Adiwanekamilane

Page 1


‫سرية الشاعر وإنتاجه األدبي‬

‫حممد املسعودي‪ ،‬من مواليد مدينة طنجة سنة ‪ ،5691‬دكتوراه في األدب العربي ‪.5001‬‬ ‫أديب وباحث في الخطاب الصوفي العربي واإلسالمي‪ ،‬ومهتم بالقصة والرواية والشعر‪ .‬رئيس‬ ‫"جمعية ملتقى المتخيل المتوسطي" بطنجة سابقا‪ ،‬وعضو اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬وعدد من الجمعيات‬ ‫الثقافية‪ .‬نشر عددا كبيرا من دراساته ومقاالته النقدية‪ ،‬وإبداعه الشعري والقصصي في مجالت عربية‬ ‫ومغربية مثل‪ :‬أدب ونقد‪ ،‬اآلداب‪ ،‬كتابات معاصرة‪ ،‬الفكر العربي‪ ،‬فكر ونقد‪ ،‬أوان‪ ،‬البحرين الثقافية‪،‬‬ ‫الثقافة المغربية‪ ،‬آفاق‪ ،‬الشعر‪ ،‬االغتراب األدبي‪ ،‬الرافد‪ ،‬الراوي‪ ،‬ألواح‪ ،‬اإلمارات الثقافية ‪ ...‬كما نشر‬ ‫في عدد كبير من المواقع اإللكترونية‪ ،‬منها‪ :‬الكتابة العربية الجديدة‪ ،‬جهات الشعر‪ ،‬الرواية‪ ،‬الروائي‪،‬‬ ‫اتحاد كتاب اإلنترنت المغاربة‪ ،‬البوصلة‪ ،‬اتحاد كتاب اإلنترنت العرب‪ ،‬مؤمنون بال حدود‪ ،‬قاب قوسين‪،‬‬ ‫دروب‪ ،‬نقطة ضوء‪ ،‬المثقف‪ ،‬ميدوزا (محمد أسليم)‪ ،‬الفوانيس‪ ،‬الفوانيس القصصية‪ ،‬الورشة‪،‬‬ ‫اإلمبراطور‪ ،‬نوستالجيا‪ ،‬إيالف‪ ..‬وغيرها‪.‬‬ ‫من مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪ -5‬كتب فردية‪:‬‬ ‫‪ -1‬اشتعال الذات‪ :‬سمات التصوير الصوفي في كتاب "اإلشارات اإللهية" ألبي حيان‬ ‫التوحيدي‪ ،‬دار االنتشار العربي‪ ،‬بيروت‪.0226 ،‬‬ ‫‪ -0‬مدارج البوح والعزلة‪ ،‬ديوان شعر‪ ،‬صدر بطنجة عن منشورات سانوسا‪.0222 ،‬‬ ‫‪ -3‬سانشو بانشا يدخل المدينة‪ ،‬قصص‪ ،‬منشورات اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬الرباط‪.0213 ،‬‬ ‫‪ -4‬تشكيل المتخيل في شعر محمد آدم (األنساق الثقافية وجدلية االستمرار والتفرد)‪ ،‬المجلس‬ ‫األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪.0213 ،‬‬ ‫‪-5‬فتنة التأويل‪ ،‬في قراءة متخيل الرواية العربية الجديدة‪ ،‬دار النايا‪ ،‬دمشق‪/‬سوريا‪.0214 ،‬‬ ‫‪ -5‬كتب جماعية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشعر الغنائي األمازيغي (األطلس المتوسط نموذجا)‪ ،‬تأليف مشترك مع األستاذ بوشتى‬ ‫ذكي‪ ،‬سلسلة كتاب شراع‪ ،‬العدد ‪ ،55‬طنجة‪ ،‬يوليوز ‪.1555‬‬ ‫‪ -0‬الغزل في األغنية األمازيغية‪ ،‬باالشتراك مع األستاذ بوشتى ذكي‪ ،‬المعهد الملكي لألمازيغية‪،‬‬ ‫الرباط‪.0226 ،‬‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -3‬مختارات من الغزل األمازيغي‪ ،‬باالشتراك مع األستاذ بوشتى ذكي‪ ،‬دار االنتشار العربي‪،‬‬ ‫بيروت‪.0226 ،‬‬ ‫‪ -4‬التحديث الشعري في شمال المغرب‪ ،‬في تكريم الشاعر أحمد الطريبق أحمد‪ ،‬مجموعة‬ ‫باحثين‪ ،‬منشورات المركز المتوسطي للدراسات واألبحاث‪ ،‬طنجة‪.0222 ،‬‬ ‫‪ -5‬عبد الصمد العشاب‪ ..‬الذات والظالل‪ ،‬كتاب جماعي‪ ،‬منشورات عبد اهلل كنون للثقافة‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬طنجة‪.0225 ،‬‬ ‫‪-6‬النقد واإلبداع والواقع‪ :‬نموذج سيد البحراوي‪ ،‬مجموعة باحثين وإعداد محمد مشبال‪ ،‬دار‬ ‫العين‪ ،‬القاهرة‪.0212 ،‬‬ ‫‪ -2‬أحمد عبد السالم البقالي‪ ..‬اإلبداع وإشراقاته‪ ،‬كتاب جماعي‪ ،‬منشورات مواسم بطنجة‪،‬‬ ‫وجمعية ابن خلدون بأصيلة‪.0211 ،‬‬ ‫‪ -2‬عبد الكريم غالب‪ ..‬األديب واإلنسان‪ ،‬كتاب جماعي من إعداد عبد الرحيم العالم‪ ،‬منشورات‬ ‫مؤسسة منتدى أصيلة‪.0211 ،‬‬ ‫‪ -5‬تجليات الحنين‪ ،‬في تكريم الشاعر يحيى السماوي‪ ،‬مؤسسة المثقف‪ ،‬سيدني‪ /‬أوستراليا‪،‬‬ ‫دار األهالي‪ ،‬دمشق‪.0225 ،‬‬ ‫‪ -12‬محمد أمنصور‪ ،‬الرواية الرؤيا‪ ،‬منشورات مجموعة الباحثين الشباب في اللغة واآلداب‪،‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬مكناس‪.0210 ،‬‬ ‫‪ -11‬حين يبلغ الشاعر نهر الشعر‪ ،‬تقديم وتحرير د‪.‬فاضل عبود التميمي‪ ،‬دار الحضارة للنشر‪،‬‬ ‫القاهرة‪.0214 ،‬‬ ‫‪ -10‬األوتوبيوغرافي في الشعر المغربي‪ ،‬تنسيق يوسف ناوري‪ ،‬منشورات بيت الشعر‪،‬‬ ‫الرباط‪.0214 ،‬‬ ‫‪ -3‬وله قيد الطبع‪:‬‬ ‫ الكتابة الشذرية في األدب المغربي الحديث‪.‬‬‫‪ -‬شهوة التخييل في الرواية العربية‪ :‬آفاق بالغة جديدة‪.‬‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


‫إهداء‬ ‫إىل ‪:‬‬ ‫زوجيت‬ ‫وأوالدي‪:‬‬ ‫حممد ياسر وآية وأريج‪...‬‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفهرس‬ ‫عتبات ‪.............................................................‬‬ ‫‪ /1‬حل ُ ُم طائر ‪......................................................‬‬ ‫‪ /2‬رؤى يوحنا المسعدان‪.......................................... :‬‬ ‫‪ /1‬رؤيا يوحنا المسعدان األولى ‪..............................‬‬ ‫‪ /2‬رؤيا يوحنا المسعدان الثانية ‪..............................‬‬ ‫‪ /3‬رؤيا يوحنا المسعدان الثالثة ‪................................‬‬ ‫‪ /4‬رؤيا يوحنا المسعدان الرابعة ‪................................‬‬ ‫‪ /3‬هجائية ‪..........................................................‬‬ ‫‪ /4‬حاالت جنون في متاهات الكون‪................................. :‬‬ ‫‪ /1‬عاشق البحر ‪..............................................‬‬ ‫‪ /2‬عاشق الوردة ‪.............................................‬‬ ‫‪ /3‬عاشق المطر ‪.............................................‬‬ ‫‪ /4‬عاشق النجوم ‪............................................‬‬ ‫‪ /5‬اإلرث ‪.......................................................‬‬ ‫‪ /6‬قصائد قصيرة‪ :‬لوعة الطير ‪....................................‬‬ ‫‪ /1‬قصيدة أولى‪ :‬لوعة الطير ‪...............................‬‬ ‫‪ /2‬قصيدة ثانية‪ :‬شكوى طائر ‪..............................‬‬ ‫‪ /3‬قصيدة ثالثة‪ :‬عزلة طائر ‪................................‬‬ ‫‪ /4‬قصيدة رابعة‪ :‬لقاء اليمام ‪..................................‬‬ ‫‪ /7‬أغنية محبة ‪....................................................‬‬ ‫‪ /8‬قواقع فوق الرمال‪............................................. :‬‬ ‫‪ /1‬قوقعة الفجر ‪.............................................‬‬ ‫‪ /2‬قوقعة الشفق ‪............................................‬‬ ‫‪ /3‬قوقعة المساء ‪............................................‬‬ ‫‪ /4‬قوقعة طائر ‪.............................................‬‬ ‫‪ /5‬قوقعة الرغبة ‪............................................‬‬ ‫‪ /6‬قوقعة الغربة ‪............................................‬‬ ‫‪ /7‬قوقعة أفروديت ‪.........................................‬‬ ‫‪ /8‬قوقعة أوفيليا ‪.............................................‬‬ ‫‪ /9‬قوقعة المطر ‪............................................‬‬ ‫‪ /11‬قوقعة فارغة ‪............................................‬‬ ‫‪ /9‬نصوص من أجل حروب افتراضية‪..............................‬‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫عتبات‬ ‫ال تذهب إلى حديقة األزهار!‬ ‫ال تذهب إلى هناك يا صديقي!‬ ‫حديقة األزهار في جسدك‪.‬‬ ‫خد مقعدك فوق ألف بتلة لزهرة لوتس‪،‬‬ ‫و حدِق‬ ‫في الجمال الالنهائي‪.‬‬ ‫)الشاعر الهندي "كبير" القرن ‪ 51‬م(‬ ‫* * *‬ ‫عندما يُختزل العالم إلى غابة سوداء وحيدة في أعيننا األربع المندهشة‪،‬‬ ‫وإلى شاطئ لصغيرين وفيين‪،‬‬ ‫وإلى منزل موسيقي لتجاوبنا الجلي‪،‬‬ ‫فإنني سألقاك‪.‬‬ ‫)آرثر رامبو(‬ ‫* * *‬ ‫ليس للجمال طائفة‬ ‫إنه حر‪.‬‬ ‫)رابندرانات طاغور(‬ ‫* * *‬ ‫أحيانا تأتي الكلمات من تلقاء نفسها‪،‬‬ ‫مثل أوراق الشجر‪،‬‬ ‫الجذور الخفية‪،‬‬ ‫والتراب‬ ‫والشمس‬ ‫والماء‪.‬‬ ‫)يانيس ريتسوس(‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫م طائر‪...‬‬ ‫حلُ ُ‬

‫إلى روح صديقي الشاعر أحمد بركات ذكرى زيارة لطنجة‪..‬‬ ‫صالَة النَوارِسِ‪،‬‬ ‫أَحْمدُ عِندَ البُكورِ يُصّلِي َ‬ ‫وهُو يُمارِسُ عِندَ مَوجِ البَحرِ طَقسَهُ‪.‬‬ ‫يَجُوبُ جُزرَ الحُّلمِ شَوقًا وهَيمَانًا‪..‬‬ ‫يذْرعُ المَاءَ عِشقًا‪..‬‬ ‫تَنْفخُ الرّيحُ فِي سَمعهِ بَراكي َنهَا‬ ‫طرُ هَدِيرهُ‪..‬‬ ‫وال َم َ‬ ‫ّل يسْكُنُ وَهجَ الشَمسِ‬ ‫يَمضِي نَحْوَ ظ ٍ‬ ‫تَعبٌ يَمْضِي‬ ‫وَكأَّنَ مَا ح ْولَه خَيطُ سَالمٍ وَردِيّ‬ ‫مَنسُوجٍ منْ رِضَا الوَالِدينِ‬ ‫وغيْثٍ إالَهيٍ رحِيمٍ‪..‬‬ ‫خشَى السُيوفَ التِي تبرُقُ فِي لَيّلِ اليَمِ‬ ‫الَ ي ْ‬ ‫الَ يَخشَى عُواءَ الذئَابِ‪،‬‬ ‫وَصَهيّلَ الشَياطِين‪.‬‬ ‫تَرتَسمُ فِي عيْنيهِ الضِحكَةُ‬ ‫يَتأ َبطُ المَدَى‬ ‫يَمشِي فَوقَ حَبابِ النَارِ‬ ‫تعِبٌ‬ ‫يمْضِي نَحوَ سِدْرتِه‪،‬‬ ‫نحْوَ سِيرينَةٍ تَقطِنُ عَينَ الشَمسِ‪..‬‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪...‬هكَذا أحْمدُ مُنذُ البُكو ِر‬ ‫يَقْتعدُ صَخرَةَ " الحَافَة " البَحْريَة‪،‬‬ ‫يَتّلُو صَالةَ النوَارسِ‪،‬‬ ‫وَهُو يُمارِس طَقسَهُ‪:‬‬ ‫ألشْياءِ‬ ‫حُّلمَه أّنْ َيعّلُو عّلَى صِفةِ ا َ‬ ‫أّنْ يتَذرَى فِي غُبارِ المّلَكوتِ‪..‬‬ ‫تَقْرعُ فِي رَأسِه أجْراسُ المِحنَةِ‪،‬‬ ‫الَ يَأبَهُ‪،‬‬ ‫ُتسْقطُ طُيورُ الفِتنَة ظِّلهَا عَّليْهِ‪،‬‬ ‫الَ يَأْبهُ‪،‬‬ ‫تَطوفُ بِه غَوايَةُ العَذارَى‪،‬‬ ‫ال يشْعرُ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫يَحّلُم‪..‬‬ ‫يَحّلُم‪..‬‬ ‫لكِنْ‪ ،‬إّنْ مَرَ بِه صَبيٌ يقْفزُ‪،‬‬ ‫أَوْ رآهُ يُداعِب المَوْجةَ العَائدَة إِلى الضِفةِ‪،‬‬ ‫يَحْجّلُ أحْمدُ كطِفّلٍ صَغيرٍ راقِصًا‪،‬‬ ‫وهُوَ يُدندِّنُ نشِيدَهُ الطَيرِي‪.‬‬ ‫طنجة ‪ /‬مرتيّل‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


‫رؤى يوحنا املسعدان‬ ‫‪ /1‬رؤيا يوحنا املسعدان األوىل‪:‬‬ ‫سَقطَ القِناعُ‪،‬‬ ‫مُنذُ سَقطَ النَصيفُ‪،‬‬ ‫فِي يَومٍ منْ أيَامِ العَربْ‪.‬‬ ‫وَلمْ يكَد يَسقُطُ‬ ‫حّتَى تَعرَت عَورَتُهم‪،‬‬ ‫َف َهرَعُوا‪،‬‬ ‫َلّمَا فزِعُوا‪،‬‬ ‫يُدارُونَ َزمْهرِيرَ الخَجلِ‬ ‫ورَاءَ الّشَجرِ‬ ‫والحَجرِ‪،‬‬ ‫َفّمَا بكَتْ عَليْهمُ السَّماءُ‬ ‫والَ اه َّتزَتِ األرْضُ‪،‬‬ ‫ولكِنْ يَا لَلعَجبْ‬ ‫نَاحَ الغُرابُ نوَاحَهُ األَسْودَا‬ ‫وتَسيَدا‪.‬‬ ‫سَقطَ القِناعُ‪،‬‬ ‫وَلمْ يَكدْ َيسْقطُ‬ ‫حَّتَى تدَاعتِ األُممُ إلَى قَصْعةٍ‬ ‫عادَ "حَاميهَا حَرامِيهَا"‪،‬‬ ‫فَاسّْتُبيحَت الّمُقدِماتُ‪،‬‬ ‫وَالّمؤَّخِراتُ‪،‬‬ ‫ألسْواقِ‬ ‫وَالّتهَبتْ فِي ا َ‬ ‫الّمُضَارَباتُ‪..‬‬ ‫سَقطَ النَصيفُ فِي أيَامِ العَجبْ‪،‬‬ ‫وَلمْ يكَ ْد يسْقطُ حّتَى اسّتَّتبْ‬ ‫لَيلٌ مَا لهُ مِن آّخِر‪.‬‬ ‫فَيَا لَيلُ طُل‪َ ...‬وطُل‬ ‫علَى أُمةٍ ضحِكتْ‬ ‫َ‬ ‫جهْلهَا األُممُ‪..‬‬ ‫منْ َ‬ ‫س َقطَ القِناعُ‬ ‫سَقطَ القِناعُ‪.‬‬ ‫حرَ رهْوٌ‬ ‫ماذَا أقُولُ‪ :‬غ ْيرَ أنَ الب ْ‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫وَأنَ القِناعَ تَعرَى‬ ‫وَأنَ النَصيفَ الذِي تبَقَى‬ ‫قد سَقطْ‬ ‫فَانكَّشفَت سَوءَاتٌ‬ ‫‪...‬اّخّْتبأُوا‬ ‫حّتَى اّخّْتبأُوا‪...‬‬ ‫لكِنْ س َقطَ القِناعُ‬ ‫سَقَط القِناعُ‪،‬‬ ‫وَتسيَد الغُرابُ‬ ‫ألسْودَا‪،‬‬ ‫منْذُ نَاح نُواحَهُ ا َ‬ ‫وَتبَغددَا‪،‬‬ ‫‪ ...‬ثُم ت َّمّطَى‬ ‫وَتّمَّطَى‬ ‫حّتَى غَّطَى‬ ‫على ّخِراءٍ امّتَدَ منْ مُحيطٍ أسْود‬ ‫إلَى نَفطٍ أَشدَ اسْوِدادا‪.‬‬ ‫فَيَا أُمةً نَاكَّتهَا كُل األُم ْم‬ ‫سَقطَ نَصِيفكِ منذُ س َقطَ نَصيفٌ‬ ‫فِي يَومٍ منْ أيَامِ‬ ‫العُربِ والعَجَم‪.‬‬

‫‪ /2‬رؤيا يوحنا املسعدان الثانية‬ ‫َلسْتُ يُوسفَ يَا أَبَّتِي‬ ‫لَِأرَى أَح َد عّشَر كَوكَبًا‬ ‫والّشَّمسَ وَالقَّمرَ لِي سَاجِدين‪.‬‬ ‫َلسْتُ يُوسُف ألَعبُر رُؤْيَا‬ ‫ألرْضِ‪.‬‬ ‫مُلوك ا َ‬ ‫َولَكنِي َرأَيتُ‬ ‫أشْيَاءَ َوأَشيَاءْ‬ ‫الَ أسَّمِيهَا ألَنِي‬‫الَ أعْل ُّمهَا كَآدمَ‪-‬‬ ‫تَ ْأ ُكلُ قَاراتٍ سَبعٍ‪،‬‬ ‫وَ َتّشْربُ األَنهَارَ‬ ‫وَالبِحَار‪.‬‬ ‫ألرْضِ‬ ‫و َرأَيْتُ كَوكَبَ ا َ‬ ‫يذُوبُ فِي ال َعّمَاء‪،‬‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


‫أوْ فِي وادٍ سَحيقٍ مِنْ ّخِراءْ‪.‬‬ ‫و َرأَيتُ نَارًا‬ ‫تُضْرمُها نَار‪.‬‬ ‫رَأيْتُ مَا رَأيْ ُ‬ ‫ت‬ ‫فَّمنْ يَعبُرُ رُؤيَّتِي؟‬ ‫مَنْ يُوَاسِينِي فِي هَلعِي‬ ‫ويُنْسينِي فَزعَّتِي؟‬ ‫َلسْتُ يُوسفُ يَا أَبَّتِي‬ ‫َلسْتُ يُوسفَ‪.‬‬ ‫فَك ْيفَ أمُدُ يَدَ الّمَحبَةِ‬ ‫ِإلَى إِّخْوتِي‪،‬‬ ‫المِي؟‬ ‫حَ‬ ‫وَقدْ غَ َدرُوا بِأ ْ‬ ‫لَستُ يوسُفَ‬ ‫ألَتَّمكَنَ منَ األَرضِ‪،‬‬ ‫و ُكلُ مَا علَيهَا ضِدِي‪.‬‬ ‫لسْتُ يُوسفَ ألَلقَى الحُبَ‪،‬‬ ‫حّتَى إِنْ أرْدفَهُ الغَدرُ‪،‬‬ ‫وَكلُ ِنسَاءِ األَرضِ‬ ‫صرْنَ ‪َ -‬كسَالومِي‪ -‬سَواءْ‬ ‫ِ‬ ‫ن برَأسِي‪...‬‬ ‫ُيّطَالبْ َ‬ ‫لسْتُ يُوسُفَ يَا أَبّتِي‬ ‫ألَع ُبرَ الرُؤْيَا‪.‬‬ ‫ألطّْمئِنَ ِإلَى شَيءٍ‪.‬‬ ‫وَلسْتُ يُوسفَ َ‬ ‫َفكَيفَ آوِي إلَى رُكنٍ شَديدْ‪،‬‬ ‫وَقدْ بَاعَني إِّخْوتِي‪،‬‬ ‫و َتكَالَبتْ عَليَ أشْيَاءٌ‪..‬‬ ‫وَأشْياءْ‪،‬‬ ‫ت ْأ ُكلُ قَارَاتٍ سبْعٍ‬ ‫وَ َتّشْربُ األَنْهارَ‬ ‫والبِحَارَ‬ ‫وَتُضْرمُ الكَونَ نَارًا‬ ‫وَنَارْ ‪..‬‬

‫‪ /3‬رؤيا يوحنا املسعدان الثالثة‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪3‬‬


‫جَاءَ الّمسَا ُء‬ ‫َهّمَستِ الّمَدِينةُ فِي أُذنِي‪:‬‬ ‫" قُمْ ‪ ..‬إنَ الصَباحَ قَريبُ‪،‬‬ ‫وَنَجّْمةَ األَبَ ِد هُناكَ تُنَاديكَ‬ ‫عرًا ينّْتظِرُ نُورًا الَ يَحُولُ‪..‬‬ ‫يَا شَا ِ‬ ‫قُمْ ‪ ..‬فَالنُورُ سيَأْتِي والنُورُ‪..‬‬ ‫والظَالمُ‪ُ ..‬كلُ ظَالَمٍ سَيزُولُ‪"..‬‬ ‫جَاءَ ال َّمسَا ُء‬ ‫ألرْضِ‬ ‫ضرِبُ فِي ا َ‬ ‫ّخَرجْتُ أَ ْ‬ ‫قفَارٌ مَا َأرَى‬ ‫الَ عُّشبَ والَ زَهَر‬ ‫سِوَى غيّْمةِ ص ْيفٍ قَاحِلةٍ‬ ‫الَ تَحّْملُ ماءً والَ مَّطرْ‬ ‫ظالَمُ ظَالمٌ‬ ‫وال َ‬ ‫فَأيْنَ النُورُ؟ أيْنَ النُورُ؟‬ ‫هَبطَ ال َّمسَا ُء‬ ‫والصَبَاحُ بَعيدُ‬ ‫أَنَا "الوَحيدُ"‬ ‫أَدْلجُ فِي َب َهّمُوتِ اللَيلِ الكَئِيبِ‪..‬‬ ‫والّمَدِينَةُ ّخَدَعَّتْنِي‬ ‫َوسْوسَتْ فِي نَفْسِي أَحْالمًا الَ تُرَى‪..‬‬ ‫غَرسَتْ فِي رُوحِي أَمَانِي كَسرَابِ بَقيعَةٍ‪،‬‬ ‫لَيْس إِليْهَا مِنْ سَبِيلْ‪،‬‬ ‫َفالَ مَاءَ يُسقَى‬ ‫وَالَ شَرابَ يَعلُ ظَّمأَ العَليلْ‪.‬‬ ‫جَاء ال َّمسَا ُء‬ ‫جَاءَ الّمَساءُ‬ ‫فَأيْنَ وَلَى النُورُ؟!‬ ‫أيْنَ َولَى البَهاءُ؟!‬

‫‪ /4‬رؤيا يوحنا املسعدان الرابعة‬ ‫ُأّفٍ ِللَي ِ‬ ‫ل‬ ‫ُأّفٍ لِل َنهَار‬ ‫مِنْ وَيلٍ‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪4‬‬


‫َنسَجّتْهُ يَدٌ فِي الخَفَا ِء‬ ‫سلَ فِي أَديمِ األَرضِ‬ ‫ا ْن َ‬ ‫و َتّطَاولَ نَحْوَ السَّماءِ‪.‬‬ ‫ُأّفٍ ِللَي ِ‬ ‫ل‬ ‫أّفٍ لل َنهَارِ‬ ‫ُأّفٍ لل َنهَار‬ ‫أّفٍ للَيلِ‬ ‫ن هَباءٍ‬ ‫مِ ْ‬ ‫عَمَ ُكلَ بَهاءِ‪.‬‬ ‫ُأّفٍ لِلنَهارِ‬ ‫ُأّفٍ للَيلِ‬ ‫ُأّفٍ للَيلِ‬ ‫ُأّفٍ لِلنهَارِ‬ ‫مِنْ وَيلٍ‬ ‫عَمَ ُكلَ وَعْرٍ‬ ‫وَعمَ كُلَ سَهلٍ‬ ‫المًا فِي ظَالَمِ‪.‬‬ ‫ظَ‬ ‫فَ​َأ ْمسَى الكَونُ َ‬ ‫وَيْلٌ ِللَي ِ‬ ‫ل‬ ‫وَو ْيلٌ للنَهَارِ‬ ‫مِنْ كُلِ وَيلِ‪.‬‬ ‫الجزائر‪ /‬طنجة‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪5‬‬


‫هجائية‬ ‫يَ َتشَابهُ هَذَا الّطَيفُ الّسَاكِنُ وجْهَ الّرِيحِ‬ ‫ِبّسُورٍ مِنْ سَديمٍ يَّطْوي الّنُجومْ‬ ‫شّرَبُ نُورَهَا‬ ‫يَت َ‬ ‫سطَ الّصَحّرَاءْ‪.‬‬ ‫يُحِيُلهَا حَجّرًا مُلقَى وَ َ‬ ‫جّرَى اليَّنبُوعِ‬ ‫ُيشْبهُ هَذَا الّطَيفُ الكَالحُ الوَا ِقفُ فِي مَ ْ‬ ‫شَوكَةً تَقفُ فِي حُّنْجّرَةِ الّزَمنْ‪.‬‬ ‫ُتشْبِهُ أيُها الكَائنُ المَوتَ‬ ‫وال ُهالَمَ العَليَ‬ ‫وَهَذَا المَدَ ال َكلْبيَ‬ ‫مِنَ ال َقلْبِ إِلَى وَردَةِ الّصَمتِ‪...‬‬ ‫عَجَبًا أ ُيهَا القَاطِنُ فِي موَاس ِم‬ ‫ظلَكَ الشَبَحيْ‪.‬‬ ‫نَارٍ سَيَقّْصفُ مَعدِنَهَا ِ‬ ‫علَى رَاح ِتكَ المِيدُوزيَة‬ ‫كَيْف الَ َتّرْعَى هذِهِ األَيَام المُتجَذِرة َ‬ ‫خ ْمّرِ‪ِ ،‬بمَاءِ الّرَحْمةِ؟‬ ‫بِال َ‬ ‫كَيفَ تَّرقُصُ رقّْصَتَكَ المُخّنَثَةَ ال َبكْماءَ‬ ‫ّسكّْرَى؟‬ ‫علَى أُنشُودَةِ طيّْرٍ أَعْمَى الَ ُيّطّْربُ إِالَ األَقبِيَة ال َ‬ ‫َ‬ ‫وَحوَال ْيكَ تُغّنِي كَائّنَاتُ ال ُبشّْرَى مَالحِمَ سِحّْريهْ‪.‬‬ ‫جمّْرِ َوأَقوَاسًا قُّزحِيَهْ‬ ‫عَجبًا مِنْ طَيفٍ يُّصا ِدفُ لَونَ ال َ‬ ‫كَيفَ الَ يَخْجلُ مِنْ عَورتِه المَوشُومَةِ بِالدَمِ والقَيْح؟‬ ‫كَ ْيفَ ُيهَدهدُ أحْالمَهْ؟ !‬ ‫يَا المَوتُ اسْتُّر وَجْهكَ العَارِي‪.‬‬ ‫يَا المَوتُ استُّرْ وجْهكَ العَارِي‪.‬‬ ‫طّنجة‪ /‬تّنغيّر‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫حاالت جنون يف متاهات الكون‬ ‫(عشاق‪ ..‬وجمانني)‬ ‫إىل الصديق عمراخلليع أخا رائعا قل أن جيود مبثله الزمان‬ ‫‪/1‬عاشق البحر‬ ‫ي َتسَامَى البَحرُ فِي رُوحِه فَرَحًا جَميالَ‪،‬‬ ‫ن علَى الّضِفةِ‪ ،‬يصْرُخُ‪،‬‬ ‫بيْنَما يَمرَحُ المَجْنو ُ‬ ‫يَرْقصُ رقْصًا طَويالَ‪.‬‬ ‫« أيُهَا العَاشِق المَجنُونُ‪،‬‬ ‫ب عشْقهِ‪،‬‬ ‫تَ َمهَل ‪ ...‬إنَ البَحْر يتبَتَل فِي مِحْرا ِ‬ ‫ل‪ ،‬أيُها المفتُونُ‪..‬‬ ‫تَأمَ ْ‬ ‫ل صَ ْمتهُ الحَنونَ‪،»..‬‬ ‫تَأمَ ْ‬ ‫شقِ الهَيْمانِ‪..‬‬ ‫قَال الشَاعرُ للعَا ِ‬ ‫ُترَى أَكانَ ينْصِتُ إليْهِ‪،‬‬ ‫أكَانَ يَراهُ‪ ،‬هُناكَ‪ ،‬أَعْلى الرَبوَةِ‪،‬‬ ‫عنْد نبْعِ المَاءِ العذْبِ‪،‬‬ ‫في ظلِ السَرْوَة الوَحيدَة‪،‬‬ ‫حرَهُ‪ /‬شَاطِئَهْ ؟‬ ‫خّطُ آياتِ شوْقهِ‪ ،‬يرْثِي بَ ْ‬ ‫يُ‬ ‫حكِي اندِثارَ ذِكرَياتِه‪،‬‬ ‫عرَ ي ْ‬ ‫أكَان يُبْصرُ الشَا ِ‬ ‫انْمِحاءَ أياَمهِ‪ ...‬انطِفاءَ نارِ طُفولَتِهِ ؟‬ ‫أكَانَ يرَى البَحْرَ ي ْأكُلهُ إسْفلتٌ ويَذرُوهُ الّزَمانُ ؟‬ ‫كَانَ المَجنُون‪/‬العَاشِق المفْتونُ‬ ‫يُكملُ رَقْصتَهُ الصَاخِبَةَ المَأفونَةَ‬ ‫علَى رَمْلِ الشَاطئِ الحَّزينْ‪...‬‬ ‫عرُ يئِنُ أنينَا‪...‬‬ ‫وَكانَ الشَا ِ‬ ‫فأَيُهمَا جُنَ جُنونَا‬ ‫أ َذِلكَ الذِي يَرقُصُ مفْتونَا‪،‬‬ ‫أمَن اتَكَأ علَى جِذْع سَروَةٍ مَ ْهجورَةٍ بيْن يدَيْ نبعٍ يَتيمْ‪،‬‬ ‫يكُتبُ قصَتهُ الشجيَةَ ؟!‬ ‫جنونُ ؟‬ ‫أيُهمَا المَ ْ‬ ‫أيُهمَا المَجنُونُ ؟‬

‫‪/2‬عاشق الوردة‬

‫بَينَ كَفَيهِ وَ ْردة ذَابلَة‪،‬‬ ‫وَفِي عَينَ ْيهِ اسْتلْقَى الشَجَنُ واسْتكَان‪،‬‬ ‫عَاشقُ وَردَةٍ مفْتُونُ‪...‬‬ ‫جنون‪ ...‬كَان‪،‬‬ ‫سكينٌ وَمَ ْ‬ ‫مِ ْ‬


‫بَينَ رَاحتيْهِ يُمسِدُ فِي حَنَان‪،‬‬ ‫أَيامَ شَ ْوقهِ‪ ،‬ضَياعَ لَيالِيهِ فِي عِشقٍ آفِلِ‪.‬‬ ‫بَ ْينمَا الشَاعرُ فِي صَمتِهِ‪،‬‬ ‫يَ ْرصدُ الحَركَاتِ الوَلهَى‪،‬‬ ‫يَ ْرصدُ العَاشقَ المحّْزُونَ‪،‬‬ ‫يُدبِجُ فِي دِفتَرِهِ سُطُورَ هَوًى سَقّطَ تَحْت ضَربَاتِ الّزَمانِ‪.‬‬ ‫حصِي أَ ْنفاسَ األَسَى الالَعِج فِي كَّفِ المَجنُونِ؛‬ ‫وَبيْنمَا الشَاعرُ يُ ْ‬ ‫الكَّفُ التِي تَربِتُ عَلى وَردَةٍ ذَابلةٍ فِي حُنُوٍ أبدِيٍ‬ ‫كَانَ العَاشقُ يَذرِفُ عِشقَهُ فِي سُكُون‪...‬‬

‫‪/3‬عاشق املطر‬

‫حراءُ‪،‬‬ ‫صَ ْ‬ ‫ل مُ ْمتدٌ إِلَى مَا الَ نِهايَةَ‪،‬‬ ‫رَ ْم ٌ‬ ‫وَعَاشِقُ المَطرِ وَامقٌ‪،‬‬ ‫يَ ْرنُو إِلَى مَطرٍ‪،‬‬ ‫يُطهِرُ رُوحَهُ‪،‬‬ ‫يَغسِلُ جَسدَه‪.‬‬ ‫ق يَرنُو إِلَى عِنَاقٍ تحْتَ المَاءِ‪..‬‬ ‫عَاشِ ٌ‬ ‫ق يلْعَنُ الصَحرَاءَ‪،‬‬ ‫عَاشِ ٌ‬ ‫يَقطَعُ الفَيافِيَ ولَوَاعِجَهُ طَيَ الّضُلُوع‪،‬‬ ‫يَقّضِي األَيَامَ مُتطَلِعًا فِي خُشُوع‪،‬‬ ‫إِلَى الفَّضَاءِ الوَسِيعِ‪،‬‬ ‫يَهفُو إِلَى هُطولِ السَمَاءِ‪،‬‬ ‫يَ ْنتَظِرُ الَذِي يَأتِي والَ يَأتِي‪،‬‬ ‫فِي لَهفَةِ مَجنُونِ‪،‬‬ ‫وَفِي عَ ْينَيهِ سَكنَ الوُجُومُ‪.‬‬ ‫يَا عَاشِقَ المَطَرِ‪ ،‬قَالَ الشَاعرُ‪،‬‬ ‫ث‪...‬‬ ‫تَريَ ْ‬ ‫سرِ طُوفَانًا مِنَ األَمَلِ‪..‬‬ ‫إنَ بَ ْعدَ العُ ْ‬ ‫تَرَيثْ‪...‬‬ ‫سَيَأتِي مَاءٌ كَثِير‪..‬‬ ‫عدَدتَ لهُ فِي هَذَا المَتَاهِ الشَاسِعِ ؟‬ ‫فَمَاذَا أَ ْ‬ ‫كَ ْيّفَ سَتُعانِقُ مَطَركْ ؟!‬ ‫ك ؟!‬ ‫كَيّفَ سَتعَانِقُ قَدرَ ْ‬

‫‪/4‬عاشق النجوم‬

‫جرِ تُومِضُ‪،‬‬ ‫جمةَ الصُ ْبحِ عنْدَ غَلَسِ الفَ ْ‬ ‫رَأَى نَ ْ‬ ‫ثُمَ تَخبُو فِي رِ ْفقٍ وَفِي أَلَقِ‬ ‫رَأَى مَا رَأَى‪ ،‬فَجُنَ عِشْقًا‪،‬‬ ‫حّزُونَا‪..‬‬ ‫وَانّْزَوَى مَ ْ‬ ‫أَ ْبصَرَ فِي عَ ْتمةِ اللَ ْيلِ نُجُومًا وَنُجُوما‪،‬‬


‫فَازْدادَ سُهُوما‪،‬‬ ‫حَ ْيرانُ كَانَ العَاشِقُ المُولَه‪،‬‬ ‫حوَ السَمَاءِ‪،‬‬ ‫يَ ْمّضِي بَينَ الدُرُوبِ مُتطَلِعًا نَ ْ‬ ‫جنُونا‪،‬‬ ‫س‪ ،‬أَ ْو صَارَ مَ ْ‬ ‫ن مَسَهُ مَ ٌ‬ ‫يَتلفَتُ حَوَالَيهِ كَمَ ْ‬ ‫يُسائِلُ نَ ْفسَهُ‪:‬‬ ‫« أَأنَا المَ ْفتُونُ أَ ْم هَذَا الكَ ْونُ الشَّاسِعُ‪ /‬الالَمِعُ‬ ‫أَأنَا اآلفلُ أمْ هَذَا النُورُ البَاهِرُ‬ ‫أَأَنَا الّزَائلُ يَعشَقُ اآلبِدَ‬ ‫أَ ْم هَذَا األبَدِيُ يَ ْعشَقُنِي؟! »‬ ‫كَانَ العَاشِقُ الحَ ْيرانُ‬ ‫يُسَائِلُ ظلَهُ‪،‬‬ ‫ُيسَائِلُ النُجُومَ السَاهِرَة‪،‬‬ ‫وَهِيَ فِي طَريقِهَا تَ ْمّضِي صَامِتَه‪...‬‬ ‫حفلُ ؟!‬ ‫أَتُرَى تُبَالِي بِهذَيَانِه‪ ،‬يَومًا‪ ،‬وَتَ ْ‬ ‫حفلُ ؟!‬ ‫أَتُرَى تَ ْ‬ ‫طنجة‪ /‬مرتيل‬


‫اإلرث‬ ‫إىل عبد اللطيف الزكري صديقا ومبدعا‪...‬‬ ‫إِ ْرثِي وَإرْثُكَ‬ ‫يَا ابْنَ أّمِي‪،‬‬ ‫ن زُجَاجٍ‬ ‫أَ ْبراجٌ ّمِ ْ‬ ‫وَرُخامٍ‬ ‫وَسَخَامٍ‪.‬‬

‫فَالَ الّزُجَاجُ ستَرَ عُريِي وَعُريَكَ‬ ‫والَ الرُخَامُ دَّفَءَ ضُلُوعِي وَضلُوعَكَ‬ ‫وَالغُبارُ أَكدَاسٌ‪..‬‬ ‫أَ ْكداسٌ كَلَستْ جَسَدِي وَجسَدَكَ‬ ‫وَالسَخامُ فِي الرُوحِ تَسّيَدَا‪..‬‬ ‫هَذَا إِ ْرثِي وَإِرثُكَ‬ ‫يَا ابْنَ أّمِي‪،‬‬ ‫فَقُ ْم كَسِ ْر زُجَاجِي‪،‬‬ ‫هَدِم رُخَاّمِي‪،‬‬ ‫وَاّمْسحْ غُبارِي‪،‬‬ ‫وَسخَاّمِي‪.‬‬ ‫ن نَحّيَا فِي البَرَارِي‬ ‫ّمَا أَلذَ أَ ْ‬ ‫ن نُعبَدَا‬ ‫سّيادَا دُونَ أَ ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫فِي أَ ْبراج‬ ‫ّمنْ زُجَاجٍ‬ ‫وأَ ْوهَامٍ‬ ‫وسَوَادٍ‬ ‫طَالَمَا َلهَا وَعَ ْربدَا‬ ‫ن يُقّيَدَا‪..‬‬ ‫دُونَ أَ ْ‬ ‫ن نَرعَى سِ ْربَ الفَراشِ‪،‬‬ ‫حلَى أَ ْ‬ ‫ّمَا أَ ْ‬ ‫ن نَتوَسَد بَّيَاضَ الّزَهَرِ‪،‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫ستّلَ حَرَ األَ ْرضِ ّمِنَ األَ ْرضِ‪،‬‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫الَ ّمِنَ الرُخامِ‪.‬‬ ‫سكنَ الرُوحَ تُرابٌ بَلَلَهُ المَطرُ‪،‬‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫جَمِّيّلٌ أَ ْ‬ ‫س سَودَاءُ‬ ‫خّيْ ٌر ّمِن سَخامٍ بَعثَ ْتهُ أَنفَا ٌ‬ ‫تُلهِبنَا بِسِّيَاطِ القَدرْ‪.‬‬


‫ن تَسكُنَ الرُوحَ رِيَاحٌ هَوجَاءُ‬ ‫جَمِّيّلٌ أَ ْ‬ ‫الَ تُبقِي والَ تَذرْ‪..‬‬ ‫تَهدِمُ أَ ْبراجَ الّزُجَاجِ‬ ‫تَدكُ الرُخَامَ‬ ‫تُطَارِدُ الغُبارَ‬ ‫وَتَ ْمحُو كُّلَ سَخامِ‪.‬‬ ‫قُ ْم يَا ابْنَ أُّمِي‪،‬‬ ‫ن زُجَاجِكَ‪،‬‬ ‫حالّمَكَ ّمِ ْ‬ ‫حَرِ ْر أَ ْ‬ ‫ن زَ ّْمهرِيرِ رُخَاّمِكَ‪،‬‬ ‫ّمِ ْ‬ ‫ن ثِ ْقّلِ غُبارِكَ‪،‬‬ ‫ّمِ ْ‬ ‫ن سَخاّمِكَ‪،‬‬ ‫ّمِ ْ‬ ‫قُ ْم يَا ابْنَ أُّمِي‪،‬‬ ‫ن عِقالِكَ‪،‬‬ ‫ق ّمِ ْ‬ ‫انْطَلِ ْ‬ ‫جرَى النَهرِ الَ يَنتَظِرُ ّمِ ْثلِي وّمِ ْثلَكَ‪..‬‬ ‫فَمَ ْ‬ ‫هَذَا إرْثِي وَإرْثُكَ‪،‬‬ ‫فَإِلَى ّمَتَى يظَّلُ يُطَوِقُ جِّيدِي وَجِّيدكَ؟!‬ ‫طنجة‬


‫قصائد قصرية‪:‬‬

‫إىل إميان‪ :‬جنيت يف زمن الزيف والظالم‬ ‫قصيدة أوىل‪ :‬لوعة الطري‬ ‫شرِيدٌ هُوَ الّطَي ُر‬ ‫َ‬ ‫كُلمَا هَّبَتْ رِيحٌ أَخَذَتْهُ‬ ‫ج ُزرٍ َبعِيدهْ‪،‬‬ ‫ِإلَى ُ‬ ‫صهْدِ صَحَارِي الّتَّتَار‪،‬‬ ‫ِإلَى َ‬ ‫ِإلَى َز ْمهَريرِ ال َقَلقِ‪،‬‬ ‫ِإلَى ُدرُوبِ الّبَوَارِ‪...‬‬

‫هُوَ الّطَيرُ الَ يَهّْتَدِي‬ ‫فِي َمهَّبِ رِيحٍ َلعُوب‬ ‫طَاشَتْ بِهِ نَاحِيَةَ الهَّبَاءِ‪..‬‬ ‫عمَاهُ الغُّبارُ‪،‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫َفمَا عَادَ الجَنَاحُ مِنهُ يَن َّتشِر‪،‬‬ ‫تَاهَ‪ ...‬وَتَاه‪ ...‬وَتَاهْ‪..‬‬ ‫صَاحَ حِينَ طَّمَ لَيلُ القَدَر‪:‬‬ ‫وَيالَهُ‪ ...‬وَيْالهْ‪...‬‬ ‫شرِيد‬ ‫إنِي طَيرٌ َ‬ ‫ّظالَمِ العَنِيدْ‪،‬‬ ‫علَى مَهامِهِ ال َ‬ ‫َ‬ ‫َفكَيفَ المَفَر؟ !‬ ‫كَيفَ المَفَر؟ !‬


‫قصيدة ثانية‪ :‬شكوى طائر‬ ‫سمِعينِي يَا أُمَ الّبَحْرِ‬ ‫الَ ُت ْ‬ ‫صَوتَ اللَيلِ الحَزينِ‪،‬‬ ‫حرُونِ‪..‬‬ ‫الَ ُتسْمعِينِي صَوْتَ الخَيلِ ال َ‬ ‫إنَ الّبَحْرَ يُنادِينِي‬ ‫َفالَ صَوتَ بَعدَهُ ُيّطْربُنِي‪،‬‬ ‫الَ صَوتَ غَيْرهُ ُيشْجينِي‪..‬‬ ‫يَا طَنجَةَ يَا أُمَ لَوعَّتِي‬ ‫وَقِّبلَةَ ظُنُونِي‬ ‫أَنَا الّطَيرُ الذِي طَارَ بِجَنَاحِكِ‬ ‫سَارَ عَلَى مَائِكِ‬ ‫فءِ شِّتائِكِ‬ ‫حَالمًا بِد ْ‬ ‫ظهَا‬ ‫ألرْضُ شُوَا َ‬ ‫ظلٍ يَفيءُ إِليْهِ إِذَا َرمَتِ ا َ‬ ‫َو ِ‬ ‫وَاشْ َّتعَلتْ نَارَا‪..‬‬ ‫الَ ُتسْمعِينِي يَا أُمَ الّبَحْرِ أَنِينِي‪...‬‬ ‫الَ تُسمِعينِي صَوْتِي الَذِي دَفنّْتُهُ فِي الّتُرابِ‬ ‫ألرْضَ‪،‬‬ ‫خ َمشْتُ ا َ‬ ‫َ‬ ‫َزرَعّتُهُ فِي َقلّْبِها‪،‬‬ ‫غرَستُ فَوقَهُ جَّبَالً مِنْ زُبُرٍ وحَدِيدْ‬ ‫وَ َ‬ ‫َفالَ بَعثَ لِألَّمٍ جَدِيدْ‪..‬‬ ‫يَا أُمَ النَهرِ‬ ‫يَا أمَ لَوْعَّتِي‬ ‫وَقِّبلَةَ حَنينِي‪..‬‬ ‫طرابلس‪ /‬طنجة‬


‫قصيدة ثالثة‪ :‬عزلة طائر‬

‫علَى كَّفِي ذاتَ صَباحٍ‪،‬‬ ‫طَائرٌ وَحيدٌ حَّطَ َ‬ ‫بَيْ َنمَا الّسِربُ يَع ُبرُ جِهةَ البَحرِ‪.‬‬ ‫نَقَر أَنَا ِملِي‪،‬‬ ‫الَعبَ خَاتَمِي الّفِّضِيِ‪،‬‬ ‫ثُّمَ غَنَى َقلِيالً‬ ‫ق ْبلَ أنْ يَت ُركَنِي‬ ‫فِي وحْشتِي‬ ‫شكِ الّذَهَبي‪/‬الّطَري‪.‬‬ ‫عِ‬ ‫أَحلُّم بِحُّضنِ ُ‬

‫قصيدة رابعة‪ :‬لقاء اليمام‬ ‫سَتُغنِينَ لِي هّذَا ال َمّسَاء‪،‬‬ ‫عَنْ مَّطرِ اللَيَالِي الحَزينَة‪،‬‬ ‫عَنْ هَديرِ الرَعدِ‪،‬‬ ‫عَنْ صَخَبِ الموْجِ فِي ال َبعِيد‪،‬‬ ‫عَن انْتقَالِكِ بيْنَ الغُصُون‬ ‫فِي غَلسِ ال ُع ْزلَة‪.‬‬ ‫سَتغَنِينَ لِي عَنْ ُكلِ الشُجُون‪،‬‬ ‫وسَأُغَنِي َلكِ عَنْ أَلقِ الّفُتُون‬ ‫حلُما‪،‬‬ ‫حي َنمَا كَانَ اللِقاءُ ُ‬ ‫حِينمَا كَانَ الجنُونُ يُّطَوِفُني بيْنَ‬ ‫اللِ والحُزُون‪،‬‬ ‫ال ِت َ‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫سَتُغنِينَ لِي هَّذا ال َمّسَاء‪،‬‬ ‫سَ ُتغَنينَ‪،‬‬ ‫عَنْ حُبٍ أبدًا الَ يَهُون‬ ‫غرَد فِي ال َقلْبِ نَبْضٌ‬ ‫طَاَلمَا َ‬ ‫شعَتْ بِأَلقِهِ العُيُون‪.‬‬ ‫وَ‬ ‫شّفشاون‪ /‬طنجة‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


‫أغنية حمبة‬

‫أَكِيدٌ ‪ ...‬أَكي ٌد‬ ‫هُبوبُ رِيَاح بِشَارَة‬ ‫عَلَى كُّلِ قَلبٍ رَنَا فِي شَغَفْ‪،‬‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ستارِ خَ ْو ْ‬ ‫سرِ أَ ْ‬ ‫إِلَى كَ ْ‬ ‫أَكيدٌ ‪ ...‬أَكي ٌد‬ ‫سُطُوعُ بَهَاءٍ يَشِّعُ‬ ‫مَدَى الدَهرِ غَورَ نَفسٍ‬ ‫تَكَادُ مِنَ الحُبِ تَ ْفنى‪،‬‬ ‫تَالَشَى كَمَ ْوجٍ سَعيدْ‬ ‫يَهُّزُ الشَجَرْ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫يُداعِبُ كُّلَ حَصَاةٍ تَرَامَ ْ‬ ‫ستَكينِ فِي دَعَ ْه‬ ‫عَلَى الشَاطِئِ المُ ْ‬ ‫تُرَاقبُ لَ ْمعةَ نَجمٍ مَضَى‬ ‫يُبَشِرُ بالحُبِ شَريعَ ْه‪.‬‬ ‫أَكيدٌ ‪ ...‬أَكي ٌد‬ ‫هُبُوبُ رِيَاحٍ تَعُودُ‬ ‫ق‬ ‫ت فِي قَلَ ْ‬ ‫عَلَى كُّلِ رُوحٍ رَنَ ْ‬


‫إِلَى غَ ْرسِ مَجدٍ أَثِيّلْ‪،‬‬ ‫وَحُبٍ ظَلِيّلْ‪،‬‬ ‫صَفَاءً ونِ ْعمهْ‪.‬‬ ‫أَكِيدٌ ‪ ...‬أكِي ٌد‬ ‫هَذَا الهُيامُ يَخِيطُ نَسِيجًا جَديدًا‬ ‫وَحُلمًا فَرِيدًا‪،‬‬ ‫لِمنْ كَانَ نَ ْبضُ القَوَافِي‬ ‫يَخُضُ عُروقَ فُؤادِهِ شَ ْوقًا عَنِيدا‬ ‫إِلَى غَرسِ مَجدٍ أَثِيّلْ‪،‬‬ ‫وَظِّلٍ ظَليّلْ‪،‬‬ ‫يَفِيءُ إِليْهِ كُّلُ شَاعِرٍ‬ ‫يَرَى كُّلَ مَا فِي الوُجُودِ جَمِيال‪.‬‬ ‫طنجة‬


‫قواقع فوق الرمال‬

‫قوقعة الفجر‪:‬‬

‫طلِعُ الفَجرُ كخُنثَى مُزّوَقَ الخَّدَينِ بالحُمرَةِ‪،‬‬ ‫َي ْ‬ ‫ّوفَراشَةُ الّضَوءِ‪،‬‬ ‫تُغا ِزلُ بقَايَا الوَحشَةِ‪.‬‬

‫قوقعة الشفق‪:‬‬

‫تَت َقطَر حُمرتُه بيْنَ رَبوَتيْنِ‪،‬‬ ‫صطِباغِ مَا بيْنَ فَخِذينِ‬ ‫كَا ْ‬ ‫رَبرَابَتيْنِ‪،‬‬ ‫ألُنثَى الرِيحِ بأحْمرِ الشَفتَينِ‪.‬‬

‫قوقعة املساء‪:‬‬

‫يَرجِعُ البَهلَوانُ (نحْنُ!(‬ ‫ِإلَى َكهْفهِ ليُعاقرَ خسَائرَهُ الفادِحةَ‪:‬‬ ‫ضَحكُ العَالمِ علَى ا ْنكِسارِ خَياالَتهِ‪...‬‬ ‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫قوقعة طائر‪:‬‬

‫يتَنّدَى جَناحُ الطَاّوُّوسِ شَهوَةً‪،‬‬ ‫ّوهُوَ يفْردُ رِيشَ ا ْلكِبرِياءِ‪.‬‬

‫قوقعة الرغبة‪:‬‬

‫شبقُ الشَجرِ الكَثيفِ المُتعَانقِ فِي الغَابَةِ‬ ‫َ‬ ‫ُيسْمعُ ّوَحْوحَاتِه‬ ‫صمْتِ العَالمِ لِلمَحرُّومِين‪..‬‬ ‫فِي َ‬

‫قوقعة الغربة‪:‬‬ ‫نَبتَةٌ ّوَحيّدَ ٌة‬ ‫فِي صَحْراءِ جَسّدِهَا‬ ‫كَانتْ تَتفَتحُ فِي اشْتِهاءٍ‪:‬‬ ‫نَيلُوفَرةُ الّدِماءِ‪.‬‬

‫قوقعة أفروديت‪:‬‬ ‫حِينمَا خَرجَتْ منَ الّصَّدفَةِ‪،‬‬ ‫بَحَثتْ عنِي‪..‬‬ ‫ّوَلمَا تعِبتْ‬ ‫أَخلَّدتْ إلَى األَعمَاقِ‬ ‫خلْجانِ الزَبَّديةِ‪.‬‬ ‫فِي ال ُ‬

‫قوقعة أوفيليا‪:‬‬

‫رقَّصَتِ السَامْبَا‪.‬‬ ‫حلَقتْ‪.‬‬ ‫طَارتْ‪.‬‬ ‫ّوَلمَا أُ ْنهِكتْ‪.‬‬ ‫َأشْرعَتْ بَابَ الشُرفَةِ‪.‬‬ ‫علَى بَالطِ الرَصيفِ‪.‬‬ ‫َأكْملَتِ الرقّْصةَ َ‬ ‫(تبِع ْتهَا صَرخَةٌ مُرعِبَة)‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


‫قوقعة املطر‪:‬‬ ‫ح هَسيسُهُ‬ ‫يَنّْدا ُ‬

‫فِي صَبا ٍ‬ ‫ح‬ ‫مُلبَّدٍ بالسَحابِ‪.‬‬ ‫تَت َذرَى‬ ‫قَطرَاتُه‬ ‫مِنْ حَافَةِ كأْسيَ األُّولَى‪.‬‬

‫قوقعة فارغة‪:‬‬

‫يَحْ َتشِّدُ فِي ثَنايَاهَا‬ ‫ال َر ْملُ‬ ‫ّوَالحَّصَى‬ ‫ّوأَعْشابُ أحْالمِي المَالِحَة‪...‬‬ ‫طنجة‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪3‬‬


‫نصوص من أجل حروب افرتاضية‪...‬‬

‫‪/1‬حرب مدن‬

‫خرى‬ ‫ت مَدينَ ٌة مَدينَةً أُ ْ‬ ‫عَانقَ ْ‬ ‫قَالتْ لَها‪ :‬أَنتِ األُّمُ واألُختُ‬ ‫أَنتِ الجَسدُ والرُوحُ‪..‬‬ ‫وَعنْدمَا حَّلَ المَساءُ‬ ‫ت سَيفَها المَسنُونَ‬ ‫سَّلَ ْ‬ ‫ت شَريعَةَ المَوتِ‬ ‫وَسنَ ْ‬ ‫فِي حَّقِ األُّمِ‬ ‫ختِ‬ ‫واألُ ْ‬ ‫والجَسَدِ‬ ‫وَالرُوحِ‪.‬‬

‫‪ /2‬حرب شوارع‬

‫خرَ‪،‬‬ ‫عّلَى جَسدِ شَارعٍ آ َ‬ ‫جَثمَ شَارعٌ َ‬ ‫لَوَى يَديْهِ‪،‬‬ ‫سمَّل عيْنيْهِ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سَحّلَهُ بَعيدًا بَعيدًا‪،‬‬ ‫ثُمَ ارْتمَى فِي زاوِيَةٍ‬ ‫يَبكِي عَّليْهِ‪.‬‬

‫‪/3‬حرب بيوت‬ ‫قَصفٌ مُتوَاصِ ٌ‬ ‫ّل‬ ‫بَيَانَاتٌ لَيّلَ َنهَارٍ‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪1‬‬


‫مَا بَيْنَ غُرفَةِ النَوّمِ وبَيْتِ الّضُيُوفِ‪،‬‬ ‫والسُؤالُ الذِي غَرقَ فِيهِ المِرحَاضُ‬ ‫وضَجَتْ مِنْهُ أَوانِي المَطْبخِ‪:‬‬ ‫اللِ أنْ يَنتَهِي؟!‬ ‫َأمَا آنَ لهَذَا االحْ ِت َ‬

‫سؤال‬

‫إيهٍ أيَتُها الرِي ُ‬ ‫ح‬ ‫التِي عَصفَتْ بقُوةٍ‬ ‫مَا لِّلّشِراعِ لَمْ يَنتَّشرْ؟!‬

‫المغاربة اإللكترونية أبريل ‪4102‬‬ ‫منشورات إتحاد كتاب‬ ‫اإلنترنت ‪Page‬‬ ‫‪2‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.