Alosrah270

Page 1

‫ال�سنة الثالثة والع�شرون ‪ -‬العدد ‪ - 270‬رم�ض ــان ‪1436‬هـ ‪ -‬يونيو ‪2015‬م‬

‫دليلك للتسوق‬ ‫الصحي في رمضان‬

‫كيف يستفيد أطفالنا‬ ‫من رمضان ؟‬

‫المسلمون في الغرب ‪:‬‬

‫زواجهم معضلة ‪...‬‬ ‫طالقهم مشكلة !!‬

‫البرازيل ارض واعدة للدعوة‬



‫المحتــويــــــــات‬ ‫ال�سنة الثالثة والع�شرون ‪ -‬العدد ‪ - 270‬رم�ض ــان ‪1436‬هـ ‪ -‬يونيو ‪2015‬م‬

‫‪26‬‬

‫‪28‬‬

‫‪22‬‬ ‫لحماية الجيل القادم‬ ‫مسلمون جمعهم الزواج‬

‫مسلمو كندا ‪ :‬استقدام الزوجة‬ ‫ّ‬ ‫يعقد مشكالت الزواج‬

‫‪34‬‬

‫‪32‬‬

‫كيف يستفيد أطفالنا‬ ‫من «مدرسة» رمضـان ؟‬

‫‪38‬‬

‫‪12‬‬ ‫الزواج معضلة المسلمين في الغرب ‪..‬‬ ‫الزواج لبنة أولى لبناء المجتمع المسلم وأحد أبواب تحقيق االستخالف في األرض وآية ر ّبان ّية‬ ‫جمة في الزواج الذي‬ ‫اقتضتها سننه في األرض ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن المسلمين في الغرب يجدون مشكالت ّ‬ ‫يحقّ ق ذلك ‪ ،‬فالزواج الشرعي ال يحمي الحقوق والزواج المدني يحميها لكنّه قد يفتح الباب أمام‬ ‫ضياع الهو ّية والدين ‪ ،‬والجمع بين االثنين قد ال يكون متاحا أمام من يريد ‪.‬‬

‫دليلك للتسوق الصحي في رمضان‬

‫البرازيل ‪ ..‬أرض واعدة للدعوة‬

‫أين مكانك على خريطة العالم ؟‬

‫بين التجديد والتأصيل‬

‫‪16‬‬

‫تـقـديـم التـــراث لألطفال‬ ‫ضـرورة ال غنى لألديب عنها‬

‫‪56‬‬

‫‪54‬‬

‫الطـالق كابوس األسرة المسلمة في الغرب‬

‫‪50‬‬

‫‪46‬‬

‫‪42‬‬

‫قبل الطالق رتبي أمورك المالية‬

‫قهوة رمضان‬

‫‪http://www.facebook.com/alosrahmagazine‬‬

‫‪60‬‬

‫القرفة طريقك للرشاقة‬

‫�صفحة جملة الأ�سرة على الفي�س بوك‬

‫‪ 10‬أطعمة‬ ‫تدمر بشرتك‬ ‫ّ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪5‬‬


‫ق�ضت �سنة اهلل يف الأر�ض �أن يقوم دين اهلل يف النا�س بجهد النا�س‪،‬‬ ‫فيعذرهم مبجرد �إفراغ اجلهد والإبالغ‪� ،‬آمن من �آمن وكفر من كفر‬

‫رئي�س جمل�س الأمنــاء‬ ‫معايل ال�شيخ عبداهلل بن �سليمان املنيع‬ ‫رئي ـ ــ�س التحـ ـ ـ ــري ــر‬ ‫عبدالعزيز بن غويزي املطريي‬ ‫مـدير التحـ ـ ـ ــرير‬ ‫عبدال�ســتار �أبو ح�س ــني‬ ‫م�ست�شار التحـ ـ ــريـر‬ ‫د‪� .‬إبراهيم بن عثمان الفار�س‬ ‫مدير الت�سويق و الإعـ ـ ــالنات‬ ‫ح�س ـ ــني �سـ ـ ــليمــان‬

‫‪055 708 708 0‬‬ ‫اال�شرتاكات‬

‫‪053 404 8 404‬‬ ‫املرا�س ـ ـ ـ ـ ـ ــالت‬ ‫املركز الرئي�سي‪ :‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫�ص‪.‬ب ‪ 62497‬الريا�ض ‪11585‬‬ ‫فاك�س‪2054497 :‬‬

‫‪alosrahmag@gmail.com‬‬ ‫ت�صدر عن‬

‫تعب بال�ضرورة‬ ‫الآراء الواردة باملجلة ال رّ‬ ‫عن ر�أي جملة "الأ�سرة" �أو م�ؤ�س�سة الوقف‪.‬‬ ‫�سعـــر الن�سخـــة‪ 10 :‬ريــاالت �سعــوديــــة �أو‬ ‫مايعادلها يف اخلارج‪.‬‬ ‫ال ـتـ ــوزيـ ــع‬ ‫امل��م��ل��ك��ة ال���ع���رب���ي���ة ال�������س���ع���ودي���ة‪ :‬ال�������ش���رك���ة ال�����س��ع��ودي��ة‬ ‫ل����ل����ت����وزي����ع‪ :‬ال�����ه�����ات�����ف امل������ج������اين ‪،8002440076‬‬ ‫ه�����������ات�����������ف‪ 009614779444/0096614418972:‬ف��اك�����س‪:‬‬ ‫‪ ،0096612121766‬هاتف‪ 4871414 :‬نا�سوخ ‪4871460‬‬

‫جنود الدعوة‬

‫يف �سرية عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه التي كتبها عبا�س حممود العقاد بعنوان " عبقرية عمر " ويف‬ ‫بحثه عن مفتاح �شخ�صية عمر التي تدور حولها كل �شمائله‪ ،‬وتف�سر �أكرث مواقفه‪ ،‬ي�سوق العقاد " اجلندية "‬ ‫كمفتاح لتلك ال�شخ�صية العظيمة وتف�سري لتلك العبقرية ‪ ،‬و�صفة غالبة على بقية �صفاته وموجهة لها ‪،‬فرغم‬ ‫�أن عمر ر�ضي اهلل عنه قائد ملهم‪ ،‬وخليفة ثان لر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وم�ؤ�س�س لكثري من �أنظمة‬ ‫الدولة الإ�سالمية‪� ،‬إال انه ت�شرب روح اجلندية من حيث اجلد و�إفراغ اجلهد واملبادرة واالجناز ‪ .‬الدعوة‬ ‫�إىل الإ�سالم يف هذه الأوقات الع�صيبة التي تواجهها الأمة �أحوج ما تكون �إىل تلك اجلندية ؟ و�شهر رم�ضان‬ ‫فر�صة منا�سبة الكت�ساب مقوماتها ‪.‬‬ ‫قد يت�ساءل مت�سائل ‪:‬ما عالقة الدعوة باجلندية وهي م�سائل درج االهتمام بها من قبل الدول واجليو�ش ؟‬ ‫والإجابة تكمن يف مقت�ضيات الدعوة التي تفر�ضها �ضرورات الواقع ومتطلبات النجاح‪ .‬ف�إذا اتفقنا على �أن‬ ‫مهمة الإن�سان يف احلياة مهم ٌة كبرية َملن يُقدِّ رها حقَّ قدْ رها؛ لأنها مهمة اخلالفة يف الأر�ض والعبادة هلل‪،‬‬ ‫والعمارة للحياة‪ .‬ومهمة امل�سلم �أعظم و�أ�ضخم من مهمة �أيِّ �إن�سان �آخر‪ ،‬لأنه ورث تركات الأنبياء والر�سل‬ ‫جمي ًعا‪ ،‬ف�إن هذه املهمة يف �أكرث جوانبها مهمة جماعية‪ ،‬ال ي�ستطيع �أن يقوم بها فرد‪ ،‬ولذ ال بد من العمل‬ ‫اجلماعي املحكم يف اجناز هذه املهمة ‪ ,‬والبد للعمل الإ�سالمي املثمر ِمن التخطيط والتنظيم ‪ ،‬فال يكفي‬ ‫�أن يكون جماع ًّيا حتى يكون خمططا و ُمنظ ًما‪ ،‬بل ال يكون جماع ًّيا حقيقة �إال بتخطيط وتنظيم ‪ .‬والفرق‬ ‫بني دعوة و�أخرى – �إذا �سلمنا ب�صحة املنهج ‪ -‬يكمن يف القدرة على مواجهة اللحظات احلرجة وتكالب‬ ‫التحديات بتخطيط وتنظيم عماده اجلندية القائمة على ا�ستفراغ الو�سع واجلهد‪ ،‬و تفجري الطاقات‪ ،‬وكل‬ ‫ملكات النف�س ومهاراتها و�إمكانياتها ‪ ،‬وتكليل كل ذلك بالإخال�ص ‪،‬فهكذا يجب �أن يكون جنود الدعوة‪ ،‬الكل‬ ‫ي�ساهم مبا ميلك‪ ،‬فكل مي�سر ملا خلق‪ .‬وكل معذور �أمام اهلل مبا بذل ال مبا هدى ‪ ،‬وذلك ما يكذب دعوة �أو‬ ‫ي�صدقها‪ ،‬وتلك جندية ال عالقة لها بجندية العنف وال�سالح ‪ .‬فاجلندية التي نعنيها روح و�صفات ولي�ست‬ ‫نوعا من العمل ‪ .‬ويتوقف جناح الدعوة بعد توفيق اهلل على مدى توفر �سمات اجلندية بني �أفرادها‪ ،‬فكل‬ ‫الأنبياء توفرت فيهم �سمات القيادة الناجحة‪ ،‬لكن لي�س كل �إتباعهم توفرت فيهم �سمات اجلندية احلقة ‪.‬‬ ‫فقد حتدّث القر�آن الكرمي بالتف�صيل عن جماعتني‪ :‬الأوىل‪ :‬جماعة بني �إ�سرائيل وعالقتهم مبو�سى عليه‬ ‫ال�سالم‪ ،‬و�ضرب بهم مث ًال للجندية ال�سيئة‪ .،‬واجلماعة الثانية ‪ ،‬هم �أ�صحاب حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫الذين كانوا خري جنود لدعوة الإ�سالم ‪.‬‬ ‫�إن الدعوة ال ت�ستغني عن التخطيط حتى ال تدع نف�سها رهنا للظروف واملُ�صادفات تُ�سريها �سيرْ ً ا ع�شوائ ًّيا‬ ‫اعتباط ًّيا‪ ،‬تعمل ما ال تُريده‪ ،‬وتريد ما ال تعمله‪ ،‬وتدفع دف ًعا �إىل ال�سري يف غري طريقها‪ ،‬و�إمنا يجب �أن ت�سري‬ ‫يف خط وا�ضح املعامل‪ ،‬محُ دَّد املراحل‪ ،‬بينِّ ِ الأهداف‪ ،‬معلوم الو�سائل‪ .‬ولنا يف ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم الأ�سوة احل�سنة يف تخطيطه لكل مراحل دعوته من اختياره لدار الأرقم للقيا �أتباعه امل�ضطهدين‪،‬‬ ‫�إىل هجرته �إىل حروبه وحتالفاته ومعاهداته‪ ،‬فكلها تنم عن تخطيط حمكم دقيق ال ي�ألو جهدا يف الأخذ‬ ‫بالأ�سباب ‪.‬هكذا ق�ضت �سنة اهلل يف الأر�ض �أن يقوم دين اهلل يف النا�س بجهد النا�س‪ ،‬فيعذرهم مبجرد‬ ‫�إفراغ اجلهد والإبالغ‪� ،‬آمن من �آمن وكفر من كفر‪� .‬شهر رم�ضان فر�صة لكل م�سلم الكت�ساب روح اجلندية‬ ‫من حيث الإرادة والعزمية‪ ،‬وال�سمو فوق الغرائز وال�شهوات‪ ،‬وااللتزام ال�صارم مبواقيت حمددة ‪ ،‬وغريها‬ ‫من ال�سلوكيات التي تزرع يف امل�سلم روح االن�ضباط ‪ ،‬فالإ�سالم �أحوج ما يكون �إىل تلك الروح بني دعاته ‪.‬‬

‫املكاتب داخل اململكة‬

‫املنطقة الغربية‪ :‬مكتب جملة الأ�سرة‪ :‬مكة املكرمة‪ :‬هاتف ‪ 5583874‬حتويلة ‪ 202/200‬نا�سوخ ‪ 5562719‬جدة‪ :‬هاتف ‪6707777‬‬ ‫نا�سوخ ‪ 6715868‬املنطقة ال�شرقية‪ :‬جممع الفرقان اخلريي‪� .‬شارع ابن خلدون هاتف ‪ - 8112578‬نا�سوخ ‪ 8433699‬حتويلة ‪-44‬‬ ‫الأح�ساء‪ :‬هاتف ونا�سوخ ‪ - 5887413‬الق�صيم‪3630029 :‬‬ ‫ردمـ ـ ــك ‪ISSN‬‬

‫‪1319-4259‬‬

‫رق ــم الإيـ ــداع‬ ‫‪15 /3599‬‬

‫تـاريـخ الإي ــداع‬ ‫‪1417/11/24‬‬


‫نهى الفخراين‬

‫ّ‬ ‫يعد شهر رمضان المبارك بمثابة‬ ‫وجل‪ ،‬و‬ ‫الصوم من أكبر وسائل العون على تقوى اهلل ع ّز‬ ‫ّ‬ ‫دورة تدريب ّية سنو ّية تعين المسلم على تقوية اإلرادة وجهاد النفس‪ .‬وللصيام فوائد نفس ّية‬ ‫ّ‬ ‫بكل الخير‪ ،‬منها ما يتع ّلق بالتحكّ م في (اإلشباع الفوري للرغبات) ‪،‬‬ ‫عظيمة تعود على المسلم‬ ‫الملحة منذ طلوع الشمس إلى غروبها‪ ،‬وهذا االمتناع‬ ‫فالصيام تأجيل إلشباع الحاجات والرغبات‬ ‫ّ‬ ‫يع ّرفه علماء النفس ب)تأجيل اإلشباع)‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫مداد‬

‫مداد‬

‫مدرسة رمضان‬

‫التح ّكم يف �إ�شباع الرغبات مي ّيز بني نا�ضج ال�شخ�ص ّية عن‬ ‫غريه‪ ،‬وبني الطفل ال�صغري والرا�شد‪ ،‬فالطفل �إذا رغب يف‬ ‫يلح عليه ب�ش ّدة‪ ،‬ويبكي كثريا‬ ‫احل�صول على �شيء ما‪ ،‬جتده ّ‬ ‫حتّى يح�صل على الإ���ش��ب��اع ال��ف��وري لطلبه‪ ،‬فهو ال يطيق‬ ‫احلرمان منه‪ ،‬وك ّلما كرب الطفل ين�ضج من الناحية النف�سية‪،‬‬ ‫وي�صبح �أكرث �صربا على عدم ح�صوله على ما يل ّبي رغبته‬ ‫فوريا‪،‬ويتفاوت ذلك من طفل لآخر‪ ،‬فالكبار كذلك يتفاوتون‬ ‫يف درجة �صربهم على (ت�أجيل الإ�شباع)‪ ،‬ويرجع هذا التباين‬ ‫ّ‬ ‫تلح‬ ‫�إىل (ن�ضج ال�شخ�ص ّية الإن�سان ّية)‪ ،‬وال�صرب‬ ‫والكف ع ّما ّ‬ ‫به النف�س من �شهوات ورغبات‪.‬‬ ‫ويف ال�صوم التزام بال�صرب وتعويد عليه‪ ،‬وتربية ل�ل�إرادة‪،‬‬ ‫وجه ــاد للنفــ�س‪ ،‬و���ص�بر ع��ل��ى الطاعـ ــة ‪،‬و ���ص�بر عن‬ ‫النبي‬ ‫الـمع�صيــة‪ ، ،‬و�شهر رم�ضان هو (�شهر ال�صرب)‪ ،‬لقول ّ‬ ‫�ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ‪�":‬صوم �شهر ال�صرب‪ ،‬وثالثة �أ ّيام من كلّ‬ ‫�شهر يذهنب وحر ال�صدور" (رواه ابن عبا�س والطرباين)‪.‬‬ ‫ومن ِح َكم ال�صوم‪� ،‬إ�شعار ال�صائم بنعم اهلل التي ال حت�صى‬ ‫ودفعه ل�شكر النعمة ‪ ،‬لأنّ �ألفة النعم يفقد الإح�سا�س بقيمتها‪،‬‬ ‫ف�لا ُي��ع��رف م��ق��دار النعمة �إ ّال عند فقدها‪ ،‬ففي احلديث‬ ‫علي ر ّبـي‬ ‫النبي " �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم "عر�ض ّ‬ ‫ال�شريف‪ ،‬قال ّ‬ ‫ليجعل يل بطحاء م ّكة ذهبا‪ ،‬قلت‪:‬ال يا رب؛ ولكن �أ�شبع يوم ًا‬ ‫و�أجوع يوم ًا‪ ،‬ف�إذا جعت ت�ض ّرعت �إليك وذكرتك‪ ،‬و�إذا �شبعت‬ ‫�شكرتك وحمدتك"‪( .‬رواه �أحمد والرتمذي)‬ ‫ولع ّل االل��ت��زام بال�صوم‪ ،‬واالمتناع عن الطعام وال�شراب‬ ‫دون مقابل‪� ،‬إ ّال ابتغاء ر�ضوان اهلل يجعل البقاء دون طعام‬ ‫مما لو كان البقاء دون‬ ‫و�شراب ل�ساعات طويلة �أهون بكثري ّ‬ ‫�أكل و�شرب نا ً‬ ‫جتا عن مانع من خارج النف�س‪ ،‬ك�أن مينعك‬ ‫�شخ�ص من الو�صول �إىل الطعام وال�شراب؛ ففي هذه احلالة‬ ‫يكون اجل��وع والعط�ش �أ���ش�� ّد‪ ،‬وه��ذا م��ا ب ّينتْه االختبارات‬ ‫النف�س ّية‪ ،‬حيث وجدت �أنّ (االلتزام ُي رّغي الدافع)‪ ،‬وثبت ذلك‬ ‫يف االختبارات التي تك�شف مدى ان�شغال النف�س ال �شعور ّيا‬ ‫بالعط ــ�ش واجلـ ــوع ‪ ،‬وق��د ّمت ه��ذا االختبار بني فريقني‪:‬‬ ‫الفريق الأ ّول ُطلب منه اال�ستمرار يف ال�صوم ال��ذي �شرع‬ ‫فيه قبل القدوم للمخترب‪ ،‬فالتزموا ب�إرادة منهم‪ -‬و�إن كان‬ ‫بطلب من الباحثني ‪ -‬يف حني �أنّ الفريق الثاين قد ّمت تركه‬ ‫دون �شراب �أو طعام‪ ،‬بحيث بدا لهم �أنّ الأمر غري مق�صود‪،‬‬ ‫وقد بينّ االختبار �أنّ الذين التزموا باالمتناع عن الطعام‬ ‫ً‬ ‫وعط�شا من الذين‬ ‫جوعا‬ ‫وال�شراب (ب�إرادتهم) كانوا �أق�� ّل ً‬ ‫ّمتت (مماطلتهم) بحيث �صاموا ال�ساعات نف�سها‪ ،‬ولكن‬ ‫دون التزام منهم بذلك‪ ،‬فال�صوم يف احلقيقية ق ّمة االلتزام‬ ‫بال�صرب‪ ،‬وهو امتناع بقناعة ور�ضا ملا �أمرنا اهلل به‪.‬‬ ‫ولل�صوم ت�أثري كبري يف دفع ال�شهوات وك�سر ح َّدتها‪ ،‬ولهذا‬ ‫يقول امل�صطفى �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ‪":‬ال�صوم ُج َّنة"(�أخرجه‬

‫البخاري وم�سلم ) وا ُ‬ ‫جل َّنة‪� :‬أي در ٌع واقية من الإثم يف الدنيا‪،‬‬ ‫وم��ن النار يف الآخ���رة‪ ،‬وق��ال �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ‪ ":‬يف‬ ‫احلديث الذي رواه عثمان بن �أبي العا�ص‪":‬ال�صيام ج ّنة من‬ ‫النار كج َّنة �أحدكم من القتال"‪.‬‬ ‫وي�ؤ ّثر ال�صوم يف تقليل ال�شهوات اجلن�س ّية عند الإن�سان‪ ،‬ال‬ ‫ب�إ�ضعاف اجل�سد باجلوع والعط�ش‪ ،‬بل عن طريق تكوين ملكة‬ ‫التقوى التي تع�صم ال�شخ�ص من الوقوع يف املعا�صي‪ ،‬وعن‬ ‫مما ي�س ّميه علماء النف�س "ان�شغا ًال و�سوا�س ًيا"‬ ‫طريق التقليل ّ‬ ‫وفيه ين�شغل البال بالأفكار واخلياالت اجلن�سية‪ّ ،‬‬ ‫وتعطله عن‬ ‫توجيه ذهنه يف درا�سته �أو عمله‪ ،‬وهذا االن�شغال �أمر متعب‬ ‫للنف�س‪ ،‬ي�ستحوذ عليها‪ ،‬ويجد الإن�سان �صعوبة يف التخ ّل�ص‬ ‫منه‪ ،‬وهنا تظهر �إح��دى فوائد ال�صيام يف �أنّ��ه يق�ضي على‬ ‫هذا االن�شغال الو�سوا�سي دون �أن يق�ضي على الرغبة نف�سها‪،‬‬ ‫وبهذا يكون ال�صوم وجاء للم�سلم �إذا اقرتن بغ�ضّ الب�صر‬ ‫واالبتعاد عن دواعي الزنى‪.‬‬ ‫ولل�صوم �أث��ره يف الع ّفة‪ ،‬من حيث هو عبادة م�ستم ّرة من‬ ‫الفجر �إىل املغرب‪ ،‬وال�صائم �إن ن�سي للحظات �أنّ��ه �صائم‬ ‫ف�إ ّنه ال يلبث �أن يعود �إىل ج ّو العبادة التي يعي�شها‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫يجعله �أق ّل رغبة يف نظرة ال حت ّل له‪.‬‬ ‫وتع ّد هذه الغريزة �أخطر �أ�سلحة ال�شيطان يف �إغواء الإن�سان‪،‬‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ال�صوم كعالج‬ ‫ولهذا فقد و�صف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ّعال لل�شباب الذي ال يجد نفقات الزواج فقال �صلى اهلل عليه‬ ‫و�س ّلم ‪":‬يا مع�شر ال�شباب من ا�ستطاع منكم الباءة فليتز ّوج‬ ‫ف�إ ّنه �أغ�ضّ للب�صر و�أح�صن للفرج‪ ،‬ومن مل ي�ستطع فعليه‬ ‫بال�صوم ف�إ ّنه له وجاء" (رواه البخاري عن ابن م�سعود)‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫هل تصبح عقولنا صفحة مفتوحة ؟‬ ‫هل تت�ص ّور �أنّ رجال يطلب �س ّيارة ( ليموزين ) لتنقله �إىل عمله‪،‬‬ ‫يجل�س على مقعده خلف املقعد املجاور لل�سائق‪ .‬ال يعرف �أنّ هذا‬ ‫املقعد الأمامي م��ز ّود بكمبيوتر‪ ،‬وم��ز ّود �أي�ضا بكامريا �صغرية‬ ‫تكاد ال تراها عني جم�� ّردة تلتقط بد ّقة متناهية تفا�صيل حالة‬ ‫الوجه‪ .‬تدر�س انكما�شات وانب�ساطات جتاعيد العينني‪ ،‬وتد ّقق فى‬ ‫التغيات يف لون اخلدّين‬ ‫تقطيب احلاجبني وانفراجهما‪ ،‬وتنقل رّ‬ ‫وال�شفتني‪ .‬هذه ال�صور تر�سلها الكامريا �أ ّوال ب�أ ّول �إىل الكمبيوتر‬ ‫ال��ذي يح ّللها ويف حلظات ينقل النتائج �إىل جهة خارج ّية‪.‬‬ ‫�أمّ��ا النتائج فتت�ض ّمن بني �أ�شياء كثرية م��زاج الراكب‪� ،‬إن كان‬ ‫متوتّرا وقلقا‪� ،‬أم هادئا وم�ستق ّرا‪� .‬إن كان منهكا مل ينم الليل �أم‬ ‫م�سرتيحا‪ .‬هذا ما ت�سعى �إليه �أجهزة املباحث واال�ستخبارات بل‬ ‫و�شركات الإعالن والت�سويق ‪� :‬أن يقر�أوا �أفكارنا ليتنبّ�أوا ب�سلوكنا‬ ‫دون �أن يتّ�صلوا بنا ‪ .‬هل ت�ص ّورت نف�سك‬ ‫جال�سا ت�شاهد «يوتيوب» لكنّ ه��ذا اليوتيوب ي��راك كما ت��راه‪.‬‬ ‫يراقبك ويح�صل من تفا�صيل وجهك على كا ّفة املعلومات عن‬ ‫ال�صح ّية واملعنو ّية وم��زاج��ك‪ ،‬يراقبك ويح ّلل وير�سل‬ ‫حالتك‬ ‫ّ‬ ‫�إىل جهات �أخرى تقارير متتابعة عن �أحا�سي�سك وانفعاالتك يف‬ ‫حلظات امل�شاهدة‪ .‬يبدو �أ ّننا لن ننتظر طويال حتّى يحدث هذا‪.‬‬ ‫فقد �سمعنا ور�أينا �ساعة يد �أنتجتها �شركة ‪ ،Apple‬مه ّمتها‬ ‫نقل معلومات ب�صفة دور ّية عن حالة �أع�صابنا وانتظام �ضربات‬ ‫القلب واعتدال �ضغط الدم ودرجة انفعالنا وح�سا�س ّيتنا للظروف‬ ‫املحيطة بنا ون�سبة انتباهنا وتركيزنا‪� .‬أمّ��ا م�شروع «انرتنت‬ ‫الأ�شياء»‪ .‬فقد قارب �أن ي�صبح حقيقة ‪ ،‬و ّ‬ ‫تتلخ�ص فكرته يف �أنّ‬ ‫�س ّيارتك �ستكون مز ّودة بكمبيوتر وكامريات جتمع املعلومات عنك‬ ‫�أ ّوال ب�أ ّول‪ ،‬وحت ّللها وال تنتظر منك ر�أيا بل تتّخذ بنف�سها قرارات‬ ‫ب�ش�أنها‪� .‬سيقوم الكمبيوتر بتكليف «الأ�شياء» لتتح ّرك وتنجز‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫عــالمــــنا‬

‫عـــالمـــنا‬

‫لسنا وحدنا في الكون‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ر�سالة مثال تذهب �إىل �شموع اال�شتعال يف فرن البوتاجاز يف منزيل‬ ‫ليبد�أ طهو الطعام‪ ،‬ور�سالة �أخرى �إىل ّ‬ ‫�سخان املياه فى احل ّمام ليبد�أ‬ ‫ملء حو�ض اال�ستحمام باملاء ال�ساخن‪ ،‬ور�سالة �إىل مك ّيفات الهواء‬ ‫لت�ستع ّد بتكييف البيت مبا ينا�سب حالتك وحالة الطق�س‪� .‬أنت يف هذه‬ ‫توجه تعليمات وال تعلم �شيئا ع ّما يحدث بدون‬ ‫الرحلة ال تنطق وال ّ‬ ‫ا�ست�شارتك‪ .‬الكمبيوتر يق ّرر وين ّفذ بناء على «قراءته لعقلك» ولوجهك‬ ‫وكا ّفة �أع�ضاء ج�سمك‪.‬‬ ‫رنا القليوبي فتاة م�صر ّية‪ ،‬متخ�صّ �صة يف علوم الكمبيوتر ومت�ش ّبعة‬ ‫بفكرة واحدة هي تتم ّكن من اخرتاع تطبيق على الكمبيوتر ي�ساعدها‬ ‫على «ق���راءة ما ي��دور يف عقول النا�س‪ .‬عكفت على برنامج طموح‬ ‫الطب يف حتقيق تقدّم‬ ‫لتحقيق ذل��ك فاخرتعت برناجما �ساعدت ّ‬ ‫التوحد‪ ،‬من خالل قراءة عواطف و�أحا�سي�س‬ ‫هائل يف عالج مر�ضى ّ‬ ‫الآخرين‪ ،‬ف�أزالت العقبة التي �سدّت معظم م�سالك الطريق �أمام �أط ّباء‬ ‫التوحد‪.‬‬ ‫مر�ضى ّ‬ ‫�أبحاث القليوبي وابتكاراتها قدّمت ل�شركات الإعالن والإنتاج خدمة‬ ‫مل يحلموا بها‪ ،‬وهي معرفة ك ّل التفا�صيل املتع ّلقة مبزاج امل�ستهلك يف‬ ‫ك ّل حلظة من النهار �أو الليل‪ ،‬ومعرفة تط ّورات ميوله اال�ستهالك ّية‬ ‫وت�أثري عالقاته الزوج ّية والعاطف ّية مثال على منط ا�ستهالكه‪ ،‬ولكن‬ ‫أهم م�صدر بني‬ ‫أهم دائما هو درجة انتباهه‪ .‬فانتباه امل�ستهلك � ّ‬ ‫كان ال ّ‬ ‫م�صادر ثالثة يعتمد عليها املعلن بالإ�ضافة �إىل دخله ووقته‪.‬‬ ‫�أخ��ب��ار ب��ح��وث القليوبي و���ص��ل��ت �إىل ال�����ش��رك��ات ال��ع��امل��يّ��ة متعدّدة‬ ‫اجلن�س ّيات‪ ،‬من نوكيا وتويوتا �إىل ياهوو و‪ IBM‬و‪ e-bay‬وميكرو�سوفت‬ ‫و�آبل وبيب�سى وموتوروال وبنك �أوف �أمريكا وهوملارك وهوندا وجيب�سون‪،‬‬ ‫وانتهاء بوكالة نا�سا فانهمرت عليها وعلى �شركتها فى ال�شهور الأوىل‬ ‫لن�ش�أتها ماليني الدوالرات يف ا�ستثمارات م�شرتكة �أو مقابل خدمات‬ ‫ودرا�سات ميدان ّية‪� ،‬أو لتحقيق رغبة من هذه ال�شركات يف دعم هذا‬ ‫الإجناز العلمي‪.‬‬

‫ال َف ِاق وَفيِ �أَن ُف ِ�سهِ ْم َحتَّى َي َت َبينَّ َ َل ُه ْم �أَ َّن ُه‬ ‫" َ�س رُنِيهِ ْم �آ َيا ِت َنا فيِ ْ آ‬ ‫الحْ َ �� ُّق �أَ َولمَ ْ َي ْك ِف ِب َر ِّب َك �أَ َّن�� ُه َع َلى ُك ِّل َ�ش ْيءٍ َ�شهِ ي ٌد " و�أحدث‬ ‫الآيات القادمة من الآفاق لي�س فقط ما يك�شفه العلماء من‬ ‫جديد يف كون اهلل الف�سيح ك ّل يوم بل ما يتناق�شونه حول‬ ‫وج��ود حياة يف مكان ما من هذا الكون فقد ك�شف مركز‬ ‫«راديو تل�سكوب �آري�سيبو» يف بورتو ريكو عن �إ�شارات جديدة‬ ‫قادمة من الف�ضاء ت�س ّببت يف حالة من االرتباك والريبة لدى‬ ‫رجح بع�ضهم �أن تكون �آتية من جم ّرة‬ ‫علماء الف�ضاء الذين ّ‬ ‫أخرى‪.‬فجرت الإ�شارات اجلديدة ال�س�ؤال الذي ال يزال يطرح‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫نف�سه بق ّوة منذ بداية علوم الفلك والف�ضاء‪ ،‬هل نحن وحدنا‬ ‫يف هذا الكون الهائل؟ وهل ك ّل هذه الأجرام ال�سماو ّية حول‬ ‫كوكب الأر�ض جم ّرد �أجرام �ص ّماء‪ ،‬ال توجد بها � ّأي �صورة من‬ ‫�صور احلياة الذك ّية املوجودة على كوكب الأر�ض‪.‬كان مركز‬ ‫«رادي��و تل�سكوب �آري�سيبو» يف بورتو ريكو الذي يعترب الأكرث‬ ‫ح�سا�س ّية وق�� ّوة يف العامل قد ر�صد ما ا�صطلح عليه علم ّيا‬ ‫«�إ�شارات راديو ّية �سريعة» غري معروفة على كوكب الأر�ض‪،‬‬ ‫يرجح العلماء �أن تكون قادمة‬ ‫وهي �إ�شارات كهرومغناطي�س ّية ّ‬ ‫من جم�� ّرة �أخ��رى‪ .‬هذه الإ���ش��ارات �سريعة للغاية‪ ،‬وت�ستم ّر‬ ‫لب�ضع جزيئات من الثانية فقط‪ ،‬لك ّنها كافية لو�ضع العلم‬ ‫�أمام حت ّد جديد لإثبات م�صدرها �أ ّوال‪ ،‬وهو ّيتها ثانيا‪.‬‬ ‫�سجل ع��ام ‪،2007‬‬ ‫وك���ان مر�صد «ب��ارك�����س» يف �أ���س�ترال��ي��ا ّ‬ ‫�إ�شارات مماثلة قادمة من �سحابة «ماجالن» ال�صغرية‪ ،‬وهي‬ ‫جم ّرة تقع يف مدار جم ّرتنا «درب الت ّبانة»‪ ،‬ولكن ولأنّ تلك‬ ‫الظاهرة الف�ضائ ّية مل تر�صد من مراكز فلك ّية �أخرى‪ ،‬فقد‬ ‫ّمت التح ّفظ عليها يف انتظار مزيد من املعلومات حتّى التقط‬ ‫مر�صد «�آر�سيبو» نف�س احلزمة من الإ�شارات القادمة من‬ ‫بعد ‪ 240‬مليون �سنة �ضوئ ّية من الأر�ض‪ ،‬وحتديدا من منطقة‬ ‫ت�ضم �آالف املج ّرات‪.‬‬ ‫«فر�ساو�س» �أو «ر�أ�س الغول» التي ّ‬ ‫وكان عامل الفلك الراحل كارل �ساجان ق ّدر عدد احل�ضارات‬

‫املتق ّدمة تكنولوج ّيا يف جم ّرتنا وحدها بنحو مليون ح�ضارة‪.‬‬ ‫�أمّ��ا زميله فرانك دراك فكان �أك�ثر حت ّف ًظا حيث ق�� ّدر هذا‬ ‫العدد بنحو ‪ 10000‬ح�ضارة‪ .‬كما احت�سب الباحث الفلكي‬ ‫املرموق جون �أورو وجود مئات احل�ضارات املتف ّرقة يف جم ّرة‬ ‫درب الت ّبانة بينما يعتقد بن زكرمان وهو عامل فلك بجامعة‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬لو�س �آجنلو�س‪ ،‬ب�أ ّننا نعي�ش وحدنا يف هذه املج ّرة‬ ‫�إن مل يكن يف الكون ب�أ�سره‪.‬‬ ‫التقديرات ك ّلها حت�� ّرزيّ��ة يف املقام الأ ّول‪ .‬واحلقيقة هي‬ ‫�أ ّنه ال يوجد دليل حا�سم على وجود � ّأي حياة خارج الأر�ض‬ ‫لكنّ غياب الدليل لي�س دلي ًال على الغياب كما يقول العلماء‬ ‫‪ .‬فت�ص ّورنا حول احلياة خارج الأر���ض هو كما و�صفه كارل‬ ‫يتم التو�صّ ل �إليها غال ًبا من‬ ‫�ساجان “مناق�شات معقولة”‪ّ ،‬‬ ‫خالل انطباعات و�أيدولوجيات والتزامات ع�شوائ ّية ودون‬ ‫معرفة م�سبقة‪ .‬وحتّى �إن ا�ستطعنا �إقناع �أنف�سنا ب�أنّ هناك‬ ‫حياة يف اخلارج‪ ،‬ف�إ ّننا �سنواجه مع�ضلة �أخرى �أال وهي جهلنا‬ ‫التا ّم بهذه احلياة‬ ‫ت�شجع البحث عن حياة خارج الأر�ض منها �أنّ‬ ‫هناك حقائق ّ‬ ‫الكون يبدو �صا ً‬ ‫حلا للعي�ش‪ .‬ومنها �أنّ احلياة تب�سط معلومات‬ ‫عن نف�سها‪ ،‬فهي على �أ���س��و�إ تقدير ت�ترك �آث���ا ًرا وب�صمات‬ ‫و�أ�صداء‪ .‬و�إن كان الكون يفعم ح ُّقا ب�أ�شكال كثرية للحياة‪،‬‬ ‫فلن يطول الأجل حتّى تتك�شّ ف �أ�سرارها‪.‬‬ ‫االحتمال الأكرث حتفيزًا هو �أنّ الكون مفعم باحلياة‪ ،‬و�أ ّننا يف‬ ‫القرون املقبلة �سنجد هذه احلياة‪ .‬وما يثري التفا�ؤل امل�ستم ّر‬ ‫ل��دى علماء الأح��ي��اء اخلارج ّية هو املعرفة ب���أنّ الكائنات‬ ‫احل ّية تتك ّون ب�شكل رئي�س من هيدروجني ونيرتوجني وكربون‬ ‫و�أك�سجني‪ ،‬وتلك هي العنا�صر الأربعة الأكرث انت�شا ًرا والأن�شط‬ ‫كيميائ ّيا يف الكون‪ .‬متتزج �أ�شكال احلياة مبا عداها يف كيان‬ ‫مما ي�صعب ح ّلهما‪ ،‬ولن يتم ّكن حتّى الن�صل نّ‬ ‫امل�سن من‬ ‫واحد ّ‬ ‫الف�صل بينهما على نحو تا ّم‪.‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪11‬‬


‫عدم مناكفة الوالدين واإلصرار‬ ‫على تغيير قناعاتهما ورأيهما‬

‫السعودية ‪ 20:‬مليار ريال‬ ‫خسائر حوادث المرور‬

‫ربع مليار ريال إللهاء الصائمين‬ ‫تخ�سر ال�سعود ّية ‪ 20‬مليار ريال �سنو ّيا نتيجة احلوادث املرور ّية‪،‬‬ ‫�أ ّما اخل�سائر بدول اخلليج جمتمعة فت�صل �إىل ‪ 20‬مليار دوالر (‬ ‫‪ 75‬مليار ريال )‪ .‬والأكرث خطورة �أنّ معظم الوفيات وامل�صابني‬ ‫من �شريحة ال�شباب ‪ ،‬ويتجاوز عدد �ضحايا حوادث الطرق عدد‬ ‫�ضحايا احلروب ‪.‬‬ ‫وك�شفت درا�سة للدكتور حم ّمد خيمي امل�شرف على الإدارة العا ّمة‬ ‫أهم الأخطار الأمن ّية‬ ‫لبحوث املرور�أنّ احلوادث املرور ّية تع ّد �أحد � ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي تواجه املواطن واملقيم يف ال�سعود ّية يف ظ��ل ارتفاع عدد‬ ‫�ضحايا تلك احلوادث باململكة‪ ،‬حيث جتاوز يف العقدين املا�ضيني‬ ‫�أكرث من ‪� 86‬ألف �شخ�ص‪ ،‬وبلغ عدد �ضحايا حوادث الطرق عام‬ ‫‪2011‬م �أكرث من ‪� 7153‬شخ�ص ًا‪،‬وارتفع العدد �إىل ‪� 7638‬شخ�صا‬ ‫عام ‪ . 2012‬كما �أظهرت النتائج �أنّ اململكة حتت ّل املرتبة الأوىل يف‬ ‫عدد وفيات احلوادث بالن�سبة لك ّل ‪� 100‬ألف �إن�سان‪.‬‬ ‫كما �أ�شارت النتائج �إىل �أنّ م�صابي احلوادث ي�شغلون ‪ %30‬من‬ ‫� ِأ�س ّرة امل�ست�شفيات‪ .‬وتقع �أخطر احل��وادث يف الطرق ال�سريعة‬

