العدد الثانى والأربعون

Page 1


‫فعلها أحفاد الشيخ حممد عياد الطنطاوى ‪ ..‬فهل نفعلها ؟‬

‫أواخر مارس املاضى شهد أول إحتفالية شعبية بذكرى الشيخ املـُعلم حممد عياد‬ ‫الطنطاوى بقريته جنريج مركز بس��يون حمافظة الغربية ‪ .‬والشيخ حممد عياد‬ ‫الطنطاوى – ملن مل يس��مع بامس��ه – كان أول مـُعلم للغة العربية باإلمرباطورية‬ ‫الروسية فى الفرتة من ‪ 1840‬وحتى ‪ ، 1861‬حيث توفاه اهلل ودفن مبقابر املسلمني‬ ‫بسانت بطرسبورج ‪.‬‬ ‫عمل الش��يخ املعلم خالل تواجده بروسيا كمـُعلم للغة العربية بدواوين وزارة‬ ‫اخلارجية اإلمرباطورية ‪ ،‬ثم إنتقل بعدها ليرتأس قسم اللغة العربية جبامعة سانت‬ ‫بطرس��بورج اإلمرباطورية ‪ ،‬ويؤس��س قس��م تاريخ العرب باجلامعة ‪ .‬قضى الشيخ‬ ‫املعل��م حياته كلها فى اإلب��داع والتأليف إىل جانب عمل��ه باجلامعة وترك لنا من‬ ‫ب�ين ما ترك ث��روة علمية متثلت فى عش��رات املخطوطات ‪ ،‬منها ما ألفه بنفس��ه ‪،‬‬ ‫ومنه��ا ما خط��ه عن غريه م��ن املؤلفني ‪ .‬وق��د قمنا بالتع��اون مع جامعت��ه العريقة‬ ‫بنقل نس��خة من ه��ذه املخطوطات للمهتمني م��ن دار الكتب والوثائ��ق القومية ‪،‬‬ ‫واجلامعات واملراكز ذات الصلة مبصر‪.‬‬ ‫اإلحتفالية الشعبية بالشيخ املـعلم حممد عياد الطنطاوى ‪ ،‬والتى نظمها عمدة‬ ‫‪ ‬قريته جنريج املهندس ماهر ش��تيه ‪ ،‬ورجاالتها ‪ ،‬وش��بابها كانت أكثر من رائعة‪،‬‬ ‫إذ خ��رج عش��رات املئ��ات من أطف��ال وتالميذ القرية ‪ ،‬س��يداتها ورجاهل��ا ‪ ،‬كهوهلا‬ ‫وشبابها حيتفون بذكرى جدهم املـُعلم ‪ ،‬ملتفني حول النصب التذكارى للشيخ‬ ‫ً‬ ‫ش��اخما فى مدخل مدرس��ة القرية‬ ‫املـُعل��م حممد عي��اد الطنطاوى وال��ذى إنتصب‬ ‫اإلبتدائي��ة ‪ /‬اإلعدادي��ة ‪ ،‬والتى غدت – بقرار حمافظها أمحد ضيف – حتمل إس��م‬ ‫الشيخ اجلليل ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اخلامس والعش��رين م��ن مارس من كل عام س��يغدو ً‬ ‫قومي��ا لقرية جنريج‬ ‫يوما‬ ‫حتتفي فيها بذكرى الشيخ اجلليل ‪ ،‬والذى أعادت له قريته إعتباره بعد أن كان‬ ‫تارخيه – منذ وفاته – صفحة مطوية ‪.‬‬ ‫كلن��ا نبحث عن صفحات التاريخ مل يكتبها ُ‬ ‫أحد بعد ‪ ،‬وهي مس��ئولية جيب‬ ‫علين��ا أن نتحملها ‪ ،‬كم��ا حتملها أحفاد الش��يخ حممد عياد الطنط��اوى ‪ ..‬فهل‬ ‫نفعلها ؟‬

‫‪3‬‬

‫د‪ .‬حســــني الشـــــــافعى‬ ‫رئيس جملس اإلدارة ورئيس التحرير‬


‫مصر وروسيا تحتفيان بذكرى الشيخ‬

‫حممد عياد الطنطــاوى‬ ‫أول ُمعمل للعربية رب�وسيا‬ ‫ف‬ ‫ي� مسقط رأسه‬

‫أحفاد الشيخ املُعلم حممد عياد الطنطاوي من قريته جنريج‪ ،‬يلتفون حول النصب التذكاري له‪ ،‬الذي أهدته املؤسسة املصرية‬ ‫الروسية للثقافة والعلوم يف مدخل املدرسة اإلبتدائية اإلعدادية واليت أضحت حتمل أسم الشيخ املُعلم حممد عياد الطنطاوي‬

‫‪4‬‬


‫مصر وروسيا تكرمان الشيخ محمد عياد‬ ‫الطنطاوي في قريته‬ ‫عمدة قرية نجريج ‪ :‬االحتفاالت الشعبية بالشيخ عياد أعادت للقرية شبابها وصحوتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محافظ الغربية ‪ :‬من اآلن فصاعدا أصبح لقرية نجريج وضعا خاصا بالمحافظة‪ ...‬تسمية‬ ‫المدرسة اإلبتدائية اإلعدادية باسم الشيخ المعلم محمد عياد الطنطاوي‪ ،‬رصف الطرق‬ ‫المحيطة بالمدرسة ‪ ،‬تبني مشروع إنشاء معهد أزهري بالقرية يحمل اسم الشيخ عياد‬

‫ممثل السفير الروسي ‪ :‬الشيخ طنطاوي لم يكن شخصية مصرية وطنية فحسب‪...‬‬ ‫ً‬ ‫بل وروسية أيضا ‪.‬‬ ‫خاص بأنباء روسيا ‪:‬‬

‫تلميذات وتالميذ املدرستني اإلبتدائية واإلعدادية بقرية جنريج إصطفوا إلستقبال الوفود القادمة لالحتفاء بذكرى الشيخ الطنطاوي‬

‫‪5‬‬


‫يف احتفالية ش��عبية بهيجة‪ ،‬خرج أهل قرية جنريج عن بكرة أبيهم ‪ ،‬األوالد والبنات والش��باب والرجال والسيدات والشيوخ يف جتمع‬ ‫حاشد يربو عن األلف مواطن يف رحاب املدرسة اإلبتدائية اإلعدادية بقرية جنريج‪ ،‬واليت خصصت لنصب التمثال الربونزي النصفي للشيخ‬ ‫املعلم حممد عياد الطنطاوي ( من أعمال د‪ .‬أسامة السروي )‪ ،‬وهو التمثال الذي أهدته املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم إىل أهالي‬ ‫قرية جنريج موطن الشيخ عياد ‪.‬‬ ‫يف الثالثة من ظهر اجلمعة اخلامس والعش��رين من ش��هر مارس‪ ،‬كانت الباصات القادمة من القاهرة ُتقل املش��اركني يف االحتفالية ‪،‬‬ ‫وتصطف أمام املدرسة ليستقبلهم‪ ،‬تالميذ وتلميذات مدارس القرية باألغاني والرتحيب يف مشهد احتفالي شعيب أبهر الضيوف ‪.‬‬ ‫وما إن جتمع الضيوف حتى بدأت مراس��م قص الشريط حول التمثال الربونزي للشيخ “حممد عياد الطنطاوي”‪ ،‬والذي مت نصبه مبدخل‬ ‫املدرسة ‪ ،‬وسط حالة من الفرح العام مشلت كل احلاضرين‪ ،‬وكأن املصريني يعوضون ذلك التجاهل الكبري لقيمة وقامة الشيخ حممد‬ ‫عياد الطنطاوي طوال ما يزيدعن “املائة ومخسني ً‬ ‫عاما” ‪ ،‬وها هو اجلمع الكبري امللتف حول متثاله يعلن أن الشيخ حممد عياد الطنطاوي‬ ‫قد عاد ألهله ‪ ،‬وأن تراثه وخمطوطاته فيحوزتهم‪ ،‬وهم األوىل باحلفاظ عليها من غريهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جمه��ودا جبا ًرا ؛ لكي خترج‬ ‫وق��د بذل عمدة قرية جنريج املهندس “ماهر أنور ش��تيه” خالل الفرتة الس��ابقة على االحتفالية الش��عبية‬ ‫هذه االحتفالية كأحس��ن ما تكون االحتفاليات الش��عبية ‪ ،‬وها هو يبهر اجلميع بروعة التنظيم لالحتفالية ‪ ،‬ومجاهلا فخرجت بشكل‬ ‫مل يكن ُ‬ ‫أحد يتوقعه ‪.‬‬ ‫احلاف�لات القادم��ة م��ن القاه��رة لقري��ة “جنريج” محلت العش��رات م��ن الضيوف م��ن مصر وروس��يا إىل جانب مندوبي س��فارة روس��يا‬ ‫االحتادية بالقاهرة‪ ،‬والدكتور مس��عد عويس وأس��رته ‪ ،‬ود‪ .‬بهيجة اهللباوي ‪ ،‬ود‪ .‬س��امية توفيق ‪ ،‬ود‪ .‬حممد نصر اجلبالي ‪ ،‬واللواء محدي‬ ‫‪ ‬ش��عراوي (أحد قادة حرب أكتوبر ) وصحبه ‪ ،‬ود ‪ .‬س��يد صابر وعائلته ‪ ،‬ود‪ .‬زينب الديب العاملة املعروفة ‪ ،‬واملهندس س��يد سالمة وعائلته‪،‬‬ ‫ود ‪ .‬أس��امة الس��روي ‪ ،‬وأس��رة الدكتور حسني الش��افعي ‪ ،‬ومجيع العاملني بدار نش��ر “أنباء روسيا” “واملؤسس��ة املصرية الروسية للثقافة‬ ‫والعلوم”‪ ،‬وممثلي السفارة الروسية بالقاهرة ومكاتبها النوعية‪ ،‬والعديد من ممثلي وسائل اإلعالم الصحفية واملرئية ‪.‬‬

‫تالميذ وأطفال قرية جنريج‪ ،‬جبوار متثال الشيخ حممد عياد الطنطاوي‪ ،‬ونظرات تشع ذكا ًء وثقة توارثوها عن أجدادهم‬

