Iranian Cinema.. 30 years of captivated wings

Page 1

‫السينما‪ ‬اليرانية­‪ ‬فاطمة‪ ‬الصمادي‬

‫السينما اليرانية ‪..‬ثلثون عاما من التحليق‬ ‫بأجنحة مقيدة‬ ‫فاطمة الصمادي ‪ -‬طهران‬ ‫يعود دخول أول كاميرا فلمية إلى إيران إلى فترة حكم مظفر الدين شاه‬ ‫‪ ،‬الذي ما لبث أن أعجب خلل سفره إلى فرنسا عام ‪1901‬بآله العرض‬ ‫السينمائي "سينماتوغراف" وأصدر أمرا بشراء واحدة وحملها إلى إيران‪.‬‬

‫مظفر الدين شاه‬

‫ويرى باحثون في السينما اليرانية أن هذا التاريخ شكل انظلقة هامة لهذا‬ ‫الفنى ىعلىى ىالرغمى ىمنى ىبناءى ىأولى ىصالةى ىعرضى ىتأخرى ىإلىى ‪ 1912‬ى‪،‬ى ىوكانت‬ ‫الفلم الغربية تعرض مع ترجمة مكتوبة بالفارسية‪ .‬وتأخر أنتاج أول فيلم‬ ‫حتى العام ‪ 1921‬حيث قدم الرمني اليراني آفانس اوغانيانس أول فيلم‬ ‫سينماةي طويل بعنوان "آبي ورابي" وفي عامى ‪ 1939‬ىقدم عبد الحسين‬ ‫سبنتا أول فيلم إيراني ناطق بعنوان "فتاة اللر" وتم تصويره في الهند‪.‬‬ ‫ولقى الفيلم ترحيبا مهد لصناعة أفلم أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمة الصمادي‬

‫وواجهت السينما اليرانية ركودا ملحوظا مع فترة الحرب العالمية الثانية‬ ‫وتعرضتى ىلرقابةى ىشديدة‪.‬ى ىوبقيتى ىالسينماى ىفيى ىمراحلى ىحضورهاى ىالولى‬ ‫مقتصرة على الطبقة الغنية في المجتمع ولم تلقى رواجا بين العامة ‪،‬‬ ‫كما غاب عن مخرجي تلك الفترة وجود خط فكري واضح وكانت أفلمهم‬ ‫اقتباساى ىعنى ىالفلمى ىالغربيةى ىويستثنىى ىمنى ىذلكى ىسبنتاى ىالذيى ىاهتمى ىبالدب‬ ‫الفارسيى ىوالتمدنى ىاليرانيى ىالقديم‪.‬ى ى ىوشهدى ىعقدى ىالربعيناتى ىمنى ىالقرن‬ ‫العشرين تأسيس عدد من شركات النتاج السينمائي لكنها كانت منصبة‬ ‫في أهدافها على تحقيق الربح ولذلك جاءت الفلم خالية من المحتوى‬ ‫ولرضاء الجمهور ‪ .‬ولم يمنع ذلك من ظهور موجة جديدة من المخرجين‬ ‫اليرانيين الذين شكل ظهورهم موجة ثقافية جديدة في السينما اليرانية‬ ‫ومنى ىأبرزهمى ىصاموائيلى ىخاجيكيانى ىوفرحى ىغفاريى ىوإبراهيمى ىجلستان‬ ‫ومسعودى ىكيماييى ىوداريوشى ىمهرجوييى ىوعليى ىحاتميى ى‪،‬ى ىوقدمواى ىأفلم‬ ‫ابتعدت ولو جزئيا على هدف إرضاء الجماهير‪.‬‬ ‫وشكل تأسيس مركز تنمية الطفال والشباب عامى ‪ 1969‬ىفرصة مناسبة‬ ‫لتأخذ السينما الثقافية شكلها في إيران وذلك بدعم من اليونسكو وتم‬ ‫تدريب عدد من المخرجين في أوروبا ‪ .‬ومهد ذلك لموجة من السينما‬ ‫الثقافية وقلل من إهتمام العامة بأفلم الجنس والعنف التي كانت تعرض‬ ‫بكثرة في تلك الفترة‪.‬‬ ‫ولعبى ىمخرجونى ىمنى ىأبرزهمى ىسهرابى ىشهيدى ىوعباسى ىكيارستميى ىوناصر‬ ‫تقواي وأمير نادري دورا كبيرا في النأي بالسينما اليرانية عن هدف الربح‬ ‫المادي ومهدوا لها لتخطو خطوات مهمة في المستقبل وكان ذلك في‬ ‫الفترة التي سبقت الثورة السلمية بزعامة الخميني بسنوات قليلة‪.‬‬

