صدى الروضتين 327

Page 1

‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العبا�سية املقد�سة ‪� /‬شعبة الإعالم‬ ‫ال�سنة الثالثة ع�شرة ‪ /‬العدد ‪ 1/ 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م ‪ /‬رقم االعتماد يف نقابة ال�صحفيني العراقيني ‪722‬‬ ‫‪w w w . a l k a f e e l . n e t / s a d d a‬‬

‫(امل�شروع القر�آين لطلبة العلوم الدينية)‬

‫فيو�ضات عبا�سية‪..‬‬ ‫على �أبناء احلوزة العلمية‬

‫ق�سم �ش�ؤون املعارف اال�سالمية واالن�سانية‬ ‫يقيم دورة خامت الأنبياء ‪J‬‬ ‫ُ‬

‫لتحقيق املخطوطــــــات‬

‫تقيم مهرجان‬ ‫كلية الكفيل اجلامعة ُ‬ ‫الر�سول الأعظم ‪ J‬الثقــايف الثالث‬

‫‪،،‬‬

‫حتت �شعار‪( :‬مبحمد نفتخر‪ ..‬مبحمد ننت�صر)‬

‫‪،،‬‬

‫من حقنا ك�شعب �أن نطمح ونطمع �إىل �أن نخرج بواقع متطور‪،‬‬ ‫ونرى حالة من النهو�ض امل�ستمر‪ ،‬ونرى هذه اجلامعات تتحمل امل�س�ؤولية‪،‬‬ ‫�سواء على م�ستوى الطلبة �أو م�ستوى الأ�ساتذة‬

‫العتبة العبا�سية املقد�سة تفتت ُح جامعة العميد وفيها �أول كلية طب ب�شري يف العراق‬ ‫ً‬ ‫إ�ضافة نوعية رائدة يف حقل الدرا�سات الطبية الأهلية‬ ‫والوزير يعتربها �‬


‫‪ ...‬الإ�شراف ‪...‬‬ ‫عقيل عبد احل�سني اليا�سري‬

‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العبا�سية املقد�سة ‪� /‬شعبة الإعالم‬ ‫ال�سنة الثالثة ع�شرة ‪ /‬العدد ‪ 1/ 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م ‪ /‬رقم االعتماد يف نقابة ال�صحفيني العراقيني ‪722‬‬ ‫‪w w w . a l k a f e e l . n e t / s a d d a‬‬

‫(امل�شروع القر�آين لطلبة العلوم الدينية)‬

‫فيو�ضات عبا�سية‪..‬‬ ‫على �أبناء احلوزة العلمية‬

‫ق�سم �ش�ؤون املعارف اال�سالمية واالن�سانية‬ ‫دورة خامت الأنبياء ‪J‬‬

‫يقيمُ‬ ‫لتحقيق املخطوطــــــات‬

‫كلية الكفيل اجلامعة تقيمُ مهرجان‬ ‫الر�سول الأعظم ‪ J‬الثقــايف الثالث‬

‫‪،،‬‬

‫حتت �شعار‪( :‬مبحمد نفتخر‪ ..‬مبحمد ننت�صر)‬

‫‪،،‬‬

‫من حقنا ك�شعب �أن نطمح ونطمع �إىل �أن نخرج بواقع متطور‪،‬‬ ‫ونرى حالة من النهو�ض امل�ستمر‪ ،‬ونرى هذه اجلامعات تتحمل امل�س�ؤولية‪،‬‬ ‫�سواء على م�ستوى الطلبة �أو م�ستوى الأ�ساتذة‬

‫العتبة العبا�سية املقد�سة تفتت ُح جامعة العميد وفيها �أول كلية طب ب�شري يف العراق‬ ‫ً‬ ‫إ�ضافة نوعية رائدة يف حقل الدرا�سات الطبية الأهلية‬ ‫والوزير يعتربها �‬

‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية‬ ‫ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الفكرية والثقافية‬ ‫يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�شعبة االعالم‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫رقم الإيداع يف‬ ‫دار الكتب والوثائق العراقية ‪1163 /‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪Tel: 220 / 322600‬‬

‫‪8‬‬

‫توا�صل العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة زيارتها التفقدية‬ ‫للقطعات الع�سكرية من القوات‬ ‫االمنية واحل�شد ال�شعبي‬ ‫املتمركزة على �سواتر ال�صد مع‬ ‫الع�صابات االجرامية ‪...‬‬

‫‪14‬‬

‫‪www. alkafeel.net/sadda‬‬ ‫‪E-mail: sadda@alkafeel.net‬‬

‫‪.....................................‬‬ ‫‪ ...‬رئي�س التحرير ‪...‬‬ ‫علي ح�سني اخلباز‬ ‫‪ ...‬مدير التحرير ‪...‬‬ ‫ها�شم علي كرمي ال�صفار‬ ‫‪� ...‬سكرتري التحرير ‪...‬‬ ‫طارق الغامني‬ ‫‪ ...‬هيئة التحرير ‪...‬‬ ‫�أحمد �صالح‪ /‬عالء �سعدون‬ ‫زين العابدين ال�سعيدي‪ /‬حيدر داوود‬ ‫�سجاد طالب احللو ‪ /‬زاهر اخلفاجي‬

‫‪24‬‬

‫نفائ�س وحتف نادرة تزين‬ ‫متحف الكفيل للنفائ�س‬ ‫واملخطوطات‪ ،‬فع�شاق �أهل‬ ‫البيت‪ D‬ال يبخلون بكل غال‬ ‫ونفي�س يكون تلأل�ؤه �أكرث يف‬ ‫بقعة من بقع الكرامة ‪...‬‬

‫علي طعمة امل�سعودي‬

‫‪ ...‬التدقيق اللغوي ‪...‬‬ ‫ها�شم علي ال�صفار‬ ‫‪ ...‬الت�صوير الفوتوغرايف ‪...‬‬ ‫�سامر خليل احل�سيني‬ ‫ليث املو�سوي ‪� /‬أزهر الأ�سدي‬ ‫‪ ...‬الن�شر والتوزيع ‪...‬‬ ‫�أ�سامة بدر جنم‬ ‫‪ ...‬الت�صميم والإخراج الفني ‪...‬‬ ‫منتظر العلي ‪ /‬عبا�س املياحي‬ ‫‪...‬امل�شاركون يف هذا العدد‪...‬‬

‫عالء انذار العلي ‪ /‬عبد امللك كمال الدين‬ ‫م�صطفى الباوي ‪ /‬عبد احلمزة امل�شهداين‬ ‫�صادق مهدي ح�سن ‪ /‬مرت�ضى احللي‬ ‫منتظر الكريطي ‪� /‬صباح مهدي‬ ‫�سعد الربيعي ‪ /‬مازن عدنان‬ ‫علي ح�سني اخلفاجي ‪ /‬مهند �ستار‬ ‫ح�سني علي ال�شامي ‪ /‬د‪ .‬ن�ضري اخلزرجي‬ ‫ميعاد كاظم ‪� /‬شيماء �سامي‬ ‫نرج�س ها�شم‬

‫‪40‬‬

‫منا�سبة حلول ذكرى مولد‬ ‫�سيد الكائنات النبي حممد‬ ‫‪ J‬وحفيده الإمام جعفر بن‬ ‫حممد ال�صادق ‪� ،A‬أقامت‬ ‫جمعية ك�شافة الكفيل يف �شعبة‬ ‫الطفولة والنا�شئة ‪...‬‬

‫ُن�شر مقال بعنوان (ال�شرق‬ ‫الأو�سط ير�سم خارطة جديدة‬ ‫بري�شة العراق) للكاتب االنكليزي‬ ‫روبرت في�سك يف �صحيفة‬ ‫االندبندنت الربيطانية‪ ،‬وهو‬ ‫املرا�سل اخلا�ص لل�صحيفة ‪...‬‬

‫‪30‬‬

‫حملت جملة ر�سالة ال�شرق‬ ‫هدفها كمجلة اجتماعية‬ ‫تعمل لبث روح الوعي‬ ‫االن�ساين والوطني‪ ،‬وتوجيه‬ ‫النا�س و�إر�شادهم عن طريق‬ ‫و�سائل الن�شر ال�صحفية‪...،‬‬

‫‪42‬‬

‫مبنا�سبة مولد النبي حممد‬ ‫‪ ،J‬وحفيده عميد ال�صادقني‬ ‫ول�سان الناطقني الإمام جعفر‬ ‫بن حممد ‪ ،A‬واحتفا ًء بهذه‬ ‫املنا�سبة املباركة‪ ,‬وغمرة الأفراح‬ ‫التي يعي�شها العامل الإ�سالمي‪,‬‬


‫الإفـتـتــــــــاحـيـة‬

‫(االنتحار)‬ ‫بقلم ‪ ...‬رئي�س التحرير‬

‫‪44‬‬

‫ا�ستب�شرت املالئك‪ ،‬وتنورت‬ ‫الأر�ض وال�سماء ببزوغ النور‬ ‫الإلهي مبولد ال�سبب لوجود‬ ‫الكون خامت النبيني‪ ،‬وحامل‬ ‫ر�سالة احلب وال�سالم الب�شري‬ ‫النذير حممد بن عبد اهلل ‪.J‬‬

‫‪46‬‬

‫برعاية الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة‪� ،‬أقامت كلية‬ ‫الكفيل اجلامعة بالتعاون مع‬ ‫مركز العميد الدويل للبحوث‬ ‫والدرا�سات التابع لق�سم‬ ‫ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية ‪...‬‬

‫‪64‬‬

‫تويل العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة اجلانب التعليمي‬ ‫االهمية الكبرية؛ كونه‬ ‫ميثل التقدم والرقي جلميع‬ ‫املجتمعات‪... ،‬‬

‫�أي حت ٍّد لأمر ما‪ ..‬البد �أن ميتلك قدرات املواجهة‬ ‫التي تكون متقاربة على الأقل مع امكانيات التحدي‪..‬‬ ‫و�إذا انعدمت القدرة‪� ،‬أ�صبح التحدي عبثاً وجر�أة فارغة‪،‬‬ ‫ما مل ميتلك م�شروعاً ت�ضحوياً نبي ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫�أما �أن ُت�سخر هذه اجلر�أة �ضد رب العزة‪،‬‬ ‫فهذا ع�صيان‪ ،‬والع�صيان �سواد قلب‪..‬‬ ‫وغفلة مل تدرك الفارق بني القدرتني‪،‬‬ ‫ي�صبح امل�شروع عبارة عن انتحار‪..‬‬ ‫و�إال ما معنى �أن يتو�سل امللحد باهلل تعاىل �ساعة الأزمات‪!..‬‬ ‫يربر البع�ض هذه احلالة ب�أنها تعويدية‪،‬‬ ‫ونحن نراها تربيراً �أهوج‪..‬‬ ‫وعناداً ال طائل منه‪..‬‬ ‫هلل القوة والقدرة‪ ..‬وندعوه حل�سن اخلتام‪..‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪54‬‬

‫ك�شفت درا�سات عاملية �أ َّن عقل‬ ‫الطفل يتم ّيز باخليال الوا�سع‪،‬‬ ‫و�إمكانية خزن املعلومات بطريقة‬ ‫ذكية جداً‪� ،‬إذ ميكنه �أن ي�سرتجع‬ ‫املعلومات التي قام بخزنها يف‬ ‫عقله عند حاجته لها‪..‬‬

‫‪71‬‬

‫ترت�سم معامل اخلدمة عند‬ ‫حيا�ض القدا�سة ومنبع اجلود‪،‬‬ ‫لتتوج منجزاً والئياً قا�صداً‬ ‫مراتب ال�سمو والرفعة‪� ،‬سواعد‬ ‫مباركة مت�ضي قدماً خلدمة‬ ‫امل�شروع االرتقائي ‪...‬‬

‫‪74‬‬

‫بذل اجلهد من �أجل الك�سب‬ ‫احلالل �أحد العبادات التي‬ ‫يجازى عليها االن�سان‪،‬‬ ‫‏فاحلر�ص على تقدمي‬ ‫اخلدمة من خالل العمل وفق‬ ‫ال�ضوابط ال�شرعية ‪...‬‬

‫ال�شراكة التي يرتبط بها افراد‬ ‫املجتمع ت�ضع على كل فرد‬ ‫ينتمي له م�س�ؤولية كبرية‪،‬‬ ‫وهذه امل�س�ؤولية ميكن عدّها‬ ‫الرابط الوثيق الذي على‬ ‫ا�سا�سه تنمى االمكانيات ‪...‬‬


‫‪4‬‬

‫قب�سات نورانية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫املرجعية الدينية العليا‬ ‫حتذر من تداعيات تنازل الأمة عن مبادئها‪...‬‏‬ ‫‏ حذرت املرجعية الدينية العليا من تداعيات تنازل الأمة عن مبادئها‪،‬‬ ‫‏حيث بيننا القر�آن الكرمي كتاب هداية وحكمة‪ ،‬ين ّبه وعلينا ان ن�ستفيد‪،‬‬ ‫‏و�أخطر ما يف االمر عندما تتعر�ض بع�ض املبادئ والقيم اىل تنازل ‏من‬ ‫� ّأمة‪ ،‬وال �أحد ينبه‪ ،‬و�إذا كانت الأمة هي التي تتنازل‪ ،‬وال �أحد‏يو�ضح لها‬ ‫وينبهها‪ ،‬فماذا �سيكون اجلزاء؟ اما جزاء الدنيا كما يف �أمة‏نوح والعياذ‬ ‫باهلل او جزاء االخرة وهو �أخطر وا�شد و�أ�صعب وال‏حجة لنا وال مهرب منه‪.‬‏‬

‫جاء ذلك خالل اخلطبة الثانية‬ ‫من �صالة اجلمعة املباركة (‪19‬‬ ‫ربيع الأول ‪1439‬هـ) ‏املوافق‬ ‫(‪ 8‬كانون الأول ‪2017‬م) والتي‬ ‫احل�سيني‬ ‫�أُقيمت يف ال�صحن‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريف‪ ،‬‏وكانت ب�إمامة �سماحة‬ ‫ال�سيد �أحمد ال�صايف (دام عزّه)‬ ‫وهذا ن�صها‪:‬‏‬ ‫من جملة ما يتعر�ض له القر�آن‬ ‫الكرمي بع�ض ال�صور التي متر‬ ‫على بني �آدم كفرد ‏و�أمة‪ ،‬فهناك‬ ‫م�شاكل فردية كع�صيان االن�سان‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬فيجازى‬ ‫على ذلك‪ ،‬‏وهناك م�شاكل‬ ‫تخ�ص الأمة �أجمعها‪ ،‬ويالحظ‬ ‫فيها عنوان الأمة �أو جمموعة �أو‬ ‫‏املجتمع‪،‬‬ ‫هناك �أمور اهتم بها اهلل‬ ‫تبارك وتعاىل اهتمام ًا بالغ ًا‪،‬‬ ‫و�أعطاها �أهمية عظمى‪ ،‬وهذه‬ ‫‏الأهمية العظمى تتنا�سب يف حال‬ ‫خذالن هذا الأمر‪ ،‬و�أمر الب�شر‬ ‫بها‪ ،‬ف�إذا مل يحدث ما ‏اراده اهلل‬ ‫تعاىل‪ ،‬فريتب �سبحانه �أثر العمل‬ ‫تارة على الب�شر‪ ،‬وتارة يعطي‬ ‫�صورة ‏خموفة ملا �سي�ؤول اليه‬ ‫الب�شر جراء تركهم ما �أمرهم به‬ ‫�سبحانه وتعاىل‪.‬‏‬

‫‏ بع�ض امل�سائل �أراد اهلل تعاىل‬ ‫من الأمة مبا هي �أمة �أن تلتفت‬ ‫اليها‪ ،‬ومعنى ذلك انه ‏اذا كان‬ ‫هناك من ينبه ويدعو وي�شري‬ ‫ويبي �أن على الأمة �أن‬ ‫وين�صح نِّ‬ ‫تلتفت؛ لأن هذه ‏الأمور‪ ،‬اذا مل‬ ‫تتحقق فيها اال�ستجابة التامة‪،‬‬ ‫فمن املمكن ‪-‬والعياذ باهلل‪� -‬أن‬ ‫ينزل البالء‏فيكون بالء عام ًا‪.‬‏‬ ‫‏ نحن الآن ‪-‬معا�شر امل�سلمني‬ ‫جميع ًا‪ -‬نقد�س االنبياء‪ ،‬ومنر‬ ‫على اعاظم الأنبياء يف ‏القر�آن‬ ‫الكرمي مثلما منر على نوح ‪،A‬‬ ‫فق�صة نوح فيها اكرث من مدلول‪،‬‬ ‫‏فهو نبي كبقية االنبياء‪ ،‬وكما ان‬ ‫الأنبياء دعوا قومهم‪ ،‬دعا نوح‬ ‫قومه‪ ،‬فالقر�آن الكرمي ‏ال يتحدث‬ ‫عن التفا�صيل‪ ،‬لكن يتحدث عن‬ ‫ق�ضية مل حت�صل يف بقية الأمم‪،‬‬ ‫وح�صلت مع ‏نوح ‪� A‬أمور‪،‬‬ ‫فالذين مل يتبعوا نوح ًا مل يرجعوا‬ ‫اىل عقلهم وي�س�ألوا انف�سهم‪،‬‬ ‫‏فبالعك�س كانوا ي�سفهون اتباعه‪،‬‬ ‫كما قال تعاىل‪َ " :‬و َما َن َر َ‬ ‫اك‬ ‫ا َّت َب َع َك �إِلاَّ ا َّل ِذينَ هُ ْم �أَ َر ِاذ ُل َنا‏ َبا ِد َي‬ ‫ال َّر�أْ ِي" وبالنتيجة التعري�ض بنبي‬ ‫اهلل نوح �أي ان‪ :‬نوح لي�س له قيمة‪،‬‬ ‫كما جعلوا ‏ا�صابعهم يف �آذانهم‬

‫ا�ستهزاء وعدم �إعطاء نوح جما ًال‬ ‫لأن يتكلم معهم‪ ،‬وهذا ت�صرف‬ ‫‏لي�س فرديا من قوم نوح‪ ،‬بل هو‬ ‫ت�صرف جماعي‪ ،‬فلم يقل القر�آن‬ ‫�أن هناك واحدا من ‏القوم جعل‬ ‫ا�صبعه يف اذنيه‪ ،‬وامنا يقول‪:‬‬ ‫" َي ْج َع ُلونَ �أَ َ�صا ِب َع ُه ْم فيِ � َآذا ِن ِه ْم"‬ ‫وكذلك الذين ‏اتهموا من اتبعه‬ ‫�أي�ضا لي�س �شخ�صا واحدا‪،‬‬ ‫قال‪ :‬الذين اتبعوه‪ ،‬وا�صبح نوح‬ ‫مع الذين ‏اتبعوه يف حالة ا�شبه‬ ‫بحالة الغربة‪ ،‬فيتكلم وال ي�سمعون‬ ‫وينادي فال يفقهون‪ ،‬اىل ان علم‬ ‫‏نوح ‪� A‬أن ه�ؤالء ال يوجد فيهم‬ ‫�إال من يكون كافرا او يلد فاجرا‬ ‫كفارا‪ ،‬‏فه�ؤالء حتى يف ا�صالبهم‬ ‫ال يخرج منهم خري‪ ،‬فدعا عليهم‬ ‫نوح فق�ضي على االمة‏متاما حتى‬ ‫ابنه الذي مل يكن من الناجني مل‬ ‫ي�سمع ومل ي�صغ اليه‪ ،‬واهلل اجنى‬ ‫نوحا ومن‏معه‪.‬‏‬ ‫ومن املعلوم �أن نبي اهلل نوح ًا قد‬ ‫لبث فيهم الف �سنة اال خم�سني‬ ‫عاما‪ ،‬ومعنى ذلك �أن ‏الأجيال‬ ‫قد تبدلت و�أن دعوته مل تقت�صر‬ ‫على جيل معني‪ ،‬وعلى اختالف‬ ‫الأجيال مل ‏يكن فيهم من ي�ستمع‬ ‫�إليه اال القليل‪ ،‬وكانوا ال يلدون اال‬

‫كفارا فجارا‪ ،‬فخذلت الأمة‏نبيها‬ ‫على تعاقب الأجيال‪ ،‬فبالنتيجة‬ ‫عاقبهم اهلل �سبحانه وتعاىل ومل‬ ‫ينج منهم �أحد‪� ،‬إال ‏من كان مع‬ ‫نوح ‪ A‬يف ال�سفينة‪.‬‏‬ ‫اخواين القر�آن الكرمي كتاب‬ ‫هداية وحكمة ين ّبه وعلينا ان‬ ‫ن�ستفيد منه‪ ،‬واخطر ما يف‏االمر‬ ‫عندما تتعر�ض بع�ض املبادئ‬ ‫والقيم اىل تنازل من ا ّمة‪ ،‬وال‬ ‫�أحد ينبه‪ ،‬واذا ‏كانت الأمة هي‬ ‫التي تتنازل‪ ،‬وال احد يو�ضح لها‬ ‫وينبهها‪ ،‬ف�سيكون اجلزاء اما‬ ‫جزاء ‏الدنيا كما يف �أمة نوح‬ ‫والعياذ باهلل او جزاء االخرة وهو‬ ‫اخطر وا�شد وا�صعب وال‏حجة لنا‬ ‫وال مهرب منه‪.‬‏‬ ‫ن�س�أل اهلل �سبحانه وتعاىل مبن‬ ‫نلوذ بجواره وهو �سيد ال�شهداء‬ ‫�سبط النبي امل�صطفى ‪ J‬ان‬ ‫مينّ علينا وعليكم بكل خري وان‬ ‫يعجل بالن�صر امل�ؤزر لأبنائنا‬ ‫وقواتنا على ‏اعدائهم ويرينا يف‬ ‫ابنائنا والبلد كل خري ويرينا يف‬ ‫اعدائنا كل ذلة وهوان‪.‬‏‬


‫قب�سات نورانية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪5‬‬

‫املرجعية الدينية العليا‪ :‬ال ف�ضل لأحد �إال للعراقيني يف حتقيق‏االنت�صار‪،‬‬ ‫فالن�صر منكم ولكم واليكم و�أنتم �أهله و�أ�صحابه‪ ،‬فهنيئ ًا لكم‏به‪..‬‏‬ ‫بينت املرجعية الدينية العليا �أن ال ف�ضل لأحد �إال للعراقيني‬ ‫يف ‏حتقيق االنت�صار‪ ،‬فالن�صر منكم ولكم و�إليكم‪ ،‬و�أنتم �أهله‬ ‫و�أ�صحابه‪ ،‬‏فهنيئ ًا لكم به‪ ،‬وبوركتم‪ ،‬وبوركت تلك ال�سواعد‬ ‫الكرمية التي قاتلتم ‏بها‪ ،‬وبوركت تلك احلجور الطاهرة التي‬ ‫ربيتم فيها‪� ،‬أنتم فخرنا ‏وع ّزنا ومن نباهي به �سائر الأمم‪.‬‬ ‫‏ جاء ذلك يف اخلطبة الثانية من‬ ‫�صالة اجلمعة امل�صادفة (‪ 26‬ربيع‬ ‫الأول ‪1439‬هـ)‏املوافقة (‪ 15‬كانون‬ ‫الأول ‪ 2017‬م) التي �أُقيمت يف‬ ‫احل�سيني ال�شريف‪،‬‏وكانت‬ ‫ال�صحن‬ ‫ّ‬ ‫ب�إمامة �سماحة ال�شيخ عبد املهدي‬ ‫الكربالئي (دام عزه) والتي بينّ‬ ‫فيها ما‏ن�صه‪:‬‏‬ ‫‏ قبل ايام �أعلن ر�سمي ًا عن حترير‬ ‫�آخر جزء من االرا�ضي العراقية من‬ ‫�سيطرة تنظيم ‏داع�ش االرهابي‪،‬‬ ‫وبهذه املنا�سبة نلقي على م�سامعكم‬ ‫هذه الكلمة‪:‬‏‬ ‫�أيها العراقيون ال�شرفاء‪ ..‬بعد‬ ‫ما زاد على ثالثة �أعوام من القتال‬ ‫ال�ضاري وبذل الغايل ‏والنفي�س‬ ‫ومواجهة خمتلف ال�صعاب‬ ‫والتحديات‪ ،‬انت�صرمت على اعتى قوة‬ ‫ارهابية ‏ا�ستهدفت العراق مبا�ضيه‬ ‫وحا�ضره وم�ستقبله‪ ..‬انت�صرمت‬ ‫عليها ب�إرادتكم ال�صلبة‪،‬‏وعزميتكم‬ ‫الرا�سخة يف احلفاظ على وطنكم‬ ‫وكرامتكم ومقد�ساتكم‪.‬‏‬ ‫‏ انت�صرمت عليها بت�ضحياتكم‬ ‫الكبرية حيث قدمتم انف�سكم‬ ‫وفلذات اكبادكم وكل ما ‏متلكون‬ ‫فدا ًء للوطن الغايل‪ ،‬ف�سطرمت‬ ‫ا�سمى �صور البطولة والإيثار‪،‬‬ ‫وكتبتم تاريخ ‏العراق احلديث‬ ‫ب�أحرف من ع ّز وكرامة‪ ،‬ووقف‬ ‫العامل مدهو�ش ًا امام �صالبتكم‬ ‫‏و�صربكم وا�ستب�سالكم واميانكم‬

‫بعدالة ق�ضيتكم حتى حتقق هذا‬ ‫الن�صر الكبري الذي ظن ‏الكثريون‬ ‫�أنه بعيد املنال‪ ،‬ولكنكم جعلتم منه‬ ‫واقع ًا ملمو�س ًا خالل مدة ق�صرية‬ ‫ن�سبي ًا‪ ،‬‏فحفظتم به كرامة البلد‬ ‫وعزته وحافظتم على وحدته ار�ض ًا‬ ‫و�شعب ًا‪ ،‬فما �أعظمكم من‏�شعب‪.‬‏‬ ‫�أيها املقاتلون امليامني‪ ،‬يا �أبطال‬ ‫القوات امل�سلحة مبختلف �صنوفها‬ ‫وعناوينها‪ ،‬ان ‏املرجعية الدينية‬ ‫العليا �صاحبة فتوى الدفاع الكفائي‬ ‫التي ّ‬ ‫�سخرت كل امكاناتها‏وطاقاتها‬ ‫يف �سبيل �إ�سناد املقاتلني وتقدمي‬ ‫العون لهم‪ ،‬وبعثت بخرية ابنائها‬ ‫من ا�ساتذة‏وطالب احلوزة العلمية‬ ‫اىل اجلبهات دعم ًا للقوات املقاتلة‬ ‫وقدمت الع�شرات منهم ‏�شهداء يف‬ ‫أحد ف�ض ًال‬ ‫هذا الطريق‪ ،‬ال ترى ل ٍ‬ ‫يداين ف�ضلكم‪ ،‬وال جمد ًا يرقى اىل‬ ‫جمدكم ‏يف حتقيق هذا االجناز‬ ‫التاريخي املهم‪.‬‏‬ ‫‏ فلوال ا�ستجابتكم الوا�سعة لفتوى‬ ‫املرجعية وندائها واندفاعكم‬ ‫البطويل اىل جبهات ‏القتال‬ ‫و�صمودكم اال�سطوري فيها مبا‬ ‫يزيد على ثالثة اعوام ملا حتقق هذا‬ ‫الن�صر‏املبني‪ ،‬فالن�صر منكم ولكم‬ ‫واليكم و�أنتم �أهله و�أ�صحابه فهنيئ ًا‬ ‫لكم به‪ ،‬وهنيئ ًا ل�شعبكم ‏بكم‪،‬‬ ‫وبوركتم وبوركت تلك ال�سواعد‬ ‫الكرمية التي قاتلتم بها وبوركت‬ ‫تلك احلجور ‏الطاهرة التي ربيتم‬

‫فيها‪� ،‬أنتم فخرنا وعزّنا ومن نباهي‬ ‫به �سائر االمم‪.‬‏‬ ‫ما �أ�سعد العراق وما �أ�سعدنا بكم‬ ‫لقد ا�سرتخ�صتم �أرواحكم وبذلتم‬ ‫مهجكم يف �سبيل بلدكم ‏و�شعبكم‬ ‫ومقد�ساتكم‪ ،‬اننا نعجز عن �أن‬ ‫نوفيكم بع�ض حقكم‪ ،‬ولكن اهلل‬ ‫تعاىل �سيوفيكم ‏اجلزاء االوفى‪،‬‬ ‫ولي�س لنا اال �أن ندعوه ب�أن يزيد يف‬ ‫بركاته عليكم ويجزيكم خري جزاء‬ ‫‏املح�سنني‪.‬‏‬ ‫ايها االخوة واالخوات‪ ،‬اننا‬ ‫اليوم ن�ستذكر مبزيد من اخل�شوع‬ ‫واالجالل �شهداءنا ‏االبرار الذين‬ ‫ر ّووا �أر�ض الوطن بفي�ض دمائهم‬ ‫الزكية‪ ،‬فكانوا مناذج عظيمة‬ ‫‏للت�ضحية والفداء‪ ،‬ون�ستذكر معهم‬ ‫عوائلهم الكرمية‪� ،‬آباءهم وامهاتهم‬ ‫وزوجاتهم ‏واوالدهم واخوتهم‬ ‫واخواتهم‪ ،‬اولئك االعزّة الذين‬ ‫فجعوا ب�أحبتهم فغدوا يقابلون �أمل‬ ‫‏الفراق مبزيد من ال�صرب والتحمل‪،‬‬ ‫ون�ستذكر بعزة و�شموخ اعزاءنا‬ ‫اجلرحى‪ ،‬وال ‏�سيما من ا�صيبوا‬ ‫بالإعاقة الدائمة وهم ال�شهداء‬ ‫االحياء الذين �شاء اهلل تعاىل ان‬ ‫يبقوا‏بيننا �شهود ًا على بطولة �شعب‬ ‫واجه ا�شرار العامل‪ ،‬فانت�صر عليهم‬ ‫بت�ضحيات ابنائه‪.‬‏‬ ‫‏ ون�ستذكر ب�إكبار وامتنان جميع‬ ‫املواطنني الكرام الذين �ساهموا يف‬ ‫رفد ابنائهم ‏املقاتلني يف اجلبهات‬

‫بكل ما يعزز �صمودهم‪ ،‬حيث كانوا‬ ‫خري ن�صري وظهري لهم‪ ،‬يف ‏واحدة‬ ‫من �أروع �صور تالحم �شعب بكافة‬ ‫�شرائحه ومكوناته يف الدفاع عن‬ ‫عزته‏وكرامته‪.‬‏‬ ‫‏ ون�ستذكر ب�شكر وتقدير كل الذين‬ ‫كان لهم دور فاعل وم�ساند يف‬ ‫هذه امللحمة الكربى ‏من املفكرين‬ ‫واملثقفني والأطباء وال�شعراء‬ ‫والكتّاب واالعالميني وغريهم‪ .‬كما‬ ‫نقدم ‏ال�شكر والتقدير لكل اال�شقاء‬ ‫واال�صدقاء الذين وقفوا مع العراق‬ ‫و�شعبه يف حمنته مع ‏االرهاب‬ ‫الداع�شي و�ساندوه وقدموا له العون‬ ‫وامل�ساعدة �سائلني اهلل العلي القدير‬ ‫�أن ‏يدفع عن اجلميع �شر الأ�شرار‪،‬‬ ‫وينعم عليهم بالأمن وال�سالم‪.‬‏‬ ‫‏ �إن املعركة �ضد الف�ساد ‪-‬التي‬ ‫ت�أخرت طوي ًال‪ -‬ال تق ّل �ضراوة‬ ‫عن معركة االرهاب �إن ‏مل تكن‬ ‫�أ�شد و�أق�سى‪ ،‬والعراقيون ال�شرفاء‬ ‫الذين ا�ستب�سلوا يف معركة االرهاب‬ ‫قادرون‏بعون اهلل على خو�ض غمار‬ ‫معركة الف�ساد‪ ،‬واالنت�صار فيها‬ ‫�أي�ض ًا‪� ،‬إن �أح�سنوا ادارتها ‏ب�شكل‬ ‫مهني وحازم‪.‬‏‬ ‫ن�س�أل اهلل العلي القدير �أن ي�أخذ‬ ‫ب�أيدي اجلميع اىل ما فيه خري‬ ‫العراق و�صالح �أهله �إنه ‏�سميع‬ ‫جميب‪.‬‏‬


‫‪6‬‬

‫من وحي ال�شريعة‬

‫الإ�ستفتاءات ال�شرعية‬

‫طبقا لفتاوى �سماحة املرجع الديني الأعلى �آية اهلل العظمى‬ ‫ال�سيد علي احل�سيني ال�سي�ستاين ‪K‬‬

‫�صالة اجلماعة‬

‫م�س�ألة‪� :‬إذا اجتمع �شخ�صان �أو �أكرث‪،‬‬ ‫وكان �أحدهما جامع ًا ل�شرائط �إمام‬ ‫اجلماعة‪ ،‬جاز لهم �أن يقدموه لي�ص ّلي بهم‬ ‫جماعة‪.‬‬ ‫م�س�ألة‪ :‬ي�شرتط يف �إمام اجلماعة �أن‬ ‫يكون بالغ ًا‪ ،‬عاق ًال غري جمنون‪ ،‬م�ؤمن ًا‪،‬‬ ‫عاد ًال‪ ،‬ال يع�صي ربه‪� ،‬صحيح القراءة‪،‬‬ ‫والدته �شرع ّية‪ ،‬ذكر ًا �إذا كان امل�أموم ذكر ًا‪.‬‬ ‫�س�ؤال‪ :‬وكيف نعرف �أن هذا الرجل‬ ‫امل�ؤمن عادل حتى ن�ص ّلي خلفه؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يكفي فيه ح�سن ظاهره‪.‬‬ ‫�س�ؤال‪ :‬هل يعترب يف اجلماعة و�إمامها‬ ‫�شرائط �أخرى؟‬ ‫اجلواب‪ :‬نعم‪( ،‬يعترب �أن ال يكون الإمام‬ ‫ممن جرى عليه احلد ال�شرعي) و�أن تكون‬ ‫ّ‬ ‫�صالته عن قيام �إذا كان امل�أموم ي�ص ّلي‬ ‫توجهه اىل اجلهة التي‬ ‫عن قيام‪ ،‬و�أن يكون ّ‬ ‫يتوجه �إليها امل�أموم‪ ،‬فال يجوز ملن يعتقد �أنّ‬ ‫ّ‬ ‫القبلة يف جهة �أن ي�أ ّمت مبن يعتقد �أ ّنها يف‬ ‫جهة �أخرى‪ ،‬و�أن تكون �صالته بنظر امل�أموم‬ ‫�صحيحة‪ ،‬فلو ّ‬ ‫تو�ض�أ الإمام مباء جن�س‪ ،‬وهو‬ ‫ال يعلم بنجا�سته وامل�أموم يعلم بذلك عندئذٍ‬ ‫ال يجوز للم�أموم �أن ي�أ ّمت به‪.‬‬ ‫�س�ؤال‪ :‬وكيف �أ�ص ّلي �صالتي جماعة؟‬ ‫اجلواب‪ :‬تختار �شخ�ص ًا مع ّين ًا جامع ًا‬ ‫ل�شرائط �إمام اجلماعة‪ ،‬فتقف اىل ميينه‬ ‫�إن كنت وحدك مت�أخر ًا عنه قلي ًال‪� ،‬أو تقف‬ ‫خلفه �إذا كنتما اثنني �أو �أكرث من دون �أن‬ ‫يف�صل بينك وبينه حائل كاجلدار مث ًال‪،‬‬ ‫ومن دون �أن يرتفع مو�ضع وقوفه على مو�ضع‬ ‫وقوفك �إرتفاع ًا غري ي�سري‪ ،‬وي�شرتط �أن ال‬ ‫يكون الفا�صل بينك وبني �إمام اجلماعة‬ ‫�أو بينك وبني امل�صلي الذي اىل جنبك �أو‬ ‫قدّامك املرتبط ب�إمام اجلماعة كثري ًا‪� .‬أي‬ ‫�أن ال يف�صل بني �أحدهم و�صاحبه �أكرث‬ ‫من مرت تقريب ًا‪ .‬ويكفي �أن يرتبط امل�ص ّلي‬ ‫ب�صاحبه ولو من جهة واحدة‪ ،‬يكفيه �أن‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫مب�صل عن ميينه �أو‬ ‫مب�صل �أمامه �أو‬ ‫يرتبط‬ ‫ٍّ‬ ‫مب�صل عن �شماله‪ ،‬يكفيه �أحدهم‪.‬‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ا َ‬ ‫هدو َّية‪..‬‬ ‫مل َ‬

‫ع�صوم‬ ‫النموذج الأق َو َم ا َمل ُ‬ ‫ ‬ ‫الق�سم الأول‬ ‫عن عالء بن �سيابة عن �أبي‬ ‫عبد اهلل الإمام جعفر ال�صادق‬ ‫‪ A‬يف معنى قول اهلل تعاىل‪�ِ " :‬إنَّ‬ ‫هدي ِلل ِتي ِه َي �أقوم"‬ ‫هَ َـذا ال ُقر�آنَ ِي ِ‬ ‫قال ‪ A‬يهدي �إىل الإمام(‪.)1‬‬ ‫�إذ الإمام ‪ A‬هو �أ�ص ٌل للهداية‬ ‫وجلميع اخلريات‪ ،‬و�أقوم ِمن كل‬ ‫ما يتقرب به العبد به �إىل اهلل‬ ‫تعاىل‪ ،‬فالقر�آن يهدي �إليه يف‬ ‫موا�ضع عديدة‪.‬‬ ‫والإمام املهدي ‪ A‬م�شمو ٌل‬ ‫بعنوان الإمام املن�صوب رباني ًا‪،‬‬ ‫والذي يهدي �إليه القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫ولتوثيق �صحة اخلرب الذي نقله‬ ‫العالء بن �سيابة عن الإمام‬ ‫ال�صادق ‪ A‬يف تف�سري معنى هذه‬ ‫الآية ال�شريفة نقول‪� :‬إنَّ العالء‬ ‫بن �سيابة‪ ،‬هو كويف‪ ،‬موىل‪ ،‬من‬ ‫�أ�صحاب الإمام ال�صادق ‪.A‬‬ ‫وع َّده الربقي �أي�ض ًا من �أ�صحاب‬ ‫َ‬ ‫الإمام ال�صادق ‪ A‬قائ ًال‪ :‬العالء‬ ‫بن �سيابة كويف‪.‬‬ ‫روى عن �أبي عبد اهلل الإمام‬ ‫ال�صادق ‪ ،A‬وروى عنه مو�سى‬ ‫بن �أكيل النمريي‪ ،‬وهو كويف‪ ،‬ثقة‪،‬‬ ‫له كتاب (من �أ�صحاب الإمام‬ ‫ال�صادق ‪ ،)A‬و ّثقه النجا�شي يف‬

‫رجاله‪� :‬ص ‪.320‬‬ ‫روى عنه تف�سري علي بن �إبراهيم‬ ‫القمي �سورة هود‪ ،‬يف تف�سري قوله‬ ‫تعاىل‪" :‬ونادى نوح ابنه‪ ."...‬وقال‬ ‫ال�سيد اخلوئي (قد�س �سره)‪:‬‬ ‫الرجل‪� :‬أي‪ :‬العالء بن �سيابة‪:‬‬ ‫مل ُيو َّثق ومل يثبت مدحه يف كتب‬ ‫الرجال‪� ،‬إ َّال �أنَّ وجوده يف �إ�سناد‬ ‫تف�سري علي بن �إبراهيم القمي‬ ‫كاف يف ذلك‪� ،‬أي‪ :‬التوثيق واملدح‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫و ُيع َت َم ُد على روايته‪.‬‬ ‫وكيف كان فطريق ال�صدوق‬ ‫(قد�س �سره) �إليه �صحيح‪ .‬طبقته‬ ‫يف احلديث وقع بهذا العنوان يف‬ ‫ا�سناد عدة من الروايات تبلغ‬ ‫�سبعة وع�شرين مورد ًا‪ .‬فقد روى‬ ‫عن �أبي جعفر الباقر‪ :‬و�أبي عبد‬ ‫اهلل ال�صادق ‪.)2(C‬‬ ‫وذكر الع ّالمة احللي توجيهه‬ ‫يف قوله تعاىل‪�" :‬إِنَّ هَ َـذا ال ُقر�آنَ‬ ‫هدي ِلل ِتي ِه َي �أقوم" وقال‪ :‬وجه‬ ‫ِي ِ‬ ‫اال�ستدالل �أ َّنه تعاىل �أراد من‬ ‫املُك َّلفني الطريقة التي هي �أقوم‪،‬‬ ‫وهي ال�صواب الذي ال ُيح َت َمل‬ ‫غريه‪ ،‬وال ُيع َلم ذلك �إ َّال بتوقف‬ ‫النبي ‪� J‬أو من يقوم مقامه‪،‬‬ ‫وغري املع�صوم ال يح�صل منه‬

‫مرت�ضى علي احللي‬

‫ذلك‪� ،‬أي‪ :‬ال يتمكن من �أخذ‬ ‫النا�س �إىل الطريقة التي هي �أقوم‬ ‫و�أ�صوب يف العقيدة وال�شريعة‬ ‫واملنهج يف هذه احلياة‪.‬‬ ‫فيجب �أن يكون القائم‬ ‫مقام النبي ‪ J‬مع�صوم ًا وهو‬ ‫املطلوب(‪ .)3‬مبعنى‪� :‬أنَّ الإمام‬ ‫املع�صوم‪ A‬واملن�صوب �إلهيا هو‬ ‫من يتك ّفل بتنجيز الهداية للنا�س‬ ‫بعد ر�سول اهلل ‪ J‬فمقت�ضى‬ ‫احلكمة الإلهية �أن يهتدي جميع‬ ‫الب�شر �إىل الطريقة التي هي‬ ‫�أقوم واقعا بوا�سطة الإمام ‪،A‬‬ ‫وهذا ما نعتقده قطعا يف التحقق‬ ‫الوجودي يف دولة العدل الإلهي‬ ‫التي �سي�شيدها الإمام املهدي‬ ‫‪ ،A‬حتم ّيا يف امل�ستقبل ب�إذن اهلل‬ ‫تعاىل وت�أييده‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬ب�صائر الدرجات‪ :‬حممد بن‬ ‫احل�سن ال�ص ّفار‪� :‬ص‪.497‬‬ ‫(‪ )2‬معجم رجال احلديث ‪ -‬ال�سيد‬ ‫اخلوئي ( ُقدِّ َ�س �سره ال�شريف)‪ :‬ج‪/12‬‬ ‫�ص‪.190‬‬ ‫(‪ )3‬كتاب الألفني ‪ -‬الع ّالمة احللي‪:‬‬ ‫�ص‪.397‬‬


‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪7‬‬

‫على ذ ّمة احلدث‪..‬‬ ‫يف �سرية ال�صحابي اجلليل �أبي ذر الغفاري ‪E‬‬ ‫جلنة املنا�سبات‬ ‫يحاول بع�ض امل�ؤرخني �أن يجدوا‬ ‫يل خمرج ًا بني معلل وم�ستنكر‬ ‫ومدل�س ومغل�س‪ ،‬لكن تبقى للحقيقة‬ ‫�سطوتها‪ ،‬ولهذا �س�أروي لكم ما‬ ‫حدث‪ ..‬ال �أحد فينا ينكر معروف‬ ‫�أبي ذر الغفاري‪ ،‬لكنه كان �صلب ًا‬ ‫جاف ًا يف مواجهتي‪ ،‬يعتربين‬ ‫احتكرت ال�سلطة‪ ،‬ووزعت �أموال‬ ‫امل�سلمني لع�شريتي‪ ،‬وابتعدت عن‬ ‫نهج الر�سول ‪.J‬‬ ‫ويرى اين اول من خلق ظاهرة‬ ‫الطبقية‪ ،‬وله مواقف �أخرى‬ ‫مت�شددة‪ ،‬لكنه ال يجل�س امامي‬ ‫يحاورين كما يفعل العلماء مع‬ ‫العرو�ش‪ ،‬بل يقف امامي غا�ضب ًا‪،‬‬ ‫ليقول يل �أمام جمهرة من‬ ‫احلا�ضرين‪:‬ـ انت ال�سبب يف فقر‬ ‫الفقراء‪ ،‬تقرب �أوالد الطلقاء‪!..‬‬ ‫ثم يروي �أحاديث مل تكن‬ ‫امل�صالح تقت�ضي روايتها‪ ،‬حاولت‬ ‫ان اقربه و�أتقرب اليه‪ ،‬لكنه ال يقبل‬ ‫�أن �أعطيه �شيئ ًا من املال‪ ،‬وال ميني‬ ‫نف�سه مبن�صب‪ ،‬فماذا يريد؟ يقول‬

‫حزن ر�سول اهلل ‪ J‬لوجود �أربعة‬ ‫دنانري فائ�ضة يف اخلزينة‪ ،‬يخاف‬ ‫�أن يدركه املوت‪ ،‬وهي عنده‪ ،‬وحني‬ ‫وزعها ارتاح‪ ،‬وحني �أجاز يل ذلك‬ ‫عامل من العلماء‪� ..‬ضربه بع�صا‬ ‫على ر�أ�سه وقال له‪:‬ـ اين انت وقول‬ ‫اهلل �سبحانه تعاىل‪" :‬الذين يكنزون‬ ‫الذهب والف�ضة وال ينفقونها يف‬ ‫�سبيل اهلل فب�شرهم بعذاب �أليم"‪.‬‬ ‫اغ�ضبني الرجل كثريا‪ ،‬ونكل‬ ‫بي وب�سلطاين‪ ،‬ف�صحت به‪" :‬انت‬ ‫�شيخ قد خرفت وذهب عقلك ولوال‬ ‫�صحبتك لر�سول اهلل لقتلتك" مل‬ ‫يخف تهديدي‪ ،‬وال هاب قويل‪،‬‬ ‫بل قال يل و�أمام مهابة عر�شي‪:‬‬ ‫"كذبت‪� ..‬أخربين ر�سول اهلل ‪ J‬ال‬ ‫يفتنونك وال يقتلونك"‪.‬‬ ‫ماذا افعل مع رجل ي�صر على‬ ‫اهانتي و�إهانة قومي‪ ،‬يقول عن‬ ‫ل�سان النبي ‪" :J‬اذا بلغ �آل ابن‬ ‫العا�ص ثالثني رج ًال‪� ،‬صيرّ وا مال‬ ‫اهلل دو ًال‪ ،‬وكتاب اهلل دغ ًال‪ ،‬وعباد‬ ‫اهلل خو ًال‪ ،‬وال�صاحلني حرب ًا‪،‬‬

‫والفا�سقني حزب ًا"‪ ،‬ومل ي�شهد له‬ ‫�أحد �سوى علي بن ابي طالب‪.A‬‬ ‫قلت له مرة‪ :‬ماذا ابقيت يل يا‬ ‫�أبا ذر؟ ف�أجابني‪ :‬وماذا ابقيت انت‬ ‫لك‪ ،‬وقد جعلت املال دولة بني افراد‬ ‫بني امية و�أن�صارهم ومن واالهم‪،‬‬ ‫وادعيت انها �سنة ر�سول اهلل ‪J‬‬ ‫على �أ�سا�س انه كان ي�ؤثر بني ها�شم‬ ‫على �سائر قري�ش‪ ،‬و�صرحت امام‬ ‫النا�س‪" :‬لو ان مفاتيح اجلنة بيدي‬ ‫لأعطيتها بني �أمية حتى يدخلوا‬ ‫لأ�ستعملهم رغما على انف من‬ ‫رغم"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬الحتمله‪ ،‬فنا�شدته با�سم‬ ‫ر�سول اهلل �أن يجيب عن �س�ؤايل‪:‬ـ‬ ‫�أي البالد �أحب اليك �أن تكون فيها؟‬ ‫فقال يل‪ :‬مكة لأن حرم اهلل فيها‪،‬‬ ‫اجبته ال كرامة لك فيها‪ ،‬فقال‪:‬ـ‬ ‫املدينة فيها حرم ر�سول اهلل‪،‬‬ ‫قلت له‪ :‬ال كرامة لك فيها‪� ،‬س�ألته‬ ‫حينها‪:‬ـ �أي البالد ابغ�ض اليك؟‬ ‫�أجابني‪:‬ـ الربذة‪ ،‬قلت له‪� :‬سر بها‪،‬‬ ‫فقال يل‪:‬ـ هذا احلوار كله اخربين‬

‫به ر�سول اهلل ‪!..J‬‬ ‫يا الهي‪ ..‬ماذا ا�صنع مع هذا‬ ‫الرجل‪ ،‬ار�سلته اىل املدينة ف�شكى‬ ‫منه النا�س وواليها‪ ،‬ار�سلته اىل‬ ‫ال�شام و�إذا مبعاوية ي�ستغيث بي‬ ‫لإبعاده‪ ،‬و�أهل دم�شق يودعونه م�شيا‬ ‫اىل دير املران‪ ،‬والنا�س يودعونه‪،‬‬ ‫وحني دخل على عر�شي ا�ستل �سيف‬ ‫جر�أته وهو يقول‪" :‬ال قرب اهلل‬ ‫من ع�صاه‪ ،‬وخالف امره‪ ،‬وارتكب‬ ‫هواه)‪.‬‬ ‫�أراد العامل كعب االحبار ان‬ ‫ين�صحه ف�ضربه على ر�أ�سه مرة‬ ‫�أخرى بع�صاه‪ ،‬فقدت �صربي وقلت‬ ‫له‪ :‬ال جمعتني و�إياك دار‪ ،‬لقد‬ ‫خرفت يا �أبا ذر وذهب عقلك‪،‬‬ ‫امرت ان يخرجوه عنوة حتى يركبوه‬ ‫قتب ناقة بغري وطاء‪ ،‬حتى و�صل‬ ‫موعده الربذة‪ ،‬وذهب احل�سن بن‬ ‫علي و�أخوه احل�سني وعبد اهلل بن‬ ‫عبا�س والف�ضل لي�شيعوه‪ ،‬هذا ما‬ ‫رويته على ذمة احلدث ولكم ما‬ ‫ترونوه وما حتكمون‪..‬؟!‬


‫‪8‬‬

‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫حلا�ستي جراح من الأ�سئلة‪..‬‬

‫يف ذكرى والدة �إمامنا احل�سن الع�سكري ‪A‬‬ ‫جلنة املنا�سبات‬ ‫ال يهمني �أن �أعرف لأي درجة‬ ‫تنتمي حا�ستي‪ ،‬البع�ض يراها �أنها‬ ‫ال�ساد�سة‪ ،‬والآخر ي�صر على �أنها‬ ‫تنمي اىل الدرجة ال�سابعة؛ كونها‬ ‫ت�ساعدين على ا�ستح�ضار جمموعة‬ ‫من ال�شخ�صيات للقاء بهم‪ ،‬وهم من‬ ‫عوامل ما�ضوية معا�صرة �أي متفرقة‬ ‫زماني ًا‪ ،‬ويف ذكرى ا�ست�شهاد الإمام‬ ‫احل�سن الع�سكري ‪.A‬‬ ‫قالت يل‪� :‬إن منزلة االمام‬ ‫الع�سكري‪ A‬كانت معروفة‬ ‫وم�شهورة لدى اخلا�صة والعامة‪،‬‬ ‫وهي معلومة لدى خلفاء ع�صره‪،‬‬ ‫ولهذا �س�ألتقيك بخليفة عبا�سي‬ ‫لتعرف منزلته‪ ،‬هذا هو املعتمد‬ ‫العبا�سي ا�سمع �شهادته‪ ،‬وتيقن من‬ ‫حكمة جربت الباطل حد االنتماء‪،‬‬ ‫يقول لأحد �أتباعه ممن طلبوا‬ ‫ال�سلطة‪�" :‬أعلم ان منزلة احل�سن‬ ‫بن علي الهادي مل تكن بنا‪ ،‬امنا‬

‫كانت باهلل عز وجل‪ ،‬ونحن كنا‬ ‫جنتهد يف حط منزلته والو�ضع‬ ‫منه‪ ،‬وكان اهلل ي�أبى �إال انت يزيده‬ ‫كل يوم رفعة مبا كانت فيه من‬ ‫ال�صيانة وح�سن العلم والعبادة‪،‬‬ ‫فان كان فيكم من مبنزلته فال‬ ‫حاجة به الينا‪ ،‬وان مل تكن عندهم‬ ‫مبنزلته ومل يكن فيهم ما كان فيه‪،‬‬ ‫نغن عنه يف ذلك �شيئ ًا"‪.‬‬ ‫مل ِ‬ ‫قلت حلا�ستي‪� :‬أميكن �أن يعرف‬ ‫االن�سان احلق اىل هذه الدرجة‬ ‫ويحيد عنها‪ ،‬فقالت‪:‬ـ انه العر�ش‬ ‫يا �صاحبي العر�ش‪ ،‬ثم قالت‪ :‬تعال‬ ‫لأريك �شهادة �أخرى‪ ،‬و�إذا �أنا‬ ‫�أمام طبيب اال�سرة احلاكمة‪ ،‬وهو‬ ‫ابن ا�سرة من الأطباء خدموا يف‬ ‫عرو�ش اخللفاء العبا�سيني‪ ،‬ومنهم‬ ‫جربيل بختي�شوع‪ ،‬احتاج االمام اىل‬ ‫طبيب ف�أر�سل اليه بع�ض تالمذته‪،‬‬ ‫وهو يو�صيه �أن يعالج الإمام‪:‬ـ طلب‬

‫مني ابن الر�ضا من يف�صده‪ ،‬وهو‬ ‫�أعلم من حتت ال�سماء‪ ،‬فاحذر �أن‬ ‫تعرت�ض عليه يف ما ي�أمرك به‪.‬‬ ‫وقبل �أن اعلق ب�شيء‪� ،‬أخذين‬ ‫اىل م�شهد �آخر‪ ،‬هو ق�صر عبد اهلل‬ ‫بن خاقان‪� ،‬أحد ابرز �شخ�صيات‬ ‫البالط ال�سيا�سي‪ ،‬وكان وزير‬ ‫املعتمد‪ ،‬يجيب عن �أ�سئلة ابنه احمد‬ ‫الذي تعجب باملعاملة احل�سنة التي‬ ‫ابداها ابوه مع هذا الرجل الوافد‪:‬‬ ‫"يا بني انه احل�سن بن علي الهادي‬ ‫هذا الرجل ي�ستحق اخلالفة يف‬ ‫ف�ضله وعفافه وهديه و�صيانته‬ ‫وزهده وعبادته‪ ،‬وجميل اخالقه‬ ‫و�صالحه‪ ،‬ولو ر�أيت �أباه لر�أيت‬ ‫رج ًال جز ًال نبي ًال فا�ض ًال‪."..‬‬ ‫و�أنا �أنظر ب�إعجاب اىل حا�ستي‬ ‫العجيبة‪ ،‬وهي تبت�سم وتقودين اىل‬ ‫م�شهد �آخر �شخ�صية راهب دين‬ ‫ي�سمى راهب دير العاقول‪ ،‬كان من‬

‫كبار رجال الن�صرانية واعلمهم‪،‬‬ ‫ا�سلم على يدي االمام‪� ،‬س�ألته‪:‬ـ‬ ‫ما الذي وجدت؟ اجابني‪:‬ـ وجدت‬ ‫امل�سيح و�أ�سلمت على يده‪ ،‬هذا‬ ‫نظريه يف �آياته وبراهينه‪ ،‬ولهذا‬ ‫ان�صرفت اىل االمام ‪ A‬ولزمت‬ ‫خدمته‪.‬‬ ‫وعرفتني ذاكرتي ب�شخ�صيات‬ ‫كثرية منها علي بن حممد بن طلحة‬ ‫ال�شافعي‪ ،‬وابن ال�صباغ املالكي‪،‬‬ ‫وال�شرباوي ال�شافعي‪ ،‬وجميعهم‬ ‫من علماء �أهل اجلماعة اتفقوا‬ ‫جميعهم على قد�سية االمام ورفعة‬ ‫�سناه‪ ،‬فهو فرع الر�سول و�أبو االمام‬ ‫املنتظر ‪� f‬شكرت حا�ستي كثري ًا‪،‬‬ ‫وقلت لها‪ :‬لنبارك موالي احلجة‬ ‫ابن احل�سن ‪ f‬بوالدة �أبيه �إمامنا‬ ‫احل�سن الع�سكري �سالم اهلل عليه‬ ‫ورحمته وبركاته‪.‬‬


‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ما تنامى على ّ‬ ‫كف لقاء‪..‬‬ ‫يف ذكرى ا�ست�شهاد‬ ‫ال�سيدة فاطمة املع�صومة ‪B‬‬ ‫جلنة املنا�سبات‬ ‫�شممت عبق الوالء فيه‪ ،‬دققت يف‬ ‫حمياه عرفته‪ ،‬قلت له‪:‬ـ كنت �أبحث‬ ‫عنك واليوم �شاء اهلل �أن �ألتقيك يف‬ ‫ذكرى تلك اجلراح الدامية؛ لأ�س�ألك‪:‬‬ ‫ما الذي جرى يا عم مو�سى بن خزرج‬ ‫عند ا�ستقبال املع�صومة ‪ B‬يف قم؟‬ ‫قال‪:‬ـ البد �أن تعرف �أوال مكانتها‬ ‫احلقيقية‪ ،‬كان االمام الر�ضا ‪A‬‬ ‫يلقبها باملع�صومة‪ ،‬وهي كرمية اهل‬ ‫البيت ‪ ،D‬ونحن نعتقد �أن قرب‬ ‫ال�سيدة مع�صومة ‪ B‬هو مظهر لتجلي‬ ‫قرب موالتنا الزهراء ‪ ،B‬التي اعانت‬ ‫�أمري امل�ؤمنني عليا ‪ ،A‬وزينب ‪B‬‬ ‫التي حتملت ر�سالة عا�شوراء‪.‬‬ ‫حتملت املع�صومة‪ B‬الر�سالة بعد‬ ‫هجرة �أخيها من املدينة املنورة اىل‬ ‫خرا�سان‪ ،‬قلت‪ :‬رويدك يا عم مو�سى‪،‬‬ ‫اخ�شى ان تن�سى جواب �س�ؤايل‪ ،‬ونحن‬ ‫بلهفة ملعرفة اخبار املجزرة املهولة؟‬ ‫قال‪:‬ـ ال �أبدا مثل هذه الأمور غري‬ ‫قابلة للن�سيان‪:‬ـ �سافرت املع�صومة‪B‬‬ ‫بقافلة ال�شوق اىل الإمام الر�ضا ‪،A‬‬ ‫ويف الطريق هجم بنو العبا�س على‬ ‫قافلة �آل الر�سول‪ J‬يف مدينة �ساوة‪،‬‬ ‫قتلوا ثالثة وع�شرين من �أهلها‪ ،‬اقبل‬ ‫لها اجلرح الزينبي‪ ،‬حتملت ر�سالته‪،‬‬ ‫يكتف بنو �أمية بهذه املجزرة‪،‬‬ ‫ومل ِ‬ ‫فد�سوا لها ال�سم‪ ،‬فقالت او�صلوين اىل‬ ‫قم‪ ،‬خرجنا نحن �أهل قم ال�ستقبالها‪،‬‬ ‫وت�شرفت بها يف منزيل‪ ،‬وقمت و�أهلي‬ ‫بخدمتها �سبعة ع�شر يوم ًا‪ ،‬حتى‬ ‫فا�ضت روحها الطاهرة‪.‬‬

‫منا�سبات‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫�أخبار وتقارير‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫الدعم اللوج�ستي للقطعات‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة تقد ُم‬ ‫َ‬ ‫الع�سكرية املرابطة على احلدود (العراقية – ال�سورية)‬ ‫تقرير‪ :‬زاهر خالد‬ ‫توا�صل العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫زيارتها التفقدية للقطعات‬ ‫الع�سكرية من القوات االمنية‬ ‫واحل�شد ال�شعبي املتمركزة على‬ ‫�سواتر ال�صد مع الع�صابات‬ ‫االجرامية منذ انطالق الفتوى‬ ‫املباركة للمرجعية الدينية العليا‬ ‫ولغاية اليوم‪ ،‬من اجل تقدمي الدعم‬ ‫املعنوي واللوج�ستي لها‪ ،‬حيث زار‬ ‫م�ؤخر ًا وفد من العتبة املقد�سة‬ ‫�ضم عدد ًا من امل�شايخ الف�ضالء‬ ‫من ق�سم ال�ش�ؤون الدينية فيها‬ ‫القطعات املتواجدة على احلدود‬ ‫(العراقية – ال�سورية) ومنطقة‬ ‫احل�ضر وغريها من اجل تقدمي‬ ‫املواد الغذائية واملالب�س والأغطية‬ ‫لها‪ ،‬حيث ا�ستمرت هذه الزيارة‬ ‫ملدة خم�سة ايام‪.‬‬ ‫م�س�ؤول الوفد ال�شيخ حيدر‬ ‫العار�ضي من ق�سم ال�ش�ؤون الدينية‬ ‫بني ل�صحيفة �صدى الرو�ضتني‬ ‫قائ ًال‪:‬‬

‫ال زالت العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫توا�صل زيارتها للقطعات الع�سكرية‬ ‫من اجل االطمئنان عليها وتقدمي‬ ‫الدعم لها؛ امتثا ًال لتوجيهات‬ ‫املرجعية الدينية العليا التي تو�صي‬ ‫برعاية املقاتلني والتوا�صل معهم‬ ‫بناء على ذلك وبتوجيه من املتويل‬ ‫ال�شرعي �سماحة ال�سيد احمد‬ ‫ال�صايف (دام عزه) انطلقنا لزيارة‬ ‫القطعات املتواجدة على �سواتر‬ ‫ال�صد يف احلدود (العراقية –‬ ‫ال�سورية) وكذلك منطقة احل�ضر‬ ‫ومطار الرثيا لتقدمي الدعم لها‬ ‫والتي ت�ضم م�ستلزمات ف�صل‬ ‫ال�شتاء‪ :‬كاملالب�س والبطانيات‪..‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل املواد الغذائية‪ ،‬وهذه‬ ‫الزيارة هي ا�ستمرار للزيارات‬ ‫ال�سابقة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬كما �شاركنا اىل‬ ‫جانب قواتنا البطلة بعملية حترير‬ ‫جزيرة ال�صينية‪ ،‬وقمنا بتقدمي‬ ‫الدعم لتلك القطعات البطلة اثناء‬ ‫تقدمها‪ ،‬فالعراقيون كما يعرفهم‬

‫اجلميع �صامدون ومقاتلون لآخر‬ ‫قطرة من دمائهم حتى حترير اخر‬ ‫�شرب من ار�ض املقد�سات‪.‬‬ ‫وحقيقة يف كل زيارة نقوم بها‬ ‫للجبهات جند عزميتهم وا�صرارهم‬ ‫يف ازدياد من اجل الق�ضاء على تلك‬ ‫الزمر االرهابية‪ ..‬فهنيئ ًا لهم تلك‬ ‫العزمية وذلك الثبات‪ ..‬و�سدد اهلل‬ ‫خطاهم نحو حتقيق الن�صر الكامل‬ ‫ان �شاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وبينّ ال�شيخ العار�ضي‪� :‬إ�ضافة‬ ‫اىل ذلك كانت هناك زيارة للوفد‬ ‫اىل ق�ضاء �سنجار ومقام ال�سيدة‬ ‫زينب بنت االمام ال�سجاد وال�سيدة‬ ‫زينب الكربى بنت االمام علي بن‬ ‫ابي طالب ‪ D‬حيث قمنا برفع‬ ‫االنقا�ض وتنظيف املرقد الطاهر‬ ‫والذي تعر�ض يف وقت �سابق اىل‬ ‫عمليات ارهابية من قبل الع�صابات‬ ‫االجرامية التي عمدت اىل تفجري‬ ‫هذا املرقد الطاهر‪ ،‬وبعد االنتهاء‬ ‫من اعمال التنظيف التي متت‬ ‫مب�ساعدة االخوة من جماعة الدعم‬

‫ال�شيخ حيدر العار�ضي‬

‫اللوج�ستي التابع لهيئة احل�شد‬ ‫ال�شعبي‪ ،‬اقمنا �صالة اجلماعة‪،‬‬ ‫بعد ان مت رفع االذان يف املدينة‬ ‫مبكربات ال�صوت‪ ،‬والذي يرفع لأول‬ ‫مرة بعد حتريرها من دن�س تلك‬ ‫الع�صابات االجرامية‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر ان العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة متوا�صلة يف‬ ‫زياراتها للقطعات الع�سكرية‬ ‫املرابطة يف جبهات القتال من اجل‬ ‫تقدمي الدعم للمقاتلني االبطال‬ ‫منذ انطالق الفتوى املباركة ولغاية‬ ‫اليوم من اجل ادامة زخم املعركة‬ ‫�ضد الع�صابات االجرامية‪.‬‬


‫�أخبار وتقارير‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪11‬‬

‫جلنة االغاثة التابعة ملكتب املرجعية الدينية العليا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العوائل املت�ضررة والنازحني‏‬ ‫تغيث‬ ‫تقرير‪ :‬م�صطفى الباوي‬ ‫مل تقت�صر عمل جلنة االغاثة‬ ‫التابعة ملكتب املرجعية الدينية العليا‬ ‫على �إغاثة ‏النازحني �أو املت�ض ِّررين‬ ‫جراء العمليات الع�سكرية‪ ،‬بل كان‬ ‫لها ن�شاط �إن�ساين �آخر ‏وهو �إغاثة‬ ‫العوائل املت�ض ِّررة جراء الزلزال‬ ‫الأخري‪ ،‬يف ق�ضاء دربندخان‬ ‫والقرى ‏التابعة له يف حمافظة‬ ‫ال�سليمانية‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدات‬ ‫االن�سانية اليهم‪ ،‬واي�صال موا�ساة‬ ‫‏املرجعية العليا ودعائها لهم وجلميع‬ ‫العراقيني باحلفظ وال�سالمة‪.‬‏‬

‫مت اي�صال امل�ساعدات اىل �أبعد‬ ‫قرية يف عمق اجلبال والوديان‬ ‫بالرغم من وعورة ‏الطريق وت�ضرر‬ ‫ق�سم منه؛ ب�سبب ت�ساقط الأحجار‬ ‫الكبرية‪ ،‬لكن كل هذا مل يقف‬ ‫حائ ًال‏دون مهمة اللجنة الإن�سانية‪.‬‏‬ ‫امل�ستفيدون من هذه امل�ساعدات‬ ‫�سواء كانوا من الأهايل �أم من‬ ‫م�س�ؤويل الق�ضاء رحبوا ‏ب�أع�ضاء‬ ‫اللجنة‪ ،‬وا�ستقبلوهم ببالغ الفرح‬ ‫وال�سرور مثمنني هذه االلتفاتة من‬ ‫قبل ‏املرجعية العليا‪ ،‬والتي تعرب‬ ‫عن عمق املوقف االن�ساين ل�سماحة‬

‫املرجع الأعلى ‏و�أبويته جلميع‬ ‫العراقيني داعني اهلل تعاىل �أن‬ ‫يحفظه خيمة لهم جميع ًا‪.‬‏‬ ‫ويف عمل ان�ساين �آخر وهو‬ ‫من �صميم عملها‪ ،‬قامت اللجنة‬ ‫باي�صال ‪� 2300‬سلة غذائية‬ ‫‏لنازحي احلويجة يف خميمات‬ ‫العلم البالغ عددها ثالثة خميمات‪،‬‬ ‫وعند االنتهاء من ‏التوزيع‪ ،‬ح ّمل‬ ‫النازحون اع�ضاء الوفد �سالمهم‬ ‫ودعاءهم اىل �سماحة ال�سيد‬ ‫املرجع‏االعلى و�شكرهم له‪ ،‬وكذلك‬ ‫ملكتب �سماحته؛ ملا يبذله من اجل‬

‫م�ساعدتهم منذ ن�شوء ‏ازمة النزوح‬ ‫وحلد الآن‪.‬‏‬ ‫‏ ُيذكر �أنّ هذه احلملة هي جز ٌء‬ ‫مكتب‬ ‫م�شروع كبري تب ّناه‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الديني الأعلى ‏�سماحة �آية‬ ‫املرجع‬ ‫ّ‬ ‫احل�سيني‬ ‫اهلل العظمى ال�س ّيد علي‬ ‫ّ‬ ‫ال�سي�ستا ّ‬ ‫ين (دام ظ ّله الوارف)‬ ‫لإغاثة ‏النازحني يف جميع املناطق‬ ‫التي �شهدت معارك حترير الأرا�ضي‬ ‫من ع�صابات‏داع�ش‪ ،‬بالإ�ضافة اىل‬ ‫خم ّيمات النازحني‪.‬‏‬


‫‪12‬‬

‫�آفاق ح�سينية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫الإما ُم احل�سني ‪..A‬‬

‫�سر من الأ�سرار‪..‬‬ ‫ٌّ‬ ‫منتظر الكريطي‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬مبد�أ وعقيدة‪،‬‬ ‫وت�ضحياته ان�صبت ل�صالح الدين‬ ‫والإن�سانية وحرية الر�أي والفكر‪..‬‬ ‫فقد نه�ض �ضد التبعية والعبودية‪،‬‬ ‫ووقف بوجه ال�سلطان اجلائر‬ ‫مهما كانت �سطوته‪ ،‬ومهما كان‬ ‫ا�ستبداده‪ ،‬فال ت�أخذه باهلل لومة‬ ‫الئم‪ ،‬فر�سم هذا الطريق بدمائه‬ ‫الطاهرة‪ ،‬والت�ضحيات التي قدمها‬ ‫ال تعد ال تقدر بثمن‪ ،‬فلقد ج�سد‬ ‫�أعظم �صور الت�ضحية والفداء‪.‬‬ ‫وقد نال الإمام احل�سني ‪ A‬هذه‬ ‫املرتبة العظيمة‪ ،‬وتو�سم بال�شرف‬ ‫من خالل بناء الأ�س�س والقواعد‬ ‫للوقوف �صامد ًا �صابر ًا ال تهزه‬ ‫عوا�صف‪ ،‬وال ت�ؤذيه الرياح‪ ،‬فلقد‬ ‫قرر الإمام خو�ض غمار احلرب‬ ‫من خالل تقدمي دمه الطاهر؛‬ ‫لكي ت�ستعيد الأمة ماء وجهها الذي‬ ‫�أفقدته �أنظمة الع�صر الفا�سدة‬ ‫بريقها من خالل دخولها الدين‬ ‫زيفا وزور ًا والدين منهم براء‪.‬‬ ‫ولقد عرب االمام عن ذلك بقوله‪:‬‬

‫"الدين لعق على �أل�سنتهم‪"..‬‬ ‫ف�صدق االمام املع�صوم يف قوله‪،‬‬ ‫وبرهن ذلك عملي ًا‪ ،‬وك�شف‬ ‫للإن�سانية جمعاء مدى بط�ش‬ ‫النظام ال�سيا�سي �آنذاك‪.‬‬ ‫وك�شف الإمام ‪ A‬بالأدلة‬ ‫القر�آنية والأحاديث ال�شريفة‬ ‫وخاطبهم خطاب العقالء‪ ،‬ولكنهم‬ ‫�أذعنوا ل�صوت الظلم‪ ،‬وركبوا‬ ‫مطية اللهو‪ ،‬وباعوا حظهم بالأرذل‬ ‫الأدنى مبال ال يدفع عنهم املوت‪،‬‬ ‫وال ينفعهم حني ي�أتيهم عذاب اهلل‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫فنف�س الأمة التي وجهت كتبها‬ ‫ودعوتها له �أن �أقدم الينا يا بن‬ ‫فاطمة‪ ،‬ف�إننا م�ضطهدون ويائ�سون‪،‬‬ ‫و�أنت الأمل الوحيد‪ ،‬ف�أقبل �إلينا‪،‬‬ ‫و�إننا جندك وقا�صدوك‪ ،‬و�إنك �أوىل‬ ‫ب�أن تكون قائدنا ومنقذنا‪ ،‬ف�إنك من‬ ‫بيت الر�سالة ومعدن النبوة‪ ،‬ولك‬ ‫احلق يف ذلك‪ ،‬وانظر يف ما �أر�سلنا‬ ‫�إليك‪ ..‬فبعث الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫من ينوب عنه؛ لكي ينظر ب�أ ّم عينيه‪،‬‬

‫فقام القوم وبايعوا على الن�صرة‬ ‫والوفاء‪ ،‬وبعدد ال ي�ستهان به‪ ،‬ولكن‬ ‫حني ر�أوا الدراهم والف�ضة �سال‬ ‫لعابهم‪ ،‬وخذلوا البيعة‪ ،‬وا�شرتوا‬ ‫الدنيا الفانية‪ ،‬واتبعوا من هو �أف�سق‬ ‫اخللق و�ألعنهم‪ ,‬و�أف�ضحهم قو ًال‬ ‫وفع ًال‪.‬‬ ‫فا�ستطاع االمام احل�سني‪A‬‬ ‫تغيري املعادلة‪ ،‬وانت�صر بدمه‬ ‫الطاهر على �سيف الظامل اجلائر‪،‬‬ ‫فلم يخف عددهم �أو عديدهم‪،‬‬ ‫فقدم �أغلى و�أثمن ما يقدم بنو‬ ‫الب�شر‪ ،‬وهي النف�س‪ ،‬واجلود‬ ‫بالنف�س �أق�صى غاية اجلود‪..‬‬ ‫فالت�ضحيات العظيمة التي �سطرت‬ ‫يف كربالء بد�أت حني قرر االمام‬ ‫احل�سني‪ A‬خو�ض زمام املبادرة‬ ‫من �أجل البقاء على ثوابت الدين‬ ‫الأ�صيل وقواعده املبنية على‬ ‫العطف والإن�سانية والرحمة فقال‬ ‫تعاىل‪( :‬وما �أر�سلناك �إال رحمة‬ ‫للعاملني)‪ ،‬فكان الإمام احل�سني‬ ‫املكمل احلقيقي لهذه الرحمة‪،‬‬

‫وامل�ؤ�س�س لقواعدها‪ ،‬حيث انطلق‬ ‫من مبد�أ جده ر�سول اهلل‪ ،J‬ووقف‬ ‫تلك الوقفة امل�شرفة التي �أنقذت‬ ‫الب�شرية من الظلم‪ ،‬وحثتهم على‬ ‫الدفاع والثورة على �أهل الظلم‬ ‫مهما كانت النتائج‪ ،‬ف�إذا ال�شعب‬ ‫يوما �أراد احلياة‪ ،‬فالبد �أن‬ ‫ي�ستجيب القدر‪.‬‬ ‫�إن هذه املقولة ال�شعرية قد‬ ‫�أُخذت من فكر االمام‪ ،‬ولطاملا �أخذ‬ ‫بها النا�س وحثتهم على العزمية‪،‬‬ ‫وا�ستلهموا منها ما ي�شجعهم يف نيل‬ ‫ما يريدون ويبتغون‪ ..‬فال�شخ�ص‬ ‫الذي جاد بعياله و�أطفاله ال�صغار‬ ‫وقدم الأحبة‪ ،‬هو �شخ�ص عظيم‪،‬‬ ‫فالبد من القول �أن هذا ال�شخ�ص‬ ‫ي�ستحق من كل العامل االجالل‬ ‫واالحرتام بغ�ض النظر عن البعد‬ ‫واالختالف الديني‪ ،‬فانه مل‬ ‫يخرج �إال للإ�صالح‪ ،‬فكان امل�صلح‬ ‫وامل�ؤ�س�س لكل نه�ضة على مر‬ ‫التاريخ‪ ..‬ف�سالم عليه يوم ولد‪..‬‬ ‫ويوم ا�ست�شهد‪ ..‬ويوم ُيبعث حيا‪..‬‬


‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫جبل ال�صرب‪..‬‬ ‫اىل ِ‬

‫�آفاق ح�سينية‬

‫زاهر اخلفاجي‬ ‫إليك اكتب يا �سيدتي وموالتي يا �أ ّم‬ ‫� ِ‬ ‫جترعت �أمل الفراق‪،‬‬ ‫امل�صائب‪ ،‬يا من‬ ‫ِ‬ ‫قيت ك�أ�س املر‪ ،‬و�أنت ت�شهدين ذبح‬ ‫و�س ِ‬ ‫ُ‬ ‫�إمامك �سيد ال�شهداء ‪ ،A‬و�أهل بيته‬ ‫الأطهار ‪ D‬على رم�ضاء كربالء‪،‬‬ ‫قد ارتوت من دمائهم �سيوف الكفر‬ ‫ودعت تلك‬ ‫والنفاق ب�أي كلمات‪ ،‬وقد ِ‬ ‫الأج�ساد الطاهرة وانت ت�ساقني مع‬ ‫الن�ساء واالطفال �أ�سرية اىل �أر�ض‬ ‫ال�شام من قبل اتباع ال�شيطان‪،‬‬ ‫رمقت بنظرتك الأخرية ج�سد‬ ‫كيف‬ ‫ِ‬ ‫احل�سني ‪ A‬موزع الأ�شالء حمزوز‬ ‫ودعت ك ّفي �صاحب‬ ‫الر�أ�س‪ ،‬وكيف‬ ‫ِ‬ ‫لوائه كفيلك ابي الف�ضل العبا�س ‪،A‬‬ ‫يا لها من حلظات ع�صيبة مرت عليك‬ ‫ك�أنها دهر من الأ�سى تقطعت منها‬ ‫نياط قلبك الأ�سري‪ ،‬لكنك برغم تلك‬ ‫�ضربت �أروع �أمثال ال�صرب‬ ‫امل�صائب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫على البالء‪ ،‬حمت�سبة عند اهلل تعاىل‬

‫مرددة قولك امل�أثور‪" :‬يا رب‪� ،‬إن كان‬ ‫هذا ير�ضيك فخذ حتى تر�ضى"‪.‬‬ ‫فكنت اجلبل ال�شامخ الذي �صمد‬ ‫ِ‬ ‫بوجه ال�صعاب‪ ،‬بالرغم من هول‬ ‫امل�صيبة التي ي�شيب منها الولدان‬ ‫و�سط تعايل �صيحات الن�ساء وبكاء‬ ‫وكنت‬ ‫الأطفال يف فقد احبتهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال�صوت الهادر واالعالم احلق‬ ‫لنه�ضة �أبي الأحرار ‪ ،A‬لتقفي‬ ‫كالطود ال�شامخ �أمام والة الف�سق‬ ‫والفجور‪ ،‬و�أنت تلقني خطبتك‬ ‫الع�صماء‪ ،‬وترددين كلمات �أدمت‬ ‫القلوب و�أدمعت العيون مزلزلة‬ ‫عرو�ش الطغاة‪ ،‬وكا�شفة زيف �أولئك‬ ‫املتبجحني بالدين‪ ،‬لتكملي م�سرية‬ ‫تلك النه�ضة املباركة ل�سيد ال�شهداء‬ ‫‪ A‬التي حفظت دين جدكم ‪J‬‬ ‫احلق من االنحراف متجاوزة كل‬ ‫املحن والآالم‪.‬‬

‫لقد كنت يا موالتي بحق ال�سيدة‬ ‫الأوىل يف تلك النه�ضة املباركة‪،‬‬ ‫وانت اليوم النموذج الأمثل لكل‬ ‫ن�ساء العامل‪ ،‬ف�أنت العفيفة الطاهرة‬ ‫ال�صامدة ال�صابرة العاملة غري‬ ‫املعلمة‪ ،‬التي وقفت بكل ثبات واميان‬ ‫بق�ضاء اهلل وقدره يف مواجهة جحافل‬ ‫املرتزقة واملرتدين‪ ،‬م�ست�صغرة‬ ‫جموع النفاق من حولك لتلقي كلمات‬ ‫�أ�صابت الأعداء يف �صميمهم‪ ،‬و�ألقت‬ ‫الرعب يف قلوبهم‪.‬‬ ‫وها هي ن�ساء احلق اليوم ت�سري‬ ‫على خطاك‪ ،‬وتزف الأزواج والأخوان‬ ‫والأوالد قربان ًا لرتاب الوطن الغايل‬ ‫بكل �صرب و�إميان‪ ..‬ف�سالم عليك‬ ‫يا �سيدتي وموالتي يوم ولدت‪ ،‬ويوم‬ ‫التحقت بالرفيق الأعلى‪ ،‬ويوم تبعثني‬ ‫ِ‬ ‫حية �شاكية اىل ربك ما �أ�صابك من‬ ‫القوم الظاملني‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫ر�ؤى‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ال�سيد ال�سي�ستاين مبتكر ًا‪..‬‬ ‫�صباح مهدي‬ ‫ُن�شر مقال بعنوان (ال�شرق‬ ‫الأو�سط ير�سم خارطة جديدة‬ ‫بري�شة العراق) للكاتب االنكليزي‬ ‫روبرت في�سك يف �صحيفة‬ ‫االندبندنت الربيطانية‪ ،‬وهو‬ ‫املرا�سل اخلا�ص لل�صحيفة يف‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ويعي�ش‬ ‫حالي ًا يف بريوت‪ ،‬واملقال ن�شر يف‬ ‫�إحدى ال�صحف املحلية االلكرتونية‪.‬‬ ‫ما �أعجبني يف املقال ال�سطران‬ ‫الأخريان‪ ،‬فهو يقول فيهما‪( :‬ال�شرق‬ ‫الأو�سط يتغري ومالحمه بد�أت يف‬ ‫العراق الذي انت�صر على اعتى‬ ‫هجمة �إرهابية جتتاح املنطقة‪،‬‬ ‫كما �أن و�سائل العراق يف االنت�صار‬ ‫مبتكرة‪ ،‬فلم يقاتل اجلي�ش وحده‪،‬‬ ‫بل وقف معه متطوعون بالآالف‬ ‫يف ف�صائل قتالية؛ لتكون امللحمة‬ ‫�أقرب �إىل احلرب ال�شعبية منها‬ ‫�إىل احلرب النظامية)‪.‬‬

‫هذه املفردة (مبتكرة) �أوقفتني‬ ‫مت�أم ًال كثري ًا‪ ،‬فلو �أردنا تعريفها‬ ‫لغة‪ ،‬و�أرجعناها �إىل م�صدرها‪،‬‬ ‫جندها م�شتقة من مادة (بكر)‪،‬‬ ‫لوجدنا لها معاين كثرية يف ل�سان‬ ‫العرب البن منظور‪ ,‬اقتطف هذه‬ ‫الي�سري املق�صود ملقالنا هذا‪ ،‬قال‬ ‫ابن جني‪� :‬أ�صل (ب ك ر) �إمنا‬ ‫هو التقدم يف �أي وقت كان من‬ ‫الليل �أو نهار‪ ,‬و�ضربة ِب ْك ٌر‪ ,‬بالك�سر‬ ‫�أي قاطعة ال تثنى‪ ،‬ويف احلديث‪:‬‬ ‫"كانت �ضربات علي ‪� A‬أبكار ًا‪،‬‬ ‫�إذا اعتلى َق َّد و�إذا اعرت�ض َق َّط‪"..‬‬ ‫ويف رواية‪( :‬كانت �ضربات علي ‪A‬‬ ‫مبتكرات ال ُعون ًا) �أي �ضربته كانت‬ ‫ِبكر ًا يقتل بواحدة منها ال يحتاج �أن‬ ‫يعيد ال�ضربة ثاني ًا‪.‬‬ ‫و�أما يف املعجم العربي الأ�سا�سي‬ ‫ت�أليف جماعة من كبار اللغويني‬ ‫العرب و�إ�صدار املنظمة العربية‬

‫للرتبية والثقافة والعلوم يف مادة‬ ‫(بكر) َب َك َر َي ْب َك ُر بكور ًا – ال�شيء‪:‬‬ ‫ابتدعه غري م�سبوق �إليه‪ ,‬ابتكارا‬ ‫م�صدر ا ْب َت َك َر �أي االبتداع‪ ,‬وخيال‬ ‫ابتكاري �أي مبدعٌ‪َ ,‬ب ْك َر ٌة و َب َك َر ٌة جمع‬ ‫ٌ‬ ‫َب َك َراتٌ و َب َك ٌر‪ :‬هي اداة م�ستديرة‬ ‫على حمور‪ ,‬وا�سطوانة من خ�شب‬ ‫ونحوه يلف عليها اخليط‪ ,‬و�أي�ض ًا‪,‬‬ ‫على بكرة �أبيهم‪ ,‬عن بكرة �أبيهم‪،‬‬ ‫عن بكرتهم جميعا دون �أن يتخلف‬ ‫(هب املواطنون على‬ ‫�أحد‪ ،‬مثل‪ّ :‬‬ ‫بكرة �أبيهم ل�صد العدو) فمن‬ ‫هو �صاحب االبتكار هذا الذي‬ ‫رقع به فتق اجلي�ش بعد انك�سار‬ ‫مق�صود؟ ومن هو املبدع يف هذا‬ ‫االخرتاع غري امل�سبوق الذي فاج�أ‬ ‫به اجلميع؟ ومن هو البكرة التي‬ ‫جمعت خيوط اجلي�ش بعد تقطع‬ ‫�أو�صاله‪ ،‬وانهيار معنوياته‪ ،‬وهروب‬ ‫�ضباطه ومراتبه‪..‬؟!‬

‫وجه تلك اجلموع ال�شابة‬ ‫َومنْ ّ‬ ‫لت�ضرب �ضربات علوية باعتالء‬ ‫واعرتا�ض يف �سوح اجلهاد يف �سبيل‬ ‫االر�ض والعر�ض والوطن زاحفة‬ ‫متقدمه ليل نهار بعدما هبت‬ ‫ت�صيح‪( :‬لبيك ياح�سني)‪..‬؟‬ ‫َومنْ غيرّ غزل الد�سائ�س التي‬ ‫حتاك من قبل العدو‪..‬؟ َومنْ غيرّ‬ ‫لف البكرة عك�س اجتاه العدو‬ ‫ففرها ولفها وغزلها‪ ..‬بل و�صاغها‬ ‫بخيوط حمراء من نفو�س �أزكياء‬ ‫لتنزف دم ًا يرفل بالعز والن�صر‬ ‫اىل العلياء‪ ،‬مغريا بها املعادلة‬ ‫واخلارطة مب�شيئة اهلل تعاىل‪..‬؟‬ ‫ذلك هو �سيدنا وقائدنا ومرجعنا‬ ‫�سماحة املرجع الديني الأعلى ال�سيد‬ ‫علي احل�سيني ال�سي�ستاين(دام ظله‬ ‫الوارف)‪.‬‬


