7 minute read

مقال افتتاحي

بقلم البارون األخير / محمود صالح الدين

Advertisement

بعد الثورة التقنية في عالمنا اليوم أصبحت مهنة االعالم حق للجميع وهذا من اهم األسباب التي ساهمت في تأخر نهوض البلد وهناك أسباب سوف نطرحها في مقالنا هذا ومن تلك األسباب هي تولي السلطة أناس مغمورون ليس لهم سوى بعض األوراق كتب عليها شهادة أكاديمية اما عن الثقافة فهم يعانون من جهل مطبق ليس له مثيل على سطح األرض وتلك الشخصيات هي من ساهمت سلطة االعالم من ثلة االنتهازيين والمرتزقة وغير حرفيين بهذه المهنة في تولي فترى هؤالء هم ابواق لصنع اسم لإلدارات المغمورة حتى ولو كان على حساب الصالح العام ومن تلك الممارسات هي االعمال الوهمية وهذه جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومن تلك الصور هناك صور حية عشنها ونعيشها كل يوم ومن التاريخ القريب شخصية )محمد مهدي الصحاف( هو وزير االعالم في النظام السابق في زمن الحرب األخيرة وتلك الممارسات التي كانت نتيجتها انهيار الدولة بأكملها ومن الغريب ان تلك الشخصية استنسخت االف النسخ من عام 2003 5

ولحد يومنا هذا ومازالت تلك الشخصية نراها في يومنا هذا وهي المسؤولة عن ما هو عليه البلد اليوم وبشكل كبير فاالنتهازيون في االعالم ال يهم ان يكون العمل بشكل جيد ولكن األهم ابراز تلك الشخصيات بشكل حسن امام الرأي العام حتى ولو اضطر بعضهم لألخبار الوهمية وأنسابها للسلطة المغمورة لتغطية على مساوئ تلك الشخصيات في اإلدارة ولم يقف االمر عند هذا ولكن بلغ االمر في ً افوخمالعالا ةيضقيفةياردىلع نوكينملكداعبتسا ةرومغملا تاطلسلا كلت من االضطرار لتغيب شخصيته المغمورة والكثير منهم من يعاني من عقدة الظهور االعالم فبعض تلك السلطات يكون بحالة عدم تصديق ذاته في تولي تلك السلطة فيذهب في تلميع الذات ورسم صورة اسطورية في أذهان من هو أعلى منهم سلطة فقط لتركيز على ديمومة تلك السلطة اما عن ما يقدمه بشكل حقيقي لتلك المؤسسة او الدائرة الحكومية او االكاديمية ليس لها أي تواجد على ارض الواقع وهذه الصورة ليست على صعيد االعالم المؤسساتي ولكن هناك صورة أسوء بكثير في االعالم المرئي في القنوات المحلية فوصل الحال بتلك القنوات العمل بمبدأ )العرف( أي لمن تربطه صلة بصاحب القناة أو ابن صاحب القناة والغريب ان بعض تلك القنوات تمثل هوية مدن لها تراث وتاريخ تدار بهذه النظرية فهي جريمة يجب ان يكون هناك قانون رادع لتلك الشرائح من الواجهات اإلعالمية فهذا وغيره من يسيء لتلك المدن وتسيس تلك القنوات من باب البيع والشراء بعيد عن الرسالة اإلعالمية وصور أخرى من سوء الواقع اإلعالمي تلك المتمثلة المتعددة ما بين رجل بشخصيات التي تظهر على مواقع التواصل االجتماعي راقص وامرأة غانية تعرض بضاعتها على الجميع وتنسب نفسها الى مدينة او مكان وتلك الصور التي تثير االشمئزاز تدخل أيضا بالواقع اإلعالمي وهو أمر واقع ولألسف تلك الممارسات الشاذة تحسب على الجانب اإلعالمي لتزيد من قبح صورة االعالم في يومنا هذا وقد يحمل المقال تلميح لشخصيات في واقعنا وهذا لم يكن من باب الصدفة كما يقال ولكنها مقصودة الن االمر قد خرج عن السيطرة وبات عالمنا اليوم بخطر كبير بسبب تلك الصور الالأخالقية من بعض اإلعالميين والمحسوبين عليه ولتصحيح تلك المسارات يجب تسليط الضوء على تلك الممارسات وضع الرأي العام ما بين الصواب والخطأ وفي نهاية ما كتبت ان ما كتبت هو ليس من واقع الخيال انما عن تجربة لي في عالم االعالم