‫سنوات الثورة الولى‬ ‫وشهدتى ىالسنواتى ىالولىى ىمنى ىالثورةى ىغيابى ىالضوابطى ىوالطرى ىالواضحة‬ ‫لصناعة الفلم ‪ ،‬ومرت السينما اليرانية بوضع غير مستقر ‪.‬‬ ‫وفي العام ‪ 1984‬تم اقرار ضوابط تنسجم مع أفكار الثورة لتحكم العمل‬ ‫السينمائي‪ ،‬وأصبحت موضوعات الجنس والعنف محرمة بشكل قاطع ‪،‬‬ ‫وتم مصادرة عدد كبير من الفلم ودور النتاج ‪ ،‬وبدأت دورة رقابة من‬ ‫نوع آخر في حياة السينما اليرانية‪ .‬ومع القيود الجديدة نجح مخرجون‬ ‫منهم كيارستمي وبيضايي ومهرجويي وعدد من الشباب في تلك الفترة‬ ‫‪2‬‬


‫السينما‪ ‬اليرانية ­‪ ‬فاطمةي‪ ‬الصماديي‬

‫أمثالى ىمحسنى ىمخملبافى ىوإبراهيمى ىحاتميى ىوجعفرى ىبناهيى ىومجيدى ىمجيدي‬ ‫بإيجاد تحول إيجابي فيى سيرى هذاى الفن ‪ ،‬وتمى طرحى موضوعات جديدة‬ ‫بأبعادى ىفلسفيةى ىإنسانيةى ىساهمتى ىفيى ىإيصالى ىعددى ىمنى ىالفلمى ىاليرانية‬ ‫للمهرجانات العالمية‪.‬‬

‫المخرج عباس كيارستمي حضور مميز في المهرجانات العالمية‬

‫بداية الثورة من فريق وصفه بأنه صاحب نظرة ضيقة وينظر إلى السينما‬ ‫بشكلى ىسطحيى ىويريدونى ىانهاءها‪،‬ى ىوقالى ىورجاوندى ىفيى ىرسالةى ىنشرتها‬ ‫الصحف اليرانية أن "هذا الفريق كان يتعاون دون أن يعرف مع نظام‬ ‫الشاه عندما أقدم على حرق عدد من دور السينما"‪.‬‬ ‫وحكمت هذه الرؤية المؤيدة للسينما والمنفتحة ثقافيا الشهر الولى من‬ ‫عمر الثورة ‪ ،‬وهو ما عبر عنه أول مدير للدارة العامة للسينما بعد الثورة‬ ‫محمدى ىعليى ىنجفيى ىعندماى ىصرحى ىأنى ى"الرقابةى ىعلىى ىالسينماى ىلنى ىتكون‬ ‫موجودةى ىبأيى ىشكلى ىمنى ىالشكال‪..‬ولكنى ىبالتأكيدى ىسنتصدل ىللبتذالى ىبقوة‬ ‫ولن نعطي الذن بأن يكون الجنس والعنف وسيلة لتعبئة جيوب التجار‪،‬‬ ‫أما إن كانت هذه الموضوعات تخدم موضوع الفلم فل مشكلة فيها"‪.‬‬ ‫وفي مقابل هذه النظرة المنفتحة كان يقف تيار متشدد يدعو إلى تعطيل‬ ‫السينما ‪.‬أما المام الخميني فقد أصدر أمرا بالرقابة على الفلم وعدم‬ ‫السماحى ىلشخاصى ىوصفهمى ىبغيرى ىالملتزمينى ىأنى ىيسيطرواى ىعلىى ىالسينما‬ ‫وأعتبر ذلك ضرورة؟‬ ‫‪3‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمة الصمادي‬