‫مع النا�س‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪15‬‬

‫الفي�سبوك‪..‬‬

‫واال�ستخدام الأمثل‬ ‫اللجنة االجتماعية‬ ‫ال�سنوات‬ ‫ُيعترب الفي�سبوك يف ّ‬ ‫أهم و�سائل التّوا�صل‬ ‫الأخرية من � ّ‬ ‫حول الب�شر ّية جمعاء‪ ،‬ويق�ضي‬ ‫الكثري من ال ّنا�س �أوقات ًا طويلة‬ ‫بني �صفحاته بق�صد التّوا�صل‬ ‫والتع ُّلم والتّ�سلية‪ ،‬ففي كل دقيقة‬ ‫يتم‬ ‫هناك ‪ 1.8‬مليون (�إعجاب) ّ‬ ‫على الفي�سبوك‪ ،‬وهناك ‪20,000‬‬ ‫ُم�ستخدم للفي�سبوك يف ك ّل ثانية‪،‬‬ ‫ويبلغ عدد ُم�ستخدميها �أكرث من‬ ‫مليار ُم�ستخدم حول العامل‪.‬‬ ‫وقد �صار ا�ستخدامه جزء ًا من‬ ‫احلياة اليوم ّية الطبيع ّية ملُعظم‬ ‫�ستخدمو الهواتف الذك ّية‬ ‫ال ّنا�س‪ ،‬ف ُم ِ‬ ‫على �سبيل املثال‪ -‬يتف ّقدون‬‫ح�ساباتهم يف الفي�سبوك ُمبع ّدل ‪14‬‬ ‫م ّرة يوم ّي ًا‪ ،‬لكن يف بع�ض الأحيان‬ ‫يريد بع�ض املُ�ستخدمني االبتعاد عن‬ ‫املوقع لفرتة زمي ّنة ُمع ّينة �أو حذفه‬ ‫من نهائ ّي ًا لع ّدة �أ�سباب‪ ،‬قد تكون‬ ‫القر�صنة �أو انتهاك اخل�صو�ص ّية �أو‬ ‫غريها من الأمور‪.‬‬ ‫كيف يمُ كن ملُ�ستخدم الفي�سبوك‬ ‫حذف ح�سابه عن هذا املوقع؟‬ ‫هناك فرق بني حذف احل�ساب‬ ‫‪Deleting‬‬ ‫(بالإجنليزية‪:‬‬ ‫‪ )account‬وتعطيل احل�ساب‬ ‫(بالإجنليزية‪Deactivating :‬‬ ‫‪)account‬؛ فتعطيل احل�ساب‬ ‫يعني �إخفا�ؤه ُم�ؤ ّقت ًا حلني ال ّرغبة‬ ‫بالعودة �إليه م ّرة �أُخرى‪ ،‬ولي�س‬ ‫هناك �شروط زمن ّية على هذه‬

‫العمل ّية‪� ،‬أي �أ ّنه يمُ كن تعطيل‬ ‫احل�ساب مل ّدة دقائق �أو مل ّدة عام‬ ‫مث ًال ثم العودة �إليه عند ال ّرغبة‪.‬‬ ‫�أ ّما حذف احل�ساب‪ ،‬فهو يعني‬ ‫حذف احل�ساب نهائ ّي ًا‪� ،‬أي حذف‬ ‫جميع بياناته وعدم القدرة على‬ ‫ا�ستعادته م ّرة �أُخرى‪ ،‬وهي عمل ّية‬ ‫ُمرتبطة بزمن حمدد‪ ،‬حيث‬ ‫ت�ستغرق ‪ 14‬يوم ًا لت�أكيد ال ّرغبة يف‬ ‫حذف احل�ساب نهائ ّي ًا‪.‬‬ ‫لإمتام عمل ّية حذف احل�ساب‬ ‫‪Deleting‬‬ ‫(بالإجنليزية‪:‬‬ ‫‪ )account‬على موقع الفي�سبوك‪،‬‬ ‫يجب اتّباع اخلطوات الآتية‪:‬‬ ‫اخلا�ص‬ ‫ال ّدخول �إىل احل�ساب‬ ‫ّ‬ ‫على الفي�سبوك‪ّ .‬‬ ‫ال�ضغط على‬ ‫ال ّرابط الآتي‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.‬‬ ‫_‪com/help/delete‬‬ ‫‪account‬‬

‫فينتقل الفي�سبوك �إىل �صفحة‬ ‫(حذف ح�سابي) بال ّلغة العرب ّية‬ ‫(بالإجنليزية‪Delete my :‬‬ ‫‪ )account‬والتي ُت ِّ‬ ‫و�ضح �أنّ هذه‬ ‫العمل ّية �ست�ؤ ّدي �إىل فقادن احل�ساب‬ ‫بالكامل‪ ،‬و ُت� ِّؤكد ال ّرغبة بذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�ضغط على ز ّر (حذف ح�سابي)‬ ‫بال ّلغة العرب ّية (الإجنليز ّية‪:‬‬ ‫‪.)Delete My Account‬‬ ‫�ستظهر نافذة جديدة لل ّت�أكيد‪،‬‬ ‫يجب عندها �إدخال كلمة ال�س ّر‬ ‫وكلمة ال ّت�أكيد لإمتام العمل ّية‪.‬‬

‫تظهر نافذة �أخرية لتُخرب �أنّ‬ ‫احل�ساب ّمت تعطيله مل ّدة ‪ 14‬يوم ًا‬ ‫يتم حذفه ب�شكل كامل‪ ،‬ومن‬ ‫قبل �أن ّ‬ ‫خالل ّ‬ ‫ال�ضغط على (موافق) بال ّلغة‬ ‫العرب ّية (بالإجنليز ّية‪)Okay :‬‬ ‫يكون احل�ساب قد �أُغلق‪.‬‬ ‫الترّ اجع عن احلذف‪:‬‬ ‫ُيتيح الفي�سبوك لل ُم�ستخدم بعد‬ ‫ذلك فر�صة الترّ اجع عن حذف‬ ‫ح�سابه‪ ،‬حيث ُي�س َمح ل ُه خالل‬ ‫الأربعة ع�شر يوم ًا التّالية �أن يفتح‬ ‫ح�سابه و ُيلغي طلب احلذف‪ ،‬ولأنّ‬ ‫عملية احلذف ُتف ِق ُد جميع البيانات‬ ‫على املوقع عن طريق ال ّدخول‬ ‫�إىل احل�ساب املُلغى م ّرة �أُخرى‪،‬‬ ‫فتظهر نافذة ت�س�أل عن �إلغاء عمل ّية‬ ‫احلذف �أو ت�أكيدها‪ ،‬يجب ّ‬ ‫ال�ضغط‬ ‫على �إلغائها ف ُيفتَح احل�ساب م ّرة‬ ‫�أُخرى‪.‬‬ ‫التنظيم هو احلل‪:‬‬ ‫يجب التّفكري قبل حذف‬ ‫احل�ساب اخلا�ص على الفي�سبوك‪،‬‬ ‫فال ميكن ُنكران �أن الفي�سبوك‬ ‫مت�س واقع‬ ‫له فوائد كثرية ج ّد ًا ّ‬ ‫احلياة‪ ،‬منها معرفة �أخبار العامل‪،‬‬ ‫والت ُ‬ ‫أ�شخا�ص يف قا ّر ٍات‬ ‫ّوا�صل مع �‬ ‫ٍ‬ ‫�أُخرى‪ ،‬وقراءة الكثري من املوا�ضيع‬ ‫املُختلفة املن�شورة على الفي�سبوك‪..‬‬ ‫هذه ك ّلها ن�شاطات من املُمكن �أن‬ ‫ُت�ص َّنف على �أ ّنها �إيجاب ّيات‪.‬‬ ‫كما يمُ كن �أي�ض ًا حذف الفي�سبوك‬ ‫افرتا�ضي عن‬ ‫من احلياة ب�شكل‬ ‫ّ‬

‫طريق تنظيم الوقت الذي ُيق�ضى‬ ‫يف ت�ص ّفح هذا املوقع‪ ،‬واختيار‬ ‫الأ�صدقاء بعناية‪ ،‬و ُمتابعة محُ توىً‬ ‫ي�ستحقُ املُتابعة لتحقيق �أكرب قد ٍر‬ ‫من اال�ستفادة املُمكنة من هذا العامل‬ ‫ّ‬ ‫ال�ضخم‪ ،‬واالبتعاد‬ ‫االفرتا�ضي‬ ‫ّ‬ ‫عن ك ّل ما يجلب ُّ‬ ‫ال�شبهة من‬ ‫متابعة الأخبار املُ�ض ِّللة واخلاطئة‪،‬‬ ‫واملوا�ضيع املُتط ّرفة دين ّي ًا و�سيا�س ّي ًا‬ ‫وفكر ّي ًا‪ ،‬و ُمتابعة اجلديد من العلم‬ ‫والتط ّور والتّكنولوجيا‪ ،‬وبهذا‬ ‫ّ‬ ‫ال�شكل تكون �إيجابيات املوقع �أكرث‬ ‫بكثري من �سلب ّياته‪.‬‬ ‫بالطبع هناك من يو ّد االبتعاد عن‬ ‫االجتماعي‬ ‫جميع و�سائل التّوا�صل‬ ‫ّ‬ ‫والعودة �إىل و�سائل التّوا�صل‬ ‫املُبا�شرة عن طريق ال ّلقاءات‬ ‫ال�شخ�ص ّية �أو االجتماعات‪ ،‬وكتابة‬ ‫ال ّر�سائل ّ‬ ‫بخط اليد‪ ،‬لكن الواقع‬ ‫يقول عك�س ذلك متام ًا؛ فقد‬ ‫�أ�صبحت هذ الو�سائل واملواقع‬ ‫جزء ًا ال يتج ّز�أ من احلياة اليوم ّية‪،‬‬ ‫ورمبا تكمن �صعوبة هذا الكالم‬ ‫ال�سريع‬ ‫يف ظل تط ّور الفي�سبوك ّ‬ ‫لدرج ٍة �أنّ ب�إمكانه �أن ُيح ّد َد من‬ ‫ُيح ّبه ّ‬ ‫ال�شخ�ص وما يكره‪ ،‬وما‬ ‫هي ال ّن�شاطات واالهتمامات التي‬ ‫�ستخدمني من خالل ما‬ ‫عجب املُ ِ‬ ‫ُت ِ‬ ‫يقومون بالإعجاب به من من�شورات‬ ‫و�صفحات و�أخبار على الفي�سبوك‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫�آفاق تدوينية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫أقا�صي�ص ُم َل َّو َنة‪..‬‬ ‫�‬ ‫ٌ‬

‫(‪)13‬‬

‫�صادق مهدي ح�سن‪ -‬ناحية الكفل‬

‫من حطم التلفزيون؟!!‬ ‫يوم حافل‬ ‫عاد �إىل البيت مثق ًال مبتاعب ٍ‬ ‫من العمل ال�شاق‪ ،‬وحاملا دخل ال�صالة ر�أى‬ ‫مي�ض على �شرائه‬ ‫التلفزيون (الذي مل ِ‬ ‫�سوى �شهرين) مه�شم ًا على الأر�ض‪،‬‬ ‫ف�صرخ ب�أعلى �صوته مذهو ًال‪ :‬من حطم‬ ‫التلفزيون؟!! �ضحك �أطفاله وهربوا من‬ ‫�أمامه فا�ست�شاط غ�ضب ًا‪� ،‬أم�سكت الزوجة‬ ‫يده وحتدثت بهدوء‪ :‬قبل ن�صف �ساعة كنا‬ ‫ن�شاهد الربنامج الأ�سري كاملعتاد‪ ،‬وكان‬ ‫املو�ضوع لهذا الأ�سبوع هو ت�سلُّط (العمات‬ ‫على الأبناء وزوجاتهم) وتفردهن يف‬ ‫�إدارة �ش�ؤون البيت من كل النواحي‪ ،‬وما‬ ‫كاد الربنامج يكتمل حتى انفجرت �أمك‬ ‫غيظ ًا وحملت ع�صاها‪ ،‬و�أ�شبعت مقدمة‬ ‫الربنامج �سباب ًا وال�شا�شة �ضرب ًا‪ ،‬وبعد‬ ‫معركة غري متكافئة مل تتعد الدقائق الع�شر‬ ‫جنح االنقالب‪ ،‬وها هي الأ�شالء متناثرة‬ ‫�أمام ناظريك‪!..‬‬ ‫ملاذا اختلف الدر�س؟!!‬ ‫مل يكن در�س التاريخ �أو اجلغرافية‬ ‫يتجاوز الدقائق الع�شر �أبد ًا‪ ،‬حيث كانت‬ ‫مد ِّر�سة املادة تعتمد على بع�ض الطلبة‬ ‫ممن اعتاد على حت�ضري درو�سه‪ ،‬ومل تكن‬ ‫حتا�سب الطلبة الآخرين على التح�ضري‬ ‫اليومي مطلق ًا‪ ،‬وبعدها كانت جتل�س تتبادل‬ ‫�أطراف احلديث مع بع�ض الطلبة يف‬ ‫مقاعد ال�صف الأخرية‪.‬‬ ‫وذات يوم كان الدر�س خمتلف ًا‪ !..‬دخلت‬ ‫املدر�سة حاملة �سجل الدرجات‪ ،‬وبد�أت‬ ‫ت�س�أل الطلبة واحد ًا تلو الآخر‪ ،‬وو�ضعت‬ ‫على اللوحة بخطها اجلميل النقاط‬ ‫الأ�سا�سية للدر�س ب�أقالم زاهية الألوان‪،‬‬ ‫وا�سرت�سلت ب�إمالء بع�ض الأ�سئلة املهمة‬

‫والت�أكيد عليها‪ ..‬ا�ستغرب الطالب وك�أنهم‬ ‫يرون مد ِّر�سة �أخرى غري التي اعتادوا‬ ‫ر�ؤيتها كل يوم‪ ،‬ويف نهاية الدر�س قالت‬ ‫هام�سة لأحدهم‪ :‬للأ�سف ال�شديد‪ ،‬كان‬ ‫املدير قد وعدين بزيارة تقوميية هذا اليوم‬ ‫ولكنه مل يح�ضر‪!..‬‬ ‫َو َما َت ْدرِي َن ْف ٌ�س‪:‬‬ ‫بلغ من الكرب ِعت ّي ًا‪ ،‬ومع مرور الأيام‬ ‫تكالبت عليه الأمرا�ض والعلل‪� ،‬ضعف‬ ‫ب�صره و�سمعه وبد�أ يفقد ال�سيطرة على‬ ‫خطواته‪ ..‬ا�شت َّد عليه املر�ض يوم ًا‪ ،‬فعاده‬ ‫بع�ض �أقاربه وكان منهم احلاج (�أبو‬ ‫ح�سن)‪ ،‬وقبل مغادرة البيت توجه �إليه‬ ‫وق ّبله على جبينه وقال‪�( :‬أبو جا�سم‪..‬‬ ‫رحم اهلل والديك مل ن َر منك غري اخلري‪،‬‬ ‫ن�س�ألك براءة الذمة‪ ،‬هذا هو حال الدنيا‬ ‫واهلل �أرحم الراحمني)‪ ..‬ف�أجابه‪�(( :‬أنت‬ ‫بريء الذمة‪ ،‬ال تن�سنا بدعائك جازاك اهلل‬ ‫�ألف خري))‪.‬‬ ‫مرت الأزمة املر�ضية ب�سالم‪ ..‬وبعد‬ ‫ب�ضع �سنوات مر�ض (�أبو ح�سن) مر�ض ًا‬ ‫�شديد ًا جعله طريح الفرا�ش‪ ،‬وازدادت‬ ‫حالته �سوء ًا حتى عجز عن النهو�ض من‬ ‫مكانه‪ ،‬ويف غ�ضون �أيام و�صل �إىل حد‬ ‫االحت�ضار‪ ..‬وتويف يف الع�شر الأواخر من‬ ‫�شهر رم�ضان املبارك‪.‬‬ ‫�أما �أبو جا�سم‪ ،‬فقد مات بعد مرور �سبعة‬ ‫�أعوام على وفاة �أبي ح�سن‪� !..‬سبحان من‬ ‫قهر عباده باملوت‪ ..‬هكذا هي الأقدار‬ ‫وهكذا ي�شاء اهلل يف خلقه‪َ (( :‬و َما ت َْدرِي‬ ‫َنف ٌْ�س َم َاذا َت ْك ِ�س ُب َغدً ا َو َما ت َْدرِي َنف ٌْ�س ِب�أَيِّ‬ ‫ري))(لقمان‬ ‫�أَ ْر ٍ�ض تمَ ُ وتُ ِ�إنَّ اللهَّ َ َع ِلي ٌم َخ ِب ٌ‬ ‫‪.)34‬‬


‫�آفاق تدوينية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪17‬‬

‫ت�سا�ؤالت اعالمي‪..‬‬ ‫اللجنة االعالمية‬ ‫‪ J‬ا�سوة ح�سنة‪ ،‬اذ تزوج ابنة‬ ‫�أ�ساليب التخاطب‪:‬‬ ‫ملاذا يكون الرد يف الكثري من عمته زينب بنت جح�ش‪ ،‬وزوج ابنته‬ ‫اخلطابات التدوينية جاف ًا مت�شنج ًا؟ فاطمة الزهراء البن عمها علي بن‬ ‫�أو جندها تخاتل يف الطعن‪ ،‬البع�ض �أبي طالب ‪.C‬‬ ‫يرى املخاتلة فن ًا ي�ؤدي اىل الرقي‬ ‫التحاوري‪� ،‬ألي�س للرد ا�ساليب العاطفة‪:‬‬ ‫متنوعة قادرة على �إي�صال الر�أي ما معنى العاطفة؟ هل �أ�ضعناها‬ ‫بهدوء؟ وتقدر �أي�ض ًا على ت�صحيح يف زحام احلياة؟ �أخذنا اللهاث وراء‬ ‫ما تراه خط�أ دون جتريح‪� ..‬أم يا املاديات‪ ،‬فما عاد املجتمع يعرتف‬ ‫ترى �أن االحراج هو جزء من الغاية بها مث ًال؟ �أم وجدوها فائ�ضة عن‬ ‫املق�صودة يف التنكيل‪ ،‬و�إبراز قيمة احلاجة‪� ..‬أنا �أ�س�أل عن العاطفة‬ ‫الذات الواهمة؟ الهجوم وامل�ؤاخذة اجتاه الفقراء واجلريان وعموم‬ ‫ق�صور فكري عاجز عن ا�ستخدام النا�س‪ ،‬هل ميكن �أن يعي�ش املجتمع‬ ‫الب�شري �آدميته دون العاطفة؟‬ ‫�أ�ساليب التخاطب الذكية‪.‬‬ ‫زواج الأقارب‪:‬‬ ‫ملاذا يحاذر النا�س من زواج‬ ‫الأقارب؟ وما العيب الذي فيه‬ ‫�سوى ما تر�سخ من �سلبيات املا�ضي‬ ‫البعيد؟ ومكروهاته تنح�صر يف‬ ‫احلكم امل�سبق على ناجت تدهور‬ ‫العالقات العائلية‪ !..‬الغريب �أن‬ ‫ينتق�صه بع�ض علماء االجتماع‪،‬‬ ‫وبع�ض علماء الرتبية‪ ،‬واحلاح‬ ‫بع�ض الأطباء على ح�صرها يف‬ ‫خانة املمنوع �صحي ًا على �أ�سا�س‬ ‫�أن زواج الأقارب عر�ضة للأمرا�ض‬ ‫الوراثية‪ !..‬البحوث احلديثة يف‬ ‫الطب ا�ستب�شرت خريا بوجود‬ ‫�إيجابيات كثرية‪ ،‬ولنا يف نبي اهلل‬

‫ال�صداقة‪:‬‬ ‫هل ال�صداقة ت�صنعها الظروف‬ ‫�أم علينا البحث عن ال�صديق؟ �أهلنا‬ ‫كانوا يركزون على �سمات ال�صداقة‪:‬‬ ‫(االميان‪ ،‬واخلري‪ ،‬وال�صالح‪،‬‬ ‫والثقافة‪ )..‬وهل من ال�شروط ان‬ ‫يكون ال�صديق مثقف ًا؟ �أم نحتاج‬ ‫االن�سجام وح�سن الطباع وطيب‬ ‫املزاج؟ وهذا يعني اننا بحاجة‬ ‫اىل البحث عن ال�صديق بت�أنٍّ ‪..‬‬ ‫وال نق�سر ال�صحبة‪ ،‬فال�صديق من‬ ‫�صدقك ال من �ص ّدقك‪.‬‬ ‫الف�صول الع�شائرية‪:‬‬ ‫�أمل ي�سمع �أحد منهم قول ر�سول‬

‫اهلل‪" "J‬ال يحل مال امرئ م�سلم‬ ‫�إال بطيب نف�س"؟ واملال امل�أخوذ‬ ‫ق�سر ًا يف الف�صول الع�شائرية املبالغ‬ ‫بها هو غ�صب‪ ،‬والغ�صب حرام‪،‬‬ ‫فكيف ُي�ؤمتن االن�سان �أن يدخل بيته‬ ‫لقمة احلرام؟ وال�س�ؤال الأهم‪ :‬كيف‬ ‫حتولت تلك الف�صول اىل م�صدر‬ ‫من م�صادر الت�سليب واالبتزاز؟‬ ‫�أين تذهب ان�سايتهم �ساعة افرتا�س‬ ‫املظلوم؟ كيف يرت�ضون الظلم بهذه‬ ‫الب�ساطة؟ وهناك ع�شائر و�شيوخ‬ ‫واحلمد هلل ما زالوا يتعففون عن‬ ‫هذه الأ�ساليب العجيبة‪.‬‬ ‫الإدمان‪:‬‬ ‫ما هو الإدمان؟ ا�ضطراب‬ ‫�سلوكي يفر�ض على الفرد تكرار‬ ‫عمل معني با�ستمرار‪ ،‬ينهمك به‬ ‫بغ�ض النظر عن العواقب‪ ،‬فهل‬ ‫يعد الأمان على االنرتنت نوع ًا من‬ ‫�أنواع الإدمان؟ �أمل يتعار�ض مع‬ ‫حياة املدمن اليومية؟ �أمل ت�سيطر‬ ‫على حياته �سيطرة كاملة؟ هل‬ ‫�س�أل املدمن نف�سه‪� :‬أين ذهب عنه‬ ‫اهتمامه عن العائلة والأ�صدقاء‬ ‫والعمل؟ هل يعرف املدمن �أن �سبب‬ ‫تعلقه احلقيقي بالإدمان‪ ،‬ناجت‬ ‫عن ف�شل حياتي يدفعه اىل الهرب‬ ‫والغو�ص اكرث يف ادمانه؟ الإ�صرار‬ ‫والثقة والنجاح هو العالج الوحيد‪.‬‬

‫الت�سول‪:‬‬ ‫�أميكن �أن يكون الفقر عذر ًا‬ ‫مقبو ًال للت�سول؟ وملاذا ازدادت هذه‬ ‫الظاهرة يف املدة الأخرية؟ فملأ‬ ‫املت�سولون ال�شوارع‪ ،‬بعدما �أ�صبحت‬ ‫حرفة ت�ؤدى بتمكن عجيب‪!..‬‬ ‫وظاهرة املت�سولني الأجانب يف‬ ‫كربالء هي الأخرى �شكلت الفعل‬ ‫الأغرب يف عوامل الت�سول من‬ ‫حيث الأداء االحلاحي‪ ،‬واللغة‬ ‫التو�سلية التي تو�صلها االمياءة‬ ‫وعالمات الوجه ب�صورة تك�سر‬ ‫اخلاطر‪ !..‬نحن نرف�ض عمل فرق‬ ‫مكافحة املت�سولني‪ ،‬نحتاج اىل‬ ‫جلان اجتماعية تكافح الت�سول‬ ‫بحماية الفقراء من العوز و�سد‬ ‫احتياجاتهم‪.‬‬ ‫التكافل االجتماعي‪:‬‬ ‫هل يجوز ا�ستغالل كرم اجلريان‬ ‫ب�إحلاح طلبي ي�صل حد اال�ستغالل؟‬ ‫فالبد من تر�شيد تلك الطلبات‬ ‫واختيار الأوقات املنا�سبة‪ ،‬و�أن تكون‬ ‫تلك الطلبات ل�سد االحتياجات‬ ‫احلقيقية‪ ،‬ورفع باب االحراج‪ ..‬و�أما‬ ‫�أن تكون من بطر تلك الطلبات‪..‬‬ ‫فتلك حمنة البد ان تعيها البيوت؛‬ ‫كي ت�صل لذة التكافل االجتماعي‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫�آفاق تدوينية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫من �أروقة احلياة‪..‬‬ ‫اللجنة االجتماعية‬ ‫الزوجة ال�صاحلة‪:‬‬ ‫من اجلميل �أن ترتاوح املر�أة بني‬ ‫الرباءة والعفوية والأنوثة‪ ..‬وبني‬ ‫ال�شخ�صية القوية التي ت�ستطيع‬ ‫معها �أن ت�ضع الأمور يف ن�صابها‬ ‫ال�صحيح‪ ..‬ف�أحيان ًا ويف زحمة‬ ‫احلياة وم�شاغلها‪ ...‬الزوج يحب‬ ‫�أن يرى زوجته متتلك �أفكار ًا بناءة‪،‬‬ ‫ت�ساعده يف ترتيب الأمور النف�سية‬ ‫واملعنوية لهما وللأ�سرة ب�شكل‬ ‫عام‪ ..‬مع الأخذ بنظر االعتبار متى‬ ‫وكيف‪ ..‬وا�ستخدام الظرف املالئم‬ ‫يف توظيف كل �صفة من �صفاتها‬ ‫كزوجة و�أنثى ب�شكل عام يف �إدارة‬ ‫حياتها مع الرجل ب�أمن وا�ستقرار‪..‬‬ ‫�أنت �أوىل باهلل من �أبيك‪:‬‬ ‫قام رجل يتهجد الليل‪ ،‬فر�أى‬ ‫َ‬ ‫ابنه ال�صغري �إىل جواره‪ ،‬ف�أ�شفق‬ ‫عليه ل�صغره‪ ،‬و�شدة الربد وم�شقة‬ ‫ني‪..‬‬ ‫ال�سهر‪ ..‬فقال له‪ :‬ارقد يا ُب ّ‬

‫ف�أمامك لي ٌل طويل‪!..‬‬ ‫�أهملنا يف طاعته‪!..‬‬ ‫فقال له الولد‪ :‬فما بالك �أنت فانتف�ض �أبوه وقال‪ :‬قم يا بني‪..‬‬ ‫قمت؟!‬ ‫ف�أنت �أوىل باهلل من �أبيك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يا بني‪� ،‬إنه قد ُطلب مني‬ ‫الفطن‪ :‬الكلمة الطيبة‪:‬‬ ‫�أن �أقوم له‪ ..‬قال الغالم ِ‬ ‫�إين قد حفظت يف ما �أنزله تعاىل كان هناك عامل يعمل يف �أحد‬ ‫يف كتابه‪�" :‬إنَّ ر ّبك يعلم �أ ّنك تقوم م�صانع جتميد وحفظ ا�ﻷ �سماك‬ ‫�أدنى من ثلثي الليل ون�صفه وثلثه يف �إحدى الدول‪ ..‬وذات يوم وقبل‬ ‫وطائفة من الذين معك"‪ .‬فمن نهاية الدوام دخل �إىل ثالجة حفظ‬ ‫ه�ؤالء الذين مع النبي ‪J‬؟!‬ ‫ا�ﻷ �سماك؛ لينجز �آخر عمل له يف‬ ‫ذلك اليوم‪ ..‬وبينما كان منهمك ًا‬ ‫قال الأب‪� :‬إنهم �أ�صحابه‪.‬‬ ‫فقال الغالم‪ :‬فال حترمني من عمله‪ ،‬حدث �أن �أغلق باب الثالجة‬ ‫�شرف �صحبتك يف طاعة اهلل وهو داخلها‪ !!..‬حاول الرجل فتح‬ ‫الباب‪ ،‬لكنه مل ي�ستطع‪� ،‬أخذ‬ ‫تعاىل‪!..‬‬ ‫فبلغت الده�شة �أباه فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬ي�صرخ وينادي ب�أعلى �صوته طالبا‬ ‫�أنت الزلت طف ًال مل تبلغ احللم امل�ساعدة من العمال الآخرين‪،‬‬ ‫ولكن كان الدوام قد انتهى‪ ،‬ومل يبقَ‬ ‫بعد‪!..‬‬ ‫فقال الغالم‪ :‬يا �أبت‪� ..‬إين �أرى �أحد يف امل�صنع‪!!...‬‬ ‫�أمي تبد�أ ب�صغار قطع احلطب وبعد مرور قرابة (‪� )5‬ساعات‪،‬‬ ‫لت�شعل كبارها‪ ،‬ف�أخ�شى �أن يبد�أ اهلل كاد الرجل �أن يو�شك على املوت من‬ ‫بنا يوم القيامة قبل الكبار‪� ،‬إن نحن �شدة الربد‪ ،‬و�إذا بحار�س امل�صنع‬

‫يفتح باب الثالجة‪ ،‬وينقذه‪!!..‬‬ ‫وعندما قام مدير امل�صنع ب�س�ؤال‬ ‫حار�س امل�صنع‪ :‬كيف عرف �أن ذلك‬ ‫العامل كان موجود ًا داخل امل�صنع‪،‬‬ ‫ومل يخرج مع باقي العمال‪...‬؟‬ ‫قال احلار�س‪� :‬أنا �أعمل بهذا‬ ‫امل�صنع منذ ثالثني عام ًا‪ ،‬يدخل‬ ‫ويخرج من امل�صنع مئات املوظفني‬ ‫والعمال يومي ًا‪ ،‬مل يكن �أحد منهم‬ ‫علي التحية يومي ًا‪ ،‬وي�س�ألني‬ ‫يلقي ّ‬ ‫عن حايل �إال ذلك العامل‪!!..‬‬ ‫وعند نهاية هذا اليوم مل �أ�سمعها‬ ‫منه‪ ،‬وافتقدته عند خروج العمال‪،‬‬ ‫فعلمت �أنه ال زال يف امل�صنع‪،‬‬ ‫فبحثت عنه حتى وجدته‪!!..‬‬ ‫قال اهلل تعاىل‪" :‬وقولوا للنا�س‬ ‫ح�سنا" فالكلمة الطيبة مفتاح‬ ‫فرب كلمة طيبة ال تلقي‬ ‫القلوب‪ّ ..‬‬ ‫لها با ًال �أيقظت �أم ًال يف نف�س‬ ‫غريك‪ ،‬و�أنت ال تعلم‪ !!..‬فال حتقرن‬ ‫من املعروف �شيئ ًا‪!..‬‬


‫ن�شاطات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪19‬‬

‫(امل�شرو ُع القر�آين لطلبة العلوم الدينية)‬ ‫فيو�ضات عبا�سية‪ ..‬على �أبناء احلوزة العلمية‬ ‫د�أب معهد القر�آن الكرمي التابع اىل ق�سم �ش�ؤون املعارف اال�سالمية‬ ‫والإن�سانية يف العتبة العبا�سية املقد�سة على اقامة الن�شاطات القر�آنية‬ ‫املتنوعة با�ستمرار من اجل ا�شاعة ثقافة تعلم القر�آن الكرمي وال�سعي يف‬ ‫تعليمه‪ ,‬ولعل �آخر هذه الن�شاطات التي اقامها املعهد هو ن�شاط خمتلف‬ ‫وجديد من نوعه ا�ستهدف �شريحة مثقفة ومهمة جدا وهي �شريحة‬ ‫(طالب العلوم الدينية) حيث اقيمت دورة قر�آنية لهم من اجل دعم‬ ‫ثقافتهم ومعرفتهم يف هذا اجلانب‪ ,‬و�ستقام دورات اخرى مكملة لهذه‬ ‫الدورة يف االيام القادمة؛ لكونهم على تعامل دائم مع كتاب اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫متابعة‪ :‬زين العابدين ال�سعيدي‬

‫وقد القت هذه الدورة التي‬ ‫ا�شرف على اقامتها فرع معهد‬ ‫القر�آن الكرمي يف حمافظة النجف‬ ‫اال�شرف ا�ستح�سان معظم طلبة‬ ‫العلوم الدينية وحظيت ب�إقبال كبري‬ ‫منهم‪ ..‬واختتمت بحفل بهيج �أقيم‬ ‫يف ح�سينية الإمام احل�سن املجتبى‬ ‫‪ A‬يف النجف اال�شرف‪ /‬منطقة‬ ‫احلنانة‪ ,‬ح�ضره املتويل ال�شرعي‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة �سماحة‬ ‫ال�سيد احمد ال�صايف (دام عزه)‬ ‫و�أمينها العام املهند�س ال�سيد‬ ‫حممد اال�شيقر (دام ت�أييده)‬ ‫وعدد من اع�ضاء جمل�س ادارتها‪،‬‬ ‫وممثلون عن مكاتب املراجع‬

‫العظام‪� ،‬إ�ضافة اىل جمموعة‬ ‫من ا�صحاب امل�ؤ�س�سات الدينية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وعدد من املهتمني‬ ‫بال�ش�أن القر�آين واالعالميني‪.‬‬ ‫ابتد�أ احلفل بقراءة �آيات‬ ‫مباركات من الذكر احلكيم‪ ،‬رتلها‬ ‫ال�شيخ القارئ مهدي قلندر‪ ,‬تلتها‬ ‫قراءة �سورة الفاحتة على ارواح‬ ‫�شهداء العراق‪ ,‬لت�أتي بعد ذلك‬ ‫كلمة مدير معهد القر�آن الكرمي‬ ‫ف�ضيلة ال�شيخ جواد الن�صراوي‬ ‫التي رحب من خاللها بجميع‬ ‫احلا�ضرين وتقدم بال�شكر والثناء‬ ‫لكل من �ساهم باجناح هذا‬ ‫امل�شروع‪ ,‬و�أ�ضاف قائ ًال‪:‬‬


‫‪20‬‬

‫ن�شاطات‬

‫ينق�سم عمل معهد القر�آن‬ ‫الكرمي اىل ق�سمني‪ :‬الق�سم الأول‬ ‫هو (الن�شاطات الفكرية) ويقع‬ ‫هذا اجلانب على عاتق مركز‬ ‫علوم القر�آن وتف�سريه وطبعه الذي‬ ‫قام بعدة م�شاريع منها (طباعة‬ ‫امل�صحف ال�شريف بحرف خطاط‬ ‫عراقي‪ ،‬ومبطبعة عراقية وجهود‬ ‫عراقية ولأول مرة يف العراق‪,‬‬ ‫م�شروع امل�صحف الناطق الذي‬ ‫يت�ضمن �أ�شهر القراءات ب�أ�صوات‬ ‫اجدر القراء العراقيني‪ ،‬ويت�ضمن‬ ‫تف�سري ًا لآيات القر�آن الكرمي مبا‬ ‫يتالءم مع روايات اهل البيت ‪،D‬‬ ‫وهذا امل�شروع �سريى النور قريبا‪.‬‬ ‫ا�صدار مناهج قر�آنية اع ُتمِ َد‬ ‫ق�سم منها كمواد تدري�سية يف‬ ‫الكليات اال�سالمية وكليات علوم‬ ‫القران يف بع�ض اجلامعات مثل‬ ‫(ذي قار‪ ,‬كربالء‪ ..‬وغريها)‪,‬‬ ‫وكذلك العمل على ا�صدار تف�سري‬ ‫كبري للقر�آن الكرمي يعتمد على‬ ‫روايات وتفا�سري �أئمة اهل البيت‬ ‫‪.D‬‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫اما الق�سم الثاين هو (الن�شاطات‬ ‫االقرائية) ويقع هذا اجلانب على‬ ‫عاتق مركز امل�شاريع القر�آنية‬ ‫وقد قام هذا املركز بعدة م�شاريع‬ ‫�أهمها‪( :‬م�شروع الدورات‬ ‫ال�صيفية لطلبة املدار�س االبتدائية‬ ‫واملتو�سطة والإعدادية‪ ،‬وقد تخرج‬ ‫منه يف الدورة ال�سابقة اكرث من‬ ‫‪ 16‬الف طالب‪ ،‬موزعني على خم�س‬ ‫حمافظات‪.‬‬ ‫م�شروع (�أمري القراء الوطني)‬ ‫وهو م�شروع يهدف اىل ابراز‬ ‫و�إخراج الطاقات القر�آنية من‬ ‫ناحية التالوة لفئة الرباعم والعمل‬ ‫على رعايتهم‪.‬‬ ‫�إقامة اكرث من ‪ 40‬دورة‬ ‫تخ�ص�صية يف التالوة و�أحكامها‪،‬‬ ‫وقد تخرج منها ‪ 350‬قارئ ًا‪.‬‬ ‫م�شروع (امل�سابقة ال ِف َرقية‬ ‫القر�آنية) التي ا�شرتكت فيها اكرث‬ ‫من ‪ 11‬حمافظة‪ ،‬وهي م�سابقة‬ ‫تقام يف �شهر رم�ضان املبارك‬ ‫�سنوي ًا‪ ،‬تخت�ص باحلفظ والتالوة‬ ‫والتف�سري‪.‬‬

‫م�شروع (حفظ القر�آن الكرمي‬ ‫بالكامل) حيث يوجد لدينا اكرث‬ ‫من ‪ 500‬حافظ‪.‬‬ ‫م�شروع (املحطات القر�آنية)‬ ‫التي تقام خالل زيارة االربعني‬ ‫املباركة حيث �أقيم خالل الزيارة‬ ‫املا�ضية اكرث من ‪ 130‬حمطة‬ ‫قر�آنية كل حمطة فيها جمموعة من‬ ‫الأ�ساتذة لتعليم ق�صار ال�سور‪ ،‬وقد‬ ‫ا�شرتك فيها ‪� 450‬أ�ستاذ ًا‪ ،‬وا�ستفاد‬ ‫من امل�شروع اكرث من ‪ 350‬الف‬ ‫زائر‪.‬‬ ‫�إقامة (دورات قر�آنية لأ�ساتذة‬ ‫الكليات القر�آنية يف اجلامعات)‪.‬‬ ‫واختتم م�ؤكد ًا‪ :‬ما هذا امل�شروع‬ ‫واعني (امل�شروع القر�آين لطلبة‬ ‫العلوم الدينية) �إال واحد من هذه‬ ‫امل�شاريع املباركة‪ ,‬ي�ستهدف �شريحة‬ ‫طلبة العلوم الدينية وهذه هي‬ ‫مرحلته الأوىل والتي �شملت �إقامة‬ ‫حما�ضرات وندوات فكرية قر�آنية‪،‬‬ ‫و�ستكون هناك مراحل �أخرى ت�شمل‬ ‫�إقامة دورات يف القر�آن الكرمي‬ ‫و�أخرى يف احلفظ املو�ضوعي‪.‬‬

‫جاءت بعد ذلك كلمة الأمانة‬ ‫العامة للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�ألقاها متوليها ال�شرعي �سماحة‬ ‫ال�سيد �أحمد ال�صايف (دام عزه)‪,‬‬ ‫وقال فيها‪:‬‬ ‫ونحن على م�شارف الوالدة‬ ‫امليمونة ل�سيد الكائنات ‪� J‬سائلني‬ ‫اهلل تبارك وتعاىل ان يرحمنا‬ ‫جميع ًا‪" :‬وما ار�سلناك اال رحمة‬ ‫للعاملني" وان مينّ علينا بالأمن‬ ‫والأمان‪ ،‬ويرينا فيه كل عزة وكل‬ ‫خري‪ ،‬ويرينا يف اعدائه ال �سيما‬ ‫الدواع�ش كل ذلة ومهانة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬مبا انه الكالم للقر�آن‬ ‫الكرمي وال ميكن للإن�سان ان يكتفي‬ ‫من هذا الينبوع اجلاري بالربكات‬ ‫غري املتناهية يف هذا الكتاب الذي‬ ‫جاء به اهلل تبارك وتعاىل معجزة‬ ‫نبيه ‪ J‬وجعله �شافعا مت�شفعا‬ ‫وجعله عد ًال للعرتة الطاهرة‪ ,‬فعلينا‬ ‫ان نبد�أ با�ستك�شاف ما ميكن ان‬ ‫ي�ضم القر�آن بني دفتيه مبقدار‬ ‫الو�سع والطاعة‪.‬‬ ‫وقد اوىل علماء الطائفة تبعا‬


‫ن�شاطات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫لتوجيهات ائمتهم ‪ D‬عناية‬ ‫فائقة بالقر�آن الكرمي‪ ،‬وت�صدرت‬ ‫يف مكتباتنا اال�سالمية كمية كبرية‬ ‫من التفا�سري على اختالف امل�شارب‬ ‫واملذاهب‪ ،‬وبالنتيجة املعارف‬ ‫القر�آنية معارف جمة واحلوزات‬ ‫العلمية كانت �سباقة لالهتمام‬ ‫بالقر�آن الكرمي‪ ،‬ولعل بع�ض الكتب‬ ‫املتعلقة بال�صناعة التجميلية‬ ‫وما يتعلق بها كانت بارزة‪ ،‬حتى‬ ‫ان ال�سيد �صاحب كتاب (مفتاح‬ ‫الكرامة) حممد جواد العاملي‬ ‫‪ E‬الف كتيب ًا يف هذا املجال‬ ‫وكان يف فرتات مو�ضع اهتمام‬ ‫وتدري�س يف احلوزات العلمية‪ ،‬ومت‬ ‫تناول هذا الكتاب يف احد اعداد‬ ‫جملة العميد التي ت�صدر من ق�سم‬ ‫ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة حيث حققه احد‬ ‫الأ�ساتذة االفا�ضل وكان ينقل يف‬ ‫طياته العلم الغزير للم�ؤلف‪.‬‬ ‫كما ان علماءنا ‪-‬رحم اهلل‬ ‫املا�ضني منهم واطال عمر الباقني‪-‬‬ ‫يتعر�ضون لبع�ض االحكام املتعلقة‬