‫شيوخ من األزهر يخدمون‬ ‫شركات التدخين !!‬ ‫ك�شف تقرير ل�صحيفة اجلارديان الربيطان ّية عن م�ستندات ت�ؤ ّكد‬ ‫قيام �شركات التبغ العامل ّية با�ستئجار خدمات �شيوخ �أزهريني‬ ‫وجتنيد علماء من دول ت�شتهر بتدخني �شبابها ال�شره لل�سجائر‬ ‫مثل م�صر و�أندوني�سيا وبنجالدي�ش‪،‬ملقاومة حظر التدخني يف‬ ‫الدول الإ�سالم ّية‪.‬‬ ‫وذكر تقرير اجلارديان �أ ّنه ح�صل على وثائق ت�ؤ ّكد �أنّ ‪�“ :‬شركات‬ ‫�سجائر عامل ّية مثل “بريتي�ش �أمريكيان توباكو”‪ ،‬و”فيليب‬ ‫موري�س”‪� ،‬سعت �إىل �إع���ادة تف�سري التعاليم الإ�سالم ّية على‬ ‫طريقتها عرب توظيف علماء دين يف حمالتها الإعالم ّية من �أجل‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ب�سبب ال�سرعة الزائدة‪.‬‬ ‫ويف �إح�صائ ّية �أعدّتها وزارة الداخل ّية ال�سعود ّية العام املا�ضي‪،‬‬ ‫امل�سجلة �أعمارهم دون ‪� 40‬سنة‪،‬‬ ‫تبينّ �أنّ ‪ %73‬من جممل الوفيات ّ‬ ‫و‪ %75‬من �إجمايل امل�صابني �أعمارهم �أي�ض ًا دون ‪� 40‬سنة‪.‬‬ ‫و بح�سب ما ك�شفه العميد الدكتور علي الر�شيدي مدير �إدارة‬ ‫ال�سالمة املرور ّية يف ال�سعود ّية ‪ ،‬ف�إنّ �أجهزة اجل ّوال زادت بن�سبة‬ ‫كبرية احل��وادث امل��روريّ��ة‪ ،‬فا�ستخدام اجل�� ّوال يع ّر�ض ال�سائق‬ ‫للوقوع يف احل��وادث بن�سبة �أربعة �أ�ضعاف ال�سائق العادي‪ ،‬كما‬ ‫�أنّ ا�ستخدام الوات�ساب يع ّر�ض �صاحبه للوقوع يف حادث ع�شرة‬ ‫�أ�ضعاف ال�سائق العادي‪.‬‬ ‫وح�سب تقرير وكالة الأنباء ال�سعود ّية ( وا�س ) ف�إنّ عدد احلوادث‬ ‫املرور ّية يف اململكة بلغ �أكرث من ‪� 300‬ألف حادث �سنو ّي ًا‪ ،‬ويتو ّقع‬ ‫و�صولها بعد ‪� 8‬سنوات �إىل �أكرث من مليون وخم�سني �ألف حادث‪،‬‬ ‫وبتكلفة اقت�صاد ّية قد ت�صل �إىل ‪ 316‬مليار ريال يف حال ا�ستم ّر‬ ‫الو�ضع املروري على ما هو عليه الآن‪.‬‬ ‫حماولة تقوي�ض حظر التدخني الذي تفر�ضه العديد من الأقطار‬ ‫الإ�سالم ّية”‪.‬‬ ‫وقالت ال�صحيفة �إنّ مذ ّكرة �صادرة عن �شركة بريتي�ش �أمريكيان‬ ‫توباكو (‪� )BAT‬أظهرت “وجود رغبة لدى ال�شركة لتوظيف‬ ‫�شيوخ وباحثني �أزه��ري�ين كم�ست�شارين موثوق بهم �أو حلفاء‪،‬‬ ‫و�أحيا ًنا متحدّثني ب�ش�أن هذه امل�س�ألة‪ ،‬ملناه�ضة انت�شار ما �أ�سمته‬ ‫“الآراء املتط ّرفة”للأ�صوليني امل�سلمني امل�ضادّة للتدخني‪ .‬اجلدير‬ ‫�أنّ الفرتة الني يتحدّث عنها تقرير اجلارديان �شهدت فتوى يف‬ ‫م�صر تقول �إنّ التدخني ال يفطر ال�صائم !!!!‬ ‫و�أظهرت وثيقة �أخرى �أنّ كارتل (جت ّمع �شركات) �صناعة التبغ‬ ‫ع�ّب�ع��ن قلقه م��ن ت�شجيع ّ‬ ‫ال�صحة العامل ّية للمواقف‬ ‫منظمة‬ ‫ّ‬ ‫رّ‬ ‫املناه�ضة للتدخني التي تتب ّناها ال��ق��ي��ادات الإ���س�لام��يّ��ة‪ ،‬و�أنّ‬ ‫وجهت نقدً ا مبا�ش ًرا ّ‬ ‫ال�صحة‬ ‫ملنظمة‬ ‫ّ‬ ‫�شركة “فيليب موري�س” قد ّ‬

‫‪ 13‬م�سل�سال درام ّيا و ‪ 30‬عمال درام ّيا �أعدّتها مدينة الإنتاج‬ ‫الإعالمي امل�صر ّية ‪،‬وت�ستع ّد الف�ضائيات ال�ستخدامها يف �إف�ساد‬ ‫�صوم امل�سلمني مب�شاهد الإث��ارة والعري يف رم�ضان احل��ايل ‪.‬‬ ‫ورغم �أنّ هذه الأعمال �أق ّل من �أعمال ال�سنوات املا�ضية �إ ّال �أ ّنها‬ ‫تك ّلفت ما يعادل ‪ 250‬مليون ريال‪ ،‬بينما يعي�ش االقت�صاد امل�صري‬ ‫على املعونات اخل��ارج��يّ��ة‪ ،‬وي�شكو ماليني املواطنني من غالء‬ ‫الأ�سعار‪ ،‬ويعي�ش ثلث ال�س ّكان حتت ّ‬ ‫خط الفقر‪.‬‬ ‫وترتاوح تكاليف بع�ض امل�سل�سالت بني ‪� 25‬إىل ‪ 40‬مليـون جني ــه‬ ‫( ‪� 12‬إىل ‪ 20‬مليون ريال )‪ ،‬ويتقا�ضى املم ّثلون �أرقاما مليون ّية يف‬ ‫الوقت الذي �صدر فيه قانون ي�ضع �سقفا لرواتب ّ‬ ‫موظفي احلكومة‬ ‫بحيث ال تزيد عن ‪� 40‬ألف جنيه �شهر ّيا ( ‪ 20‬مليون ريال ) ‪.‬‬ ‫وقد �شهد العام املا�ضي حمالت �إعالمية �ضد م�سل�سالت درامية‬ ‫�أذيعت خالل �شهر رم�ضان املا�ضي‪ ،‬ملا ت�ضمنته من م�شاهد �إثارة‬ ‫وع��ري مما يخد�ش احلياء ويتعار�ض وقيم الإ���س�لام‪ ،‬وتقدير‬ ‫ال�شهر ال��ك��رمي ‪ ،‬كما ت�ضمنت احلملة ت�����س��ا�ؤالت ح��ول مغزى‬ ‫تخ�صي�ص �شهر رم�ضان بع�شرات امل�سل�سالت الدرامية لدرجة‬ ‫يبدو فيها وك�أن الف�ضائيات ت�ستهدف �إف�ساد �صوم امل�سلمني ‪.‬‬ ‫العامل ّية‪ ،‬قالت فيه‪“ :‬هذا التط ّور الأيديولوجي بات خط ًرا على‬ ‫تدخل ّ‬ ‫�أن�شطتنا؛ ب�سبب ّ‬ ‫ال�صحة العامل ّية‪ ،‬التي مل تكتف‬ ‫منظمة‬ ‫ّ‬ ‫فقط بالوقوف يف ّ‬ ‫�صف “الأ�صوليني امل�سلمني” الذين يعتربون‬ ‫ّ‬ ‫قدما لت�شجيع قيادات دين ّية‬ ‫التدخني م�صدر �ش ّر‪ ،‬لكنها م�ضت ً‬ ‫لي�سوا ن�شطاء يف جمال مكافحة التدخني لتب ّني الق�ض ّية“‪.‬‬ ‫وقالت وثيقة �أخرى �إ ّنه كانت هناك حماوالت لرتويج �أنّ ‪“ :‬امل�سلم‬ ‫الذي يهاجم التدخني قد ي�ش ّكل خط ًرا على حكومة بلده‪ ،‬باعتباره‬ ‫“�أ�صول ًيا” يرغب يف العودة لتطبيق ال�شريعة“‪،‬وبح�سب الوثيقة‪،‬‬ ‫�سعى م�ص ّنعو التبغ �إىل الربط بني التدخني واحلياة املعا�صرة‪،‬‬ ‫و�أنّ رف�ض التدخني مثل رف�ض ال�صور والتلفاز وغريه؛ حيث قالت‪:‬‬ ‫“ينبغي �أن نر ّكز على الأوجه الأخرى من احلياة املعا�صرة التي‬ ‫يح ّرمها املتط ّرفون وف ًقا للتف�سري املت�شدّد لل�شريعة‪ ،‬مثل ال�صور‬ ‫ملكبات ال�صوت‪ ،‬وتعليم الن�ساء“‪.‬‬ ‫والتلفاز‪ ،‬وا�ستخدام امل�ؤ ّذنني رّ‬

‫عــالمــــنا‬

‫عـــالمـــنا‬

‫�أدب التعامل مع الآباء يف �سورة يو�سف ( ‪) 8‬‬

‫بق ـ ـلـ ــم ‪ :‬د حم ّمد بن نا�صر الكثريي‬ ‫احرتام ر�أي الآباء واعتباره وامل�ضي فيه من �أعظم الرب بهم ‪ .‬ملا طلب‬ ‫يعقوب عليه ال�سالم من �أبنائه الذهاب والبحث عن يو�سف و�أخيه"يا‬ ‫بني اذهبوا فتح�س�سوا من يو�سف و�أخيه"مل يردوا عليه با�ستحالة تنفيذ‬ ‫مطلبه �أو ب�أن يو�سف قد �أكله الذئب كما ادعوا‪،‬و�إمنا ت�شري الآيات ب�أنهم‬ ‫�شرعوا يف تنفيذ ما طلبه منهم و�أمرهم به‪.‬‬ ‫وملا نهاهم عن الدخول من باب واحد و�أمرهم بالدخول من �أبواب‬ ‫متعددة‪ ،‬دخلوا من حيث �أمرهم �أبوهم‪ ،‬دون �س�ؤاله عن ال�سبب �أو‬ ‫احلكمة‪ ،‬فقد بقيت حاجة يف نف�سه‪ ،‬وملا طلب منهم امليثاق بادروا‬ ‫به‪ ،‬ف�آتوه موثقهم دومنا تردد‪� ،‬أو مناكفة لكونه قرينة تدل على‬ ‫عدم الثقة بهم‪" :‬قال لن �أر�سله معكم حتى ت�ؤتون موثقا من اهلل‬ ‫لت�أتنني به �إال �أن يحاط بكم‪ ،‬فلما �آتوه موثقهم قال اهلل على ما‬ ‫نقول وكيل"‪.‬‬ ‫عندما يرى الأبناء خط�أ ر�أي �آبائهم �أو يريدون منهم موقفا معينا‪،‬‬ ‫فليتجنبوا امل�صادمة معهم‪ ،‬وليتحينوا الوقت املنا�سب وي�ستعينوا‬ ‫بال�شخ�ص املنا�سب والأ�سلوب املنا�سب‪ ،‬ف�إخوة يو�سف رغم توبتهم‬ ‫وتغري حالهم مع �أبيهم مل يطلبوا العفو منه واال�ستغفار لهم �إال بعدما‬ ‫جاءه الب�شري بخرب يو�سف واطم�أن عليه‪.‬‬ ‫الأدب التا�سع‪ :‬ال�شفقة عليهما والتعاطف معهما وموا�ساتهما عند‬ ‫امل�صيبة‪:‬‬ ‫يف املواقف الع�صيبة وعند حلول الأزم��ات يحتاج الوالدان �أعز‬ ‫النا�س ليكونوا قريبني منهما ي�شاركونهما الأمل‪ ،‬ويخففون من‬ ‫م�صابهما‪ ،‬ومن �أقرب النا�س للآباء �أوالدهم‪ .‬عندما فقد يعقوب‬ ‫عليه ال�سالم ابنه الثاين كان �أبنا�ؤه قريبني منه فلم يتخلوا عنه‬ ‫ويرتكوه يعي�ش م�صيبته وحده رغم �أنه توىل عنهم‪ ،‬و�إمنا جعلوا‬ ‫يوا�سونه ويحاولون تخفيف م�صابه املرتاكم‪ ،‬ففقد الولد جرح‬ ‫عميق يف الف�ؤاد‪ ،‬ويخ�شون عليه من كرثة تذكر يو�سف رفقا بنف�سة‬ ‫ور�أفة بحاله‪" :‬قالوا تاهلل تفت�ؤ تذكر يو�سف حتى تكون حر�ضا �أو‬ ‫تكون من الهالكني" يقول ابن كثري رحمه اهلل‪( :‬فعند ذلك رق‬ ‫له بنوه وقالوا له على �سبيل الرفق به وال�شفقة عليه‪" :‬تاهلل تفت�ؤ‬ ‫تذكر يو�سف" �أي ال تفارق تذكر يو�سف "حتى تكون حر�ضا" �أي‬ ‫�ضعيف القوة "�أو تكون من الهالكني" يقولون �إن ا�ستمر بك هذا‬ ‫احلال خ�شينا عليك الهالك والتلف) تف�سري ابن كثري ‪،421/2‬‬ ‫وهذا هو املعنى ال�صحيح ولي�س ما ذكر �أنهم قالوه تقريعا وتهكما‪،‬‬ ‫فطلب عندها منهم الذهاب للبحث عن �أخويهم‪" :‬يا بني اذهبوا‬ ‫فتح�س�سوا من يو�سف و�أخيه"‪ ،‬قال ابن اجلوزي رحمه اهلل‪( :‬ورد‬ ‫�أن يو�سف �س�أل �أب��اه بعدما التقيا‪ :‬يا �أبت بكيت علي حتى ذهب‬ ‫ب�صرك‪� ،‬أم��ا علمت �أن القيامة جتمعني و�إي��اك؟ ق��ال‪� :‬أي بني‪،‬‬ ‫خ�شيت �أن ت�سلب دينك فال جنتمع) زاد امل�سري ‪.288/4‬‬ ‫وقد بلغت �شفقتهم ب�أبيهم مبلغا عظيما وهو الت�ضحية ب�أنف�سهم‬ ‫يف �سبيل فكاك �أخيهم‪ ،‬فتو�سلوا �إىل العزيز يو�سف بعدما حكم‬ ‫ب�أخذه �أن ي�أخذ �أحدهم مكانه‪ ،‬رحمة بحال �أبيهم‪ ،‬و�شفقة به‪،‬‬ ‫لعلمهم ب�شدة وقع فقد �أخيهم على قلبه‪" :‬قالوا يا �أيها العزيز �إن‬ ‫له �أبا �شيخا كبريا فخذ �أحدنا مكانه �إنا نراك من املح�سنني"‪،‬‬ ‫فلم يخطر ببالهم ملا قرر يو�سف �أخذ �أخيه منهم �سوى حال �أبيهم‬ ‫وفجيعته يف فقده‪ ،‬فهم يحملون همه وتهمهم حاله!‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪13‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني يهدد الهوية‬

‫والشرعي ال يحمي الحقوق !!‬

‫دانة �أبوحمدان‬ ‫�إ�س ــراء البـ ــدر‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫الزواج لبنة أولى لبناء المجتمع المسلم وأحد‬ ‫أبواب تحقيق االستخالف في األرض وآية ر ّبان ّية‬ ‫لكن المسلمين‬ ‫اقتضتها سننه في األرض ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جمة في الزواج‬ ‫في الغرب يجدون مشكالت ّ‬ ‫الذي يحقّ ق ذلك ‪ ،‬فالزواج الشرعي ال يحمي‬ ‫الحقوق والزواج المدني يحميها لكنّه قد يفتح‬ ‫الباب أمام ضياع الهو ّية والدين ‪ ،‬والجمع بين‬ ‫االثنين قد ال يكون متاحا أمام من يريد‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الزواج معضلة المسلمين في الغرب‬

‫الزواج املدين للم�سلمني يف الغرب – زواج امل�سلم من غري‬ ‫امل�سلمة وزواج امل�سلمة من غري امل�سلم ‪ -‬خطر داهم ‪،‬فهو‬ ‫الأ�صل يف نظام ال��زواج هناك ‪ ،‬لكنّ الإ�سالم يح ّرم زواج‬ ‫امل�سلمة من غري امل�سلم ‪ ،‬وكثريا ما يكون ارتباط م�سلمة‬ ‫بعالقة مع غري م�سلم كارثة لأ�سرة تلك امل�سلمة قد تنتهي‬ ‫ب��الأب يف ال�سجن �إذا اعرت�ض على هذا ال��زواج ب��� ّأي عمل‬ ‫عنيف �ض ّد ابنته ‪� ،‬أ ّما زواج امل�سلم من الكتاب ّية فرغم �أ ّنه‬ ‫حالل �شرعا لك ّنه كثريا ما يكون تتويجا الن�سالخه من دينه‬ ‫وهو ّيته خ�صو�صا عندما ال ت�سلم الزوجة �أو يكون ال��زوج‬ ‫رقيق الدين ‪ .‬ق�ص�ص ال���زواج امل��دين بني م�سلمي الغرب‬ ‫تدمي القلوب وتفتح العيون على هذا التح ّدي الكبري للأ�سرة‬ ‫امل�سلمة هناك ‪.‬‬ ‫رغ��م ع��دم وج��ود �إح�صائ ّية يف ال��والي��ات املتّحدة حلاالت‬ ‫الزواج بني الأدي��ان‪� ،‬إ ّال �أنّ الظاهرة يف ازدياد ح�سب عدد‬ ‫من الأئ ّمة يف مراكز �إ�سالم ّية خمتلفة‪.‬‬ ‫أهم الأ�سباب التي تدفع ال�شباب للزواج من امر�أة‬ ‫ولع ّل من � ّ‬ ‫غري م�سلمة تعديل و�ضعهم القانوين يف البالد‪ ،‬فالكثري‬ ‫من ال�شباب ي�صل �إىل الواليات املتّحدة بهدف الدرا�سة �أو‬ ‫ال�سياحة وللح�صول على �إقامة دائمة ي�سعى البع�ض للزواج‪.‬‬ ‫ماجد تز ّوج من فتاة �أمريك ّية غري م�سلمة مل ّدة ثالث �سنوات‪،‬‬ ‫حاول خاللها جاهدا �أن يدعوها للإ�سالم ويقنعها به �إ ّال �أ ّنها‬ ‫تتغي ومل ي�ستطع �أن يرى معها حياة �أ�سر ّية ناجحة‪ ،‬وكان‬ ‫مل رّ‬ ‫ج ّل اهتمامها النقود واملظهر االجتماعي‪.‬‬ ‫�أمّ���ا ح�سن فقد ت���ز ّوج م��ن فتاة التين ّية اعتنقت الإ���س�لام‬ ‫منذ فرتة قريبة‪ ،‬ورغم ذلك �سادت العالقة م�شاكل كثرية‬ ‫ومتع ّددة ‪ ،‬وبد�أت الفتاة تهمل الواجبات الإ�سالم ّية وتت�ساهل‬ ‫فيها‪ ،‬وان��ت��ه��ى ال����زواج ب��ال��ط�لاق بعد ع��� ّدة ���س��ن��وات وع�� ّدة‬ ‫حماوالت للإ�صالح‪.‬‬ ‫التقينا ال�شيخ و�سام عبدالباقي �إمام املركز الإ�سالمي غربي‬ ‫والية ما�سا�شو�ست�س الذي ي�ؤ ّدي دورا مه ّما يف زواج امل�سلمني‬ ‫حيث يقوم ب�إجراء عقود ال��زواج التي تعتمدها ال�سلطات‬ ‫املح ّلية‪ .‬قبل عقد من الزمن مل يكن ا�سم الإمام مدرجا يف‬ ‫قائمة من يحقّ له �إج��راء عقد ال��زواج ‪ ،‬ولكن اليوم قد ّمت‬ ‫اعتماده ر�سم ّيا ‪.‬‬ ‫�أ�شار ال�شيخ و�سام �إىل �أنّ زواج امل�سلمني من غري امل�سلمات‬ ‫يف ازدياد‪ ،‬وق ّدر �أنّ ما يقارب ‪ %10‬من طلبات الزواج التي‬ ‫تق ّدم له‪ ،‬حتوي طرفا غري م�سلم‪ ،‬وغالبا ما يختلف م�صري‬ ‫تلك الأ�سر ‪ :‬فقد ت�سلم الزوجة ويح�سن �إ�سالمها وتبني مع‬ ‫زوجها �أ�سرة م�سلمة كتلك املر�أة التي ُخطبت مل�سلم وبد�أت‬ ‫بالقدوم �إىل املركز الإ�سالمي للتع ّرف �إىل الإ�سالم‪ ،‬وبعد‬ ‫ع ّدة لقاءات دين ّية وتعليم ّية �أ�سلمت ‪ ،‬غري �أنّ هناك حاالت‬ ‫لزواج م�سلمني من غري م�سلمات‪ ،‬ونتيجة لعدم تف ّقه الزوج‬

‫يف الدين‪� ،‬أو ل�سوء خلقه‪� ،‬أو الختالف العادات الثقاف ّية‬ ‫مما ي���ؤ ّدي �إىل‬ ‫واالجتماع ّية يبد�أ اخلالف وتربز امل�شاكل ‪ّ ،‬‬ ‫نفور الزوجات من الإ�سالم وربمّ ا كرهه وبالتايل العديد من‬ ‫هذه احلاالت ينتهي بالطالق‪.‬‬ ‫زواج المسلمين من غير المسلمات في‬ ‫ازدياد‪ ،‬نظرا النتشار الجهل والذوبان في‬ ‫الثقافة الغرب ّية ‪،‬ولرغبتهم في الحصول‬ ‫على إقامة قانونية ‪.‬‬

‫م�شكلة اجليل الثاين من �أبناء امل�سلمني – كما يقول ال�شيخ‬ ‫و�سام ‪� -‬أ ّنهم اغ�ترّوا مبظاهر احلياة‪ ،‬وا�ستغ ّلوا احل ّرية‬ ‫املتو ّفرة لهم‪ ،‬ون�سوا �أ�صلهم و�صار ه ّمهم جمع امل��ال‪ .‬وقد‬ ‫جتلب �أ�سرهم لبع�ضهم زوجات من بلدانهم الأ�صل ّية �سعيا‬ ‫للحفاظ على هو ّيتهم فت�أتي الواحدة من ه�ؤالء دون حت ّقق‬ ‫من �أخالق ذلك الزوج ‪ ،‬ونظرا لأنّ العمل ي�أخذ وقت الرجل‬ ‫طوال النهار ويرتك زوجته‪ ،‬ف�إ ّنها تظ ّل غريبة حبي�سة بني‬ ‫اجلدران‪ ،‬وهذا يزيد من توتّر العالقات بينهما ‪.‬‬ ‫ورغم التباين بني ال�شريعة والأحكام املدن ّية ‪� ،‬إ ّال �أنّ احلكومة‬ ‫تعتمد � ّأي حلول يوافق عليها الزوجان مبن ّية على ال�شريعة‬ ‫وواف��ق��ت على �أن يكون ال�شيخ و�سام حكما بني املتز ّوجني‬ ‫يح ّل اخلالفات بينهم على هدي الإ�سالم احلنيف‪ ،‬و يقوم‬ ‫الق�ضاء املدين باعتماد تلك القرارات ‪ .‬لكن هنالك بع�ض‬ ‫الق�ضايا الزوج ّية ت�صل �إىل الق�ضاء املدين ‪ ،‬ومر ّدها �أنّ �أحد‬ ‫طريف النزاع �أو كليهما مل ير�ض باحلكم ال�شرعي يف امل�س�ألة‪،‬‬ ‫ومن ذلك رغبة الزوجة يف �أن حت�صل على ن�صف مال زوجها‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪15‬‬


‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫هناك من يلجأ إلى الزواج الشرعي دون‬ ‫توثيق قانوني مخافة الوقوع في المحظور‬ ‫الشرعي أو لعدم حصوله على إقامة‬ ‫قانون ّية ‪ ،‬أو للزواج من المط ّلقات الالتي ال‬ ‫يرغبن في فقد حضانة األبناء ‪.،‬‬

‫ورغم �أ ّنه يف الغرب ين�شط املجتمع املدين وتنت�شر جمع ّيات‬ ‫ت�ساعد من تنجب �أبناء حتّى خارج �إطار الزواج – يعتربون‬ ‫ذلك من احل ّرية ال�شخ�ص ّية واملجتمع ال ينكره ‪ -‬ولع ّل هذا‬ ‫يكون منفذا ت�ستطيع م��ن خالله امل���ر�أة امل��ت��ز ّوج��ة �شرعا‬ ‫دون توثيق احل�صول على بع�ض احلقوق ولكن يبقى الو�ضع‬ ‫م�أ�ساو ّيا فهي تت�ساوى يف حقوقها مع املرتبطة بغري زواج‪،‬‬ ‫و�إذا ثبت للدولة عجز الأ ّم عن �إعالة طفلها فربمّ ا ّ‬ ‫تتدخل‬ ‫لتعهد به �إىل دور ت�شرف عليها الدولة لرتبية ه�ؤالء الأطفال‪.‬‬ ‫وي�ؤ ّكد الز ّيات على الدور الأكرب للدول واحلكومات التي جاء‬ ‫املهاجرون يف رعاية �أبنائهم وعدم ال�سماح لبناتهم بال�سفر‬ ‫دون رفقة �آمنة ‪ ،‬و�أن تقوم احلكومات بواجبها فى رعاية‬ ‫�ش�ؤون مواطنيها من خالل ال�سفارات والقن�صل ّيات بالتن�سيق‬ ‫مع املراكز وامل�ساجد فى الغرب وهذا غري متح ّقق بال�شكل‬ ‫املطلوب حتّى الآن‪.‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫‪16‬‬

‫بعد الطالق ح�سب احلكم املدين‪.‬‬ ‫�أ ّما زواج امل�سلمة من غري امل�سلم فرغم �أ ّنه ال يجوز‪� ،‬إ ّال �أ ّنه‬ ‫يف ازدياد نظرا النت�شار اجلهل والذوبان يف الثقافة الغرب ّية‬ ‫ومنط احلياة الغربي حيث يكرث االختالط‪ ،‬و العالقات بني‬ ‫ال�شباب والبنات وت�صبح ع��ادة «امل��واع��دة‪� :‬أو كما ت�س ّمى‬ ‫(‪� )Dating‬أمرا طبيع ّيا‪.‬‬ ‫الزواج ال�شرعي ال يحمي احلقوق !!!‬ ‫ي���ك���ت���ف���ي ب��ع�����ض‬ ‫امل���������س����ل����م��ي�ن يف‬ ‫ال���غ���رب ب���ال���زواج‬ ‫ال�����������ش�����رع�����ي وال‬ ‫يتّبعونه بالت�صديق‬ ‫ال����ق����ان����وين ل��ه��ذا‬ ‫ال��زواج يف املحاكم‬ ‫وه�����و م����ا ي�����س��بّ��ب‬ ‫م�����ش��ك�لات ك��ث�يرة‬ ‫لهم ‪ ،‬يقول �إبراهيم بن حم ّمد بالكيالين ‪ ،‬م�س�ؤول العمل‬ ‫ال��دع��وي و ال�ترب��وي يف الرابطة الإ�سالم ّية و مدير وقف‬ ‫الأمانة الإ�سالمي يف الرنويج ‪ :‬االكتفاء بالزواج ال�شرعي دون‬ ‫توثيق مدين ظاهرة منت�شرة خا�صّ ة بني الأفراد املنحدرين‬ ‫من املجتمعات التي ال تزال الأعراف القبل ّية متج ّذرة فيها‪.‬‬ ‫والبع�ض ي�س ّميه زواجا عرف ّيا وهو زواج �صحيح �شرعا يحوي‬ ‫ك ّل �أركان الزواج ال�شرعي فلي�س فيه خمالفة �شرع ّية ‪ ،‬لكنّ‬ ‫الزواج املعتمد هنا هو الزواج القانوين الذي ميكن به حفظ‬ ‫احلقوق‪ .‬وهناك من يلج�أ �إىل الزواج ال�شرعي فقط يف فرتة‬ ‫ما قبل احل�صول على الإقامة القانون ّية يف البالد‪ ،‬ويرى فيه‬ ‫حت�صينا للنف�س و عدم خمالفة قانون ّية‪ .‬و هناك من يلج�أ‬ ‫�إليه خا�صّ ة يف الزواج من املط ّلقات اللواتي لهنّ �أبناء و لكيال‬ ‫تفقد املط ّلقة ح�ضانتها للأبناء و خمافة الوقوع يف املحظور‬ ‫ال�شرعي‪ .،‬و هناك من يلج�أ �إليه عندما ال ترافقه زوجته‬ ‫�إىل املهجر‪ .‬فهو يخ�شى الوقوع يف املحظور و ال يريد فقدان‬ ‫زوجته‪ ،‬فيلج�أ �إىل هذا النوع من الزواج لأنّ الزواج القانوين‬ ‫ي�شرتط عليه �أ ّال يكون متز ّوجا ب�أخرى ‪.‬‬ ‫وال يجد من يكتفون ب��ال��زواج ال�شرعي فقط � ّأي عنت من‬ ‫احلكومة �أو ال�سلطات ‪،‬ففي املجتمعات الغرب ّية يتاح نيل‬ ‫ال�شهوة خ��ارج �إط��ار ال��زواج‪ ،‬و ال عائق �أم��ام ذلك ‪ ,‬و من‬ ‫ي�شعر من امل�سلمني باخلوف من اهلل وال ميلك �إمكانات‬ ‫حتقيق الزواج القانوين يلج�أ �إىل الزواج ال�شرعي �سواء كان‬ ‫ذكرا �أو �أنثى‪.‬‬ ‫وت�شري التجارب – كما يقول الكيالين ‪� -‬إىل �أنّ ال��زواج‬ ‫القانوين ( املدين ) يحفظ احلقوق و يع ّمق اال�ستمرار ّية ‪,‬‬ ‫لذلك ال يكتفي امل�سلمون هنا بالزواج ال�شرعي بل يو ّثقونه‬

‫قانون ّيا ( مدن ّيا ) رغم �أنّ الزواج ال�شرعي ال غبار عليه دين ّيا‬ ‫‪ ،‬لكن �أمام الدولة الزواج القانوين هو املعرتف به يف �إقرار‬ ‫احلقوق بني الزوجني ‪ ,،‬و الدولة و م�ؤ�سّ �ساتها هي املنوط بها‬ ‫حفظ و رعاية احلقوق‪ ،‬و هي من متلك �سلطة القانون‪ ,‬لذلك‬ ‫ُيعترب ت�سجيل عقود ال��زواج يف امل�ؤ�سّ �سات الر�سم ّية مطلبا‬ ‫�شرع ّيا ال غنى عنه يف هذه الأ ّيام‪ .‬ويف الرنويج مينح القانون‬ ‫الأ ّم حقّ ت�سجيل �أبنائها حتت ا�سمها‪� ،‬أو ا�سم زوجها حتّى و‬ ‫م�سجال يف الدوائر الر�سم ّية ‪ ،‬و يلحقون بها‬ ‫�إن مل يكن الزواج ّ‬ ‫�أو به يف الإقامة و اجلن�س ّية و لهم ما للأطفال الآخرين من‬ ‫حقوق و واجبات‪.‬‬ ‫وي�ضيف بالكيالين ‪ :‬هناك �أ�صناف عديدة يف القوانني‬ ‫الغرب ّية لالرتباط بني الذكر و الأنثى‪ ،‬منها �صورة الزواج‬ ‫القانوين الدائم‪ ،‬و منها ما ُي�شبه ال��زواج العريف‪ ،‬و منها‬ ‫ما هو منفلت من � ّأي �ضابط �أخالقي �أو قانوين‪ ،‬فالأ�سرة‬ ‫الغرب ّية تعي�ش حالة من التف ّكك و التق ّل�ص‪ .‬والأ���س��رة يف‬ ‫املنظومة الغرب ّية هي جهاز للقيام بجزء من رعاية النا�شئة‬ ‫وفق القوانني‪ .‬و �إذا �أخ ّلت الأ�سرة بواجباتها‪ ،‬من حقّ ال�سلطة‬ ‫الر�سم ّية �سحب الأطفال و و�ضعهم حتت رعاية جهة �أخرى‪.‬‬ ‫فالنا�شئة حتت رعاية الدولة‪ .‬و هناك فر�ص كبرية للأ�سر‬ ‫امل�سلمة ب���أن يكون لها دور �إيجابي يف املجتمع الغربي‪� ،‬إ ّال‬ ‫�أنّ التق�صري من امل�سلمني و ق ّلة الوعي‪ ،‬و �ضعف االلتزام‬ ‫بالإ�سالم و قيمه‪ ،‬يق ّو�ض هذه الفر�ص ‪.‬‬ ‫ويحثّ بالكيالين امل�سلمني يف الغرب على القيام بت�سجيل‬ ‫ال��زواج لدى اجلهات الر�سم ّية ‪ ،‬فكم من حقوق �ضاعت و‬ ‫�أُهدرت ب�سبب غياب هذا الت�سجيل ‪ ،‬ويدعو املراكز الإ�سالم ّية‬ ‫�إىل توعية �أبناء اجلالية بهذه امل�سائل‪.‬‬ ‫�إيطاليا ‪ :‬الزواج ال�شرعي ملواجهة الفنت وال�ضغوط‬ ‫وي�����������ش��ي��ر حم����مّ����د‬ ‫ال�������زيّ�������ات ع�����ض��و‬ ‫الرابطة الإ�سالم ّية‬ ‫فى �إيطاليا وع�ضو‬ ‫م����ؤ����سّ�������س جل��م��ع��يّ��ة‬ ‫الك�شّ افة الإ�سالم ّية‬ ‫ف���ى �إي���ط���ال���ي���ا �إىل‬ ‫�أنّ الأ���س��رة امل�سلمة‬ ‫يف �إيطاليا تنتمي �إىل �أق ّلية �شديدة التن ّوع ‪ ،‬فهناك عادات‬ ‫وتقاليد و�أعراف تختلف من دولة �إىل �أخرى بل من �إقليم �إىل‬ ‫�آخر داخل الدولة الواحدة‪.‬‬ ‫و تقبل الأ���س��رة امل�سلمة بالزواج ال�شرعي دون ت�سجيل �أو‬ ‫توثيق نظرا ل�ضغوط الغربة و���ش�� ّدة احلاجة �أحيانا‪ ،‬فقد‬ ‫ت�سمح �أ�سرة لإح��دى بناتها بال�سفر منفردة ‪ -‬وه��ذا خط�أ‬ ‫من الأ�صل ‪ -‬فيكون االكتفاء بالزواج ال�شرعي بالن�سبة لهم‬

‫طوق جناة وحلاّ للم�شكالت و�سرتا للعر�ض‪� ،‬أ ّما �إذا كان هذا‬ ‫ال��زواج بني �أق��ارب جمعت بينهم الغربة ف�إنّ الأم��ور تختلف‬ ‫ل�سابق التعارف ومتانة العالقة وكونهما من بلد واحد وعائلة‬ ‫واحدة‪ ،‬لكن يبقى توثيق الزواج و�ضمان احلقوق هو املبتغى‬ ‫�إذا كان هناك جمال للتفكري الهادئ واالختيار ال�صحيح‪...‬‬ ‫مما ي�ؤ ّكد‬ ‫ويتم ّل�ص بع�ض ال�شباب من توثيق الزواج ال�شرعي ّ‬ ‫عدم ج ّديته فبعد التوثيق ي�ستحيل عليه الزواج الثانى لأنهّ‬ ‫خمالف للقوانني ‪ ،‬و�إذا جل�أ �إىل الزواج بثانية �شرع ّيا وبال‬ ‫توثيق واكت�شف �أمره �سيقع يف م�شكالت كثرية ‪� .‬أ ّما املر�أة فال‬ ‫تكتفي بالزواج ال�شرعي بال توثيق قانوين �إ ّال �إذا كانت �أرملة‬ ‫ولديها معا�ش ميكن �أن ينقطع بزواجها ّ‬ ‫فتف�ضل عدم �إعالن‬ ‫زواجها بال�شكل القانونى‪،‬وكذلك �إذا كانت �إيطال ّية ومط ّلقة‬ ‫ف�إنّ القانون ي�شرتط عليها عدم الزواج لفرتة قد ت�صل �إىل‬ ‫ثالث �سنوات �أحيانا ‪،‬وبالتايل ال ت�ستطيع توثيق زواجها‪.‬‬ ‫وي�شري الز ّيات �أنّ هناك ح��االت ّمت فيها االكتفاء بالزواج‬ ‫ال�شرعي فقط حيث تكون الفتاة مغرتبة وتر�سل �إليها �أ�سرتها‬ ‫ويتم العقد فى امل�سجد �أو املركز وقد يثمر‬ ‫املوافقة املو ّثقة ّ‬ ‫ال��زواج �أطفاال‪ّ ،‬ثم يق ّرر ال��زوج العودة �إىل بلده ال��ذي هو‬ ‫غري بلد الزوجة‪ ،‬وتن�ش�أ م�شكلة مر ّكبة ‪:‬امر�أة وطفل يف بالد‬ ‫الغربة بغري عائل! وبالتجربة ف�إنّ عدم توثيق الزواج ي�ؤ ّدي‬ ‫�إىل �سهولة هدمه والتم ّل�ص منه‪.‬‬

‫املجر ‪� :‬شروط لتقليل امل�شكالت‬ ‫وي�شري ال�شيخ �أحمد اخل�ضمي‪ ,‬من هيئة م�سلمي املجر‪� ,‬إىل‬ ‫�أنّ املركز الإ�سالمي هناك و�سعيا منه �إىل تقليل م�شكالت‬ ‫زواج امل�سلمني يط ّبق على م��ن يريد ال���زواج م��ن اجلالية‬ ‫ال�شروط التي و�ضعتها هيئة م�سلمي املجر وهي‪:‬‬ ‫• �أن يكون املتق ّدم للزواج من جمر ّية لديه اجلن�س ّية �أو‬ ‫�إقامة �سارية املفعول يف املجر‪.‬‬ ‫• �إح�ضار الويل وال�شهود‪.‬‬ ‫• �إذا كانت املر�أة م�سلمة فلها �أن تختار ول ّي ًا من امل�سلمني �إذا‬ ‫مل يكن �أبوها م�سلم ًا‪ ،‬و�إذا كانت م�سيح ّية �أو يهود ّية فول ّيها‬ ‫من �أهل م ّلتها من �أقاربها �أبوها �أو ع ّمها �أو �أخوها‪....‬‬ ‫• �إح�ضار ورقة الطالق للمر�أة املط ّلقة �أو �شهادة وفاة زوجها‬ ‫ال�سابق ‪.‬‬ ‫• ين�صح الزوجان بعمل العقد القانوين يف املحكمة �إ ّما‬ ‫قبل الإ�سالمي �أو بعده‪.‬‬ ‫وهناك من يكتفون بالزواج ال�شرعي فقط والأك�ثر هم من‬ ‫يو ّثقون هذا الزواج بعمل العقد القانوين يف املحكمة‪.‬‬ ‫وي�ضيف اخل�ضمي ‪ :‬نحن يف هيئة م�سلمي املجر نحر�ص �أ ّال‬ ‫تظلم الفتاة‪ ،‬فنتح ّرى �أ ّال يكون الزواج من �أجل م�صلحة فقط‬ ‫كاحل�صول على �أوراق الإقامة ‪ ،‬ولذلك كان �أ ّول �شرط �أن‬ ‫يكون الزوج لديه اجلن�س ّية املجر ّية �أو �إقامة قانون ّية يف البلد‪.‬‬ ‫ال�شاب بتح�صيله‬ ‫و�إذا �شعرنا �أنّ الفتاة قد ت�ستغ ّل من قبل‬ ‫ّ‬ ‫على الأوراق ف�إ ّننا ال جنري عقد هذه احلاالت ذات امل�صلحة‬ ‫الذات ّية ‪.‬‬ ‫الأط��ف��ال الذين يولــدون م ــن ال ــزواج ال�شرعـي فق ـ ــط‬ ‫( العــريف ) �أوالد �شرع ّيون لأ ّنهم ج��ا�ؤوا من زواج �صحيح‬ ‫�إ�سالم ّي ًا‪ ،‬ويوجب الإ���س�لام على ال��زوج النفقة وال�سكنى‬ ‫للزوجة بال�شكل اجلميل املتعارف عليه يف املجتمع الذي‬ ‫تعي�شه الأ�سرة دون �إ�سراف وال تقتري‪ ،‬بقدر الو�سع والطاقة‪،‬‬ ‫حتّى لو كانت املر�أة مط ّلقة ‪.‬‬ ‫ويبقى ال��واق��ع العملي للأ�سرة امل�سلمة يف ال��غ��رب املتع ّلق‬ ‫بالزواج �أكرث تعقيدا ‪ ،‬بل قد يكون يف بع�ض حاالته واقعا‬ ‫�شاب وفتاة تز ّوجا �شرع ّيا‬ ‫م�أ�ساو ّيا ففي واقعة ح�صلت بني ّ‬ ‫ال�شاب من زوجته‬ ‫وطلب‬ ‫من خالل �أحد املراكز الإ�سالم ّية‬ ‫ّ‬ ‫�أن ترجع معه �إىل بلده الأ�صلي ‪ ,‬ولكن مل يكن هذا الأمر متّفقا‬ ‫عليه ورف�ضت الزوجة ذلك ‪ ,‬وهو ال ي�ستطيع �أن يجربها على‬ ‫ذلك لأنّ العقد غري م�ص ّدق قانون ّيا فما كان منه �إ ّال �أن ذهب‬ ‫و تركها مع ّلقة و�أبقاها على ذ ّمته �أرب��ع �سنوات مل ت�ستطع‬ ‫خاللها �أن تلج�أ �إىل الق�ضاء لأنّ العقد مل يكن مو ّثقا قانون ّيا‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫كابوس األسرة المسلمة في الغرب‬ ‫حتقيق‪� :‬إ�سراء البدر‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫يفرز ارتفاع نسب الطالق بين األسر المسلمة‬ ‫في الغرب عواقب وخيمة من تفكّ ك أسري‬ ‫وضياع األبناء سواء كان ضياع الهو ّية أو عدم‬ ‫االستقرار النفسي واالجتماعي أو االنحراف ‪ ،‬فما‬ ‫معدالت الطالق وكيف يمكن‬ ‫هي أسباب ازدياد‬ ‫ّ‬ ‫الحد منها لحماية األسرة المسلمة في الغرب‬ ‫ّ‬ ‫و الحفاظ على تماسكها ‪ .‬من النرويج إلى‬ ‫ّ‬ ‫الملف‬ ‫كندا مرورا بألمانيا نق ّلب صفحات هذا‬ ‫الشائك ‪.‬‬

‫تتع ّرض األسرة المسلمة في الغرب لكثير‬ ‫من المشكالت وعلى رأسها الطالق الذي‬ ‫يعد من أكبر الهموم التي تشغل المساجد‬ ‫ّ‬ ‫والمؤسسات اإلسالم ّية‪.‬‬ ‫والمراكز‬ ‫ّ‬

‫ويرجع الدكتور علي ال�سعدي ‪� -‬أ�ستاذ �أ�صول الفقه باجلامعة‬ ‫الأمريك ّية املفتوحة‪ ,‬وع�ضو مم ّيز يف جمع ّية حماية الطفولة‬ ‫بكندا ‪, -‬تزايد مع ّدالت الطالق بني الأ�سر امل�سلمة يف كندا‬ ‫�إىل امل�شكالت املا ّد ّية واختالف الثقافات‪ّ ،‬‬ ‫وتدخل الأهل يف‬ ‫ال�ش�ؤون الزوج ّية وعدم حت ّمل امل�س�ؤول ّية الزوج ّية من حقوق‬ ‫وواجبات‪،‬ف�ضال عن غياب الوازع الديني‪ ،‬وانت�شار الف�ساد‬ ‫الأخالقي يف املجتمعات الغرب ّية ‪ ،‬بينما يرجع خ�ضر عبد‬ ‫املعطي ‪ -‬مدير جمع ّية الر�سالة يف �أملانيا وم��د ّرب الأدب‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الطـالق‬

‫ي��ق��ول علي فتيني ‪� -‬إم���ام وخطيب ال��راب��ط��ة الإ�سالم ّية‬ ‫يف ال�نروي��ج ‪ ,‬ع�ضو م�ؤ�سّ �س يف التج ّمع الأوروبّ����ي للأئ ّمة‬ ‫واملر�شدين ‪ -‬تتع ّر�ض الأ�سرة امل�سلمة يف الغرب لكثري من‬ ‫امل�شكالت وعلى ر�أ�سها الطالق الذي يع ّد من �أكرب الهموم‬ ‫التي ت�شغل امل�ساجد وامل��راك��ز وامل�ؤ�سّ �سات الإ���س�لام��يّ��ة ‪.‬‬ ‫وي�ضيف ‪:‬الأ�سباب التي ت���ؤ ّدي �إىل الطالق بني امل�سلمني يف‬ ‫الرنويج كثرية وخمتلفة �إ ّال �أنّ �أه ّمها ‪:‬‬ ‫• ال����زواج املختلط ب�ين امل�سلمني وال��ن�����س��اء ال�نروي��ج��يّ��ات‬ ‫الن�صران ّيات وذلك لعدم التوافق يف التفكري والثقافة ‪.‬‬ ‫• ت�أ ّثر املهاجرين املتز ّوجني من بلدانهم ببع�ض ع��ادات‬ ‫املجتمع الرنويجي‪-‬خ�صو�صا مع �ضعف الإميان وااللتزام ‪-‬‬ ‫فيكون ذلك �سببا يف الطالق مثل �شرب اخلمر واملخ ّدرات‬ ‫والعالقات املح ّرمة ال�سيما من جهة ال��زوج وه��و الأك�ثر ‪.‬‬ ‫كما �أنّ بع�ض الزوجات يت�أ ّثرن كذلك بج ّو احل ّرية واالنفتاح‬ ‫فتكون الزوجة �سببا يف الطالق‪.‬‬ ‫• املتط ّلبات املا ّد ّية ت�شغل الزوج كثريا عن �أ�سرته با�شتغاله‬ ‫بالوظيفة وت�أمني املعي�شة للأ�سرة‪ ،‬ففي الرنويج مع ّدالت‬ ‫املعي�شة عالية لكنّ الغالء فيها كبري �أي�ضا ‪،‬لذلك قد ي�ضط ّر‬ ‫ال��زوج للعمل لوقت �أط��ول �أو يف دوام�ين وهذا ي�أخذ الرجل‬ ‫عن الأ�سرة فت�شعر بالفراغ وترتاكم امل�شكلة وقد ت�ؤ ّدي �إىل‬ ‫الطالق ‪.‬‬ ‫• حقوق املط ّلقني يف ال�نروي��ج وخ�صو�صا الن�ساء كبرية‬ ‫وامل�ساعدات املا ّد ّية تغري كثريا من الن�ساء لطلب الطالق‬ ‫عند ح�صول �أيّ��ة م�شكلة حتّى لو كانت �صغرية ‪ ،‬والقانون‬ ‫واحلقوق يف جانب املر�أة ولهذا ال�سبب ف�إنّ �أكرث من يطلب‬ ‫الطالق هي الزوجة‪.‬‬

‫العربي وعلوم ال��ق��ر�آن الكرمي يف جامعة برلني ‪ -‬تزايد‬ ‫مع ّدالت الطالق بني امل�سلمني يف �أملانيا �إىل �أ�سباب ع ّدة هي ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة رعاية األطفال في النرويج تأخذ آالف‬ ‫األطفال من أبناء الجالية الصومال ّية من‬ ‫أسرهم لعدم جدارتهم في تربيتهم !!‬

‫تغي الو�ضع االجتماعي لك ّل من الزوج والزوجة وخا�صّ ة‬ ‫• رّ‬ ‫ل��ل��وارد منهما على البالد �أو امل�ستقدم �أو �إذا كانا �سو ّيا‬ ‫جديدين على النظام الأملاين ور�أيا حياة جديدة‪.‬‬ ‫• فقدان الو�سط االجتماعي احلا�ضن للأ�سرة كالعائلة �أو‬ ‫ممن ي�صلحون كحكماء‬ ‫�أ�صحاب املكانة االجتماع ّية اجل ّيدة ّ‬ ‫ويكون لهم ت�أثري على الزوجني عند وقوع خالف بينهما كما‬ ‫يف البالد العرب ّية ‪.‬‬ ‫• القوانني الأملان ّية تنحاز ج�� ّدا للمر�أة يف ق�ض ّية الطالق‬ ‫حتّى لو كان الأمر تلفيقا وبال دليل ‪ ،‬فمج ّرد رغبتها وطلبها‬ ‫الطالق ر�سم ّيا تعطيها الدولة حماية �شرط ّية ومنزال م�ستق ّال‬ ‫وراتبا �شهر ّيا ويف الغالب ح�ضانة الأوالد ‪.‬‬ ‫• وجود املفا�سد االجتماع ّية والأخالق ّية يف �أملانيا كاملالهي‬ ‫الليل ّية و»���ص��االت» القمار التي انت�شرت كثريا يف الآون��ة‬ ‫الأخرية ‪.‬‬ ‫حقوق المط ّلقات في النرويج كبيرة‬ ‫والقانون في جانب المرأة ‪،‬والمساعدات‬ ‫المادية تغري كثيرا من الزوجات لطلب‬ ‫ّ‬ ‫الطالق عند أ ّية مشكلة ‪.‬‬

‫•مت ّيـ ــز �أحـ ــد الطرفني ع��ن زوجــة ورغبته يف �شريـك‬ ‫�أف�ضـ ــل ‪ ،‬فالإقامة الدائمة �أو اجلن�س ّية التي ميتلكها �أحد‬ ‫طريف الطالق كالزوجة مثال ت�شعرها �أ ّنها مت ّكنها من زوج‬ ‫جديد �أ�صغر �س ّنا و�أكرث �شبابا من زوجها‪ ,‬وكذلك الزوج قد‬ ‫يفعل الأمر نف�سه ‪.‬‬ ‫• فارق ال�سنّ بني الزوج الكبري الذي ا�ستقدم زوجة �شا ّبة‬ ‫اجتلبها من بالدها ‪،‬فبعد ح�صول ال��زوج��ة على الإقامة‬ ‫ومب��ج�� ّرد مت ّكنها م��ن العي�ش ال��رغ��د ومعرفتها مل��ا لها من‬ ‫حقوق وحماية ف�إ ّنها تبادر بطلب الطالق مع �أق ّل خالف يقع‬ ‫مع زوجها ‪.‬‬ ‫• ال�صحبة ال�س ّيئة م��ع م��ن لهنّ جت��ارب �سابقة ‪ -‬يوحي‬ ‫بع�ضهنّ �إىل بع�ض زخرف القول غرورا ‪ -‬وتتم ّنى الواحدة‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪19‬‬


‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تعتمد المراكز اإلسالم ّية في ألمانيا طالق‬ ‫لكن بعض‬ ‫وتعده طالقا شرع ّيا ‪,‬‬ ‫المحاكم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شرعي ويعتبر زوجته ال‬ ‫األزواج يعتبره غير‬ ‫ّ‬ ‫مما يوقع مشكالت كثيرة ‪.‬‬ ‫تزال على ّ‬ ‫ذمته ّ‬

‫كما نقوم بالتوعية ب�آثار وخماطر الطالق وتف ّكك الأ�سرة‬ ‫م��ن خ�لال ال��درو���س واخل��ط��ب وم��ن خ�لال ال��ل��ق��اءات التي‬ ‫تق ّيمها جلنة ال�صلح بني ال��زوج�ين ‪ ،‬والرتكيز يكون على‬ ‫خطورة �ضياع الأط��ف��ال وحرمانهم من الأ���س��رة امل�ستق ّرة‬ ‫ورعايتها ‪،‬خ�صو�صا �أنّ هناك �أع��دادا كبرية وخطرية من‬ ‫�أطفال امل�سلمني �أخذتهم ّ‬ ‫منظمة رعاية الأطفال الر�سم ّية يف‬ ‫الرنويج ب�سبب كرثة اخلالف بني الزوجني �أو الطالق بينهما‬ ‫�أو �إ�ساءة الرتبية‪ .‬وهناك �آالف الأطفال من �أبناء اجلالية‬ ‫ال�صومال ّية – �أكرب اجلاليات امل�سلمة يف الرنويج ‪� -‬أخذتهم‬ ‫ّ‬ ‫منظمة رعاية الأطفال ‪.‬‬ ‫ورغ��م ه��ذه اجلهود �إ ّال �أنّ هناك ح��االت كثرية ت�صل �إىل‬ ‫ممن‬ ‫مرحلة الطالق �سواء بني من نحاول الإ�صالح بينهم �أو ّ‬ ‫ال ي�أتون �إلينا‪ .‬وت�شري ّ‬ ‫منظمات رعاية الأ�سرة يف الرنويج �إىل‬ ‫�أنّ ن�سبة الطالق بني الرنويج ّيني ت�صل �إىل ‪ %50‬من �أعداد‬ ‫املتز ّوجني ‪،‬وح�ين �س�ألناهم عن ن�سبة الطالق بني الأ�سر‬ ‫امل�سلمة قالوا �إ ّنها نف�س الن�سبة �إ ّال �أنّ املهت ّمني من امل�سلمني‬ ‫بهذا اجلانب يقولون �إنّ الن�سبة بني امل�سلمني �أق ّل من الن�صف‬ ‫�أي �أق ّل من ‪. %25‬‬ ‫ومن �أملانيا ي�شري خ�ضر عبد املعطي �إىل �أنّ جهود امل�ؤ�سّ �سات‬ ‫الإ�سالم ّية مل�ساعدة العائالت يف م�شكلة الطالق ترت ّكز يف‬ ‫�إق��ام��ة جمال�س ال�صلح والتفاهم ب�ين ال��زوج�ين ومعاجلة‬ ‫الأ�سباب النف�س ّية واخللق ّية التي قد ال تبدو على ال�سطح‬ ‫مما ي�ؤ ّكد �أنّ الأمر ال يحتاج �إىل �شيخ فقط �أو مر�شد ديني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عادي يحل الق�ضايا ب�شكل مب�سّ ط بل �إىل خرباء يف خمتلف‬ ‫التخ�صّ �صات ‪ ،‬كما تق ّدم دورات للأ�سرة امل�سلمة وللمقدمني‬ ‫على الزواج و املتز ّوجني ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتدخل اجلمع ّيات‬ ‫ومن كندا يقول الدكتور علي ال�سعدي ‪:‬‬ ‫وامل�ساجد واملراكز الإ�سالم ّية يف توجيه الأ�سر للحفاظ على‬ ‫الأطفال من ال�ضياع بعد وق��وع الطالق ‪ ،‬وهناك جمع ّيات‬ ‫ي�شكر لها جهودها يف هذا امليدان ولها دور كبري يف �إ�صالح‬

‫يجب إعداد مشايخ ودعاة بخلف ّية أورو ّبية‬ ‫وعلى دراية بقضايا المجتمعات الغرب ّية‬ ‫ّ‬ ‫المتكونة‬ ‫الحل المناسب للعقل ّية‬ ‫لتقديم‬ ‫ّ‬ ‫داخل معاقل الثقافة الغربي‪ ،‬وهي ش ّيقة‬ ‫وجذّ ابة وتسري بال شعور وفي غفلة األهل ‪.‬‬

‫ويقول الدكتور علي ال�سعدي ‪ :‬للحفاظ على الأ�سرة امل�سلمة‬ ‫يف كندا الب ّد من ح�سن االختيار ون�شر ثقافة النظام الأ�سري‬ ‫الإ���س�لام��ي‪ ،‬و تفعيل امل�ؤ�سّ �سات ال�ترب��ويّ��ة والتعليم ّية يف‬ ‫الإ�صالح والتوعية وامل�ساعدة‪ ،‬وت�أ�سي�س مكاتب ا�ست�شارات‬ ‫من �أهل اخلربة ‪ ،‬وتوعية النا�س وتنبيههم �إىل خطورة هذا‬ ‫املو�ضوع‪.‬‬ ‫ويقول خ�ضر عبد املعطي عن جتربة امل�سلمني يف �أملانيا ‪:‬‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫‪20‬‬

‫لغريها لو تط ّلق كما ط ّلقت فتكونان �سواء ‪.‬‬ ‫• يف �صفوف اجليل الثاين والثالث من �أبناء امل�سلمني يكون‬ ‫ال��زوج��ان يف الغالب مت�ساويني يف ال��ق�� ّوة املال ّية ويحمالن‬ ‫اجلن�س ّية فتنتفىي بع�ض الأ�سباب ال�سابقة وتبقى الثقافة‬ ‫الغالبة على املجتمع املحيط بهما ‪ -‬خا�صّ ة عند �ضعف‬ ‫الرتبية الدين ّية ‪ -‬ثقافة امل�صاحبة �أو ال�صداقة بدون زواج ‪،‬‬ ‫فيلج�أ الزوجان �إىل العقد ال�شرعي من �أجل الأهل واملجتمع‬ ‫العائلي‪ ،‬لكنّ ثقافة ال�صداقة تكون �أقوى فعند � ّأي اختالف‬ ‫يطلبان االنف�صال �أو يتّفقان عليه بال �أدنى حرج �أو �إح�سا�س‬ ‫مب�شكلة‪.‬‬ ‫جه ـ ـ ـ ـ ــود‬ ‫تبذل املراكز الإ�سالم ّية يف البلدان الغرب ّية جهودا كبرية‬ ‫ملواجهة م�شكالت الطالق بني امل�سلمني هناك ‪ .‬يقول علي‬ ‫فتيني ‪ :‬حتاول الرابطة الإ�سالم ّية يف الرنويج تقدمي الكثري‬ ‫من اجلهود لأجل احلفاظ على متا�سك الأ�سرة امل�سلمة يف‬ ‫الرنويج منها ‪:‬‬ ‫• �سل�سلة درو�س وخطب عن عوامل �سعادة الأ�سرة امل�سلمة‬ ‫وا�ستقرارها بدءا باختيار الزوجة املنا�سبة ‪ ،‬وعن �أ�ساليب‬ ‫التعامل مع امل�شكالت الأ�سر ّية وحلولها و عن تربية الأطفال‪.‬‬

‫• تكوين جلنة لل�صلح وامل�ساعدة يف ح ّل امل�شكالت الأ�سر ّية‬ ‫ت�ضم خرباء وخمت�صّ ني يف جماالت �شتّى �شرع ّية وتربو ّية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتل ّقى امل�شكالت وتقوم بدور كبري يف حلها ‪.‬‬ ‫• نع ّد لإق��ام��ة دورات للمقبلني على ال���زواج م��ن ال�شباب‬ ‫للتوعية املب ّكرة يف ق�ضايا الزواج �إ�ضافة �إىل دورات �أخرى‬ ‫جلمع الآب���اء والأمّ��ه��ات يف حلقات نقا�ش ح��ول امل�شكالت‬ ‫الأ�سر ّية وحلولها ‪.‬‬

‫هذا اجلانب ‪ ،‬وهذه اجلهود م�ستم ّرة‪.‬‬ ‫من يطلب الطالق ؟‬ ‫يف �أمل��ان��ي��ا غالبا م��ا ت��ك��ون ال��زوج��ات ه��نّ ال�لائ��ي يطالنب‬ ‫بالطالق‪ ,‬وقد ا�ستج ّدت يف ال�سنوات الأخرية ظاهرة اخللع‬ ‫�شرعي بال‬ ‫وانت�شرت خا�صّ ة بني من يربطهم فقط عقد‬ ‫ّ‬ ‫توثيق يف املحاكم الأملان ّية الر�سم ّية ‪ .‬بع�ض امل�شايخ – كما‬ ‫يقول عبد املعطي ‪ -‬ي�سمح لنف�سه بخلع الزوجة من زوجها‬ ‫عند تع ّنته مهما كانت الأ�سباب التي يت�ش ّبث بها الزوج ‪ ،‬وهذا‬ ‫لي�س من حقّ ال�شيخ �أبدا ‪ ،‬هذا من حقّ املحكمة ال�شرع ّية �أو‬ ‫املجال�س الر�سم ّية ويف �إطار مع ّقد ج ّدا ي�صعب حتقيقه يف‬ ‫�أملانيا ‪ ،‬فاملراكز الإ�سالم ّية مت ّثل زواجا �شرع ّيا عرف ّيا فقط ‪،‬‬ ‫لكن الب ّد من توثيق العقد باملحاكم الر�سم ّية ل�ضمان احلقوق‬ ‫و�إمكان ّية اخللع ال�شرعي ‪ .‬وكثريا ما يقع التبا�س وتداخل بني‬ ‫يتم يف املحاكم الر�سم ّية والطالق ال�شرعي ‪،‬‬ ‫الطالق الذي ّ‬ ‫ورغم �أنّ املراكز الإ�سالم ّية يف �أملانيا تعتمد طالق املحاكم‬ ‫وتع ّده طالقا �شرع ّيا واف��ق ال��زوج عليه �أو ل ـ ــم يواف ــق ‪،‬‬ ‫لعلم الزوج ول�صدوره من حمكمة قامت ب�إجراءات �شبيهة‬ ‫ب�إجراءات ال�شرع الإ�سالمي ‪ ,‬لكنّ بع�ض الأزواج ال يوافق‬ ‫على هذا الطالق ظ ّنا منه �أ ّنه غري �شرعي و�أنّ زوجته ال تزال‬ ‫مما يوقع م�شكالت كثرية ‪.‬‬ ‫على ذ ّمته ّ‬ ‫كيف نحافظ على الأ�سرة امل�سلمة يف الغرب ؟‬ ‫يقول علي فتيني ‪ :‬حماية الأ�سرة امل�سلمة يف الغرب من‬ ‫ال�ضياع يكون ب�أمور منها ‪ :‬‬ ‫• التوعية امل�ستم ّرة للآباء والأ ّمهات عن طريق خطط تربو ّية‬ ‫و�إميان ّية وثقاف ّية متكاملة ثابتة ولي�ست م�ؤ ّقتة ‪.‬‬ ‫• حوارات ولقاءات بني الآباء والأ ّمهات لتبادل التجارب ‪.‬‬ ‫• دورات ي�ستدعى فيها متخ�صّ �صون يف الأ�سرة تق ّدم جتارب‬ ‫ناجحة ‪.‬‬

‫الأجيال اجلديدة لها فر�صة �أح�سن لوجود مراكز �إ�سالم ّية‬ ‫ومدار�س عرب ّية ومدار�س حتفيظ القر�آن ‪ ,‬ومن وعي الوالدين‬ ‫�أكرث من الآباء ال�سابقني (الأجداد) الذين جا�ؤوا بال خلف ّيات‬ ‫دين ّية نتيجة القهر والرتبية ال�س ّيئة �أو الفقر وان�شغلوا بالرزق‬ ‫واملتع يف بداية الهجرة �إىل �أوروبا ‪ ,‬ولكن الآن كرثت املراكز‬ ‫والتوعية والعمل الإ�سالمي بني ال�شباب فلع ّل الفر�صة �أف�ضل‬ ‫لبقاء العائالت متما�سكة ‪ ،‬وال ّ‬ ‫�شك �أنّ ح�سن اختيار الزوج‬ ‫لزوجه له دور كبري يف ا�ستقرار الأ�سرة ‪.‬‬ ‫ويدعو عبد املعطي �إىل �إعداد م�شايخ ودعاة بخلف ّية �أورو ّبية‬ ‫و على دراية بق�ضايا املجتمع لتقدمي احل ّل املنا�سب للعقل ّية‬ ‫املتك ّونة داخل معاقل التثقيف الأوروبى وهي ريا�ض الأطفال‬ ‫واملدار�س والإعالم وك ّلها �ش ّيقة وج ّذابة وت�سري بال �شعور ويف‬ ‫غفلة الأهل �أحيانا ‪ ،‬وهذا يتط ّلب دعما ما ّد ّيا للمراكز لإعداد‬ ‫الأئ ّمة و تدريبهم حتّى ال يظ ّلوا على ما جا�ؤوا به من ثقافة –‬ ‫وخلف ّية ‪ -‬بالدهم املغايرة �أحيانا ‪.‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪21‬‬


‫فضاء قلم‬

‫وكسرها طالقها ‪..‬‬

‫هذا اجلزء من حديثه ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪ -‬فيه �إعجا ٌز‬ ‫بالغي نف�سي‪..‬وقد تك ّرر منه ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪ -‬ما‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫يدل على بع�ض معناه يف حديث �آخر‪ ،‬يف قوله ‪� -‬صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم ‪ -‬عن الن�ساء‪ :‬رفق ًا بالقوارير ‪..‬‬ ‫ال ميكن للمت�أ ّمل يف هذين احلديثني عزل لفظ الك�سر عن‬ ‫لفظ القارورة ‪..‬‬ ‫وال ميكن جتاهل املعنى الكامن يف الو�صفني !‬ ‫ولع ّل �أبرز ما يجمع بينهما من املعاين هو الر ّقة و ال�شفاف ّية‬ ‫‪!..‬‬ ‫والذي يفهم هذين الو�صفني يعلم �أ ّنهما �أقرب �إىل الك�سر من‬ ‫اخلد�ش عند تع ّر�ضهما للأذى‬ ‫و�أق ّل حت ّم ًال لل�ضغط و�أ�سرع انك�سار ًا عند حدوثه !‬ ‫معان تعجز عنها احل��روف‪..‬‬ ‫ويف تف�سري الك�سر بالطالق‬ ‫ٍ‬ ‫و�إ�شارات نف�س ّية عميقة تكاد تكون من املعجزات ‪!..‬‬ ‫فالك�سر غالب ًا ما يكون ب�صوت م�سموع‪ ،‬وهكذا هو الطالق‬ ‫‪ ..‬ينت�شر حديثه بني النا�س حتّى يكاد يكون عار ًا عند بع�ض‬ ‫القبائل والعادات !‬ ‫يف الك�سر �أمل ‪ ..‬وهكذا هو الطالق و�إن كان باختيار الزوجني‬ ‫ور�ضاهما �إ ّال �أ ّنه يف �أ�صله وبني النا�س م�ؤ ٌمل للنفو�س ومكروه !‬ ‫ويف الك�سر ان�شطارات متزامنة متع ّددة قد ال تقبل الرتميم‬ ‫�أح��ي��ان�� ًا بخالف القطع وال��ه��دم والنق�ض‪..‬فك ّلها تنق�ص‬ ‫تدريج ّيا وقد ميكن ترميمها ك�أن مل تكن ‪!..‬‬ ‫وهكذا هو الطالق قد يتع ّدد �ضحاياه‪ ،‬ويدفع ثمنه بنون‬ ‫وبنات ينك�سرون به فيمن انك�سر!‬ ‫و�أخري ًا ‪..‬‬ ‫ث ّمة نثار لهذا الك�سر قد ال يعب�أ به �أحد لك ّنه يجرح ويدمي‪..‬‬ ‫وربمّ ا توارى يف زاوية من املكان ليدمي ولو بعد حني ‪..‬‬ ‫وهكذا هو الطالق‪..‬قد يك�سر يف النف�س �شيئ ًا ال يعب�أ به �أحد‬ ‫وال يظهر للناظرين لك ّنه يبقى جرح ًا نازف ًا يف عمق ذلك‬ ‫املك�سور ‪..‬‬ ‫فرفق ًا بالن�ساء ‪ ..‬ورفق ًا بالقوارير ‪..‬‬ ‫د‪ .‬مها اجلري�س‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬


‫دانة �أبو حمدان‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫لحماية الجيل القادم‬ ‫مسلمون جمعهم الزواج رغم‬ ‫اختالف األعراق واأللوان واللغات‬

‫بحث المسلمين في الغرب عن الزوجة‬ ‫المناسبة والزوج المناسب دفعهم إلى تجاوز‬ ‫األعراق واأللوان واللغات في سبيل بناء أسرة‬ ‫فالمهم أن يكون الزوج مسلما ذا خلق‬ ‫مسلمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ودين ‪ ،‬وقد نجح كثير منهم في ذلك وحافظوا‬ ‫ليس فقط على دينهم وهو ّيتهم بل وعلى‬ ‫دين وهو ّية أبنائهم ‪ .‬وهذه بعض قصصهم‪.‬‬

‫دعاء من م�صر وزوجها من غانا وتبد�أ الق�صّ ة من الواليات‬ ‫امل��تّ��ح��دة حيث يعي�ش زوج��ه��ا ال��ذي ب��د�أ بحثا ع��ن عرو�س‬ ‫عم دعاء طلب م�ساعدته ‪ ،‬وانتهى الأمر‬ ‫وباعتباره يعرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫بزيارته مل�صر وخطبته لدعاء ومتت مرا�سم الزواج يف م�صر‬ ‫ّثم عاد االثنان للعي�ش يف الواليات املتّحدة ‪ ،‬دعاء �أ�شارت �إىل‬ ‫�أنّ الأمر مل يكن �سهال يف البداية ‪ ،‬فلم ي�سبق ل ّأي فتاة يف‬ ‫العائلة �أن تز ّوجت من رجل غري م�صري ناهيك �أ ّنه ال يتح ّدث‬ ‫العرب ّية ‪ ،‬لكن مبا �أنّ معيار القبول هو الدين واخللق فقد‬ ‫ّمتت املوافقة و ّمت الزواج‪ ،‬ورغم �أنّ زوج دعاء متح ّم�س لتع ّلم‬ ‫اللغة العرب ّية �إ ّال �أنّ لغة التوا�صل يف البيت هي الإجنليز ّية ‪،‬‬ ‫وت�شري دعاء �إىل �أ ّنها ال تواجه �صعوبة يف التعبري عن نف�سها‬ ‫والتوا�صل بلغة �أخ��رى ما دام التفاهم واحل ّ��ب موجودين‬ ‫بينهما ‪ ،‬والدين هو املرجع لك ّل ت�ص ّرفاتهما وح ّل ك ّل امل�شاكل‪.‬‬ ‫ويف ق�صّ ة م�شابهة تز ّوجت رمي ال�سور ّية من �صديق �أخيها‬ ‫الباك�ستاين رغم معار�ضة بع�ض الأق��ارب ‪ ،‬وهي ت�ؤ ّكد �أنّ‬ ‫الزواج ق�سمة ون�صيب ‪ ،‬فقد تق ّدم خلطبتها �آخرون قبل ذلك‬ ‫ولكن ّمت ف�سخ العقد قبل ال��زواج لأ�سباب خمتلفة ‪ ،‬وانتهى‬ ‫بها املطاف مع زوجها احلايل ولديهما الآن طفل وحياتهما‬ ‫م�ستق ّرة و�سعيدة ‪ ،‬الأمر الذي يقلقها �أ ّال يتقن ابنهما اللغة‬ ‫العرب ّية ‪ ،‬باعتبار �أنّ اللغة الرئي�س ّية يف البيت هي الإجنليز ّية‬ ‫وباعتبار �أنّ �أغلب �أق��ارب طفلها املتواجدين يف الواليات‬ ‫املتّحدة هم من جهة زوجها وبالتايل فاللغة الرئي�س ّية بعد‬ ‫الإجنليز ّية هي الأردو‪ .‬رمي مل تزر بلدها الأ ّم منذ زواجها‬ ‫وتعترب �أنّ املجتمع العربي يتق ّبل على م�ض�ض زواج العرب ّية‬ ‫من غري العربي ‪ ،‬وال يخلو الأمر من تعليقات مزعجة ت�سمعها‬ ‫من حني لآخر ‪ ،‬كقول �أحدهم �أ ّنها ت�ستحقّ زواجا �أف�ضل !!‬ ‫وت�ضيف رمي يف ا�ستغراب �أولي�س �أف�ضل زواج هو القائم على‬ ‫التقوى والقبول والو ّد واالحرتام ؟! ومن امل�شاكل الأخرى التي‬ ‫تواجهها رمي عدم �إتقان جميع �أفراد عائلتها ل ّلغة الإجنليز ّية‬ ‫وخ�صو�صا والدتها ‪ ،‬وه��ذا ي�س ّبب ج�� ّوا من التوتّر وعدم‬ ‫التفاهم بني بع�ض �أفراد عائلتها وعائلة زوجها ‪.‬‬ ‫ومقابل ق�صّ ة رمي هناك حكاية فريدة ‪ ،‬الباك�ستان ّية التي‬ ‫تركت ال��والي��ات املتّحدة �إىل م�صر لدرا�سة اللغة العرب ّية‬ ‫�شاب م�صري وهي تقيم حال ّيا يف‬ ‫والإ�سالم فتز ّوجت من ّ‬ ‫م�صر ‪ ،‬فريدة ت�شري �إىل �أنّ اختالف اجلن�س ّيات �أو توافقها‬ ‫لي�س معيار النجاح ‪ ،‬فالر�سول �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم �أ ّكد �أنّ‬ ‫�أ�سا�س الزواج هو الدين‪ ،‬ولي�س املال واحل�سب �أو اجلن�س ّية ‪..‬‬ ‫ومبا �أ ّنني ق�ضيت فرتة طويلة يف م�صر ف�إ ّنني �أعرف الكثري‬ ‫عن عاداتهم وتقاليدهم ‪ ،‬وبحكم درا�ستي ل ّلغة العرب ّية فال‬ ‫�أجد �صعوبة بالغة يف التوا�صل مع زوجي و�أقاربه‪.‬‬ ‫�أ ّما مها فهي متز ّوجة منذ ‪� 10‬أعوام من رجل �أمريكي اعتنق‬ ‫الإ�سالم يف �شبابه ‪ ،‬وهي م�ستق ّرة و�سعيدة بهذا الزواج حيث‬

‫‪25‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪26‬‬

‫ت�شري �إىل �أنّ الرجل الأمريكي – غالبا ‪� -‬أكرث تقديرا للمر�أة‬ ‫وجلهودها كما �أنّ��ه ي�ساهم ب�شكل �أك�بر يف تربية الأطفال‬ ‫واالعتناء بهم‪.‬‬ ‫ووفاء �أي�ضا لبنان ّية متز ّوجة من �أمريكي م�سلم‪� ،‬أ�سلم قبل‬ ‫‪� 8‬سنوات وقد رزقهما اهلل بطفل ‪ ،‬وفاء در�ست يف مدار�س‬ ‫�أجنب ّية منذ طفولتها حني كان والدها يعمل يف �إحدى الدول‬ ‫الإفريق ّية ‪ ،‬وهي تتح ّدث الإجنليز ّية بطالقة ‪ ،‬وانتقلت �إىل‬ ‫الواليات املتّحدة للدرا�سة اجلامع ّية وبعد تخ ّرجها تز ّوجت‬ ‫مارك الذي �س ّمى نف�سه �أحمد بعد �إ�سالمه ‪ ،‬والدتها را�ضية‬ ‫و�سعيدة ما دامت ابنتها �سعيدة‪ ،‬وت�شري �إىل �أنّ �أحمد على‬ ‫يهم‪.‬‬ ‫درجة عالية من اخللق وهذا ما ّ‬ ‫وفاء تتح ّدث �إىل طفلها بالعرب ّية رغم �أ ّنها مل تتقنها �إ ّال بعد‬ ‫�إنهائها الثانو ّية وعودتها �إىل بلدها الأ ّم حيث ق�ضت �سنتني‬ ‫قبل �سفرها للدرا�سة‪ ،‬وت�شري �إىل �أنّ الأهل متق ّبلون لزواجها‬ ‫وقد التقوا زوجها منذ فرتة قريبا ‪-‬حيث �سافروا جميعا �إىل‬ ‫لبنان ‪ ،-‬ومبا �أنّ �أحمد ال يحمل املالمح الأمريك ّية املتو ّقعة‬ ‫كال�شعر الأ�شقر والعيون الزرقاء فقد اندمج �ضمن املجتمع‬ ‫عربي ‪.‬‬ ‫ب�سهولة واعتقد الكثريون �أ ّنه ّ‬ ‫ولي�ست هذه احل��االت هي احل��االت الوحيدة بل هي غي�ض‬ ‫من في�ض ‪ ،‬حيث ت�شري الإح�صائ ّيات احلديثة لعام ‪2008‬‬ ‫�أنّ حوايل ‪ 5.2‬مليون �شخ�ص من تعداد ال�شعب الأمريكي‬ ‫هم من �أ�صول خمتلفة الأعراق‪ ،‬وهذا يعني زيادة تعدادهم‬ ‫بن�سبة ‪ %33‬مقارنة ب�أ ّول م ّرة ّمت احت�سابها عام ‪ 2000‬م حيث‬ ‫مل يتجاوز عددهم ‪ 3.9‬مليون‪ ،‬مع العلم �أنّ زواج الأ�شخا�ص‬ ‫خمتلفي الأعراق كان ممنوعا بحكم القانون يف ع ّدة واليات‬ ‫حتّى عام ‪.1967‬‬ ‫كيم وهي والدة �إحدى الفتيات الأمريك ّيات املتز ّوجات من‬ ‫رجل �أمريكي من �أ�صل �إفريقي تتح ّدث عن ق�صّ ة زواج ابنتها‬ ‫قائلة‪ :‬حني تق ّدم زوج ابنتي خلطبتها رف�ضت ‪ ،‬ومل �أكن �أتو ّقع‬ ‫�أو �أري��د البنتي �أن تتز ّوج من رجل ال ي�شبهنا �شكال وعادة‬ ‫وتقاليد ‪ ،‬لك ّنها �أ�ص ّرت على ال��زواج ور�أت فيه ما تريد من‬ ‫زوج ي�شاركها حياتها‪ ،‬وهكذا وافقت على م�ض�ض ‪ ،‬والآن بعد‬ ‫مرور �أكرث من ‪� 8‬سنوات ع ّلمني زواج ابنتي الكثري‪ ،‬ع ّلمني‬ ‫القدرة على تق ّبل الآخ��ري��ن واحرتامهم رغ��م اختالفهم ‪،‬‬ ‫ع ّلمني �أنّ �أولئك الذين ال ي�شبهوننا لي�سوا �أدنى منزلة م ّنا‬ ‫و�أ ّنه من املجحف بح ّقهم احلكم عليهم من خالل لونهم �أو‬ ‫جن�س ّيتهم �أو �شكلهم‪.‬‬ ‫وت�ضيف كيم‪� :‬إنّ ه��ذا ال���زواج جعلنا على احتكاك قريب‬ ‫بثقافات وتقاليد خمتلفة ع ّما تع ّودنا عليه‪ ،‬ورغم �أنّ هذا قد‬ ‫ي�س ّبب �أحيانا بع�ض امل�شاكل �إ ّال �أ ّنه من ال�سهولة جتاوزها ‪،‬‬ ‫والآن عندي �أحفاد �أح ّبهم لأ ّنهم �أحفادي بغ�ضّ النظر عن‬ ‫احلب وح�سن‬ ‫لونهم �أو �شكلهم ‪،‬وهذا �أكرب در�س يع ّلمني �أنّ‬ ‫ّ‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫التعامل ال يجب �أن يكون مرتبطا بلون ال�شخ�ص �أو �أ�صله‪.‬‬ ‫ورغم �أنّ هذه الق�ص�ص ذات طابع جميل وم�ستق ّر �إ ّال �أ ّنه‬ ‫لي�ست ك ّل احلاالت هكذا‪ ،‬ف�ساندي وهي ابنة رجل من �أ�صل‬ ‫�إفريقي و�أ ّم �أمريك ّية ‪ ،‬ت�شري �إىل �أنّ كونها ت�شبه والدتها يجعل‬ ‫�أقرانها يف املدر�سة يعتقدون �أ ّنها �أمريك ّية الأ�صول فيتح ّدثون‬ ‫�أمامها بطريقة م�سيئة عن �أولئك الذين هم من �أ�صول �أخرى‬ ‫�أو متع ّددة ‪ ،‬وت�ضط ّر يف النهاية �إىل مواجهتهم باحلقيقة‬ ‫وب�ضرورة عدم حتقري �شخ�ص اعتمادا على لونه �أو �أ�صله‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى ت�شري مريا نا�شطة يف العمل االجتماعي‬ ‫احلب وحده ال يكفي لإجن��اح ال��زواج ‪ ،‬فالتقاء‬ ‫والثقايف �أنّ‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صني من عرقني خمتلفني يعني اجتماع ثقافة خمتلفة‬ ‫ولغة خمتلفة وعادات وتقاليد خمتلفة‪ ،‬وهذا قد ي�س ّبب م�شاكل‬ ‫متع ّددة �إن مل يفهم ك ّل منهما منذ البداية عادات وتقاليد‬ ‫الآخرين ‪ ،‬وتن�صح مريا �أن يجتمع كال الطرفني مع �أ�سرهما‬ ‫يف منا�سبات متع ّددة قبل ال��زواج‪ ،‬و�أن يقر�أ ك ّل منهما عن‬ ‫ثقافة الآخر ‪ ،‬وعليهما �أن يتّفقا على ع ّدة �أمور منها املرجع‬ ‫الذي يعتمدان عليه التّخاذ القرار وح ّل امل�شكالت‪ ،‬اللغة التي‬ ‫�سيتم اعتمادها للحديث يف املنزل بينهما ومع الأطفال ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كيف �سيواجهان امل�شكالت �أو التعليقات �أو �سوء املعاملة التي‬ ‫قد ترتبط بكونهما متز ّوجني ‪ ،‬ويف النهاية ينبغي �أ ّال نن�سى‬ ‫�أنّ الزواج لي�س �سهال ويحتاج �إىل جهد الطرفني وتعاونهما‬ ‫لإجناحه‪.‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪27‬‬


‫�إ�سراء البدر‬ ‫بع�ض ال�شا ّبات امل�سلمات يف كندا يجدن �صعوبة يف �إيجاد‬ ‫الزوج املنا�سب ‪،‬ويعود ذلك �إىل ق ّلة الفر�ص املتاحة و�إقبال‬ ‫بع�ض ال�شباب امل�سلمني يف كندا وال��غ��رب على م��ا ي�س ّمى‬ ‫ا�ستقدام الزوجة حيث ّ‬ ‫يف�ضل �أن يتز ّوج من بلده �أو يرغم على‬ ‫ذلك من قبل والديه‪.‬‬ ‫يقول ال�شيخ عبد الفتّاح تو ّكل �إم��ام وخطيب م�سجد لندن‬ ‫�أوك�سفورد يف مدينة لندن �أون��ت��اري��و بكندا ‪� :‬إي��ج��اد ال��زوج‬ ‫املنا�سب قد يع ّد م�شكلة لبع�ض الفتيات امل�سلمات من �أبناء‬ ‫اجلالية ‪ ,‬ولك ّننا ن�سعى م��ن خ�لال امل��رك��ز الإ���س�لام��ي �إىل‬ ‫التوفيق بني �أبناء وبنات اجلالية ‪ ,‬ويوجـ ــد برن ــامج ا�سمــه‬ ‫( اي ماب ‪ )http://www.imaponline.org‬وهو موقع‬ ‫ال�شاب والفتاة وفق �أ�س�س‬ ‫على االنرتنت يحاول التوفيق بني‬ ‫ّ‬ ‫�إ�سالم ّية ‪ .‬وتبينّ �إح�صاءات املوقع �أنّ �أكرث عرو�ض طالبي‬ ‫الزواج من كندا ‪ 453‬طلب زواج تليها باك�ستان ‪ 254‬طلبا ‪,‬‬ ‫ويقوم امل�شرفون على هذا الربنامج بالتن�سيق مع اجلال ّيات‬ ‫امل�سلمة يف كندا والقيام بزيارات �إىل مدن خمتلفة وحتديد‬ ‫لقاءات يف املراكز الإ�سالم ّية للتوفيق بني ال�شباب والفتيات‬ ‫وفق القواعد والأ�صول الإ�سالم ّية ‪� .‬أ ّما امل�سلمون وامل�سلمات‬ ‫اجل��دد فنحن ن�ساعدهم يف التع ّرف �إىل املجتمع امل�سلم‬ ‫واجلالية لكي يجدوا فر�صة ال��زواج املنا�سب ‪ ,‬لكنّ الأ�سر‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫القادمة من ال�شرق الأو�سط وخا�صّ ة بلداننا العرب ّية ّ‬ ‫تف�ضل �أن‬ ‫يكون زواج البنت عن طريق التعارف بني الأ�سر ال عن طريق‬ ‫االنرتنت ‪.‬‬ ‫ا�ستقدام الزوجة‬ ‫تقول راما الآغا (طالبة ماج�ستري يف جامعة وي�سرتن يف كندا)‬ ‫‪ :‬زارنا الدكتور عمر عبد الكايف منذ ‪� 3‬سنوات وحثّ من خالل‬ ‫ال�شاب امل�سلم يف كندا �أو الغرب من‬ ‫حما�ضراته على �أن يتز ّوج‬ ‫ّ‬ ‫بيئته ‪ ,‬لأ�سباب منها التكاف�ؤ يف عامل اللغة والعادات والثقافة‬ ‫ال�شاب من بلده الأ�صلي �سي�ؤ ّدي �إىل‬ ‫�إ�ضافة �إىل �أنّ زواج‬ ‫ّ‬ ‫عنو�سة امل�سلمات يف الغرب ويف ظ ّل البيئة املفتوحة قد تنحرف‬ ‫البنت امل�سلمة وتلج�أ �إىل العالقة غري امل�شروعة �أو قد تتز ّوج‬ ‫من �شخ�ص يختلف عن دينها ‪ ,‬ولهذا ف�أنا �ض ّد فكرة ا�سترياد‬ ‫الزوجة ‪ ,‬وتبينّ راما �أنّ الر�أي ال�سائد لدى ال�شا ّبات الكند ّيات‬ ‫امل�سلمات من جيلها �أنّ الفر�صة املنا�سبة تتو ّفر عند املرحلة‬ ‫اجلامع ّية لأ ّنه يف اجلامعة يوجد الكثري من ال�شباب امل�سلمني‬ ‫يتم التعارف ‪ ,‬لكن بعد التخ ّرج واحل�صول على عمل‬ ‫وب�سهولة ّ‬ ‫قد ال يوجد يف جمالها الوظيفي ال�شخ�ص املنا�سب لها ‪.‬‬ ‫وت�شري الدكتورة نبو ّية �أبوبا�شا ‪ -‬باحثة يف جامعة وي�سرتن‬ ‫�أونتاريو ويف جامعة كوالف بكندا ‪� -‬إىل �أنّ احل��االت التي‬ ‫تعر�ض عليها لإيجاد احللول لها ناجتة عن الزواج من خارج‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫مسلمو كندا ‪ :‬استقدام‬ ‫ّ‬ ‫الزوجة يعقد مشكالت الزواج‬

‫ال�شاب �أو الفتاة ‪ ,‬ونتيجة‬ ‫املجتمع الكندي الذي يعي�ش فيه‬ ‫ّ‬ ‫لقيام الأهل ب�إجبار ابنهم على الزواج من بلده الأ�صلي ي�ؤ ّدي‬ ‫ذلك �إىل قيام زواج فا�شل ‪ ,‬لأنّ الأ�سرة تر�سل االبن �إىل بلدهم‬ ‫الأ�صلي ويبقى مل�� ّدة �شهر �أو �أك�ثر يبحث عن ال��زوج��ة‪ ،‬وقد‬ ‫يجد �شا ّبة يتع ّرف �إليها بق�صد الزواج ‪ ،‬وخالل هذه الفرتة‬ ‫يتم التع ّرف‬ ‫يظهر ك ّل من اجلانبني �أح�سن الت�ص ّرفات فال ّ‬ ‫ال�شاب �أو‬ ‫احلقيقي ‪ .‬طريقة الرتبية والبيئة التي يعي�ش فيها‬ ‫ّ‬ ‫الفتاة امل�سلمة يف الغرب تختلف عن البالد العرب ّية ‪ ،‬فالفتاة‬ ‫التي ولدت وتر ّبت يف الغرب ال تقبل �أن تكون م�س�ؤول ّيات البيت‬ ‫والأطفال عليها كاملة عندما تتز ّوج ‪ ،‬لأنّ احلياة يف الغرب‬ ‫تفرت�ض �أنّ امل�س�ؤول ّيات تقع على عاتق الطرفني منا�صفة ولي�س‬ ‫على الأ ّم فقط ‪ ,‬ونتيجة لكرثة امل�شكالت الناجمة عن الزواج‬ ‫من البلد الأ�صلي قد يلج�أ الزوج �إىل التع ّرف �إىل فتاة �أخرى‬ ‫ويظلم الزوجة القادمة من البلد الأ�صلي ‪ ،‬وربمّ ا ينتهي الأمر‬ ‫يف �أغلب الأحيان �إىل الطالق ‪.‬‬ ‫وتبينّ الدكتورة �أبو با�شا �أنّ احلياة و�أ�ساليبها وطرق التفكري‬ ‫تغيت كثريا‪ ،‬فال يوجد يف اجليل اجلديد من يقبل �أن تفر�ض‬ ‫رّ‬ ‫عليه زوجة �أو زوج ‪ ،‬فما بالك مبن ولد وعا�ش يف الغرب ‪ ,‬و�إذا‬ ‫ال�شاب �أو الفتاة على قبول الزواج من �شخ�ص يح�ضر‬ ‫ما �أجرب‬ ‫ّ‬ ‫من بلد الأ�صل فال ميكن �أن نتو ّقع لهذا ال��زواج اال�ستمرار‬ ‫والنجاح ‪.‬‬ ‫حلول ومقرتحات‬ ‫يدعو ال�شيخ عبد الفتّاح تو ّكل �أ�سر اجلالية �أن تقبل على‬ ‫الن�شاطات التي تق ّدمها امل�ساجد واملراكز الإ�سالم ّية لبناء‬ ‫مما ي�ساهم‬ ‫تعارف وخلق عالقات �صداقة وتوا�صل بني الأ�سر ّ‬ ‫يف تعارف ال�شباب والفتيات �ضمن نطاق الأ�سر وتوفري فر�ص‬ ‫منا�سبة للتعارف والزواج ‪ ,‬والب ّد من ا�ستعارة جتربة املراكز‬ ‫وامل�ؤ�سّ �سات الإ�سالم ّية يف �أمريكا يف تنفيذ دورات وبرامج‬ ‫داخل امل�ساجد واملراكز الإ�سالم ّية حول كيف ّية اختيار الزوج‬ ‫املنا�سب والأ�س�س ال�سليمة ال�ستمرار احلياة الزوج ّية لتوعية‬ ‫ال�شباب وال�شا ّبات على احلياة الزوج ّية وم�س�ؤول ّياتها ‪.‬‬ ‫وللوقوف على طريقة تفكري اجليل الذي ن�ش�أ وتر ّبى يف الغرب‬ ‫يف كيف ّية اختيار الزوج التقينا املهند�س �أ�سامة ال�سام ّرائي ‪,‬‬ ‫ال�صحة يف العا�صمة �أتاوا ‪ ,‬فقال لنا ‪:‬‬ ‫الذي يعمل يف وزارة‬ ‫ّ‬ ‫ال�شاب �أو الفتاة ‪ -‬يعي�ش منذ فرتة‬ ‫–‬ ‫الطرفني‬ ‫�إذا كان �أحد‬ ‫ّ‬ ‫طويلة يف الغرب ف�أنا �ض ّد فكرة �أن يقوم �أحدهما بالزواج من‬ ‫خارج الدولة التي يعي�ش فيها لع ّدة �أ�سباب ‪:‬‬ ‫• هناك فجوة يف طريقة التفكري بني من يعي�ش يف الغرب‬ ‫ومن يعي�ش يف البلدان العرب ّية حتّى لو كان الزوج �أو الزوجة‬ ‫يحمل نف�س الثقافة ‪.‬‬ ‫• اختالف العادات والتقاليد واختالف طريقة احلياة ي�س ّبب‬ ‫�صعوبات �أمام االندماج يف البلد الغربي الذي �سيهاجر �إليه‬

‫بعد ال���زواج وت�صبح عمل ّية ان��دم��اج ه��ذا ال�شخ�ص �صعبة‬ ‫وحتتاج �إىل وقت طويل ‪.‬‬ ‫• من يتز ّوج من خارج البلد الذي يعي�ش فيه يف الغرب يحتاج‬ ‫�إىل وقت طويل للح�صول على ت�أ�شرية املوافقة لدخول الطرف‬ ‫الآخر وقد ي�ستغرق الأمر �سنوات ‪.‬‬ ‫ممن يعي�شون يف البلدان الفقرية �أو التي ت�شهد �أو‬ ‫• الكثري ّ‬ ‫�شهدت حروبا �إذا ما عر�ض على �أحدهم الزواج من �شخ�ص‬ ‫يرحب بذلك رغبة يف اخلال�ص‬ ‫يعي�ش يف الغرب ف�إ ّنه �سوف ّ‬ ‫من الظروف التي يعي�ش فيهـ ــا ‪ ،‬ولي�س رغبة يف تكويـ ــن �أ�س ــرة‬ ‫ناجحة ‪ ،‬وهذا قد يكون �سببا كبريا يف عدم جناح هذا الزواج‪.‬‬ ‫وع��ن جهود املراكز الإ�سالم ّية يف تي�سري ال��زواج بني �أبناء‬ ‫اجلالية امل�سلمة يقول ال�سام ّرائي ‪� :‬أعرف القليل من الربامج‬ ‫التي تق ّدم من خالل امل�ساجد واملراكز الإ�سالم ّية لتي�سري‬ ‫ال��زواج ‪،‬و ل�ست مت�أ ّكدا من جناح تلك املحاوالت لأنّ الأمر‬ ‫يحتاج �إىل التوعية يف برامج الزواج والتوفيق بني الطرفني‬ ‫خا�صّ ة بني املهاجرين ‪ ،‬و�أكرث رواد تلك املراكز من املتد ّينني‬ ‫وربمّ ا يجدون فر�صة منا�سبة يف الزواج عن طريق امل�سجد �أو‬ ‫املركز الإ�سالمي ‪ ,‬ولكن ماذا ع ّمن ال يرت ّددون ب�شكل م�ستم ّر‬ ‫على امل�سجد واملركز الإ�سالمي‪ ،‬ففي هذه احلالة قد ال يجد‬ ‫الواحد منهم فر�صة تنا�سبه ‪.‬‬ ‫اجليل الذي ولد وتر ّبى يف كندا‪ ,‬هل ّ‬ ‫يف�ضل زوجة من بلده‬ ‫الأ�صلي �أم ّ‬ ‫يف�ضل الزواج من فتاة عا�شت يف نف�س البيئة التي‬ ‫ّ‬ ‫ولد فيها ؟ يجيب ال�سام ّرائي ‪ :‬جناح الزواج ل ّأي جيل يتوقف‬ ‫على ع ّدة عوامل منها التوافق الديني واالن�سجام بني الأفكار‬ ‫وامل��ي��ول وامل�ستوى املتقارب يف التفكري وال��ر�ؤي��ا امل�ستقبل ّية‬ ‫وطبيعة ال�شخ�ص ّية و�أ�سلوب التوا�صل والروابط الأ�سر ّية ‪.‬‬ ‫ويقرتح ال�سام ّرائي عددا من الأ�ساليب التي ت�ساهم يف حتقيق‬ ‫زيجات ناجحة بني �أبناء اجلالية امل�سلمة يف كندا منها ‪:‬‬ ‫• و�ضع برامج �شاملة لت�أهيل الأفراد الذين يريدون الزواج‬ ‫وت�أهيلهم م��ن قبل �أخ�صّ ائ ّيني اجتماع ّيني وعلماء نف�س‬ ‫وم�ست�شارين متخ�صّ �صني يف �أم��ور ال��زواج وعلماء ودع��اة ‪،‬‬ ‫لكي ي�ساهموا يف م�ساعدة ال�شباب وتوعيتهم وجتنيبهم الوقوع‬ ‫يف املعا�صي وحت�صينهم من خالل م�ساعدتهم بالزواج ‪.‬‬ ‫• و�ضع قاعدة بيانات للأ�شخا�ص الذين يريدون الزواج ومعرفة‬ ‫موا�صفات الزوجة التي يريد ال�شخ�ص الزواج منها وجمع بيانات‬ ‫عن �أبناء اجلالية من خالل اجلامعات واملراكز الإ�سالم ّية‬ ‫وامل�ساجد يف حماولة التوفيق بني �أبناء وبنات اجلالية‪. .‬‬ ‫• و�ضع برامج للتوفيق يف �إيجاد الزوج �أو الزوجة وا�ستمرار‬ ‫الإ�شراف على هذا ال��زواج �إذا ما ّمت من قبل الأخ�صّ ائ ّيني‬ ‫النف�س ّيني واالجتماع ّيني وحتّى امل�ست�شارين املال ّيني وم�ساعدة‬ ‫الزوجني يف �إيجاد فر�ص العمل ملجابهة ال�ضغوط التي قد‬ ‫تواجههم خا�صّ ة يف ال�سنوات الأوىل من الزواج ‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫حتقيق ‪ :‬نهى الفخراين‪-‬‬

‫رمضان بيئة خصبة لتقوية العالقة بين‬ ‫األطفال والقرآن الكريم‪.‬‬

‫حب (ال�سحور)‬ ‫• بينما لفت �أ‪ .‬حم ّمد (حما�سب ) �إىل �أنّ غر�س ّ‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه‬ ‫يف الأطفال من الأمور امله ّمة‪،‬خا�صّ ة و�أنّ ّ‬ ‫و�س ّلم و�صّ انا به‪ ،‬و�أ�ضاف �أ ّنه قد تع ّمد مب�ساعدة زوجته �أن يجعل‬ ‫من ال�سحور عن�صر جذب لهم‪ ،‬فكانوا يعر�ضون لأطفالهم‬ ‫(برنامج ق�ص�ص الأنبياء للأطفال) لي�شاهدوه �أثناء ال�سحور‬ ‫فيقتدوا بال�صابرين؛ وقد �ساعدهم ذلك على الفوز ب�صالة‬ ‫الفجر جماعة مع �أطفالهم‪ ،‬وبهذا فقد �ضربوا ع�صفورين‬ ‫بحجر واحد‪.‬‬ ‫• هبة اخلليل (مهند�سة) ‪ :‬ترى �أن كثريا من الأطفال ‪� -‬إن مل‬ ‫يكن ك ّلهم ‪ -‬يرون �أنّ ال�صيام مربّ ر للتكا�سل؛ وقالت ‪� :‬سعيت‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تحقيــق‬

‫تحقيــق‬

‫كيف يستفيد أطفالنا‬ ‫من رمضـان ؟‬

‫رم�ضان فر�صة ذهب ّية لطالبي النجاح والفالح وح�صد �أعلى‬ ‫الدرجات الر ّبانية والروحية؛ لذا يجب علينا قبل االلتحاق بهذه‬ ‫املدر�سة (حمدودة املدّة) �أن نت�أهّ ب نف�سي ًا لها؛ لنظفر بالتم ّيز‬ ‫رب العاملني‪.‬‬ ‫والرحمات والغفران من ّ‬ ‫وال�شاب والهرم‪،‬‬ ‫هذه املدر�سة جتمع بني الكبري وال�صغري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والأبناء والآباء‪ ،‬لذا علينا �إعداد �أطفالنا نف�سي ًا ال�ستقبال هذا‬ ‫ال�ضيف الكرمي باحلفاوة التي تليق به‪ ،‬لن�شعرهم ب�أ ّنه ث ّمة‬ ‫مهم ي�ستدعي منهم االهتمام ؟‪.‬‬ ‫حدث ّ‬ ‫�إليكم بع�ض النماذج واملقرتحات التي �سعى فيها بع�ض الآباء و‬ ‫الأ ّمهات لنقل معاين رم�ضان اجلميلة لأطفالهم ‪:‬‬ ‫• �إينا�س حم ّمد (ر ّبة منزل) قالت ‪:‬حر�صت على تعويد �صغاري‬ ‫على ال�صيام ب�شكل متد ّرج‪ ،‬مثل تعويدهم على ال�صالة‪ ،‬لقول‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪« :‬م��روا �أوالدك��م بال�صالة ل�سبع‬ ‫ّ‬ ‫املهم التد ّرج يف‬ ‫وا�ضربوهم عليها لع�شر ‪ ،»...‬و�أ�ضافت �أنّ من ّ‬ ‫العبادة‪ ،‬واحلثّ عليها والرتغيب يف �أدائها؛ حتّى تعتادها نف�س‬ ‫الأطفال وت�ألف القيام بها دون ملل‪.‬‬

‫أغي هذا املعتقد مع �أوالدي ‪� ،‬إذ ب ّينت لهم �أ ّنه �شهر طاعة‬ ‫�أن � رّ‬ ‫وعبادة وجماهدة للنف�س‪ ،‬و�أ ّنه لي�س مبانع للمذاكرة �أو العمل‪،‬‬ ‫وحديثي معهم وتعليقي على م�سل�سالت رم�ضان التي تعر�ض‬ ‫العري والرق�ص و ت�ض ّيع ال�شهر الف�ضيل ‪ ،‬جعلهم يقتدون بي‬ ‫خا�صّ ة �أنّ منزلنا ال يتابع مثل هذه امل�سل�سالت والربامج يف‬ ‫رم�ضان‪.‬‬ ‫(ال��ق��دوة احل�سنة) لها دور عظيم يف تعويد الأط��ف��ال على‬ ‫الطاع ــة ‪ ،‬هكذا �أكّ��د �سامي عبد الكرمي (معلم)‪ ،‬م�ضيفا‬ ‫�أنّ �صيام ال��وال��دي��ن بع�ضا م��ن �أيّ���ام �شعبان ل��ه ت���أث�ير كبري‬ ‫عليهم‪ ،‬فف�ض ًال عن كونه �أج��ر ًا عظيم ًا‪ ،‬فهو متهيد لل�صيام‪،‬‬ ‫وتدريب عليه و�إن كان الأطفال ال ي�صومونه‪ ،‬وكذلك ترديد‬ ‫بع�ض الأدعية على م�سامعهم �أثناء الإفطار والتي ع ّلمها �إ ّيانا‬ ‫امل�صطفى �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪،‬ك�أن ندعو‪( :‬ال َّل ُه َّم َل َك ُ�ص ْمنا‪،‬‬ ‫ال�سمِ ي ُع‪.).‬‬ ‫َوعلى ِر ْز ِق َك �أَ ْف َط ْرنا‪َ ،‬ف َت َق َّب ْل ِم َّنا �إ َّن َك �أ ْنتَ َّ‬ ‫العطف على الفقراء‬ ‫• اقرتح اجل ّد فوزي عبد ال�سالم على الآباء �أن يعطوا لأبنائهم‬ ‫مبلغ ًا من امل��ال لي�ضعوه يف �صندوق ال�صدقات املخ�صّ �ص‬ ‫يف امل�����س��ج��د‪ ،‬م��ع توجيههم �إىل ال��ت�����ص��دّق ع��ل��ى املحتاجني‬ ‫(ب�أنف�سهم)‪ ،‬فيكفي �أن ي�شريوا لهم على ال�شخ�ص الذي يحتاج‬ ‫�إىل ال�صدقة ليقوموا هم بذلك‪.‬‬ ‫بينما نقلت اجل����دّة م��ن��ال جتربتها م��ع حفيدها ع��م��ر ذي‬ ‫اخلم�س �سنوات‪ ،‬حيث قالت‪� :‬أح��اول �أن �أغر�س فيه العطف‬ ‫على املحتاجني ف�أتذ ّرع ب�أنيّ �أحتاج ملعاونته يف جمع املالب�س‬ ‫التي ال �أحتاجها والتي �أخ�صّ �صها للمحتاجني‪ ،‬و�أجعله يتّ�صل‬ ‫معي بامل�ؤ�سّ �سة اخلري ّية التي تقوم بتجميعها؛ لي�س ّلمه ــا هو‬ ‫للمن ــدوب ‪ ،‬في�شعر �أ ّنه فعل �شيئا عظيما ‪..‬وبعدها مبدّة �أمنحه‬ ‫مالب�س جديدة و�أربط بني التربّ ع وبني املالب�س اجلديدة‪ ،‬لتن�ش�أ‬ ‫لديه قناعة داخلية منذ ال�صغر ب�أنّ ال�صدقة والزكاة تزيدان‬ ‫عند اهلل وتعودان عليه بالنفع‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫يعود أبناءه‬ ‫لرب األسرة كي‬ ‫ّ‬ ‫رمضان فرصة ّ‬ ‫العطف على الفقراء والمساكين واليتامى‪.‬‬

‫• و روى حممود الطالب يف املرحلة الثانو ّية حر�ص والدته‬ ‫على �أن يفطر �أفراد الأ�سرة على التمر‪ ،‬وال يندفعوا على املاء‬ ‫البارد والع�صائر �أ ّوال‪..‬و�أ�ضاف �أنّ والدته كانت ومازالت ّ‬ ‫تنظم‬ ‫لهم تناول الأطعمة وامل�شروبات بعد الإفطار‪ ،‬حتّى ال ت�صاب‬ ‫معدتهم (بالتعب) وي�شعروا بالوخم بعد الإفطار ‪ ،‬و�أ�ضاف ‪:‬‬ ‫ما زال ترتيل �أبي رحمه اهلل للقر�آن يف �أذين ‪� ،‬إذ كان بيتنا‬ ‫مليئا بالطاعات و املناف�سة و الت�شجيع على ختم القر�آن الكرمي‬ ‫بني �إخوتي ‪.‬‬ ‫ال�صرب على الطاعة‬ ‫الدكتور حم ّمد عبد العليم العدوي الأ�ستاذ بجامعة الأزهر‬ ‫�أو�صى و ّ‬ ‫يل الأمر �أن ير ّبي �أبناءه و�أ�سرته على ال�صرب (ال�صرب‬ ‫على الطاعة) بفعل اخلريات ‪ ،‬و(ال�صرب عن املع�صية ) برتك‬ ‫رب الأ�سرة يف �شهر رم�ضان �أن يع ّود‬ ‫املنكرات‪ ،‬م�ضيفا �أنّ على ّ‬ ‫�أبناءه على العطف على الفقراء وامل�ساكني واليتامى‪ ،‬و�أو�صى‬ ‫العدوي الآباء والأ ّمهات بغر�س معنى التقوى يف �أطفالهم كما‬ ‫ال�ص َي ُام‬ ‫جاء يف الآية الكرمية « َيا �أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنو ْا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ِّ‬ ‫َك َما ُك ِت َب َع َلى ا َّل ِذينَ ِمن َق ْب ِل ُك ْم َل َع َّل ُك ْم َت َّت ُقون» فاملتد ّبر لهذه‬ ‫الآية يجد عالقة بني الإميان يف �أ ّول الآية ّثم فر�ض ال�صيام ّثم‬ ‫الهدف منه وهو (لع ّلكم تتقون‪«(.‬‬ ‫روح البهجة‬ ‫الدكتور بكر زكي عو�ض عميد ك ّلية �أ�صول الدين جامعة الأزهر‬ ‫�أك��د �أنّ �إ�شاعة روح البهجة عند الأط��ف��ال من املعاين التي‬ ‫يجب �أ ّال تفتقدها البيوت امل�سلمة يف رم�ضان ‪ ،‬و�أ�ضاف ‪� :‬إنّ‬ ‫�إ�شاعة ال��روح الإميان ّية لدى �أطفالنا من خالل ا�صطحابهم‬ ‫�إىل امل�سجد‪ ،‬وتو�سيع دائرة الربط بني �أبنائنا و�أبناء الآخرين‬ ‫من القيم الرم�ضان ّية التي تن ّمي (روح اجلماعة ) يف اجليل‬ ‫اجلديد‪ ،‬وتزيد الرباط القلبي بينهم –�أي الأط��ف��ال‪ -‬وبني‬ ‫اهلل‪ ،‬ف�ضال عن �أنّ �أداء �صالة اجلماعة تنقل مفاهيم العبادة‬ ‫للأبناء ب�أ�سلوب هادئ‪ ،‬ال�سيما �إذا كان هناك من يلقي موعظة‬ ‫بني ال�صلوات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح بكر �أنّ �شهر رم�ضان يع ّد بيئة خ�صبة لتقوية‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تبادل الهدايا واألطباق بين الجيران والتزاور‬ ‫حب الغير‬ ‫من األمور التي تع ّلم األطفال ّ‬ ‫واإليثار والرغبة في إسعادهم‪.‬‬

‫وم�شيدة بالتجارب الإيجاب ّية التي يقوم عليها بع�ض ال�شباب‬ ‫ب��ل والأط��ف��ال رغ��ب��ة يف امل�شاركة وال��ت��ع��اون‪ ،‬وه��ي (�إف��ط��ار‬ ‫ال�صائم) �إذ ي�شرتكون يف عمل جماعي بتوزيع وجبات الإفطار‬ ‫وامل�شروبات يف امل�سجد ويف الطرقات لل�صائمني وقت الإفطار‪.‬‬ ‫تبادل الهدايا‬ ‫و�أو�ضحت �أبو العال �أنّ‬ ‫اجلريان‬ ‫والأط������ب������اق ب�ين‬ ‫م����ن‬ ‫وال���������ت���������زاور‬ ‫الأم�����ور التي‬

‫تحقيــق‬

‫تحقيــق‬

‫من ذاكرة الأطفال‬ ‫��ش��اب هيثم ذك��ري��ات��ه يف رم�����ض��ان وه��و يف �سنّ‬ ‫ا�ستدعى ال��� ّ‬ ‫ال�ساد�سة وقال‪»:‬كانت �أمي تخ�صّ �ص يل مكاف�أة �إذا التزمت‬ ‫بال�صوم من الفجر حتّى الظهر‪� ،‬أو من الظهر حتّى املغرب‪ ،‬و‬ ‫حتّى ال تن�سى كانت تكتب عدد �ساعات �صيامي يوم ّيا على لوحة‬ ‫مع ّلقة على احلائط‪ ،‬وبجوارها عالمات ت�شجيع ّية مثل جنوم �أو‬ ‫وجوه �ضاحكة �أو عالمة �صح‪ ،‬عندما كنت �ألتزم‪.‬‬

‫العالقة بني الأطفال والقر�آن الكرمي‪ ،‬خا�صّ ة و�أنّ امل�ساجد‬ ‫يف هذا ال�شهر تتبارى يف عقد امل�سابقات القر�آن ّية و�صرف‬ ‫املكاف�آت لهم‪ ،‬وكذلك احلال مع بع�ض الأ�سر التي حتر�ص على‬ ‫�إه��داء �أوالده��م بع�ض الهدايا حال التزامهم بقراءة اجلزء‬ ‫املتّفق عليه مع والديهم‪.‬‬ ‫يف رم�ضان‬ ‫فاطمة �أبو العال ‪ -‬ا�ست�شارية اجتماعية ‪ -‬ت�شري �إىل �أن دور‬ ‫الأ���س��رة العربية يف توظيف الأب��ع��اد الروحية والإميانية يف‬ ‫رم�ضان قد تراجع ‪ ،‬فتجد الأ ّم تظ ّل لفرتات طويلة ُت ِع ّد �أ�شهى‬ ‫�أ�صناف الطعام واحللويات واملقبالت‪،‬وهي بهذه امل�أكوالت‬ ‫الد�سمة حترم نف�سها و�أ�سرتها من �صالة الرتاويح‪ ،‬وب ّينت �أنّ‬ ‫هذا االتجّ اه ال�سلبي يجب تغيريه خا�صّ ة �أ ّنه يتنافى مع الهدف‬ ‫الرئي�سي لل�صوم‪.‬‬

‫حب الغري والإيثار والرغبة يف �إ�سعادهم‪،‬ورغم‬ ‫تع ّلم الأطفال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تراجع االجتماعيات يف كثري من املجتمعات العربية ‪� ،‬إال �أنّ‬ ‫تبادل الأطباق من العالمات التي تظ ّل مم ّيزة ل�شهر رم�ضان‬ ‫ّ‬ ‫املعظم‪ ،‬ف�ضال عن اجتماع العائلة يف رم�ضان و�صلة الأرحام‬ ‫وهي من القيم التي ي�أمرنا بها اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫و�أبرزت �أبو العال الدور ال�سلبي للإعالم خا�صّ ة يف رم�ضان ‪،‬‬ ‫تهتم –كاملا�ضي –بثقافة الأطفال‬ ‫فلم تعد القنوات املختلفة ّ‬ ‫يف هذا ال�شهر ‪� ،‬إذ كانت تُعر�ض امل�سابقات الدينية كق�ص�ص‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه‬ ‫الأنبياء للأطفال �أو م�سابقات عن زوجات ّ‬ ‫و�س ّلم وغريها من الربامج الهادفة‪ ،‬التي جتعل الطفل يفكرّ‬ ‫ويبحث عن احل ّل وي�ضيف �إىل معلوماته الكثري ‪ ،‬ورغم �سهولة‬ ‫ا�ستخدام التكنولوجيا الآن واحل�صول على املعلومات �إ ّال �أنّ‬ ‫الأطفال قد ال يجدون عن�صر جذب و�أفكارا لربامج جديدة‬ ‫جتذبهم ‪ ،‬خا�صّ ة مع ت��ك��رار معظم ال�برام��ج الدينية لعدّة‬ ‫�سنوات وبالتايل يحدث للأطفال نوع من �أنواع الت�ش ّبع من كرثة‬ ‫م�شاهدتها‪.‬‬ ‫ن�صائح ط ّبية‬ ‫�أ�شــارت د‪ .‬وف��اء خناين �أخ�صّ ائية ط ّ��ب االط��ف��ال �أنّ���ه من‬ ‫املنا�سب تعويــد الأطفال على ال�صيام ب�شكل متد ّرج من �سنّ‬ ‫�سبــع �سنوات ‪ ،‬فمثال ي�صوم من الفجر حتّى الثانية ظهرا ‪،‬‬ ‫وبعدها ي�سمح له بتناول امل�شروبات فقط حتّى �آذان املغرب‪،‬‬ ‫و�أ�ضافت �أ ّنه من �سنّ ‪� 9‬سنوات �إذا كان وزن الطفل منا�سبا‬ ‫ميكن تعويده على �صيام يوم كامل ‪ ،‬ولفتت �إذا كانت حم�صلة‬ ‫ال�صيام النهائية من ‪ 20-15‬يوما يف هذا ال�شهر الف�ضيل ف�إ ّنها‬ ‫�سيتم تداركها عند العا�شرة ب�إذن اهلل‪.‬‬ ‫حم�صلة ج ّيدة ّ‬

‫مهم �أثناء هذه الوجبة‬ ‫الرتكيز على منتجات الألبان والبي�ض ّ‬ ‫املهم كذلك تناول‬ ‫وتظ ّل موجودة يف اجل�سم ملدّة طويلة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫التمر مع ال�سحور ‪ ،‬ف�ضال عن تناول اخليار و اخل�س والأوراق‬ ‫اخل�ضراء لأنّ بها ن�سبة عالية من املياه‪ ،‬مع البعد قدر الإمكان‬ ‫عن احللويات وال�س ّكريات التي تزيد من العط�ش �أثناء ال�صوم‪،‬‬ ‫وكذلك املخ ّلالت ‪.‬‬ ‫و�أخ�ير ًا نهم�س يف �أُذن الوالدين وندعوهم �إىل احلفاظ على‬ ‫النجاح الذي قد حت ّقق مع �أطفالهم يف رم�ضان‪ ،‬و�أّال يجعلوا‬ ‫هذا النجاح يتف ّلت منهم بعد انق�ضائه‪ ،‬وليك ّللوه ب�أداء �صالة‬ ‫العيد معهم ‪،‬لي�سمعوا التكبري والتهليل وي�شعروا بفرحة العيد‬ ‫التي ال ت�ضاهيها � ّأي فرحة ‪.‬‬

‫يجب أن يحافظ الوالدان على النجاح الذي‬ ‫تحقّ ق مع أطفالهم في رمضان‪ ،‬وأّال يدعوه‬ ‫يتف ّلت منهم بعد انقضائه‪.‬‬

‫وب ّينت خناين �أ ّنه من ال�ضروري تو ّقف الطفل عن ال�صيام يف‬ ‫حال الحظت الأ ّم عليه حدوث جفاف يف ل�سانه �أو �أنّ عينه بها‬ ‫�إجهاد �شديد �أو ارتخاء ‪� ،‬أو �شعور بالغثيان �أو حدوث قيء‪�،‬أو‬ ‫عالمات جفاف متو�سّ ط ونهم على امل��ي��اه‪ ،‬ويف ح��ال حدوث‬ ‫�أحد هذه الأعرا�ض للطفل ّ‬ ‫يف�ضل �أن يتناول مترا �أو لبنا ليمنح‬ ‫�أج�سامهم طاقة ب�شكل �سريع عن �أ ّية �أغذية �أخرى‪.‬‬ ‫و ن�صحت خناين الأ ّمهات والآب��اء الذين يعاين �أطفالهم من‬ ‫مر�ض ال�س ّكري (النوع الأ ّول)‪� ،‬أو من لديهم م�شكالت يف الكبد‬ ‫�أن ي�ست�شريوا طبيب �أطفال لينظر يف حالة الطفل يف كونه‬ ‫ي�ستطيع ال�صوم �أم �سيتع ّر�ض لآثار �سلبية �أثناءه ال قدّر اهلل‪.‬‬ ‫ودع��ت د‪ .‬وف��اء الأمّ��ه��ات �إىل االهتمام بوجبة ال�سحور لأ ّنها‬ ‫مه ّمة جدا للطفل وتعينه على ال�صوم وكذلك الكبري‪ ،‬وقالت �إنّ‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪33‬‬


‫ّ‬ ‫قلـل مشتريـاتـك‬ ‫واشتر ما يفيدك‬

‫منى با وزير‬

‫والتسوق‬ ‫صحية تتع ّلق بالشراء‬ ‫اتّخاذ قرارات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغذائي في شهر رمضان أمر له انعكاسات على‬ ‫صحة الصائم السيما فيما يتع ّلق بالمحافظة‬ ‫ّ‬ ‫على وزن الصائم وحمايته من اإلصابة بالسمنة‬ ‫والتخمة في هذا الشهر الكريم ‪،‬وال يخفى‬ ‫على الجميع ما تس ّببه السمنة من مشكالت‬ ‫صحية مثل أمراض القلب ‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السكّ ـري ‪ ،‬صعوبة التنفّ س‪...‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫�شهر رم�����ض��ان يعترب فر�صة مثال ّية لتعديل االتجّ��اه��ات‬ ‫�صحية فيما يتع ّلق بالت�س ّوق‬ ‫الغذائ ّية ‪ ،‬وانتقاء خ��ي��ارات ّ‬ ‫ال�صحي يف‬ ‫ال�صحي ‪،‬وللتع ّرف �إىل عوامل وقواعد الت�س ّوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شهر رم�ضان الكرمي التقينا بالدكتور با�سم فوتا رئي�س جلنة‬ ‫ال�صحي باجلمع ّية ال�سعود ّية لل�س ّكر والغدد‬ ‫التغذية والتثقيف‬ ‫ّ‬ ‫ال�ص ّماء – ورئي�س التغذية اال�ست�شارية يف �أرامكو ال�سعودية ‪.‬‬ ‫ال�صحي‬ ‫ال�صحة والغذاء يبد�أ بالت�س ّوق‬ ‫ي�ؤكد فوتا �أنّ حت�سني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صحة العا ّمة‬ ‫ال��ذي مي ّثل حجر الزاوية يف احلفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫�صحية ‪...‬‬ ‫وحمايتها من ال�سمنة وما يتع ّلق بها من م�شكالت ّ‬

‫يلفت الدكتور با�سم فوتا �إىل �أنّ من �أبرز ال�سلوكيات الغذائية‬ ‫اخلاطئة يف رم�ضان والتي ترتبط بالت�س ّوق غياب التخطيط‬ ‫ّ‬ ‫املنظم لعمل ّية الت�س ّوق الغذائي ‪ ،‬والع�شوائ ّية يف انتقاء املوا ّد‬ ‫الغذائية ‪ ،‬ع�لاوة على تكدي�س ع��رب��ات الت�س ّوق بك ّميات‬ ‫كبرية من امل��وا ّد الغذائية ب�صورة مبالغ فيها‪ ،‬واملغاالة يف‬ ‫�شراء موا ّد غذائية لي�سوا يف حاجة �إليها ‪ ،‬و�سوء تخزي ــن‬ ‫املـ ــوا ّد الغذائية ‪ ،‬مع �إهمال اقتناء امل��وا ّد الغذائية املفيدة‬ ‫كاخل�ضروات والفواكه ‪ ....‬وغياب الفواكه واخل�ضار من‬ ‫عربات الت�س ّوق ‪ ،‬واال�ستعا�ضة عنها باملوا ّد الغذائية الد�سمة‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تقريــــر‬

‫تقريــــر‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحي في رمضان‬ ‫التسوق‬ ‫دليلك إلى‬

‫املليئة بالدهون والتي تع ّد ال�سبب الأ ّول للإ�صابة بال�سمنة ‪...‬‬ ‫يقول فوتا ‪ :‬من ي�شاهد عربات الت�س ّوق يف «ال�سوبر ماركت»‬ ‫لدى �أغلب املت�س ّوقني ي��درك متاما غياب الوعي ال�شرائي‬ ‫الغذائي ‪ ،‬وغياب الت�س ّوق الغذائي ال�سليم ‪ ،‬والتخطيط‬ ‫ال ّ‬ ‫ـمنظم للت�س ّوق ‪،‬و�شيوع ظ��اه��رة الع�شوائية يف الت�س ّوق‬ ‫الغذائي ‪ ،‬الفتا �إىل �ضرورة �أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهما‬ ‫يف عملية الت�س ّوق الغذائي ‪،‬‬ ‫ويق ّدم الدكتور با�سم فوتا لل�صائمني عددا من الإر�شادات‬ ‫ال�صحي يف �شهـر رم�ضان‬ ‫امله ّمة ال��ت��ي تتع ّلق بالت�س ّوق‬ ‫ّ‬ ‫الف�ضي ــل ‪..‬‬ ‫‪ 1‬ال ب ّد من قراءة مك ّونـات الأطعمـة �أثن ــاء عملي ــة الت�سـ ـ ّوق‪،‬‬ ‫والتن ّبه �إىل حمتويات الدهون وال�سعرات احلرارية وامللح‪،‬‬ ‫واحلر�ص على �شراء الأل��ب��ان ومنتجاتها خالية الد�سم �أو‬ ‫قليلة الد�سم (احلليب ‪ ،‬اللبنة ‪ ،‬ال��روب) بدال من الألبان‬ ‫ومنتجاتها كاملة الد�سم‪..‬من �أجل تفادي الأ�ضرار الناجمة‬ ‫عن ارتفاع م�ستــوى الدهنيات يف الأطعمة ‪..‬‬ ‫‪ 2‬احلر�ص على انتقاء احلبوب الكاملة الغن ّية بالألياف‬ ‫الغذائية والفيتامينات مثل ( القمح الكامل ‪ ،‬ال�شوفان ‪ ،‬الأرز‬ ‫الب ّني ) ‪ ،‬ملا لتلك املوا ّد من �أه ّمية يف تزويد ج�سم ال�صائم‬ ‫بالفيتامينات ‪ ،‬ووقايته من الإ�صابة بالإم�ساك يف هذا ال�شهر‬ ‫الكرمي ‪....‬‬ ‫املهم لل�صائم احلر�ص على انتقاء اللحوم اخلالية‬ ‫‪ 3‬من ّ‬ ‫ّ‬ ‫من ال�شحوم ‪ ،‬والدواجن منزوعة اجللد ‪ ،‬التونا املعلبة باملاء‪،‬‬ ‫�أثناء عملية الت�س ّوق بدال من اختيار اللحوم الد�سمة واللحوم‬ ‫املع ّلبة كالنقانق ‪،‬لتقليل م�ستوى تناول الدهنيات يف هذا‬ ‫ال�شهر الكرمي ‪...‬‬ ‫‪ 4‬الإقالل من �شراء الع�صائر املح ّالة‪،‬وامل�شروبات الغاز ّية‪،‬‬ ‫واال�ستعا�ضة عنها بالع�صائ ــر الطبيعية الطازجــة ‪،‬وال يخفى‬ ‫على اجلميع �سلب ّيات تناول امل�شروبات الغاز ّية ودوره��ا يف‬ ‫زي��ادة ا�ستهالك ال�سعرات احلرار ّية ‪ ،‬و�إح��داث م�شاكل يف‬ ‫عملية اله�ضم ‪...‬‬ ‫‪ 5‬احلر�ص �أثناء الت�س ّوق على الإق�لال من �شراء الأطعمة‬ ‫املقلية‪،‬رقائق البطاط�س‪ ،‬الفواكه املع ّلبة ‪� ،‬صل�صات ال�سلطات‬ ‫الد�سمة ‪ ،‬م�شروبات الطاقة ‪..‬‬ ‫‪ 6‬من الأف�ضل اقتناء �أطباق ذات حجم �صغري للإقالل من‬ ‫ك ّميات الأطعمة املتناولة تفاديا من الإ�صابة بال�سمنة يف هذا‬ ‫ال�شهر ‪.‬‬ ‫ال�صحي بداية لل�سري على خطى‬ ‫و�أخريا ي�ؤكد فوتا �أنّ الت�س ّوق‬ ‫ّ‬ ‫�صحية متوازنة الفتا �إىل �أنّ طريقة طهو الطعام متثلّ‬ ‫حياة ّ‬ ‫ال�صحة نا�صحا‬ ‫�أي�ضا خطوة مه ّمة يف عملية احلفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫ال�شي �أو ال�سلق بدال من القلي ‪..‬‬ ‫با�ستخدام طريقة ّ‬

‫‪35‬‬


‫أرض واعدة‬

‫للدعوة‬

‫مؤسسة دعوية و ‪ 110‬مساجد‪،‬‬ ‫هل يكفي ‪80‬‬ ‫ّ‬ ‫لدعوة ‪ 200‬مليون ينتشرون في أكثر من ‪8‬‬ ‫ماليين كم ‪.‬‬

‫الكثري من الباحثني تع ّر�ضوا لهذا الأمر وب ّينوه ومن بني ذلك‬ ‫الدرا�سة التي قامت بها الأ�ستاذة �شيماء حطب حيث قالت‬ ‫حول �إيجابيات العمل الدعوي يف بالد �أمريكا الالتينية "ما‬ ‫تتم ّيز به �شعوب �أمريكا الالتينية من الت�سامح واالنفتاح‬ ‫على ثقافات الآخرين ‪،‬وه��ذا ال يوجد يف بع�ض ال��دول التي‬

‫خالد تقي الدين‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تقريــــر‬

‫تقريــــر‬

‫البرازيل‬

‫ف��ال�برازي��ل �أك�ب�ر دول �أمريكا‬ ‫ال�لات��ي��ن��ي��ة م�����س��اح��ة ح��ي��ث تبلغ‬ ‫‪ 8.500.000‬ث���م���ان���ي���ة م�ل�اي�ي�ن‬ ‫وخم�سمائة �أل��ف كيلومرت مربع‪ ،‬و�أكرثها‬ ‫�س ّكانا حيث يق ّدر عددهم ب ‪ 200‬مليون ن�سمة‪،‬‬ ‫ويدين ‪ % 98‬من ال�شعب بالديانة امل�سيح ّية و�أغلبهم من‬ ‫الكاثوليك ‪.‬‬ ‫يقول ف�ضيلة ال�شيخ حم ّمد بن نا�صر العبودي الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لرابطة العامل الإ�سالمي وهو الذي زار الربازيل‬ ‫�أكرث من م ّرة و�أ ّلف حولها ‪ 22‬كتابا تع ّد �سل�سلة مه ّمة يف �أدب‬ ‫الرحالت‪ " ،‬وح�سن املعاملة �أم��ر عرفناه من الربازيليني‬ ‫�سواء يف الطائرات �أو خارجها‪ ،‬وهم يف هذا الأم��ر لي�سوا‬ ‫من املجاملني املنافقني الذين يجاملون النا�س من �أطراف‬ ‫�أل�سنتهم‪� ،‬أو من نواحي �شفاههم‪ ،‬بل �إ ّنهم يفعلون ذلك‬ ‫ب�صدق و�إخ�لا���ص‪ ،‬عرفنا ذل��ك منهم‪ ،‬وعرفه عنهم من‬ ‫عا�شروهم من بني قومنا املقيمني بني �أظهرهم "من كتاب‬ ‫على �أر���ض القهوة الربازيلية لل�شيخ العبودي �صفحة ‪، 20‬‬ ‫وي�ضيف ال�شيخ حم ّمد العبودي يف كتاب �آخر عن الربازيل‬ ‫"ر�أيت فيها �شعبا ودودا وا�ضح التفكري‪ ،‬ح�سن املعاملة‪ ،‬ي�شعر‬ ‫بامل�ساواة الإن�سانية وميقت التفرقة العن�صرية بني ال�س ّكان "‬ ‫يف غرب الربازيل �صفحة ‪. 5‬‬

‫تتم ّيز بالعن�صرية والكراهية ‪ ......‬عدم وجود � ّأي �إرها�صات‬ ‫�أو نعرات قدمية مع �شعوب �أمريكا الالتينية بعك�س الدول‬ ‫الأوروبية التي تنظر �إىل امل�سلمني بعني وتنظر �إىل احلروب‬ ‫ال�صليبية بعني �أخرى " �أ ّمتي يف العامل ‪� .‬صفحة ‪772‬‬ ‫وتكفل احلكومة الربازيلية ح ّرية الأديان وممار�ستها والدعوة‬ ‫�إليها ون�شرها‪ ،‬وت�ساعد احلكومة امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية التي‬ ‫تريد بناء م�ساجد �أو مدار�س مبنحها �أر�ضا جمانية لإقامة‬ ‫م�شاريعها عليها‪ ،‬وقد �صدر قرار جمهوري باعتبار يوم ‪25‬‬ ‫مار�س من ك ّل عام يوما لتكرمي اجلالية العربية ‪ ،‬وقرار من‬ ‫برملان والية "�ساو باولو " باعتبار يوم ‪ 12‬مايو من ك ّل عام‬ ‫يوما للإ�سالم‪ ،‬وق��رار من برملان الربازيل باعتبار يوم ‪25‬‬ ‫نوفمرب من ك ّل عام يوما للت�ضامن مع ال�شعب الفل�سطيني ‪،‬‬ ‫ويكفل الد�ستور الربازيلي للمر�أة امل�سلمة ا�ستخراج الأوراق‬ ‫الر�سمية الهو ّية وجواز ال�سفر باحلجاب ‪.‬‬ ‫امل�سلمون يف الربازيل‬ ‫تع ّد اجلالية امل�سلمة �أكرب جالية من حيث العدد يف �أمريكا‬ ‫الالتينية �إذ تق ّدر ب مليون ون�صف م�سلم‪ ،‬وهم منحدرون‬ ‫وممن اعتنق‬ ‫من �أ�صول �شامية وبع�ض اجلن�سيات الأخ��رى ّ‬ ‫الإ�سالم من �أبناء الربازيل‪.‬‬ ‫يعود وج��ود امل�سلمني يف ال�برازي��ل �إىل اكت�شاف الربازيل‬ ‫و�أمريكا ك ّلها من قبل الأوروبيني ‪� ،‬إذ ت�ؤ ّكد �أكرث الروايات �أنّ‬ ‫مكت�شفي �أمريكا والربازيل ا�صطحبوا معهم بع�ض املر�شدين‬ ‫امل�سلمني املتم ّر�سني يف علوم البحار ‪ ،‬و توجد بع�ض الروايات‬ ‫التي تتح ّدث عن هروب بع�ض امل�سلمني "املور�سكيني " من‬ ‫حماكم التفتي�ش يف �إ�سبانيا �إىل ال�برازي��ل ‪� ،‬أقيمت لهم‬ ‫حماكم تفتي�ش من قبل الربتغاليني يف مدينة باهية ‪1594‬‬ ‫م و ّمت حتديد بع�ض املوا�صفات التي تبينّ من هو م�سلم �س ّرا‬ ‫ون�صراين جهرا "االغت�سال اال�ستيقاظ املب ّكر ال�صيام نظافة‬ ‫املالب�س " ‪.‬‬

‫المؤسسات اإلسالمية‬ ‫ال يوجد إحصاء دقيق لعدد‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسة‪،‬‬ ‫تقدر ب ‪80‬‬ ‫في البرازيل ‪ ،‬ولكنّها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقدر عدد المساجد والمصليات بحوالي‬ ‫وكذلك ّ‬ ‫‪ 110‬مساجد‪ ،‬فيما يبلغ عدد الدعاة والمشايخ ‪65‬‬ ‫شيخا وداعية‪ ،‬و يعجزهذا العدد عن القيام‬ ‫بشؤون المسلمين المختلفة ويحتاج إلى مزيد‬ ‫من الترتيب والتنسيق والتعاون وتوزيع األدوار‬ ‫حتّى يقوم بهذه المسؤولية العظيمة ‪.‬‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪37‬‬


‫تكفل البرازيل ح ّرية األديان‪ ،‬وتساعد‬ ‫المؤسسات اإلسالمية وتحتفل يوم ‪ 12‬مايو‬ ‫ّ‬ ‫من ّ‬ ‫كل عام باإلسالم ‪.‬‬

‫املرحلة الثالثة للوجود الإ�سالمي يف ال�برازي��ل ب��د�أت مع‬ ‫الهجرة احلديثة للعرب �إىل الربازيل عام ‪ ، 1867‬بعد زيارة‬ ‫قام بها �إمرباطور الربازيل لك ّل من لبنان و�سوريا وم�صر‪،‬‬ ‫بد�أت هجرة امل�سلمني عام ‪ 1914‬وازدادت بعد عام ‪1936‬‬ ‫‪ ،‬وظ ّلت هذه الهجرة يف االزدياد‪ ،‬وخ�صو�صا بعد النك�سات‬ ‫والنكبات واحلروب التي كانت ت�شهدها بالد امل�سلمني ‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك احلني بد�أ امل�سلمون يهت ّمون ب�ش�ؤونهم الإ�سالمية‬ ‫نتيجة حتم ّية ال�ستقرارهم يف الربازيل‪،‬وكان �أغلب الذين‬ ‫ه��اج��روا من �أ�صحاب احل��رف وامل��زارع�ين الب�سطاء‪ ،‬وقد‬ ‫ان�صب اهتمامهم يف املحافظة على �أداء بع�ض ال�شعائر‬ ‫ّ‬ ‫الدينية‪ ،‬وتعليم درو���س اللغة العربية لأبنائهم‪ ،‬ولذلك مل‬ ‫تنتقل الدعوة الإ�سالمية خطوات �إىل الأمام وظ ّلت �أ�سرية‬ ‫داخل بع�ض امل�ساجد �أو ممار�سة بع�ض العادات والتقاليد ‪.‬‬ ‫بدايات العمل الإ�سالمي‬ ‫كان لو�صول ال�شيخ الدكتور عبد اهلل عبد ال�شكور كامل مبعوثا‬ ‫لوزارة الأوقاف امل�صر ّية �إىل م�سجد الربازيل عام ‪ 1956‬م‬ ‫�أث��ر عظيم يف الت�أ�سي�س للدعوة الإ�سالمية احلديثة حيث‬ ‫ا�ستطاع �أن ي�ؤ�سّ �س املدر�سة الإ�سالمية الربازيلية ب�ضاحية‬ ‫"فيال كارون "‪ ،‬واملقربة الإ�سالمية يف �ضاحية " غواروليو�س‬ ‫"‪ ،‬وناديا اجتماعيا يف �ضاحية "�سانتو �أمارو " للقاء العائالت‬ ‫امل�سلمة‪ ،‬وتتلمذ على يديه الكثري مــن ‪ 5‬ق��ي��ادات العمل‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫تقدر الجالية المسلمة في البرازيل بحوالي‬ ‫مليون ونصف المليون مسلم وهي أكبر‬ ‫جالية في أمريكا الالتينية ‪.‬‬

‫ويق ّدر عدد امل�سلمني اجل��دد بحوايل ‪� 10000‬آالف م�سلم‪،‬‬ ‫وهم منحدرون من �أ�صول خمتلفة �إ�سبانية و�إيطالية و�أملانية‬ ‫و�إفريقية‪ ،‬ومي ّثلون �شرائح اجتماعية خمتلفة فمنهم الأغنياء‬ ‫ومتو�سّ طو الدخل والفقراء‪ ،‬وبع�ضهم يحت ّل منا�صب عالية‬ ‫كبع�ض الق�ساو�سة ال��ذي��ن �أ�سلموا وم��د ّر���س��ي اجلامعات‪،‬‬ ‫والتجار ‪ ،‬ومنهم �أ�صحاب الثقافة املحدودة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتظى مدينة �ساو باولو بالعدد الأكرب من امل�سلمني اجلدد‬ ‫‪،‬ثم والية بارانا‬ ‫‪ ،%60‬تليها والية ريو جراندي دو �سول ‪ّ %20‬‬ ‫‪ّ %10‬ثم واليات ال�شمال ‪ .%5‬و بق ّية املناطق ‪. %5‬‬ ‫ويتح ّرك امل�سلمون اجلدد يف الدعوة ب�شكل ج ّيد ‪ ،‬وبع�ضهم‬ ‫ن�شط ج�� ّدا دفعهم ه��ذا الن�شاط لل�سفر �إىل بع�ض ال��دول‬ ‫الإ�سالمية لدرا�سة العلوم الإ�سالمية‪ ،‬ولك ّنهم مل ي�ستم ّروا‬ ‫طويال لأ�سباب ع��دي��دة‪ ،‬منها �صعوبة البيئة واختالفها‪،‬‬ ‫و�صعوبة املناهج وطرق التدري�س‪ ،‬و�صرامة بع�ض اجلامعات‬ ‫يف التعامل مع الط ّالب ‪.‬‬ ‫وتعاين ن�سبة من ه���ؤالء امل�سلمني نوعا من التهمي�ش وعدم‬ ‫االه��ت��م��ام ب��ل والتمييز العن�صري يف املعاملة م��ن بع�ض‬ ‫امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية املوجودة على ال�ساحة الربازيلية ‪.‬‬ ‫وق��د �أطلق اتحّ��اد امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية م�شروع " اعرف‬ ‫الإ�سالم " للتعريف بالإ�سالم ‪ ،‬من خالل ط��اوالت الدعوة‬ ‫واملعار�ض ال�سنوية و�إر�سال الكتب عرب الربيد وال�شحنات‬ ‫للأ�شخا�ص وامل�ؤ�سّ �سات املهت ّمة للتعريف بالإ�سالم‪ ،‬وقام‬ ‫للحج‬ ‫بعمل دورات �شرع ّية للم�سلمني اجلدد وبرامج جمانية ّ‬ ‫والعمرة ق ّدمت خدمات حلوايل ‪ 50‬من امل�سلمني اجلدد‪.‬‬ ‫كما يدعم االتحّ اد بع�ض امل�ؤ�سّ �سات التي يديرها بع�ض ه�ؤالء‬ ‫امل�سلمني ‪ .‬وقد قام بع�ض الدعاة بافتتاح املعهد الالتيني‬ ‫الأمريكي للدرا�سات الإ�سالمية الذي يتولىّ �إدارته الدكتور‬ ‫ال�شيخ حم ّمد القا�سم الرهيدي‪ ،‬حيث يقوم بتدري�س العلوم‬ ‫وي�ضم عددا كبريا من‬ ‫الإ�سالمية عن طريق �شبكة الإنرتنت‬ ‫ّ‬ ‫امل�سلمني اجلدد ‪.‬‬

‫تقريــــر‬

‫تقريــــر‬

‫كما ّمت جلب ماليني من العبيد من �إفريقيا‪ ،‬كان من بينهم‬ ‫م�سلمون كانوا يجيدون الكتابة والقراءة ‪ ،‬وكانوا �أ�صحاب‬ ‫ح�ضارة وثقافة عالية‪ ،‬ك��ان "املاليز " يتمتّعون مب�ستوى‬ ‫ثقايف عال �إذا ما قورن مب�ستوى الربازيليني‪ ،‬وكانوا قادرين‬ ‫على القراءة والكتابة باللغة العربية "‪ ،‬لقد �أق ّر الربتغاليون‬ ‫�أنف�سهم ب�أ ّنه " لوال العبيد الأفارقة ما ا�ستطاعوا �أن يجنوا‬ ‫ثمرة واحدة من الربازيل وما ا�ستطاعوا �أن يفعلوا ما فعلوه‬ ‫"‪ ،‬وقال الأ�ستاذ �أحمد �شاكر " الزجني هو الذي �صنع‬ ‫الربازيل هذه هي احلقيقة الكبرية مل يكن ممكنا �أن تتح ّول‬ ‫هذه القا ّرة �إىل �أر�ض م�أهولة زراعية ومدن ومناجم وطرق‬ ‫دون الزجني ال��ذي �أعطاها ج�سمه وروح��ه معا وح�ضارته‬ ‫الإ�سالمية "‪.‬فالإ�سالم لي�س غريبا على الربازيل فقد و�صلها‬ ‫مع العبيد الأفارقة الذين حافظوا على �إ�سالمهم وكادت �أن‬ ‫تقوم لهم دولة بعد حركة جهادية م�ستم ّرة كان �آخرها " ثورة‬ ‫العبيد " عام ‪ 1835‬م ولك ّنها �أخمدت‪ ،‬وبد�أ �صوت الإ�سالم‬ ‫يخفت يف هذه البالد‪.‬‬

‫الإ�سالمي يف الربازيل منهم احلاج ح�سني الزغبي رحمه اهلل‬ ‫م�ؤ�سّ �س اتحّ اد امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل‪ ،‬والأ�ستاذ‬ ‫�سمري احلايك �صاحب �أ ّول ترجمة ملعاين ال��ق��ر�آن الكرمي‬ ‫باللغة الربتغالية‪ ،‬والدكتور حلمي ن�صر �صاحب ترجمة‬ ‫معاين القر�آن باللغة الربتغالية املعتمدة من مطبعة امللك‬ ‫فهد‪ ،‬والأ�ستاذ ع ّز الدين البعلبكي م�ؤ�سّ �س جم ّلة الر�سالة وله‬ ‫الكثري من الكتب حول الإ�سالم يف الربازيل‪ ،‬والأ�ستاذ حم ّمد‬ ‫�سعيد �صالح من قيادات العمل الإ�سالمي يف لبنان ‪.‬‬ ‫وكللت جهود الدكتور عبد اهلل عبد ال�شكور كامل الدعو ّية‬ ‫بانعقاد �أ ّول م�ؤمتر �إ�سالمي ب�أمريكا الالتينية عام ‪1970‬‬ ‫م ح�ضره وزير الأوقاف و�ش�ؤون الأزهر الدكتور عبد العزيز‬ ‫كامل وف�ضيلة ال�شيخ حم ّمد بن نا�صر العبودي نائب الأمني‬ ‫العام ال�سابق لرابطة العامل الإ�سالمي ‪ .‬ويعترب هذا امل�ؤمتر‬ ‫ع�لام��ة حت��� ّول ك��ب�يرة يف ت��اري��خ ال��دع��وة الإ���س�لام��ي��ة داخ��ل‬ ‫ال�برازي��ل‪ ،‬حيث قامت اململكة العربية ال�سعودية ب�إر�سال‬ ‫الدعاة‪ ،‬وكان �أ ّول من ّمت ابتعاثه ال�شيخ �أحمد �صالح حمايري‬ ‫عميد دع��اة الربازيل �أط��ال اهلل عمره‪ ،‬حيث قام مبجهود‬ ‫ط ّيب وزيارات متتالية لكثري من جت ّمعات امل�سلمني �أ�سفرت‬ ‫عن تب ّني اململكة م�ساعدة اجلالية امل�سلمة يف الربازيل و بناء‬ ‫الكثري من امل�ساجد واملراكز الإ�سالمية ‪.‬‬

‫امل�سلمون الربازيليون اجلدد‬ ‫ي��زداد مع ّدل انت�شار الإ���س�لام يف ال�برازي��ل يوما بعد يوم‪،‬‬ ‫ويع ّد �أق�� ّل بكثري مقارنة ب���أوروب��ا و�أمريكا‪ ،‬وم��ر ّد ذلك �إىل‬ ‫ع ّدة �أ�سباب منها‪ :‬ق ّلة الكتب املرتجمة ل ّلغة الربتغالية وق ّلة‬ ‫الدعاة وخ�صو�صا الذين يجيدون التح ّدث باللغة الربتغالية‪،‬‬ ‫وافتقاد امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية ملنظومة من الربامج واخلطط‬ ‫املتكاملة التي تعنى ب�ش�ؤون امل�سلمني اجلدد ‪.‬‬

‫حت��ت��اج رع��اي��ة امل�سلمني اجل���دد �إىل امل��زي��د م��ن اخلطط‬ ‫والربامج والتعاون والتن�سيق بني امل�ؤ�سّ �سات املختلفة داخل‬ ‫ال�برازي��ل وخ��ارج��ه��ا‪ ،‬وي��ق��ع على املجل�س الأع��ل��ى للأئ ّمة‬ ‫وال�ش�ؤون الإ�سالمية يف الربازيل العبء الأكرب حيث يجب �أن‬ ‫موحدا لتدري�س الدين الإ�سالمي‬ ‫يعتمد املجل�س منهجا علميا ّ‬ ‫والتعريف به يعتمد على الو�سط ّية ومراعاة الواقع الربازيلي‪،‬‬ ‫وحتّى ال تكون ال�ساحة عر�ضة ملناهج منحرفة تكون �سببا يف‬ ‫نفور النا�س من الإ�سالم بدال من اعتماده منهجا حلياتهم‬ ‫و�سبيال ل�سعادتهم يف الدنيا والآخرة ‪.‬‬ ‫العقبات التي تواجه الدعوة يف الربازيل‬ ‫‪ -1‬عدم وجود خطط ا�سرتاتيجية لن�شر الدعوة الإ�سالمية‬ ‫يف الربازيل ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عدم التن�سيق بني امل�ؤ�سّ �سات املختلفة مبا يخدم م�صلحة‬ ‫الدعوة ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التناف�س حول �إ�صدار �شهادات الذبح احل�لال‪ ،‬حيث‬ ‫توجد م�ؤ�سّ �ستان ت�صدران تلك ال�شهادات هما ‪-‬اتحّ��اد‬ ‫امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل حيث بد�أ هذا العمل عام‬ ‫‪ 1979‬م‪ ،‬ومركز الدعوة الإ�سالمية ب�أمريكا الالتينية والذي‬ ‫بد�أ يف �إ�صدار �شهاداته عام ‪ 1989‬م‪ ،‬وبعد فرتة حت ّول هذا‬ ‫العمل �إىل مناف�سة �شديدة حملت معها �إثارة لل�شائعات وطعنا‬ ‫يف الأ�شخا�ص وامل�ؤ�سّ �سات‪ ،‬وتو ّرط يف هذا ال�صراع �أ�شخا�ص‬ ‫وم�ؤ�سّ �سات داخل الربازيل وخارجها‪ ،‬وكان لهذا ال�صراع‬ ‫ت�أثري على م�سرية العمل ال��دع��وي يف ال�برازي��ل‪ ،‬وازدادت‬ ‫الأمور �سوءا حينما بد�أت بع�ض امل�ؤ�سّ �سات اجلديدة الدخول‬ ‫يف حلبة هذا ال�صراع حتّى حتظى بن�صيب لها من �شهادات‬ ‫مما ع ّقد الأمور و�أو�صلها �إىل طرق م�سدودة يف كثري‬ ‫الذبح‪ّ ،‬‬ ‫من الأحيان ‪.‬‬ ‫معدل انتشار اإلسالم في‬ ‫رغم ازدياد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أقل بكثير مقارنة بأوروبا‬ ‫البرازيل إال أنه‬ ‫وأمريكا‪ ،‬بسبب قلة الكتب المترجمة ل ّلغة‬ ‫البرتغالية‪ ،‬وق ّلة الدعاة الذين يجيدونها ‪،‬‬ ‫المؤسسات اإلسالمية لمنظومة‬ ‫وافتقاد‬ ‫ّ‬ ‫من البرامج والخطط المتكاملة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬ت�س ّلط بع�ض امل�ؤ�سّ �سات �أو الأ�شخا�ص داخل الربازيل على‬ ‫ممن ‪-‬‬ ‫م�سار الدعوة الإ�سالمية ّ‬ ‫ي��ع��ت�برون �أنف�سهم �أو���ص��ي��اء عليها‪ ،‬وال يقبلون � ّأي هيئة‬ ‫�أو م�ؤ�سّ �سة جديدة تظهر على ال�ساحة‪ ،‬وم��ن ث ّ��م يكيلون‬ ‫االتّهامات لها‪� ،‬أو و�ضع العقبات يف طريقها وي�ش ّوهون �سمعتها‬ ‫داخليا وخارجيـ ــا ‪ ،‬وللأ�سف ال�شديد يجدون لهم �أعوانا يف‬ ‫بع�ض البلدان الإ�سالمية من �أ�صحاب النفوذ والقرار والذين‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪39‬‬


‫تقريــــر‬

‫ي�ص ّدقونهم يف ك ّل ما ي ّدعون دون نظر �أو متحي�ص‪ ،‬ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص �أو امل�ؤ�سّ �سات ال ت�ستطيع �أن ت�ستوعب امل�ؤ�سّ �سات‬ ‫اجلديدة التي بد�أت ت�شقّ طريقها على �ساحة العمل الدعوي‬ ‫يف الربازيل‪ ،‬وهي م�ؤ�سّ �سات واع��دة تنتهج �أ�ساليب حديثة‬ ‫يف عملها وتعتمد على النظام امل�ؤ�سّ �سي وال�شورى‪ ،‬وم�شاركة‬ ‫الأع�ضاء يف اتّخاذ القرار ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬قيام بع�ض م�ؤ�سّ �سات الدعم اخلارجي بدعم م�ؤ�سّ �سات‬ ‫�أو �أفراد عدميي اخلربة بالواقع الدعوي يف الربازيل‪ ،‬دون‬ ‫ا�ست�شارة لأهل اخلربة �أو �سفارات الدول الإ�سالمية املختلفة‪،‬‬ ‫مما ي�ؤ ّدي �إىل خداع هذه امل�ؤ�سّ �سات وذهاب �أموال املتربّ عني‬ ‫ّ‬ ‫�سدى �أو يف غري الطريق ال��ذي ر�صدت من �أجله ممّ��ا قد‬ ‫ي�ؤ ّدي �إىل م�ضاعفات م�ستقبلية ت�ضـ ـ ّر باجلاليــة امل�سلمة يف‬ ‫الربازيل ‪.‬‬ ‫الدعم اخلارجي للدعوة يف الربازيل‬ ‫بداية الدعم اخلارجي للم�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل‬ ‫تتم ّثل يف م�ساعدة م�صر يف‬ ‫بناء م�سجد الربازيل عام ‪ 1941‬م‪ّ ،‬ثم تو ّلت وزارة الأوقاف‬ ‫امل�صرية �إر�سال مبعوثني لها للعناية ب�أحوال امل�سلمني‪ ،‬وقد‬ ‫اتّ�سع هذا الدور لي�صل عدد مبعوثي وزارة الأوقاف امل�صرية‬ ‫�إىل ‪� 11‬شيخا ‪.‬‬ ‫وكان للمملكة العربية ال�سعودية الف�ضل يف �إن�شاء �أكرث من‬ ‫‪ 37‬م�سجدا مو ّزعة على جميع الواليات الربازيلية‪ ،‬وكانت‬ ‫امل�ساعدات ت�صل عن طريق ال�سفارة‪ ،‬ث ّ��م تق ّدم مبا�شرة‬ ‫للم�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية مع متابعة لعمل ّية البناء‪ ،‬وتقوم اململكة‬ ‫عن طريق رابطة العامل الإ�سالمي ووزارة ال�ش�ؤون الإ�سالمية‬ ‫بكفالة الكثري من الدعاة ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫المـؤسســات‬ ‫اإلسالمية في البرازيل‬ ‫تهتم امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل باملحافظة على‬ ‫ّ‬ ‫هو ّية اجلالية من خ�لال برامج خمتلفة ت�شمل �إقامة‬ ‫ال�شعائر الإ�سالمية‪ ،‬ون�شر الكتاب الإ�سالمي باللغة‬ ‫الربتغالية‪ ،‬و�إق��ام��ة املخ ّيمات وامل����ؤمت���رات‪ ،‬والعناية‬ ‫بامل�سلمني اجلدد‪.‬‬ ‫ويوجد يف ال�برازي��ل اليوم الكثري من امل�ؤ�سّ �سات التي‬ ‫�أقيمت للعناية ب�ش�ؤون امل�سلمني املختلفة‪� ،‬إ ّال �أ ّننا ميكن �أن‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫وقامت دولة الكويت عن طريق الهيئة اخلريية الإ�سالمية‬ ‫العاملية بدعم الكثري من امل�شاريع داخل الربازيل مع مركز‬ ‫الدعوة الإ�سالمية‪ ،‬وتب ّنت وزارة الأوق��اف الكويتية اعتماد‬ ‫الكثري من الدعاة و�صل عددهم ‪ 6‬من امل�شايخ‪ ،‬وق ّدمت بع�ض‬ ‫املربّ ات لدعم بع�ض امل�شاريع الدعوية ‪.‬‬ ‫وقد حظي مركز الدعوة الإ�سالمية ب�أمريكا الالتينية يف‬ ‫الربازيل منذ ت�أ�سي�سه عام ‪ 1987‬م‪ ،‬بالن�صيب الأكرب من‬ ‫الدعم اخلارجي من رجال �أعمال وم�ؤ�سّ �سات م ّكنته يف بع�ض‬ ‫الأوقات من كفالة ‪ 20‬داعية على نفقة املح�سن الكبري ال�شيخ‬ ‫�سليمان الراجحي‪ ،‬وكذلك �شمل الدعم اخلارجي للمركز‬ ‫طباعة الكتب وال�صحف و�إقامة املخ ّيمات وامل�ؤمترات �إ�ضافة‬ ‫�إىل �شراء بع�ض الأوقاف يف الربازيل ‪.‬‬ ‫ويعتمد اتحّ اد امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل يف نفقاته‬ ‫منذ ت�أ�سي�سه عام ‪ 1979‬م على ق�سم من عائدات �شهادات‬ ‫الذبح احلالل‪ ،‬وبد�أ منذ عامني يتل ّقى دعما خارجيا مل�شاريعه‬ ‫املو�سمية من م�ؤ�سّ �سات خريية بدولة الإمارات " ‪.‬‬ ‫ويح�صل مكتب الندوة العاملية لل�شباب الإ�سالمي يف الربازيل‬ ‫على دعم من الأمانة العا ّمة للندوة يف الريا�ض‪ ،‬وبد�أ املكتب‬ ‫بتجربة حميدة مت ّثلت يف �شراء بع�ض الأوق��اف من خالل‬ ‫التربّ عات املح ّلية من الربازيل والتي ي�ساهم مردودها يف‬ ‫دعم بع�ض �أن�شطته املختلفة ‪.‬‬ ‫ويتل ّقى املعهد الالتيني الأمريكي للدرا�سات الإ�سالمية دعما‬ ‫من بع�ض امل�ؤ�سّ �سات يف دولة الكويت‪ ،‬وتتل ّقى بع�ض امل�ؤ�سّ �سات‬ ‫اجلديدة �أو بع�ض الأفراد دعما من م�ؤ�سّ �سة عيد اخلري ّية يف‬ ‫دولة قطر ‪.‬‬ ‫جنمل �أه ّمها ذات الت�أثري على م�سار الدعوة الإ�سالمية يف‬ ‫الربازيل ‪:‬‬ ‫• اجلمع ّية اخلري ّية الإ�سالمية "�ساو باولو"‬ ‫• اجلمعية اخلري ّية الإ�سالمية "ريو دي جانريو "‬ ‫• اتحّ اد امل�ؤ�سّ �سات الإ�سالمية يف الربازيل‬ ‫• املركز الثقايف اخلريي الإ�سالمي " فوز دو �إيجوا�سو "‬ ‫• مركز الدعوة الإ�سالمية ب�أمريكا الالتينية‬ ‫• رابطة ال�شباب امل�سلم يف الربازيل‬ ‫• الندوة العاملية لل�شباب الإ�سالمي‬ ‫• املجل�س الأعلى للأئ ّمة وال�ش�ؤون الإ�سالمية يف الربازيل‬ ‫• االتحّ اد الوطني الإ�سالمي‬ ‫• املعهد الالتيني الأمريكي للدرا�سات الإ�سالمية‬


‫�سحر ف�ؤاد‬

‫ّ‬ ‫يتزوج يريد رباطا قو ّيا ورحلة سعيدة‬ ‫كل من‬ ‫ّ‬ ‫ولكن األمور ال‬ ‫وطويلة األمد مع شريك حياته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تسير دائما على هذا النحو أو من هذا القبيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن معظم‬ ‫وعندما‬ ‫يطل الطالق برأسه البغيض ّ‬ ‫مستعدين‬ ‫وخاصة النساء ال يكونون‬ ‫الناس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التطور‪ .‬وكثيرا ما تكون األمور المال ّية هي‬ ‫لذلك‬ ‫ّ‬ ‫السبب ‪،‬‬

‫‪� . 1‬أع ّدي نف�سك للتغيري‬ ‫يغي ر�أيه ب�ش�أن رغبته يف ا�ستمرار‬ ‫زوجك ميكن دائما �أن رّ‬ ‫تتغي حياتك يف‬ ‫زواجه بك‪ ،‬و�إذا حدث ذلك‪ ،‬ميكن �أن رّ‬ ‫حلظة‪ .‬يف كثري من الأحيان تعتقد الن�ساء الالئي يع�شن‬ ‫زيجات �سعيدة �أ ّنهنّ يفعلن ك ّل �شيء‪� ،‬أو على الأق ّل معظم‬ ‫الأ�شياء ب�صورة �صحيحة‪ .‬ولكنّ الطالق ميكن �أن يحدث ل ّأي‬ ‫�شخ�ص‪ ،‬ويف � ّأي وقت‪،‬ولذا يجب �أن تع ّدي نف�سك و تته ّيئي‬ ‫ملثل هذه اللحظة!!‬ ‫ّ‬ ‫ال تن ّغ�صي حياتك بتو ّقع الطالق وبتف�سري كل �سلوك من‬ ‫زوجك على �أ ّنه رغبة �أو مق ّدمة للطالق ‪،‬ولكن تي ّقني �أنّ‬ ‫الزواج والطالق ق�سمة وقدر‪ ،‬وبقدر ما حتافظني على بيتك‬ ‫وتوثقني عالقتك بزوجك حتمني ع�شّ ك ال�صغري ‪ ،‬لكن قد‬ ‫ت�أتي الرياح مبا ال ت�شتهني فكوين م�ستع ّدة ‪.‬‬

‫‪ . 4‬حافظي على ر�صيدك املايل يف حالة ج ّيدة‬ ‫احر�صي على �أن يكون ر�صيدك املايل يف البنك وغريه يف‬ ‫�أف�ضل حال‪ ،‬لأ ّنك �إذا وجدت نف�سك يف حالة طالق‪� ،‬سوف‬ ‫حتتاجني �إىل �أموال كثرية لتغطية م�صروفات كبرية طر�أت‬ ‫نتيجة للو�ضع اجلديد مثل ا�ستئجار �ش ّقة �أو �شراء منزل‬ ‫جديد �أو �س ّيارة‪.‬ف�إذا كنت ال متلكني الأموال التي ّمت توفريها‬ ‫يف �أعلى ر�صيد ممكن �أو يف �صورة دخل قادم‪ ،‬فربمّ ا تتح ّولني‬ ‫لالعتماد على بطاقات االئتمان اخلا�صّ ة بك لدفع نفقات‬ ‫املعي�شة‪ .‬ومن �ش�أن هذا �أن يلقي بك يف ه ّوة �سحيقة من‬ ‫الديون �إذا كنت غري قادرة على دفع الفواتري‪.‬‬

‫‪ . 2‬اعريف ك ّل الأمور املال ّية لأ�سرتك‬ ‫يقولون �إنّ الزوجة يف العادة وزير مال ّية ناجح ‪ ،‬ميكنها �أن‬ ‫حتتفظ ب�سج ّل نفقات وم ّدخرات الأ�سرة ‪� ،‬إذا كنت تفعلني‬ ‫ذلك ‪ ،‬فهذا �سوف ي�ساعدك على فهم ما يلزم للحفاظ على‬ ‫منزلك يف م�ستوى املعي�شة احلايل‪ .‬كمـا �أ ّنــه يك�سبـك خربة‬ ‫قد حتتاجينها يف �إدارة �ش�ؤونك املال ّيـة بعد الطــالق �إذا وقــع‬ ‫( وقاك اهلل منه )‬

‫‪ . 5‬احتفظي بح�سابك امل�صريف ال�شخ�صي‬ ‫قومي ب�إبقاء املال يف ح�سابك ال�شخ�صي با�سمك بحيث ال‬ ‫ي�ستطيع زوجك �أن مي�سّ ه‪ .‬زوجك على الأرجح يفعل هذا‬ ‫�أي�ضا‪� ،‬سواء �إذا كنت ت�ص ّدقني �أو ال ت�ص ّدقني‪� .‬إذا كنت‬ ‫يف حالة الطالق‪� ،‬سوف حتتاجني �إىل دفع تكاليف �أتعاب‬ ‫املحاماة من �أجل ح�صولك على حقوقك املال ّية الواجبة‬ ‫لأ�شياء مثل الأطفال والنفقة الزوج ّية‪.‬‬

‫وشــــائج‬

‫وشــــائج‬

‫قبل الطالق ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رتبي أمورك المالية‬

‫ولذا نعر�ض هنا عرب هذه ال�سطور ن�صائح مال ّية يجب على‬ ‫ك ّل امر�أة متز ّوجة �أن تعرفها �أو تعلمها‪ .‬هذه لي�ست دعوة‬ ‫لت�شجيع الطالق بل حماولة لتقليل �آثاره ال�سلب ّية على الن�ساء‬ ‫خ�صو�صا ‪.‬‬

‫‪ . 3‬ت�ص ّريف ب�سرعة‬ ‫�إذا ذكر زوجك يف � ّأي وقت كلمة االنف�صال �أو الطالق ‪،‬‬ ‫قومي بو�ضع ّ‬ ‫خطتك على الفور‪ .‬وربمّ ا يكون زوجك قد اتّخذ‬ ‫خطوات ّ‬ ‫ويخطط حلياته بعد االنف�صال‪ .‬اعملي على حماية‬ ‫نف�سك ب�صورة ج ّيدة يف الق�ض ّية‪ .‬ويف نف�س الوقت ابذيل ك ّل‬ ‫حماولة من �أجل �إنقاذ زواجك‪ ،‬ولكن ال يوجد �شيء خاطئ‬ ‫يف حماولة �إنقاذ نف�سك �أي�ضا‪.‬‬

‫‪ . 6‬النفقة حمدودة‬ ‫ال�شيء الوحيد امل�ؤ ّكد حول النفقة املال ّية التي �ستنالينها‬ ‫نتيجة للطالق هو �أ ّنها حمدودة للغاية‪ ،‬وهي تقدير ّية متنحها‬ ‫املحكمة وي�ستند الأمر �إىل ح ّد كبري على قدرتك على �إعالة‬ ‫نف�سك‪.‬‬ ‫الأمر امل�ؤ ّكد �أنّ هذه النفقة حت�صلني عليها لعدد حمدود من‬ ‫ال�سنوات‪ .‬ومن ّثم يجب �أن حتتفظي ب�سريتك الذات ّية ومهاراتك‬ ‫العمل ّية لأ ّنك �إذا مل تكوين تعملني خارج املنزل وقت الزواج‪،‬‬ ‫فربمّ ا يكون لزاما عليك على الأرجح القيام بذلك بعد الطالق‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪43‬‬


‫بقلم �أ‪.‬د‪ .‬نورالدين خمتار اخلادمي‬ ‫جرى في اآلونة األخيرة حديث طويل وكالم كثير‬ ‫في مسألة التجديد‪ ،‬وكان منها ما يتعلق‬ ‫بمسألة تجديد الدين‪ ،‬وتجديد الفقه‪ ،‬وتجديد‬ ‫الخطاب اإلسالمي‪ ،‬وتجديد االجتهاد وغير ذلك‪.‬‬ ‫فأين كل ذلك من حقيقة التجديد ؟‪.‬‬ ‫التجديد عبارة لغوية معروفة‪ ،‬اصطلح عليها‬ ‫أهل العلم والفكر في الدراسات اإلسالمية‬ ‫جد الشيء‬ ‫وغيرها‪ .‬وهي مأخوذة من فعل َّ‬ ‫يج ُّد بالكسر‪ ،‬فهو جديد‪ ،‬وهو خالف القديم‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫وأجده‪ ،‬إذا أحدثه‪ .‬والجد في األمر‪:‬‬ ‫وجدد فالن األمر‬ ‫َّ‬ ‫االجتهاد‪.‬‬ ‫والجديدان‪ :‬الليل والنهار‪ .‬وتجديد الثوب‪ :‬إرجاعه‬ ‫إلى أصله األول‪ ،‬وإزالة ما علق به من درن وتغ ّير‬ ‫ّ‬ ‫وتقطع‪ .‬وكذلك‪ ،‬تجديد السيارة أو البيت أو‬ ‫المجلس‪ ،‬فيراد بها كلها إعادتها كما كانت في‬ ‫أول أمرها من حيث السالمة والجمال وحسن‬ ‫الهيئة والمظهر واألداء والوظيفة‪.‬‬

‫قضــــايــــا‬

‫قضــــايــــا‬

‫بين التجديد والتأصيل‬

‫وعند علماء الإ�سالم‪ُ ،‬يطلق التجديد الفقهي وال�شرعي على‬ ‫االجتهاد يف الق�ضايا وامل�ستجدات‪ ،‬وتنزيل املنهج الإ�سالمي‬ ‫على واقع احلياة‪ ،‬و�إيجاد احللول والبدائل ال�شرعية له‪.‬‬ ‫هل يتج ّدد الإ�سالم ؟‬ ‫يف احلديث ال�شريف‪�" :‬إن اهلل يبعث لهذه الأمة على ر�أ�س‬ ‫كل مائة عام من يج ّدد لها دينها"‪ ،‬ويراد بالتجديد يف هذا‬ ‫احلديث تقدمي الدين الإ�سالمي كما �أنزله اهلل تعاىل على‬ ‫ر�سوله الأكرم �صلى اهلل عليه و�سلم‪� ،‬أيام نزوله‪ .‬وهذا يعني‬ ‫لزوم فهم الدين وتطبيقه كما تل ّقاه ر�سولنا عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم‪ ،‬وكما فهمه �أ�صحابه الكرام‪ ،‬دون زيادة �أو تنقي�ص‪،‬‬ ‫ومن غري ابتداع و اخرتاع‪� ،‬أو �سوء ت�أويل وحتايل وتبطيل‪.‬‬ ‫هل يتجدد الفقه الإ�سالمي ؟‬ ‫جتري عبارة التجديد –كذلك‪ -‬يف جمال الفقه الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ف ُيقال‪ :‬جتديد فقهنا �أو اجتهادنا‪ ،‬ونعني بهذا التجديد‪،‬‬ ‫�إرج��اع الفقه �إىل �أ�صول الإ�سالم ومنابعه ال�صحيحة التي‬ ‫ال زي��ادة فيها وال انتقا�ص‪ ،‬ونعني به كذلك‪� :‬إرج���اع فهم‬ ‫تلك الأ�صول وفقا لقواعد اللغة العربية التي نزل القر�آن‬ ‫مبقت�ضاها‪ ،‬ومبوجب جمموع قواعد اال�ستنباط والتف�سري‬ ‫والرتجيح‪ ،‬وقواعد مراعاة املنا�سبات واملقامات والأحوال‪.‬‬ ‫وال يت�صور �أي واحد من �أهل العلم واللغة والتاريخ والواقع‪،‬‬ ‫�أن املراد بتجديد الدين �إبطاله وا�ستبداله‪� ،‬أو التقليل منه‬ ‫وتنقي�ص بع�ض �أحكامه ومطلوباته‪ .‬كما ال يت�صور �أي واحد‬ ‫من ه�ؤالء �أن املراد بتجديد الفقه الإ�سالمي �سلخه من �أ�صوله‬ ‫ون�صو�صه‪ ،‬ونزع �أخالقه و�آدابه‪ ،‬وقلعه من جذوره وقواعده‪.‬‬ ‫�إن جتديد الفقه الإ�سالمي املعا�صر ينطبق عليه املعنى‬ ‫ال�صحيح لعبارة التجديد‪ ،‬ف�ُي�رُ اد بهذا الفقه ال��ذي ندعو‬ ‫�إىل جتديده‪� ،‬إرجاعه �إىل الأ�صل الأول والعهد الأول والطور‬ ‫الأول‪ ،‬وذلك من حيث ح�سنُ التلقي والفهم‪ ،‬وجودة النظر‬ ‫واالجتهاد‪ ،‬و�إتقان العمل والتطبيق‪ ،‬و�إدامة الفكر واملراجعة‬ ‫واملذاكرة والت�صحيح والتطوير والتفعيل‪.‬‬ ‫فقد ك��ان الرعيل الأول من �أ�صحاب النبي عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم على �أع��ل��ى درج���ات التفقه ال�شرعي امل�ستجيب‬ ‫لدالالت الن�صو�ص وتوجيهاتها ومقا�صدها‪ ،‬وكان ر�سول اهلل‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪ -‬على ر�أ�س ه�ؤالء‪ ،‬علما ونظرا و�أدبا‬‫وخلقا‪} ،‬وما ينطق عن الهوى �إن هو �إال وحي يوحى{‪.‬‬ ‫و�إننا ال نريد �أن يتهمنا �أحد من �أن الدعوة �إىل الرجوع �إىل‬ ‫الأ���ص��ل الأول وال��زم��ن الأول‪� ،‬إمن��ا هي �ضرب من �ضروب‬ ‫االرت��داد �إىل املا�ضي وجمافاة احلا�ضر وتنا�سي امل�ستقبل‪،‬‬ ‫و�إمنا نريد تقرير املنهج ال�صحيح الذي يو�صل �إىل نتائجه‬ ‫ومنافعه‪ ،‬كما �أو�صل ه�ؤالء الأوائل �إىل مراتب العل ّو يف اخلري‬ ‫والأجر والبناء والنماء‪.‬‬

‫وم��ن م�ستلزمات املنهج ال�صحيح االرت��ب��اط بالن�صو�ص‬ ‫وم��راع��اة ال��واق��ع وا�ست�شراف امل�ستقبل‪ ،‬وق��د �أق���ام ه���ؤالء‬ ‫الفقهاء تف ّقههم وتد ّينهم على هذا الأ�سا�س‪ ،‬ولذلك جنحوا‬ ‫و�أفادوا و�أ�سهموا يف البنيان احل�ضاري اخلا�ص والعام‪.‬‬ ‫و�أهم �شيء يف هذا ال�صدد اال�ستب�صار بهدي الوحي الكرمي‬ ‫ال�شامل والكامل واملعجز‪ ،‬وال��ذي يحوي يف ذات��ه وحقيقته‬ ‫عنا�صر جتدده وحيويته وتفعيله للواقع وت�أثريه يف الإ�صالح‬ ‫والإجناح والإبداع‪.‬‬ ‫ُيطلق التجديد الفقهي على االجتهاد في‬ ‫القضايا والمستجدات‪ ،‬وتنزيل المنهج‬ ‫اإلسالمي على واقع الحياة‪ ،‬وإيجاد الحلول‬ ‫والبدائل الشرعية له‪.‬‬

‫وال ن ّدعي �أن التجديد الفقهي �سيلغي حقائق الدين ومعاين‬ ‫ال�شرع و�أحكامه ومقا�صده‪ ،‬و�إمن��ا ينفي عن هذه احلقائق‬ ‫واملعاين ما لي�س منها‪ ،‬مما الت�صق بها ب�سبب اجلهل والكرب‬ ‫واحلقد والبغ�ض‪ .‬كما ال ن ّدعي �أن �إرج��اع الفقه �إىل �أ�صله‬ ‫�سي�ضيع م�صالح النا�س ّ‬ ‫ويعطل مواكبة الع�صر‪ ،‬و�إمنا نعني‬ ‫التجديد املحمود الذي يجمع بني الأ�صالة واملعا�صرة‪ ،‬ويجمع‬ ‫بني مراد اخلالق وم�صالح اخللق‪.‬‬ ‫ومم��ا ي�شتمل عليه التجديد‪ ،‬جتديد يف الآل��ي��ات والأدوات‬ ‫والأ�ساليب‪.‬ومن �ضروب ذلك‪:‬‬ ‫• جتديد بع�ض �أ�ساليب خطابنا الديني الإ�سالمي‪ ،‬كاعتماد‬ ‫الو�سائل التقنية املعا�صرة‪ ،‬ك�شبكة الأن�ترن��ت‪ ،‬وحمطات‬ ‫الف�ضاء والإذاع����ات والأ���ش��رط��ة‪ ،‬وك��الإف��ادة م��ن املعارف‬ ‫واحلقائق املتو�صل �إليها يف علوم الكون والنف�س واملجتمع‬ ‫والدولة‪.‬‬ ‫• جتديد بع�ض �أ�ساليب العمل الفقهي والإفتائي‪ ،‬وذلك‬ ‫باعتماد �أ�سلوب التعليم عن ُبعد‪ ،‬واعتماد و�سائل الإي�ضاح‬ ‫املعا�صرة‪ ،‬كاعتماد ال�شا�شة وال�سبورة والأل���وان والر�سوم‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪45‬‬


‫ال يتصور أحد من أهل العلم ‪ ،‬أن المراد‬ ‫بتجديد الدين إبطاله واستبداله‪ ،‬أو التقليل‬ ‫منه وتنقيص بعض أحكامه‪ .‬كما ال يتصور‬ ‫أي واحد من هؤالء أن المراد بتجديد الفقه‬ ‫اإلسالمي سلخه من أصوله ونصوصه‪ ،‬ونزع‬ ‫أخالقه وآدابه‪ ،‬وقلعه من جذوره وقواعده ‪.‬‬

‫• جتديد بع�ض العبارات‪ ،‬كتجديد عبارات القربة والدلو‬ ‫والركوة و الدابة واحلبل والروث بعبارات التلفاز والثالجة‬ ‫واحلا�سوب وال�سيارة والنفايات والبنزين‪ ،‬وغري ذلك مما‬ ‫يكون �أدعى للفهم و�أحمل على التكليف والأداء‪ ،‬مع الإبقاء‬ ‫على امل�صطلح القدمي يف جمال التخ�ص�ص الدقيق والدرا�سة‬ ‫التاريخية وغريها مما تتعني فائدته‪.‬‬ ‫• تي�سري تناول البحوث والعلوم الفقهية وت�سهيل �أ�ساليب‬ ‫بيانها وجتنب ما يعيق فهمها‪ ،‬ومن هذه املعوقات‪ :‬الأ�سلوب‬ ‫املعقد والعبارة الغام�ضة والتطويل املم ّل �أو الإيجاز املخ ّل‬ ‫ووج��ود التداخل وغياب املثال وانعدام الفائدة والوقوع يف‬ ‫احل�شو‪.‬‬ ‫• ربط العلوم ال�شرعية بع�ضها مع بع�ض‪ ،‬وذلك ب�ضرورة‬ ‫الإحاطة مبختلف العلوم ال�شرعية واملعارف الفقهية‪� ،‬أي‬ ‫يتعني على دار����س الفقه مثال �أن يحيط ببع�ض املعارف‬ ‫الإجمالية �أو العامة يف �أ���ص��ول الفقه وق��واع��ده ومقا�صده‬ ‫ومظا ّنه و�أدلته وتف�سريه‪ ،‬وبع�ض النماذج التاريخية‪ ،‬وغري‬ ‫ذلك مما يجعل العارف بالفقه عارفا متقنا مل�سائله ّ‬ ‫مطلعا‬ ‫على متعلقاته متب�صّ را بواقعه م�ست�شرفا لغاياته م�ؤ�صّ ال‬ ‫لفروعه‪ ،‬ولي�س مقت�صرا –فح�سب‪ -‬على معرفة الأحكام‬ ‫اجلاهزة والقوالب املنقولة واملحفوظات املط ّولة التي قد ال‬ ‫ت�سمن وال تغني من جوع‪.‬‬ ‫وال �شك �أن املعرفة الفقهية املتكاملة واملتنا�سقة �سيكون لها‬ ‫دورها الفاعل عندما تتحول �إىل خطاب ديني يبني للآخر‬ ‫م�ضمون الفقه تعليما �أو �إفتاء �أو ترجيحا �أو �إدخاال يف دائرة‬ ‫التعبد واالمتثال مبعرفة الأح��ك��ام و�أدائ��ه��ا وتطبيقها‪� ،‬أو‬ ‫�إ�سهاما يف الفعل احلياتي ويف بناء احل�ضارة والعمارة‪.‬‬ ‫وهذا كله ي���ؤ ّدي �إىل ح�سن نتائجه و�سالمة مقولة التجديد‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫قضــــايــــا‬

‫قضــــايــــا‬

‫والأ�شكال التي تعني على فهم املطلوب‪ ،‬واعتماد طريقة‬ ‫الأ�سئلة والأجوبة وغري ذلك‪.‬‬ ‫• ا�ستعمال الأمثلة املعا�صرة يف ط��رح امل��ع��ارف الفقهية‪،‬‬ ‫كطرح مثال �أجرة الفنادق يف اال�ستح�سان‪ ،‬ف�ضال عن مثال‬ ‫�أجرة ال�سقاء �أو �أجرة احلمام‪ ،‬وطرح مثال مراعاة الإ�شارات‬ ‫املرورية يف امل�صلحة املر�سلة‪ ،‬ف�ضال عن مثال خالفة �أبي‬ ‫بكر وجمع القر�آن يف عهده وغري ذلك من الأمثلة املنقولة يف‬ ‫اال�ست�صالح املر�سل‪.‬‬

‫من التحريف والتزييف‪.‬وهكذا يكون جتديد الدين �أو جتديد‬ ‫الفقه واالجتهاد واخلطاب‪ ،‬ولي�س ب�إنكار كل ذلك �أو التن ّكر‬ ‫َل ُه �أو �إحداث املنكر من القول والزور‪.‬‬ ‫الأ�سرة امل�سلمة وق�ضية التجديد‪:‬‬ ‫�إن الأ�سرة امل�سلمة مدع ّوة اليوم �إىل التعامل الإيجابي مع‬ ‫ق�ضايا التجديد‪ ،‬وذل��ك من حيث اعتماد ال�صحيح للدين‬ ‫ون�صو�صه و�أحكامه وتعاليمه‪ ،‬وفقا ملا كان عليه الأمر يف عهد‬ ‫النبوة وال�صحابة‪ ،‬ومن حيث اعتماد الأ�ساليب املعا�صرة يف‬ ‫الفهم والإفهام والبيان والتبليغ‪ ،‬كاعتماد الو�سائل التعليمية‬ ‫والبيانات الإي�ضاحية املتطورة‪ ،‬واعتماد احلوار واملناق�شة‬ ‫وامل�سابقة والتحفيز والت�شجيع يف حت�صيل املعلومة وتر�سيخ‬ ‫الفكرة وتر�شيد ال�سلوك‪ ،‬وهي مدع ّوة كذلك �إىل خماطبة‬ ‫النا�شئة وال�شبان (فتيانا وفتيات)‪ ،‬بلغة ع�صرية ال تتن ّكر‬ ‫تنبت عن جذورها و�أ�صولها‪،‬‬ ‫للما�ضي وال تعادي الرتاث وال ّ‬ ‫و�إمنا تر�سّ خ القدمي النافع واملا�ضي الفاخر يف �ضوء املعا�صرة‬ ‫الب ّناءة واحلكمة الرائدة التي تكون الأ�سرة احلكيمة �أوىل‬ ‫الفئات وامل�ؤ�س�سات بها‪ .‬ثم �إن هذه الأ�سرة الثابتة لها �أن‬ ‫تر ّد على التحريف والت�شوي�ش الواقعني على حقيقة التجديد‬ ‫امل�شروع‪ ،‬وعليها �أن تف ّند مزاعم �أدعياء التجديد احلق‪ ،‬الذين‬ ‫يح ّرفون الكلم عن موا�ضعه‪ ،‬والذين يرجفون يف املدينة ويف‬ ‫�أذهان �أهلها وم�ؤ�س�سات �أ�صحابها و�سكانها‪ .‬ولكن ذلك يكون‬ ‫باحلجة والربهان والتعليل احلق والتف�سري ال ّبني‪ ،‬وعليها‬

‫�أن حتت�سب �أجر التعبد بالفكر والنظر واالجتهاد والإقناع‪،‬‬ ‫فذلك ال يق ّل �أهمية عن التعبد بال ُقرب والنوافل‪ ،‬بل قد يزيد‬ ‫عليه‪� ،‬إذا كان م�ؤ ّديا �إىل زيادة امل�صالح وعموم النفع وتو�سيع‬ ‫دوائر ال�صالح والإر�شاد والت�صحيح‪ ،‬مع ما يقت�ضيه ذلك من‬ ‫قوة �إميان ومتام �إرادة وح�سن �إدارة‪ .‬واهلل املو ّفق‪.‬‬ ‫حاجتنا �إىل الت�أ�صيل‬ ‫ترد عبارة الت�أ�صيل يف الدرا�سات الإ�سالمية ويف االبحاث‬ ‫الفقهية كثريا‪ .‬وهي من العبارات التي تت�صل بالفقه ب�صورة‬ ‫وثيقة ودقيقة وعميقة‪ .‬ويراد بها –من حيث اجلملة‪� -‬إرجاع‬ ‫الفقه �إىل �أ�صوله و�أ�س�سه‪ ،‬ور ّده �إىل م�صادره املتمثلة يف‬ ‫الكتاب وال�س ّنة‪.‬‬ ‫وكذلك يعني الت�أ�صيل تن�سيب الفقه �إىل �أدلته و ُمدركاته‪،‬‬ ‫و�إىل ن�صو�صه اجلزئية والتف�صيلية‪� ،‬أي �أن هذا الت�أ�صيل‬ ‫يبحث عن مو�ضع الآية �أو احلديث �أو كليهما لي�شهدا للحكم‬ ‫الفقهي جتاه م�س�ألة ما �أو حادثة معينة‪.‬وعليه‪ ،‬فالت�أ�صيل‬ ‫ُيع َنى ببحث ما يكون �شاهدا للفقه يف م�سائله و�أحكامها‪،‬‬ ‫�سواء �أك��ان �شاهدا �إجماليا وعاما‪� ،‬أم كان �شاهدا جزئيا‬ ‫وتف�صيليا‪� ،‬أم كان يجمع االثنني‪ ،‬ويعتدَ بهما ‪,‬ويع ّول عليهما‬ ‫يف تقرير هذا الفقه وبيان �أحكامه هذه‪.‬‬ ‫ولقد جرت عادة الفقهاء وتواترت �أعمالهم على �إيراد الفقه‬ ‫مقرونا بدليله ون�صه‪� ،‬أو قاعدته الكلية ومق�صوده ال�شرعي‬ ‫امل��ع��ت�بر‪ ،‬وم�صحوبا ببع�ض التوجيه والتعليل والتف�سري‬ ‫ومعبا عن �أ�صله و�أ�سا�سه الذي ُيرجع �إليه ويتفرع‬ ‫والتحليل‪ ،‬رّ‬ ‫عنه‪ .‬ويتفاوت ه�ؤالء الفقهاء يف مقدار هذا الت�أ�صيل و�أ�سلوبه‬ ‫ومنهجه‪ ،‬وذل���ك ب��ت��ف��اوت م��دارك��ه��م وم�ستويات تكوينهم‬ ‫ومقت�ضيات املقام واختالف الأح��وال‪ ،‬وغري ذلك مما ُيعترب‬ ‫يف م�ستويات هذا الت�أ�صيل‪ .‬غري �أن القا�سم امل�شرتك بينهم‬ ‫جميعا‪ ،‬لزوم ت�أ�صيل الفقه و�ضرورة �إرجاعه �إىل �أ�صله املنقول‬ ‫يعب عن مراد ال�شارع ويدل على منافع‬ ‫و�أ�سا�سه ال�شرعي الذي رّ‬ ‫النا�س وير�شد �إىل اخلري وح�سن الأثر ودوام الأجر‪.‬‬ ‫وفقهنا املعا�صر اليوم يحتاج ب�شدة �إىل هذا الت�أ�صيل الذي‬ ‫يقرر �أ�صالته و�شرعيته‪ ،‬وي��دمي حتركه و�أث��ره‪ ،‬وينفي عنه‬ ‫ُ�ش ُب َه االن��ح��راف و ُت�� َه َ��م الإ���س��ف��اف‪ ،‬ويجعله على ال�صراط‬ ‫امل�ستقيم واملنهج القومي‪ ،‬مبوجب ارتباطه ب�أ�صله ونوطه بعلته‬ ‫ومق�صوده و�سائر معطياته ومكوناته‪.‬‬ ‫ومر ّد هذا الت�أ�صيل �أ�سباب مهمة‪ ،‬ف�ضال عن مراعاة مبد�آ‬ ‫االلتزام بتوجيه ال�شرع‪ ،‬والتقيد مب�ضمون خطابه وتوجيه‬ ‫هديه و�إر�شاده‪.‬‬ ‫ومن الأ�سباب الداعية �إىل لزوم الت�أ�صيل‪:‬‬ ‫�أوال‪ :‬حت�صني عمل الفقهاء من الوقوع يف الزلل واخللل اللذين‬ ‫ي�ؤ ّديان �إىل عدم االلتفات �إىل الأ�صل ال�شرعي احلاكم على‬

‫مو�ضوع التفقه واالجتهاد الذي يت�صدى له الفقيه املعا�صر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬متكني املتف ّقه من حت ُّمل االجتهاد والإفتاء الفقهي الذي‬ ‫ي�صري بتح ّمله وفعله واقعا يف دائرة التكليف‪ ،‬ومدركا مل�صالح‬ ‫فعله كليا �أو �أغلبيا‪ ،‬ومت�ش ّوفا �إىل حتقيق النجاة واجلنات‬ ‫مبوجب كل ذلك‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعويد النف�س وتدريب الذهن على مداومة الذكر والفكر‬ ‫والتد ّبر ملا ُي�ساق من �أدلة و�أ�صول وقواعد ُي�ستدل بها على‬ ‫الفروع و ُيتو�صّ ل بها �إىل تقرير �أحكامها ال�شرعية الفقهية‪.‬‬ ‫فالفقيه املعا�صر امل�ؤ�صل الجتهاده وفقهه‪� ،‬إمنا يكون يف بوتقة‬ ‫النطق بالدليل والتعريف بالأ�صل والتعميق للأثر املروي‬ ‫واملنقول‪ ،‬واحلر�ص على تقريره يف الأذهان والأعيان‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�سهم يف �صون هذه الأ�صول والن�صو�ص وحفظها يف ال�صدور‬ ‫وال�سطور‪ ،‬وتر�سيخها يف املدارك العقلية والطبائع الإن�سانية‬ ‫والأحوال الواقعية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬نفي النزاع ومنع اخل�صام ودرء كرثة الفنت الكالمية‬ ‫والعملية‪ ،‬وا�ستبعاد اللغو والتزايد يف الرتا�شق والتجاذب‪،‬‬ ‫ب�سبب غياب الن�ص ال��ذي يح�سم‪ ،‬والدليل ال��ذي يحكم‪،‬‬ ‫فالت�أ�صيل ي�ساعد كثريا يف تقليل اخلالف ومنع الإجحاف‬ ‫و�إدام��ة الإن�صاف‪� .‬أم��ا خالف الت�أ�صيل فقد ي��ورث العناد‬ ‫واملكابرة وي�ستوجب اجل��دال واملهاترة‪ ،‬ب�سبب ما يرد من‬ ‫ك�لام الب�شر وت�أويالتهم وحتليالتهم وقراءاتهم لق�ضايا‬ ‫الفقه وم�سائله و�أحكامه ومقا�صده‪.‬‬ ‫ما �أح��وج فقهنا املعا�صر اليوم �إىل ربطه ب�أ�صوله العامة‬ ‫واخلا�صة‪ ،‬وقواعده الكلية وم�صادره الأ�سا�سية‪ ،‬وما �أجمل‬ ‫عمل الفقهاء املعا�صرين وه��م ي�ب�رزون م�صادر فقههم‬ ‫وخ�صائ�صها ومعاملها وحما�سنها‪ ،‬وم��ا �أب��ل��غ اجتهادهم‬ ‫�إذا كان يحيط بامل�س�ألة من كل جوانبها وي�ستح�ضر كافة‬ ‫معطياتها ومالب�ساتها‪ ،‬وي�ستدعي خمتلف مدركاتها الن�صية‬ ‫والتعليلية واملقا�صدية‪ ،‬وما �أروع �أن ُيربط ذلك كله ب�سوق‬ ‫الأ�سرار واللطائف‪ ،‬ورمبا الرقائق واملواعظ التي يكون لها‬ ‫�أثرها الوا�ضح يف �أداء الفعل وحت�سّ ب العمل وتزكية النف�س‬ ‫وتنوير العقل وتر�شيد ال�سلوك‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫العالم ؟‬ ‫�صالح الدقلة‬

‫كبشر خلقوا من األرض ويعودون إليها ال‬ ‫حي أو م ّيت (سوى‬ ‫يمكننا أن نحكم على أحد ّ‬ ‫عيسى عليه السالم ) أنّه ليس على األرض‬ ‫ّ‬ ‫الحق في أن يقول إنّه يشغل ح ّيزا‬ ‫ولكل إنسان‬ ‫ّ‬ ‫من المساحة على سطح الكرة األرض ّية ‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫الشعور بالــــدور يتط ّلب إتقــــان مهـــــارة‬ ‫المبادرة‪ ،‬و تبنّي المواقف التـي تمنحـــك‬ ‫حضورا إيجابيًا في المشهد‪.‬‬

‫ال�شعور بالدور يتط ّلب �إتقان مهارة املبادرة و تب ّني املواقف‬ ‫التي متنحك ح�ضورك الإيجابي يف امل�شهد‪ ،‬فالتاريخ مليء‬ ‫ب��امل��واق��ف ‪،‬وع���دد ال��ذي��ن �شهدوا تلك امل��واق��ف م��ن النا�س‬ ‫باملاليني‪ ،‬واحد تقريبا يف ك ّل موقف مل ميت بعد هو من‬ ‫غيت مبادرته ‪ ،‬فبادر لتب ّني دور منا�سب يف ق�ض ّية ما‪.‬‬ ‫رّ‬ ‫وال يق ّل ا�ست�شعار الر�سالة �أه ّمية عن امل��ب��ادرة ‪ ،‬فحني‬ ‫جت ّدد الر�سالة يف ذهنك ف�إ ّنك توقظ فيها الطاقة الكامنة‬ ‫ال��ت��ي تن�شط لها ال���روح ب�شكل غ�ير ع���ادي ‪،‬ف���أك�ثر الذين‬ ‫قبلوا املغامرة كانت لهم ر�سالة ذات معنى تنب�ض باحلياة ‪.‬‬ ‫هناك فل�سفة مقبولة لدى ك ّل من يعمل بج ّد ‪،‬حتّى الل�صو�ص‬ ‫املحرتفون يحملون معاين حم ّفزة ملا يفعلونه ‪ .‬حني جتد‬ ‫ب�صحته‬ ‫�أ ّنك ال تن�شط لعمل ما رغم قدرتك عليه وقناعتك ّ‬ ‫فتل ّم�س الر�سالة املعنوية التي تكمن فيه وع�شها ومت ّثلها ّثم‬ ‫ابد�أ ولو للتجربة‪.‬‬ ‫ولن يكون لك دور حتّى تعرف تقدير ال��ذات كمهارة ولي�س‬ ‫كموق ــف‪� ،‬أي تعرف مكامن ق��درات��ك وح��دوده��ا و�سب ــل‬ ‫تنميتها ‪ ،‬ففهمنا لذواتنا من حيث القدرات وامل�شاعر وطبيعة‬ ‫ال�شخ�ص ّية يح ّدد لنا كيف ّية اختيار مواقعنا ‪ :‬موقعنا من اهلل‬ ‫موقع العبد من �س ّيده فعلينا �أ ّال نت�ص ّرف خارج هذا املوقع‬ ‫‪،‬وح�ين ي�شغلك اهلل بعمل وي�ستهلك ج�� ّل عمرك فيمكنك‬ ‫ا�ستنتاج موقعك عند خالقك حني تف ّكر يف م��اذا �شغلك ‪.‬‬ ‫ابحث ع ّما ي�ساعدك على جعل قدراتك وطبيعتك يف �أف�ضل‬

‫فعــــــالية‬

‫فعــــــالية‬

‫أين مكانك‬ ‫على خارطة‬

‫حني جند �أنا�سا تاهت �أ�سما�ؤهم بني الأ�سماء وذابت �أعمالهم‬ ‫بني الأعمال من الذين يعي�شون على الأر�ض ليمار�سوا دورتهم‬ ‫احليوية كمخلوق ولد وعا�ش ّثم مات مل ت�شعر احلياة يوما‬ ‫ب�أقدامهم حينما مي�شون ولو كانوا يد ّكون الأر�ض ومل ت�شاهد‬ ‫احلياة يوما �صورهم ولو كانت متاثيلهم تناطح ال�سحاب ومل‬ ‫ت�سمع احلياة �صوتهم ولو �صرخت بهم املنابر‪ .‬لقد حكمت‬ ‫عليهم احلياة بالفناء وهم �أحياء متجاهلة ك ّل دالئل احلياة‬ ‫البيولوجية التي ميتلكونها كمخلوقات تنمو وتتك ّيف وتتن ّف�س‬ ‫لأنّ معايري احلياة احلقيقية التي متلكها الروح وتعرتف بها‬ ‫العقول ويحتفظ ب�صورتها التاريخ مل يكن لهم فيها �سهم ‪.‬‬ ‫فحياة اللهو والعبث والفو�ضى وال�ضياع الفكري واللغوي‬ ‫والديني وال�سباق يف م�ضمار الفراغ املد ّمر والغفلة املطبقة‬ ‫‪ ..‬جميعها تعتربها احلياة �أرقاما تتزايد حتت املقام ولذلك‬ ‫ف�إنّ حياة كهذه تكون جمهولة املوقع على خارطة العامل‬ ‫الناجح فال فرق بني �صفر وكومة هائلة من الأ�صفار ‪.‬‬

‫�صور الأداء‪.‬‬ ‫أهم ركائز الن�ضج وتطبيق اجلودة‬ ‫�إنّ الوعي بال�سلوك �أحد � ّ‬ ‫يف التفكري العملي ‪ ،‬فلي�ست ك ّل ال�سلوكيات حم ّققة لأمنياتنا‬ ‫وقد يكون بع�ضها خارج نطاق الهدف‪ .‬و من ال يعيد تقييم‬ ‫�سلوكه يف �ضوء �أهدافه فعليه تق ّبل املفاج�أة حني يكت�شف �أنّ‬ ‫الهدف مات من �ش ّدة االنتظار‪ .‬ا�ستخرج من �أهدافك قائمة‬ ‫يف ال�سلوك املح ّقق لها وال�سلوك ال��ذي يعترب غري حم ّقق‬ ‫وراجع هذه القائمة با�ستمرار ّثم تخ ّل�ص من ك ّل �سلوك خارج‬ ‫نطاق الهدف‪.‬‬ ‫عندما تجد أنّك ال تنشط لعمل ما رغم‬ ‫ته‪،‬تلمس‬ ‫بصح‬ ‫قدرتك عليه وقناعتك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرسالة المعنو ّية التي تكمن فيه‪ ،‬وعشها‬ ‫ثم ابدأ ولو للتجربة‪.‬‬ ‫وتم ّثلها ّ‬

‫ويكمل الوعي بال�سلوك وتد ّبره قيادة الرغبات ‪ ،‬فمن مل يع‬ ‫بحركته لن يتنبّ�أ بنهايته ‪،‬ومن مل يقد رغباته قادته ‪،‬واملنافذ‬ ‫بني الرغبات لي�س لها خارطة حم ّددة فهي تنقل �أ�صحابها من‬ ‫يح�س به من ي�ست�سلم لرغباته‬ ‫رغبة �إىل �أخرى ‪ ،‬هذا ك ّل ما ّ‬ ‫�أ ّنه ينتقل لكن ال يدري �أين �سيكون غدا ‪ .‬ج ّرب �أن تفطم‬ ‫نف�سك من بع�ض رغباتك لتت�أهّ ل لقيادتها‪.‬‬ ‫ان�شـ ــر اخليـ ــر‬ ‫وال يتح ّدد مكانك فقط ب��دورك وجناحك يف حتقيق رق ّيك‬ ‫الذاتـ ــي وتطويـ ــر مهارات ــك ‪ ،‬ب��ل �أي�ضا مب��ق��دار نفعك‬ ‫للنـ ــا�س ‪ ،‬ون�شرك للخري بينهم ‪ ،‬فالبدر ببهائه وجماله‬ ‫وروعته و�سحره و�صورته التي ا�ستنطقت ال�شعراء و�سال بها‬ ‫مداد الأدب��اء ‪ ،‬ك ّل تلك املعاين اجلميلة يفقدها حني يغامر‬ ‫فيقف بني ال�شم�س وبني الأر�ض ليحول دون و�صول ال�ضوء ‪،‬‬ ‫حيث يتح ّول �إىل �سواد قامت خميف ومرعب‪ ،‬ويتنا�سى النا�س‬ ‫ك ّل معاين اجلمال فيه‪ ،‬وين�سون حتّى ا�سمه بل وي�صبح كابو�سا‬ ‫ثقيال يتباط�أ فيه �سري الزمن‪ ،‬ك ّل ذلك يخت�صره النا�س يف‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪49‬‬


‫فعــــــالية‬

‫عبارة (الك�سوف ) ‪ .‬كم ن�سيء �إىل �أنف�سنا ون�ش ّوه �صورنا حني‬ ‫نقف يف طرق ن�شر اخلري فت�سقط من �أعني النا�س ك ّل معاين‬ ‫االحرتام والتبجيل التي منحونا �إ ّياها ‪.‬‬ ‫ج ّرب أن تفطم نفسك من بعض رغباتك‬ ‫لتتأهل لقيادتها‪.‬‬ ‫ّ‬

‫فقد كثري من �أ�شراف قري�ش ك ّل مق ّومات االحرتام والكرامة‬ ‫حني وقفوا يف طريق ح ّرية الروح يف عبادة اهلل واتّباع نور‬ ‫رب اغفر‬ ‫الر�سالة‪ ،‬كما فقد معاين اجلمال ك ّل كرمي مل يقل ّ‬ ‫يل خطيئتي يوم الدين ‪ .‬لقد نال كلب �أ�صحاب الكهف من‬ ‫الذكر ب�صحبة ال�صاحلني وحملة النور ما مل ينله عجل بني‬ ‫�إ�سرائيل الذهبي ‪ .‬مهما كنت جميال وب ّراقا ف�إ ّنك تتح ّول‬ ‫�إىل �سواد قامت حني تقف يف طريق ال�ضوء‪.‬‬ ‫وي���زداد مكانك يف خريطة ال��ع��امل ب���روزا ك ّلما انت�صرت‬ ‫للحقيقة والعلم ‪ ،‬فالبحث مهارة متنح �صاحبها القدرة على‬ ‫فهم املعطيات و�إ�صدار الأحكام وك�شف الغمو�ض ‪ ،‬وك ّلما كان‬ ‫حب للبحث كان له �إملام �أكرث باحلقيقة‪ ،‬وحني‬ ‫لدى ال�شخ�ص ّ‬ ‫نقول �إنّ البحث مهارة فهذا يعني �أنّ له قواعد جتعل منه �أداة‬ ‫�إيجابية ذات نفع ‪،‬وبهذا يخرج ك ّل بحث غري �شريف املق�صد‬ ‫�أو غري �صحيح الأ�سلوب كالتج�سّ �س و�سوء ّ‬ ‫ال�شك لأنّ ذلك‬ ‫طريق غري �سليم للحقيقة ‪،‬وك ّل حقيقة ال تظهر �إ ّال بالتج�سّ �س‬ ‫و�سوء ّ‬ ‫ال�شك فهي حقيقة ال ت�ستحقّ الظهور وهي �سواد قامت‬ ‫يف نف�سها وال يت�ض ّرر �أحد بحجبها‪ ،‬بل �إنّ يف حجبها خري هو‬ ‫النور واخلري‪ ،‬وحني نح�سن طرح �أ�سئلة التث ّبت ومالحظات‬ ‫اال�ستي�ضاح نكون قد منحنا احلقيقة ح ّقها من االح�ترام‬ ‫ومنحتنا ما نحتاجه من الفهم وح�سن الت�ص ّور‪ .‬ولن ت�صل‬ ‫�إىل احلقيقة �إ ّال بالإن�صاف‪ ،‬و الإن�صاف ن�صفه اعرتاف‬ ‫ون�صفه عدالة يف �إتاحة الفر�ص ‪ ،‬وحني نتج ّرد من نزعات‬ ‫الهوى والتع�صّ ب ونتعامل مع الأفكار بحياد ّية بحيث ندع‬ ‫للحقيقة احل ّرية يف �أن تنطق دون ّ‬ ‫تدخل لع�سف عنق الدالئل‬ ‫و�سوء توجيه املعطيات �أو�ضع عوائق نف�سية وذهنية جلعل‬ ‫احلقيقة تخ�ضع لقانون قد �أع ّد م�سبقا من قبل �صاحب الهوى‬ ‫وحظوظ النف�س‪.‬‬ ‫استخرج من أهدافك قائمة للسلوك المحقّ ق‬ ‫ثم تخ ّلص‬ ‫لها ‪ ،‬وراجع هذه القائمة باستمرار ّ‬ ‫من ّ‬ ‫كل سلوك خارج نطاق الهدف‪.‬‬

‫لي�س ك ّل ما تراه حقيقة هو بالفعل كذلك ما مل يثبت �أمام‬ ‫البحث والتمحي�ص‪ .‬ورغم �أنّ وحدان ّية اهلل حقيقة ال حتتاج‬ ‫�إىل دليل‪� ،‬إ ّال �أنّ القر�آن ق ّدمها وفق طرح من�صف حيث قال‬ ‫الَ ْر ِ�ض ُق ِل اهلل‬ ‫ال�س َما َو ِات َو ْ أ‬ ‫اهلل تعاىل } ُق ْل َمن َي ْر ُز ُق ُكم ِّمنَ َّ‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫َو ِ�إ َّنا �أَ ْو ِ�إ َّيا ُك ْم َل َع َلى هُ دً ى �أَ ْو فيِ َ�ضلاَ ٍل ُّم ِب ٍني {�سب�أ‪.24‬‬ ‫تع ّلم كيف تتل ّقى املعلومات وكيف حتكم على معطيات بحثك‪،‬‬ ‫و�أعد النظر يف مواقفك فربمّ ا كنت واقفا يف طريق احلقيقة‬ ‫النبي‬ ‫و�أنت ال ت�شعر ‪ .‬تل ّم�س جوانب احلقّ فيما تراه باطال ف�إنّ ّ‬ ‫�ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم قال عن �إبلي�س رمز الباطل (�صدقك‬ ‫وهو الكذوب ) ‪ .‬ق ّدم احلقيقة كاملة ولو كانت ال تروق لهواك‬ ‫فالهوى حني تطيعه �سوف يجعل منك حجابا لنور احلقيقة‪.‬‬

‫‪Masajid‬‬ ‫‪International‬‬ ‫‪Organization‬‬ ‫‪Masajid‬‬ ‫‪International‬‬ ‫‪Organization‬‬

‫ما لم يكن التطبيق العملي هو الشاهد‬ ‫فإن خبراتنا التي نحملها‬ ‫على تع ّلمنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حق‬ ‫تظل مج ّرد أمانة لم نحصل بعد على ّ‬ ‫التص ّرف فيها‪.‬‬

‫والتع ّلم طريق للحقيقة ‪ ،‬ومن �أغبى النا�س من ي�شهد درو�س‬ ‫و�صحته‬ ‫احلياة ويدفع الر�سوم الالزمة لها (من عمره وجهده ّ‬ ‫و‪ ،‬و‪ّ )..‬ثم ال يتع ّلم �شيئا ‪ .‬التع ّلم هو املهارة التي بها نقر�أ‬ ‫درو�س احلياة ومواقف التعليم التي نعي�شها ‪،‬وك ّلما اكت�سبنا من‬ ‫�أدوات هذه املهارة �أكرث وامتلكنا قدرات التع ّلم كان ح�صولنا‬ ‫على العلم �أي�سر و�أثبت ‪ .‬فمهارات التفكري التي تتولىّ حفظ‬ ‫وقراءة معطيات الدر�س و�إتقان مهارات املعاجلات العقلية‬ ‫وح�سن �إدارة م�شاعر التع ّلم ك�� ّل تلك امل��ه��ارات ه��ي التي‬ ‫�سوف تبني لنا كيان العلم الذي يع ّد كنزا ثمينا حلياتنا ‪.‬‬ ‫وال قيمة لتع ّلم بال تطبيق ‪.‬التطبيق هو ال�صورة العمل ّية ملا‬ ‫تع ّلمنا وهو املر�سّ خ القوي للتع ّلم واختبار املعارف والقناعات‬ ‫واخلربات و�صقلها ‪ .‬العلم الذي ال ي�شتمل على تطبيق �أو ال‬ ‫يخدمه التطبيق يبقى كنباتات الطحالب التي ال جذور لها‬ ‫تزول ّ‬ ‫وجتف عند �أ ّول ه ّبة ريح ‪ .‬ما مل يكن التطبيق العملي‬ ‫هو ال�شاهد على تع ّلمنا ف�إن خرباتنا التي نحملها هي جم ّرد‬ ‫�أمانة مل نح�صل بعد على حقّ الت�ص ّرف فيها‪ .‬و�إذا اكتملت‬ ‫يعم النفع ‪،‬‬ ‫دائرة التع ّلم والتطبيق حان الدور على التعليم كي ّ‬ ‫وبهذا تدور دائرة العلم وت�ستم ّر ثمرته وخريه وتتيح للأجيال‬ ‫فر�صة موا�صلة امل�سرية ونكون قد فتحنا نافذة للنور ومل‬ ‫نحجب �ضوء احلقيقة واخلري والتط ّور عن �أحد ‪ .‬نقل اخلربة‬ ‫تنم عن ح�س العطاء وحم ّبة انت�شار النور‪َ .‬عنْ َع ْب ِد‬ ‫مهارة ّ‬ ‫هلل ْب ِن َع ْم ٍرو �أَنَّ الن ِب َّي َ�ص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َق َال َب ِّل ُغوا َعنيِّ‬ ‫ا ِ‬ ‫َو َل ْو �آ َية‪.‬‬ ‫اخلطوات العملية لتحقيق التع ّلم وتطبيقه وتعليمه هي �أن‬ ‫حت ّدد يف ك ّل جتربة ماذا تع ّلمت والتزم مبا تع ّلمته و�أن تقف‬ ‫على درو�س جاهزة من جتارب الآخرين ال داعي لتكرارها‬ ‫فقط خ��ذ النتيجة ‪ .‬و�أن تكون معتربا و�أ ّال تكون ع�برة ‪،‬‬ ‫وتكت�شف ل��وازم املعرفة التي لديك وتن ّفذها ‪،‬و�أخ�يرا تع ّلم‬ ‫كيف تنقل اخلربة لت�صبح متع ّدية النفع وق ّوم مهارات التعليم‬ ‫لديك فهي الكفيلة ببقاء وانت�شار العلم‪.‬‬

‫‪٠١١٤٤٤٤٤٧٠‬‬ ‫‪٠١١٤٤٤٤٤٧٠‬‬ ‫‪٠٥٥٠١٧٧٧٧٦‬‬ ‫‪٠٥٥٠١٧٧٧٧٦‬‬ ‫‪٠١١٤٤٤٤٤٢٠‬‬ ‫‪٠١١٤٤٤٤٤٢٠‬‬ ‫‪ôìŔŌĿí ĪœčîĘŃ Őŀī ıĎĜœ ĎŔĤĴøĿí ôńŔķ ņī ĉíď îŃ‬‬ ‫‪ôìŔŌĿí ĪœčîĘŃ Őŀī ıĎĜœ ĎŔĤĴøĿí ôńŔķ ņī ĉíď îŃ‬‬

‫‪email:‬‬ ‫‪info@masajid.org.sa‬‬ ‫‪email:‬‬ ‫‪info@masajid.org.sa‬‬

‫••‪www.masajid‬‬ ‫‪org.sa‬‬ ‫••‪www.masajid‬‬ ‫‪org.sa‬‬


‫مهمة جليلة تتم ّثل‬ ‫مهمة كاتب األطفال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مشوق‬ ‫بأسلوب‬ ‫وتثقيفه‬ ‫الطفل‬ ‫توعية‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫جدًا ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫شاعر األطفال األديب ّ‬ ‫محمد جمال عمرو‬