‫وشهدتى ىإيرانى ىفيى ىالعامى ‪ 1981‬ىماعرفى ىبالثورةى ىالثقافيةى ىوهوى ىمارتب‬ ‫تعطيل الجامعات ووضع وسائل العلم ى ودور النشر تحت رقابة الدولة‬ ‫وعبر الخميني عن ذلك بالقول "سنقوم بتنقية الراديو التلفزيون والسينما‬ ‫من الفساد وسنضع ذلك كله في خدمة السلم"‪.‬‬ ‫وشيئا فشيئا كانت موجة التنقية هذه تعني سيطرة الدولة على السينما‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬ويؤخذ على هذه الفترة منع الكثير من الفنانين من العمل‬ ‫تحتى ىعناوينى ىمختلفةى ىمنهاى ىدعمى ىنظامى ىالشاهى ىالمخلوعى ىوترويجى ىالمفاهيم‬ ‫الغربية الفاسدة وإشاعة الفحشاء ‪.‬‬ ‫وأدىى ىذلكى ىإلىى ىشللى ىفيى ىالعملى ىالسينمائيى ىمماى ىدفعى ىوزارةى ىالثقافة‬ ‫واالرشاد لمراجعة الكثير من الفلم المنتجة في السابق وأعطي بعضها‬ ‫الذن بالعرض‪.‬‬ ‫كانت عبارة "مخالفة المعايير السلمية" كافية لمنع الفلم وذلك لغياب‬ ‫مقرراتى ىمكتوبةى ىتحكمى ىالرقابةى ىعلىى ىالسينماى ى‪،‬ى ىوأدىى ىذلكى ىإلىى ىتوقف‬ ‫مخرجين كثر عن العمل وهجرة بعضهم للعمل السينمائي بالكامل‪.‬‬

‫وزادى ىمنى ىأزمةى ىالفنانينى ىفيى ىتلكى ىالفترةى ىوجودى ىجناحى ىافراطيى ىيرىى ىأن‬ ‫السينما والمسرح فن مخالف لمباديء السلم ودعا إلى منعه بالكامل‬ ‫لكن ذلك لم يكن أمرا سهل ىوتشكلت في إيران قناعة جديدة تؤكد أن‬ ‫إلغاء هذه الفن ليس بالمر الهين وسيكون له تبعات إجتماعية وأقتصادية‬ ‫كبيرة‪ .‬وأعلنت وزارة الثقافة أنها الجهة المخولة بإصدار إذن انتاج وتوزيع‬ ‫العمال السينمائية‪ .‬وأدت ادارة ملف السينما في السنوات الولى من‬ ‫الثورة إلى خلو صالت العرض‪.‬‬

‫وفي منتصف العامى ‪ 1982‬ىبدأت الحكومة اليرانية برنامجا موسعا لحياء‬ ‫صناعةى ىالسينماى ى‪،‬ى ىوتحتى ىعنوانى ى"القيمى ىالسلميةى ى"ى ىقامتى ىالكثيرى ىمن‬ ‫المؤسساتى ىبانتاجى ىالفلمى ى‪،‬ى ىوشرعى ىعددى ىمنى ىالمخرجينى ىالشبابى ىالذين‬ ‫حظيواى ىبثقةى ىالثورةى ىبالعملى ى ىودفعواى ىبأولىى ىافلمهمى ىإلىى ىالعرض‪.‬ى ىويرى‬ ‫الناقد مجيد إسلمي أن ذلك العام شكل نقطة تحول لسينما مابعد الثورة‬ ‫‪ ،‬وأعلنت الحكومة عن سياسة جديدة للسينما ‪ ،‬وأهم ما ورد فيها أن‬ ‫‪4‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمةى الصماديى‬

‫السينما تتجاوز في وظيفتها الموعظة والتبليغ ‪ ،‬ويجب أن تهتم بجوانب‬ ‫جديدةى ىمنهاى ىالترفيهى ى‪.‬ى ىوتلخصتى ىطريقةى ىالتعاملى ىالجديدةى ىب"النظارة‬ ‫والهداية والحماية"‪ ،‬واتضحت الضوابط التي تحكم العمل السينمائي‪.‬‬ ‫وحددت وزارة الرشاد مجموعة من الهداف أبرزها ‪:‬‬ ‫­رفع مستوى النتاج ليصل إلى ‪ 60‬فيلما في السنة‬ ‫­الحيلولة دون دخول أفلم خارجية تتعارض والثقافة السلمية‬ ‫­انتاج أفلم جذابة وذات قيمة‬ ‫­كشف المواهب الشابة وتشجيعها‬ ‫وأتت هذه الصلحات ثمارها اذ شهد العام ‪ 1984‬انتاج ‪ 40‬فيلما سينمائيا‬ ‫وتضاعف عدد رواد دور العرض‪.‬‬

‫رفع الحرمة عن السينما‬ ‫ويرى الكثير من الباحثين أن تحرير السينما من الحرمة الدينية كان من‬ ‫نتائج الثورة السلمية ‪ ،‬فالكثير من سكان القرى والمدن الصغيرة لم‬ ‫يخطوا خطوة واحدة نحو صالت العرض أما المدن الكبيرة فكان الرواد‬ ‫ممنى ىيوصفونى ىبضعيفيى ىاليمانى ى‪.‬ى ىورأىى ىالكثيرى ىمنى ىالناسى ىأنى ىابقاء‬ ‫حكومتهم السلمية على السينما دليل على شرعيتها ‪ .‬وعزز ذلك من‬ ‫إيجاد ألفة بين الجمهور والسينما بصورة لم توجد من قبل ‪ .‬وترى الكاتبة‬ ‫والستاذةى ىفيى ىكليةى ىالفنونى ىفيى ىجامعةى ىطهرانى ىنغمةى ىثمينيى ىأنى ىالعنوان‬ ‫السلميى ىشجعى ىالكثيرى ىمنى ىالعائلتى ىعلىى ىالسماحى ىلبنائهمى ىوخاصةى ىمن‬ ‫الفتيات على زيارة السينما وهو ماعزز من مكانة هذا الفن في المجتمع ‪.‬‬ ‫ووصل ذلك إلى مدينة قم التي لم يسمح سكانها قبل الثورة بوجود دار‬ ‫للسينما حيث قاموا باحراقها عامى ‪ 1969‬ىعقب افتتاحها مباشرة ‪ ،‬واليوم‬ ‫يوجد اربع دور للعرض السينمائي ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫السينما‪ ‬اليرانية ­‪ ‬فاطمةي‪ ‬الصماديي‬

‫الرئيس‪ ‬محمد‪ ‬خاتمي‬

‫مع تولي محمد خاتمي وزارة الرشاد عام ‪ 1985‬بدأ العمل لحياء صناعة‬ ‫السينماى ىودعيى ىالمخرجونى ىالقداميى ىللعودةى ىلعملهمى ىالسينمائيى ىووعدت‬ ‫الوزارة بتخفيف القيود لتمكين المخرجين ذوي التوجهات المختلفة من‬ ‫العمل‪ .‬ولم ينهي الوعد بتخفيف القيود مشاكل العمل السينمائي وأصبح‬ ‫المخرجون اليرانيون كما وصفهم المخرج بهرام بيضايي "يحلقون بأجنحة‬ ‫مربوطة"‪.‬ى ىوتعرضتى ىافلمى ىبيضاييى ىالولىى ىللمنع‪.‬ى ىواستطاعى ىفيى ىالعام‬ ‫‪ 1985‬ىأن يقدم فيلمه المميز "باشو الغريب الصغير" ليدلل بذلك على‬ ‫قدرة السينما اليرانية على تقديم أفلم جيدة وجذابة‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫السينما‪ ‬اليرانية­‪ ‬فاطمة‪ ‬الصمادي‬

‫المخرج‪ ‬بهرام‪ ‬بيضائي‬ ‫ورغم مارافق العلقة بين وزارة الرشاد والمخرجين من الجدال الدائم‬ ‫مع والضغطى ى والتضييقى وممارسة الرقابة الذاتية فإنه يمكن القولى أن‬ ‫السينماى ىاليرانيةى ىشهدتى ىفيى ىتلكى ىالفترةى ىتقديمى ىأفلمى ىتعدى ىعلماتى ىفي‬ ‫مسيرتها خلل الثلثين عاما الماضية ‪.‬‬ ‫وقدمى ىاميرى ىنادریى ىرغمى ىالظروفى ىالقاسيةى ى ىفيلمهى ىالمميز"ى ىالعداء"ى ىعام‬ ‫‪ 1985‬ىوتبعهى ىبفيلمى ىليقلى ىأهميةى ىوحملى ىعنوانى ى"ماءى ى‪،‬ى ىريحى ى‪،‬ى ىترابى ى"ى ى‪،‬‬ ‫ووصل الفيلمان بصعوبة إلى العرض لكنهما لقيا ترحيبا في المهرجانات‬ ‫العالمية وكانا مبعث افتخار للسينما اليرانية‪.‬‬ ‫وأدخل المخرج داريوش مهرجويي الكوميديا إلى السينما بعد أن كانت‬ ‫غائبة عنها وقدم عام ‪ 1987‬فيلما كوميديا اجتماعيا بعنوان "المستأجرون"‬ ‫واستغل أقصى الحدود المسموحة لممارسة النقد‪ .‬وأتبعه بفيلم "هامون"‬ ‫الذيى ىاضافةى ىجديدةى ىخاصةى ىفيماى ىيتعلقى ىبالقيودى ىالمفروضةى ىعلىى ىتصوير‬ ‫المرأة‪.‬‬ ‫وأستطاع عباس كيارستمي أن يقدم أول أفلمه السينمائية الطويلة عام‬ ‫‪ 1987‬ىوجاؤء بعنوان مقتبس من قصيدة للشاعر سهراب سبهري "أين‬ ‫بيت الصديق "‪.‬وخلل السنوات التي تبعت ذلك أصبح كيارستمي من أهم‬ ‫السماء الخراجية في إيران ولقي ترحيبا عالميا كبيرا‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫السينما‪ ‬اليرانية­‪ ‬فاطمة‪ ‬الصمادي‬

‫فيلم"‪ ‬أين‪ ‬بيت‪ ‬الصديق"‪ ‬أول‪ ‬فيلم‪ ‬سينمائي‪ ‬طويل‪ ‬للمخرج‪ ‬كيارستمي‬

‫وتمكن المخرج ناصر تقوايي الذي عانى من الرقابة قبل الثورة وبعدها‬ ‫من تقديم فيلمه "ربان الشمس"في العام ‪. 1987‬‬ ‫وشهدت السنوات الولى للثورة ورود نسل جديد من المخرجين ‪.‬ولعب‬ ‫على جاكان ومحسن مخملباف وكيانوش عياريوأبو الفضل جليلي وجعفر‬ ‫بناهيى وبوران درخشندهى ورخشان بنيى اعتماد وغيرهمى دوراى كبيراى ى في‬ ‫الرتقاءى ىبإسمى ىالسينماى ىاليرانيةى ى‪،‬ى ىوبداى ىهذاى ىالجيلى ىأكثرى ىقدرةى ىعلىى ىفهم‬ ‫المقرراتى ىوالمحظوراتى ىوالتعاملى ىمعه‪.‬ى ىوقدمى ىعليى ىجاكانى ىفيلمه‬ ‫"الفرس" الذي يتحدث بصورة مؤثرة حول ظروف الحياة القاسية للنساء‬ ‫القرويات‪ .‬وجاء فيلم "الجرب" لابوالفضل جليلی عام ‪ 1987‬حامل نظرة‬ ‫عميقة ناقدة للمجتمع ‪ /‬وتعرضت أفلمه اللحقة للرقابة والمنع‪.‬‬ ‫وسجلى ىالمخرجى ىکامبوزياى ىبرتویى ىحضوراى ىخلقاى ىعلىى ىصعيدى ىفيلمى ىالطفل‬ ‫وقدم في العام ‪ 1989‬فيلم "السمكة" ولقى ترحيبا دوليا‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمة الصمادي‬

‫نهاية الحرب ‪..‬مرحلة جديدة‬ ‫ومع انتهاء الحربى العراقيةى اليرانية ىجاءت ىحكومة أكثرى ىاعتدال ىوسعت‬ ‫للعودة بالناس إلى الحياة الطبيعية والتعافي من نتائج الحرب القاسية ‪،‬‬ ‫وهوى ىماتركى ىأثرهى ىعلىى ىالحياةى ىالعامةى ىوشهدتى ىالجواءى ىالثقافيةى ىوالدبية‬ ‫رونقا لم تشهده من قبل ‪ ،‬وازداد عدد الكتب والنشريات ‪ ،‬وأقبل الناس‬ ‫على المسرح والسينما رغم الوضاع القتصادية السيئة ‪.‬‬ ‫وشجع الصلحيون السينما على انتاج أفلم تلئم مطالب الناس وأبدت‬ ‫وزارةى ىالرشادى ىمرونةى ىكبيرةى ىفيماى ىيتعلقى ىبالفلمى ىالمسليةى ىوهوى ىماجذب‬ ‫الناس إلىى السينما‪ .‬كما تم تشجيعى انتاج المسلسلت التلفزيونية وبناء‬ ‫المراكزى ىالثقافيةى ىالشبابيةى ىوزادى ىعددى ىالشبكاتى ىالتلفزيونيةى ىإلىى ىخمس‬ ‫قنواتى ىتبثى ىالكثيرى ىمنى ىالفلمى ىوالمسلسلتى ىوالبرامجى ىالمسليةى ىبعدى ىأن‬ ‫كانت مقتصرة على الدينية منها ‪ ،‬وهو ما أعتبره بعض المتشددين علمة‬ ‫على النهيار أمام الهجمة الثقافية ‪.‬‬

‫حضور في المهرجانات‬ ‫وتركت المهرجانات السينمائية سواء في إيران وخارجها أثرا كبيرا على‬ ‫مسيرةى ىالسينماى ىاليرانيةى ى‪،‬ى ىوأصبحى ىمهرجانى ىالفجرى ىالسينمائيى ىحدثاى ىفنيا‬ ‫مهماى ىيجريى ىكلى ىعامى ى‪،‬ى ىوساهمى ىفيى ىتقوةى ىعلقةى ىالناسى ىوخاصةى ىالفئات‬ ‫الشابة بهذا الفن‪.‬‬ ‫وحققت الفلم اليرانية نجاحا ملحوظا في المهرجانات العالمية وبلغت‬ ‫قمة نجاحها في العمى ‪ 1997‬ىعندما فاز فيلمى المخرج عباس كيارستمي‬ ‫"طعم الكرز " بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الفرنسي ‪.‬وسبق‬ ‫ذلك أن منح كيارستمي جائزة روبرتو روسيليني في المهرجان نفسه عن‬ ‫مجموعى ىأعمالهى ىفيى ىالعامى ‪ 1992‬ى ىوفيى ىالعامى ىنفسهى ىحصلى ىعلىى ىجائزة‬ ‫فرانسوا تروفو في مهرجان جيفوني اليطالي‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمةى الصماديى‬

‫جعفر بناهي‬

‫وفاز جعفر بناهي بجائزة الفهد الذهبي عن فيلمه "المرآة" في مهرجان‬ ‫لوكارنو السويسري ‪،‬وجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان الفرنسي‬ ‫عام ‪ 1995‬عن فيلمه الطائرة البيضاء وأحرز في العام ‪ 2006‬جائزة الدب‬ ‫الفضيى ىمنى ىمهرجانى ىبرلينى ىالسينمائيى ىعنى ىفيلمهى ى ىالتسلل"افسايد"ى ى‪.‬و‬ ‫حصل أبو الفضيل جليلي بفيلمه " إحدى القصص الواقعية" على جائزة‬ ‫مهرجان القارات الثلث للسينما في فرنسا عامى ‪ . 1996‬ومنح فيلم أمير‬ ‫نادريى ى"الماءى ى‪،‬الريحى ى‪،‬ى ىالتراب"ى ىالجائزةى ىالكبرىى ىفيى ىمهرجانى ىالقارات‬ ‫الثلث وذلك عام ‪ ، 1989‬وكذلك في العام ‪ 1985‬عن فيلمه "العداء"‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫السينما اليرانية‪ -‬فاطمةى الصماديى‬

‫من فيلم )العدّاء( للمخرج أمير نادري وحصل على جوائز دولية‬

‫ورشحى ىالمخرجى ىمجيدى ىمجيديى ىلجائزةى ىالوسكارى ىعامى ‪ 1999‬ىىعنى ىفيلمه‬ ‫"أطفالى ىالجنة"‪.‬ى ىوحصلى ىعلىى ىالجائزةى ىالخاصةى ىلمهرجانى ىمونتريال‬ ‫السيمائي عام ‪.2001‬‬

‫من فيلم أطفال الجنة لمجيد مجيد ورشح لجائزة الوسكار‬

‫‪11‬‬


‫السينما‪ ‬اليرانية ­‪ ‬فاطمةي‪ ‬الصماديي‬

‫تراجع وأزمة‬ ‫و مع عودة المحافظين إلى الحكم شهدت جهود الصلحين في المجال‬ ‫السينمائي انتكاسة كبيرة ‪ ،‬ويشهد القبال على السينما من قبل عامة‬ ‫اليرانين تراجعا يوما بعد آخر ‪ ،‬وبعد أن وصل عدد رواد السينما في العام‬ ‫‪ 1992‬ىإلىى ‪ 55‬ىمليون شخص تراجع ليصل عامى ‪ 2007‬ىإلى سبعة مليين‬ ‫في طهران وثمانية مليين شخص في كل إيران‪ .‬ويقول استطلع للرأي‬ ‫أنى ‪ % 10‬من مجموع اليرانيين البالغ تعدادهمى ‪ 74‬ىمليون نسمة يرتادون‬ ‫السينما‪.‬‬

‫‪12‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.