‫بال�صالة وي�ؤكدون على القراءة‬ ‫ال�صحيحة لل�سور الق�صار فيها‪,‬‬ ‫وكذلك يعرجون اىل مو�ضوع مهم‬ ‫وهو املفطرات لل�صائم حيث‬ ‫يعتربون القراءة اخلاطئة للقر�آن‬ ‫الكرمي من جملة (الكذب على‬ ‫اهلل ور�سوله)‪ ,‬ويف هذه النقطة‬ ‫احتماالت علمية وتف�صيالت كثرية‬ ‫جدا تدل على عمق اهتمام علماء‬ ‫الطائفة بهذا الكتاب املبارك‪.‬‬ ‫وتابع قائ ًال‪ :‬يف هذه الفرتة نعاين‬ ‫من الق�صور يف بع�ض اجلوانب‪،‬‬ ‫ومنها قلة عقد اجلل�سات واحللقات‬ ‫االدبية والقر�آنية بخالف احلقبة‬ ‫املا�ضية التي كانت تعج مبثل هذه‬ ‫املجال�س‪ ,‬ال ادعي ان هذه املجال�س‬ ‫انتهت؛ لأن معني النجف ال ين�ضب‪،‬‬ ‫لكنها تقريبا ا�سرتاحت االن‪ ،‬وان‬ ‫�شاء اهلل تعاىل تكون (ا�سرتاحة‬ ‫مقاتل)‪.‬‬ ‫من جملة الأ�شياء التي حتتاج‬ ‫اىل نوع من الت�أكيد ولي�س الت�أ�سي�س‬ ‫هو االهتمام بالقر�آن الكرمي؛‬ ‫لأننا نحتاج اىل القر�آن الكرمي يف‬

‫ال�شواهد التي ندر�سها كما نحتاج‬ ‫اىل نهج البالغة وال�صحيفة‬ ‫ال�سجادية‪.‬‬ ‫نعم قد يكون اهتمامنا يف‬ ‫اجلانب التدري�سي الظاهري اقل‪،‬‬ ‫لكن اهتمامات الطلبة ال�شخ�صية ال‬ ‫�شك انها كبرية �سواء كان يف نهج‬ ‫البالغة او ال�صحيفة ال�سجادية‬ ‫ومن قبلهم القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫ثم بني قائ ًال‪� :‬إن االخوة يف‬ ‫معهد القر�آن الكرمي لديهم جملة‬ ‫من الن�شاطات‪ ،‬لذا قررنا �أن‬ ‫نوجه كالمنا اىل �شطر النجف‬ ‫اال�شرف واىل الطلبة االعزاء طلبة‬ ‫العلوم الدينية خ�صو�صا الذين قد‬ ‫يعانون من بع�ض ال�صعوبات لعدم‬ ‫وجود جماالت تخ�ص�صية يف هذا‬ ‫اجلانب‪.‬‬ ‫وبحمد اهلل تعاىل‪ ،‬فتحت‬ ‫االبواب ب�شكل او ب�آخر حتى كانت‬ ‫املدار�س الدينية تعي�ش كخلية نحل‬ ‫يف هذا اجلانب‪ ،‬وجتد احدهم‬ ‫ي�ساند االخر يف هذا النوع من‬ ‫القراءة النا�شئة عن فهم وتعمق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫وهذا امل�شروع �سيكتب له النجاح‬ ‫من خالل دعم الأ�ساتذة يف النجف‬ ‫اال�شرف عندما يحثون الطلبة‬ ‫على �ضبط هذه االمور االبتالئية‬ ‫وتطبيقات علوم القر�آن يف نهج‬ ‫البالغة‪ ،‬وال بد ان تكون ال�شواهد‬ ‫عندما ندر�س النحو ال من ا�شعار‬ ‫العرب فقط‪ ،‬و�إمنا من نهج البالغة‬ ‫وال�صحيفة ال�سجادية خ�صو�صا‬ ‫اذا نقحنا املوا�ضيع‪ ,‬فيكون الن�ص‬ ‫العلوي لأمري امل�ؤمنني ‪ A‬او الن�ص‬ ‫ال�سجادي للإمام ال�سجاد ‪A‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل ما يحتوي من معارف‬ ‫اخالقية وعقائدية وفقهية هو نعم‬ ‫ال�شاهد بل هو اال�سا�س الذي ت�أخذ‬ ‫منه القواعد النحوية‪.‬‬ ‫وكذلك من خالل الهمة التي‬ ‫يقوم بها االخوة يف معهد القر�آن‬ ‫الكرمي �سواء كان املعهد يف العتبة‬ ‫او يف فروعه والتوا�صل وعدم الي�أ�س‬ ‫وامنا اال�صرار على اكمال هذا‬ ‫امل�شهد وان �شاء اهلل هذه احللقة‬ ‫االوىل وت�ستمر حلقات مت�صاعدة‪.‬‬ ‫بعد كل ما تقدم جدد �سماحة‬


‫‪22‬‬

‫ن�شاطات‬

‫ال�سيد ال�صايف (دام عزه) مطالبته‬ ‫بتوثيق البطوالت واالنت�صارات التي‬ ‫حققها �شعبنا العراقي يف دحر‬ ‫ع�صابات داع�ش االرهابية؛ كي‬ ‫ال يوثقها غرينا ويبدل احلقائق‬ ‫ويحرف م�سار الـتاريخ واحلقيقة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬حقيقة دائما نحن‬ ‫نذكر انف�سنا ومن يحب ان ي�سمع‬ ‫نذكره بتلك الدماء التي اريقت‬ ‫ا�ستجابة منها للفتوى املباركة التي‬ ‫اطلقها ال�سيد ال�سي�ستاين (ادام‬ ‫اهلل وجوده ال�شريف) وميكن ان‬ ‫ن�سجل هنا نقطة تاريخية اال وهي‪:‬‬ ‫هناك عامالن مهمان �ساعدا‬ ‫العراق على ان يتعافى‪ :‬االول هو‬ ‫(هذه الفتوى املباركة التي متثل‬ ‫االمتداد التاريخي العميق للنجف‬ ‫اال�شرف)‪ ,‬اما الثاين فيتمثل‬ ‫بــ(اال�ستجابة ال�سريعة التي تكللت‬ ‫بهذا النجاح الباهر والقيا�سي يف‬ ‫متكن العراق ان يطرد اعتى ما‬ ‫ميكن ان ن�سمع او نقر�أ عن وحو�ش‬ ‫ب�شرية ال يرقبون فينا �إ ًال وال ذمة‬ ‫وفعلوا ما فعلوا)‪.‬‬ ‫وهناك بع�ض االنا�س عندما‬ ‫ي�ستمعون اىل امل�شهد العا�شورائي‬ ‫او يقر�ؤون عنه يت�صورون ان‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫افعال املع�سكر املقابل للح�سني‬ ‫مثل حز الر�ؤو�س وقتل االطفال‬ ‫وتعطي�شهم هي مبالغات تاريخية‬ ‫ال تعقل‪ ،‬كيف يقطع االن�سان ر�أ�س‬ ‫احد؟ حيث ي�صعب عليه ان يت�صور‬ ‫هذه الفكرة‪ ،‬لكن عندما ع�شنا هذه‬ ‫االمور وجدنا ان الدواع�ش يعملون‬ ‫هذا العمل بدم بارد‪ ،‬وك�أن امل�س�ألة‬ ‫متوارثة‪ ،‬فه�ؤالء �أبناء القوم‪.‬‬ ‫وال يخفى عليكم ان �آالف‬ ‫ال�شباب هبوا وهم فتية وفيهم من‬ ‫مل يكن يبلغ احللم ت�شبه ًا بالقا�سم‬ ‫(�سالم اهلل عليه) من اجل بلدهم‬ ‫ومقد�ساتهم‪ ،‬وقد ارتقى اكرث من‬ ‫‪ 8000‬جماهد منهم �سلم اخللود‬ ‫وال�شهادة‪ ،‬بالإ�ضافة اىل ‪22000‬‬ ‫جريح –انا اتكلم عن احل�شد‬ ‫فقط‪ ،-‬وه�ؤالء عندما اقدموا على‬ ‫ما اقدموا عليه كانوا مطمئنني ان‬ ‫من ورائهم هذا االطار ال�شرعي‬ ‫وهذه الفتوى املباركة‪ ،‬حتى ان‬ ‫بع�ضهم فقد طرفيه وعندما تكلمت‬ ‫معه كان مبت�سما جد ًا‪ ،‬وقال‪ :‬هذه‬ ‫الفتوى جاءت لنا رحمة كنا نحلم‬ ‫بها‪ ،‬وقد فقد طرفيه وجتده متفانيا‬ ‫وال يندب نف�سه‪ ،‬وهذا املعنى يف‬ ‫نف�سه ونفو�س غريه‪.‬‬ ‫‪A‬‬

‫لذا ال بد ان يحتفظ العراق بهذه‬ ‫الثلة الطيبة ويحفظ ت�أريخها‪ ،‬و�أنا‬ ‫قلت لبع�ض الأ�ساتذة االفا�ضل‪:‬‬ ‫"نحن الآن ن�شهد ما يحدث فال‬ ‫تغيب عنا احلقائق ولكن بعد ‪50‬‬ ‫عام ًا �سوف ت�ؤخذ احلقائق من‬ ‫الكتاب"‪ ،‬واذا مل نوثق ما يجري‬ ‫الآن �سيوثق غرينا وبالنتيجة قد‬ ‫يكون الكتاب لي�س فيه كل احلقائق‬ ‫كما ح�صل للتاريخ ال�سابق‪.‬‬ ‫الآن التاريخ فيه اوهام وال يتوفق‬ ‫اي احد اىل ان يك�شف التاريخ اذا‬ ‫مل ي�ستند اىل وثائق‪ ،‬وهذه الوثائق‬ ‫معتربة و�إال الذاكرة ال�شفهية ال‬ ‫تكون دائما متي�سرة‪ ،‬فاليوم هناك‬ ‫معارك �شر�سة يف العراق‪ ،‬وه�ؤالء‬ ‫الذين ا�ستجابوا للفتوى العظيمة‬ ‫مل يحموا البلد وحده وامنا حموا‬ ‫املنطقة برمتها‪ ،‬لوال هذا املعنى ملا‬ ‫ا�ستطعنا ان نقوم بهذه الكلمة وان‬ ‫نقف االن هذا املوقف‪.‬‬ ‫تعرفون ان النجف اال�شرف‬ ‫�سميت بعقيدتهم النجف‬ ‫(اال�شرك) وكربالء املقد�سة‬ ‫ا�سموها بكلمة مقابلة لها‪ ،‬وكانوا‬ ‫يتمنون تخريبها وهذه الآمال ف�شلت‬ ‫وخابت ب�إذن اهلل تعاىل‪ ،‬فلوال هذا‬

‫الوجود املبارك للمرجعية ولوال‬ ‫هذه الدماء لكان و�ضعنا غري هذا‬ ‫الو�ضع‪.‬‬ ‫واختتم قائ ًال‪ :‬ه�ؤالء امل�ضحون‬ ‫لهم كل ال�شكر والثناء والتقدير‪،‬‬ ‫ويجب علينا ان ال نغفل عن ذكرهم‬ ‫يف كل موطن‪ ،‬عندما نكون يف نعمة‬ ‫هم �شركا�ؤنا يف هذه النعمة‪ ،‬وهلل‬ ‫احلمد هم �شركا�ؤنا دائما يف هذه‬ ‫االعمال التي نقوم بها‪ ،‬فثواب هذا‬ ‫العمل املبارك الذي قام به االخوة ال‬ ‫�شك انهم ان مل ي�أخذوا كل الثواب‬ ‫فلهم احلظ االوفر؛ لأننا ب�سبب‬ ‫ت�ضحياتهم نقف بني يدي االخوة‬ ‫االعزاء يف هذا املوقف املبارك يف‬ ‫هذه املحافظة واملدينة املعظمة‪.‬‬ ‫ثم مت عر�ض فيلم وثائقي يت�ضمن‬ ‫تعريف ًا مف�ص ًال بامل�شروع من حيث‬ ‫الغاية والأهداف والفكرة واملراحل‬ ‫امل�ستقبلية‪ ,‬لت�أتي بعده كلمة‬ ‫الطلبة امل�شاركني يف هذا امل�شروع‬ ‫القاها بالنيابة عنهم ال�شيخ داخل‬ ‫اخلزاعي‪ ،‬وقدم من خاللها �شكره‬ ‫الكبري للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫والقائمني عليها لرعايتهم لهذا‬ ‫امل�شروع‪ ,‬وبني مدى ا�ستفادتهم‬ ‫منه كطلبة علوم دينية وخطباء‬


‫ن�شاطات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ال�سيد مهند امليايل‬

‫ح�سينيني‪.‬‬ ‫ثم قدمت جمموعة من التوا�شيح‬ ‫الدينية واالبتهاالت من قبل ف�ضيلة‬ ‫ال�شيخ جعفر الدجيلي‪ ,‬واختتم‬ ‫احلفل بتكرمي كل من �ساهم‬ ‫ب�إجناح امل�شروع القر�آين ومن متيز‬ ‫بامل�شاركة فيه من قبل �سماحة‬ ‫ال�سيد احمد ال�صايف (دام عزه)‬ ‫وجمموعة من ف�ضالء احلوزة‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني تابعت احلفل‪،‬‬ ‫والتقت مع مدير معهد القر�آن‬ ‫الكرمي‪ /‬فرع النجف ال�سيد مهند‬ ‫امليايل‪ ,‬فتحدث قائ ًال‪:‬‬ ‫قامت كوادر معهد القر�آن‬ ‫الكرمي‪ /‬فرع النجف بكتابة درا�سة‬ ‫تخ�ص (امل�شروع القر�آين لطلبة‬ ‫العلوم الدينية) تت�ضمن اهم ما‬ ‫يخ�ص القر�آن الكرمي من تف�سري‬ ‫وقراءة �صحيحة وعلوم اخرى على‬

‫‪23‬‬

‫يو�سي ا�ستاذ‬

‫�شكل مراحل‪.‬‬ ‫ومت تقدمي هذه الدرا�سة اىل‬ ‫املتويل ال�شرعي للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة وقد رعاها رعاية ابوية‬ ‫ودعمنا دعما مباركا‪ ,‬فبا�شرنا‬ ‫بتنفيذ هذا امل�شروع عن طريق‬ ‫مكتب املرجع الديني �سماحة �آية‬ ‫اهلل العظمى ال�سيد حممد �سعيد‬ ‫احلكيم (دام ظله) حيث مت‬ ‫�شمول �ست مدار�س دينية تابعة‬ ‫ملكتب �سماحته بهذا امل�شروع الذي‬ ‫ا�شرتك فيه اكرث من ‪ 150‬طالب‬ ‫علم‪ ،‬واجتاز االختبار النهائي ‪125‬‬ ‫طالب ًا فقط‪.‬‬ ‫هذه املرحلة هي املرحلة‬ ‫الت�أ�سي�سية وبعد ان انتهت بحمد‬ ‫اهلل وف�ضله‪� ,‬سنقوم بتقدمي‬ ‫درا�سات عن املراحل القادمة اىل‬ ‫�سماحة ال�سيد ال�صايف لنح�صل‬ ‫على موافقته ومالحظاته وبع�ض‬

‫تعديالته لن�شرع بتنفيذها‪.‬‬ ‫وال يفوتني �أن �أبينّ لكم ان هذه‬ ‫املرحلة ت�ضمنت احكام التالوة‬ ‫والقراءة ال�صحيحة واعداد منهج‬ ‫متكامل لطلبة العلوم الدينية بهذا‬ ‫اخل�صو�ص‪ ,‬وقد مل�سنا اهتماما‬ ‫كبريا جدا من مكاتب املراجع يف‬ ‫هذا امل�شروع؛ باعتبار �أن القر�آن‬ ‫الكرمي هو م�صدر الت�شريع االول‬ ‫وهو عدل اهل البيت ‪.D‬‬ ‫اجلدير بالذكر ان الطلبة‬ ‫امل�شاركني يف امل�شروع هم من دول‬ ‫خمتلفة مثل افغان�ستان واذربيجان‬ ‫وتركيا وفرن�سا‪� ،‬إ�ضافة اىل دول‬ ‫اخلليج العربي والعراق‪ ,‬وبلغ عدد‬ ‫الطلبة االجانب ‪ 75‬طالبا تقريب ًا‪.‬‬ ‫يف اخلتام اتقدم بجزيل ال�شكر‬ ‫والتقدير لكل من �ساهم باجناح‬ ‫هذا امل�شروع‪ ،‬و�أ�س�أل اهلل تعاىل ان‬ ‫يوفقنا يف تنفيذ املراحل القادمة‬

‫منه‪ ،‬والو�صول مل�ستوى جيد‬ ‫ومتقدم‪.‬‬ ‫يو�سي ا�ستاذ احد امل�شاركني يف‬ ‫امل�شروع من جمهورية غانا‪ ,‬حتدث‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫انا احد طالب احلوزة العلمية يف‬ ‫النجف اال�شرف‪ ,‬وقد �شاركت يف‬ ‫امل�شروع القر�آين الذي اقامته العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة‪ ,‬وكانت امل�شاركة‬ ‫اكرث من جيدة‪ ،‬و�أفادتني كثريا‪،‬‬ ‫لذا اطالب القائمني على امل�شروع‬ ‫ان ي�ستمروا به‪ ،‬ويقيمون دورات‬ ‫اخرى لنا؛ لأن القر�آن الكرمي هو‬ ‫د�ستور امل�سلمني‪ ,‬ونحن كطالب‬ ‫حوزة نحتاج ان نكون ملمني به‬ ‫لنتمكن من اي�صال ر�سالتنا بقوة‬ ‫وب�شكل �صحيح‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫ن�شاطات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫جموهرات وم�صوغات ثمينة ذات بعد ت�أريخي‬ ‫ُ‬ ‫متحف الكفيل للنفائ�س واملخطوطات‬ ‫يزخر بها‬ ‫ُ‬ ‫متابعة‪ :‬زاهر اخلفاجي‬ ‫نفائ�س وحتف نادرة تزين متحف‬ ‫الكفيل للنفائ�س واملخطوطات‪،‬‬ ‫فع�شاق �أهل البيت‪ D‬ال يبخلون‬ ‫بكل غال ونفي�س يكون تلأل�ؤه �أكرث‬ ‫يف بقعة من بقع الكرامة وال�شرف‬ ‫جموهرات وم�صوغات ثمينة ويف‬ ‫غاية الإبداع ت�سحر النفو�س وت�سر‬ ‫عيون الناظرين‪ ،‬حيث نقف اليوم‬ ‫�أمام النفائ�س املهداة اىل مقام‬ ‫قمر الع�شرية �أبي الف�ضل الع ّبا�س‬ ‫‪ A‬من قبل امللوك وال�سالطني �أو‬ ‫الزائرين القا�صدين مرقد �أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س‪ A‬من جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫م�س�ؤول املتحف الأ�ستاذ �صادق‬ ‫الزم بني جلريدة �صدى الرو�ضتني‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫ي�ضم متحف الكفيل جمموعة‬ ‫من �أروع و�أجمل املجوهرات‬ ‫امللكية التي كان يرتديها ويتزين‬ ‫بها امللوك والأمراء‪ ،‬مما كانت‬

‫تو�ضع على التيجان والعمائم‪،‬‬ ‫وهي م�صنوعة من الذهب املر�صع‬ ‫بالبلور ال�صخري والياقوت‬ ‫والزمرد والزجاج الأخ�ضر‪ ،‬فقاموا‬ ‫ب�إهدائها ملرقد �أبي الف�ضل العبا�س‬ ‫‪ ،A‬ومنهم امللوك القاجاريون‬ ‫وال�صفويون والعثمانيون وغريهم‪..‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل جمموعة من الأو�سمة‬ ‫والقالئد وبع�ض املقتنيات النادرة‬ ‫التي انفرد بها متحف الكفيل‪،‬‬ ‫وهذه احللي تق�سم اىل ثالث فئات‬ ‫هي‪ :‬الذهب‪ ،‬والف�ضة‪ ،‬والأحجار‬ ‫الكرمية املتنوعة كالأملا�س والياقوت‬ ‫والزمرد‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬هناك جمموعة كبرية‬ ‫من امل�صوغات ي�ضمها املتحف‬ ‫�أي�ض ًا منها ما هو على �شكل‬ ‫زخرفة نباتية م�صنوعة من الذهب‬ ‫والف�ضة املطعمة بالأحجار الكرمية‬ ‫ولها عدة ت�سميات‪ ،‬فالبع�ض يطلق‬ ‫عليها ت�سمية (برو�شات) ومنها‬ ‫ما يكون ب�شكل كمرثي يطلق عليها‬

‫اال�ستاذ �صادق الزم‬

‫ا�سم (نادريه) ن�سبة اىل امللك‬ ‫نادر �شاه الفار�سي‪ ،‬بالإ�ضافة اىل‬ ‫اال�ساور والقالئد الذهبية‪ ،‬وكذلك‬ ‫احللي التي تو�ضع يف مقدمة واعلى‬ ‫الر�أ�س وحجول ن�سائية من الذهب‬ ‫والف�ضة و�أي�ضا اقراط االذن التي‬ ‫تعود �صياغتها اىل زمن بعيد‪.‬‬ ‫كما ي�ضم املتحف �أي�ض ًا‪:‬‬ ‫‪ .1‬قنديال من الذهب اخلال�ص‬ ‫يحتوي على نقو�ش نباتية كتب عليه‬ ‫(وقفية للإمام العبا�س ‪.)A‬‬ ‫‪� .2‬أحزمة قدمية من القما�ش‬ ‫مطعمة بالذهب واملينا‪.‬‬ ‫متابع ًا‪ :‬ي�ضم املتحف �أي�ضا‬ ‫جمموعة كبرية من اخلوامت‬ ‫وامل�سابح الثمينة من االحجار‬ ‫الكرمية كالعقيق وغريها و�أي�ضا‬

‫�أحجار كرمية خام كالعقيق اليماين‬ ‫والياقوت والزمرد بالإ�ضافة اىل‬ ‫الكثري من املقتنيات وامل�صوغات‬ ‫التي فقدت‪ ،‬فقد تبني لنا ذلك بعد‬ ‫�إجراء مطابقة بني ما كان موجودا‬ ‫يف عام (‪2000‬م)‪ ،‬وبني ما هو‬ ‫موجود اليوم فوجدنا �أن هناك‬ ‫الكثري من القطع قد فقدت لعله يف‬ ‫الأيام الأخرية من �سقوط النظام‪.‬‬ ‫�أما عن كيفية معرفة نوع الأحجار‬ ‫وطريقة حفظ امل�صوغات فبني‬ ‫الأ�ستاذ �صادق قائ ًال‪:‬‬ ‫تتم معرفة نوع احلجر من خالل‬ ‫اال�ستعانة باخلرباء‪ ،‬كما يوجد‬ ‫لدينا جهاز لفح�ص االحجار‬ ‫ومعرفة انواعها‪ ،‬ويتم حفظ هذه‬ ‫امل�صوغات واالحجار من خالل‬ ‫توفري االجواء املخزنية املالئمة‬ ‫ومواد احلفظ اخلا�صة بذلك‪ ،‬وهي‬ ‫ما يطلق عليها بال�صيانة الوقائية‪.‬‬


‫معار�ض‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪25‬‬

‫ق�س ُم ال�شعائر واملواكب احل�سينية يف العراق والعامل الإ�سالمي‬ ‫النجف الأ�شرف‬ ‫يفتتح معر�ض ًا لل�صو ِر الفوتوغرافية يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫طارق الغامني‬ ‫حتت �شعار‪( :‬رحم اهلل من‬ ‫�أحيا �أمرنا)‪ ،‬افتتح ق�سم ال�شعائر‬ ‫واملواكب احل�سينية يف العراق‬ ‫والعامل الإ�سالمي التابع للعتبتني‬ ‫املقد�ستني احل�سينية والعبا�سية‬ ‫معر�ض ًا فني ًا ل�صور احل�سينية‬ ‫مب�شاركة العديد من الفنانني‬ ‫الفوتوغرافيني من العتبات‬ ‫املقد�سة‪.‬‬ ‫وت�ضمن هذا املعر�ض العديد‬ ‫من ال�صور احل�سينية التي تناولت‬ ‫ال�شعائر احل�سينية يف زيارة‬ ‫الأربعني املباركة الأخرية‪ ،‬مو�ضحة‬

‫امل�شاهد العفوية والوالئية التي‬ ‫يكنها �أتباع �أهل البيت ‪.D‬‬ ‫هذا وقد �شهد م�سقف الإمام‬ ‫علي بن �أبي طالب ‪ A‬يف النجف‬ ‫الأ�شرف افتتاح املعر�ض‪ ،‬و�سط‬ ‫ح�ضور عدد من م�س�ؤويل العتبات‬ ‫املقد�سة والزائرين الكرام‪ ،‬لي�شهد‬ ‫ح�ضور ًا فاع ًال من قبل الزوار‬ ‫املحليني والأجانب الكرام وعلى‬ ‫مدى يومني كاملني‪.‬‬ ‫وقد حتدث رئي�س ق�سم ال�شعائر‬ ‫واملواكب احل�سينية احلاج ريا�ض‬ ‫نعمة ال�سلمان‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫يقام املعر�ض �سنوي ًا بعد نهاية‬

‫احلاج ريا�ض نعمة ال�سلمان‬

‫زيارة الأربعني املباركة‪ ،‬وهو ر�سالة‬ ‫وا�ضحة لإي�صال �صوت الإمام‬ ‫احل�سني ‪� A‬إىل كافة ال�شرائح‬ ‫و�إىل كافة الزائرين مبختلف‬ ‫لغاتهم وجن�سياتهم‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪� :‬شمل املعر�ض (‪)53‬‬ ‫لوحة فنية �صورية ذات ب�صمة‬ ‫عال يف اختيار املو�ضوع‪،‬‬ ‫وان�سياق ٍ‬ ‫وقد �ساهم م�صورو العتبتني‬

‫املقد�ستني احل�سينية والعبا�سية‬ ‫ب�شكل كبري يف اجناز هذا املعر�ض‪،‬‬ ‫�أما املو�ضوع الرئي�سي الذي تناوله‬ ‫املعر�ض هو ت�سليط ال�ضوء على‬ ‫زيارة الأربعني املباركة الأخرية من‬ ‫�شعائر وخدمة ح�سينية‪.‬‬ ‫مو�ضح ًا‪ :‬املعر�ض يقام على‬ ‫مدى يومني يف النجف الأ�شرف‪،‬‬ ‫ومن ثم يبد�أ بالتنقل �إىل مدينة‬ ‫احللة‪ ،‬فالديوانية وال�سماوة‪ ،‬وباقي‬ ‫املحافظات الأخرى‪ ،‬و�إن �شاء اهلل‬ ‫يختتم يف مدينة كربالء املقد�سة‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫دورات‬

‫ت�سعى العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫اىل دفع عجلة االهتمام بالرتاث‬ ‫نحو الأمام ب�شكل �سريع و�صحيح؛‬ ‫�إمياناً منها ب�أهمية هذا الرتاث‬ ‫الرث الذي يعترب هوية الأمة‬ ‫ور�صيدها املعريف‪ ،‬لذا افتتحت �أكرث‬ ‫من مركز خمت�ص يعنى بالرتاث‪،‬‬ ‫و�أقامت العديد من امل�ؤمترات‬ ‫الرتاثية العاملية‪ ,‬ومل تقف عند‬ ‫هذا احلد بل م�ضت باقامة دورات‬ ‫تخ�ص�صية جمانية على م�ستوى‬ ‫عالٍ جداً تهتم بالرتاث والتحقيق‬ ‫لزيادة امكانيات املحققيني‬ ‫وتطوير قابلياتهم وحتفيزهم‬ ‫على حتقيق ما يقع بني ايديهم‬ ‫من خمطوطات �أو م�ؤلفات قيمة‪.‬‬ ‫متابعة‪ :‬زين العابدين ظنون‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ق�سم �ش�ؤون املعارف اال�سالمية واالن�سانية‬ ‫ُ‬ ‫يقيم دورة خامت الأنبياء ‪ J‬لتحقيق املخطوطات‬ ‫ُ‬

‫�آخر تلك الدورات اقامها‬ ‫ق�سم �ش�ؤون املعارف اال�سالمية‬ ‫واالن�سانية لنخبة من املحققني‬ ‫املميزين الذين ا�شرتكوا يف‬ ‫دوراته ال�سابقة‪ ..‬وقد كان يف‬ ‫بداية املحا�ضرة الأوىل من الدورة‬ ‫كلمة ترحيبية لرئي�س ق�سم �ش�ؤون‬ ‫املعارف اال�سالمية واالن�سانية‬ ‫ال�شيخ عمار الهاليل (دام‬ ‫توفيقه) رحب من خاللها بجميع‬ ‫احلا�ضرين‪ ،‬وبينّ َ �أن هذه الدورة‬ ‫هي لي�ست االوىل من نوعها‪ ،‬ولكنها‬ ‫دورة متقدمة يف التحقيق تختلف‬ ‫عن �سابقاتها دورات التحقيق‬

‫االويل‪ ،‬حيث مت اختيار النخبة من‬ ‫الدورات ال�سابقة لال�شرتاك يف‬ ‫هذه الدورة بواقع ع�شرين �شخ�ص ًا‬ ‫من �أ�صل ‪ 200‬تقريب ًا‪.‬‬ ‫و�سيكون هنالك اختبار عملي‬ ‫باال�ضافة اىل النظري يف نهاية‬ ‫الدورة لكل امل�شرتكني يت�ضمن‬ ‫حتقيق �أحد املخطوطات او الر�سائل‬ ‫(‪� )30 – 20‬صفحة حتقيق ًا ناه�ض ًا‬ ‫ب�شكل فعلي؛ لكي يح�صل امل�شرتك‬ ‫على �شهادة اجتياز �أي �أن االختبار‬ ‫العملي �سيكون مبثابة م�شروع تخرج‬ ‫من الدورة‪.‬‬ ‫واو�ضح ال�شيخ الهاليل‪� :‬إنّ‬

‫�أ�ستاذ الدورة ذو كفاءة عالية‪،‬‬ ‫وا�سم معروف حا�صل على العديد‬ ‫من اجلوائز يف جمال التحقيق‬ ‫و�أهمها (جائزة احلوزة العلمية يف‬ ‫قم)‪ ,‬ولديه عدد من التحقيقات‬ ‫ال�شهرية‪ ,‬كما انه ا�سم بارز يف‬ ‫جمال الفهر�سة‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني تابعت الدورة‪،‬‬ ‫والتقت مع املحا�ضر فيها اال�ستاذ‬ ‫احمد علي جميد احللي‪ ,‬فتحدث‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫الدورة هي للتعريف يف حتقيق‬ ‫املخطوطات‪ ،‬باال�ضافة اىل كيفية‬ ‫كتابة البحوث والتعرف على‬


‫دورات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫املخطوطات والفنون املتعلقة‬ ‫فيها‪ ,‬ومن امل�ؤمل ان متتد هذه‬ ‫الدورة من خم�سة اىل ع�شرة ايام‬ ‫ح�سب عدد املحا�ضرات وتكثيفها‪,‬‬ ‫و�إن امل�شمولني بهذه الدورة هم‬ ‫جمموعة من اال�ساتذة اجلامعيني‬ ‫من جامعتي كربالء وذي قار‬ ‫وبع�ض املخت�صني بال�ش�أن الرتاثي‬ ‫من مراكز تراث الب�صرة واحللة‬ ‫وكربالء‪.‬‬ ‫الغاية الرئي�سية من الدورة هي‬ ‫تعليم احلا�ضرين كيفية حتقيق‬ ‫املخطوطات من �أجل تعريف‬ ‫الأجيال القادمة بالكنوز الرتاثية‬ ‫ال�شيعية وامل�ؤلفات القيمة‪ ..‬ال‬ ‫يفوتنا يف ختام هذا اللقاء �أن‬ ‫نتقدم بجزيل ال�شكر والتقدير اىل‬

‫اال�ستاذ احمد علي احللي‬

‫�سماحة املتويل ال�شرعي للعتببة‬ ‫العبا�سية املقد�سة (دام عزه) على‬ ‫دعمه ورعايته لهذه الدورة وهي‬ ‫لي�ست الأوىل من نوعها‪ ،‬بل �سبقتها‬ ‫عدد من الدورات التي تخت�ص‬ ‫بالتحقيق‪.‬‬ ‫�أحد امل�شاركني يف الدورة‬ ‫الدكتور م�سلم عو�ض من جامعة‬ ‫ذي قار‪ /‬مركز الدرا�سات االثارية‬ ‫والتاريخية‪ ,‬حتدث قائ ًال‪:‬‬ ‫عودتنا العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫على اقامة هكذا دورات‪ ,‬فهي‬ ‫م�ؤ�س�سة دينية وعلمية وتراثية‪,‬‬ ‫وقد اخت�صت بال�ش�أن الرتاثي حتى‬

‫الدكتور م�سلم عو�ض‬

‫و�صلت مراحل متقدمة جد ًا‪ ،‬لذا‬ ‫ف�إن الدورات التي تقيمها يف هذا‬ ‫املجال تكون على م�ستوى عال‪،‬‬ ‫ويكون لها الأثر البالغ يف نفو�س‬ ‫الباحثني واملحققني واملخت�صني‬ ‫بالرتاث‪.‬‬ ‫وح�سب علمي �أن �أكرث من ‪210‬‬ ‫باحثني ا�ستفادوا من دورات العتبة‬ ‫املقد�سة يف هذا املجال‪ ,‬ومت اختيار‬ ‫النخبة منهم حل�ضور هذه الدورة‬ ‫التي نحن ب�صددها االن‪ ,‬و�أود �أن‬ ‫�أبينّ لكم �أن املخطوطات ال تخت�ص‬ ‫باجلانب االدبي والتاريخي فقط‪،‬‬ ‫بل ت�شمل كل اجلوانب وجميع‬

‫‪27‬‬

‫العلوم‪ ،‬لذا ف�إن حتقيقها مهم جد ًا‪،‬‬ ‫ويعود بالفائدة على املخت�صني يف‬ ‫�شتى املجاالت‪.‬‬ ‫جزيل ال�شكر والتقدير والثناء‬ ‫اىل الأمانة العامة للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة على هذه الرعاية وهذا‬ ‫االهتمام الذي توليه �إيانا خدمة‬ ‫للثقافة والرتاث‪ ,‬ولي�س هذا‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل �إن ادارة العتبة املقد�سة‬ ‫مل تبخل ب�أي جهد على اجلامعات‬ ‫العراقية‪ ،‬وعلى التدري�سيني‬ ‫فيها‪ ،‬من خالل اقامة امل�ؤمترات‬ ‫والندوات وور�ش العمل واملعار�ض‪,‬‬ ‫فكانت يد العون واخلري وامل�ساعدة‬ ‫التي امتدت اىل عمق التعليم‬ ‫ب�صدق و�أمانة ووطنية‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫قراءة انطباعية يف بحثِ التخرج املعنون‪:‬‬ ‫(ال�سياحة الدينية يف العتبة العبا�سية املقد�سة بر�ؤية �إعالمية)‬ ‫للطالبة ا�سراء م�صطفى‬ ‫�إن االلتفات ملثل هكذا موا�ضيع‬ ‫ور�سائل له الأثر يف تن�شيط‬ ‫ال�سياحة يف كربالء‪ ،‬وما يثريه‬ ‫هذا امل�شروع يف النف�س من جواذب‬ ‫روحية تتعلق بالعديد من البنى‬ ‫املو�ضوعية‪ ،‬منها ما توظف لإن�شاء‬ ‫مرتكز �سياحي كبري‪ ،‬ومنها ينمي‬ ‫ثقافة مركز اعالمي ميتلك اخلربة‬ ‫والبعد الروحي للمدينة املقد�سة‪،‬‬ ‫ومبا تكونه العتبة املقد�سة من معان‬ ‫�سامية‪.‬‬ ‫وهنا تكمن �أهمية مثل هذا‬ ‫البحث الذي يلقي ال�ضوء على‬ ‫معنى اال�شباع الروحي الفطري يف‬ ‫حقيقة هذه ال�سياحة‪ ،‬وما يتوافد‬ ‫عليها من ماليني الزائرين‪ ،‬وما‬ ‫يعود على البلد من منو اقت�صادي‬ ‫وتطور اجتماعي ثقايف‪.‬‬ ‫ومن امل�ؤكد �أن مثل هذا امل�شروع‬ ‫�سي�ضيف للباحث ر�صيد ًا مدعوم ًا‬ ‫باملعلومة‪ ،‬وي�ساهم يف رفد ال�سياحة‬ ‫بتفا�صيل الواقع اخلدمي‪ ،‬واثبات‬ ‫عدم اقت�صار املكان على كونه‬ ‫حمطة دينية‪ ،‬وال�سعي لتوظيف‬ ‫هذه ال�سياحة اقت�صادي ًا‪ ،‬ميكن‬ ‫ا�ستثمارها مبا متتلك من امكانيات‬ ‫تنموية كبرية يف تنمية �شاملة‬ ‫م�ستدامة‪ ،‬وال�سياحة �صناعة تنمو‬ ‫وتتنامى‪.‬‬ ‫نحن نرى �أن من �أجمل امل�شاريع‬ ‫البحثية هي امل�شاريع التي ال‬ ‫حتب�س طاقاتها يف مكامن النجاح‬

‫االكادميي املرحلي‪ ،‬وامنا تعمل‬ ‫لت�صنع هدفها العام على عر�ش‬ ‫م�س�ؤولياتها مبا متثله املرحلة من‬ ‫ثقافة وعي‪ ،‬فلل�سياحة الدينية دور‬ ‫مهم يف تنمية الدخل القومي‪ ،‬وهي‬ ‫جتارة م�ستمرة‪ ،‬لي�س لها مو�سم‬ ‫كما يف بقية ال�سياحات‪ ،‬لذلك‬ ‫يطالب البحث بتوحيد القوانني‪،‬‬ ‫وما ت�سميه الباحثة (التكامل‬ ‫ال�سياحي) بني الدول التي متتلك‬ ‫عام ًال م�شرتكا (العراق‪� ،‬سوريا‪،‬‬ ‫ايران) لر�سم معامل اتفاقية تهدف‬ ‫لتنمية امل�صالح امل�شرتكة‪ ،‬يف جمال‬ ‫ال�سياحة الدينية‪ ،‬كفتح معاهد‬ ‫�سياحية وت�شجيع اال�ستثمارات‬ ‫اال�سالمية‪.‬‬ ‫عر�ض امل�شروع بع�ض االمور‬ ‫املهمة التي حت�سب ل�صالح امل�شروع‬ ‫ان�سانيا‪ ،‬مثل البحث يف الت�أثري‬ ‫االمني التي ترى الباحثة انها ال‬ ‫ت�ؤثر يف ال�سياحة الدينية‪ ،‬بال�شكل‬ ‫الذي ت�ؤثره يف ال�سياحات االخرى‪،‬‬ ‫كما عر�ض ق�ضية اخرى يف غاية‬ ‫االهمية هي البد لهذه ال�سياحة �أن‬ ‫تتوج بالطابع الوطني‪ ،‬وان ال تكون‬ ‫حبي�سة التكوين املذهبي‪ ،‬واحتكاك‬ ‫�سكان املدن مع هويات الزائرين‬ ‫املختلفة ومعامل ثقافتهم �أدى اىل‬ ‫رفع امل�ستوى الثقايف‪.‬‬ ‫وترى �أن البلدان التي تتواجد‬ ‫فيها املقد�سات تكت�سب ب�شكل غري‬ ‫مبا�شر طابع ًا ديني ًا وثقافة واعية‪،‬‬

‫ما يرت�سخ من ا�شياء جميلة يف‬ ‫واقع ال�سياحة الدينية تتنف�سها‬ ‫الر�ؤية عرب ما يرتقي به احللم‬ ‫الروحي ليمنح الزيارات املليونية‬ ‫ف�ضاء فكري ًا يتنامى عربها احل�س‬ ‫الروحي والوجداين‪ ،‬و�سعيا ملواجهة‬ ‫التطور ال�سياحي الذي ي�شهده كانت‬ ‫الرحالت جمانية حتمل تكاليفها‬ ‫العتبة‪ ،‬اي�صال الزائرين اىل املراقد‬ ‫املقد�سة‪ ،‬واملقامات املنت�شرة‬ ‫يف ربوع العراق لكرثة الرحالت‬ ‫ودميومة عمل هذا الق�سم‪ ،‬كان البد‬ ‫من و�ضع �سعر ب�سيط يغطي نفقات‬ ‫الوقود‪ ،‬وال�ستمرار وجود ال�سياحة‬ ‫البد ان ي�ستند بجهد اعالمي‪،‬‬ ‫و�إعالم العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫ميثل جوهر االنتماء اىل قد�سية‬ ‫مدينة لها جواذب عالية القيمة‪،‬‬ ‫من حيث قدرتها على اجتذاب‬ ‫ال�سياح من كل بقاع املعمورة دون‬ ‫جهد الو�سيط االعالمي‪ ،‬وامنا‬ ‫التحرك يف مزايا الت�أثري الروحي‪،‬‬ ‫ون�شر معامل قد�سية هذه املدينة‬ ‫(اجلوهر االنتمائي) �أي مكا�سب‬ ‫االجر والثواب‪.‬‬ ‫وهذا املعنى معروف عند جميع‬ ‫اهايل كربالء املقد�سة‪ ،‬والذي‬ ‫ينعك�س على مبادئ التعامل مبعنى‬ ‫�آخر‪ ،‬وبا�سم هوية �أرقى بكثري‪،‬‬ ‫فيتم التعامل مع ال�سائح ب�صيغة‬ ‫زائر‪ ،‬لهذا ت�صبح مهمة االعالم‬ ‫هي تر�سيخ الروح امل�ؤمنة‪.‬‬

‫الطالبة ا�سراء م�صطفى‬

‫ومت افتتاح �أول متحف للنفائ�س‬ ‫واملخطوطات يف عتباتنا املقد�سة يف‬ ‫العراق وهو متحف الكفيل يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة يف ‪2009/5/1‬م‬ ‫ذكرى والدة احلوراء زينب ‪،B‬‬ ‫حقق امل�شروع البحثي ا�شياء كثرية‬ ‫ت�ضمنها اجلهد املثابر‪.‬‬ ‫وقالت الطالبة ا�سراء م�صطفى‬ ‫كو�سة يف ملخ�صها اال�ستنتاجي‪:‬‬ ‫يقرتن دور ال�سياحة الدينية‬ ‫بالعديد من االعمال العبادية‬ ‫والوالئية‪ ،‬وحققت العتبات املقد�سة‬ ‫البعد الروحي للزائر باحلفاظ‬ ‫على قد�سية تلك االماكن‪ ،‬فارتبط‬ ‫االعالم بال�سياحة يف �إحياء‬ ‫املنا�سبات وال�شعائر الدينية ون�شر‬ ‫الوعي والثقافة‪ ،‬وارتبط االعالم‬ ‫بال�سياحة لي�ؤدي دورا يف غاية‬ ‫االهمية؛ كونه ال�صورة الناطقة‬ ‫وامل�سموعة واملرئية لكل ما يقام‬ ‫من ن�شاطات يف العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬جنح امل�شروع البحثي‬ ‫بتقدمي هويته الروحية واالن�سانية‪..‬‬ ‫ن�س�أل اهلل تعاىل ان يكلل م�سريتها‬ ‫العلمية بالنجاح والقبول‪.‬‬


‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪29‬‬

‫ثقافة الفكر‬

‫ ‬ ‫الق�سم الثالث‬

‫تعترب االنتفا�ضة ال�شعبانية‬ ‫واحدة من �أهم حمطات الكفاح‬ ‫الوطني العراقي يف �سبيل التخل�ص‬ ‫من نري الطغيان‪ ،‬وهي ظاهرة‬ ‫تعدت �أبعادها اىل ما وراء �ساحة‬ ‫احلدث حملي ًا‪ ،‬وحاولت الكثري من‬ ‫ال�سيا�سات �إطفاء وهجها كح�ضور‬ ‫فكري �إن�ساين مهم‪ ،‬وجعلها ق�ضية‬ ‫�سيا�سية �أو مظهر ًا من مظاهر‬ ‫التحزبية‪ ،‬بينما هي يف حقيقتها‬ ‫ظاهرة �شعبية عفوية عامة‪ ،‬وهذه‬ ‫العفوية مرتبطة بقيم ومبادئ �أمة‪،‬‬ ‫وما يخيف ال�سا�سة �أن ت�أخذ مثل‬ ‫هذه االنتفا�ضة �صفة الدميومة‪،‬‬ ‫فحرفوا االنتباه عنها بوا�سطة‬ ‫املزيد من احلوادث املفتعلة‪ ،‬واىل‬ ‫الآن هناك بع�ض الكتاب وال�سا�سة‬ ‫ممن يتطاول على �شرعية هذه‬ ‫االنتفا�ضة؛ �سعي ًا لإزالة مقوماتها‬ ‫التابعة لفطرة الثورة‪ ،‬و�إرادة‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫ولالنتفا�ضة ابعادها وامتداداتها‬ ‫وت�أثرياتها على حياة النا�س‪ ،‬فو�صل‬ ‫ت�أثريها اىل عموم الفكر واحلياة‪،‬‬ ‫غذت ال�شباب فكري ًا ال�ستنها�ض‬ ‫ثوريتهم‪ ،‬فالتهي�ؤ النف�سي جعلهم‬ ‫يعي�شون ما عاناه العراق خالل‬ ‫االنتفا�ضة‪� ،‬إذ كان ال�شعب يعي�ش‬ ‫�أ�سو�أ حاالته االقت�صادية حيث‬ ‫ُحو�صر غذائي ًا‪ ،‬و ُمنع عنه الفرات‪.‬‬ ‫واملعروف �إنّ ال�سلوكية الثورية‬ ‫عند املنتف�ضني ح�سينية جذرتها‬ ‫االنتفا�ضة‪ ،‬وجددت طقو�سها‬ ‫الفكرية واملعنوية‪ ،‬حتى �إن �شعارات‬ ‫االنتفا�ضة كانت تعبرّ عن معنيني‪:‬‬

‫جلنة البحوث والدرا�سات‬

‫الأول ارتباطها القومي بهويتها‪ ،‬فهي‬ ‫تردد (لبيك يا ح�سني)‪ ،‬و(هيهات‬ ‫منا الذلة)‪ ،‬واملعنى الثاين تلقائية‬ ‫اال�ستجابة التي �أ�صبحت البد منها‬ ‫ح�سب ال�شرع‪ ،‬واملنطق املو�ضوعي‪.‬‬ ‫ويف �أعقاب دخول اجلي�ش اىل‬ ‫املحافظات املنتف�ضة‪ ،‬وما عمل من‬ ‫هدم وقتل وقبور جماعية مل تفرق‬ ‫بني �صغري وكبري‪ ،‬وال بني امر�أة �أو‬ ‫رجل‪ ،‬فكان ال�ضحايا �ضحايا �شعب‬ ‫ولي�سوا �ضحايا حزب �أو فئة �أو‬ ‫تيار‪ ،‬و�أ�صبح �شعب االنتفا�ضة ميثل‬ ‫الوعي اجلمعي احلقيقي للعراق‪.‬‬ ‫وبالرغم من الق�ساوة التي‬ ‫عاجلت املقاومة العراقية والتي‬ ‫و�صلت حد الهمجية‪ ،‬لكن بقيت‬ ‫االنتفا�ضة تعزز نف�سها بال�صرب‬ ‫والت�صابر‪ ،‬وا�ستقبلت من قبل‬ ‫االعالم العربي �أ�سو�أ ما متتلك تلك‬ ‫ال�سيا�سات‪ ،‬واىل الآن هم ي�سيئون‬ ‫اىل هذه االنتفا�ضة؛ كي ال تكون يف‬ ‫ذاكرة النا�س ق�ضية فكرية �إن�سانية‬ ‫ا�ستمدت جذورها من نه�ضة‬ ‫احل�سني ‪ ،A‬وهذا يعني انهم‬ ‫ّ‬ ‫نظروا لها من الزاوية املذهبية‪،‬‬ ‫وبهذه النظرة ال�ضيقة يكونون قد‬ ‫�ساهموا يف الق�ضاء عليها‪ ،‬وحتى‬ ‫بعد �سقوط الأنظمة املتهرئة مل‬ ‫تظهر �أي �أن�شطة على م�ستوى‬ ‫الفكر تدر�س االنتفا�ضة مب�ضمارها‬ ‫الفكري القادر على �إعطاء العامل‬ ‫�أحكام ًا ب�صرية ت�ستلهم وجودها‬ ‫على الأقل‪ ،‬بل راحت بع�ض‬ ‫املو�سوعات التدوينية من مناق�ضة‬ ‫نف�سها‪ ،‬فهي تارة تن�سبها اىل فيلق‬

‫بدر وقوات البي�شمركة والأحزاب‬ ‫الكردية‪ ،‬وتارة ترى انها كانت نقمة‬ ‫�شعب على �سلطة مل تكرتث بنتائج‬ ‫احلروب‪.‬‬ ‫ويرى الكاتب حممد ح�سن جياد‬ ‫�أن هذا احلدث مل َ‬ ‫يحظ باالهتمام‬ ‫او العناية يف جمال التوثيق‬ ‫التاريخي وال جمال ال�ستلهامها‬ ‫ابداعي ًا‪ ،‬وال حتى يف مفردات الإنتاج‬ ‫االدبي والفني‪ ،‬القليل الذي و�صلنا‬ ‫ال يتنا�سب وعمق هذا احلدث يف‬ ‫الوجدان الوطني للذاكرة العراقية‪،‬‬ ‫وكانها متار�س ال مباالة قا�سية‬ ‫ت�صل حلدود االجحاف واجلحود‬ ‫بحق الدماء الطاهرة التي �سفكها‬ ‫جالوزة النظام وحر�سه اجلمهوري‬ ‫بحق القرى امل�ستباحة والأ�شجار‬ ‫املقطوعة والب�ساتني املحرتقة يف‬ ‫ارجاء العراق‪.‬‬ ‫ويرى الأ�ستاذ الدكتور حيدر‬ ‫نزار ال�سيد �سلمان ب�أن ما كتب عنها‬ ‫انطلق من مواقف تخ�ص احزابا‬ ‫وحركات‪ ،‬وهناك جتاهل للفئات‬ ‫االجتماعية وللحراك ال�شعبي‬ ‫الذي خا�ض غمار هذه االنتفا�ضة‪،‬‬ ‫بل �إن البع�ض ومن غري ق�صد �شوه‬ ‫�أحداثها ومعانيها الفكرية‪ ،‬ب�إ�ضافة‬ ‫�أ�شياء لي�ست لها عالقة بالأحداث‪،‬‬ ‫واهم �أ�سباب انك�سار االنتفا�ضة‬ ‫هو عدم وجود �أي دعم مادي يدمي‬ ‫مقاومتها على الواقع‪ ،‬هي قاتلت‬ ‫مبا غنمته من �أ�سلحة اجلي�ش‬ ‫واملنظومات احلزبية‪ ،‬وحاولت‬ ‫العديد من املواقع اللقاء ب�شهود‬ ‫عيان لت�أكيد عفوية االنتفا�ضة من‬

‫خالل عفوية توثيقها التاريخي‪.‬‬ ‫ويرى الكاتب (�صبحي علي)‬ ‫من م�ؤ�س�سة الذاكرة العراقية‪� :‬إن‬ ‫االنتفا�ضة ظاهرة ال مثيل لها يف‬ ‫العامل‪ ،‬املقابر اجلماعية للعراقيني‬ ‫والتي ك�شفها النا�س ولي�س دولة �أو‬ ‫حكومة �أو منظمة وجود ‪ 263‬مقربة‬ ‫جماعية‪ ،‬ومل يكت�شف النا�س عدد‬ ‫املفقودين يف هذه املقابر اجلماعية‬ ‫ي�صل مليون و‪� 300‬ألف �شهيد‪.‬‬ ‫االعالم العربي جند جميع‬ ‫طاقاته لقمع االنتفا�ضة بحجة‬ ‫عمالتها لإيران‪ ،‬نحن نتحدث عن‬ ‫ق�ضية الفكر يف الوعي اجلمعي‬ ‫الذي �أوقد �شعلة االنتفا�ضة‪ ،‬مقاتل‬ ‫واحد مل يدخل من خلف احلدود‪،‬‬ ‫وكانت �أمريكا تتمنى ان تتورط‬ ‫ايران ب�إر�سال قوة حتى لو كانت‬ ‫قوة من املعار�ضة العراقية ليتهمها‬ ‫بالتدخل بال�ش�أن الوطني‪ ،‬وي�شعل‬ ‫فتيل فتنة هي حتتاجها �أ�سا�سا‪.‬‬ ‫نحن ال نكتب القرتان املنا�سبة‪،‬‬ ‫بل نحن نبحث عن �أدب يوثق هذه‬ ‫االنتفا�ضة وعن فكر يبني للعامل ما‬ ‫حدث من ت�شويهات‪ ،‬بحيث كذبوا‬ ‫�أعيننا التي ر�أت االحداث برمتها‪،‬‬ ‫وبناء قاعدة معلوماتية تخلد‬ ‫للت�أريخ‪ ،‬وتف�ضح جتار القلم الذين‬ ‫كتبوا عن االنتفا�ضة تقارير حزبية‬ ‫كانت تروج بني النا�س كحقائق‬ ‫م�صريية‪ ،‬لكن مع هذا بقيت لعنة‬ ‫االنتفا�ضة تطاردهم اىل يوم‬ ‫ال�سقوط‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫قراءة انطباعية‬

‫يف جملة (ر�سالة ال�شرق)‬ ‫نوادر فكرية‬ ‫الق�سم الثاين ‪ -‬اللجنة الرتاثية ‪ -‬يف �صحيفة �صدى الرو�ضتني‬ ‫النادرة الرابعة‪:‬‬ ‫حملت جملة ر�سالة ال�شرق‬ ‫هدفها كمجلة اجتماعية تعمل لبث‬ ‫روح الوعي االن�ساين والوطني‪،‬‬ ‫وتوجيه النا�س و�إر�شادهم عن طريق‬ ‫و�سائل الن�شر ال�صحفية‪ ،‬ومادتها‬ ‫االعالمية من مقاالت عبارة عن‬ ‫�سل�سالت توثيقية متنوعة‪.‬‬ ‫وال�سل�سلة ال�صحفية هي‬ ‫جمموعة من املوا�ضيع منها ما‬ ‫ي�شرتك بعنوان موحد‪ ،‬ومنها ما‬ ‫ي�صدر لكل مو�ضوع عنوان م�ستقل‪،‬‬ ‫وهي مل�ؤلف واحد‪ ،‬لت�سليط ال�ضوء‬ ‫على �آراء الطبقة املثقفة ومواقفها‬ ‫ب�ش�أن ق�ضايا مهمة تعزز االرتباط‬ ‫مع الواقع الثقايف‪ ،‬فن�شرت املجلة‬ ‫�سل�سالت مهمة يف جميع اجلوانب‪،‬‬ ‫ومنها اجلانب التاريخي‪.‬‬ ‫ن�شرت �سل�سلة مهمة بعنوان‬ ‫(ن�صيب كربالء) للكاتب ال�سيد‬ ‫عبد الرزاق الوهاب كان رد على‬ ‫ال�شيخ فريق مزهر الفرعون‪،‬‬ ‫وكان قد ح�ضر بنف�سه املجال�س‬ ‫وامل�ؤمترات‪ ،‬وهو ابن عم احلاج‬ ‫عبد الواحد �سكر احد قادة الثورة‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫وقد قدم ال�شيخ رفيق طالب ًا‬ ‫املعونة من حيث ت�سجيل احلوادث‪،‬‬

‫وتقدمي امل�ستم�سكات‪ ،‬وقدموا له‬ ‫املعلومات املوثقة‪ ،‬لكن عند ا�صدار‬ ‫كتابه وجدت فيه خمالفات �صريحة‬ ‫و�أغالط ًا غري مغتفرة‪ ،‬وتناق�ضات‬ ‫غريبة‪ ،‬مما ال ميكن لكاتب �أو �أديب‬ ‫ان يتغافل عنها‪ ،‬لقد حتامل ال�شيخ‬ ‫رفيق على كربالء حتام ًال م�ضني ًا‪،‬‬ ‫حيث وردت ق�ضية انتقال �آية اهلل‬ ‫مرزا حممد تقي ال�شريازي من‬ ‫م�سكنه يف �سامراء اىل كربالء‪.‬‬ ‫يرى امل�ؤرخ عبد الرزاق احل�سيني‬ ‫�أن غاية االنتقال كانت اىل النجف‬ ‫لكنه (عدل اىل كربالء حلفظ‬ ‫التوازن يف القوى الوطنية‪ ،‬وال�سيما‬ ‫كانت الوطنية يف كربالء م�شلولة)‬ ‫وكتب ال�شيخ رفيق (ان النجف ال‬ ‫حتتاج اىل اجلهود وان الوعي قد‬ ‫انت�شر بني طباقاتها لذا فكروا ان‬ ‫من ال�صالح العام ان ي�سكن االمام‬ ‫ال�شريازي مدينة كربالء)‪ ،‬و�أجاب‬ ‫املرزا عبد احل�سني جنل املرحوم‬ ‫�آية اهلل ال�شريازي‪ ،‬ان هذا الكالم‬ ‫يرد يف عدة مواقف‪:‬‬ ‫الأول‪ /‬ان اهايل كربالء حاربوا‬ ‫جي�ش ًا كام ًال للحكومة العثمانية‬ ‫�سنة ‪1916‬م جمهزا باملدافع‬ ‫ال�ضخمة والر�شا�شات والقنابل‬ ‫اليدوية‪ ،‬فهزموه و�أخرجوه من‬

‫كربالء بعدما حت�صن يف دورها‬ ‫و�شوارعها مدة ‪ 24‬يوم ًا‪ ،‬تاركا‬ ‫وراءه القتلى واجلرحى والبنادق‬ ‫والذخائر‪.‬‬ ‫الثاين‪ /‬اعتقال �ستة زعماء‬ ‫كربالئيني �سنة ‪1919‬م يف‬ ‫هند�ستان ثم اعتقال اثني ع�شر‬ ‫�شخ�ص ًا غريهم يف هنجام �سنة‬ ‫‪1920‬م‪.‬‬ ‫الثالث‪ /‬ا�شرتاك الكربالئيني‬ ‫م�شاركة فعلية يف رفع العلم العراقي‬ ‫يف كربالء‪ ،‬و�شكلت اول حكومة‬ ‫عراقية‪ ،‬وتعيني اول مت�صرف‬ ‫عراقي يف كربالء‪.‬‬ ‫وجاء يف العدد الثاين �ص‪ 57‬من‬ ‫الكتاب‪ ،‬مناق�شة قول ال�شيخ فريق‪:‬‬ ‫(ا�ستقبل �آية اهلل املريزا ال�شريازي‬ ‫حيث كانت اجلماهري بانتظاره يف‬ ‫خان العطي�شي)‪ ،‬وهذا الكالم غري‬ ‫وارد؛ لأن طريق (كربالء ـ بغداد)‬ ‫املحاذي لنهر احل�سينية والذي‬ ‫مير بخان العطي�شي قد فتح ملرور‬ ‫ال�سيارات عام ‪1922‬م على عهد‬ ‫مت�صرفية عبد العزيز الق�صاب �أي‬ ‫بعد ورود �آية اهلل ال�شريازي بخم�س‬ ‫�سنوات‪!..‬‬ ‫و�إمنا كان الطريق الوحيد الذي‬ ‫متر منه ال�سيارات يف زمن انتقال‬

‫املرحوم ال�شريازي من �سامراء اىل‬ ‫كربالء هو طريق الهيابي الذي‬ ‫مير مبرقد ال�شهيد عون‪ ..‬ولنقر�أ‬ ‫لل�شيخ فريق ما ورد حتت عنوان‬ ‫مكاتب الثورة‪�( :‬إن �أول ما فكر به‬ ‫زعماء الثورة ت�أ�سي�س اول مكتب‬ ‫خارج كربالء)‪ ،‬االعمال الوطنية‬ ‫كانت �سرية ومبحالت جمهولة‬ ‫وغري معلنة‪ ،‬وهل من املعقول ان‬ ‫تقدم الوفود اىل كربالء دون اطالع‬ ‫الكربالئيني وعلمهم‪ ،‬واالجتماع‬ ‫ا�سا�سا عقد لي ًال يف دار ال�سيد �أبي‬ ‫القا�سم الكا�شاين‪ ،‬والتي كانت يف‬ ‫اق�صى املجاز اخلارج باب ال�سدرة‪،‬‬ ‫وهو الآن جزء من ال�شارع املحيط‬ ‫بال�صحن ال�شريف‪ ،‬وكان ممن‬ ‫ح�ضر االجتماعني ال�سيد هبة‬ ‫الدين ال�شهر�ستاين‪.‬‬ ‫ويف العدد الثالث �ص‪ 95‬يرى‬ ‫اال�ستاذ اجلليل ال�سيد عبد الرزاق‬ ‫الوهاب ان احلقيقة التي ال جدال‬ ‫فيها والتي يتذكرها الكربالئيون‬ ‫ب�أن الوطنيني عقدوا اجتماعني‬ ‫الأول منها يف �صحن الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬ليلة ‪ 29‬رم�ضان‪،‬‬ ‫ف�ألقى املرحوم ال�شيخ حم�سن ابو‬ ‫احلب فيها ق�صيدة‪:‬‬


‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫(وثق العراق بزاهر ا�ستقالله‬ ‫وال�شعب متفق على ا�ستقالله‬ ‫ا�ضحى ي�ؤمل نيل ا�شرف غاية‬ ‫يا رب او�صله اىل �آم ـ ـ ـ ـ ـ ــاله)‬ ‫وقبلها القى املرحوم عمر احلاج‬ ‫علوان خطابه املتحم�س ويف ليلة ‪27‬‬ ‫رم�ضان �سنة ‪1338‬هـ عقد االجتماع‬ ‫الثاين‪.‬‬ ‫ولأننا ب�صدد اال�ستفادة التاريخية‬ ‫من هذه ال�سل�سلة‪ ،‬نحاول ان نقف‬ ‫عند بع�ض عناوينها املهمة‪ ،‬فقد‬ ‫ورد يف املناق�شة الرابعة �ص ‪128‬‬ ‫(من �أوىل مقررات قيادة الثورة‬ ‫العراقية) ار�سال �أحد الرجال‬ ‫العاملني والواقفني على �سري‬ ‫الق�ضية ومن ذوي القدرة البيانية‬ ‫اىل احلجاز‪ ،‬وقد وقع اختيارهم‬ ‫على ال�شيخ حممد ر�ضا ال�شبيبي‪.‬‬ ‫ومن جملة ما بعث به ال�شبيبي‬ ‫اىل العراق كتابا من امللك ح�سني‬

‫اىل االمام ال�شريازي وو�صل الكتاب‬ ‫اىل كربالء بعد وفاة ال�شريازي‬ ‫(قد�س �سره)‪ ،‬ويناق�ش الأ�ستاذ‬ ‫عبد الرزاق الوهاب العديد من‬ ‫الأمور من �ضمنها ما جاء يف‬ ‫ال�صفحة ‪( 176‬لقد كان للمرحوم‬ ‫�آية اهلل ال�شريازي من املرا�سالت‬ ‫واملكاتبات عن الق�ضية وغريها من‬ ‫امل�سائل الدينية اىل جهات عديدة‬ ‫قريبة وبعيدة يف انحاء العامل)‪.‬‬ ‫ويف الزمة �أخرى يقول ال�شيخ‬ ‫فريق‪( :‬عندما حرر املجاهدون‬ ‫كربالء والنجف اال�شرف عني‬ ‫القادة ال�سيد حم�سن �أبو طبيخ‬ ‫مت�صرف ًا للواء كربالء) ويبدو‬ ‫انه ن�سي ما كتبه يف نف�س الكتاب‬ ‫(و�أخذ الثوار على عاتقهم حمافظة‬ ‫كربالء)‪!..‬‬ ‫ويف الق�سم ال�ساد�س من هذه‬ ‫املناق�شة يف ال�صفحة ‪ 325‬عن‬ ‫النزاع بني فريق مزهر الفرعون‬

‫واحلاج علي البزركان‪ ،‬من جملة‬ ‫هذه االختالفات ان فريق املزهر‬ ‫ا�سند الثورة للفرات الأو�سط دون‬ ‫�أهايل بغداد‪ ،‬واحلاج علي البزركان‬ ‫ادعى ان اال�سناد الأ�سا�سي للثورة‬ ‫هي بغداد ولي�س الفرات‪ ،‬واعتمدا‬ ‫على املذكرات ال�شخ�صية واملنقول‬ ‫وامل�سموع‪ ،‬ومل يعتنيا بامل�ستم�سكات‬ ‫الر�سمية‪.‬‬ ‫انها ثورة امة واحدة وا�سرة‬ ‫واحدة‪ ،‬و�أما ما ورد يف الوثائق‪،‬‬ ‫فقد اوعز ال�سري ول�سن �إىل جميع‬ ‫الزعماء واخذ تواقعيهم ح�سب‬ ‫زعم احلاكم العام‪ ،‬وكان امليجر‬ ‫تيلر حاكم احللة جمع زعماء‬ ‫كربالء والديوانية وطويريج‬ ‫وامل�سيب و�سائر االق�ضية القريبة‪،‬‬ ‫وح�ضر االجتماع ال�سيد ح�سن الددة‬ ‫منتخب ًا عن كربالء‪ ،‬وعبد املح�سن‬ ‫ال�سعود رئي�س ع�شرية امل�سعود عن‬ ‫ع�شائر كربالء‪ ،‬وتر�أ�س االجتماع‬

‫‪31‬‬

‫ال�سر ول�سن‪ ،‬ورف�ض ممثلو كربالء‬ ‫والديوانية التوقيع على الطلب‪ ،‬ويف‬ ‫اجتماعات �أخرى رف�ضت النجف‬ ‫وممثلو معظم املدن العراقية‬ ‫التوقيع على الطلب �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫مثل هذه القراءة االنطباعية‬ ‫تعرفنا بقيمة املوروث الفكري‬ ‫والثقايف و�إثرائه مبتابعة ت�سخر‬ ‫مواده لرفد يعم املجتمع‪ ،‬جملة‬ ‫�أ�صدرت عام ‪1953‬م حملت‬ ‫�أدوات معرفية افرزها املجتمع‪،‬‬ ‫تتخذ امنوذجا لدرا�سة مكونات‬ ‫تلك الفرتة مبا ميتلك من مظاهر‬ ‫ا�سلوبية يف الكتابة‪ ،‬وهذه املتابعة‬ ‫االنطباعية تعنى بعر�ض مزايا تلك‬ ‫املجلة من حيث م�ساهمته الرائدة‬ ‫يف �إر�ساء دعائم ثقافة عراقية‬ ‫كربالئية متنوعة‪...‬‬ ‫(يتبع يف العدد القادم‪)...‬‬


‫‪32‬‬

‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫قراءة يف بحث من بحوث مهرجان ربيع ال�شهادة‬ ‫(القيادة الر�سالية ـ تكويناتها ـ وجتلياتها‬ ‫يف �شخ�صية �أبي الف�ضل العبا�س ‪)A‬‬ ‫الباحث الدكتور حيدر حممد هناء‬ ‫البحث يف معنويات الرمز‬ ‫املقد�س‪ ،‬يحتاج اىل قدرات �إبداعية‬ ‫قادرة على الإ�ضافة للمعنى العام‬ ‫يف ذهنية التلقي‪� ،‬ضمن �آفاق فكرية‬ ‫معنوية‪ ،‬والبحث عن �إمكانيات‬ ‫الرمز ابي الف�ضل العبا�س ‪A‬‬ ‫امل�ؤثرة مبا امتلكت من تاريخ‬ ‫معرف‪ ،‬وم�شروع بهذه الروحية البد‬ ‫ان ميتلك جر�أة اال�ستقالل‪ ،‬ويعتمد‬ ‫على التحليل اجلاد للولوج اىل عمق‬ ‫املعنى‪ ،‬لهذا جند الباحث �ش ّعب‬ ‫العنونة الفرعية‪ ،‬ليحتوي جميع‬ ‫�شواهد املعنى‪ ،‬بحث يف تعريف‬ ‫القيادة و�شروط القائد ومهامه‪،‬‬ ‫وكيفية تكوين القيادة الر�سالية‬ ‫عند املوىل �أبي الف�ضل العبا�س‬ ‫‪ ،A‬وهذه املقاربات االكت�شافية‬ ‫كلها يف مبحث واحد يرتبط فيه‬ ‫تعريف القيادة يف مبا يحققه يف‬ ‫املنجز الت�أثريي على ال�سلوك العام‬ ‫للمجتمع‪ ،‬ليكون �أمنوذج ًا يقتدى به‪،‬‬ ‫دون ا�ستخدام ال�سلطة الق�سرية‪،‬‬ ‫وهذا ال يتحقق �إال �أن ت�شمل القيادة‬ ‫�أو ًال التباع �سبل ال�صالح بهذا‬ ‫ال�سبيل‪ ،‬يتكون منوذج االقتداء‬ ‫واالحتفاء‪ ،‬مبعنى حتمل م�س�ؤولية‬ ‫املجتمع دون ا�ستغالل الهدف العام‬ ‫ل�صالح التكوين الفرد‪ ،‬هذا انتقاء‬

‫واع لل�شخ�صية القيادية‪� ،‬ضمن‬ ‫القدرة املدركة واملتمكنة‪ ،‬درا�سة‬ ‫اهم �شروط القائد‪ ،‬والتي خل�صها‬ ‫جوهر معناها االمياين‪ ،‬ف�إذا مل‬ ‫يكن القائد م�ؤمن ًا بهدفه ال ي�ستطيع‬ ‫اطالق ًا على احتواء قدرة التمكن‬ ‫القيادي الفاعل‪.‬‬ ‫وال�شرط الثاين هو العلم والقدرة‬ ‫وحتى ال�صالح دون هذه الإمكانيات‬ ‫يعد جتاوز ًا ق�سري ًا على �إدارة‬ ‫الأمور‪ ،‬وجمازفة ال غري‪ ،‬فرنى ان‬ ‫توفر اجلوهر االمياين مع القدرة‬ ‫الواعية حت�صن الرمز القيادي من‬ ‫منزلقات اجل�شع‪ ،‬ول�سبيل الو�صول‬ ‫املدرك العام ال�شمويل جعل �شروط‬ ‫الأمانة والإخال�ص وال�صدق‪،‬‬ ‫ت�صورات ذهنية ب�إمكانية ما‬ ‫متلكه ال�سلطة من اغراءات القوة‬ ‫والت�سلط واجلربوت‪.‬‬ ‫واعترب ال�سيد الباحث �أن هذه‬ ‫ال�سلطة اخلفية متك�أً ال�ستنتاجات‬ ‫حترزية جوهرية يف القيادة‪:‬‬ ‫كالنزاهة واال�ستقامة والثقة‬ ‫بالنف�س‪ ،‬والتي هي مقدرة �إن�سانية‬ ‫لها خ�صائ�صها‪ ،‬عامل م�ستقل‬ ‫وا�سع له �آفاقه ور�ؤاه‪ ،‬وي�ؤثر بطبيعة‬ ‫تكوينه على اال�ستقرار النف�سي‬ ‫والعاطفي والقيادة حتتاج هذا‬

‫التمكن لت�أثريه القوي مبوجهات‬ ‫العاطفة �أي ربطها بالتحكم العقلي‬ ‫يف �إدارة الأمور‪ ،‬هذه املحاور هي‬ ‫عبارة عن مقدمة مدركة للدخول‬ ‫اىل تكوين القيادة الر�سالية يف‬ ‫�شخ�صية �أبي الف�ضل العبا�س ‪A‬‬ ‫مبا امتلكه من قيم �سلوكية امتلكت‬ ‫القوة الت�أثريية ل�صياغة م�شروع‬ ‫ر�سايل يعمم على املجتمع‪ ،‬ليتخذ‬ ‫منه قدوة يحذو حذوها بيقينية‬ ‫عالية ملعرفة وجوده املعد من‬ ‫قبل اهلل �سبحانه تعاىل‪ ،‬مل�ساندة‬ ‫�صاحب الر�سالة احل�سني ‪،A‬‬ ‫فنجح يف اعداده من حلظة اختيار‬ ‫�أم البنني ‪ ،B‬مبا عرف عنها من‬ ‫ف�ضل وفخر و�شهامة وغرية و�إيثار‬ ‫ووفاء‪ ،‬ومتثلت هذه ال�صفات ب�أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س ‪ ،A‬ثم عمل االمام‬ ‫لرت�صني وبناء هذه القيادة بتغذيته‬ ‫باملفهوم الر�سايل ويبلغه مب�ساندته‬ ‫امل�ستقبلية الفاعلة مل�شروع ر�سايل‬ ‫ت�ضحوي‪ ،‬لي�صل اىل مرحلة العطاء‬ ‫املحامي النا�صر عن احل�سني ‪،A‬‬ ‫مبفهوم القيادة املع�صومة‪ ،‬ولي�س‬ ‫مبفهوم القبيلة والن�صرة ال�ضيقة‪،‬‬ ‫فهو وهب كل �شيء من اجل ن�صرة‬ ‫دين و�أمة‪ ،‬والت�أمل يف حنايا البحث‬ ‫�سنجد هناك اهتمام البعد النف�سي‬

‫يف مكونات الألفة لن�ش�أة البعد‬ ‫االمياين املدرو�س يف �شخ�صية �أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س ‪� ،A‬أعد �إعداد ًا‬ ‫نف�سي ًا‪ ،‬فلذلك جتده ال يناديه �إال‬ ‫�سيدي‪ ،‬من هذا املنطلق ي�صبح‬ ‫لدينا مدخل ذهني لتجليات القيادة‬ ‫الر�سالية‪ ،‬وال�صفات الرائعة‬ ‫التي �شخ�صها �أئمة مع�صومون‬ ‫(�سالم اهلل عليهم)‪ ،‬مثل �صفة‬ ‫العبودية‪�" :‬أيها العبد ال�صالح"‬ ‫والعبودية �صفة ر�سالية والطاعة‬ ‫�صفة املجاهدة‪ ،‬و�صفة االقتداء‬ ‫بال�صاحلني وامل�ضي على الب�صرية‬ ‫والت�سليم والت�صديق لإمام زمانه‬ ‫و�صفات �أخرى‪.‬‬ ‫وي�صل الباحث اىل نتيجة معنى‬ ‫�أولها‪ :‬لوال امتالكنا لهذه الرموز‬ ‫املقد�سة ما تكون احل�شد ال�شعبي‬ ‫املقد�س‪ ،‬وال ا�ستطعنا الظفر يف‬ ‫�سوح الوغى‪ ،‬ومن �أهم النتائج‬ ‫التي تو�صل اليها �إمكانية تدري�س‬ ‫حياة العبا�س ‪ ،A‬مبا متلك من‬ ‫م�ؤهالت لطالب الكلية الع�سكرية؛‬ ‫كونه امتلك النظرية والتطبيق‪..‬‬ ‫بحث الدكتور حيدر حممد هناء‬ ‫دخل عوامل الرمز املعرف ليخرج‬ ‫بخ�صو�صية البحث وفرادته‪.‬‬


‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫نزهة ثقافية‪..‬‬

‫مديات ثقافية‬

‫‪33‬‬

‫جلنة البحوث والدرا�سات يف �صحيفة �صدى الرو�ضتني‬

‫(غا�سق)‬ ‫جاء يف كتاب التبيان يف تف�سري‬ ‫القر�آن لل�شيخ الطو�سي عن ابن‬ ‫عبا�س �أن معنى الغ�سق هو �شر‬ ‫الليل اذا دخل بظالمه‪ ،‬والغا�سق‬ ‫كل من هاجم ب�ضرر كائن من‬ ‫كان‪ ،‬والغا�سق يف اللغة هو الهاجم‬ ‫ب�ضرره‪ ،‬وهنا الليل؛ لأنه يخرج‬ ‫ال�سباع من اجامها والهوام من‬ ‫مكامنها‪ ،‬و�أ�صله اجلريان بال�ضرر‪،‬‬ ‫غ�سقت القرحة اذا جرى �صديدها‪،‬‬

‫والغ�ساق �صديد �أهل النار ل�سيالنه‬ ‫بالعذاب‪ ،‬وغ�سقت عينه غ�سقانا‬ ‫اذا جرى دمعها بال�ضرر‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫الغ�سق بيت يف جهنم‪.‬‬ ‫ويف تف�سري اال�صفى للفي�ض‬ ‫الكا�شاين‪ ،‬معناه ليل عظم ظالمه‪،‬‬ ‫اذا وقب‪� :‬أي اذا دخل ظالمه يف كل‬ ‫�شيء‪ .‬و�أما يف تف�سري الأمثل لل�سيد‬ ‫مكارم ال�شريازي جاء غا�سق‪ ،‬من‬ ‫الغ�سق وهو �شدة ظلمة الليل‪ ،‬ولذلك‬

‫يقول القر�آن الكرمي يف ا�شاراته‬ ‫اىل نهاية وقت �صالة املغرب‬ ‫ال�ش ْم ِ�س ِ�إلىَ‬ ‫وك َّ‬ ‫ال�ص َال َة ِل ُد ُل ِ‬ ‫(�أَ ِق ِم َّ‬ ‫َغ َ�س ِق ال َّل ْي ِل)‪ ،‬وقال البع�ض انه‬ ‫اول الظلمة‪ .‬والغا�سق تعني الفرد‬ ‫املهاجم �أو املوجود ال�شرير‪ ،‬الذي‬ ‫يت�سرت بظالم الليل ل�شن هجومه‪،‬‬ ‫فلي�ست احليوانات الوح�شية‬ ‫والزواحف الال�سعة وحدها تن�شط‬ ‫بالليل وت�ؤذي الآخرين‪ ،‬بل االفراد‬

‫الأ�شرار يتخذون من الليل �أي�ض ًا‬ ‫�شعار ًا لتنفيذ �أهدافهم اخلبيثة‪.‬‬ ‫ومعنى (وقب) هو احلفرة‪،‬‬ ‫وهذه املوجودات ال�شريرة امل�ضرة‬ ‫ت�ستغل ظالم الليل‪ ،‬فت�ضع احلفر‬ ‫ال�ضارة لتحقق مقا�صدها اخلبيثة‪،‬‬ ‫وقد يكون املعنى نفذ وتوغل‪ ،‬ويف‬ ‫كتاب تف�سري غريب القر�آن ورد‬ ‫معنى الغا�سق (القمر عند الك�سوف‬ ‫حني ي�سود)‪.‬‬

‫(الفلق)‬ ‫جاء يف كتاب تف�سري التبيان‬ ‫لل�شيخ الطو�سي (قد�س �سره) يرى‬ ‫ابن عبا�س �أن الفلق يعني اخللق‪،‬‬ ‫و�أهل اللغة ي�ضيفون �أن الفلق هو‬ ‫اخللق؛ لأنه مفتوق ومنه (فالق‬ ‫اال�صباح) �أو نقر�أ يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫"فالق احلب والنوى" وقيل للداهية‬ ‫فلقة؛ لأنها تفلق الظهر‪ ،‬و�أ�صل‬ ‫الفلق الفرق‪( :‬وفلق ر�أ�سه بال�سيف‬ ‫فلقا اذا فرقه فرقا)‪ ،‬ويقال‪�( :‬أبني‬

‫من فلق ال�صبح)‪.‬‬ ‫و�سئل االمام الباقر ‪A‬‬ ‫ُ‬ ‫عن الفلق فقال‪" :‬هو �صدع يف‬ ‫النار"(‪ ،)1‬وقال القمي‪ :‬هو جب‬ ‫يف جهنم‪ .‬ويف تف�سري قوله تعاىل‪:‬‬ ‫" �إِنَّ اللهّ َ َفا ِلقُ َ‬ ‫احل ِّب َوال َّن َوى" احلي‬ ‫من امليت(‪ ،)2‬والفلق �شق ال�شيء‬ ‫وابانه عن بع�ض‪ ،‬واحلب واحلبة‬ ‫تقال لأنواع احلبوب الغذائية‪.‬‬ ‫حلظة الفلق هي �أهم حلظة يف‬

‫حياة احلب والنوى �أ�شبه بوالدة‬ ‫الطفل وانتقاله من عامل اىل عامل‬ ‫�آخر‪ ،‬ويرى ال�سيد مكارم ال�شريازي‬ ‫�أن تف�سري قوله تعاىل‪َ " :‬ف�أَ ْو َح ْي َنا‬ ‫ا�ض ِرب ِّب َع َ�ص َ‬ ‫اك‬ ‫و�سى �أَ ِن ْ‬ ‫�إِلىَ ُم َ‬ ‫ا ْل َب ْح َر َفان َف َلقَ َف َكانَ ُك ُّل ِف ْرقٍ‬ ‫َك َّ‬ ‫الط ْو ِد ا ْل َع ِظ ِيم"(‪ ،)3‬فالفلق هنا‬ ‫م�أخوذ من الفلق‪ ،‬ومعناه اال�شتقاق‬ ‫او االن�شطار‪ ،‬وفرق ي�شري اىل‬ ‫االنف�صال‪ ،‬ولذا تطلق الفرقة على‬

‫اجلماعة اذا تفرقوا‪ ،‬والطود اجلبل‬ ‫ال�شاهق العظيم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬تف�سري اال�صفى للفي�ض‬ ‫الكا�شاين‪ :‬ج‪� /2‬ص‪.239‬‬ ‫(‪ )2‬تف�سري الأمثل لل�سيد مكارم‬ ‫ال�شريازي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال�شعراء‪.63/‬‬


‫‪34‬‬

‫ت�أمالت ق�ص�صية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ا�ستذكارات املقاتل‬

‫�آمر �سرية الدبابات‬ ‫الق�سم ال�ساد�س ‬ ‫احل�صار متوا�صل على ق�ضاء تلعفر‬ ‫من اجلهة الغربية التي قطعت عنه‬ ‫االمداد من �سوريا‪ ،‬وبد�أ العدو بالهجوم‬ ‫على قوات احل�شد لفك احل�صار‪ ،‬لكنه‬ ‫يف�شل يف كل مرة‪..‬‬ ‫وذات يوم تفاج�أت القطعات بهجوم‬ ‫كبري بحوايل ‪� 18‬سيارة م�صفحة‬ ‫ومفخخة‪ ،‬ا�ستطاع العدو من خاللها‬ ‫فتح ثغرة يف اخلط الدفاعي‪ ،‬والدخول‬ ‫اىل عمق قواتنا‪ ...‬لكن ا�ستب�سال‬ ‫مقاتلينا عند تراجعهم اىل خط ال�صد‬ ‫الثاين‪ ،‬جعل توغل العدو �صعب ًا جد ًا‪..‬‬ ‫وهنا جاء دور �آمر الدبابات الذي‬ ‫وجه دباباته اىل نف�س الثغرة التي‬ ‫فتحها العدو‪ ،‬وكانت ن�صف قوة العدو‬ ‫مازالت هناك على ال�ساتر‪ ،‬ا�صطدمت‬ ‫الدبابات وح�صلت معركة بينها وبني‬ ‫العدو على ال�ساتر‪ ،‬كان القتال هناك‬ ‫جمازفة كبرية؛ لأن الن�صف الآخر من‬ ‫داع�ش قد اجتاز ال�ساتر الأول‪ ،‬و�أ�صبح‬ ‫بذلك خلف الدبابات‪!!..‬‬ ‫�إال �أن رجال الدروع دمروا معظم‬ ‫املفخخات والعجالت التي كانت يف‬

‫الرائد �سعد الربيعي‬

‫ال�ساتر االول‪ ،‬و�أ�صيبت �أحداهن‬ ‫ب�صاروخ �أوقفها عن العمل‪ ،‬ف�أ�سندت‬ ‫من قبل دبابة �أخرى‪ ،‬وملا و�صلت‬ ‫اخبار معركة ال�ساتر اىل الدواع�ش‬ ‫الذين اخرتقوا عمق اخلط الدفاعي‪،‬‬ ‫ا�ضطربوا وتهاوت قواهم فبد�ؤوا‬ ‫يرتاجعون اىل اخلط االول لالن�سحاب‬ ‫اىل داخل مدينة تلعفر‪ ،‬و�شاهدوا‬ ‫الدبابتني‪� ،‬إال �أنهم مل يتعر�ضوا لهن‬ ‫خوف ًا‪ ،‬ولكي ال يتم ك�شفهم‪ ...‬كانت‬ ‫الدبابة الثانية م�شتبكة مع العدو‪ ،‬وقد‬ ‫نفدت ذخريتها‪� ،‬إال انها مل ت�ستطع‬ ‫االن�سحاب لتحميل الذخرية؛ ب�سبب‬ ‫توقف الدبابة امل�صابة التي مل يرتكها‬ ‫طاقمها‪ ،‬حيث بقوا يقاتلون بالرغم من‬ ‫ا�صابتها وتوقفها عن احلركة‪ ...‬لذلك‬ ‫بد�أ قائد الدبابة الثانية �صامد ًا ويرمي‬ ‫العجالت املفخخة بالر�شا�ش الذي ال‬ ‫يجدي بها نفع ًا‪ ،‬ل�سمك التدرع الكبري‬ ‫الذي كان يغطي العجالت املفخخة‪...‬‬ ‫�إىل �أن و�صلت احداهن اليه‪ ،‬لكنها‬ ‫انفجرت قبل �صعودها ال�ساتر وبقت‬ ‫الدبابة واقفة ال تتحرك ومل ت�صب‬

‫ب�أي �أذى‪� ...‬أما الدواع�ش الذين بد�ؤوا‬ ‫باالن�سحاب اىل داخل تلعفر‪ ،‬فكانوا‬ ‫من ح�صة الدبابة االوىل التي ا�صيبت‬ ‫اول املعركة‪ ،‬فقامت ر�شا�شاتها الثالثة‬ ‫بح�صدهم برمتهم‪ ،‬وملأ اخلندق خلف‬ ‫ال�ساتر بع�شرات اجلثث‪...‬‬ ‫وهكذا مت ا�ستعادة اخلط الدفاعي‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫�آمر الدبابات من اهايل كربالء‬ ‫املقد�سة كان قد نادى قائد الدبابة‬ ‫التي نفدت ذخريتها وهو من اهايل‬ ‫النا�صرية للرتاجع قلي ًال؛ كي يحمل‬ ‫الذخرية من جديد‪ ،‬ويدخل للمعركة‪،‬‬ ‫لكنه رف�ض الرجوع‪ ،‬وطلب من �آمره ان‬ ‫يبقى بجوار ا�صحابه يف الدبابة املتوقفة‪،‬‬ ‫ويقاتل العجالت املفخخة‪ ،‬حتى ولو كان‬ ‫بالعتاد املخ�ص�ص للم�شاة‪ ،‬وان املعركة‬ ‫على و�شك النهاية‪ ،‬فوافق الآمر وقال‬ ‫له‪ :‬لتكن رمية مدفعك تدخل الرعب‬ ‫بقلب العدو‪ ،‬بالرغم من عدم ت�أثر‬ ‫عجالتهم بالعتاد املخ�ص�ص للم�شاة‪..‬‬ ‫وفعال كانت �ضربات الدبابتني قوية‬ ‫وموجعة‪ ،‬وحققت ن�صر ًا ال مثيل له‪.‬‬


‫ت�أمالت ق�ص�صية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪35‬‬

‫عبـاءتهـا‪..‬‬ ‫عقيل اليا�سري‬

‫دخلت �سن التكليف‪ ،‬وبلغت‬ ‫ت�سع �سنني هاللية‪ ،‬ارتدت عباءتها‬ ‫ال�صغرية ت�سري بفخر مع �أمها‪،‬‬ ‫و�أح�ست �أن �ش�أنها �أ�صبح �ش�أن‬ ‫الن�ساء الكبريات‪ ،‬فرحت غاية‬ ‫الفرح بذلك‪.‬‬ ‫يف نف�س �أيام تكليفها‪ ،‬ح�صلت‬ ‫االنتفا�ضة ال�شعبانية املباركة عام‬ ‫‪1991‬م‪ ،‬ر�أت بعينيها الأحداث‪،‬‬ ‫و�سعمت دوي املدافع وق�صف‬ ‫الطائرات التي �سقطت على مدينة‬ ‫كربالء املقد�سة‪.‬‬ ‫أح�س ْت بالرعب والذهول الذي‬ ‫� ّ‬ ‫�أ�صاب املدينة و�أهلها‪ ،‬و�سمعت‬ ‫احاديثهم اجلانبية ب�أن �أزالم البعث‬ ‫ال يرتدعون يف ق�صف امل�ساجد‬ ‫واملراقد املقد�سة‪ ،‬فما بالك‬ ‫بالبيوت وامل�ساكن الآمنة‪ ..‬فال بد‬ ‫من �إخالئها من الن�ساء والأطفال‬ ‫خوف ًا على حياتهم‪.‬‬ ‫قرر الأهل نقل العوائل اىل‬ ‫�أماكن �أبعد من الق�صف املدفعي‬

‫وق�صف الطائرات‪ ..‬بالفعل‬ ‫حزموا امتعتهم اخلفيفة‪ ،‬ومالب�س‬ ‫الأطفال‪ ،‬و�أهم ما يحتاجون اليه‪،‬‬ ‫فتعداد عائلتها قرابة الـ‪ 14‬نفر ًا‬ ‫بني رجل وامر�أة وطفل‪� ,‬ساروا‬ ‫على وجل‪ ،‬تارة يحتمون حتت‬ ‫ظل �سقف بناية‪ ،‬وتارة يرك�ضون‬ ‫خوف ًا من الق�صف‪ ،‬وما بني هذا‬ ‫وذاك الأطفال ي�صرخون‪ ،‬والن�ساء‬ ‫يدعون‪ ،‬والرجال ي�ؤ ّمنون‪ ،‬قطعوا‬ ‫م�سافة اكرث من ع�شرة كيلو مرتات‬ ‫�ساروها على اقدامهم بالرغم من‬ ‫وجود جريح بينهم يتناوب الرجال‬ ‫على حمله‪.‬‬ ‫متزقت اكيا�س مالب�سهم‬ ‫و�أمتعتهم‪ ،‬وتناثرت على االر�ض‪ ،‬ال‬ ‫هم ي�ستطيعون حملها بهذه الكيفية‪،‬‬ ‫وي�صعب عليهم تركها؛ لأن لديهم‬ ‫ن�ساء و�أطفا ًال وال يعلمون اىل اين‬ ‫تكون نهاية م�سريهم‪� ,‬أحد الرجال‬ ‫كان يحمل معه م�صحف ًا مو�ضوع ًا‬ ‫بكي�س من القما�ش‪.‬‬

‫انبثقت بباله فكرة �أن ي�أخذ‬ ‫عباءة هذه الطفلة املكلفة‪ ،‬ويجمع‬ ‫امتعتهم بها‪ ،‬ويعطيها بدل العباءة‬ ‫كي�س القما�ش الذي كان يحفظ به‬ ‫امل�صحف‪ ،‬ليغطي �شعرها؛ لأنها‬ ‫مكلفة وال يوجد لديه حل �آخر‪!..‬‬ ‫بكت هذه الطفلة‪ ،‬ورف�ضت‬ ‫و�أخذت تت�شبث بعباءتها‪ ,‬تكلم‬ ‫معها احد اخوالها و�أقنعها بذلك‬ ‫وهي ت�صرخ‪ :‬انت تقول يل يجب‬ ‫ان تتحجبي‪ ،‬فكيف ت�أخذ عباءتي؟‬ ‫عجز عن جواب �س�ؤالها‪ ،‬ومل ينب�س‬ ‫ببنت �شفة‪ ,‬متحريا عن االجابة‬ ‫وقال لها‪( :‬خالو بعدين افهمج)‬ ‫غطي �شعرك بهذه القطعة من‬ ‫القما�ش الآن‪� ,‬أخذوا عباءتها‬ ‫وجمعوا متاعهم بها و�أنقذتهم من‬ ‫هذه املحنة‪.‬‬ ‫كربت البنت‪ ،‬و�أ�صبحت بعدها‬ ‫زوجة و�أ ّما لبنتني وولدين اح�سنت‬ ‫و�أجادت تربيتهم‪ ،‬وعززت يف‬ ‫نفو�سهم حب الوطن‪ ،‬وزرعت روح‬

‫الت�ضحية والفداء عن بالدهم‬ ‫ومقد�ساتهم‪ ,‬انربى احد ابنائها‬ ‫للدفاع �ضمن �صفوف احل�شد‬ ‫ال�شعبي‪ ،‬وعند التحاقه ب�صفوف‬ ‫القتال وعند توديع اهله واخوانه‬ ‫كان ي�ؤخر وداع �أمه لآخر وقت‪.‬‬ ‫حر�صت هذه الأم العظيمة �أن‬ ‫تلف ولدها بعباءتها وحت�ضنه‬ ‫وتودعه‪.‬‬ ‫لفت ذلك انتباه عائلتها‪ ،‬وقالوا‬ ‫لها‪ :‬هي تلك العباءة التي انقذتنا‬ ‫يف عام ‪1991‬م �إبان االنتفا�ضة‬ ‫ال�شعبانية‪ ،‬هي من �ستنقذنا من‬ ‫كيان داع�ش‪!..‬‬ ‫فبوركت تلك الأمهات الالتي‬ ‫اجننب الغيارى والبوا�سل‪ ،‬وبوركت‬ ‫تلك العباءة الفاطمية الزينبية‬ ‫التي ربت و�سهرت الليايل؛ ليكون‬ ‫لنا جيل مت�سلح بالإميان والإرادة‬ ‫القوية‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫ت�أمالت ق�ص�صية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫من �أدب الدفاع املقد�س‪..‬‬

‫ُ‬ ‫تكتمل البهجة �إال بحزن )‬ ‫( ال‬ ‫علي اخلباز‬ ‫الدموع تلهث وتلتهب ال�شجون‬ ‫واجلميع يندفع نحو القرية ب�شغف كبري‪،‬‬ ‫دارت يف ر�أ�س كل واحد منهم فكرة �أن‬ ‫يجد بيته متهدم ًا؛ لكون هذه القرية‬ ‫عانت من عبث الدواع�ش دهرا‪ ،‬مل‬ ‫ت�سلم دار من التخريب �إال بقدرة قادر‪،‬‬ ‫اذا كان حتريرها �أمنية ف�سالمة البيوت‬ ‫هي �أمنية امل�صري‪.‬‬ ‫اندفع اجلميع ب�شوق يبحثون عن‬ ‫بيوتهم‪ ،‬الفرحة ال تطاق‪ ،‬واحلزن‬ ‫ده�شة امل�صدومني بهذا اخلراب الذي‬ ‫خلفه الدواع�ش‪ ،‬وقف احلاج م�صطفى‬ ‫�أبو عمار لينادي ب�أهل القرية‪ :‬ال‬ ‫حتزنوا‪� ،‬سنعمرها‪ ،‬وجنعلها اجمل مما‬ ‫كانت عليه هذه القرية‪ ،‬ال�ضرر ب�سيط‬ ‫والإ�صرار قوة تعمر كل ما هدمه اجلناة‪.‬‬ ‫فع ًال‪ ..‬ا�ستطاع هذا الرجل الوقور‬ ‫�أن يلهب حما�س اجلميع‪ ،‬ف�شمروا‬ ‫عن �سواعد الهمة لبناء البيوت بجهد‬ ‫جماعي‪ ،‬وا�ستقرت احلال‪ ،‬قدر النا�س‬ ‫هذه الوقفة احلكيمة التي ابهجت‬

‫اجلميع‪ ،‬و�أعادت ثقتهم بنف�سهم‪� ،‬إال �أن‬ ‫احلاج م�صطفى قال جملة اقلقت اهل‬ ‫القرية‪:‬ـ (البهجة ال تكتمل �إال بحزن) ما‬ ‫الذي يق�صده احلاج بهذه اجلملة؟‬ ‫جل�س من يف�سر ومن ي�ؤول الق�ضية‪،‬‬ ‫لكن الغريب يف الأمر �أن حالة احلاج‬ ‫فع ًال غمرها احلزن‪ ،‬و�صار يعتزل‬ ‫النا�س‪ ،‬و�أحيان ًا ي�سمعونه يحدث نف�سه‪..‬‬ ‫جتول يف ذهنه �أفكار م�سموعة‪ ،‬يراه‬ ‫�أهله يبكي وحده‪ ،‬يقول ولده عمار‪:‬‬ ‫تقربت �إليه لأعرف معنى هذا احلزن‬ ‫املحري‪ ،‬قال يل‪ :‬يا ولدي هو احلا�ضر‬ ‫يف يقظتي ومنامي‪ ،‬هو احلزن الذي رفع‬ ‫على هامته بهجة النا�س والبيوت‪.‬‬ ‫بدمه �أزهرت قريتنا و�سلمت بيوتها‬ ‫و�أينعت �أ�شجارها‪� ،‬س�أله عمار‪:‬ـ من هو‬ ‫يا �أبي؟ �أجاب احلاج م�صطفى‪:‬ـ حني‬ ‫مت حترير قريتنا‪ ،‬ر�أى احل�شد ال�شعبي‬ ‫�أن البيوت مفخخة‪ ،‬والبد من معاجلتها‬ ‫بوا�سطة التفجري عن بعد‪ ،‬وهي من‬ ‫�أ�سهل العمليات وو�سيلة �آمنة‪ ،‬لكنه‬

‫�أبى هذا الرجل‬ ‫�أن تهدم هذه‬ ‫البيوت‪ ،‬من‬ ‫�أجل �أن‬ ‫يعود‬ ‫النا�س‬ ‫ليجدوا بيوت ًا‬ ‫ت�أويهم‪ ،‬و�سقوف ًا‬ ‫حتميهم من حر ومن‬ ‫مطر‪.‬‬ ‫�إنه يا ولدي خبري متفجرات‪،‬‬ ‫�أ�ص ّر على �أن ينقذ بيوتكم‪ ،‬فرفع بروحه‬ ‫ب�ؤر التفخيخ وعاجلها ليعي�ش العامل من‬ ‫بعده ب�سالم‪ ..‬هنا يا ولدي عند عتبة‬ ‫داري دعاه نداء الت�ضحية‪ ،‬فلبى كي‬ ‫نعي�ش نحن بهدوء و�أمان‪.‬‬ ‫البد �أن تذكروه بخري‪ ،‬وتدميوا له‬ ‫امل�آمت كلما تنعمون بدفء‪ ،‬ويبدو �أن‬ ‫الدنيا ت�ضحيات ال تكتمل فيها الفرحة‬ ‫�إال بحزن‪ ،‬فاقر�ؤوا على روحه �سورة‬ ‫الفاحتة‪.‬‬


‫ذاكرة التاريخ‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪37‬‬

‫نافذة على الت�أريخ‬ ‫ ‬ ‫الق�سم الرابع‬ ‫جاء �ضمن م�شروع التو�سعة‪،‬‬ ‫تو�سعة بوابات ال�سور؛ المت�صا�ص‬ ‫الزخم‪ ،‬وان�سيابية دخول وخروج‬ ‫الزائرين‪ ،‬وهذا بدوره �أي�ض ًا ي�ساعد‬ ‫على زيادة الكفاءة االن�شائية‪،‬‬ ‫ومتانة الهيكل الرئي�سي لها‪ ،‬ومت‬ ‫ا�ستبدال الهياكل القدمية واملبنية‬ ‫مبادة احل�صى والطابوق مبواد‬ ‫اخرى كونكريتية‪ ،‬وغلفت الأبواب‬ ‫من الداخل بالكا�شي الكربالئي‬ ‫املعرق‪ ،‬ومت و�ضع ت�صاميم لكل‬ ‫بوابة بحيث متيزها عن الأخرى‪،‬‬ ‫وجميعها ت�ضمها واجهة ال�سور عدا‬ ‫باب القبلة‪� ،‬إذ متيزت بوجود خ�سف‬ ‫يف جزء التو�سعة‪ ،‬بحيث تظهر‬ ‫ك�أنها ذراعان حتت�ضنان الزائرين‪،‬‬ ‫عر�ضها ‪11‬م وارتفاعها ‪11‬م‪،‬‬ ‫وباب الإمام احل�سن ‪� ،A‬أ�ضيفت‬ ‫لها م�ساحة ت�ساوي ال�ضعف؛ كونها‬ ‫البوابة املخ�ص�صة لدخول مواكب‬ ‫العزاء وجماهري الزائرين‪ .‬اكت�سب‬ ‫امل�شروع �أهميته ل�صغر احلرم‬ ‫املقد�س املحيط بالقرب ال�شريف‪،‬‬ ‫�إذ ال تتجاوز م�ساحته الـ(‪500‬م‪،)2‬‬ ‫فكان البد من تو�سعة احلرم من‬ ‫خالل ا�ستثمار م�ساحة ال�صحن‬ ‫ال�شريف املحيط باحلرم؛ ليكون‬

‫مهيئ ًا وم�س َّقف ًا ُير َبط باحلرم‬ ‫القدمي‪ ،‬حيث تبلغ م�ساحة هذا‬ ‫ال�صحن (‪5,000‬م‪� )2‬أي ي�ستوعب‬ ‫حوايل (‪� )10,000‬آالف زائر يف‬ ‫�أوقات الذروة‪.‬‬ ‫من �أجل خلق �أجواء بيئة ت�ساعد‬ ‫الزائر والقا�صد لأبي الف�ضل‬ ‫العبا�س ‪ A‬على �أداء زيارته‬ ‫وطقو�سه العبادية‪ ،‬فقد حر�صت‬ ‫العتب ُة املق ّد�سة على �أن يكون‬ ‫بت�صميم جميل يتوافق مع‬ ‫امل�شروع‬ ‫ٍ‬ ‫الرتاث املعماري للمكان املق ّد�س‬ ‫وقومته با�ستخدام التكنولوجيا‬ ‫احلديثة‪ .‬اعترب هذا امل�شروع من‬ ‫�أهم جوانب الإعمار والتطوير‬ ‫والتحديث‪ ،‬و�ش ّكل قفزة عمرانية‬ ‫كبرية للنهو�ض بالواقع العمراين‬ ‫واخلدمي للعتبات املقد�سة مبا حقق‬ ‫من �سبل راحة الزائرين الكرام‪،‬‬ ‫بح ّل ٍة جميلة‬ ‫ولإظهار العتبة املقد�سة ُ‬ ‫وب�صورة بهية تهفو لها القلوب قبل‬ ‫الأب�صار من كل بقاع العامل‪.‬‬ ‫�سقف حديدي غطى امل�ساحة‬ ‫املفتوحة من ال�صحن ال�شريف‬ ‫والبالغة (‪5000‬م‪ )2‬ويغطي‬ ‫امل�شروع من الأعلى �سقف خفيف‬ ‫الوزن يحتوي على �أربع قباب‬

‫علي اخلباز‬

‫كبرية يبلغ قطر الواحد منها ‪9‬‬ ‫�أمتار وارتفاعها ‪� 3‬أمتار مت و�ضعها‬ ‫يف كل ركن من اركان ال�صحن‬ ‫ال�شريف و�سميت القبة الأوىل‬ ‫منها با�سم موالتنا ام البنني ‪.B‬‬ ‫�سميت القبب الثالث الأخر ب�أ�سماء‬ ‫اخوة �أبي الف�ضل العبا�س ‪A‬‬ ‫الذين ا�ست�شهدوا يف معركة الطف‬ ‫اخلالدة‪ ،‬وهم جعفر وعثمان وعبد‬ ‫اهلل ‪.D‬‬ ‫احتوى ال�سقف على ‪ 14‬قبة‬ ‫�صغرية قطر الواحدة منها ‪� 5‬أمتار‬ ‫وارتفاعها ‪� 3‬أمتار تمُ ّثل الأربعة‬ ‫ع�شر مع�صوم ًا‪ ،‬وتبلغ امل�ساحة بني‬ ‫قبة و�أخرى ‪� 6‬أمتار بينما ن�صبت‬ ‫�ستة هياكل من الأقوا�س احلديدية‬ ‫املقو�سة يف كل حيز‪.‬‬ ‫بلغ عدد اخليام الزجاجية ‪34‬‬ ‫خيم ًة‪ ،‬وللعدد دالل ٌة روح ّية ّ‬ ‫تدل على‬ ‫�سنوات عمر مبارك قدره الرواة‬ ‫وتمُ ّثل ك ُّل واحد ٍة منها خيم ًة من‬ ‫خيام العيال التي كان �أبو الف�ضل‬ ‫الع ّبا�س ‪ A‬كافلها وراعيها‪.‬‬ ‫ت�سمح هذه اخليام مبرور ّ‬ ‫ال�ضوء‬ ‫ال�سماء‪ ،‬من �أجل‬ ‫ور�ؤية جزءٍ من ّ‬ ‫�أن ُيبقي للم�شروع �إيحائ ّية ال�صحن‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬حتى بعد ت�سقيفه ومتتاز‬ ‫ّ‬

‫�أي�ض ًا باحتواء ال�سطح اخلارجي‬ ‫للزجاج على طبقة من ما ّدة ال ّنانو‬ ‫‪ ‎Nanotechnology‬وذلك ملنع‬ ‫ت�أثري حبيبات ال َّرمل ‏على �سطحه‬ ‫يف العوا�صف ال َّرمل ّية‪ ،‬ومتيزت‬ ‫ال�سماء؛‬ ‫�أي�ضا بلونها ال�شبيه بلون َّ‬ ‫وذلك لتقليل وهج �أ�ش ّعة ّ‬ ‫ال�شم�س‬ ‫لتُ�ساعد على ك�سر ح ّدتها‪ ،‬و�إبراز‬ ‫جمال وزه ّو �ألوان ‏الزّجاج يف‬ ‫مواجهة �أ�ش ّعة َّ‬ ‫ال�شم�س‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫عند انعكا�س التَّ�صميم على جدران‬ ‫و�أر�ضيات العتبة املق ّد�سة‪ ،‬كذلك‬ ‫لزيادة �إ�ضاءة املكان و�إ�ضفاء‬ ‫مل�سات جمال ّية عليه‪ُ .‬ر ّكبت على‬ ‫ٍ‬ ‫هذه اخليام ّ‬ ‫مر�شات املياه ‏لغر�ض‬ ‫�أعمال غ�سلها ‏وتنظيفها دور ّي ًا‬ ‫ح�سب احلاجة‪.‬‬ ‫وزين ال�سقف من الداخل مبرايا‬ ‫ملونة ومقرن�صات و�آيات قر�آنية‬ ‫ونقو�ش وزخرفة �إ�سالمية ملونة‬ ‫وزين ال�سقف �أي�ضا بو�ضع ‪ 22‬ثريا‬ ‫ذات قيا�سات و�أحجام تتالءم مع‬ ‫�سعة احلرم الطاهر‪ ،‬خللق حال ٍة من‬ ‫التناغم الف ّني واالن�سجام بني هذه‬ ‫الرث ّيات من جهة وباقي الزخارف‬ ‫والنقو�ش الداخل ّية واخلارج ّية من‬ ‫جه ٍة �أخرى‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫ذاكرة التاريخ‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫وليمة كربالئية‬ ‫احتفاء ب�صدى الرو�ضتني‪..‬‬ ‫ ‬ ‫الق�سم احلادي والع�شرون‬ ‫ال وقت يحتوي هذه الوليمة‬ ‫العامرة باحلوار‪ ،‬وال �أحد يريد �أن‬ ‫يفوت مثل هذه الفر�صة البهية‪،‬‬ ‫انتبه ال�صحفي زين العابدين‬ ‫ظنون اىل اجلميع‪ ،‬ذكر دور الرجل‬ ‫الكربالئي وال �أحد ذكر يف هذه‬ ‫الوقائع دور املر�أة‪ ،‬فهل التاريخ �شح‬ ‫على املر�أة �أن ال يذكر لها موقف ًا‪� ،‬أم‬ ‫بالفعل لي�س لها �أي موقف يذكر؟‬ ‫�أجاب احلاج �سلمان املال حمود‬ ‫وهو يبت�سم‪:‬ـ بالعك�س ن�ساء كربالء‬ ‫�أبلني بالء ح�سن ًا ي�ستحقن به كل‬ ‫اعجاب وتقدير‪� ،‬إذ قمن ب�سقي‬ ‫املقاتلني وت�شجيعهم على القتال‬ ‫ب�ضروب من الأقوال والأفعال‪،‬‬ ‫ويف واقعة (الباخية) كانت هناك‬ ‫امر�أة ا�سمها �ضاحية‪ ،‬وهي بنت‬ ‫اخت طعمة رئي�س ع�شرية بني‬ ‫�سعد‪ ،‬كانت تتمتع بروح عالية‬ ‫وب�سالة فائقة‪ ،‬وحني جرح زوجها‬

‫يف املعركة حملوه اىل بيته فقالت‬ ‫�ساخرة منه‪�( :‬أطبخ له �شله‪..‬‬ ‫وقعت عليه جرزله)‪ ،‬ومبعنى �أن‬ ‫على اجلريح �أن يقاتل ويبقى يف‬ ‫احلرب‪ ،‬ولي�س منا من يجل�س يف‬ ‫البيت لكونه جريح ًا‪.‬‬ ‫�س�أل الأ�ستاذ ها�شم ال�صفار‪ :‬وما‬ ‫هي واقعة الباخية التي ذكرتها يا‬ ‫حاج؟ �أجاب احلاج‪:‬ـ هي الواقعة‬ ‫اخلام�سة ت�سمى بواقعة باخية‬ ‫والأطواب اي�ضا دامت �ست �ساعات‬ ‫اطلق فيها اجلند ‪ 48‬قذيفة مدفع‪،‬‬ ‫فكان الكربالئيون يهز�ؤون بها‬ ‫فبعد كل قذيفة ي�صرخ الأهايل‬ ‫(البعر البعر) وقتل االهايل‬ ‫والع�شائر خلق ًا كثري ًا‪ ،‬و�أما ملاذا‬ ‫�سميت الباخية‪ ،‬فهي امر�أة عربية‬ ‫ا�شتهرت ببطولتها يف هذه املعركة‪،‬‬ ‫وامامها اوالدها عي�سى وجعيفر بن‬ ‫باختية‪ ،‬كانت ترفع قذائف املدفع‬

‫اللجنة التاريخية‬ ‫التي تت�ساقط على املدينة‪ ،‬فتحول‬ ‫بها يف اال�سواق‪ ،‬وتن�شد االنا�شيد‬ ‫والأهازيج ال�شعبية‪.‬‬ ‫ف�س�أل ال�صحفي �سجاد طالب‬ ‫احللو‪:‬ـ كم وقعة كانت لهذه احلرب‪،‬‬ ‫(حرب املناخور)؟ اجاب ال�سيد‬ ‫عماد الدين الطاهر قال‪:‬ـ نحن‬ ‫ذكرناها يف بداية اجلل�سة‪ ،‬لكن‬ ‫يبدو ان ت�شعبات احلديث منعت‬ ‫تركيزنا على بع�ض تف�صيالت‬ ‫االحداث‪ ،‬هي ت�سع وقائع دارت بني‬ ‫الكربالئيني وجند داود ب�شا‪ ،‬الذي‬ ‫بلغ عددهم اثني ع�شر الف مقاتل‪.‬‬ ‫الواقعة الأوىل‪ /‬وقعة القنطرة‪،‬‬ ‫هي قنطرة البي�ضة‪.‬‬ ‫الواقعة الثانية‪ /‬واقعة امل�شم�ش‬ ‫حني كان اجلنود يت�سللون اىل‬ ‫الب�ساتني ل�سرقة امل�شم�ش‪ ،‬وحدثت‬ ‫املواجهة يف الب�ساتني‪.‬‬ ‫الواقعة الثالثة‪ /‬واقعة الهيابي �أو‬

‫التي ت�سمى بالغا�ضرية وهي �أعظم‬ ‫الوقائع‪.‬‬ ‫الواقعة الرابعة‪ /‬الباخية وواقعة‬ ‫املخيم وواقعة الراية ودار القتال‬ ‫خارج البلدة‪ ،‬والواقعة التي احتدت‬ ‫فيها بع�ض الع�شائر مع القائد‬ ‫الرتكي �سليمان مرياخور �ضد‬ ‫كربالء‪ ،‬وكان �أعطى عهد ًا على‬ ‫عدم حماربتهم‪ ،‬ولكن االغراء‬ ‫باملال والهدايا الكثرية جعله ينكث‬ ‫العهد ويف هذه احلركة ا�ستب�سلت‬ ‫جموع ع�شرية بني �سعد الذين‬ ‫قتلوا �أعداد ًا كبرية من ع�شرية بني‬ ‫ح�سن‪ ،‬والواقعة التي �سميت بواقعة‬ ‫الأمان حيث اعطى داود با�شا العفو‬ ‫عن الكربالئيني ووقف القتال‪.‬‬ ‫�س�أل حينها ال�صحفي حيدر‬ ‫داود‪:‬ـ يعني �أن هناك من الع�شائر‬ ‫من كانوا ي�ساندون العثمانيني �ضد‬ ‫كربالء؟ و�أنا كنت حني �أ�سمع با�سم‬


‫ذاكرة التاريخ‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ال�شيخ �صفوق‬ ‫كنت �أ�سائل‬ ‫نف�سي‪ :‬ولمِ َ يقاتل‬ ‫�ضد كربالء ما دام �شيخ ًا‬ ‫عربي ًا؟ �أجاب ال�شيخ خلف ابو‬ ‫جا�سم‪ :‬كان �صفوق �شيخ م�شايخ‬ ‫�شمر‪ ،‬اتخذ من مقاطعة البدعة‬ ‫مقر ًا جلنده بعد �أن طرد ع�شائر‬ ‫اجل�شعم الذين كانوا يفلحون يف‬ ‫هذه املقاطعة‪ ،‬وهجم كذلك ‪150‬‬ ‫رجال من قبيلة البعيد‪ ،‬و�سرقوا‬ ‫‪ 400‬ر�أ�س من املا�شية العائدة‬ ‫لع�شرية الوزون‪ ،‬كانت ترعى يف‬ ‫ارا�ضي احلر الكبري‪.‬‬ ‫فلما �سمع الكربالئيون خرج‬ ‫اليهم اال�شبال ليتقدمهم حممد‬ ‫حمزة رئي�س ع�شرية ال�سالملة ومعه‬ ‫خم�سة وع�شرون فار�س ًا‪ ،‬ثم تبعهم‬ ‫جمع من بني �سعد وعددهم ثالثون‬ ‫رج ًال‪ ،‬وا�ستبدل الفريقان فانهزم‬ ‫البعيج تاركني االغنام املنهوبة‬ ‫لأهلها‪.‬‬ ‫قال الأ�ستاذ منتظر العلي‪:‬‬ ‫قر�أت يوم ًا معلومة قدمية تقول‪� :‬إن‬ ‫الكربالئيني �صنعوا الأ�سلحة؟‬ ‫�أجاب جدي حممد ح�سن‪:‬‬

‫عندما نفد العتاد‪ ،‬وقلت عندهم‬ ‫مادة الر�صا�ص‪ ،‬و�شح البارود‪،‬‬ ‫وايل بغداد اطبق احل�صار‪ ،‬فجمع‬ ‫الكربالئيون القمامات (القناين‬ ‫الفارغة‪ ،‬وعذرة االن�سان‪ ،‬ورماد‬ ‫احلمامات‪ ،‬وملح االر�ض)‪،‬‬ ‫مزجوه ًا مزج ًا جيدا‪ ،‬ثم غربلوها‬ ‫و�صنعوا من هذا املزيج البارود‪،‬‬ ‫لكنهم احتاروا يف كيفية احل�صول‬ ‫على مادة الر�صا�ص ل�صنع‬ ‫اخلراطي�ش والبنادق‪!..‬‬ ‫تقدم �أحد االذربيجانيني‬ ‫املقيمني يف كربالء‪ ..‬قاطعته‬ ‫لأ�س�أل عن ا�سمه؟ ف�أجاب جدي‪:‬‬ ‫يدعى اغاجان وكان �صاحب معمل‬ ‫للكا�شي يف كربالء‪ ،‬تكفل ب�صناعة‬ ‫الر�صا�ص والطلقات‪ ،‬و�صناعة‬ ‫البنادق‪ ،‬فتربع نا�س من كربالء‬ ‫مبختلف هوياتهم وجمعوا ثالثة‬ ‫امنان من القرانات الف�ضية من‬ ‫�سكة حممد القاجاري تربع ال�سيد‬ ‫ابراهيم الزعفراين بن�صف ثروته‪،‬‬ ‫وقدم لهم العالمة ال�سيد حممد‬ ‫مهدي القزويني ثالثني الف قران‬ ‫ف�ضة وو�ضع ال�سيد مو�سى (ابو‬ ‫ردن) جميع امواله حتت ت�صرف‬

‫(اغا جان) ثم جاء بع�ض احلدادين‬ ‫وعلى ر�أ�سهم ح�سني احلداد رئي�س‬ ‫ع�شرية الك�شامرة ال�ساكنني يف‬ ‫كربالء‪ ،‬وجمع الف�ضالت املرتاكمة‬ ‫يف حوانيت احلدادين‪ ،‬اربعة �أطنان‬ ‫من الر�صا�ص‪ ،‬وتغلبوا على ازمة‬ ‫الر�صا�ص و�صنعوا من الف�ضة‬ ‫(الف�شك) الطلقات‪ ،‬و�صنعوا‬ ‫عدة بنادق من النحا�س ترمي اىل‬ ‫م�سافات بعيدة‪ ،‬وكانت عندهم‬ ‫(البندق اال�صفر) واهتدى اثناء‬ ‫العمل اغا جان مع ا�سطه عبا�س من‬ ‫�صنع املدفع الذي �سمي باليتيم �أو‬ ‫�سمي باحل�سيني‪ ،‬هذا املدفع يحمله‬ ‫�شخ�ص او �شخ�صان ويذهبان به‬ ‫حلرب اجلند‪ ،‬وكان با�ستطاعتهم‬ ‫ان يرموا من هذا املدفع دفعة‬ ‫واحدة �ستني قذيفة‪.‬‬ ‫اما طول املدفع فكان يربو على‬ ‫ثالثة امتار وعر�ضه ‪ 3‬فوتات‬ ‫ووزنه ‪ 100‬كغم وكانوا يح�شونه‬ ‫بالبارود والر�صا�ص امل�صنوع يف‬ ‫كربالء‪ ،‬واطلقت من هذا املدفع‬ ‫‪ 1220‬قذيفة ومل ي�صب بعطب‪،‬‬ ‫وزن القذائف كانت توزن ‪ 6‬كغم‪،‬‬ ‫اما القنابل التي �صنعوها خمتلفة‬

‫‪39‬‬

‫االوزان من ‪16‬كيلو واملتو�سط‬ ‫احلجم ‪62‬كغم والكبري ‪ 100‬كغم‪.‬‬ ‫اما مقدار البارود فكان خمتلف ًا‬ ‫ح�سب هجوم القنابل‪.‬‬ ‫عقب جدي فقال‪ :‬هناك حكاية‬ ‫طريفة حدثت يف الواقعة‪ ،‬كان‬ ‫مع اجلند جراح حاذق ومعه‬ ‫كمية كبرية من االدوية‪ ،‬ولديه‬ ‫م�ساعد من بغداد‪ ،‬وله �صديق‬ ‫اتفقا على تدمري �آالت اجلراح‪،‬‬ ‫وحمال الأدوية املخزونة و�أكيا�س‬ ‫االدوية وال�ضمادات‪ ..‬وهربا اىل‬ ‫املجاهدين‪ ..‬طاردهما اجلند ففلح‬ ‫البغدادي بتو�صيل االدوية‪.‬‬ ‫وعقب احلاج �سلمان املال حمود‪:‬‬ ‫كانت لأهايل كربالء اهزوجة‬ ‫لطيفة اعتربت �شعارا من �شعارات‬ ‫املعركة (ياداود ياخنا�س احنه‬ ‫ع�سكر العبا�س) ودام ح�صار‬ ‫كربالء اربع �سنوات‪ ،‬ومل ي�ستطع‬ ‫جي�ش داود با�شا البالغ تعداده‬ ‫�أربعون الف مقاتل من م�س كربالء‬ ‫ب�سوء وفتحها ق�سر ًا‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫حمافل‬

‫مبنا�سبة حلول ذكرى مولد‬ ‫�سيد الكائنات النبي حممد ‪J‬‬ ‫وحفيده الإمام جعفر بن حممد‬ ‫ال�صادق ‪� ،A‬أقامت جمعية‬ ‫ك�شافة الكفيل يف �شعبة الطفولة‬ ‫والنا�شئة التابعة لق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الفكرية والثقافية يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة احتفالية خا�صة‬ ‫بهذه املنا�سبة العطرة‪ ،‬ت�ضمنت‬ ‫العديد من الفقرات والفعاليات‬ ‫الوالئية‪ .‬هذه االحتفالية‬ ‫احت�ضنتها قاعة جممع االمام‬ ‫علي الهادي ‪ ،A‬و�شهدت م�شاركة‬ ‫وا�سعة للعنا�صر الك�شفية بح�ضور‬ ‫اولياء امورهم‪ ،‬بالإ�ضافة اىل‬ ‫ممثلني عن العتبة املقد�سة‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬زاهر اخلفاجي‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫جمعية ك�شافة الكفيل‬ ‫حتيي ذكرى املولد النبوي ال�شريف‬ ‫ا�ستهلت االحتفالية بتالوة �آيات‬ ‫من الذكر احلكيم وقراءة �سورة‬ ‫الفاحتة؛ ترحم ًا على ارواح �شهداء‬ ‫العراق‪ ،‬ليعزف بعدها الن�شيد‬ ‫الوطني ون�شيد العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة املو�سوم بـ(حلن االباء)‪,‬‬ ‫كما كانت هناك كلمة للجمعية‬ ‫القاها الدكتور مازن الكناين‬ ‫ا�ستهلها بتقدمي التهاين والتربيكات‬ ‫بهذه املنا�سبة العطرة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬د�أبت جمعية ك�شافة‬ ‫الكفيل على احياء منا�سبات اهل‬ ‫البيت ‪ D‬ومنها هذه املنا�سبة‬ ‫امليمونة ذكرى والدة خامت االنبياء‬ ‫واملر�سلني النبي حممد ‪ J‬وحفيده‬ ‫االمام جعفر ال�صادق ‪ A‬التي‬

‫تقام لل�سنة الرابعة على التوايل‪،‬‬ ‫فنحن عندما نحتفل بهذه املنا�سبة‪،‬‬ ‫ف�إننا نحتفل بالأطروحة االلهية‬ ‫التي جاء بها‪ ،‬فوالدته ‪ J‬يف هذا‬ ‫اليوم املبارك جاءت اكماال للر�سالة‬ ‫االلهية‪ ،‬انها والدة االن�سانية بكل‬ ‫معانيها وجوانبها‪ ،‬حيث كان‬ ‫املجتمع قبل مبعث الر�سول االكرم‬ ‫‪ J‬جاه ًال ال يعرف غري القتل‬ ‫والتهجري و�سفك الدماء‪ ،‬واليوم‬ ‫بحمد اهلل تعاىل تنعم االن�سانية‬ ‫ب�أخالق و�صفات نبي الرحمة‪ ،‬وكل‬ ‫ما موجود هو من بركاته واخالقه‬ ‫ال�سامية التي ا�صبحت منهاج ًا‪.‬‬ ‫لذلك يجب �أن ن�أخذ اليوم‬ ‫الدرو�س والعرب من هذه ال�سرية‬

‫العطرة‪ ،‬وكل واحد منا يحتاج اىل‬ ‫تلك الدرو�س من الناحية الأخالقية‬ ‫واالن�سانية واالجتماعية ويف كل‬ ‫جماالت احلياة‪ .‬ونحن ندعو جميع‬ ‫العوائل الكرمية اىل حث ابنائها‬ ‫على التم�سك بهذه الأخالق‪ ،‬وعدم‬ ‫االجنرار وراء االفكار الغريبة‬ ‫والدخيلة علينا وعلى جمتمعنا‬ ‫اال�سالمي‪.‬‬ ‫هذا و�شهدت االحتفالية القاء‬ ‫العديد من االبيات ال�شعرية‬ ‫واملو�شحات الدينية التي تغنت‬ ‫بهذه املنا�سبة‪ ،‬بالإ�ضافة اىل تقدمي‬ ‫عر�ض م�سرحي بعنوان (والدة‬ ‫النور) من متثيل جمموعة من‬ ‫العنا�صر الك�شفية‪.‬‬


‫حمافل‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�صحيفة �صدى الرو�ضتني كانت‬ ‫حا�ضرة يف هذه االحتفالية‪ ،‬واجرت‬ ‫العديد من اللقاءات كان اولها مع‬ ‫م�س�ؤول �شعبة الطفولة والنا�شئة‬ ‫يف العتبة املقد�سة اال�ستاذ �سرمد‬ ‫�سامل والذي حتدث لنا قائ ًال‪:‬‬ ‫تقيم �شعبة الطفولة والنا�شئة يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة من خالل‬ ‫جمعية ك�شافة الكفيل التابعة لها‬ ‫احتفالية خا�صة مبنا�سبة مولد �سيد‬ ‫الكائنات حممد ‪ J‬وحفيده االمام‬ ‫ال�صادق ‪.A‬‬ ‫هذه االحتفالية تقام لل�سنة‬ ‫الرابعة على التوايل‪ ،‬انطالقا من‬ ‫قول االمام ال�صادق ‪" :A‬احيوا‬ ‫امرنا‪ ..‬رحم اهلل من احيا امرنا)‪،‬‬ ‫ومن هذا املنطلق د�أبت جمعية‬ ‫ك�شافة الكفيل على �إحياء جميع‬ ‫املنا�سبات اخلا�صة ب�أهل البيت ‪D‬‬ ‫وواع‬ ‫من اجل اعداد جيل مثقف ٍ‬ ‫بثقافة اهل البيت ‪ D‬باعتبارهم‬

‫اال�ستاذ �سرمد �سامل‬

‫اال�ستاذ و�سام عبد ال�سالم‬

‫قادة امل�ستقبل‪.‬‬ ‫لذلك نحر�ص كل احلر�ص‬ ‫على ايالء هذه املنا�سبات‬ ‫االهمية البالغة‪ ،‬حيث تخللت هذه‬ ‫االحتفالية كما �شاهد اجلميع‬ ‫العديد من الفعاليات الوالئية‪،‬‬ ‫كفقرة االن�شاد‪ ،‬وفلم وثائقي عن‬ ‫احد املخيمات الك�شفية‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫عر�ض م�سرحي عن والدة الر�سول‬ ‫االكرم ‪ J‬من متثيل نخبة من‬ ‫العنا�صر الك�شفيني‪ ..‬ن�س�أل اهلل‬ ‫تعاىل ان نوفق دائما لإحياء هذه‬ ‫املنا�سبات املباركة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬بينّ َ خمرج العمل‬ ‫امل�سرحي الأ�ستاذ و�سام عبد‬ ‫ال�سالم قائ ًال‪:‬‬

‫القائد الك�شفي عبا�س مالك‬

‫نبارك للأمة اال�سالمية‬ ‫جمعاء ذكرى والدة خامت الأنبياء‬ ‫واملر�سلني‪ ..‬يف احلقيقة بذلنا‬ ‫جهد ًا كبري ًا من اجل تقدمي هذا‬ ‫العمل امل�سرحي الذي يحكي عن‬ ‫والدة اخلري وال�سرور بعد �أن كان‬ ‫النا�س يعي�شون يف الظلم واجلهل‬ ‫والتخلف‪ ،‬و�أي�ض ًا و�ضح كيف ان‬ ‫اال�صنام حتطمت بوالدته املباركة‪.‬‬ ‫هذا العمل امل�سرحي حمل عنوان‬ ‫(والدة النور) من تقدمي العنا�صر‬ ‫الك�شفية يف جمعية ك�شافة الكفيل‪,‬‬ ‫هذه امل�سرحية كما �شاهدمت كانت‬ ‫�صامتة بحركات اميائية فقط‪،‬‬ ‫ولكنها كانت جميلة برغم ان فرتة‬ ‫التدريب كانت ق�صرية جد ًا‪..‬‬

‫‪41‬‬

‫نطمح يف االيام القادمة اىل العمل‬ ‫بجهد اكرب من اجل تقدمي اف�ضل‬ ‫ما ميكن يف خدمة املنا�سبات‬ ‫املباركة لأهل البيت ‪.D‬‬ ‫القائد الك�شفي عبا�س مالك بني‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫من واجبنا نحن اتباع اهل البيت‬ ‫‪ D‬احياء املنا�سبات املباركة‬ ‫اخلا�صة بهم ومنها املنا�سبة‬ ‫املباركة اخلا�صة بذكرى والدة نبي‬ ‫الرحمة حممد ‪ J‬وحفيده االمام‬ ‫جعفر ال�صادق ‪ ،D‬لذلك نحن‬ ‫حري�صون كل احلر�ص على تقدمي‬ ‫اق�صى ما ميكننا يف �سبيل احياء‬ ‫تلك املنا�سبات العزيزة على قلوبنا‪.‬‬ ‫ونحن بدورنا ن�شكر العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة على رعايتها هذه‬ ‫الفعاليات واالحتفاليات اخلا�صة‬ ‫ب�أهل البيت ‪ ،D‬ون�س�أل اهلل تعاىل‬ ‫ان يوفقنا من اجل تقدمي املزيد يف‬ ‫ال�سنوات الالحقة‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫حمافل‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫بوالدة خري املر�سلني وحفيده الإمام جعفر ال�صادق ‪C‬‬

‫تقيم حف ًال بهيج ًا‬ ‫العتبة الكاظمية املقد�سة ُ‬ ‫مبنا�سبة مولد النبي حممد ‪ ،J‬وحفيده عميد ال�صادقني‬ ‫ول�سان الناطقني الإمام جعفر بن حممد ‪ ،A‬واحتفا ًء بهذه‬ ‫املنا�سبة املباركة‪ ,‬وغمرة الأفراح التي يعي�شها العامل الإ�سالمي‪,‬‬ ‫بهذه الذكرى العطرة‪� ..‬شهد رحاب ال�صحن الكاظمي ال�شريف‬ ‫احتفا ًال مركزياً بهيجاً‪ ..‬و�سط ح�ضور الأمني العام للعتبة‬ ‫الكاظمية املقد�سة الأ�ستاذ الدكتور جمال عبد الر�سول الدباغ‪،‬‬ ‫و�أع�ضاء جمل�س الإدارة يف ال�صحن الكاظمي ال�شريف‪ ،‬وعدد من‬ ‫ر�ؤ�ساء الأق�سام وال�شخ�صيات الدينية واحلكومية واالجتماعية‪.‬‬ ‫تغطية‪ :‬علي امل�سعودي‬

‫ا�ستهل املحفل بتالوة �آيات من‬ ‫الذكر احلكيم تالها على الأ�سماع‬ ‫القارئ احلاج همام عدنان‪ ,‬تلتها‬ ‫بعد ذلك كلمة العتبة الكاظمية‬ ‫املقد�سة �ألقاها �أمينها العام بينّ‬ ‫خاللها قائ ًال‪( :‬ح ِفلت حياة نبينا‬ ‫الأكرم ‪ J‬ال�شريفة بالكثري من‬ ‫احلوادث واخلطوب كتبها التاريخُ‬ ‫ب� َ‬ ‫أحرف من نور ليهتدي بها‬ ‫املهتدون‪.‬‬

‫ولي�س الغر�ض من التعرف على‬ ‫�سرية الر�سول الأعظم ‪ J‬جمر َد‬ ‫الوقوف على الوقائع التاريخية‬ ‫وال�سر َد لطرف من الق�ص�ص‬ ‫والأحداث التي م ّر بها ‪ ،J‬بل �أن‬ ‫امل�سلم خ�صو�ص ًا والإن�سانُ‬ ‫يعرف‬ ‫ُ‬ ‫عموم ًا احلقيق َة الإ�سالمية التي‬ ‫جت�سدت يف حياته ال�شريفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فهو ‪� ،J‬أديب اهلل (عز وجل)‪،‬‬ ‫وعلي‬ ‫وكان يقول‪�( :‬أنا �أديب اهلل ٌ‬


‫حمافل‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�أديبي) (كلمات الر�سول ج‪/1‬‬ ‫�ص‪ ،)264‬وما حيا ُته و�سري ُته �إال‬ ‫ِق�ص ُة �إن�سان كامل قد ات�سع قل ُبه‬ ‫لآالم الب�شر وم�شكالتهم‪ ،‬فنا�ضل‬ ‫وجاهد ووقف بحزم وثبات وقوة‬ ‫يف وجه القوى الغا�شمة املتجربة‬ ‫من �أجل احلرية‪ ،‬من �أجل الإخاء‬ ‫بني النا�س‪ ،‬من �أجل �إقامة العدل‪،‬‬ ‫من �أجل املحبة والرحمة‪ ،‬ومن �أجل‬ ‫م�ستقبل �أف�ضل جلميع النا�س‪ ،‬بال‬ ‫ا�ستثناء بني الذين ي�ؤمنون بنبوته‬ ‫ور�سالته والذين ال ي�ؤمنون بهما‬ ‫على ال�سواء م�صداقا ملا جاء يف‬ ‫�سورة االنبياء‪" :‬وما ار�سلناك اال‬

‫رحم ًة للعاملني"‪ .‬و�أ�ضاف‪ :‬ال يقف‬ ‫ُ‬ ‫الواقف على كلمات الإمام ال�صادق‬ ‫‪� ،A‬إ ّال ويرى ثرو ًة غن ّي ًة هائلة‬ ‫من املعارف الآخذ ِة بالعقول �إىل‬ ‫�آفاق الهداية‪ ،‬وبالقلوب �إىل رحاب‬ ‫التقوى والعبادة‪ ..‬فهي ُتو�صل‬ ‫�إىل ك ّل خري‪ ،‬وجت ّنب ِمن ك ّل �ش ّر‪،‬‬ ‫غرتف ِمن مناهله العذب ِة‬ ‫فهنيئ ًا لل ُم ِ‬ ‫ال�صافية‪ ،‬املتّ�صلة مبنبع ج ّده‬ ‫امل�صطفى ر�سول الهدى ‪.J‬‬ ‫بعد ذلك �ألقى ف�ضيلة ال�شيخ‬ ‫عدي الكاظمي‪ ،‬حما�ضرة دينية‬ ‫بهذه املنا�سبة ا�ستعر�ض قب�سات‬ ‫من مقامات ر�سولنا ‪ ،J‬التي‬

‫دعا �إليها القر�آن الكرمي من �أجل‬ ‫�إحياء الإن�سان‪ ،‬و�أ�شار �إىل �أننا ال‬ ‫نتعامل معها تعامل �سطحي ًا‪ ،‬بل‬ ‫�أن تتجلى هذه التعاليم واملفاهيم‬ ‫يف �سلوكيات جمتمعنا‪ ،‬وكذلك �أن‬ ‫جنعل من هذه املنا�سبات املباركة‬ ‫درو�س ًا وعرب ًا نتعلم من تلك ال�سرية‬ ‫العطرة اخللق الرفيع الذي فر�ض‬ ‫على قلوب امل�ؤمنني‪.‬‬ ‫وتخلل احلفل م�شاركة لفرقة‬ ‫�إن�شاد اجلوادين و�أخرى للأ�ستاذ‬ ‫ال�شاعر ريا�ض عبد الغني الكاظمي‬ ‫بق�صيدة �صدحت حنجرته ب�أجمل‬ ‫كلمات الوالء للر�سول الكرمي و�أهل‬

‫‪43‬‬

‫بيته الأطهار‪ ،‬كما ت�ألق الرادود كرار‬ ‫الكاظمي بالأهازيج التي ملأت‬ ‫الأجواء والنفو�س بالفرح وال�سرور‪,‬‬ ‫بح�ضور اجلموع الغفرية من زائري‬ ‫الإمامني اجلوادين ‪ C‬م�ؤكدين‬ ‫بح�ضورهم املبارك التزامهم‬ ‫بالنهج الر�سايل واالرتباط الوثيق‬ ‫بر�سول الإن�سانية حممد و�أهل بيته‬ ‫‪.D‬‬ ‫واختتم احلفل بتوزيع الهدايا‬ ‫واجلوائز على الفائزين يف م�سابقة‬ ‫حفظ �أربعني حديث ًا للإمام املهدي‬ ‫املنتظر ‪ f‬من بركات الإمامني‬ ‫اجلوادين ‪.C‬‬


‫‪44‬‬

‫مهرجانات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫بالتعاون مع مركز العميد للدرا�سات والبحوث التابع‬ ‫لق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�أقامت كلية الرتبية يف جامعة القاد�سية مهرجان الر�سول الأعظم ‪J‬‬ ‫ا�ستب�شرت املالئك‪ ،‬وتنورت الأر�ض وال�سماء ببزوغ النور الإلهي‬ ‫مبولد ال�سبب لوجود الكون خامت النبيني‪ ،‬وحامل ر�سالة احلب‬ ‫وال�سالم الب�شري النذير حممد بن عبد اهلل ‪ .J‬فبميالده �أزيلت‬ ‫غ�شاوة الدجى عن العقول املتحجرة‪ ،‬والنت القلوب املت�صلبة‪ ،‬لتكون‬ ‫نقطة التحول من عوامل الظالم التي كانت تطغى على املجتمع‬ ‫اجلاهلي اىل املجتمع الإ�سالمي املتنور بالعلم واملعرفة احلقيقية‬ ‫التي كتبت يف �صفحات كتاب اهلل املنزل على نبيه اخلامت ‪ ،J‬وهو‬ ‫القر�آن الكرمي معلنا االنطالق نحو ر�سم خارطة حياة االن�سان‬ ‫ال�سائر على ال�صراط القومي لنيل املكا�سب يف احلياة الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫تغطية‪� :‬أحمد احل�سناوي‬

‫كانت �شخ�صية النبي حممد‬ ‫‪ J‬حتمل كل املقومات التي‬ ‫حتتاجها الب�شرية جمعاء باختالف‬ ‫التوجهات والديانات‪ ،‬ملا خزن‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل من �أ�سراره‬ ‫يف هذه الكينونة املقد�سة‪ ،‬فكان‬ ‫حري بالإن�سان �أن يقف عند هذه‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صية املتكاملة من �أجل‬ ‫درا�ستها وحماولة ك�شف �أ�سرارها‬ ‫الإلهية‪ ،‬وبالتايل تطبيقها يف‬ ‫خال من ال�شوائب‪ ،‬فنالحظ‬ ‫جمتمع ٍ‬ ‫�أن الكثري من امل�ؤ�س�سات الدينية‬ ‫حتاول ابراز ف�ضائل النبي حممد‬ ‫‪ J‬وحماولة درا�ستها ب�شكل �أعمق‬

‫وبكافة اجلوانب‪ ،‬لعل منها ما يتعلق‬ ‫مبولده ال�شريف الذي �أ�ضاء الكون‬ ‫بهجة و�سرور ًا‪.‬‬ ‫فمن عبري الوفاء‪ ،‬وتر�سانة‬ ‫الإباء‪ ،‬وملهم ال�شجعان املوىل‬ ‫ابي الف�ضل العبا�س ‪ A‬انطلق‬ ‫مهرجان الر�سول االعظم الذي‬ ‫يقام يف اروقة كلية الرتبية يف‬ ‫جامعة القاد�سية‪ ،‬وبالتعاون مع‬ ‫مركز العميد للدرا�سات والبحوث‬ ‫التابع للعتبة العبا�سية املقد�سة‪،‬‬ ‫حيث �شهد انطالقه تالوة �آيات‬ ‫من الذكر احلكيم وقراءة �سورة‬ ‫الفاحتة على ارواح �شهداء العراق‪،‬‬


‫مهرجانات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫وثائقي عن‬ ‫ليعر�ض بعد ذلك فيلم‬ ‫ّ‬ ‫والدة النبي ‪ J‬تناول حياته حني‬ ‫بعثه اهلل تعاىل رحمة للخلق‪.‬‬ ‫بعد ذلك جاءت كلمة االمانة‬ ‫العامة للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫والتي القاها الدكتور عادل نذير‬ ‫بني فيها قائ ًال‪ :‬ال�شك‪ ،‬اذ اننا‬ ‫نلتقي اليوم ف�إن �سحابة من الرحمة‬ ‫االلهية تغ�شانا؛ لأننا جن�سد يف‬ ‫اجتماعنا هذا م�صداق ًا لأهل‬ ‫البيت ‪ ،D‬اذ قال قائلهم‪�( :‬أحيوا‬ ‫امرنا رحم اهلل من احيا امرنا)‪،‬‬ ‫و�أي �أمر عظيم جنتمع لأجله‪ ،‬و�أي‬ ‫�إحياء بهيج نحييه‪ ،‬انها والدة النبي‬ ‫االكرم ‪.J‬‬ ‫ونحن هنا اليوم ب�صحبتكم‬ ‫جميع ًا‪ ،‬ن�ضع �أكاليل الفرح وال�سرور‬ ‫بني يدي االئمة االطهار‪ D‬وال�سيما‬ ‫�صاحب الع�صر والزمان (عجل اهلل‬ ‫تعاىل فرجه ال�شريف)‪ ،‬ومراجع‬

‫االئمة اال�سالمية �أم ًال بقبول‬ ‫اعمالنا بهذا اليوم املبارك‪ ..‬فهنيئ ًا‬ ‫لنا جميع ًا هذه الوالدة املباركة‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪� :‬إن �إحياء هذه املنا�سبة‬ ‫ايها االخوة ال ي�أتي بثماره من دون‬ ‫نية �صادقة وعمل خمل�ص يتمثل‬ ‫برتجمة �سرية النبي الأكرم ‪J‬‬ ‫اىل برامج �سلوكية ت�ستوعب حاجة‬ ‫االمة يف خمتلف مراحلها‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن حاجة املجتمعات اال�سالمية‬ ‫يف خمتلف توجهاتها‪ ،‬والعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة دائبة يف متابعة‬ ‫كل املنا�سبات ذات ال�صلة بالنبي‬ ‫حممد ‪� J‬إحياء وتف ّكر ًا وبحث ًا‬ ‫عرب خمتلف امل�سارات الوجدانية‬ ‫واملجتمعية والفكرية‪ ،‬واميان ًا منها‬ ‫مبهمة البحث االكادميي والنخب‬ ‫االكادميية الواعية القادرة على‬ ‫ا�ستيعاب حاجات الع�صر يف منظور‬ ‫املناهج العلمية �أ�س�ست مركز‬

‫العميد للبحوث والدرا�سات وفرعت‬ ‫عليه ق�سم ًا يحمل ا�سم دار الر�سول‬ ‫االعظم ‪ J‬ليرتجم هذه املنا�سبة‬ ‫ومثيالتها بحث ًا علمي ًا‪.‬‬ ‫ومن ثم جاءت كلمة اللجنة‬ ‫التح�ضريية للمهرجان القاها‬ ‫الدكتور �سرحان جفات بينّ فيها‬ ‫قائ ًال‪� :‬إن انفتاح اجلامعة على‬ ‫القيم الروحية التي متثلها العتبات‬ ‫املقد�سة ي�سهم يف النه�ضة القيمية‬ ‫والروحية والفكرية لطلبة اجلامعة‪،‬‬ ‫وت�ؤكد العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫متمثلة ب�شخ�ص متوليها ال�شرعي‬ ‫�سماحة ال�سيد احمد ال�صايف (دام‬ ‫عزه)‪ ،‬و�أمينها العام املهند�س‬ ‫ال�سيد حممد اال�شيقر (دام‬ ‫ي�أييده) وال�سادة �أع�ضاء جمل�س‬ ‫الإدارة املوقر‪ ،‬على انفتاح العتبات‬ ‫املقد�سة‪ ،‬و�أن تكون يف خدمة ابنائنا‬ ‫من طلبة اجلامعة؛ لأننا ن�ؤمن‬

‫‪45‬‬

‫بالرعاية االبوية والروحية لهذه‬ ‫االماكن‪ ،‬و�إن التنظيم والرتبية‬ ‫الروحية �سوف تعود بالفائدة على‬ ‫طلبتنا يف اجلامعات؛ لأن النماء‬ ‫الروحي للإن�سان �سينتهي بالنماء‬ ‫العلمي والنماء الثقايف والرثاء‬ ‫االخالقي والقانوين‪ ،‬وجامعاتنا بها‬ ‫حاجة اىل �أن تنمو علمي ًا وثقافي ًا‬ ‫واخالقي ًا وان ينمو يف نفو�س اوالدنا‬ ‫وبناتنا حب القانون وحب النظام‬ ‫والرثوة الروحية التي ت�ؤهل ه�ؤالء‬ ‫الطلبة ليكونوا مب�صاف اقرانهم‬ ‫من طلبة اجلامعات املتقدمة‪.‬‬ ‫وجاء يف هام�ش منهاج املهرجان‬ ‫قراءات �شعرية لق�صائد عبقت‬ ‫قوافيها بحب الر�سول و�آل بيته‬ ‫‪ ،D‬بالإ�ضافة اىل تكرمي الطالبات‬ ‫املرتديات العباءة اال�سالمية‪،‬‬ ‫ليختتم احلفل بتكرمي امل�ساهمني‬ ‫يف املهرجان بال�شهادات التقديرية‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫مهرجانات‬

‫برعاية الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة‪� ،‬أقامت كلية‬ ‫الكفيل اجلامعة بالتعاون مع‬ ‫مركز العميد الدويل للبحوث‬ ‫والدرا�سات التابع لق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الفكرية والثقافية يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة وق�سم العالقات‬ ‫العامة متمث ً‬ ‫ال ب�شعبة العالقات‬ ‫اجلامعية يف العتبة املقد�سة‪،‬‬ ‫مهرجان الر�سول الأعظم‬ ‫‪ J‬الثقايف الثالث حتت �شعار‬ ‫(مبحمد نفتخر‪ ..‬مبحمد‬ ‫ننت�صر) والذي �أقيم بح�ضور‬ ‫املتويل ال�شرعي للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة �سماحة ال�سيد احمد‬ ‫ال�صايف (دام عزه) وح�ضور‬ ‫حوزوي و�أكادميي مميز يف قاعة‬ ‫اجلامعة للم�ؤمترات والندوات‪.‬‬ ‫تغطية‪ :‬حيدر داود‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫حتت �شعار‪( :‬مبحمد نفتخر‪ ..‬مبحمد ننت�صر)‬

‫تقيم مهرجان‬ ‫كلية الكفيل اجلامعة ُ‬ ‫الر�سول الأعظم ‪ J‬الثقــايف الثالث‬ ‫ا�ستهل احلفل بقراءة �آيات بينات‬ ‫من الذكر احلكيم‪ ،‬وقراءة �سورة‬ ‫الفاحتة على ارواح �شهداء العراق‪،‬‬ ‫لت�أتي كلمة الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة �ألقاها الدكتور‬ ‫�أحمد الكعبي ع�ضو مركز العميد‬ ‫الدويل للبحوث والدرا�سات بني‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫يحار املرء ماذا يكتب‪ ،‬وماذا‬ ‫يقول يف مولد الذكرى وذكرى‬ ‫املولد‪ ،‬فكل كالم بحق النبي حممد‬ ‫‪ J‬مبتور‪ ،‬وكل قول يف �شخ�صه‬ ‫يعرتيه ق�صور‪ ،‬ال نريد يف هذا‬ ‫املقام تكرار ما قيل‪ ،‬وال االتيان‬ ‫مبا هو جديد‪ ،‬فال جديد اعظم من‬

‫حب ملحمد ‪ ،J‬وال جديد ا�سمى‬ ‫من �شوقٍ ملحمد يف االرجاء يرتدد‪.‬‬ ‫فها نحن جندد العهد واحلب‬ ‫ملحمد‪ ،‬ون�ستلهم من الذكرى‬ ‫وعبرَ ًا جديدة‪ ،‬ولنا يف‬ ‫درو�س ًا ِ‬ ‫هذا العام ويف ذكرى املولد ق�صة‬ ‫بل ق�ص�ص‪ ،‬فهذا عام ن�صر على‬ ‫�أعداء العراق‪ ،‬به اع ّز اهلل امل�ؤمنني‬ ‫و� ّ‬ ‫أذل الكافرين‪ ،‬وما حتقق كل ذلك‬ ‫اال بتم�سكنا بنهج حممد و�آل بيته‬ ‫الطيبني الطاهرين‪ ،‬وبحبنا ووالئنا‬ ‫لهم جندد العهد معهم واالقتداء‬ ‫بهم فالن�صر ال يكون بقوة ال�سالح‬ ‫فقط بل بقوة االميان باهلل (عز‬ ‫وجل) وبحب حممد ‪ ،J‬فالعتبة‬

‫العبا�سية املقد�سة اذ ي�سرها ان‬ ‫ترعى مهرجان الر�سول الأعظم‬ ‫الثقايف ف�أنها حتمل بيد هذا الإرث‬ ‫العظيم وحتمل باليد الأخرى‬ ‫غ�صن زيتون وقلما وحمبة ودعوة‬ ‫�سالم واخاء ور�ص �صفوف‪.‬‬ ‫بعد ذلك جاءت كلمة كلية‬ ‫الكفيل اجلامعة القاها عميد الكلية‬ ‫الأ�ستاذ الدكتور نور�س حممد‬ ‫الدهان بني فيها‪:‬‬ ‫�إن النبي امل�صطفى حممد ‪J‬‬ ‫هو النعمة امللقاة والرحمة املر�سلة‬ ‫للعاملني بعثه اهلل �سبحانه وتعاىل‬ ‫للنا�س كافة على اختالف م�شاربهم‬ ‫والوانهم واجنا�سهم و�شعوبهم وهو‬


‫مهرجانات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫الرحمة التي �صاغتها يد ال�سماء‬ ‫بكل عناية لتكون �صورة االن�سان‬ ‫الكمال الإن�ساين االمثل وتكون‬ ‫الرحمة العظمى يف واقع م�شهود‬ ‫تب�صره العيون وت�سمعه الآذان وتقر‬ ‫له القلوب وتطمئن اليه‪.‬‬ ‫ففي ذكرى ميالد �سيد الب�شر‬ ‫‪ J‬التي تطل على امل�سلمني يف‬ ‫ال�سابع ع�شر من ربيع الأول يف كل‬ ‫�سنة ن�ؤكد ان �شريعة امل�صطفى ‪J‬‬ ‫هي �شريعة االخوة واملحبة بني كل‬ ‫اخللق ويف كل زمان ومكان اىل ان‬ ‫تقوم ال�ساعة وهي �شريعة العمل‬ ‫والأخالق‪.‬‬ ‫وقد جت�سد االمران يف �شخ�ص‬ ‫النبي ‪ J‬ويف عمله اذ كان مثاال‬ ‫يحتذى به وعلى مر الع�صور ان‬ ‫يتمم االخالق ويقومها حيث قال‬ ‫‪" :J‬امنا بعثت لأمتم مكارم‬ ‫االخالق"‪ ،‬ولري�سم لنا طريق عمل‬ ‫وا�ضح ال لب�س فيه يكون الفعل فيه‬

‫مقيا�س العمل ال�صالح حيث قال‪:‬‬ ‫"ال ي�ؤمن احدكم حتى يحب لأخيه‬ ‫ما يحب لنف�سه"‪.‬‬ ‫و�شريعة امل�صطفى ‪ J‬هي‬ ‫�شريعة العلم �أي�ضا حيث قال‪:‬‬ ‫"طلب العلم فري�ضة على كل م�سلم‬ ‫وم�سلمة"‪ ،‬ويتزامن هذا احلفل مع‬ ‫ذكرى والدة �سبط الر�سول االكرم‬ ‫‪ J‬االمام ال�صادق ‪ A‬فنبارك‬ ‫لالمة الإ�سالمية هذه الوالدات‬ ‫امليمونة‪.‬‬ ‫و�شهد احلفل �أي�ض ًا �إلقاء ق�صائد‬ ‫�شعرية تتغنى بحب الر�سول االكرم‬ ‫حممد ‪ J‬لكل من ال�شاعر الطالب‬ ‫قا�سم لطيف‪ ،‬وال�شاعر الطالب‬ ‫حممود جميل لهيف‪ ،‬وال�شاعر‬ ‫الطالب �أكرم ن�سيم ف�ؤاد‪ ،‬لتبد�أ‬ ‫بعدها جل�سة البحوث التي �أُلقي‬ ‫فيها بحثان لكل من �سماحة ال�شيخ‬ ‫الأ�ستاذ امل�ساعد املتمر�س �صاحب‬ ‫ن�صار‪ ،‬وبحث ل�سماحة ال�سيد‬

‫حممد املو�سوي من �شعبة التبليغ‬ ‫الديني يف العتبة العبا�سية املقد�سة‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش فعاليات املهرجان‪،‬‬ ‫ك َّرم �سماحة املتويل ال�شرعي‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة ال�سيد‬ ‫احمد ال�صايف (دام عزه) الأ�ستاذ‬ ‫امل�ساعد الدكتور �صفاء املو�سوي‬ ‫تثمين ًا جلهوده املبذولة خالل مدة‬ ‫عمادته لكلية الكفيل اجلامعة‪.‬‬ ‫كما وقام �أحد طلبة كلية طب‬ ‫اال�سنان وهو الطالب (�أحمد‬ ‫ح�سان) بر�سم لوحة لأحد‬ ‫�شهداء احل�شد ال�شعبي املقد�س‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل معر�ض �صوري خا�ص‬ ‫باملنا�سبة‪ ،‬ليختتم احلفل بابتهاالت‬ ‫دينية للمقرئ حممد امري وتكرمي‬ ‫امل�شاركني‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني �شاركت الفرحة‬ ‫يف احتفال اجلامعة مبنا�سبة مولد‬ ‫النبي االكرم حممد ‪ J‬و�أجرت‬ ‫لقاء مع عميد كلية الكفيل اجلامعة‬

‫‪47‬‬

‫�أ‪,‬د‪ .‬نور�س حممد الدهان‬

‫الأ�ستاذ الدكتور نور�س حممد‬ ‫�شهيد الدهان‪ ،‬فبينّ لنا قائ ًال‪:‬‬ ‫د�أبت كلية الكفيل اجلامعة على‬ ‫�إقامة املهرجان ال�سنوي لالحتفاء‬ ‫بذكرى والدة الر�سول االكرم حممد‬ ‫‪ J‬تزامنا مع ذكرى والدة االمام‬ ‫ال�صادق ‪ A‬وتهدف �إقامة مثل‬ ‫هكذا مهرجانات اىل توعية الطلبة‬ ‫مببادئ الرحمة التي ج�سدها‬ ‫النبي حممد ‪ .J‬و�ألقيت يف هذا‬ ‫املهرجان حما�ضرات وبحوث من‬ ‫قبل �أ�ساتذة متخ�ص�صني �ضمن‬ ‫منهاج معد من قبل الكلية‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن الق�صائد ال�شعرية التي �ألقيت‬ ‫يف هذا املهرجان وعلى هام�ش هذا‬


‫‪48‬‬

‫مهرجانات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬احمد الكعبي‬

‫املهرجان �أي�ض ًا �أقيم معر�ض �صوري‬ ‫بينّ املقاطع وال�صور اخلا�صة‬ ‫باملنا�سبة للمهرجانات ال�سابقة‪.‬‬ ‫مبينا‪� :‬شرع االخوة يف مركز‬ ‫العميد الدويل للبحوث والدرا�سات‬ ‫اىل �إقامة خم�سة احتفاالت يف‬ ‫خمتلف اجلامعات العراقية‬ ‫متزامنة يف �آن واحد‪ ،‬وقد ت�شرفت‬ ‫كلية الكفيل اجلامعة هذا العام‬ ‫باال�شرتاك مع مركز العميد الدويل‬ ‫للبحوث والدرا�سات التابع لق�سم‬ ‫ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫باال�شرتاك مع �شعبة العالقات‬ ‫اجلامعية من ق�سم العالقات العامة‬

‫لإقامة هذا املهرجان الثالث للكلية‪.‬‬ ‫الأ�ستاذ الدكتور �أحمد الكعبي‬ ‫ع�ضو مركز العميد الدويل للبحوث‬ ‫والدرا�سات‪ ،‬بينّ َ لنا متحدث ًا‪:‬‬ ‫يقوم مركز العميد الدويل‬ ‫للبحوث والدرا�سات ب�إقامة‬ ‫مهرجانات عدة يف خمتلف‬ ‫اجلامعات العراقية مبنا�سبة والدة‬ ‫النبي االكرم حممد ‪ ،J‬فقد‬ ‫�شهدت جامعة بابل وجامعة كربالء‬ ‫وجامعة القاد�سية كلية الرتبية‬ ‫وجامعة الكفيل اجلامعة احتفا ًال‬ ‫بهيج ًا بهذه املنا�سبة‪.‬‬ ‫وهذا التعدد يف االنفتاح على‬ ‫اجلامعات ي�أتي لأ�سباب عدة و�أول‬

‫د‪ .‬نوال امليايل‬

‫هذه الأ�سباب هو احياء ذكرى مولد‬ ‫النبي االكرم حممد ‪ J‬و�إ�شاعة‬ ‫تلك القيم الرتبوية والأخالقية‬ ‫واملبادئ ال�سامية لطلبة اجلامعات‪،‬‬ ‫وثاين الأ�سباب �أن هذا العام يعد‬ ‫عام الن�صر على الزمر الإرهابية‬ ‫داع�ش‪ ،‬وبالتايل ف�إن االحتفال‬ ‫�سيكون ملولد النبي ‪ J‬واالحتفال‬ ‫بالن�صر‪.‬‬ ‫الدكتورة نوال امليايل تدري�سية‬ ‫يف ق�سم ال�شريعة ومقررة يف ق�سم‬ ‫االر�شاد النف�سي والتوجيه الرتبوي‬ ‫ب ّينت لنا قائلة‪:‬‬ ‫�إن والدة النبي االكرم نبي‬ ‫الرحمة حممد ‪ J‬هي والدة االمة‬

‫الإ�سالمية‪ ،‬وينبغي من اجلميع‬ ‫احيا�ؤها؛ كي ترت�سخ يف نفو�س‬ ‫النا�س كما ان العامل الغربي يحتفل‬ ‫�سنويا بر�أ�س ال�سنة‪ ،‬فينبغي لنا‬ ‫وللعامل اجمع ان يحتفل بوالدة‬ ‫الر�سول ‪ J‬فان الر�سول‪ J‬لي�س‬ ‫فقط خامت املر�سلني امنا هو ر�سول‬ ‫الإن�سانية جمعاء‪ ،‬وان دينه ور�سالته‬ ‫�شاملة لكل الأمم وممتدة عرب‬ ‫الع�صور‪ ،‬فنحن ومن �سي�أتي بعدنا‬ ‫ينبغي له ان يحتفل بهذه املنا�سبة‬ ‫الكرمية‪ ،‬لذا البد لنا �أن نغر�س قيم‬ ‫املنا�سبة ونحييها يف نفو�س الطلبة‬ ‫ويف جميع املجاالت‪.‬‬


‫نفحات عقائدية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ابن تيمية و�أهل البيت ‪D‬‬ ‫جلنة البحوث والدرا�سات‬ ‫عندما يقفل الباحث عن مو�ضوع‬ ‫ب�سبب احلقد‪� ،‬سيفوت على نف�سه‬ ‫الفر�صة‪ ،‬و�سيكون ذات طابع منطي‬ ‫معروف‪ ،‬وابن تيمية ب�سبب حقده‬ ‫على �أهل البيت ‪ D‬وت�صرفه‬ ‫كنا�صبي عتيد ال يفوت فر�صة واحدة‬ ‫ملحاربة ذكر �أهل البيت ‪ ،D‬ولذلك‬ ‫�أ�ص ّر ابن تيمية يف نزول �سورة (هل‬ ‫�أتى) يف �أهل البيت ‪ D‬قائ ًال‪:‬‬ ‫�إنّ الدالئل على كذب هذا كثرية‪,‬‬ ‫منها‪� :‬إنّ عل ّي ًا �إنمّ ا تز ّوج فاطمة‬ ‫باملدينة‪ ،‬و�سورة (هل �أتى) م ّكية‬ ‫باتّفاق �أهل التف�سري والنقل‪!..‬‬ ‫طبع ًا مل يقل �أحد منهم‪� :‬إ ّنها‬ ‫ن�ص اجلمهور على انها‬ ‫مدنية‪ ،‬بينما ّ‬ ‫مدنية وبكتب علماء �أبناء العامة‪،‬‬ ‫و�أ ّما قول ال�شيعة‪ ،‬فاتّفاقهم وا�ضح‬ ‫معروف على مدن ّيتها‪ ،‬ونزولها بحقّ‬ ‫علي و�أهل بيته‪ ،D‬وعليه يح�صل‬ ‫ّ‬ ‫االتّفاق بني ال�شيعة ومعظم �أهل‬ ‫ي�صح‬ ‫ال�س ّنة على مدن ّيتها‪ ،‬بل ال‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫القول مب ّكيتها‪ ،‬وفيها ذكر الأ�سري‬ ‫الذي مل يكن مب ّكة‪ ،‬ولذا مل يقل‬ ‫مب ّكيتها �إ ّال ال�شواذ والنوا�صب‪ ،‬وعلى‬

‫ر�أ�سهم ابن تيمية‪!..‬‬ ‫مما نقلنا‪ :‬قيمة‬ ‫وقد ظهر لك ّ‬ ‫�أقواله التي ين�سبها �إىل اجلمهور‪� ،‬أو‬ ‫ا ّدعائه اتّفاق �أهل املعرفة باحلديث‪..‬‬ ‫الرجل ال يتو ّرع عن الكذب يف �سبيل‬ ‫ن�صرة هواه‪ .‬وروي عن ابن عبا�س‬ ‫�أنها نزلت يف علي بن �أبي طالب‬ ‫‪ E‬وذلك �أنه عمل ليهودي ب�شيء‬ ‫من �شعري‪ ،‬فقب�ض ذلك ال�شعري‪،‬‬ ‫فطحن منه ثلثه‪ ،‬و�أ�صلحوا منه �شيئ ًا‬ ‫ي�أكلونه‪ ،‬فلما فرغ �أتى م�سكني‪ ،‬ف�س�أل‬ ‫ف�أعطوه ذلك‪ ،‬ثم عمل الثلث الثاين‪،‬‬ ‫فلما فرغ �أتى يتيم ف�س�أل ف�أعطوه‬ ‫ذلك‪ ،‬ثم عمل الثلث الباقي فلما‬ ‫مت ن�ضجه �أتى �أ�سري من امل�شركني‪،‬‬ ‫ف�س�أل ف�أعطوه ذلك‪ ،‬وطووا يومهم‬ ‫وليلتهم فنزلت هذه الآية بحقهم‪.‬‬ ‫نرى من العيب �أن يرمي غريه مبا‬ ‫هو م�صاب به‪ ،‬وهذا الرجل ال يقنع‬ ‫حتى مب�شيئة اهلل‪ ،‬واحلرية التي‬ ‫تنتابني كلما اقر�أ له‪ ،‬هل هذا ن�صب‬ ‫�أم تدلي�س �أم جهل من قبل رجل‬ ‫يلقبونه �شيخ الإ�سالم‪ ،‬وهو من �أل ّد‬ ‫�أعداء �أهل البيت ‪.D‬‬

‫‪49‬‬


‫‪50‬‬

‫�آفاق الت�شيع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�سويدية تت�شيع وحتقق حلمها بزيارة كربالء املقد�سة‬ ‫تتبو�أ كربالء املقد�سة مكانة �سامية بني �أهم و�أ�شهر املدن‬ ‫الدينية املقد�سة يف العراق والعامل اال�سالمي‪ ،‬فعلى �أدميها‬ ‫ا�ست�شهد الإمام احل�سني ‪ .A‬كما تتميز بني العديد من املدن‬ ‫التاريخية ب�أنها كانت على َمر الع�صور التي �سبقت اال�سالم‬ ‫مركزاً للعبادة‪ ،‬و�أر�ضاً مقد�سة لديانات خمتلفة و�أقوا ٍم متعددة‪،‬‬ ‫وقد �أ�ضحت خالل فرتات زمنية متوالية من تاريخها اال�سالمي‬ ‫مركزاً من مراكز العلم والأدب والثقافة والفنون‪� ،‬إذ كانت لها‬ ‫م�ساهماتها البارزة يف �إغناء احل�ضارة اال�سالمية‪ ،‬مبا تزخر‬ ‫به من موروثٍ ح�ضاري وديني جملل باملهابة واخل�شوع‪ ،‬يتمثل‬ ‫�أبرزه برو�ضتيها املقد�ستني احل�سينية والعبا�سية‪ ،‬اللتني يحت�ضن‬ ‫ثراهما �ضريحي �سيد �شباب �أهل اجلنة الإمام احل�سني و�أخيه‬ ‫العبا�س ‪ .C‬فكربالء املقد�سة تفتح قلبها لع�شاق االمام احل�سني‬ ‫‪ ،A‬الآتني من كل حدب و�صوب‪ ،‬وتهوي اليها قلوب امل�ؤمنني‪..‬‬ ‫تقرير‪ :‬علي طعمة البداحي‬

‫لمِ َ ال وهي مهبط املالئكة على‬ ‫املرقدين ال�شريفني‪ ،‬فكل موال‬ ‫وحمب يق�صد كربالء بهدف‬ ‫التربك برتبتها الطاهرة‪ ،‬ف�أ�صبحت‬ ‫باب رحمة يطرقها امل�ؤمنون لتفتح‬ ‫لهم ابواب النجاة اىل اهلل تعاىل‪..‬‬ ‫وهذا ما ر�أيناه من خالل حديثنا‬ ‫مع الأخت امييلي ميلني‪ ،‬وهي‬ ‫فتاة �سويدية من مواليد ‪1988‬م‬ ‫من مدينة هيدا مورا ال�سويدية‪،‬‬ ‫متزوجة من فرات الأع�سم وهو من‬ ‫ابوين عراقيني من مدينة النجف‬ ‫اال�شرف‪ ،‬ومولود يف رو�سيا عام‬ ‫‪1978‬م وي�سكن يف ال�سويد اي�ض ًا‪،‬‬ ‫ولهما طفلة تبلغ من العمر �سبع‬

‫�سنوات‪ ،‬وا�سمها هاجر‪ ..‬حتدثت‬ ‫امييلي ميلني عن ت�شيعها فقالت‪:‬‬ ‫كانت هناك �صداقة تربطني مع‬ ‫الرجل الذي تزوجته قبل اكرث من‬ ‫ع�شر �سنوات‪ ،‬وكنا نتكلم دائم ًا‬ ‫عن الروحانيات وعن ق�ص�ص‬ ‫�أهل البيت ‪ ،D‬فبد�أت ابحث عن‬ ‫كتب الأنبياء واالو�صياء من خالل‬ ‫م�ساعدة بع�ض العراقيني املقيمني‬ ‫يف ال�سويد‪ ،‬فتكونت يف خميلتي‬ ‫�صورة‪ ،‬و�أ�صبح يف داخلي �شوق ونوع‬ ‫من التقرب اكرث اىل اهل البيت‬ ‫‪ D‬ملا �شعرت به من راحة نف�سية‬ ‫وطم�أنينة يف داخلي‪ ،‬كل ذلك كان‬ ‫من خالل اطالعي عن �سري الأنبياء‬


‫�آفاق الت�شيع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫امييلي ميلني‬

‫‪51‬‬

‫فرات االع�سم‬

‫امل�ستب�صرة ال�سويدية‪ :‬ما ي�سعدين هو حقوق االن�سان‬ ‫وانت�شاره يف املجتمع وتطبيقه ب�شكل حقيقي؛‬ ‫ملا تعلموه من �شرع اهلل تعاىل والذي انبثق من‬ ‫النبي حممد ‪ J‬و�أهل بيته الأطهار ‪.D‬‬ ‫و�أهل البيت ‪.D‬‬ ‫و�أ�ضافت‪ :‬عندما عرف اهلي ب�أين‬ ‫بد�أت اقر�أ واتعلم عن حياة االنبياء‬ ‫واهل البيت ‪� D‬شعروا بال�سعادة؛‬ ‫لكوين ا�صبحت �شخ�صية ملمة‬ ‫باملعلومات و�أديبة متعلمة يف نف�س‬ ‫الوقت‪ ،‬فر�أوا ذلك عم ًال ايجابي ًا‬ ‫ومل يتدخلوا يف حياتي اخلا�صة‪.‬‬ ‫من جهة اخرى بينت‪� :‬سبب‬ ‫زيارتي اىل كربالء املقد�سة كانت‬ ‫للتعرف على اهل البيت ‪ D‬ب�شكل‬ ‫اقرب‪ ،‬وا�ست�شعر بوجودهم من‬ ‫خالل زيارتي لهم واالجواء التي‬ ‫عا�شوها‪ ،‬حيث ر�أيت املكان الذي هو‬ ‫رمز للثورة التي قاموا بها والت�أثري‬ ‫الروحي الذي اثر يف جمتمعهم‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل كيفية حتويل االجيال‬

‫منذ ذلك الوقت اىل يومنا هذا اىل‬ ‫اجيال م�ؤمنة وملتزمة مببادئهم‬ ‫واخالقهم وال�سري على نهجهم‪.‬‬ ‫و�أكدت‪� :‬إن ال�سبب احلقيقي يف‬ ‫دخويل اىل الت�شيع اين ر�أيت يف‬ ‫املنام �أن ال�سيدة �شهربانو ذهبت‬ ‫اىل العراق وا�ستقبلها امل�سلمون‪،‬‬ ‫وعندها تزوجت االمام احل�سني‬ ‫‪ ،A‬فكان ذلك دافع ًا ومنطلق ًا يل‬ ‫من خالل اطالعي على الق�صة‪،‬‬ ‫وكانت يل الرغبة بزيارة كربالء‬ ‫املقد�سة‪.‬‬ ‫واو�ضحت‪ :‬بعد عدة �سنوات‬ ‫حتقق حلمي‪ ،‬وها انا عند زيارة‬ ‫االمام �أبي عبد اهلل احل�سني واخيه‬ ‫ابي الف�ضل العبا�س ‪ ،C‬فت�شوقت‬ ‫اكرث اىل التربك بهم ملا �شعرت به‬

‫فكان �شعوري وا�سع ًا وعميق ًا مبحبة‬ ‫قوية وب�شكل وجودي ظاهر لأهل‬ ‫البيت ‪ ،D‬وكذلك االحداث كانت‬ ‫بالن�سبة يل اكرث واقعية؛ كوين اول‬ ‫مرة ادخل مثل هذا املكان املقد�س‪،‬‬ ‫فانتابني �شعور والهام امياين‪ ،‬وما‬ ‫�شاهدته على وجوه امل�ؤمنني داخل‬ ‫ال�ضريحني ال�شريفني‪ ،‬والتعاون يف‬ ‫ما بينهم‪ ،‬واملحبة وال�سعادة تغمر‬ ‫قلوبهم امل�ؤمنة‪ .‬وت�سعدين الزيارة‬ ‫اىل كربالء املقد�سة‪ ،‬وانا فرحة‬ ‫جد ًا وا�شعر ب�سكينة عميقة وراحة‬ ‫نف�سية وا�سعة‪.‬‬ ‫وما ي�سعدين اكرث اهتمام‬ ‫الزائرين ب�صاحبي املرقدين‬ ‫ال�شريفني ‪ ،C‬والرعاية مع‬ ‫بع�ضهم البع�ض وهي امر مهم‪،‬‬

‫وكذلك حقوق االن�سان وانت�شاره يف‬ ‫املجتمع وتطبيقه ب�شكل حقيقي؛ ملا‬ ‫تعلموه من �شرع اهلل تعاىل والذي‬ ‫انبثق من النبي حممد ‪ J‬و�أهل‬ ‫بيته الأطهار‪.D‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل الكرم يف ا�ستقبال‬ ‫ال�ضيوف واخلدمات التي يقدمونها‬ ‫للنا�س‪ ،‬وعن كلمتها االخرية ا�شكر‬ ‫العتبتني املقد�ستني احل�سينية‬ ‫والعبا�سية‪ ،‬وما ر�أيته فيهما‬ ‫متلكني �شعور ورغبة ب�أن �أعود‬ ‫اىل هنا لزيارة االمام احل�سني‬ ‫واخيه العبا�س ‪ C‬مرة اخرى يف‬ ‫امل�ستقبل‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫بانوراما �أدبية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�أ�سطورة جبل‬ ‫العلوية‪ /‬ميعاد كاظم الالوندي‬

