركات االملانية ‪Deutsche‬‬ ‫‪ Bank, Schott AG‬وشركات أخري‪.‬‬ ‫يف نوفمرب عام ‪2011‬م يف مؤمتر ‪ DII‬الذي عقد بالقاهرة مت‬ ‫إختاذ قرار بتنفيذ املرحلة األولي من املشروع وهي إنشاء شبكة‬ ‫للمحطات الكهربائية يف املدينة املغربية ورزازات علي مساحة‬ ‫‪ 12‬كيلومرت بقدرة تصل إلي ‪ 500‬كيلووات وتكلفة ‪2‬‬ ‫مليار يورو‪ .‬وتعترب هذه الشبكة واحدة من أهم مخس شبكات‬ ‫كهربية مت التخطيط هلا يف املغرب وهم (ورزازات و بوجدور و فوم‬ ‫العواد وسبحة طه و عني بين مطهر) تصل قدرتهم العامة إلي ‪2‬‬ ‫جيجاوات حيت عام ‪2020‬م‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪15‬‬


‫ً‬ ‫جانب احلكومات واملنظمات الدولية‬ ‫كبريا وبدأ التطبيق‬ ‫الفعلي‪.‬‬

‫ويف نهاية عام ‪2011‬م قدم البنك الدولي قرض بقيمة ‪297‬‬ ‫مليون يورو لتنفيذ املرحلة األولي من املشروع وبعد سنة واحدة‬ ‫سيتم عقد اتفاقية بشأن التمويل بقيمة ‪ 300‬مليون يورو من‬ ‫وكبديل لفكرة ‪ Desertec‬ميكن دراسة اخلطة‬ ‫جانب البنك األوربي لالستثمار والبنك األملاني للتطوير ‪KfW‬‬ ‫اليابانية اجلزائرية املشرتك ة ‪Sahara Solar Breeder Pr o‬‬ ‫والوكالة الفرنسية للتطوير كما وافق البنك اإلفريقي‬ ‫‪ ject‬مشروع مفاعل الطاقة الشمسية يف صحاري والذي مت‬ ‫للتطوير علي املشاركة يف متويل عملية البناء‪.‬‬ ‫إعداد فكرته بالشراكة مع جانب جامعة طوكيو وجامعة‬ ‫يف مايو عام ‪ 2012‬وقع كل من ‪ DII‬والشركة املغربية العلوم والتكنولوجيا أورانا‪ ،‬وتقوم فكرة املشروع علي إنشاء‬ ‫واجملمعات الشمسية‬ ‫‪ MASEN‬علي مذكرة للتعاون املتبادل‪ ،‬ويف سبتمرب عام عدد كبري من البطاريات الشمسية‬ ‫ِ‬ ‫‪2012‬م فازت الشركة السعودية ‪( ACWA Power‬شريك يف الصحراء وأجهزة تعمل علي جتميع الطاقة وإنشاء وسائل‬ ‫مجعية ‪ )DII Gmbh‬مبناقصة لبناء حمطة كهربية يف لتوصيلها‪ ،‬وكذلك إقامة وبناء مرافق النتاج السيليكون من‬ ‫ورزازات‪ ،‬ويف مايو عام ‪2013‬م مت البدء يف بنائها ويعترب هذا الرمل من أجل انتاج وتعزيز البطاريات الشمسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا يف تاريخ ‪ Desertec‬يرمز الي االنتقال من‬ ‫حدثا‬ ‫األمر‬ ‫وحتتوى هذه الفكرة الطموحة الكثري من املوضوعات ذات‬ ‫األقوال إىل األفعال‪.‬‬ ‫الطابع الفين وكذلك اإلقتصادي واليت مل حتسم بعد‪ ،‬ولكن‬ ‫يف البداية‪ ،‬ويف منتصف عام ‪2000‬م نظر كثري من احملللني ظل االهتمام بها يف اليابان وعدة دول أخري مبا فيها الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية‪ .‬ويف عام ‪2012‬م ّ‬ ‫وقع كل من ‪Desertec‬‬ ‫إلي فكرة ‪ Desertec‬باعتبارها فكرة غريبة وغري قابلة‬ ‫للتنفيذ‪ ،‬ولكن سرعان ما أبدت الشركات األملانية الكربي ‪ Foundation‬واملنظمة اليابانية للطاقة املتجددة (‪Japan‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا بها‪ .‬وقد أدت احلادثة اليت وقعت يف حمطة ‪ )Renewable Energy Foundation‬علي مذكرة تفاهم‬ ‫اهتماما‬ ‫الطاقة النووية اليابانية (فوكوشيما) يف عام ‪2011‬م الي مشرتك وإمكانية التعاون يف املستقبل والعمل علي أساس‬ ‫زيادة اإلهتمام باملشروع‪ ،‬أما يف دول االحتاد األوربي فإن الرأي اجلهود املشرتكة للشركات اليابانية واألوربية‪.‬‬ ‫العام انقلب على جتربة االستخدام السلمي للطاقة الذرية‪ .‬وقد‬ ‫اآلفاق املستقبلية‬ ‫أعلنت بعض الشخصيات السياسية املعروفة‪ ،‬مبا فيها املستشارة‬ ‫األملانية أجنيال مريكل والرئيس الفرنسي فرانسوا أوالند عن‬ ‫هنك آفاق لتطوير الطاقة الشمسية يف مشال إفريقيا‪ ،‬غري‬ ‫ضرورة صياغة اسرتاتيجية للطاقة والتقليل بشكل كبري من‬ ‫أن حجمها و جناحها يرتبط بعدة عوامل ومنها إىل حد كبري‬ ‫عدد حمطات الطاقة الذرية‪.‬‬ ‫التطور التكنولوجي يف السنوات املقبلة ويذهب كثري من‬ ‫ويف حني تلقى توجهات استخراج الطاقة من املصادر البديلة احملللني إلي أن تكلفة انتاج الطاقة الشمسية جيب مقارنتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انتشارا وتطويرا يف دول االحتاد األوربي مبا يف ذلك من خالل بالغاز و حيت الطاقة النووية خالل ‪ 15 - 10‬سنة املقبله حيث‬ ‫تنفيذ مشروع ‪ ،DII‬جند أن فكرة هذا املشروع يف البداية مل أعلنت أكرب الشركات العاملية املنتجة للطاقة وهي الشركة‬ ‫تلقي صدي لدي جامعة الدول العربية‪ ،‬ففي عام ‪2010 - 2009‬م األمريكية ‪ First Solar‬أن بإمكانها حتقيق ذلك خالل عام‬ ‫وقبل أحداث ما يسمي (الربيع العربي) أبدي العلماء وممثلي ‪2014‬م‪ .‬وبذلك تصبح الطاقة اهلائلة للشمس والقادرة علي منح‬ ‫ً‬ ‫قطاعات األعمال ختوفا من الصعوبات السياسية احملتملة‪ :‬أكرب كم من الطاقة الكهربية هي امليزة الرئيسية والدائمة‬ ‫التفاعل بني السلطات واملواطنيني يف دول مشال أفريقيا يف مشال إفريقيا عن غريها من املناطق األخرى‪ ،‬ولكن مع‬ ‫والشرق األوسط وتهديد اإلرهاب والتناقضات بني دول املنطقة املعدالت احلالية للربح علي املدي القصري فإن املزايا الرئيسية‬ ‫املختلفة‪ .‬لقد أدى الربيع العربي إلي تعميق هذه املخاوف‪.‬‬ ‫للطاقة الشمسية بالنسبة لألوربيني ستكون مرتبطة بشكل‬ ‫وحيت يف حاله تنفيذ املشروع بشكل ناجح من الناحية‬ ‫الفنية فمن املستحيل أن يكون هناك ثقة من جانب العمالء‬ ‫األوربيني بالذات (ليس األفارقة وال العمالء احملليني) يف أن‬ ‫الطاقة ستكون متاحة علي مدار السنوات القادمة بسعر مقبول‪.‬‬ ‫مع إستمرار األزمات السياسية فإن استمرار اإلمدادت بالطاقة قد‬ ‫يتعرض للخطر‪.‬‬ ‫و هناك بعض املتناقضات السياسية بني دول اإلحتاد األوربي‪،‬‬ ‫حيث تستجيب بريطانيا للمشروع بتحفظ‪ .‬فكل هذه العوامل‬ ‫أثارت والزالت تثري شكوك الشكوك لدي احملللني واخلرباء‪.‬‬ ‫غري أن مشروع ‪ Desertec‬مازال قائما وأصبح االهتمام به من‬

‫‪16‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫رئيسي بالبيئة وكذلك الرغبة يف تقليل االعتماد يف الطاقة‬ ‫علي املورديني اخلارجيني مبا فيهم روسيا‪.‬‬ ‫وعلي خلفية الوضع العسكري السياسي املعقد يف دول‬ ‫جنوب البحر املتوسط فإن هذه املزايا لن تؤتي ثـمارها بشكل‬ ‫كاف بسبب املخاطر الكبرية والتكلفة العالية‪ .‬لذلك فإن‬ ‫ٍ‬ ‫مهمة تطوير الطاقة الشمسية يف املنطقة باإلمكانيات اخلاصة‬ ‫وعن طريق جذب املستثمرين األجانب يعتمد يف املقام األول‬ ‫ليس علي هيكل األعمال وإمنا علي حكومات دول مشال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬حيث سيعتمد تطوير الطاقة الشمسية يف دول املنطقة‬ ‫علي نشاطهم كأحد أسس النمو االقتصادي‪.‬‬


‫آليات إعادة هيكلة االقتصاد في دول الخليج‬ ‫ي‪ .‬س‪ .‬برييوكف‬

‫(إن الدور الذي تقوم به دول شبه اجلزيرة العربية يف اإلقتصاد العاملي‬ ‫حيدده‪ ،‬كما هو معلوم ‪ ،‬املوارد اهليدروكربونية الضخمة ‪ ،‬فاإلحتياطات‬ ‫املؤكدة من النفط و الغاز تشكل ‪ 29,4‬و ‪ 21,6‬من اإلحتياطيات العاملية‪.‬‬ ‫ويف نفس الوقت فإن عدد سكان هذه الدول يشكل أقل من ‪ 1%‬من‬ ‫عدد سكان العامل ‪ ،‬ففي دول اخلليج الست (السعودية ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬قطر ‪،‬‬ ‫الكويت ‪ ،‬عمان ‪ ،‬البحرين) يقطن ‪ 48,6‬مليون نسمة (مبا يف ذلك االجانب‬ ‫الذين يشكلون ‪. )41%‬‬ ‫بفضل اإلحتياطات اهلائلة من‬ ‫اهليدروكربونات متكنت هذه الدول‬ ‫و خالل فرتات قصرية للغاية وذلك خالل‬ ‫العقود األخرية ‪ ،‬من التغلب على التخلف‬ ‫االجتماعي – االقتصادي الكبري‬ ‫وأن تكون قريبة من الدول املتقدمة‬ ‫صناعيا و ذلك يف عدد من املؤشرات‬ ‫الرئيسية‪ .‬لقد ساهم تصدير النفط‬ ‫يف ظهور صناديق اإلدخار الوطنية ‪،‬‬ ‫كما و أحدث تغريات كبرية يف النمو‬ ‫االقتصادي ‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬جلب‬ ‫املعدات النفطية احلديثة ‪ ،‬تدفق اخلرباء‬ ‫األجانب ‪ ،‬بناء الطرق اإلسفلتية و املوانئ‬ ‫البحرية وغريها من البنى التحتية ‪ .‬إال‬ ‫أنه يف فرتة السبعينات و الثمانينات مل‬ ‫يكن هناك خطوات جدية يف تنويع‬ ‫االقتصاد ‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ 1980‬حدث أمر مقلق وذلك‬ ‫عندما هبطت أسعار النفط بشكل‬ ‫حاد‪ .‬فإذا كان سعر برميل نفط دبي‬ ‫ً‬ ‫تقريبا ‪ ،‬فانه‬ ‫يف عام ‪ 1981‬يبلغ ‪34$‬‬ ‫قد إخنفض يف عام ‪ 1986‬حتى ‪13$‬‬ ‫دوالر‪ .‬و منذ عام ‪ 1982‬كانت ميزانيات‬ ‫دول اخلليج تشهد يف كثري من األحيان‬

‫عجوزات ضخمة ‪ .‬و يف مثل هذه الظروف‬ ‫طرحت فكرة اإلستفادة من أموال‬ ‫النفط يف انشاء جماالت اقتصادية أخرى‬ ‫من شانها أن تقلل من اعتماد دول اخلليج‬ ‫على تصدير النفط و على استرياد طيف‬ ‫واسع من السلع ‪ ،‬وأن ترفع من مستوى‬ ‫اإلستقرار االقتصادي ‪ ،‬و تساعد يف‬ ‫توفري فرص عمل للمواطنني ‪ .‬سنقوم‬ ‫بدراسة اجلوانب الرئيسية لنموذج تنمية‬ ‫اقتصادات دول اخلليج يف املرحلة احلالية‪.‬‬

‫اإلعتماد على النفط‬ ‫الزال اعتماد دول اخلليج على‬ ‫ً‬ ‫النفط‬ ‫كبريا ‪ .‬فمساهمة القطاع‬ ‫النفطي يف الناتج احمللى االمجالي هلذه‬ ‫الدول تشكل ‪ ، 28%‬و الصناعة ‪. 9%‬‬ ‫مع أن املساهمة الصناعية يف عام ‪1990‬‬ ‫كانت تشكل‪ . 10%‬و تشكل‬ ‫اإليرادات النفطية أكثر من ‪ 80%‬من‬ ‫موارد ميزانيات دول اخلليج (أما يف‬ ‫ُع ّمان فتشكل ‪ ، 65%‬ويف اإلمارات‬ ‫أقل من ‪.) 45%‬‬ ‫و لكي ال حيدث عجز يف ميزانيات‬ ‫كل من السعودية و اإلمارات و قطر‬

‫*‬

‫والكويت ‪ ،‬اليت تعد من كبار مصدري‬ ‫النفط ‪ ،‬حتتاج الكويت على سبيل‬ ‫املثال لسعر ‪ 40$‬للربميل ‪ ،‬و السعودية‬ ‫حتتاج لسعر ‪ 90%‬للربميل (انظر الرسم‬ ‫البياني األول)‪.‬‬ ‫و بالتالي فإن دول اخلليج بإمكانها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬أن تتجاوز بال صعوبات مرحلة‬ ‫اإلخنفاض قصري األمد ألسعار النفط‪،‬‬ ‫واألمر األخر ستتمكن من مقارعة‬ ‫منتجي النفط اآلخرين (مبا يف ذلك‬ ‫روسيا بشكل غري معلن) و ذلك عن‬ ‫طريق اللعب على مسألة االخنفاض‬ ‫ً‬ ‫املؤقت لألسعار ‪.‬‬ ‫فضال عن ذلك ‪ ،‬فإن هذه‬ ‫الدول قد ادخرت يف صناديقها السيادية‬ ‫االستثمارية احتياطيات تفوق الناتج‬ ‫احمللي اإلمجالي هلذه الدول األمر الذي‬ ‫يعد أيضا مبثابة “وسادة هوائية” حتى‬ ‫لو استمر اخنفاض األسعار لسنوات عدة‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬تقدر موجودات‬ ‫جهاز أبو ظيب لالستثمار ب ‪ 773‬مليار‬ ‫دوالر ‪ ،‬و تقدر موجودات مؤسسة النقد‬ ‫يف السعودية ب ‪ 757‬مليار دوالر ‪،‬‬ ‫وموجودات اهليئة العامة لالستثمار يف‬ ‫الكويت تقدر بنحو ‪ 548‬مليار دوالر ‪،‬‬ ‫وتقدر أصول جهاز قطر لالستثمار بنحو‬ ‫‪ 256‬مليار دوالر (انظر اجلدول الثاني)‪.‬‬ ‫وبعبارة اخرى ‪ ،‬إذا كان اخنفاض‬ ‫متوسط سعر النفط ألقل من ‪100%‬‬ ‫للربميل سيسبب مباشرة صعوبات‬ ‫حقيقة لدول مثل روسيا و إيران و العراق‬ ‫و فنزويال و اجلزائر وذلك فيما يتعلق‬ ‫باجناز املوازنة‪ ،‬فبالنسبة لإلمارات و قطر‬ ‫و الكويت حتى لو استمرت االسعار‬

‫* أستاذ االقتصاد يف جامعة موسكو احلكومية للعالقات الدولية التابعة لوزارة اخلارجية الروسية‬ ‫ترمجة د ‪ .‬بدر بن عبداهلل العكاش‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪17‬‬


‫يف حدود ‪ 70%‬للربميل لفرتة طويلة ‪،‬‬ ‫فإن هذا األسعار ال تعد خطرية بالنسبة‬ ‫هلا‪ .‬بالنسبة للسعودية ‪ ،‬فإن اخنفاض‬ ‫األسعار ألقل من ‪ 80%‬دوالر يعد‬ ‫مشكلة ‪ ،‬و لكن على املدى الطويل‬ ‫فقط ‪.‬‬ ‫و بشكل عام ‪ ،‬أثناء دراسة‬ ‫إمكانية اخنفاض أسعار النفط‬ ‫ملستويات أقل من ما كانت عليه يف‬ ‫الفرتة بني عامي ‪ ، 2013 – 2011‬فال بد‬ ‫من اإلشارة اىل عدد من األمور ‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬أن مجيع الدول املصدرة للنفط‬ ‫تكون حساسة فيما يتعلق باخنفاض‬ ‫األسعار على املدى الطويل ‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫يؤكد خماطر أحادية التصدير ‪ .‬إال أن‬ ‫دول اخلليج على املدى القصري و خبالف‬ ‫الدول األخرى املصدرة للنفط ‪ ،‬تستطيع‬ ‫أن تتكيف مع اخنفاض األسعار‬ ‫بشكل أفضل ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مل يسجل متوسط أسعار‬ ‫النفط فوق ‪( 100%‬مثل أسعار ‪)2013‬‬ ‫يف األسواق العاملية إال مابني عامي ‪1979‬‬ ‫– ‪ ، 1980‬و يف عام ‪ ، 2008‬و يف الفرتة‬ ‫مابني عامي ‪ ، 2013 – 2011‬وهلذا فإن‬ ‫اخنفاض األسعار عن هذا املستويات يعد‬ ‫أمرا ليس إلحد دورا فيه ‪ ،‬ألنه عندما‬ ‫ترتفع األسعار يتدفق إىل السوق النفط‬ ‫املكلف انتاجيا (سرعة االخنفاض‬ ‫ونطاقه هما اجملاالن اللذان ميكن أن‬ ‫حيدث فيهما التدخل)‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬فيما يتعلق بإيرادات امليزانية‬ ‫الروسية املقدرة بالروبل ‪ ،‬فإن روسيا‬ ‫ال ختسر منها شيئا يف حال اخنفاض‬ ‫أسعار النفط ألنه حيدث ختفيض لقيمة‬ ‫الروبل ‪ .‬أما يف دول اخلليج فإن سعر‬ ‫الصرف ثابت ‪ ،‬مما يؤدي اىل اخنفاض‬ ‫إيراداتها عند هبوط أسعار النفط ‪ ،‬إال أن‬ ‫مواطين هذه الدول ال يواجهون صعوبات‬ ‫على املدى القصري عند اخنفاض أسعار‬ ‫النفط ‪ ،‬وذلك على عكس الروس ‪.‬‬ ‫يف نفس الوقت ‪ ،‬فإن اخنفاض‬ ‫أسعار النفط جيعل من مسألة تنويع‬

‫‪18‬‬

‫بنية االقتصاد أمرا يف غاية يف األهمية و احالل الواردات تعد أمرا مهما للغاية ‪.‬‬ ‫بالنسبة لروسيا ‪ .‬البد أن تكون وسائل‬ ‫التوجه الثاني هو النمو التدرجيي‬ ‫التنويع من خالل احلوافز الضريبية‬ ‫للواردات ‪ ،‬أي ميكن احلديث هنا عن‬ ‫واإلقراض املرن للقطاعات ذات األولوية ‪.‬‬ ‫مايسمى ب «أكل» أموال النفط ‪.‬‬ ‫كما أن تصدير النفط يشكل حيتوي كل من الرسم البياني الثاني‬ ‫جزءا كبريا من الناتج احمللي االمجالي والثالث على بيانات ملقارنة منو الواردات‬ ‫لدول اخلليج و ميزانياتها ‪ ،‬فإنه أيضا و ديناميكية نسبة الواردات بالنسبة‬ ‫يشكل جزءا ضخما من ما تصدره هذه للصادرات وذلك خالل الفرتة من عام‬ ‫الدول ‪ .‬اذ أن دول اخلليج حتقق فائضا ‪ 2012 – 2005‬يف كل من السعودية‬ ‫ضخما من جتارتها اخلارجية وذلك من و روسيا ‪.‬‬ ‫خالل تصدير النفط بشكل رئيسي‪.‬‬ ‫يتضح من الرسوم البيانية أن‬ ‫فعلى سبيل املثال ‪ ،‬يف الفرتة من عام‬ ‫دينـاميـكيـة اإلسـتـيـراد مـرتـبطـة‬ ‫‪ 2013 – 2003‬حقق الفائض االمجالي‬ ‫بديناميكية أسعار النفط ‪ ،‬إال‬ ‫حلساب ميزان املدفوعات اجلاري مبلغا‬ ‫أن االسترياد كان ينمو مبعدالت‬ ‫ضخما يقدر بنحو ‪ 2,2‬تريليون دوالر ‪،‬‬ ‫متسارعة‪ .‬كال البلدان يشرتكان‬ ‫منها ‪ 1‬تريليون دوالر تقريبا مت حتقيقه‬ ‫يف تزايد «أكل» الواردات للصادرات‪،‬‬ ‫خالل الفرتة بني عامي ‪2013 – 2011‬‬ ‫وبالنسبة لروسيا فهذا األمر السليب‬ ‫فقط ‪.‬‬ ‫يربز بشكل أوضح – من ‪ 61%‬حتى‬ ‫و يف نفس الوقت البد من االشارة ‪ ،75%‬باملقارنة مع اململكة – من ‪46%‬‬ ‫إىل وجود توجهني خيتصان بهما دول حتى ‪ ( 54%‬وسبب ذلك يعود بالطبع‬ ‫اخلليج وذلك عندما تكون أسعار لصغر السوق السعودي ‪ ،‬واملليء أصال‬ ‫النفط مرتفعة ‪ .‬التوجه األول هو زيادة بالواردات)‪.‬‬ ‫النفقات االجتماعية يف هيكل‬ ‫إن مؤشر نسبة الواردات اىل الصادرات‬ ‫امليزانية واليت سوف يكون من املستحيل‬ ‫يف السعودية و املقدر ب ‪ 80%‬يف عام‬ ‫دعمها يف حال اخنفاض أسعار “الذهب‬ ‫‪ 2009‬و إخنفاضه احلاد فيما بعد ‪،‬‬ ‫األسود”‪ .‬و حبسب النظرية االقتصادية‪،‬‬ ‫يفسر بأنه عندما هبطت أسعار النفط‪،‬‬ ‫فإن مثل هذه النفقات غري فعالة ‪ .‬وقد‬ ‫هوت الصادرات بنسبة ‪ ، 39%‬يف حني‬ ‫زادت النفقات االجتماعية يف املمالك‬ ‫أن الواردات اخنفضت بنسبة ‪14%‬‬ ‫اخلليجية يف عام ‪ 2011‬على خلفية‬ ‫فقط‪ .‬من اخلطأ االعتقاد بأن االخنفاض‬ ‫احلركات اجلماهريية االحتجاجية‬ ‫الذي شهده هذا املؤشر فيما بعد ليصل‬ ‫اليت وقعت يف عدد من الدول اجملاورة يف‬ ‫إىل ‪ 54%‬أتى فقط كنتيجة لسياسة‬ ‫منطقة الشرق األوسط و مشال إفريقيا‪.‬‬ ‫اململكة و اليت تهدف إىل حتسني بيئة‬ ‫و بطبيعة احلال فإن مسألة القيام‬ ‫التجارة ‪ .‬يف عام ‪ 2012‬بلغت الواردات‬ ‫بتخفيض غري حقيقي للتصدير أمر‬ ‫مستوى تارخيي ‪ ،‬و لكن الصادرات‬ ‫غري وارد ‪ ،‬ألن االيرادات تعد أحد العوامل‬ ‫أيضا حققت مستويات تارخيية وذلك‬ ‫الرئيسية للحفاظ على معدالت النمو‬ ‫نتيجة لزيادة أسعار النفط و حجم‬ ‫اليت مت حتقيقها خالل السنوات األخرية‬ ‫االنتاج ‪.‬‬ ‫(خالل الفرتة من عام ‪ 1999‬و حتى عام‬ ‫‪ 2013‬بلغ متوسط معدالت منو االقتصاد‬ ‫سياسة استثمار املوارد‬ ‫العاملي ‪ ، 2,6%‬مخس دول خليجية‬ ‫حققت من ‪ 4.5%‬و حتى ‪ ، 5.1%‬أما قطر‬ ‫منذ التسعينات امليالدية قامت‬ ‫‪ ، )11,9‬ولكن مسألة توجيه جزء من املمالك اخلليجية بتغيري سياساتها‬ ‫املوارد لتمويل اعادة هيكلة االقتصاد اخلاصة باالستثمارات ‪ ،‬و توصلت‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫إىل نتيجة وهي إنه من املفيد توجيه‬ ‫االستثمارات إىل االقتصاد احمللي ‪ .‬يف‬ ‫السبعينات امليالدية كانت االقتصادات‬ ‫اخلليجية غري مهيأة لالستفادة من‬ ‫التدفق الكبري ألموال النفط ‪ ،‬وهلذا‬ ‫استثمرت يف الغالب هذه املوارد يف اخلارج‬ ‫(جزء من هذه األموال استخدمتها بنوك‬ ‫الدول املتقدمة إلقراض الدول النامية ‪،‬‬ ‫األمر الذي أدى فيما بعد إىل حدوث أزمة‬ ‫الديون العاملية يف عام ‪.)1982‬‬

‫هنا نوعان من االسرتاتيجيات املنفصلة ‪.‬‬ ‫يف تلك القطاعات اليت متتلك فيها دول‬ ‫اخلليج مستوى معني من الكفاءة يف‬ ‫االقتصاد الوطين ‪ ،‬أصبحت الشركات‬ ‫(احلكومية بشكل رئيسي) تضمن‬ ‫تواجدها يف األسواق اخلليجية األخرى‬ ‫و أسواق دول مشال أفريقيا وذلك‬ ‫بهدف اخلروج من نطاق األسواق احمللية‬ ‫الضيقة‪ .‬وهذه القطاعات هي ‪ :‬قطاع‬ ‫البناء ‪ ،‬العقارات ‪ ،‬املالية ‪ ،‬االتصاالت‬ ‫والنقل ‪.‬‬

‫تكنولوجيا الطريان ‪ ،‬و املعلومات‬ ‫واالتصاالت ‪ ،‬و الصناعة وغريها من‬ ‫القطاعات ‪ .‬خالل السنوات األخرية‬ ‫قامت مبادلة بشراء حصص يف كل‬ ‫من شركة ‪ Piaggo Aero‬اإليطالية‬ ‫املتخصصة يف صناعة الطائرات ‪،‬‬ ‫وشركة ‪ SR Technics‬االمريكية‬ ‫املتخصصة يف تطوير تقنيات تستخدم‬ ‫يف صناعة الطائرات ‪ ،‬وشرك ة ‪A d‬‬ ‫‪ vanced Micro Devices‬االمريكية‬ ‫املتخصصة يف انتاج اشباه املوصالت‪،‬‬ ‫كما و اشرتكت مبادلة مع جنرال‬ ‫اليكرتيك يف أحد املشاريع‪ .‬إىل جانب‬ ‫االستثمار يف القطاع املالي و العقار‪،‬‬ ‫يقوم جهاز قطر لالستثمار باالستثمار‬ ‫يف قطاعي الطريان والسيارات و البناء‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ :‬قام اجلهاز بشراء‬ ‫شركة ‪ Hochtief‬االملانية للبناء وذلك‬ ‫لنقل التكنولوجيا املتقدمة و (‪know -‬‬ ‫‪.)how‬‬

‫ً‬ ‫تسعى دول اخلليج‬ ‫أيضا إىل جذب‬ ‫االستثمارات األجنبية املباشرة ‪ .‬و تعد‬ ‫وجتدر االشارة ‪ ،‬إىل أن هذه التوجهات‬ ‫سياسة حتويل منطقة اخلليج إىل مركز متيز أيضا دخول الشركات الروسية‬ ‫ضخم لرؤوس األموال توجها اسرتاتيجيا إىل أسواق رابطة الدول املستقلة ‪ ،‬وهي‬ ‫مهما للغاية لتنويع اقتصاد دول اخلليج تهدف إىل توسيع النشاط و احلصول على‬ ‫و تغيري ختصصها يف التقسيم الدولي موجودات جديدة ‪.‬‬ ‫للعمل ‪ ،‬وليس فقط االعتماد على‬ ‫اخلليجية‬ ‫الشركات‬ ‫تتبع‬ ‫تصدير مصادر الطاقة ‪ .‬ومتتلك دول‬ ‫اسرتاتيجية أخرى عند االستثمار‬ ‫اخلليج املزايا التنافسية الالزمة هلذا األمر‬ ‫يف الدول املتقدمة و األسواق سريعة‬ ‫و اليت تتمثل يف فائض رؤوس األموال‪.‬‬ ‫النمو ‪ .‬وخبالف النهج املذكور انفا ‪،‬‬ ‫ديناميكية االستثمارات األجنبية‬ ‫يف مثل هذه احلاالت من خالل‬ ‫ال تنفذ هذه االستثمارات حبسب مبدأ‬ ‫املباشرة اليت مت جتميعها معروضة يف‬ ‫التبادل ما بني الشركة األم و فروعها‬ ‫انشاء مشاريع “من الصفر” ‪ ،‬ولكن‬ ‫اجلدول األول ‪.‬‬ ‫االجنبية و الذي يتم على شكل نقل‬ ‫بشكل أساسي عن طريق االندماج‬ ‫املعارف التكنولوجية و انتقال املوظفني‬ ‫وبشكل عام ‪ ،‬يعود السبب يف النمو واالستحواذ وذلك لألهداف التالية‪ :‬أوال‬ ‫و التجارة البينية بني الشركات ‪،‬‬ ‫املضاعف لالستثمارات االجنبية املباشرة – تعزيز القدرات يف اجملاالت املوجودة‬ ‫ميكن أن يكون تصدير االستثمارات‬ ‫الداخلة و اخلارجة من دول اخلليج إىل يف االسواق احمللية ‪ ،‬مثل‪ :‬املالية ‪،‬‬ ‫االجنبية املباشرة مصدرا لتحسني القدرة‬ ‫الزيادة الكبرية يف أسعار النفط و الغاز الفنادق‪ ،‬البرتوكيماويات‪ ،‬ثانيا – وهو‬ ‫التنافسية يف السوق احمللي‪ .‬ولكن‬ ‫و النمو االقتصادي ‪ .‬كما و تستخدم دول بدرجة أكرب ‪ ،‬احلصول على اخلربة و‬ ‫عندما ال توجد شركة أم تعمل يف نفس‬ ‫ً‬ ‫اخلليج‬ ‫أيضا آليات االستثمار اخلارجي – املعرفة يف تلك اجملاالت غري املتطورة‬ ‫القطاع يف السوق احمللي ‪ ،‬فإنه يربز هنا‬ ‫حبسب بيانات جمموعة ‪ Tex Justice‬يف االقتصادات الوطنية ‪ ،‬مثل‪ :‬صناعة‬ ‫تساؤل حول القنوات اليت تستطيع من‬ ‫‪ Network‬فقد بلغ تدفق األموال من السيارات ‪ ،‬الفضاء ‪ ،‬املصادر البديلة‬ ‫خالهلا عمليات متلك الشركات يف‬ ‫الكويت اىل االستثمارات اخلارجية للطاقة ‪ ،‬البرتوكيماويات ‪.‬‬ ‫اخلارج من املساهمة يف تنمية و تنويع‬ ‫خالل الفرتة من عام ‪ 1970‬و حتى عام‬ ‫إن هذه االسرتاتيجية اليت تتبعها دول اقتصادات دول اخلليج ‪.‬‬ ‫‪ 496، 2010‬مليار دوالر ‪ ،‬السعودية ‪308‬‬ ‫اخلليج ختتلف عن النهج الذي تتبعه‬ ‫اخلليج‬ ‫مليار دوالر ‪ .‬ومع ذلك فإن دول‬ ‫ويعود سبب هذا النهج الذي تتبعه‬ ‫دول العامل األخرى اليت قامت يف البداية‬ ‫جتتذب االستثمارات االجنبية احلقيقية بتصنيع عدد معني من املنتجات‪ ،‬ثم بعد الشركات اخلليجية إىل وفرة املوارد‬ ‫بنسبة أكرب ‪.‬‬ ‫املالية ‪ .‬إن نقل التكنولوجيا األجنبية ال‬ ‫ذلك انتقلت اىل االستثمارات االجنبية‪.‬‬ ‫يعين االبتكار ولكنه يعين التحديث‬ ‫ولتنويع اإلقتصاد تستخدم دول‬ ‫كمثال على ذلك ‪ ،‬البد من‬ ‫و اللحاق بركب التنمية ‪ .‬إن دول مثل‬ ‫السيادي‬ ‫بالصندوق‬ ‫اخلليج بشكل متزايد بعض االجتاهات االستشهاد‬ ‫اليابان و كوريا و الصني (وقبلهم‬ ‫مثل تصدير االستثمارات (هناك االستثماري التابع حلكومة أبو ظيب‬ ‫أموال ضخمة تستثمر يف العقارات والذي تتجاوز موجوداته ‪ 60‬مليار دوالر‪ .‬االحتاد السوفيييت) استطاعت بعد‬ ‫باهظة الثمن و مواد الرفاهية و النوادي حيتوي هذا الصندوق على ‪ 9‬قطاعات‪ ،‬أن قامت بنقل التكنولوجيا أن تبدأ‬ ‫الرياضية) ‪ ،‬و باإلضافة إىل ذلك يربز مبا يف ذلك قطاعات متخصصة يف يف االبتكار ‪ .‬هناك شك يف مقدرة‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪19‬‬


‫دول اخلليج على القيام بهذا األمر إذا‬ ‫ما أخذنا بعني االعتبار عامل نقص‬ ‫األيدي العاملة املؤهلة ‪ .‬و لكن إىل أي‬ ‫مدى هذه الشكوك صحيحة ‪ ،‬فهذا أمر‬ ‫سيكشفه الوقت ‪.‬‬ ‫ويف هذا الصدد ‪ ،‬نعتقد أنه البد من‬ ‫االهتمام أيضا بالصناديق االستثمارية‬ ‫السيادية يف دول اخلليج‪ .‬فمعظم دول‬ ‫العامل اليت حتقق فوائض كبرية من‬ ‫جتارتها اخلارجية زادت بشكل كبري‬ ‫من احتياطاتها من الذهب يف السنوات‬ ‫األوىل من القرن احلالي ‪ ،‬أو أنها قامت‬ ‫بإنشاء صناديق استثمارية سيادية‬ ‫(هناك ‪ 47‬صندوق استثماري سيادي‬ ‫من بني ال‪ 75‬الرئيسية ‪ ،‬أسست بعد عام‬ ‫‪ .)1999‬أنشئ يف دول اخلليج صندوق‬ ‫استثماري سيادي (اجلدول الثاني) مبا‬ ‫يف ذلك أول صندوق استثماري سيادي‬ ‫يف العامل و الذي أسس يف الكويت عام‬ ‫‪ .1953‬تقدر موجودات هذه الصناديق‬ ‫بأكثر من ‪ 2‬تريليون دوالر ‪ ،‬وهذا‬ ‫يشكل أكثر من ‪ 35%‬من موجودات‬ ‫مجيع صناديق االستثمار يف العامل ‪.‬‬

‫الكوييت بقيمة ‪ 0,5‬مليون دوالر ‪.‬‬ ‫وبشكل إمجالي فقد أنشأ الصندوق‬ ‫الروسي لالستثمارات املباشرة صناديق‬ ‫بقيمة ‪ 15‬مليار دوالر ‪ ،‬مت استثمار ‪7‬‬ ‫مليار دوالر منها ‪ ،‬ومساهمة الصندوق‬ ‫تبلغ ‪ 1.2‬مليار دوالر ‪ .‬ويف نفس الوقت‬ ‫بلغ حجم االستثمارات ‪ 7‬مليار دوالر ‪.‬‬

‫تضطلع االستثمارات احلكومية‬ ‫بدور كبري يف التنمية االقتصادية‬ ‫لدول اخلليج ‪ .‬إذ حتتل املمالك اخلليجية‬ ‫املراتب األوىل يف االنفاق احلكومي‬ ‫على املشاريع ‪ .‬فعلى سبيل املثال ‪ ،‬تقوم‬ ‫احلكومة السعودية بتنفيذ مشاريع‬ ‫تتجاوز قيمتها االمجالية ‪ 365‬مليار‬ ‫دوالر ‪ .‬ومن املشاريع الطموحة بناء ما‬ ‫يسمى «باملدن االقتصادية» يف مناطق‬ ‫اململكة املختلفة األقل تنمية من‬ ‫املناطق االخرى ‪ .‬و قد بدأت احلكومة‬ ‫ً‬ ‫فعليا يف بناء أربع مدن اقتصادية ‪،‬‬ ‫وتدرس امكانية بناء مدينتني أخريني ‪.‬‬ ‫ستشهد هذه املدن تطور لكل من قطاع‬ ‫اخلدمات ‪ ،‬و أربعة جماالت صناعية مهمة‬ ‫هي‪ :‬صناعة األملنيوم ‪ ،‬و صناعة الفوالذ‪،‬‬ ‫وانتاج األمسدة ‪ ،‬و البرتوكيماويات ‪.‬‬ ‫و للمقارنة ‪ ،‬فإن إنشاء الصندوق سيبلغ عدد سكان هذه املدن ‪ 3‬مليون‬ ‫الروسي لالستثمارات املباشرة يف نسمة تقريبا وهو ما ميثل ‪ 10%‬من عدد‬ ‫عام ‪ 2011‬يعد مشروعا مهما جلذب سكان السعودية ‪.‬‬ ‫االستثمارات االجنبية املباشرة إىل‬ ‫و يف االمارات يف عام ‪ 2008‬اعتمد‬ ‫االقتصاد الروسي على وجه اخلصوص‪.‬‬ ‫يقوم هذا الصندوق جبذب أموال مشروع ضخم بعنوان “أبو ظيب ‪”2030‬‬ ‫املستثمرين ‪ -‬الشركاء إىل اإلقتصاد الذي يهدف اىل حتويل مدينة أبو ظيب‬ ‫الروسي ‪ ،‬يف حني أنه ال يستثمر أكثر إىل واحدة من أكرب عواصم العامل ‪ .‬فقط‬ ‫من ‪ 25%‬من املبلغ املطلوب للمشروع‪ .‬خالل العشر سنوات األوىل من املزمع أن‬ ‫و على أي حال ‪ ،‬فإن وجود مثل هذا يتم استثمار ‪ 200‬مليار دوالر ‪60% ،‬‬ ‫الصندوق احلكومي يعد مبثابة ضمان منها من خالل القطاع اخلاص ‪ .‬إىل جانب‬ ‫املشاريع األخرى ‪ ،‬تعتزم دبي أن تنفق‬ ‫للمستثمرين األجانب ‪.‬‬ ‫خالل العشر سنوات القريبة ‪ 82‬مليار‬ ‫من بني الشركات األجنبية الضخمة دوالر لتطوير النقل اجلوي (تعد شركة‬ ‫يتعاون الصندوق الروسي لالستثمارات اخلطوط االماراتية اليت متتلكها هذه‬ ‫املباشرة بشكل أكرب مع الشركات االمارة احدى أكرب شركات اخلطوط‬ ‫ً‬ ‫العربية حتديدا ‪ ،‬فقد أبرمت اتفاقيات مع اجلوية يف العامل) ‪.‬‬ ‫االدارة املالية يف أبو ظيب الستثمار ‪ 5‬مليار‬ ‫قطر اليت متتلك ‪ 13%‬من املخزون‬ ‫دوالر بشكل مشرتك ‪ ،‬وهناك أيضا‬ ‫اتفاقيات مع صندوق مبادلة بقيمة ‪ 2‬العاملي من الغاز و بعدد سكان ‪ 2‬مليون‬ ‫ً‬ ‫تقريبا (املواطنون القطريون ‪ 220‬الف)‪،‬‬ ‫مليار دوالر ‪ ،‬ومع صندوق االستثمار‬

‫‪20‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫ستستثمر فقط خالل الفرتة من عام‬ ‫‪ 2011‬و حتى ‪ 225 2016‬مليار دوالر‬ ‫وذلك يف اطار اسرتاتيجية التنمية‬ ‫الوطنية ‪ .‬منذ عام ‪ 2010‬بالتحديد‬ ‫أصبحت قطر أكرب مصدر للغاز‬ ‫الطبيعي املسال اىل األسواق العاملية ‪.‬‬

‫تنويع االقتصاد‬ ‫البداية األوىل للتصنيع يف دول‬ ‫اخلليج كانت ضعيفة للغاية ‪ .‬فإسهام‬ ‫الصناعات التحويلية مبا يف ذلك مشاريع‬ ‫البرتوكيماويات تشكل ‪. % 5 - 3‬‬ ‫ويف مثل هذا الوضع بدأت حكومات‬ ‫دول اخلليج يف تنويع االقتصاد ‪.‬‬ ‫وقد اضطلعت البرتوكيماويات‬ ‫بدور مهم ‪ .‬فخالل العشرين سنة األخرية‬ ‫زادت الطاقة التكريرية لدول اخلليج‬ ‫بشكل كبري (يف اإلمارات زادت‬ ‫بنسبة ‪ ، 27%‬يف السعودية ‪ ، 51%‬يف‬ ‫الكويت ‪ ، 205%‬يف حني أن الطاقة‬ ‫التكريرية زادت يف العامل بشكل عام‬ ‫بنسبة ‪ ، )27%‬إال أن الطاقة التكريرية‬ ‫لدول اخلليج تشكل حوالي ‪ 5%‬فقط‬ ‫من طاقة مصانع التكرير يف العامل ‪،‬‬ ‫وهذا يعين أن نفط اخلليج يتم يف الغالب‬ ‫تكريره يف مناطق أخرى من العامل ‪.‬‬ ‫يف حال تنفيذ مشاريع استثمارية‬ ‫ضخمة (السعودية ‪ ،‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫تنوي مضاعفة طاقتها التكريرية ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫و يف الكويت‬ ‫أيضا هناك منو كبري‬ ‫للتكرير) فإن دول املنطقة ميكنها‬ ‫أن تصدر ليس النفط فقط ‪ ،‬ولكن‬ ‫مشتقاته أيضا ‪ ،‬األمر الذي سوف يساعد‬ ‫يف تقليل عجز الطاقة التكريرية ‪،‬‬ ‫ويف انتاج سلع ذات قيمة مضافة أكرب‪.‬‬ ‫و مع ذلك ‪ ،‬فإن إسهام هذه القطاعات يف‬ ‫ً‬ ‫حمدودا ‪،‬‬ ‫إجياد فرص عمل قد يكون‬ ‫ألنها صناعات كثيفة رأس املال وليست‬ ‫صناعات كثيفة األيدي العاملة ‪.‬‬ ‫لقد شهدت صناعة األملنيوم تطورا‬ ‫كبريا ‪ .‬ففي عام ‪ 2014‬و نتيجة‬ ‫لالندماج بني شركتني من أبو ظيب‬


‫و دبي ‪ ،‬أنشئت شركة “اإلمارات‬ ‫العاملية لألملنيوم”‪ .‬و هناك أيضا إنتاج‬ ‫ضخم لألملنيوم يف كل من السعودية‬ ‫والبحرين‪ .‬متتلك دول اخلليج ‪ 9%‬من‬ ‫حجم صناعة األملنيوم يف العامل‪ .‬كما‬ ‫و تطورت أيضا الطاقة الكهربائية‬ ‫وصناعة األمسنت ‪ ،‬وإنتاج املياه احملالة ‪.‬‬

‫غياب املدارس العلمية و التقنية الوطنية‪،‬‬ ‫خامسا ‪ :‬صغر حجم السوق احمللي‪.‬‬

‫(يف أبو ظيب والدوحة و دبي واملنامة‬ ‫والرياض) ‪ ،‬كان النظام املشجع املوجود‬ ‫يف املناطق االقتصادية اخلاصة يعد‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬فإنه من غري االنصاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضروريا لتموضع املراكز املالية‬ ‫شرطا‬ ‫القول بإنه ال توجد إجنازات حققتها دول‬ ‫يف السوق العاملي ‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬دخلت‬ ‫هذه املراكز خالل سنوات معدودة اخلليج فيما يتعلق بتنويع اقتصاداتها‬ ‫فقط إىل قائمة املراكز املالية الدولية الوطنية ‪ .‬الوصفة اليت تتبعها دول‬ ‫القيادية األربعني ‪ ،‬متخطية بكني اخلليج هي‪ :‬تنمية قطاع اخلدمات الذي‬ ‫ً‬ ‫طبقا جنحت دول اخلليج يف انشائه بشكل‬ ‫وريو دي جانريو و موسكو ‪ ،‬وذلك‬ ‫ملا ذكرته وكالة التصنيفات املهمة ‪ Z /‬كبري ‪ .‬و إىل جانب ذلك تستفيد دول‬ ‫اخلليج من بعض املزايا التنافسية اليت‬ ‫‪.Yen Croup‬‬ ‫متتلكها مثل‪ :‬وجود رأس املال ‪ ،‬املوقع‬ ‫ثانيا ‪ :‬من خصائص النموذج‬ ‫اجلغرايف – االقتصادي اجليد ‪ ،‬الطقس ‪.‬‬ ‫االقتصادي لدول اخلليج ‪ ،‬اليت متتلك‬ ‫لقد ختصصت دول اخلليج بالتحديد يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيدا ‪ ،‬هو‬ ‫اقتصاديا‬ ‫جغرافيا –‬ ‫موقعا‬ ‫مشاركتها يف التجارة العاملية بنسبة التقسيم الدولي للعمل ليس فقط يف‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف‬ ‫مرتفعة ‪ ،‬إذ أن حجم التجارة اخلارجية جمال تصدير النفط ‪ ،‬ولكن‬ ‫لكل من اإلمارات و البحرين و ُع ِّمان جمال اخلدمات املالية و النقل و السياحة ‪.‬‬

‫تؤدي املناطق االقتصادية اخلاصة‬ ‫يف دول اخلليج ً‬ ‫ً‬ ‫مهما يف االستمرار‬ ‫دورا‬ ‫يف تنفيذ اسرتاتيجية التصنيع ‪ ،‬و تعد‬ ‫كل من منطقة خليفة الصناعية يف أبو‬ ‫ظيب‪ ،‬ومدينة امللك عبداهلل االقتصادية‬ ‫يف السعودية ‪ ،‬أضخم املناطق‬ ‫االقتصادية‪ .‬و بفضل موقعها اجلغرايف‬ ‫– االقتصادي املناسب تعد هذه املناطق‬ ‫ذات قيمة للتنمية االقتصادية أكرب‬ ‫بكثري من املناطق االقتصادية اخلاصة‬ ‫وقطر يتجاوز النواتج احمللية االمجالية‬ ‫املوجودة يف روسيا على سبيل املثال ‪ ،‬هلذه الدول (انظر الرسم البياني الرابع) ‪،‬‬ ‫واليت أعيد تنظيم عملها يف عام ‪ . 2011‬وهلذا فإن إنشاء مناطق اعادة التصدير‬ ‫ولكن وبغض النظر عن االصالحات اليت حيفز أيضا التنمية االقتصادية و منو‬ ‫أجريت‪ ،‬الزالت هذه اآللية تعد وسيلة غري قطاعات أخرى يأتي يف مقدمتها السياحة‬ ‫فعالة إلعادة هيكلة االقتصاد الروسي و النقل ‪ .‬و من الالفت أن الصادرات يف‬ ‫و تنميته ‪ :‬فقد سجل يف هذه املناطق أقل مخس دول خليجية تشكل أكثر من‬ ‫من ‪ 400‬شركة ‪ ،‬يعمل يف أغلبها أقل ‪ 70%‬من الناتج احمللي االمجالي ‪ ،‬وهو‬ ‫مؤشر مرتفع للغاية ‪.‬‬ ‫من عشرة أشخاص ‪.‬‬ ‫أما دول اخلليج فهي تستفيد من‬ ‫امكانيات املناطق االقتصادية اخلاصة‬ ‫بشكل كبري ً‬ ‫جدا ‪ ،‬وذلك لألسباب‬ ‫التالية‪ :‬أوال‪ :‬يف ظل التنظيم الصارم‬ ‫ً‬ ‫موجودا يف السبعينات‬ ‫الذي كان‬ ‫والثمانينات واملتعلق حبماية قطاع‬ ‫األعمال الوطين ( والذي كان ينص‬ ‫بالدرجة األوىل على تقييد الفرص أمام‬ ‫األجانب من املشاركة يف رؤوس أموال‬ ‫الشركات) كان النظام األكثر حتررا‬ ‫املوجود يف بعض القطاعات ‪ -‬املناطق‬ ‫االقتصادية اخلاصة ‪ -‬يسمح بتسوية‬ ‫األمور بدون إحلاق ضرر بقطاع األعمال‬ ‫الوطين ‪ .‬يف بعض احلاالت ‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال أثناء انشاء املراكز املالية الدولية‬

‫جتدر االشارة اىل أنه فيما يتعلق‬ ‫باملؤشرات النسبية ‪ ،‬فإنه مل يتم حتقيق‬ ‫نتائج جوهرية يف جمال إنشاء الصناعات‬ ‫التحويلية ‪ ،‬فنسبتها ‪ ،‬كما ذكر‬ ‫ً‬ ‫أنفا‪ ،‬ال تتجاوز ‪ 10%‬من الناتج احمللي ‪.‬‬ ‫وهلذا فإن دول اخلليج ‪ ،‬كما هو احلال‬ ‫أيضا بالنسبة لروسيا ‪ ،‬الزالت معتمدة‬ ‫بشكل حاد على حالة أسواق النفط ‪.‬‬ ‫إن ما يصعب عملية تنمية الصناعة‬ ‫يف دول اخلليج هي مخسة أمور ‪ ،‬أوال‪:‬‬ ‫إنعدام الشروط املبدئية ‪ ،‬ثانيا‪ :‬اخنفاض‬ ‫الكفاءة و ثقافة العمل لدى القوى‬ ‫العاملة و اخنفاض مستوى التعليم الفين‬ ‫العالي ‪ ،‬ثالثا‪ :‬عدم القدرة على املنافسة‬ ‫يف األسعار مع دول شرق أسيا ‪ ،‬رابعا‪:‬‬

‫لقد أنشئ يف كل من دبي‬ ‫والبحرين و قطر و السعودية مراكز‬ ‫مالية إقليمية ‪ .‬و تقوم أبو ظيب و دبي‬ ‫وقطر ايضا بتطوير مشاريع بناء مطارات‬ ‫حمورية ‪ .‬وهناك تطور ايضا يف جمال‬ ‫خدمات اإلتصاالت ‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪،‬‬ ‫تقوم عربسات (مقرها الرئيسي يقع‬ ‫يف السعودية) بتقديم خدمات االتصال‬ ‫الفضائي ملعظم الدول العربية ‪.‬‬ ‫لقد منت حصة القطاعات غري‬ ‫النفطية يف الناتج احمللي االمجالي لدول‬ ‫اخلليج من ‪ 54%‬يف عام ‪ 1990‬اىل ‪72%‬‬ ‫يف عام ‪ ، 2010‬األمر الذي يشري بشكل‬ ‫واضح إىل حتقيق جناحات يف تنويع‬ ‫االقتصاد ‪ ،‬وهذه النجاحات مت حتقيقها‬ ‫على خلفية االرتفاع املضاعف ألسعار‬ ‫النفط يف األسواق العاملية ‪ .‬يشكل‬ ‫القطاع النفطي‪ 44%‬من الناتج احمللي‬ ‫االمجالي لقطر ‪ ،‬أما البحرين ‪ ،‬اليت نضبت‬ ‫مواردها النفطية تقريبا ‪ ،‬فيشكل‬ ‫القطاع النفطي ‪ 8%‬من الناتج احمللي‪.‬‬ ‫يف السعودية ‪ ،‬اليت تعد الدولة األكرب‬ ‫يف املنطقة ‪ ،‬ميثل النفط ‪ 21%‬من الناتج‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪21‬‬


‫احمللي ‪ .‬لقد أتاحت النجاحات اليت مت‬ ‫حتقيقها يف جمال تنويع االقتصاد لدول‬ ‫اخلليج أن حتقق مستويات منو للناتج‬ ‫احمللي االمجالي تتجاوز مستويات النمو‬ ‫يف الناتج احمللي يف أمريكا و أوروبا ‪،‬‬ ‫وهو ما اتصفت به خالل العشر سنوات‬ ‫األخرية الدول املتقدمة بشكل عام ‪.‬‬ ‫من املهم هنا االشارة إىل أنه و بغض‬ ‫النظر عن النجاحات اجللية واليت ميكن‬ ‫ً‬ ‫قياسها‬ ‫كميا اليت حققتها دول اخلليج‬ ‫يف تنمية جمال اخلدمات ‪ ،‬إال أن جتارة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رصيدا‬ ‫اخلدمات اخلارجية تشهد‬ ‫سلبيا ‪.‬‬ ‫وينطبق هذا األمر أيضا على معظم دول‬ ‫العامل ذات الرصيد اإلجيابي يف التجارة‬ ‫اخلارجية يف جمال البضائع ‪ .‬إال أن حجم‬ ‫البضائع املنتجة داخل البلد يفوق حجم‬ ‫االسترياد ‪ ،‬وهلذا فإن التنويع يتم فعليا ‪.‬‬ ‫هناك عدد من القطاعات يف جمال‬ ‫اخلدمات يف دول اخلليج مل تشهد أي‬ ‫منو حتى فرتة قريبة ‪ ،‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫التأمني ‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬فإن منطقة‬ ‫اخلليج يف السنوات األوىل من األلفية‬ ‫اجلديدة كانت حتتل مراكز متأخرة‬ ‫يف العامل فيما يتعلق مبستوى منو قطاع‬ ‫التأمني ‪ .‬ولكن يف اآلونة األخرية يشهد‬ ‫هذا القطاع منوا ‪ ،‬والسبب يف ذلك يعود‬ ‫اىل احلاجة الفعلية لقطاع األعمال ‪.‬‬

‫القطاع اخلاص‬ ‫االقتصادي‬ ‫النموذج‬ ‫يدخل‬ ‫اخلليجي يف الوقت الراهن إىل مرحلة‬ ‫جديدة تشهد عملية ترسيخ آلليات‬ ‫السوق يف جمال االقتصاد ‪ .‬ال يستطيع‬ ‫القطاع احلكومي مبفرده أن يتعامل‬ ‫مع القضايا االقتصادية الضخمة‬ ‫والتحديات اجلديدة يف مرحلة التحديث‪.‬‬ ‫إال أن حدة هذه املشكلة ختتلف من‬ ‫بلد ألخر ‪ .‬ففي ُع ٍّمان مثال ‪ ،‬اليت بدأت‬

‫‪22‬‬

‫ً‬ ‫نسبيا يف تطوير‬ ‫منذ فرتة وجيزة‬ ‫املؤسسات اململوكة للدولة ‪ ،‬مل تستنفد‬ ‫فيها امكانيات القطاع احلكومي‬ ‫من خالل التحليل الذي قمنا به ‪،‬‬ ‫كمحرك قوي للتصنيع و التحديث ‪ ،‬أما‬ ‫نستنتج أن خمطط تنمية االقتصادات‬ ‫يف السعودية فاألذرع احلكومية تعمل‬ ‫اخلليجية أكثر ما يتناسب مع النموذج‬ ‫بشكل كامل ‪ ،‬وبدون جذب رأس املال‬ ‫األسيوي الذي تصيغ فيه احلكومة‬ ‫الوطين ‪ ،‬سيكون من املستحيل تأمني‬ ‫نسب التنمية االجتماعية – االقتصادية‬ ‫منو مطرد لالقتصاد ‪.‬‬ ‫مؤثرة بذلك على النظام االقتصادي‬ ‫من الشروط املهمة للتنويع سواء من خالل التنظيم والتدخل املباشر‪،‬‬ ‫االقتصادي ‪ :‬تأمني مناخ استثماري أي التشريعات بشكل رئيسي ‪ ،‬أو من‬ ‫مالئم ‪ ،‬إنفتاح السوق ‪ ،‬البيئة الشفافة خالل التنظيم و التدخل غري املباشر ‪،‬‬ ‫ملمارسة أنشطة االعمال ‪ .‬إن هذه العوامل أي التدخل و التنظيم املالي ‪ .‬و لكن‬ ‫جمتمعة جتعل من االستثمار يف اجملاالت يف نفس الوقت متتلك دول اخلليج عدد‬ ‫ً‬ ‫فضال عن من اخلصائص و املميزات مما يساعد‬ ‫غري النفطية أكثر جاذبية ‪.‬‬ ‫ذلك ‪ ،‬فإن تعزيز دور القطاع اخلاص على تنمية قطاع النفط و الغاز و تنويع‬ ‫يف تلك اخلدمات اليت كان يقدمها املنتجات املعتمدة عليه ‪ ،‬و زيادة حصة‬ ‫سابقا القطاع احلكومي بشكل القطاع املالي – التجاري يف الناتج احمللي‬ ‫ً‬ ‫أساسي‪ ،‬مثل ‪ :‬تـأمني املياه ‪ ،‬انتاج الطاقة االمجالي و‬ ‫أيضا زيادة حصة قطاع‬ ‫الكهربائية و توصيلها ‪ ،‬الصحة ‪ ،‬سوف اخلدمات اليت تعتمد على دورة ايرادات‬ ‫يعزز عملية التنويع ‪ .‬لقد تبنت دول الصادرات ‪.‬‬ ‫اخلليج يف االونة األخري عدد من القوانني‬ ‫تعتمد دول اخلليج على النفط‬ ‫املتعلقة باخلصخصة و قامت خبصخصة‬ ‫أكثر من روسيا على سبيل املثال ‪.‬‬ ‫عدد من القطاعات ‪ ،‬منها على سبيل‬ ‫ومع ذلك فقد حققت دول اخلليج خالل‬ ‫املثال‪ :‬قطاع االتصاالت ‪ .‬إىل جانب ذلك ‪،‬‬ ‫السنوات األربعني األخرية جناحات باهرة‬ ‫فإن جذب القوى العاملة احمللية يعد من‬ ‫يف تنمية االقتصاد منتقلني بذلك من‬ ‫املكونات املهمة للتنويع ‪.‬‬ ‫املستوى ما قبل الرأمسالي للتنمية إىل‬ ‫يف تقرير ممارسة أنشطة االعمال حتقيق مؤشرات تساوي ‪ ،‬بل ويف بعض‬ ‫– ‪ ،World Bank Doing Business‬احلاالت تتجاوز ‪ ،‬الدول املتقدمة ‪ .‬إن بعض‬ ‫الذي يعده البنك الدولي ‪ ،‬احتلت دول جوانب “التجربة اخلليجية” ميكن أن‬ ‫اخلليج املراكز اخلمس األوىل بني تكون مهمة و مفيدة لروسيا أيضا ‪.‬‬ ‫الدول العربية يف الشرق األوسط و مشال ومن ذلك على سبيل املثال‪ :‬الرتكيز‬ ‫إفريقيا ‪ ،‬حمسنة بذلك من مراكزها على االستثمارات احلكومية الضخمة‬ ‫خالل السنوات األخرية بشكل ‪ ،‬بلوغ التخصص على املستوى الدوىل يف‬ ‫ملموس‪ .‬فقد احتلت االمارات املركز القطاع املالي و السياحة ‪ ،‬نشاط املناطق‬ ‫‪ ، 22‬والسعودية املركز ‪ . 49‬يف روسيا الصناعية اخلاصة ‪ ،‬نشاط الصناديق‬ ‫على سبيل املثال ‪ ،‬كانت حصة القطاع االستثمارية السيادية ‪ ،‬التمكن خالل‬ ‫اخلاص يف االقتصاد يف فرتة التسعينات سنوات معدودة من التقدم يف املؤشرات‬ ‫‪ ، 70%‬ولكن هذه النسبة تراجعت يف العاملية اخلاصة بالقدرة التنافسية‬ ‫بداية القرن احلالي إىل ‪ . 50%‬يف تقرير وممارسة أنشطة األعمال و غري ذلك ‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫ممارسة أنشطة االعمال حتتل روسيا‬ ‫املرتبة ‪. 62‬‬


‫الرسوم البيانية‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪23‬‬


‫اجلدول األول ‪:‬‬

‫اجلدول الثاني‪:‬‬

‫‪24‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫اجلداول‬


‫روسيا تعود إلى إفريقيا‬ ‫ي‪.‬ن‪ .‬كورينديسوف‬

‫*‬

‫حتتل إفريقيا مكانة بالغة األهمية فى أجندة السياسة اخلارجية لروسيا‪ .‬فمن املعروف أن سقوط االحتاد‬ ‫السوفيتى واألوقات العصيبة التى مر بها فى التسعينيات كان هلا األثر السلبى والضرر البالغ على مواقف روسيا‬ ‫ومكانتها فى إفريقيا‪ ،‬فقد مت إغالق ‪ 9‬سفارات و‪ 4‬قنصليات والعديد من املراكز الثقافية والتجارية لروسيا فى‬ ‫ً‬ ‫وايضا مت إلغاء اخلطوط اجلوية التى تربط بني روسيا والقارة اإلفريقية‪ .‬وبذلك فقد ُحرمت موسكو من‬ ‫هذه القارة‪،‬‬ ‫االدوات الرئيسية للتأثري والتى تساعدها على خلق اشكال جديدة من التعاون بني الطرفني‪ .‬فكان ُينظر إلفريقيا‬ ‫فى الدوائر السياسية وجمال االعمال فى موسكو على إنها القارة التى تعتمد على املراحل األوىل من الصناعات‬ ‫األولية‪ ،‬والقارة التى يسيطر عليها الفقر املدقع واحلروب التى التنتهى واالوبئة والتى تعتمد فى معيشتها على‬ ‫املساعدات الدولية‪ .‬غري إن هذه النظرة تغريت‪ ،‬فأصبحت إفريقا اآلن قارة أخرى غري التى كانت عليه‪ ،‬القارة ذات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معدل منو اقتصادى سريع ( بلغ زيادة ‪ 5%‬كل عام على مدار العشرين ً‬ ‫كبريا‬ ‫العبا‬ ‫عاما األخرية)‪ ،‬كما أصبحت‬ ‫فى أسواق املوارد الطبيعية والبشرية ومصدر رئيسى ملعدالت زيادة الطلب العاملى على املنتجات وارض خصبة للربح‬ ‫فى جمال االستثمارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جديدا فى هذا الشأن‪ ،‬بل كانت‬ ‫بدأت الدول أصحاب االقتصاديات الصاعدة اإلعالن عن األزمة األوكرانية مل تقدم‬ ‫نفسها وعن طموحاتها بقوة فى الفرتة ما بني القرنني العشرين مبثابة دافعا جديدا لتطوير التعاون املستقبلى املتبادل واملثمر‬ ‫واحلادي والعشرين حيث أعدوا برناجما وبدأوا فى عرضه وهذا مع الشركاء اخلارجيني من اوروبا ودول حوض األطلنطى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عامليا يقوم على أساس‬ ‫نظاما‬ ‫الربنامج من شأنه تشكيل‬ ‫احلساب العادل ملصاحل كل الدول واالقاليم‪ .‬ويعترب البند‬ ‫الرؤية اجلديدة لدور القارة االفريقية فى العامل‬ ‫الرئيسي يف هذا الربنامج هو احلث على بناء نظام سياسيى‬ ‫مركزي متعدد األقطاب حيكم العالقات الدولية واهليكل‬ ‫إن املتأمل ملفهوم السياسة اخلارجية الرمسية لروسيا والذى‬ ‫االقتصادي املاىل اجلديد‪ .‬ويتشكل حتت راية هذا الربنامج تشكل من خالل البيان الذى ُاعلنته فى يوليو ‪ 2000‬واألخري‬ ‫االئتالف األول من نوعه املكون من دول آسيا وإفريقيا الذى وقعة الرئيس بوتني فى ‪ 12‬فرباير ‪ 2013‬وايضا الناظر‬ ‫وامريكا الالتينية والذى يتمثل فى احتاد دول الربيكس‬ ‫للنشاط الفعلى للدبلوماسية الروسية على الصعيد اإلفريقى‬ ‫وهى (الربازيل وروسيا واهلند والصني وجنوب إفريقيا)‪ .‬ويقوم‬ ‫ً‬ ‫يعى‬ ‫متاما إن أهمية العامل اإلفريقى بالنسبة للسياسة‬ ‫هذا اإلئتالف على أساس التعدد واالنفتاح وعدم التكتل‬ ‫اخلارجية لروسيا ُينظر اليه فى املقام االول فى ضوء املساهمات‬ ‫واإلحتاد بغية النمو والتقدم‪ .‬وروسيا بدورها فى هذا الشأن‬ ‫املمكنة لتأكيد روسيا باعتبارها قوة عاملية كربى ومن‬ ‫تدعم سعى الدول الصاعدة إىل زيادة دورها فى السياسة‬ ‫خالل الرتويج لقضايا انشاء النظام العاملى متعدد األاقطاب‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫وبناء جمتمع أمثل ملواجهة التحديات واالخطار والتهديدات‬ ‫ً‬ ‫ويعترب توجه روسيا احملدود بسياستها اخلارجية جتاه العاملية‪ ،‬مع العلم إن الساسة الروس يدركون‬ ‫متاما الدور‬ ‫الشرق أحد النتائج الرئيسية إلعادة النظر يف أوليات سياستها املتنامى للقارة االفريقة فى السياسة العاملية وضرورة زيادة‬ ‫اخلارجية وهذا مادعت اليه مبادرة الرئيس بوتني‪ ،‬فى حني أن وتنمية قدرة العالقات الروسية االفريقية‪.‬‬ ‫*‬

‫أستاذ مساعد ورئيس مركز العالقات الروسية اإلفريقيه والسياسة اخلارجيه لدول إفريقيا مبعهد إفريقيا التابع ألكادمييه العلوم الروسية‬

‫ترمجة ‪ :‬د‪ .‬حممد عبد احملسن‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪25‬‬


‫ويشري التقرير املقدم من قبل وزارة اخلارجية الروسية‬ ‫والذى يكشف عن اسرتاتيجية السياسة اخلارجية‬ ‫لروسيا فى عام ‪ ،2007‬إنه الميكن انشاء تعاون مثمر و‬ ‫إقامة نظام مستقر وهادف لألمن العاملى والذى ُيبنى على‬ ‫معايري مقبولة وشفافة دون املشاركة الفعالة للدول‬ ‫اإلفريقية فى القضايا العاملية والشئون املعيشية للحياة‬ ‫على املستوى الدوىل‪ .‬فى هذا الصدد صرح الرئيس مدفيدف‬ ‫بعد زيارته إلفريقيا فى عام ‪ 2009‬أن روسيا تأخرت فى‬ ‫العودة إىل إفريقيا‪.‬‬ ‫لكن هذا املسار اجلديد صاحبه بعض احملاذير التى‬ ‫جيب أن ُتأخذ فى االعتبار‪ .‬حيث تضمنت االسرتاتيجية‬ ‫ً‬ ‫اجلديدة للسياسة اخلارجية الروسية املشار إليها‬ ‫سابقا مبدأ‬ ‫رئيسيا‪ ،‬إن استخدام الوسائل السياسية و الدبلوماسية‬ ‫واحلقوقية والعسكرية واالقتصادية و املالية واخرها‬ ‫ً‬ ‫حلل القضايا التى تدخل فى حيز اهتمام روسيا‬ ‫خارجيا‬ ‫البد ان يكون متناسبا مع قيمة هذه القضايا لضمان‬ ‫مصاحل روسيا اخلارجية‪ .‬وقد لعب هذا دوره فى التأثري على‬ ‫مستوى حضور روسيا خارجيا وجمموعة رجال اعماهلا فى‬ ‫القارة االفريقية‪.‬‬ ‫اجلانب السياسي والدبلوماسي‬ ‫يعترب اجملال السياسى والدبلوماسى هو االكثر‬ ‫ً‬ ‫نشاطا على مستوى العالقات الروسية واإلفريقية‪ .‬حيث‬ ‫إن إعطاء روسيا األولوية فى سياستها اخلارجية ملبادئ‬ ‫االستقالل وسيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها‬ ‫الداخلية وتعقلها فى تناول بعض املستجدات التى ُتطرح‬ ‫على الساحة الدولية فيما يتعلق باملبادئ احلقوقية ُقوبل‬ ‫بتدعيم كبري من جانب الدول اإلفريقية‪ .‬حيث إن هذه‬ ‫الدول مل تلبث أن حتررت من القيود الثقيلة التى كانت قد‬ ‫ُفرضت عليها مبنطق احلرب الباردة والتكتالت املواجهة‬ ‫هلا‪.‬‬

‫هذد الدول إن احملاوالت العديدة للتدخل فى سيادتها حتت‬ ‫حجج عديدة شيئا مقلقا هلا‪ ،‬مبا فى ذلك التدخل حبجة‬ ‫الدفاع عن حقوق اإلنسان أو الرتويج للدميقراطية‪ .‬فى‬ ‫هذا اإليطار يصرح الباحث الفرنسى الشهري جاك أتاىل‪ ،‬إنه‬ ‫باعتبار السوق أصبح املتحكم الرئيسى فيما حيدث‪ ،‬فانه‬ ‫سيسطر على كل األجهزة احلكومية ويسلب كل‬ ‫الصالحيات من احلكومات مبا فى ذك سيادتها حتى فى‬ ‫الدول ذات السيادة السياسية املركزية‪ .‬ويتوقع “اتاىل”‬ ‫حتقيق توقعاته هذا فى افريقيا فى املستقل القريب او‬ ‫البعيد‪.‬‬ ‫من جانب اخر شكلت قضايا بناء النظام العاملي واألمن‬ ‫الدولي املرتكز الرئيسى للتعاون املتبادل بني روسيا‬ ‫والدول اإلفريقية‪ .‬حيث إن الوضع العسكرى والسياسى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تأثريا‬ ‫املطرب فى القارة اإلفريقية حيدث‬ ‫ملموسا على‬ ‫وضع الشئون العاملية‪ ،‬خاصة و ان افريقيا تقع على بعد‬ ‫‪ 12‬كيلو مرت فقط من أوروبا‪ .‬وان كثرة العنف الناتج‬ ‫عن احلروب الفوضوية وزيادة التهديدات واالخطار التى‬ ‫سببتها تلك احلروب للعامل وصل إىل وضع بالغ احلرج فى‬ ‫القارة‪.‬‬ ‫فقد كثرت الصراعات داخل احلكومات والدول‬ ‫واألعراق وزادت احلركات االنفصالية‪ ،‬حيث إن احلدود‬ ‫التى رمسها االستعمار عنوة بني الدول اإلفريقية قد‬ ‫امتدت إىل مساحات غري آهلة بالسكان‪ ،‬وفى حني كان‬ ‫سكان قارة إفريقيا فى عام ‪ 1900‬ال يتجاوز ‪ 200‬مليون‪،‬‬ ‫فقد بلغ ‪ 300‬مليون فى عام ‪ ، 1960‬وفى عام ‪ 2000‬جتاوز‬ ‫عدد سكان القارة املليار نسمة‪ ،‬ومع زيادة السكان‬ ‫أصبحت حدود الدول ساحة لالنشقاقات العرقية والقبلية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فكانت‬ ‫عائقا يقف فى طريق النمو االقتصادي‪ ،‬ونتيجة‬ ‫لذلك يتوقع اخلرباء االمركيون ظهور قرابة ‪ 10‬دول‬ ‫جديدة‪ .‬فقد مت تنفيذ أكثر من ‪ 25‬عملية بدعم عاملي‬ ‫وقرار من جملس األمن التابع لالمم املتحدة‪ .‬وهنا جتدر‬ ‫االشارة إىل أن إفريقيا وحدها يوجد بها فى الوقت احلاضر‬ ‫قرابة ‪ 110‬الف جندي من اصحاب “اخلوذ الزرقاء” من أصل‬ ‫‪ 125‬على مستوى العامل‪.‬‬

‫إن اإلزدهار اإلقتصادى الذى شهدته تلك البالد‬ ‫على مدار العقد االخري وظهور العبني جدد فى القارة‬ ‫اإلفريقية فى مواجهة االقتصاديات الصاعدة التى دخلت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬ ‫وتوىل روسيا‬ ‫خاصا لالخطار االرهابية التى‬ ‫فى منافسة ناجحة مع الشركاء التقليدين‪ ،‬كل هذا‬ ‫رفع من إمكانيات الدول اإلفريقية فى تقديم املبادرات تأتى من إفريقيا والتى تتوزع بؤرها الرئيسية فى الصومال‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ومشال نيجرييا واملتمثلة فى مجاعة “بوكوحرام”‪ .‬وفى‬ ‫اخلاصة بها أو الرتاجع عنها طبقا ملصاحلها‪ .‬كما تعتبرِ‬

‫‪26‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫حقيقة األمر فان مواجهة تسلل أفكار هذه اجلماعات‬ ‫أن ُتستنفذ كل الوسائل املمكنة املقدمة للحل من‬ ‫على األرض الروسية يعترب القضية ذات االهتمام األول قبل االحتاد اإلفريقى‬ ‫للتعاون الروسى مع الدول اإلفريقية‪ .‬حيث إن روسيا يقطن‬ ‫أال يكون هذا التدخل بهدف تغيري النظام السياسى‬ ‫بها مايقارب ‪ 15 - 12‬مليون من معتنقى اإلسالم‪ ،‬والعديد‬ ‫من اجملاهدين الذين كانوا حياربون فى الشيشان قد جاءوا القائم أو األكراه على الدميقراطية‬ ‫من إفريقيا واليوم الكثري منهم مازال يعمل بشكل‬ ‫وفى هذا الشأن تؤكد األزمة الليبية إن القراءة غري‬ ‫متواصل وسط مسلمى روسيا‪.‬‬ ‫احلكيمة لقرارات جملس االمن التابع لالمم املتحدة‬ ‫وإىل جانب الدول اإلفريقية قد قامت روسيا بتوقيع والتدخل العسكرى حللف الناتو وجتاهل جمهودات‬ ‫اتفاقية ملكافحة األعمال االرهابية على مستوى االجهزة األحتاد اإلفريقى‪ ،‬كل هذا أدى إىل عواقب جثيمة‪ .‬فى‬ ‫األستخباراتية واألمنية‪ ،‬وقد ظهر أثر تلك االجراءات املتخذه ضوء ذلك فإن التعاون السياسى والدبلوماسى بطبيعة‬ ‫احلال بني روسيا وإفريقيا اليقتصر فقط على الشئون‬ ‫ملكافحة االرهاب على العالقات العسكرية مع الدول‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬ولكن ميتد بشكل فعال ليشمل احلد من‬ ‫اإلفريقية‪ .‬فليس من قبيل الصدفة أن يشهد التعاون‬ ‫إنتشار أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬والتعاون فى قضايا احلفاظ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطورا‬ ‫العسكرى والتكنولوجى‬ ‫ملحوظا بني اجلانبني‬ ‫على البيئة و كيفية التعامل مع التغريات املناخية‬ ‫فى عام ‪ ،2000‬حيث التصادمات العنيفة التى حدثت‬ ‫وجماالت أخرى‪ .‬ولكن املقام اليتسع لتناول هذه القضايا‬ ‫فى اجلزائر ومصر و أوغندا‪ .‬وقد دعا األمر اىل مشاركة فى هذه املقالة‪.‬‬ ‫اجملتمع الدوىل فى حل مشاكل األمن فى إفريقيا‪ ،‬لكن‬ ‫املسئولية الرئيسية بطبيعة احلال تقع على عاتق الدول‬ ‫التعاون فى جمال التجارة اخلارجية‬ ‫اإلفريقية نفسها واالحتادات االقليمية داخلها‪ .‬وروسيا‬ ‫بدورها تشارك فى قوات حفظ السالم املتواجده فيها وفى‬ ‫فى عام ‪ 2013‬وصل حجم التبادل التجارى بني إفريقيا‬ ‫بناء القوات االحتياطية لالحتاد اإلفريقى‪ .‬كما تقدم وروسيا إىل ‪ 9,76‬مليار دوالر من بينهم ‪ 7,12‬مليار واردات‬ ‫الدعم إلعداد قوات حفظ السالم فى إفريقيا‪ .‬وقد عقدت إىل إفريقيا من روسيا و ‪ 2,533‬مليار دوالر واردات من‬ ‫اتفاقية بني وزارة اخلارجية الروسية واللجنة املختصة افريقيا إىل روسيا‪ ،‬مع العلم إن أكثر من ‪ 70%‬من حجم‬ ‫فى االحتاد اإلفريقى فى عام ‪ 2014‬بهدف التنسيق فيما التبادل التجارى مقسم بني مخس دول من مشال إفريقيا‬ ‫وهم (اجلزائر ومصر وليبيا واملغرب وتونس)‪ ،‬وبلغ حجم‬ ‫حيدث وإجراء التشاورات املشرتكة بهذا الشأن‪.‬‬ ‫التبادل التجارى مع الدول التى تقع جنوب الصحراء ‪2,96‬‬ ‫ويعترب أحد األهداف اهلامة للتعاون واجملهودات مليار دوالر من بينهم جنوب إفريقيا حيث بلغ ‪ 1,7‬مليار‬ ‫املشرتكة بني الطرفني هو التطبيق الكامل حلق التدخل دوال‪ ،‬ومع كينيا وصل إىل ‪ 336‬مليون دوالر‪ ،‬ومع تنزانيا‬ ‫اخلارجى فى حالة حدوث أو رتكاب‪ ،‬فى هذه البلد أو تلك‪ُ ،‬يقدر بنحو ‪ 168‬مليون دوالر‪ ،‬وجتدر اإلشارة اى ان عام‬ ‫جرائم ضد اإلنسانية واألبادة اجلماعية والعنف اجلماعى ‪ 2013‬شهد أعلى معدالت التبادل التجارى حيث وصل اىل‬ ‫والكوارث اإلنسانية‪( ،‬وهذ طبقا لقرار اجلمعية العامة ‪ 9,6‬مليار دوالر مقارنة بعام ‪ 2000‬حيث بلغ ‪ 1,6‬مليار‬ ‫لالمم املتحدة لعام ‪ ،2005‬فى باب “مسئولية احلماية” و دوالر(انظر اجلدول ‪.)1،2‬‬ ‫قرارات اجلمعية العامة لرؤساء دول وحكومات االحتاد‬ ‫وينعكس وضع اإلقتصاد الروسى من خالل هيكل‬ ‫اإلفريقى)‪ .‬غري إن روسيا فى هذا الشأن تصر على إن‬ ‫ً‬ ‫مقيدا بقرار من جملس االمن وبعد التبادل التجارى بني روسيا وإفريقيا‪ ،‬حيث حصلت‬ ‫التدخل البد أن يكون‬ ‫املنتجات الغذائية والقهوة والكاكاو على نصيب األسد‬ ‫استنفاذ وحتقيق عدة خطوات وهى‪:‬‬ ‫فى التبادل التجارى بينهم وشكلت ‪ 40%‬من االمجاىل‪،‬‬ ‫أن يتم استخدام كل الوسائل املمكنة للوصول حلل وحصلت منتجات النفط واملعادن على ‪ ،20%‬كما‬ ‫وسط بالطرق السلمية‬ ‫شكلت املصنوعات اجلاهزة على ‪ ،18%‬وفى جمال‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪27‬‬


‫وسائل النقل واملعدات بلغت النسبة ‪ .6%‬كما‬ ‫تسيطر منتجات النفط واالمسدة والبذور على الصادرات‬ ‫الروسية مثلها مثل باقى الدول‪( .‬انظر اجلدول رقم ‪.)2‬‬ ‫ويعترب غياب التكافؤ بني الطرفني فى جمال صناعة‬ ‫االليكرتونيات واملاكينات التكنولوجية من العوامل‬ ‫الرادعة والرئيسية فى عدم حتقيق اواقامة قنوات التبادل‬ ‫التجارى املرجوة بني الطرفني‪ ،‬ولكن رمبا ُيعوض هذا‬ ‫بدرجة ما فى جمال جتارة االسلحة‪ .‬حيث صدرت روسيا إىل‬ ‫إفريقيا فى الفرتة من (‪ )2013 - 2000‬منتجات عسكرية‬ ‫بقيمة ‪ 11,7‬مليار دوالر وهو ماميثل ‪ 11.7%‬من‬ ‫امجاىل حجم الصادرات الروسية فى جمال التكنولوجيا‬ ‫العسكرية واالسلحة‪.‬‬

‫الصاروخية‪ .‬وقد سيطرت روسيا على ‪ 30%‬من السوق‬ ‫اإلفريقية فى جمال االسلحة والتكنولوجيا العسكرية‬ ‫فى عام ‪(2013‬فى بلدان مشال القارة جتاوز ‪ 40%‬من‬ ‫اسواقها‪ ،‬وفى بلدان جنوب الصحراء بلغ ‪ .)12.15%‬ففى‬ ‫اجلزائر جتاوزت الصادرات العسكرية الروسية ‪ 7‬مليار‬ ‫دوالر خالل عامى ‪ ،2013 - 2000‬وفى مصر بلغت ‪1.3‬‬ ‫مليار دوالر وفى اوغندا ‪ 0,56‬مليار دوالر‪ ،‬وإىل اثيوبيا‬ ‫صدرت روسيا بقيمة ‪0,55‬مليار دوالر‪ .‬وبذلك اتسع سوق‬ ‫السالح فى القارة‪ .‬وتعتزم الشركات الروسية بشكل‬ ‫جدى ان حتسن من عملياتها فى جمال صيانة السالح بعد‬ ‫مرحلة البيع وان تقدم عروض أفضل فى جمال االئتمان‬ ‫والتأمني احلكومى‪ ،‬وأن توسع من صفقاتها على أساس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نظاما‬ ‫تعويضى وأن تستخدم‬ ‫حديثا للمدفوعات املتبادلة‪،‬‬ ‫وهو مايسمح بشكل اكيد فى مضاعفة حجم التبادل‬ ‫التجارى فى جمال تصدير االسلحة على مدار األعوام‬

‫ويأتى اجلزء األكرب من األسلحة ذات القيمة األكرب‬ ‫والتقنية العالية املصدرة من روسيا إىل إفريفيا فى جماالت‬ ‫الطريان والدفاع اجلوى والسفن احلربية وأنظمة الدفاع اخلمس القادمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬جدول احصائى يوضح حجم التبادل التجارى بني روسيا وإفريقيا فى الفرتة من عام ‪(2013 - 2000‬موضحا‬ ‫بالقيمة النقدية)‬

‫السنة‬

‫(‪)2000‬‬

‫(‪)2005‬‬

‫االمجاىل‬

‫‪1584‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪3300‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪5700‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫تصدير‬

‫‪1208‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪2300‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪4000‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪7123‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫استرياد‬

‫‪376.0‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪1000‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪1700‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪2553‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪28‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫(‪)2009‬‬

‫(‪)2012‬‬

‫(‪)2013‬‬

‫‪9110‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫‪9676‬‬ ‫مليون‪$‬‬


‫(‪ )2‬جدول يوضح حجم صادرات وورادات التجارة فى روسيا فى الفرتة من ‪( 2013 - 2000‬موضحا قيمة التبادل باملليون دوالر‬ ‫والنسبة املئوية)‬

‫مصر‬

‫الدولة‬

‫تنزانيا‬

‫نيجرييا‬

‫جنوب إفريقيا‬

‫اثيوبيا‬

‫إمجاىل‬

‫‪%‬‬

‫إمجاىل‬

‫‪%‬‬

‫إمجاىل‬

‫‪%‬‬

‫إمجاىل‬

‫‪%‬‬

‫إمجاىل‬

‫‪%‬‬

‫إمجاىل‬ ‫الصادرات‬

‫‪2500‬‬

‫‪100‬‬

‫‪268‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫‪46.2‬‬

‫‪100‬‬

‫‪290‬‬

‫‪100‬‬

‫الزيوت‬

‫‪241‬‬

‫‪9.64‬‬

‫‪14.3‬‬

‫‪30.9‬‬

‫النفط‬ ‫ومنتجاته‬

‫‪357‬‬

‫‪14.28‬‬

‫األخشاب‬

‫‪345‬‬

‫‪13,8‬‬

‫املعادن‬ ‫السوداء‬

‫‪254‬‬

‫‪10.16‬‬

‫‪56‬‬

‫‪141‬‬

‫االمسدة‬

‫‪52‬‬

‫حبوب‬ ‫إمجاىل‬ ‫الواردات‬

‫‪444‬‬

‫‪100‬‬

‫اخلضروات‬ ‫والدرنات‬

‫‪101‬‬

‫‪22.7‬‬

‫الفواكه‬

‫‪252‬‬

‫‪56.7‬‬

‫‪31.2‬‬

‫‪100‬‬

‫التبغ‬

‫‪63‬‬

‫‪63‬‬

‫‪68.2‬‬

‫‪100‬‬

‫‪11‬‬

‫القهوة‬ ‫والشاى‬ ‫الكاكاو‬

‫‪30‬‬

‫‪30‬‬

‫‪26.7‬‬

‫‪16.1‬‬

‫‪15.4‬‬

‫‪33.3‬‬

‫‪22.4‬‬

‫‪100‬‬

‫‪9.6‬‬

‫‪42.8‬‬

‫‪9.3‬‬

‫‪19.3‬‬

‫‪41.5‬‬

‫‪124.4‬‬

‫‪42.8‬‬

‫‪78.2‬‬

‫‪100‬‬

‫‪39‬‬

‫‪4.98‬‬

‫‪85.5‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪51.3‬‬

‫اخلامات‬

‫‪146‬‬

‫‪18.6‬‬

‫املنتجات‬ ‫املعدنية‬

‫‪31‬‬

‫‪3.96‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪29‬‬


‫الرتكيز على املشاريع اإلستثمارية‬ ‫يعترب النشاط اإلستثمارى للشركات الروسية اخلاصة‬ ‫ًُ‬ ‫ً‬ ‫وتطورا فى إفريقيا ‪ ،‬وأحد العناصر‬ ‫نشاطا‬ ‫والعامة ‪ ،‬األكثر‬ ‫ً‬ ‫الرئيسية التى القت ترحيبا فى روسيا‪ .‬ولكن التوجد معلومات‬ ‫دقيقة أو وثيقة رمسية حتصى حجم تدفق االستثمارات‬ ‫الروسية إىل إفريقيا‪ .‬فحسب التصرحيات املنشورة من قبل‬ ‫رؤساء الشركات االستثمارية‪ ،‬فان تدفق االستثمارات‬ ‫الروسية فى إفريقيا بلغ خالل العقد االخري حنو ‪ 12 - 10‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬واملعلن خالل اخلمسة او العشرة اعوام القادمة إن حجم‬ ‫االستمارات سيصل إىل ‪ 13‬مليار دوالر (انظر اجلدول رقم ‪،)3‬‬ ‫وقدر البنك اإلفريقى للتنمية حجم االستثمارات فى إفريقيا‬ ‫لعام ‪ 2008‬بقيمة ‪ 20‬مليار دوالر‪ .‬وحيوز على القدر األكرب‬ ‫فى هذه االستثمارات‪ ،‬االستثمار فى جمال امتالك حقول‬ ‫استخراج املعادن الصلبة واملواد الكربوهيداتية‪.‬‬

‫‪ 2007‬بالتعاون مع مجعية “بيتسارا سيشابا” جبنوب إفريقيا‬ ‫قامت الشركة الروسية الكربى “رينوفا” بتأسيس احتاد‬ ‫شركات حتت مسمى “اجملموعة املتحدة فى كاهلارى” وفيه‬ ‫ميتلك الروس حنو ‪ 49%‬من رأس املال‪ .‬ويرتكز عمل هذه‬ ‫اجملموعة على إمتالك حقول استخراج خام املنجنيز من صحراء‬ ‫كاهلارى‪ .‬وقد استثمرت “رينوفا” حنو ‪ 1‬مليار دوالر فى هذا‬ ‫املشروع وقد وصل االنتاج من خام املنجنيز حنو ‪ 2,5 - 2‬مليون‬ ‫طن وقامت “رينوفا” باستثمار ‪ 200‬مليون دوالر فى مشروع أخر‬ ‫النتاج خامى السيليكون واملنجنيز يصل إنتاجه إىل ‪ 170‬الف‬ ‫طن فى العام‪ .‬كما حصلت “رينوفا” على حق إعداد حقول‬ ‫الستخراج التيتانيوم والذهب فى موزمبيق‪.‬‬ ‫وهناك إحتاد أخر جملموعة شركات يسمى “يفراز”‬ ‫حصل فى ‪ 2006‬على ‪ 79%‬من رأس مال شركة “ ‪Highveld‬‬ ‫‪ ”.Steel and Vanadium Corporation Ltd‬ويقدر حجم‬ ‫االستثمارات هلذا االحتاد حنو ‪ 1.1‬مليار دوالر‪ .‬وفى عام ‪2014‬‬ ‫باع هذا االحتاد حنو ‪ 26%‬من اسهمه لشركة “جنوب إفريقيا”‬ ‫بقيمة ‪ 26‬مليون دوالر وذلك طبقا للقوانني املعمول بها فى‬ ‫هذا الشأن بدولة جنوب إفريقيا‪ .‬وتقوم الشركات الروسية‬ ‫واجلنوب إفريقية بتنسيق عملياتها فى أسواق بيع جمموعة‬ ‫معادن البالتني‪ ،‬فمن املعروف إن دولة جنوب إفريقيا تستحوذ‬ ‫على حنو ‪ 80%‬من إنتاج البالتني فى العامل‪ ،‬كما تستحوذ‬ ‫روسيا على انتاج حنو ‪ 40%‬من معدن البالديوم‪.‬‬

‫وروسيا‪ ،‬باعتبارها أحد الالعبني األساسيني فى سوق‬ ‫السلع االساسية تسعى إىل توسيع املساحة اجلغرافية لنشاطها‬ ‫لرفع من كفاءة جمموعة مصانع التعدين التابعة هلا‪ ،‬وايضا‬ ‫زيادة قدرة تأثريها على االسواق العاملية‪ .‬وهناك عوامل أخرى‬ ‫التقل أهمية‪ ،‬ومنها تعويض نفاذ بعض املعادن من أماكن‬ ‫ً‬ ‫عامليا واالرتقاء‬ ‫استخراجها فى روسيا ورفع كفاءة املنتجات‬ ‫مبستوى الشركات الروسية على املستوى العاملى‪ .‬وجتدر‬ ‫االشارة إلي أن الكثري من حقول املعادن ذات الربح العاىل‬ ‫وتعترب اإلتفاقية التى مت توقيعها فى سبتمرب من عام ‪2014‬‬ ‫ً‬ ‫تكون عجز‬ ‫أصبحت على وشك النفاذ وبذلك يكون قد‬ ‫كبري فى املعادن الثقيلة األكثر أهمية‪ .‬فى حني ذلك فإن على مستوى احلكومات فى العاصمة الزميبابوية “هارارى”‬ ‫عملية إمتالك حقول جديدة والتى يتمركز معظمها فى من أهم االجنازات التى حققها رجال االعمال الروس‪ .‬وتنص‬ ‫اقاليم سيبرييا يرتبط بشكل وثيق بتوفري رؤس أموال ضخمة هذه االتفاقية على امللكية املشرتكة ألكرب احلقول املليئة‬ ‫واحداث تأثريات بالغة اخلطورة على البيئة‪ .‬والتعاون مع خبامات املعادن ذات الفئة و القيمة العاملية العالية واملسمى‬ ‫“بالدرفينديل”‪ .‬ويبلغ اإلحتياطى املقدم من معدن البالتني فى‬ ‫إفريقيا يقدم امكانيات حلل املشاكل الناجتة عن ذلك‪.‬‬ ‫هذا املشروع حنو ‪ 19‬طن ويصل إمجاىل حجم املوارد اىل ‪755‬‬ ‫فقد بلغ العجز فى روسيا من خام املنجنيز ‪ ،100%‬بينما طن مع األخذ فى االعتبار املعادن ذات القيمة العالية املوجودة‬ ‫إفريقيا متتلك ‪ 60%‬من االحتياطى العاملى من هذا اخلام فى اخلام نفسه‪ .‬وفى املرحلة األوىل من هذا املشروع سيتم انشاء‬ ‫وتنتج ‪ 40%‬من االنتاج العاملى‪ .‬وفى املقابل فعجز روسيا من منجم ومصنع تعدين‪ ،‬يصل حجم االستثمارات فيه إىل ‪500‬‬ ‫خام الكروم يصل اىل ‪ ،60%‬بنما تستحوذ إفريقيا على مليون جنيه‪ .‬وجتدر االشارة أن رجال األعمال الروس ميتلكون‬ ‫‪ 50%‬من االحتياطى العاملى وتنتج ‪ .37%‬وجند نفس الصورة ‪ 50%‬من رأس املال فى شركة ‪ ””Ruschrome Mining‬التى‬ ‫تتكرر فى معادن الكوبالت والبوكسيت‪ ،‬والفاناديوم تقوم بالرقابة على احلقل ‪ ،‬بينما تستحوذ شركة “ ‪Zi m‬‬ ‫والتيتانيوم‪ .‬وفى اليورانيوم يصل العجز فى روسيا منها اىل ‪ ”babwe Mining Development Corporation‬على‬ ‫‪ ،85% - 80‬بينما تسيطر إفريقيا على ‪ 20% - 19‬على النصف اآلخر من رأس املال‪.‬‬ ‫املستوى العاملى وتنتج ‪( .16% - 15‬انظر اجلدول رقم ‪.)4‬‬ ‫على اجلانب األخر فإن الشركة الروسية املتحدة “روسال”‬ ‫بذلك يكون الرتكيز األساسى لالستثمارات الروسية تسيطر على استخراج خام “البوكسيت” فى غينيا ويقدر‬ ‫موجه إىل استخراج الثروات الطبيعية‪ .‬ففى عامى ‪ - 2006‬حجم استثماراها فى هذا اجملال حنو ‪ 1.5‬مليار دوالر‪ ،‬ويوفر هذا‬

‫‪30‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫اخلام الغينى حنو ‪ 60%‬من متطلبات شركة “روسال”‪ .‬غري أنه‬ ‫مع ظهور بعض الصعوبات فى األعوام األخرية قامت الشركة‬ ‫بتخفيض انتاجها من اخلام‪ ،‬وحافظت على انتاجها من االلومينيا‬ ‫فى غينيا‪ ،‬وايضا فى نيجرييا عن طريق مصنع “ال ‪ -‬سكون”‪.‬‬ ‫وتزداد فى إفريقيا بشكل فعال اسهم الشركة العمالقة‬ ‫فى جمال الصناعات املعدنية “يفرستال”‪ ،‬حيث يعمل حتت‬ ‫رايتها عدة هياكل أخرى فى دول جنوب إفريقيا واجلابون‬ ‫والكونغو‪ .‬و تقوم هذه الشركة والفروع التابعة هلا‬ ‫باستخراج معدن الذهب مبا يقارب ‪ 23 - 20‬طن فى العام من‬ ‫غينيا وبوركينا فاسو‪ .‬ولكن األجناز األعظم هلذه الشركة‬ ‫هو حصوهلا على ‪ 61,5%‬من أسهم الشركة الليبريية “ ‪Iron‬‬ ‫‪ ”Ore Group‬مقابل ‪ 37.5‬مليون دوالر‪ ،‬وهو مايفتح هلاالباب‬ ‫الغنى احلقول من خام “البوتو” عاىل اجلودة فى ليبرييا‪.‬‬

‫التنقيب عن حقول النفط والغاز فى إفريقيا ‪ ،‬وخاصة‪ ،‬فى‬ ‫إثيوبيا وموزمبيق والسودان وموريتانيا ومصر واجلزائر وخليج‬ ‫غينيا‪ .‬وقد أولت الشركة العمالقة اخلاصة للنفط “لوك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا للحصول على األسهم فى إفريقيا وقد‬ ‫إهتماما‬ ‫أويل”‬‫أجنزت تقدما واضحا فى هذا اإلجتاه خاصة فى ليبيا‪ ،‬غري أن‬ ‫معظم هذه اخلطط قد باءت بالفشل مع سقوط نظام معمر‬ ‫ً‬ ‫موقعا فى‬ ‫القذافى ‪ .‬كما حصلت هذه الشركة على ‪11‬‬ ‫البالد الساحلية خليج غينيا وهى‪ :‬كوتيفوار‪ ،‬سرياليون‪،‬‬ ‫غانا‪ ،‬نيجرييا والكامريون‪ .‬هذا باالضافة إىل الصفقة األخرية‬ ‫التى حدثت فى عام ‪ 2014‬والتى تتعلق بدخول “لووك ‪ -‬أويل”‬ ‫فى مشروع “‪ ”Chevron‬بنيجرييا والذى مبقتضاه حتصل‬ ‫الشركة على ‪ 45%‬من رأس املال و ‪ 18%‬من عائد هذا املشروع‬ ‫املشرتك‪ .‬وفى يونيو من العام ذاته حصلت هذه الشركة ايضا‬ ‫على ‪ 37,5%‬من أسهم الشركة الربيطانية “‪”Bowleven‬‬ ‫التى تعمل فى الكامريون‪ ،‬هذا عالوة على إن “لوك ‪ -‬أويل”‬ ‫أنشئت هلا مؤسسات متثلها فى اجنوال وغانا وكوتيفوار‬ ‫ونيجرييا وسرياليون‪.‬‬

‫وقد حصلت هذه الشركة على الرتخيص بالعمل‬ ‫من احلكومة الليبريية فى عام ‪ .2014‬ومن جانبها أعلنت‬ ‫“سيفرستال” عن عزمها استثمار ‪ 2.5‬مليار دوالر فى هذا‬ ‫هنا البد من اإلشارة أيضا إىل مستثمر روسى آخر كبري‬ ‫املشروع على أن يبدأ االنتاج من ‪ 2017‬ليصل إىل ‪ 20‬مليون طن‬ ‫من مكورات خام احلديد سنويا ‪ .‬ومما سبق ميكن القول إن فى إفريقيا وهو شركة “غازبروم”‪ .‬فحسب توقعات الوكالة‬ ‫اهلدف الرئيسى لتوسع املستثمرين الروس فى إفريقيا يكمن الدولية للطاقة‪ ،‬إن إنتاج الغاز فى إفريقيا سيصل إىل ‪400‬‬ ‫فى امتالك موارد الطاقة فى القارة‪ ،‬وروسيا تتعامل مع هذا مليار مرت مكعب‪ .‬حيث تتواجد حقول لغاز ضخمة فى اجلزائر‬ ‫وليبيا ومؤخرا فى تنزانيا (‪ 900‬مليار مرت مكعب) وفى‬ ‫األمر باعتبارها قوى عاملية كربى فى هذا اجملال‪.‬‬ ‫موزمبيق (‪ 2,8‬تريليون مرت مكعب)‪.‬‬ ‫على اجلانب اآلخر فإن القارة اإلفريقية ترفع من قدرتها‬ ‫ومن املالحظ إن زيادة توريد الغاز اإلفريقى عرب خطوط‬ ‫بشكل فعال باعتبارها العب ميلك رمانة امليزان فى سوق‬ ‫الطاقة العاملى‪ .‬حيث إن إحتياطى النفط التى تقدمه إفريقيا أنابيب الغاز من خالل البحر املتوسط إىل بلدان جنوب اوروبا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا ملصاحل املورد الروسى للغاز‪ .‬ولذك فان‬ ‫تهديدا‬ ‫يبلغ حنو ‪ 17.3‬مليار طن مبا يعادل ‪ 7,7%‬من اإلحتياطى يشكل‬ ‫العاملى‪ ،‬وروسيا متلك حنو ‪ 10.9‬مليار طن مبا يوافق ‪ 4.9%‬الشركة الروسية الكربى للغاز “غازبروم” بالتعاون املشرتك‬ ‫من إمجاىل اإلحتياطى العاملى‪ .‬وفى الوقت احلاضر يتم استخراج مع الشركة اجلزائرية “‪ ،”;Sonatrach‬عقدت إتفاقية مع‬ ‫النفط من ‪ 10‬دول إفريقية‪ .‬حيث جتاوز حجم االنتاج فى عام الشركاء فى نيجرييا بشأن العمل املشرتك وتطوير حقول‬ ‫‪ 2013‬حنو‪ 422‬مليون طن‪ ،‬هذا باملقارنة مع مامت انتاجه الغاز والنفط وايضا املشاركة فى إنشاء خطوط أنابيب لنقل‬ ‫فى روسيا الذى بلغ ‪ 600‬مليون طن‪ .‬ولكن النفط اإلفريقى الغاز عرب الصحراء النيجريية اجلزائرية‪ .‬فى مارس من عام‬ ‫يفوق النفط الروسى من حيث اجلودة (فإن مايقارب ‪ 50%‬من ‪ 2010‬توصلت “غازبروم” إىل اتفاقية مع الشركة احلكومية‬ ‫ً‬ ‫وأيضا من حيث اخنفاض فى نامبيا “ ‪ ”Namcor‬والشركة الربيطانية “‪”Tullow Oil‬‬ ‫االنتاج ينتمى إىل فئة النفط النقى)‬ ‫بشأن امللكية املشرتكة حلقل الغاز “كودو” الذى يصل‬ ‫تكلفة انتاجه بشكل كبري‪.‬‬ ‫إحتياطى الغاز فيه إىل ‪ 23‬مليار مرت مكعب‪.‬‬ ‫فى حقيقة األمر الميكن لقطاع النفط والغاز الروسى‬ ‫من جانب آخر يزداد اإلهتمام جتاه إفريقيا عند الشركة‬ ‫أن يغفل إنه فى حالة إنتاج روسيا من نفطها ماحيقق العائد‬ ‫السنوى املطلوب هلا وهو ُ‬ ‫مايقدر بنحو ‪ 600‬مليون طن فى الروسية للنفط “روس ‪ -‬نفط” ‪ ،‬هذه الشركة التى حققت‬ ‫العام‪ ،‬فإن إحتياطها من النفط سيكون على وشك النفاذ عدة مشاريع فى اجلزائر وأعلنت عن خططها بشأن بناء خط‬ ‫ً‬ ‫عاما القادمة ‪ .‬فى هذا الصدد ينبغى اإلشارة لنقل النفط من موزمبيق “ميناء بريا” حيث مير بزامبيا ومالوى‬ ‫خالل الثالثني‬ ‫إن الشركات الروسية هلا مساهمات كبرية وبارزة فى وبوتسوانا اىل موزمبيق‪ .‬وتبلغ تكلفة املرحلة األوىل من هذا‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪31‬‬


‫املشروع ‪ 700‬مليون دوالر‪ .‬ويتم تنفيذ هذا املشروع بالتعاون مع‬ ‫الوكالة الرمسية لالستثمارات والودائع املُصدرة والتى تدخل‬ ‫ضمن هيئة بنك اإلقتصاد اخلارجى لروسيا‪.‬‬

‫(بنك ‪،VTB،BAB‬بدر فورتى) وايضا يتم تنفيذ مشروعات فى‬ ‫جمال االتصاالت املتنقلة مع استخدام اخلربة الروسية فى اطالق‬ ‫االقمار الصناعية‪ ،‬واتسعت عملية التبادل لتشمل التوسع‬ ‫فى دخول منتجات الربجميات الروسية إلفريقيا وإقامة ورش‬ ‫لتجميع وتركيب املنتجات وإقامة حمطات كهربائية تعمل‬ ‫بالطاقة الشمسية وجماالت اخرى‪.‬‬

‫من املعروف إن روسيا تشارك فى تنفيذ املشاريع التى‬ ‫تهدف إىل حتقيق أمن الطاقة وذلك باستخدام الطاقة الذرية‪.‬‬ ‫حيث إن روسيا متلك اخلربة الكاملة فى بناء حمطات الطاقة‬ ‫ويعترب نطاق التعاون بني روسيا والدول اإلفريقية مازال‬ ‫الكهرونووية على أسس تكنولوجية حديثة وبنظم آمنة‬ ‫ً‬ ‫وسليمة‪ .‬ويتم مناقشة إقامة هذه املشاريع اخلاصة ببناء حمدودا‪ ،‬حيث مل تتشكل إىل اآلن آليات منظمة لتطوير‬ ‫املفاعالت النووية السلمية مع مصر ونيجرييا‪ .‬و الشراكة التعاون‪ ،‬حيث تعقد كل صفقة من الصفقات على حدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا وعلى أزمنة خمتلفة‪ ،‬هذا باستثناء جمموعة كبرية من الدول‬ ‫شوطا‬ ‫فى هذا اإليطارمع دولة جنوب إفريقيا قطعت‬ ‫حيث أكدت حكوماتها على إعداد برنامج من شأنه بناء ‪ 9‬التى تضم دول مشال إفريقيا‪ ،‬وفى املنطقة الصحرواية مثل‬ ‫مفاعالت نووية‪ ،‬وقد ُاجريت املفاوضات بشأن هذه القضية دول جنوب إفريقيا واثيوبيا وتنزانيا وكينيا وغينيا وإىل‬ ‫حد ما أجنوال وموزمبيق والسودان وكيتفوار ونيجرييا‪ ،‬حتى‬ ‫امنذ عدة اعوام‪.‬‬ ‫مع هذه الدول فإن عملية التبادل التجارى تبدوا متقلبة وغري‬ ‫فى ‪ 22‬سبتمرب لعام ‪ 2014‬فى فيينا مت توقيع اتفاقية على مستقرة‪.‬‬ ‫مستوى حكومتى روسيا وجنوب إفريقيا فى جمال الطاقة‬ ‫الذرية والصناعة‪ .‬وتلبية لدعوة اجلانب اجلنوب إفريقى اعلن‬ ‫ويعترب التعاون السياسى والدوبلوماسى بني روسيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيس االحتاد احلكومى للطاقة الذرية “روس ‪ -‬اتوم” عن وإفريقيا هو األكثر نشاطا وتطورا‪ ،‬حيث إن املكانة املتنامية‬ ‫استعداد روسيا للمشاركة لبناء ‪ 9‬بلوكات حملطات الطاقة للقارة اإلفريقية‪ ،‬واالتفاق الكبري فى املواقف بشأن القضايا‬ ‫الكهرونووية بقدرة ‪ 9,6GW‬بقيمة استثمارات تقدر بنحو احملورية فيما خيص تشكيل النظام العاملى اجلديد وفاعلية‬ ‫‪ 50 - 40‬مليار‪.$‬على أن ُيأخذ فى االعتبار التزام احلكومة اجلهود التنسيقية‪ ،‬كل هذا‪ ،‬من وجهة نظر السياسيني‬ ‫بتسهيل قرض قد ميثل ‪ 80% - 70‬من قيمة الصفقة‪ ،‬حصر الروس‪ ،‬أعطى قيمة كربى للعالقات مع الدول اإلفريقية‪.‬‬ ‫االنتاج عند مستوى ‪ ،50% - 40‬اصدار التوجيهات للشركات والشراكة السياسية مع الدول اإلفريقية تدخل بشكل‬ ‫احمللية على تنفيذ عمال باملقاولة قد تصل قيمتها اىل ‪ 16‬كبري فى اسرتاتيجية السياسة اخلارجية لروسيا وايضا فى‬ ‫مليار‪.$‬‬ ‫نشاطها بشأن حتقيق االهداف والقضايا امللحة على الساحة‬ ‫وقد أدت هذه االتفاقية مباتضمنته من شروط مطروحة من الدولية‪ .‬وبذلك فإن حماوالت عودة روسيا إىل إفريقيا مازالت‬ ‫اجلانب الروسى إىل خلق موجة جديدة من الصراع التنافسى حول مستمرة‪ ،‬ولكنها لن تعود بنفس الزى التى كانت عليه أيام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا فى هذا الصدد الشركة احلرب الباردة وتكتالت املواجهات االيديولوجية كما حياول‬ ‫نشاطا‬ ‫الصفقة‪ .‬وقد أظهرت‬ ‫الفرنسية “‪ ”Areva‬التى تعد مبثابة الشريك التارخيى جلنوب تصوير ذلك بعض الكتاب والسياسيون الغربيون‪ ،‬فالعامل‬ ‫إفريقيا فى هذا اجملال‪ .‬حيث إن هذه الشركة هى التى شيدت قد تغري وروسيا أصبحت بقوة على طريق التطور السوقى‬ ‫أول حمطة كهرونووية فى القارة فى دولة جنوب إفريقيا بقوة اإلقتصادى والدميقراطى‪.‬‬ ‫‪.1830MW‬‬ ‫ويتوقف مستقبل الشراكة الروسية اإلفريقية فى‬ ‫وعلى هذا فإنه يصعب التنبؤ حبسم املعركة التنافسية املقام األول على معدالت منو االقتصاد الروسى فى العصر‬ ‫بني الصني و‪ Westinghouse Electric‬والشركات األخرى احلديث وأيضا على بناء وهيكلة تسلسل دقيق لألولويات‬ ‫فى هذا الشأن حيث إن مواقف النخب السياسية والرأى العام اجليوسياسية واجليواقتصادية للدولة الروسية جتاه العامل‬ ‫فى جنوب إفريقيا على اختالف كبري بشأن عملية استخدام اخلارجى‪ .‬لكن من املهم أن يوضع فى األعتبار جتنب سوء‬ ‫الطاقة النووية فى البالد وعملية إتاحة الوسائل امللموسة تقديرات السياسيني الروس وأيضا رجال األعمال املهتمني‬ ‫لتحقيق هذا املشروع‪ .‬وجتدر االشارة إىل أن عملية الشراكة بالشأن اإلفريقى مع مراعاة عدم تكافؤ املستوى فى الشراكة‬ ‫الروسية واإلفرقية بدأت خترج عن دائرة التعامل فى جمال املعادن مع املتطلبات املوضوعية واالمكانيات احلقيقية لسرعة‬ ‫واملواد اخلام‪ ،‬فبدأ افتتاح فروع للبنوك الروسية فى إفريقيا مثل عودة روسيا إىل القارة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫(‪ )3‬جدول يوضح أسهم الشركات الروسية العمالقة فى البالد اإلفريقية‬

‫الشركة املستثمرة‬

‫البلد‬

‫اجملال‬

‫حجم‬ ‫االستثمارات‬ ‫املُنفذة‬

‫االستثمارات املعلنة‬ ‫فى املستقبل‬

‫الروسا‬

‫أجنوال‬

‫استخراج االملاظ والطاقة‬ ‫الكهرومائية‬

‫‪800 - 700‬‬ ‫مليون‪$‬‬

‫التوجد معلومات‬

‫جازبروم‬

‫اجلزائر‪ ،‬نيجرييا‪ ،‬ليبيا‪،‬‬ ‫ناميبيا‬

‫التنقيب على حقول الغاز والنفط‬ ‫وبناء خطوط الغاز والبنية التحتية‬ ‫للطرق‬

‫‪500 - 300‬‬ ‫مليون ‪$‬‬

‫‪ 4.5 - 3.5‬مليار ‪$‬‬

‫يفراز‬

‫جنوب إفريقيا‬

‫الفاناديوم وصناعة الصلب‬

‫‪ 1.1‬مليار ‪$‬‬

‫التوجد بيانات‬

‫لوك ‪ -‬اويل‬

‫غانا‪،‬كوتيفوار‪،‬الكامريو‪،‬‬ ‫سرياليون‪،‬مصر‪،‬نيجرييا‬

‫امتالك حقول النفط والتنقيب عن‬ ‫النفط‬

‫‪ 1‬مليار‪$‬‬

‫‪ 2.5 - 2‬مليار ‪$‬‬

‫رينوفا‬

‫جنوب إفريقيا‪ ،‬اجلابون‪،‬‬ ‫موزمبيق‬

‫استخراج خام املنجنيز واليورانيو‬ ‫والذهب‬

‫‪ 1‬مليار‪$‬‬

‫التوجد بيانات‬

‫الروسية للنفط‬

‫موزمبيق‪ ،‬زميبابوى‪ ،‬مالوى‪،‬‬ ‫اجلزائر‬

‫التنقيب عن النفط‬

‫باتفاق‬ ‫اجلانبني‬

‫‪ 1 - 0,7‬مليار‪$‬‬

‫روساتوم‬

‫مصر‪ ،‬غانا‪ ،‬نيجرييا‪ ،‬تنزانيا‪،‬‬ ‫جنوب إفريقيا‬

‫بناء حمطات كهرونووية وتنقيب‬ ‫واستخراج خام اليورانيوم‬

‫باتفاق‬ ‫اجلانبني‬

‫الكروم الروسى‬ ‫«روسكى كروم»‬

‫جنوب إفريقيا‪ ،‬زميبابوي‬

‫استخراج البالتني والكروم‬

‫‪ 470‬مليون‪$‬‬

‫‪ 1 - 0.7‬مليار ‪$‬‬

‫سيفرستال‬

‫بوركينا فاسو‪ ،‬غينيا‪،‬‬ ‫اجلابون‪ ،‬الكونغو‪ ،‬اليبرييا‪،‬‬ ‫جنوب إفريقيا‬

‫تنقيب واستخراج خامى احلديد‬ ‫والذهب‬

‫‪200 - 100‬‬ ‫مليون ‪$‬‬

‫‪ 2.5‬مليار‪$‬‬ ‫(‪)20015‬‬ ‫‪ 4‬مليار‪$‬‬ ‫(‪)2015 - 2014‬‬

‫روسال‬

‫غينيا‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬جنوب‬ ‫إفريقيا‬

‫استخراج البوكسيت‪ ،‬انتاج‬ ‫االلومينيا‬

‫‪ 2‬مليار‪$‬‬

‫التوجد بيانات‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪33‬‬


‫(‪ )4‬جدول يوضح قاعدة املواد اخلام من حيث العجز واالنتاج عند روسيا وإفريقيا‬

‫الثروات الطبيعية‬

‫إفريقيا‬

‫روسيا‬ ‫االحتياطى‬

‫حجم االنتاج‬ ‫(الف طن)‬

‫االنتاج‬

‫العجز‬

‫حجم‬ ‫اإلحتاطى‬ ‫(الف طن)‬

‫نسبة من‬ ‫اإلحتياطى‬ ‫العاملى(‪)%‬‬

‫حجم االنتاج‬ ‫(‪)2011‬‬ ‫الف طن‬

‫نسبة‬ ‫االنتاج‬ ‫عامليا‬

‫خام املنجنيز‬

‫‪)0.05%(17‬‬

‫‪97‬‬

‫‪1326000‬‬

‫‪60‬‬

‫‪49200‬‬

‫‪37 - 35‬‬

‫خام اليورانيوم‬

‫‪)9.2%(3.6‬‬

‫‪82‬‬

‫‪1045‬‬

‫‪19‬‬

‫‪7.92‬‬

‫‪16 - 15‬‬

‫خام الكروم‬

‫‪)3.08%(733‬‬

‫‪60.3‬‬

‫‪1932000‬‬

‫‪48.4‬‬

‫‪7130‬‬

‫‪37 - 35‬‬

‫خام التيتان املركز‬

‫‪)0.7%(82‬‬

‫‪59.2‬‬

‫‪53200‬‬

‫‪44.6‬‬

‫‪2390‬‬

‫‪30‬‬

‫البوكسيت وااللومينا‬

‫‪)3.36%(6300‬‬

‫‪50‬‬

‫‪8300000‬‬

‫‪42.6‬‬

‫‪19000‬‬

‫‪10 - 9‬‬

‫الزنك املُ ً‬ ‫ركز‬

‫‪)2.9%(337.5‬‬

‫‪27.8‬‬

‫‪16315‬‬

‫‪7.1‬‬

‫‪300‬‬

‫النحاس‬

‫‪)4.6%(700‬‬

‫‪58025‬‬

‫النيكل‬

‫‪300000‬‬ ‫(‪)18.6%‬‬

‫البالتني‬ ‫خام احلديدد‬

‫‪)7.6%(8400‬‬

‫‪1600‬‬

‫‪5200000‬‬

‫‪10‬‬

‫‪110000‬‬

‫‪51485‬‬

‫‪90‬‬

‫‪0.16‬‬

‫‪18300000‬‬

‫‪5‬‬

‫‪50000‬‬

‫فاناديوم‬ ‫كوبالت‬

‫‪)9.4%(5‬‬

‫التنتالوم‬

‫‪34‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪4020‬‬ ‫‪53200‬‬

‫‪60 - 55‬‬

‫‪7-6‬‬

‫‪82‬‬

‫‪20300‬‬

‫‪36‬‬

‫‪39.4‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬


‫األزمة العربية‪ :‬التحديات الجديدة‬

‫المؤتمر العلمي المنعقد بمعهد الدراسات األفريقية التابع لألكاديمية‬ ‫الروسية للعلوم‬ ‫ك‪.‬ف‪ .‬ميشريينا‬