6

7

ودعم الجمعية العراقية للتصوير فرع نينوى . االستاذ عبد الهادي صالح محمد من اسرة النعيمي ولد سنة 1930 فقيرة . توفي والده وهو ابن تسع سنوات وكان االخ الكبير في اسرته المؤلفة من والدته وثالثة اخوة واخت واحدة لهذا تسلم عبء مسؤولية اعالة هذه االسرة الكبيرة لذلك اتجه نحو العمل فعمل عامال في معمل النسيج وعمره لم يزيد على )12 )سنة .وكل زمالءه ومن عرفه يقولون انه كان ذكيا علم نفسه بنفسه وكان دوما يتطلع نحو المستقبل رغم الظروف القاسية التي احاطت به .كان يقرأ الكتب ويثقف نفسه بنفسه وقد بدأ االهتمام بالتصوير وكان يعشق هذا اللون من المعرفة . سارع الى فتح مكتبة في شارع النجفي هي ) مكتبة هدى ( وكان يبيع فيها الكتب والمجالت فضال عن اقرطاسية وصارت المكتبة مكان يلتقي فيه عدد من شعراء وكتاب ونقاد ومؤرخي ومثقفي الموصل .كان هذا سنة 1956 لكنه وجد ان البد ان يحقق امنيته في ان يكون مصورا فوتوغرافيا وان يفتتح ستوديو خاص تحقق حلمه وفتح به وفي سنة 1957 ستديو عبد الهادي في شارع نينوى

نعةسارد ُ تبتك،ةليوطتاونسذنمو )نشأة التصوير الفوتوغرافي في نيروصملا نع ُ تثدحتو. الموصل( الفوتوغرافيين الرواد . كما كنت اقف عند سير بعض بإستمرار ––المصورين الفوتوغرافيين الموصليين ومنهم االستاذ مراد عبد هللا الداغستاني ، واالستاذ نور الدين حسين ، واالستاذ وجيه حامد الخفاف ، واالستاذ صالح شكر كوثر ، واالستاذ محفوظ عبد الرحمن واالستاذ كاكا محمد أمين وغيرهم . ةيقارعلا ةيعمجلا نع ُ تثدحت امك للتصوير .. واليوم أريد ان أتحدث عن واحد من المصورين الفوتوغرافيين الذين كان له دور في تعزيز ) ثقافة الصورة ( في الموصل وهو االستاذ عبد الهادي صالح محمد النعيمي ) أبو هدى ( . ولد االستاذ عبد الهادي صالح محمد وتوفي بحادث النعيمي سنة 1930 من تشرين االول سيارة أليم يوم 13 . سنة 1983 وبين السنوات )53 )التي عاشها ، كانت له حياة حافلة قضاها بالعمل والسفرات الى خارج العراق وتوثيق الحياة في مدينة الموصل فوتوغرافيا فضال عن عالقاته مع زمالء المهنة

8

الوهاب ومحمود المليجي ومحمد عبد المطلب وعبد الغني قمر وفؤاد المهندس ولديه صور التقطها معهم ، وكان يصور كل الحفالت التي يحضرها . وكذلك يوثق لقاءاته بالمطربين والممثلين فوتوغرافيا ، ولديه كم من الصور وحتى االفالم السينمائية عن رحالته وعندما يعود يحرص على عرضها أمام اوالده وبناته وأصدقاءه .