‫‪6‬‬


‫على املنصة الرئيسية لالحتفالية ‪ ،‬وأمام املئات من أهالي قرية جنريج وضيوفها ‪ ،‬تواىل املتحدثون ‪ :‬الدكتور “حسني الشافعى” راعي‬ ‫االحتفالية ‪ ،‬ورئيس املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقافة والعلوم ‪ ،‬الذي حتدث عن تاريخ الش��يخ حممد عياد الطنطاوي (‪،)1861–1810‬‬ ‫والذي كان “أول معلم للعربية” يف روس��يا اإلمرباطورية (‪ ، )1861 – 1840‬والذي عمل بوزارة اخلارجية الروس��ية يف “س��انت بطرسبورج”‬ ‫‪ ‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أس��تاذا للتاريخ العربي – جبامعة س��انت بطرس��بورج ‪ ،‬مل يكتف خالل حياته بعمله فقط ‪،‬‬ ‫أس��تاذا للغة العربية ‪ ،‬ومن بعد‬ ‫لينتقل منها‬ ‫بل كان ً‬ ‫رمزا للعامل اجملتهد الذي يعطي وال يضن ‪ ،‬ويبذل وال مين ‪ ،‬يصنع مبفرده ما عجز عن صنعه املئات يف نشر قيم وتاريخ احلضارة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العربية اإلس�لامية ؛ ليثبت حبق أن العلم ال وطن له ‪ ،‬وأن ش��عوب العامل على اختالفها أمام املعرفة س��واء ‪ ،‬ليس��اهم فعال وقوال يف تعريف‬ ‫الشرق حبضارتنا وتراثنا وتارخينا ‪ .‬الدكتور “حسني الشافعي” أشار إىل أن رحلة الشيخ عياد الطنطاوي إىل روسيا مل تكن رحلة للتعلم‬ ‫كأقرانه‪ ،‬ولكنها كانت رحلة للتعليم والتدريس‪ ،‬وهو األمر الذي يفسر غزارة املخطوطات الرتاثية اليت تركها لنا الشيخ املعلم حممد‬ ‫عياد الطنطاوي ‪ ،‬وهي املخطوطات اليت قدمها الدكتور حس�ين الش��افعي يف نس��خة إلكرتونية كهدية من املؤسس��ة املصرية الروسية‬ ‫للثقافة والعلوم لعمدة القرية ماهر أنور شتيه وملدير مدرستها ‪.‬‬ ‫حسني الشافعي أشار إىل أن االحتفاء واالحتفال بذكرى الشيخ “حممد عياد الطنطاوي” هو احتفاء وإحياء لذكرى رمز من الرموز‬ ‫الوطنية املصرية‪ ،‬وطالب بأن يصبح ‪ -‬اخلامس والعشرين من شهر مارس ‪ -‬من كل عام هو عيد لقرية جنريج حيتفل فيه برمزها الكبري‪،‬‬ ‫ودعى ملبادرة شعبية الحتفاء كل قرية ومدينة مصرية برموز العطاء الوطين بها ؛ إلحياء ذاكرة األمة‪ ،‬واستدعاء تارخيها الوطين ‪ .‬كما‬ ‫حتدث د ‪ .‬أسامة السروي‪ ،‬الذي قام بتنفيذ عدة متاثيل للشيخ الطنطاوي‪ ،‬عن دور املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم يف دعمها‬ ‫وتبنيها للمشروع الذي أدى إىل تنصيب التمثال وسط فناء املدرسة اإلبتدائية اإلعدادية لقرية جنريج‪ ،‬ومتثال آخر يف مدخل مدرسة سانت‬ ‫بطرسبورج ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حتدث فالدميري كورشنيكوف‬ ‫ممثال عن السفارة الروسية عن أنه كمستشرق‪ُ ،‬يدرك القيمة الكربى للموروث الثقايف الذي‬ ‫تركه الشيخ عياد ‪ ،‬لكنه خيتلف فقط يف أن الشيخ عياد مل يكن شخصية مصرية وطنية فحسب ‪ ،‬بل ساهم يف مد جسور التواصل‬ ‫بني العرب وروسيا مما جيعله شخصية مصرية – روسية مهمة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معروفا هلا‪ ،‬وأن‬ ‫وقد ذكرت د ‪ .‬فريدة جماهد وكيل أول وزارة الرتبية والتعليم بالغربية أن شخص الشيخ عياد الطنطاوي مل يكن‬ ‫أول ما علمته عنه كان من كتاب الدكتور حسني الشافعي حول تارخيه ‪ .‬كما ذكرت د ‪ .‬فريدة أن الشيخ عياد الطنطاوي صار‬ ‫ً‬ ‫علما ستحتفي وزارة التعليم بآثاره ‪ .‬الدكتور جماهد اجلندي أستاذ احلضارة اإلسالمية والتاريخ اإلسالمي جبامعة األزهر ومؤرخ األزهر‬ ‫وعضو احتاد املؤرخني العرب واملنسق العام الحتاد اآلثريني العرب‪ ،‬وقد حكى عن رحلة الشيخ عياد الطنطاوي من جنريج إىل األزهر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معلما‬ ‫طالبًا ثم‬ ‫فمدرسا للغة العربية لألجانب‪ ،‬كما حكى عن أعماله وتراثه الذي تركه خالل فرتة عمله يف روسيا‬ ‫معلما للغة‬ ‫العربية‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫وحضر الدكتور عبد الكريم جبل أس��تاذ ورئيس قس��م اللغة العربية‬ ‫جبامعة طنطا وأس��اتذة قس��م اللغ��ة العربي��ة للمش��اركة يف االحتفالية‬ ‫الش��عبية‪ ،‬وذكر أن تراث الش��يخ “حمم��د عياد الطنط��اوي” قد صار حتت‬ ‫رعاي��ة كلي��ة اآلداب بطنط��ا ‪ ،‬وأن الكلي��ة – بالتنس��يق مع د ‪ .‬حس�ين‬ ‫الشافعي رئيس املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم – سوف ينظمان‬ ‫املؤمت��ر الثق��ايف الثالث ع��ن التواصل العربي – الروس��ي يف س��بتمرب القادم‬ ‫ً‬ ‫تكرميا لذكرى الشيخ عياد الطنطاوي ‪ ،‬كما أعلن د ‪ .‬جبل عن‬ ‫‪ 2016‬؛‬ ‫جمموعة من املنح الدراس��ية اجملانية للروس لدراس��ة اللغ��ة العربية مبركز‬ ‫تعليم اللغة العربية لألجانب مبحافظة طنطا ‪.‬‬ ‫وقد شهدت قرية “جنريج” التابعة ملركز “بسيون” مبحافظة الغربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ش��عبيا بالش��يخ حممد عياد الطنطاوي أول معل��م للغة العربية يف‬ ‫احتفاال‬ ‫عمدة قرية جنريج املهندس ماهر أنور شتيه‪..‬‬ ‫‪ ‬روس��يا نظم احلف��ل اجلمعية املصرية الروس��ية للثقافة والعلوم بالتنس��يق‬ ‫ومنظم اإلحتفالية ‪.‬‬ ‫مع مكتبة اإلس��كندرية ‪ ،‬حبضور “أمحد ضيف صق��ر” حمافظ الغربية‪،‬‬ ‫والس��يد “فالدمي�ير كوراش��ينكوف” مندو ًبا عن الس��فري الروس��ي‪ ،‬ود ‪“ .‬أمحد جماه��د” مندو ًبا عن وزي��ر التعليم‪ ،‬والدكتور “حس�ين‬ ‫الش��افعي” رئيس اجلمعية املصرية الروسية للثقافة والعلوم ‪ ،‬ود‪“ .‬فريدة جماهد” وكيل وزارة الرتبية والتعليم بالغربية‪ ،‬وحشد كبري‬ ‫من الضيوف باإلضافة إىل أهالي البلدة ‪ .‬مت خالل احلفل توزيع كتب عن حياة الشيخ املعلم “حممد عياد الطنطاوي” وتراثه وإلقاء أحباث‬ ‫حول خمطوطاته القيمة ‪ ،‬واليت ترك منها ما يزيد عن املائة خمطوطة ‪.‬‬ ‫يذكر أن الشيخ حممد عياد الطنطاوي ولد ألبوين مصريني يف العام ‪ ،1810‬بقرية جنريج إحدى قرى حمافظة الغربية‪ ،‬وسافر إىل‬ ‫القاهرة وهو يف عمر الـ‪ 13‬عا ًما‪ ،‬ودرس اللغة العربية والنحو والصرف واألدب والعروض يف األزهر‪ ،‬وتويف والده وهو ابن الـ‪ 18‬عا ًما‪ ،‬ما جعله‬ ‫يرتك دراسته ويتجه إىل العمل وفضل تدريس اللغة العربية‪ .‬واكتسب الشيخ شهرة واسعة‪ ،‬وأصبح فقي ًها يف اللغة العربية‪ ،‬وتوافد‬ ‫ً‬ ‫مرتمجا يف القنصلية الروسية‬ ‫‪ ‬عليه “األوروبيون” املقيمون يف مصر ليعلمهم اللغة العربية ومن بني تالميذه ن ‪“ .‬موخني” ‪ ،‬الذي عمل‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬‬ ‫معلما للغة العربية للسفراء والدبلوماسيني‪،‬‬ ‫يف مصر عام ‪ ، 1835‬ويف العام ‪ُ 1840‬اختري للعمل يف وزارة اخلارجية الروسية‪ ،‬ليكون‬ ‫وبعد ‪ 7‬سنوات انتقل ليعمل يف كلية اللغات الشرقية جبامعة سانت بطرسبورج ‪ -‬عاصمة روسيا يف ذلك الوقت ‪ -‬ليصبح أول معلم للغة‬ ‫العربية يف روسيا‪ ،‬وتويف يف ‪ 29‬أكتوبر عام ‪.1861‬‬

‫‪8‬‬


9


‫ً‬ ‫الدكتور حسني الشافعي‪ ،‬يلقي الكلمة االفتتاحية يف االحتفالية الشعبية بقرية جنريج‪ ،‬ويعلن ‪ 25‬مارس ً‬ ‫قوميا ألهالي القرية‬ ‫يوما‬

‫د‪ .‬بهيجة اهللباوي‪ ،‬ود‪ .‬زينب الديب ومجع من املشاركني يف االحتفالية‬

‫الدكتور حسني الشافعي‪ ،‬واألستاذة ‪ /‬فريدة جماهد السيد‪،‬‬ ‫والسيد‪ /‬أمحد ضيف صقر‪ ،‬حمافظ الغربية أثناء عزف السالم اجلمهوري‬

‫‪10‬‬


‫اللواء‪ /‬أمحد ضيف صقر ‪ -‬حمافظ الغربية‪ ،‬يعلن إطالق أسم الشيخ حممد عياد الطنطاوي على مدرسة قرية جنريج‬

‫جانب من السادة احلضور وأهالي قرية جنريج املشاركني يف االحتفالية الشعبية‬

‫‪11‬‬


‫نواب الشعب وعمدة قريةجنريج املهندس ماهر شتية‪ ،‬والدكتور حسني الشافعى‪ ،‬والدكتور حممد نصر اجلبالي وسط أهالي‬ ‫قرية جنريج ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ممثال لوزير الرتبية والتعليم‪ ،‬والدكتورة فريدة جماهد‪ ،‬وكيل وزارة الرتبية والتعليم بالغربية‪،‬‬ ‫الدكتور أمحد جماهد‪..‬‬ ‫‪ ‬والدكتور حسني الشافعي‪ ،‬رئيس املؤسسة املصرية الروسية للثقافة والعلوم‪ ،‬واللواء‪ /‬أمحد ضيف صقر‪ ،‬حمافظ الغربية‪،‬‬ ‫واللواء‪ /‬السيد سعيد‪ ،‬السكرتري العام حملافظة الغربية‪ ،‬والدكتور جماهد اجلندي‪ ،‬األستاذ جبامعة األزهر وعضو إحتاد كتاب مصر‬

‫‪12‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا باحملافظة ”‬ ‫وضعا‬ ‫فصاعدا سيكون لقرية جريج‬ ‫اللواء أمحد ضيف صقر‪ ،‬حمافظ الغربية‪ ،‬يعلن‪“ :‬من اآلن‬

‫‪13‬‬


14


‫الدكتور حسني الشافعى‪ ،‬يف حوار مع قناة النهار اليوم‬

‫الدكتور‪ /‬أسامة السروي‪ ،‬الذي حنت بيديه متاثيل الشيخ حممد عياد الطنطاوي‪ ..‬أثناء إلقاء كلمته‬

‫‪15‬‬


‫الدكتور‪ /‬جماهد توفيق اجلندي‪ ،‬األستاذ جبامعة األزهر وعضو إحتاد كتاب مصر‪ ،‬أثناء إلقاء كلمته‬

‫جانب من السادة احلضور وأهالي قرية جنريج املشاركني يف االحتفالية الشعبية‬

‫‪16‬‬


‫جانب من السادة احلضور وأهالي قرية جنريج املشاركني يف اإلحتفالية الشعبية‬

‫‪17‬‬


‫ندوة الجهود اللغوية والتعليمية للشيخ‬ ‫محمد عياد الطنطاوي في بيت السناري‬

‫‪ ‬نظم��ت “مجعي��ة مح��اة اللغ��ة العربي��ة” بالتع��اون م��ع “املؤسس��ة املصري��ة الروس��ية للثقاف��ة والعلوم”‪ ،‬ن��دوة مفتوح��ة للجمه��ور‪ ،‬‬ ‫“يف بي��ت الس��ناري” األثري حبي الس��يدة زينب بالقاهرة ‪ ،‬التابع ملكتبة اإلس��كندرية ‪ .‬وذلك يف إطار احتفال مص��ر ودول العامل باليوم‬ ‫العاملي للغة األم يف ‪ 21‬فرباير من ُ‬ ‫كل عام ‪ .‬ودارت الندوة حول “ اجلهود اللغوية والتعليمية للشيخ املعلم حممد عياد الطنطاوي يف جمال‬ ‫علوم اللغة العربية يف مصر وروسيا خالل القرن التاسع عشر”‪.‬‬ ‫حيتل العالمة االزهري الش��يخ املعلم “حممد عياد الطنطاوي” مكانة فريدة يف علم االستش��راق الروسي‪ ،‬ليس لكونه أفاد يف نشر‬ ‫اللغة العربية يف بالد بعيدة عن مسقط رأسه يف قرية بضواحي طنطا مبصر ‪ ،‬بل لكونه رفع شعلة التنوير والثقافة يف بالده ً‬ ‫أوال‪ ،‬ويف‬ ‫روس��يا ً‬ ‫ثانيا‪ .‬وهو عامل مغمور؛ ألنه س��ار عكس االجتاه الذي سار فيه الكثريون من أبناء جيله من أعالم مصر ‪ ،‬ودفعت الظروف بالشيخ‬ ‫ً‬ ‫أستاذا للغة العربية يف جامعتها و تويف هناك ‪.‬‬ ‫عياد ألن يرحل إىل “سانت بطرسربج بروسيا” حيث أمضى حياته‬ ‫ق��دم الن��دوة حممد صالح مجالي ‪ ،‬س��كرتري عام مجعية محاة اللغة العربية ‪ ،‬وحتدث فيها ُ‬ ‫كل من الدكتور “حس�ين الش��افعي”‪،‬‬ ‫رئي��س جمل��س إدارة “املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقافة والعلوم” ‪ ،‬والدكتور “ ُمس��عد عويس” ‪ ،‬أمني عام “املؤسس��ة املصرية الروس��ية‬ ‫للثقافة والعلوم” وعضو جملس إدارة “مجعية محاة اللغة العربية” ‪ ،‬والدكتورة “نادية رمضان النجار” ‪ ،‬أس��تاذة العلوم اللغوية بكلية‬ ‫اآلداب جامعة حلوان‪ ،‬وعضو مجعية محاة اللغة العربية والدكتور “جماهد اجلندي” ‪ ،‬عضو جممع البحوث اإلس�لامية ‪ .‬كما ش��ارك يف‬ ‫ً‬ ‫أيضا الرائد اإلذاعى “عبد الوهاب قتاية” ‪ ،‬وغريه من املهتمني بالرتاث اللغوى للشيخ “حممد عياد الطنطاوي” ‪.‬‬ ‫الندوة‬ ‫كانت الندوة قد قررت إقامة احتفالية شعبية يوم اجلمعة ‪ 25‬مارس بقرية جنريج مسقط رأس الشيخ املعلم حممد عياد الطنطاوى‪.‬‬ ‫برعاي��ة املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقافة و العلوم ‪ .‬ومبش��اركة دار نش��ر أنباء روس��يا‪ ،‬ووزارة الثقافة‪ ،‬ومركز تاري��خ مصر املعاصر‪،‬‬ ‫واملركز الروسي للثقافة والعلوم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤمترا يف‬ ‫يذكر أن “املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقافة” والعلوم تبنت مش��روع مجع خمطوطات الش��يخ عياد الطنطاوي‪ ،‬ونظمت‬ ‫سبتمرب من عام ‪ ،2013‬حيث مت إزاحة الستار عن متثال الشيخ يف “دار الكتب والوثائق القومية” ‪ ،‬و قام الدكتور حسني الشافعي رئيس‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫حتري��ر أنباء روس��يا ‪ ،‬بإه��داء دار الكتب والوثائق القومية نس��خة إلكرتونية م��ن اجملموعة األوىل‪ ،‬من خمطوطات الش��يخ عياد‪،‬‬ ‫نظمت املؤسس��ة احتفالية عن الش��يخ يف مكتبة القاهرة الكربى ‪ .‬كما رعت املؤسس��ة إقامة نصب تذكارى للش��يخ جبامعة سانت‬ ‫ً‬ ‫أستاذا للغة العربية خالل الفرتة من ‪ 1840‬حتى ‪ 1861‬وقد صمم النصب الفنان أسامة السروي‪.‬‬ ‫بطرسربج اليت عمل بها الشيخ‬

‫‪18‬‬


‫خ‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫�ر� الشيخ حممد عياد الطنطاوي‬ ‫الشيخ حممد عياد الطنطاوي (‪ )1861 - 1810‬أحد األعالم‬ ‫املصرية يف اللغة العربية وآدابها‪ .‬وهو عامل مغمور؛ ألنه سار عكس‬ ‫االجتاه الذي سار فيه كثريون من أبناء جيله من أعالم مصر‪ ،‬دفعت‬ ‫الظروف بالشيخ ألن يرحل إىل بطرسبورج يف روسيا‪ ،‬حيث أمضى‬ ‫ً‬ ‫حياته‬ ‫أستاذا للغة العربية يف جامعتها‪ ،‬وتويف ودفن هناك‪،‬‬ ‫واندجمت ذريته من بعده يف اجملتمع الروسي‪ .‬كما يعترب‬ ‫الشيخ أحد علماء اإلسالم الذين يوصفون باملوسوعية‪.‬‬ ‫فقد مجع بني صفات علمية وأدبية ودينية متنوعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فكان‬ ‫خبريا يف معرفة القرآن والفقه‬ ‫ومتبحرا يف اللغة‬ ‫ً‬ ‫جيدا دقائق األدب العربي قدميه وحديثه‪.‬‬ ‫العربية ويعرف‬ ‫كما أنه جامع للمخطوطات وشاعر‪ ،‬أجنز جمموعة من‬ ‫الشروحات على أعمال علماء مسلمني ‪ .‬وقدر للشيخ‬ ‫الطنطاوي أن يعيش حوالي نصف قرن قضى نصفه‬ ‫يف وطنه األم مصر وأكمل الباقى يف روسيا‪ ،‬فجمعت‬ ‫حياته بني الفرتتني لتكمل إحداهما األخرى ‪ .‬والواقع أن‬ ‫الدراسات العربية قليلة العناية بالشيخ الطنطاوي‪ ،‬و لعل‬ ‫أوفى مصدر عن الشيخ الكتاب الذي وضعه عنه املستشرق‬ ‫الروسي “أغناطيوس كراتشكوفسكي” عام ‪ 1929‬حتت‬ ‫ً‬ ‫عنوان) حياة الشيخ “حممد عياد الطنطاوي” (الذي حيوي‬ ‫صورا‬ ‫طبق األصل عن رسائل متبادلة بني الشيخ الطنطاوي واملستشرق‬ ‫(النمساوى) “كوسقارتن” ‪ ،‬ورسالة طنطاوي عن نشأته أرسلها إىل‬ ‫املستشرق الروسي “فرين”‪.‬‬ ‫و نص الرسالة بينه و بني فرين كالتالي ‪:‬‬ ‫“إىل حضرة اجلناب الوقور اخلواجة فرين‪ ،‬يقول الفقري حممد‬ ‫بن سعد سليمان عياد الطنطاوي ‪ُ :‬ولدت بقرب طنطا بقرية‬ ‫ً‬ ‫تاجرا لألقمشة والنب‬ ‫تسمى جنريج سنة (‪ 1225‬هـ )‪ ،‬وكان أبي‬ ‫والصابون وحنو ذلك فكان يأتى بالبضائع الكثرية ويفرقها‬ ‫على التجار‪ ،‬وكان له بيت يف طنطا وآخر يف جنريج وثالث‬ ‫بالصافية‪ .‬وقد ولدت بنجريج مع أن أمي من الصافية وجذوره ترجع‬ ‫إىل حملة مرحوم (أي األب) من حملة مرحوم وهي بلدة كبرية‬ ‫ً‬ ‫جبوار طنطا‪ ،‬وكانت منذ ثـمانني سنة أضخم وأكثر‬ ‫سكانا من‬ ‫طنطا ثم شيد على بيك جامع البدوي‪ ،‬وبنى حوله القيسارية (أي‬ ‫سوق التجارة ودكاكينهم) أخذت طنطا يف العمارة وزادت إىل‬ ‫يومنا هذا ‪ .‬وسبب ثروتها أن السيد البدوي‪ ،‬أحد األقطاب األربعة‪،‬‬ ‫الذي مزاره له مولدان ‪ :‬مولد صغري‪ ،‬ومولد كبري ‪ ،‬ويف كل منهما‬ ‫يأتى أهل مصر والصعيد وسائر النواحى ‪ ،‬فيبيعون ويشرتون ‪،‬‬ ‫وبها علماء وفقهاء وقراء‪ .‬وتعليم القرآن بطنطا أحسن من مصر (أي‬ ‫القاهرة) خبالف العلم ‪ ،‬ولذلك يقال يف املثل “ما قرآن إال أمحدي وال‬ ‫علم إال أزهري” ‪ :‬أمحدي نسبة جملتمع سيدي أمحد البدوي‪ ،‬وأزهري‬ ‫نسبة إىل األزهر‪.‬‬

‫وق��د س��افر أب��ي وأم��ي إىل احلج��از وعمري حن��و أربع س��نوات‬ ‫وتركون��ي بالصافية عند أخوالي‪ ،‬وملا ترعرع��ت ذهبت إىل طنطا‬ ‫يف بيتن��ا هن��اك‪ ،‬وذهب��ت إىل املكت��ب وعندى حنو س��ت س��نوات‬ ‫فحفظ��ت القرآن مرت�ين‪ ،‬بداية وعي��ادة كما هو الع��ادة‪ ،‬ثم بعد‬ ‫ً‬ ‫متونا كثرية‬ ‫حفظ��ى للقرآن مل أخرج من املكت��ب بل حفظت فيه‬ ‫منها ألفية ابن مالك يف النحو إخل ‪..‬‬ ‫وملا بلغت العاشرة شرعت يف تعليم العلم فحضرت‪ ،‬على‬ ‫املرحوم الشيخ حممد الكومى شرح ابن قاسم يف الفقه مدة سنة‬ ‫ثم مرة ثانية يف سنة ثانية على املرحوم الشيخ السيد حممد أبي‬ ‫النجا عامل شهري مصنف‪ ،‬ثم حضرت عليه شرح اخلطيب يف الفقه‬ ‫يف السنة الثالثة ‪.‬‬ ‫ثم يستكمل الشيخ الطنطاوي يف رسالته للخواجة فرين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حنوا إال حنو ثالثة‬ ‫“ومع ذلك فما كنت ألعب‬ ‫كثريا‪ ،‬ومل أحضر‬ ‫دروس قبل سفري ‪ ،‬ألن النحو قليل يف طنطا” ثم يف آخر السنة‬ ‫الثالثة عشر‪ ،‬من عمري رحلت مع عمي إىل مصر سنة (‪1238‬هـ) ‪،‬‬ ‫وبعد ذلك تركنا املسكن يف طنطا لكن كنت أذهب إليها يف‬ ‫ً‬ ‫كتابا يف علم اجملاز وكتاب مولد النبى‬ ‫املولد ‪ .‬وقد درست فيها‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ويف السنة اخلامسة من مكثي يف مصر مات والدي يف طنطا كتب رسالته اليت التزال خمطوطة حتت عنوان “وصف روسيا”‪.‬‬ ‫وقد تكدرت بسبب ذلك حنو سنتني ‪ .‬وكنت قد ابتدأت يف‬ ‫واكتسب طنطاوي شهرة واسعة كعامل دين وكفقيه يف‬ ‫التدريس فيها وأول ما درست يف العروض ‪ ،‬وكان ذلك يف السنة اللغة‪ .‬فتوافد عليه األوروبيون املقيمون يف مصر؛ ليعلمهم اللغة‬ ‫املاضية‪ .‬وقرأت شرح امللوى يف اجملاز ‪ ،‬وشرح امللوى يف املنطق ‪ ،‬العربية خارج العمل اجلامعى‪ ،‬حيث كان يدرس علوم الدين‬ ‫وقرأت تفسري اجلالليني وقرأت الشفا وهو آخر األزهر‪ ،‬فإنى ختمته لطلبة األزهر‪ .‬ثالثة من الطلبة األوروبيني تركوا بصمات يف حياة‬ ‫قبل السفر بأربعة أيام ‪ ،‬ثم تراجع األمر وأجلأنى ّ‬ ‫الدهر إىل الكسب ‪ ،‬الشيخ الطنطاوي‪.‬‬ ‫من عاشرته حضرة‬ ‫فعاشرت بعض اإلفرنج املقيمني يف مصر ‪ ،‬وأول ِ‬ ‫وكان أول هؤالء الفرنسي‪ ‬فرنيل‪ Fresnel ‬صاحب « الرسائل‬ ‫“اخلواجة فرين”‪ ،‬وهو حيب اللغة العربية بالطبع فكان حيثنى يف تاريخ العرب قبل اإلسالم » الذي قدم إىل مصر عام ‪،1831‬‬ ‫ً‬ ‫دائما على االشتغال ‪ ،‬وهو اآلن قنصل “جدة” (القنصل الفرنسي ودرس مع الطنطاوي سنتني‪ ،‬وأثـمرت هذه الدراسة ترمجة “فرنيل”‬ ‫يف جدة)‪.‬‬ ‫لشعر‪“ ‬الشنفرى”‪ ،‬وقد ظلت الرسائل متصلة بينهما حتى بعد‬