‫تقديم التـراث لألطفال‬

‫ضـرورة ال غنى عنها‬ ‫حوار ‪ :‬حم ّمد �شالل احلناحنة‬ ‫محمد جمال عمرو واحدًا من أبرز شعراء‬ ‫ّ‬ ‫وكتّاب أدب األطفال في العالم العربي ‪ ،‬فقد‬ ‫الموجه إلى الطفل وتتابع حتّى‬ ‫تنوع إنتاجه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بلغ أكثر من ثمانين عم ً‬ ‫ال في حقوق الشعر‬ ‫والقصة والمسرح ّية‪ ،‬وأفالم الرسوم المتح ّركة‬ ‫ّ‬ ‫وبرامج الحاسوب ‪ ،‬والمسلســالت التلفزيون ّيـة‬ ‫وأشرطة الكاسيــت‪ ...،‬وهــو عضــو اتّحاد‬ ‫الكتّاب العــرب ‪،‬وقد حاز على أكثر من جائزة‬ ‫أدب ّية منها جائزة هـزاع بن زايد لشعــر الطفـل‬ ‫العربــي فــي(أبو ظبي )عن مجموعته الشعر ّية‬ ‫نسيمات الطفولة ‪ ،‬وآخرها جائزة الملك عبد اهلل‬ ‫الثاني لإلبداع ‪ ،‬وقد عمل رئيسًا ومديرًا لتحرير‬ ‫عدة مج ّ‬ ‫الت عرب ّية لألطفال ‪ ،‬وفي عمان كان لنا‬ ‫ّ‬ ‫معه هذا الحوار ‪..‬‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫هل لك �أن تقدّم نف�سك للق ّراء ؟‬ ‫ب��ك�� ّل �سـ ــرور‪ ،‬ا�سمي حم��مّ��د ج��م��ال ع��م��رو‪ ،‬ك��ات��ب و�شاعر‬ ‫للأطفـ ــال ‪ ،‬ولدت يف عمان �سنة ‪ 1959‬ميالد ّية ‪ ،‬ومنها ن�ش�أت‬ ‫ودر�ست الهند�سة املعمار ّية رغم �أنّ ميويل �إىل �أدب الأطفال‬ ‫وثقافتهم‪.‬‬ ‫ما الذي دفع بك �إىل جمال �أدب الأطفال ؟ وكيف كانت البداية ؟‬ ‫يف املرحلتني الإعدادية والثانوية كنت م�شارك ًا نا�شط ًا يف جمال‬ ‫امل�سرح املدر�سي ‪� ،‬أكتب الأ�شعار املرافقة للم�سرحيات ‪ ،‬و�أعمل‬ ‫يف التمثيل والديكور والإ���ض��اءة ‪ ،‬ومن هنا كان تع ّلقي ب�أدب‬ ‫وثقافة الطفل ‪.‬‬ ‫كيف ترى مه ّمة كاتب و�أديب الأطفال ؟‬ ‫تقع على عاتق كاتب الأطفال مه ّمة جليلة تتم ّثل يف توعية الطفل‬ ‫وتثقيفه و�إمتاعه ب�أ�سلوب م�ش ّوق ج�� ّذاب بعيد ًا عن الوعظ‬ ‫املبا�شر الذي ينفر الطفل منه ‪ ،‬وعلى كاتب �أدب الأطفال �أن‬

‫ت��ق��دّم �شا�شات التلفاز ك��مّ�� ًا ه��ائ ً‬ ‫�لا م��ن الأف��ل�ام الكرتون ّية‬ ‫وامل�سل�سالت ‪ ،‬هل ترى �أ ّنها تنا�سب قيمنا وع��ادات جمتمعنا‬ ‫وتقاليده ؟‬ ‫ما يقدّم على �شا�شات التلفاز من م�سل�سالت و�أفالم كرتون ّية‬ ‫هي �أعمال منتجة للمجتمع الغربي وهي تنا�سب قيم جمتمعاتهم‬ ‫وتقاليدهم ‪ ،‬وهم يحر�صون على تقدميها لأبنائهم ‪ ،‬وحتّى منلأ‬ ‫وقت البثّ على �شا�شات التلفاز نحن �أمام حاالت ثالث ‪ :‬الأوىل‬ ‫�أن ن�أخذ هذه الأعمال ب�س ّمها ود�سمها ونرتجمها و ندبلجها‬ ‫بلغتنا العرب ّية لتقدّم لأطفالنا وه��ذه خطيئة ‪ ،‬والثانية ‪� :‬أن‬ ‫نت�ص ّرف يف ترجمتها ونعمل على تنقيتها من ك ّل ما يتعار�ض‬ ‫مع قيمنا و�أخالقنا حتّى تكون �صاحلة لتقدميه ــا لأطفالنا ‪،‬‬ ‫والثالثة ‪ :‬وهي الأ ْوىل‪ ،‬و�أعدّها �ضرورة �شرع ّية يتحتّم علينا‬ ‫ال�سعي �إىل حتقيقها وهي �إنتاج �أعمال كرتون ّية خا�صّ ة ب�أ ّمتنا‬ ‫تربز تاريخنا وح�ضارتنا وقيمنا و�أخالقنا ‪ ،‬ون�سعى �إىل ب ّثها‬ ‫ّ‬ ‫للمحطات الغرب ّية تعميم ًا‬ ‫عرب �شا�شاتنا كما ن�سعى �إىل ت�سويقها‬ ‫لر�سالتنا وحتقيق ًا للفوائد املرج ّوة منها ‪.‬‬ ‫ي�شهد عاملنا اليوم ثورة معلومات واتّ�صاالت وتكنولوجيا ‪ ،‬ويرى‬ ‫بع�ض املهت ّمني يف ذلك خطر ًا كبريا على مكانة الكتاب لدى‬ ‫الطفل حتديد ًا بوجود احلا�سوب والإنرتنت ومعطياتها ‪ ،‬فما‬ ‫ر�أيك ؟‬ ‫ً‬ ‫كـان الكتاب و�سيطـا وم��ازال فاع ًال فـي نقل الثقـافـة والأدب‬ ‫للطفل‪ ،‬وه��و رفيقه فـي كـ ّل زم��ان ومكـ ــان‪ ،‬يحمل ــه حي ــث‬ ‫يذه ــب‪ ،‬وي�ستدعيه حني ي�شاء ‪ ،‬وي��ع��اود مطالعته م�� ّرة تلو‬ ‫�أخ��رى‪،‬وه��و �أ�سا�س معظـ ــم الو�سائط الأخ���رى من برامج‬ ‫و�أع��ـ��م��ال ‪ ،‬و�أن���ا ال �أرى م�ب�رّ ر ًا للقلق �إزاء ظهور احلا�سوب‬ ‫‪،‬مما قد ي�ش ّكل و�سيط ًا‬ ‫والإنرتنت مبا فيهما من علم ومتعة ّ‬ ‫جديد ًا لن�شر الكتاب ذاته �إن نحن �أح�س ّنا توظيف احلا�سوب‬ ‫للتعريف بكتب الأطفال ون�شرها �إلكرتوني ًا �أو حتويلها �إىل موا ّد‬ ‫تفاعل ّية تتيح الفر�صة للطفل �أن ي�ستعر�ض الكتاب وي�س�أله‬ ‫مما يتيحه‬ ‫فيجيبه الكتاب ويت�سابق معه ويعطيه جائزة الفوز ‪ّ ،‬‬ ‫احلا�سوب ‪.‬‬ ‫وبرامج اللغة التي حت�� ّرك ال�صور ال�ساكنة ‪ ،‬وجتعل الكلمة‬

‫إبـــــداع‬

‫إبـــــداع‬

‫ي�سعى �إىل جذب الطفل �إىل �إبداعاته بك ّل ما ميلك من و�سائل‬ ‫يتوجب على كاتب‬ ‫على �صعيدي ال�شكل وامل�ضمون ‪ .‬كذلك ّ‬ ‫�أدب الأطفال �أن ين ّمي اعتزاز الطفل بذاته وانتماءه �إىل �أ ّمته‬ ‫ووعيه بتاريخه و�أجماده ‪ ،‬و�أن ُيح�صّ نه �ض ّد رياح التغريب التي‬ ‫ه ّبت عليه بك ّل �ألوانها و�أ�شكالها ‪ ،‬و�أن يو ّلد لديه القناعة ب�أنّ‬ ‫امل�ستقبل له و�أنّ الغد امل�شرق �سي�شهد عودة جمده وح�ضارته ‪.‬‬

‫ال�ص ّماء ن�شيد ًا �أو �أن�شودة ‪� ,‬أو حتيلها على �صورة بلم�سة‬ ‫خفيفة من �إ�صبع طفل مندمج مع ق�صّ ة يف الكتاب ‪،‬و�إذا �س ّلمنا‬ ‫ج��د ًال ب���أنّ احلا�سوب بديل الكتاب ‪،‬فقد �ألغينا الإذاع��ة حني‬ ‫ظهر التلفاز ‪،‬و�ألغينا ال�سينما حيــن ظهرت �أ�شرط ــة الفيديو‬ ‫الـمنزيل ‪،‬وه��ك��ذا فاحلا�سوب والإن�ترن��ت ع��امل جديد علينا‬ ‫توظيفه لتعزيز كيان الكتاب يف حياة الطفل ‪.‬‬ ‫عملت حم��ـ��ـ��ـ�� ّرر ًا ورئي ــ�س حتريـ ــر ع���دّة جم�ل�اّ ت ودوري���ات‬ ‫للأطفــال ‪،‬ويقال �أنّ جم ّالت الأطفال مازالت تراوح مكانها يف‬ ‫عاملنا العربي ‪ ،‬ما ر�أيك يف هذا القول ؟‬ ‫�أ�شعر بالأ�سى و�أن��ا �أتابع م�سرية �صحافة الطفل العربي منذ‬ ‫بدايتها يف القرن التا�سع ع�شر حني �أ�صدر رفاعــه الطهط ــاوي‬ ‫( رو�ضة املعارف ) وم���رور ًا ب�صحف الأط��ف��ال التي �صدرت‬ ‫وتو ّقف معظمها رّ‬ ‫وتعثت ‪ ،‬وقد �أ�صدرت جامعة الدول العربية‬ ‫واملجل�س العربي للطفولة والتنمية مو�سوعة جم ّالت الأطفال يف‬ ‫العامل العربي من �إعداد كاتب �أدب الأطفال الأ�ستاذ حممود‬ ‫قا�سم الذي �أورد يف مو�سوعته هذه ما يزيد على مائة و�سبعني‬ ‫جم ّلة – للأطفال يف الوطن العربي منها ما تو ّقف عن ال�صدور‬ ‫ومنها مازال ي�صدر حتّى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫يقول �صديقنا الأ�ستاذ عبد ال��ت�� ّواب يو�سف كاتب الأطفال‬ ‫العربي يف بحث له بعنوان �صحافة الأطفال ‪(( :‬ونظرة �إىل‬ ‫�صحافة الأطفال على م�ستوى الوطن العربي تك�شف لنا �أنّ‬ ‫�صح التعبري ‪� .‬إ ّنها ك ّماً‬ ‫الطفل يف ( جماعة) �صحف ّية ‪ ،‬و�إن ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكيف ًا ال ت�شيع يف نفو�سنا الر�ضا‪،‬ول�سنا نتحامل عليها لأنها‬ ‫�صحافتنا ‪�،‬شئنا �أم �أبينا ‪،‬وهي واحدة من الو�سائل التي نعتمد‬ ‫عليها يف تثقيف �أبنائنا ‪،‬وبالتايل جند �أ ّنها قا�صرة ومق�صـ ـّرة‬ ‫فـ ــي �أداء ر�سالتها ))‪.‬‬ ‫ننمي اعتزاز الطفل بذاته‬ ‫أتساءل متى‬ ‫ّ‬ ‫أمته وتاريخه وأمجاده ؟!‬ ‫وانتماءه إلى ّ‬

‫و�أنا �أزيد على ما �سبق �أنّ �صحافة الطفل العرب ّية مازالت حتبو‬ ‫�إذا ما قورنت مبثيالتها يف الغرب ‪،‬ولنت�ص ّور مث ًال �أنّ دار ن�شر‬ ‫غرب ّية واحدة ت�صدر �سبع جم ّالت للأطفال يف الأ�سبوع ‪�،‬أي‬ ‫مبعدّل جم ّلة يومي ًا ‪ ،‬وهي دار ن�شر خا�صّ ة ولي�ست مدعومة‬ ‫‪،‬وهذا ّ‬ ‫يدل على �أنّ �أدب الأطفال عا ّمة و�صحافة الطفل خا�صّ ة‬ ‫ميكن �أن تتو ّفر لها مق ّومات النجاح واال�ستمرار �أن حت ّقق الأرباح‬ ‫�إذا كان التخطيط لها �سليم ًا ‪،‬وكانت هناك قناعة لدى �أولياء‬ ‫الأم��ور واملر ّبني ب�أه ّمية ثقافة الطفل و�صحافته‪ ،‬ون�سعد حني‬ ‫نرى الأب يحر�ص على الغذاء العقلي لطفله كما يحر�ص على‬ ‫الغذاء اجل�سدي له‪ ،‬كما ن�سعد حني نرى امل�ؤ�سّ �سات الرتبو ّية‬ ‫والتعليم ّية تدعم �صحافة الطفل ب�شراء ن�سخ من املج ّالت‬ ‫وعمل اال�شرتاكات ال�سنوية فيها وت�شجيع الطلبة على مطالعة‬ ‫املج ّالت والتفاعل معها ‪ ،‬كما ن�سعد كثري ًا عندما نرى الطلبة‬ ‫اجلامعيني يقبلون على درا�سة �أدب و�صحافة الطفل ‪ ،‬ونرى‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪53‬‬


‫خاصة‬ ‫علينا إنتاج أعمال «كرتون ّية» ألطفالنا‬ ‫ّ‬ ‫بأمتنا تبرز حضارتنا وقيمنا وأخالقنا !‬ ‫ّ‬

‫املدخل �إىل �أدب الأطفال ‪ ،‬كتاب من م�ؤ ّلفاتك ‪ ،‬ما الدافع وراء‬ ‫�إ�صداره ‪،‬وكيف ترى �أه ّميته ؟‬ ‫املدخل �إىل �أدب الأطفال كتاب �أع ّد وفق ّ‬ ‫خطة وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم العايل لتدري�س مادّة �أدب الأطفال يف الك ّليات التابعة‬ ‫لها ‪ ،‬وقد حر�صت فيه على حتبيب الطلبة الدار�سني ملادّة �أدب‬ ‫الأطفال بهذا اللون من الأدب ‪،‬وهدفت �إىل �أن يكون معين ًا‬ ‫لهم يف فهم ماهية هذا الأدب و�صنوفه وتاريخه وك ّل ما يتّ�صل‬ ‫مما تتط ّلبه درا�سة م��ادّة �أدب الأطفال ‪ ،‬وقد القى قبو ًال‬ ‫به ّ‬ ‫وا�ستح�سان ًا من قبل املد ّر�سني والدار�سني لهذه املادّة ‪ ،‬وهو �إىل‬ ‫جانب ذلك مرجع مفيد للعاملني يف جمال �أدب الأطفال مبا‬ ‫يحويه من مادّة تع ّرف مبراحل الطفولة وخ�صائ�ص ومتط ّلبات‬ ‫ك ّل مرحلة ‪ ،‬وكذلك �ألوان الأدب والو�سائط امل�ستخدمة لإي�صاله‬ ‫للطفل ‪ ،‬ونبذة عن �أدب الأطفال عامل ّي ًا وعرب ّي ًا ‪،‬وما �إىل ذلك‬ ‫من معلومات ‪.‬‬ ‫هل ت�ؤ ّيد تقدمي الرتاث للأطفال ؟ وهل لك �أعمال يف هذا املجال ؟‬ ‫ج‪� -9‬أعتقد �أنّ تقدمي الرتاث للأطفال �ضرورة الغنى للأديب‬ ‫عنها ‪ ،‬فالرتاث و�سيلة لتنمية اعتزاز الطفل ب�أ ّمته و�أجماده‬ ‫وح�ضارته ‪ ،‬لكن على الكاتب �أن ي�أخذ من الرتاث بوعي وحذر‬ ‫‪،‬و�أن يعمل على تب�سيطه وجتميله حتّى يقبل الطفل عليه ‪ ،‬وال‬ ‫ب�أ�س من امل��زاوج��ة بني معطيات الع�صر والتكنولوجيا وبني‬ ‫ينابيع الرتاث وموارده ‪ ،‬وهذا يعتمد على �إبداع الكاتب ومدى‬ ‫�إتقانه لأدوات الكتابة ‪.‬‬ ‫يل جتارب ناجحة يف جمال تقدمي الرتاث للأطفال ‪� ،‬أه ّمها‬ ‫�سل�سلة حكايات �صفراء للفتيان التي �صدرت عن م�ؤ�سّ �سة‬ ‫امل�ؤمتن يف الريا�ض ‪ ،‬وهي �سبع ق�ص�ص من بطون كتب الرتاث‬ ‫العربي �صغتها ب�أ�سلوب م�ش ّوق ‪ ،‬وازدان��ت بر�سومات جملية ‪،‬‬ ‫ولقيت قبو ًال ط ّيب ًا من الق ّراء واملهت ّمني ‪ ،‬و�أذكر �أ ّنني �أهديت‬ ‫�إحداها ( الكلب اجلوري واجلندي الذكي ) لأ�ستاذنا الع ّالمة‬ ‫نا�صر الدين الأ�سد ‪ ،‬فهاتفني �شاكر ًا مه ّنئ ًا وم���ؤكّ��د ًا على‬ ‫�ضرورة تقدمي الرتاث لأطفالنا ‪.‬‬ ‫لك جتربة يف جمال الكرتون و�أف�لام الر�سوم املتح ّركة ‪ ،‬هل‬ ‫ميكن �أن حتدّثنا عنها ؟‬ ‫�أكرمني اهلل ع ّز وج ّل ب�أن �أ�شارك يف باكورة الإنتاج العربي‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫أشعر باألسى وأنا أتابع مسيرة صحافة‬ ‫الطفل العربي التي مازالت تحبو !‬

‫حدّثتنا عن �صحافة الطفل ب�شكل عام ‪ ،‬فماذا عن جتربتك‬ ‫ال�شخ�صية يف �صحافة الطفل ؟‬ ‫جتربتي يف �صحافة الطفل ترجع �إىل �أوائل الثمانينات ‪ ،‬حني‬ ‫�أ�صدرنا جم ّلة �أروى للأطفال من عام ‪1983‬م حتّى عام ‪1987‬م‬ ‫وقد �صدر ترخي�صها من فرن�سا ّثم جم ّلة فرا�س التي �صدرت‬ ‫عن م�ؤ�سّ �سة �أالء يف لندن من عام ‪1991‬م حتّى عام ‪1996‬م‪،‬‬ ‫ّثم جم ّلة فر�سان التي �صدرت عن م�ؤ�سّ �سة النداء يف �أبو ظبي ‪،‬‬ ‫عالوة على م�شاركتي يف الكتابة لعدّة جم ّالت ‪.‬‬ ‫لدي أكثر من ثمانين عم ً‬ ‫ال للطفولة في‬ ‫ّ‬ ‫والقصة ‪ ،‬والمسرح ّية وأفالم‬ ‫الشعر‬ ‫حقول‬ ‫ّ‬ ‫الرسوم المتح ّركة ‪ ،‬وبرامج الحاسوب‬ ‫والمسلسالت المتلفزة واألشرطة ‪.‬‬

‫�أطفال عربية ‪ ،‬وكتاباتي ملالحق الأطفال يف �صحف حم ّلية‬ ‫وعربية ‪ ،‬و�أخ�يرا ف�أنا مدير حترير جم ّلة براعم عمان التي‬ ‫ت�صدر عن �أمانة عمان الكربى ‪،‬وق��د �شاركت يف ن��دوة حول‬ ‫�إ�صدار جم ّلة للأطفال على م�ستوى الوطن العربي عام ‪1978‬م‬ ‫يف القاهرة ‪ ،‬و ّمت تر�شيحي نائب ًا لرئي�س حترير هذه املج ّلة التي‬ ‫مل تر النور ب�سبب �أحداث اخلليج والعراق ‪.‬‬

‫إبـــــداع‬

‫إبـــــداع‬

‫يتوجهون بكتاباتهم له ‪ ،‬كما نرى الر�سّ امني يبدعون‬ ‫الكتّاب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر�سوماتهم اجلميلة ملجلة الطفل العربي ‪ ،‬ون��رى ال�شركات‬ ‫وامل�ؤ�سّ �سات املعن ّية بالطفل تعلن عن منتجاتها يف جم ّالت‬ ‫مما ي�ش ّكل رافد ًا مادّي ًا داعم ًا للمج ّلة ‪ ،‬حينها يحقّ‬ ‫الأطفال ‪ّ ،‬‬ ‫لنا االطمئنان على م�ستقبل �صحافة الطفل العربي ‪،‬وما ذلك‬ ‫بعزيز‪.‬‬

‫لأف�ل�ام ال��ر���س��وم املتح ّركة ‪� ،‬إذ ك��ان��ت الأف�ل�ام ت�شرتى من‬ ‫املهرجانات وامل�ؤ�سّ �سات الأجنب ّية وي�صار �إىل عمل "الدوبالج"‬ ‫لها وتعريبها وعر�ضها ‪� ،‬أمّ��ا الأعمال التي �شاركت فيها من‬ ‫خالل م�ؤ�سّ �سة �أالء للإنتاج الف ّني ‪،‬فقد كانت �أ�صيلة �شاركت‬ ‫يف ت�أليفها وو�ضعت الأ�شعـار لهــا و�أ�شرفــت على تنفيذهــا‬ ‫وهي ‪ :‬فيلم فتح الق�سطنطينية ومدّته (‪ )110‬دقائق ويتحدّث‬ ‫عن البطل امل�سلم حم ّمد الفاحت وعن ذكائه وبراعته يف فتح‬ ‫الق�سطنطينية التي ا�ستع�صت على ك ّل اجليو�ش قبله ‪ ،‬وكذلك‬ ‫فيلم رحلة اخللود ومدّته (‪ )85‬دقيقة ويعر�ض ق�صّ ة الغالم‬ ‫امل�ؤمن الذي يرتدّد بني ال�ساحر والعابد ويتبينّ احلقّ بفطرته‬ ‫ال�سليمة‪ ،‬كذلك فيلم م�سرور يف جزيرة الل�ؤل�ؤ ويتحدّث عن‬ ‫مفهوم القناعة وعاقبة الطمع واجل�شع ‪.‬‬ ‫اجل��دي��ر بالذكر �أنّ ه��ذه الأع��م��ال كانت مبوا�صفات عاملية‬ ‫�سبقتها جتارب و�أعمال ال تتّفق مع املوا�صفات املطلوبة لإنتاج‬ ‫هذا اللون من الأعمال الف ّنية‪ ،‬وقد ترجمت هذه الأفالم �إىل‬ ‫اللغة الإجنليزية وو ّزعت يف الدول الأجنب ّية‪.‬‬

‫ترنيمة صـائم‬ ‫�شعر – رم�ضان زيدان‬

‫و�أفا�ضوا من عرباتهم و �أ�ضا�ؤوا‬ ‫توجـ ــه ال�سعـ ــدا ُ ء‬ ‫نحو ال�سمـ ــاء ّ‬ ‫ً‬ ‫يزهـو على �أنـ ـ ــوارها النجبـ ـ ــا ُء‬ ‫يف ك ّل يوم باخل�شـ ــوع نوا�صيـ ـ ـ ـ ا‬ ‫نف�س قد حواهـ ـ ــا رج ـ ــا ُء‬ ‫غ�سلت دموع اخللق من �أدرانهـ ـا ‬ ‫لت�ؤوب ٌ‬ ‫للمرء يحلو من لدنـ ـ ــه عط ـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫رب رحي ـ ـ ـ ٍـم غافـ ـ ـ ٍ ـر‬ ‫جــا�ؤوا �إىل ٍ ّ‬ ‫رفعـ ـ ــوا ال ّ‬ ‫رو ٌح �أط ـ ـ ـ ّل بعينه ـ ـ ـ ـ ــا ب ّكـ ـ ـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫أكف بليل ـ ـ ٍة تعدو له ــا ‬ ‫يهفو علـ ـ ــى �أهدابهـ ـ ــا �أن ـ ـ ـ ــدا ُء‬ ‫ومن ال�ضراعة ت�ستنيــر ب�صائـ ـ ٌ ر‬ ‫قب�س ي�ش ّع على الورى وي�ض ـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫ترتاءى من بني املرابع وم�ضـ ـ ـ ٌ ة‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ر ّب ـ ـ ـا �أت ـ ــى غفرا َنـ ـ ــه العتقـ ـ ــا ُء‬ ‫عني الرجاء تو�سّ ل ـ ــت بدموعه ـا ‬ ‫بي ـ ــن الربـ ـ ــوع حم ّب ـ ـ ـ ٌة وثنـ ـ ــا ُء‬ ‫نب�ضات قلــب العابدين حتيطه ـا ‬ ‫بحل ـ ـ ـ ّ ٍة �أ ِلقت له ـ ــا وتوهّ جـ ـ ــت �أ�ضـ ـ ــوا ُء‬ ‫وتز ّين ال�شه ــر الكريـ ـ ــم ُ‬ ‫لل ـ ــه ج ـ ـ ـ ّل تق ّد�س ـ ــت �أ�سمـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫جم ٌع غفي ـ ـ ـ ٌر بالإنابـ ـ ــة �ضـ ـ ــار ٌ ع‬ ‫وبكـ ـ ـ ّل نفـ ـ ـ ٍـ�س تنثنـ ـ ــي �أهـ ـ ــوا ُء‬ ‫وت�أ ّوه ال�صوت ال�شجـ ـ ـ ّـي بتوب ـ ـ ـ ٍ ة‬ ‫نـ ـ ـ ـ ــورا عليـ ـ ــه تب ّددت ظلمـ ـ ــا ُء‬ ‫وتب ّتلـ ـ ــت رو ٌح تتـ ـ ــوق لـ ـ ــر ّبه ـ ـ ـا ‬ ‫يرنـ ـ ــو �إليـ ـ ــه اخل ّل والرفقـ ـ ــا ُء‬ ‫ويظ ّلنا غفـ ــران ر ّبـ ـ ــي بال�سنـ ـ ـا ‬ ‫قد ذاب يف ترنيمهـ ـ ــا البلغـ ـ ــا ُء‬ ‫هي دعوة ٌ كـ ٌل يلـ ـ ــوذ ب�سرتهـ ـ ــا ‬ ‫وبك ّل منعطـ ـ ـ ٍـف �أط ـ ـ ـ ّل �سنـ ـ ــا ُء‬ ‫والنا�س بيـ ـ ــن م�س ّب ـ ـ ٍـح ومهلـ ـ ـ ٍ ـل‬ ‫تعدو �إليها الوهجـ ـ ــة ال�شهبـ ـ ــا ُء‬ ‫هذي بيوت ال�صائمي ــن منـ ـ ــار ٌ ة‬ ‫مي�شي على نربا�سها احلكمـ ـ ــا ُء‬ ‫ح ّدث عن ال�شهر الكرمي مناقب ً ا‬ ‫قامت على �أخالقـ ـ ــه الأرجـ ـ ــاء‬ ‫هد ٌي عظي ٌم ي�ستفيـ ـ ــ�ض حم ّب ـ ـ ً ة‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫يلتف حول مروجهـ ـ ــا النبـ ـ ــال ُء‬ ‫روح ال�صيام مقادنـ ـ ــا لـمفـ ـ ــاز ٍ ة‬ ‫و�صفاء لي ـ ــل قامـ ـ ــه ال�سعـ ـ ــدا ُء‬ ‫�صوم النهار لك ّل نف ـ ٍـ�س ُطه ـ ــر ً ة‬ ‫فجرا يطالع وجهـ ـ ــه الرفقـ ـ ــاء‬ ‫ودعاء خي ـ ٍـر للمعال ـ ــي �صاع ـ ـ ـ ٌ د‬ ‫فيها حت ّقـ ـ ــق للعب ـ ـ ــاد رج ـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫خري الليايل قد علمن ــا قدره ـ ـ ـا ‬ ‫من ليل ٍة فـ ـ ــوق ال ُربـ ـ ــى عليـ ـ ــا ُء‬ ‫تُبدي لنا نفحاتها �أكـ ـ ــرم به ـ ـ ـا ‬ ‫رو ٌح تطـ ـ ــوف وحولهـ ـ ــا �س ـ ـ ـ ّرا ُء‬ ‫وعلى �ضفاف القائمني لر ّبه ـ ـ ـم ‬ ‫حتى تقـ ـ ــوم عزائـ ـ ــم وم�ضـ ـ ــا ُء‬ ‫ـوج ُتق ـ ـ ـ ّوم ُم�ضغ ـ ـ ـ ً ة‬ ‫يف ك ّل معـ ـ ـ ّ‬ ‫حز ٌن تغ�شّ ـ ـ ــى مقلتيـ ـ ــه عنـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫واذكر يتيما قد �أط ـ ـ ـ ّل بوجهـ ـ ـه ‬ ‫تبدو علي ـ ـ ـ ــه ف�ضائ ـ ـ ـ ٌل ووفـ ـ ــا ُء‬ ‫هذا قيام الليل رجعـ ــة تائ ـ ـ ـ ـ ٍ ‬ ‫ـب‬ ‫ّ‬ ‫يلتف حول جاللهـ ـ ــا النجبـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫فادعوا الإله بلحظة القرب التي ‬ ‫بالليل ي�س ــري لل�سمـ ـ ــاء دعـ ـ ــا ُء‬ ‫القوي مناجيـ ـا ‬ ‫وارفع يديك �إىل ّ‬ ‫ح�صنا يلــوذ بركنـ ـ ــه العقـ ـ ــال ُء‬ ‫واجعل من الأ�سحار ِورد ت�ضـ ـ ّر ٍ ع‬ ‫كرما يجـ ـ ـ ّل �صنيعـ ـ ــه الأمنـ ـ ــا ُء‬ ‫تهفو القلوب �إىل عطايــا ر ّبهـ ـ ـ ـا ‬ ‫ليقوم يف حمرابـ ـ ــه الف�ضـ ـ ــال ُء‬ ‫اهلل اكرب حينما �سطع اله ـ ـ ـ ــدى ‬ ‫لي�سود بني العالـ ـ ــمني رخـ ـ ـ ـ ـ ــا ُء‬ ‫فر�ص الرجوع تعود فاغتنم الر�ضا ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪55‬‬


‫قهوة‬ ‫رمضان‬

‫فوائدها عديدة‬ ‫ومخاطرها أيضا !!‬ ‫�سامية ال�سيد‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫القهوة خليط مع ّقد من املوا ّد الكيميائية التي تتك ّون من �آالف‬ ‫من املك ّونات‪ .‬وقد وجدت الأبحاث احلديثة �أنّ القهوة هي‬ ‫واحد من امل�صادر الرئي�سية مل�ضا ّدات الأك�سدة يف النظام‬ ‫الغذائي‪ ،‬ولها ت�أثريات مفيدة حمتملة على التهاب وظيفة‬ ‫الإدراك واملعرفة‪ .‬وم��ع ذل��ك‪ ،‬وكما هو معروف ج ّيدا �أنّ‬ ‫القهوة لها �آثار �سلب ّية حمتملة ب�سبب �إمكان ّية ت�س ّبب الكافيني‬ ‫يف حتفيز �إفراز الأدرينالني‪ ،‬ومنع ن�شاط الأن�سولني‪ ،‬وزيادة‬ ‫�ضغط الدم وم�ستويات احلم�ض الأميني‪.‬‬ ‫�إذا كنت تعتمد على م���ا ّدة الكافيني ك��ي تبقى مت ّيقظا‪،‬‬ ‫ف�أنت ل�ست وحدك‪� .‬إذ ي�ستخدم الكافيني من قبل املاليني‬ ‫من النا�س ك ّل يوم لزيادة يقظتهم‪ ،‬والتخفيف من تعبهم‪،‬‬ ‫وحت�سني تركيزهم‪.‬‬ ‫�س�ألنا الدكتور عماد �سلوم ا�ست�شاري التغذية ‪:‬ما هي الك ّمية‬ ‫الأكرث من الالزم من الكافيني؟ ف�أجاب ‪:‬الك ّمية التي ت�صل‬ ‫�إىل‪ 400‬مليجرام (ملجم) من الكافيني يوميا تبدو �آمنة‬ ‫بال�صحة‪ .‬هذه الك ّمية تعادل تقريبا‬ ‫ملعظم البالغني املتمتّعني‬ ‫ّ‬ ‫ك ّمية الكافيني املوجودة يف �أربعة �أكواب من القهوة‪ .‬ورغم‬ ‫�أنّ ا�ستخدام الكافيني قد يكون �آمنا بالن�سبة للبالغني‪� ،‬إ ّال‬ ‫�أنّ ذل��ك لي�س ج ّيدا بالن�سبة للأطفال‪� .‬إذ يجب �أ ّال يزيد‬ ‫ا�ستهالك املراهقني عن‪ 100‬ملج من الكافيني يوميا �أي كوب‬ ‫واحد من القهوة ‪ ..‬كما �أنّ الكافيني قد ال يكون خيارا ج ّيدا‬ ‫للأ�شخا�ص الذين لديهم ح�سا�سية �شديدة لآثاره �أو الذين‬ ‫يتناولون �أدوية مع ّينة‪.‬‬ ‫�إذا كنت ت�شرب �أك�ثر من ‪� 4‬أك��واب يوميا فيجب �أن تراجع‬ ‫نف�سك ‪ .‬يقول الدكتور �سلوم ‪ :‬اال�ستهالك املك ّثف اليومي من‬ ‫الكافيني ‪� -‬أكرث من ‪ 500‬و ‪ 600‬ملغم يف اليوم ‪ -‬قد ي�س ّبب �آثارا‬ ‫جانبية مثل‪ :‬الأرق و الع�صبية وال�شعور بعدم الراحة والته ّيج‬ ‫وا���ض��ط��راب يف امل��ع��دة وت�����س��ارع �ضربات القلب وارتعا�ش‬ ‫الع�ضالت ‪.‬‬ ‫بع�ض النا�س �أكرث ح�سا�سية ملا ّدة الكافيني من الآخرين‪ .‬ف�إذا‬ ‫كنت �أكرث ح�سا�سية و عر�ضة لت�أثريات الكافيني‪ ،‬ف�إنّ ك ّميات‬ ‫�صغرية فقط ‪ -‬حتّى ولو كوب واحد من القهوة �أو ال�شاي ‪ -‬قد‬ ‫يحدث الآثار غري املرغوبة‪ ،‬مثل الأرق وم�شاكل النوم‪.‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫قــــــوت‬

‫قــــــوت‬

‫ي��ـ��ـ��زداد ت��ن��اول ال��ق��ه��وة بأنواعها ف��ي شهر‬ ‫رمضـــان ‪ ،‬والقاسم المشترك بين ّ‬ ‫كل أنواعها‬ ‫هو الكافيين صاحب المزايا والفوائد‪ ،‬لكنّه‬ ‫يمكن أن يشكّ ل مشاكل أيضا‪ .‬ول��ذا يجب‬ ‫الكم الذي هو أكثر من الالزم‪ ،‬وما إذا‬ ‫معرفة‬ ‫ّ‬ ‫الحد من استهالكك من‬ ‫كنت في حاجة إلى‬ ‫ّ‬ ‫الكافيين‪.‬‬

‫الطريقة التي تتفاعل بها م��ع الكافيني ق��د حت�� ّدد جزئيا‬ ‫مقدار الكافيني الذي ميكنك ا�ستهالكه منه‪ .‬النا�س الذين‬ ‫ال ي�شربون الكافيني ب�شكل منتظم مييلون �إىل �أن يكونوا �أكرث‬ ‫ح�سا�سية لآثاره ال�سلبية‪ .‬وميكن �أن ت�شمل العوامل الأخرى‬ ‫ال�صحية‬ ‫وزن اجل�سم والعمر‪ ،‬وا�ستخدام الأدوية والظروف‬ ‫ّ‬ ‫مثل ا�ضطرابات القلق‪ .‬وت�شري الأبحاث �أي�ضا �أنّ الرجال‬ ‫قد يكونون �أكرث ح�سا�سية و عر�ضة لت�أثريات الكافيني من‬ ‫الن�ساء‪.‬‬ ‫يقول الدكتور �سلوم ‪ :‬لقد ك�شفت درا�سة يف م�ست�شفى مايو‬ ‫كلينيك الأمريكية �أنّ تناول �أكرث من ‪ 28‬كوبا من القهوة يف‬ ‫الأ�سبوع خطر ملن تق ّل �أعمارهم عن ‪ 55‬عاما‪ .‬الدرا�سة التي‬ ‫�أجريت بالتعاون مع الرابطة الأمريك ّية للقهوة �شملت �أكرث‬ ‫من ‪� 40،000‬شخ�ص‪ ،‬ووجدت زيادة بن�سبة‪ ٪ 21‬يف مع ّدل‬ ‫الوفيات لدى �أولئك الذين ي�شربون �أك�ثر من ‪ 28‬كوبا من‬ ‫القهوة يف الأ�سبوع‪ ،‬والوفيات الناجمة عن جميع الأ�سباب‪،‬‬ ‫م��ع زي���ادة خطر ال��وف��اة �أك�ثر م��ن ‪ ٪50‬يف ك�� ّل م��ن الرجال‬ ‫والن�ساء الذين تق ّل �أعمارهم عن ‪ 55‬عاما من العمر‪ .‬وح ّذر‬ ‫الباحثون من �أنّ الأ�شخا�ص الأ�صغر �س ّنا على وجه اخل�صو�ص‬ ‫قد يحتاجون �إىل جت ّنب ا�ستهالك القهوة الثقيلة‪.‬‬ ‫قام فريق البحث بالفح�ص والتح ّقق من ت�أثري ا�ستهالك‬ ‫القهوة على الوفيات الناجمة عن جميع الأ�سباب والوفيات‬ ‫الناجمة عن �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‪ ،‬مع متو�سّ ط‬ ‫فرتة متابعة بلغ ‪16‬عاما ‪ ،‬وحجم ع ّينة كبرية ن�سب ّيا تتك ّون‬ ‫من �أكرث من ‪ 40،000‬من الرجال والن�ساء‪.‬‬ ‫خالل فرتة املتابعة مل ّدة ‪ 17‬عاما يف املتو�سّ ط حدثت ‪2،512‬‬ ‫حالة وف��اة (ال��رج��ال‪ ،٪87.5 :‬الن�ساء‪٪32 ،)٪12.5 :‬‬ ‫من حاالت الوفاة هذه ناجمة عن �أمرا�ض القلب والأوعية‬ ‫الدموية‪� .‬أولئك الذين تناولوا ك ّميات �أكرب من القهوة (رجاال‬ ‫ون�ساء) كانوا �أك�ثر عر�ضة للتدخني وم��ن ث ّ��م ك��ان لديهم‬ ‫�صحة ولياقة القلب والأوعية الدموية‬ ‫انخفا�ض يف م�ستويات ّ‬ ‫واجلهاز التن ّف�سي‪.‬‬ ‫وك��ان ل��دى الرجال الأ�صغر �س ّنا اتجّ��اه نحو ارتفاع مع ّدل‬ ‫الوفيات حتّى يف حالة انخفا�ض ا�ستهالكهم من الكافيني‪،‬‬ ‫ولكنّ هذا �أ�صبح كبريا عند ا�ستهالك ح��وايل ‪ 28‬كوبا يف‬ ‫الأ���س��ب��وع‪ ،‬حيث كانت هناك زي��ادة بن�سبة ‪ ٪56‬يف مع ّدل‬ ‫الوفيات من جميع الأ�سباب‪ .‬وكان الن�ساء الأ�صغر �س ّنا الالئي‬ ‫ي�ستهلكن �أكرث من ‪ 28‬فنجانا من القهوة �أ�سبوعيا �أي�ضا �أكرب‬ ‫مبقدار ال�ضعفني يف التع ّر�ض خلطر زيادة مع ّدل الوفيات من‬ ‫�أولئك الالئي مل ي�شربن القهوة‪.‬‬ ‫ويقرتح الباحثون �أ ّنه يجب على الأ�شخا�ص الأ�صغر �س ّنا‬ ‫على وجه اخل�صو�ص جت ّنب تناول القهوة الثقيلة �أكرث من ‪28‬‬ ‫كوبا يف الأ�سبوع �أو �أربعة �أكواب يف اليوم العادي‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫طريقك إلى الرشاقـة‬ ‫�إ�سالم احمد‬

‫ن��ص��ف ملعقة ص��غ��ي��رة م��ن القرفة‬ ‫المطبوخة يوم ّيا يساعد على التحكّ م‬ ‫في الجوع‪ ،‬و عدم زيادة محيط خصرك‪.‬‬ ‫شهي بدون سعرات حرار ّية‬ ‫هل حلمت بطعام‬ ‫ّ‬ ‫قد يساعدك على التحكّ م في الجوع وإنقاص‬ ‫نمو كتلة العضالت بال‬ ‫ويشجع على‬ ‫الوزن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫واحدة‪،‬‬ ‫لدقيقة‬ ‫ولو‬ ‫اعتقدت‪،‬‬ ‫إذا‬ ‫دهون؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بكل‬ ‫طعاما كهذا موجود‪ ،‬فهل ستبحث عنه‬ ‫جهد عبر شبكة األنترنت أو عبر أرجاء الكرة‬ ‫ّ‬ ‫الحظ قد ال تضط ّر ل ّلجوء إلى‬ ‫األرض ّية؟ لحسن‬ ‫تلك اإلجراءات‪ ،‬فغالبا ستجد هذا الطعام خالل‬ ‫تجولك في المتجر المح ّلي‪،‬‬ ‫خمس دقائق من‬ ‫ّ‬ ‫هل رأيت سهولة وسرعة أكثر من ذلك؟‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ولكي تتح ّكم يف وزن��ك يجب �أن حتافظ على ثبات م�ستوى‬ ‫ال�س ّكر يف الدم‪ ،‬وكما قال د‪ّ .‬‬ ‫�شطا عندما توجد م�شكلة يف‬ ‫وزن �شخ�ص ما فغالبا ما تكون امل�شكلة راجعة �إىل ال�س ّكر‬ ‫قد ت�ساعد القرفة على التح ّكم يف ال��وزن بامل�ساعدة على‬ ‫التح ّكم يف اجلوع‪ .‬وال�س ّكريات الب�سيطة‪ ،‬مثل النوع املتواجد‬ ‫يف الب�سكويت واخلبز الأبي�ض تتط ّلب وقتا قليال لله�ضم‬ ‫وت�س ّبب ارتفاعا �سريعا يف م�ستويات اجللوكوز يف الدم‪ .‬عندما‬ ‫يحدث ذلك يفرز البنكريا�س ك ّمية مماثلة من الأن�سولني‬ ‫حتّى ال تزيد م�ستويات ال�س ّكر يف الدم �أكرث من الالزم‪ .‬غالبا‬ ‫ما يت�س ّبب ر ّد الفعل ال�سريع للأن�سولني يف انخفا�ض م�ستوى‬ ‫ال�س ّكر يف ال��دم �أك�ثر من ال�لازم يف وقت ق�صري بعد �إنهاء‬ ‫الب�سكويت �أو اخلبز‪ ،‬وقبل مرور وقت طويل �ستجد نف�سك‬ ‫جائعا وترغب يف تناول �شيء �آخر‪ .‬عادة �ستتناول املزيد من‬ ‫الب�سكويت �أو طعاما م�شابها لكي يرتفع م�ستوى �س ّكر الدم‬ ‫م ّرة �أخرى‪ .‬يقول د‪� .‬أندر�سون‪ »:‬مبا �أنّ القرفة ت�ساعد على‬ ‫التح ّكم يف ك ّمية الأن�سولني التي يحتاج �إليها اجل�سم‪ ،‬فهي‬

‫رشـــــاقـــة‬

‫رشـــــاقـــة‬

‫القـرفـة‬

‫�إذا تن ــاولت قطعة ( دون��ات ) �أو قطـعـة خب ــز حم ّم ــ�ص‬ ‫( �شابورة ) الأ�سبوع املا�ضي فقد ا�ستمتعت بالقرفة دون‬ ‫�أن ت��درك ذل��ك‪ .‬يعرف الكثريون منكم �أنّ م��ذاق القرفة‬ ‫رائع عند �إ�ضافتها على جمموعة متن ّوعة من الطعام ولكن‬ ‫ما ال تعرفونه �أنّ القرفة هي �أف�ضل غذاء لإنقا�ص الوزن‪،‬‬ ‫لقد اتّ�ضح �أنّ ا�ستهالك ن�صف ملعقة �صغرية من القرفة‬ ‫املطبوخة يوم ّيا ي�ساعد على التح ّكم يف اجلوع‪ ،‬وعلى عدم‬ ‫زيادة حميط خ�صرك‪ ،‬و�أي�ضا على تكوين ع�ضالت قو ّية بال‬ ‫دهون‪ .‬هل من ال�صعب ت�صديق ذلك؟‪.‬‬ ‫يقول الدكتور �إ�سماعيل ّ‬ ‫�شطا ا�ست�شاري الباطنة‪�« :‬إنّ القرفة‬ ‫حت�سّ ن ن�شاط الأن�سولني يف اخلاليا الدهن ّية‪ .‬عندما تتناول‬ ‫الطعام يفرز البنكريا�س الأن�سولني (وهو نوع من الربوتني)‬ ‫وهو ما يح ّفز اخلاليا المت�صا�ص اجللوكوز (ال�س ّكر) الذي‬ ‫ي�سري يف جمرى الدم‪ .‬ويالحظ د‪ّ .‬‬ ‫�شطا �أنّ اخلاليا الدهن ّية‬ ‫ت�ستخدم ال�س ّكر‪ ،‬ولذلك ك ّلما تناولت ال�س ّكر بك ّميات �أكرث‬ ‫ف�إنّ خالياك الدهن ّية تكرب يف احلجم‪� .‬أ ّما القرفة فتجعل‬ ‫اخلاليا ت�ستخدم الأن�سولني بكفاءة �أك�بر‪ ،‬وبالتايل تزيد‬ ‫عمل ّية التمثيل الغذائي لل�س ّكر‪ -‬وهي العمل ّية التي حت ّول بها‬ ‫اخلاليا �س ّكر الدم �إىل طاقة‪ .‬بتقليل كم ال�س ّكر يف الدم ف�أنت‬ ‫حترم اخلاليا الدهن ّية من م�صدر غذائها الوحيد‪ .‬كما �أنّ‬ ‫�أحدث الأبحاث تو�ضح �أنّ القرفة تق ّلل م�ستويات ال�س ّكر يف‬ ‫الدم بن�سبة ‪.%30-%20‬‬

‫تتح ّكم يف النهاية يف درجة ال�شبع‪ .‬و�إذا مل تكن جوعان طوال‬ ‫الوقت ف�سوف تتناول ك ّميات �أق ّل من ال�سعرات احلرار ّية‪.‬‬ ‫يقول د‪ّ .‬‬ ‫�شطا ‪ »:‬القرفة ف ّعالة ج ّدا للم�ساعدة على التح ّكم‬ ‫يف ال��رغ��ب��ات اجل��احم��ة ل��ت��ن��اول ال�����س��كّ��ري��ات‪ ،‬وه��ي مفيدة‬ ‫على وجه اخل�صو�ص يف كبح الرغبات اجلاحمة املرتبطة‬ ‫بال�شعور باحلرمان‪ ،‬كما ت�ستخدم القرفة ك�أداة ا�سرتاتيج ّية‬ ‫�إبداع ّية لإنهاء الإفراط يف تناول الكربوهيدرات �سريعا مثل‬ ‫واملعجنات‪� .‬إ ّنها �أداة قو ّية لت�صحيح �أو تدارك‬ ‫املخبوزات‬ ‫ّ‬ ‫خطئك واحتوائه‪.‬‬ ‫أهم ما يف الأمر �أنّ القرفة ت�ساعدك على �إنقا�ص الوزن عن‬ ‫� ّ‬ ‫طريق زيادة �إنتاج اجل�سم لكتلة الع�ضالت بال دهون‪ .‬ولأنّ‬ ‫القرفة ت�ساعد على زيادة عمل ّية التمثيل الغذائي لل�س ّكر‪ ،‬لذا‬ ‫فهي حت ّرر الأن�سولني لأداء �إحدى مه ّماته‪ :‬تكوين الع�ضالت‬ ‫بال دهون‪ .‬كما يتح ّكم الأن�سولني يف ك ّمية الأحما�ض الأمين ّية‬ ‫التي تدخل يف الع�ضالت (وهذه الأحما�ض هي وحدات بناء‬ ‫مما يزيد من فر�صة تكوين بروتني الع�ضالت‪.‬‬ ‫الربوتني)‪ّ ،‬‬ ‫يقول د‪ّ .‬‬ ‫�شطا‪ »:‬عندما ال ي�ضط ّر الأن�سولني لق�ضاء وقت‬ ‫طويل يف التح ّكم يف م�ستويات ال�س ّكر يف الدم‪ ،‬ف�سيو ّفر هذا‬ ‫مما ي�ؤ ّدي �إىل‬ ‫الوقت لتحويل الأحما�ض الأمين ّية �إىل بروتني‪ّ ،‬‬ ‫زيادة كتلة الع�ضالت بال دهون»‪ ،‬ب�إ�ضافة القرفة �إىل نظامك‬ ‫الغذائي �سيكون من املمكن �إنقا�ص الوزن بدون �إنقا�ص كتلة‬ ‫الع�ضالت‪.‬‬ ‫�إنّ الهدف الرئي�سي للحمية هو التح ّكم يف ال��وزن وفقدان‬ ‫الدهون‪ ،‬ويف كلتا احلالتني ف�إنّ احل ّل املنا�سب طويل الأمد‬ ‫هو زيادة درجة احل�سا�س ّية واال�ستجابة للأن�سولني‪ ،‬والتح ّكم‬ ‫يف اجلوع وحت�سني من ّو الع�ضالت بال دهون‪� .‬إنّ القرفة تقوم‬ ‫بتلك الأمور الثالثة‪.‬‬ ‫وت�ؤ ّكد نتائج الأبحاث �أنّ القرفة تزيد من النكهة بينما يف‬ ‫الوقت نف�سه ت�ساعد على الإح�سا�س بال�شبع‪ .‬غالبا ما جند‬ ‫�أنّ الأطعمة التي حت�سّ ن امل��ذاق حت ّفز الرغبات اجلاحمة‪،‬‬ ‫ول��ك��نّ القرفة لها ت���أث�ير عك�سي‪ ،‬كما �أنّ القرفة ت�ساعد‬ ‫على �إن��ه��اء الرغبة اجلاحمة لتناول ال�س ّكريات وت�ستعيد‬ ‫امل�ستويات الطبيع ّية لل�س ّكر يف الدم بعد الإف��راط يف تناول‬ ‫الكربوهيدرات‪.‬‬ ‫القرفة تزيد النكهة وتساعد على‬ ‫اإلحساس بالشبع‪ ،‬بعكس األطعمة‬ ‫ّ‬ ‫وتحفز الرغبات‬ ‫تحسن المذاق‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫الجامحة لتناول الطعام ‪.‬‬

‫ل�صحتك‪ ،‬ف����إنّ القرفة تخ ّف�ض م�ستوى‬ ‫كمك�سب �إ���ض��ايف‬ ‫ّ‬ ‫الكول�سرتول عا ّمة‪ ،‬وخا�صّ ة النوع ال�ضا ّر منه وما ّدة «ثالثي‬ ‫اجللي�سرييد» ال�ضا ّرة بن�سبة ترتاوح بني ‪ 30-13‬يف املائة ‪.‬غلي‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪59‬‬


‫رشـــــاقـــة‬ ‫عود واحد من �أعواد القرفة يف كوب ماء كم�شروب �سيعطيك‬ ‫نف�س ت�أثري ن�صف ملعقة كبرية من القرفة املطحونة ‪.‬‬ ‫تجعل الخاليا تستخدم األنسولين‬ ‫بكفاءة أكبر‪ ،‬فتزيد عمل ّية التمثيل‬ ‫الغذائي للسكّ ر و تحرم الخاليا الدهن ّية‬ ‫من مصدر غذائها الوحيد‪.‬‬

‫ت�ساعد القرفة على خف�ض مع ّدل ال�سمنة عند الأطفال‪.‬‬ ‫ولعمل ذل��ك‪ ،‬غ ّلي عيدان القرفة ج��يّ��دا‪،‬ث ّ��م �ص ّفي ماءها‬ ‫يف فنجان �شاي وق ّدميها لطفلك دافئة‪ ،‬حاويل �أن تك ّرري‬ ‫العمل ّية ‪ 3‬م�� ّرات يف الأ�سبوع بعد وجبة الغداء فهي ت�ساعد‬ ‫يف الق�ضاء �شيئا ف�شيئا على الوحدات احلرار ّية والدهن ّيات‪.‬‬ ‫و�إذا كنت تبحثني عن اجلمال والر�شاقة ف���إنّ �أخ�صّ ائ ّيات‬ ‫التجميل ين�صحنك با�ستخدام زيت القرفة و�شراب القرفة‪،‬‬ ‫حيث ي�ساعد على فقدان ال�شه ّية ويغنيك عن ا�ستخدام �أدوية‬ ‫للتخ�سي�س تخافني من مك ّوناتها‪.‬‬ ‫القرفة حت�سّ ن اال�ستجابة للأن�سولني‬ ‫وفقا لنتائج جتارب معمل ّية ودرا�سات على احليوانات‪ ،‬تناول‬ ‫القرفة ي�ساعد مر�ضى ال�س ّكر من النمط الثاين على حت�سني‬ ‫قدرتهم على اال�ستجابة للأن�سولني‪ ،‬وبالتايل تنظيم م�ستويات‬ ‫ال�س ّكر يف الدم‪ .‬و�أثبتت النتائج �أنّ مر ّكبات بالقرفة ال تعمل‬ ‫فقط على حتفيز م�ستقبالت الأن�سولني‪ ،‬ولك ّنها متنع �إفراز‬ ‫الإنزمي امل�س�ؤول عن تثبيط هذه امل�ستقبالت‪ ،‬وبناء على ذلك‬ ‫تزداد قدرة اخلاليا على ا�ستغالل اجللوكوز ب�شكل وا�ضح‪.‬‬ ‫وجترى الآن درا�سات على الب�شر فيما يتع ّلق بدور القرفة‬ ‫يتم التو�صّ ل �إىل نتائج لهذه‬ ‫الوقائي ملر�ضى ال�س ّكر‪ ،‬و�إىل �أن ّ‬ ‫الدرا�سات‪ ،‬ين�صح اخلرباء مر�ضى ال�س ّكر ب�إ�ضافة من ‪4/1‬‬ ‫�إىل ‪ 1‬ملعقة قرفة �إىل طعامهم ب�شكل يومي‪.‬‬ ‫القرفة تقتل جراثيم الفم‬ ‫م��ن جهة �أخ���رى‪ ،‬ك�شف �أط��بّ��اء �أ�سنان يف جامعة الينوي‬ ‫الأمريك ّية عن وجود زيت �أ�سا�سي يف بهار القرفة ي�ساعد يف‬ ‫قتل بكترييا الفم امل�س�ؤولة عن �إنتاج موا ّد كيميائ ّية برائحة‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫كريهة‪ ،‬تخرج مع النف�س‪.‬‬ ‫ووجد الباحثون �أنّ ما ّدة «�سيناميك �آلديهايد» الزيت ّية‪ ،‬وهي‬ ‫مر ّكب النكهة الرئي�سي يف القرفة‪ ،‬من �أقوى املوا ّد الطبيع ّية‬ ‫والنبات ّية يف قتل جراثيم الفم والأ�سنان‪ ،‬لذا فهي غالبا ما‬ ‫ت�ضاف كعن�صر من ّكه للعلكة واحللو ّيات‪.‬‬ ‫ورغم �أنّ م�ضغ العلكة يجعل رائحة النف�س �أف�ضل و�أجمل‪،‬‬ ‫يرى الباحثون �أنّ عمل ّية امل�ضغ بح ّد ذاتها ل ّأي �شيء‪ ،‬حتّى و�إن‬ ‫كان �شمعا ال طعم له‪ ،‬حت ّفز �إنتاج اللعاب الذي يزيل بدوره‬ ‫معظم البكترييا املوجودة يف جتاويف الفم‪.‬‬ ‫و�أظهرت االختبارات املعمل ّية �أنّ بع�ض الزيوت النبات ّية متنع‬ ‫�أي�ضا من ّو ثالثة �أن��واع من بكترييا الفم امل�صاحبة لرائحة‬ ‫النف�س الكريهة‪ ،‬و�إن��ت��اج مر ّكبات متطايرة ت�س ّبب روائ��ح‬ ‫مزعجة‪.‬‬ ‫تساعد على التحكّ م ف��ي الرغبات‬ ‫الجامحة لتناول السكّ ر ّيات ‪ ،‬و في كبح‬ ‫الرغبات الجامحة المرتبطة بالشعور‬ ‫بالجوع ‪.‬‬

‫و�أظهرت التحليالت اجلرثوم ّية التي �أجريت على ‪� 15‬شخ�صا‬ ‫م�ضغوا ثالث قطع من العلكة مبع ّدل واحدة ك ّل ‪ 20‬دقيقة‪،‬‬ ‫�أحدها بنكهة القرفة الطبيع ّية‪ ،‬والثانية بنكهة خمتلفة‪،‬‬ ‫والثالثة بال نكهة �أو زي��وت‪ ،‬وحتليل ع ّينات من لعابهم بعد‬ ‫‪ 20‬دقيقة من التو ّقف عن امل�ضغ‪ ،‬ومقارنتها مع ع ّينات �أخرى‬ ‫جمعت قبل البدء بعمل ّية امل�ضغ‪� ،‬أنّ علكة القرفة قتلت ن�صف‬ ‫بكترييا الفم و�أكرث من ‪ 40‬يف املائة من الأن��واع اجلرثوم ّية‬ ‫غري الهوائ ّية امل�س�ؤولة عن رائحة الفم الكريهة‪ ،‬من خالل‬ ‫�إنتاج مر ّكبات كربيت ّية متطايرة بعد حت ّلل الربوتينات‪.‬‬ ‫ي�شار �أنّ القرفة كانت منذ القدم لعالج الزكام والأنفلونزا‬ ‫وامل�شكالت اله�ضم ّية‪ ،‬وال تزال ت�ستخدم حتّى اليوم بنف�س‬ ‫الطريقة‪.‬‬


‫جمـــــالك‬

‫جمـــــالك‬

‫‪ 10‬أطعمة‬

‫�س�ألنا ا�ست�شار ّية التغذية ريهام ال��ب��دري ‪ :‬ما هي الأطعمة‬ ‫التي ميكن �أن تكون �آثارها �أك�ثر �سلب ّية على توهّ ج ب�شرتك‬ ‫�صح ّيا‪،‬فقدّمت لنا قائمة ب�أ�سو�أ ع�شرة �أطعمة �أثرا على ب�شرتك‬ ‫ّ‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الأغذية امل�ص ّنعة املع ّلبة ورديئة اجلودة‬ ‫ينبغي جت ّنب الأغذية امل�ص ّنعة املع ّلبة لأ ّنبها القليل من ق ّوة‬ ‫يتم ف�صل‬ ‫احلياة‪ .‬وبعبارة �أخرى‪� ،‬أثناء املعاجلة والت�صنيع‪ّ ،‬‬ ‫الأنزميات احل ّية واملوا ّد املغ ّذية وفقدها‪ .‬احلمية عالية الن�سبة‬ ‫من مثل هذه الأطعمة دائما تثبت نق�صا وخلال يف التغذية‪،‬‬ ‫و�أوج��ه الق�صور هذه تظهر دائما يف اجللد‪ .‬ب�شكل عا ّم ك ّلما‬ ‫ل�صحتك‬ ‫كان طعامك �أف�ضل نوع ّية‪ ،‬ك ّلما كان ذلك �أف�ضل ّ‬ ‫ولب�شرتك»‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ذل��ك‪ ،‬الأطعمة املع ّلبة يف كثري من الأحيان‬ ‫تكون حمتوية على ن�سبة منخف�ضة من املياه‪ .‬جميع الأطعمة‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا الفواكه واخل�ضروات يف حالتها اخلام الطبيع ّية‪،‬‬ ‫ه��ي �أع��ل��ى يف حم��ت��وى امل���اء و�إ���ض��اف��ة امل���اء �إىل اجل�سم من‬ ‫ل�صحة‬ ‫ال�ضروري لت�أدية وظيفته املنا�سبة‪ .‬هذا املاء‬ ‫ّ‬ ‫�ضروري ّ‬ ‫اجللد لأ ّنه ي�ساعد يف �إزالة �سموم اجللد وي�ساعد على تنظيم‬ ‫�إنتاج الدهون‪.‬‬ ‫‪ .2‬الأطعمة غري الع�ضو ّية‬ ‫الأط��ع��م��ة غ�ير الع�ضو ّية ميكن �أن حت��ت��وي على الهرمونات‬ ‫واملبيدات احل�شر ّية ومبيدات الأع�شاب ومبيدات الفطر ّيات‪،‬‬ ‫ب�صحتنا‪ ،‬ميكن لهذه الأ�شياء‬ ‫وال�شموع‪ .‬وعندما يتع ّلق الأمر ّ‬ ‫توجه حزمة من الأ�ضرار للج�سم بعدد ال‬ ‫الدخيلة ال�سا ّمة �أن ّ‬ ‫يح�صى من الطرق‪ .‬بع�ض الهرمونات واملبيدات احل�شر ّية ثبت‬ ‫�أ ّنها ّ‬ ‫تعطل املهارات احلرك ّية و ّمت ربطها مبجموعة متن ّوعة من‬ ‫ال�صح ّية‪.‬‬ ‫الأمرا�ض وامل�شاكل‬ ‫ّ‬

‫�أج�سادنا ال تعرتف بهذه املوا ّد الكيميائ ّية وغالبا ما تخلق ر ّد‬ ‫فعل التهاب ّيا‪� .‬أكرث من ذلك‪ ،‬ت�شري الدرا�سات �إىل �أنّ الغذاء‬ ‫الع�ضوي الذي يزرع طبيع ّيا يحتوي على ما يقدّر مب ّرتني �إىل‬ ‫ثالث م ّرات من الفيتامينات واملعادن من الغذاء غري الع�ضوي‬ ‫الذي يزرع جتار ّيا‪ .‬ك ّلما كان غذا�ؤنا حمتويا على املزيد من‬ ‫�صح ّية –كان ذلك‬ ‫املوا ّد املغ ّذية ‪ -‬التي هي لبنات بناء ب�شرة ّ‬ ‫ل�صحتنا ولب�شرتنا �أي�ضا‪.‬‬ ‫�أف�ضل ّ‬ ‫‪�. 3‬س ّر اللحوم‬ ‫‪ .‬مع �أ�ساليب الزراعة ال�صناع ّية‪ ،‬كثريا ما تتغ ّذى احليوانات‬ ‫على مزيج من املن�شّ طات وهرمونات النم ّو وامل�ضادّات احليو ّية‪.‬‬ ‫يتم �إطعامها النظام الغذائي من النبات‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ال ّ‬ ‫يتم ح�شوها بالأطعمة جلعلها‬ ‫الطبيعي‪ ،‬ولكن بدال من ذلك ّ‬ ‫�صحة‪.‬‬ ‫�أكرث وزنا وحجما يف �أ�سرع وقت‪ ،‬ولي�س �أكرث ّ‬ ‫عندما ن�أكل هذه احليوانات افرتا�ض ّيا‪ ،‬نكون قد ح�صلنا على‬ ‫جرعة من نظامها الغذائي ‪-‬وعلى هذا الكوكتيل الكيميائي‪.‬‬ ‫وميكن لهذه املر ّكبات خلق االختالالت الهرمون ّية يف �أج�سامنا‪،‬‬ ‫حب ال�شباب وااللتهابات‪.‬‬ ‫والتي ميكن �أن ت�ؤدّي �إىل ّ‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ذل��ك‪ ،‬اللحوم احليوان ّية ب�شكل ع��ا ّم هي �أكرث‬ ‫�صعوبة على اجلهاز اله�ضمي لدينا‪ ،‬و�إذا ك ّنا ال نح�صل على‬ ‫ما يكفي من املاء والألياف يف وجباتنا الغذائ ّية‪ ،‬ميكن ل ّلحوم‬ ‫�أن رّ‬ ‫تتعث يف جهازنا اله�ضمي‪ ،‬حيث تف�سد وت�ساهم يف ال�س ّمية‪.‬‬ ‫‪ .4‬منتجات الألبان‬ ‫يتم‬ ‫ال�شيء نف�سه ينطبق على الأل��ب��ان‪ .‬العديد من الأب��ق��ار ّ‬ ‫مما‬ ‫تغذيتها بالهرمونات جلعلها مر�ضعة على مدار ال�سنة‪ّ ،‬‬ ‫ي�ضاعف �إنتاج حليبها‪ .‬عندما ن�شرب هذا احلليب (�أو ن�أكل‬ ‫منتجاته مثل اللنب وال��زب��ادي والآي�����س ك��رمي واجل�بن‪ ،‬ال��خ)‪،‬‬ ‫فنحن نح�صل على جرعة من تلك الهرمونات �أي�ضا‪.‬‬

‫تدمر بشرتك‬ ‫�سحر ف�ؤاد‬

‫فإن مظهرك في‬ ‫عندما يتع ّلق األمر ببشرتك‪ّ ،‬‬ ‫نواح كثيرة يعكس نوع ّية النظام الغذائي‬ ‫الخاصة بك في‬ ‫المواد الغذائ ّية‬ ‫الخاص بك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جميع المجاالت تؤ ّثر على جلدك‪ ،‬سلبا أو إيجابا‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪63‬‬


‫جمـــــالك‬

‫‪64‬‬

‫حب ال�شباب وبهرمون‬ ‫وقد ّمت ربط ا�ستهالك الألبان بظهور ّ‬ ‫اال�سرتوجني الذي كثريا ما وجد يف منتجات الألبان‪ ،‬وميكن‬ ‫ال�صح ّية لدى ك ّل من الرجال‬ ‫�أن ي�س ّبب �سل�سلة من امل�شاكل‬ ‫ّ‬ ‫والن�ساء‪ .‬لذلك يجب اختيار منتجات الأل��ب��ان اخلالية من‬ ‫الهرمونات‪ ،‬يف �أ�شكالها الطبيع ّية كاملة الد�سم‪.‬‬ ‫‪ .5‬الأطعمة املقل ّية والدهون املهدرجة‬ ‫عندما تتع ّر�ض الزيوت للحرارة العالية ج��دّا‪ ،‬ف���إنّ الزيوت‬ ‫والدهون تت�أك�سد‪ ،‬ومن ّثم‪ ،‬ف�إ ّننا ن�ضع الدهون امل�ؤك�سدة يف‬ ‫�أج�سامنا‪ .‬ونحن نعلم جميعا �أنّ الت�أك�سد �س ّيئ و�أنّ م�ضادّات‬ ‫الأك�سدة هي ج ّيدة‪ .‬كما �أنّ الزيوت التي تبقى وت�ستخدم مرارا‬ ‫وتكرارا‪ ،‬لكي تن�ضج البطاط�س املقل ّية ‪ ،‬هي �س ّيئة ح ّقا‪ ،‬لأنّ هذه‬ ‫الدهون هي �أكرث �سمكا وال تخرج ال�سموم من اجل�سم‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫هذه الأطعمة املقل ّية والدهون املهدرجة ميكن �أن ت�ساهم يف‬ ‫�أمرا�ض القلبو�ضعف الدورة الدمو ّية وعمل ّية التمثيل الغذائي‬ ‫(الأي�ض) ال�ضعيفة‪.‬‬ ‫ال�صح ّية تتط ّلب دورة دمو ّية ومتثيال غذائ ّيا‬ ‫ولأنّ الب�شرة‬ ‫ّ‬ ‫�صح ّيا‪ ،‬ميكن للنظم الغذائ ّية ال�ضعيفة �أن ت���ؤدّي �إىل نق�ص‬ ‫ّ‬ ‫الأك�سجني يف اجللد وتباط�ؤ ت�صنيع الكوالجني والإيال�ستني‬ ‫التوليفات الالزمة لوهج ال�شباب‪.‬‬ ‫‪ .6‬املح ّليات اال�صطناع ّية ومك�سبات الطعم واللون والنكهات‬ ‫املوا ّد اال�صطناع ّية للتحلية ومك�سبات الطعم واللون والنكهات‬ ‫ك ّلها �شائعة ج��دّا يف النظام ال��غ��ذائ��ي املنت�شر عامل ّيا‪.‬هذه‬ ‫الإ�ضافات هي جمموعة من الكيماو ّيات التي ال ينبغي �أن تذهب‬ ‫�إىل �أج�سامنا‪� .‬إ ّنها ال حتتوي على قيمة غذائ ّية‪ ،‬ويف �أ�سو�إ‬ ‫الأحوال‪ ،‬ف�إ ّنها ميكن �أن تثري غ�ضب �أج�سامنا وتخلق ردود فعل‬ ‫االلتهاب واله�ستامني‪ .‬والأ�سو�أ من ذلك �أن متيل �أج�سامنا �إىل‬ ‫تخزين املوا ّد الكيميائ ّية يف �أن�سجة �أج�سامنا‪.‬‬ ‫‪ .7‬املالحق واملك ّمالت الغذائ ّية منخف�ضة اجلودة‬ ‫كثري من النا�س ي�أخذون املك ّمالت الغذائ ّية بانتظام‪ ،‬ولكنّ‬ ‫معظمنا ال يعرف ح ّقا ما هو �أ�صل هذه املك ّمالت وما فيها ح ّقا‪.‬‬ ‫معظم هذه املك ّمالت ال�سائبة الرخي�صة لي�ست من م�صادر‬ ‫غذائ ّية كاملة‪ ،‬غالبا ما حتتوي على موا ّد م�س ّببة للح�سا�س ّية‬ ‫املهم �أن‬ ‫وحم�ش ّوة مبك ّونات خف ّية ال نعرف عنها �شيئا‪.‬من ّ‬ ‫نبحث عن املك ّمالت الغذائ ّية التي حتدّد موا�صفاتها ومك ّوناتها‬ ‫الغذائ ّية على الغالف وتاريخ انتهاء ال�صالح ّية‪ .‬واجلرعة‬ ‫املحدّدة‪.‬اجلرعة ال��زائ��دة من فيتامني (�أ) �أو الزنك‪ ،‬على‬ ‫�سبيل املثال‪ ،‬ميكن �أن تذوي اجللد‪.‬‬ ‫‪ .8‬ال�س ّكر الزائد‬ ‫يتم‬ ‫ال�س ّكر ميكن �أن ي�ضعف نظام املناعة لدينا‪ ،‬وعندما ّ‬ ‫قمع جهاز املناعة لدينا‪ ،‬ت�صبح �أج�سادنا غري ف ّعالة يف قتال‬ ‫البكترييا ال�سبب الرئي�سي لظهور ح ّ��ب ال�شباب وغ�يره من‬ ‫الأمرا�ض اجللد ّية االلتهاب ّية‪ .‬ال�س ّكر �أي�ضا ميكن �أن ي�سهم يف‬ ‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫الإم�ساك يف الأمعاء‪ ،‬والتي ميكن �أن ت�ؤدّي �إىل �أثر �سلبي على‬ ‫ب�شرتنا‪.‬‬ ‫لقد ثبت �أنّ الكثري من ال�س ّكر ي�ؤ ّثر �سلبا على اجللد‪ .‬ال�س ّكر يف‬ ‫اجل�سم هو حم�ضي‪ ،‬وي�س ّبب م�شاكل لدينا يف اجلهاز اله�ضمي‪،‬‬ ‫ويوجد بيئة �أكرث مالءمة النت�شار البكترييا ال�س ّيئة يف الأمعاء‪...‬‬ ‫والنتيجة‪ :‬املزيد من البكترييا‪ ،‬واملزيد من ال�سموم‪ ،‬والو�ضع‬ ‫الأ�سو�أ للجلد‪.‬‬ ‫‪ .9‬الكافيني الزائد‬ ‫�أظهرت الدرا�سات �أنّ ‪� 3-2‬أكواب من امل�شروبات التي حتتوي‬ ‫على الكافيني حت ّفز الغدّة النخام ّية‪-‬الق�شركظر ّية ردا على‬ ‫ذلك‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤدّي �إىل زيادة م�ستويات هرمون الكورتيزول‬ ‫يف �أج�سادنا‪.‬‬ ‫وقد ثبت �أنّ زي��ادة �إف��راز الكورتيزول (املعروف �أي�ضا با�سم‬ ‫هرمون التوتّر) ي�ؤدّي �إىل ت�سريع عمل ّية ال�شيخوخة وتلف اجللد‬ ‫لدينا‪ ،‬مبا يف ذلك تر ّقق اجللد‪ .‬وك ّلما كان اجللد رقيقا كنت‬ ‫�أك�ثر عر�ضة لظهور اخلطوط الدقيقة والتجاعيد واجلفاف‬ ‫واملظهر الباهت‪ .‬القهوة هي �أي�ضا م��د ّرة للبول وميكن �أن‬ ‫�صحته �أف�ضل‪،‬‬ ‫جت ّفف اجل�سم‪ .‬ك ّلما كان اجل�سم رطبا كانت ّ‬ ‫و�صحة اجل�سم تظهر على اجللد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .10‬احلبوب الغن ّية باجللوتني‪:‬‬ ‫اجللوتني هو بروتني يف القمح واحل��ب��وب الأخ���رى‪ .‬لكن من‬ ‫املفارقات �أنّ مئات املاليني من البالغني يف العامل لديهم �شكل‬ ‫من �أ�شكال احل�سا�س ّية من اجللوتني �أو القمح‪.‬عندما يكون‬ ‫لدينا التهاب يف �أج�سامنا‪ ،‬ف�إ ّنه غالبا ما يظهر يف جلدنا‪،‬‬ ‫وعندما يقوم الأ�شخا�ص بتقليل تناول اجللوتني‪ ،‬يحدث دائما‬ ‫وال�صحة العا ّمة‪».‬‬ ‫حت�سّ ن ملحوظ يف الب�شرة‬ ‫ّ‬ ‫ميكن �إجراء اختبار احل�سا�س ّية للجلوتني من قبل معظم الأط ّباء‬ ‫‪ .‬وت�شمل بع�ض الأطعمة التي ينبغي جت ّنبها عند وجود تلك‬ ‫احل�سا�س ّية املعكرونة واخلبز والب�سكويت‪ ،‬واحللو ّيات والكعك‬ ‫وال�شوفان‪ ،‬والبيتزا والبرية وال�شعري واحلنطة‪.‬‬


‫حيـــاة‬

‫وما أولئك بخياركم»‪!..‬‬ ‫منال الدغيم‬

‫تثور الكلمات و حتتقن امل�لام��ح‪ ،‬وترتفع الأ���ص��وات ويختلط‬ ‫�صراخ ال��زوج ببكاء الزوجة ونحيب ال�صغار‪ ،‬ويكون الف�صل‬ ‫أنت طالق ‪!..‬‬ ‫الأخري يف هذه امل�شاجرة ‪ِ � :‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ي�صبح الطالق (ع�صا) غليظة يهوي بها الزوج على‬ ‫كاهل الزوجة‪ ،‬وقد يكون من قبل ذلك قد ع َّلق هذه الع�صا على‬ ‫ل�سانه‪ ،‬يهدّد بها زوجه ويخ ّوفها يف ك ّل حني‪ ،‬فيغدو الطالق‬ ‫ر�أ�س ًا للم�شكالت ال ح ًال لها‪ ،‬و(م��ا �أولئك بخياركم ) ‪.‬منح‬ ‫ال�شارع الرجل حقّ الطالق ب�صفته الق ّيم على الأ�سرة وامل�شرف‬ ‫على م�ؤ�سّ �ستها‪ ،‬ف�إذا وجد �أنّ ا�ستمرار احلياة الزوج ّية متع ّذر‬ ‫ل ّأي �سبب بعد ا�ستيفاء و�سائل الإ�صالح‪ ،‬كان الت�سريح ب�إح�سان‪،‬‬ ‫لع ّل اهلل تعاىل �أن يغني ك�� ّل ط��رف من �سعته وف�ضله ‪ ،‬بدل‬ ‫اال�ستمرار يف عالقة رّ‬ ‫متعثة تكون عبئ ًا على املرء و�صارفة له‬ ‫عن ح�سن اال�ستخالف يف الأر�ض‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك فلم ي�س ّد ال��ط��رق كذلك �أم���ام امل���ر�أة �إذا �أرادت‬ ‫االنف�صال مب�س ّوغه‪ ،‬ف�شرع لها التفريق عند الق�ضاء ب�سببه‪� ،‬أو‬ ‫اخللع‪ ،‬ك ّل ذلك مع التذكري ب�أ ّال ين�سى الزوجان ما كان بينهما‬ ‫من ف�ضل ومعروف‪.‬‬ ‫حني نتجاوز ركام الواقع امل�ؤ�سف و�أفعال بع�ض الرجال اخلاطئة‬ ‫�إىل �صورة الطالق النا�صعة يف �أ�صل الت�شريع‪� ،‬سنجد �سم ّوا يف‬ ‫ال�صورة ورحمة يف التفا�صيل‪ ،‬ي�أ�سرك بقدره العجب ‪ ..‬كيف‬ ‫يغيب هذا (النور) عن الرجل حني يتّخذ الطالق يف ل�سانه‬ ‫(نار ًا) ي�صلي بها �أ�سرته ليل نهار ‪ ..‬حتّى يقع احلريق !‬ ‫�أ ّول ما يلفت نظرك يف �أحكام الطالق التي بينها اهلل ع ّز وج ّل‬ ‫بتف�صيلها يف كتابه‪ ،‬تبيان ًا ل�ش�أنها وخطرها و�أه ّميتها‪ ،‬هو‬ ‫الت�أكيد على �أمر التقوى يف ثناياها والوعد بعاقبة ح�سنة ملن‬ ‫�أذعن و�أطاع‪ ،‬وك�أنّ احلديث عن ج ّنة �أو نار‪ ،‬ولي�س عن حكم‬ ‫فقهي فرعي‪ ،‬فت�أ ّملوا يف �سورة الطالق‪َ } :‬وا َّت ُقوا اهلل َر َّب ُك ْم{‪..‬‬ ‫هلل َف َق ْد َظ َل َم َنف َْ�سهُ{ ‪-‬الطالق‪َ } ،-1 :‬ذ ِل ُك ْم‬ ‫} َ َمن َي َت َع َّد ُحدُو َد ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫هلل َوا ْل َي ْو ِم ال ِآخ ِ��ر{ ‪-‬الطالق‪،-2 :‬‬ ‫وع ُظ ِب ِه َمن َكانَ ُي� ِؤمنُ ِبا ِ‬ ‫ُي َ‬ ‫وغريها من الآيات‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫ّثم �إنّ الطالق يف ال�شرع لي�س كلمة ملتهبة تلقى بعد م�شاجرة‬ ‫حامية قد � ّأجج ال�شيطان نريانها‪ ،‬بل �إنّ �أوىل خطوات العالج‬ ‫للم�شكالت الأ�سر ّية تكون داخل البيت ‪ ،‬وقبل ذلك الت�أكيد على‬ ‫ال�صرب واملوازنة بني املحا�سن وامل�ساوئ } َف ِ���إن َك ِر ْه ُت ُموهُ نَّ‬ ‫َف َع َ�سى �أَن َت ْك َرهُ و ْا َ�ش ْيئ ًا َو َي ْج َع َل اهلل ِفي ِه َخيرْ ًا َك ِثري ًا{ ‪-‬الن�ساء‪:‬‬ ‫‪ّ ،-19‬ثم ب�إر�سال حكمني من الأهل }�إِن ُي ِريدَ ا �إِ ْ�ص َالح ًا ُي َو ِّف ِق‬ ‫اهلل َب ْي َن ُه َما{‪.‬‬ ‫طهر‬ ‫ف�إن تع�سّ ر التوفيق كان التطليق ال�س ّني امل�شروع يف وقت ٍ‬ ‫مت�س فيه‪ ،‬مع ما لهذا التوقيت من �آث��ار نف�س ّية‬ ‫للزوجة مل ّ‬ ‫واجتماع ّية على الزوجني‪ ،‬فيقع الطالق بلفظة واحدة‪ ،‬تتبعها‬ ‫فرتة العدّة وفيها �إمكان املراجعة‪ ،‬متكث فيها الزوجة يف بيت‬ ‫الزوج ّية وجوب ًا } َل َع َّل َ‬ ‫اهلل ُي ْح ِد ُث َب ْعدَ َذ ِل َك �أَ ْمر ًا{ ‪-‬الطالق‪:‬‬ ‫‪ ،-1‬مع �إلزام الزوج فيها بالتبعات املال ّية من ال�سكنى والنفقة‪.‬‬ ‫ف�إذا انتهت العدّة دون رجع ٍة وحتتَّم الفراق‪ ،‬كان على الزوج‬ ‫�أن يدفع – وجوب ًا على القول الراجح – متعة مال ّية للمط ّلقة‬ ‫لك�سرها}ح ّق ًا َع َلى المْ ُ َّت ِقنيَ{ ‪-‬البقرة‪:‬‬ ‫تطييبا خلاطرها وجربا‬ ‫َ‬ ‫إح�سان �أيمّ ا �إح�سان‪.‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ت�سريحا‬ ‫أخري‬ ‫ل‬ ‫‪ ،-241‬ليكون الف�صل ا‬ ‫ٍ‬ ‫كما �أنّ ما يتبع الطالق ع��ادة من م�شكالت ح�ضانة الأبناء‪،‬‬ ‫�سنجد بيان ًا �سامي ًا لها يف ال�شرع ‪ ،‬ب�أن يكون ال�صغري والكبري‬ ‫يف ح�ضانة الأ�صلح لهما‪ ،‬مقابل �أ ّال يحرم الآخر من حقّ الزيارة‬ ‫والر�ؤية‪ ،‬يف حفظ تا ّم حلقّ الأبوين على الأبناء بالربّ وال�صلة‪.‬‬ ‫ما ذكرت �آنف ًا من الأحكام قد ورد يف القر�آن الكرمي �صريح ًا‬ ‫مف�صّ ًال‪ ،‬وما حوت كتب ال�س ّنة من ال�سم ّو واخللق يف �أحكام‬ ‫الطالق �أ�ضعاف ذلك‪.‬‬ ‫هذا هو الطالق الذي �شرعه اهلل تعاىل لعباده‪ ،‬ت�شريع رحيم‬ ‫وح ّل ناجع للحياة الزوج ّية �إذا تع ّذر ا�ستمرارها وان�سدّت طرق‬ ‫الإ�صالح فيها‪ ،‬مع التزام بتقوى اهلل يف ك ّل تفا�صيل �أحكام‬ ‫الطالق‪ ،‬وتعظيم �أمره والوقوف عند حدوده‪ ،‬ويظ ّل رغم ك ّل‬ ‫الرقي ح ًّال �أخري ًا وحال ًال بغي�ض ًا �إىل ال�شارع احلكيم !‬ ‫هذا ّ‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬

‫‪67‬‬


‫‪68‬‬

‫العدد ‪ - 270‬رم�ضـ ــان ‪1436‬هـ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.