كانت لديه إبنته الكبيرة ) هدى( سمى مكتبته االولى التي فتحها في شارع النجفي بإسمها . وحين رزقه هللا بولده صار يعرف بأبي ربيع سنة 1976 ربيع . وكانت آخر رحلة له الى تركيا قبل نشوب الحرب العراقية –والحق به اخاه عبد الجبار وعلمه مهنة التصوير وقد اتسع عمله شيئا فشيئا وصار ستديو عبد الهادي معروفا في مدينة الموصل واقضيتها ونواحيها وقصباتها . مما ساعده على الشهرة انه عمل اول االمر مصورا متجوال وصارت االسر والعوائل الثرية في الموصل تقصده لكي يصور لها حفالتها ومناسباتها ومنها حفالت الخطوبة والزواج والمناسبات االخرى وقد كانت تلك االسر تثق بأمانته واحترامه للتقاليد والقيم االجتماعية واالخالقية . اتسع عمله في االستديو وصار يخصص بعض االشهر للسفر وقد زار عددا كبيرا من البلدان العربية ومنها فلسطين ولبنان ومصر وكان يقصد لبنان لالصطياف كل سنة في الصيف وكان يسافر الى االسكندرية في مصر ثم يأخذ الباخرة الى لبنان ومن حسن الحظ كان يسجل كل تلك السفرات في صور فوتوغرافية . وايضا مما ينبغي علي ذكره ان االستاذ عبد الهادي صالح محمد النعيمي كان يحرص على حضور الحفالت الغنائية في القاهرة واالسكندرية ومنها حفالت العندليب االسمر عبد الحليم حافظ . كما التقي بالعديد من الصحفيين والمطربين والممثلين المصريين عرف محمد عبد

9

كان االستاذ عبد الهادي انسانا طيبا بسيطا متفائال يعمل بصمت وكان ابا حنونا وصديقا صادقا عالقاته بمن هم يعملون ضمن دائرة مهنته طيبة جدا وخاصة مع المرحوم مراد الداغستاني والمرحوم ابراهيم الدرويش . ومما يجب ان اؤكده ان زمالءه وجيرانه وقفوا الى جانب إبنته هدى وهي تعيد إفتتاح االستديو من جديد وقد ابتهجت كثير من اسر الموصل بهذا التصرف المسؤول ورحبت به وكانت )هدى عبد الهادي ( أول مصورة فوتوغرافية تمتلك ستوديو خاص بها هو ستديو والدها وبعد سنوات طويلة تعرضت للتعب ، فتولى ولده ربيع االستديو وحوله الى محل لبيع العاب االطفال وهكذا انطوت صفحة ستوديو عبد الهادي في الموصل لتظل واحدة من اوراق التاريخ ومدوناته التي نرويها للتاريخ .

بقليل . من االيرانية في ايلول 1980 الطريف ان االستاذ عبد الهادي هللا عليه وجزاه خيرا على )رحمة ماقدم( حرص على تعليم بناته الثالث مهنة التصوير وكان قد اعد غرفة كبيرة في بيته بحي الزهور لتحميض الصور وغسلها وتنشيفها وكانت بناته يساعدنه في ذلك . وكان العمل واسعا ومن كان يقصده من الزبائن كبيرا لشهرته ومعرفته بين الناس . تعرض لحادث سيارة على الجسر من تشرين الثالث وتوفي يوم 13 وتمكنت ابنته 1983 االول سنة )هدى( بدعم الجمعية العراقية للتصوير فرع نينوى اعادة افتتاح االستديو الخاص به ومنحت االجازة وكان عمرها عند وفاة والدها )28 ) سنة وبذلك ضربت مثال عظيما للمرأة الموصلية القادرة على تولي المسؤولية واالستمرار في عمل والدها رحمة هللا عليه وجزاه خيرا على ماقدم

10

This article is from: