مقتطفات من الكتب-عربي

Page 1

‫ٌ‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب‬ ‫م‬

‫جمع وإعداد ‪ :‬محمود أؼٌورلً‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تقدٌم ‪-:‬‬ ‫يلول عباس محمود امعلاد يف نخابو " أان " ‪-‬احب امكتب الن حياة واحدة الحكفيين‪ -‬فلك نخاب ىو عاملٌ حبد‬ ‫ذاثو مًل ٌء بشخصياثو مبواكفو وبأفاكره والن احلياة اميوم ابثت رسيعة وكصرية والآف الفاكر واملشالك ثخجاذبنا‬ ‫من لك طرف مفا عدان منكل اموكت ميك هغوص يف عوامل ثكل امكتب يأيت ىذا امللف ميك يأخذك يف ثكل امعوامل‬ ‫جبوةل س ياحية رسيعة مبُلتطفات منخلاة مهنا حىت ان أجعبخم ثكل اجلوةل مقت برشاء امكتاب وجلت بو عىل حنو‬ ‫واف واكف مفضوكل وحيوي ىذا امللف جالجون جوةل س ياحية مثالجون نخاب وسوف ثأخذك ثكل اجلوالت‬ ‫بني الادب وامس ياسة وعمل الاجامتع وامفكر حيث بعضيا كصري وملتبض والآخر طويل و معمق فعىس أن‬ ‫ثنال رضامك ثكل اجلوالت وعىس أن جشوكمك مزايرة ثكل امعوامل ‪ ..‬عوامل امكتب ‪.‬‬ ‫محمود أغيوريل‬

‫‪2‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب األول‬ ‫قصة االٌمان بٌن الفلسفة والعلم والقران للكاتب ندٌم الجسر‬

‫‪3‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان الفلسفة بحر على خبلؾ البحور ٌجد راكبه الخطر والزٌػ فً سواحله وشطانه واالمان‬ ‫واالٌمان فً لجُجه واعماقه ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬‫من المستحٌل على قوة عمٌاء ان تبدع هذا الجمال وهذا النظام اللذٌن ٌتجلٌان فً هذا العالم الن‬ ‫القوى العمٌاء التنتج اال الفوضى فالذي ٌحرك المادة هو عقل رشٌد بصٌر حكٌم ‪-‬‬ ‫اناكساؼورس ‪-‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫السفسطة هً تعلٌم الناس قلب الحقابق بالجدل الكاذب‬ ‫‪-------------------‬‬‫العِندٌّة تقوم على ان االنسان مقٌاس كل شًء وكل فرد ٌعتقد بما عنده‬ ‫‪-------------------‬‬‫ان العالم اٌه فً الجمال والنظام وال ٌمكن ابدا ان ٌكون هذا نتٌجة علل اتفاقٌة بل هو صنع‬ ‫عاقل كامل توخى الخٌر ورتب كل شًء عن قصد وحكمة ‪ -‬افبلطون ‪-‬‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫اول خطوة ٌخطوها الفكر فً سبٌل المعرفة هً ( االدراك الحسً ) فاذا تجمعت فً الذهن‬ ‫طابفة من االدراكات الجزبٌة الحسٌة واحتفظت بها الذاكرة بدأ الفكر فً المرحلة الثانٌة (‬ ‫التجربة ) التً تقوم على مقارنة االشٌاء ومعرفة عبلقتها وعللها واسبابها ثم ٌنتقل الفكر الى‬ ‫المرحلة الثالثة وهً مرحلة ( التامل النظري ) للوصول الى االستنتاج واالحكام والطرٌق‬ ‫الفطري الذي ٌسلكه العقل فً هذه المراحل ٌدعى (( المنطق الفكري )) ‪ -‬ارسطو ‪-‬‬ ‫‪----------------------------‬‬‫ان هذا العالم كثٌر الظواهر دابم التؽٌر فبل ٌمكن ان ٌكون قد وُ جد بنفسه بل ال بد له من خالق‬ ‫مبدع وهذا الخالق هو هللا وهو اوحد احد أزلً قابم بنفسه وهو فوق المادة وفوق الروح‬ ‫‪-----------------------‬‬‫‪4‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان وجود العقل فً بعض الكابنات الحٌة وقدرتها على اتقان صنعتها ٌدل على وجود خالق‬ ‫احسن كل شًء خلقه ‪ -‬الرازي ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫ان الحوادث فً العالم سواء كانت من الذوات او من االفعال البد لها من اسباب متقدمة علٌها‬ ‫وكل واحد من هذه االسباب حادث اٌضا فبل بد له من اسباب اخرى وال تزال تلك االسباب‬ ‫مرتقٌة حتى تنتهً الى سبب االسباب وخالقها ال اله اال هو سبحانه ‪ -‬ابن خلدون ‪-‬‬ ‫‪-------------------------‬‬‫ان االنسان اذا ما نظر الى شًء محسوس فراه قد وضع بشكل ما وقدر ما ووضع ما موافق‬ ‫فً جمٌع ذلك للمنفعة الموجودة فً ذلك الشًء المحسوس والعناٌة المطلوبة حتى ٌعترؾ اته‬ ‫لو وجد بؽٌر ذلك الشكل او بؽٌر ذلك الموضع او بؽٌر ذلك القدر لم توجد فٌه المنفعة و ُعلِ َمم‬ ‫على القطع لن لذلك الشًء صانعا صنعه لذلك ووافق شكله وضبطه وقدره لتلك المنفعة وانه‬ ‫لٌس ٌمكن ان تكون موافقة اجتماع تلك االشٌاء لوجود المنفعة باالتفاق اي مصادفة ‪ -‬ابن رشد‬ ‫‪---------------------‬‬‫ان كل العقول السلٌمة عند كل الملل تتفق فً مجال النظر العقلً الخالص المبرا من شوابب‬ ‫الهوى على االعتراؾ بوجود هللا وعلى االقرار الصحٌح بانه واحد احد ال ٌتعدد وال ٌتحول‬ ‫وتتفق فً طرق االستدالل على هذا الحق الذي الرٌب فٌه ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬‫الشك ٌؤتٌنا من شقاء الحٌاة واختبلؾ حظوظنا من الصحة والمرض والفقر والؽنى والعز‬ ‫والذل وطول العمر وقصره ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬‫هللا ال ٌظلم قلب رجل فً راسه شعلة من العقل السلٌم ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫اذا كان قلٌل من الفلسفة ٌبعد عن هللا فالكثٌر منها ٌرد الى هللا ‪ -‬فرنسٌس باكون ‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪------------------------‬‬‫مهما شككت فً حواسً وعقلً وشككت فً وجود العالم فانه ستبقى لً حقٌقة واحدة الٌمكننً‬ ‫الشك فٌها النها تزداد ٌقٌنا كلما ازددت شكا وهذه الحقٌقة هً ( أننً أشك ) ومعنى انً اشك‬ ‫انً افكر الن الشك تفكٌر والتفكٌر الٌكون اال من ذات مفكرة وهذه الذات المفكرة هً ( أنا )‬ ‫حتى لو حاولت ان اشك فً انً افكر فهذا الشك نفسه دلٌل على انً افكر (( انا افكر اذا انا‬ ‫موجود )) ‪ -‬دٌكارت ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫انا موجود فمن اوجدنً ومن خلقنً اننً لم اخلق نفسً فبل بد لً من خالق وهذا الخالق البد‬ ‫ان ٌكون ( واجب الوجود ) وؼٌر مفتقد الى من ٌوجده او ٌحفظ له وجوده وال بد ان ٌكون‬ ‫متصفا بكل صفات الكمال وهذا الخالق هو خالق كل شًء ‪ -‬دٌكارت ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫اننا ال نستطٌع ان نعرؾ كٌؾ ٌتم االتصال بٌن المادة والروح فلم ٌبقى لنا اال ان نعلله بانه اٌه‬ ‫من اٌات الخبلق الحكٌم القادر ‪ -‬دٌكارت ‪-‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫ان الحواس تخدع والعقل ٌخطىء ولكن بالقلب وحده نعرؾ الحق والمبادىء االولٌة والزمان‬ ‫المكان والحركة ‪ -‬باسكال ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫القلب هو االفكار الفطرٌة المركوزة فً عقولنا والتً نراها واضحة نٌرة ال تحتاج الى برهان‬ ‫ ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬‫‪----------------‬‬‫هنالك صنفان من الناس فقط ٌجوز ان نسمٌهما عقبلء وهم الذٌن ٌخدمون هللا جاهدٌن النهم‬ ‫ٌعرفونه والذٌن ٌُجدون فً البحث عنه النهم ال ٌعرفونه ‪ -‬باسكال ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫‪6‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫انه ال ٌمكننا ابدا ان نفسر المعرفه حٌنما نسندها الى التجربة وحدها فالتجربة لٌست كل شًء‬ ‫فً المعرفة ولكن ٌوجد فٌنا ( فطرة ) اسمى من التجربة ولكن تكشفها التجربة وان هذه‬ ‫الحقابق االولٌة الضرورٌة موجودة فً عقولنا بالفطرة والقوة ولكن النستطٌع اكتشافها اال‬ ‫بواسطة التجربة فلوال التجربة لم تنكشؾ ولكن لٌست التجربة هً التً تكونها ‪ -‬الٌبنز ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬‫علٌنا ان ال ننظر الى العالم من زاوٌة حادثة معٌنة فً وقت محدد لنركز ابصارنا على مافٌها‬ ‫من شر ونؽمضها عما وراءها من خٌر بل علٌنا لندرك الحكمة فً الكل ان ننظر الى العالم‬ ‫نظرة عامة شاملة نرى بها ان هذه االمور والتً نحسبها شرا هً امور البد منها الوصول الى‬ ‫الخٌر ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫العقل فٌه قوانٌن منظمة فطرٌة ٌستطٌع بها ان ٌدرك االحساس وٌحوله الى مدركات حسٌة ثم‬ ‫ٌُكون من المدركات الحسٌة مدركات عقلٌة كلٌة وٌصدر احكاما انشابٌة جدٌدة ال ٌعتمد فٌها‬ ‫على االحساس ‪ -‬كانط ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫فكرة الزمان والمكان ال ٌستمدان من العقل انما من الفطرة عن طرٌق االحساس النه ال وجود‬ ‫لهما فً االشٌاء لٌمكن االحساس بهما فبفكرة الزمان ٌصنع االنسان االثار الحسٌة وٌرتبها فً‬ ‫تعاقب زمانٌا وبفكرة المكان ٌجاور العقل بٌن االثار الحسٌة او ٌباعد بٌنها فٌرتبها فً الذهن‬ ‫ترتٌبا مكانٌا ٌستطٌع به ادراكها ولوال فكرتا الزمان والمكان المركوزتان فً العقل بطبٌعته‬ ‫الفطرٌة ما تمكن العقل من ادراك شًء وما تمكن من استخراج العبلقات العقلٌة القابمة بٌن‬ ‫االشٌاء وما تمكن من اصدار االحكام االنشابٌة فٌما ٌتعلق بمكان االشٌاء وزمانها ‪ -‬ابو النور‬ ‫الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬

‫‪7‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان قانوننا االخبلقً ٌستلزم ان نكون احرارا فً اختٌارنا للخٌر والشر ونحن نرى فً هذا‬ ‫العالم انه من النادر ان ٌكافؤ فاعل الخٌر على عمله بل نرى ان فعل الخٌر كثٌرا ما ٌكون‬ ‫مجلبة للشقاء والببلء فبل بد اذا‬ ‫من ان تكون لنا حٌاة اخرى ننال بها الجزاء لما فعلناه من الخٌر وهذه الحٌاة االخرى توجب‬ ‫ان تكون النفوس خالدة لتنال جزاءها وال مجال النكار خلود النفوس النه ٌإدي الى انكار‬ ‫القانون االخبلقً الذي قلنا انه حقٌقة ال رٌب فٌها ومادام قد ثبت ان النفوس خالدة وان العدالة‬ ‫فً المثوبة والعقوبة واجبة فبل بد ان نإمن بوجود حكم عدل قادر خالد ٌتولى اقرار هذه العدالة‬ ‫فً الٌوم االخر الن الخلود والجزاء اللذٌن حكمنا بتواجدهما ٌستلزمان فرض علة كافٌة مكافبة‬ ‫لها فبل بد أن من أنشؤ الخلود خالد وال بد ان من ٌقضً بالعدل عادل ومن ٌجازي على الخٌر‬ ‫والشر قادر وهذا الخالد القادر الحكم العدل هو هللا تعالى وهذا الدلٌل االخبلقً وال دلٌل عقلً‬ ‫لدي انهما هو دلٌل مستمد من شعورنا الفطري ‪ -‬كانط ‪-‬‬ ‫‪--------------------------------------‬‬‫الكون كله من الذرة الى المجرة ٌنبض كالجسد الواحد بحٌاة واحدة ٌتجلى فٌها ترابط االجزاء‬ ‫وتواصلها وتعاونها وتساندها تجلٌا باهرا ٌخلق فً نفوسنا ذلك االلهام او االدراك المباشر‬ ‫لوجود هللا الخبلق العظٌم الحكٌم ‪ -‬برؼسون ‪-‬‬ ‫‪------------------------------‬‬‫المعجزات التً فٌها خرق للنوامٌس ادلة قوٌة ولكنها لٌست اقوى من ادلة النظر العقلً‬ ‫الخالص التً تنتمً الى الحكم الضروري القاطع بوجود هللا ولكن البشر كانوا بمجموعهم فً‬ ‫عهود االنسانٌة القدٌمة عاجزٌن عن االستدالل بالنظر العقلً الخالص فاقتضت الحكمة عند‬ ‫دعوتهم لبلٌمان باهلل ان ٌخاطبوا بدلٌل المعجزة ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫هنالك حقابق تشعر نفوسنا شعورا باطنٌا قوٌا بوجودها وال نستطٌع ادراكها بعقولنا ومن اهم‬ ‫هذه الحقابق االٌمان بوجود هللا ‪ -‬سبنسر ‪-‬‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪8‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫اذا كانت عقولنا ال تتمكن من تصور هذا االله فبل ٌلزم من ذلك عدم وجوده اذ ان كثٌر من‬ ‫الحقابق لم نتمكن من تصورها حق التصور وتكون فً الحقٌقة موجودة وٌقوم الدلٌل العقلً‬ ‫على وجودها ‪ -‬الٌبنز ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫عدو عاقل خٌر من صدٌق جاهل‬ ‫‪--------------‬‬‫ان ٌكفٌك ان تنكر الخلق بالمصادفة لتجد نفسك فً احضان االٌمان مهما فرضت بعد ذلك من‬ ‫الفروض فً الخلق والتكوٌن ‪ -‬ابو النور الموزون السمرقندي ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫لم اجد لنفسً عبلجا من الشك واوهامه اال بالدلٌل والدلٌل الٌكون اال من تركٌب االولوٌات‬ ‫والضرورٌات التً الٌصل العقل الى الٌقٌن بها‬ ‫‪----------------‬‬‫ان حظ المصادفة من االعتبار ٌزداد وٌنقص بنسبة معكوسة مع عدد االمكانٌات المتكافبة‬ ‫المتزاحمة‬ ‫‪-------------‬‬‫بما ان االنسان حادث اذا فان المادة التً خرج منها حادثة النها قبلت التؽٌر والقدٌم ال ٌتؽٌر‬ ‫وبالتالً خلقت خلقا‬ ‫‪----------------‬‬‫ان العلم ببل اٌمان لٌمشً مشٌة االعرج وان االٌمان ببل علم لٌتلمس تلمس االعمى ‪ -‬اٌنشتٌن ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫‪9‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب الثانً‬ ‫هكذا علمتنً الحٌاة للكتاب مصطفى السباعً‬

‫‪10‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فاعتن‬ ‫فاعتن بصحتك‪ ،‬وإذا كنت تحبّ السعادة فً الحٌاة‬ ‫إذا كنت تحبّ السرور فً الحٌاة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاعتن بدٌنك‬ ‫فاعتن بعقلك‪ ،‬وإذا كنت تحبّ ذلك كله‬ ‫بخلقك‪ ،‬وإذا كنت تحبّ الخلود فً الحٌاة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-----------------------‬‬‫عدوا والعدو صدٌقا ًا‬ ‫ال تفرط فً الحب والكره‪ ،‬فقد ٌنقلب الصدٌق ّ‬ ‫‪-----------------------‬‬‫انصح نفسك بالشك فً رؼباتها‪ ،‬وانصح عقلك بالحذر من خطراته‪ ،‬وانصح جسمك بالش ّح فً‬ ‫شهواته‪ ،‬و انصح مالك بالحكمة فً إنفاقه‪ ،‬وانصح علمك بإدامة النظر فً مصادره‪.‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫إنما ٌتم لك حسن الخلق بسوء أخبلق اآلخرٌن‪..‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫تم َّشى الباطل ٌوما ًا مع الحق‬ ‫فقال الباطل‪ :‬أنا أعلى منك رأسا ًا‪.‬‬ ‫قال الحق‪ :‬أنا أثبت منك قدما ًا‪.‬‬ ‫قال الباطل‪ :‬أن أقوى منك‪.‬‬ ‫قال الحق‪ :‬أنا أبقى منك‪.‬‬ ‫قال الباطل‪ :‬أنا معً األقوٌاء والمترفون‪.‬‬ ‫قال الحق‪? :‬وكذلك جعلنا فً كل قرٌة أكابر مجرمٌها لٌمكروا فٌها وما ٌمكرون إال بؤنفسهم‬ ‫وما ٌشعرون ?‪.‬‬ ‫قال الباطل‪ :‬أستطٌع أن أقتلك اآلن‪.‬‬ ‫قال الحق‪ :‬ولكن أوالدي سٌقتلونك ولو بعد حٌن‬ ‫‪--------------------‬‬‫‪11‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫َم‬ ‫رؼبت عنها سعت إلٌك‪.‬‬ ‫الحٌاة كالحسناء ‪ :‬إن طلبتها امتنعت منك‪ ،‬وإن‬ ‫‪--------------------‬‬‫لذة العابدٌن فً المناجاة‪ ،‬ولذة العلماء فً التفكٌر‪ ،‬ولذة األسخٌاء فً اإلحسان‪ ،‬ولذة المصلحٌن‬ ‫فً الهداٌة‪ ،‬ولذة األشقٌاء فً المشاكسة‪ ،‬ولذة اللبام فً األذى‪ ،‬ولذة الضالٌن فً اإلؼواء‬ ‫واإلفساد‬ ‫‪-------------------‬‬‫االستقامة طرٌق أولها الكرامة‪ ،‬وأوسطها السبلمة‪ ،‬وآخرها الجنة‬ ‫‪------------------‬‬‫هذه الدنٌا أولها بكاء‪ ،‬وأوسطها شقاء‪ ،‬وآخرها فناء‪ ،‬ثم إما نعٌم أبداًا‪ ،‬وإما عذاب سرمداًا‪.‬‬ ‫‪------------------‬‬‫من أحسن إلٌك ثم أساء فقد أنساك إحسانه ‪.‬‬ ‫‪------------------‬‬‫وفً المآزق ٌنكشؾ لإم الطباع‪ ،‬وفً الفتن تنكشؾ أصالة اآلراء‪ ،‬وفً الحكم ٌنكشؾ زٌؾ‬ ‫األخبلق‪ ،‬وفً المال تنكشؾ دعوى الورع‪ ،‬وفً الجاه ٌنكشؾ كرم األصل‪ ،‬وفً الشدة ٌنكشؾ‬ ‫صدق األخوة ‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫احذر الحقود إذا تسلط‪ ،‬والجاهل إذا قضى‪ ،‬واللبٌم إذا حكم‪ ،‬والجابع إذا ٌبس‪ ،‬والواعظ المتزهد‬ ‫إذا كثر مستمعوه‬ ‫‪----------------‬‬‫لكً ٌحبَّك الناس أفسح لهم طرٌقهم‪ ،‬ولكً ٌنصفك الناس افتح لهم قلبك‪ ،‬ولكً تنصؾ الناس‬ ‫افتح لهم عقلك‪ ،‬ولكً تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫‪12‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫العاقل من ٌرى فٌما ٌقال عنه تنبٌها ًا ألخطابه‪ ،‬واألحمق ٌرى فٌها محض إٌذابه‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬‫إذا اجتمعت إلى حكٌم فؤنصت إلٌه‪ ،‬وإذا اجتمعت إلى عاقل فتحدث معه‪ ،‬وإذا اجتمعت إلى‬ ‫سخٌؾ ثرثار فقم عنه وإال قتلك !‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫التجارب تنمً المواهب‪ ،‬وتمحو المعاٌب‪ ،‬وتزٌد البصٌر بصراًا‪ ،‬والحلٌم حلماًا‪ ،‬وتجعل العاقل‬ ‫حكٌماًا‪ ،‬والحكٌم فٌلسوفاًا‪ ،‬وقد تشجع الجبان‪ ،‬وتسخً البخٌل‪ ،‬وقد تقسً قلب الرحٌم‪ ،‬وتلٌن قلب‬ ‫القاسً‪ ،‬ومن زادته عمى على عماه‪ ،‬وسوءاًا على سوبه فهو من الحمقى المختومٌن‬ ‫‪-------------‬‬‫زر السجن مرة فً العمر لتعرؾ فضل هللا علٌك فً الحرٌة‪ ،‬وزر المحكمة مرة فً العام‬ ‫لتعرؾ فضل هللا علٌك فً حسن األخبلق‪ ،‬وزر المستشفى مرة فً الشهر لتعرؾ فضل هللا‬ ‫علٌك فً الصحة والمرض‪ ،‬وزر الحدٌقة مرة فً األسبوع لتعرؾ فضل هللا علٌك فً جمال‬ ‫الطبٌعة‪ ،‬وزر المكتبة مرة فً الٌوم لتعرؾ فضل هللا علٌك فً العقل‪ ،‬وزر ربَّك كل آن‬ ‫لتعرؾ فضله علٌك فً نعم الحٌاة‬ ‫‪------------‬‬‫ٌقولون لً‪ :‬أرح فكرك ل ُتشفى‪ ،‬ومعنى ذلك‪ :‬ادفن نفسك لتسلم‬ ‫‪-----------‬‬‫قال الثعلب لؤلسد بعد أن أوقعه فً حفرة ظنّ أنه سٌهلكه فٌها‪ :‬سؤفضحك بٌن الحٌوان بضعفك‪،‬‬ ‫فضحك األسد وقال‪ :‬مهما فعلت فسؤظل أنا أسداًا وستظل أنت ثعلبا ًا!‪.‬‬ ‫‪------------‬‬

‫‪13‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫إٌاك ومصاحبة المؽرور‪ ،‬فإنه إن رأى منك حسنة نسبها إلٌه‪ ،‬وإن بدت منك سٌبة نسبها إلٌك‬ ‫‪-----------‬‬‫من خانك فً صداقتك فقد أراحك من عبء واجباتك نحوه‪ ،‬ومن فرَّ ط فً صحبتك فقد أراحك‬ ‫موه علٌك فً دٌنك فقد استخؾَّ بعقلك‪ ،‬ومن كذب علٌك فقد استخؾ‬ ‫من التفكٌر فً أمره‪ ،‬ومن َّ‬ ‫بوعٌك‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫عش فً الحٌاة كعابر سبٌل ٌترك وراءه أثراًا جمٌبلًا‪ ،‬وعش مع الناس كمحتاج ٌتواضع لهم‪،‬‬ ‫وكمستؽن ٌحسن إلٌهم‪ ،‬وكمسإول ٌدافع عنهم‪ ،‬وكطبٌب ٌشفق علٌهم‪ ،‬وال تعش معهم كذبب‬ ‫ٌؤكل من لحومهم‪ ،‬وكثعلب ٌمكر بعقولهم‪ ،‬وكلص ٌنتظر ؼفلتهم؛ فإن حٌاتك من حٌاتهم‪،‬‬ ‫وبقاءك ببقابهم‪ ،‬ودوام ذكرك بعد موتك من ثنابهم‪ ،‬فبل تجمع علٌك مٌتتٌن‪ ،‬وال تإلب علٌك‬ ‫عالمٌن‪ ،‬وال تقدم نفسك لحكمتٌن‪ ،‬وال تعرض نفسك لحسابٌن‪ ،‬ولحساب اآلخرة أشد وأنكى‬ ‫‪-----------‬‬‫ال تشك مرضك إال لطبٌبك‪ ،‬وال تشك دهرك إال لصدٌقك‪ ،‬وال تبح بسرك إال ألخٌك‪ ،‬وال‬ ‫تكشؾ عن فاقتك إال لمن ٌنجدك‪ ،‬وال تبذل نصٌحتك إال لمن ٌستمعها‪ ،‬وال تقل كلمتك إال أمام‬ ‫من ٌحترمها‪ ،‬وال تعرض على الناس رأٌك إال بعد أن تمحِّ صه‪ ،‬وال تسفه لهم اتجاها ًا إال وأنت‬ ‫محب ناصح‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫الشجرة المثمرة تهفو إلٌها النفوس‪ ،‬وتتطلَّع إلٌها األنظار‪ ،‬وتتساقط علٌها األحجار ‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫ما ٌلقاه الرجل من حسد أقرانه أشد مما ٌلقاه من كٌد أعدابه‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪14‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫مشكبلت الطابر وهو ٌحلِّق فً السماء‪ ،‬ال ٌفهمها إال طابر مثله‬ ‫‪--------------‬‬‫اختبلؾ األشرار فٌما بٌنهم بدء نهاٌتهم‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬‫الحٌاة صخرة عاتٌة‪ ،‬وخٌر لك من محاولة زحزحتها‪ ،‬أن تستفٌد من ظلِّها ال ِّتقاء حرِّ الشمس‪،‬‬ ‫وثورة األعاصٌر‬ ‫‪---------------‬‬‫إذا وقعت فً أزمة مستحكمة‪ ،‬فاجعل فكرك فً مفاتٌحها ال فً قضبانها‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫ال تفعل عشراًا فتسمع عشراًا‪ :‬ال تتدخل فٌما ال ٌعنٌك فتسمع ما ال ٌرضٌك‪ ،‬وال تتكلم وأنت‬ ‫مؽضب فتسمع ما ٌزٌدك ؼضباًا‪ ،‬وال تمدح مؽروراًا فتسمع منه ما فٌه احتقارك‪ ،‬وال تشك إلى‬ ‫من ال ٌؽار علٌك فتسمع منه ما ٌزٌد فً آالمك‪ ،‬وال تبد سخطك على جاهل فتسمع منه ما‬ ‫ٌزٌدك ؼٌظاًا‪ ،‬وال تنصح من ٌستهٌن بك فتسمع منه ما ٌشعر بامتهانك‪ ،‬وال تعظ مفتونا ًا برأٌه‬ ‫فتسمع منه ما ٌزري برأٌك‪ ،‬وال تتحدث إلى متخاصمٌن بما ٌسخطهما فتسمع منهما ما ٌجعلك‬ ‫ثالثهما‪ ،‬وال تذكر زوجتك وهً مؽضبة بما قدمت لها من خٌر فتسمع منها إنكار ذلك كله‪ ،‬وال‬ ‫تدل بؤبوتك على ولدك العاق الجاهل‪ ،‬فتسمع منه ما تتمنى معه أن ال تكون ولدته !‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫إٌاك والكذب؛ فإن من تكذب علٌه إما أن ٌكون واعٌا ًا فٌحتقرك‪ ،‬أو خبٌثا ًا فٌكذب علٌك‪ ،‬أو‬ ‫ساذجا ًا فٌخدع بك‪ ،‬ثم ما تلبث الحقٌقة أن تنكشؾ له فٌكفر بك‪ ،‬هذا كله عدا عقوبة هللا وعذابه‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫الدهاء مكر بؤعدابك‪ ،‬وحسن تصرؾ مع أصدقابك‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫‪15‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫النجم الذي ٌتؤلق فجؤة ٌنطفا فجؤة‬ ‫‪--------------‬‬‫قد تحتاج ٌوما ًا ما لرفقة الذبب اتقاء لشر الثور الشرس‬ ‫‪-------------‬‬‫رب حبل حاولت قطعه ثم رأٌته ملتفا ًا حول عنقك‬

‫‪16‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثالث‬ ‫كتاب فً صالون العقاد كانت لنا أٌام للكاتب أنٌس منصور‬

‫‪17‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫انً افضل الفلسفة مع الفقر على الثراء مع الجهل‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫ان اعتقاد الشبان فً مرحلة القلق والحٌرة وتكوٌن الذات واالستقبلل بالراي مسالة طبٌعٌة وال‬ ‫بد ان تتؽٌر هذه الحالة النفسٌة او الٌقٌن الفلسفً اذا ما عرفنا اكثر وفكرنا اعمق ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫التارٌخ ٌصنعه االبطال والبطل هو القوة المحركة للتارٌخ ‪ -‬كارلٌل ‪-‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫حب السبلمة ٌثنً عزم صاحبه عن المعالً وٌؽري المرء بالكسل ‪ -‬الطؽرالً ‪-‬‬ ‫‪-----------------------------------‬‬‫اعلل النفس باالمال ارقبها ما اضٌق العٌش لوال فسحة االمل ‪ -‬الطؽرالً ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫إن تكن وردا؛ فٌالهفة روحً لعبٌرك‬ ‫طرفك الهفهاؾ بٌدي لوعة خلؾ ستورك‬ ‫ولّ ُ‬ ‫هت روحً فطرت ترتوي من فٌض نورك‬ ‫تتمنى لو تهادت موجة فوق ؼدٌرك‬ ‫أو خٌاالًا من هواها سابحا ًا طً ضمٌرك‬ ‫لٌت ٌا "فستان" لما لحت تزهو فً حرٌرك‬ ‫كنت ذرا نابض اإلحساس ٌجري فً أثٌرك‬ ‫ٌلثم الحسن وٌهوي فانٌا ًا بٌن عطورك‬

‫\ محمود حسن اسماعٌل \‬ ‫‪18‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تظل الشعوب نابمة حتى ٌوقظها بطل وتظل الشعوب ضالة حتى ٌهدٌها بطل ‪ -‬كارلٌل ‪-‬‬ ‫‪----------------------------‬‬‫الطفل الصؽٌر ٌعرؾ كل شًء وٌولد فً عقله كل الحثابق والمدرس ال ٌفعل اكثر من ان‬ ‫ٌذكره فقط فٌما موجود فً نفسه ‪ -‬سقراط ‪-‬‬ ‫‪---------------------‬‬‫اذا اردت ان تجعل لحٌاتك معنى فاجل للحٌاة معنى ‪ -‬جٌته ‪-‬‬ ‫‪---------------------‬‬‫الحٌاة كالموت ال اختٌار لنا فٌها‬ ‫‪--------------------‬‬‫الحب االول هو الحب المستمر الذي ٌظهر دابما وان الوجه االول هو االول واالخٌر‬ ‫‪-------------------‬‬‫الشً ببل عقل وال شً ببل منظق واكبر االشٌاء مثل اصؽرها ٌجب ان تكون منطقٌة مع‬ ‫تفكرٌنا او فلسفتنا‬ ‫‪------------------------‬‬‫الصدمات نوعان واحدة تفتح الراس واخرى تفتح العقل‬ ‫‪----------------‬‬‫ان معنى االلوهٌة ٌتؽٌر بتؽٌر العصور ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫‪19‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫المجتمع سبق االنسان الى الوجود بقواعده وقٌوده وتراثه فالمجتمع قٌد من القٌود وحرٌتً هً‬ ‫ان اختار اخؾ القٌود وال استطٌع ان اهرب من قٌود اال لكً ادخل فً قٌود اخرى فقٌود‬ ‫المجتمع مثل الجاذبٌة االرضٌة فانا مشدود الٌها سواء احسست بذلك او لم احس‬ ‫‪---------------------‬‬‫الوجودي هو الذي ٌشعر انه مسإل عن كل قرار ٌتخذه‬ ‫‪------------------‬‬‫االنسان الٌنشد العزلة والوحدة والزهد النه ناجح بحٌاته ولكن فقط عندما ٌكون االنسان فاشبل‬ ‫او تعسا فانه ٌفلسؾ هذه التعاسة وٌختار لها من االزٌاء الفكرٌة واالدبٌة ما ٌناسبها ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫الدٌن هو الذي ٌحمً االؼنٌاء من ؼضب الفقراء‬ ‫‪-------------------‬‬‫اكثر المحامٌن صراخا هو ابعدهم عن الحق النه لكً تقول ‪ 4=2+ 2‬لست فً حاجة لكً‬ ‫تصرخ ولكنك فً حاجة ان تصرخ وتتشنج اذا حاولت اقناعً ان ‪ - 7=2+ 2‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫لٌس من الحكمة ان نبدد العمر وهو قلٌل فً القضاٌا التً الجدوى منها‬ ‫‪-----------------‬‬‫لٌست االؼلبٌة هً التً تعادي االقلٌة انما االقلٌة هً التً تستفز االكثرٌة لكً تدٌنها ولكً‬ ‫تتاجر بهذا الظلم وتثٌر الشفقة علٌها‬ ‫‪------------------‬‬‫انه امر شاق تماما ان ٌكون االنسان حرا وزوجا فً وقت واحد ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪------------------‬‬‫‪20‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان المرا ة ال تحب الدٌموقراطٌة انها تحب الدٌكتاتورٌة والتحب الرجل الذي ٌعطٌها حرٌتها‬ ‫وٌلقً العبء على عقلها لكً تفكر وتختار انها تفضل الذي ٌختار لها وٌرؼمها على ذلك ‪-‬‬ ‫العقاد ‪-‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫هل نحن بحاجة ان نقرا اسم المهندس الذي اقام الهرم االكبر لنعرؾ ان مهندسا كبٌرا اقامه ‪-‬‬ ‫العقاد ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫انا اقول نعم للحٌاة اي انً ال ارفض الدنٌا اقبلها بكل ما فٌها من عٌوب وحسنات الن من‬ ‫الطبٌعً ان ٌكون هنالك االبٌض واالسود وااللوان االخرى وان تكون الصحة والمرض‬ ‫والصدق والكذب والشباب والشٌخوخة فانا اقبل كل ما فً الحٌاة على انه ضرورة ومادامت‬ ‫ضرورة فهً تستحق االحترام واجمل ما فً الحٌاة هو اسوء ما فٌها واسوء ما فٌها هو‬ ‫مشاكلها ومتاعبها وهً اجمل ما فً الحٌاة الننا ٌجب ان نقبل على المشاكل وان نفهمها وان‬ ‫نحلها وان نسعد بذلك وان ندفع الحٌاة الى االمام ونندفع معها وهذا هو التقدم وهو احد معالم‬ ‫الحضارة االنسانٌة ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪------------------‬‬‫الزواج ؼلطة والزواج الذي ٌاتً باالوالد ؼلطة اخرى وتربٌة الطفل وحضانته تكفٌر عن هذه‬ ‫الؽلطة فالزواج هو السجن وتربٌة االوالد واالطفال هً االشؽال الشاقة ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪-------------------------‬‬‫ومن الٌؽمض عٌنه عن صدٌقه وعن بعض ما فٌه ٌمت عاتب‬ ‫ومن ٌتتبع جاهدا كل عثرة ٌجدها وال ٌسلم له الدهر صاحب‬ ‫\ عبدالرحمن بن جمعة \‬ ‫‪-------------------------------‬‬

‫‪21‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌا موالنا علٌك ان تتقبل هذا الواقع المرض واقع الموت واقع والحٌاة واقع التتعجل الموت‬ ‫سوؾ ٌجًء فً موعده فبل تعش مٌتا وانت حً والتعش مرٌضا وانت سلٌم والتمت واعز‬ ‫الناس هو الذي ٌموت والتكن على هامش احد اٌا كان هذا الحد فاهلل لم ٌعطك الحٌاة لتزهد بها‬ ‫او لترفضها ‪ -‬العقاد ‪-‬‬ ‫‪-------------------------‬‬‫كبرى متع الحٌاة العلم ومزٌدا من العلم‬ ‫‪----------------‬‬‫ٌجب على االنسان ان ٌقلب حٌاته قلٌبل مثل الطٌور تقلب البٌض حتى الٌلتصق الجنٌن بجدار‬ ‫البٌضة‬ ‫‪--------------------‬‬‫هبونً اؼض اذا بدت‬

‫واملك طرفً فبل انظر‬

‫فكٌؾ استتاري اذا ما الدموع‬

‫نطقن فبحن لما اضمة‬

‫\ العباس بن االحنؾ \‬ ‫‪---------------------‬‬‫فما اطال النوم عمرا وال قصر فً االعمال طول السهر‬ ‫\ رباعٌات الخٌام \‬ ‫‪-----------------‬‬

‫‪22‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الرابع‬ ‫كتاب التفكٌر فرٌضة إسبلمٌة للكتاب عباس محمود العقاد‬

‫‪23‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫خبلصة الوجودٌة هً ان الفرد مسإول وانه صاحب الحق الواجب على قدر هذه المسإلٌة‬ ‫وانه خلٌق اال ٌدٌن لسلطان ؼٌر سلطان الضمٌر النه ٌحاسب على اعماله والٌؽنً عنه امر‬ ‫الجماعة وال امر ذوي السلطان‬ ‫‪------------------‬‬‫العقل هو العقل الذي ٌعصم الضمٌر وٌدرك الحقابق وٌمٌز بٌن االمور وٌوازن بٌن االضداد‬ ‫وٌتبصر وٌتدبر وٌحسن االدكار والرواٌة‬ ‫‪-------------------‬‬‫الٌمكن الحد ان ٌتعذر بالجمود والعنت كما ٌتعذر المجنون بجنونه فانها التدفع المبلمة وال‬ ‫تمنع المإاخذة بالتقصٌر‬ ‫‪--------------‬‬‫بما ان الدٌن االسبلمً ال ٌعرؾ الكهانة والٌتوسط فٌه السدانة واالحبار والعبلقة بٌن الخالق‬ ‫والمخلوق كان الزما ان ٌتجه الخطاب الى عقل االنسان حرا طلٌقا من سلطان الكهان‬ ‫‪------------------------‬‬‫بما ان كل انسان مستقل ٌلزم طابره بعنقه وٌحاسب بعمله فبل ٌإخذ احد بعمل ؼٌره وجب‬ ‫توجٌه الخطاب للعقل‬ ‫‪------------------‬‬‫االسبلم دٌن ٌوكل فٌه النجاة والهبلك بسعً االنسان وعمله وٌتولى االنسان هداٌته بفهمه‬ ‫وعقله‬ ‫‪-----------------‬‬‫االسبلم ال ٌتقبل من الفرد ان ٌلؽً عقله لٌجري على سنة اباءه واجداده وال ٌقبل منه ان ٌلؽً‬ ‫عقله خنوعا لمن ٌسخره باسم الدٌن فً عٌر ما ٌرضى العقل والدٌن وال ٌقبل ان ٌلؽً عقله‬ ‫رهبة من بطش االقوٌاء وطؽٌان االشرار‬ ‫‪---------------‬‬‫‪24‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌحق لك ان تنظر فً شانك بل فً اكبر شان من شبون حٌاتك وال ٌحق البابك ان ٌجعلوك‬ ‫ضحٌة مستسلمة للجهالة التً درجوا علٌها‬ ‫‪---------------‬‬‫من لم ٌشك لم ٌنظر ومن لم ٌنظر لم ٌبحر ومن لم ٌبحر لم ٌبصر وبقً فً العمً والضبلل ‪-‬‬ ‫الؽزالً ‪-‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫وفإادي كلما نبهته ** عاد فً اللذات ٌبؽً تعبً‬ ‫ال أراه الدهر إال الهٌا ًا ** فً تمادٌه فقد برح بً‬ ‫وشباب بان منً فمضى ** قبل أن أقض منه أربً‬ ‫اتق المولى وخافً وارهبً‬ ‫نفس ال كنت وال كان الهوى ** ِ‬ ‫‪----------------------------------‬‬

‫‪25‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الخامس‬ ‫كتاب العلم ومشكبلت االنسان المعاصر للكاتب زهٌر محمود الكرمً‬

‫‪26‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لقد دخل عامل عدم المساواة هذا كعامل معاد آخر من عوامل البٌبة ٌإثر فً الكثٌرٌن تؤثٌرا‬ ‫ٌحد من فعالٌتهم وحٌوٌتهم‪ ...‬و نجم عنه كثٌر من االضطراب والعنؾ على شكل فردي‬ ‫وجماعً فً فترات عدٌدة من تارٌخ االنسانٌة‬ ‫‪-----------------‬‬‫تحول المجتمع من مجتمع ٌفترض فٌه التعاون حسب‬ ‫القدرات والمواهب واالمكانات لمصلحة المجتمع العامة الى مجتمع ٌتم فٌه‬ ‫التعاون على أسس استؽبلل البعض لبلخرٌن وافادة هذا البعض فابدة‬ ‫شخصٌة من قدرات ومواهب أولبك االخرٌن‬ ‫‪-----------‬‬‫أؼرب ما فً االنسان أنه حقا ال ٌدري ما ٌرٌد من حٌاته‪.‬‬ ‫انه ٌعلم فً أعماقه ان حٌاته محدودة زمنٌا‪ ...‬وأن الموت ٌقترب منه‬ ‫باستمرار‪ .‬وكان الواجب أن ٌكون هذا مدعاة لوضوح هدفه من الحٌاة ‪..‬‬ ‫ولكن االمر على العكس من ذلك‪ ...‬فقلما تجد انسانا ٌعلم ٌقٌنا ما ٌرٌد‬ ‫من حٌاته وقلما تجد انسانا قانعا بما استطاع تحقٌقه‪ .‬ونتٌجة هذا وذاك‬ ‫ٌتولد عند االنسان شعور بعدم الرضا وعدم السعادة‬ ‫‪-------------‬‬

‫‪27‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وقد ٌكون القول بؤن السعادة تكمن فً تحقٌق االنسان‬ ‫لذاته وقدراته وكفاءاته وامكاناته قرٌبا الى مفهوم السعادة ‪ ...‬ؼٌر أن هذا‬ ‫ٌنقضه أو ٌبعده امران‪ :‬االول أن االنسان ال ٌعترؾ بحدود قدراته ومواهبه‬ ‫بل ٌؽالً فٌها وٌعطٌها قدرا فوق قدرها وبذا ٌصبح تحقٌقه لذاته وقدراته‬ ‫أمرا ؼٌر قابل للتطبٌق وبالتالً ٌصبح وصوله الى السعادة ؼٌر ممكن‬ ‫والثانً ان االنسان محدود القدرات وا لمواهب وحتى ولو عرؾ حدودها‬ ‫فبلبد أن ٌرى فً ؼٌره مٌزات ومواهب تفوق ما عنده ولو لم ٌعترؾ به‬ ‫صراحة‪ .‬وهذا ٌسبب الؽٌرة والحسد مما ٌنؽص علٌه عٌشه وٌفقده الكثٌر‬ ‫من طعم السعادة ‪.‬‬ ‫وٌزٌد هذه ا لمشكلة تعقٌدا أن االنسان ٌتؽٌر باستمرار وتتؽٌر تبعا لذلك‬ ‫مفاهٌمه ومعاٌ​ٌره‪ ...‬وعلى ذلك فلو فرضنا أن انسانا ما عرؾ قدراته‬ ‫ومواهبه وحدودها وعرؾ ما ٌرٌد من حٌاته فً فترة ما فان تؽٌره الحتمً‬ ‫وتؽٌر معاٌ​ٌره ومفاهٌمه سٌؽٌر من أهدافه وقد ٌؽٌر تقدٌراته لقدراته‬ ‫ومواهبه‪ .‬وبذلك ٌتؽٌر مفهوم السعادة عنده وال ٌعود مفهوم ما كان ٌعتقد‬ ‫بؤنه السعادة مرضٌا بالنسبة له‪ ...‬وهكذا دوالٌك‪ .‬وكثٌرون هم الذٌن ٌعٌشون‬ ‫فً خضم هذه الحٌرة فتإثر فً حٌاتهم وسلوكهم وتصرفاتهم بؤشكال‬ ‫ودرجات مختلفة‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪28‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫أول خطؤ ٌرتكبه الوالدان فً حق ولدهما هو فً اختٌارهما لبعضهما ‪ .‬فاذا سلمنا أن‬ ‫الؽاٌة من الزواج هً انجاب الصؽار واستمرار النوع فان اختٌار الزوج‬ ‫لزوجة ٌكتسب أهمٌة خاصة‪ .‬ذلك أن الطفل الذي ٌنجم عن الزواج ٌولد‬ ‫وعنده حصٌلة من ا لمركبات الوراثٌة التً تتحكم الى حد كبٌر فً شكله‬ ‫وبنٌته وذكابه وقدراته العامة‬ ‫‪------------‬‬‫أن العلماء جمٌعا متفقون على أن نمو الطفل العقلً منذ والدته‬ ‫حتى سن الرابعة أو الخامسة ٌشكل نسبٌا أكبر قدر من النمو العقلً فً‬ ‫حٌاته‪ .‬ولذا فهم ٌعتبرون هذه الفترة من أخطر فترات حٌاته من حٌث‬ ‫النمو والتطور‪.‬‬ ‫‪------------------‬‬‫فما ٌؤكله كلب عند عابلة فً أمرٌكا أو أوروبا‬ ‫مثبل ٌبلػ ثبلثة أضعاؾ ما ٌؤكله انسان فً بعض مناحً الهند أو بنؽبلدش‪.‬‬ ‫وفوق ذلك ٌكون ؼذاء الكلب متزنا حاوٌا جمٌع عناصر الؽذاء بٌنما‬ ‫ؼذاء ذلك االنسان فوق قلة كمٌته ؼٌر متزن وتنقصه عناصر ؼذابٌة‬ ‫هامة‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪29‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وفً التبرٌد بالثبلجات الكهربٌة ٌحدث أن ٌكون انخفاض درجة الحرارة بطٌبا ولذا ٌتجمد الماء‬ ‫داخل الخبلٌا عند ا لمرور بدرجة الصفر أو تحتها بقلٌل وتكون بلورات الثلج‬ ‫الناتج أكبر حجما من ا لماء الذي كانته ونتٌجة لذلك تخرق هذه البلورات‬ ‫جدران الخبلٌا وعند طبخ الؽذاء ٌتسرب جزء من مادة الخبلٌا الؽذابٌة‬ ‫من هذه الخروق فً جدران الخبلٌا ‪ ..‬ونتٌجة لذلك تفقد ا لمادة الؽذابٌة‬ ‫المجمدة بهذا االسلوب بعضا من العناصر الؽذابٌة وشٌبا من نكهتها‪ .‬ؼٌر‬ ‫أن التجمٌد بسابل الناٌتروجٌن ٌجعل ا لمادة ا لموضوعة فٌه تمر عبر الصفر‬ ‫ا لمبوي بسرعة كبٌرة مما ال ٌترك مجاال لبلورات الثلج أن تتكون بحجم‬ ‫كبٌر وبذا ال تخرق جدران الخبلٌا وعند طبخ هذا الؽذاء ال ٌفقد أي جزء‬ ‫من مادته الؽذابٌة وال من نكهته‪ .‬وبذا ٌحس من ٌؤكل مثل هذا الؽذاء‬ ‫المجمد بسابل الناٌتروجٌن أنه ٌؤكل ؼذاء طازجا‪ .‬وقد أصبح نتٌجة استعمال‬ ‫هذه الوسٌلة‪ .‬بوسع الناس فً ببلد لم ٌسبق لهم أن أكلوا فٌها بعض‬ ‫األؼذٌة أن ٌتمتعوا بتلك االؼذٌة وكؤنها طازجة من انتاج ببلدهم‪ .‬كما‬ ‫تبشر وسابل الخزن الحدٌثة باٌقاؾ عملٌات اتبلؾ الفابض من ا لمواد‬ ‫الؽذابٌة التً تجري فً بعض الببلد للمحافظة على أسعارها العا لمٌة‪.‬‬ ‫وهذه العملٌات فً اطار المجاعة التً ٌعانً منها بعض سكان العالم ؼٌر‬ ‫انسانٌة وتبذٌر أنانً ؼٌر مقبول‪.‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫‪30‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫بدأ كثٌر من العلماء ٌجربون االفادة من نباتات البحر المختلفة ؼذابٌا‪ .‬فالنباتات البحرٌة مثل‬ ‫النباتات البرٌة تنتج ؼذاء وبخاصة النشاء وفٌها بروتٌن نباتً‪ .‬وصار البعض ٌقول‬ ‫بؤننا على أبواب انتاج الخبز من البحر‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬‫والعزلة فوق ذلك تسبب للفرد شعورا بالسؤم وهذا له‬ ‫مردود نفسً خطٌر‪ .‬وقد استؽل كثٌرون هذا الشعور بافتتاح مبله وأماكن‬ ‫تسلٌة حتى أصبحت هذه من أكثر الصناعات ربحا فً ا لمدٌنة‪ .‬ؼٌر أن هذه‬ ‫ا لمرافق وان خففت عن بعض الناس شعورهم بالسؤم والوحدة فترة من‬ ‫الزمن اال أنها لٌست الحل الناجع لهذه ا لمشكلة ‪ .‬فاالنسان ؼالبا ما ٌفقد‬ ‫اهتمامه بها مع تكرار استعمالها على امتداد فترة من الزمن ‪ .‬وسٌعود الى‬ ‫سؤمه ووحدته وبخاصة عندما ٌتقدم به العمر‪ .‬وفً هذه الحالة ٌزداد‬ ‫شعوره هذا حدة نتٌجة عدم قدرته على التفاهم مع الجٌل الجدٌد وعدم‬ ‫تقبله لمعدل التؽٌ​ٌر السرٌع الذي ٌطرأ على الحٌاة فً ا لمدٌنة‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫ٌكون الفرد فً المدٌنة أجرأ تصرفا وأكثر تحلبل من‬ ‫القٌود االجتماعٌة التً تفرضها التقالٌد واالعراؾ‪ .‬وفوق ذلك ٌستبدل‬ ‫مجموعة ا لمعاٌ​ٌر السلوكٌة التً عرفها فً القرٌة نمجموعة أخرى تختلؾ‬ ‫عنها فً كثٌر من أسسها ‪ .‬وال ٌقتصر التؽٌ​ٌر على أ نماط السلوك فقط بل‬ ‫ٌشمل المؤكل والمشرب والعادات المعاشٌة والعبلقات مع اآلخرٌن‬ ‫‪31‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫أن الحضارة الؽربٌة (اللٌبرالٌة) لها جذور دٌنٌة وفلسفٌة واضحة‬ ‫ولها بٌبة محددة ومناخ فكري ممٌز شؤنها فً ذلك شؤن كل الحضارات‬ ‫التً سبقتها‪ .‬وهً حضارة تتبع دورة حٌوٌة معروفة تنشؤ وتنمو وتزدهر ثم‬ ‫تؤخذ باالضمحبلل أو التحول ‪.‬‬ ‫أما الحضارة العلمٌة الحدٌثة فانها تختلؾ جذرٌا عن أي من الحضارات‬ ‫التً سبقتها اختبلفها عن الحضارة الؽربٌة (اللٌبرالٌة) رؼم أنها نشؤت‬ ‫عنها ومن جوها ومناخها ‪ ...‬ولعل أهم مظاهر اختبلفها كونها عا لمٌة ؼٌر‬ ‫مرتبطة ببٌبة محددة أو بوطن أو بؤمة‪ .‬وكذلك كونها ال تتبع الدورة الحٌوٌة‬ ‫فً الحضارات السابقة‪ ...‬فهً حضارة االنسان شبنا أم أبٌنا منذ أن‬ ‫نشؤت والى أن ٌشاء هللا‪ .‬وهناك اختبلؾ اخر هو أنها لم تنشؤ برفق وتنمو‬ ‫وتزدهر‪ ...‬بل لعلها فً طبٌعتها أقرب الى الثورة ا لمتضاعفة منها الى الولٌد‬ ‫النامً‪ ...‬وهً بذلك لٌست حضارة تإخذ أو تترك دون أن ٌإثر ذلك فً‬ ‫المجتمع االنسانً فمثبل عاشت شعوب كثٌرة دون أن تتؤثر أو تسمع بحضارة‬ ‫الصٌن القد ٌمة أو الهند أو االنكا ولم ٌضرها ذلك كثٌرا‪.‬‬ ‫أما الحضارة العلمٌة الحدٌثة فبل مجال للهرب من تؤثٌرها ولو حاول‬ ‫مجتمع ما التقوقع واعتزال العالم‪ ...‬اذ أن موجات آثارها تتخطى الحدود‬ ‫وتدك األبواب وتجتاح الحدود فاذا با لمتقوقع ا لمعتزل ٌجد نفسه فً مواجهتها‬ ‫ومواجهة آثارها ونتاجاتها‪ ...‬وقلما ٌكون مثل هذا ا لموقؾ فً مصلحته بل‬ ‫لعله نمثل تهدٌدا خطٌرا لكٌانه وبقابه‬ ‫‪32‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪--------------------‬‬‫وٌقول ماجنوس باٌك فً كتابه »قرن العلم » ‪ «:‬تختلؾ الفترة التارٌخٌة‬ ‫التً نعٌشها عن كل ما سبقها‪ .‬فالعالم »أصؽر « من ذي قبل وأكثر ازدحاما‪.‬‬ ‫وبوسع ا لمرء أن ٌطٌر بمبلبسه التً ٌلبسها فً بٌته من أوربا الى ؼرب‬ ‫الوالٌات ا لمتحدة عبر القطب الشمالً فً ساعات قلٌلة‪ .‬ونجد بجانب هذا‬ ‫من أمثلة التكنولوجٌة الحدٌثة دالبل على حدوث تؽٌ​ٌرات موازٌة فً نظام‬ ‫المجتمع‪ ...‬وتحدث هذه التؽٌ​ٌرات الن االبتكارات العلمٌة التكنولوجٌة تؽٌر‬ ‫أفكار الناس وآرابهم حول الحٌاة وا لمرض وا لموت وأسالٌب الحرب وانتاج‬ ‫الؽذاء والثروة‪ .‬وقد تمت معظم هذه التؽٌرات خبلل الفترة ما بٌن سنة‬ ‫‪ 1851‬والوقت الحاضر‬ ‫‪--------------‬‬‫فنحن بدال من أن نعاٌش بٌن الحضارة العلمٌة ومعتقداتنا الدٌنٌة‬ ‫نحاول أن نطوع الواحدة لبلخرى ‪ ...‬فنجد الكثٌرٌن من علمابنا ورجال‬ ‫الدٌن ٌحاولون اثبات الحقابق الدٌنٌة بالفرضٌات والنظرٌات العلمٌة القابمة‬ ‫حالٌا‪ ...‬وٌذهبون فً ذلك مذاهب شتى معتقدٌن أنهم بذلك ٌخدمون‬ ‫الدٌن وٌعلون شؤنه‪ .‬وهنا فً رأٌنا ٌكمن الخطؤ الكبٌر‪ .‬وهو خطؤ منبعث‬ ‫من سوء فهم معنى العلم أصبل ‪ .‬ذلك أن الحقابق العلمٌة كما ٌعرؾ كل‬ ‫مشتؽل بالعلوم حقابق نسبٌة قابلة للتحوٌر والتؽٌ​ٌر والنقد ‪ -‬وهً فً‬ ‫أساسها لٌست حقابق با لمعنى الفلسفً بل تفسٌرات لظواهر طبٌعٌة أو‬ ‫ؼٌر طبٌعٌة بحٌث تنتظم هذه الظواهر تحت التفسٌر‪ ...‬وعلى ذلك تظل‬ ‫‪33‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫هذه »الحقابق العلمٌة » قابلة لبلستخدام الى أن ٌظهر مزٌد من هذه الظواهر‬ ‫تعجز عن تفسٌره أو ٌشذ بعضها عن ذلك التفسٌر‪ ...‬وعندها تحور أو‬ ‫تعدل أو تنقض أساسا وٌإتى بؽٌرها‪.‬‬ ‫أما الحقابق الدٌنٌة فهً على العكس من ذلك حقابق مطلقة تعتمد‬ ‫على اال نمان وال تقبل الجدل أو البحث والتجرٌب وما ٌنشؤن عن ذلك من‬ ‫تعدٌل وتطوٌر وتؽٌ​ٌر‪.‬‬ ‫من هذا التناقض الكامل بٌن مفهوم الحقٌقة الدٌنٌة والحقٌقة العلمٌة‬ ‫ومن محاولة هإالء رؼم ذلك تطوٌع االولى للثانٌة ٌنبع الخطؤ الذي ٌقعون‬ ‫فٌه‪ .‬ان محاولة اثبات حقابق الدٌن ا لمطلقة بحقابق العلم النسبٌة ا لمتؽٌرة‬ ‫خطؤ فادح‪ ...‬والخطؤ هنا دٌنً قبل أن ٌكون علمٌا‬ ‫‪-----------------------‬‬‫المهم اال ٌدخل المرء الدٌن فً العلم وال‬ ‫أسلوبه الفكري‪ ...‬فؤساس العلم التشكٌك وأساس الدٌن اال ٌمان‬ ‫‪----------------‬‬‫والعودة للطبٌعة أمر جمٌل ومحبب للنفس ولكن اذا كان ذلك ٌتخذ‬ ‫صفة قضاء عطلة األسبوع أو العطلة السنوٌة‪ ...‬أما أن ٌعود ا لمرء كلٌة الى‬ ‫الحٌاة حٌاة بدابٌة فً أحضان الطبٌعة فؤمر شاعري ولكنه ؼٌر واقعً‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪34‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فالمناخ العلمً فً المجتمع ٌحتم وجود انسجام وتوافق‬ ‫وتبادل اٌجابً بٌن العالم ومجتمعه‪ .‬وهذا لن ٌتؤتى اذا شعر العالم أنه‬ ‫ؼرٌب فكرٌا على االقل وسط مجتمعه‪ .‬وحتى ٌكون هناك مناخ علمً فً‬ ‫مجتمعاتنا ٌتحتم أن تكون للعلم مكانته ا لمرموقة فً نفوس الناس وٌجب أن‬ ‫ٌحس كل فرد فً المجتمع وعلى جمٌع درجات ا لمسبولٌة بؤهمٌة العلم‬ ‫وخطره وأن ٌكون هناك استعداد نفسً وفعلً لتقبل نتاج البحث العلمً‬ ‫وتؤثٌراته فً حٌاة الناس من جمٌع وجوهها‬

‫ان الخٌر أو الشر هما صفتان انسانٌتان بالدرجة األولى‬ ‫وسحبهما على األشٌاء والجماد فٌه شًء من السذاجة البدابٌة‬ ‫‪------------------‬‬‫وظلت الجموع تعانً من احساس بفقدان شًء ؼامض أسمً السعادة ‪.‬‬ ‫وٌنجم الؽموض عن اختبلؾ الناس اختبلفا كبٌرا‬ ‫فً تحدٌد مفهوم السعادة ‪ .‬و لما كان المفهوم ٌتؤثر‬ ‫كثٌرا عما ٌفتقده الفرد فً حٌاته ونظرا الختبلؾ ما ٌفتقده الناس كثٌرا بسبب اختبلفهم أنفسهم‬ ‫ال بل ان الفرد نفسه ٌختلؾ مفهومه عن السعادة فً فترات متعددة من حٌاته كان هذا‬ ‫التضارب فً تحدٌد مفهوم السعادة ‪.‬‬ ‫وفوق ذلك فان ؼالبٌة بنً البشر كانوا ٌفتقدون الكثٌر مما ٌحتاجون‬ ‫وٌشتهون‪ .‬وبذا كان مفهوم السعادة عندهم أكثر ؼموضا وأصعب تحدٌدا‪.‬‬ ‫والشك أنه من ؼٌر ا لمنطقً أن ٌعٌش االنسان خلٌفة هللا فً االرض‬ ‫وسٌدها عمره المحدود فً شقاء وتعاسة ومرارة‪ ...‬حتى أن ا لموت كان‬ ‫ومازال بالنسبة للكثٌرٌن الحل االمثل للراحة مما ٌعانون‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وٌقول كورت مارٌك‪» :‬اننا فً القرن العشرٌن نشهد نهاٌة عصر فً‬ ‫تارٌخ االنسانٌة امتد خمسة آالؾ سنة‪ ...‬اننا نفتح عٌوننا تماما كما فتح‬ ‫انسان ما قبل التارٌخ عٌنٌه من قبل على عالم جدٌد تماما ‪«.‬‬ ‫وٌقول روبرت أوبنها ٌمور الفٌزٌابً ا لمشهور ‪» :‬ان عا لمنا الٌوم عالم جدٌد‪.‬‬ ‫وقد تؽٌرت فٌه مفاهٌم عدة مثل وحدة ا لمعرفة وطبٌعة المجتمعات االنسانٌة‬ ‫ونظام المجتمع ونظم االفكار ال بل ان مفهوم المجتمع نفسه والثقافة قد‬ ‫أصابهما التؽٌ​ٌر ولن ٌعود أي من هذه ا لمفاهٌم الى ما كان علٌه فً ا لماضً ‪.‬‬ ‫فالجدٌد جدٌد ال ألنه لم ٌكن موجودا فً ا لماضً بل الن تؽٌ​ٌرا فً النوعٌة‬ ‫قد طرأ علٌه‪ .‬والشًء الجدٌد الٌوم هو كثرة الجدة وتؽٌ​ٌر معٌار التؽٌر‬ ‫نفسه ومداه لدرجة أن العالم من حولنا ٌتؽٌر بٌنما نسٌر مشوارا‪ .‬والحصٌلة‬ ‫أنه ال تمر تؽٌرات صؽٌرة فً عمر االنسان ا لمعاصر وال ٌضطر ا لمرء لمجرد‬ ‫تعدٌل ما تعلمه فً صؽره‪ ...‬بل ان ما ٌحدث ال ٌمكن وصفه اال بؤنه‬ ‫انقبلب ضخم ‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫واذا كان المفكرون فً الدول المتقدمة ٌشكون من أن الحضارة الحدٌثة‬ ‫فشلت فً أن تكون على مستوى المستقبل فما هو وضع الدول المتخلفة‬ ‫وماذا ٌمكن أن ٌقول المفكرون فٌها‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪36‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فالناس رؼم كل هذه التؽٌرات التً ٌرونها بؤم أعٌنهم كل ٌوم مازالوا ٌنظرون الى المجتمع‬ ‫على أنه ثابت جامد وٌتصرفون على هذا االساس ‪ .‬ال بل أن بعض الناس وحتى‬ ‫ا لمثقؾ ٌن منهم ٌفوتهم وعً هذا التؽٌر وسرعته ومداه ونراهم ٌتمسكون‬ ‫بواقعهم وفً حاالت كثٌرة ٌنكفبون الى ا لماضً ‪ ...‬والخطورة التً تنجم عن‬ ‫مثل هذا ا لموقؾ هً أنهم ٌسهمون فً جعل مجتمعاتهم تعٌش هذا العصر‬ ‫دون أن تعاصره وٌعرضونها الى صدمات التؽٌر وصدمات ا لمستقبل وما‬ ‫ٌنتج عن ذلك من مآس ووٌبلت‬ ‫وٌقول دون فاٌون‪» :‬اذا وجدنا أن حضارتنا الحدٌثة قد فشلت فً بعض‬ ‫مناحٌها فان ذلك ال ٌرجع الى أنها لٌست أفضل بكثٌر من حالة ا لماضً‬ ‫وا نما ٌرجع الى أنها أقل كثٌرا من ا لمستقبل‬ ‫‪------------‬‬

‫‪37‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب السادس‬ ‫لؽز عمره ثبلثة آالؾ عام للكاتب َم‬ ‫إٌؽر َمش َمفرٌفِ ْتش‬

‫"كم هً بدٌعة تلك الصلة التً توحِّ د أعضاء العالم الٌهودي على نحو ال ٌنفصم‪ ،‬وكم هً متٌنة‬ ‫األواصر التً ما زالت تش ُّدهم بعضا ًا إلى بعض على نحو ؼٌر مربً وؼٌر مدرك‪ ،‬فسرعان‬ ‫بالحمٌَّة‬ ‫ما ٌجعل َّأو ُل تهدٌد للشعب الٌهودي‬ ‫قلوب جمٌع الٌهود على الكرة األرضٌة تنبض َم‬ ‫َم‬ ‫الوطنٌة‪ ،‬أٌا ًا ما كانت مشاربهم الحزبٌة‪ ،‬وٌتساوى فً ذلك من كان منهم إصبلحٌا ًا متحرراًا‪ ،‬أو‬ ‫أرثوذكسٌا ًا مؽالٌاًا‪ ،‬أو رجل دولة تخلّى ظاهرٌا ًا عن ٌهودٌته‪ ،‬أو ؼارقا ًا فً ترتٌل نصوص‬ ‫القبااله والتلمود ‪ -‬هرتزل ‪-‬‬ ‫‪-----------‬‬‫لبن كان ٌوجد ْقدر ما من الوعً الذاتً لدى ٌهود العالم أجمع بؤنهم ك ٌّلل واح ٌد متكامل‪ ،‬فإن‬ ‫سبب ذلك لٌس كامنا ًا فً الٌهود‪ ،‬وإنما فً الوضع الذي وجدوا أنفسهم فٌه‪ ،‬وهذه صفة مشتركة‬ ‫بٌن جمٌع الشعوب المشتتة والمطاردة‬ ‫‪-----------‬‬‫‪38‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫بالمقارنة مع معظم النباتات المرتبطة بمكان معٌن‪ ،‬فإن النبتة التً تجوب البحر ال تكون‬ ‫طبٌعٌة‪ ...‬وهم (أي الٌهود‪ٌ ) ،‬شبهون النباتات التابهة فً البحر‪ ،‬تلك النباتات التً ال تمد‬ ‫جذورها إلى القاع " ؼٌرشِ نزون‬ ‫‪-------‬‬‫لقد كان الٌهود ٌنظرون إلى الشعوب األخرى بوصفها َمع َمبدة آلهة باطلة‪ ،‬وأه َمل ؼواٌة خطٌرٌن‬ ‫ٌستطٌعون إبعاد بنً إسرابٌل عن عبادة اإلله الحقٌقً‪ .‬فكانوا ٌلقنون أبناءهم التعامل مع تلك‬ ‫الشعوب بشكّ‪ ،‬وعداء‪ ،‬وقسو ٍةة لم تكن معهودة حتى فً تلك األزمنة‪ .‬وكانوا ٌرسخون معاٌ​ٌر‬ ‫مزدوجة تملً التعامل مع الوثنٌ​ٌن بوصفهم كابنات من نوع آخر‪ ،‬ال تنطبق علٌهم القوانٌن‬ ‫الممنوحة إلسرابٌل‪ ،‬ومق َّد ٌر على إسرابٌل أن تسٌطر علٌهم لٌس فقط بحق القوة‪ ،‬بل وبحكم‬ ‫االنتماء إلى ثقافة أرفع وبمشٌبة القوة األعلى التً ال تحتاج تسوٌؽا ًا وال براهٌن‬ ‫‪----------‬‬

‫فٌقول دٌون كاسٌوس‪ ،‬على سبٌل المثال‪ ،‬إنه فً أثناء االنتفاضة التً قام بها الٌهود فً قورٌنة‬ ‫لم ٌكتفوا بقتل جمٌع اإلؼرٌق والرومان (‪ 220‬ألؾ شخص )‪ ،‬بل وكانوا ٌتزٌنون بؤمعاء هإالء‬ ‫القتلى‪ ،‬وٌؽتسلون بدمابهم‪ ،‬وٌتؽطون بجلودهم‪ .‬وٌقول أوروشٌوس إنهم بعد أن استولوا على‬ ‫مدٌنة سبلمٌس فً قبرص افنوا السكان عن بكرة أبٌهم‪ ،‬ثم دمروا المدٌنة‬ ‫‪--------‬‬‫إنهم ٌإمنون بقوانٌن الحقد على اإلنسانٌة‪.‬فما من شعب بٌن الشعوب ؼٌرهم ُحرِّ م علٌه‬ ‫االختبلط مع اآلخرٌن‪.‬لقد أعطاهتم معتقداتهم هذه القوانٌن المشبّعة بالحقد على البشر ‪-‬دٌودور ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫وبصرؾ النظر عن تشتت قسم كبٌر من الٌهود فً مختلؾ البلدان‪ ،‬وتسرُّ ب عدد كبٌر من‬ ‫الؽرباء‪ ،‬بل ومن العناصر الهٌللٌنٌة المدمرة‪ ،‬إلى صفوفهم‪ ،‬فإنهم ظلوا بمجملهم‪ ،‬وفً أعماق‬ ‫وعٌهم‪ ،‬على قدر من الوحدة ٌشبه بعض الشبه ما ٌمثله الفاتٌكان فً الوقت الحاضر‬ ‫‪---------‬‬‫‪39‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وٌشار فً معظم الحاالت إلى أن الربا هو مصدر رإوس األموال الٌهودٌة‪ .‬واستنادا إلى إ‪.‬‬ ‫شٌبر‪ٌ ،‬ذكر ل‪.‬ن‪ .‬ؼومٌلٌوؾ مصدراًا آخر هو تجارة العبٌد‪ .‬وهناك بحوث أحدث عهداًا تإكد‬ ‫صحة هذا الرأي‪ ،‬ومنها على سبٌل المثال‪ ،‬كتاب خ‪ .‬ترٌفور‪ -‬روبر‪ ،‬الذي جاء فٌه أن الٌهود‬ ‫ظلّوا المورِّ دٌن األساسٌ​ٌن للعبٌد من أوروبا القرون الوسطى إلى العالم اإلسبلمً ردحا ًا طوٌبلًا‬ ‫من الزمن ‪ .‬كما أن الشكلٌن األساسٌ​ٌن لنشاط الدولة آنذاك‪ ،‬أي الحرب والبناء‪ ،‬كانا بالكامل‬ ‫وقفا ًا على الٌهود وحدَم هم تقرٌبا ًا‬ ‫‪---------‬‬‫أن الموقؾ من الجماعة الٌهودٌة كان ّ‬ ‫ٌتمثل فً اإلحساس بها وكؤنها جسم ؼرٌب‪ ،‬معاد‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المقومات ‪ .‬إذ بوسع‬ ‫وخطٌر‪ ،‬داخل مجتمع القرون الوسطى‪ .‬وٌتوفّر هذا الرأي على جمٌع‬ ‫المرء أن ٌتصور أن وعً الجماعة الٌهودٌة فً القرون الوسطى للحٌاة من حولها كان ٌتصؾ‬ ‫ْ‬ ‫بقدر كبٌر من تلك الصفات ذاتها‪ ،‬أي كان محٌطها ٌبدو لها عالما ًا ؼرٌبا ًا معادٌا ًا‪ .‬فقد كان الٌهود‬ ‫ٌعٌشون فً أحٌاء منعزلة تسمى "الؽٌتو"‪ .‬وشاع تصو ٌر بؤنهم حشروا فً تلك "الؽٌتوات "‬ ‫بالقوة‬ ‫‪----------‬‬‫إن حٌاة الٌهود برمَّتها خاضعة لنظام معقد من التحرٌمات والقواعد الدٌنٌة‪ .‬فثمة عدد هابل من‬ ‫األشٌاء واألعمال التً كانت ُت َمع ُّد نجاسة وذنوبا ًا‪ .‬وٌنطوي العالم الخارجً فً نظر الٌهودي‬ ‫على مخاطر منتشرة فً كل مكان تهدد بانتقال عدوى النجاسة إلٌه‪ ،‬بٌنما تساعد الحٌاة فً‬ ‫الؽٌتو على تفادٌها‬ ‫‪----------‬‬‫ٌحظر (على الٌهودي ) التقاضً فً محكمة ؼٌر ٌهودٌة‪ ،‬أو فً مإسسات قضابٌة ؼٌر‬ ‫ٌهودٌة‪ .‬وال ٌفقد هذا الحظر مفعوله حتى بالنسبة لـتلك المسابل التً تتشابه فٌها القوانٌن ؼٌر‬ ‫الٌهودٌة مع القوانٌن الٌهودٌة‪ ،‬حتى ولو رؼب الطرفان بطرح قضٌتهما على محكمة ؼٌر‬ ‫ٌهودٌة‪ .‬ومن ٌخرق هذا الحظر فهو آثم‪ ،‬وتصرفه هذا ٌُع ُّد انتقاصا ًا من شرٌعة موسى وذ ّما ًا لها‪،‬‬ ‫وتطاوالًا علٌها كلها‬ ‫‪------------‬‬‫‪40‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫"إن الرأسمالٌة هً تجرٌد العالم من عٌانٌته‪ ،‬واختزالُه فً مبدأ مجرَّ د هو المال؛ إنها تدمٌر‬ ‫للعٌانٌة والتنوع"‪ .‬فالرأسمالٌة تسعى للحصول على مردودٌة لم ٌكن بوسع الناس فً القرون‬ ‫السابقة أن ٌحلموا بها‪ ،‬وتستبدل اآلل َمة بعمل اإلنسان الحً‪ .‬ولكنها بالمقابل تكٌِّؾ المجتمع‬ ‫اإلنسانً مع اآللة‪ ،‬وتجعله ممسطراًا (موحد المواصفات ) و ُم َمم ْكننا ًا‪ - .‬زوم َمبرت ‪-‬‬ ‫‪------------‬‬‫إن الٌهود‪ ،‬بحكم عبلقاتهم العالمٌة‪ ،‬ساعدوا على تجرٌد الحٌاة االقتصادٌة من طا َمبعها القومً‪،‬‬ ‫فصارت مصالح األفراد ومصالح الدول على حد سواء‪ ،‬تخضع لمصالح البٌوتات المصرفٌة‬ ‫الدولٌة‪ .‬والمثال النموذجً لمثل هذا البٌت المصرفً الدولً هو البنك الذي أسسه آمشٌل‬ ‫روتشٌلد‪ .‬ففً القرن التاسع عشر ترأس أوالد روتشٌلد بنوكا ًا فً كبرٌات المدن األوروبٌة‪:‬‬ ‫وسلَممون فً فٌ​ٌنا‪ ،‬وكارل فً نابولً‪ ،‬وآنسٌلم فً‬ ‫ناتان فً لندن‪ ،‬وجٌمس فً بارٌس‪َ ،‬م‬ ‫فرانكفورت‪.‬‬ ‫لقد ساعد تشتت الٌهود‪ ،‬طبعاًا‪ ،‬على إضفاء طابع عالمً على نشاطهم االقتصادي‪ .‬فعزلتهم‬ ‫داخل البلد الذي ٌعٌشون فٌه جعلت معاٌ​ٌر المجتمع "التقلٌدي " األخبلقٌة هناك ؼرٌبة علٌهم‬ ‫وؼٌر مفهومة بالنسبة لهم‪ ،‬وسهّلت علٌهم تدمٌرها‪ .‬كما إن انفصالهم عن "عٌانٌة" حٌاة البلد‬ ‫القومٌة دفعهم إلى تطوٌر االقتصاد فً اتجاه ال ٌستند إلى التقالٌد‪ ،‬وإلى إضفاء طابع "اآللٌة‬ ‫المصطنعة " على المشروع االقتصادي‪ .‬ولكن زومبرت ٌع ُّد جمٌع هذه األسباب ؼٌر أساسٌة‪،‬‬ ‫وٌرى أن السبب الربٌس‪ ،‬الذي جعلهم ٌُحفّزون عملٌة تشكل مجمل السمات التً تطبع اقتصاد‬ ‫الرأسمالٌة العالٌة التطور‪ ،‬إنما ٌكمن فً دٌانتهم‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫عندما كانت الرأسمالٌة الؽربٌة فً طور النشوء‪ ،‬كانت صورة الٌهودي تتماهى مع صورة‬ ‫المرابً‬ ‫‪------------‬‬‫تولً التوراة مكانة خاصة للربا حٌث جاء فً وعود ٌهوه للشعب المختار ‪ٌ " :‬باركك الرب‬ ‫إلهك كما قال لك فتقرض أمما ًا كثٌرة وأنت ال تقترض وتتسلط علٌهم وهم علٌك ال ٌتسلطون "‬ ‫(التثنٌة ‪.) 6 ،15‬‬ ‫‪41‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫"لقد انبثق روح الرأسمالٌة األساسً من الربا"‪ .‬حقاًا‪ ،‬إن الربا ٌستبعد أي عنصر ملموس ‪ .‬وفٌه‬ ‫ٌنطبع النشاط النوعً‪ ،‬االقتصادي كله‪ ،‬بطا َمبع االتجار‪ .‬على أن الربا لٌس عمبلًا بدنٌاًا‪ ،‬وال‬ ‫روحٌاًا‪ ،‬قابما ًا من تلقاء ذاته‪ ،‬بل هو عمل َّ‬ ‫ٌتمثل مؽزاه فً نتٌجته النهابٌة‪ ،‬أي فً المال ‪.‬‬ ‫ب االقتصاد الرأسمالً ‪ .‬إذ‬ ‫وٌجري التجسٌد الهابل لروحٌة المراباة فً البورصة بوصفها ْقل َم‬ ‫ًا‬ ‫نتٌجة‪ .‬إن الفاعلٌة العالٌة للبورصة هً ما ٌنتج عنه‬ ‫تصبح البورصة سبباًا‪ ،‬واالقتصاد الواقعً‬ ‫مضاعفة اإلنتاج‪ ،‬وهبوط أسعار األسهم‪ ،‬والتدهور‪ ،‬والبطالة‪ .‬وٌكتسب هذا الوضع‪ ،‬فً أٌامنا‬ ‫هذه‪ ،‬طابعا ًا جامعاًا‪ ،‬إذ ؼالبا ًا ما ٌُطلَم ُق على االقتصاد العالمً المعاصر تعبٌر "اقتصاد الكازٌنو "‪،‬‬ ‫ألن المال المستثمر فً المضاربات أكث ُر من المال الموظؾ فً االقتصاد الحقٌقً ‪- .‬‬ ‫زومبرت –‬ ‫‪----------‬‬‫تندرج المراباة فً عداد آثام البشر الشابعة‪ ،‬شؤنها فً ذلك عموما ًا شؤن ما ٌنساق إلٌه اإلنسان‪،‬‬ ‫المتواضع علٌها‬ ‫تحقٌقا ًا لمنفعته الخاصة‪ ،‬من مخالفة المعاٌ​ٌر األخبلقٌة‬ ‫َم‬ ‫‪--------‬‬‫شهد القرنان الـ ‪ 18‬والـ ‪ 19‬انعطافة حادة فً وضع ٌهود أوروبا‪ .‬وقد تمثلت هذه االنعطافة‪،‬‬ ‫على وجه التحدٌد‪ ،‬بظهور حركة تتنامى سرٌعا ًا وسط الٌهود‪ ،‬وتهدؾ إلى إخراجهم من عزلتهم‬ ‫وتقب ُِّل ما لدى الشعوب التً ٌعٌشون بٌن ظهرانٌها من ثقافة ونمط حٌاة‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫تزاٌد النفوذ المالً الٌهودي فً القرنٌن الـ ‪ 17‬والـ ‪ 18‬حتى ؼدا عامبلًا هاما ًا فً السٌاسة‬ ‫األوروبٌة‪ .‬فقد كان الٌهود ٌمولون‪ ،‬وعلى نطاق واسع‪ ،‬ملوك العدٌد من الدول األوروبٌة آنذاك‬ ‫(وخاصة األلمان )‪ ،‬وبذلك ٌوفرون لهم الفرصة لممارسة سٌاستهم ْ‬ ‫بقدر أكبر من االستقبللٌة‬ ‫عن النببلء وسكان المدن‪ ،‬وبالتالً الفرصة لتشدٌد نزعات الحكم المطلق‪.‬‬ ‫‪---------‬‬

‫‪42‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫قال نابلٌون "لٌس بوسع الحكومة الفرنسٌة أن تقؾ ؼٌر مبالٌة بكون أمة ال تتورع عن‬ ‫ارتكاب كافة السفاالت‪ ،‬قد أصبحت تسود ببل منازع على دابرتً اإللزاس الرابعتٌن‪ ...‬لقد‬ ‫حول الٌهود قرى بؤكملها إلى ملكٌة خاصة لهم‪ ،‬فقد حلوا محل اإلقطاعٌ​ٌن‪ ...‬وهم ٌجازفون‬ ‫َّ‬ ‫ب منهم فً‬ ‫بؤن ٌقضً علٌهم ٌوما ًا سكانُ اإللزاس الؽاضبون كما سبق وحصل مراراًا‪ ،‬وبذن ٍة‬ ‫جمٌع األحٌان تقرٌبا ًا‪.‬‬ ‫إنه لخط ٌر إبقاء مفتاحً اإللزاس وستراسبورغ فً أٌدي أمة الجواسٌس التً ال ٌربطها أي‬ ‫رابط بهذا البلد‪.‬‬ ‫إنهم أمة داخل أمة‪ ...‬والٌهود لٌسوا من تلك الفبة نفسها التً ٌنتمً إلٌها البروتستانت‬ ‫والكاثولٌك‪ٌ .‬جب أن ٌكونوا خاضعٌن للقانون السٌاسً‪ ،‬ال للقانون المدنً‪ ،‬نظراًا ألنهم لٌسوا‬ ‫مواطنٌن"‬ ‫‪-------------‬‬‫زومبرت‪:‬‬ ‫"إن مساهمتهم الفعلٌة فً حٌاتنا الروحٌة والثقافٌة تتناسب مع هذه األرقام‪ .‬ومن نافل القول إن‬ ‫سوقنا الفنٌة واألدبٌة والموسٌقٌة‪ ،‬ومسرحنا‪ ،‬إذا لم تكن حتى اآلن فً أٌدٌهم بالكامل‪ ،‬فهً‬ ‫تحت تؤثٌرهم الملموس‪ ،‬بل ٌمكننا القول بجرأة‪ :‬إنها تحت تؤثٌرهم الحاسم "‪.‬‬ ‫‪----------‬‬‫"إن معاداة السامٌة‪ ،‬أو كراهٌة الٌهود‪ ،‬تقابلها من الجانب الٌهودي كراهٌة عظٌمة لكل ما هو‬ ‫ؼٌر ٌهودي‪ .‬فكل من لٌس ٌهودٌاًا‪ ،‬كما نعرؾ‪ ،‬نحن الٌهود‪ ،‬هو معاد للسامٌة فً مكان ما من‬ ‫خباٌا نفسه‪ ،‬وٌجب أن ٌكون كذلك؛ وكل ٌهودي ٌكره أٌضاًا‪ ،‬فً أعمق مرتكزات كٌانه‪ ،‬كل ما‬ ‫لٌس ٌهودٌا ًا "الصهٌونً كلٌوتسٌل "‬ ‫‪-----------‬‬

‫‪43‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫كلٌوتسٌل ‪ -‬إن الٌهود األقوٌاء خطر على كل ما هو ؼٌر ٌهودي‪ ،‬هذه حقٌقة‪ ،‬وما من أحد‬‫ٌستطٌع أن ٌشك فٌها‪ .‬وجمٌع المحاوالت التً تبذلها أوساط ٌهودٌة معٌنة إلثبات العكس ما هً‬ ‫إال محاوالت جبانة ْ‬ ‫بقدر ما هً مضحكة ! ولكن ما ٌبدو أكثر ؼرابة بع ُد هو أن ٌطالبنا ؼٌر‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫جدٌة تماماًا‪ ،‬بالتخلى عن كراهٌتنا الطبٌعٌة‪ ،‬ثم ٌنتظرون منا ضبط النفس‬ ‫مطالبة‬ ‫الٌهود‪،‬‬ ‫والتواضع واالستكانة‬ ‫‪---------‬‬‫ٌقول هرتزل‪:‬‬ ‫"ما من أحد ٌنكر وضع الٌهود البابس‪ .‬إنهم ٌتعرضون لبلضطهاد بهذا ْ‬ ‫القدر أو ذاك فً جمٌع‬ ‫البلدان التً ٌعٌشون فٌها بؤعداد معتبرة‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫مجتمعة كانت أومنفرد ًاة‪ ،‬أعداء للسامٌة سافرون أو‬ ‫وجمٌع الشعوب التً نعٌش بٌن ظهرانٌها‪،‬‬ ‫مستترون‪.‬‬ ‫إن العداء لنا ٌستٌقظ كل مرة من جدٌد بعد فترات قصٌرة من التسامح ‪.‬‬ ‫فمن ناحٌة‪ ،‬تجري عملٌة تحوٌلنا إلى برولٌتارٌ​ٌن وثورٌ​ٌن‪ ،‬حٌث نقدم ضباط الصؾ لجمٌع‬ ‫أحزاب االنقبلبات‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى‪ ،‬فً األعلى‪ ،‬تتزاٌد قوتنا المالٌة الهابلة ‪.‬‬ ‫فلٌعطونا السٌادة على حٌِّز معٌن فوق سطح األرض ٌكون كافٌا ًا لتلبٌة مطالب شعبنا العادلة‪،‬‬ ‫وعندها نتكفل نحن بكل ما عدا ذلك "‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫(ؼٌنسبرغ) ٌقول‪:‬‬ ‫"أٌعقل أننا كابدنا كل ما كابدناه‪ ...‬ال لشًء إال لنإسس فً نهاٌة المطاؾ دولة ضبٌلة الحجم؟‬ ‫(‪ )...‬ال بد من إقامة مركز روحً فً صهٌون من شؤنه أن ٌوحد شعب الشتات بوشابج‬ ‫روحٌة‪ .‬ولتحقٌق ذلك ٌكفً أن ٌنتقل إلى فلسطٌن للعٌش فٌها جزء طفٌؾ من الشعب الٌهودي‪،‬‬ ‫ٌزد على واحد بالمابة منه‪ ... ...‬إن الكتلة الٌهودٌة مكتوب علٌها أن تظ ّل فً الشتات‪،‬‬ ‫ولو لم ِ‬ ‫وٌجب على النخبة المختارة وحدها أن تإسس فً فلسطٌن مركزاًا ثقافٌا ًا ٌشع منه نور اإلبداع‬ ‫الٌهودي الجدٌد "‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫مٌخِلس‪:‬‬ ‫"كانت قٌادة األحزاب فً كثٌر من البلدان‪ ،‬كروسٌا ورومانٌا‪ ،‬وخاصة فً بولونٌا وهنؽارٌا‪،‬‬ ‫تنحصر فً أٌدي الٌهود دونما استثناء تقرٌباًا‪ ،‬وهو ما ٌتضح فً المإتمرات الدولٌة منذ أول‬ ‫نظرة‬ ‫‪-----------‬‬‫قد تجسّد تؤثٌر الٌهود على حٌاة روسٌا فً القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرٌن‪ ،‬كما على‬ ‫حٌاة ؼٌرها من البلدان‪ّ ،‬أول ما تجسّد من خبلل دورهم فً االقتصاد‪ ،‬وفً مجال المال أساسا ًا‬ ‫‪-----------‬‬‫إن العبلقات المالٌة بٌن الحكومة الروسٌة والبنوك األجنبٌة كانت تترافق‪ ،‬على الدوام تقرٌباًا‪،‬‬ ‫بنداءات ومطالب تدعو الحكومة الروسٌة لتؽٌ​ٌر أوضاع الٌهود القابمة فً روسٌا‪ .‬وفً عدد‬ ‫من الحاالت كان المصرفٌون الٌهود ٌرفضون اتفاقٌات مربحة لهم‪ ،‬وذلك كإشارة احتجاج على‬ ‫أوضاع الٌهود فً روسٌا‬ ‫‪------------‬‬‫دوستوٌفسكً قال‪:‬‬ ‫"أمّا أنا فؤعرؾ أمراًا واحد ًاا على األقل‪ ،‬هو أنه ال ٌوجد فً العالم كله‪ ،‬على ما أظن‪ ،‬شعب‬ ‫آخر(ؼٌر الٌهود‪ – .‬م) كثٌر الشكوى إلى هذا الحد من مصٌره‪ ،‬الشكوى ك َّل دقٌقة‪ ،‬وفً كل‬ ‫خطوة ٌخطوها وكلمة ٌتلفظ بها‪ ،‬من إذالله وعذابه وآالمه‪ .‬حتى لتظن أنهم لٌسوا هم‬ ‫المسٌطرٌن فً أوروبا‪ ،‬ولٌسوا من ٌتحكم بالبورصات هناك‪ ،‬ولٌت األمر ٌقؾ عند هذا الحد‪،‬‬ ‫بل وٌتحكمون بسٌاسة الدول وشإونها الداخلٌة وأخبلقٌاتها "‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬

‫‪45‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫كتب مٌرٌجكوفسكً ‪:‬‬ ‫"ما الذي ٌرٌده الٌهود م َّنا؟ أهو االستٌاء األخبلقً؟ أهو االعتراؾ بؤن معاداة السامٌة أمر شابن‬ ‫مرذول؟ إال أن هذا االعتراؾ قد وقع منذ زمن بعٌد‪ .‬وهذا االستٌاء على ْقدر من القوة‬ ‫والبساطة ٌجعل الكبلم عنه بهدوء وعقبلنٌة أمراًا مستحٌبلًا ‪ .‬لٌس بوسعنا إال أن نشارك الٌهود‬ ‫الصراخ‪ ،‬وها نحن نصرخ "‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫ٌقول ؾ‪ .‬إ‪ .‬إٌفانوؾ‪:‬‬ ‫"ٌ َمُخٌّل إلً أن الٌهود هم مختبرونا الذٌن جاإوا فً النبوءة‪ ،‬وهم أشبه بالممتحنٌن التارٌخٌ​ٌن‬ ‫العالمٌ​ٌن للشعوب المسٌحٌة بخصوص محبة المسٌح وإخبلصنا له"‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫كانت حركة العمال الٌهود فً النصؾ الثانً من التسعٌنٌات على درجة كبٌرة من األهمٌة‪،‬‬ ‫وكان دور "البوند" فً الحزب شدٌد األهمٌة‪ .‬إذ ٌكفً أن نقول إن "البوند " كان المنظم‬ ‫األساسً ألول مإتمر لحزبنا فً العام ‪ .1898‬ولم ٌكن من قبٌل المصادفة أبداًا أن ٌعقد هذا‬ ‫المإتمر فً مٌنسك‪ ،‬المدٌنة التً تقع ضمن "نطاق اإلقامة " الٌهودي‪ ،‬فً ساحة نشاط "البوند"‪.‬‬ ‫غ‪ .‬زٌنوفٌؾ (رادومٌسْ لِسكً ) فً كتابه "تارٌخ الحزب الشٌوعً " عن دور "البوند" فً إنشاء‬ ‫حزب العمال االشتراكً الدٌمقراطً الروسً‬ ‫‪---------‬‬‫وقد نشر ستالٌن مقالة فً جرٌدة "برولٌتاري باكو "‪ ،‬بمناسبة المإتمر الخامس للحزب "إن‬ ‫تشكٌلة المإتمر من وجهة نظر االنتماء القومً لٌست باألمر األقل إثارة لبلهتمام ‪ .‬فقد بٌّنت‬ ‫اإلحصابٌات أن أؼلبٌة كتلة المناشفة تتؤلؾ من الٌهود‪ ،‬ثم الجورجٌ​ٌن‪ ،‬وٌلٌهم بعد ذلك الروس‪.‬‬ ‫فً حٌن ٌشكل الروس الؽالبٌة العظمى من كتلة الببلشفة‬ ‫‪-------------‬‬

‫‪46‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌإكد م‪.‬ن‪ .‬بوكروفسكً أن "الٌهود‪ ،‬وفقا ًا لمعطٌات مختلؾ المإتمرات‪ٌ ،‬شكلون ما بٌن الربع‬ ‫والثلث من الشرٌحة التنظٌمٌة فً جمٌع األحزاب الثورٌة"‪ .‬وٌقول الرٌن (لورٌه) إن الٌهود‬ ‫ٌشكلون حوالً الربع بٌن المعتقلٌن والمنفٌ​ٌن‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬‫ولكن‪ ،‬حتى ولو لم تكن لجان الطوارئ المحلٌة هذه تضم فً عضوٌتها ٌهودٌا ًا واحداًا‪ ،‬فإن‬ ‫جمٌع أعمال التنكٌل تظل‪ ،‬رؼم ذلك‪ ،‬فعبلًا ٌقؾ وراءه الٌهود‪ .‬والسبب هو أن الحزب الشٌوعً‬ ‫الذي جرى ذلك كله باسمه‪ ،‬كان تحت قٌادة الٌهود على نطاق روسٌا عامة "شولؽٌن "‬ ‫‪-----------‬‬‫كانت تدور فً َمخلَمدي أحٌانا ًا فكرة خٌالٌة‪ :‬ماذا لو كان عدد الروس‪ ،‬ولٌس الٌهود‪ ،‬فً روسٌا‬ ‫ثبلثة مبلٌن‪ ،‬وكان عدد الٌهود ثمانٌن ملٌونا ًا‪ .‬إال َمم كان انقلب الروس عندهم‪ ،‬وكٌؾ كانوا‬ ‫سٌهزأون بهم؟ هل كانوا أتاحوا لهم حرٌة مساواة أنفسهم بهم فً الحقوق؟ هل كانوا سمحوا لهم‬ ‫بالصبلة بٌنهم بحرٌة؟ أما كانوا جعلوا منهم عبٌدا تماماًا؟ واألسوأ من ذلك‪ :‬أما كانوا سلخوا‬ ‫جلودهم سلخاًا؟ أما كانوا أفنوهم عن بكرة أبٌهم‪ ،‬حتى آخِر َمن َمفس ٍة ‪ ،‬كما كانوا ٌفعلون مع‬ ‫الشعوب األخرى فً قدٌم الزمان‪ ،‬فً تارٌخهم الؽابر؟ "‪ - .‬دوستوٌفسكً ‪-‬‬ ‫‪----------‬‬‫لقد كان الٌهود فً معسكر الحمر موجودٌن بكثرة حتى من حٌث العدد‪ ،‬وهذا مهم بحد ذاته‪،‬‬ ‫ولكنهم كانوا‪ ،‬عبلوة على ذلك‪ٌ ،‬تولّون مناصب قٌادٌة علٌا‪ ،‬وهذا أكثر أهمٌة بع ُد ‪-‬شولؽٌن ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫إن وصؾ السلطة بـ "الٌهودٌة" ٌنطوي على معنى مزدوج‪ .‬ذلك أن السلطة السوفٌتٌة‪ ،‬أوالًا‪:‬‬ ‫تتجاوب مع رؼبات الٌهود ومصالحهم‪ ،‬وثانٌا ًا‪ :‬هً فً أٌدي الٌهود فعبلًا ‪ .‬والحقٌقة الٌومٌة‬ ‫المؤلوفة التً تعبرعن المعنى األول لوصؾ السلطة تتلخص بالمشهد التالً‪ :‬عندما ٌقترب‬ ‫ٌهودي من مجموعة أشخاص (ؼٌر ٌهود ) وهم ٌتحدثون على سجٌتهم عن األنظمة السوفٌتٌة‪،‬‬ ‫فإنهم فً جمٌع الحاالت تقرٌباًا‪ ،‬حتى ولو كانوا ٌعرفون هذا الٌهودي شخصٌاًا‪ٌ ،‬قطعون الحدٌث‬ ‫فجؤة‪ ،‬وٌنتقلون به إلى مجال آخر "‪.‬‬ ‫‪----------‬‬‫‪47‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫عندما استدعت الحاجة أن ٌكون للبرولٌتارٌا الروسٌة مثقفوها وأنصاؾ مثقفٌها‪ ،‬وكوادرها‬ ‫اإلدارٌة والتقنٌة‪ ،‬لم ٌكن مستؽربا ًا أن ٌهبّ الٌهود ذوو المٌول المعارضة لم ِّد ٌد العون لها‪...‬‬ ‫إن وجود الٌهود فً المناصب اإلدارٌة فً روسٌا الجدٌدة أمر طبٌعً وضروري تماماًا‪ ،‬سوا ٌء‬ ‫أ كانت روسٌا هذه كادٌتٌة‪ ،‬أو اشتراكٌة ثورٌة‪ ،‬أو برولٌتارٌة "كوسكوفا "‬ ‫‪--------‬‬‫"ما من داع ألن ٌشكو الٌهود من روسٌا‪ ،‬فقد كنا على الدوام نحتفً بمناسبات وصول ٌهودي‬ ‫بارز إلى السلطة فً فرنسا أو إنكلترا‪ ...‬وهاهً روسٌا اآلن ٌكاد ٌكون نصؾ وزرابها من‬ ‫الٌهود"‪ " .‬مقالة ل م‪ .‬بٌكرمان "‬ ‫‪-----------‬‬‫إننا ال نناضل ضد الناس‪ ،‬بل ضد المبادئ‪ ،‬المبادئ الباطلة‪ ،‬التً تستنزؾ قوى الشعب الحٌوٌة‬ ‫بؤسالٌب ٌهون التدلٌل علٌها‪،‬‬ ‫المعنوٌة‪ .‬إذ إن هذه المبادئ تنبع من مصدر ٌسهل كشفه‪ ،‬وتنتشر‬ ‫َم‬ ‫وٌمكن وض ُع ح ّد ٍة لها عبر إماطة اللثام عنها‪ .‬فعندما ٌعرؾ الناس طبٌعة ومنبع المإثرات‬ ‫التً تسٌطر علٌهم ٌكون ذلك كافٌا ًا بحد ذاته " ‪-‬فورد‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫"الهولوكست " (هو مصطلح تصعب ترجمته‪ ،‬وٌبدو أنه من أصل إؼرٌقً قدٌم‪ ،‬وٌعنً على‬ ‫وجه التقرٌب "الموت حرقا ًا")‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫إننا نمٌل إلى تصور أي جماعة تتمتع بوحدة عضوٌة ما‪ ،‬على ؼرار ما نتصور اإلنسان الذي‬ ‫ٌصوغ أهدافه وٌجد طرقا ًا لتحقٌقها‪ ،‬وتخضع أعضاإه لهذه األهداؾ والدوافع الصادرة عن‬ ‫الدماغ‬

‫‪48‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪---------‬‬‫إن الشوفٌنٌة القومٌة والعرقٌة هً من مخلفات طباع الكراهٌة لئلنسان التً تسِ م مرحلة أكل‬ ‫لحوم البشر‪ .‬ومعاداة السامٌة‪ ،‬بوصفها شكبلًا متطرفا ًا من أشكال الشوفٌنٌة العرقٌة‪ ،‬هً أكثر‬ ‫مخلفات مرحلة أكل لحوم البشر خطراًا‪ ...‬إن القانون فً االتحاد السوفٌتً ٌفرض عقوبة بالؽة‬ ‫الصرامة على من ٌعادي السامٌة بوصؾ ذلك ظاهرة عمٌقة العداء للنظام السوفٌتً‪ .‬ونشطاء‬ ‫معاداة السامٌة جزاإهم فً االتحاد السوفٌتً عقوبة اإلعدام " ‪ -‬ستالٌن ‪-‬‬ ‫‪--------‬‬‫فً تقرٌر مولوتوؾ حول الدستور الجدٌد قال "مهما قال أكلة لحوم البشر المعاصرون من‬ ‫مُعادي السامٌة الفاشٌست‪ ،‬فإن مشاعرنا األخوٌة نحو الشعب الٌهودي ٌحددها كونه أنجب‬ ‫كارل ماركس المبدع العبقري لفكرة التحرٌر الشٌوعً لئلنسانٌة‪ ،‬والذي كان على دراٌة علمٌة‬ ‫بؤرفع منجزات الثقافة األلمانٌة‪ ،‬وثقاف ِة الشعوب األخرى؛ وكون الشعب الٌهودي قد أعطى‪،‬‬ ‫على قدم المساواة مع أكثر األمم رقٌاًا‪ ،‬العدٌد من رجاالت العلم والتقنٌة والفن‪ ،‬أعطى العدٌد‬ ‫من أبطال النضال الثوري ضد اضطهاد الكادحٌن فً ببلدنا‪ ،‬وقدم وٌقدم المزٌد من القادة‬ ‫ِّ‬ ‫والمنظمٌن الجدد الرابعٌن الموهوبٌن فً كافة فروع بناء االشتراكٌة‪ ،‬وفً الذود عنها "‬ ‫‪---------‬‬‫إن التضحٌات الجسٌمة التً تكبّدها الشعب الٌهودي نتٌجة عسؾ الهتلرٌ​ٌن فً أوروبا‪ ،‬تزٌد‬ ‫التؤكٌد على ضرور َمة أن ٌكون للٌهود دولتهم الخاصة بهم‪ ،‬وعلى عدال َمة المطالبة بإنشاء دولة‬ ‫ٌهودٌة مستقلة فً فلسطٌن "ؼرومٌكو‪ ،‬المندوب السوفٌتً لدى األمم المتحدة "‬ ‫‪---------‬‬‫لقد أمل القٌِّمون على السٌاسة السوفٌتٌة بؤن ٌكسبوا فً شخص إسرابٌل أداة للنفوذ فً الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬أو ربما ساروا بحكم قانون العطالة وراء نزعات الٌهودٌة العالمٌة ‪ .‬فكان االتحاد‬ ‫زود فً بادئ األمر‬ ‫السوفٌتً من أوابل الدول التً اعترفت بـ إسرابٌل‪ .‬ومن المعروؾ أنه َّ‬ ‫إسرابٌل باألسلحة‪ ،‬إبّان النزاع الذي نشب بٌن العرب واإلسرابٌلٌ​ٌن ‪.‬‬ ‫‪----------‬‬

‫‪49‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لقد شؽل الٌهود مكانة بارزة للؽاٌة فً بنٌة المجتمع السوفٌتً‪ ،‬إذ كانت نسبتهم بٌن العلماء‪،‬‬ ‫والعاملٌن فً الجامعات‪ ،‬والمعاهد العلٌا‪ ،‬والمجال الطبً أعلى بكثٌر من متوسط نسبة سكان‬ ‫مدن الببلد فً هذٌن القطاعٌن"‪ - .‬ر‪ .‬رٌفكٌنا ‪-‬‬ ‫‪---------‬‬‫حوالً ‪ 70‬بالمبة من الٌهود ٌتخرجون فً الجامعات والمعاهد العلٌا فً االتحاد السوفٌتً ‪،‬‬ ‫وبذلك ّ‬ ‫ٌمثلون الجزء األكثر تحصٌبلًا علمٌا ًا بٌن الشباب فً االتحاد السوفٌتً " زبٌؾ كاتس "‬ ‫‪---------‬‬‫تزامن انتهاء الحرب العالمٌة الثانٌة مع اشتداد النفوذ الٌهودي فً الؽرب‪ .‬وكان الحدث األبرز‬ ‫فً هذا االتجاه هو إقامة دولة إسرابٌل‪ .‬فقد تؤسست الدولة الجدٌدة بقرار من مجلس األمن‬ ‫ووفقا ًا لهذا القرار كان ٌنبؽً أن تقوم فً فلسطٌن دولتان‪ ،‬إحداهما‬ ‫الدولً فً العام ‪َ ،1948‬م‬ ‫ٌهودٌة واألخرى عربٌة‪ ،‬وأن توضع القدس تحت إشراؾ دولً‪ .‬ؼٌر أنه لم ٌتحقق من هذه‬ ‫البنود حتى اآلن سوى بند واحد هو إقامة الدولة الٌهودٌة‪ .‬ثم احتلت إسرابٌل القدس‪ ،‬وأعلنتها‬ ‫عاصمة لها‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫قدمت روسٌا مساعدة ملموسة لـ إسرابٌل كانت فً أ َممسِّ الحاجة إلٌها‪ ...‬فقد فتحت روسٌا‬ ‫مستودعات أسلحتها أمام إسرابٌل‪ ...‬وفً أثناء استعراض القطعات العسكرٌة اإلسرابٌلٌة فً‬ ‫تل أبٌب كانت البنادق التشٌكوسلوفاكٌة الجدٌدة تتؤلّق على األكتاؾ " دوؼبلس رٌد "‬ ‫‪----------‬‬‫توجد أصبلًا ‪ .‬وال ٌعود ذلك لتصوٌت الروس‬ ‫لوال االتحاد السوفٌتً لما كان لـ إسرابٌل أن َم‬ ‫لصالح قٌامها‪ْ ،‬‬ ‫بقدر ما ٌعود لتلقً إسرابٌل ك َّل سبلحها من البلدان الشٌوعٌة فً أثناء الهجوم‬ ‫العربً علٌها عامً ‪ - ." 1949 – 1948‬ناحوم ؼولدمان ‪-‬‬ ‫‪----------‬‬

‫‪50‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫"إذا كنت أستقبلكم اآلن فً الدولة الٌهودٌة‪ ،‬فإننا مدٌنون بذلك لـ االتحاد السوفٌتً أكثر بكثٌر‬ ‫مطوقٌن‬ ‫َّ‬ ‫مما لـ الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬ألننا فً أثناء حربنا من أجل االستقبلل‪ ،‬عندما كنا‬ ‫بالجٌوش العربٌة‪ ،‬لم َّ‬ ‫نتلق بندقٌة واحدة من الوالٌات المتحدة " بن ؼورٌون "‬ ‫‪----------‬‬‫جمٌع من فً العالم كانوا قد أدركوا‪ ،‬بحلول ذلك الوقت‪ ،‬أن الدولة الٌهودٌة فً فلسطٌن ال‬ ‫ٌمكنها أن تل َّم شمل كل ٌهود العالم ؼٌر المندمجٌن فً المجتمعات التً ٌعٌشون فٌها‪ ،‬وأنها ال‬ ‫تستطٌع أن تحقق ما هو أكثر من فكرة آحاد هعام القدٌمة القابلة بؤن تؽدو دول َمة مركزٌة لٌهود‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪--------‬‬‫بدالًا من "المصالح المشتركة "‪ ،‬والتعاون بٌن الشعبٌن‪ ،‬و"الوطن المشترك "‪ ،‬رأٌنا حقداًا قاتبلًا‪،‬‬ ‫وعداء ٌنتقل من جٌل إلى جٌل‪ .‬لقد فرَّ من فلسطٌن نصؾ ملٌون عربً‪ ،‬وسوٌت القرى‬ ‫العربٌة بوجه األرض‪ ،‬وبموجب قانون الحرب انتقلت ملكٌة األراضً العربٌة إلى أٌدي الدولة‬ ‫ِّ‬ ‫ووزعت على المهاجرٌن الجدد‪ ،‬أو‬ ‫الٌهودٌة بوصفها "أمبلك ؼاببٌن"‪ ،‬لٌس لها صاحب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ضمّت إلى أمبلك الٌهود آنذاك "روبرت فٌلتش "‬ ‫‪---------‬‬‫ال أظن أن فً تارٌخ الشعب الٌهودي‪ ،‬فً أي مكان‪ ،‬ما ٌشبه ذلك النفوذ الذي ٌمارسه أصحاب‬ ‫األدمؽة الٌهود على الثقافة األمٌركٌة‪ .‬وبهذا المعنى فإن أمٌركا هً‪ ،‬حقاًا‪ ،‬نجاح الٌهود األكبر‬ ‫"كازٌن"‬ ‫‪----------‬‬‫قد ال تصدقون كم له من نفوذ ! إذ ٌؤتٌنا ممثلو إسرابٌل للحصول على أسلحة ‪ .‬وحٌن نقول لهم‬ ‫إن الكونؽرس لن ٌوافق‪ٌ ،‬جٌبوننا قابلٌن‪ :‬ال تقلقوا بشؤن الكونؽرس‪ ،‬فنحن نؤخذ ذلك على‬ ‫عاتقنا‪ .‬هذا ما ٌقوله لنا أجانب‪ ،‬ولكنهم حقّا ًا قادرون على تحقٌق ذلك !"‪- .‬الجنرال براون ‪-‬‬ ‫‪----------‬‬

‫‪51‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تإكد مجلة "تاٌم" أن ثبلث قنوات تلفزٌونٌة كبرى‪ ،‬وثبلث صحؾ أمٌركٌة كبرى‪ ،‬هً‪:‬‬ ‫"نٌورك تاٌمز"‪ ,‬و"واشنطن بوست "‪ ،‬و"وول سترٌت جورنال" تعود لٌهود‬ ‫وٌنطبق األمر نفسه على شركات السٌنما التً ٌمكن فً العادة رإٌة أسمابها (ولكنْ لٌس أسماء‬ ‫أصحابها الحالٌ​ٌن !) على شاشات دور العرض ‪ .‬وهذه الشركات هً‪ :‬شركة "وولت دٌزنً"‬ ‫التً ٌترأسها آٌسنر‪ ،‬وشركة "تاٌم ورنر" وعلى رأسها لٌفِن‪ ،‬وشركة "ورنر برذورز" تحت‬ ‫رباسة ؼولدبٌرغ‪ ،‬وشركة "توٌنتً سنتشري فوكس " وٌدٌرها تشرنٌتس‪ ،‬وشركة "ٌونٌفرسال‬ ‫بٌكتشرز" العابدة لشركة "سٌؽران " التً ٌرأسها برونفمان‪ ،‬ربٌس المإتمر الٌهودي العالمً‬ ‫وأكبر منتج للمشروبات الكحولٌة ‪ .‬وٌتضمّن اسم شركة "مٌترو ‪ -‬ؼولدوٌن – ماٌر"اس َممً اثنٌن‬ ‫ممَّن أسَّسوها (فً عام ‪ ،) 1924‬وكان م‪ .‬لٌوؾ ثالثهم‪ .‬وقد ظل ماٌر ٌدٌر هذه الشركة حتى‬ ‫آرنهاٌم‪" :‬نستطٌع أن نإكد دون مبالؽة أن صناعة‬ ‫عام ‪ .1950‬وٌقول المإرخ السٌنمابً ِ‬ ‫السٌنما األمٌركٌة هً من عمل أٌدي ٌهود جاإوا من شرق أوروبا‪ ،‬وعبروا المحٌط فً القرن‬ ‫الماضً‬ ‫‪------------‬‬‫ال وجود فً الوالٌات المتحدة بعد اآلن لحكومة ؼٌر ٌهودٌة‪ .‬ثم إن الٌهود فً الحكومة الحالٌة‬ ‫شركاء أنداد فً اتخاذ القرارات على جمٌع المستوٌات ‪ .‬ولع ّل من المستحسن إعاد َمة النظر‬ ‫ببعض جوانب القوانٌن الٌهودٌة الدٌنٌة المتعلقة بمفهوم "الدولة ؼٌر الٌهودٌة "‪ ،‬فقد شاخت هذه‬ ‫القوانٌن بالنسبة لـ لوالٌات المتحدة األمٌركٌة ‪ -‬للكاتب بار ٌوسؾ آفٌونات ‪-‬‬ ‫‪---------‬‬‫نشرت "المجلة الجؽرافٌة " الشهٌرة مقالة عن دمشق‪ ،‬ورد فٌها مقطع صؽٌر ٌتحدث عمّا تنعم‬ ‫به الطابفة الٌهودٌة هناك من أوضاع مٌسورة نسبٌا ًا‪ .‬فؤثارت تلك المقالة عاصفة من‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬وتلقت هٌبة التحرٌر أكثر من ‪ 600‬رسالة استٌاء‪ ،‬تطالب بؤن تنشر المجلة وجهة‬ ‫نظر معاكسة‪ .‬وعبثا ًا حاول المحرر أن ٌثبت أن المجلة موجودة منذ العام ‪ ،1888‬ولم ٌسبق لها‬ ‫أن قامت بتراجع من هذا القبٌل ٌوما ًا‪ .‬وعند ذلك أقٌمت مظاهرة عاصفة عند مكاتب المجلة‪.‬‬ ‫وتدخل "المإتمر الٌهودي األمٌرٌكً" فً هذه القضٌة‪ .‬فكانت النتٌجة أن استسلمت هٌبة‬ ‫التحرٌر ونشرت بٌانا ًا جاء فٌها‪" :‬إن منتقدٌنا كانوا على حق‪ .‬لقد أخطؤنا "‪.‬‬ ‫‪----------‬‬‫‪52‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وعندما فُصلت إسرابٌل من الوكالة الدولٌة للطاقة النووٌة بؤصوات البلدان العربٌة (وبطرٌقة‬ ‫قانونٌة تماماًا‪ ،‬ألن إسرابٌل رفضت تقدٌم األدلة على أنها تستخدم الطاقة النووٌة ألؼراض‬ ‫سلمٌة حصراًا)‪ ،‬سارعت الوالٌات المتحدة األمٌركٌة فانسحبت من هذه الوكالة مع إسرابٌل فً‬ ‫وقت واحد‪ .‬ثم أعلنت وزارة الخارجٌة األمٌركٌة أن رد فعل الوالٌات المتحدة سٌكون على هذا‬ ‫النحو تماما ًا إذا ما حاول أحد فصل إسرابٌل من أي وكالة متخصصة أخرى من وكاالت منظمة‬ ‫تخوؾ من أن تنجح بلدان العالم الثالث بفصل إسرابٌل‬ ‫األمم المتحدة ‪ .‬وأخٌراًا‪ ،‬عندما كان هناك ُّ‬ ‫من منظمة األمم المتحدة‪ ،‬أعلنت الوالٌات المتحدة األمٌركٌة أنها ستنسحب عندبذ من هذه‬ ‫المنظمة أٌضا ًا‪ٌ .‬بدو أن الوالٌات المتحدة فقدت استقبللٌتها إزاء إسرابٌل‬ ‫‪---------‬‬‫إن الٌهود‪ ،‬كشعب‪ ،‬محرومون من ملكة اإلبداع‪ .‬فمنذ ٌهودا القدٌمة كان النشاط الثقافً برمّته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مسخراًا بالكامل فً سبٌل هدؾ واحد هو خلق دٌن ذي مركزٌة إثنٌة‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫على ما ٌبدو‪،‬‬ ‫هٌهات أن ٌكون بوسع أحد أن ٌشٌر إلى أي ثمرة تخص الثقافة الٌهودٌة حصراًا‪ .‬وٌمكننا أن‬ ‫نحاول تفسٌر ذلك بكون الٌهود أمضوا حٌاتهم فً الشتات‪ ،‬وإن لم ٌكن ذلك ٌحول بٌنهم وبٌن‬ ‫الحفاظ على الوعً بوحدتهم القومٌة‪ ،‬فً حٌن نجد هذا الوعً مرتبطا ًا على الدوام لدى‬ ‫الشعوب األخرى بوجود الثقافة القومٌة‪ .‬وها هو ُ‬ ‫خلق دولة ٌهودٌة صِ رفة هً إسرابٌل لم ٌؽٌِّر‬ ‫فً ذلك شٌبا ًا‪ .‬بل وأصبح الوضع أكثر حدة‪ .‬إذ كان ٌخٌّل أن هذه المواهب الٌهودٌة البلمعة‬ ‫تظهر فً بلدان ٌتوضّع الٌهود فٌها جماعات صؽٌرة توض َمُّع ما ّدة الٌورانٌوم فً الخامات‬ ‫المعدنٌة المحٌطة بها‪ .‬فإذا ما جمعناهم معا ًا توجّ ب بكل بساط ٍةة وقو ُع انفجار نووي ثقافً !‬ ‫ولكننا فً واقع األمر لم نحصل على ؼٌر الفراغ‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫هٌهات أن توافق هذه األؼلبٌة اإلثنٌة على أن ٌتمتع ‪ 80‬بالمبة أو ‪ 100‬بالمبة من الٌهود بتعلٌم‬ ‫عال‪ ،‬فً حٌن ٌتخلّؾ باقً السكان عنهم بمرات كثٌرة‪ ،‬وعلى أن ٌظ ّل الٌهود على رأس‬ ‫ٍة‬ ‫المراكز العلمٌة األهم فً البلدان التً ٌشكلون نسبة مبوٌة ضبٌلة‪ ،‬أو ضبٌلة نسبٌاًا‪ ،‬من عدد‬ ‫سكانها " ‪ -‬كاتس ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪53‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫إن أكثر ما ٌثٌر عجبنا من الجماعة الٌهودٌة‪ ،‬بعد تشتتها‪ ،‬هو قدرتها الوحٌدة واالستثنابٌة على‬ ‫الحٌاة كك ّل قومًّ واحد ‪-‬ؾ‪ .‬زٌنكوفسكً ‪-‬‬ ‫‪---------‬‬‫تقول س‪ .‬مارؼولٌنا‪:‬‬ ‫ي لٌس ِب ًا‬ ‫"الٌهود ُ‬ ‫دعة خٌالٌة‪ .‬إن وعً الذات عنده ٌبتدئ من إحساسه "باختبلفه " عمّن سواه‪.‬‬ ‫وهذا عابد بالدرجة األولى إلى تقالٌده "االصطفابٌة " التً تحولت‪ ،‬بعد أن فقدت مضمونها‬ ‫الدٌنً‪ ،‬إلى شعور بالتفوق‪ .‬أي أن الٌهودي ٌشعر نفسه مؽاٌراًا‪ ،‬ال بسبب تجربته فً االحتكاك‬ ‫مع ؼٌر الٌهود وحسب‪ ،‬بل وعبر الطموح الذي تورثه إٌاه الثقافة ألن "ٌكون مختلفاًا‪ ،‬ومتمٌزاًا‬ ‫بشًء ما"‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫الحٌاة ملٌبة باأللؽاز‪ ،‬سوا ٌء فً الرٌاضٌات‪ ،‬أوالفٌزٌاء‪ ،‬أوالبٌولوجٌا‪ ،‬أوالتارٌخ‪ ،‬وال سٌّما فً‬ ‫كل ما هو مرتبط باإلنسان ‪ .‬ال بد من مقدار معٌَّن من الشعور بالتسلٌم لكً نتقبّل الحقٌقة القابلة‬ ‫بؤن حل معظم هذه األلؽاز لن ٌعرفه أحد فً حٌاتنا‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪54‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب السابع‬ ‫التفكٌر المستقٌم والتفكٌر األعوج‬

‫‪55‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫(اإلنسان مخلوق ناطق ‪ ,‬وهو أن لم ٌجد من ٌحدثه تحدث إلى نفسه )‬ ‫‪-------------------‬‬‫ما نسمٌه » بالمخاطبة « هو المحادثة مع اآلخرٌن أما ما نسمٌه » بالتفكٌر « فهو محادثة المرء‬ ‫مع نفسه‪.‬‬ ‫‪---------------------‬‬‫والشخص الحذر إذا دخل فً جدال ال ٌنساق " الى التعمٌم " فهو على هذه الصورة ٌنساق إلى‬ ‫اتباع طرٌق الهزٌمة‪ .‬وإنما ٌظل مصرا على موقفه المعتدل الذي شرع فٌه‬ ‫والذي ٌمكنه الدفاع عنه بسهولة ‪ ,‬فً حٌن انه فوق ذلك ٌستطٌع دحض‬ ‫أقوال خصمه المتطرفة بالحجة والبٌنة دون أن ٌحتاج إلى جر هذا الخصم‬ ‫إلى التفوه بؤقوال أكثر تطرفا فً االتجاه المضاد‬ ‫‪-------------------‬‬‫حٌل المجادلة‬ ‫ولنسم هذه الحٌلة باسم »التوسٌع « أي توسٌع قول الخصم ‪ .‬وتستعمل‬ ‫هذه الحٌلة من أجل استدراج الخصم إلى أن ٌوسع قوله بنفسه فً أثناء‬ ‫احتدام الجدال أو أن ٌتواقح أكثر من ذلك فٌزور قوله األول‬ ‫والعبلج دابما هو أن ٌمتنع الشخص صاحب القول عن أن ٌوسع قوله وأن ٌظل مثابرا على‬ ‫تثبٌت موقفه الذي ٌرٌد فً الحقٌقة أن ٌدافع عنه وثمة حٌلة أخرى تستعمل فً القضاٌا الخبلفٌة‬ ‫وهً حٌلة »الروؼان « أو »التحوٌل « وتكون فً الدفاع عن قضٌة إما باإلتٌان بقضٌة أخرى‬ ‫ال تكون إثباتا للقضٌة األولى وإنما هً وسٌلة لتحوٌل المناقشة عن موضوعها األول‬ ‫إلى موضوع آخر ٌكون صاحب عملٌة التحوٌل هذه واثقا منه أكثر من الموضوع األول‬

‫‪56‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وٌجب أن ندخل أٌضا من ضمن أنواع الروؼان حٌلة ٌلجؤ إلٌها أحد‬ ‫المتخاصمٌن وهً التعلق بنقطة هامشٌة ‪ ,‬وردت فً سٌاق الحجة التً أتى‬ ‫بها الخصم اآلخر واتخاذها وسٌلة للتؽلب علٌه فٌها ثم اإلٌحاء (بعد التؽلب‬ ‫فً هذه النقطة الفرعٌة) بؤنه ؼلب الخصم فً القضٌة األساسٌة ‪ .‬فالرجل‬ ‫الذي ٌؤتً بعدد كبٌر من الوقابع تؤٌ​ٌد لمدعاة قد ٌؤتً بواحدة على األقل ال‬ ‫تكون صحٌحة ‪ ,‬وعدم صحة هذه قد ال ٌكون كافٌا لنقض النتٌجة التً‬ ‫ٌدعٌها‪ .‬ولكن الخصم ٌمسك بهذه الواحدة وٌثبت بطبلنها وبذلك ٌسهل‬ ‫علٌه أن ٌدخل فً النفوس انطباعا بؤنه تمكن من إبطال قضٌة الخصم‬ ‫برمتها ‪ ,‬بالرؼم من أن الدعامة الكبرى لهذه القضٌة بقٌت ثابتة‪ .‬وهكذا‬ ‫ٌكون النصر فً هذا الجدال نصرا مزٌفا تم إحرازه عن طرٌق حركة‬ ‫روؼانٌة ناجحة‪.‬‬ ‫وثمة خدعة أخرى من قبٌل الروؼان نذكر هاهنا ‪ ,‬وهى حٌلة اإلتٌان ‪,‬‬ ‫فً الدفاع عن قول ما ‪ ,‬بقول آخر ال ٌثبت صحة القول األول ولكن ٌؤمل‬ ‫قابله أن الخصم لن ٌعترض على البرهان‪ .‬و ٌمكن تؤمٌن ذلك فً أؼلب‬ ‫األحٌان بجعل القول الثانً عبارة عن إشارة إلى نظرٌة علمٌة ٌخشى الخصم‬ ‫إذا عارضها أن ٌكشؾ عن جهله ‪ ,‬أو على األقل ٌجعل القول الثانً مرتبطا‬ ‫بؤمر ملتبس ؼامض ٌخشى الخصم أن ٌكشؾ عن جهل مشٌن إذا هو أقر‬ ‫بعجزه عن إدراك هذا االرتباط‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وٌوجد أخٌرا حٌلة شابعة فً الجدال ال ٌنظر إلٌها عادة بؤنها حٌلة ‪,‬‬ ‫وهً جدٌرة بالنظر فٌها فً هذا المقام‪ .‬وهذه الحٌلة تكون عن طرٌق‬ ‫عرض رأي بٌن متجادلٌن ٌكون بمثابة موقؾ وسط بٌن موقفٌن متطرفٌن‪..‬‬ ‫ونحن جمٌعا نحب اختٌار الحل الوسط ‪ ,‬فإذا أوصانا أحدهم باتخاذ موقؾ‬ ‫ٌكون وسطا بٌن موقفٌن متطرفٌن فإننا نجد عادة فً أنفسنا إقباال على‬ ‫األخذ بهذه التوصٌة‪.‬‬ ‫وقد ٌؽتنم البعض هذا المٌل ‪ ,‬فٌعرضون علٌنا آراءهم بهذه الطرٌقة ‪ ,‬وان‬ ‫كانت اآلراء على أبعد ما ٌكون من االختبلؾ فٌما بٌنها‬ ‫‪---------------------‬‬‫فإذا ادعى مسالم بان االشتراك فً الحرب‬ ‫خطؤ ‪ ,‬فان الرد الذي ٌمكن أن ٌوجه إلٌه هو أنه ٌجب علٌه حتى ٌكون‬ ‫منطقٌا فً ادعابه وثابتا أن ٌرفض استعمال العنؾ فً أي حال من األحوال‬ ‫حتى ضد مجرم كان ٌعتدي على زوجته‬ ‫‪--------------------‬‬‫فالحضور المستمعون ٌكونون أمٌل إلى الضحك مع الشخص الذي أتى‬ ‫بذلك الروؼان من متابعة جهود خصمه الشاقة وهو ٌحاول المودة إلى البحث‬ ‫الجدي ‪ .‬وهذه الطرٌقة طرٌقة خسٌسة ٌستعملها بعض الناس كً ٌقال‬ ‫عنهم انهم أذكٌاء‪ .‬والشخص الذي اعتاد استعمال طرٌقة الروؼان المزحٌة‬ ‫فً أثناء المجادلة الجدٌة ال ٌستحق أن ٌلتفت إلٌه‬ ‫‪-----------------‬‬‫‪58‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫نظرٌة هوبز تقول بؤن الناس بطبٌعتهم أعداء‬ ‫ٌحارب بعضهم بعضا وأنهم ال ٌكونون مواطنٌن صالحٌن إال بفعل الخوؾ‬ ‫اما عن نظرٌة كروبوتكن فهو الذي ٌرى أن الناس بؽرٌزتهم ٌإثرون‬ ‫الؽٌر على أنفسهم ‪ ,‬وأنهم لم ٌصبحوا أنانٌ​ٌن إال بنتٌجة التؤثٌر السًء‬ ‫الذي أحدثته النظم االجتماعٌة التً عاشوا فً ظلها فً المجتمع الرأسمالً‬ ‫‪-------------------------‬‬‫احٌانا المسؤلة الخبلفٌة ال ٌمكن الفصل فٌها الن كبل من الجانبٌن فً الخصومة ٌعتبرون‬ ‫أن المشكلة مشكلة حقابق فً حٌن أنها فً الحقٌقة مشكلة كلمات ‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫فالروح المعادٌة للعلم هً التً تحاول دوما صرؾ الناس عن دراسة الواقعة ودفعهم‬ ‫إلى نسج نظرٌات وهمٌة خٌالٌة تابعة من أذهانهم وحدها‪ .‬وهً الروح التً‬ ‫ٌجب على كل واحد منا(سواء أكان ٌشتؽل بالبحث العلمً أو ٌفكر فً‬ ‫كٌفٌة استعمال صوته فً االنتخابات ) أن ٌنبذها من ذهنه ذلك الن إتقان‬ ‫فن التفكٌر والتمكن منه لٌسا إال البداٌة فً إنجاز مهمة فهم الواقع‪.‬‬ ‫وبدون الحصول على الحقابق الواقعٌة الصحٌحة ٌسوقنا فن التفكٌر هذا‬ ‫إلى الخطؤ والضبلل ‪.‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫أن ما هو خطا قد ال ٌكون كذلك بسبب‬ ‫ما نحاول أن نقوله عنه وإنما بسبب الطرٌقة التً نقول بها قولنا عنه‬ ‫‪------------------------‬‬‫‪59‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وكتب عن هذا الموضوع حدٌثا عالم النفس الطبً (دى بونو ) من كامبردج ‪.‬‬ ‫وقد أطلق (دى بونو) اسم »التفكٌر ؼٌر المؤلوؾ « على المقدرة التً ستعملها‬ ‫اإلنسان فً حل مشكلة من المشكبلت لٌس عن طرٌق اتباع سبٌل وحٌد فً‬ ‫التفكٌر أو خط تفكٌر واحد معٌن ولكن بطرٌق تجربة سبٌل جدٌد آخر‪.‬‬ ‫وقد ابتدع (دى بونو) سلسلة من التمارٌن الفذة العملٌة والكبلمٌة التً‬ ‫ٌحتاج فً حلها إلى طرق تبدو فً ظاهره ؼٌر منطقٌة وؼٌر مؤلوفة‪.‬‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫وحقٌقة اإلٌحاء الواقعٌة من وجهة نفسانٌة تتمثل فً الواقع المعروؾ‬ ‫بؤن اإلنسان إذا داوم على تكرٌر قول مرارا متوالٌة بلهجة الواثق من قوله‬ ‫دون حجة أو برهان فان السامعٌن لهدا القول ٌمٌلون إلى تصدٌقه واإلٌمان‬ ‫به بصرؾ النظر تماما عن صحة القول أو بطبلنه ‪ ,‬وعن وجود بٌنة على‬ ‫صحته أو عد م وجودها‪ .‬وٌكون السامعون على األخص أمٌل إلى قبول‬ ‫اإلٌحاء الذي ٌوحً به خطٌب ٌتمتع بمقام رفٌع أو وجاهة فً أعٌن الناس ‪-‬‬ ‫كالهٌبة المسلم بها التً تكون ألصحاب السلطان كالوزراء وكبار رجال الدٌن‬ ‫والبارعٌن فً األلعاب الرٌاضٌة ورواد الفضاء والمإلفٌن ‪ ..‬وؼٌرهم من‬ ‫مشاهٌر الناس ‪.‬‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫‪60‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وفً الماضً حٌن كان المرشح نجما االنتخابات‬ ‫البرلمانٌة ٌستطٌع أن ٌنفق على الدعاٌة االنتخابٌة بالقدر الذي ٌرٌد كان‬ ‫فً ؼالب األحٌان ٌؽشً الجدران فً شوارع مد ٌنته بإعبلنات عدٌدة‬ ‫جدا ٌقول فً كل منها‪» :‬صوتوا لزٌد « أو » صوتوا لعمرو «‪ .‬فإذا كان لهذه‬ ‫الملصقات الدعابٌة تؤثرها المقصود فً زٌادة مٌل الناس إلى انتخاب الشخص‬ ‫المذكور فان ذلك ٌكون بفضل استعمال اإلٌحاء من نوع » تكرار القول الجازم ‪«,‬‬ ‫مع أن هذه الملصقات لم تعد أي سبب ٌفهم منه أن المرشح المذكور افضل‬ ‫لعضوٌة البرلمان من مناوبه‪ .‬وكل ما فعلته هذه اإلعبلنات أنها اعتمدت على‬ ‫اإلٌحاء ال ؼٌر‬ ‫‪-----------------------‬‬‫ولكن المتكلم أو الخطٌب ال ٌعتمد على التكرار وحده ‪ .‬وللتكرار أسالٌب‬ ‫عدة بعضها أنجح من بعض‪ .‬فإلقاء الخطاب مثبل بتردد وهمه فاترة ال ٌكاد‬ ‫ٌكون له مفعول إٌحابً‪ .‬ولذلك ٌلجا المتكلم إلى كٌفٌة عكسٌة وٌتخذ مظهر‬ ‫الواثق من نفسه بصورة جرٌبة وقحة‪ .‬ومهما كانت شكوكه وتردداته وتهٌباته‬ ‫التً تساوره فانه ال ٌسمح لها بان تظهر علٌه فً مسلكه‪ .‬ولذلك فانه ٌدفع‬ ‫بصدره إلى األمام وٌرفع رأسه وٌتحدث بصوت عال مستمر‪ .‬وهذا األسلوب‬ ‫المطمبن الواثق هو المسعؾ الثانً على النجاح فً اإلٌحاء ‪ .‬واإلحساس فً‬ ‫سرٌرة نفس الشخص بؤنه ‪ٌ ,‬قٌنا ‪ ,‬على صواب قد ٌكون عونا مهما فً‬ ‫إحداث هذا األسلوب المطمبن الواثق ‪ ,‬وان كان هذا اإلحساس فً الحقٌقة‬ ‫ؼٌر ضروري لذلك ‪ .‬فالخطٌب المحنك الذي تعلم حٌلة األسلوب المطمبن‬ ‫‪61‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الواثق ٌستطٌع أن ٌجعل ذلك لنفسه كالقناع‪ .‬ولعل المرشح فً انتخابات‬ ‫سٌاسٌة ٌجد هذا األسلوب اكثر عونا له على النجاح من أي قدر من المعرفة‬ ‫والخبرة بؤعمال الحكومة التً رشح نفسه لٌتوالها‪.‬‬ ‫ولكن ٌجب علٌه أن ٌكون على حذر من مناوبٌه (الذٌن ٌقطعون علٌه‬ ‫كبلمه بتعلٌقات الذعة) الن هإالء قد ٌكونون على علم تام بكٌفٌة القضاء‬ ‫على أسلوبه المطمبن الواثق فً الكبلم وهدمه‪ .‬وإذا كان فً إمكانهم أن‬ ‫ٌزجوا فً أثناء خطاب هذا المرشح بسإال قد ٌضحك الحافرٌن منه أو قد‬ ‫ٌفقده ?الكه لنفسه وٌؽضب ولو قلٌبل فان أسلوبه الواثق المطمبن ٌصبح‬ ‫من المسٌر االستمرار فٌه والمحافظة علٌه‪.‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫كالمصارع الٌابانً الذي ٌحاول بدال من التصدي لثقل الخصم ومجابهته‬ ‫مباشرة ‪ ,‬أن ٌمتص ضؽط الثقل بالتراجع معه ‪ ,‬لٌكون بالوسع طرحه أرضا‬ ‫والتؽلب علٌه‬ ‫‪--------------------‬‬‫قوى فً داخل عقولنا نإدي إلى التفكٌر المعوج واثنتان‬ ‫من هذه القوى هما عاداتنا الفكرٌة وتحٌزاتنا‬ ‫‪-------------------------‬‬

‫‪62‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فاألمانة الفكرٌة أذن تقتضً من الخطٌب بعض المتطلبات المعٌنة‪ :‬ومنها‬ ‫أنه ٌجب علٌه أبدا أن ال ٌقول أمام الناس شٌبا ال ٌكون هو متمسكا به فً‬ ‫جداله الخاص ‪ .‬وٌجب علٌه أن ال ٌطرح قوال على أنه مإكدا بٌنما ٌعتقد هو‬ ‫أن هذا القول محتمل الصحة فقد‪ .‬وٌجب علٌه أن ال ٌستعمل أبدا حٌلة‬ ‫السٌاسً المبتذلة وهى حٌلة هز ٌمة معترض مخلص فً اعتراضه عن‬ ‫طرٌق الؽش فً الرد دون أن ٌكون الرد أو الجواب من شًء ٌدعمه سوى‬ ‫حٌل اإلٌحاء ‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫أننا نبدأ فقد برإٌة إلى أي مدى ال تكون آراإنا عن الحق والباطل‬ ‫وؼٌرها من األمور فً مستوى الحقابق العلمٌة ‪ ,‬عندما نبدأ بدراسة الدٌانات‬ ‫وشرابع األخبلق دراسة مقارنة ‪ ,‬ونكتشؾ عندها أن آراءنا هذه هً أحكام‬ ‫حقٌقتها نسبٌة ومنبثقة عن وجهة النظر الخاصة المعٌنة التً بنٌت علٌها‪.‬‬ ‫(بٌنما الحقابق العلمٌة صحٌحة بالنسبة لجمٌع األشخاص فً جمٌع‬ ‫األحوال )‪ .‬وإذا عودنا عقولنا على الدراسات المقارنة وعلى تكوٌن عادة‬ ‫النظر فً المشكبلت على أسلوب ٌسقط من هذا النظر أي تؤثٌر لوجهة‬ ‫نظرنا فإننا نكون بذلك قد تخلصنا بعض الشًء من هذه النسبٌة فً آرابنا‬ ‫وأحكامنا ‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫‪63‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ومن المفٌد مثبل أن ٌقرأ اإلنسان‬ ‫الجرابد والكتب التً تمثل وجهة نظر لٌست وجهة نظرنا الخاصة‪ .‬فالمإمن‬ ‫المسٌحً ٌحسن به أن ٌقرأ ما ٌقال ضد المسٌحٌة من منتقدٌن لها‬ ‫كالفٌلسوؾ (نٌتشه) والفٌلسوؾ (برتراند رسل)‪ .‬والمحافظ فً مذهبه‬ ‫السٌاسً ٌفٌده أن ٌقرأ كتابات (ماركس ) أو(كروبوتكن ) أو‬ ‫(ماو)‪ .‬والذي له أفكار سٌاسٌة تمٌل إلى التحرر من الخٌر له أن ٌقرأ ما‬ ‫ٌقال من الناحٌة األخرى فً الصحؾ المحافظة أو ما ٌقوله الخطباء‬ ‫الٌمٌنٌون‪ .‬والذٌن ٌإمنون بؤنظمة الزواج كما هً مقررة فً تقالٌدنا العامة‬ ‫ال ٌضٌرهم أن ٌقربوا ما تقوله عنها جرمٌن جرٌر ‪ Germain Greer‬فً كتابها‬ ‫»األنثى الخصٌة ‪« The Female Eunuch .‬‬ ‫فهإالء جمٌعا قد ٌعترٌهم بعد القراءة إحساس مزعج بان عاداتهم‬ ‫التفكٌرٌة الراسخة قدٌمة العهد قد تزعزعت‪ .‬وال ٌخشى ‪ ,‬بعد القراءة من‬ ‫انتكاس فً آرابهم ‪ ,‬ولكن هذه اآلراء لن تبقى بعد ذلك مبنٌة على تلك‬ ‫العادات التفكٌرٌة التً ظلت طول الوقت راسخة ال شك فٌها ‪ ,‬بل تصبح‬ ‫أثبت منطقٌا وأفضل ‪ ,‬نتٌجة كونها أصبحت على صورة اقتناعات قابمة‬ ‫على العقل وصادرة عن عقول حرة‪ .‬والذٌن ٌقفون تجاه ما ٌعتبرونه هداما‬ ‫فً الكتابات والكبلم موقفا ٌدعوهم إلى وجوب طمس ذلك وإخماده (ولو‬ ‫بالقوة) ال ٌكون لهم من اإل ٌمان فً معقولٌة االعتقادات التً ٌحرمون هم‬ ‫على حماٌتها إال األقل من القلٌل‪.‬‬ ‫‪----------------------------‬‬‫‪64‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وذلك بؤنهم ٌحملوننا ‪ -‬الكتب المناقضة لنا ‪ -‬على التشكك فً صحة معتقداتنا القدٌمة وٌإدون‬ ‫بنا إلى حالة فكرٌة نستطٌع معها اختٌار ما هو صحٌح من هذه المعتقدات ونبذ ما هو باطل ‪,‬‬ ‫وكل ذلك بحرٌة فً الرأي وعن فطانة ‪ ,‬وبذا تكون عقولنا مستعدة لرإٌة‬ ‫حقابق جدٌدة ؼرٌبة وؼٌر معتادة‪ .‬ومعظم الناس لٌسوا فً حاجة إلى ما‬ ‫ٌحمٌهم من الصدمة ‪ ,‬بل لعلهم فً حاجة إلى صدمات أشد وأكثر بكثٌر‬ ‫لما ٌتعرضون إلٌه اآلن‪.‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫وٌجب أن ال نظن أننا قد ننجو من خطر السجن الذي تفرض علٌنا‬ ‫عاداتنا التفكٌرٌة بمجرد التخلً عن عاداتنا التفكٌرٌة القدٌمة التً هً‬ ‫فً أكثرها عٌن عادات الناس اآلخرٌن ‪ ,‬ثم الشروع فً اتخاذ عادات تفكٌرٌة‬ ‫جدٌدة‪ .‬والذٌن لهم أفكار مؽاٌرة للخط المستقٌم المتبع فً أمور الدٌن‬ ‫والتقالٌد المتعارؾ علٌها ٌواجهون خطرا مماثبل ٌؽلق عقولهم فً وجه‬ ‫الحقابق الجدٌدة بسبب استمرار أثر عاداتهم التفكٌرٌة القدٌمة وهو خطر‬ ‫ٌعادل الخطر الذي ٌتعرض له الملتزمون بالخط المستقٌم فً أمور الدٌن‬ ‫والمتمسكون بالعرؾ والتقالٌد‪ ..‬وهم أٌضا فً حاجة من وقت إلى آخر إلى‬ ‫صدمات تعتري عاداتهم التفكٌرٌة وتخرجهم عنها حتى ٌظلوا محتفظٌن‬ ‫بالمرونة فً عقولهم‬ ‫‪----------------------------‬‬

‫‪65‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وثمة خطر آخر ٌتهدد الذٌن ٌرفضون عادات تفكٌرٌة مقبولة لدى‬ ‫الجمٌع ‪ ,‬وهو أنهم قد ٌتربى عندهم عادة الكفر باألمور عنادا ‪ ,‬ال لٌس إال‬ ‫الن الناس اآلخرٌن ٌإمنون بها‪ .‬هإالء ٌصدق علٌهم عند الجمٌع لقب‬ ‫»المشاكس « الذي ٌخالؾ حبا فً الخبلؾ فقد‪ .‬والمشاكس ال ٌكون خالٌا‬ ‫من عادات تفكٌرٌة خاصة ‪ ,‬ولكنه شخص كون لنفسه مجموعة من العادات‬ ‫التفكٌرٌة التً ٌحتمل أن تكون معٌقة له بنفس القدر الذي ٌعٌقه نظام‬ ‫عادات تفكٌرٌة معاكس ‪ ,‬أي العادات التفكٌرٌة التً تدفع المرء لقبول ما‬ ‫ٌعتقد به الناس بعامة‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫وٌجب أن ٌكون من أؼراض التربٌة والتعلٌم أحداث فضٌلة فً النفس‬ ‫نسمٌها »المرونة العقلٌة ‪ «,‬وهً قدرة ٌمكن بواسطتها ارتٌاد سبل جدٌدة‬ ‫فً التفكٌر والوصول إلى افتراضات خارجة عن المؤلوؾ ‪ .‬ومعنى ذلك أنه‬ ‫ٌجب أن نكون قادرٌن على طرح عاداتنا التفكٌرٌة القد ٌمة جانبا‬ ‫‪-----------------‬‬‫وواضح أنه لٌس من المستحب وال من الممكن أن نتخلى عن جمٌع عاداتنا‬ ‫التفكٌرٌة ‪ ,‬فتكون العادات التفكٌرٌة فً النفسً أمر ال مفر منه كتكون‬ ‫العادات الجسمانٌة وكلتاهما فً النفع سواء‪ .‬ومع ذلك فان من الواجب‬ ‫علٌنا أن نكون على استعداد باستمرار إلعادة النظر فً هذه العادات ‪ .‬الن‬ ‫بعض العادات التفكٌرٌة التً خدمتنا فً الماضً قد تكون عابقا أو مانعا‬ ‫لنا عن إدراك حقابق جدٌدة‬ ‫‪66‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫واستعمالنا هذا لمظاهر ؼضب الخصم الناجم عن إحساسه بؤننا أصبنا‬ ‫منه نقطة ضعؾ فً حجته وسٌلة مشروعة تماما أثناء محاجته‪ .‬ولكن‬ ‫هناك فً الجدال وسٌلة أخرى ؼٌر شرٌفة تستعمل فً مجال ؼضب‬ ‫الخصم‪ .‬وهى الحٌلة التً ؼاٌتها تصمد إؼضاب الخصم وإثارة نفسه لكً‬ ‫ٌكون اقل مقدرة على المجادلة المتٌنة نتٌجة حالة الؽضب التً تعترٌه بذلك‬ ‫فً وضع ادعى إلى التفوق علٌه‪ .‬وإؼضاب الخصم لهذا الؽرض ال ٌكون‬ ‫فقط باإللحاح فً الجدل على نقطة ضعٌفة فً حجته ‪ ,‬بل أٌضا باتخاذ‬ ‫موقؾ مإذ لشعوره أو فٌه سفه أو وقاحة كاالستهزاء بؤمور له بها تعلق‬ ‫عاطفً شدٌد أو كاستعمال حٌلة ٌؽتاظ منها مثل إبداء اعتراضات ال تمت‬ ‫بصلة للموضوع ‪.‬‬ ‫ومعرفة حقٌقة هذه الحٌلة والقصد منها تهدٌنا إلى العبلج الواضح‬ ‫لها‪ .‬وأول شًء فً هذا العبلج هو أننا ٌجب أن نكون دوما مصرٌن على أن‬ ‫ال نؽضب ألي شًء أثناء الجدال ‪ ,‬وأن نحتفد دابما بهدوء الطبع ألن خصمنا‬ ‫مهما كان مشٌرا لؽٌظنا فان السبٌل األفضل للتؽلب علٌه هو تمالك النفس‬ ‫وكبح جماح الؽضب ‪ .‬وإذا شعرنا ببوادر الؽضب تتزاحم فً نفسنا للظهور ‪,‬‬ ‫فان هذا ٌجب أن ٌكون إشارة الن نكون اكثر لطفا وأدبا مع الخصم ‪ ,‬وأكثر‬ ‫نقدالموقفنا‪ .‬وقد نستفٌد من بداٌة الؽضب ‪ ,‬إذا اخذ ٌتمخض فً صدرنا ‪,‬‬ ‫فً اكتشاؾ مواطن الضعؾ فً وضعنا كما استفدنا منها فً اكتشاؾ‬ ‫مواطن الضعؾ فً وضع خصمنا ‪.‬‬ ‫‪--------------------------‬‬‫‪67‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وإذا وجدنا فً أنفسنا أننا نؽضب إذا تشكك أحدهم فً معتقدات‬ ‫عزٌزة علٌنا فٌجدر بنا أن نظن أن تلك المعتقدات هً من قبٌل التحٌز‬ ‫المبنً على أسس ؼٌر عقلٌة وعلى خبلؾ المعقول ‪ ,‬تماما كما نظن نفس‬ ‫الشًء إذا وجدنا شخصا أخر سرٌع الؽضب أو التؤذي دون سبب معقول‬ ‫إذا تعرضنا بالتشكك فً رأي له‪ .‬وال ٌحتمل لنا أن نفهم فهما كامبل المصادر‬ ‫أو الدوافع ؼٌر المعقولة التً نستمد منها آراءنا ‪ ,‬ولكن ٌمكننا الحصول على‬ ‫بعض المعرفة بها إذا تفحصنا آراءنا بالتمحٌص واالنتقاد واالبتعاد عن‬ ‫المماٌلة والتعاطؾ كما نتفحص آراء اآلخرٌن‪.‬‬ ‫‪------------------‬‬‫فان الزعٌم الحاذق ‪ ,‬مهما كانت عملٌاته الفكرٌة‬ ‫معقدة ‪ٌ ,‬حتاج فً اإلعراب عن مذاهبه إلى صٌػ مبسطة من العبارات ‪,‬‬ ‫لكً تكون هذه مقبولة على نطاق واسع‪ .‬كما ٌعمد هذا الزعٌم من أجل دفع‬ ‫جماهٌر الشعب إلى عمل جماعً إلى اختراع الشعارات المبلبمة ‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫ومن طرق التفكٌر الشابعة ما ٌتجلى فً أقوال مثل‪» :‬لكل جانب من‬ ‫الجانبٌن ما ٌإكد حجته ‪ ,‬ولذلك فإنً أحجم عن أي عمل فً األمر‪ « .‬وهً‬ ‫أقوال تصدر عادة عن أناس بلؽوا من الذكاء والفطنة حدا بعٌدا بحٌث انهم‬ ‫ٌتحاشون الوقوع فً مهاوي التفكٌر المبسط ‪ .‬وأحجامهم عن العمل هو‬ ‫بنفسه هوة ال تقل خطرا‪ .‬ولنطلق على هذا األحجام عبارة »االنسبلخ النظري‬ ‫أو األكاد ٌمً عن الحٌاة العملٌة ‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ومهما بلػ القول من القسوة ولو بحق ‪ ,‬ضد التفكٌر المبسط تبسٌطا‬ ‫مسرفا فان نفعه فً إثارة النفوس للعمل أمر مهم ال ٌجوز إؼفاله‪ .‬وتحمسنا‬ ‫للتفكٌر المستقٌم ٌجب أن ال ٌعمٌنا عن حقٌقة واقعة وهً أن ما نفعله أهم‬ ‫بكثٌر بما نفكر فٌه‪ .‬وٌجب عند العمل أن نعمل عمبل مجدٌا ٌكون له‬ ‫نتٌجة ‪ ,‬حتى ولو كنا فطنٌن ماهرٌن بدرجة كافٌة بحٌث نتجنب الوقوع فً‬ ‫شرك التفكٌر المبسط‪ .‬فإذا كنا ال نرٌد هذا التفكٌر المبسط وال نقبل به‬ ‫كحافز للعمل ونستطٌع االستؽناء عنه ‪ ,‬فؤول ما ٌجب علٌنا فً هذه الحالة‬ ‫أن نتعلم هو أن نعمل بكفاءة بدونه‪ .‬والعمل من األهمٌة بحٌث ٌمكننا شجب‬ ‫كل تفكٌر باعتبار أنه تفكٌر أعوج واستنكار وسابله إذا كانت هذه الوسابل‬ ‫تحطنا على التملص من القٌام بالعمل النافع أو الضروري‪.‬‬ ‫‪---------------------------‬‬‫وسواء كان الوصول إلى التفكٌر المستقٌم عن طرٌق النقاش مع أناس‬ ‫آخرٌن أو عن طرٌق التؤمل الشخصً الخاص فان الؽرض على كل حال هو‬ ‫أن ٌكون هذا التفكٌر عامبل على إكثار العمل المتصؾ بالعقبلنٌة والحس‬ ‫السلٌم‪ .‬ونحن نحاول أن ٌكون تفكٌرنا مستقٌما لكً ٌكون عملنا صحٌحا‬ ‫وتكون األشٌاء التً نعملها هً الصواب‬ ‫‪-----------------‬‬

‫‪69‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ولٌس لنا مناصر من ضرورة العمل ‪ ,‬واعتقادنا بؤن جانب ما ٌقال فً‬ ‫صالحه ال ٌعفٌنا من ضرورة العمل بقوة وبصورة مجدٌة فً مناصرة الجانب‬ ‫الذي نرى أن له حججا اصح واصدق فً تؤٌ​ٌد قضٌته‪ .‬ومثل ذلك أننا لو‬ ‫كنا نسوق سٌارة فوق ساحة مكشوفة ممتدة واعترض سبٌلنا عارض فؤن‬ ‫فً اإلمكان تجنب هذا العارض بالتعرٌج أما إلى الٌسار وأما إلى إلى‬ ‫الٌمٌن‪ .‬والحجج لبلتجاه ٌمٌنا أو ٌسارا ٌمكن أن تكون متساوٌة‪ .‬ولكن ال بد‬ ‫لنا من أن العمل واحدا من هذٌن االتجاهٌن دون أن نسمح لحجج األخر‬ ‫الممتازة أن تإثر فً قرارنا وعملنا ‪ .‬ولكن لو اكتفٌنا بالقول أن الكل من‬ ‫الجاهلٌن حججا تإٌده واستمررنا فً السوق إلى األمام فإننا نعرض أنفسنا‬ ‫إلى خطر محقق قد ٌإدي إلى قصم رقابنا‪.‬‬ ‫‪-------------------------‬‬‫وقبل الشروع فً أي نقاش حقٌقً ٌجب استٌفاء شرط واحد واضح‬ ‫وهو أن طرفً النقاش ٌجب أن ٌكون لدٌهما تواضع كاؾ بحٌث أنهما‬ ‫ٌعتبران آرابهما على أنها أحكام ؼٌر قطعٌة ‪ ,‬وأن ٌكون لدٌهما استعداد‬ ‫لتقبل التؽٌ​ٌر فً آرابهما بتؤثٌر أقوال الؽٌر‪ .‬وهذا شرط ٌصعب على‬ ‫الكثٌرٌن الوفاء به ‪ ,‬ولكن الذٌن ٌوفون به ٌجدون أن النقاش مع شخص أخر‬ ‫جدٌر بان ٌإدي فً النتٌجة إلى تؽٌ​ٌر معقول فً الرأي بإحدى طرٌقتٌن‪:‬‬ ‫األولى تكون بان ٌعطً الخصم خصمه معلومات لم ٌكن ٌعرفها من قبل ‪,‬‬ ‫والثانٌة تكون بؤن ٌبٌن الخصم لخصمه التناقضات الموجودة فً آرابه التً‬ ‫ٌتمسك بها فً ذلك الوقت‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تبقى شبوننا الدولٌة شبٌهة بحالة مسافرٌن فً سٌارة تسٌر بسرعة على سهل ؼٌر‬ ‫مخطط ومجهول المعالم والرسوم ‪ ,‬وفوق ذلك فان السابق رافع ٌده عن‬ ‫دوالب القٌادة ‪ ,‬ألنه ال ٌعلم إلى أٌن ٌتجه وال كٌؾ ٌكون الوصول إلى المكان‬ ‫المطلوب ‪ ,‬لو عرفه‪ .‬ولو أشرنا علٌه بان ٌضع ٌده على الدوالب وأن ٌعمل‬ ‫الذكاء والفكر لٌعرؾ أٌن ٌتجه فً سٌره وكٌؾ ٌصل إلى ؼاٌته فانه قد‬ ‫ٌلتفت إلٌنا مبتسما ابتسامة األبله وٌقول أن السٌارة ٌجب أن تطٌع القوانٌن‬ ‫المٌكانٌكٌة وٌجب علٌنا نحن أن نضع ثقتنا بؽرابزنا ولو كنا نتخبط فً‬ ‫سٌرنا‪ .‬ونحن نعرؾ أن األرض التً نسٌر فٌها تتخللها الودٌان واألراضً‬ ‫السبخة ‪ ,‬التً تنتشر فٌها وعلى أسطحها بقاٌا سٌارات عطبت وخربت فً‬ ‫الزمن الماضً بسبب سٌرها العشوابً ‪ .‬ونعرؾ أٌضا أن التقدم التكنولوجً‬ ‫فً أعمال التخرٌب والتدمٌر قد وصل حدا بحٌث جعل أٌة حوادث تقع فً‬ ‫المستقبل أشد أذى وإمعانا فً الدمار من الحوادث التً كانت تقع فً‬ ‫الماضً‪ .‬وفً بعض األحٌان تحدث اصطدامات بٌن السٌارات ‪ ,‬ولكن مثل‬ ‫هذه االصطدامات تمؤل نفوس الناجٌن بعواطؾ سامٌة كما ٌعتقد أنها‬ ‫تساعد على إنتاج فضابل ؼٌر عادٌة لدرجة أن أحدا ال ٌلوم السابق على‬ ‫موت عدد من المسافرٌن واألضرار الجسٌمة التً حاقت بالسٌارة ‪.‬‬ ‫‪---------------------‬‬

‫‪71‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثامن‬ ‫مكتوب أن تتخٌل قصة حٌاتك للكاتب باولو كوٌلو‬

‫ٌقول المعلم ‪ :‬الكلمة قوة ‪ ,‬الكلمات تؽٌر العالم واالنسان كذلك ‪ .‬ربما قٌل لنا إننا ال ٌنبؽً ان‬ ‫نتكلم عن االشٌاء الجمٌلة التً حدثت لنا خشٌة حسد االخرٌن ‪ .‬هذا ؼٌر صحٌح بالمرة ‪ .‬ان‬ ‫المنتصرٌن ٌتحدثون بفخر واعتزاز عن المعجزات فً حٌاتهم ‪ .‬عندما تنطلق فً الجو طاقة‬ ‫اٌجابٌة فسوؾ تجذب الكثٌرٌن ممن ٌتمنون لك السعادة ‪ .‬الحساد والمهزومون والفاشلون لن‬ ‫ٌصٌبوك بسوء ‪ٌ ...‬ستطٌعون فقط ان انت ساعدتهم على ذلك ‪ .‬ال تخشى شٌبا ًا ‪ .‬تحدث عن‬ ‫االشٌاء الجمٌلة فً حٌاتك مع كل من ٌرٌد ان ٌستمع الٌك واٌنما وجدت آذانا صاؼٌة ‪ .‬روح‬ ‫العالم فً حاجة ماسة الى سعادتك‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫‪72‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫كان الطبٌب الساحر ٌسٌر مع تلمٌذه فً ؼابة افرٌقٌة ورؼم لٌاقته البدٌنة العالٌة اال ان الطبٌب‬ ‫كان ٌسٌر بحرص وحذر شدٌدٌن بٌنما كان التلمٌذ ٌتعثر وٌقع فً الطرٌق وفً كل مرة ٌقوم‬ ‫لٌلعن الطرٌق واالرض وٌتبع معلمه ‪ .‬بعد مسٌرة طوٌلة وصبل الى مكان مقدس ‪ .‬ودون ان‬ ‫ٌتوقؾ التفت الطبٌب الى التلمٌذ واستدار وبدا بالعودة ‪.‬قال التلمٌذ ‪ " :‬لم تعلمنً شٌبا الٌوم ٌا‬ ‫سٌدي " قال بعد ان وقع مرة اخرى ‪ .‬قال الطبٌب ‪ " :‬كنت اعلمك اشٌاء ولكنك لم تتعلم كنت‬ ‫احاول ان اعلمك كٌؾ تتعامل مع عثرات الحٌاة " ‪ .‬سؤل التلمٌذ ‪ " :‬وكٌؾ ذلك " ‪ .‬قال ‪" :‬‬ ‫بالطرٌقة نفسها التً تتعامل بها مع عثرات الطرٌق ‪ ..‬فبدال من ان تلعن المكان الذي تقع فٌه‬ ‫حاول ان تعرؾ سبب وقوعك اوال !‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫كان الفٌلسوؾ االلمانً " شوبنهاور " ٌجول فً شوارع " درسدن " بحثا عن اجابات السبلة‬ ‫تإرقه ‪ .‬وعندما مر بحدٌقة قر ان ٌجلس قلٌبل لٌتؤمل الزهور الحظ سلوكه الؽرٌب احد‬ ‫الجٌران فاستدعى الشرطة ‪ .‬بعد دقابق كان الضابط ٌسؤله ‪ " :‬من أنت ؟ " نظر الٌه شوبنهاور‬ ‫من فوق لتحت قاببل ‪ :‬لٌتك تساعدنً على ان اجد اجابة لهذا السإال ‪ .‬وساكون شاكرا لك ‪.‬‬ ‫‪--------------------------‬‬‫ٌقول المعلم ‪ :‬البد من ان تعنى بجسدك ‪ .‬الجسد معبد الروح وهو جدٌر بحبك واحترامك ‪ .‬البد‬ ‫من االفادة من الوقت على افضل نحو ‪ .‬البد من ان نقاتل من اجل احبلمنا وان نركز جهودنا‬ ‫لهذه الؽاٌة ‪ .‬لكننا ٌجب اال ننسى ان الحٌاة عبارة عن مسرات صؽٌرة ‪ .‬موجودة لكً تشجعنا ‪,‬‬ ‫وتساعدنا فً رحلة البحث وتزودنا بلحظات نتوقؾ فٌها عن معاركنا الٌومٌة ‪ .‬أن تكون سعٌدا‬ ‫لٌس خطٌبة ‪ .‬وال ضر من أن تكسر ‪ -‬من وقت الخر ‪ -‬بعض القواعد فً االكل والنوم‬ ‫والسعادة ‪ .‬التإنب نفسك اذا انت ‪ -‬احٌانا ‪ -‬اضعت وقتك على تفاهات او حماقات صؽٌرة ‪.‬‬ ‫انها المسرات الصؽٌرة التً تحفزنا‬ ‫‪---------------------------‬‬

‫‪73‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌجًء ٌوم الجمعة فتعود الى البٌت ‪ .‬تحمل معك الصحؾ التً لم تتمكن من قراءتها على مدى‬ ‫االسبوع ‪ .‬تدٌر جهاز التلٌفزٌون دون صوت ‪ .‬تضع شرٌطا فً الة التسجٌل ‪ .‬تستخدم جهاز‬ ‫الرٌموت كنترول لتقفز من قناة الى اخرى وانت تقلب الصفحات وتستمع الى الموسٌقى ‪ .‬ال‬ ‫جدٌد فً الصحؾ ‪ .‬برامج التلٌفزٌون مملة ‪ .‬والكاسٌت استمعت الٌه قبل ذلك عشرات المرات‬ ‫‪ .‬زوجتك ترعى شبون االطفال ‪ .‬تضحً بازهً سنوات العمر دون ان تفهم ‪ -‬حقٌقة ‪ -‬سببا ًا‬ ‫لذلك ‪ .‬تلتمس انت عذراًا بٌنك وبٌن نفسك لتقول ‪ " :‬هكذا الحٌاة " ! ال الحٌاة لٌست هكذا !‬ ‫حاول ان تتذكر اٌن ضٌعت حماستك ‪ .‬خذ زوجتك واطفالك وابحثوا عنها ثانٌة قبل ان ٌضٌع‬ ‫العمر ‪ .‬الحب لم ٌمنع احداًا من متابعة حلمه‬ ‫‪------------------‬‬‫حضرت ثبلث جنٌات االحتفال بتعمٌد االمٌر منحته االولى موهبة ان ٌجد حبٌبته ومنحته‬ ‫الثانٌة ماال ٌكفٌه لكً ٌفعل ما ٌحلو له ومنحته الثالثة جماال وكما هو الحال فً كل حكاٌات‬ ‫الجنٌات ‪ ..‬ظهرت ساحرة والن احد لم ٌدعها الى االحتفال قررت ان تنتقم لذلك ‪ .‬قالت ‪ :‬الن‬ ‫لدٌك كل شًء ‪,‬فاننً ساعطٌك المزٌد ‪ .‬ستكون موهوبا فً كل ما تحاول ان تفعله ‪ .‬شب‬ ‫االمٌر وسٌما وؼنٌا ومحبا لكنه لم ٌكمل رسالته كان رساما ممتازا وكاتبا وموسٌقٌا ورٌاضٌا‬ ‫‪ ..‬لكنه لم ٌستطع ابدا ان ٌكمل عمبل ٌقوم به ‪ .‬سرعان ما كان ٌتشتت ذهنه فٌتحول الى عمل‬ ‫آخر ‪ٌ .‬قول المعلم ‪ " :‬كل الطرق تإدي الى المكان نفسه‪ .‬لكن ‪ ,‬اختر طرٌقك واتبعه الى‬ ‫النهاٌة ‪ .‬التحاول ان تسٌر فً كل الطرق ‪ ..‬فً نفس الوقت !‬ ‫‪------------------------‬‬‫كان الرجل ٌقود سٌارته الفاخرة عندما انفجر اطارها ‪ .‬عندما حاول استبداله اكتشؾ ان لٌس‬ ‫لدٌه رافعة ‪ " .‬حسن ! سؤذهب الى اقرب منزل الرى ان كان ٌمكن ان استعٌر رافعة " ‪ .‬كان‬ ‫ٌقول لنفسه وهو ٌسٌر " لكن الشخص الذي سؤستعٌر رافعته قد ٌرى سٌارتً الفاخرة فٌطلب‬ ‫ثمنا لذلك " ‪ " ,‬ربما طلب عشر دوالرات " ‪ " ,‬وربما خمسة عشر النه ٌعرؾ اننً فً حاجة‬ ‫الى الرافعة " ‪ " ,‬وقد ٌستؽلنً وٌطلب مابة ! " ‪ .‬وكلما استمر فً سٌره كان ٌرفع السعر ‪.‬‬ ‫وعندما وصل الى اقرب منزل فتح صاحبه الباب ‪ .‬فجؤة صاح صاحب السٌارة ‪ " :‬انت لص !‬ ‫الرافعة التستحق كل ذلك ‪ ..‬ال أرٌدها " ‪ .‬من منا ٌستطٌع ان ٌزعم انه لم ٌتصرؾ هكذا ابدا ؟‬ ‫!‬ ‫‪----------------------‬‬‫‪74‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫هذا ما كتبه " بابلو كاسال " عازؾ الشٌللو ‪" :‬دابما اولد من جدٌد ‪ .‬كل صباح هو موعد لبدء‬ ‫الحٌاة ‪ .‬ومنذ ثمانٌن عاما كنت أبدا ٌومً بالطرٌقة نفسها ولكن ذلك ال ٌعنً انه روتٌن‬ ‫مٌكانٌكً ‪ .‬ان ذلك ضروري من اجل سعادتً ‪ .‬اقوم من النوم فاتجه الى البٌانو واعزؾ‬ ‫مقدمتٌن ومتطوعتٌن من " باخ " ‪ .‬هذه الموسٌقى بركة لمنزلً ‪ .‬لكنها كذلك وسٌلة العادة‬ ‫الصلة بسر الحٌاة وبمعجزة ان تكون كابنا حٌا ‪ .‬وبالرؼم من اننً افعل ذلك منذ ثمانٌن عاما ‪,‬‬ ‫اال ان الموسٌقى تعلمنً دابما شٌبا جدٌدا ‪ ...‬رابعا ‪ ...‬الٌمكن تصوره !! "‬ ‫‪----------------------------------‬‬‫اس ُتدعً الناسك العجوز للمثول امام ملك الزمان الذي قال له " اننً احسد رجل الدٌن الذي‬ ‫ٌقنع بالقلٌل الذي لدٌه مثلك اٌها الناسك " قال الناسك ‪ " :‬بل انا الذي احسدك ٌا موالي النك‬ ‫قانع بما هو اقل مما لدي " ‪ " .‬نعم ٌاموالي هذا صحٌح الننً املك موسٌقى االكوان والجبال‬ ‫واالنهار فً العالم كله ‪ ..‬والشمس والقمر ‪ ..‬الن هللا فً قلبً ‪ ..‬بٌنما موالي ٌملك هذه الببلد‬ ‫فقط "‬ ‫‪---------------------------------‬‬‫كان صٌنً عجوز ٌسٌر وسط الجلٌد عندما قابل امرأة تبكً ‪ .‬سؤلها لماذا تبكٌن ؟ ‪ .‬قالت ‪ :‬الننً تذكرت‬ ‫حٌاتً الماضٌة ‪ ,‬وشبابً الضابع ‪ ,‬وجمالً الذي كنت أراه فً المرآة ‪ ,‬والرجال الذٌن أحببت وأحبونً ‪ .‬ان‬ ‫هللا شدٌد القسوة النه منحنا القدرة على التذكر ‪ .‬فهو ٌعرؾ اننً سوؾ اتذكر ربٌع حٌاتً وابكً ‪ .‬وقؾ‬ ‫الرجل وسط الجلٌد متامبل‪ٌ..‬حدق فً نقطة ثابتة ‪ .‬وفجاة ‪ ..‬كفت المرأة عن البكاء وسالته ‪ :‬ماذا ترى أمامك‬ ‫؟ قال الحكٌم ‪ :‬أرى حقبل من الزهور ‪ .‬ان هللا كان رحٌما بً وكرٌما فمنحنً القدرة على التذكر ‪ .‬فهو‬ ‫ٌعرؾ اننً فً الشتاء ‪ ...‬شوؾ اتذكر الربٌع دابما وابتسم ‪.‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫ٌقول المعلم ‪ :‬كلنا محتاجون للحب ‪ .‬الحب جزء من الطبٌعة البشرٌة مثل االكل والشرب والنوم ‪ .‬واحٌانا ًا ‪,‬‬ ‫قد تجد نفسك وحٌداًا تماما ًا منظر الؽروب الجمٌل وتفكر ‪ ..‬هذا الجمال القٌمة له الن احداًا الٌشاركنً إٌاه ‪.‬‬ ‫فً اوقات كتلك ٌجب أن تسؤل ‪ :‬كم مرة كان مطلوبا ًا منك أن تحب وهربت ؟ كم مرة خفت ان تقترب من‬ ‫انسان ما لتقول له بثقة واطمبنان انك تحبه ؟ إٌاك والعز ! إدمانها خطر كالمخدرات ‪ .‬إذا كان منظر الؽروب‬ ‫لم ٌعد له معنى بالنسبة لك ‪ ,‬فلتتواضع ‪ ..‬اذهب وأبحث عن الحب ‪ ,‬ولتعلم أنه كلما قوٌت إرادتك وزاد‬ ‫استعدادك للحب ‪ ,‬سٌزداد ما تلقاه فً المقابل‬ ‫‪-----------------------‬‬‫‪75‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫عندما ٌكتب االنسان كتابا فانه ٌكتب لنفسه اوال محاوال ان ٌجٌب على بعض االسبلة التً كانت‬ ‫تصخب داخله على مدى حٌاته كلها وهو ٌعرؾ انه كلما اقترب من روحه فانما هو ٌقترب من‬ ‫روح العالم‬ ‫‪-----------------‬‬‫اجعل حٌاتك سعٌا لتحقٌق رسالتك ومهما واجهت من صعاب التجعل شٌبا ٌقؾ فً طرٌقك ال‬ ‫االحساس بالكرامة وال الشعور بٌاس او خٌبة امل ‪ .‬التتردد وال تستسلم‬ ‫‪---------------‬‬‫استمتع بكل ما انعم هللا به علٌك الٌوم الن نعم هللا ال ٌمكن توفٌرها لٌس هنالك بنك ٌستثمر لك‬ ‫النعم لكً تستخدمها وقت الحاجة ‪ .‬لكل ٌوم معجزته فاستثمرها الن ؼدا سٌهبك هللا نعمة‬ ‫اخرى‬ ‫‪----------------‬‬

‫‪76‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب التاسع‬ ‫القضاٌا الكبرى للكاتب مالك بن نبً‬

‫الفرد العربً ٌولد والتشاإم ٌمبل اعماقه وروحه النه فقد الدوافع الوجودٌة الباعثة التً قد ُتتٌح‬ ‫لبلنسان ان ٌُكرس نفسه للحٌاة او لللموت من اجل شًء معٌن‬ ‫‪---------------‬‬‫ان مشكلة التجهٌز مرتبطة بقضٌة االنسان واالفكار وان المحصول االجتماعً لآلالت مرتبط‬ ‫بفعالٌة وسلوك الفرد الذي ٌستخدمها‬ ‫‪----------‬‬

‫‪77‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌجب ان ٌنشىء لدٌنا ارادة وقدرة لمجتمع ٌبنً ذاته على قاعدة حضارة ولٌس على قاعدة‬ ‫منتجاتها‬ ‫‪------------------‬‬‫ٌجب ان ٌسؤل العالم العربً نفسه كٌؾ ٌصنع حضارة ال كٌؾ ٌصنع منتجاتها‬ ‫‪-------------‬‬‫كل الحضارات التً تشكلت تشكلت ضمن ظروؾ هٌمنت علٌها فكرة الخبلص وسٌطرت على‬ ‫وعً االنسان حتى ؼٌرت اتجاهه وهذه الفكرة ال تتشكل صٌاؼتها وال تصبح حاسمة اال امام‬ ‫خطر مرعب‬ ‫‪-----------------‬‬‫التخلؾ هو نتٌجة فقدان الفاعلٌة على مستوى مجتمع معٌن والبلفاعلٌة الٌمكن التخفٌض منها‬ ‫بواسطة تكوٌن ٌقتصر على االطار المدرسً وحده وان مشكلة الثقافة ترجع الى السلوك اوال‬ ‫واخٌرا‬ ‫‪-------------------‬‬‫كل فراغ اٌدولوجً ال تشؽله افكارنا ٌنتظر افكارا منافٌة معادٌة لنا‬ ‫‪----------------‬‬‫ٌنقسم الشباب الى جناح مصاب بالشلل المضطرب " الٌسار " وجناح مصاب بالشلل المسكن "‬ ‫الٌمٌن " بعضهم ٌصٌح وٌضطرب واالخر ٌحلم‬ ‫‪------------------‬‬‫علٌنا ان نستعٌد اصالتنا الفكرٌة واستقبللنا فً مٌدان االفكار حتى نحقق بذلك استقبللنا‬ ‫االقتصادي والسٌاسً‬

‫‪78‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب العاشر‬ ‫كتاب هكذا تحدث زرادشت للكاتب فرٌدرٌك نٌتشه‬

‫لقد علمتنً ذاتً عزة جدٌدة اعلمها االن للناس ‪ :‬علمتنً اال اخفً راسً بعد االن فً رمال‬ ‫االشٌاء السماوٌة بل ارفعها راسا عزٌزة ترابٌة تبتدع معنى االرض‬ ‫‪-------------------‬‬‫ان اقرب الطرق بٌن الجبال هو الخط الممتد من ذروة الى ذروة‬ ‫‪-------------‬‬‫اننً مازلت راكضا منذ تعلمت المشً وها انا ذا اطٌر ولست بحاجة الى من ٌدفعنً التحرك‬ ‫لقد اصبحت خفٌفا فانا اطٌر مشعرا باننً احلق فوق ذاتً وان قوة هابلة ترقص بداخلً‬ ‫علٌك ان تدفع البطل الكامن فً نفسك اذا علٌك ان تحقق اسمى معانٌك‬ ‫‪-------------‬‬‫‪79‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫مااالنسان اال كابن ٌجب التفوق علٌه‬ ‫‪------------‬‬‫ماٌحتال ؼٌر الجبناء‬ ‫‪-------------‬‬‫خٌر للرجل ان ٌقع بٌن براثن سفاح من ان تحدق به اشداق امراة جامحة ملتهبة‬ ‫‪----------------‬‬‫ثقة االنسان بؽٌره تقوده الى ثقته بنفسه‬ ‫‪------------------‬‬‫من ٌطمع الى اكتساب صدٌق وجب علٌه ان ٌستعد للكفاح من اجله‬ ‫‪------------------‬‬‫انكم لتدعون شهودا عندما ترٌدون ان تؽدقوا الثناء على انفسكم واذا ما توصلتم الى تضلٌلهم‬ ‫لٌحسنو الظن بكم تبداون حٌنبذ باحسان الظن بانفسكم‬ ‫‪--------------‬‬‫ففً كل رجل حقٌقً طفل ٌتوق الى اللعب فلتعمل النساء على اكتشاؾ الصفل فً الرجل‬ ‫‪-------------------‬‬‫اذا ما ذهبت الى النساء فبل تنسى السوط‬ ‫‪-----------------‬‬‫سعادة الرجل تابعة الرادته وسعادة المراة تابعة الرادة الرجل‬ ‫‪------------------‬‬

‫‪80‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫واجب الفرد ابداع طفل ٌبدع‬ ‫‪-------------‬‬‫المبدعون قساة القلوب‬ ‫‪-----------‬‬‫ان المساواة بٌن الناس وانه من الواجب اال ٌتساووا‬ ‫‪----------------‬‬‫فسخ الزواج خٌر من تحمله بالمصانعة والمخادعة‬ ‫‪--------------‬‬‫لٌس من هٌنات االمور ان ٌجتمع اثنان الى مدى العمر‬ ‫‪----------------‬‬‫لم ٌفرض على البشر التناسل والتكاثر فقط انما االرتقاء اٌضا‬

‫‪81‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الحادي عشر‬ ‫كتاب اتنٌن اتنٌن للكاتب انٌس منصور‬

‫‪--------------------‬‬‫الجمٌع ٌحلم ان ٌكونوا شعب هللا المختار وارضهم الجنة الموعودة ولكنهم ٌنتظرون ٌوم القٌامة‬ ‫اما انا فاقٌم الدنٌا واقعدها وابنً جنتً فوق كتفً واحملها ذهابا واٌابا جنة وهمٌة وجهنم مإكدة‬ ‫دوموس فٌكتور‬ ‫‪---------------------‬‬‫الكراهٌة تعتقل الحٌاة والحب ٌطلقها والكراهٌة تشل الحٌاة والحب ٌحٌها الكراهٌة عمٌاء‬ ‫والحب اٌضا‬ ‫‪---------------------‬‬‫الحب ان نتكلم ونتالم ونتعلم اما الكراهٌة فهً هناك اطلقها وهً تتكلم‬ ‫‪-------------------‬‬‫‪82‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الحب واالٌمان اعظم بركانٌن فً حٌاة االنسان والذي ٌصٌب احدهما ٌهز االخر‬ ‫‪--------------------------‬‬‫الحب اعظم طاقة فً الدنٌا واقلها تكلفة‬ ‫‪---------------------‬‬‫الحب هو ان تبذل نفسك لتكتشؾ من تحب‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫اننً عاشق بطبعً ولكنً ام اجد من احب‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫لم ٌعد فً هذه الدنٌا من ٌمت من اجل الحب ولكن هنالك مبلٌن ٌموتون النهم لم ٌجدو الحب‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫ثبلجة ٌوضع فٌها الحب لٌموت ببطء ‪ :‬البلمباالة‬ ‫‪------------------------------------‬‬‫اذا لم تفلح فً جعل المراة تحبك انفخ فً ؼرورها لتزداد حبا لنفسها وما فاض عنها فسوؾ‬ ‫ٌكون من نصٌبك‬ ‫‪-------------------------‬‬‫تطاردها تطردك ‪ ,‬تطردها تطاردك‬ ‫‪---------------------------‬‬‫مادمت التستطٌع ان تخفً عنها شًء فانت تحبها‬ ‫‪------------------------------‬‬‫ٌجب ان تإكد للمراة انه لٌس لها نظٌر وعندما تصدقك عاملها كاٌة امراة اخرى‬ ‫‪83‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫من ال ٌإمن بشًء ٌحتاج لشخص ٌإمن به‬ ‫‪--------------------------------‬‬‫الٌوجد رجل عدو للمراة فالمراة اعدى اعداء المراة‬ ‫‪--------------------------------‬‬‫النساء مثل الحصون ٌتم االستٌبلء علٌها بالقوة او الحصار الطوٌل‬ ‫‪--------------------‬‬‫الفن لٌس الحقٌقة الفن هو الكذب الذي ٌجعلنا نفهم الحقٌقة _ بٌكاسو _‬ ‫‪----------------------------------‬‬‫عندما تربً رجبل فانت تربً شخصا واحدا وعندما تربً امراة فانت تربً اسرة كاملة‬ ‫ماري استوبس‬ ‫‪----------------------------------‬‬‫الرجل هو وسٌلة المراة للحصول على طفل‬ ‫ماري استوبس‬ ‫‪-----------------------------------‬‬‫المراة تتزوج النها الترٌد ان تعمل‬ ‫ماري استوبس‬ ‫‪------------------------------‬‬‫امراة تعٌش من اجل نفسها لٌست امراة فنحن النساء خلقنا هللا لندفع الرجال الى ابعد مما‬ ‫ٌستطٌعون‬ ‫إٌفٌتا‬ ‫‪84‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثانً عشر‬ ‫كتاب خطوات عظٌمة للكاتب انتونً روبنز‬

‫كل شًء ٌبدا بحلم ( كارل ساندربرغ )‬ ‫‪-----------------‬‬‫القرارات التً نتخذها ‪ -‬ولٌست الظروؾ التً تواجههنا ‪ -‬هً التً تحدد مصٌرنا اكثر من اي‬ ‫شًء‬ ‫‪------------------‬‬‫هنالك قوة هابلة وراء اي قرار فردي ٌتم التصرؾ بناء علٌه على الفور باٌمان مطلق‬ ‫‪------------------‬‬‫النجاح نتٌجة حسن التقدٌر وحسن التقدٌر نتٌجة التجربة والتجربة ؼالبا ما تكون نتٌجة سوء‬ ‫التقدٌر‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪85‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫التعلم من اخطاء الماضً اول وسٌلة للتقدم‬ ‫‪------------------‬‬‫الناجحون ٌؽلب علٌهم اتخاذ القرارات بسرعة ونادرا ما ٌعٌدون التفكٌر فٌها‬ ‫‪--------------‬‬‫ان القٌد الوحٌد على ما ٌمكن ان تنجزه هو مدى قدرتك على التحدٌد الدقٌق لما ترؼب فٌه‬ ‫‪---------------------‬‬‫حدد دابما مالذي تحب ان تتعلمه وما المهارات التً ترٌد ان تتقنها وماهً الخصابص‬ ‫الشخصٌة التً ٌجب ان تنمٌها ومن تحب ان تصادق ومن تحب ان تكون‬ ‫‪---------------------‬‬‫حدد نوع المؽامرات التً نرٌد ان تفعلها‬ ‫‪---------------‬‬‫حدد كٌؾ ٌمكنك تقدٌم العون وبماذا ومن ستساعد وما الذي ٌمكنك ابتكاره‬ ‫‪------------------‬‬‫مالذي ٌجب ان تفعله الٌوم لتقترب اكثر من اهدافك‬ ‫‪----------------‬‬‫حتى ابطء الخطوات تكون اٌجابٌة‬ ‫‪------------------‬‬‫ٌكمن السر وراء تحقٌق اهدافك فً التكٌؾ العقلً علٌها لذا ٌجب تذكرها ٌومٌا‬ ‫‪------------------‬‬

‫‪86‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫االنسان الناجح ٌتحرك نحو ما ٌفكر به وٌركز علٌه باستمرار‬ ‫‪--------------------------‬‬‫انظر الى محاوالتك الفاشلة قدٌما واسبل نفسك مالذي ٌمكن ان تتعلمه‬ ‫‪------------‬‬‫على االنسان ان ٌحدد االخطاء التً ٌقع فٌها والجوانب التً ٌجب ان ٌطورها فً شخصٌته‬ ‫‪---------------‬‬‫ال تإجل الفرح والسعادة حاول باقصى صاقتك االستمتاع بكل ٌوم فً حٌاتك‬ ‫‪------------------‬‬‫اٌجاد طرٌقة لمساعدة االخرٌن ٌمكن ان تكون مصدرا دابما لبللهام على مدى حٌاتنا‬

‫‪87‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثالث عشر‬ ‫كٌؾ تختار االصدقاء وتإثر فً الناس للكاتب دٌل كارٌنجً‬

‫‪---------------------------------‬‬‫ان الشخص منا ٌعٌش فً نطاق ضٌق محدود ٌحٌط به نفسه داخل حدود الطبٌعة فهو ٌملك‬ ‫قوى مختلفة االنواع لكنه ٌخفق بحكم العادة فً استخدامها‬ ‫‪-----------------------‬‬‫لقد علمتنً تجارب ثبلثٌن عاما ان من الحماقة ان تلوم احدا‬ ‫‪---------------------‬‬‫‪ % 90‬من البشر الٌلومون انفسهم على شٌا بالؽا ما بلػ من الخطا‬ ‫‪88‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ال تلم احد عساك االتبلم _ لنكولن _‬ ‫‪----------------‬‬‫عندما تبدا معركة المرء بٌنه وبٌن نفسه فهو عنبذ شخص ٌستحق الذكر ‪ -‬براوننج ‪-‬‬ ‫‪------------------‬‬‫التتهكم بالجلٌد المتراكم على عتبة جارك قبل ان تزٌل ما تراكم على عتبة بٌتك اوال ‪-‬‬ ‫كونفشٌوس ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫سوؾ لن اتكلم بالسوء عن احد بل ساتكلم عن الخٌر الذي اعرفه فً كل انسان ‪ -‬فرانكلٌن ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬‫ان هللا ال ٌحاسب انسانا اال بعد انقضاء عمره فكٌؾ نحاسب البشر نحن‬ ‫‪-------------------‬‬‫تصرفات البشر كلها تصدر عن الؽرٌزة الجنسٌة والرؼبة فً العظمة ‪ -‬فروٌد ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫اعمق دافع لبلنسان هو فً العمل هو فً الرؼبة ان ٌكون شٌبا مذكورا ‪ -‬جون دٌوي ‪-‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫اننً اعتبر مقدرتً على بث الحماسة فً نفوس الناس هً اعظم مااملك فانً اجزل لهم المدٌح‬ ‫والثناء واسرؾ فً التقدٌر والتشجٌع الن روح المر تقتل بالنقد الذي ٌوجه الٌه من من هم‬ ‫اعلى منه درجة فانا ال انتقد احد وال افتش عن اخطاء احد ‪ -‬شواب ‪-‬‬ ‫‪-----------------‬‬

‫‪89‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫البشر ٌحتاجون الن ٌكونوا شٌبا مذكورا مثل حاجتهم للطعام‬ ‫‪----------------‬‬‫التخش االعداء الذٌن ٌهاجموك بل اخش االصدقاء الذٌن ٌتملقوك ‪ -‬برٌجون ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫التملق مكروه وهو قولك للرجل االخر ما ٌظنه فً نفسه‬ ‫‪---------------------------‬‬‫كل شخص القاه افضل منً فً شًء واحد على االقل فانا لهذا اتعلم منه ‪ -‬اٌمرسون ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫ٌجب على الفرد ان ٌضع الطعم المناسب للسمك فً السنارة‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫ٌجب ان تخلق فً الفرد رؼبة جاحمة فً ان ٌفعل ما ٌرٌد‬ ‫‪---------------------‬‬‫اذا كان هنالك سر واحد للنجاح فذلك هو المقدرة على ادراك وجهة نظر الشخص االخر‬ ‫والنظر الى االشٌاء بالمنظار الذي ٌنظر به الٌها ‪ -‬هنري فورد ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬‫ان نجاح الشخص وشخصٌته وسعادته تتوقؾ الى ابعد حد على مهاراته فً معاملة الناس‬ ‫‪-------------------------------‬‬‫لٌس التعلٌم هو تلقٌن المبادىء والقواعد فحسب ‪ -‬برنارد شو ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬

‫‪90‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌسهل على االنسان االنتقاد اكثر من الثناء والبحث عن االخطاء اكثر من ان ٌفتش عما ٌستحق‬ ‫الثناء وان ٌتكلم فٌما ٌحبه امتع من ان ٌتكلم فٌما ٌحبه الناس‬ ‫مراجعة النفس اهم وسابل التعلم والتطور‬ ‫‪----------------------‬‬‫ان الشخص الذي الٌهتم باالخرٌن هو اخق الناس بمعانة شدابد الحٌاة وفً مثل هذا الشخص‬ ‫تتجلى الخٌبة االنسانٌة فً مختلؾ صورها‬ ‫‪--------------------‬‬‫اذا نحن اردنا ان نكتسب االصدقاء فلنضع انفسنا فً خدمة ؼٌرنا من الناس ولنمد لهم ٌدا‬ ‫مخلصة نافعة مجردة عن االنانٌة والمصلحة الذاتٌة‬ ‫‪--------------‬‬‫اننا النهتم بالناس حتى ٌهتمو بنا‬ ‫‪----------------‬‬‫ان تعبٌرات الوجه تتكلم بصوت اعمق من صوت االنسان‬ ‫‪-----------------‬‬‫االبتسامات تدر مزٌدا من المال كل ٌوم‬ ‫‪-----------------‬‬‫لٌس هنالك جمٌل وقبٌح انما تفكٌرك هو الذي ٌصور لك ذلك ‪ -‬شكسبٌر ‪-‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫ان الرجل الذي ال ٌعرؾ كٌؾ ٌبتسم ال ٌنبؽً ان ٌفتح متجرا‬ ‫‪----------------------‬‬

‫‪91‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫االبتسام مفتاح الحب‬ ‫‪---------------‬‬‫اهم وسٌلة الكتساب قلوب الناس هً تذكر اسماءهم وجعلهم ٌشعرون باهمٌتهم‬ ‫‪------------------‬‬‫سر الصفات الناجحة هً ان تصؽً باهتمام لمحدثك فبل شًء اخر ٌسره اكثر من ذلك‬ ‫‪----------------‬‬‫معظم الناس ٌفشلون فً طبع اثر طٌب فً نفس من ٌقابلوهم النهم ٌهملون االصؽاء باهتمام‬ ‫‪----------------‬‬‫ٌجب االستماع للناس اوال ثم التحدث‬ ‫‪--------------‬‬‫لكً تكون متحدثا بارعا ٌجب ان تكون مستمعا بارعا‬ ‫‪--------------------‬‬‫لكً تكون مهما كن مهتما‬ ‫‪---------------------‬‬‫كن متحدثا طٌبا وشجع متحدثك على الكبلم عن نفسه‬ ‫‪------------------‬‬‫الرجل اللطٌؾ ٌتكلم عن الشًء الذي ٌهم صدٌقه اكثر‬ ‫‪--------------‬‬‫تكلم فٌما ٌسر الناس وٌحبونه‬ ‫‪--------------------------‬‬‫‪92‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اجعل الشخص االخر ٌشعر دابما فً اهمٌته‬ ‫‪--------------------‬‬‫احب الخٌك ما تحبه لنفسك‬ ‫‪------------------‬‬‫على االنسان التروٌج الحساس السعادة االنسانٌة‬ ‫‪-------------------‬‬‫كل شخص منا ٌعتبر نفسه شخصا مهما بل مهما جدا‬ ‫‪----------------------‬‬‫اكتساب قلب المراة هو بالحدٌث عنها‬ ‫‪-----------------------‬‬‫تجنب دابما الزاوٌة الحادة وال تجادل‬ ‫‪------------‬‬‫افضل السبل لكسب الجدال تجنبه‬ ‫‪-----------------------‬‬‫كن احسن الناس ان استطعت وال تقل للناس انك كذلك‬ ‫‪----------------‬‬‫احترم اراء ؼٌرك والتجهر بخطابها‬ ‫‪---------------------‬‬

‫‪93‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان اي مؽفل ٌسعه ان بدافع عن اخطاءه ومعظم المؽفلٌن ٌفعلون ذلك وان سلمت باخطاءك‬ ‫فذلك هو السبٌل لبلرتفاع فوق درجات الناس واالحساس بالرقً والسمو‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫ان كنت مخطا فسلم بخطؤك‬ ‫‪----------------‬‬‫نقطة واحد من العسل تصٌد الذباب اكثر من برمٌل من العلقم‬ ‫‪---------------‬‬‫قدر افكار الشخص االخر وابد عطفا علٌها‬ ‫‪--------------‬‬‫هذا هو فن العرض والتمثٌل وكل منا ٌتقن دوره كما فً السٌنما‬ ‫‪--------------------‬‬‫الشًء ٌبث الحماسة فً القلوب وٌحفز الى سرعة االنجاز اال المنافسة‬ ‫‪------------------------‬‬‫اعط الفرد سٌطا حسنا ٌقم على االحتفاظ به وتدعٌمه وٌبذل جهد الجبابرة حتى ال ٌخٌب ظنك‬ ‫فٌه‬ ‫‪-------------------‬‬‫التنتقد زوجتك ودعها تمشً على سجٌتها‬ ‫‪-----------------‬‬‫التهمل اللفتات البسٌطة فً الزواج فان لها تاثٌرا كبٌرا‬ ‫‪------------------‬‬‫‪94‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب الرابع عشر‬ ‫رسابل جبران خلٌل جبران لمً زٌادة‬

‫‪95‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫(‪) 1‬‬ ‫نٌوٌورك ‪ 25‬تموز ‪1919‬‬ ‫عزٌزتً اآلنسة مًّ‬ ‫ت فً خاطري ‪ .‬ولقد صرفت الساعات الطوال مفكراًا بكِ مخاطبا ًا‬ ‫منذ كتبت إلٌك حتى اآلن وأن ِ‬ ‫إٌاكِ مستجوبا ًا خفاٌاك مستقصٌا ًا أسراركِ ‪ .‬والعجٌب أننً شعرت مرات عدٌدة بوجود ذاتك‬ ‫األثٌرٌة فً هذا المكتب ترقب حركاتً وتكلمنً وتحاورنً وتبدي رأٌها فً مآتًَّ وأعمالً ‪.‬‬ ‫أنت بالطبع تستؽربٌن هذا الكبلم ‪ ،‬وأنا أستؽرب حاجتً واضطراري إلى كتابته إلٌك ‪ .‬وحبذا‬ ‫لو كان بامكانً معرفة ذلك السر الخفً الكابن وراء هذا االضطراب وهذه الحاجة الماسة ‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫مساجلة وبٌن األفكار تبادالًا قد ال ٌتناوله اإلدراك الحسً‬ ‫قد قلت لً مر ًاة " أال إن بٌن العقول‬ ‫ولكن من ذا الذي ٌستطٌع نفٌه بتاتا ًا من بٌن أبناء الوطن الواحد ؟"‪.‬‬ ‫إن فً هذه الفقرة الجمٌلة حقٌقة أولٌة كنت فٌما مضى أعرفها بالقٌاس العقلً ‪ ،‬أما اآلن فإنً‬ ‫أعرفها باالختٌار النفسً ‪ .‬ففً اآلونة األخٌرة قد تحقق لً وجود رابطة معنوٌة دقٌقة قوٌة‬ ‫ؼرٌبة تختلؾ بطبٌعتها ومزاٌاها وتؤثٌرها عن كل رابطة أخرى ‪ ،‬فهً أشد وأصلب وأبقى بما‬ ‫ال ٌقاس من الروابط الدموٌة والجٌنٌة حتى واألخبلقٌة ‪ .‬ولٌس بٌن خٌوط هذه الرابطة خٌط‬ ‫واحد من ؼزل األٌام واللٌالً التً تمر بٌن المهد واللحد ‪ .‬ولٌس بٌن خٌوطها خٌط ؼزلته‬ ‫مقاصد الماضً أو رؼابب الحاضر أو أمانً المستقبل ‪ ،‬فقد تكون موجودة بٌن اثنٌن لم‬ ‫ٌجمعهما الماضً وال ٌجمعهما الحاضر – وقد ال ٌجمعهما المستقبل ‪.‬‬ ‫وفً هذه الرابطة ٌا مًّ ‪ ,‬فً هذه العاطفة النفسٌة ‪ ،‬فً هذا التفاهم الخفً ‪ ،‬أحبلم أؼرب‬ ‫وأعجب من كل ما ٌتماٌل فً القلب البشري – أحبلم طًّ أحبلم طًّ أحبلم ‪.‬‬ ‫وفً هذا التفاهم ٌا " مًّ " أؼنٌة عمٌقة هادبة نسمعها فً سكٌنة اللٌل فتنتقل بنا إلى ما وراء‬ ‫اللٌل ‪ ،‬إلى ما وراء النهار ‪ ،‬إلى ما وراء الزمن ‪ ،‬إلى ما وراء األبدٌة ‪.‬‬ ‫وفً هذه العاطفة ٌا مًّ ؼصّات ألٌمة ال تزول ولكنها عزٌزة لدٌنا ولو استطعنا لما أبدلناها‬ ‫بكل ما نعرفه ونتخٌله من الملذات واألمجاد ‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لقد حاولت فً ما تقدم اببلؼك ما ال ولن ٌبلؽك إٌاه إال ما ٌشابهه فً نفسك ‪ .‬فإن كنت قد أبنت‬ ‫سراًا معروفا ًا لدٌك كنت من أولبك الذٌن قد حبتهم الحٌاة وأوقفتهم أمام العرش األبٌض ‪ .‬وإن‬ ‫كنت قد أبنت أمراًا خاصا ًا بً وحدي فلكِ أن تطعمً النار هذه الرسالة ‪.‬‬ ‫استعطفك ٌا صدٌقتً أن تكتبً إلًَّ ‪ ،‬واستعطفك أن تكتبً إلًَّ بالروح المطلقة المجردة‬ ‫المجنحة التً تعلو فوق سبل البشر ‪ .‬أنت وأنا نعلم الشًء الكثٌر عن البشر ‪ ،‬وعن تلك المٌول‬ ‫التً تقربهم إلى بعضهم البعض ‪ ،‬وتلك العوامل التً تبعد بعضهم عن البعض ‪ .‬فهبل تنحٌنا‬ ‫ولو ساعة واحدة عن تلك السبل المطروقة ووقفنا محدقٌن ولو مرة واحدة بما وراء اللٌل ‪ ،‬بما‬ ‫وراء النهار ‪ ،‬بما وراء الزمن ‪ ،‬بما وراء األبدٌة ؟‬ ‫وهللا ٌحفظك ٌا مًّ وٌحرسك دابما ًا‬

‫صدٌقك المخلص‬ ‫جبران خلٌل جبران‬

‫‪97‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫(‪) 2‬‬ ‫نٌوٌورك ‪ 3‬تشرٌن الثانً ‪1920‬‬ ‫ٌا صدٌقتً ٌا مً‬

‫لم ٌكن سكوتً فً اآلونة األخٌرة سوى الحٌرة وااللتباس ولقد جلست مرات بٌن حٌرتً‬ ‫والتباسً فً هذا " الوادي " ألحدثك وأعاتبك ولكننً لم أجد ما أقوله لك ‪ .‬لم أجد ما أقوله ٌا‬ ‫مً ألننً كنت أشعر بؤنك لم تتركً سبٌبلًا للكبلم ‪ .‬وألننً أحسست بؤنك ترٌدٌن قطع تلك‬ ‫األسبلك الخفٌة التً تؽزلها ٌد الؽٌب وتمدها بٌن فكرة وفكرة وروح وروح ‪.‬‬ ‫جلست مرات فً هذه الؽرفة ونظرت طوٌبلًا إلى وجهك ولكننً لم أتلفظ بكلمة ‪ .‬أما أنت فكنت‬ ‫تحدقٌن بً وتهزٌن رأسك وتبتسمٌن ابتسامة من ٌجد لذة فً تلبك وتشوٌش جلٌسه ‪.‬‬ ‫وماذا أقول لك اآلن ورسالتك العذبة أمامً ؟ إن هذه الرسالة العلوٌة قد حولت حٌرتً إلى‬ ‫الخجل ‪ .‬أنا مخجول من سكوتً ومخجول من ألمً ومخجول من الكبرٌاء التً جعلتنً أضع‬ ‫أصابعً على شفتً وأصمت ‪ .‬كنت باألمس أحسبك " المذنبة " أما الٌوم وقد رأٌت حلمك‬ ‫وعطفك ٌتعانقان كمبلكٌن فقد صرت أحسب نفسً المذنب ‪.‬‬ ‫ولكن اسمعً ٌا صدٌقتً فؤخبرك عن أسباب سكوتً وألمً ‪:‬‬ ‫حٌاتً حٌاتان ‪ ,‬حٌاة أصرفها بالعمل والبحث ومخالطة الناس ومصارعة الناس واستقصاء‬ ‫السر الخفً فً أعماق الناس ‪ ,‬وحٌاة أخرى أصرفها فً مكان قصً هادئ مهٌب مسحور ال‬ ‫ٌحده مكان وال زمان ‪ .‬ففً العام الؽابر كنت أن بلؽت ذلك المكان البعٌد ألتفت فؤرى روحا ًا‬ ‫ثانٌة جالسة بجانب روحً تبادلها ما هو أدق من األفكار وتشاركها بما هو أعمق من العواطؾ‬ ‫‪ .‬فعزوت هذا األمر فً البداٌة إلى أولٌات بسٌطة اعتٌادٌة ‪ ,‬ولكن لم ٌمر شهران إال وتقرر‬ ‫لديّ أن هناك سراًا أبعد من األولٌات وأدق من االعتٌادٌات ‪ .‬والؽرٌب أننً كنت أعود من هذه‬ ‫السفرات النفسٌة شاعراًا بٌد شبٌهة بالضباب تبلمس وجهً ‪ ,‬وفً بعض األحاٌ​ٌن كنت أسمع‬ ‫صوتا ًا دقٌقا ًا ناعما ًا كلهاث الطفل متموجا ًا فً أذنً ‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌقول بعض الناس أننً من " الخٌالٌ​ٌن " ‪ ,‬وأنا ال أعرؾ ماذا ٌعنون بهذه الكلمة ولكننً أعرؾ‬ ‫أننً لست بخٌالً إلى درجة الكذب على نفسً ‪ .‬ولو حاولت الكذب على نفسً فنفسً ال‬ ‫تصدقنً ‪.‬‬ ‫النفس ٌا مًّ ال ترى فً الحٌاة إال ما بها ‪ ,‬وال تإمن إال باختباراتها الخصوصٌة ‪ ,‬وإذا ما‬ ‫اختبرت أمراًا صار ؼصنا ًا فً شجرتها ‪ .‬وأنا قد اختبرت أمراًا فً العام الؽابر ‪ .‬قد اختبرته ولم‬ ‫أتخٌله ‪ .‬اختبرته مرات عدٌدة ‪ .‬اختبرته بنفسً وعقلً وحواسً ‪ .‬اختبرته وكان بقصدي أن‬ ‫أكتمه كشًء خصوصً ‪ .‬ولكننً لم أكتمه ‪ ,‬بل أظهرته لصدٌقة لً ‪ .‬أظهرته لها ألننً‬ ‫شعرت إذ ذاك بحاجة ماسة إلى إظهاره ‪ .‬وهل تعلمٌن ماذا قالت لً صدٌقتً ؟ قالت لً على‬ ‫الفور " هذا نشٌد ؼنابً "! لو قٌل لوالدة تحمل طفلها على منكبٌها " هذا تمثال من الخشب‬ ‫وأنت تحملٌنه " بعٌاقة " فبماذا ٌا ترى تجٌب تلك الوالدة ؟ وبماذا تشعر ؟‬ ‫ومرت الشهور وهذه الكلمة " نشٌد ؼنابً" تحفر فً قلبً ‪ .‬ولم تكتفً صدٌقتً ! لم تكتفً بل‬ ‫ظلت واقفة لً بالمرصاد ‪ ,‬فلم أقل كلمة إال وذٌلتها بالتعنٌؾ ‪ ,‬ولم أحدق بشًء إال وأخفته‬ ‫وراء القناع ‪ ,‬ولم أمد ٌداًا إال وثقبتها بمسمار ‪.‬‬ ‫بعد ذلك قنطت ‪ .‬ولٌس بٌن عناصر النفس عنصر أمر من القنوط ‪ .‬لٌس فً الحٌاة شًء‬ ‫أصعب من أن ٌقول المرء لنفسه " لقد ُؼلبت " ‪.‬‬ ‫والقنوط ٌا مً جزر لكل مد فً القلب ‪ .‬والقنوط ٌا مً عاطفة خرساء ‪ .‬لذلك كنت أجلس‬ ‫أمامك فً الشهور األخٌرة وأنظر طوٌبلًا إلى وجهك بدون أن أنبث ببنت شفة ‪ .‬لذلك لم أكتب‬ ‫بدوري ‪ .‬لذلك كنت أقول فً سري ( لم ٌبق لً دور) ‪.‬‬ ‫ولكن فً قلب كل شتاء ربٌع ٌختلج ‪ ,‬ووراء نقاب كل لٌل صباح ٌبتسم ‪ .‬وها قد تحول قنوطً‬ ‫إلى شكل من األمل ‪.‬‬

‫‪99‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ما أقدس تلك الساعة المهٌبة التً رسمت فٌها صورة " نحو البلنهاٌة " ‪ .‬وما أعذب وأهٌب‬ ‫االمرأة التً تضع شفتٌها على عنق امرأة أخرى وتناجٌها ‪ .‬وما أبهى ذلك النور الذي ٌتكلم فً‬ ‫أعماقنا ‪ ,‬ما أبهى ذلك النور ٌا مً ‪.‬‬ ‫وماذا أقول عن رجل أوقفه هللا بٌن امرأتٌن امرأة تحوك من أحبلمه الٌقظة وامرأة تحوك من‬ ‫ٌقظته األحبلم ؟ ماذا أقول عن قلب وضعه هللا بٌن سراجٌن ؟ ماذا أقول عن هذا الرجل ؟ هل‬ ‫هو كبٌب ؟ ال أدري ‪ ,‬ولكننً أعلم أن األنانٌة ال تجاور كآبته ‪ .‬هل هو سعٌد ؟ ال أدري ‪,‬‬ ‫ولكننً أعلو أن األنانٌة ال تقترب من سعادته ‪ .‬هل هو ؼرٌب عن هذا العالم ؟ ال أدري ‪,‬‬ ‫ولكننً أسؤلك ما إذا كنت ترٌدٌن أن ٌبقى ؼرٌبا ًا عنك ؟ هل هو ؼرٌب ولٌس فً الوجود من‬ ‫ٌعرؾ كلمة من لؽة نفسه ؟ ال أدري ‪ ,‬ولكننً أسؤلك ما إذا كنت ال ترٌدٌن محادثته بلؽة أنت‬ ‫أعرؾ الناس بها ؟‬ ‫أو لست أنت أٌضا ًا ؼرٌبة عن هذا العالم ؟ ألست بالحقٌقة ؼرٌبة عن محٌطك وعن كل ما فً‬ ‫محٌطك من األؼراض والمنازع والمآتً والمرامً ؟ أخبرٌنً ‪ ,‬أخبرٌنً ٌا مً هل فً هذا‬ ‫ت من ٌسمعك وأنت ساكتة وٌفهمك وأنت‬ ‫العالم كثٌرون ٌفهمون لؽة نفسك ؟ كم مرة ٌا ترى لقٌ ِ‬ ‫ساكتة وٌطوؾ معك فً قدس أقداس الحٌاة وأنت جالسة قبالته فً منزل بٌن المنازل ؟‬ ‫أنت وأنا من الذٌن حباهم هللا باألصدقاء والمحبٌن والمرٌدٌن الكثٌرٌن ‪ .‬ولكن قولً لً هل‬ ‫ٌوجد بٌن هإالء الؽٌورٌن المخلصٌن من ٌستطٌع الواحد منا أن ٌقول له " أال فاحمل صلٌبً‬ ‫عنً ٌوما ًا واحداًا " هل بٌنهم من ٌعرؾ أن وراء أؼانٌنا أؼنٌة ال تسجنها األصوات وال ترتعش‬ ‫بها األوتار ؟ هل بٌنهم من ٌعرؾ الفرح فً كآبتنا والكآبة فً فرحنا ؟‬ ‫تقولٌن لً " أنت ف ّنً وأنت شاعر وٌجب علٌك أن تكون سعٌد ًاا مقتنعا ًا ألنك ف ّنً وشاعر "‬ ‫ولكن ٌا مً أنا لست بفنً وال بشاعر ‪ .‬قد صرفت أٌامً ولٌالً مصوراًا وكاتبا ًا ولكن " أنا"‬ ‫لست فً أٌامً ولٌالًَّ ‪ .‬أنا ضباب ٌا مً ‪ .‬أنا ضباب وفً الضباب وحدتً وفٌه وحشتً‬ ‫وانفرادي وفٌه جوعً وعطشً ‪ .‬ومصٌبتً أن هذا الضباب ‪ ,‬وهو حقٌقً ‪ٌ ,‬شوق إلى لقاء‬ ‫ضباب آخر فً الفضاء ‪ٌ .‬شوق إلى استماع قابل ٌقول " لست وحدك ‪ ,‬نحن اثنان ‪ ,‬أنا أعرؾ‬ ‫من أنت "‬

‫‪100‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫اخبرٌنً ‪ ,‬اخبرٌنً ٌا صدٌقً ‪ ,‬أٌوجد فً هذا العالم من ٌقدر وٌرٌد أن ٌقول لً " أنا ضباب‬ ‫آخر أٌها الضباب ‪ ,‬فتعال نخٌم على الجبال وفً األودٌة ‪ .‬تعال نسٌر بٌن األشجار وفوقها ‪,‬‬ ‫تعال نؽمر الصخور المتعالٌة ‪ .‬تعال ندخل معا ًا إلى قلوب المخلوقات وخبلٌاها ‪ ,‬تعال نطوؾ‬ ‫فً تلك األماكن البعٌدة المنٌعة الؽٌر معروفة " قولً لً ٌا مً ‪ ,‬أٌوجد فً ربوعكم من ٌرٌد‬ ‫وٌقدر أن ٌقول لً ولو كلمة واحدة من هذه الكلمات ؟‬ ‫ت ترٌدٌن أن ابتسم " وأعفو "‬ ‫وأن ِ‬ ‫لقد ابتسمت كثٌراًا منذ هذا الصباح ‪ .‬وها أنا ابتسم فً أعماقً ‪ ,‬وابتسم فً كلٌتً ‪ ,‬وابتسم‬ ‫طوٌبلًا ‪ ,‬وابتسم كؤننً لم أخلق اال لبلبتسام ‪ .‬أما " العفو " فكلمة هابلة فتاكة جارحة أوقفتنً‬ ‫مخجوالًا متهٌبا ًا أمام الروح النبٌلة التً تتواضع إلى هذا الحد ‪ ,‬وجعلتنً أحنً رأسً طالبا ًا منها‬ ‫العفو ‪ .‬أنا وحدي المسًء ‪ .‬قد أسؤت فً سكوتً وفً قنوطً لذلك استعطفك أن تؽتفري ما‬ ‫فرط منً وتسامحٌنً ‪.‬‬ ‫واآلن علًّ أن أجٌب عن كل سإال من سإاالتك اللذٌذة ‪ .‬علًّ أن ال أنسى شٌبا ًا ‪ .‬أوالًا " كٌؾ‬ ‫أنا؟" – لم أفكر فً اآلونة األخٌرة بكٌفٌة أنا ‪ ,‬بٌد أننً أرجح أننً فً حالة حسنة رؼم ما فً‬ ‫حٌاتً الٌومٌة من الرفاصات المتباٌنة والدوالٌب المختلفة بالصورة والحجم ‪ " .‬وماذا أكتب؟ "‬ ‫– أكتب سطراًا أو سطرٌن بٌن كل مساء وصباح ‪ .‬قلت بٌن كل مساء وصباح ألننً فً الوقت‬ ‫الحاضر أصرؾ نور نهاري مهموكا ًا برسوم زٌتٌة كبٌرة علًّ اتمامها قبل نهاٌة هذا الشتاء ‪.‬‬ ‫ولوال هذه الصور والمعاهدة التً تربطنً بها لكنت صرفت هذا الشتاء بٌن بارٌس والشرق ‪.‬‬ ‫" وهل اشتؽل كثٌراًا؟"‪ -‬اشتؽل دابما ًا ‪ ,‬اشتؽل حتى وفً نومً ‪ ,‬اشتؽل وأنا جامد كالصخر ‪.‬‬ ‫ولكن شؽلً الحقٌقً لٌس بالكتابة أو التصوٌر ‪ ,‬فً أعماقً ٌا مً حركة أخرى ال عبلقة لها‬ ‫بالكبلم وال بالخطوط واأللوان ‪ .‬فالشؽل الذي ولدت له ال ٌتناول الرٌشة والقلم ‪ " .‬وما لون‬ ‫البذلة التً ارتدٌها الٌوم ؟" – من عوابدي أن ارتدي بذلتٌن فً وقت واحد ‪ ,‬بذلة من نسج‬ ‫الناسجٌن وخٌاطة الخٌاطٌن وبذلة من لحم ودم وعظام ! أما الٌوم فإنً أرتدي ثوبا ًا واحداًا‬ ‫طوٌل األذٌال واسع الجوانب علٌه أثر الحبر واأللوان وهو باإلجمال ال ٌختلؾ عن مبلبس‬ ‫الدراوٌش إال بنظافته ! أما الثوب الثانً المصنوع من لحم ودم وعظام فهو مطروح فً الؽرفة‬ ‫المحاذٌة ‪ ,‬ألنً أفضل محادثتك وبعٌد بعٌد عنً ‪ " .‬وكم سٌجارة دخنت منذ الصباح؟" ما‬ ‫أعذب هذا السإال وما أصعب الجواب علٌه ! هذا ٌا مً ٌوم تدخٌن بتدخٌن فقد حرقت منذ‬ ‫صباحه أكثر من عشرٌن سٌجارة ! والتدخٌن عندي لذة ال عادة قاهرة ‪ ,‬فقد ٌمر بً األسبوع‬ ‫الكامل بدون سٌجارة واحدة ‪ .‬نعم ‪ ,‬دخنت الٌوم أكثر من عشرٌن سٌجارة ‪ .‬والحق علٌك ! فلو‬ ‫‪101‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ُ‬ ‫كنت وحدي فً هذا " الوادي " لما دخنت أبداًا !! ولكننً ال أرٌد أن أكون وحدي ‪ .‬أما بٌتً فلم‬ ‫ٌزل بدون سقؾ وال جدران ‪ ,‬وأي منا ٌا ترى ٌرٌد أن ٌكون مسجونا ًا ؟ وأما بحار الرمل‬ ‫وبحار األثٌر فهً الٌوم مثلما كانت باألمس – عمٌقة كثٌرة األمواج وبدون شواطا ‪ .‬والسفٌنة‬ ‫التً أخوض بها هذه البحار تسٌر ولكن ببطء ‪.‬‬ ‫قد أجبت على جمٌع سإاالتك ولم أنس شٌبا ًا ‪ .‬وقد بلؽت الحد من هذه الصفحة قبل أن أقول‬ ‫كلمة مما أردت قوله عندما ابتدأت فً رأس الصفحة األولى ‪ .‬لم ٌنعقد ضبابً قطراًا ٌا مً‬ ‫وتلك السكٌنة ‪ ,‬تلك السكٌنة المجنحة المضطربة لم تتحول إلى ألفاظ ‪ .‬ولكن هبل مؤلت ٌدك من‬ ‫هذا الضباب ؟ هبل أؼمضت عٌنٌك وسمعت السكٌنة متكلمة ؟ وهبل مررت ثانٌة بهذا الوادي‬ ‫حٌث الوحشة تسٌر كالقطعان وترفرؾ كؤسراب الطٌور وتتراكض كالسواقً وتتعالى كؤشجار‬ ‫السندٌان ؟ هبل مررت ثانٌة ٌا مً ؟ وهللا ٌحفظك وٌحرسكِ ‪.‬‬ ‫جبران‬

‫‪102‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫(‪) 3‬‬ ‫نٌوٌورك ‪ 5‬تشرٌن األول ‪1923‬‬ ‫ال ٌا مً ‪ ,‬لٌس التوتر فً اجتماعاتنا الضبابٌة بل فً اجتماعاتنا الكبلمٌة ‪ .‬ما لقٌتكِ فً ذلك‬ ‫الحقل البعٌد الهادئ إال وجدتك الصبٌة العذبة العطوفة التً تشعر بكل األشٌاء وتعرؾ كل‬ ‫األشٌاء وتنظر إلى الحٌاة بنور هللا وتؽمر الحٌاة بنور روحها‪ .‬لكن ما اجتمعنا بٌن سواد الحبر‬ ‫وبٌاض الورق إال رأٌتكِ ورأٌتنً أرؼب الناس فً الخصام والمبارزة – المبارزة العقلٌة‬ ‫المفعمة بالقٌاسات المحدودة والنتابج المحدودة ‪.‬‬ ‫هللا ٌسامحكِ ‪ .‬لقد سلبتنً راحة قلبً‪ ,‬ولوال تصلبً وعنادي لسلبتنً إٌمانً‪.‬من الؽرٌب أن‬ ‫ٌكون أحب الناس إلٌنا أقدرهم على تشوٌش حٌاتنا‪.‬‬ ‫ت وأنا‬ ‫ٌجب أال نتعاتب ‪ٌ ,‬جب أن نتفاهم‪ .‬وال نستطٌع التفاهم إال إذا تحدثنا ببساطة األطفال‪ .‬أن ِ‬ ‫ت وأنا‪,‬‬ ‫نمٌل إلى اإلنشاء بما ٌبلزم اإلنشاء من المهارة والتفنن والتنمٌق والترتٌب‪ .‬قد عرفنا‪ ,‬أن ِ‬ ‫أن الصداقة واإلنشاء ال ٌتفقان بسهولة ‪ .‬القلب ٌا مً شًء بسٌط ومظاهر القلب عناصر‬ ‫بسٌطة‪ ,‬أما اإلنشاء فمن المركبات االجتماعٌة ‪ .‬ما قولكِ فً أن نتحول عن اإلنشاء إلى الكبلم‬ ‫البسٌط؟‬ ‫ت تعلمٌن ذلك وأنا أعلم ذلك "‪.‬‬ ‫" أنت تحٌ​ٌن فًَّ وأنا أحٌا فٌكِ أن ِ‬ ‫ألٌست هذه الكلمات القلٌلة أفضل بما ال ٌقاس من كل ما قلناه فً الماضً؟ ماذا ٌا ترى كان‬ ‫ٌمنعنا عن التلفظ بهذه الكلمات فً العام الؽابر؟ أهو الخجل أم الكبرٌاء أم االصطبلحات‬ ‫االجتماعٌة أم ماذا؟ منذ البدء عرفنا هذه الحقٌقة األولٌة فلماذا لم نظهرها بصراحة المإمنٌن‬ ‫المخلصٌن المتجردٌن؟ لو فعلنا لكنا أنقذنا نفسٌنا من الشك واأللم والندم والسخط والمعاكسات ‪,‬‬ ‫المعاكسات ‪ ,‬المعاكسات التً تحول عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب‪ .‬هللا‬ ‫ٌسامحك وٌسامحنً ‪.‬‬ ‫ٌجب أن نتفاهم ‪ ,‬ولكن كٌؾ نستطٌع ذلك بدون أن ٌقابل الواحد منا صراحة اآلخر بالتصدٌق‬ ‫التام؟ أقول لكِ ٌا ماري‪ ,‬أقول لك أمام السماء واألرض وما بٌنهما‪ ,‬أننً لست ممن ٌكتبون "‬ ‫القصابد الؽنابٌة " وٌبعثون بها إلى الشرق وإلى الؽرب كرسابل خصوصٌة ‪ ,‬ولست ممن‬ ‫ٌتكلمون صباحا ًا عن نفوسهم المثقلة باألثمار وٌنسون مسا ًاء نفوسهم وأثمارها وأثقالها‪ ,‬ولست‬ ‫ممن ٌلمسون األشٌاء المقدسة قبل أن ٌؽسلوا أصابعهم بالنار‪ ,‬ولست ممن ٌجدون فً أٌامهم‬ ‫‪103‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ولٌالٌهم الفسحات الفارؼة فٌشؽلونها بالمداعبات الؽزلٌة‪ ,‬ولست ممن ٌستصؽرون أسرار‬ ‫أرواحهم وخفاٌا قلوبهم فٌنشرونها أمام أٌة رٌح تهب ‪ ,‬أنا كثٌر األشؽال مثل بعض الرجال‬ ‫الكثٌري األشؽال ‪ ,‬أنا أتوق إلى العظٌم والنبٌل والجمٌل النقً مثل بعض الرجال الذٌن ٌتوقون‬ ‫إلى العظٌم والنبٌل والجمٌل والنقً‪ ,‬وأنا ؼرٌب مستوحد مستوحش مثل بعض الرجال‬ ‫المستوحدٌن المستوحشٌن رؼم سبعٌن ألؾ صدٌقة وصدٌق‪ .‬وأنا مثل بعض الرجال ‪ ,‬ال أمٌل‬ ‫إلى البهلوانٌات الجنسٌة المعروفة عند الناس بؤسما ٍةء حسنة ونعوت أحسن‪ ,‬وأنا ٌا مً مثل‬ ‫جاركِ وجاري‪ ,‬أحب هللا والحٌاة والناس‪ ,‬ولحد اآلن لم تطلب منً األٌام أن ألعب دوراًا ال ٌلٌق‬ ‫بجاركِ أو بجاري‪.‬‬ ‫لما كتبت إلٌك فً البداٌة كانت رسالتً دلٌبلًا على ثقتً بك‪ ,‬لما جاوبتنً كان جوابك دلٌبلًا على‬ ‫الشك‪ .‬كتبت إلٌك مضطراًا فؤجبتنً متحذرة‪ .‬حدثتك عن حقٌقة ؼرٌبة فؤجبتنً بكل لطؾ قابلة‬ ‫" عافاك ٌا شاطر‪ ,‬ما أحسن قصابدك الؽنابٌة‪ ".‬أنا أعلم جٌداًا أننً لم أتبع إذ ذاك السبل‬ ‫المؤلوفة‪ .‬وأنا لم أتبع ولن أتبع السبل المؤلوفة‪ .‬وأنا أعلم أن تحذرك كان من األمور المنتظرة‪,‬‬ ‫وهذا‪ ,‬هذا هو سبب ألمً ‪ ,‬ألننً لم أنتظر المنتظر‪ .‬لو كتبت لؽٌر مًّ لكان علًّ أن أنتظر‬ ‫المنتظر‪ .‬ولكن هل كان بإمكانً إظهار تلك الحقٌقة لؽٌر مًّ ؟‬ ‫والؽرٌب أننً لم أندم بعد ذلك‪ .‬ال لم أندم بل بقٌت متمسكا ًا بحقٌقتً راؼبا ًا فً إظهارها لكِ ‪,‬‬ ‫فكتبت إلٌكِ مرات عدٌدة وكنت أحصل بعد كل مرة على الجواب اللطٌؾ‪ ,‬ولكن من ؼٌر مًّ‬ ‫التً أعرفها‪ .‬كنت أحصل على الجواب اللطٌؾ من كاتمة أسرار مًّ ‪ ,‬وهً صبٌة ذكٌة تعٌش‬ ‫فً القاهرة بمصر‪ .‬ثم نادٌت وناجٌت‪ ,‬وكنت أحصل على الجواب نعم كنت أحصل على‬ ‫الجواب ولكن لٌس من تلك التً " أحٌا فٌها وتحٌا فًَّ " بل من امرأة متحذرة متشابمة تؤخذ‬ ‫وتعطً معً كؤنها الم ّدعً العمومً وكؤننً ال ُم ّدعى علٌه‪.‬‬ ‫وهل أنا ناقم علٌكِ ؟‬ ‫كبل ‪ ,‬لكننً ناقم على كاتمة أسراركِ ‪.‬‬ ‫وهل حكمت علٌك حكما ًا عادالًا أم ؼٌر عادل؟‬

‫كبل‪ ,‬لم أحكم أبداًا‪ .‬إن قلبً ال ولن ٌسمح بإٌقافك أمام منصة القضاء‪ ,‬قلبً ال ولن ٌسمح لً‬ ‫بالجلوس علٌها ‪ .‬إن ما بنا ٌا مًّ ٌقصٌنا عن جمٌع المحاكم ‪ .‬ولكن لً رأي فً كاتمة أسراركِ‬ ‫‪104‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وهو هذا ‪ :‬كلما جلسنا لنتحدث تدخل علٌنا حضرتها وتجلس قبالتنا كمن ٌستعد لتدوٌن وقابع‬ ‫جلسة من جلسات مإتمر سٌاسً‪ .‬اسؤلك ‪ ,‬اسؤلك ٌا صدٌقتً‪ ,‬هل نحن بحاجة إلى كاتمة‬ ‫ًا‬ ‫حقٌقة بحاجة إلى كاتمة أسراركِ فعلًَّ إذاًا أن أستدعً كاتم‬ ‫ت‬ ‫األسرار؟ هذا سإال مهم‪ .‬إذا كن ِ‬ ‫أسراري ألننً أنا أٌضا ًا أرٌد تسٌ​ٌر أشؽالً على الطراز األول ! أترٌدٌن كاتم أسراري أن‬ ‫ٌكون معنا؟ ‪ -‬انظري ٌا مًّ ‪ :‬ههنا طفبلن جببلوٌان ٌمشٌان فً نور الشمس ‪ ,‬وهناك أربعة‬ ‫أشخاص امرأة وكاتمة أسرارها ورجل وكاتم أسراره‪ .‬ههنا طفبلن ٌسٌران ٌداًا بٌد‪ٌ ,‬سٌران‬ ‫بإرادة هللا إلى حٌث ٌرٌد هللا‪ ,‬وهناك أربعة أشخاص فً مكتب ٌتجادلون وٌتحاجون وٌقومون‬ ‫وٌقعدون وكل منهم ٌحاول إثبات ما ٌظنه حقا ًا له على حساب ما ٌظنه بُطبلًا فً اآلخر‪ .‬ههنا‬ ‫طفبلن‪ ,‬وهناك أربعة أشخاص ‪ ,‬فإلى أٌة جهة ٌمٌل قلبك؟ قولً لً إلى أٌة جهة؟‬ ‫ت تعلمٌن مقدار تعبً مما ال لزوم له‪ .‬لو كنت تعلمٌن مقدار حاجتً إلى البساطة‪ .‬لو‬ ‫آه لو كن ِ‬ ‫كنت تعلمٌن مقدار حنٌنً إلى المجرد‪ ,‬المجرد األبٌض‪ ,‬المجرد فً العاصفة ‪ ,‬المجرد على‬ ‫الصلٌب‪ ,‬المجرد الذي ٌبكً ال ٌستر دموعه ‪ ,‬المجرد الذي ٌضحك وال ٌخجل من ضحكة ‪ -‬لو‬ ‫تعلمٌن ‪ ,‬لو كنت تعلمٌن ‪ " .‬وماذا أنا فاعل فً هذا المساء "؟ لٌس الوقت مسا ًاء‪ .‬نحن فً الساعة‬ ‫الثانٌة بعد منتصؾ اللٌل فإلى أي مكان ترٌدٌن أن نذهب فً هذه الساعة المتؤخرة ؟ األفضل‬ ‫أن نبقى هنا ‪ ,‬هنا فً هذه السكٌنة العذبة‪ .‬هنا نستطٌع أن نتشوق حتى ٌدنٌنا الشوق من قلب‬ ‫هللا‪ .‬وهنا نستطٌع أن نحب البشرٌة حتى تفتح لنا البشرٌة قلبها‪.‬‬ ‫ها قد قبّل النعاس عٌنٌك‪.‬‬ ‫ال تنكري أن النعاس قد قبل عٌنٌك‪ .‬لقد رأٌته ٌقبلهما‪ .‬قد رأٌته ٌقبلهما هكذا ‪ ,‬هكذا كما ٌقبلون ‪,‬‬ ‫فالقً رأسك هنا‪ ,‬إلى هذه الجهة ونامً‪ ,‬نامً صؽٌرتً‪ ,‬نامً فؤنت فً وطنكِ ‪.‬‬ ‫أما أنا فسوؾ أسهر ‪ ,‬سوؾ أسهر وحدي ‪ .‬علً أن أبقى خافراًا حتى الصباح‪ .‬قد ولدت ألبقى‬ ‫خافراًا حتى الصباح‪.‬‬

‫جبران‬

‫‪105‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الخامس عشر‬ ‫كتاب وداعا اٌها الملل للكاتب انٌس منصور‬

‫‪----------------------------‬‬‫الذي ٌشعر بالملل لٌس هو الذي الٌرؼب بالحٌاة او ال ٌرؼب بالموت الن الذي ال ٌرؼب‬ ‫بالحٌاة ٌرؼب بالموت والعكس صحٌح ولكن الذي ٌمل هو انسان الٌرؼب حتى بالرؼبة‬ ‫‪---------------------------‬‬‫الذي ٌشعر بالملل ٌشعر انه لٌس على صلة بالواقع وانه منعزل وانه معزول او منقطع وانه‬ ‫التوجد لدٌه وسٌلة اتصال بالعالم الخارجً‬ ‫‪---------------------‬‬‫ٌشعر الذي ٌشعر بالملل بان الواقع نفسه بعٌد عنه مسافة بعٌدة وال توجد بٌنه وبٌن الواقع اي‬ ‫وسٌلة مواصبلت‬ ‫‪106‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪-------------------------‬‬‫الملل هو الذي ٌجعل كل ما حولنا ؼرٌبا او ٌجعلنا ؼرباء فً هذا العالم وؼرباء عنه‬ ‫‪-------------------------‬‬‫الملل مرض شدٌد العدوى‬ ‫‪-------------‬‬‫اننا فً الحقٌقة ال نمل شٌبا وانما نمل انفسنا فنحن نحٌط انفسنا بما ٌعجبنا فقط وبما ٌرضً‬ ‫اذواقنا فٌصبح كل ما حولنا مراٌا لنا وصورا لنا معرضا مستمر للوحات حٌاتنا‬ ‫‪------------------‬‬‫التشابه مع االخرٌن هو بداٌة الملل‬ ‫‪--------------‬‬‫ان تشابه االلوان واالصوات واالهتزازات للجسم ٌجعلنا نشعر بالملل وهذا الشعور بالملل نوع‬ ‫من التمٌع لكل حواسنا فتصبح العٌن وكانها الترى واالذن وكانها التسمع ونفقد سٌطرتنا على‬ ‫حواسنا‬ ‫‪-------------------------‬‬‫النوم هو الوسٌلة الوحٌدة والمنقذ الوحٌد للملل ولكن النوم نوع من الهروب والنوم اطفاء لكل‬ ‫المشاعر واعفاء للجهاز العصبً من ممارسة كل سلطاته والنوم الٌمكن ان ٌكون اال حبل مإقتا‬ ‫وال ٌمكن ان ٌكون حبل صحٌحا الزمة الملل‬ ‫‪---------------------‬‬‫الحرٌة هً منطقة انعدام الوزن الذي ٌطٌر بها وفٌها كل خفٌؾ وثقٌل بنفس الدرجة‬ ‫‪------------------‬‬‫البد من عمل شًء النقاذ االنسانٌة التً تطلب الحرٌة وتحرص علٌها فاذا اخذتها فانها التدري‬ ‫مالذي ستفعله بها‬ ‫‪107‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪-------------------‬‬‫الحٌاة لٌست جرٌا او هربا وانما هً ان نتوقؾ وان نتامل وان نتذوق وان نستطعم وان نفتح‬ ‫اٌدٌنا وان نضمها وان نعانق انفسنا ونعانق انسانٌتنا حقٌقتنا فنحن اعظم ما فً الكون‬ ‫‪---------------------‬‬‫الذوق خلٌط هابل من افكار وذكرٌات ومشاعر ؼٌر محددة‬ ‫‪-----------------‬‬‫ٌحس االنسان انه وحده وانه ٌلقى مصٌره وحده وبان كل شًء ٌحٌط به وٌتهدده وان الناس‬ ‫لٌسوا شوى افراد ؼرقى‬ ‫‪------------‬‬‫الحٌاة فً حقٌقتها تافهة واننا نحن الذي نجعل للحٌاة قٌمتها‬ ‫‪---------------‬‬‫االنسان هو ما ٌإدٌه من عمل‬ ‫‪----------------‬‬‫االنسان وحده وهو ٌحاول ان ٌكون مع ؼٌره ان ٌتماسك مع ؼٌره ولكنه عندما ٌجد هذا الؽٌر‬ ‫فان االتصال ٌصبح صعبا فاذا اصبح االتصال ممكنا فان هذا الؽٌر ٌكون مشؽوال عنه بؽٌره‬ ‫والنتٌجة دابما ان االنسان ٌقؾ وحده فً مواجهة نفسه وؼٌره والكون كله ثم ال قٌمة لذلك كله‬ ‫‪--------------------‬‬‫االنسان وحده ٌولد وحده ٌقؾ وحده ٌموت ‪ -‬ارتٌراداموؾ ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫االنسان ٌهتم بصورة واعٌة منطقٌة باشٌاء تافهة وانه من الممكن ان نكون جادٌن فً تفاهتنا‬ ‫منطقٌن فً جنوننا والنتٌجة اننا سوؾ نبقى وحدنا فً النهاٌة‬ ‫‪------------------------‬‬‫‪108‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الناس حرٌصون على ان ٌتكلموا فً الموضوعات التً ال ٌفهموها الن الناس مؽرورون‬ ‫‪---------------------‬‬‫القرؾ هو المذاق العادي جدا لحٌاتنا الٌومٌة‬ ‫‪---------------------‬‬‫ٌجب ان ال نعٌش بحكم العادة وان ال تصبح افكارنا كالتنفس ببل تفكٌر وان تصبح عواطفنا‬ ‫كدقات القلب بدون تدبٌر‬ ‫‪------------------‬‬‫اعطنً مكانا خارج االرج وانا احرك االرض كما ارٌد ‪ -‬ارشمٌدس ‪-‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫الوجودٌة تطلب منك ان تتوقؾ لترى وان ترى لتفكر وان تفكر لتتصرؾ وتكون مسإال عن‬ ‫تصرفك فوجودك هو عبء على كتفك وهو عبء ثقٌل ٌجب ان تحمله وحدك‬ ‫‪-----------------‬‬‫ان العقل االنسانً لٌس اال طفبل صؽٌرا ٌلهو فً الرمال على شاطء محٌط الحقٌقة ‪ -‬نٌوتن –‬ ‫‪----------------‬‬

‫‪109‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب السادس عشر‬ ‫رواٌة فوضى الحواس للكاتبة أحبلم مستؽانمً‬

‫خلق االنسان اللؽة لٌخفً بها مشاعره ‪ -‬اوسكار واٌلد ‪-‬‬ ‫‪-----------------------‬‬‫اٌنتهً الحب عندما نبدا بالضحك من االشٌاء التً بكٌنا بسببها ٌوما‬ ‫‪--------------------‬‬‫تحاشى معً االسبلة كً ال تجبرنً على الكذب ٌبدا الكذب حقا عندما نكون مرؼمٌن على‬ ‫الجواب ماعدا ذلك فكل ما ساقوله من تلقاء نفسً فهو صادق‬ ‫‪----------------------‬‬

‫‪110‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫من االسهل علٌنا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاؾ ان بامكانه مواصلة‬ ‫الحٌاة بكل تفاصٌلها من دوننا‬ ‫‪------------------‬‬‫الحب الٌتقن التفكٌر واالخطر انه الٌملك ذاكرة انه الٌستفٌد من حماقاته السابقة وال من تلك‬ ‫الخٌبات الصؽٌرة التً صنعت ٌوما جرحه الكبٌر‬ ‫‪---------------------------‬‬‫نحن نتجمل بالكلمات نختارها كما نختار ثٌابنا حسب مزاجنا وحسب نواٌانا‬ ‫‪----------------------------‬‬‫الحب دابما ٌجلس على ؼٌر الكرسً الذي نتوقعه بمحاذاة ما كنا نتوقعه حبا‬ ‫‪----------------------------‬‬‫ماهً نوعٌة المسافة التً تفصلنا عما نشتهً اتراها تقاس بالمكان ان بالوقت ام بالمستحٌل‬ ‫واي منطق هو منطق الرؼبة اٌكون منطقا لؽوٌا ام منطقا زمنٌا ام منطق ظرؾ تضعك به‬ ‫الحٌاة‬ ‫‪--------------------‬‬‫الطرٌقة الصحٌحة لفهم العالم هً فً التمرد على موقعنا الصؽٌر فٌه والجراة على تؽٌر مكاننا‬ ‫وتؽٌر وضعٌتنا فٌه‬ ‫‪-------------------‬‬‫الٌست حٌاتنا فً النهاٌة اال نتٌجة مصادفات وتفاصٌل اصؽر من ان نتوقعها على قدر من‬ ‫االهمٌة بحٌث تؽٌر اقدارنا او قناعاتنا‬ ‫‪-------------------‬‬‫امش فً الهواء مخالفا لما تعتقده صحٌحا ‪ -‬شٌماس هٌنً ‪-‬‬ ‫‪----------------------‬‬‫‪111‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فً الحب اكثر من اي شًء البد ان تكون لك عبلقة ثقة بالقدر‬ ‫‪---------------‬‬‫الحب لٌس سوى الوقوع تحت صاعقة المباؼتة‬ ‫‪----------------‬‬‫فً مواجهة الحب كما فً مواجهة الموت ال ٌفٌدنا شًء ال ثقافتنا وال ذكاإنا وال تذاكٌنا‬ ‫‪----------------‬‬‫الحرٌة هً حقك فً ان تكون مختلفا‬ ‫‪---------------------‬‬‫ان االنسان البد ان ٌعٌش بملء ربتٌه بملء حواسه احساسه ولكل االشٌاء التً ٌصادفها ولن‬ ‫تتكرر‬ ‫‪----------------------‬‬‫عجٌبة هً الحٌاة بمنطقها المعاكس انت تركض خلؾ االشٌاء الهثا فتهرب منك االشٌاء‬ ‫وماتكاد تجلس وتقنع نفسك بانها التستحق كل هذا الركض حتى تاتٌك هً الهثة‬ ‫‪------------------------‬‬‫تمة مصٌبتان فً الحٌاة االولى ان التحصل على ما ترٌد والثانٌة ان تحصل على ما ترٌد ‪-‬‬ ‫اوسكار واٌلد ‪-‬‬ ‫‪------------------------‬‬‫على المرء ان ٌخفً عن االخرٌن صٌدلٌة بٌته ومكتبته ‪ -‬بارت ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬‫ان ال تكون قدرة لك على الؽضب او رؼبة فٌه ٌعنً انك ؼادرت شبابك الؼٌر‬ ‫‪--------------------‬‬‫‪112‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫البعض ٌجد فً االصولٌة حبل لكل عقدهم الرجولٌة ومشاكلهم االرضٌة وفً التطرؾ ردا على‬ ‫عجز عاطفً او انتقاما لذاكرة طبقٌة او تنفٌسا عن عقدة وطنٌة‬ ‫‪-------------------‬‬‫ان فً الحب كثٌر من التلصص والتجسس والفضول واالسبلة التزٌدك اال تورطا عشقٌا وهنا‬ ‫تكمن مصٌبة العشاق‬ ‫‪-------------------‬‬‫ثمة كتب تضعك امام اكتشافات مذهلة تكتشؾ فٌها نفسك ومسافات منك لم تكن تعرفها‬ ‫‪-------------------‬‬‫كل انسان عفٌؾ ٌحمل فً داخله قدرا كافٌا من القذارة قد تطفو ٌوما فتؽرق حسناته‬ ‫‪------------------------‬‬‫الحب هو ان تسمح لمن ٌحبك بان ٌجتاحك وٌهزمك وٌسطو على كل شًء هو انت وال باس‬ ‫بان تنهزم قلٌبل فالحب حالة ضعؾ ولٌس حالة قوة‬ ‫‪----------------------‬‬‫حٌن نكون تعساء ندرك تعاستنا ولكن عندما نكون سعداء النعً ذلك اال فً ما بعد ان السعادة‬ ‫اكتشاؾ متاخر‬ ‫‪------------------------‬‬‫استفٌدوا من الٌوم الحاضر لتكن حٌاتكم مذهلة خارقة للعادة فذات ٌوم لن تكونوا شٌبا‬ ‫‪--------------------‬‬‫كل الذٌن تلتقٌن بهم كل ٌوم ستؽفرٌن لهم اشٌاء كثٌرة لو تذكرت انهم لن ٌكونو هنا ٌوما حتى‬ ‫للقٌام بتلك االشٌاء الصؽٌرة التً تزعجك االن وتؽضبك ستحتفٌن بهم اكثر لو فكرت كل مرة‬ ‫ان تلك الجلسة قد ال تتكرر وانك تودعٌنهم مع كل لقاء‬ ‫‪----------------------‬‬‫‪113‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لحظة حب تبرر عمرا كامبل من االنتظار‬ ‫‪------------‬‬‫اجمل الحب هو الذي نعثر علٌه اثناء بحثنا عن شًء اخر‬ ‫‪------------------‬‬‫امام المواقؾ الؽٌر متوقعة فً الحٌاة ٌجب االستسبلم الول فكرة تخطر لنا دون مفاضلة او‬ ‫مقارنة مع اخرى الن الفكرة االولى دابما على حق مهما كانت شاذة او ؼرٌبة والنها وحدها‬ ‫تشبهنا‬ ‫‪-----------------‬‬

‫‪114‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب السابع عشر‬ ‫رواٌة إحدى عشر دقٌقة للكتاب باولو كوٌلو‬

‫االخطاء شكل من اشكال التقدم فً الحٌاة‬ ‫‪------------------‬‬‫ان الحٌاة التمنح احٌانا فرصة ثانٌة ومن االفضل تقبل الهبات التً ٌقدمها العالم لنا‬ ‫‪-----------------‬‬‫مادمت استطٌع ان امشً وحدي فساذهً حٌث اشاء‬ ‫‪--------------‬‬‫الحٌاة لعبة عنٌفة هاذٌة الحٌاة هً ان ترمً نفسك من المظلة وان تجازؾ ان تسقط وتنهض‬ ‫من كبوتك‬ ‫‪--------------‬‬‫‪115‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الوقت الٌؽٌر االنسان وال الحكمة اٌضا انما الشًء الوحٌد الذي ٌمكن ان ٌدفع الكابن لٌتؽٌر‬ ‫هو الحب‬ ‫‪------------‬‬‫ٌضنٌنا هذا الشعور المدمر باننا النعنً الحد شٌبا على وجه هذه االرض‬ ‫‪--------------‬‬‫بقدر ما نلوذ بالصمت نبدو اذكٌاء فً نظر االخرٌن‬ ‫‪------------‬‬‫الحب لٌس فً شخص اخر انما موجود فً داخلنا ونحن نوقظه من ؼفلته ولكً نوقظه نحتاج‬ ‫الى شخص اخر‬ ‫‪------------‬‬‫ان اللقاءات االهم تتم على مستوى االرواح قبل ان تتقابل االجساد‬ ‫‪-----------‬‬‫احٌانا تكون الحٌاة بخٌلة جدا قد تقضً اٌاما او اسابٌعا او اشهرا وسنوات دون ان نشعر بشًء‬ ‫وما ان نفتح الباب حتى ٌنهار جبل الجلٌد وتتجلى امامنا الطرٌق واسعة فً لحظة واحدة نخال‬ ‫اننا النملك شٌبا ثم النلبث ان نشعر اننا نمتلك ماال طاقة لنا على امتبلكه‬ ‫‪---------------‬‬‫ٌمكن ان نجنً ثمارا طٌبة من التجارب السلبٌة الكثٌرة فً هذه الحٌاة‬ ‫‪-------------‬‬‫ان التجارب االهم التً ٌختبرها االنسان هً تلك التً ٌبلػ فٌها المرء اخر المطاؾ ‪ -‬الماركٌز‬ ‫دي ساد ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫‪116‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫نحن ال نعرؾ انفسنا حقا اال حٌن نتجاوز حدودنا بالذات ‪ -‬الماركٌز دي ساد‬ ‫‪----------------‬‬‫الرؼبة لٌست فٌما تراه بل فٌما تتخٌله‬ ‫‪------------‬‬‫كان متاكدا من انه قضى حٌاته وهو ٌحاول اثبات شًء ما لمن بالتحدٌد او ما هو هذا الشًء‬ ‫الٌدري‬ ‫‪-------------------‬‬‫النحتاج لمسرح لنتعرؾ معنى العذاب فالحٌاة نفسها تمنحنا فرصا التحصى للتعرؾ علٌه‬ ‫‪-------------‬‬‫ٌجب ان ال نخاؾ من المحٌطات التً اخترنا الؽوص فٌها بكامل ارادتنا الن الخوؾ ٌفسد اللعبة‬ ‫‪------------‬‬‫بامكانً االنتظار والترٌث قلٌبل بعد لٌس ضرورٌا ان احقق حلمً الٌوم ٌنبؽً ان اجمع المال اوال‬ ‫‪----------------‬‬‫عندما نكون فً المنفى نسعى دابما الن نحتفظ بالكابن المحبوب نتذكره عبر كل انسان ٌمر بنا فً الشارع‬

‫‪-------------‬‬‫امر ؼرٌب اننا عندما نسكن مدٌنة فاننا نإجل اكتشافها لوقت الحق ونظل على جهلنا لها‬

‫‪117‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثامن عشر‬ ‫كتاب ستلمس اصابعً الشمس للكاتبة كولٌت خوري‬

‫‪-----------------‬‬‫كان ٌجب ان تتعرؾ على الخٌبة الن التعرؾ الٌها ٌصقل النفس ولكن كن حذرا من ان تقع‬ ‫تحت سٌطرتها انها مدمرة ومهدمة وتقتل الحماسة واالندفاع‬ ‫‪------------‬‬‫ان الفن وحده هو الذي ٌعطٌك بقدر ما تعطٌه وحده الذي ٌشعرك انك ال تضٌع وقتك‬ ‫‪-------------‬‬‫الحب معنى الحٌاة لكن الٌمنع ان ٌكون وهما‬ ‫‪--------------‬‬‫السعادة نٌزك ٌشع برٌقه وٌختفً فً الظبلم والسعادة هً توقؾ مإقت للرتابة الدابمة‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪118‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الحب ٌمٌت الشخصٌة لذلك علٌكً ان ال تحددي افاق حٌاتك فً مخلوق بشري فمن الضعؾ‬ ‫ان ٌكون طموحك الحب‬ ‫‪-----------‬‬‫انت ال تحبٌنه بل تحبٌن الثوب الذي البستٌه اٌاه تحبٌن االلوان التً سكبتها علٌه وتحبٌن‬ ‫هذٌان خٌالك فٌه‬ ‫‪----------‬‬‫طرٌقً شاقة لكنً سامشٌها‬ ‫‪-------------‬‬‫لن تحطم الخٌبات عزمً ولن ترهق الجراح طموحً بالرؼم من الحواجز ساطٌر نحو الذرى‬ ‫وستلمس اصابعً الشمس فتصبح اناملً ٌنابٌع دؾء وجداول امل ٌنهل منها العابرون‬ ‫‪------------‬‬

‫‪119‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب التاسع عشر‬ ‫كتاب البلمنتمً للكاتب كولن ولسون‬

‫‪---------------‬‬‫البلمنتمً ٌشعر بان االضطراب والفوضوٌة هما اعمق تجذرا من النظام الذي ٌإمن به قومه‬ ‫‪-----------------‬‬‫بدل حٌاتك ان هً لم تعجبك ‪ -‬شكسبٌر ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫االعور فً بلد العمٌان ملك ‪ -‬وٌلز ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫على االنسان ان ٌعرؾ كٌؾ ٌستطٌع ان ٌقلل من عبودٌته للظروؾ‬ ‫‪------------‬‬‫‪120‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫المشكلة هً مشكلة االدراك النفسً ذلك الن قبول حالة النظام والعٌش فً ظلها ال ٌكفٌان وانما‬ ‫هما الجبن بعٌنه وال ٌمكن ان ٌإدي مثل هذا الجبن الى الحرٌة لذا وجب على االنسان ان‬ ‫ٌواجه الفوضى وان ٌحصل على نظامه الحقٌقً بعد هذه الفوضى حٌث السقوط ضرورٌا للقٌام‬ ‫مرة اخرى‬ ‫‪----------‬‬‫ان اولبك الذٌن ٌرفضون ان ٌُمٌزوا لٌسوا اال امواتا ‪ -‬المخطوطات البوذٌة ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬‫لٌس هنالك فشل او نجاح نهابً وان الحٌاة كالنهر حقٌقتها الوحٌدة هً فً عدم انقطاعها عن‬ ‫االستمرارٌة‬ ‫‪------------------‬‬‫لٌس االنسان شكبل ثابتا ؼٌر متؽٌر انه تجربة وانتقال انه الشًء اكثر من جسر ضٌق بٌن‬ ‫الطبٌعة والروح ‪ -‬هٌس ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫ان التمسك الٌابس بالنفً والتمسك الٌابس بالحٌاة ٌمثبلن الطرٌة الوحٌدة واالكٌدة للموت الخالد‬ ‫ هٌس ‪-‬‬‫‪------------‬‬‫حٌن نكون فً وسط الحٌاة فاننا فً الموت‬ ‫‪----------‬‬‫لقد تؽلؽل فٌه شعور بالظلم المنصب على البشر النهم مضطرون الى قضاء هذه الحٌاة على‬ ‫مثل هذا المستوى الفاتر من التفاهة ‪ -‬هٌس ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬

‫‪121‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫عش عش كل ما استطعت فانه من الخطا ان ال نفعل ذلك ‪ -‬هنري جٌمس ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫ان االموات ٌعرفون شٌبا واحد فقط هو انه من االفضل ان ٌكون االنسان حٌا‬ ‫‪---------------‬‬‫ٌتهرب االنسان من تفاهته بالتزامه وانضباطه ال اكتراثا جوهرٌا للحٌاة الٌومٌة ‪ -‬مٌرسول ‪-‬‬ ‫‪---------------------‬‬‫ارى حشودا من الناس تدور حول حلقة ‪ -‬ت س الٌوت ‪-‬‬ ‫‪-----------‬‬‫ان البلمنتمً ٌفضل ان ال ٌإمن وال ٌرٌد ان ٌشعر بتلك التفاهة تتحكم بالكون وان طبٌعته‬ ‫االنسانٌة ترٌد ان تجد شٌبا ٌتفق معه كل الموافقة اال ان امانته تمنعه من قبول حل ال ٌبحثه‬ ‫عقلٌا‬ ‫‪----------‬‬‫الحٌاة محزنة جدا لذا قررت ان انفقها ؾ التامل فٌها ‪ -‬شوبنهور ‪-‬‬ ‫‪---------------‬‬‫اولبك الذٌن ٌتبعون الجانب العظٌم من انفسهم هم عظام واولبك الذٌن ٌتبعون الجانب التافه من‬ ‫انفسهم هم تافهون ‪ -‬منسٌوس ‪-‬‬ ‫‪------------------‬‬‫سٌاتً الٌوم الذي الترى فٌه اشٌابك السامٌة وانما تجد حولك كل االشٌاء التافهة وحٌنذاك‬ ‫ستخاؾ من ؼبطتك الذاهلة وتراها شبحا مخٌفا وستصرخ كل شًء زابؾ ‪ -‬نٌتشه ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬

‫‪122‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لٌس االرتفاع مخٌفا انما السقطة هً ‪ -‬نٌتشه ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫الرجل العظٌم هو فً الحقٌقة الممثل االول لمثله العلٌا الخاصة‬ ‫‪-----------‬‬‫الجرٌمة هً رد فعل المجرم على حٌاته االجتماعٌة المعقدة‬ ‫‪------------‬‬‫لٌذهب هذا النظام الى الجحٌم انً اطالب بحقً فً التصرؾ كٌفما اشاء بحقً فً اعتبار نفسً‬ ‫جوهرا فذا فردا ‪ -‬دستوفٌسكً ‪-‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫علً ان اخلق نظامً الخاص واال ساكون عبدا لنظام انسان اخر ‪ -‬ولٌم بلٌك ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫ٌستطٌع البلمنتمً ان ٌتخذ من شعوره المإلم بخطورة الحٌاة مقٌاسا عضوٌا ٌزٌد من قوته او‬ ‫بعبارة اخرى لٌجعله قادرا على ان ٌعٌش حٌاة اكثر وفرة‬ ‫‪----------------‬‬‫ان الوجودي ال ٌرٌد ان ٌكون حله عن طرٌق ( اإمن ) وانما عن طرٌق ( أعرؾ )‬ ‫‪----------------‬‬‫ٌستطٌع كل الناس ان ٌكونو نوابػ لو لم ٌكونوا كسالى ‪ -‬نوفالٌس ‪-‬‬ ‫‪------------------‬‬

‫‪123‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب العشرون‬ ‫رواٌة نساء عند خط االستواء للكاتبة زٌنب حنفً‬

‫‪--------------------‬‬‫حاول دوما الفصل بٌن واقع المجتمع وبٌن نفسك الحٌاة اجمل ما فٌها ممارسة الجنون‬ ‫‪----------‬‬‫الحرٌة لٌست سٌفا نرفعه فً وجه قٌمنا ومبادبنا او اداة ندبح بها معتقداتنا الحرٌة هً تمسكنا‬ ‫بقضاٌا تحترم انسانٌتنا‬ ‫‪----------‬‬‫تابع ما ٌهم الناس وٌشؽل بالهم وٌلفت انتباههم لتسٌطر علٌهم حتى لو لم تكن مإمنا بقضاٌاهم‬ ‫او ارابهم فالحٌاة مركب فبل تجدؾ عكس التٌار‬ ‫‪--------------‬‬‫ٌقولون فً العبلقات العابرة ال تهم الظروؾ المحٌطة بالشخص المطلوب فقط ان ٌكون قادرا‬ ‫على تلبٌة االحتٌاج المطلوب‬ ‫‪-------‬‬‫‪124‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫التوجد مراة ترضى ان تكون متعة وقتٌة فً حٌاة الرجال الذي تحب‬ ‫‪--------‬‬‫الحٌاة الزوجٌة ٌقتلها الروتٌن وقلٌل من التجدٌد ٌجعل الحٌاة اكثر بهجة ورونقا‬ ‫‪-------------‬‬‫احٌانا كثٌرة ٌدمر الخوؾ احاسٌسنا الجمٌلة‬ ‫‪-----------‬‬‫فقدان االمان من اكبر العوامل التً تسلب االنسان توازنه‬ ‫‪--------‬‬‫هل تؽٌر التجارب الطبٌعٌة من طبٌعة شخصٌتنا‬ ‫‪-------‬‬

‫‪125‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب الحادي والعشرون‬ ‫كتاب فكرة االفرٌقٌة االسٌوٌة للكاتب مالك بن نبً‬

‫‪126‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪---------------------‬‬‫نحن فً عالم الٌجب ان تعالج فٌه االمور من بمنطق القوة وانما بمنطق البقاء حذرا من وقوع‬ ‫الكارثة‬ ‫‪-----‬‬‫عندما ٌؽذي الناس احبلمهم من الوهم الساذج فً ان ٌعٌدوا تارٌخ الماضً فان الطاقات‬ ‫الطبٌعٌة تنطلق لتصنع الحاضر والمستقبل‬ ‫‪-------‬‬‫ان ارداة الشعوب طاقة من طاقات الطبٌعة التً تقلب التقدٌرات وهً طاقة الٌمكن ان ٌقاومها‬ ‫سد مهما كان متٌنا محكما وان انتصار هذه الشعوب‬ ‫على محاوالت الكبار لقمعها لهو قدر احتم من اقدار التارٌخ‬ ‫‪-------‬‬‫ان المشروع االستعماري الجدٌد ٌنشىء من اجل استراتٌجٌة التطوٌق نوعا من تدوٌل‬ ‫االستعمار المالوؾ فً شكل استعمار مشترك‬ ‫‪---------‬‬‫الوقت فً العالم العربً ٌبدو الشكل له بحٌث ٌمضً تابها مبعثرا فهو ٌمر سدى فوق رإوس‬ ‫جماهٌر عاطلة‬ ‫‪-----------‬‬‫ان الفرد مسٌر مقدما والى حد كبٌر بمواهبه الشخصٌة حٌث ان الفرد الذي ٌولد الٌوم على‬ ‫محور طنجة جاكرتا معرض الحتمال ‪ % 50‬بان ٌكون امٌا ومتعطبل‬ ‫مهما كانت قٌمته الشخصٌة‬ ‫‪----------‬‬‫‪127‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫مهما كانت معادلة الفرد الشخصٌة فان حظه مرتبط مقدما بالقانون العام لحتمٌة تنتج عن‬ ‫انتسابه ‪ -‬لوحدة ‪ -‬تسٌطر علٌها مجموعة من العوامل السلبٌة‬ ‫‪-------‬‬‫حظ االنسان مرتبط بوضع عام قابل للتؽٌر تبعا للمكان والزمان‬ ‫‪-----‬‬‫فً العالم العربً ؼالبا نى الشًء متقدما على الفكرة وكانهم ٌعتقدون انهم ٌنشبون اساسا متٌنا‬ ‫لحضارة ب كومة من االشٌاء المستعارة والتً التنفع القلٌبل وال كثٌرا‬ ‫‪----‬‬‫نحن نحاول ان نبنً حضارة شٌبٌة من مجرد كومة خردوات تجردت من معناها االجتماعً‬ ‫‪------‬‬‫ان الفكر االسبلمً قد اصبح ال ٌإدي فً المجتمع االسبلمً وظٌفته كما ٌنبؽً‬ ‫‪--------‬‬‫ان من الممكن ان تإدي الحلول الجزبٌة الى حل شامل اذا كان المبدا " كل الطرق تإدي الى‬ ‫روما " ولكن الطرٌق الؽٌر منهجً هو اطول الطرق ببل شك‬ ‫وهً كطرٌق المفاجات التً تفاجىء التابه الؽٌر متحقق من وجهته او هدفه‬ ‫‪-----------------‬‬‫ان طرٌق الحضارة الٌمكن خطه تبعا للصدفة باقامة مدرسة هنا ومصنع هناك وسد هناك او‬ ‫بوضع سلة معدٌنة فً جانب هذا الشارع حٌث ال ٌفكر احد‬ ‫فً القاء المهمبلت التً ٌرٌد ان ٌتخلص منها‬ ‫‪-------‬‬

‫‪128‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان سٌرنا كٌفما اتفق قد ٌوصلنا ٌوما الى حل ولكن متى هو ذلك الٌوم‬ ‫‪-----‬‬‫ان الحضارة هً التً تصنع منتجاتها وعلٌه فلو عكسنا القضٌة بان نحاول ان نصنع حضارة‬ ‫من منتجاتها فاننا نستخدم سٌاسة وضع المحراث امام الثور‬ ‫‪---------‬‬‫لقد انقسمت النهضة االسبلمٌة بٌن حزب المحافظٌن على الماضً ودفع المتقدمٌن من ابناء‬ ‫العصر‬ ‫‪--------‬‬‫ان اهم المجتمعات المحافظة والتً نجحت المجتمع الٌابانً حٌث كون من الفكر المحافظ‬ ‫والعقل الصناعً تركٌبا موفقا فنتجت عن ذلك حضارة‬ ‫‪-----‬‬‫علٌنا صنع مناهج لتعجٌل حركة التارٌخ‬ ‫‪------‬‬‫العالم االسبلمً على وجه الخصوص ال ٌمكنه وال ٌجب علٌه ان ٌتبع جمٌع الدروب‬ ‫والمنعرجات على طول الطرٌق الذي سلكه الؽرب ولذلك فهو مجبر‬ ‫باقتباس طرق التارٌخ المختصرة التً لم تقتبسها الحضارة الؽربٌة‬ ‫‪---------‬‬‫ان العمل الشاق والتعاون الوفٌر ضرورٌان اذا ما اردنا بناء هذه االمة الجدٌدة الحرة اما الذٌن‬ ‫ٌضٌعون وقتهم فً الثرثرة والمناقشة وفً المنازعات التافهة‬ ‫فهم ال ٌخدمون بحق ببلدهم " نهرو "‬ ‫‪---------‬‬‫‪129‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان اللؽة و الجنس الواحد امران ضرورٌان لتكوٌن امة ولٌس بالضرورة حضارة‬ ‫‪--------‬‬‫الثقافة محٌط معٌن ٌتحرك فٌه االنسان فهو ٌؽذي الهامه وٌكٌؾ مدى صبلحٌته للتاثٌر عن‬ ‫طرٌق التبادل والثقافة جو ٌتكون من الوان وانؽام‬ ‫وعادات وتقالٌد واشكال واوزان وحركات تطبع على حٌاة االنسان اتجاها واسلوبا خاصا ٌقوي‬ ‫تصوره وٌلهم عبقرٌته وٌؽذي طاقاته االنتاجٌة‬ ‫وانها الرباط العضوي بٌن االنسان واالطار الذي ٌحٌط به‬ ‫‪-------‬‬‫من اجل تؽٌر انسان علٌك تؽٌر وسطه الثقافً بانشاء محٌط جدٌد‬ ‫‪-------‬‬‫تتكون كل حضارة من منهج اخبلقً وذوق جمالً وصناعة ومنطق علمً‬ ‫‪---------‬‬‫هنالك مسإلٌة تقع على عاتق التربٌة اذ ٌجب اال تدع الحقد ٌتاصل فً قلوب الجٌل الجدٌد‬ ‫وعقولهم تحت ستار النزعة المعادٌة او القومٌة‬ ‫‪-------‬‬‫ان الثرثرة تكثر كلما قل النشاط والحركة اذ حٌثما ٌسود الكبلم تبطىء الحركة " رابندرانات‬ ‫طاؼور "‬ ‫‪-----------‬‬

‫‪130‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثانً والعشرون‬ ‫رواٌة بنات الرٌاض للكاتبة رجاء عبدهللا الصانع‬

‫النساء ال ٌتجملن للرجال بل نكاٌة فً النساء " ساشا ؼٌتري "‬ ‫‪----------------‬‬‫ما اسوء ان ال ٌجد االنسان تقدٌرا من اقرب الناس الٌه‬ ‫‪----------------‬‬‫وحدهم الذٌن ٌقومون بالمجازفة ٌمكن ان ٌكتشفوا الى اي مدى ٌمكنهم البلوغ " ت اس الٌوت "‬

‫‪131‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫عندما ٌصبح الحزن لذة نسترجعها وقت الفرح وعندما نخلق من التجربة خٌمة حكمة نجلس‬ ‫بداخلها لنفلسؾ حٌاتنا الموجودة فً الخارج نتحول الى قلوب مرهفة تستثٌرها اي ذكرى‬ ‫وتبكٌها اي فكرة قولب تخش االنكسار بعد االنكسار االول فتبقى فً خٌامها حتى ٌاتً ؼرٌب‬ ‫لٌصلح اوتادها‬ ‫‪----------------‬‬‫هل ُتعد ثقافة المرأة – بما فٌها العلوم النظرٌة والتجارب الحٌاتٌة العملٌة – نعمة أم نقمة ؟‬ ‫الحظت سدٌم أنه رؼم تطور الحٌاة وارتقاء المفاهٌم إال أن اإلقبال على الفتاة الصؽٌرة‬ ‫الساذجة عند البحث عن عروس مناسبة ما زال مرتفعا ًا مقارنة باإلقبال الضعٌؾ على الفتاة‬ ‫التً تصل إلى درجة عالٌة من العلم والمعرفة واالطبلع العام على الحٌاة ‪،‬‬ ‫وعنوسة الطبٌبات دلٌل واضح على ذلك ‪ ،‬فالرجل الشرقً بالذات ؼٌور بطبعه وٌشعر‬ ‫بالخطر عند مواجهة أنثى تشكل تحدٌا ًا لقدراته ‪ ،‬ولذلك فإنه ٌفضل زوجته أن تكون متواضعة‬ ‫التعلٌم مهٌضة الجناح وعدٌمة التجربة ‪ ،‬حتى ٌكون له مكانة المعلم األول فً نفسها‬ ‫والذي ٌقوم بتشكٌل تلمٌذته حسبما ٌرٌد ‪ ،‬وإن كان كثٌر من الرجال ٌعجبون بالمرأة القوٌة ‪،‬‬ ‫إال أنهم ال ٌتزوجون منها ! هكذا أصبحت الفتاة الساذجة مطلوبة وقٌدت (الفاهمة ) على البحة‬ ‫العوانس التً تطول مع األٌام وفقا ًا لمتطلبات الشاب الذي ال ٌعرؾ ما ٌرٌد ‪ ،‬وٌرفض بنا ًاء‬ ‫على ذلك االرتباط بفتاة ‪ ،‬تعرؾ تماما ًا ماذا ترٌد‬ ‫‪-------------------------‬‬‫هل تستطٌع المرأة أن تحب رجبلًا فقدت احترامها له ؟ وكم من قصة حب ؼٌر قصتً انتهت‬ ‫فً لٌلة بعد أن عاشت لسنوات ‪ ،‬ألن الحبٌب (طاح) من عٌن حبٌبته ؟ الرجال ال ٌحبون دابما ًا‬ ‫من ٌحترمون ‪ ،‬والنساء بالعكس ‪ ،‬ال ٌحترمن إال من أحببن ! آخر رسابلً إلى فاء ‪ ،‬ماذا أقول‬ ‫ٌ‬ ‫فارغ !‬ ‫عن أقوى الرجال إذا ؼدى طببلًا فً ٌدي أبوٌه !؟ ٌعزفون علٌه نشٌد القبٌلة وهو‬ ‫بعدما كان لدٌه الحب الذي ال ٌفرط فٌه سوى جاحد ‪ ،‬لنعمة هللا علٌه ٌقول لً إنً رجل !‬ ‫ُ‬ ‫واستمعت إلٌه‬ ‫والعقل ٌنصحنً‬ ‫‪------------------------‬‬

‫‪132‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تؤكدي ٌا سدٌم إن فراس وفٌصل رؼم الفارق الكبٌر فً السن بٌنهم لكن اثنٌنهم من طٌنة واحدة‬ ‫‪ ،‬سلبٌة وضعؾ واتباع للعادات والتقالٌد المتخلفة حتى إن استنكرتها عقولهم المتنورة ! هاذي‬ ‫هً الطٌنة اللً ُخلق منها شباب هذا المجتمع لؤلسؾ ‪.‬‬ ‫هذولً مجرد أحجار شطرنج ٌحركها أهالٌهم ‪ ،‬وٌفوز فً اللعبة اللً أهله أقوى ! أنا كان‬ ‫ممكن أتحدى كل العالم لو كان حبٌبً من ؼٌر هذا المجتمع الفاسد اللً ٌربً أبناءه على‬ ‫الكونترادكشنز والدوبل ستاندردز ‪ ،‬التناقضات وازدواجٌة المعاٌ​ٌر مثل ما ٌقولون‬ ‫‪-----------------------‬‬‫أنا أختلؾ معك فً ذي ٌا سدٌم ‪ .‬أنا راح ماي نمبر ون ‪ ،‬لكن بٌجٌنً اللً أحسن منه ‪،‬‬ ‫وعمري ما راح أرضى بالفتافٌت !‬ ‫‪---------------------‬‬

‫‪133‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثالث والعشرون‬ ‫كتاب ظلمات وأشعة للكاتبة مً زٌادة‬

‫ًا‬ ‫سعٌدا‬ ‫كن‬ ‫وكونت من‬ ‫إذا كنت محسنا ًا كن سعٌد ًاا ! ألنك مؤلت األٌدي الفارؼة‪ ,‬وسترت األجساد العارٌة‪ّ ,‬‬ ‫ال كٌان له فرضٌت عن نفسك‪ ,‬وودت إسعاد عشرات ومبات لتتضاعؾ مسرتك النبٌلة الواحدة‬ ‫بتع ُّدد المنتفعٌن بؤسبابها‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫سعٌدا ! ألن شجرة مطالبك مخضلة الؽصون ‪ ,‬وقد بعُد أمامك مرمى اآلمال‬ ‫إذا كنت شابا ًا كن‬ ‫فتٌ ّسر لك إخراج األحبلم إلى حٌز الواقع إذا كنت بذلك حقٌ ًاقا‪.‬‬ ‫وإذا كنت شٌخا ًا كن سعٌداًا ! ألنك عركت الدهر وناسه وألقٌت إلٌك من صدق الفراسة وحسن‬ ‫المعالجة مقالٌد األمور‪ :‬فكل أعمالك إن شبت منافع‪ ,‬والدقٌقة الواحدة توازي من عمرك أعوامًاا‬ ‫ألنها حافلة بالخبرة والتبصر وأصالة الرإى‪ ,‬كؤنها ثمرة الخرٌؾ موفورة النضج‪ ,‬ؼزٌرة‬ ‫العصٌر‪ ,‬أشبعت بمادة االكتمال والدسم والرؼبة‪.‬‬ ‫إذا كنت كثٌر األصدقاء كن سعٌدا ! ألن ذاتك ترتسم فً ذات كل منهم‪ .‬والنجاح مع الصداقة‬ ‫واإلخفاق أقل مرارة‪ .‬وجمع القلوب حولك ٌستلزم صفات وقدرات ال توجد فً‬ ‫أبهر ظهورًا ا ِ‬ ‫‪134‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ؼٌر النفوس ذات الوزن الكبٌر‪ ,‬أهمها الخروج من حصن أنانٌتك الستكشاؾ ما عند اآلخرٌن‬ ‫من نبل ولطؾ وذكاء‪.‬‬ ‫وإذا كنت كثٌر األعداء كن سعٌد ًاا ! ألن األعداء سلّم االرتقاء وهم أضمن شهادة بخطورتك‪.‬‬ ‫وتنوع االؼتٌاب والنمٌمة‪ ,‬زدت شعورًا ا بؤهمٌتك‪,‬‬ ‫وكلما زادت منهم المقاومة والتحامل ‪َّ ,‬‬ ‫فاتعظت بالصابب من النقد الذي هو كالسم ٌرٌدونه ف َّتا ًاكا ولكنك تؤخذه بكمٌات قلٌلة فٌكون لك‬ ‫أعظم المقوٌات ‪ ,‬وتعرض عما بقً‪ ,‬وكان مصدره الكٌد والعجز‪ ,‬إعراضًا ا رشٌ ًاقا‪ .‬وهل ٌهتم‬ ‫النسر المحلّق فً قصًّ اآلفاق بما تتآمر له خنافس الؽبراء؟‬ ‫إذا كنت عبقر ٌّا ًا كن سعٌداًا ! فقد تجلًّ فٌك شعاع ألمعً من المقام األسنى ورمقك الرحمن‬ ‫بنظرة انعكست صورتها على جبهتك فكرًا ا‪ ,‬وفً عٌنٌك طلسمًاا‪ ,‬وفً صوتك سحرًا ا‪ .‬واأللفاظ‬ ‫التً هً عند اآلخرٌن أصوات ونبرات ومقاطع صارت بٌن شفتٌك وتحت لمسك نارًا ا ونورًا ا‬ ‫ِّ‬ ‫وتلطؾ‪ ,‬و ُتسخط و ُتدهش‪ ,‬وتقول للمعنى‬ ‫تلذع وتضىء‪ ,‬و ُتخجّ ل و ُتكبّر‪ ,‬وتذ ّل وتنشط‪ ,‬وتوجّ ع‬ ‫(كن !) فٌكون‪.‬‬ ‫إذا كنت حرّ اًا كن سعٌداًا ! ففً الحرٌة تتمرّ ن القوى وتتشدد الملكات وتتسع الممكنات ‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫سعٌدا ! ألن العبودٌة أفضل مدرسة تتعلم فٌها دروس الحرٌة وتقؾ على‬ ‫مستعبدا كن‬ ‫وإن كنت‬ ‫ما ٌصٌرك لها أهبلًا‪.‬‬ ‫إذا كنت مح ًاّبا محبوبا ًا كن سعٌداًا ! فقد دلَّلتك الحٌاة وضمتك إلى أبنابها المختارٌن ‪ ,‬وأرتك‬ ‫األلوهٌة عطفها فً تبادل القلوب‪ ,‬واجتمع النصفان التابهان فً المجاهل المدلهمة فتجلت لهما‬ ‫بدابع الفجر وهنؤتهما الشموس بما لم تهتد بعد إلٌه فً دورتها بٌن األفبلك ‪ ,‬وأفضى إلٌهما‬ ‫األثٌر بمكنون أسراره‪.‬‬ ‫كن عظٌمًاا لٌختارك الحب العظٌم‪ ,‬وإال فنصٌبك حب ٌسؾُّ التراب وٌتمرَّ غ فً األوحال ‪ ,‬فتظل‬ ‫على ما أنت أو تهبط به‪ ,‬بدالًا من أن تسمو إلى أبراج لم ترها عٌن ولم تخطر عجاببها على‬ ‫قلب بشر‪ ,‬ألن هٌاكل مطالبنا إنما تقام على خرابط وهمٌة وضعتها م ّنا األشواق ‪..‬‬ ‫كن سعٌدا الن ابواب السعادة شتى ومنافذ الحظ تحصى ومساللك الحٌاة تتجدد مع الدقابق كن‬ ‫سعٌدا دوما كن سعٌدا على كل حال‬

‫‪135‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫انت اٌها الؽرٌب‬ ‫ُعرؾ‬ ‫أنا وأنت سجٌنان من سجناء الحٌاة ‪ ,‬وكما ٌ َم‬ ‫ُعرؾ ك ُّل حً باسم ِه ‪.‬‬ ‫السجناء بؤرقامهم ٌ َم‬ ‫وقد التقٌنا وسط جماعات المتفقٌن فٌما بٌنهم على الضحك من سواهم حٌنا والضحك بعضهم‬ ‫من بعض احٌانا‬ ‫انا منهم واٌاك ؼٌر ان شبهك بهم ٌسوإنً النً انما اقلدهم الرٌك وجها ًا منً جدٌدا وانت‬ ‫اتجارٌهم قصدي ام الهزء واالستخفاؾ فٌك طوٌة وسجٌة ؟‬ ‫ولكن رؼم انقضباضً للنكتة منك والظرؾ ورؼم امتعاضً للتؽافل منك والحبور ارانً‬ ‫واٌاك على تفاهم صامت مستدٌم ٌتخلله تفاعم اخر ٌظهر فً لحظات الكتمان والعبوس والتاثر‬ ‫ُ‬ ‫تذوقت ؼبطة من ل ُه ٌ‬ ‫عٌن‬ ‫ بنظرك النافذ الهادئ‬‫ترقبه وتهتم به‪ .‬فصرت ما ذكرتك إالّ ارتدت نفسً‬ ‫بثوب فضفاض من الصبلح والنبل والكرم‪ ,‬متمنٌة أن‬ ‫أنثر الخٌر والسعادة على جمٌع الخبلبق ‪.‬‬ ‫لً بك ٌ‬ ‫ثقة موثوقة‪ ,‬وقلبً العتًُّ ٌفٌض دموعًا ا‪.‬‬ ‫سؤفزع إلى رحمتك عند إخفاق األمانً‪ ,‬وأبثك شكوى‬ ‫أحزانً ‪ -‬أنا التً ترانً طروبة طٌارة‪.‬‬ ‫وأحصً لك األثقال التً قوست كتفًَّ وحنت‬

‫‪136‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫رأسً منذ فجر أٌامً ‪ -‬أنا التً أسٌر محفوفة‬ ‫بجناحٌن متوجة بإكلٌل‪ .‬وسؤدعوك أبً وأمً متهٌبة فٌك سطوة الكبٌر‬ ‫وتؤثٌر اآلمر‪ .‬وسؤدعوك قومى وعشٌرتى‪ ,‬أنا التً أعلم أن‬ ‫هإالء لٌسوا دوامًاا بالمحبٌن ‪ .‬وسؤدعوك أخً وصدٌقً‪ ,‬أنا التً ال أخ لً وال‬ ‫صدٌق‪ .‬وسؤطلعك على ضعفً واحتٌاجً إلى المعونة‪ ,‬أنا‬ ‫التً تتخٌل فىَّ قوة األبطال ومناعة الصنادٌد ‪ .‬وسؤبٌن لك افتقاري إلى العطؾ والحنان‪ ,‬ثم‬ ‫أبكى أمامك ‪ ,‬وأنت ال تدري ‪ .‬وسؤطلب منك الرأي والنصٌحة عند ارتباك فكري‬ ‫واشتباك السبل ‪ .‬واذا اسًء التصرؾ وارتكب ذنبا ما ساسٌر الٌك متواضعة واجفة فً انتظار‬ ‫التعنٌؾ والعقوبة وقد اتعمد الخطا الفوز بسخطك علً فاتوب على ٌدك وامتثل المرك‬ ‫وساصلح نفسً تحت رقابتك المعنوٌة مقدمة لك عن اعمالً حسابا الحصل على التحبٌذ منك‬ ‫او االستنكار فاسعد فً الحالٌن وسؤوقفك على حقٌقة ما ٌنسب إلًّ من آثام فتكون لً وحدك‬ ‫الحكم المنصؾ ‪ ,‬وما ٌحسبه الناس لً فضبل وحسنات سؤبسطه امامك فتنبعنً الى الؽلط فٌه‬ ‫والسهو والنقصان ستقومنً وتسامحنً وتشجعنً وتحتقر المتاحملٌن والمتطاولٌن النك تقرا‬ ‫الحقٌقة منقوشة على لوح جنانً كما أُكذب انا وشاٌة منافسٌك وبهتان حاسدٌك وال اصدق‬ ‫سوى نظرتً وهً أبر شاهد كل ذلك‪ ,‬وأنت ال تعلم !‬ ‫سؤستعٌد ذكرك متكلمًاا فً خلوتً ألسمع منك‬ ‫حكاٌة ؼمومك وأطماعك وآمالك ‪ .‬حكاٌة البشر‬ ‫المتجمعة فً فرد أحد‪.‬‬ ‫وسؤتسمع إلى جمٌع األصوات علًِّ أعثر على‬ ‫لهجة صوتك‪.‬‬

‫‪137‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وأشرِّ ح جمٌع األفكار وأمتدح الصابب من اآلراء‬ ‫لٌتعاظم تقدٌري آلرابك وأفكارك‪ .‬وسؤتبٌن فً جمٌع الوجوه صور التعبٌر والمع َمنى‬ ‫ألعلم كم هً شاحبة تافهة ألنها لٌست صور تعبٌرك ومعناك ‪.‬‬ ‫وسؤبتسم فً المرآة ابتسامتك ‪ .‬فى حضورك سؤتحول عنك إلى نفسً ألفكر فٌك‪,‬‬ ‫وفى ؼٌابك سؤتحول عن اآلخرٌن إلٌك ألفكر فٌك‪ .‬سؤتصورك علٌبلًا ألشفٌك‪ ,‬مصابًاا ألعزٌك‪,‬‬ ‫ًا‬ ‫مطرودا مرذوالًا ألكون لك وط ًانا وأهل وطن‪ ,‬سجٌ ًانا ألشهدك بؤي تهور ٌجازؾ اإلخبلص ‪ ,‬ثم‬ ‫أبصرك متفوقا ًا ًا‬ ‫فرٌدا ألفاخر بك وأركن إلٌك ‪.‬‬ ‫وسؤتخٌل ألؾ ألؾ مرة كٌؾ أنت تطرب‪ ,‬وكٌؾ‬ ‫تشتاق‪ ,‬وكٌؾ تحزن‪ ,‬وكٌؾ تتؽلب على عاديّ‬ ‫االنفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إالّ‬ ‫االنفعال النبٌل‪ .‬وسؤتخٌل ألؾ ألؾ مرة إلى أي درجة‬ ‫تستطٌع أنت أن تقسو‪ ,‬وإلى أي درجة تستطٌع أنت أن‬ ‫ترفق ألعرؾ إلى أي درجة تستطٌع أنت أن تحب‪.‬‬ ‫وفى أعماق نفسً ٌتصاعد الشكر لك بخورًا ا ألنك‬ ‫أوحٌت إلًّ ما عجز دونه اآلخرون‪.‬‬ ‫أتعلم ذلك‪ ,‬أنت الذي ال تعلم ? أتعلم ذلك‪ ,‬أنت‬ ‫الذي ال أرٌد أن تعلم؟‬ ‫‪-----------------------------‬‬

‫‪138‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫العٌون‬

‫تلك األحداق القابمةفً الوجوه كتعاوٌذ من حلك ولجٌن‪.‬‬ ‫تلك المٌاه الجابلة بٌن االشفار و االهداب كبحٌرات تنطقن بالشاطىء وأشجار الحور‬ ‫العٌون ! أال تدهشك العٌون؟‬ ‫العٌون الرمادٌة بؤحبلمها‬ ‫بتنوعها‬ ‫والعٌون الزرقاء ّ‬ ‫والعٌون العسلٌة بحبلوتها‬ ‫و العٌون البنٌة بجاذبٌتها‬ ‫والعٌون القاتمة بما ٌتناوبها من قوة وعذوبة‪.‬‬ ‫جمٌع العٌون‬ ‫تلك التً تذكرك بصفاء السماء‬ ‫وتلك التً ترٌك مفاوز الصحراء وسرابها‬ ‫وتلك التً تعرّ ج بخٌالك فً ملكوت أثٌري كله بهاء‬ ‫وتلك التً تمر فٌها سحابب مبرقة مهضبة‬ ‫وتلك التً ال ٌتحول عنها بصرك اال لٌبحث عن شامة فً الوجنة‬ ‫العٌون الضٌقة المستدٌرة‪ .‬والعٌون اللوزٌة المستطٌلة‬ ‫وتلك الرحٌبة اللواحظ البطٌبة الحركات ‪.‬‬ ‫وتلك التً تطفو علٌها االجفان العلٌا بهدوء كما ترفرؾ أسراب الطٌور البٌضاء على بحٌرات‬ ‫ال ّشمال‬ ‫‪139‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وتلك االخرى ذات اللهٌب االخضر التً تلوي شعا عها كعُقافة ُكبلّب على القلب فتحتجنه‬ ‫وؼٌرها‪,‬وؼٌرها‪,‬وؼٌرها‬ ‫العٌون التً تشعر‬ ‫والعٌون التً تفكر‬ ‫والعٌون التً تتمتع‬ ‫والعٌون التً تترنم‬ ‫وتلك التً عسكرت فٌها االحقاد والحفابظ‬ ‫وتلك التً ؼزرت فً شعابها االسرار‬ ‫جمٌع العٌون وجمٌع اسرار العٌون‬ ‫تلك التً ٌظل فٌها الوحً ُ‬ ‫طلّعة خبؤة‬ ‫وتلك التً تكاثفت علٌها اؼشٌة الخمول‬ ‫وتلك التً ٌتسع سوادها امام من تحب وٌنكمش لدى من تكره‬ ‫وتلك التً ال تفتؤسابلة " من انت " وكلما اجبتها زادت استفهاما‬ ‫وتلك التً تقرر بلحظة " انت عبدي "‬ ‫وتلك التً تصرخ " بً احتٌاج الى األلم الٌس بٌن الناس من ٌتقن تعذٌبً ؟ "‬ ‫وتلك التً تقول " بً حاجة الى االستبداد فؤٌن ضحٌتً ؟ "‬ ‫وتلك التً تبتسم وتتوسل‬ ‫وتلك التً تظل مستطلعة خفاٌات وهً تقول " اال تعرفنً "‬ ‫وتلك التً ٌتعاقب فً مٌاهها كل استخبار وكل انجذاب وكل نفً وكل اثبات‬ ‫العٌون جمٌع العٌون اال تدهشك العٌون‬ ‫‪140‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وانت ما لون عٌنٌك‪,‬وما معناهما ‪,‬والى اي نقطة بٌن المربٌات او وراءها ترمٌان؟‬ ‫قم الى مرآتك !‬ ‫وانظر الى طلسمٌك السحرٌ​ٌن ‪ ,‬هل درستهما قبل الٌوم؟‬ ‫تفرس فً عمق أعماقهما ‪ ,‬تتبٌن الذات العلٌمة التً ترصد حركات االنام و تساٌر دورة االفبلك‬ ‫واالزمنة‪.‬‬ ‫فً عمق أعما قهما ترى كل مشهد‪,‬وكل وجه‪,‬وكل شًء‬ ‫واذا شبت ان تعرفنً‪,‬انا المجهولة ‪ ,‬تفرس فً حدقتٌك ٌجُدنً نظرُك فً نظِ ِرك على رؼم منك‬

‫‪141‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الرابع والعشرون‬ ‫رواٌة بطل من هذا الزمان للكاتب مٌخابٌل لٌرمونتوؾ‬

‫‪---------------------------‬‬‫لقد طالما ُؼذي الناس بالحلوى حتى فسدت معدهم وٌنبؽً ان ٌتناولوا االن عقاقٌرة مرة والذعة‬ ‫‪---------‬‬‫راٌت ان المجد والسعادة الٌتوقفان على الثقافة الن اسعد الناس جهبلء والن المجد رهن بالحظ‬ ‫وال حاجة للمرء اال الى البراعة اذا شاء الوصول الٌه ‪..‬‬ ‫‪-----------‬‬‫انه لٌحزن المرء ان ٌرى شابا فً رٌعان صباه ٌفقد اجمل اماله واحبلمه حٌن ترفع عن بصره‬ ‫الؽشاوة الوردٌة التً كان ٌنظر من خبللها الى افعال الناس وعواطفهم ولكن ٌمكن للشباب‬ ‫دوما ان ٌستبدل باوهامه القدٌمة اوهاما جدٌدة تنقضً كاالولى ولكنها عذبة اٌضا مثلها‬ ‫رب قصة نفس من النفوس مهما تكن صؽٌرة تكون اشٌق وانفع من قصة شعب باسره‬ ‫‪-------‬‬‫‪142‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫بعض الناس ال ُتجٌب على اعتراضك وال ُتصؽً الٌك بل تنتظر ان تتوقؾ عن الكبلم حتى‬ ‫تندفع فً حدٌث طوٌل تظن ان له عبلقة بما قلت فاذا هو استمرار لخطابهم السابق ال اكثر‬ ‫‪-------‬‬‫انا اكره الناس لكً ال احتقرهم واال اصبحت الحٌاة مسخرة تدفع الى الكثٌر من االشمبزاز‬ ‫‪-------‬‬‫ان الدنٌا تصبح مملة اذا خلت من الحمقى‬ ‫‪-----------‬‬‫نحن رجبلن ذكٌان نعلم مقدما اننا نستطٌع ان نتناقش فً كل امر الى ؼٌر نهاٌة ونحن لذلك ال‬ ‫نتناقش فً اي امر‬ ‫‪--------‬‬‫اننا ال نحفل بشًء ؼٌر انفسنا لذلك ال ٌمكن ان ٌقوم بٌننا تبادل فً العواطؾ واالفكار‬ ‫‪-----------‬‬‫انً ال ابوح باسراري ابدا بل احب كثٌرا ان تحزر حزرا حتى استطٌع ان انفٌها متى اردت‬ ‫‪--------‬‬‫فً سنوات شبابنا االولى نحن بحاجة قلقة الى الحب الذي ٌعذبنا فً السنٌن االولى وما ٌنفك‬ ‫ٌنقلنا من امراة الى اخرى حتى نجد امراة ال تستطٌع ان تطٌقنا فاذا نحن نثبت حٌنها على‬ ‫الهوى ونشعر بذلك الحب الجامح الصادق البلنهابً الذي ٌمكن ان نعبر عنه فً الرٌاضٌات‬ ‫بخط ٌبدا من نقطة وٌؽٌب فً الفضاء الفسٌح ‪ ..‬ان سر هذه البلنهاٌة هو العجز عن بلوغ‬ ‫الهدؾ اي الوصول الى الؽاٌة‬ ‫‪------------‬‬

‫‪143‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وما هً السعادة ؟ انها ارتواء للكبرٌاء لو اعتقدت انً احسن الناس واقواهم الصبحت سعٌدا‬ ‫ولو احبنً جمٌع الناس لوجدت فً نفسً ٌنابٌع من الحب التنضب والشر ٌلد الشر ‪.‬‬ ‫‪---------‬‬‫ان االلم االول الذي تعانٌه ٌطلعك على اللذة التً ٌحققها لك تعذٌب االخرٌن‬ ‫‪----------‬‬‫االفكار مخلوقات عضوٌة والدتها تهب لها شكبل وشكلها هو الفعل والذي تولد فً ذهنه االفكار‬ ‫اكثر من ؼٌره ٌفعل اكثر من ؼٌره‬ ‫‪---------‬‬‫ما االهواء الجامحة اال افكار فً اول مرحلة من نموها هً من شان القلب الفتً ومااشد حماقة‬ ‫من ٌتصور انه ٌتمكن ان ٌظل بها مضطربا حٌاته كلها ‪.‬‬ ‫‪-------‬‬‫كثٌر من االنهار الهادبة هً فً اول امرها سٌول عارمة جارفة ولكن ما من نهر منها ٌظل‬ ‫ٌتوابب وٌرؼً وٌزبد حتى لحظة انصبابه الى البحر ! وكثٌرا ما ٌكون هذا الهدوء دلٌل قوة‬ ‫كبٌرة كامنة‬ ‫‪--------‬‬‫النفس فً المها ولذتها تعً كل ما ٌجري فٌها ادق الوعً وتقنع ذاتها بان ماكان البد ان ٌكون‬ ‫تعرؾ انها بدون العواصؾ سوؾ تجؾ بحرارة الشمس الدابمة‬ ‫‪------------‬‬‫انت رجل خطر ‪ .‬انً ألوثر ان اسقط فً ؼابة تحت سكٌن قاتل سفاك على ان ٌتناولنً لسانك‬ ‫السلٌط ‪ ..‬اسؤلك جادة ال هازلة اذا بدا لك ٌوما ان تقول فًَّ قول السوء فانتفض سكٌنا واذبحنً‬ ‫‪-----------‬‬

‫‪144‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫انً احب اعدابً ‪ ,‬ال حبا مسٌحٌا طبعا ًا ‪ ...‬انهم ٌُسلوننً وٌنشطون دمً ‪ ..‬ان اظل دابما على‬ ‫ٌقظة ان افاجىء كل نظرة من نظراتهم ‪ ,‬ان احزر كل كلمة من كلماتهم ‪ ,‬ان انفذ الى صمٌم‬ ‫نواٌاهم ‪ ,‬ان احبط مشارٌعهم ‪ ,‬ان اتظاهر باننً ؼر مخدوع ‪ ,‬ثم اهدم بضربة واحدة كل ما‬ ‫بنوا بالجهد الطوٌل الشاق والمكر والحٌلة‬ ‫‪----------‬‬‫صحٌح ان الحٌاة ال تستحق ان ُتعاش ولكننا نعٌش على كل حال من قبٌل حب االطبلع ننتظر‬ ‫جدٌدا ‪ ...‬بإس وضبلل !‬ ‫‪---------‬‬‫انا اعٌش بالعقل ال بالعاطفة منذ مدة طوٌلة اننً ازن اهوابً وافعالً واحللها بنوع من حب‬ ‫االستطبلع الحٌادي البارد‬ ‫‪---------‬‬

‫‪145‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الخامس والعشرون‬ ‫كتاب ألوان من الحب للكاتب أنٌس منصور‬

‫الطرٌق الى قلب المراة ٌبدا بالشجاعة وٌنتهً بالتضحٌة‬ ‫‪----------------------‬‬‫االنسان ٌظل على عبلقة بانسان اخر مادامت هذه العبلقة تعطٌه شٌبا وتظل هذه العبلقة‬ ‫قوٌة مادام هذا الشًء نادرا ال ٌجده فً اي عبلقة اخرى‬ ‫‪---------------------------‬‬‫كلمة رومانسً جاءت من كلمة رومان وتعنً قصة خٌالٌة‬ ‫‪-------------------‬‬

‫‪146‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الرومانسٌة مثل الملح فً الطعام ولكن الٌمكن اكل الملح لوحده اي ٌجب مزج الواقعٌة بالخٌال‬ ‫‪----------------------‬‬‫عند الرجل كل شًء ٌتحول الى اثارة جسدٌة وٌثٌره حسٌا‬ ‫‪-----------------------‬‬‫الرجل ٌحمل بذور الحٌاة والمراة ترعى هذه البذور وتؽذٌها‬ ‫‪--------------------------------‬‬‫كل المشاكل والمصابب والصدامات مصدرها الخبلؾ فً طبٌعة فكر الرجل والمراة ((‬ ‫االٌجابٌة والسلبٌة ))‬ ‫‪---------------------‬‬‫تفضل الفتٌات العٌش فً جو عاطفً حالم على الحٌاة الزوجٌة التً الٌراعً فٌها الزوج‬ ‫عواطؾ المراة‬ ‫‪--------------------‬‬‫المراة تفضل حٌاة ببل رجل على حٌاة فٌها رجل ٌعاملها كحٌوان كانها لحم مٌت او تمثال حجر‬ ‫‪--------------------------‬‬‫االنسان عن طرٌق حب الجسد ٌشعر بلذة روحٌة عالٌة‬ ‫‪--------------------‬‬‫ٌرى االجداد كل شًء ٌدل على الحٌاة حرام‬ ‫‪--------------------‬‬‫الفرق بٌن االنسان والحٌوان هو الحب‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫‪147‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌرٌد الرجل ان ٌبعث فٌها الحٌاة لكن الحٌاة قد فارقتها منذ زمن بعٌد‬ ‫‪-------------------‬‬‫تقوم الحٌاة على الخبز والجنس‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫ٌتصور االجداد ان الرجل همجً سوؾ ٌهجم على المراة عندما ٌشاهدها‬ ‫‪---------------------‬‬‫من المستحٌل ان ٌعٌش اجدادنا الى االبد‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫افكارنا ال وجود لها اال عن طرٌق الجسد‬ ‫‪---------------‬‬‫الحب هو تحقٌق الراحة والطمانٌنة‬ ‫‪-------------------------‬‬‫حب الروح هو حب القلب الكبٌر والعقل الناضج‬ ‫‪---------------------‬‬‫ٌجب ان ٌُشعر الرجل المراة انها قطعة ذهب ٌجب االحتفاظ بها القطعة سكر‬ ‫ٌجب ان ٌمتصها وٌنصب الى ؼٌرها‬ ‫‪------------------------------‬‬‫معظم حاالت الفشل فً الحب والزواج هً ان احد المحبٌن ال ٌفهم االخر‬ ‫‪-----------------------------‬‬

‫‪148‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫تعجبنً المراة التً لها ماض والشاب الذي له مستقبل ( اوسكار واٌلد )‬ ‫‪----------------------‬‬‫الرجل الناجح الذي ٌنجح هو الذي ٌفهم نفسه بوضوح وبدون مؽالطة‬ ‫‪---------------------------‬‬‫االحترام هو العدو الحقٌقً للظبلم والسحب السوداء التً تتسلل الى الحٌاة الزوجٌة‬ ‫‪---------------------------‬‬‫االحترام هو المصٌدة التً التخطا ابدا فً اصطٌاد فبران الشقاء والضبلم فً حٌاة كل زوجٌن‬ ‫‪----------------------‬‬‫من السهل ان ٌتزوج اي انسان لكن من الصعب ان ٌحتفظ بحٌاته الزوجٌة‬ ‫‪-----------------------------‬‬

‫ان السعادة لٌست ان تكون مسترٌحا فً نومك او فً طعامك انما فً احساسك بالراحة‬ ‫‪-------------------‬‬‫العالم الذي نعٌش فٌه هو فندق كبٌر وكلنا نزالء فٌه وكلنا مسافرون وكل شًء سنتركه وراءنا‬ ‫وال احد ٌملك شٌبا ولن ٌملك احد شٌبا كلنا ضٌوؾ وكلنا عابرون فاجعل رحلتك فً هذا العالم‬ ‫خفٌفة واندلع الى االمام بقوة الضحك ولو ٌوما واحد فً كل شهر‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫احب ان تكون العبلقة بٌنً وبٌن العالم عبلقة ضعٌفة واهٌة لكً ٌسهل لً قطعها فً الوقت‬ ‫المناسب‬ ‫‪------------------------‬‬‫‪149‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الحر هو الذي ٌستطٌع ان ٌخطىء واما الذي الٌستطٌع ان ٌخطىء هو العبد الذلٌل الذي ٌسٌر‬ ‫على خطوط مرسومة ولٌس فً وسعه ان ٌحٌد عنها‬ ‫‪--------------------‬‬‫ان الحرٌة هً حرٌة الخطا والمجتمع المتحضر هو الذي ٌؽفر للخاطبٌن‬ ‫‪---------------------‬‬‫الذي الٌخطا ال ٌتعلم‬ ‫‪-----------------------‬‬‫ٌجب ان تؽرق مرة واحدة لتولد بعد ذلك ٌجب ان تحترق مرة واحدة لتولد من جدٌد‬ ‫‪-------------------‬‬‫الحٌاة اقوى من االخبلق والدٌن وان الناس من اجل لقمة العٌش ٌفرشون االرض بالشرؾ‬ ‫وٌنثرون على جوانب االرض مبادىء الدٌن وان االخبلق والدٌن عكاز للفقراء وان االؼنٌاء‬ ‫ٌلبسون الدٌن زٌنة وٌجعلون االخبلق حذاء‬ ‫‪-----------------------‬‬‫احرص على ان تظل نفسك محترقة ان الذي الٌحترق هو الخامد والخامد هو المٌت‬ ‫وال مكان لبلموات فً هذه الحٌاة‬ ‫‪----------------------‬‬‫ان الذي ٌرٌد ان ٌسكن فبل ٌتحرك خامد خامل والذي ٌرٌد ان ٌستقر فبلٌتعب عاجز قاصر‬ ‫‪---------------------------‬‬

‫‪150‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ان االنسان ال ٌتقدم النه نام فشبع نوما او اكل فشبع اكبل او النه وقؾ ختى انطبعت قدماه على‬ ‫الحجر او جلس حتى ؼاصت االرض به‬ ‫‪--------------------------‬‬‫االنسان المحترق لدٌه عٌنان التكفان عن النظر واذنٌن التكفان عن السمع وقلب الٌكؾ عن‬ ‫الحب وراس الٌكؾ عن التفكٌر‬ ‫‪--------------------------‬‬

‫‪151‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب السادس والعشرون‬ ‫كتاب عقابد المفكرٌن للكاتب عباس محمود العقاد‬

‫‪-------------------‬‬‫االحتفاظ بالوازع االخبلقً ضرورة نفسٌة لمجازاة الذٌن عجز العدل االنسانً عن مجازاتهم‬ ‫فً هذه الحٌاة‬ ‫‪-----------------‬‬‫ان االنسان ٌولد وسطا وال طاقة له بعمل ذي بال حتى ٌتعلق بحلم من االحبلم ‪ -‬رٌنان ‪-‬‬ ‫‪------------‬‬‫الوعً ظاهرة مفردة ال تقبل الجمع وان كل ما ٌمكن الجزم به هو ان الشخصٌة التتكرر وانها‬ ‫قوام نستقل عن كل قوام ‪ -‬شرودنجر ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫ان االنواع ترجع فً اصولها الى بضعة انواع تفرعت على جرثومة الحٌاة التً انشؤها هللا ‪-‬‬ ‫داروٌن ‪-‬‬ ‫‪----------------‬‬‫ان استحالة تصور هذا الكون العظٌم العجٌب وفٌه نفوسنا الشاعرة قابما على مجرد المصادفة‬ ‫هً بنظري اقوى البراهٌن على وجود هللا ولكنً لم استطع ان اقرر قٌمة هذا البرهان ‪-‬‬ ‫داروٌن ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫‪152‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫حرٌة االرادة ال تكون اال فً عالم ٌحدث فٌه الخٌر والشر وٌنقاد االنسان الى العمل الصالح‬ ‫ؼٌر مكره علٌه‬ ‫‪------------------------‬‬‫من الخطا ان نعلق كل قٌمة الوجود على مقدار المتعة فٌه ‪ -‬مالكوم جرانت ‪-‬‬ ‫‪-------------------‬‬‫ان االنسان اذا وجب ان ٌكون كابنا ذا فضٌلة وجب اال ٌكون مسخرا فاذا كان هللا الٌمنع الناس‬ ‫ان ٌذنبوا اال بسلب ارادتهم فقد بطل خٌر ما فٌهم ‪ -‬اٌونج ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬‫ثمة خٌرات ال تاتً بؽٌر محصول الشر فكٌؾ تصبح الفضٌلة فضٌلة بدون المؽرٌات والعوابق‬ ‫وكٌؾ توجد شجاعة ٌؽٌر الم او خطر ‪ -‬اٌونج ‪-‬‬ ‫‪-------------‬‬‫اعظم فضابل االخبلق انما تتحقق عند مناضلة اعظم االفات‬ ‫‪---------------‬‬‫ان اعتقادك فً هللا هو ان ترؼب فً وجوده وتزٌد على ذلك ان تبنً عملك على انه موجود ‪-‬‬ ‫انا مونو ‪-‬‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪153‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب السابع والعشرون‬ ‫رواٌة الزهٌر للكاتب باولو كوٌلو‬

‫التعصب هو الطرٌقة الوحٌدة لوضع حد للشكوك التً تكدر روح البشر على الدوام‬ ‫‪------------‬‬‫التعاسة سببها اننا النملك الشجاعة لتتبع العبلمات واالحبلم واالشارات‬ ‫‪---------‬‬‫‪154‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ٌجب ان تكون شخص راى العالم على حقٌقته ولٌس كما اخبروه انه ٌجب ان ٌكون‬ ‫‪--------------‬‬‫عندما ٌمدحنا الناس علٌنا ان نراقب تصرفاتنا عن كثب‬ ‫‪---------------‬‬‫اظهر بعض االحترام لوقتك على هذه االرض‬ ‫‪-----------‬‬‫ٌولد الحب من طبٌعتٌن متناقضتٌن وفً التناقض ٌنمو الحب بقوة وفً التصادم والتحول ٌحفظ‬ ‫الحب‬ ‫‪-----------------‬‬‫اعرؾ اننً ساموت ٌوما ما ولكن هذا ٌدفعنً الى ان احٌا كل ٌوم وكانه معجزة ولٌس الهوى‬ ‫فً الحب والجنس والطعام والزواج ما ٌدفعنً‬ ‫‪---------------‬‬‫الٌمكننً ان افكر هكذا اذا تصرفت بالطرٌقة التً ٌتوقعنً الناس ان اتصرؾ بها فسوؾ‬ ‫امسً عبدا لهم ٌتطلب االمر تمالكا كبٌرا للنفس لببل نخضع لذلك‬ ‫‪--------------‬‬‫ان مٌلنا الطبٌعً ٌنطوي على االرضاء‬ ‫‪------------------‬‬‫العذاب ٌحدث عندما نرؼب فً ان ٌحبنا االخر بالطرٌقة التً نتصورها ولٌس بالطرٌقة التً‬ ‫ٌجب ان ٌتجلى الحب فٌها حرا ببل قٌود لٌرشدنا بقوة وٌحول دون توقفنا‬ ‫‪-------------------------‬‬

‫‪155‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ام ماضًَّ سٌرافقنً دوما ولكن كلما تحررت من الوقابع وركزت على العواطؾ ادركت ان‬ ‫فً الحاضر حٌزا واسعا وسع السهوب ٌنتظر ان ٌمتلىء بالمزٌد من الحب والمزٌد من فرح‬ ‫الحٌاة‬ ‫‪--------------‬‬‫الحب مرض ال ٌرؼب احد فً االنعتاق منه من ٌصاب به ال ٌسعى الى الشفاء منه ومن ٌتالم‬ ‫ال ٌرؼب فً التؽلب على المه‬ ‫‪-----------------‬‬‫العمر ٌبطىء خطى اولبك الذٌن لم ٌملكوا الشجاعة ٌوما للسٌر على وتٌرتهم الخاصة‬ ‫‪--------------------‬‬‫انا كافحت وخسرت ولن احاول ان اخٌط ما تمزق وارقعه بل ساكافح مرة اخرى‬ ‫‪--------------------‬‬

‫‪156‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب الثامن والعشرون‬ ‫رواٌة ذهول ورهبة للكاتبة أمٌلً نوتومب‬

‫‪157‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪---------------------‬‬‫علٌها ّأال تؤمل بشًء جمٌل فً حٌاتها‪ .‬ال تؤملً بالمتعة ألنها تبٌدك‪ .‬ال تؤملً بالحب ألنك ال‬ ‫تستحقٌنه‪ ،‬فمحبوك سٌحبونك لما ٌتصورونه عنك ولٌس لحقٌقتك أبداًا‪ .‬ال تؤملً أن تحمل الحٌاة‬ ‫لك أي شًء ألنها فً كل سنة تمر تؤخذ منك أشٌاء‪ .‬وال تؤملً حتى بشًء كبساطة الطمؤنٌنة‪،‬‬ ‫فلٌس لدٌك من المبررات ماٌجعلك مطمبنة‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫تؤمّلً بالعمل‪ ،‬ولكنك بسبب جنسك األنثوي ال تملكٌن أٌة فرصة لترتقً فً عملك‪ ،‬ولكن‬ ‫اطمحً إلى خدمة مإسستك ‪ .‬العمل سٌكسبك ماالًا لن تجنً منه أٌة فرحة ولكنك تستطٌعٌن به‬ ‫ت من الحماقة بحٌث تعتقدٌن أن أحداًا ٌمكن أن ٌرٌدك‬ ‫زٌادة قٌمتك فً حال الزواج مثبلًا‪ ،‬فلس ِ‬ ‫لقٌمتك الذاتٌة‪ .‬فٌما عدا ذلك ٌمكنك أن تؤملً بالعٌش طوٌبلًا‪ ،‬ولٌس لذلك أٌة أهمٌة‪ ،‬وٌمكنك أن‬ ‫تؤملً أال تذوقً العار وتلك ؼاٌة بحد ذاتها‪ .‬وهنا تنتهً قابمة آمالك المشروعة ‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫من واجبك أن تتزوجً‪ ،‬وٌفضل أن ٌكون ذلك قبل عمر الخامسة والعشرٌن‪ ،‬وهو تارٌخ انتهاء‬ ‫صبلحٌتك ‪ .‬ولن ٌقدم زوجك لك الحب إال إذا كان معتوهاًا‪ ،‬ولٌس من المفرح أن ٌحبك معتوه ‪.‬‬ ‫وفً جمٌع األحوال فسواء إن أحبك أم لم ٌحبك فلن تري ذلك‪ :‬ففً الساعة الثانٌة صباحا ًا‬ ‫سٌعود إلٌك رجل مرهق وؼالبا ًا ثمل لٌرمً بنفسه على سرٌر الزوجٌة الذي سٌؽادره فً‬ ‫السادسة صباحا ًا دون أن ٌكون قد تلفظ بكلمة‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫من واجبك أن ٌكون لك أطفال تعاملٌنهم كآلهة حتى الثالثة من عمرهم‪ ،‬السن التً تطردٌنهم‬ ‫فٌها من الجنة بضربة واحدة‪ ،‬وتزجٌن بهم فً الخدمة العسكرٌة التً ستستمر من عمر الثالثة‬ ‫حتى الثامنة عشرة‪ ،‬ثم من الخامسة والعشرٌن حتى موتهم‪ .‬أنت مجبرة إذاًا أن تلدي كابنات‬ ‫ستكون تعٌسة بقدرما تلقت فً سنواتها الثبلث األولى من أفكار عن السعادة ‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪158‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وفً حال تزوجت عن حب‪ ،‬وهو احتمال بعٌد جداًا‪ ،‬ستكونٌن أكثر تعاسة النك سترٌن زوجك‬ ‫ٌتعذب‪ .‬من األفضل لك ّأال تحبٌه‪ :‬سٌجعلك ذلك ال مبالٌة أمام زوال مثله العلٌا‪ ،‬فزوجك‬ ‫ماٌزال ٌملك تلك المثل ‪ .‬مثبلًا‪ ،‬جعلوه ٌؤمل أن تحبه امرأة ٌوماًا‪ ،‬لكنه سٌرى بسرعة أنك ال‬ ‫تحبٌنه‪ .‬وكٌؾ تستطٌعٌن أن تحبً أحداًا وقد جمّد الجبس قلبك؟ لقد فرض علٌك الكثٌر الكثٌر‬ ‫من الحسابات بحٌث لم تعودي قادرة على الحب ‪ .‬وإذا ما أحببت أحداًا فذلك ٌعنً أنهم أساإوا‬ ‫تربٌتك‪ .‬فً األٌام األولى من زفافك ستتظاهرٌن بؤشٌاء كثٌرة‪ٌ .‬جب أن نعترؾ بؤنه ما من‬ ‫امرأة ٌمكنها التمثٌل بمثل مهارتك‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫من واجبك التضحٌة من أجل اآلخرٌن‪ .‬ولكن ال تظنً أن تضحٌتك من شؤنها أن ُتسعد أولبك‬ ‫الذٌن تهبٌنها لهم‪ .‬سوؾ تسمح لهم بؤال ٌحمرّ وا خجبلًا منك‪ .‬ال أمل لك بإسعاد نفسك وال بإسعاد‬ ‫اآلخرٌن‬ ‫‪------------‬‬‫وإذا نجا قدرك بمعجزة من إحدى هذه المح ّتمات‪ ،‬فبل تستنتجً من ذلك أنك انتصرت‪ ،‬بل‬ ‫استنتجً أنك مخطبة‪ .‬وعلى كل حال سرعان ما ستدركٌن ذلك بنفسك‪ ،‬ألن وهم انتصارك‬ ‫الٌمكن إال أن ٌكون مإقتا ًا‪ .‬وال تستمتعً باللحظة الحاضرة‪ ،‬دعً هذا الحساب الخاطا‬ ‫للؽربٌ​ٌن‪ .‬لٌست اللحظة الحاضرة بشٌا ذي بال‪ ،‬حٌاتك نفسها لٌست بشًء ذي بال‪ ،‬وأٌة مدة‬ ‫زمنٌة تقل عن عشرة آالؾ سنة لٌس لها أٌة قٌمة‪.‬‬ ‫‪----------‬‬‫إن كان ٌعزٌك ذلك‪ ،‬فبل أحد ٌعتبرك أقل ذكاء من الرجل ‪ .‬أنت المعة‪ ،‬وهذا واضح جد ًاا‬ ‫للجمٌع‪ ،‬حتى للذٌن ٌعاملونك بذلك االحتقار‪ .‬ولكن رؼم ذلك‪ ،‬إن فكرت بذلك فهل تجدٌنه‬ ‫باألمر الم ّ‬ ‫ُعزي؟ على األقل لو كنا نعتبر أنك أقل من الرجل لسهُل شرح الجحٌم الذي تعٌشٌنه‪،‬‬ ‫والستطعت النجاة منه بالبرهان على تمٌز عقلك حسب القواعد المنطقٌة‪ .‬ولكنا نعرؾ أنك‬ ‫مساوٌة له‪ ،‬ال بل متفوقة علٌه‪ :‬فجحٌمك إذاًا عبثً‪ ،‬وهذا ٌعنً أنه ال سبٌل للخروج منه‪.‬‬ ‫‪------------‬‬

‫‪159‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫عندما ال تجد امرأة فً هذا الجمال زوجا ًا لها فذلك ألنها كاملة حقا ًا‬ ‫‪-------------‬‬‫(النادٌشٌكو هً الزنبقة وترمز للحنٌن إلى المثل األعلى‪ :‬الفتاة الٌابانٌة العذراء )‬ ‫‪-------------‬‬‫أندرٌه موروا "إذا تكلمت بسوء عن نفسك صدقك الناس"‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬

‫‪160‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫الكتاب التاسع والعشرون‬ ‫كتاب النظرٌة اإلجتماعٌة للكاتب إٌان كرٌب‬

‫‪161‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬

‫اإلصدار األول‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪--------------------------------‬‬‫حالما نبدأ بالتفكٌر فً شًء ما ٌحدث لنا ونحاول تفسٌره ‪ ,‬شًء ال نملك القدرة على التحكم‬ ‫فٌه فإننا نكون قد بدأنا التفكٌر نظرٌا‪ .‬أما إذا حدث شًء لنا سٌطرة علٌه فبل ٌكون هناك داع‬ ‫للتفسٌر ذلك أن هذا الشًء قد حدث ألننً أرؼب أن ٌقع وبذلت جهدا كً ٌقع‬ ‫‪------------‬‬‫»األبوٌة « وهو نموذج من التنظٌم االجتماعً ٌتم فٌه‬ ‫اضطهاد المرأة بانتظام من قبل الرجل‬ ‫‪-----------------‬‬‫إن اإلنسان الٌراقب فعله فقط (أي ٌعرؾ ما ٌفعل ) لكنه أٌضا ٌراقب ما ٌراقب أي أنه‬ ‫ٌستطٌع أن ٌفكر فٌما ٌعرؾ أنه ٌفعله و ٌُ َمق ّوم ذلك وٌحكم علٌه وٌختار‪ .‬وفً هذه الناحٌة‬ ‫ٌختلؾ اإلنسان عن المجتمعات التً هً عبارة عن بنى من العبلقات االجتماعٌة‬ ‫‪---------------‬‬‫أن معظمنا قد أقام عبلقة حمٌمة ما فتبت‬ ‫أن فترت لفترة من الزمن أو انقطعت تماما سواء أكانت تلك العبلقة مع‬ ‫أحد الوالدٌن أو مع صدٌق أو حبٌب‪ .‬ونحن نستطٌع أن نرى ظاهر هذه‬ ‫العبلقات ‪ :‬المجادالت المرٌرة والبرم الشدٌد أو الشعور بالتعاسة واالمتعاض‬ ‫أو حتى بالٌؤس‪ .‬لكن بعد التروي إن كان بمقدورنا ذلك أو بعد مدة حٌنما‬ ‫تكون المشاعر قد هدأت نستطٌع أن نقر بؤن ما حدث لم ٌكن خطؤ أي منا‬ ‫بل الخطؤ ٌكمن فً طبٌعة العبلقة ذاتها ربما كان مرجع ذلك عدم التكافإ‬ ‫أو بعض األخطاء التً تكتنؾ عبلقة الطرفٌن‪ .‬وقد تكون »اآللٌة السببٌة «‬ ‫الكامنة فً العبلقة بٌن القلق الذي أشعر به حٌال فحولتً وبٌن ؼضب‬ ‫‪162‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫زوجتً المكبوت هً التً ستإدي فً ظروؾ معٌنة إلى جدل عنٌؾ حول‬ ‫من ٌطعم القطة‪ ...‬مثبل‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬‫ٌجب أن نتذكر دابما أننا نعٌش فً عالم ال ٌعطٌنا إجابات نهابٌة وقطعٌة‬ ‫‪--------------‬‬‫المبادىء ذات وجود ٌتجاوز وجود األفراد‪ .‬فهً تشكل »الضمٌر الجماعً « الذي تجري‬ ‫تنشبة األفراد تحت ظله‬ ‫‪------------‬‬‫الموضوعات األساسٌة عند بارسونز‪ .‬فهو أوال ٌرى الحٌاة االجتماعٌة من خبلل أفكار البشر‬ ‫خاصة من خبلل معاٌ​ٌرهم وقٌمهم ‪ .‬فالمعاٌ​ٌر هً تلك القواعد المقبولة اجتماعٌا التً ٌستخدمها‬ ‫البشر فً تقرٌر أفعالهم; أما القٌم فؤفضل وصؾ لها هو أنها ما ٌعتقده البشر عما ٌجب أن‬ ‫تكون علٌه الحٌاة وهً أٌضا لها تؤثٌر فً تحدٌد أفعال البشر‬ ‫‪---------------‬‬‫ٌقول توماس هوبز بؤن البشر فً » فطرتهم « أنانٌون تماما وأن ذلك ٌفضً إلى حرب الجمٌع‬ ‫ضد الجمٌع األمر الذي ٌقتضً وجود التنظٌم االجتماعً لتشذٌب تلك النزعة الطبٌعٌة‬ ‫وضبطها‬ ‫‪------------‬‬‫كل نسق ٌُسٌره ذلك النسق‬ ‫الفرعً الذي هو أقوى فً المعلومات وأضعؾ فً الطاقة‬ ‫‪------------‬‬

‫‪163‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫ولثقافات الشباب الفرعٌة فً هذا السٌاق وظابؾ ه ّدامة وتق ّدمٌة‬ ‫على ح ّد سواء‪ .‬فهً من ناحٌة ٌمكن أن تكون ثقافات متمردة رافضة للقٌم‬ ‫التقلٌدٌة وللنسق المركزي للقٌم دون أن تطرح فً مكانها بدٌبل‪ .‬وهً أٌضا‬ ‫تطور النسق التقلٌدي للقٌم وتح ّدثه وأن تإسس قٌما‬ ‫ٌمكن أن تكون أداة ّ‬ ‫جدٌدة وتقدم الدعم االجتماعً للفرد فً الفترة الطوٌلة التً ٌشبّ فٌها‬ ‫الفرد عن نطاق عابلته دون أن ٌكون مستع ّدا إلنشاء عابلة خاصة به‪.‬‬ ‫وؼالبٌة ثقافات الشباب الفرعٌة تضم فً حقٌقة األمر هذٌن الجانبٌن‬ ‫وكبلهما ٌتضمن بذور الصراع فً ثناٌاه‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫العالم الحدٌث ‪ :‬فهو عالم حكم فٌه على اإلنسان أن ٌعٌش فً مجتمعات‬ ‫أكبر وأكبر وأن ٌمرَّ بعملٌة تماٌز مستمرة وأن ٌتصرَّ ؾ تصرُّ فا عقبلنٌا ال‬ ‫توجّ هه إالّ أشد القٌم والمعاٌ​ٌر عمومٌة‪ .‬وال تف ّسر محاولة إٌجاد هوٌة‬ ‫خاصة للفرد والمجتمع فً هذا اإلطار ظاهرة ثقافة الشباب وحدها‬ ‫‪------------‬‬‫صنؾ ماكس فٌبر الفعل بٌن أشكال أربعة‬ ‫هً ‪ :‬الفعل التقلٌدي والفعل العاطفً والفعل الموجه نحو ؼاٌة علٌا‬ ‫والفعل ا لموجه نحو هدؾ عملً دنٌوي‪ .‬والفعل األخٌر وحده هو الفعل‬ ‫العقبلنً بؤوفى معانٌه‬ ‫‪----------------------‬‬

‫‪164‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لما كانت القاعدة هً أن الرجال ٌنالون أجرا أعلى فً السوق فإنه من المنطقً فً حالتهم أن‬ ‫ٌخصصوا معظم طاقتهم لعمل السوق ولٌس للعمل ا لمنزلً بٌنما العكس‬ ‫هو الصحٌح فً حالة المرأة‬ ‫‪-------------------‬‬‫إمكانٌة تحقٌق المرأة دخبل أعلى تعتبر سببا فً زٌادة معدالت الطبلق ألن من ؼٌر المعقول‬ ‫لها أن تختار دورا تقلٌدٌا بٌنما تتوافر أدوار أخرى‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫فلو لم تكن مواردنا محدودة لَم َمما كنا بحاجة إلى اختٌار‬ ‫كٌفٌة استخدامها ‪ -‬ألن كارلنج ‪-‬‬ ‫‪-----------‬‬‫وأظن أن الكثٌرٌن ممن ٌساورهم القلق حول أنانٌة سلوك‬ ‫محبٌهم قد ال ٌدركون كثٌرا من األفعال التً تنم فً ظاهرها عن الكرم‬ ‫والتفانً إنما هً فً حقٌقتها أفعال للحصول على المنفعة الشخصٌة‬ ‫‪-----------‬‬‫فنحن نجد أنفسنا فً مواضع محددة سلفا وهذه األوضاع تستدعً أفعاال‬ ‫معٌنة‬ ‫‪------------‬‬

‫‪165‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫هذا النمط ٌعالج الفعل على أنه فً جزبه األكبر نتٌجة للنواٌا‬ ‫التً هً ذاتها نتاج لحقٌبة (أو مجموعة ) من المعتقدات والرؼبات التً‬ ‫ٌحملها الفاعل معه من موقؾ إلى آخر‪ .‬وٌقوم الفاعلون بالتفتٌش فً‬ ‫حقاببهم بحثا عن تلك المعتقدات والرؼبات التً تبدو أنها ذات صلة بموقؾ‬ ‫معٌن من مواقفهم وٌستخدمونها لتحدٌد مسارات أفعالهم ولبلختٌار فٌما‬ ‫بٌنها‪ .‬وٌتؽٌر مضمون الحقٌبة فً هذا النموذج من وقت آلخر بٌد هذا‬ ‫ا لمضمون ٌعتبر ثابتا نسبٌا فً أي لحظة ٌنظر فٌها إلٌه‬ ‫‪-----------------‬‬‫فاألدوار (أي التوقعات التً تكون لدى اآلخرٌن عن سلوكنا فً ظروؾ معٌنة ) هً بمنزلة‬ ‫نصوص نقوم بتمثٌلها‬ ‫‪-----------------‬‬‫وعملٌة التصنع أو »التحكم فً االنطباعات «‬ ‫‪ impression management‬تقع باستمرار فً حٌاتنا كما لو كنا جمٌعا نعمل‬ ‫مندوبً إعبلنات لذواتنا‪ .‬ونحن نستخدم محٌطنا المادي مجاال للتمثٌل‬ ‫تاركٌن مساحات للخلوة »وراء الكوالٌس « نلوذ إلٌها طلبا للراحة من عناء‬ ‫التمثٌل‬ ‫‪---------------‬‬‫الظاهراتٌة هً أن العالم الذي نعٌش فٌه عالم مصنوع فً وعٌنا أو فً رإوسنا‪ .‬وؼنً عن‬ ‫القول إن من السخؾ نكران وجود العالم الخارجً لكن الفكرة هً أن العالم الخارجً ال‬ ‫معنى له إالّ من خبلل وعٌنا به‬ ‫ إدموند هوسرل ‪-‬‬‫‪166‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪--------------‬‬‫ٌقول ألفرد شوتز ‪Alfred Scutz‬‬ ‫أننا نبنً معرفتنا بالعالم االجتماعً من فٌض‬ ‫أساسً من التجارب ا لمضطربة التً ال معنى لها‪ .‬ونحن نفعل ذلك بعملٌة‬ ‫»تنمٌط « وذلك بتصنٌؾ الخبرات والتجارب على أساس التشابه‪ .‬وعلى‬ ‫هذا األساس أالحظ فً تٌار خبراتً أن أشٌاء معٌنة تشترك فً خصابص‬ ‫محددة كؤن تتحرك مثبل من مكان آلخر بٌنما ٌبقى محٌطها ثابتا‪ .‬وهذا‬ ‫التصنٌؾ ٌعطٌنً أكثر التصنٌفات تجرٌدا »للكابنات الحٌة «; ثم أالحظ‬ ‫بٌن تلك األشٌاء المتحركة أن بعضها ٌصدر أصواتا متشابهة تكون من نوع‬ ‫أنا قادر على إصداره أٌضا; بهذه العملٌة أفصل »ؼٌري من الناس « وأمٌّزهم‬ ‫عن بقٌة »الكابنات الحٌة «‪ .‬ثم أقوم بعد ذلك بالتمٌ​ٌز بٌن أصناؾ عدة من‬ ‫هإالء الناس‪ :‬السود والبٌض النساء والرجال ‪ .‬أخٌرا أحدد تلك السمات‬ ‫التً تمٌز أناسا بعٌنهم‪ :‬أمً صدٌقً‪ .‬وبهذه الطرٌقة نشٌد ما ٌدعوه‬ ‫شوتز »سٌاقات ا لمعنى « وهً مجموعة من المعاٌ​ٌر التً ننظم بواسطتها‬ ‫ونحولها إلى عالم ذي معنى وإلى ذخٌرة من المعرفة وهً‬ ‫ّ‬ ‫مدركاتنا الحسٌة‬ ‫لٌست ذخٌرة من المعرفة عن العالم بقدر ما هً العالم ذاته‪ .‬وهكذا ٌصبح‬ ‫الفعل والفعل االجتماعً أمرٌن ٌحددان فً الوعً ‪ :‬وٌنصب اهتمامنا على‬ ‫أفعال الوعً ولٌس على الفعل فً العالم والعالم االجتماعً هو شًء‬ ‫نخلقه سوٌا‪.‬‬ ‫‪------------------‬‬‫‪167‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫أساس عالمنا االجتماعً ‪ :‬معرفة مسلّم بها نكتسبها بالسلٌقة‪.‬‬ ‫وكل واحد منا ٌنظم هذه المعرفة على أساس ما هو قابم هنا اآلن أي على‬ ‫أساس ما نفعله فً زمان ومكان معٌن‬ ‫‪--------------‬‬‫اإلحساس بؤن العالم باق على ما هو علٌه هو ومن فٌه من بشر دون تؽٌ​ٌر كبٌر مع مرور‬ ‫اللحظات واألٌام ‪ .‬والمعرفة الضمنٌة لكٌفٌة المضً قدما فً الحٌاة واالستمرار فٌها‬ ‫وهً معرفة بالؽة األهمٌة ٌتم تعلمها أثناء عملٌة التنشبة االجتماعٌة عبر‬ ‫المنهج الباطن‬ ‫‪----------------------‬‬‫فنحن حقا‬ ‫مقٌدون دابما بؤفكارنا وهً تمنعنا من الخوض فً أمور معٌنة بل ربما‬ ‫أرؼمتنا على قول ما ال نعنٌه بالضبط وكلنا نخوض صراعا دابما مع‬ ‫أفكارنا لكن ذلك ال ٌعنً بالضرورة أن أفكارنا أو باألحرى بُناها الكامنة‬ ‫تحٌلنا إلى دمى‪ .‬فما زال لبلختٌارات والمقاصد واألهداؾ والقٌم دور‬ ‫تإدٌه فً تشكٌل أفعالنا وهً جمٌعا بحاجة إلى فهم ولٌست مق َّدرة علٌنا‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬

‫‪168‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فما ٌحدث حقا هو أن البنى االجتماعٌة الكامنة‬ ‫هً التً تحدد أفعالنا وتعمل من خبللها وأن أفعالنا تعمل على إعادة‬ ‫إنتاج البُنى وإدامتها أو أحٌانا على تحوٌلها عن طرٌق الثورة‪ .‬فالبشر بناء‬ ‫على هذا الرأي ٌضحون ُدمًاى للبنٌة االجتماعٌة وهذه البنٌة بدورها‬ ‫تصبح نوعا من اآللة ذات الحركة الدابمة‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫فلو اعتبرنا أنفسنا صنابع للبنى االجتماعٌة فكٌؾ ٌكون بمقدورنا أن نؽٌر‬ ‫تلك البنى ؟ وهذا اإلشكال سٌواجهنا دوما‬ ‫‪-------------‬‬‫إن »موت الذات « شعار وثٌق االرتباط بالبنٌوٌة‪ .‬والذات تعنً ما دعوته‬ ‫بالفاعل والفعل واألشخاص ‪ .‬والفكرة التً ٌهاجمها البنٌوٌون هنا هً أن‬ ‫البشر هم الذٌن ٌإلفون أفكارهم وأفعالهم ‪ .‬وٌفترض البنٌوٌون بدال من‬ ‫ص َمنابِع ألفكارهم وأن أفعالهم ال تتحدد‬ ‫ذلك تصورا مفاده أن البشر هم َم‬ ‫بواسطة اختٌاراتهم وقراراتهم بل هً نتٌجة للبنٌة الكامنة فً أفكارهم‬ ‫أي فً منطق تلك األفكار‪ .‬فلو كنت مسٌحٌا متدٌنا مثبل فإننً ال أتكلم‬ ‫عن المسٌحٌة بل المسٌحٌة هً التً تتكلم من خبللً ‪ .‬وٌؽالً بعض البنٌوٌ​ٌن‬ ‫إلى حد القول بؤن البشر ال َمٌ َمتحدثون بل ٌُ َمتح َّدثون (بواسطة البنٌة الكامنة‬ ‫فً اللؽة ) وبؤنهم ال ٌقرأون كتبا بل ٌُقرأون بواسطة الكتب وأنهم ال‬ ‫ٌخلقون المجتمعات بل المجتمعات تخلقهم‪.‬‬ ‫‪---------------‬‬‫‪169‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪ 1‬اإلقطاعٌة‪ :‬هنا ٌكون ؼٌر العامل هو اإلقطاعً بٌنما ٌكون العامل‬ ‫هو الفبلح واإلقطاعً هو الذي ٌمتلك األرض فعلٌا (على الرؼم من أنه ال‬ ‫ٌستطٌع التصرؾ فٌها وفقا إلرادته ألن األرض من الناحٌة النظرٌة هً‬ ‫فً عهدته من ا لملك وهو بدوره أوكله بها هللا)‪ .‬أما العابلة التً تشتؽل‬ ‫بالفبلحة فتسٌطر على قطعة األرض التً بحوزتها بمعنى أنها تختار متى‬ ‫تعمل وماذا تزرع وما إلى ذلك‪ .‬ولٌس هذا باألمر ا لمهم ألن ما نتحدث عنه‬ ‫إ نما هو اقتصاد الكفاؾ الذي ال ٌتطلب عددا كبٌرا من المحاصٌل المحتاجة‬ ‫إلى جهد الفبلح طوال ساعات النهار‪.‬‬ ‫‪ 2‬الرأسمالٌة‪ :‬هنا ٌكون ؼٌر العامل هو مالك المصنع والعامل هو‬ ‫الذي ٌعمل فٌه و ٌمتلك ؼٌر العامل وسابل اإلنتاج وٌسٌطر علٌها والمالك‬ ‫هو الذي ٌقرر ماذا ٌنتج ومتى إلخ‪.‬‬ ‫‪ 3‬النمط اإلنتاجً االنتقالً‪ :‬وهو نمط ٌقع بٌن الرأسمالٌة واإلقطاعٌة‬ ‫وكثٌرا ما ٌشار إلٌه باعتباره مرحلة »اإلنتاج ا لمنزلً «‪ .‬وهذا هو الشكل الذي‬ ‫اتخذته صناعة النسٌج أثناء الثورة الصناعٌة فً برٌطانٌا‪ .‬وٌظل العامل‬ ‫وعابلته ٌسٌطران على قطعة األرض وعلى العمل فٌها بٌد أن لهما دخبل‬ ‫إضافٌا ٌؤتٌهما من إنتاج البضابع بواسطة اآللة التً ٌمتلكانها وٌحتفظان‬

‫بها فً ا لمنزل (كال َّن ْول مثبل)‪ .‬ولهذا فإن العامل هنا ٌمتلك وسٌلة اإلنتاج‪.‬‬ ‫أما ؼٌر العامل فهو عادة تاجر ٌشتري المواد الخام وٌنقلها لعماله وٌؤخذ‬ ‫المنتج النهابً‪ .‬وفً هذه الحالة ٌكون ؼٌر العامل هو الذي ٌسٌطر على‬ ‫استعمال وسابل اإلنتاج‪ .‬وتظهر الرأسمالٌة واإلنتاج ا لمصنعً بشكلٌهما‬ ‫المعهودٌن متى ما انتقلت اآلالت لتتمركز فً مكان واحد‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪ 4‬االشتراكٌة‪ :‬هنا ٌمتلك العامل وسابل اإلنتاج وٌسٌطر علٌها عبر‬ ‫شكل موسَّع من أشكال دٌمقراطٌة المشاركة‪.‬‬ ‫‪----------------------------‬‬‫إن الطبقات االجتماعٌة ال تتح َّدد فقط بالبنٌة االقتصادٌة بل بالبنٌة السٌاسٌة واألٌدٌولوجٌة‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫أن هذا الشعور المتخٌل بالذاتٌة إنما ٌتؤتى بفعل األجهزة‬ ‫األٌدٌولوجٌة‪ .‬فهذه األجهزة قابمة قبل أن ٌولد الشخص ‪ .‬وهً التً ترسم‬ ‫مسار حٌاتنا فنحن نولد وأدوارنا تنتظرنا فً العابلة والمدرسة والعمل وما‬ ‫إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬‫أن المرء ال ٌإمن باهلل أوال ثم ٌصلًّ بل ٌصلً ثم ٌإمن باهلل من خبلل الصبلة‬ ‫‪-------------‬‬‫أن العالم إ نما هو من صنع أفكارنا‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬‫فلبن كنا اعتدنا على اعتبار المعرفة‬ ‫أداة تمنحنا القوة لفعل أشٌاء لم ٌكن باستطاعتنا القٌام بها من دونها فإن‬ ‫فوكو ٌرى أن المعرفة هً فً ذاتها قوة نمارسها على اآلخرٌن لتحدٌد‬ ‫اآلخرٌن‪ .‬أي أن القوة ما عادت أداة للتحرٌر وأضحت أداة لبلستعباد ‪.‬‬ ‫‪171‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪-----------------‬‬‫ومن ٌمتلك المعرفة ٌمتلك القوة‬ ‫‪------------------‬‬‫أن المجتمع الحدٌث قد تطور من محاكاة الشًء الحقٌقً (كما فً عصر‬ ‫النهضة ) إلى إعادة إنتاج ذلك الشًء (كما فً رأسمالٌة االستهبلك )‬ ‫لٌعود مرة أخرى لٌحاكً عملٌات المحاكاة (كما فً مجتمع ما بعد الحداثة )‪.‬‬ ‫وهذه الصورة تعنً أننا قد فقدنا كل صلة بالعالم األصلً والعقاب الذي‬ ‫سنلقاه بانتظارنا هو ما نشهده من كوارث طبٌعٌة وانتشار مرض اإلٌدز أو‬ ‫أي شًء ال ٌعجب بودرٌ​ٌار‪ .‬وهو ٌطلق على تلك اآلراء نظرٌة الهبلك ‪Fatal‬‬ ‫‪teory‬‬ ‫‪-----------‬‬‫ٌعزو هارفً التؽٌرات االقتصادٌة والثقافٌة إلى كونها استجابة ألزمات‬ ‫الرأسمالٌة التقلٌدٌة أزمة زٌادة اإلنتاج أو ما ٌدعوه بؤزمة التكدٌس المفرط‬ ‫التً ٌنظر إلٌها حسب النظرٌة الماركسٌة باعتبارها ولٌدة للتناقض القابم‬ ‫بٌن قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج‪ .‬وٌف ّسر هذه االستجابة بالتؽٌر الحاصل‬ ‫فً بنٌة رأس المال حٌث أخذ رأس المال المخصص للتموٌل وهو أكثر‬ ‫مرونة من رأس المال المخصص للصناعة ٌلعب دورا مهٌمنا وحٌث انتقل‬ ‫نظام اإلنتاج من نمط ما ٌعرؾ بالفوردٌة إلى نمط جدٌد وهو ما‬ ‫بعد الفوردٌة‪ .‬وٌتضمن التكدٌس فٌما ٌقول هارفً‬ ‫مرحلة محمومة من ضؽط عنصري المكان والزمان كما ٌتضمن إنتاجا‬ ‫‪172‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لدفعات من الكمٌات الصؽٌرة ومعدال سرٌعا لتدوٌر رأس ا لمال وتسرٌعا‬ ‫للعمل وتؽٌرا متسارعا فً ما ٌعرض من موضات فً أسواق السلع‬ ‫الجماهٌرٌة واالنتقال من التركٌز على إنتاج البضابع االستهبلكٌة إلى‬ ‫التركٌز على توفٌر الخدمات االستهبلكٌة التً » ُتس َمتنفد « فً الحال إلى‬ ‫ؼٌر ذلك‪ .‬وكل هذه التطورات تجعل من عالمنا عالما تتؽٌر فٌه األشٌاء‬ ‫بصورة سرٌعة وتبدو زابلة‪ .‬وفً الوقت ذاته حطمت وسابل االتصال الحدٌثة‬ ‫الحواجز المكانٌة وأصبح من المهم لؤلماكن وهً المواقع الجؽرافٌة الفعلٌة‬ ‫أن ُتمٌّز نفسها عن ؼٌرها حسب رأي هارفً من أجل أن تكون مكانا‬ ‫ٌجذب االستثمار‪ .‬فكانت نتٌجة هذه العملٌة هً التفتٌت وعدم األمان‬ ‫والتطور ا لمتقلب سرٌع الزوال فً اقتصاد عا لمً مترابط ترابطا شدٌدا‬ ‫ٌقوم على انتقال رإوس األموال‬ ‫‪-----------------‬‬‫أقول كٌؾ ٌحٌا هإالء البشر فً مجتمعات تنظر إلى العالم فً بعض األحٌان وربما فً كثٌر‬ ‫منها على اعتباره عالما مجنونا‬ ‫ٌتسارع فٌه التؽٌر وتنعدم فٌه الثقة باألشٌاء‪ .‬ولعل هذا الشعور هو شعور‬ ‫كل األجٌال منذ بداٌة عصر التصنٌع ور بما قبل ذلك العصر لكن ال شك‬ ‫أن سرعة التؽٌر آخذة بالتسارع فٌما ٌبدو‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪173‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫فنحن دوما تتقاذفنا و تمزقنا إربا تلك القوى ‪ -‬رؼباته البلشعورٌة وبالوسابل المتناقضة إلدراك‬ ‫الحٌاة وأنه موضوع بٌن »خطابات « مستقلة عنه‪-.‬‬ ‫التً ال قِبل لنا بها; فهً تح ّدنا وفً بعض األحٌان تدفعنا باتجاهات ال‬ ‫نرؼب فً االتجاه نحوها‪ .‬بٌد أننا فً نفس الوقت فً صراع مستمر معها‬ ‫للسٌطرة علٌها; ولعل ؼاٌة ما نصبو إلٌه هو أن نركب تلك القوى من دون أن‬ ‫نسقط وتسحقنا بؤقدامها‪.‬‬ ‫‪--------------------‬‬‫تفترض نظرٌة ماركس فً االؼتراب وجود سمات معٌنة للحٌاة اإلنسانٌة‬ ‫تمٌزها عن الحٌاة الحٌوانٌة‪ .‬والسمة األساسٌة هً أن بمقدور البشر‬ ‫تؽٌ​ٌر بٌبتهم; فقد ؼٌروا وجه األرض بطرٌقة منظمة ومستمرة فً حٌن أن‬ ‫حٌوان الكنؽر على سبٌل المثال ظل ٌتبع نفس دورة الحٌاة الٌومٌة من قرن‬ ‫إلى آخر ولم ٌكن له مثل التؤثٌر الذي خلَّفه اإلنسان‪ .‬وعملٌة تحوٌل البٌبة‬ ‫هذه جهد جماعً; فهً تقتضً من البشر العمل فً جماعات وفً أثناء‬ ‫تحوٌلهم لبٌبتهم فإنهم تلقابٌا ٌُحولون أنفسهم أٌضا‪ .‬وكما أن البشر ٌؽٌرون‬

‫بٌبتهم االجتماعٌة فإنهم البد كذلك أن ٌؽٌروا من أنفسهم أٌضا‪ .‬فسكان‬ ‫المجتمع الصناعً بشر ٌختلفون عن أولبك الذٌن ٌنتمون إلى المجتمع ما‬ ‫قبل الصناعً َمو ُت َمط ّور قٌادة السٌارة مثبل مجموعة مختلفة من الصفات‬ ‫عن تلك التً ٌطورها ركوب الخٌل‪ .‬خبلصة القول‪ :‬إن البشر ٌخلقون‬ ‫مجتمعاتهم ومجتمعاتهم تخلقهم أٌضا‪ .‬وٌحدث االؼتراب بشكل عام حٌنما‬ ‫تسٌطر على اإلنسان البٌبة االجتماعٌة أو البنى االجتماعٌة التً خلقها هو‬ ‫بٌده‪.‬‬ ‫‪174‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪--------------------‬‬‫االؼتراب إذن حالة ٌصبح فٌها البشر ُد َممى للنظم‬ ‫االجتماعٌة التً ص َمنعوها هُم بؤٌدٌهم‬ ‫‪-------------‬‬‫وأحد العوامل التً تمكن اإلنسان من تحوٌل بٌبته هو امتبلكه وعٌا عقبلنٌا‬ ‫عن العالم‬ ‫‪--------------‬‬‫تحول الصفات اإلنسانٌة إلى‬ ‫أفضل تعرٌؾ للتشٌُّإ هو ّ‬ ‫أشٌاء جامدة واتخاذها لوجود مستقل واكتسابها لصفات ؼامضة ؼٌر‬ ‫إنسانٌة‪ .‬وهذه الفكرة تشكل نقدا أخبلقٌا قوٌا للنظام الرأسمالً ٌجعله‬ ‫نظاما ٌُحول البشر إلى أشٌاء ٌمكن أن تباع وتشترى‪ .‬والمثال المفضّل هنا‬ ‫هو عبلقة الزواج حٌث ٌقوم الزوج بشراء المتعة الجنسٌة والخدمات األخرى‬ ‫من المرأة مقابل إعالتها فوق مستوى س ّد الرمق عادة ولكن دون الوصول‬ ‫إلى مستوى الرخاء ورؼد العٌش ‪ .‬وقد ٌمكن القول إن قٌمتها تعتمد على‬ ‫جاذبٌتها وعلى طاعتها وقدرتها على الطهً أو على الثروة التً سترثها‬ ‫من أبٌها‪ .‬وبا لمثل فؤنا أبٌع نفسً سلعة إلى صاحب عملً‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬

‫‪175‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫لقد رأت هذه االتجاهات أن البشر فً المجتمعات الصناعٌة‬ ‫الحدٌثة هم إما أفراد معزولون أو كتلة بشرٌة هابلة لٌس لؤلفراد فٌها من‬ ‫هوٌة وفً كبل الحالٌن فإن كل ما هو خٌر فً الحٌاة الفردٌة قد ولى‬ ‫واختفى‪ .‬والمجتمع الحدٌث حسب هإالء هو صحراء روحٌة تختفً فٌها‬ ‫كل ا لمعانً السامٌة المرتبطة بالحٌاة والناس فٌها ٌعٌشون خواء روحٌا فً‬ ‫عالم ال ٌستطٌعون فهمه‪ .‬وهذه األفكار تطل علٌنا بؤشكال مختلفة فً‬ ‫أعمال الشخصٌات ا لمإسسة لعلم االجتماع فً مفهوم االؼتراب عند ماركس‬ ‫‪-----------‬‬‫إن السواد األعظم من الناس ال‬ ‫ٌشؽلون أنفسهم كثٌرا بالتفكٌر فً الفلسفة فً مجرى حٌاتهم الٌومٌة أما‬ ‫أولبك الذٌن ٌفعلون ذلك فكثٌرا ما ٌرون فٌه سبٌبل للتفكٌر فً معانً‬ ‫حٌاتنا أو الحٌاة بصورة عامة ومعرفة موقعنا فً هذا العالم‪ .‬وٌرون فٌها‬ ‫طرٌقة للعٌش وطرٌقة للتناؼم مع الحٌاة والطبٌعة‪ .‬وٌعتقد هإالء أن ثمة‬ ‫إمكانٌة حقٌقٌة إلقامة عالم متناسق تسوده الحقٌقة بؤبهى صورها‬ ‫‪---------------‬‬‫أن المجتمع القابم هو مجتمع العقبلنً أو قمعً وذلك ألنه ٌسلب أو‬ ‫ٌدمر السمتٌن األساسٌتٌن للحٌاة اإلنسانٌة وهما‪ :‬قدرة اإلنسان على تحوٌل‬ ‫بٌبته وقدرته على القٌام باختٌارات عقبلنٌة جماعٌة تتعلق بحٌاتنا جمٌعا‬ ‫‪------------------‬‬

‫‪176‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫أن الكابن البشري له قدرات وإمكانٌات‬ ‫معٌنة سُلبت منه فً المجتمع الحدٌث‪ .‬ولقد بات من المتفق علٌه اعتبار‬ ‫أعلى أشكال الثقافة المتمثلة بالفن واألدب وا لموسٌقى نتاجا لقدراتنا البشرٌة‬ ‫وفً نفس الوقت نقدا لمجتمعنا الحالً على الرؼم من أن عمل هذه الوظٌفة‬ ‫ٌتؽٌر من حقبة تارٌخٌة إلى أخرى‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫فتحولت المطالبة بالمساواة إلى المطالبة بحق ا لمرأة فً السعً إلى االستقبلل‬ ‫بحٌاتها المهنٌة كما ٌفعل الرجل مما اقتضاها التركٌز على قدراتها التنافسٌة‬ ‫سعٌا وراء النجاح وبالتالً التخلً عن أكثر الصفات اإلنسانٌة التصاقا‬ ‫بها‬ ‫‪---------------‬‬‫إن أي نسق اجتماعً ٌستبعد القدرات اإلنسانٌة األساسٌة ٌخلق شعورا بعدم األمان‪ .‬والشعور‬ ‫بؤننا نملك قوة ال ٌمكننا استخدامها هو شعور مدمر‪ .‬لذا فقد هٌُبت‬ ‫الثقافة العامة إلنتاج شعور بدٌل هو فً حقٌقته شعور زابؾ باألمان‬ ‫واالستقرار وهو شعور فعال رؼم زٌفه‪ .‬وٌتم خلق ذلك الشعور الزابؾ‬ ‫بطرٌقتٌن‪ :‬بتوحٌد المواصفات القٌاسٌة لمنتجات الثقافة حٌث تحاول وسابل‬ ‫الثقافة الشعبٌة جمٌعها من التمثٌلٌات التلفزٌونٌة العاطفٌة إلى أؼانً‬ ‫الشباب المتداولة إلى النشاطات الرٌاضٌة تحاول جمٌعا كل بطرٌقتها‬ ‫الخاصة التركٌز على بث الدعة واالطمبنان ‪ .‬ولهذا تتشابه الحبكات واألنؽام‬ ‫واإلٌقاعات وأدوار اللعب فً أسسها األولٌة بحٌث ٌمكن وضع بعضها‬ ‫‪177‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫موضع البعض اآلخر‬ ‫وفً الوقت ذاته تبدو على هذه ا لمنتجات ا لمتشابهة (النمطٌة )‬ ‫مسحة فردٌة زابفة بحٌث تترك انطباعا بحرٌة االختٌار وبؤنها تعبر عن‬ ‫معان فردٌة‪ .‬وعلى هذه الشاكلة ٌمكننا التجادل إلى ما شاء هللا عن أي‬ ‫األؼانً الشعبٌة أفضل أو عن أحسن فرٌق كرة قدم أي نتجادل ونختلؾ‬ ‫على فروقات واختبلفات مصطنعة دون أن نعلم أننا نكتسب إحساسا زابفا‬ ‫باألمان بفعل التشابه الكامن بٌن هذه األشٌاء‬ ‫وبتطور الرأسمالٌة إلى نظام ٌقوم على وجود شركات عمبلقة ووجود‬ ‫دولة مركزٌة قوٌة ٌتضعضع دور العابلة وقوة األب سواء داخل العابلة أو‬ ‫َّ‬ ‫وموثقا‪ :‬فقد استولت الدولة‬ ‫خارجها‪ .‬وقد بات تضاإل دور العابلة معروفا‬ ‫على وظابؾ كثٌرة من وظابفها من خبلل نظام التعلٌم بالدرجة األولى ثم‬ ‫إن العابلة أٌضا فقدت وظٌفتها اإلنتاجٌة حٌث حلت ا لمصانع محلها إلخ‪.‬‬ ‫وأصبح األب ملحقا باآللة ٌعمل طوال النهار بعٌدا عن البٌت والعابلة‬ ‫األمر الذي أدى إلى فقدانه السلطة شٌبا فشٌبا فلم ٌعد قادرا على الفصل‬ ‫حتى فً تلك المسابل التً مازال الفصل فٌها ممكنا أقصد ا لمسابل العابلٌة‬ ‫التً أخذ ٌضٌق مجالها ‪ .‬وما ٌزٌد األب الؽابب عن البٌت ضعفا هو أن‬ ‫ابنه أصبح ٌجد قواعد أخرى ٌشعر باالنتماء إلٌها فً ا لمدرسة فضبل‬ ‫عن استقبلله االقتصادي المبكر عن العابلة‪ .‬وسٌدرك هذا االبن سرٌعا‬ ‫ضعؾ أبٌه وبالتالً فإن معاركه التً كان من المفترض أن ٌقارع فٌها أباه‬ ‫والتً كان سٌطور بها شخصٌته إما أنها ما عادت تحصل أو‬ ‫‪178‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫أنها تحصل ولكن بصورة ضعٌفة‪ .‬ولذا فإن النظام الرأسمالً المتقدم ٌولد‬ ‫شخصٌات نرجسٌة ضعٌفة ٌستبد بها القلق والتطلع إلى القدوة القوٌة‬ ‫لبلقتران بها‪ .‬و لما كانت تلك القدوة ؼٌر موجودة فً البٌت فبلبد‬ ‫والحال هذه نشدانها فً العالم الخارجً وقد تكون تلك الشخصٌة مطربا‬ ‫مشهورا أو رٌاضٌا معروفا بٌد أن تلك الشخصٌة القوٌة قد تكون شخصٌة‬ ‫مشإومة كؤن تكون قابدا سٌاسٌا قوٌا كهتلر أو ستالٌن أو حزبا سٌاسٌا‬ ‫متطرفا‪ .‬و لما كانت الشخصٌة فً هذه الحالة ضعٌفة فإن نوازع البلشعور‬ ‫تكون أقرب إلى السطح وأكثر قابلٌة لبلستؽبلل من قبل مثل هذه القوى‪.‬‬ ‫‪-------------‬‬‫إذا لم تتمكن الدولة من إٌجاد السبل الكفٌلة للتوفٌق بٌن المصالح المتضاربة لمواطنٌها‬ ‫الذٌن تحكمهم فإنها عندبذ سوؾ تفقد شرعٌتها فً أعٌنهم ألنها فشلت‬ ‫فً مهمتها األساسٌة ومن ثم ٌصبح مبرر وجودها موضع تساإل‬ ‫‪------------------‬‬‫فالحاجة إلى أن ٌكون لكل ذلك معنى قوٌة جدا والشك لٌس دابما سهل‬ ‫االحتمال‪ .‬وقد ٌكون من المهم أحٌانا أن نقؾ ضد البحث عن الٌقٌن ومن‬ ‫المهم أحٌانا أخرى القول بؤن بعض األمور تقترب من الٌقٌن قدر ما ٌمكنها‬ ‫االقتراب‪ .‬ألن الناس عندما ٌعٌشون معا ٌجدون » ظواهر طاربة « أي أشٌاء ال تنتج من‬ ‫تركٌبهم البٌولوجً أو الفٌزٌابً‪ .‬وهذه األشٌاء تشكل معا أهم المشكبلت التً قد نواجهها‬ ‫بصفتنا جماعات أو أفرادا كالحرب واالنتعاش واالنكماش االقتصادٌ​ٌن الفرص المتاحة أمامنا‬ ‫والمؽلقة فً وجوهنا ونحوها‬ ‫‪----------------‬‬‫‪179‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫وفً كل مرة تتؽٌر بها رإٌتك للعالم ولو‬ ‫قلٌبل فإنك تبدأ برإٌة أشٌاء كانت خافٌة علٌك قببل وقد تكون صلة ذلك‬ ‫التؽٌر بالنشاط أو الحركة صلة ؼامضة إال أنها مع ذلك صلة قابمة‪ .‬فعلى‬ ‫سبٌل ا لمثال لو أنك بدأت بالتفكٌر فً المرض العقلً على اعتباره نتٌجة‬ ‫للظروؾ االجتماعٌة; أو التفكٌر حول اإلضرابات بوصفها ظاهرة متؤصلة‬ ‫فً العبلقة القابمة بٌن العمال وأرباب العمل; أو بالنظام التعلٌمً باعتباره‬ ‫أداة أٌدٌولوجٌة بٌد الدولة أقول لو فكرت بهذه األمور على هذه الشاكلة‬ ‫لتؽٌرت مواقفك منها‪.‬‬

‫‪--------------------‬‬‫أو ٌمكننا أن نرى التؽٌر على أنه نتٌجة لتطور النسق أو عملٌة تماٌز‬ ‫وإعادة تكامل مستمرتٌن تإدٌان إلى عاقبتٌن‪ .‬األولى أن القٌم تصبح أكثر‬ ‫انفتاحا وذات وجوه عدٌدة إلى درجة أن هذه التعددٌة تصبح هً القٌمة‬ ‫الشاملة ولذا ٌجد اإلنسان أنه ٌلعب أدوارا تتزاٌد باستمرار واألمر الذي‬ ‫ٌشعره بالضحالة وبالحاجة إلى ما ٌشعره بالثقة (مع ما ٌتضمنه ذلك من‬ ‫التؤرجح ما بٌن الشعور بالقوة ا لمطلقة والشعور بالٌؤس)‪ .‬و ٌمكن تتبع هذه‬ ‫الحالة بواسطة األفكار التفاعلٌة تلك األفكار ا لمتعلقة بتعدد أشكال الذات‬ ‫وصعوبة توحٌدها مع ما ٌرافق ذلك من صعوبات متزاٌدة أكثر فؤكثر فً‬ ‫السٌطرة على العواطؾ‪ .‬وٌؽدو التحلٌل النفسً فً هذا المقام شكبل من‬ ‫أشكال التنشبة االجتماعٌة لئلنسان الراشد تمكنه من دمج أدوار وقٌم‬ ‫أكثر تنوعا بكثٌر من تلك التً كان مسموحا بها فً التنشبة االجتماعٌة فً‬ ‫مرحلة الطفولة‪ .‬وهكذا نواجه مرة أخرى فكرة التحلٌل النفسً بوصفه‬ ‫وسٌلة للضبط االجتماعً‬ ‫‪180‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫‪--------------------‬‬‫فالفهم ٌؽٌر اإلنسان الذي ٌفهم على الرؼم من أنه‬ ‫لٌس من الضروري أن ٌؽٌر فهمه هذا ا لموقؾ الذي ٌفهمه‪ .‬والتؽٌر ٌتضمن‬ ‫القدرة على التعامل مع مجموعة من االحتماالت تقبل اختبلفات القابمة‬ ‫بٌنها حتى تعارضها التام‪ .‬وهذه المقدرة ٌمكن اعتبارها دلٌبل على النضج‬ ‫دلٌبل على أن التعلٌم ٌوسع المدارك حسب القول القدٌم‪ .‬والقدرة على‬ ‫النظر إلى العالم من عدة زواٌا قد ال تتفق مع بعضها البعض هً مسؤلة‬ ‫تتعلق بتعلم المرء كٌؾ ٌفكر ضد رأٌه وباالنفتاح على العالم‪ .‬وهذه موازٌة‬ ‫لعملٌة أكثر تعقٌدا وهً عملٌة تكامل الشخصٌة ومواجهتها لآلخرٌن فً‬ ‫سٌاق نموها إلى مرحلة الرجولة‪ .‬وهً العملٌة التً ٌتعلم من خبللها اإلنسان‬ ‫ضبط نفسه واالحتفاظ بمشاعره ا لمتضاربة حٌال شًء ما أو شخص ما‬ ‫تلك ا لمشاعر التً تتراوح فً مداها بٌن الحب والكره أو بٌن االنجذاب‬ ‫والنفور‬ ‫‪------------------‬‬

‫‪181‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الكتاب الثبلثون‬ ‫رواٌة القمر المربع للكاتبة ؼادة السمان‬

‫كً نكون سعداء علٌنا ان ال نبالً كثٌرا باالخرٌن " كامو "‬ ‫‪----------‬‬‫ارٌد ان تحب حقٌقتً ال صورة ترسمها لً ثم تحاول ان ترؼمنً على ان اصٌرها‬ ‫‪-----------‬‬‫ال ارٌد ان اكون موظفة عند زوجً او سكٌرتٌرة بٌتٌه له لً انا اٌضا عملً وعالمً وعذاباتً‬ ‫وافكاري وانت جزء من حٌاتً ال محورها‬ ‫‪-------‬‬‫لم ٌعد الزواج جزءا من حٌاة الرجل ونهاٌة لحٌاة المراة الحب جزء من حٌاتهما ولٌس محورا‬ ‫لها‬ ‫‪---------‬‬

‫‪182‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫الزمن ٌمر والعالم ٌتبدل وانا حابر ال اعلم ماذا افعل‬ ‫‪------‬‬‫تتحدث ‪ :‬اننً مثلك بكل سموك ووضاعتك ونزواتك وشهواتك وانت التستطٌع قمعً بسطوة‬ ‫المجتمع او القانون واذا كان ذلك ٌضاٌقكك من االفضل لك ان تفتش عن خاطبة تجد لك‬ ‫عروسا لم ٌقبل فمها اال امها‬ ‫‪--------‬‬‫هذه انا امراة ال تشعر بالذنب لمجرد انها ولدت كذلك وال تعتذر حتى عن نزواتها ولٌس‬ ‫بوسعك ان تمتلكها اال اذ احبتك‬ ‫‪---------‬‬‫ما اكثر الذٌن ٌفضلون انصاتك على قضابك حاجاتهم " لورد شستر فٌلد "‬ ‫‪-----------‬‬‫الفضول ٌهزم الخوؾ اكثر مما تهزمه السعادة " جٌمس ستٌفنز "‬ ‫‪---------‬‬‫ال ٌجمع العرب الٌوم اال نظرتهم المتخلفة للمراة‬ ‫‪--------‬‬‫حذار من العبث بالحقٌقة لحساب جزء من الكذب فالحقٌقة موجودة حتى لو تاجرت بها ولم‬ ‫تإمن بها‬ ‫‪-----------‬‬‫من النساء االهمال الٌجدي انهن ٌزدن معه تعلقا بك وحقدا علٌك فً ان‬ ‫‪----------‬‬

‫‪183‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫نحن نحمل اشباحنا معنا اٌنما ذهبنا‬ ‫‪---------‬‬‫بٌنما كنت اظن اننً اتعلم كٌؾ احٌا كنت فً حقٌقة االمر اتعلم كٌؾ اموت " لٌوناردو دافنشً‬ ‫"‬ ‫‪-------------‬‬‫فً الحرب ال احد ٌمكنه ان ٌضمن وصول كل رصاصة الى هدفها‬ ‫‪------------‬‬‫التتحسن الحال حتى اذا حدثت االمور للبشر على النحو الذي ٌرٌدونه " هٌراقلٌطس "‬ ‫‪-------‬‬‫انه المر هزلً ان ٌحب المرء شخصا اخر من اجل عٌوبه قبل فضابله‬ ‫‪-------‬‬‫تستطٌع ان تؽلق عٌنٌك عن الحقٌقة ال عن الذكرٌات " ستانسبلوٌلٌك "‬ ‫‪---------‬‬‫كتاب عٌنٌك ال ٌستطٌع المرء ان ٌنجز قراءته طول عمره‬ ‫‪-----------‬‬‫كل واحد مجنون على طرٌقته المهم ان ٌختار المرء الجنون الذي ٌناسب حقٌقته‬ ‫‪---------‬‬‫ان احبك حقا ال بمعنى االمتبلك فنمو شخصٌتك هو كسب لً‬ ‫‪-----------‬‬‫الذاكرة خبزي الٌومً ولم انجح ٌوما فً التخلص من دٌكتاتورٌة الذكرٌات‬ ‫‪184‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


‫] ُمقتطفاتٌ من ال ُكتب[‬

‫اإلصدار األول‬

‫َمت َمم اإلصدار األول‬ ‫حُم َمل هذا الملؾ من شبكة أبو نواؾ‬ ‫‪http://www.abunawaf.com/‬‬

‫‪185‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.