‫ً‬ ‫تقريبا و مازالت دورة األزمات املتعاقبة تهز منطقتى الشرق األوسط‬ ‫أربعة أعوام‬ ‫ومشال إفريقيا‪ .‬ال تتوقف الصراعات القائمة هنا سواء على أساس عرقى أو دينى‪،‬‬ ‫و تتفاقم املواجهات بني اجملموعات املختلفة‪ .‬ولتحليل هذه األحداث الدرامية‬ ‫وإشكاليات تسويتها مت عقد املؤمتر العلمى الثالث مبعهد الدراسات اإلفريقية‬ ‫التابع لألكادميية الروسية للعلوم (عقد املؤمتر األول فى مايو ‪ ،2011‬و الثانى –‬ ‫فى يونيو ‪.)2013‬‬ ‫ومت فى املؤمتر مناقشة القضايا‬ ‫املتعلقة بتفاقم الصراعات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية ‪ ،‬والسياسية ‪ ،‬وكذا‬ ‫الصراعات العرقية الدينية فى منطقتى‬ ‫الشرق األوسط و مشال إفريقيا‪ ،‬و اخلروج‬ ‫من الصراع إىل مستوى جديد‪ ،‬إىل جانب‬ ‫حبث تأثري األزمة العربية على الوضع فى‬ ‫البلدان اإلفريقية‪ ،‬و سبل حتقيق مزيد‬ ‫من التطوير فى املنطقة بعد أحداث ما‬ ‫يسمى "الربيع العربي"‪.‬‬

‫و من الضيوف الذين حضروا املؤمتر‬ ‫جاسم أرباب ممثل سفارة السودان بروسيا‬ ‫ً‬ ‫اإلحتادية‪،‬‬ ‫فضال عن أعضاء املركز‬ ‫الدوىل للدراسات اإلفريقية جبمهورية‬ ‫السودان‪ ،‬الذين أهدوا مكتبة معهد‬ ‫الدراسات اإلفريقية عدة كتب لباحثني‬ ‫باملركز الدوىل للدراسات اإلفريقية‪.‬‬ ‫وقـدم ف ‪ .‬يو ‪ .‬كـوكـوشـكـيـن‬ ‫دكتور العلوم اإلقتصادية مبعهد‬ ‫الدراسات اإلفريقية صورة للوضع‬ ‫احلاىل فى الدول املصدرة للنفط و الغاز‬ ‫الطبيعى فى منطقة مشال أفريقيا‬ ‫بعد سلسلة اإلضطرابات اإلقتصادية‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬و السياسية‪ ،‬و العسكرية‬ ‫و التى بدأت فى عام ‪ .2011‬حيث عانت‬ ‫الصناعات الرئيسية فى قطاع النفط‬ ‫و الغاز فى هذه الدول‪ ،‬و تدهورت آفاق‬ ‫حتقيق التطور االقتصادى‪ .‬و ينطبق‬ ‫هذا فى األساس على ليبيا‪ ،‬و السودان‪،‬‬ ‫و جنوب السودان‪ ،‬ومصر‪ ،‬و إىل حد ما‬ ‫اجلزائر (قبل عام ‪.)2014‬‬

‫قام بتنظيم املؤمتر مركز األحباث‬ ‫املدنية و اإلقليمية مبعهد الدراسات‬ ‫اإلفريقية مبشاركة معمل مراقبة‬ ‫خماطر عدم االستقرار اإلجتماعى‬ ‫و السياسي التابع للجامعة الوطنية‬ ‫للبحوث ‪ -‬املدرسة العليا لإلقتصاد‪ .‬وقام‬ ‫ممثلو عدد من املراكز البحثية البارزة‬ ‫و اجلامعات الروسية بإلقاء حماضرات‪:‬‬ ‫ومنهم معهد الدراسات اإلفريقية التابع‬ ‫لألكادميية الروسية للعلوم‪ ،‬ومعهد‬ ‫االستشراق باألكادميية الروسية‬ ‫للعلوم‪ ،‬و اجلامعة الروسية للصداقة بني‬ ‫و يرى ف‪.‬يو‪ .‬كوكوشكني أنه‬ ‫الشعوب ‪ ،‬و معهد دول آسيا و إفريقيا‬ ‫جبامعة موسكو احلكومية‪ ،‬و جامعة بدون حتقيق االستقرار اإلجتماعى‬ ‫سانت بطرسبورج‪ ،‬و معهد موسكو والسياسي‪ ،‬و أيضا بدون إجراء إصالحات‬ ‫احلكومى للعالقات الدولية‪ ،‬و اجلامعة جذرية فلن تستطيع أى من الدول السابق‬ ‫الوطنية للبحوث ‪ -‬املدرسة العليا ذكرها أن تنجو من املشاكل التى‬ ‫ستظهر فى القطاع اإلقتصادى‪ .‬و يبدو أن‬ ‫لإلقتصاد و آخرون‪.‬‬

‫*‬

‫ً‬ ‫اخلروج من الوضع املتأزم سيكون‬ ‫صعبا‬ ‫ً‬ ‫ومستمرا فى جنوب السودان و ليبيا‪.‬‬ ‫ففى كلتا الدولتني جيب تشكيل من‬ ‫جديد احللقات الرئيسية للبنية التحتية‬ ‫اإلقتصادية‪ ،‬و خلق آليات جديدة إلدارة‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وتعانى ليبيا من أكرب الصعوبات‪،‬‬ ‫حيث حتولت املوارد اهليدروكربونية‬ ‫فعليا من كونها أهم مصادر لنمو‬ ‫اإلقتصاد الوطنى إىل "سالح إقتصادى"‬ ‫تستخدمه فصائل املعارضة‪ .‬و تبقى‬ ‫اجلزائر الدولة الوحيدة من دول مشال‬ ‫إفريقيا التى ال يعانى إقتصادها نسبيا‬ ‫من خماطر‪ .‬و جاءت فى املركز األول من‬ ‫بني دول املنطقة من حيث حجم تصدير‬ ‫النفط و الغاز‪.‬‬ ‫كما تطرق أ‪.‬و‪ .‬كاسايف أستاذ‬ ‫العلوم اإلقتصادية مبعهد موسكو‬ ‫احلكومى للعالقات الدولية إلي الوضع‬ ‫فى الدول املنتجة للنفط فى الشرق‬ ‫ً‬ ‫األوسط‪،‬‬ ‫موضحا أن الوضع السياسي‬ ‫الداخلى الصعب فى عدد من هذه الدول‬ ‫"يزعج" االقتصاد و كل ذلك يؤثر بشدة‬ ‫على املنطقة بأكملها فى قطاع النفط‪.‬‬ ‫و يرى أن هناك "حرب أسعار" فى السوق‬ ‫العاملى "للذهب االسود" جترى مبشاركة‬ ‫كبار مصدرى النفط فى منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ .‬و تعترب اململكة العربية‬ ‫السعودية الالعب الرئيسى فيها‪ ،‬حيث‬ ‫ال تعتزم خفض حجم اإلنتاج‪ .‬وفى خريف‬ ‫‪2014‬م خفضت اململكة أسعار النفط‬ ‫للمستخدمني من أوروبا‪ .‬و جاءت معلومات‬ ‫تفيد بأنها ستقدم أيضا ختفيضات على‬ ‫أسعار النفط للشركات األمريكية‪.‬‬

‫* باحثة مبعهد أفريقيا التابع الكادميية العلوم الروسية وحمررة جمللة « آسيا وأفريقيا اليوم»‬ ‫ترمجة‪ :‬حممد سيد عبداهلل‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪35‬‬


‫و فى نفس الوقت خفضت اململكة‬ ‫العربية السعودية و العراق و إيران أسعار‬ ‫النفط و الغاز لعمالئهم األسيويني‪.‬‬

‫مجاعة "اإلخوان املسلمني" فى مصر‪.‬‬ ‫فمن املعلوم أنهم مل يستطيعوا إقرتاح‬ ‫وسيلة للخروج من األزمة التى عصفت‬ ‫بالبالد‪ .‬و هو نفس ما حدث فى اليمن‪:‬‬ ‫فبدت حماوالت إعداد مشاريع لتحقيق‬ ‫اإلحتاد كوسيلة حلل املشكالت‬ ‫الداخلية املتفاقمة غري ناجحة‪ .‬و منذ‬ ‫بداية عام ‪ 2012‬تشكلت صورة الوضع‬ ‫فى البالد‪ ،‬حيث بدأت عشرية آل األمحر‬ ‫وحزب اإلصالح و مؤيدوهم من "اإلخوان‬ ‫املسلمني" و السلفيني فى اليمن فى‬ ‫إحتكار السلطة‪ .‬مما اضطر معارضيهم‬ ‫إىل إختاذ إجراءات صارمة‪ ،‬و إىل تصعيد‬ ‫املعارضة التى قادت يف املاضي إىل ثورة‬ ‫‪ 21‬سبتمرب ‪.2014‬‬

‫فمن وجهة نظرة فإن آل األمحر الذين‬ ‫تولوا السلطة فى اليمن بعد رحيل على‬ ‫عبداهلل صاحل فى نهاية ‪2011‬م‪ ،‬مسحوا‬ ‫بتكرار نفس األخطاء التى ارتكبتها‬

‫و قام ف‪.‬ف‪ .‬أورلوف أستاذ العلوم‬ ‫التارخيية املساعد مبعهد دول أسيا‬ ‫و إفريقيا بتحليل تاريخ "حركة‬ ‫‪ 20‬فرباير" فى املغرب‪ ،‬و التى ظهرت‬

‫و فى حديثه عن الوضع فى العراق‬ ‫أكد أ‪.‬و‪ .‬كاسايف أن أنشطة ما‬ ‫تسمى ب "الدولة اإلسالمية" تكبد‬ ‫إقتصاد الدولة خسائر فادحة‪ .‬فبطريقة‬ ‫غري شرعية تبيع النفط من حقوله فى‬ ‫املناطق التى تسيطر عليها فى مشال‬ ‫البالد‪ .‬و يعتمد العراقيون اليوم فى‬ ‫األغلب على البنية التحتية فى اجلنوب‪،‬‬ ‫مع أنها تعانى من عدة صعوبات فى‬ ‫ً‬ ‫نظامها التقنى‪ ،‬و الذى يؤثر‬ ‫سلبيا على‬ ‫إمكانياتها التصديرية‪ .‬و هناك سبب‬ ‫لإلعتقاد بأن العراق سوف تبدأ فى‬ ‫زيادة توريد اخلام حتى من مصادره فى‬ ‫وحدث التصعيد التاىل للوضع فى‬ ‫كركوك الواقعة فى مشال البالد‪.‬‬ ‫البالد فى السابع عشر من يناير ‪2015‬م‪،‬‬ ‫عندما قام احلوثيون املؤيدون حلركة‬ ‫كما تطرق أ‪.‬و‪ .‬كاسايف أيضا "أنصار اهلل" الشيعية بالقبض على‬ ‫إىل إمكانيات النفط و الغاز لدى أمحد بن مبارك رئيس إدارة الرئاسه‬ ‫إيران‪ .‬حيث صارت إيران منفتحة على إلتهامه بإجراء تغيريات غري قانونية يف‬ ‫اإلستثمارات فى جماىل التنقيب و إنتاج نص الدستور‪.‬‬ ‫النفط و الغاز بعد ختفيض العقوبات‬ ‫الدولية عليها ‪ .‬غري أن أسعار النفط‬ ‫كشفت حماولة رئيس البالد‬ ‫املنخفضة فى الوقت احلاضر ال متكن منصور هادى بتوجيه نداء أخري حلركة‬ ‫ً‬ ‫اإلقتصاد اإليرانى من النمو‪ .‬فبسبب "أنصار اهلل"‬ ‫مستندا على قيادات دوائر‬ ‫ضعف الدخل القومى من ترويج النفط القوى عن الشلل الذى أصاب السلطة‬ ‫تعانى إيران ليس فقط من مشكالت العليا فى البالد‪ ،‬و أنتهت بإستيالء‬ ‫داخلية‪ ،‬و لكنها أيضا غري قادرة على احلوثيني على القصر الرئاسي و مبنى‬ ‫ً‬ ‫دعم سوريا‬ ‫ماديا‪ ،‬و التى بدورها تعترب مكتب األمن الوطنى‪.‬‬ ‫خصما إقليميا للرياض‪ .‬و كما يبدو‬ ‫و كان من املستحيل تنفيذ الشروط‬ ‫فلن تغري اململكة اسرتاجيتها فى سوق‬ ‫النفط حتى فى عهد امللك ساملان بن التى طرحتها "أنصار اهلل" على السلطة ‪،‬‬ ‫عبد العزيز أل سعود‪ ،‬و الذى استمر فى األمر الذى أدى إىل إستقالة رئيس البالد‬ ‫دعم املستهلك حتى فى ظروف إخنفاض منصور هادى و رئيس الوزراء خالد حباح‪.‬‬ ‫و صارت البالد من جديد بدون سلطة‬ ‫أسعار النفط‪.‬‬ ‫عليا‪ .‬و صار السؤال امللح لليمن املعاصرة‬ ‫و فى تقريره بعنوان " اليمن‪ :‬هو مستقبل جنوب البالد حيث الدعوات‬ ‫إشكاليات ثبات السلطة " قام القوية باإلنفصال‪ .‬و جيرى احلوثيون‬ ‫ل‪ .‬م‪ .‬إيسايف أستاذ العلوم السياسية مباحثات مع حركة اإلنفصال اجلنوبى‬ ‫باجلامعة الوطنية للبحوث ‪ -‬و املدرسة "احلراك" بشأن كيفية حتقيق الوفاق‬ ‫العليا لإلقتصاد بتحليل الوضع بني القوى املختلفة على أراضى الدولة‬ ‫السياسي املعاصر فى اليمن‪ ،‬مع حتديد الواحدة‪ .‬غري أن آفاق احلفاظ على وحدة‬ ‫أهم مالمح عدم االستقرار فى البالد‪.‬‬ ‫اليمن تظل غامضة‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫فى عام ‪2011‬م خالل أحداث "الربيع‬ ‫العربي"‪ .‬و أستطاعت احلركة التى‬ ‫ظهرت فى املوقع االجتماعى ‪facebook‬‬ ‫كمجموعة شباب من توحيد إمكانات‬ ‫اإلحتجاج ملختلف قطاعات اجملتمع ‪،‬‬ ‫و حتفيز الناس للخروج إىل الشارع‪،‬‬ ‫وجتميع املغاربة حتت شعارات مبادىء‬ ‫الدميقراطية و مكافحة الفساد و توفري‬ ‫احلد األدنى للمعيشة‪ .‬و فى نفس الوقت‬ ‫تعاونت "حركة ‪ 20‬فربابر" مع عدة‬ ‫أحزاب مغربية و مجعيات عامة‪ .‬و تساءل‬ ‫ف‪.‬ف‪ .‬أورلوف عن سبب السماح لظهور‬ ‫هذه احلركة املفاجىء على الساحة‬ ‫السياسية املغربية واستقطابها خالل‬ ‫فرتة قصرية مئات آالف من املؤيدين‪ ،‬ثم‬ ‫بعد ذلك ختتفى بسرعة مثلما بدأت‪.‬‬ ‫ويرى أن إنهيار نظام بن علي يف تونس‬ ‫يف يناير عام ‪2011‬م جاء كنوع من‬ ‫التحفيز لظهور "حركة ‪ 20‬فرباير" فى‬ ‫املغرب‪ ،‬مما دفع الشباب املغاربة إىل إنشاء‬ ‫جمموعات فى الشبكات اإلجتماعية‬ ‫ملناقشة اإلصالحات املمكنة فى بلدهم‪.‬‬ ‫كما عمل أورلوف على حتليل رد فعل‬ ‫الدولة جتاه ظهور هذه احلركة‪ ،‬و حلل‬ ‫أساليب و مبادىء عمل الدولة معهم‪.‬‬ ‫بينما تناول ج ‪ .‬ف ‪ .‬لوكيانوف‬ ‫(اجلامعة الوطنية للبحوث ‪ -‬املدرسة العليا‬ ‫لإلقتصاد) و ك ‪ .‬ف ‪ .‬ميشريينا (معهد‬ ‫الدراسات اإلفريقية) فى تقريرهم الوضع‬ ‫اإلجتماعى و اإلقتصادى و العسكرى‬ ‫و السياسي فى ليبيا فى الوقت الراهن‪.‬‬ ‫و ركز تقرير ج‪.‬ف‪ .‬لوكيانوف على‬ ‫املعارضة السياسية املسلحة و املندلعة‬ ‫فى ربيع ‪ 2014‬ألنصار رئيس الوزراء‬ ‫عبداهلل الثنى و اجليش الليبى بقيادة‬ ‫اجلنرال خليفة حفرت ضد اإلسالميني‪.‬‬ ‫مع بداية سلسلة من العمليات‬ ‫العسكرية ضد اجلماعات اإلسالمية‬ ‫بشكل رئيسى فى مدينة بنى غازى‬ ‫ً‬ ‫القت محلة "عملية الكرامة"‬ ‫رفضا‬ ‫ً‬ ‫حامسا من جانب القوى الراديكالية "فجر‬ ‫ليبيا"‪ .‬و سرعان ما اجتاح الصراع معظم‬ ‫أجزاء البالد‪ .‬و نتيجة لذلك‪ ،‬تشكلت‬ ‫فى البالد سلطتني متوازيتني‪ :‬فى طربق‬ ‫و طرابلس‪ .‬و قام احملاضر بتقديم وصف‬ ‫تفصيلى لطرفى النزاع‪ ،‬و قام بتحليل‬ ‫األسباب الرئيسية للنزاع و فرضياته‪.‬‬


‫بينما أكدت ك‪.‬ف‪ .‬ميشريينا فى‬ ‫تقريرها أنه بعد بدء اإلحتجاجات فى‬ ‫فرباير ‪ ،2011‬مل تستقر األوضاع فى‬ ‫البالد مع تدخل حلف مشال االطلسى‬ ‫(الناتو) و اإلطاحة مبعمر القذافى‪ ،‬بل‬ ‫زاد تهديد بقاء ليبيا كدولة موحدة‪.‬‬ ‫ومن بني املشاكل الرئيسية التى تواجه‬ ‫البالد تظل مشكلة احلفاظ على األمن‪،‬‬ ‫و السيطرة على اجلماعات املسلحة‬ ‫"الثوريني السابقني" و توفري االستقرار‬ ‫السياسى‪ ،‬و اإلنتعاش اإلقتصادى السيما‬ ‫فى قطاعى النفط و الغاز‪ ،‬والذين‬ ‫يعتربان فى واقع األمر املصدر الوحيد‬ ‫للدخل فى ليبيا‪ ،‬إىل جانب تقليص زيادة‬ ‫التوتر اإلجتماعى‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬بعد‬ ‫مضى ثالثة أعوام بعد ما يسمى "ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير" حدثت فى هذه الدولة كما‬ ‫هو احلال فى كل دول منطقة مشال‬ ‫إفريقيا إضطرابات خطرية أدت إىل تفاقم‬ ‫التهديدات القدمية‪ ،‬وظهور تهديدات‬ ‫جديدة على الصعيدين األقليمى و دون‬ ‫اإلقليمى‪.‬‬ ‫و ترى ك‪.‬ف‪ .‬ميشريينا أنه بداية من‬ ‫‪2012‬م لعب العامل الليبى ً‬ ‫ً‬ ‫دورا‬ ‫خاصا‬ ‫فى تأجج األزمة فى منطقة الساحل‬ ‫والصحراء‪ ،‬حيث إنضم املقاتلون الطوارق‬ ‫(فى األغلب ذو أصول من النيجر و ماىل‪،‬‬ ‫و عسكريون قدامى فى جيش معمر‬ ‫القذافى) إىل فصائل املقاتلني الطوارق‬ ‫واحلركة الوطنية لتحرير أزواد‪،‬‬ ‫مما أدى إىل مضاعفة عددها وقدرتها‬ ‫القتالية‪.‬‬ ‫وفى يناير ‪2012‬م قامت احلركة‬ ‫الوطنية لتحرير أزواد بثورة إختذت طابع‬ ‫راديكاىل‪ ،‬و أدت هذه الثورة اىل تفاقم‬ ‫الوضع العسكري والسياسي املتوتر‬ ‫بالفعل يف مالي‪ .‬فى يناير ‪2015‬م عقد‬ ‫فى جينيف (سويسرا) جولة من احلوار‬ ‫التوفيقى بشأن ليبيا يهدف إىل التوصل‬ ‫إىل حل سلمي للصراع يف البالد‪ ،‬ووضع‬ ‫نهج بناء ملراقبة الوضع يف املستقبل‪.‬‬ ‫وليس هناك شك يف أهمية هذه املشاورات‬ ‫على املستوى الدولي‪ ،‬ولكن حتى اآلن‬ ‫ليس من الواضح إىل أين سينتهى ذلك‪.‬‬ ‫بينما حتدث أ‪.‬يو‪ .‬نوسكوف (معهد‬

‫أمل عامة‪ .‬و بذلك يتقدم الدين ليلعب‬ ‫دور خالق إسرتاتيجية التنمية اليت تليب‬ ‫املسار التارخيي الفعلي إلفريقيا‪ .‬جنبا‬ ‫إىل جنب مع اإلسالم تنامت قوة ونفوذ‬ ‫الديانة املسيحية و املعتقدات التقليدية‪.‬‬ ‫ففى العديد من الدول اإلفريقية جنوب‬ ‫الصحراء الكربى تتشكل الظروف‬ ‫على النحو الذي ال ميكن فيه تصور‬ ‫السياسة بدون الدين و أن يكون الدين‬ ‫خارج السياسة‪.‬‬

‫الدراسات اإلفريقية) عن األوضاع‬ ‫السياسية و العسكرية و اإلجتماعية‬ ‫و اإلقتصادية فى إقليم الصحراء الغربية‪،‬‬ ‫و أيضا عن طبيعة مكانتها كدولة‬ ‫معرتف بها جزئيا‪ .‬و طبقا لتقدير أ‪.‬يو‪.‬‬ ‫نوسكوف فقد لعبت اإلختالفات فى‬ ‫مواقف دول العامل‪ ،‬باإلضافة إىل عدم‬ ‫وجود موقف واضح جمللس األمن إىل‬ ‫تدهور الوضع فى هذه املنطقة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من اإلتفاق على وقف إطالق‬ ‫النار‪ ،‬بقيت اآلثار السلبية للنزاع طويل‬ ‫ساهمت أحداث "الربيع العربي" فى‬ ‫األجل ليس فقط فى دول املغرب العربي‪،‬‬ ‫ولكن أيضا خارج حدوده‪ ،‬مما يصعب تعزيز موقف اجلماعات اإلسالمية‬ ‫من تنفيذ مبادرات البنية التحتية املتشددة بأقصى جتلياتها‪ .‬فتشكلت‬ ‫الكربى و املبادرات السياسية على حد على األخص فى منطقة الساحل‬ ‫سواء يف الدول اإلفريقية والدول األعضاء والصحراء الكربى شبكة مكثفة من‬ ‫املنظمات و اخلاليا املتطرفة و اإلرهابية‪،‬‬ ‫فى إحتاد دول البحر املتوسط‪.‬‬ ‫و التى تقوم بأنشتطها حتت راية اجلهاد‪.‬‬ ‫كما يقدم التقرير بيانات عن فعشرات املنظمات التابعة لتنظيم‬ ‫إمكانات املوارد ومستوى تطوير البنية "القاعدة" وسعت من أنشطتها هنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التحتية يف الصحراء الغربية‪،‬‬ ‫فضال عن وعلى الرغم من إخفاقهم عدة مرات‪ ،‬إال‬ ‫الصعوبات النامجة عن عدم التسوية أن مشروع إنشاء "إمارة منطقة الساحل"‬ ‫ً‬ ‫السياسية للوضع داخل األراضى‪ .‬يظل‬ ‫واقعا‪ .‬ولذلك يتزايد النشاط‬ ‫ووصف املتحدث املشاكل األمنية اإلرهابي بشكل ملحوظ‪.‬‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬واليت تنشأ بسبب تهديد‬ ‫بينما أهتمت ت‪.‬ل‪ .‬ديتش (أستاذ‬ ‫اإلرهاب‪ .‬و بالنسبة آلفاق تسوية النزاع‪،‬‬ ‫يرى الباحث أن الشرط الرئيسى يتمثل العلوم التارخيية املساعد مبعهد‬ ‫فضال عن جذب الدراسات اإلفريقية) مبوقف الصني‬ ‫ً‬ ‫يف جتاوب الطرفني‪،‬‬ ‫كبار املستثمرين إىل الصحراء الغربية جتاه األزمات الناشئة فى العامل العربي‪.‬‬ ‫كما هو معروف‪ ،‬يأتى عدم التدخل‬ ‫لتنفيذ مشاريع تطوير إمكاناتها‪.‬‬ ‫يف الشؤون الداخلية للدول األخرى مبا‬ ‫وركز تقرير ى‪.‬ن‪ .‬كوريندياسوف يف ذلك إفريقيا والعامل العربي كمبدأ‬ ‫استاذ العلوم األقتصادية مبعهد الدراسات من املبادئ الرئيسية للسياسة اخلارجية‬ ‫األفريقية على قضية التسييس للصني‪ .‬لذلك تعاملت الصني بتحفظ مع‬ ‫والتطرف اإلسالمى فى الدول اإلفريقية األحداث فى مصر و تونس‪ .‬غري أن متدد‬ ‫جنوب الصحراء الكربى‪ .‬حيث ساعدت ثورات "الربيع العربي" إىل ليبيا‪ ،‬و التى‬ ‫األحداث فى مشال إفريقيا‪ ،‬و خاصة فى تكبدت الصني بسببها خسائر فادحة‪،‬‬ ‫العقد األخري‪ ،‬على تسارع منو ما يسمى أجربها على اإلعرتاف بضرورة خلق نظام‬ ‫"باإلسالم اإلفريقى"‪ .‬يدور احلديث هنا أمنى فعال فى الدول اإلفريقية للحد من‬ ‫عن عودة مجوع كبرية إىل الدين املخاطر‪ ،‬وتقليل اخلسائر يف مثل هذه‬ ‫عموما‪ ،‬و اإلسالم على وجه اخلصوص‪ .‬احلاالت‪.‬‬ ‫فقد فشلت فى أعني املاليني من الناس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موقفا‬ ‫و إختذت بكني‬ ‫صارما جتاه‬ ‫األفكار الدنيوية و العلمانية التى‬ ‫أعلنت فى أوائل دساتري الدول اإلفريقية ما قامت به فرنسا بشأن األحداث فى‬ ‫ماىل عام ‪2012‬م‪ .‬و لسبب ما أعرب‬ ‫املستقلة‪.‬‬ ‫احملللون الصينيون عن ختوفهم من أن‬ ‫و أثارت النماذج األوربية فى ضم التدخل الفرنسي فى مالي سيشكل‬ ‫الدول اإلفريقية إىل عمليات العوملة خيبة سابقة "إضفاء شرعية للتدخل اجلديد"‪،‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪37‬‬


‫و سينشط اجلهاديون احملتملون فى‬ ‫الدول اجملاورة ملالي و على األخص‬ ‫فى اجلزائر‪ .‬و تنزعج بكني بشأن‬ ‫مشاركة املتطرفني من مجاعة األويغور‬ ‫اإلنفصالية اإلسالمية (حركة شرق‬ ‫تركستان اإلسالمية) فى النزاع املسلح‬ ‫فى سوريا و العراق‪.‬‬ ‫و فى اخلامتة أشارت ت‪.‬ل‪ .‬ديتش‬ ‫ً‬ ‫إىل أن القيادة الصينية أعربت‬ ‫مؤخرا‬ ‫عن إستعدادها محاية مصاحل مواطنيها‬ ‫و رأس ماهلا فى اخلارج بصورة أكثر‬ ‫فعالية‪.‬‬ ‫و حتدث ب‪ .‬ف‪ .‬دوجلوف (أستاذ‬ ‫العلوم التارخيية مبعهد االستشراق‬ ‫التابع لألكادميية الروسية للعلوم)‬ ‫عن عملية ظهور ما يسمى ب "الدولة‬ ‫اإلسالمية" (السيما فى العراق و سوريا)‪،‬‬ ‫و أشار إىل أنه فى البداية كانت تسمى‬ ‫(الدولة اإلسالمية فى الشام و العراق)‪،‬‬ ‫و أنها تشكلت عام ‪2006‬م فى فرتة‬ ‫إحتالل الواليات املتحدة و حلفائها‬ ‫العراق‪ .‬وبعد إندالع احلرب األهلية‬ ‫يف سوريا يف عام ‪2011‬م قام تنظيم‬ ‫ً‬ ‫الدولة بصورة فعالة‬ ‫جنبا إىل جنب مع‬ ‫اجلماعات اإلسالمية األخرى مبحاربة‬ ‫نظام بشار األسد‪.‬‬

‫وأنشطة "تنظيم الدولة" من املمكن أن‬ ‫تزعزع األستقرار فى املنطقة‪ ،‬و تعزز‬ ‫خطر إنتشار اإلرهاب فى العامل كله‪،‬‬ ‫مبا فى ذلك روسيا‪.‬‬ ‫و على املستوى النظرى ميثل مفهوم‬ ‫"الدولة اإلسالمية" منوذج احلكم الذي‬ ‫يقوم على أساس الشريعة وتعاليم‬ ‫القرآن‪ ،‬وأسسه فى التاريخ احلديث‬ ‫أبو العالء املودودى مؤسس "اجلماعة‬ ‫اإلسالمية" فى باكستان وسيد قطب‬ ‫املفكر فى مجاعة "اإلخوان املسلمني"‬ ‫يف مصر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبطريقة خمتلفة‬ ‫نوعا ما قام ن‪.‬ن‪.‬‬