‫وبسببه تقويت يف العلوم األدبية؛ ألننى كنت أقرأها معه رحيل الطنطاوي إىل روسيا‪ ،‬وقد أدت مدارسة طنطاوي لفرنيل‪،‬‬ ‫وهو كان من أهل التحقيق والتدقيق ‪ ،‬وله توقفات حسنة وبنات إىل زيادة اطالع طنطاوي على اللغة العربية وآدابها‪ ،‬كما كان‬ ‫أفكار مجيلة ‪ .‬وقد كتب رسائل فيما كان يقرأ معي كرتمجة لفرنيل الفضل على طنطاوي يف تعلمه للغة الفرنسية‪.‬‬ ‫الشنفرى وأيام العرب‪ ...‬إخل‪ ،‬ونوه بذكري فيها ‪ ،‬ثم رغبنى يف‬ ‫أما الثاني فكان الفرنسي‪“ ‬بريون”‪ Peron ‬الذي كان طبيبًا‬ ‫اللغة الفرنساوية ولعامني ‪ ،‬ولكن قصر الزمان عاق التمام ‪.‬‬ ‫يف‪ ‬مستشفي قصر العينى‪ ،‬والذي اشتهر يف عامل‪ ‬االستشراق‪ ‬فيما‬ ‫ثم اجتمعت على غريه من اخلواجات بسببه ‪ .‬كاخلواجة “وائل‬ ‫ً‬ ‫النمساوى” واخلواجة “برونراحلكيم” بالقصر العيين‬ ‫سابقا – وهو‬ ‫رجل حسن األخالق والطباع ‪ ،‬يشفي ويبشر املريض قبل عالجه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واخلواجة “بريون” مدير القصر العينى اآلن‪ ،‬وقد قرأ معى‬ ‫كثريا من‬ ‫ترمجات األغانى‪ ،‬وأنساب العقد ‪.‬‬ ‫وكنت أعمل يف مكتب اإلنكليز يف مصر وذلك سنة قبل‬ ‫سفري ‪.‬‬ ‫وأما خدم (خدمة) الباشا أو (الدولة يف مكتب الرتمجة) فإنى‬ ‫كثريا‪ ،‬ومع ذلك مل أجد يف نفسي ً‬ ‫ً‬ ‫دعيت إليها‬ ‫ميال إليها‪ ،‬وذلك‬ ‫ألسباب ‪ ،‬منها أن من ذهب إليها ال يقدر أن يكون له درس يف‬ ‫األزهر ‪ .‬ثم من مجلها من قرأ على الرنج اخلواجة “موخن” املسكوبى‬ ‫ثم اخلواجة فرين املسكوبى ثم سأالنى الذهاب إىل برتسبورج‬ ‫(بطرسبورج ) فأجبت من بعد انقضاء الزمان الالزم لتوفيه هذا األمر‬ ‫حضرت إىل برتسبورج يف ذراكم وحتت محاكم” (انتهى نص‬ ‫الرسالة)‪.‬‬

‫بعد‪ ،‬وقرأ معه الطنطاوي يف كتاب األغانى‪ ،‬وكتاب‪ ‬العقد‬ ‫الفريد‪ ،‬وقد أثـمرت هذه املدارسة عن كتاب بريون حول علم اخليل‬ ‫وأنسابها‪ ،‬واستمرت تلك املدارسة حتى سافر الطنطاوي إىل روسيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وممن تعلم على يديه‬ ‫أيضا األملاني‪“ ‬فايل”‪ Weil ‬الذي اشتهر‬ ‫ً‬ ‫فيما بعد كمؤرخ للخالفة ‪ ،‬وكان مراسال لصحيفة أملانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بسيط ًا للغات األجنبية يف القاهرة ‪ ،‬وقد قضى أربع سنوات‬ ‫ومعلما‬ ‫بها ودرس على يد الشيخ الطنطاوي يف نفس الوقت الذي درس فيه‬ ‫فرنيل‪ ،‬وقد أثـمرت تلك املدارسة عن اشتغال فايل بتدريس‪ ‬اآلداب‬ ‫الشرقية‪ ‬يف جامعة هايدلربج‪.‬‬ ‫كما د ّرس الطنطاوي لألملاني‪“ ‬برونر”‪ Pruner ‬الذي عمل‬ ‫ً‬ ‫طبيبا أول األمر يف‪ ‬أبي زعبل‪ ،‬ثم انتقل إىل القصر العينى‪،‬‬ ‫وال يعرف من مؤلفاته يف االستشراق إال القليل‪ ،‬غري أنه اقتنى‬ ‫جمموعة من املخطوطات العربية والفارسية والرتكية تصل إىل‬ ‫‪ 51‬خمطوطة‪ ،‬أهداها فيما بعد إىل‪ ‬مكتبة ميونخ‪.‬‬

‫وكان من بني تالميذه أيض ًا من املستشرقني الشباب روسيان‪،‬‬ ‫آثرنا إيراد رسالة الطنطاوي حبرفيتها ‪ ،‬ملا هلا من داللة على هما “موخني” و “فرين” اللذان أثرا يف قرار الطنطاوي بالرحيل‬ ‫التنشئة والشخصية وعلى نشوء املدنية حول قرب الوالي الصويف‪ ،‬إىل روسيا‪ ،‬كما يقول هو‪ ‬عن ذلك “إن طلبهما كان أول دافع‬ ‫وعلى التنشئة الثقافية الشائعة يف تلك املرحلة‪ .‬ومنها علمنا أن لسفري إىل روسيا”‪.‬‬ ‫“الطنطاوي” مل يتم علومه األزهرية بكاملها‪ ،‬وإمنا انصرف إىل‬ ‫ومن املؤكد أن الشيخ عياد الطنطاوي تلقى دعوة من القنصل‬ ‫حتصيل املعاش بعد وفاة أبيه‪ .‬فكان أغلب معاشه من تدريس الروســى يف مصــر “الكونت ميديم” فــي عام ‪ 1839‬لالنتقال‬ ‫ً‬ ‫العربية إىل جانب املستشرقني‪ ،‬والذي كان بعضهم يفوقه يف والعمل يف خدمة القيصر الروسى‪ .‬ليكون‬ ‫معلما لتعليم اللغة‬ ‫السن‪ ،‬وكان املعلم يفيد من تالميذه معرفة مناهج البحث اليت العربية وآدابها يف القسم التعليمى بوزارة اخلارجية ‪ ،‬فقبل الشيخ‬ ‫تسلحوا بها من علومهم األوروبية‪ ،‬يف تلك املرحلة كانت‬ ‫“القاهرة” “عياد الطنطاوي” هذه الدعوة وحصل على املوافقة السامية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إعدادا‬ ‫قبلة “للمستشرقني” يأتون إليها ؛ ليعدوا أنفسهم‬ ‫لغويا‬ ‫حلاكم مصر “حممد على”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عربيا‪ ،‬وكان أغلب هؤالء من املهيئني لتسلم مهمات كانت حتتاج‬ ‫ً‬ ‫وغادر مصر‬ ‫متوجها إىل روسيا يف ربيع ‪ ، 1840‬وكان السفر‬ ‫إليها الدول األوروبية الناهضة يف مهمتها االستعمارية يف الشرق ‪.‬‬ ‫عن طريق النيل إىل اإلسكندرية‪ ،‬ومن هناك ركب الباخرة‪ ،‬وقد‬ ‫وقد شهد كثري من املستشرقني ًللطنطاوي ‪ ،‬ويبدو إن الشيخ وصل إىل أوديسا على ساحل البحر األسود‪ ،‬ومن هناك غادر إىل‬ ‫حممد عياد الطنطاوي كان أيضا على صلة صداقة بالشيخ كييف‪ ،‬ثم واصل رحلته بعد ذلك ليصل إىل سانت بطرسبورج يف‬ ‫رفاعة الطهطاوى (‪ ) 1873 - 1801‬واضع «ختليص اإلبريز يف ‪ 29‬يونيو من ذلك العام‪.‬‬ ‫تلخيص باريز»‪ ،‬ولعل الطنطاوي قد تأثر برفاعة الطهطاوى حني‬

‫‪20‬‬


‫ً‬ ‫كان رحيله إىل روسيا ً‬ ‫كبريا ليس يف حياته فحسب‪ ،‬بل‬ ‫حدث ًا‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬حتى إن الصحافة الروس��ية أعارته‬ ‫ويف االستش��راق الروس��ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا‪ ،‬وقد سبقه خرب وصوله إىل بطرسبورج‪.‬‬ ‫اهتماما‬

‫تتناول املخطوط��ات موضوعات يف تاريخ اإلس�لام‪ ،‬والصوفية‪،‬‬ ‫والط��ب‪ ،‬واألخ�لاق‪ ،‬والفلس��فة‪ ،‬والدي��ن‪ ،‬واللغة العربي��ة ‪ ،‬واللغة‬ ‫العامية‪ .‬وتعت�بر خمطوطة كتاب الطنطاوي (حتفة أولي األلباب‬ ‫يف أخبار بالد روس��يا) من أهم هذه املخطوطات‪ ،‬وهو كتاب ش��يق‬ ‫جيمع بني أدب الرحلة والس�يرة الذاتية‪ ،‬فإىل جانب تناول الكتاب‬ ‫لرحلت��ه من مصر إىل روس��يا وس��فره إىل بالد البلطي��ق وفنلندا يف‬ ‫ً‬ ‫وصفا جلغرافية روس��يا‬ ‫ف�ترة إقامته يف روس��يا‪ ،‬يتن��اول الكتاب‬ ‫وتارخيه��ا‪ ،‬ومالم��ح من احلي��اة االجتماعي��ة‪ ،‬والثقافي��ة والعادات‬ ‫والتقاليد السائدة يف روسيا‪.‬‬

‫دامت أعمال الش��يخ الطنطاوي التدريس��ية يف روس��يا ملدة ‪15‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اذدهارا يف النصف األول من العقد السادس ‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫عاما ‪ ،‬شهدت‬ ‫الشيخ الطنطاوي أوج شهرته‪ .‬ويف نهاية عام ‪ 1853‬رسم “مرتيفوف”‬ ‫ص��ورة بديعة للش��يخ متكنا م��ن أن نتصور قوة تأثري ش��خصيته‬ ‫الش��رقية و بع��د ذل��ك بقليل نك��ب يف صحت��ه ‪ ،‬فص��ارت حياته‬ ‫يف الس��نوات الس��ت الباقية يف همود مس��تمر‪ .‬فلقد أصيب بش��لل‬ ‫َ‬ ‫أيضا بب��طء يف احلركة‪ .‬و تويف الش��يخ‬ ‫يف رجلي��ه و تأث��رت يده‬ ‫و لق��د قس��م الش��يخ “عي��اد” كتاب��ه إىل ثالثة فص��ول تناول‬ ‫ُ‬ ‫مس��جد‬ ‫يف‬ ‫جثمانه‬ ‫على‬ ‫لي‬ ‫وص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1861‬‬ ‫نوفم�بر‬ ‫“الطنط��اوي” يف‬ ‫يف الفص��ل األول‪ :‬رحلت��ه م��ن مصر إىل روس��يا ومنش��أ ال��روس‪ ،‬أما‬ ‫ً‬ ‫بطرس��بورج (اليزال قائما إىل اليوم) ودفن هناك ‪ ،‬وقد كتب على الفصل الثانى‪ :‬فتعلق بتاريخ س��انت بطرس��بورج‪ ،‬فكان دراس��ة‬ ‫شاهد القرب بالروسية كما كتب باللغة العربية اآلتى ‪:‬‬ ‫تارخيي��ة جغرافي��ة جيولوجي��ة‪ ،‬كم��ا حت��دث ع��ن حي��اة بطرس‬ ‫“هن��ا مدفن الش��يخ الع��امل حممد َّ‬ ‫عي��اد الطنط��اوى الذي كان األك�بر وإصالحات��ه ودوره يف نهضة روس��يا وتقدمها يف اجملاالت‬ ‫ً‬ ‫ُمدرس��ا للغة العربية يف املدرسة الكبرية اإلمرباطورية ببطرسربج العس��كرية والسياس��ية‪ ،‬وختم الكتاب بفص��ل أرخ فيه لعادات‬ ‫احملروس��ة ‪ ،‬وت��ويف يف ش��هر مجادى الثان��ى ع��ام ‪1278‬هجرية عن ال��روس وأخالقهم ومالبس��هم ودينه��م وعاداته��م االجتماعية‪ ،‬ويف‬ ‫مخسني سنة” ‪.‬‬ ‫نهاي��ة الفصل تناول اللغة الروس��ية وقواعده��ا وكيفية الرتمجة‬ ‫حياة الشيخ حممد عياد الطنطاوي أشبه بالرواية ‪ ،‬ويذكر أن منها وإليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“موخني” حينما قص حياة الشيخ الطنطاوي على “ابوديانسكي”‬ ‫وم��ن أعماله املهم��ة أيض��ا كتاب بعن��وان “أحس��ن النخب يف‬ ‫وصف تلك احلياة بصيغة أخرى ‪ ،‬باعتبارها ليس��ت رواية‪ ،‬و لكن معرفة لس��ان العرب” وهو يعد من بواك�ير الكتابات اليت طرحت‬ ‫مأس��اة ‪ .‬و ميك��ن لنا أن نتصور حجم تلك املأس��اة م��ن خالل مئات موضوعات اللغة العامية‪ ،‬وقد اكتسب الكتاب أهمية ومكانة‬ ‫ً‬ ‫فراغا بالنسبة‬ ‫األوراق ال�تي كتبه��ا الش��يخ الطنط��اوي خبط يده‪ ،‬و مدى تش��بثه عند املستشرقني األجانب‪ ،‬فقد جاء هذا العمل ليسد‬ ‫التفك�ير العقالن��ي‪ ،‬الذي حرم��ه منه مرضه يف الس��نوات‬ ‫األخرية لدراس��ات العربية املوجهة لألجانب‪ .‬والش��يخ “عياد الطنطاوي” إىل‬ ‫من حياته ‪ .‬و األفق العلمى للش��يخ الطنطاوي كان أكثر اتساعاً‬ ‫جانب معرفته باللغتني الفرنسية والروسية‪ ،‬كان يعرف الفارسية‬ ‫م��ن أفق حياته الش��خصية‪ ،‬لذل��ك فإنه يرى أننا جي��ب أن ننظر إليه والرتكية والترتية‪.‬‬ ‫بغري املقياس الذي نظر أس�لافنا إليه ب��ه ‪ .‬فطنطاوي يربز يف تاريخ‬ ‫االس��تعراب الروس��ى‪ ،‬و اآلداب العربية اجلدي��دة يف صورة فريدة ال‬ ‫نظري هلا حتى اآلن ‪.‬‬ ‫مجع عياد الطنطاوي يف تدريسه بني الطرق العملية والنظرية‪،‬‬ ‫فم��ن جهة كان يد ّرس قواعد اللغة‪ ،‬ويش��رح أمث��ال لقمان‪ ،‬ويقرأ‬ ‫ً‬ ‫قطع��ا من مؤلف��ات تارخيية‪ ،‬وم��ن مقامات احلري��ري‪ ،‬كما كان‬ ‫يد ّرس الرتمجة من الروسية إىل العربية‪ ،‬واخلطوط الشرقية‪ ،‬وقراءة‬ ‫املخطوط��ات‪ ،‬واحملادث��ة باللغة العربية‪ ،‬وزاد عل��ى ذلك عام ‪1855‬‬ ‫تدريس تاريخ العرب‪.‬‬ ‫وبالرغم من كثرة الواجبات الدراس��ية وصعوبتها‪ ،‬متيز الشيخ‬ ‫الطنطاوي بأسلوبه الشيق واجلذاب وخاصة عندما يتحدث باللهجة‬ ‫املصرية‪ ،‬وش��كل ذلك قاعدة لتأس��يس معرفة عميقة عن ثقافة‬ ‫العرب وتارخيهم ودينهم اإلسالمي يف وجدان الشعب الروسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عددا من األلق��اب واألومسة‪،‬‬ ‫وق��د نال الش��يخ عياد الطنط��اوي‬ ‫منها‪ :‬وس��ام القديسة «آنا» عام ‪ 1850‬جلهوده يف التدريس لطالب‬ ‫جامعة بطرس��بورج‪ ،‬وميدالية من ملك “فورمتربك” على قصيدة له‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫وتبلغ جمموعة املخطوطات اليت تركها الشيخ عياد الطنطاوي‬ ‫ومت االحتف��اظ به��ا يف جامع��ة بطرس��بورج حوال��ي “ثالثـمائ��ة‬ ‫خمطوط��ة”‪ ،‬ج��زء منها عب��ارة عن كتاب��ات ختصه‪ ،‬واجل��زء اآلخر‬ ‫عبارة عن خمطوطات اقتناها يف فرتة عمله يف األزهر‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫د‪.‬حسني الشافعي أمام ضريح الشيخ عياد الطنطاوي‬ ‫مبدينة سانت بطرسبورج ‪ -‬روسيا االحتادية‬


‫متثال نصفي للشيخ املعلم “حممد عياد الطنطاوى”‬ ‫ً‬ ‫(أستاذا للغة العربية)‬ ‫يف جامعة سانت بطرسربج اليت عمل بها الشيخ‬ ‫“‪”1861 - 1840‬‬

‫متثال نصفي للشيخ املعلم “حممد عياد الطنطاوي”‬ ‫مبكتبة القاهرة الكربى‪ ،‬ودار الكتب والوثائق‬ ‫القومية بكورنيش النيل ‪ /‬القاهرة‬

‫د‪ .‬حسني الشافعى والسفري سريجي كريبيتشينكو ‪ -‬سفري روسيا بالقاهرة ‪ -‬والسفري حممد البدري ‪ -‬سفري مصر‬ ‫‪ ‬مبوسكو ‪ -‬خالل إزاحة الستار عن متثال الشيخ حممد عياد الطنطاوي «من أعمال الدكتور أسامة السروي»‬ ‫بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة خالل فعاليات املؤمتر الثقايف املصري الروسي األول (سبتمرب ‪)2013‬‬

‫‪22‬‬


‫املؤمتر األول – العالقات الثقافية بني مصر وروسيا يف التاريخ احلديث واملعاصر‬ ‫(لتكريم الشيخ حممد عياد الطنطاوى) بدار الكتب والوثائق القومية سبتمرب ‪2013‬‬

‫غالف كتاب أغناطيوس كراتشكوفسكى‬ ‫«عن حياة الشيخ حممد عياد الطنطاوى»‬ ‫ترمجة كلثوم نصر عودة ‪ ،‬إصدار املركز القومى‬ ‫للرتمجة ‪2013‬‬

‫غالف كتاب “من تراث الشيخ حممدعياد الطنطاوى”‬ ‫للدكتور حسني الشافعى من إصدار دار نشر أنباء روسيا ‪2013‬‬

‫‪23‬‬


‫مخ‬ ‫من طوطاتالشيخحممدعيادالطنطاوى‬

‫خمطوطة ( رسالة مشتملة على ذكر حمل مصر‬

‫خمطوطة ( كتاب اللطايف امللكية اإلمرباطورية يف علم املنطق )‬

‫ومواضعها يف الزمن القديم ) رقم املخطوطة ‪796‬‬

‫رقم املخطوطة ‪758‬‬

‫خمطوطة ( تصريف علم النحو للنحاه فهو ابو الكالم وابو‬

‫خمطوطة ( تقيدات على شرح االزهرية ) رقم املخطوطة ‪827‬‬

‫العلوم حياكى فيها ألفية ابن مالك ) رقم املخطوطة ‪833‬‬

‫‪24‬‬


‫روسيا تشارك في معرض القاهرة الدولي‬ ‫للكتاب في دورته الـ‪47‬‬ ‫جاءت مشاركة روسيا يف معرض القاهرة للكتاب حتت‬ ‫عنوان االحتفال مبرور ‪ً 140‬‬ ‫عاما على ميالد الفنان الروسي “إيفان‬ ‫بيليبني” ‪ .‬حضر االفتتاح سريجي ناريشكني رئيس ‪ ‬جملس الدوما‬ ‫الروسي والوفد املرافق له وسفري روسيا يف مصر واملستشرق الروسي‬ ‫فالدميري بلياكوف ‪ .‬الذي ألقى كلمة عن الفنان الروسي إيفان‬ ‫بليبني أثناء افتتاح اجلناح الروسي باملعرض ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما أقيم على هامش املعرض‬ ‫عددا من الفعاليات الثقافية اليت‬ ‫ُ‬ ‫كرست أنشطتها إلبداع الكاتب الروسي “ميخائيل بولغاكوف”‪.‬‬ ‫حيث التقى مجهور املعرض ألول مرة مع الكاتب الروسي املعاصر‬ ‫“ألكسي فارالموف” ‪ .‬الذي دارت ندوته حول إبداع بولغاكوف‬ ‫الذي ولد عام ‪ 1891‬لعائلة أستاذ يف أكادميية كييف الدينية‪،‬‬ ‫‪ ‬وقضى طفولته وشبابه بنفس املدينة‪ ،‬اليت ظهرت يف روايته‬ ‫« احلرس األبيض » ‪ ،‬حيث مل تكن املدينة متثل بالنسبة له قضا ًء‬ ‫لألحداث وحسب‪ ،‬بل كانت تعبريا عن اإلحساس العميق بالعائلة‬ ‫والوطن ‪ .‬كما انتسب إىل كلية الطب يف جامعة كييف عام‬ ‫‪ 1909‬وخترج فيها عام ‪ 1916‬وحصل على شهادة طبيب معاجل‬ ‫بدرجة امتياز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأشار “فارالموف” إىل إن الثورة أثرت يف شخصيته ‪،‬‬ ‫مشريا‬ ‫إىل أنه مل يتفاعل معها ‪ .‬وأضاف ‪« :‬أن الكاتب الروسي مل ير يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الثورة السوفيتية شيئا إجيابيا ‪ ،‬بل رأى فيها اخلراب والدمار حلياة الكاتب الروسى “ألكسي فارالموف” عن جممل أعماله وقد‬ ‫الشعب» ‪ ،‬مضيفا ‪« :‬أن هذه الرؤية مل تكن وجهة نظر ميخائيل حصل على درع املعرض‬ ‫بولغاكوف فحسب ‪ ،‬بل كانت وجهة نظر العديد من الكتاب » ‪.‬‬ ‫والذي يلتقي مع رواد املعرض للعام التالي على التوالي‪ ،‬يف‬ ‫وقال‪ :‬إن الثورة قد أسفرت عن حروب أهلية دموية وشرسة راح ندوته إىل أن أول اهتمام بالكاتب الروسي “ميخائيل بولغاكوف”‬ ‫ضحيتها‬ ‫املاليني ‪ .‬كما أشار فارالموف إىل أن الكاتب كان يف عاملنا العربي يعود إىل أواسط السبعينيات ‪ .‬ويرجع السبب يف‬ ‫ً‬ ‫يتفهم جيدا وجهة النظر احلمراء اليت تشري إىل الشيوعية وقيام ذلك إىل رفع احلظر عن أعمال “بولغاكوف” ‪ .‬حيث كانت رقابة‬ ‫الثورة ‪ ،‬وكان يرى ضرورة اهلجرة ‪ ،‬ألنه كان يتبنى وجهة النظر‬ ‫احلزب الشيوعي متنع نشر أعماله ‪ .‬وكانت روايته «املعلم‪،‬‬ ‫البيضاء ‪ .‬لكنه رفض ذلك بشدة ‪ ،‬مما كان له كبري األثر يف‬ ‫ومارجريتا» هي أول أعماله اليت أثارت اهتمام األوساط األدبية‬ ‫حياته األدبية ‪ .‬حيث منعت أعماله من النشر وعاش يف فقر مدقع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫السوفيتية ‪ .‬وكانت‬ ‫أيضا أول أعماله اليت ترتجم إىل اللغة العربية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إال أنه كان يشعر أن عليه البقاء يف روسيا ‪ .‬غري أن البعض قد‬ ‫أطلق عليه أنه شديد الصرامة ‪ ،‬والبعض اآلخر قال عنه إنه مثقف ثم تواىل االهتمام برتمجة باقي أعماله مثل «مذكرات طبيب»‬ ‫ومتعلم وواع ‪ .‬وأشار “فارالموف” إىل أن مجيع أعمال “بولغاكوف” ورواية «املورفني» اليت حتكي عن أحد األطباء الذين أدمنوا تناول‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عاما من وفاته املورفني جراء اإلرهاق ‪ ،‬و «نشيد الشيطان» و «اجلزيرة القرمزية»‪.‬‬ ‫الروائية واملسرحيات املختلفة قد طبعت بعد ‪25‬‬ ‫ً‬ ‫مشريا إىل أن حياته املأساوية شأنها شأن وأشار إىل أنه يعكف يف الفرتة األخرية على ترمجة أعمال‬ ‫يف مجيع أحناء العامل ‪.‬‬ ‫‪ ‬حياة كل املبدعني ‪ .‬وقد كرم معرض القاهرة الدوىل للكتاب خمتارة للكاتب منها «قلب كلب » و «بيوض الشؤم » ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫وأضاف أن مجيع أعمال “ميخائيل بولغاكوف” مأخوذة من‬ ‫ً‬ ‫جليا يف رواية « احلرس األبيض»‬ ‫سريته الذاتية كما يبدو ذلك‬ ‫اليت صور فيها الصراع بني احلرس األمحر واحلرس األبيض من خالل‬ ‫شخصية أحد األطباء ‪ ،‬وكيف انتصر احلرس األمحر واستوىل‬ ‫البالشفة على السلطة ‪ .‬فوجد بولغاكوف نفسه يف وسط ملحد‪،‬‬ ‫وهو الذي تربى تربية كالسيكية أرثوذكسية ‪ .‬يف عائلة‬ ‫أستاذ باألكادميية األرثوذكسية ومجيع أفراد عائلة أمه تشغل‬ ‫مناصب كنسية ‪ ،‬فلم يتقبل األفكار اجلديدة‪ ،‬وكان جيد‬ ‫صعوبة يف كتابة رواياته وجلأ إىل كتابة قصص ترضي إىل حد‬ ‫ما البالشفة ‪ .‬وكانت دور النشر تغلق أبوابها يف وجهه ‪ .‬من هنا‬ ‫كتب رسالته الشهرية إىل “ستالني” خيربه فيها بأنه ال يستطيع‬ ‫العيش يف روسيا فهل يسمح له بالسفر إىل اخلارج من أجل‬ ‫العمل ‪ ،‬وجاءت مجلته الغريبة بأنه ال يستطيع أن يكتب رواية‬ ‫شيوعية ‪ ،‬ويف نفس الوقت ال أريد أن أغادر الوطن لكن ال يوجد‬ ‫مصدر رزق ‪ ،‬فبادره “ستالني” باالتصال ليخربه بالتوجه إىل مسرح‬ ‫موسكو الفين ‪ .‬وبالفعل عمل هناك ‪ 5‬سنوات قبل أن تكتب‬ ‫ضده التقارير فأغلق املسرح ‪ .‬وبدأ بولغاكوف يف كتابة روايته‬ ‫الشهرية « املعلم ومارجريتا» واستمر يف تنقيحها ملدة عشر سنوات‬ ‫‪ .‬لفتت هذه الرواية انتباه النقاد واجلمهور ألنها كانت حتكي‬ ‫عن عالقة الكاتب بالسلطة وإىل أي مدى جيب على األديب أن‬ ‫خيدم السلطة ‪ .‬وأقر بولغاكوف بضرورة أن يكون األديب ً‬ ‫حرا‬ ‫وال تربطه أية عالقة بالسلطة ‪ .‬يف الوقت الذي شدد فيه “لينني” من‬ ‫األيام األوىل للثورة على ضرورة أن خيدم كل من السينما واألدب‬ ‫أهداف احلزب ‪ .‬وكانت األفكار اليت طرحها املسيح يف حواره مع‬ ‫بيالطس يف روايته «املعلم ومارجريتا» هي نفس األفكار اليت‬ ‫كان يؤمن بها “بولغاكوف” نفسه‪ ،‬واليت تدعو إىل اخلري لكل‬ ‫البشر ‪ .‬مل تنشر الرواية إال بعد وفاته بعشرين ً‬ ‫عاما يف فرتة الدفء‬ ‫باالحتاد السوفييت‪ ،‬وأثارت ضجة كبرية عند نشرها يف روسيا‬ ‫وانتقلت هذه الضجة إىل عاملنا العربي ‪.‬‬ ‫ونوه د ‪“ .‬عبد اهلل حابا” إىل أنه يشم رائحة “بولغاكوف” يف‬ ‫كثري من أعمال الكتاب العرب ‪ .‬وقال إن هذا األمر طبيعي؛ ألن‬ ‫أي أدب يف العامل يتأثر باآلداب العاملية األخرى ‪ .‬ودلل على ذلك‬ ‫بتأثر الروايات التارخيية اليت كتبها جورجي زيدان بالروايات‬ ‫التارخيية اليت كانت شائعة ونشرت يف فرنسا يف تلك الفرتة ‪.‬‬ ‫وذكر د ‪ .‬عبد اهلل أنه بعد قيام الثورة البلشيفية يف روسيا أطلق‬ ‫الكاتب الروسي “ماكسيم جوركي” مشروع املكتبة العاملية‪.‬‬ ‫وقام برتمجة مجيع أعمال الكتاب العامليني ‪ ،‬وذلك بعد هروب ما‬ ‫يقرب من ‪ 5‬ماليني مثقف روسي؛ لعدم تقبلهم النظام اجلديد‪ ،‬ومل‬ ‫يتبق يف روسيا سوى العمال والفالحون وأغلبهم كان من األميني‪.‬‬ ‫فخدم ذلك املشروع الشعب الروسي بشكل كبري ‪ ،‬حيث ضمت‬ ‫هذه املكتبة أشهر األعمال األدبية الكاملة ألشهر األدباء يف‬ ‫العامل ومن ضمنهم األدب العربي ‪ .‬وأكد على حاجتنا يف عاملنا‬ ‫العربي يف هذا الوقت إىل مثل هذه املشاريع اليت تضيء للشعوب‬ ‫العربية الطريق وتوضح هلم الرؤية ‪.‬‬

‫كما شارك اجلناح الروسي مبحاضرة ألقاها الدكتور “أمين‬ ‫كنفاني” حول اللغة الروسية‪ ،‬حتدث كنفاني الذي يعمل‬ ‫ً‬ ‫مدرسا للغة العربية مبركز دميرتي برتوف مبوسكو‪ ،‬عن‬ ‫طريقة دميرتي برتوف لتعلم اللغات ‪ ،‬اليت ابتدعها املرتجم “دميرتي”‬ ‫“بيرتوف”‪ ،‬حمطم أحد أرقام موسوعة جينيس العاملية بإجادته‬ ‫أكثر من ‪ 30‬لغة ‪ ،‬طريقة خاصة لتعليم اللغات األجنبية ‪ ،‬وحوهلا‬ ‫برناجما ً‬ ‫ً‬ ‫إىل مشروع تلفزيوني تفاعلي ‪ .‬حيث يقدم برتوف‬ ‫لغويا‬ ‫يسمى «‪ »polyglot‬أي املتكلم بعدة لغات ‪ .‬وأكد الدكتور‬ ‫أمين كنفاني على إمكانية تعلم أكثر من لغة يف وقت واحد‬ ‫ويف وقت قياسي بشرط أن تنتمي هذه اللغات إىل نفس العائلة‬ ‫مثل اللغة الروسية والبولندية ‪ .‬شارك يف اللقاء السيد دينيس ‪.‬‬ ‫ويف إطار مشاركة روسيا بفعاليات معرض القاهرة‬ ‫للكتاب‪ ،‬أقيمت ندوة لتعريف “الطفل املصري” بأبطال قصص‬ ‫األطفال الروسية ‪ ،‬قدمتها الفنانة “لينا أشرف مسري عبد الباقي” ‪.‬‬ ‫حيث حتدثت عن البطل الشعبى يف األسطورة الروسية مع عرض‬ ‫رسومات للفنانني الروس املعروفني الذين ختصصوا يف أدب األطفال‪.‬‬ ‫بينما حتدثت الدكتورة “سامية توفيق” عن البطل يف احلكايات‬ ‫الشعبية الروسية وعن األساطري لدى شعوب القوقاز وسيربيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن جتربتها يف ترمجة أدب الطفل الروسي للكاتبة‬ ‫“نتاليا كورتوج” يف كتابها «حكـــايات الوســـادة» ‪ ،‬اجلزء‬ ‫الثاني وحتدث الباحث “عبد الرمحن اخلميسي” ‪ ،‬عن أهمية دراما‬ ‫الطفل وضرورة اهتمام األدب بإبداعات األطفال‪ ،‬وحتويل األعمال‬ ‫األدبية املخصصة لألطفال إىل أعمال سينمائية وتليفزيونية‬ ‫مبعاجلة فنية خاصة تعرب عن طموحات وأحالم األطفال‪ ،‬وتوفر‬ ‫ُ‬ ‫عنصر التشويق واجلاذبية‪ .‬كما أقيمت فعالية باملدرسة الروسية‬ ‫بالقاهرة لتعريف طالب املدرسة الروس باألساطري املصرية وآهلة‬ ‫مصر القدمية بعنوان « شخصيات وحكايات األساطري املصرية‬ ‫القدمية» ‪ .‬قام الطلبة خالهلا بنشاط الرسم والتلوين وحماكاة‬ ‫اللوحات والصور اليت رمستها الفنانة لينا أشرف مبشاركة رئيسة‬ ‫ً‬ ‫معرضا ً‬ ‫اجلناح الروسي ‪ .‬كما أقام املركز الثقايف الروسي‬ ‫فنيا‬ ‫للفنانة “لينا أشرف مسري عبد الباقى” ‪ ،‬حتت عنوان «من وحي‬ ‫كالسيكيات األدب الروسي » ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫طالب األلسن يحتفلون‬ ‫باليوم الثقافي الروسي‬ ‫أجريت مبشاركة املركز الثقايف الروسي‪،‬‬ ‫فاعليات اليوم الثقايف للغة الروسية يف كلية‬ ‫األلسن جامعة عني مشس ‪ ‬حتت إشراف األستاذ‬ ‫الدكتور “عامر حممد أمحد” رئيس قسم اللغات‬ ‫‪ ‬الســـالفية‪ ،‬ويف حضور األســــتاذة الدكتورة‬ ‫“مين فؤاد” عميد الكلية‪ .‬وجمموعة من الشخصيات‬ ‫الدبلوماسية ورجال العلم والثقافة وعلي رأسهم‬ ‫الســيد “ألكســي تيفانيان” ‪ ‬املســــتشار‪ ‬الثقايف‬ ‫الروسي يف مصر والسيد “دينيس برونيكوف”‬ ‫مدير دورات اللغة الروسية باملركز الروسي للعلوم‬ ‫والثقافة يف مصر والدكتور “أسامة السروي”‬ ‫النحات واملستشار‪ ‬الثقايف املصري سابقا لدى روسيا‬ ‫وأستاذ الفنون جبامعة حلوان‪ .‬والذي أزاح الستار‬ ‫عن متثال الشاعر الروسي األكرب “بوشكني” الذي‬ ‫ُيعد أول متثال لبوشكني يف القاهرة‪ .‬و الذي قام‬

‫ا‪.‬دعامر حممد أمحد رئيس قسم اللغات السالفية والسيد ألكسي تيفانيان ‪ ‬املستشار‪ ‬الثقايف الروسي‬ ‫و ا‪.‬د مين فؤاد عميد الكلية و د‪ .‬أسامة السروي‪ ،‬النحات واملستشار‪ ‬الثقايف املصري السابق لدى روسيا‬

‫الدكتور “أسامة السروى” بإهدائه إىل قسم اللغة‬ ‫الروسية باجلامعة العريقة ‪ ،‬إىل جانب إهدائه ‪ ‬القسم‬ ‫لوحتني زيتيتني تصوران رائدين كبريين يف‬ ‫‪ ‬علم االستشراق هما “كراتشكوفسكي”‬ ‫و املرحومة “د‪ .‬مسية عفيفي” ‪ ،‬كما قدم نسختني‬ ‫من موسوعة الفن الروسي من تأليفه لقسم اللغة‬ ‫الروسية وملكتبة الكلية ‪.‬‬ ‫جرت الفاعليات باستعراض مجيل ملواهب‬ ‫طالب قسم اللغة الروسية يف الغناء وإلقاء الشعر‬ ‫ملختلف املطربني والشعراء الروس ‪ ،‬كما تضمنت‬ ‫الفاعليات متثيل جزء من مسرحية ماشا املسكينة‪.‬‬ ‫كما قامت الدكتورة “دينا حممد عبده” أستاذ‬ ‫األدب الروسي بالكلية ‪ ،‬واليت عملت علي وضع‬ ‫برنامج اليوم وتدريب الطالب املشاركني بالعروض‬ ‫الفنية‪ ،‬بإلقاء قصيده شعرية باللغة الروسية‪. ‬‬ ‫كما شارك السيد دميرتي باخوموف مدير املدرسة‬ ‫الروسية بالقاهرة بالغناء مبشاركة طالبتني من‬ ‫املدرسة ‪.‬‬

‫ا‪.‬د مين فؤاد‪ ،‬و د‪ .‬أسامة السروي‪ ،‬يف افتتاح متثال شاعر روسيا األكرب ألكسندر بوشكني‬

‫د‪ .‬دينا حممد عبده أستاذ‬ ‫األدب الروسي بالكلية‬

‫‪27‬‬

‫الفلكلور الروسي‬


‫االحتفالية المصرية الدولية بالذكرى الـ ‪160‬‬ ‫لميالد عالم المصريات الروسي “جولينيشيف”‬ ‫نظمت املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقافة والعلوم بالتعاون مع‬ ‫كلي��ة اآلثار جامع��ة القاه��رة احتفالية ك�برى على م��دار يومني‬ ‫مبناس��بة مرور مائة وس��تني ً‬ ‫عاما على ميالد عامل املصريات الروسي‬ ‫فالدميري س��يميونوفيتش جولينيش��يف الذي ولد ع��ام ‪ 1856‬ورحل‬ ‫عن عاملنا عام ‪.1947‬‬ ‫واس��تمرت فعاليات املؤمتر يومي التاسع والعاشر من إبريل‪ ،‬اليوم‬ ‫األول يف قاع��ة االحتفاالت جبامعة القاهرة‪ ،‬و اليوم الثانى يف املتحف‬ ‫املصري‪.‬‬ ‫واختت��م الي��وم األول بإزاحة الس��تار ع��ن متثال «جولينيش��يف»‬ ‫والذي صممه الفنان التش��كيلى املصري أسامة السروى‪ ،‬بطلب من‬ ‫املؤسسة املصرية الروسية للثقافة و العلوم‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪ ‬وج��رت فعالي��ات املؤمتر برعاية دار نش��ر أنب��اء روس��يا‪ ،‬وزارة اآلثار‪،‬‬ ‫وزارة الثقاف��ة‪ ،‬وكلي��ة اآلثار‪ ،‬واملتح��ف املصرى‪ ،‬وبالتع��اون مع متحف‬ ‫بوشكني الوطنى للفنون اجلميلة‪ ،‬متحف اإلرميتاج‪ ،‬معهد االستشراق‬ ‫أكادميية العلوم الروسية‪ ،‬ووكالة األنباء الروسية سبوتنيك‪.‬‬ ‫وش��ارك يف املؤمتر د‪“ .‬رمض��ان الطنطاوى”‪ ،‬رئي��س جامعة دمياط‪،‬‬ ‫والدكت��ورة زين��ب حمروس القائ��م بعمل عميد كلي��ة اآلثار جبامعة‬ ‫القاهرة‪ ،‬كما حضر املؤمتر ممثل الس��فري الروس��ي بالقاهرة‪ ،‬والعديد‬ ‫من األس��اتذة املتخصص�ين يف علم اآلث��ار املصرية والروس��ية‪ ،‬وكذلك‬ ‫نائب مدير متحف بوشكني للفنون اجلميلة يف روسيا‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور “حسني الشافعى”‪ ،‬رئيس املؤسسة املصرية الروسية‬ ‫للثقاف��ة والعلوم ‪ :‬أن “جولينيش��يف” قد أنفق عم��ره وممتلكاته على‬ ‫اآلثار املصرية ‪ً :‬‬ ‫رموز ‪ ..‬وإنفاق مال ‪ ..‬واقتنا ًء ودراسة‪،‬‬ ‫حبا ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ورحالت ‪ ..‬وفك ٍ‬ ‫ً‬ ‫لعامل‬ ‫منوذجا‬ ‫حتى بلغت به الفاقة مبلغها‪ ،‬فكان يف حياته وبعد مماته‬ ‫ٍ‬ ‫عظمة وتفرد للحضارة املصرية‪ ،‬وآثارها ‪.‬‬ ‫أفنى عمره فيما آمن به من‬ ‫ٍ‬ ‫أم��ا الدكت��ورة زينب حم��روس فأك��دت أن الفضل يف إنش��اء علم‬ ‫املصري��ات يرج��ع إىل الع��امل الف��ذ “فالدمي�ير جولينيش��يف”‪ ،‬ف��كان‬ ‫ً‬ ‫بارعا يف ق��راءة املخطوطات‪ ،‬وله الفضل يف اكتش��اف‬ ‫“جولينيش��يف“‬ ‫اخل��ط اهلرياطيق��ي‪ ،‬كم��ا ختص��ص يف حنو اللغ��ة املصري��ة القدمية‬ ‫‪ .‬وأضاف��ت ‪ :‬لق��د حض��ر ه��ذا الع��امل الكب�ير إىل جامع��ة القاه��رة يف‬ ‫عش��رينيات القرن املاضى كأستاذ للغة املصرية القدمية‪ ،‬وأسس قسم‬ ‫اآلث��ار املصرية عام ‪ 1924‬وظل يعمل به حتى عام ‪ ،1929‬وظل هذا حال‬ ‫دراس��ة اآلث��ار املصرية حت��ى صدور الق��رار اجلمهورى عام ‪ 1970‬بإنش��اء‬ ‫كلي��ة لآلثار‪ ،‬فبدأ العمل بالكلية بقس��مى اآلث��ار املصرية القدمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والحقا‬ ‫واآلث��ار اإلس�لامية‪ ،‬وانضم إليهما قس��م ترميم اآلثار ع��ام ‪،1977‬‬ ‫قسم اآلثار اليونانية والرومانية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مش��روعا جلمع‬ ‫تتبنى املؤسس��ة املصرية الروس��ية للثقاف��ة والعلوم‬ ‫ال�تراث ال��ذي ترك��ه جولينيش��يف عن مص��ر وآثاره��ا‪ ،‬وال��ذي يتضمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وص��ورا للربديات والنق��وش واآلثار املقتناة‬ ‫ص��ورا ملقاالته عن مقتنياته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إلكرتونيا لتكون حتت يدى الباحثني والدارسني مبعاونة‬ ‫وتس��جيلها‬ ‫املسئولني يف متحف بوشكني الوطنى للفنون اجلميلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مشروعا‬ ‫كما بدأت املؤسـسة املصريــة الروس��ــية للثقافة والعلوم‬ ‫ً‬ ‫مش�تركا م��ع متح��ف بوش��كني الوطن��ى للفن��ون اجلميلة للمس��ح‬ ‫اإللكرتون��ى هل��ذه الص��ور إلصدارها ألول م��رة‪ ،‬وذلك يف إطار مش��روع‬ ‫إنشاء مركز جلولينيشيف جبمهورية مصر العربية‪ ،‬على غرار مراكزه‬ ‫بسانت بطرسبورج وموسكو وفرنسا وأكسفورد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مبكرا رمبا ‪ -‬يف‬ ‫ولع “جولينيش��يف” باحلضارة املصرية‪ ،‬وآثارها بدأ‬ ‫منتص��ف العق��د الثانى من حيات��ه‪ ،‬إذ بدأت أف��كاره تنجذب حنو كل‬ ‫م��ا له صلة مبصر القدمية‪ .‬وبدأ يف اقتن��اء اآلثار املصرية – وقد كان من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا يف شركة الستخراج الذهب يف أواسط‬ ‫نصيبا‬ ‫أسرة ثرية متتلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األورال‪ ،‬وكان��ت ت��در عليه دخال كب�يرا حتى إعالن إفالس��ها يف عام‬ ‫‪.1909‬‬