‫بالتقاليد الغربية‪ ،‬و العامل العربي‪،‬‬ ‫والسيما فى سياق موجة عدم اإلستقرار‬ ‫اإلجتماعى و السياسي التى بدأت فى‬ ‫عام ‪2011‬م‪ .‬و تناولت نظرية الفيلسوف‬ ‫و عامل اإلجتماع األملانى يورغن‬ ‫ً‬ ‫هابرماس‪ ،‬و الذى‬ ‫وفقا لنظريته تعترب‬ ‫الساحة السياسية واحدة من األشكال‬ ‫الرئيسية لتكوين الرأى العام ‪ -‬وهي‬ ‫املقاهي والنوادي واجلمعيات ونوادي‬ ‫املناقشة اليت تناقش بعض القضايا اليت‬ ‫ً‬ ‫تهم السكان‪.‬‬ ‫وفقا لرأى يو‪ .‬هابرماس‬ ‫فإن إنتشار وسائل اإلعالم املطبوعة فى‬ ‫وقتها ساهم فى تسييس احلياة العامة‪،‬‬ ‫وحفزت النشاط السياسي للمواطنني‪.‬‬

‫دياكوف أستاذ العلوم التارخيية‬ ‫و انطالقا من حتليل الوضع الراهن‬ ‫جبامعة سانت بطرسبورج مبناقشة‬ ‫خلصت الباحثة إىل أن شبكة اإلنرتنت‬ ‫األزمات فى العامل العربي‪ .‬يف تقريره‬ ‫والتكنولوجيا قد ساهما بشكل‬ ‫"العامل الروسي والعامل العربي على‬ ‫عتبة نقلة حضارية جديدة" حتدث كبري فى تشكيل و تعزيز احلياة‬ ‫عن انضمام العاملني إىل املرحلة الزمنية العامة فى الدول العربية‪ .‬و أكدت‬ ‫اجلديدة كمنطقتني عمالقتني فى املتحدثة أن االنرتنت و نشر املعلومة‬ ‫الثقافة و التاريخ فى العامل القديم‪ ،‬مع فى كل مكان‪ ،‬و تلقى آراء األخرين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا‬ ‫منطقا‬ ‫إحتفاظهما بنزعتهما الروحانية فى أصبحت تشكل‬ ‫متاما‬ ‫إطار التقاليد الدينية‪ :‬األرثوذكسية من التفاعل اإلجتماعي مقارنة مثال‬ ‫بوسائل اإلعالم التقليدية‪ .‬وفقا لذلك‬ ‫واإلسالمية‪.‬‬ ‫تشكلت أمناط خمتلفة للتعبري عن‬ ‫وفى واقع األمر فقد اهتزت هذه السخط واإلحتجاج‪ .‬و حتدث معظم‬ ‫التقاليد بشكل ملحوظ فى القرن‬ ‫اإلتصاالت فى هذه احلالة من خالل ما‬ ‫العشرين من جراء اإلضطرابات‬ ‫يسمى بوسائل التواصل اإلجتماعى‪.‬‬ ‫اإلجتماعية‪ :‬بسبب الثورة فى روسيا‬ ‫و حركات التحرير الوطنية فى الدول‬ ‫فى استعراضهم لنتائج املناقشات‬ ‫العربية‪ .‬وعلى الرغم من اإلختالفات أكد العلماء املستشرقني و املتخصصني‬ ‫التارخيية و الثقافية الكبرية‪ ،‬يتميز فى الدراسات اإلفريقية على أهمية‬ ‫كل من هذين "العاملني" ليس فقط مناقشة وحتليل الوضع فى منطقة‬ ‫مبوقع جغرافى اسرتاتيجى فريد‪ ،‬و لكن الشرق األوسط و مشال إفريقيا لظروف‬ ‫ً‬ ‫أيضا بوجود أغنى املصادر الطبيعية‪ .‬عدم االستقرار املتزايدة هناك‪ ،‬وتزايد‬ ‫ميكننا أن نفرتض أن كال من العامل‬ ‫األزمات اجلديدة‪.‬‬ ‫الروسي و العامل العربي سوف يستمرا‬ ‫فى الدفاع عن وجودهما‪ ،‬و آفاق النمو‬ ‫أشار ى‪ .‬ف‪ .‬سليدزيفسكى أستاذ‬ ‫احلضارى‪ ،‬على الرغم من آلة العوملة العلوم التارخيية و رئيس اللجنة املنظمة‬ ‫العدوانية املستمرة فى الضغط عليهما للمؤمتر إىل أن املؤمتر يعد خطوة هامة‬ ‫فى اجملاالت اإلجتماعية السياسية‪ ،‬فى دراسة املشاكل املعقدة يف احلياة‬ ‫واملالية اإلقتصادية و املعلوماتية اخل‪.‬‬ ‫الدولية املعاصرة‪ ،‬و قدم مساهمة هامة‬

‫كان اهلدف األساسى لتنظيم الدولة‬ ‫هو تأسيس "دولة إسالمية" ذات شرعية‬ ‫كاملة فى العراق و سوريا و أيضا فى‬ ‫عدد من الدول اجملاورة‪ .‬و متثل "الدولة‬ ‫اإلسالمية" و التى حتظى بدعم الكثري‬ ‫من القوى اإلسالمية ظاهرة جديدة‪:‬‬ ‫وهو ظهور مركز رئيسي لإلسالم‬ ‫الرديكاىل فى الشرق األوسط خالل‬ ‫فرته وجيزة‪ .‬وحسب رأى ف‪ .‬دوجلوف‬ ‫فإنه ميكن تفسري جناح تنظيم "الدولة‬ ‫اإلسالمية" بسبب دعم جزء من العشائر‬ ‫السنية العراقية له‪ ،‬و الذين يعارضون‬ ‫هيمنة الشيعة على احلكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬و من جراء التعدى على حقوق‬ ‫أهل السنة العراقيني‪ .‬و يفسر جناح‬ ‫و تناولت أ‪.‬ر‪ .‬شيشكينا (اجلامعة فى تعزيز العالقات العلمية املشرتكة‬ ‫تنظيم الدولة أيضا بسبب إنضمام‬ ‫العديد من العسكريني القدامى فى الوطنية للبحوث ‪ -‬املدرسة العليا بني املؤسسات‪ .‬و فى عام ‪2015‬م سوف‬ ‫جيش صدام حسني من الضباط و اخلرباء لإلقتصاد)يف تقريرها تطبيق مفهوم يتم إعداد و نشر املقاالت العلمية فى‬ ‫العسكريني‪ .‬و بالتاىل فإن سياسة اجملتمع املدنى‪ ،‬و الذى يرتبط بدوره جملة خاصة بنتائج املؤمتر‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫اإلقتصاد العالمي‪ :‬قضايا اإلنتعاش‬ ‫الخطط اإلقتصادية لدول شرق آسيا‬ ‫اإلتجاهات الحديثة في التنمية‬ ‫ى‪ .‬يا‪ .‬أرابوفا‬

‫توقع خرباء البنك الدولي منوا اقتصاديا يف جمموعة‬ ‫دول شرق آسيا يف عام ‪2014‬م بلغت إلي معدل ‪،7,1%‬‬ ‫يف حني ستبلغ هذه املعدالت مستويات مرتفعة يف‬ ‫الصني (حوالي ‪ .)7,6%‬وبالرغم من التباطؤ الطفيف‬ ‫يف معدالت النمو اإلقتصادي يف دول املنطقة باملقارنة‬ ‫باملعدالت املتوسطة للنمو يف األعوام ‪2009 - 2008‬م‬ ‫إال أن شرق أسيا حتتفظ مبواقع الريادة العاملية وفقا‬ ‫ملعدالت التنمية اإلقليمية‪ .‬وهنا سؤال يطرح نفسه‪ :‬ما‬ ‫الذي يضمن هذا النمو اليوم؟‬

‫*‬

‫لدول آسيا‪ ،‬وبعد األزمة املالية اإلقتصادية العاملية لوحظ وجود‬ ‫اجتاهات جديدة يف اسرتاتيجية النمو اإلقتصادي وارتفاع‬ ‫مستوي املعيشة‪.‬‬

‫تنويع مصادر النمو‬

‫انعكست اإلجتاهات احلديثة لدول املنطقة يف تنويع‬ ‫مصادر النمو اإلقتصادي‪ ،‬حيث تنتقل البلدان اآلسيوية‬ ‫تدرجييا من منوذج التوسع يف التجارة اخلارجية إلي الرتاكم‬ ‫السريع لإلستثمارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫خاصا للتنمية‬ ‫منوذجا‬ ‫دائما‬ ‫تتبع دول شرق آسيا‬ ‫والزال الوقت‬ ‫مبكرا للحديث عن الرتاجع عن منوذج‬ ‫اإلقتصادية املوجهة للتصدير حيث ساعد ذلك علي مدار عدة التنمية اإلقتصادية املوجه للتصدير الذي كان هو السمة‬ ‫عقود دول املنطقة يف أن حتتل مواقع الريادة وفقا ملعدالت منو املميزة للمنطقة اآلسيوية علي مدار عدة عقود والذي وفر‬ ‫اقتصاداتها‪ .‬وكان ذلك رد فعل منطقي لألزمة املالية العاملية للبلدان اآلسيوية حصة كبرية من منو الناتج اإلمجالي احمللي‪.‬‬ ‫عامي ‪2009 - 2008‬م و التى مل يكن هلا نفس التأثري القوي غري أنه لوحظ يف السنوات األخرية تغري يف حركة التجارة‬ ‫على دول املنطقة‪.‬‬ ‫اخلارجية‪ ،‬حيث حدث تباطؤ يف منوها واخنفاض الفائض يف‬ ‫أوال‪ :‬لوحظ بعض التأخر يف ظهور االنعكاسات السلبية‬ ‫لألزمة مقارنة مبا كان عليه األمر يف الدول الغربية املتقدمة‬ ‫يف عام ‪2008‬م‪ ،‬فبالنسبة آلسيا كان عام ‪2009‬م نقطة‬ ‫حتول‪ .‬و ارتبط ذلك أحيانا برتاكم عوامل األمان يف شكل‬ ‫احتياطي عاملي كبري وأحيانا بالتوسع يف عمليات التكامل‬ ‫اإلقليمي وزيادة التعاون املالي بني دول املنطقة حيث أصبح‬ ‫اهلدف من ذلك هو زيادة االستقرار املالي يف املنطقة وخلق آليات‬ ‫لرد الفعل السريع علي التهديدات اخلارجية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جنحت الدول اآلسيوية يف تعزيز األوضاع اإلقتصادية‬ ‫يف ظل ظروف أسعار الصرف املرنة واالحتياطي الدولي الكبري‬ ‫وتقليل اإلعتماد علي التمويل اخلارجي قصري املدي‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فإن أزمة ‪2009 - 2008‬م ميكن اعتبارها فرتة حرجة بالنسبة‬

‫امليزان التجاري‪.‬‬ ‫اخنفض معدل منو الصادرات يف رابطة دول جنوب شرق‬ ‫آسيا (آسيان) من ‪ 18.31٪‬يف عام ‪ 2011‬إىل ‪ 1.84٪‬يف عام‬ ‫‪ 2013‬بينما اخنفضت مؤشرات الواردات يف نفس الفرتة من‬ ‫‪ 21.5٪‬إىل ‪.3.22٪‬‬ ‫بدت حركة التجارة بفضل اسهامات دول رابطة جنوب‬ ‫شرق آسيا أكثر مالئمة نسبيا منذ عام ‪2009‬م وحيت عام‬ ‫‪2013‬م فقد زاد حجم التداول العام الي ‪ ،58.5٪‬يف حني ظلت‬ ‫ً‬ ‫معدالت النمو التجاري بفضل هذه اإلسهامات أعلي‬ ‫قليال من‬ ‫املؤشرات املناظرة يف جتارة السلع‪.‬ومع ذلك فمنذ عام ‪2010‬م‬ ‫وحيت عام ‪2013‬م اخنفضت معدالت النمو التجاري بفضل هذه‬ ‫اإلسهامات من أكثر من ‪ 20٪‬إىل ‪ 6.86٪‬للتصدير وإلي ‪4.07٪‬‬

‫* أستاذ مساعد معهد موسكو احلكومي للعالقات الدولية التابع لوزارة اخلارجية يف روسيا اإلحتادية‬ ‫ترمجة ‪ :‬د ‪ .‬دينا حممد‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪39‬‬


‫لإلسترياد ونتيجة هلذا اخللل فقد اخنفض الرصيد االجيابي‬ ‫للميزان التجاري لدول آسيان منذ عام ‪2010‬م حيت عام ‪2013‬م‬ ‫ً‬ ‫تقريبا من أكثرمن ‪ 100‬مليار دوالر إىل ‪11.91‬‬ ‫إلي ‪ 9‬مرات‬ ‫مليار دوالر‪ .‬و الوضع نفسه ينطبق على جتارة دول آسيان‬ ‫مع الشركاء اإلقليميني الرئيسيني‪ ،‬حيث بلغ العجز التجاري‬

‫آلسيان مع الصني يف عام ‪2013‬م ‪ 58‬مليار دوالر مقارنة بـ‬ ‫‪ 13.4‬مليار دوالر يف عام ‪2010‬م وقد زاد يف الفرتة نفسها مع‬ ‫مجهورية كوريا من ‪ 12‬مليار دوالر إلي ‪ 28,44‬مليار دوالر‬ ‫ويف عالقتها مع اهلند فقد اخنفض الفائض من ‪ 17,18‬مليار‬ ‫دوالر الي ‪ 13,6‬مليار دوالر‪.‬‬

‫جدول ‪1‬‬ ‫العالقات التجارية االستثمارية لآلسيان مع شركائهم آسيان‪+3‬‬ ‫املؤشر‬

‫الصني‬

‫آسيان‬

‫كوريا‬

‫اليابان‬

‫‪2005‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2012‬‬

‫التصدير اىل الدولة‪-‬‬ ‫الشريك‬

‫‪24.7‬‬

‫‪25.2‬‬

‫‪8‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪10.7‬‬

‫‪10‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪4.3‬‬

‫تدفق االستثمارات‬ ‫االجنبية املباشرة‬

‫‪9.7‬‬

‫‪17.1‬‬

‫‪1.4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪15.2‬‬

‫‪21.2‬‬

‫‪1.2‬‬

‫‪2‬‬

‫مت جتميعها من جانب املؤلف استنادا لبيانات ‪:‬‬ ‫‪Asian Economic Integration MonitorApril‬‬ ‫‪2014. Mandaluyong City, Philippines: Asian De‬‬‫‪velopment Bank. 2014. Р. 27‬‬

‫فلو زادت حصة التجارة الداخلية اإلقليمية يف هيكل‬ ‫صادرات آسيان يف خالل الفرتة من عام ‪2005‬م حيت عام ‪2012‬م‬ ‫بنسبة ‪( 0.5٪‬من ‪ 24.7٪‬إىل ‪ ، )25.2٪‬فإن حصة آسيان من‬ ‫إمجالي تدفق االستثمارات األجنبية املباشرة قد تضاعفت‬ ‫ً‬ ‫تقريبا من ‪ 9.7٪‬إىل ‪ .17.1٪‬واخنفضت حصة اليابان‬ ‫مرتني‬ ‫كشريك جتارى آلسيان من ‪ 10.7٪‬إىل ‪ ،10٪‬بينما زادت‬ ‫كشريك يف اإلستثمار من ‪ 15.2٪‬إىل ‪.21.4٪‬‬

‫أصبح التباطؤ العام ملعدالت منو التجارة اخلارجية يف دول‬ ‫آسيان يف األعوام األخرية نتيجة للحد من حركة التجارة مع‬ ‫الصني ويرجع ذلك يف املقام األول إلي السياسة اإلقتصادية‬ ‫وعالوة علي ذلك يتم يف األعوام األخرية يف شرق آسيا‬ ‫الداخلية هلذه الدول و التى تقوم على حتفيز الطلب احمللي‬ ‫تنفيذ مبادرات حكومية ثنائية يف غالبيتها مبشاركة‬ ‫وزيادة النفقات احلكومية منذ منتصف عام ‪2013‬م وإقامة‬ ‫ومببادرة من اليابان‪ ،‬تهدف إلي حتفيز االستثمار املتبادل‪.‬‬ ‫سعر صرف أكثر قدرة علي املنافسة لليوان وتقليل الفوارق‬ ‫فعلي وجه اخلصوص مت يف عام ‪2011‬م توقيع اتفاقية بني‬ ‫التنموية الداخلية‪.‬‬ ‫أجهزة السياسة النقدية االئتمانية يف اليابان وتايالند بشأن‬ ‫ووفقا لتقديرات اخلرباء األمريكيني ظل سعر صرف قيام األخرية بفتح خط ائتمان للشركات اليابانية اليت تقوم‬ ‫ً‬ ‫منخفضا بشكل مصطنع علي مدار سنوات بنشاطها علي أراضي تايالند بضمان السندات احلكومية‬ ‫اليوان الصيين‬ ‫كثرية‪ ،‬فعندما قدم عضوي الكوجنرس تشارلز شومر اليابانية‪.‬‬ ‫وليندسي جراهام مشروع قانون لفرض رسوم ضريبية علي‬ ‫ويف ‪ 26‬يوليو عام ‪2013‬م أعلن البنك املركزي الياباني‬ ‫البضائع الصينية يصل حجمها الي ‪ 27.5٪‬بلغ اخنفاض‬ ‫عن عقد اتفاقية مماثلة مع أجهزة السياسة النقدية‬ ‫سعر صرف اليوان وفقا لتقديرات اخلرباء ‪ .40٪‬غري أنه منذ عام‬ ‫االئتمانية يف سنغافورة‪ ،‬و تهدف االتفاقية الي توفري املوارد‬ ‫‪2005‬م حيت عام ‪2013‬م ارتفع اليوان إلي ‪ 34٪‬من حيث القيمة‬ ‫املالية للشركات اليابانية يف حالة نقص السيولة من ناحية‪،‬‬ ‫اإلمسية وإلي ‪ 42٪‬من حيث القيمة احلقيقية‪ .‬ونتيجة لذلك‬ ‫ومن ناحية أخري إلي التوسع يف االستثمار األجنيب املباشر‬ ‫مت يف تقرير صندوق النقد الدولي خالل عام ‪2013‬م إعادة‬ ‫للشركات والبنوك اليابانية يف اقتصاد سنغافورة‪ .‬وميكن‬ ‫تصنيف العملة الصينية إلي أقل من متوسط قيمتها مبا نسبته‬ ‫اعتبار اليابان وسنغافورة روادا إقليمني يف اإلنفتاح علي النظم‬ ‫‪ ٪ 10 - 5‬مع األخذ بعني اإلعتبار معدل التضخم‪.‬‬ ‫املالية الوطنية وتطوير التعاون يف جمال االستثمار‪ .‬ويف خالل‬ ‫وتنشط حجم االستثمارات علي خلفية التباطؤ التجاري مع اخلمس أعوام السابقة زاد حجم االستثمارات املباشرة من اليابان‬ ‫الدول الشركاء يف املنطقة (انظر اجلدول ‪ )1‬وتنتقل عوامل يف اقتصاد سنغافورة بنسبة ‪ ،56٪‬حيث ال تزال اليابان واحدة‬ ‫من املستثمرين األساسني يف البالد‪ .‬ويف عام ‪ 2012‬سجلت‬ ‫النمو تدرجييا من القطاع احلكومي إلي القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫ً‬ ‫‪ 29‬شركة يابانية تواجد جتاري يف سنغافورة‪ ،‬بينما كان أنها شاهدت‬ ‫تراجعا بعض الشئ يف سنوات ماقبل األزمة‪.‬‬ ‫عددها يف ‪2008‬م سته فقط‪ .‬وقد حولت الكثري من الشركات‬ ‫ومع ذلك لوحظ ابتداء من عام ‪2010‬م اجتاها اجيابيا‪:‬‬ ‫الوطنية اليابانية الكربي علي سبيل املثال ‪Mitsui Che m‬‬ ‫اخنفض ٌمعامل التغري يف سوق املال من ‪ 0,92‬يف عام ‪2009‬م‬ ‫‪ icals Inc‬و ‪ Panasonic Corp‬املهام اإلنتاجية الرئيسية إىل‬ ‫إلي ‪ 0,61‬يف عام ‪2012‬م واخنفض ٌمعامل التغري يف أسواق‬ ‫دائرة اختصاص سنغافورة‪ .‬وينعكس تنوع مصادر النمو‬ ‫السندات من ‪ 0,76‬إلي ‪ 0,53‬يف نفس الفرتة ومعامل التغري يف‬ ‫أيضا يف التحرك التدرجيي حنو انشاء منوذج اقتصادي مرتبط‬ ‫سوق االئتمان من ‪ 0,68‬إلي ‪ 0,59‬علي التوالي‪.‬‬ ‫بالطلب احمللي‪ .‬ووفقا لتوقعات خرباء صندوق النقد الدولي فإن‬ ‫ً‬ ‫مساهمة االستهالك يف منو الناتج احمللي اإلمجالي يف البلدان‬ ‫أجرى الباحثون يف جامعة كاليفورنيا تصنيفا لدول‬ ‫ً‬ ‫النامية يف شرق آسيا يف عام ‪2014‬م سريتفع إلي ‪ 2‬نقطة آسيان‪ +3‬وفقا ملؤشرات التنمية املالية حيث مت تقسيمهم الي‬ ‫مئوية باملقارنة ب ‪ 1,3‬يف عام ‪2013‬م‪.‬‬ ‫سبع فئات‪:‬‬ ‫و تعمل البلدان اآلسيوية على حتفيز االستهالك احمللي‬ ‫وزيادة مساهمة هذا العنصر يف الناتج احمللي اإلمجالي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وينطبق ذلك‬ ‫متاما على الصني‪ .‬ومع ذلك فإن اإلجتاه للتوسع‬ ‫يف الطلب احمللي يف الوقت احلاضر غري مستقر متاما‪ :‬ووفقا‬ ‫لبيانات عام ‪2013‬م انتقلت مصادر النمو اإلقتصادي للصني‬ ‫ً‬ ‫مهيمنا يف النصف األول من العام‬ ‫من الطلب احمللي الذي كان‬ ‫لصاحل صايف التصدير يف النصف الثاني منه‪ ،‬يف حني استمر‬ ‫الطلب احمللي مستقرا يف اليابان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اختذت الصني‬ ‫مسارا للعمل علي إجراء اصالحات بهدف‬ ‫“حتفيز اإلبتكار ورفع اإلنتاجية وكبح االستثمارات غري‬ ‫الرشيدة وزيادة دخل املواطنني واالستهالك”‪.‬‬

‫القطاع املؤسسي‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫االستقرار املالي‬ ‫اخلدمات املصرفية‬ ‫اخلدمات املالية غري املصرفية‬ ‫األسواق املالية‬ ‫احلصول علي املوارد املالية‬

‫يتصدر معظم املؤشرات كل من هونج كونج وسنغافورة‬ ‫إن حزمة اإلصالحات اهلادفة إلي إعادة توجيه النظام واليابان‪ .‬وتعترب سنغافورة هي الرائدة يف جمال تطوير القطاع‬ ‫االقتصادي سوف تشمل حترير نظام تسجيل املواطنني املؤسسي واألسواق املالية‪ ،‬وهونج كونج هي الرائدة يف سهولة‬ ‫(“هوكو”) واإلصالح يف امليزانية وحترير القطاع املالي و فتح الوصول إىل املوارد املالية‪ .‬أما اليابان فتحتل املركز الثالث يف‬ ‫الرتتيب اإلقليمي الشامل‪ .‬وتسبق مجهورية كوريا اليابان‬ ‫قطاع اخلدمات يف الصني للمنافسة‪.‬‬ ‫يف الوصول إلي املوارد املالية ونوعية قطاع األعمال ومستوي‬ ‫تقارب النظم املالية‬ ‫التنمية يف جمال اخلدمات املالية غري املصرفية كما تسبقها‬ ‫ماليزيا يف مستوي االستقرار املالي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ختصيص عدد كبري من التقارير‬ ‫تعترب اخلدمات املالية غري املصرفية متطورة بشكل جيد‬ ‫والتحليالت للبنك اآلسيوي للتنمية وصندوق النقد الدولي‬ ‫ً‬ ‫لتتبع عمليات التوسع يف التكامل املالي يف دول آسيان‪ +3‬نسبيا يف الصني‬ ‫مقارنة باملؤشرات املماثلة يف هونج كونج‬ ‫ً‬ ‫مبكرا و حيتاج اىل وسنغافورة واليابان‪ .‬وينتمي كل من الفلبني واندونسيا‬ ‫إال أن هناك من يقول ‪ :‬إن األمر ما زال‬ ‫وفيتنام إلي دول آسيان‪ +3‬األقل منوا يف العالقات املالية وفقاً‬ ‫مزيد من الوقت‪ .‬ومع ذلك لوحظ يف السنوات األخرية إجتاه ثابت‬ ‫حنو التقارب بني األنظمة املالية الوطنية يف إطار ‪ 13‬دولة يف ملؤشر التصنيف العام‪.‬‬ ‫آسيان‪.+3‬‬ ‫وتدل ٌمعامالت التقارير التى أجريت وفقا للمعايري السبعة‬ ‫وجيب أن يظهر التكامل املالي ً‬ ‫أوال وقبل كل شئ يف املذكورة أعاله علي تنوع النظم املالية لدول آسيان‪.+3‬‬ ‫التقريب بني مؤشرات األسواق الوطنية لألسهم والسندات‬ ‫وكذلك أسواق االئتمان الوطنية ‪ .‬وتتسم األن ٌمعامالت‬ ‫التغري باملستويات املتوسطة (‪ )0,65 - 0,4‬واملستويات العليا‬ ‫(>‪ )0,65‬وهو ما يعين التنوع الكبري للمؤشرات املماثلة‬ ‫يف دول شرق آسيا‪ .‬ومع ذلك يرجع التدهور احلاد للمؤشرات‬ ‫املماثلة يف عام ‪2009‬م إلي األثار السلبية لألزمة املالية‬ ‫االقتصادية العاملية‪ :‬ارتفعت املؤشرات بشكل كبري بالرغم‬

‫ويالحظ بالفعل أن هناك تباين كبري داخل آسيان‪+3‬‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملعدالت التنمية املالية‪ ،‬وكما سبق ذكره أن احلديث‬ ‫عن تطور التكامل التام داخل آسيان‪ +3‬أمر سابق ألوانه‪ .‬إال أنه‬ ‫ً‬ ‫لو مت النظر إىل دول آسيان‪ ،‬وخاصة الدول األكثر‬ ‫تطورا منها‬ ‫– أعضاء الرابطة‪ ،‬واليت تشمل‪ ،‬إىل جانب سنغافورة كل من‬ ‫ماليزيا والفلبني وتايالند واندونسيا ميكن استنتاج وجود‬ ‫تقارب تدرجيي ملستويات تطور النظم املالية الوطنية‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪41‬‬


‫جدول ‪2‬‬ ‫ٌمعامالت االرتباط ملؤشرات التنمية املالية‬ ‫سنغافورة‬

‫اليابان‬

‫كوريا‬

‫ماليزيا‬

‫الصني‬

‫تايالند‬

‫الفليبني‬

‫اليابان‬

‫‪0.637‬‬

‫كوريا‬

‫‪0.096 -‬‬

‫‪0.128‬‬

‫ماليزيا‬

‫‪0.674‬‬

‫‪0.638‬‬

‫‪0.155‬‬

‫الصني‬

‫‪0.044‬‬

‫‪0.436‬‬

‫‪0.345‬‬

‫‪0.62‬‬

‫تايالند‬

‫‪0.691‬‬

‫‪0.454‬‬

‫‪0.085-‬‬

‫‪0.889‬‬

‫‪0.254‬‬

‫الفليبني‬

‫‪0.691‬‬

‫‪0.549‬‬

‫‪0.145‬‬

‫‪0.941‬‬

‫‪0.636‬‬

‫‪0.759‬‬

‫اندونيسيا‬

‫‪0.452‬‬

‫‪0.357‬‬

‫‪0.196‬‬

‫‪0.919‬‬

‫‪0.691‬‬

‫‪0.777‬‬

‫‪0.933‬‬

‫فيتنام‬

‫‪0.617‬‬

‫‪0.607‬‬

‫‪0.7-‬‬

‫‪0.845‬‬

‫‪0.254‬‬

‫‪0.949‬‬

‫‪0.649‬‬

‫ومن املتوقع استمرار اإلجتاه حنو التقارب بني األسواق املالية‬ ‫الوطنية وزيادة درجة اندماجها يف املنطقة يف املستقبل وخاصة‬ ‫يف القطاع املصريف‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬وتطبيقا لربنامج حتفيز الطلب احمللي سوف تقوم‬ ‫حكومات البلدان اآلسيوية بإختاذ اجراءات تهدف إلي زيادة‬ ‫القروض وكذلك قطاع االستهالك وقطاع األعمال الصغرية‬ ‫واملتوسطة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تلعب البنوك يف األسواق املالية ً‬ ‫ً‬ ‫مهيمنا كمصدر‬ ‫دورا‬ ‫لرأس املال‪ ،‬فمنذ عام ‪2012‬م بلغت حصة القروض املصرفية يف‬ ‫دول آسيا مع األسواق الناشئة ‪ 105٪‬من الناتج احمللي اإلمجالي‪،‬‬ ‫ووصلت يف الدول اآلسيوية املتقدمة الي ‪.194٪‬‬ ‫ومع ذلك تعتمد البنوك اآلسيوية بدرجة أكرب علي‬ ‫اجملاالت التقليدية للنشاط املصريف مثل السندات والقروض‬ ‫االستهالكية للمواطنني والشركات وتعتمد بدرجة أقل علي‬ ‫اقراض البنوك األخري وبيع املنتجات االستثمارية مثل املقايضات‬ ‫و الوسائل املالية األخرى‪ .‬وهناك اخنفاض تدرجيي يف السنوات‬ ‫األخرية لكسر مستويات أسعار الفائدة على القروض والودائع‬ ‫مما يقلل من أرباح القطاع املصريف وجيرب البنوك علي التوسع يف‬ ‫نشاطها األساسي علي حساب االستثمار مما يساعد يف املستقبل‬ ‫علي تداول أنشطتها وخلق فضاء مصريف اقليمي‪.‬وتتبع األنظمة‬ ‫املصرفية يف البلدان اآلسيوية مسار تكاملي وتطور الوسائل‬ ‫املستخدمة لتصبح على مستوى نظريتها الغربية‪ ،‬وسريافق هذه‬ ‫العملية اختاذ اجراءات لزيادة استقرار النظم املالية الوطنية‬ ‫وتأمني املخاطر املمكنة‪ .‬و بعد عام ‪ ،2009‬اعتمدت كثري من‬ ‫البلدان اآلسيوية بالفعل عدد من االجراءات املوجهة إىل احلد من‬ ‫تراكم االختالالت املالية املرتبطة بتدفق رأس املال ‪ ،‬وتراكم‬ ‫القروض غري املضمونة‪ .‬ووفقا لتصريح زييت أخرت عزيز‪ ،‬حمافظ‬ ‫بنك نيجارا‪ ،‬بنك ماليزيا املركزي الوطين فإن اجراءات سياسة‬ ‫االقتصاد الكلي قد مشلت حتديد املدة القصوي للقروض‬