‫‪29‬‬


30


‫بدأ “جولينيشيف” يف دراسة تاريخ احلضارة املصرية القدمية ‪ ،‬وإذ به – ومل يبلغ‬ ‫لغات‬ ‫الثامنة عش��ر من عمره‪ ،‬يقوم بنش��ر ثالثة مقاالت باألملانية اليت أجادها مع عدة ٍ‬ ‫أخرى – يف مطبوعة كان تصدر عن كارل ريتش��ارد ليبس��يوس ( ‪)1884 – 1810‬‬ ‫والذي نش��ر ترمج��ة نادرة لكت��اب املوت��ى – لفتت هذه املق��االت انتب��اه الكثريين‬ ‫لباحث جاد ونابغة ‪.‬‬ ‫شد “جولينيشيف” رحاله إىل معشوقته (مصر )ألول مرة يف ‪ ، 1879‬بعد أن كان‬ ‫قد بدأ العمل يف متحف اإلرميتاج الشهري ‪.‬‬ ‫خالل عمله باإلرميتاج كان همه األساسى هو كشف طالسم عشرات اللفافات‬ ‫ال�تي جرى حفظها دون فحص يف خمازن املتح��ف ‪ ،‬وكان من بينها خمطوطة» تعليم‬ ‫املل��ك البنه مريي��كارا» وخمطوطة « نب��وءة نفريتييت»‪ ،‬وكت��اب «املوتى» وبردية‬ ‫«قصة حتطم السفينة املنكوبة » واليت نشرت ترمجتها يف ‪.1882‬‬ ‫م��ن هنا تب��دأ رحلة طويلة يلهث فيها جولينيش��يف وراء اآلث��ار املصرية القدمية ‪،‬‬ ‫وال يكاد الوقت يس��عفه‪ ،‬فما بني القاهرة ‪ ..‬والفيوم ‪ ..‬ووادى احلمامات ‪ ..‬واألقصر‪..‬‬ ‫ووادى الفواخ�ير ‪ ..‬وأمخيم ‪ ..‬وبرنيس ‪ ..‬وبرزخ الس��ويس كانت أيامه يف رحالته إىل‬ ‫مصر ‪ ،‬وبسرعة شديدة كان ينتقل من موقع أثرى إىل آخر‪.‬‬ ‫كانت الكش��وفات اليت اكتش��فها جولينيش��يف أكثر من مبهرة ‪ ..‬فقد عثر‬ ‫عل��ى بردي��ة الرياضيات الش��هرية‪ ،‬واليت اقتناها م��ن أحد باعة اآلث��ار يف األقصر ‪ .‬ومل‬ ‫ً‬ ‫حمرما آنذاك – عام ‪ ،1889‬وكذا اقتنى “جولينيش��يف”‬ ‫يك��ن بيع اآلثار أو تداوهلا‬ ‫جمموع��ة بورتريه��ات الفي��وم ‪ ،‬واليت بهرت اجلمي��ع آنذاك‪ ..‬ومازال��ت حتظى باهتمام‬ ‫الزائري��ن ملتح��ف بوش��كني للفنون اجلميل��ة بالعاصمة الروس��ية موس��كو ‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫أيضا ‪.‬‬ ‫املتحف الذي حيظى مبجموعة مقتنيات جولينيشيف ‪ ،‬وهلذا األمر قصته‬ ‫جدي��ر بالذكر أن جولينش��يف ترك لنا جمموعة ضخمة من الدراس��ات والبحوث‬ ‫والرتمج��ات ‪ ،‬عالوة عل��ى جمموعة ضخمة م��ن الصور عن مصر يف ف�ترة إقامته بها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضخما مبوس��كو‪ .‬ولألهمية الكربى لرائ��د علم املصريات‬ ‫جمل��دا‬ ‫موج��ودة يف ‪20‬‬ ‫«جولينيش��يف» فقد مت نصب متثال نصفي له باملتح��ف املصرى بالقاهرة منذ ‪2006‬‬ ‫يف االحتفالية بالذكرى الـ‪ 150‬ملولده‪ .‬كما ش��هدت العاصمة الروس��ية موس��كو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دولي��ا مبناس��بة حلول الذك��رى املائة والس��تني على مولد‬ ‫مؤمت��را‬ ‫يف فرباي��ر ‪2016‬‬ ‫فالدميري س��يميونوفيتش جولينيش��يف وه��و املؤمتر الذي نظمه متحف بوش��كني‬ ‫الوطنى للفنون اجلميلة مبوسكو ‪ -‬واملتحف يضم جمموعة مقتنيات جولينيشيف‬ ‫دول عديدة‬ ‫من آثار مصر القدمية ‪ ،‬وقد ش��ارك يف املؤمت��ر علماء آثار املصرولوجيا من ٍ‬ ‫يف العامل‪ :‬من فرنس��ا حيث يوجد مركز جولينيش��يف للمصري��ات‪ ،‬والذي حيتفظ‬ ‫مبجموعة كبرية من مقتنيات وصور فوتوغرافية ورس��ائل ومقاالت جولينيش��يف‪،‬‬ ‫اليت تركها خالل فرتة إقامته يف فرنسا‪ .‬كما شارك يف املؤمتر علماء مصريات أملان‬ ‫وإجنليز‪.‬‬ ‫و يوجد احتفاء روسي كبري مبوروث جولينيشيف يف روسيا سوا ًء كان من جانب‬ ‫متحف اإلرميتاج مبدينة س��انت بطرس��بورج أو من متحف بوشكني الوطنى للفنون‬ ‫اجلميل��ة ‪ ،‬وهم��ا املتحفان الل��ذان يزخران مبقتنيات جولينيش��يف‪ .‬أظه��ر الباحثون‬ ‫ً‬ ‫اهتماما بتاريخ ومراجعة وتدقي��ق اآلالف من الربديات والنقوش من‬ ‫بهذي��ن املركزين‬ ‫مقتني��ات جولينيش��يف‪ ،‬ناهيك عن اجلهد الفائ��ق يف ترميم ه��ذه املقتنيات‪ ،‬والذي‬ ‫يقوم به باحثو املتحفني ‪.‬‬

‫‪31‬‬


32


33


‫احتفاء بالمستشرق الروسي فالديمير بلياكوف‬

‫المركز القومي للترجمة ينظم ندوة بعنوان‬

‫ف‬ ‫" الروس ي� مرص”‬

‫نظم املرك��ز القومي للرتمجة برئاس��ة‬ ‫الدكت��ور “أن��ور مغيث” ويف حضور س��فري‬ ‫روس��يا االحتادية بالقاهرة الس��يد “سريجي‬ ‫كريبيتش��نكو”‪ ،‬ن��دوة حت��ت عن��وان‬ ‫“الروس يف مصر” ‪ ،‬وذلك احتفا ًء باملستشرق‬ ‫الروس��ــي “فالدمي�ير بلياك��وف”‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بقاع��ة “ط��ه حس��ـني” مبق��ر املرك��ز ‪.‬‬ ‫ج��اءت الن��دوة يف إط��ار مناقش��ة كتاب��ي‬ ‫“رحل��ة إىل ضف��اف الني��ل املقدس��ة” م��ن‬ ‫‪ ‬تألي��ف املستش��رق “فالدمي�ير بلياكوف”‪،‬‬ ‫و “من ناصر إىل أكتوبر” من أرشيف السفري‬ ‫“ميخائيلوفيت��ش فينوج��رادف”‪ ،‬من تقديم‬ ‫املستشرق الروسي “فالدميري بلياكوف” ‪.‬‬

‫الس��فري ميخائيلوفيتش فينوج��رادف‪ ،‬الذي‬ ‫يزع��م في��ه ب��أن ح��رب أكتوب��ر كان��ت‬ ‫جم��رد متثيلي��ة ‪ ،‬وأك��د الش��افعي خ�لال‬ ‫ن��دوة " ال��روس يف مص��ر" أن كت��اب "مصر‬ ‫من ناص��ر إىل حرب أكتوبر ‪ ...‬من أرش��يف‬ ‫س��فري "‪ ،‬يع��د من أخط��ر م��ا مت ترمجته عن‬ ‫ً‬ ‫س��ؤاال ً‬ ‫مهما وهو كيف‬ ‫مص��ر ‪ ،‬ألنه يطرح‬ ‫تدار سياس��ة مصر اخلارجية؟ فكاتب هذه‬ ‫املذكرات س��فري ّ‬ ‫مثل االحتاد السوفييت يف‬ ‫أصعب األوقات اليت م��رت بها مصر ‪ ،‬ويطرح‬ ‫ً‬ ‫ع��ددا من األس��ئلة وإجاباتها‬ ‫يف مذكرات��ه‬ ‫ومجيعهم يؤدون إىل نتيجة واحدة وهى أن‬ ‫حرب أكتوبر كانت متثيلية ‪ -‬مل يش��ارك‬ ‫يف ه��ذا التخطي��ط اجليش أو اجلن��ود ‪ -‬إمنا‬ ‫عملي��ة حمكم��ة أداره��ا الرئي��س املصرى‬ ‫حينها " حممد أنور السادات " ‪.‬‬

‫أدار الندوة الدكتور “خريي دومة”‪ ،‬الذي‬ ‫أك��د يف أول اللق��اء على متان��ة العالقات‬ ‫ً‬ ‫مش�يرا أن األدب الروسي‬ ‫املصرية الروس��ية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ق��د ت��رك ً‬ ‫أث��را كب�يرا يف األدب العرب��ي‬ ‫وق��ال املرتج��م الدكت��ور “أن��ور حمم��د‬ ‫ً‬ ‫ق��ال األس��تاذ “ش��ريف ج��اد”‪ ،‬مدي��ر‬ ‫احلدي��ث‪ ،‬مضيفا أنه م��ن اجليد أن يكون إبراهيم” ‪ ،‬إن اللغة الروسية كانت بالنسبة‬ ‫ً‬ ‫كن��زا يدع��و اجلمي��ع النش��اط الثقايف باملركز الثقايف الروس��ي‬ ‫لدينا خمزون جيعلن��ا على تواصل دائم مع ل��ه ط��وال الوق��ت‬ ‫الثقافة الروسية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مضيف��ا أن الندوة اليت يش��ارك ورئي��س مجعيـ��ة خرجيـ��ي اجلامعـ��ات‬ ‫ملش��اهدته ‪،‬‬ ‫كم��ا صــ��رح الدكتــ��ور “حس��ــني فيه��ا ج��اءت عل��ى خلفي��ة ثالث��ة أح��داث الروس��ية والس��وفيتية‪ :‬إن علين��ا أن نغ�ير‬ ‫الش��افعي”‪ ،‬رئي��س املؤسس��ة املصري��ة تؤك��د ق��وة العالق��ات املصرية الروس��ية ‪ ،‬م��ن آلي��ات التع��اون يف العالق��ات املصري��ة‬ ‫الروس��ية للعل��وم والثقافة ‪ :‬ب��أن الدكتور أوهل��ا زيارة الدكت��ور “أنور مغي��ث” رئيس الروس��ية وترمجة الكت��ب‪ ،‬وعلى اجلانب‬ ‫“أن��ور إبراهيم” مل ي�ترك ألحد من املرتمجني املرك��ز القومى للرتمجة إىل موس��كو يف الروس��ي أن يفك��ر جبدي��ة يف الرتمج��ة‬ ‫رس��خ أهمية ه��ذه اللغة عن العربي��ة‪ ،‬وعلى وزارة الثقافة الروس��ية‬ ‫الفرصة للظهور‪ ،‬وذلك بعد الرتمجة القوية روس��يا ‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫ال�تي قام به��ا للكتاب�ين ‪ ،‬وأك��د على أن وهذا البلد‪ ،‬واحلدث الثانى هو االحتفال يوم أن تس��اعد يف خ��روج الكت��ب العربية إىل‬ ‫الشعب املصري يكن كل احلب واالحرتام ‪ 25‬م��ارس املاض��ي يف قرية جنريج بطنطا الن��ور‪ ،‬ف�لا ب��د م��ن رعاي��ة الدولة الروس��ية‬ ‫والتقدي��ر للثقاف��ة الروس��ية‪ .‬لك��ن يوجد حمل مي�لاد الش��يخ الراح��ل “حمم��د عياد ملش��روع ترمجةالكتب العربي��ة‪ ،‬وأن يهتم‬ ‫إشكالية يف العالقات بني البلدين ‪ -‬تتمثل طنط��اوي“ ال��ذي يع��د م��ن كب��ار معلمي بالعالق��ات التارخيي��ة ب�ين روس��يا ومصر‪،‬‬ ‫يف أنن��ا ال نلجأ إىل الصديق الروس��ي س��وى اللغة العربية يف روس��يا ‪ ،‬واحل��دث الثالث ‪ :‬حي��ث إن اإلهم��ال ال��ذي نش��هده يف ذل��ك‬ ‫وق��ت احلاجة فقط ‪ .‬كما ألق��ى الدكتور ه��و االحتفال مب��رور ‪ 160‬عا ًم��ا على ميالد اجلان��ب اليلي��ق بعالقات ب��دأت منذ ‪1000‬‬ ‫حسني الشافعي الضوء على جزء من كتاب مؤسس علم املصريات األكادميي الروسي س��نة‪ ،‬ومس��تمرة حت��ى اآلن مبنته��ى الثراء‬ ‫" من ناصر إىل أكتوبر " ‪ ،‬املأخوذ من أرشيف “فالدميري سيميونوفيتش جولينيشيف” ‪ .‬واحلب املشرتك ‪.‬‬

‫‪34‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.