‫‪42‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫اندونيسيا‬

‫‪0.631‬‬

‫وتصحيح معامالت العالقة بني مبلغ القرض وقيمة الضمان من‬ ‫اجل شراء العقارات واالجراءات الضريبية مثل زيادة الضريبة‬ ‫علي الصفقات العقارية واعادة النظر يف الضرائب علي الزيادة‬ ‫يف قيمة العقارات‪.‬‬ ‫وهكذا خنلص اىل االجتاهات التنمية االقتصادية اإلقليمية‬ ‫يف منطقة آسيا يف السنوات األخرية‪:‬‬ ‫تباطؤ معدالت منو التجارة اخلارجية‬ ‫زيادة معدالت منو االسترياد باملقارنة بالتصدير‬ ‫االخنفاض احلاد يف الفائض التجاري‬ ‫تشكيل أسعار صرف العمالت القومية علي أساس أكثر‬ ‫تنافسية والرتاجع التدرجيي عن استخدام أسعار صرف العمالت‬ ‫القومية كأداة للتالعب بهدف التأثري علي امليزان التجاري‬ ‫(ويتعلق ذلك يف املقام األول بالصني)‪.‬تعزيز تبادل االستثمارات‬ ‫باملقارنة بتوسيع نطاق التدفقات التجارية والسعي للتغلب علي‬ ‫االختالالت احمللية كنتيجة الرتفاع معدل االدخار وتراكم‬ ‫عائدات التصدير واالحتياطي الدولي‪.‬تكوين منوذج للتنمية‬ ‫االقتصادية مرتبط بالطلب احمللي وحتفيز االستهالك احمللي‬ ‫والتوسع يف القطاع اخلاص التقارب بني األنظمة املالية الوطنية‬ ‫وتسريع اجتاهات التكامل اإلقليمي يف القطاع املالي‪.‬التوسع يف‬ ‫جماالت النشاط املصريف والتكامل التدرجيي وتطوير الوسائل‬ ‫املاليةاعداد اجراءت تهدف إىل زيادة استقرار النظم املالية الوطنية‬ ‫ومواجهة الصدمات اخلارجية‪.‬‬ ‫***‬ ‫ويف الظروف املعاصرة و التى تشهد مرور االقتصاد العاملي‬ ‫مبعدالت منو اقتصادي متوسطة وتباطؤ التجارة العاملية وزيادة‬ ‫التذبذبات يف القطاع املالي‪ ،‬تسعى البلدان اآلسيوية أن تبقى يف‬ ‫املقدمة و إلي تغيري اسرتاتيجيات التنمية االقتصادية القومية‬ ‫وفقا للتحديات العاملية والبحث عن مصادر جديدة لزيادة القدرة‬ ‫التنافسية يف السوق العاملي‪.‬‬


‫“ الدولة االسالمية ” ‪ -‬خطر حقيقى‬ ‫ى ‪ .‬م‪ .‬برمياكوف‬ ‫اخلطر احلقيقي يف الظروف الراهنة أراه يتمثل فى بقاء و استمرار وتوسع‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» وإمسه األول «الدولة اإلسالمية يف العراق‬ ‫ً‬ ‫خطرا‬ ‫والشام»وهو خليط من تيارات خمتلفة مل ميثل أى واحد منها من قبل‬ ‫ً‬ ‫كبريا‪.‬‬ ‫من املسلم به أن أهل السنه األصوليني يف « املثلث » العراقى يشكلون‬ ‫صلب تنظيم الدولة االسالمية‪ .‬وقد إنضم إليهم الضباط البعثيون الذين‬ ‫أنشأوا بعد اإلحتالل األمريكى العديد من املنظمات السرية‪ .‬وهذا ما قوى‬ ‫القدرة القتالية « للدولة اإلسالمية » على الرغم من اختالف الرؤى بني‬ ‫البعثيني و قادة الدولة اإلسالمية و عدم اإلتفاق فيما بينهما على خطة‬ ‫عمل مستقبلية‪.‬‬ ‫وقد هرعت فرق « الدولة االسالمية»‬ ‫ً‬ ‫املكونه من أكثر اإلرهابني‬ ‫مجوحا‬ ‫والذين يزينون أنفسهم بألوان دينيه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موقعا‬ ‫إىل سوريا وشغلوا‬ ‫رياديا بني‬ ‫الفصائل املعارضة حلكومة بشار األسد‬ ‫العلوية‪ .‬وقاموا فى سوريا بتجنيد أنصار‬ ‫جدد‪ .‬وبعد أن تضخمت عضالت «الدولة‬ ‫االسالمية» قامت مبا ميثل مفاجأة‬ ‫للكثريين بهجوم فى العراق حيث‬ ‫بسطت سيطرتها فى أيام معدودة على‬ ‫جزء كبري من البالد ‪.‬‬ ‫كل هذه السلسة من التوسعات‬ ‫والغزو املظفر للدولة االسالمية يعود‬ ‫فى معظمة لسياسة الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية التى ألتفتأ تتدخل فى‬ ‫العراق‪ ،‬وكنتيجة أيضا لتلك السياسة‬ ‫التى إنتهجتها سلطات اإلحتالل‬ ‫األمريكيه‪ .‬لقد تسبب التدخل‬ ‫األمريكى فى للعراق يف فوضى عارمة‬ ‫ً‬ ‫متاما بتوازن القوى يف هذا البلد‬ ‫وأخل‬ ‫حيث نشبت الصراعات الدموية بني‬ ‫الشيعة والسنه‪ ،‬أكرب مذهبني فى‬ ‫اإلسالم ‪.‬‬ ‫*‬

‫*‬

‫االحتالل األمريكية بإنفاق األموال‬ ‫الطائلة فى تسليح فرق القبائل السنية‬ ‫املدافعة عن نفسها ساعية من خالل‬ ‫مساعدتهم إىل إزاحة “ القاعدة من‬ ‫“مثلثهم “ السنى فى العراق‪.‬‬

‫غري أن الواليات املتحدة بعد أن وعدت‬ ‫تلك اهليئات القبلية بوظائف عديدة‬ ‫فى اجليش العراقى النظامى مل تغري‬ ‫موقفها املؤيد للشيعة فى العراق وإتفقت‬ ‫مع املالكى رئيس الوزراء السابق على‬ ‫وبدأ نظام صدام حسني املمثل عدم إحلاق السنة فى سلك الضباط فى‬ ‫الرئيسي لألقلية السنية حماربة اجليش العراقى‪.‬‬ ‫الشيعة حتى قبل اإلحتالل األمريكى‬ ‫للعراق‪ .‬ولكن الصدامات بينهما اآلن‬ ‫ولعب التأييد الشامل من قبل‬ ‫ً‬ ‫أشكاال قاسية خترج عن نطاق واشنطن للقوى التى ختوض صراعاً‬ ‫تتخذ‬ ‫ً‬ ‫فلم‬ ‫حال‬ ‫أية‬ ‫وعلى‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫اخلالفات‬ ‫مسلحا إلزاحة النظام القائم فى العراق‬ ‫تكن هناك إنفجارات أسبوعيه فى أيضا دورا أكثر سلبية‪ .‬واألحاديث التى‬ ‫املساجد كما حيدث اآلن‪ .‬وقد أدى تدور عن أن الواليات املتحدة وحلفائها مل‬ ‫املوقف املعلن بوضوح من جانب الواليات‬ ‫يسلحوا الدولة اإلسالمية وإمنا سلحوا‬ ‫املتحدة يف مساعدة الشيعه إىل إزاحة‬ ‫جمموعة أخرى معتدلة وهى “ جيش‬ ‫السنه من هيكل السلطة وإىل تأجيج‬ ‫الصراعات الدموية احلالية بني السنه سوريا احلر “ ال أساس هلا من الصحة ‪.‬‬ ‫والشيعة‪ .‬وهنا حتديدا انتقل مركز وفى ظروف التأييد غري احملدود لقوى‬ ‫الثقل إىل اخلالف الديين وهذه احلقيقة املعارضة فى سوريا مل تستطع الواليات‬ ‫ً‬ ‫حاجزا بني‬ ‫من الصعب انكارها من قبل املدافعني املتحدة ومل ترد أن تصنع‬ ‫عن سياسة الواليات املتحدة ‪ .‬ومن الدولة االسالمية وبني اآلخرين‪ .‬إن‬ ‫غري املمكن تربير حقيقة أن سياسة منطق املوقف األمريكى يتمثل فى‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية التى تفتقد حل القضايا املعوقة ملصاحلها فى الدول‬ ‫إىل بعد النظر قد ساعدت على تسليح األخرى دون التفكري فى الغد‪ .‬ويتضح‬ ‫أولئك األصوليني اإلرهابيني الذين وجهوا هذا املنطق فى أفغانستان على سبيل‬ ‫أسلحتهم أيضا ضد الواليات املتحدة املثال حيث من املعروف أن الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫دعمت وساعدت اإلرهابيني من “تنظيم‬ ‫ويبدو للوهلة األوىل أنه مل تكن القاعدة” الذين قاتلوا فى هذه البلد ضد‬ ‫هناك ثـمة جرمية فى قيام سلطات اجليش السوفيتى‪.‬‬

‫رئيس وزراء ووزير خارجية روسيا األسبق و عضو أكادميية العلوم الروسيه ‪ ،‬ترمجت أعماله إىل ‪ 14‬لغة أجنبية ‪ ،‬وافته املنيه فى يونيو ‪2015‬‬

‫ترمجة د ‪ .‬حممد رياض‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪43‬‬


‫وهناك أيضا نقطة التقل أهمية جتار من تركيا واألردن وسوريا وجتار‬ ‫وهى أن اإلخالل بالتوازن فى العراق آخرين فى الظل التوقفهم صرخات‬ ‫والذي استفادت منه الدولة اإلسالمية واشنطن‪.‬‬ ‫ساعد عليه التطهري الكامل ألعضاء‬ ‫إن الربنامج األيديولوجى للدولة‬ ‫حزب “ البعث “ املنحل بعد اإلطاحة بنظام‬ ‫اإلسالمية و الذي يتمثل يف إنشاء‬ ‫صدام حسني‪ .‬وأن اجليش العراقى وجهاز‬ ‫خالفه على كل األراضى التى يقطنها‬ ‫اإلستخبارات اللذين بدأ تكوينهما من‬ ‫مسلمون حيظي بأنصار كثريين‪.‬‬ ‫الصفر مل يكونا أكفاء وقد ظهر ذلك‬ ‫غري أن العديد من الدول العربية أيدت‬ ‫بوضوح فى أيام هروب اجليش العراقى‬ ‫الدول التى أعلنت عن إستعداها التصدى‬ ‫الذى سلم مواقعة “ للدولة االسالمية “ ‪.‬‬ ‫لتنظيم الدولة اإلسالمية و هنا جند‬ ‫وباملناسبة‪ ،‬حصل املقاتلون على األسلحة‬ ‫ً‬ ‫اختالفا بني البلدان العربية‪.‬‬ ‫التى تركها اجليش مثل ناقالت اجلنود‬ ‫املصفحة والدبابات واملدافع ووسائل‬ ‫بدأت الواليات املتحدة شن غارات‬ ‫أخرى خلوض املعارك من تلك التى قدمتها جوية على قوات “ الدولة اإلسالمية”‬ ‫الواليات املتحدة وحلفائها للعراق‪.‬‬ ‫يف العراق‪ .‬وأعقب ذلك توجيه ضربات‬ ‫على األراضي السورية دون مشاركة‬ ‫و لكن فيم يكمن اخلطر االساسي‬ ‫احلكومة فى دمشق أو قرار من جملس‬ ‫لتنظيم “الدولة اإلسالمية” ؟ إن الدولة‬ ‫األمن التابع لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫اإلسالمية التى أعلنت عن نفسها كقوة‬ ‫منتصرة أصبحت مثل املغناطيس الذى‬ ‫و هذا اليتعارض مع مبادىء القانون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيذب إليه صفا طويال من املنظمات الدوىل فحسب ولكنه يثري أيضا خماوف‬ ‫اإلسالمية املتطرفة‪ .‬وستتحول هذه أنه سيتم اإللتفاف “خلسة “ حول جملس‬ ‫اجلماعة إىل مركز عاملى لألصوليني األمن التابع لألمم املتحدة “ لقصف “‬ ‫اإلسالميني املتشددين‪.‬‬ ‫نظام دمشق‪.‬‬ ‫تضاعفت بسرعة أعداد املقاتلني‬ ‫وبشكل عام فإن الوضع خطري‬ ‫بعد إنضمام “ اجملاهدين “ من دول للغاية ويتطلب بالتأكيد توحد الدول‬ ‫الشرق األوسط ومشال إفريقيا وأوروبا وخباصة الدول الدائمة العضوية يف‬ ‫وأمريكا وأسرتاليا إليهم‪ .‬وقد التحم بهم‬ ‫العديد من مقاتلى “اجليش السوري احلر”‬ ‫و “جبهة النصرة “ املرتبطة “ بالقاعدة”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا ملعطيات وكالة االستخبارات‬ ‫األمريكية أنه بعد ثالثة شهور فقط‬ ‫من إعالن الدولة اإلسالمية عن نفسها‬ ‫واستيالئها على املوصل أكرب مدن‬ ‫العراق و أراضى أخرى إرتفع عدد‬ ‫مقاتلى “ الدولة االسالمية “ إىل ثالثة‬ ‫أضعاف‪ ،‬وجتاوز الثالثني ألف مقاتل‪.‬‬ ‫وبعد أن بسط تنظيم “الدولة‬ ‫االسالمية” سيطرته على منطقة املوصل‬ ‫حيث يتم إنتاج وتكرير النفط أصبح‬ ‫لدى التنظيم اكتفاء ذاتي من الناحية‬ ‫املالية‪ .‬و يقوم التنظيم ببيع النفط اىل‬

‫‪44‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫جملس األمن التابع لألمم املتحدة فى‬ ‫حماربة تنظيم “الدولة اإلسالمية “‪ .‬وال‬ ‫ينبغي أن تعيق أية خالفات مبا فى‬ ‫ذلك اخلالفات حول “املسألة األوكرانية”‬ ‫مكافحة اإلرهاب الدوىل‪ .‬و هنا نقصد‬ ‫ً‬ ‫حتديدا مصطلح “اإلرهاب الدوىل” وليس‬ ‫أولئك الذين تطلق عليهم الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية إرهابيني لصاحلها‬ ‫أو صاحل حلفائها‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن “ الدولة اإلسالمية “‬ ‫ً‬ ‫بعد أن قويت متثل‬ ‫خطرا على بالد‬ ‫آسيا الوسطى وعلى روسيا أيضا ‪ .‬حيث‬ ‫لألسف يوجد بعض األشخاص الذين‬ ‫يدعون إلنشاء اخلالفة على مجيع‬ ‫األراضى التى يقطنها مسلمون‪ .‬وبالطبع‬ ‫فى تلك الظروف تظهر ضرورة التعاون‬ ‫مع القوى التى تواجه “ الدولة اإلسالمية‬ ‫“ على الرغم من عدم التوافق مع الكثري‬ ‫من ممارسات السياسة األمريكية‬ ‫وحلفائها‪.‬‬


‫روسيا و مصر‪ :‬اآلمال موجودة ‪ ،‬ولكن تحقيقها يتطلب وقتا‬ ‫ا‪.‬م‪ .‬فاسيليف‬ ‫د ‪ .‬ي‪ .‬فينيتسكي‬

‫*‬

‫**‬

‫ترتبط كل من روسيا و مصر مبجموعة من‬ ‫العالقات السياسية و االقتصادية و الصالت االنسانية‬ ‫املتنوعة واليت تشكلت على مدى التاريخ ‪.‬إن أهمية‬ ‫مصر بالنسبة لروسيا حيددها الدور الذي تقوم به مصر‬ ‫كأحد املراكز السياسية و االقتصادية و الثقافية‬ ‫الرئيسية يف منطقة الشرق األوسط و مشال إفريقيا‬ ‫و العامل االسالمي الفسيح‪ .‬متتد عرب أراضي مجهورية‬ ‫مصر العربية خطوط مواصالت حبرية و برية و جوية‬ ‫ذات أهمية دولية ‪.‬‬ ‫عمليا ‪ ،‬منذ “ثورة ‪ 30‬يونيو” ‪ 2013‬بدأت تنتشر يف اجملتمع‬ ‫إن التعاون مع مصر يليب مصاحل روسيا يف احدى أهم الدول‬ ‫من الناحية اجليوسياسية يف منطقة الشرق األوسط و الواقعة املصري بشكل كبري و مبالغ فيه أنباء حول زيارة قريبة يقوم‬ ‫بالقرب من حدودنا اجلنوبية ‪ .‬و انطالقا من ذلك ‪ ،‬فإن التعاون بها رئيس روسيا فالدميري بوتني إىل القاهرة ‪.‬‬ ‫بني البلدين سوف يساعد يف ترسيخ مكانة روسيا (املوقف‬ ‫كان املصريون ينتظرون هذا احلدث بفارغ الصرب ‪،‬‬ ‫الروسي) يف العامل االسالمي ‪ ،‬و يف تهيئة الظروف املالئمة‬ ‫وكانت هناك إشاعات كثرية «جتول» يف الصحف و كانت‬ ‫لتنمية مناطق االحتاد الروسي اليت يقطنها املسلمون ‪ ،‬كما‬ ‫تتضخم بالتفاصيل يف املقاهي ‪ .‬إال أن املعلومات الدقيقة‬ ‫سوف يساعد أيضا يف احملافظة على املواقع الروسية و توطيدها‬ ‫األولية مل تظهر إال يف ‪ 25‬يناير من هذا العام ‪ ،‬وذلك بعد أن‬ ‫يف سوق النفط و الغاز العاملية ‪ ،‬و أيضا يف السوق املصري املهم‬ ‫ً‬ ‫نقال عن مصادر مطلعة يف‬ ‫ذكرت صحيفة “اليوم السابع”‬ ‫من الناحية االسرتاتيجية لتسويق املنتجات الروسية الزراعية‬ ‫موسكو‪ ،‬أن الرئيس الروسي سيزور مصر يف الفرتة من ‪- 9‬‬ ‫و التكنولوجية الفائقة ‪ ،‬ولتصدير البضائع و اخلدمات‬ ‫‪ 10‬فرباير ‪ .‬و منذ ذلك احلني مل يكن مير يوم واحد بدون أن‬ ‫وذلك يف اطار التعاون العسكري – التقين الثنائي ‪ .‬كما‬ ‫يكون هناك تقارير تلفزيونية ‪ ،‬و لقاءات ‪ ،‬و أخبار و مقاالت‬ ‫وسيسهم التعاون يف تعزيز املواقف الروسية يف اجملال الفضائي‬ ‫صحفية‪ ،‬و مقابالت مع خمتصني يف الشأن الروسي – املصري‪.‬‬ ‫و غريه من اجملاالت ‪ .‬أما العالقات مع مصر يف اجملال االنساني‬ ‫و بال شك ‪ ،‬فقد كان املصريون يولون هذه الزيارة أهمية‬ ‫فهي مهمة لروسيا و واسعة وذلك من خالل السياحة ‪ ،‬واجلالية‬ ‫قصوى و يعقدون عليها أمال و توقعات كبرية ‪.‬‬ ‫الروسية الكبرية املوجودة يف مصر ‪ ،‬و التفاعل مابني الطوائف‬ ‫املسيحية و االسالمية ‪.‬‬ ‫وقد ذكر رئيس مجهورية مصر العربية عبدالفتاح‬ ‫السيسي يف لقاء حصري مع وكالة األنباء الروسية ايتارتاس‬ ‫و لتحقيق أهداف السياسة اخلارجية الروسية و مهامها‬ ‫عشية زيارة الرئيس الروسي “أن االستقرار هو السمة املميزة‬ ‫بشكل فعال ‪ ،‬يكتسب تنسيق النشاط الدولي الروسي‬ ‫للعالقات املصرية – الروسية من قديم الزمان ‪ ،‬و يف هذه‬ ‫واملصري أهمية قصوى وذلك على أساس املشاورات املشرتكة املرحلة نود أن ندفع بالعالقات وذلك من أجل تطوير التعاون‬ ‫بني وزارتي اخلارجية يف البلدين خبصوص قضايا هيئة األمم بني مصر و روسيا بشكل أكرب ‪ .‬إن زيارة الرئيس بوتني‬ ‫املتحدة و منظمة التعاون اإلسالمي و جامعة الدول العربية تؤكد هذه املساعي سواء من قبل القاهرة أو موسكو ‪ .‬يقدر‬ ‫و االحتاد اإلفريقي و منتدى الدول املصدرة للغاز واملنظمات املصريون أن روسيا دعمت مصر يف أوقات سابقة ‪ ،‬ال سيما إذا‬ ‫الدولية املهمة األخرى ‪.‬‬ ‫ما حتدثنا عن املشاريع اليت شيدت ‪ ،‬و خباصة سد أسوان العالي‪،‬‬ ‫*‬

‫عضو أكادميية العلوم الروسية ومدير معهد أفريقيا التابع ألكادميية العلوم و رئيس حترير جملة آسيا وأفريقيا اليوم الروسية‬

‫** املراسل اخلاص جمللة آسيا وأفريقيا اليوم بالقاهرة‬ ‫ترمجة ‪ :‬د ‪ .‬بدر بن عبداهلل العكاش‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪45‬‬


‫و معامل النسيج ‪ ،‬و جممع احلديد و الصلب ‪ ،‬كما قدمت‬ ‫روسيا أيضا مساعدات عسكرية ‪ .‬وهذا ما ظل يف ذاكرة‬ ‫املصريني ‪ .‬لقد كان موقف الرئيس بوتني يف األشهر األخرية‬ ‫ً‬ ‫قيما للغاية ‪ ،‬فقد دعم القاهرة يف قضايا مكافحة االرهاب‪،‬‬ ‫وهو يعي الوضع احلقيقي يف بلدنا ‪ ،‬و بناء على هذا التفهم‬ ‫البد من بناء عالقاتنا يف املستقبل» ‪.‬‬ ‫وقد ذكر السيسي أن مصر تسعى للتعاون مع مجيع دول‬ ‫العامل ‪،‬و هي يف حاجة ماسة إىل ذلك ‪ ،‬وأكد قائال‪ “ :‬و يف هذا‬ ‫الصدد جيب علينا أن نبذل أقصى اجلهود لتحقيق أهدافنا‬ ‫ولتحويل أحالمنا إىل واقع ‪ .‬و رئيسكم يؤيد ‪ ،‬وهو أمر مهم‪،‬‬ ‫تطلعات شعبنا ‪ ،‬و يساعد بكل الوسائل يف التقدم يف هذا‬ ‫املنحى»‪.‬‬ ‫البد من االشارة بشكل خاص إىل عامل الود الشخصي‬ ‫و االحرتام املتبادل بني الزعيمني ‪ .‬إن هذا األمر يلعب ‪ -‬كما‬ ‫نعتقد ‪ً -‬‬ ‫ً‬ ‫دورا‬ ‫مهما يف العالقات الدولية بشكل عام ‪ ،‬ويف‬ ‫العالقات الروسية – املصرية بشكل خاص ‪ .‬فقد صرح‬ ‫عبدالفتاح السيسي أنه يعد نظريه الروسي “شخصية بارزة”‪،‬‬ ‫وأنه قدم الكثري ً‬ ‫جدا لروسيا خالل مخسة عشر عاما من‬ ‫قيادته هلا ‪ ،‬وهو يواجه كثري من التحديات ‪ ،‬ولكنه انسان‬ ‫انطباعا ً‬ ‫ً‬ ‫قويا ‪ .‬روسيا قدمت الكثري ملصر ‪ ،‬وحنن‬ ‫قوي و يرتك‬ ‫نؤمن بروسيا و نتمنى أن تعيش بالدكم يف سلم و أمان ‪.‬‬ ‫وقد ذكر مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن “ بني‬ ‫رئيسي روسيا و مصر فالدميري بوتني و عبدالفتاح السيسي قد‬ ‫تبلورت عالقات شخصية جيدة ‪ ،‬وأن بينهما “كيميا” جيدة‬ ‫للغاية ‪ ،‬فهناك ود متبادل بينهما ‪ .‬و حبسب ماقاله أوشاكوف ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثريا” خالل االتصاالت السابقة ‪.‬‬ ‫فإن رئيسي الدولتني “حتدثا‬ ‫ونشري يف هذا الصدد ‪ ،‬إىل أن بوتني و السيسي سبق و أن التقيا‬ ‫مرتني وذلك يف شهري فرباير و أغسطس من العام املاضي ‪ .‬مت‬ ‫اللقاء األول بينهما عندما زار السيسي موسكو وقد كان‬ ‫ً‬ ‫وزيرا للدفاع ‪ .‬وقد أبدى نيته حينئذ للرتشح‬ ‫ال يزال حينها‬ ‫ملنصب الرئيس ‪ .‬أما اللقاء الثاني فقد كان يف سوتشي اليت‬ ‫ً‬ ‫حافال للسيسي و لقاءات “بال ربطات عنق”‬ ‫شهدت استقباال‬ ‫بني رئيسي الدولتني ‪ ،‬مما ساعد بشكل واضح يف توطيد‬ ‫عالقات الصداقة بينهما ‪.‬‬

‫استقبال حار و حوار مثمر‬ ‫ً‬ ‫دعما منه للود الذي برز يف عالقتهما ‪ ،‬فقد أتى السيسي‬ ‫ً‬ ‫شخصيا الستقبال بوتني يف مطار القاهرة ‪ ،‬حيث حتدث رئيسا‬ ‫الدولتني ملدة قصرية على انفراد ‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬أوصل املوكب‬ ‫قائدي البلدين إىل دار األوبرا املصرية ‪ ،‬وقد تزينت الطرق بصور‬ ‫فالدميري بوتني اليت كانت حتتوي على عبارة «أهال وسهال»‬ ‫باللغة العربية و الروسية و االجنليزية ‪ .‬وتعد دار األوبرا‬

‫‪46‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫املصرية احدى اكرب مسارح األوبرا و البالية يف منطقة الشرق‬ ‫األوسط و إفريقيا ‪ .‬وقد استقبلت أوركسرتا األوبرا الزعيمني‬ ‫بأبواق اجلزء الرابع من السيمفونية األوىل لسريجي رمحانينف ‪.‬‬ ‫وكان الربنامج أيضا يشتمل على املقدمة االحتفالية لدميرتي‬ ‫شاستاكوفيتش «إنهضوا أيها الروس» و«دخول اليكسندر‬ ‫إىل بسكوف» وذلك من كنتانة سريجي براكوفيفا‬ ‫«اليكسندر نيفسكي» ‪ ،‬كما اشتمل برنامج احلفل أيضا‬ ‫على الفصل السابع من باليه «حبرية البجع» ‪ .‬وقد استكمل‬ ‫اجلزء الثقايف من الزيارة حبوار غري رمسي بني بوتني و السيسي‬ ‫وذلك أثناء تناول طعام العشاء ‪.‬‬ ‫استهل اليوم الثاني من الزيارة بلقاء الرئيس الروسي مع‬ ‫بطريرك االسكندرية و سائر إفريقيا ثيودورس الثاني ‪ .‬وقد‬ ‫تركز االهتمام يف هذا اللقاء على قضايا التعاون اإلنساني‬ ‫و«التعاون مع مسيحيي مصر يف النضال من أجل القيم واملثل‬ ‫األخالقية املشرتكة » ‪ .‬وأشار بوتني إىل أنه قد تبلورت يف‬ ‫روسيا على مدى قرون عالقات خاصة بني ممثلي األديان‬ ‫املختلفة وذلك على أساس االحرتام املتبادل ‪ .‬و قد أكد بوتني‬ ‫أن القيادة احلالية يف مصر لديها نفس التوجه ‪ .‬و أضاف الرئيس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪ :‬و إننا إذ نعمل‬ ‫الروسي‬ ‫سويا على هذا املنوال ‪ ،‬ونلتزم‬ ‫مبثل هذه املقاربة حيال العالقات املتبادلة بني البشر و ممثلي‬ ‫ً‬ ‫سويا على توحيد اجلهود يف‬ ‫األديان املختلفة ‪ ،‬ألمل أن نعمل‬ ‫ً‬ ‫قيمنا و مثلنا األخالقية املشرتكة ‪.‬‬ ‫النضال من أجل‬ ‫بعد ذلك عقدت مباحثات رمسية بني قائدي البلدين ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا مراسم توقيع االتفاقيات الثنائية ‪ ،‬اليت مل يبالغ‬ ‫وأجريت‬ ‫اخلرباء املصريون يف تقدير أهميتها ‪ ،‬و لكنهم أيضا مل يقللوا‬ ‫من قيمتها ‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال ‪ ،‬يرى اخلبري يف مركز األهرام للدراسات‬ ‫االسرتاتيجية حممد عبدالقادر خليل أن تطور العالقات‬ ‫الروسية – املصرية يشكل أهمية حيوية لكال البلدين‪،‬‬ ‫السيما يف ظل االحداث الدائرة يف الشرق األوسط ‪ .‬إن هذا‬ ‫العامل يدفع مصر إىل إعادة النظر يف مصاحلها السياسية‬ ‫اخلارجية وذلك لتجاوز فرتات الصعود و اهلبوط اليت إتصفت بها‬ ‫العالقات الثنائية خالل العشر سنوات األخرية ‪.‬‬ ‫و حبسب رأي حممد خليل ‪ ،‬فإنه و على الرغم من أن بعض‬ ‫مالمح «احلرب الباردة» قد بدأت يف العودة اىل املنطقة ‪ ،‬إال أن‬ ‫«الرغبة املشرتكة املعلنة تتعلق باحلاجة اىل توسيع هامش‬ ‫املناورة و إنهاء فكرة العالقات «الباردة» يف وقت السلم‬ ‫و «الساخنة» يف وقت احلرب ‪ ،‬والتأكيد على أن تعميق‬ ‫الشراكة غري مرتبط بفكرة «التقارب اإلحتجاجي» املوجه‬ ‫للقوى الغربية و على رأسها الواليات املتحدة األمريكية اليت‬


‫وإن إرتبطت عالقاتها مع البلدين مبصاحل متعددة ‪ ،‬إال أن هذا ال‬ ‫ينفي وجود مظاهر لتوترات متصاعدة ‪.‬‬ ‫لعل إحدى أكثر نتائج زيارة بوتني أهمية بالنسبة‬ ‫ملصر هي االتفاقية اليت وقعت لبناء حمطة كهرباء ذرية يف‬ ‫الضبعة ‪ .‬وقد قام بتوقيع االتفاقية كل من رئيس املؤسسة‬ ‫احلكومية للطاقة الذرية (روساتوم) سريجي كريينكا‬ ‫و وزير الكهرباء و الطاقة املتجددة املصري حممد شاكر ‪.‬‬ ‫طبقا هلذه االتفاقية ‪ ،‬ستقوم شركة روساتوم الروسية ببناء‬ ‫أربع حمطات كهرباء ذرية يف مشال مصر ‪ ،‬وذلك باستخدام‬ ‫تكنولوجيا جديدة صممت بعد كارثة فوكوشيما يف‬ ‫اليابان ‪ .‬و ستنتج كل حمطة من هذه احملطات ‪ 1200‬ميغاوات‬ ‫من الطاقة الكهربائية ‪ .‬كما تنص االتفافية على أن يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دعما‬ ‫هناك تعاون شامل يتضمن أيضا‬ ‫ماليا من روسيا على‬ ‫شكل قرض حكومي ‪ ،‬األمر الذي يعد بالغ األهمية بالنسبة‬ ‫ملصر ‪.‬‬

‫املسلحة املصرية هي صناعة سوفيتية – روسية ‪ ،‬والبعض‬ ‫منها بات حباجة للتحديث ‪ .‬أما روسيا ‪ ،‬فإىل جانب قيامها‬ ‫بتوريد األسلحة اىل مصر ‪ ،‬فإنها أيضا ال متانع يف نقل اخلربات‬ ‫التكنولوجية و تدريب الكوادر املصرية ‪ .‬و أخريا ‪ ،‬فإن اإلنفاق‬ ‫العسكري مهم بالنسبة ملصر يف حتديد الشركاء‪ .‬فالفارق‬ ‫بني سعر األسلحة الروسية و مثيالتها الغربية يرتاوح ‪ ،‬كما‬ ‫يشري حممد خليل ‪ ،‬إىل مابني ‪ 40%‬إىل ‪. 50%‬‬ ‫و على أرض الواقع ‪ ،‬فإنه منذ أواسط نوفمرب عام ‪2013‬‬ ‫وهناك خطوات عملية لتعميق التعاون الروسي – املصري‬ ‫العسكري ‪ .‬فقد عرضت موسكو على مصر أسلحة حديثة ‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك مروحيات و مقاتالت ميغ ‪ ، 29‬ومنظومة دفاع جوي‪،‬‬ ‫ومنظومة الصواريخ املضادة للدبابات “كارنيت” ‪ .‬ويشري‬ ‫اخلبري العسكري طلعت مسلم إىل أن القاهرة و موسكو‬ ‫وقعتا بروتوكوالت تعاون وذلك عندما كان السيسي ال يزال‬ ‫وزيرا للدفاع ‪ .‬وقد شكلت يف ذلك الوقت جلنة مشرتكة‬ ‫لتنسيق أعمال اجلانبني و متابعة مسار تنفيذ االتفاقيات ‪.‬‬

‫جتدر االشارة إىل أن البلدين لديهما جتربة سابقة يف‬ ‫و قد كانت اهلدية اليت قدمها الرئيس الروسي لنظريه‬ ‫التعاون يف اجملال الذري ‪ .‬فمنذ عام ‪ 1961‬يف منطقة انشاص‬ ‫اليت تبعد عن القاهرة مسافة ‪ 40‬كيلو من اجلهة الشمالية املصري ‪ ،‬وهي عبارة عن سالح إلي ( أ ك ‪ ، )47 -‬إحدى مؤشرات‬ ‫الشرقية ‪ ،‬هناك مفاعالن حبثيان يعمالن باملاء اخلفيف ‪ ،‬وقد االهتمام املتبادل بالتعاون يف اجملال العسكري ‪ .‬و قد حتدث‬ ‫الزعيمان يف املؤمتر الصحفي املشرتك عن ضرورة توطيد‬ ‫شيدا مبساعدة اخلرباء السوفيت ‪.‬‬ ‫التعاون العسكري – التقين دون أن يذكرا أي تفاصيل‬ ‫حبسب تقديرات حممد خليل ‪ ،‬فإن مصر ستجين فوائد دقيقة ‪ .‬و يشري الصحفي املصري أمحد االبيارى يف هذا الصدد‬ ‫ملموسة من التعاون مع روسيا يف اجملال الذري ‪ ،‬السيما فيما إىل أن القاهرة و موسكو ‪ ،‬وهما يبديان اهتمامها بتطوير‬ ‫يتعلق باالتفاق اخلاص مبشاركة خرباء مصريني يف انتاج العالقات ‪ ،‬فإنهما حريصتان على أال يقصيا أطراف اخرى‪،‬‬ ‫املفاعالت ‪ ،‬بل وينص هذا االتفاق‬ ‫على مشاركة عامل وبالتحديد األمريكيني ‪ .‬و يستشهد أمحد االبيارى بعبارة‬ ‫ً‬ ‫ذرة مصري يف تصنيع املفاعالت ‪،‬‬ ‫متتلك‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫وفضال‬ ‫لطلعت مسلم يقول فيها ‪« :‬ال تتحدث مصر عن تغيري يف‬ ‫املفاعالت الروسية‬ ‫ميزة تنافسية عالية ‪ .‬كما أن اجلانب اسرتاتيجيتها اخلاصة بشراء السالح ‪ ،‬ولكنها تتحدث عن‬ ‫ً‬ ‫الروسي قد وافق أيضا على نقل بعض أوجه التكنولوجيا تنويع مصادر السالح» ‪.‬‬ ‫الذرية وتدريب الكوادر املصرية ‪ .‬و يشري حممد خليل إىل أن‬ ‫هذا األمر ال يتوافر مع أطراف دولية أخرى تتقن وضع العديد من‬ ‫و بالطبع ‪ ،‬فإن التعاون العسكري – التقين و توريد‬ ‫القيود ‪ ،‬وال تقدم من اخلربات إال ما خيتص بتشغيل املفاعالت‪ .‬االسلحة مرتبطان ارتباطا وثيقا للغاية بقضايا االرهاب‬ ‫الذي تواجهه مصر يف االونة األخرية ‪ .‬و يتمثل هذا االرهاب‬ ‫أما التوجه األخر الواعد للغاية يف العالقات الروسية –‬ ‫املصرية ‪ ،‬فهو التعاون العسكري – التقين ‪ .‬يرى حممد خليل‪ ،‬يف مجاعة “أنصار بيت املقدس” يف شبه جزيرة سيناء ‪ ،‬واليت‬ ‫إىل جانب عامل التاريخ ‪ ،‬أنه البد من األخذ بعني االعتبار يواجهها اجليش املصري منذ أكثر من سنة بعدد كبري من‬ ‫كذلك اإلطار التشريعي احلديث ‪ ،‬وبالتحديد معاهدة القوات و العمليات ‪ .‬كما يتمثل االرهاب أيضا يف التهديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عددا من الضربات‬ ‫وفضال عن اجلديد األتي من ليبيا اليت وجهت هلا مصر‬ ‫الشراكة االسرتاتيجية اليت وقعت يف عام ‪. 2009‬‬ ‫ً‬ ‫ذلك ‪ ،‬البد من األخذ بعني االعتبار إن الصفقات العسكرية اجلوية و ذلك ردا على اعدام مقاتلي “الدولة اإلسالمية” لـ ‪21‬‬ ‫والتعاون بني البلدين مل يتوقفا خالل السنوات املاضية ‪ ،‬مواطن مصري قبطي ‪.‬‬ ‫خصوصا بعد تبين مصر يف أواسط التسعينات السرتاتيجية‬ ‫ومن الواضح إن لتصريح الرئيس املصري و الذي قال فيه‬ ‫«التطبيع العسكري املتدرج» مع روسيا ‪ ،‬مما جعلها حتتل‬ ‫ً‬ ‫“إن روسيا و مصر تقفان‬ ‫جنبا إىل جنب يف مواجهة اإلرهاب”‬ ‫املرتبة الثانية بني شركاء مصر يف جمال التعاون العسكري‬ ‫أهمية خاصة ‪ .‬فقد أشار السيسي يف ختام املباحثات اليت اجراها‬ ‫بعد الواليات املتحدة ‪.‬‬ ‫مع الرئيس الروسي قائال ‪ :‬لقد أكدنا على سعينا الواضح‬ ‫ً‬ ‫أيضا إىل أن حوالي ‪ 30%‬من أسلحة القوات و املشرتك جملابهة التحديات اجلديدة ‪ ،‬مبا يف ذلك االرهاب ‪.‬‬ ‫ويشري اخلبري‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪47‬‬


‫ً‬ ‫أيضا على أن مكافحة االرهاب البد أن تكون‬ ‫وقد أكدنا‬ ‫على مجيع األصعدة ‪ ،‬مبا يف ذلك على الصعيد الفكري‬ ‫واالجتماعي – االقتصادي» ‪.‬‬ ‫كانت األجندة الدولية ملباحثات الرئيسني تتضمن أيضا‬ ‫مناقشة الوضع يف العراق و ليبيا و سوريا‪ .‬وقد أكد بوتني‬ ‫و السيسي سعيهما إلجياد خمرج من األزمة ‪ .‬وقد صرح أحد‬ ‫املصادر الدبلوماسية املصرية لصحيفة األهرام أن “اجلانبني‬ ‫اتفقا على تنسيق اجلهود يف هذا اجملال”‪ .‬وأضاف املصدر قائال‪:‬‬ ‫إن املشكلة تكمن يف أنه ‪ ،‬وعلى الرغم من أننا ننوي بأي‬ ‫طريقة كانت إشراك نظام األسد يف التسوية السياسية‬ ‫ً‬ ‫النهائية ‪ ،‬إال أننا لن نذهب‬ ‫بعيدا ‪ ،‬مثل أصدقائنا الروس ‪،‬‬ ‫حماولني انقاذ األسد ‪.‬‬

‫كرييل دميرتيف و الوزير أشرف سلمان على مذكر تفاهم‬ ‫لتطوير التعاون االستثماري ‪ .‬وطبقا هلذا االتفاق ‪ ،‬سيقوم‬ ‫الصندوق الروسي بدعم وزارة االستثمار املصرية يف مجيع‬ ‫مراحل انشاء الصندوق االستثماري ملصر ‪ .‬فسوف يكون‬ ‫هناك عمل مشرتك على انشاء الصندوق و هيكل ادارته‬ ‫واسرتاتيجيته االستثمارية ‪ ،‬و على تطبيق منوذج االستثمار‬ ‫املشرتك ‪ .‬كما سوف يساعد الصندوق الروسي لالستثمارات‬ ‫املباشرة على جذب مستثمرين دوليني اخرين لالستثمار‬ ‫يف الصندوق املصري ‪ ،‬وذلك باالستفادة من خربته يف عقد‬ ‫الشراكات مع الصناديق السيادية الرئيسية يف العامل ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬ ‫كما أوىل الطرفان‬ ‫كبريا مبا يتعلق بتوطيد‬

‫وتطوير التعاون يف اجملال السياحي أيضا ‪ .‬وقد صرح الرئيس‬ ‫السيسي يف هذا الصدد قائال ‪ :‬إن دعم روسيا مهم بالنسبة لنا‬ ‫و مع ذلك ‪ ،‬فإن حممد خليل يشري إىل وجود توافق روسي‬ ‫يف انعاش النشاط السياحي يف بلدنا ‪ ،‬ويف املزيد من الرتويج‬ ‫– مصري على منهجية حل األزمة السورية ‪ .‬وقد انعكس هذا‬ ‫لزيارة منتجعات البحر األمحر ‪.‬‬ ‫األمر ‪ ،‬حبسب رأي حممد خليل ‪ ،‬يف انعقاد لقاءين للمعارضة‬ ‫ومع ذلك و بغض النظر عن اخلطط اجلادة للغاية واملشاريع‬ ‫السورية يف شهر يناير من هذا العام يف كل من القاهرة‬ ‫وموسكو ‪ .‬وقد دعى البيان اخلتامي لكال اللقاءين إىل عقد املستقبلية الطموحة ‪ ،‬إال أن مستقبل العالقات االقتصادية‬ ‫مؤمتر موسع للمعارضة السورية يوحد مجيع أطيافها ‪ .‬ويعتقد الثنائية ال يبدو بذلك الصفاء ‪ .‬والسبب الرئيسي يف ذلك ‪،‬‬ ‫حممد خليل إن زيارة بوتني إىل القاهرة سوف تساهم بشكل حبسب تقديرات اخلرباء االقتصاديني املصريني ‪ ،‬يكمن يف‬ ‫كبري يف توحيد التكتيكات الالزمة لتعميق التعاون سواء الوضع احلالي لروسيا ‪ :‬حيث العقوبات األوروبية و األمريكية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهبوط أسعار النفط ‪ ،‬و حماولة عزل موسكو‬ ‫سياسيا‬ ‫على الساحة احمللية أو االقليمية أو الدولية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واقتصاديا على املستوى الدولي ‪.‬‬

‫التعاون االقتصادي طويل األمد هو أساس العالقات‬

‫يعد اجلانب االقتصادي يف الوقت احلالي قضية ذات أهمية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا أثناء مناقشة افاق‬ ‫اهتماما‬ ‫كربى وتوليها القاهرة‬ ‫تطوير العالقات مع الدول األخرى ‪ .‬و روسيا ليست استثناءا من‬ ‫هذه القاعدة ‪.‬‬

‫و حبسب رأي اخلبري االقتصادي يف مركز األهرام للدراسات‬ ‫االسرتاتيجية حسني سليمان ‪ ،‬فإن التأثري السليب هلذه العوامل‬ ‫قد ينعكس على آفاق تطوير العالقات الروسية – املصرية‬ ‫التجارية يف اجملال االستثماري بشكل سليب ‪ .‬و يضيف‬ ‫حممد سليمان قائال “بغض النظر عن الرغبة اليت أبداها اجلانب‬ ‫الروسي يف العام املاضي يف االستثمار يف االقتصاد املصري ‪ ،‬إال‬ ‫أن اخنفاض أسعار النفط وما نتج عنه من اخنفاض يف ايرادات‬ ‫روسيا قد يعيق هذه اجلهود” ‪ .‬و يرى سليمان أن هناك عامل‬ ‫أخر خطري وهو تأثري األزمة االقتصادية يف روسيا على القدرات‬ ‫السياحية للروس ‪ .‬و يشري اإىل أن روسيا تعد يف الوقت احلالي‬ ‫الشريك الرئيسي ملصر يف جمال السياحة‪ .‬إال أن اخنفاض‬ ‫قيمة الروبل أدى إىل حدوث زيادة كبرية يف أسعار املنتجات‬ ‫و اخلدمات السياحية بالدرجة األوىل ‪ ،‬األمر الذى أدى اىل حدوث‬ ‫اخنفاض ملحوظ على الطلب ‪.‬‬

‫إحدى أهم النتائج اليت حققت يف اجملال االقتصادي هو‬ ‫ما ذكره الرئيس املصري عن التوصل إىل اتفاق على إنشاء‬ ‫منطقة جتارة حرة بني مصر و االحتاد االقتصادي األوراسي ‪ .‬وقد‬ ‫اتفق اجلانبان على تشكيل جمموعة عمل لتنسيق مجيع‬ ‫التفاصيل ‪ .‬ومن املفرتض أن يعقد أول اجتماع جملموعة العمل‬ ‫هذه يف القاهرة وذلك يف شهر أبريل ‪ ،‬وقبل نهاية النصف األول‬ ‫من العام سيتم الكشف عن النتائج األولية لعمل اللجنة‪،‬‬ ‫وذلك حبسب تصريح وزير التنمية االقتصادية اليكسي‬ ‫أوليوكايف ‪ .‬ويف ذات التوقيت سيبدأ العمل على انشاء‬ ‫وتطوير املنطقة الصناعية الروسية بالقرب من قناة السويس‪.‬‬ ‫و ماذا خبصوص أمريكا؟‬ ‫و قد مت توثيق هذا االتفاق يف مذكرة التفاهم يف جمال جذب‬ ‫االستثمارات و املشاركة يف بناء املشاريع على األراضي‬ ‫صرح الرئيس السيسي بعد لقائه مع بوتني “أن مصر تعد‬ ‫املصرية ‪ ،‬واليت وقعها كل من اليكسي اوليوكايف و وزير روسيا رصيدا اسرتاتيجيا يف سعيها حنو عالقات سياسية‬ ‫االستثمار املصري أشرف سلمان ‪.‬‬ ‫خارجية متزنة” ‪ .‬و تتطابق هذه العبارة ‪ ،‬إذا ما فسرت بشكل‬ ‫كما وقع رئيس الصندوق الروسي لالستثمارات املباشرة صحيح ‪ ،‬مع أكثر من تصريح أدىل به مسئولون مصريون‬

‫‪48‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬


‫عن أن التقارب مع روسيا لن يكون على حساب العالقات و اهلند و تركيا ‪ ،‬تعد رسالة واضحة لواشنطن أن روسيا ال‬ ‫الدولية األخرى ‪ ،‬مشريين بشكل مباشر إىل أن املقصود هنا ميكن عزهلا ‪.‬‬ ‫هي الواليات املتحدة األمريكية بالدرجة األوىل ‪ .‬فقد ذكرت‬ ‫كما يؤكد أيضا الدبلوماسي املصري أن نتائج الزيارة‬ ‫ً‬ ‫نقال عن املتحدث بإسم احلكومة املصرية‬ ‫صحيفة األهرام‬ ‫ستكون حمل حبث دقيق يف “دهاليز السلطة” يف امريكا‪:‬‬ ‫“إن مصر و الواليات املتحدة األمريكية هما شريكان‬ ‫البيت األبيض ‪ ،‬جملس األمن القومي ‪ ،‬وزارة اخلارجية ‪،‬‬ ‫اسرتاتيجيان ‪ ،‬وستستمر هذه الشراكة مادام تعزيزها يليب‬ ‫ً‬ ‫البنتاغون ‪ ،‬الكوجنرس ‪ ،‬مبا أنها‬ ‫مجيعا تنتهج مقاربات‬ ‫مصاحل الدولتني» ‪.‬‬ ‫خمتلفة حيال تطوير العالقات مع مصر ‪.‬‬ ‫يف تعليقه على نتائج زيارة بوتني إىل القاهرة ‪ ،‬يشري‬ ‫و يتوقع أمني شليب يف هذا الصدد أن يكون هناك نوعان‬ ‫ً‬ ‫الدبلوماسي املعروف السيد أمني شليب الذي يرتأس‬ ‫حاليا اجمللس‬ ‫من ردات الفعل ‪ .‬ردة الفعل االوىل هي من طرف الذين يؤكدون‬ ‫املصري للشؤون الداخلية إىل “ ان القضية األن تكمن يف‬ ‫ً‬ ‫إن مصر تتحالف‬ ‫حاليا مع روسيا ‪ ،‬يف الوقت الذي تقوم فيه‬ ‫الكيفية اليت ستكون عليها ردة فعل واشنطن على املستوى‬ ‫الواليات املتحدة بالضغط على مصر لتحصل على تأييدها‬ ‫اجلديد للتعاون الروسي – املصري ‪ ،‬وكيف سينعكس ذلك‬ ‫للموقف األمريكي يف القضية األوكرانية ‪ .‬أما ردة الفعل‬ ‫على العالقات املصرية – األمريكية”‪.‬‬ ‫الثانية فهي من من يعتقد أن مصر ال تزال مفيدة للواليات‬ ‫مبجرد أن بدأت مصر يف تطوير عالقاتها مع روسيا ‪ ،‬كانت املتحدة يف قضايا رئيسية ‪ ،‬مثل‪ :‬قناة السويس ‪ ،‬تقديم جماهلا‬ ‫التصرحيات الواردة من الواليات املتحدة ميألها عدم الثقة اجلوي لتحليق الطريان األمريكي ‪ ،‬احلفاظ على السالم مع‬ ‫والشك ‪ .‬و نفس الشيء جنده يف تقييم نتائج مباحثات بوتني اسرائيل ‪ ،‬مكافحة االرهاب ‪.‬‬ ‫مع السيسي‪ .‬فهاهي املتحدثة بإسم وزارة اخلارجية األمريكية‬ ‫و يبادر الدبلوماسي املصري باجلواب على السؤال الذي‬ ‫جني بساكي تصرح ‪ ،‬مبدية المباالة مصطنعة‪ ،‬أن الواليات‬ ‫سيطرحه االمريكيون بالتأكيد حول تنفيذ مصر اللتزاماتها‬ ‫املتحدة األمريكية لن تعارض مذكرة التفاهم الروسية –‬ ‫يف هذه اجملاالت ‪ ،‬بالتشديد على أن توسيع العالقات الدولية لن‬ ‫املصرية لبناء مفاعل ذري يف مصر ‪ .‬إال أنها تهربت من التعليق‬ ‫يتم على حساب قوى أخرى أو يلحق الضرر بها ‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫على اتفاق موسكو و القاهرة اخلاص باستبدال الدوالر بالروبل مت التأكيد عليه ً‬ ‫مرارا ‪ .‬سوف تستمر مصر يف عالقاتها الوثيقة‬ ‫يف احلسابات التجارية الثنائية يف املستقبل ‪.‬‬ ‫مع واشنطن املبنية على االحرتام املتبادل و املصاحل ‪.‬‬ ‫يف الوقت الذي كان فيه املسئولون األمريكيون‬ ‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬ميكن اإلشارة إىل أن العالقات‬ ‫متحفظون‪ ،‬كان احملللون و اخلرباء األمريكيون أكثر‬ ‫ً‬ ‫الروسية – املصرية متر‬ ‫حاليا مبرحلة جديدة‪ :‬وهي مرحلة‬ ‫صراحة ‪ .‬فقد أشار بعضهم إىل أن موسكو تقوم يف الوقت‬ ‫االهتمام املتبادل ‪ ،‬و األماني الطموحة من طرف القاهرة ‪،‬‬ ‫احلالي بإزاحة الواليات املتحدة من الشرق األوسط ‪ ،‬مشبهني هذا‬ ‫والتقديرات املتفائلة من طرف موسكو ‪ .‬و تنقل صحيفة‬ ‫األمر بإبعاد الواليات املتحدة لروسيا عن مصر و عن الدبلوماسية‬ ‫األهرام ويكيلي عن دبلوماسي مصري مل تذكر أمسه قوله‬ ‫السلمية يف عام ‪ . 1979‬وهناك جمموعة أخرى من احملللني‬ ‫“أن االرادة السياسية موجودة ‪ ،‬وأن الشك الذي يشعر به الروس‬ ‫واخلرباء يلومون أوباما بشدة على تنفري النظام اجلديد يف‬ ‫حيال التزام مصر باستئناف الشراكة االسرتاتيجية أخذ يف‬ ‫مصر و إيقاف توريد األسلحة و املعدات العسكرية يف الوقت‬ ‫الذوبان” ‪.‬‬ ‫الذي حتتاج اليها مصر بشدة ملكافحة التهديد اإلرهابي ‪.‬‬ ‫أما اجملموعة الثالثة من احملللني ‪ ،‬فهي تنظر إىل زيارة بوتني‬ ‫يتفق اخلرباء الروس و املصريون على أن زيارة بوتني إىل‬ ‫كمؤشر على أن موسكو و القاهرة لن تقبال مبزيد من مصر تتماشى بشكل كامل و مساعي البلدين و تهدف إىل‬ ‫الضغط اخلارجي والتدخل يف سياساتهما ‪.‬‬ ‫تعزيز التعاون ‪ .‬و مع ذلك ‪ ،‬يشري الدبلوماسي املصري إىل أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذا األمر يتطلب وقتا و عمال و توظيف رؤوس األموال ‪ ،‬كما‬ ‫و يشري أمني شليب إىل أن زيارة بوتني إىل مصر أتت يف وحيتاج أيضا إىل استعداد ملواجهة الضغط السياسي اخلارجي‪.‬‬ ‫الوقت الذي كانت فيه الواليات املتحدة تزيد من مواجهتها مع تؤكد مذكرات التفاهم املوقعة بني البلدين على التزام‬ ‫روسيا خبصوص األزمة األوكرانية ‪ ،‬وتكثف العقوبات موسكو و القاهرة على العمل ً‬ ‫جنبا إىل جنب بشكل أكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالغا‬ ‫اهتماما‬ ‫قربا ‪ ،‬إال أن هذا العمل دقيق للغاية و يتطلب‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ساعية بذلك إىل عزل روسيا دوليا ‪ .‬إال أنه يعتقد‬ ‫أن زيارة الرئيس الروسي إىل مجهورية مصر العربية ‪ ،‬اليت تعد وبذال للجهد ‪ ،‬كما و يتطلب بال شك أن يكون هناك سعي‬ ‫احدى أهم الدول يف الشرق األوسط ‪ ،‬إىل جانب زيارته إىل الصني لبلوغ احملصلة النهائية ‪.‬‬ ‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬

‫‪49‬‬


‫المترجمون‬

‫د‪.‬بدر العكاش‬

‫د‪.‬دينا حممد‬

‫مدرس األدب الروسي بكلية األلسن جامعة عني مشس‪ .‬هلا العديد من األحباث يف األدب‬ ‫الروسي باللغتني الروسية والعربية مت نشرهم يف جمالت ودوريات علمية حملية ودولية‬

‫د‪.‬حممد السيد‬

‫مدرس اللغة الروسية بكلية األلسن جامعة عني مشس‪ .‬له العديد من األحباث يف األدب‬ ‫الروسي باللغتني الروسية والعربية مت نشرهم يف جمالت ودوريات علمية حملية ودولية‬

‫د‪.‬حممد رياض‬

‫حاصل على درجة الدكتوراه من كلية األلسن جامعة عني مشس‪ .‬قام برتمجة عدد من‬ ‫ً‬ ‫مديرا للرتمجة بدار نشر أنباء روسيا ‪ -‬الطبعة العربية‬ ‫الكتب إىل اللغة العربية‪ .‬يعمل‬

‫د‪.‬حممدعبد احملسن‬ ‫د‪.‬هشام حممود‬

‫‪50‬‬

‫حاصل على درجة الدكتوراه يف الرتمجة من جامعة موسكو احلكومية‪.‬‬ ‫أستاذ مساعد اللغة الروسية و الرتمجة جبامعة امللك سعود‪ .‬له عد كبري من املقاالت‬ ‫املنشورة يف جمالت علمية حمكمة و كذا يف كربيات الصحف السعودية‪.‬‬

‫مدرس اللغة الروسية بكلية األلسن جامعة عني مشس‪.‬‬ ‫مدرس األدب الروسي بكلية األلسن جامعة عني مشس‪ .‬له العديد من األحباث يف األدب‬ ‫الروسي باللغتني الروسية والعربية مت نشرهم يف جمالت ودوريات علمية حملية ودولية‪.‬‬ ‫شارك يف إعداد مقرر يف تعليم اللغة الروسية‪.‬‬

‫آسيا وإفريقيا اليوم الطبعة العربية عدد ‪1‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.