‫عندما متعن �سياط ال�شوق يف تلويع �ضحاياها‪..‬‬ ‫ت�ستحيل خمالب تنه�ش ج�سد الذكريات‬ ‫ال�صريع‪ ..‬نزفت‪ ..‬نعم هي كما الثكاىل نزفت‪..‬‬ ‫لكنها مل تنزف �أبد ًا دم ًا‪ ..‬بل �سالت من عروقها‬ ‫الأبية بدل الدماء وفاء‪..‬‬ ‫عندما ّ‬ ‫قطع �صوت الناعي فيها حبل الأمل‬ ‫الأخري‪ ..‬انطف�أت يف عينيها �ألوان احلياة‪..‬‬ ‫فتو�شحت برداء الي�أ�س الأ�سود‬ ‫قالوا لها‪ :‬قد ان�شق القمر‪..‬‬ ‫وطوت حلود الردى جنماتك الدرر‪..‬‬ ‫قالت بافتخار‪ :‬فداء البن �سيد الب�شر‪..‬‬ ‫كان همها �أن تدرك جاللة ال�شم�س‪ ،‬وحتظى‬ ‫مقلتاها بلحظة �شروق جديدة‪..‬‬

‫لكن ما فتئ �سهم املنون �إذ �أفجعها بقلبها‬ ‫غياهب الطف‬ ‫الهرم‪ ..‬ب�شم�سها التي حجبتها‬ ‫ُ‬ ‫الك�سيفة‪..‬‬ ‫�أم�سى كيانها ك�ساحة نزال احتدم فيها‬ ‫خ�صمان جباران‪ ..‬ب�ضراوة ت�صارعا‪..‬‬ ‫وكانت ليايل االنتظار امل�سعرة عليها �شهود‪،‬‬ ‫لكن �سرعان ما ا�ست�سلم �أمل الفراق امل�ضني‬ ‫�أمام جبل ايثارها الأ�شم‪ ،‬كاللبوة اجلريحة‬ ‫كاد يقتلها احلنني‪ ،‬فق�صدت كهوف العرين‪..‬‬ ‫جالت بخاطرها بني �أروقة الزمان امل�سافر نحو‬ ‫امللكوت‪� ..‬أفلت الأقمار عنها‪..‬‬ ‫لكن الزال عبق الف�ضائل يفوح �شذى ك�أنه وليد‬ ‫ال�ساعة‪..‬‬

‫عن ماذا تبحثني؟‬ ‫نادتها االطالل ب�صرير �صوتها املهجور‪ :‬يا‬ ‫�أيتها الأحزان‪ ،‬اذهبي و�شيدي �صروح ًا للغائبني‬ ‫هناك على ثرى الغرقد‪..‬‬ ‫�أما �أنا‪ ..‬و�إن كنت مدار ًا قد هجرته تلك‬ ‫الأنوار‪ ،‬لكن ما بني �أنني ظلماتك املوح�شة‬ ‫أنت‪..‬‬ ‫تقدحت يا �سيدتي براعم الوالء �أ�صلها � ِ‬ ‫وفروعها قد �أورقت يف قلوب العا�شقني‪..‬‬ ‫أنت يا رائعة االيثار‪� ..‬ستبقى الدهور �شواهد‬ ‫� ِ‬ ‫عليك تروي �أ�سطورة جبل‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ترددها ترنيمة عطاء‪ ..‬عنوانها‪� ..‬أم البنني‪..‬‬

‫�سواتر العلم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫مازن عدنان اخلفاجي‬

‫يف خ�ضم املعارك املحتدمة‪ ،‬ويف‬ ‫غمرة فرحة االنت�صارات و�شعورنا‬ ‫بالزهو والفخر ب�شجاعة الأبطال‪،‬‬ ‫و�إباء ال�شجعان‪ ،‬ونخوة الن�شامى‪،‬‬ ‫ونحن ممتلئون عزة وحما�سة‬ ‫و�شموخ ًا بف�ضل ا�سود اجلبهات‬ ‫وت�ضحياتهم‪ ،‬وكلنا يتمنى لو انه‬ ‫معهم‪� ،‬أو ممن ركب يف ركابهم من‬ ‫الداعمني لهم‪.‬‬

‫وحني ن�ستقبل احلياة‪ ،‬ومن�ضي‬ ‫يف عام درا�سي ما كان لي�ستمر‬ ‫لوال ب�سالة احل�شد وقواتنا االمنية‬ ‫وبطوالتهم وت�ضحياتهم التي عندما‬ ‫ن�سردها تطاول اعناقنا عنان‬ ‫ال�سماء‪ ،‬ونحن ناقلون لها‪ ,‬كيف‬ ‫بهم وهم ابطالها‪!..‬‬ ‫ندائي لطلبتنا االعزاء‪ ..‬ان للعلم‬ ‫�ساحة للنزال وللقراع �ضد اجلهل‬

‫والظلمة وحتجر القلوب وق�ساوتها‬ ‫ب�إ�صرارنا على الدرا�سة واملثابرة‪،‬‬ ‫ك�أمنا ت�ستعد للمواجهة لنتخذ من‬ ‫مقاعدنا الدرا�سية �سواتر‪ ،‬ومن‬ ‫كتبنا �أ�سلحة‪ ،‬جاعلني من كلماتها‬ ‫وم�سائلها ر�صا�صات نطلقها نحو‬ ‫ج�سد اجلهل والتخلف واحلقد‬ ‫والف�ساد وغياب العقل‪.‬‬ ‫دعونا نت�أ�سى بالليوث البوا�سل‬

‫ب�أق�سى الظروف‪ ،‬وهم �صائمون ومل‬ ‫يتخذوا من الربد واحلر �أو �شظف‬ ‫العي�ش ذرائع لإ�ضعافهم وقلة‬ ‫اندفاعهم‪ ،‬لنجعل تفوقنا باقة من‬ ‫الورد‪ ،‬وجناحنا هدية نكلل بها تاج‬ ‫تعبهم‪ ،‬ونطبع قبلة على جباههم‬ ‫الطاهرة‪.‬‬


‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�شهيد و�شهادة‬ ‫علي ح�سني اخلفاجي‬ ‫الهارب من جحيم حلمي �إىل يقظة و�سعادة‪..‬‬ ‫�أنا‬ ‫ُ‬ ‫�أ�شيد �أبراجي من قطرات دمي‪..‬‬ ‫�أ�شي ُد ق�صوري التي حتادي ال�شم�س‪..‬‬ ‫بني �شهيد و�شهادة كالم وحروف تلتقي‪..‬‬ ‫تخ ّليت عن الأ�سماء كلها واحتفظت با�سمي حاملا‪..‬‬ ‫تخ ّليت عن كربيائي ونظرتي لنف�سي‪..‬‬ ‫وا�ستهديت ربي ب�شهادة يهديها �إيل‪..‬‬ ‫حتى �أطفئ ج�سدي بنهر �سعادتي‪..‬‬ ‫فكان يل ما كان‪..‬‬ ‫و�أنا �أغرق بدمي ن�سيت عاقبتي‪..‬‬ ‫�أحبو على ظهري و�أنظر �إىل القمر �ضاحكاً‪..‬‬ ‫�أ�شدُّ �أمري هلل و�أعاهده و�أقول‪:‬‬ ‫ها �أنا كما عاهدتني ربي‪..‬‬ ‫تنرث الطيور فوق ر�أ�سي ورداً �أبي�ض‪..‬‬ ‫وك�أن ال�سعادة تغمرين‪..‬‬ ‫ف�أختار ركوب وامتطاء �صهوة �شهادتي‪..‬‬ ‫كما عاهدين ربي‪..‬‬ ‫وما �سيكون يل �سيكون‪..‬‬ ‫�أ�سر واعتقال‪..‬‬ ‫اقتتال و�شهادة‪..‬‬ ‫يف قربي �إليك ال يهمني ما كان و�سيكون‪..‬‬ ‫فعلى العهد تكون ال�شهادة‪..‬‬ ‫وعلى العهد تعا ُد الأمانة‪..‬‬

‫بانوراما �أدبية‬

‫‪53‬‬


‫‪54‬‬

‫�أوراق تربوية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫جمموعة العميد التعليمية‬

‫توا�صل تطبيق برامج التفكري االبداعي يف مدار�سها‬ ‫ك�شفت درا�سات عاملية �أ َّن عقل الطفل يتم ّيز باخليال الوا�سع‪،‬‬ ‫و�إمكانية خزن املعلومات بطريقة ذكية جداً‪� ،‬إذ ميكنه �أن‬ ‫ي�سرتجع املعلومات التي قام بخزنها يف عقله عند حاجته لها‪..‬‬ ‫لكنّ عقل الطفل يحتاج �إىل تدريب م�ستمر بطريقة علمية‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‪ ،‬جتعله قادراً على ا�ستقبال الكثري من املعلومات‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬مهند �ستار الفتالوي ‪ -‬االعالم الرتبوي‬ ‫وتعتمد املدار�س العاملية على‬ ‫مناهج وطرائق تدري�س حديثة‬ ‫تزيد من ذكاء املتعلمني‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫خا�صة يف تلك‬ ‫عن �إدخال برامج ّ‬ ‫املدار�س لزيادة العبقرية وتو�سعة‬ ‫الإدراك لديهم بطريقة متم ّيزة‬ ‫للو�صول بهم �إىل �أعلى درجات‬ ‫الرتكيز واالنتباه‪.‬‬ ‫ومدار�س جمموعة العميد‬ ‫التعليمية التابعة لق�سم الرتبية‬ ‫والتعليم العايل‪ /‬العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة مل تكن بعيدة عن تطبيق‬

‫مثل هذه الربامج‪ ،‬بل ُت َعد برامج‬ ‫التفكري الإبداعي (‪ Ucmas‬و‬ ‫(‪ G.G.math‬من الربامج‬ ‫الأ�سا�سية املطبقة يف مدار�سها‪.‬‬ ‫املفهوم العاملي لنظام احل�ساب‬ ‫الذهني‬ ‫و ُيعد برنامج اليو�سي ما�س‬ ‫(‪ )Ucmas‬من �أهم هذ الربامج‬ ‫الذي يق�صد به املفهوم العاملي‬ ‫لنظام احل�ساب الذهني‪ ،‬وهو‬ ‫ُم�ص ّمم خ�صي�ص ًا لتنمية مهارات‬ ‫العقل للأطفال ما بني �سن الرابعة‬

‫�إىل �سن الثانية ع�شرة‪ ..‬ويعتمد هذا‬ ‫الربنامج على اجلمع بني املفاهيم‬ ‫ال�صينية القدمية والأبحاث العلمية‬ ‫احلديثة التي ت�ساعد على �إجراء‬ ‫العمليات احل�سابية ب�سرعة كبرية‪.‬‬ ‫�أما برنامج اجلي جي ماث‬ ‫(‪ )G.G.math‬الدليل العبقري‬ ‫�إىل الريا�ضيات‪ ،‬فهو برنامج‬ ‫معريف �إثرائي ترفيهي يت�ضمن‬ ‫خربات تت�سم بالتنوع والعمق‬ ‫العلمي والفكري‪ ،‬وغالب ًا ال تتوفر‬ ‫هذه اخلربات يف املنهج الدرا�سي‬

‫املقرر‪.‬‬ ‫االحرتاف واخلربة يف تطبيق‬ ‫هذه الربامج‬ ‫ولكي نتعرف �أكرث على هذه‬ ‫الربامج‪ ،‬جتولنا يف مدار�س‬ ‫جمموعة العميد التعليمية والتي‬ ‫حتت�ضن جمموعة من املدربني‬ ‫املتخ�ص�صني بتدريب‬ ‫واملدربات‬ ‫ّ‬ ‫املتع ّلمني على هذه الربامج‪ ،‬وذلك‬ ‫خا�صة‬ ‫بعد دخولهم يف دورات تقوية ّ‬ ‫من قبل �شركات �أجنبية تقوم‬ ‫بتعليم تلك الربامج ب�شكل حمرتف‬


‫�أوراق تربوية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫وعبقري‪ .‬كانت نتيجته تخرج‬ ‫عال جد ًا من‬ ‫مدربني على م�ستوى ٍ‬ ‫الكفاءة العلمية واخلربة يف تطبيق‬ ‫برامج احل�ساب الذهني يف مدار�س‬ ‫املجموعة ب�شكل �أ�سا�سي عرب و�ضع‬ ‫خا�صة على �شكل ح�ص�ص‬ ‫درو�س ّ‬ ‫يتم تطبيقها خالل �أيام الأ�سبوع‪.‬‬ ‫اليو�سي ما�س (‪ُ )Ucmas‬يزيد‬ ‫ن�سبة الرتكيز واالنتباه لدى‬ ‫الأطفال‬ ‫وعن مدى فاعلية هذا الربنامج‬ ‫و�إيجابيته للمتع ّلمني يف رفع م�ستوى‬ ‫ذكائهم ب�شكل كبري جد ًا تقول‬ ‫�إحدى مدربات برنامج اليو�سي‬ ‫ما�س (‪ )Ucmas‬الأ�ستاذة زمن‬ ‫كاظم يف مدر�سة العميد للبنات‪:‬‬ ‫�إن برنامج اليو�سي ما�س ي�ساعد‬ ‫على زيادة الرتكيز واالنتباه لدى‬ ‫الأطفال‪ ،‬ف�ض ًال عن زيادة �سرعة‬ ‫البديهية وتقوية الذاكرة لديهم‪،‬‬ ‫يح�سن من م�ستويات‬ ‫كما �أنه‬ ‫ّ‬ ‫الدرا�سة للأطفال يف مادة‬ ‫الريا�ضيات وباقي املواد‪.‬‬ ‫م�ضيفة‪� :‬إنَّ �أهم ما مي ّيز هذا‬

‫الربنامج �أنه ال ير ّكز مطلق ًا على‬ ‫احلفظ دون الفهم‪ ،‬بل �أن التمرين‬ ‫على �أداة العداد امل�ستخدمة يف‬ ‫برنامج اليو�سي ما�س ي�ساعد على‬ ‫زيادة �سرعة منو العقل ب�أكمله‪.‬‬ ‫وت�شاطرها الر�أي الأ�ستاذة‬ ‫�سليل ريا�ض من مدر�سة ال�ساقي‬ ‫االبتدائية للبنني‪� ،‬إذ تقول‪� :‬إنّ‬ ‫برنامج اليو�سي ما�س يزيد من قدرة‬ ‫املتعلمني على التخ ّيل‪ ،‬ويك�سبهم‬ ‫الثقة بالنف�س‪ ،‬وي�ساعدهم يف‬ ‫االعتماد على �أنف�سهم �أثناء‬ ‫املذاكرة‪ ،‬بد ًال من ا�ستخدام �آلة‬ ‫احلا�سبة �أو الكمبيوتر‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪ :‬كما �أنّ هذا الربنامج‬ ‫ي�شكل متعة وفائدة للمتع ّلم يف الوقت‬ ‫نف�سه‪ ،‬وي�ساعده على ا�ستخدام‬ ‫الن�صف الأمين من الدماغ‪ ،‬الذي‬ ‫ُيعد قليل اال�ستخدام مقارنة مع‬ ‫الن�صف الأي�سر‪ ،‬فهو يهتم بالإبداع‬ ‫والتخ ُّيل والت� ّصور‪.‬‬ ‫اجلي جي ماث (‪)G.G.math‬‬ ‫لنم ّو وتطوير مهارات املتع ّلمني‪:‬‬ ‫وعن �أهمية برنامج اجلي جي‬

‫ماث (‪ )G.G.math‬و�أهدافه‬ ‫يف تنمية املهارات الذهنية لدى‬ ‫الأطفال‪� ،‬أو�ضحت املدربة يف‬ ‫مدر�سة ال�ساقي الإبتدائية للبنني‬ ‫الأ�ستاذة فرح عزيز قائلة‪:‬‬ ‫�إنّ برنامج اجلي جي ماث‬ ‫(‪ )G.G.math‬يط ّور قدرات‬ ‫املتع ّلمني يف التفكري �شيئ ًا ف�شيئ ًا‪،‬‬ ‫ليتحولوا من م�ستهلكني للمعرفة‬ ‫�إىل منتجني لها‪.‬‬ ‫م�شرية �إىل‪� :‬أ ّنه من النتائج‬ ‫املهمة لهذا الربنامج هو من ّو‬ ‫وتطور مهارات املتع ّلمني وزيادة‬ ‫قوة املالحظة لديهم‪ ..‬وم�ؤكدة‪:‬‬ ‫�أنَّ الربنامج يط ّور �أي�ضا الذكاء‬ ‫املنطقي (الريا�ضي) والذكاء‬ ‫املكاين (الب�صري)‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫تطوير الذكاء اللغوي واحلركي‬ ‫�أي�ض ًا‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪ :‬كما �أ َّنه يف هذا‬ ‫الربنامج ي�ستنتج املتع ّلمون املبادئ‬ ‫الأ�سا�سية للريا�ضيات من خالل‬ ‫لعبة يقوم بو�ضعها املدرب املخت�ص‬ ‫يف هذا املجال‪� ،‬إذ ُيحاكي م�ضمون‬

‫‪55‬‬

‫اللعبة املادة العلمية؛ لأنَّ اللعب‬ ‫ُي َعد و�سط ًا تربوي ًا يعمل بدرجة‬ ‫كبرية على ت�شكيل �شخ�صية الطفل‬ ‫ب�أبعادها املختلفة‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت املدربة‪� :‬إنّ العامل‬ ‫الرئي�س الذي يزيد من ُحب‬ ‫املتع ّلمني لهذا الربنامج هو عدم‬ ‫وجود الواجبات املنزلية‪� ،‬إذ �إ َّنهم‬ ‫يقومون بح ّل املادة العلمية داخل‬ ‫ال�صف املدر�سي بج ّو ي�سوده املرح‬ ‫واللعب‪ ،‬وبالتايل �إي�صال املادة‬ ‫العلمية لهم ب�سال�سة من دون توتر‬ ‫�أو �ضغط �أو خوف‪.‬‬ ‫ويبقى تطبيق هذه الربامج يف‬ ‫مدار�س جمموعة العميد التعليمية‬ ‫من �ضمن �أهداف حمددة قام‬ ‫متخ�ص ُ�صون يف ق�سم‬ ‫بو�ضعها‬ ‫ّ‬ ‫الرتبية والتعليم العايل يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة للو�صول‬ ‫باملتعلمني �إىل �أعلى درجات العلم‬ ‫واملعرفة‪ ،‬واالبتعاد عن الأ�سلوب‬ ‫التقليدي يف تدري�س املناهج الذي‬ ‫تتبعه كثري من املدار�س‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫�أوراق تربوية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫مو�ضوع التعبري‬ ‫(الإن�شاء)‬ ‫يف املدر�سة الإبتدائية‬ ‫ال�سيد عبد امللك كمال الدين‬ ‫من املهم جد ًا للإن�سان يف �أي‬ ‫مرحلة عمرية �أن يهتم بالتعبري‬ ‫عن ادراكه مبعرفة مو�ضوع معني؛‬ ‫كونه الو�سيلة احليوية لالت�صال‬ ‫بالآخرين؛ لتقوية الروابط الفكرية‬ ‫والثقافية واالجتماعية‪ ،‬وهو‬ ‫بال�شك يكون مقيا�س ًا يف حتديد‬ ‫�شخ�صية الفرد‪ ،‬فهو املعيار الذي‬ ‫يوزن به االن�سان‪.‬‬ ‫والتعبري نوعان‪ :‬تعبري �شفوي‪،‬‬ ‫وتعبري حتريري‪ ،‬والتعبري ال�شفوي‬ ‫هو الت�صرف والكالم ال�سائد يف‬ ‫تو�ضيح فكرة �آنية ب�صياغة لفظية‬ ‫م�ؤثرة‪ ،‬حت�صل على اعجاب و�إطراء‬ ‫ال�سامع‪ ،‬وا�ست�شهد بـ(املهوال)‬ ‫�شاعر الع�شرية يف املنا�سبات العامة‬ ‫واخلا�صة‪ ،‬وهذا ال�شاعر هو تربية‬

‫ديوان الع�شرية‪ ،‬وله متكن خطابي‬ ‫قد ال يجاريه �صاحب �شهادة عالية‪.‬‬ ‫والرتبوي الناجح هو من‬ ‫يتمكن من حتقيق �أهدافه من‬ ‫متكني تالمذته من االف�صاح عن‬ ‫�أحا�سي�سهم بجر�أة وقوة منطق عن‬ ‫طريق تعبريهم عن م�شاهد معينة‪،‬‬ ‫وحبذا تنمية ثروتهم اللغوية العامة‬ ‫يف ا�ستعمال الألفاظ و�صياغة‬ ‫التعابري بطالقة‪.‬‬ ‫وميكن للمعلم ت�شجيع قابلية‬ ‫تالمذته لالرجتال اللفظي يف‬ ‫املنا�سبات املدر�سية‪ ،‬وباختيار‬ ‫موا�ضع اجتماعية عامة‪ ،‬وخا�صة‬ ‫يف اال�صطفاف ال�صباحي‪ ،‬وحبذا‬ ‫دخول عامل املناف�سة املكاف�أة‬ ‫لتحفيزهم والإ�شادة بهم‪.‬‬

‫وكما �أن هناك جوانب كثرية يف‬ ‫هذا املجال منها‪ :‬حديث الطالب‬ ‫عن حياتهم و�أعمالهم يف املدر�سة‪،‬‬ ‫ويف ال�سفرات واملهرجانات‬ ‫الريا�ضية والأدبية والثقافية عامة‪.‬‬ ‫كما يحبذ تنمية قابلية اخليال‬ ‫لديهم يف �سرد ق�ص�ص وم�شاهد‬ ‫وحوادث عامة وطنية �أو منا�سباتية‬ ‫يومية‪ .‬وكما �أرى ‪-‬وح�سب جتربتي‬ ‫كرتبوي‪� -‬أن تدريب الطالب‬ ‫على القاء الكلمات يف املنا�سبات‬ ‫املدر�سية‪ ،‬وتعويدهم على‬ ‫املناق�شة واملناظرة وعلى ب�ساطتها‬ ‫و�شفافيتها لها �أثر بالغ جد ًا يف‬ ‫�صياغة وخلق طالب �شجاع ج�سور‬ ‫جريء‪.‬‬ ‫ومن جتاربي يف در�س اللغة‬

‫العربية لل�صف الرابع قيا�س ًا‪..‬‬ ‫اعطا�ؤهم خم�س دقائق يف �أثناء‬ ‫الدر�س بعنوان تعبري عن �أحالمك‪،‬‬ ‫يخلد فيها الطالب لل�صمت‬ ‫واخليال‪ ..‬بعدئذ اختيار بع�ضهم‬ ‫للتعبري عن اح�سا�سه و�صياغة‬ ‫مداركه للحديث ب�أ�سلوب جهوري‪،‬‬ ‫وهو يحدث �أقرانه عن فكرة معينة‪،‬‬ ‫فكر بها �أثناء ح�صر خميلته‪ ،‬وهو‬ ‫يبادر كاخلطيب امل�ؤثر م�ستعم ًال‬ ‫يديه بالإ�شارة عن حياة جندي‬ ‫مقاتل‪� ،‬أو معلق ريا�ضي‪� ،‬أو معلم يف‬ ‫�صف‪ ..‬حقيقة جملة هذه الن�صائح‬ ‫والأفكار الرتبوية هي عوامل جناح‬ ‫الرتبوي املبدع‪.‬‬


‫�أوراق تربوية‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪57‬‬

‫هموم تربوية‪..‬‬

‫‪2‬‬

‫�شيماء �سامي‬

‫من الن�صائح الرتبوية التي‬ ‫يجب �أخذها بنظر االعتبار‪ ،‬هي‬ ‫عدم �إ�صدار قرارات يف نهاية‬ ‫العام الدرا�سي ت�سهم يف (�إجناح)‬ ‫الطلبة ولي�س جناحهم‪ ،‬فبذلك‬ ‫يعتمد الطالب على هذه القرارات‪،‬‬ ‫ويتهاون يف حتقيق املعدالت‬ ‫العالية؛ لعلمه �أن الوزارة �ست�صدر‬ ‫قرار ًا ي�سهم يف زيادة درجته‪!..‬‬ ‫مع الت�أكيد على عدم تغيري املنهج‬ ‫الدرا�سي لكل عام‪ ،‬وبذلك لن‬ ‫ي�ستفيد الطالب مما در�سه يف‬ ‫املرحلة ال�سابقة؛ لعدم تعلق املنهج‬ ‫املا�ضي مبنهج املرحلة اجلديدة‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل �أن تغيري املناهج‬ ‫ي�ؤخر العملية التعليمية حيث يبقى‬ ‫التالميذ �أو الطلبة بدون درا�سة‬ ‫لفرتة طويلة؛ لعدم توفر الكتب من‬ ‫قبل الوزارة وهذه م�شكلة �أخرى‪!..‬‬ ‫كما ينبغي عدم �إلغاء الإعفاء‬ ‫الذي يزيد من اندفاع الطالب لبذل‬ ‫كل جهده لزيادة درجاته اىل م�ستوى‬ ‫الإعفاء‪ ،‬ومما يجب التطرق له هو‬ ‫املعلم املبدع الذي ميكن �أن يعو�ض‬ ‫�أي نق�ص �أو تق�صري محُ تمل يف‬ ‫الن�شاطات التدري�سية والإمكانات‬

‫املادية الأخرى‪.‬‬ ‫وال�سلوك التدري�سي ال�صفي‬ ‫للمعلم يتطلب �إبداع ًا يف �إدارة‬ ‫ال�صف من جهة‪ ،‬ومرونة وح�سا�سية‬ ‫للأمناط التعليمية للطالب فرادى‬ ‫وجماعات‪ ..‬واملرونة تعني انتقال‬ ‫املعلم من دور امللقن للمعلومات‬ ‫�إىل دور امل�ستمع املناق�ش املوجه‬ ‫للن�شاطات املي�سر للتعلم املرافق‬ ‫امل�شجع‬ ‫يف البحث واال�ستق�صاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لأ�سئلة ون�شاطات و�إجابات طالبه‬ ‫على تنوعها وجدتها‪.‬‬ ‫وعلى ذكر املناهج التي تدر�س‬ ‫اليوم يف املدار�س واجلامعات‪،‬‬ ‫نالحظ �أنها ال متت ب�صلة ملا‬ ‫تركه لنا ت�أريخنا وفق روايات �أهل‬ ‫البيت‪ ،D‬بل هي بعيدة كل البعد‬ ‫عنها بال�شكل الذي يطغى فيها‬ ‫الفكر العلماين على ح�ساب الفكر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬فاملنهج الذي ال ميتلك‬ ‫من ال�سعة يف الأهداف والد ّقة يف‬ ‫الت�شخي�ص‪ ،‬والو�ضوح يف الر�ؤية‬ ‫حلياة الفرد واملجتمع‪ ،،‬فكيف ينفذ‬ ‫�إىل �أعماق النف�س الب�شرية وير�سخ‬ ‫يف فكر الطالب؟‬ ‫فهو مل يرتكز على �أ�س�س ثابتة‬

‫ودعائم قوية‪ ،‬لذا غلب عليه طابع‬ ‫ال�سطحية‪ ،‬وعدم التجذر يف عروق‬ ‫الت�أريخ‪ ...‬وحقيقة كون الإ�سالم‬ ‫�صاحل ًا لكل ع�صر وجيل هي التي‬ ‫تربر لنا الت�أكيد على منهج �أهل‬ ‫البيت‪ D‬يف الرتبية؛ لأن ما تعنيه‬ ‫تلك احلقيقة يف قيمومة الإ�سالم‬ ‫ودميومته‪ ،‬هو ا�ستنطاق القر�آن‬ ‫الكرمي وحتكيمه يف مناحي احلياة‪،‬‬ ‫وااللتزام به واجب لك ّل م�سلم‪.‬‬ ‫و�إن كانت مناهجنا قا�صرة عن‬ ‫الو�صول لهذا امل�ستوى‪ ،‬فعلى �أولياء‬ ‫الأمور تر�سيخ حب �أهل البيت‪D‬‬ ‫يف قلوب �أبنائهم‪ ،‬وحر�صهم على‬ ‫البحث عما تركوه لنا من علوم‬ ‫و�آداب‪ ..‬نحن بحاجة لإعادة النظر‬ ‫بطبيعة املناهج التعليمية وحتديثها‬ ‫وتنقيتها وفق موروثنا الإ�سالمي‬ ‫امل�ستمد من �شريعة �أهل البيت‬ ‫‪ ،D‬تلك ال�شريعة التي �أ�شادت‬ ‫بها الأمم املتحدة يف �سن قوانينها‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬حينما اعتمدت من كلمة‬ ‫�أمري امل�ؤمنني ‪" :A‬النا�س �صنفان‬ ‫�إ ّما �أخ لك يف الدين �أو نظري لك‬ ‫يف اخللق)‪� ،‬أ�سا�س ًا يف احلكم‬ ‫على طبيعة كونية �صارت فيما بعد‬

‫م�صدر ًا مهم ًا من م�صادر الت�شريع‬ ‫يف القانون الو�ضعي‪.‬‬ ‫نحن بحاجة �إىل �أن ننظر‬ ‫للمجتمع نظرة تبد�أ بالطفل �أ�سا�س ًا‬ ‫يف بناء متما�سك يعتمد مواكبة‬ ‫التطور احلا�صل بكل جمال من‬ ‫جماالت احلياة‪ ،‬يتفاعل وي�شارك‬ ‫التطور الذي بلغه العامل من خالل‬ ‫اقتنا�ص النماذج امل�شعة واحلية‬ ‫وامل�شاركة يف ح�ضورها الإن�ساين‬ ‫اخلالق‪ ،‬وي�سهم �إىل حد بعيد‬ ‫يف ت�صدير امل�ضامني الإن�سانية‬ ‫(م�ضامني منهج �أهل البيت عليهم‬ ‫ال�سالم يف احلياة)‪ ،‬يف حماولة‬ ‫لعدم الوقوف مكتويف الأيدي �أمام‬ ‫التيارات اجلاحمة التي بد�أت‬ ‫تهدد املنظومة القيمية للمجتمع‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وهذه الدعوة ال تقوم �إال �إذا انربى‬ ‫لها �أ�صحاب اخلربة واالخت�صا�ص‬ ‫يف املجال الرتبوي والنف�سي‪،‬‬ ‫م�ستثمرين جل الطاقات واخلربات‬ ‫واع قادر‬ ‫املتاحة من �أجل خلق جيل ٍ‬ ‫على ا�ستلهام م�س�ؤوليته م�ستقب ًال‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫�إ�ضاءات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫الر�سول الأكرم ‪J‬‬

‫قائدنا ملحاربة الإحلاد‬ ‫ ‬ ‫الق�سم الأول‬ ‫يف و�سط جمتمع يغط بالكفر‪ ،‬قد‬ ‫اغت�صبت كل �إ�شكال احلقوق فيه‪،‬‬ ‫ليعي�ش النا�س بني كبت احلرمان‬ ‫و�ضياع هويتهم الإن�سانية‪ ،‬ويف‬ ‫ظل االفتقار ل�سمات ال�سماحة‪،‬‬ ‫ُملئت حياتهم اخل�شونة‪ ،‬يف ذلك‬ ‫الوقت انفجرت �أروع معاجز اهلل‬ ‫تعاىل‪ ،‬معجزة على �شكل �إن�سان‬ ‫حاز �أعظم �آيات الإن�سانية ال�شكل‬ ‫الكامل للكمال على كل م�ستويات‬ ‫املوجودات‪ ،‬مر�آة جمال الباري‬ ‫ب�أح�سن �صور اجلمال‪ ،‬ذلك اجلمال‬ ‫الذي غطته حدود ب�شرية حتى ال‬ ‫يعجز اخللق على ت�أمله‪" ،‬اللهم‬ ‫�إين �أ�سالك من جمالك ب�أجمله وكل‬ ‫جمالك جميل"(‪.)1‬‬ ‫ر�سول اهلل‪ J‬م�شعل الرحمة هو‬

‫من �أحيا ج�سد الأمة املتف�سخ وامليت‪،‬‬ ‫لي�صلح املجتمع ب�شكل تدريجي‪،‬‬ ‫املجتمع مل ي�ؤمن بدعوة الر�سول‬ ‫حممد ‪ J‬لل�صالة والطواف حول‬ ‫البيت احلرام وغريه‪ ،‬املجتمع‬ ‫�آمن بالإ�سالم كنظام ي�ساوي‬ ‫بينهم حتت ظله لي�شبعوا لأول‬ ‫كحام لهم من جور‬ ‫مرة‪� ،‬آمنوا به ٍ‬ ‫الفا�سدين‪ ،‬النا�س قارنوا بني اهلل‬ ‫تبارك وتعاىل و�آلهتهم‪ ،‬فوجدوا‬ ‫�آلهتهم ال تغني من جوع وال تدفع‬ ‫عنهم �ضيم معتد‪ ،‬لذلك ك�سروا‬ ‫كل مواريث الآباء ليعبدوا ربا مل‬ ‫يعهدوه �سابقا‪ ،‬والقر�آن �أ�شار �إىل‬ ‫حالة تقليد الأعمى للآباء كظاهرة‬ ‫ت�سلب ح�صة العقل يف �إر�شاد‬ ‫االن�سان للطريق ال�صحيح‪ ،‬وت�سكت‬

‫نرج�س ها�شم الرميثي‬ ‫فم املنطق من البوح باحلق‪ ،‬ولكن‬ ‫الكثري من النا�س يف ذلك الزمن‬ ‫تقبلت الإ�سالم واعتنقته ورمت‬ ‫مواريث الآباء جانبا‪.‬‬ ‫الإمام علي ‪ A‬يبوح لنا بحكمة‬ ‫عظيمة حيث يقول‪" :‬لوال اخلبز‬ ‫ملا ُعبد اهلل"‪ ،‬فالإمام بينّ َ ب�أن‬ ‫النا�س يروا اهلل رازقهم وحاميهم‬ ‫وراعيهم ومربيهم احلقيقي‪ ،‬فهو‬ ‫ربهم العظيم‪ .‬بالأ�صل الرب هو‬ ‫املربي الذي �أن�ش�أ ال�شيء �شيئا‬ ‫ف�شيئا حتى يكتمل(‪.)2‬‬ ‫فالإ�سالم قدم نظام ًا حرك‬ ‫ر�ؤو�س الأموال بني النا�س‪ ،‬ومل‬ ‫يجعلها حكرا على جمموعة معينة‪،‬‬ ‫و�أن�صف الفالحني‪ ،‬و�ضخ ال�شباب‬ ‫بكل �ساحات العمل املختلفة‪،‬‬

‫كراع‬ ‫مما جعل النا�س ت�ؤمن به ٍ‬ ‫لكراماتهم‪ ،‬وم�سا ٍو بينهم‪ ،‬لذلك‬ ‫حاربوا ب�صفه وماتوا يف �سبيله‪ ،‬هذا‬ ‫كان من اهم الأ�سباب التي �ساعدت‬ ‫بن�شر الإ�سالم لت�أتي بعدها الدالئل‬ ‫التي جلمت كل ال�شكوك‪.‬‬ ‫وبنى النبي‪ J‬عقيدة الإ�سالم‬ ‫حجر ًا على حجر ليكمل امل�سري �آل‬ ‫حممد‪ D‬وبعدهم العلماء‪ ،‬فتتالت‬ ‫�أجيال بعد �أجيال‪ ،‬ترى الإ�سالم‬ ‫نظام ًا �أف�سح لنفو�سهم‪ ،‬لرتتقي من‬ ‫حظرية الوهم �إىل �سماء العلم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬دعاء البهاء – مفاتيح‬ ‫اجلنان لل�شيخ القمي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬املفردات لل�شيخ الأ�صفهاين‪:‬‬ ‫�ص‪.248‬‬


‫�إ�ضاءات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ما البديل‪..‬؟‬ ‫ما البديل عن وجه اجلليل؟ ت�ساءلوا‬ ‫من هو الذي ي�شفي العليل‪ ،‬ومن هو‬ ‫الذي يرزق القليل والكثري‪ ،‬ومن هو الذي‬ ‫ينزل التنزيل‪ ،‬ومن هو الذي يحمي من‬ ‫الع�صف والرعد والتهويل؟ هل يكون‬ ‫البديل النف�س احليوانية �أم الذات‬ ‫ال�شهوانية؟ هناك الكثري من الت�سا�ؤالت‬ ‫والأطروحات حول �أفكار الذين ي�شككون‬ ‫بالوجود الإلهي‪ ،‬ويطرحون البديل من‬ ‫خالل عقولهم ال�ضعيفة‪ ،‬والعاجزة عن‬ ‫�إدراك وقدرة الذي رفع ال�سماء‪ ،‬وب�سط‬ ‫الأر�ض‪ ،‬ون�صب اجلبال‪.‬‬ ‫ف�أقول لهم‪ :‬تعالوا لنتحاور ونناق�ش‬ ‫معكم �أفكاركم‪ ،‬و�إن كانت بائ�سة‬ ‫ونتيجتها وا�ضحة للعيان ب�أنها هزيلة‬ ‫الأدلة املنطقية والعقلية‪ ،‬فاعلموا �أنكم‬ ‫لن جتنوا �شيئ ًا من عنادكم وتفكريكم‬ ‫وغروركم ب�أنكم ل�ستم على طريق‬ ‫ال�صواب‪ ،‬ماذا تطرحون لنا‪ ،‬هل‬ ‫تطرحون لنا الطبيعة التي تكون يف �أي‬

‫منتظر ناجح عبد الكريطي‬ ‫حلظة فانية بقدرة قادر‪ ،‬وعاجزة عن‬ ‫املدافعة عن �أن�صارها �أو من ي�شجعونها‬ ‫�أو ي�شجعون �أتباعها‪ ،‬وهي يف الأ�صل غري‬ ‫قادرة‪ ،‬وال متلك �شيئ ًا خارق ًا لكي تدافع‬ ‫به عن �أ�صحابها‪!..‬‬ ‫�إذن‪� ،‬أثبتوا لنا كي نحاوركم �أو‬ ‫نناق�شكم وفق ما ي�أخذ به العقل الذي هو‬ ‫�سيد املوقف‪ ،‬فاعلموا �أن وجه اهلل �أكرب‪،‬‬ ‫وقدرته �أعظم �أن يناق�شها بنو الب�شر �أو‬ ‫غريهم‪ ،‬ولكن نحاول بالتي هي �أح�سن‪،‬‬ ‫فحني منتلك انفتاح ًا وا�سع الأفق‪ ،‬ونتقبل‬ ‫الآراء‪ ،‬ون�ستقبل النقد‪ ،‬ففي املناق�شة‬ ‫يجب �أن تعلموا �أن وجه اهلل تعاىل املراد‬ ‫به عندنا هو لي�س الذي عندكم من‬ ‫الوجود املادي من الأ�صنام والأوثان‪..‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫وجه اهلل هو بعبارة �أو�سع �أكرب من‬ ‫�أن يحده �شيء �أو ي�صفه و�صف وا�صف‪،‬‬ ‫فال ميكن للعقول يف كل �أرجاء املعمورة‬ ‫�أن يحاولوا ولو مناق�شة نعمة من النعم‬

‫االعجازية‪ ،‬وهو قادر على خلق �سماء ال‬ ‫يحدها حد‪ ،‬و�أر�ض ال ميدها مد‪ ..‬وجنوم‬ ‫ال يعدها عد‪ ..‬وهكذا‪..‬‬ ‫فربهنوا لنا وقائعكم لكي جنيز لكم‬ ‫�أفكاركم‪� ،‬أو اثبتوا لنا قدرتكم على �أن‬ ‫حتافظوا على حياتكم ليوم �أو �شهر �أو‬ ‫�سنة �أو حلظة‪ ..‬ف�س�أجيبكم �أنا ا�سمعوا‬ ‫اجلواب الآتي‪� :‬إنكم عاجزون عن ذلك‬ ‫او ا�شفوا لنا مري�ض ًا م�صاب ًا مبر�ض‬ ‫فقدان املناعة (الآيدز) �أو مر�ض خبيث‬ ‫(�سرطان) �أو ا�صنع �أ�صغر �أو �أب�سط‬ ‫خملوق وجده اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وطبعا هذا الي�سري‪ ،‬وهناك الكثري‬ ‫الكثري‪ ،‬وا�ضح �أمام امللأ‪ ،‬ون�صب‬ ‫�أعينهم‪ ،‬ويقر�أ على م�سامعهم ويعلمه‬ ‫تابعيهم‪� ..‬إنكم عاجزون وتريدون‬ ‫الت�سرت على خيبة �أملكم‪ ..‬ف�إنكم لن‬ ‫ت�ستطيعوا �صنع بعو�ضة �أو �إيذاءها‪ ..‬فال‬ ‫تقدرون على ذلك‪� ،‬إال ما كتبه اهلل تعاىل‬ ‫وله احلمد على كل �شيء‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫‪60‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ُ‬ ‫مركز الكفيل للطباعة الرقمية‏‬ ‫ُ‬ ‫يحدث خطوطه االنتاجية ويرفدها ب�أجهزة ومعدات طباعية متطورة‏‬ ‫تقرير‪ :‬م�صطفى مزهر‬ ‫قام مركز الكفيل للطباعة‬ ‫الرقم ّية و�صناعة الإعالن التابع‬ ‫لق�سم ال�ش�ؤون الفكرية‏والثقافية يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة بتحديث‬ ‫خطوطه االنتاجية مبكائن و�أجهزة‬ ‫حديثة‪ ،‬‏وي�أتي ذلك �ضمن خطته‬ ‫التطويرية الرامية اىل ادخال‬ ‫�أحدث ما تو�صل اليه العامل ‏مبجال‬ ‫الإعالم الرقمي من �أجهزة ومعدات‬ ‫طباعية تهدف اىل حتقيق التكامل‬ ‫‏ال�صناعي يف جمال الت�صميم‬ ‫والدعاية واحلمالت الإعالنية‬ ‫والعمل على مزج املهنة ‏بالإبداع‬ ‫والتكنلوجيا احلديثة‪ ،‬والذي من‬ ‫�ش�أنه رفع طاقته االنتاجية اىل‬ ‫حدها الأق�صى ‏وبلم�سات حداثوية‬ ‫بعيدة عن الطرق والآليات القدمية‬ ‫والكال�سيكية‪.‬‬ ‫م�س�ؤول مركز الكفيل للطباعة‬ ‫الرقم ّية و�صناعة الإعالن الأ�ستاذ‬ ‫حممد �آل تاجر بينَّ قائ ًال‪:‬‏‬ ‫‏ مو�ضوع الرقميات ومن‬ ‫�ضمنها االعالن الرقمي ي�شهد‬ ‫تطور ًا ب�صورة م�ستمرة ‏وقفزات‬ ‫مت�سارعة‪ ،‬ومن �أجل مواكبة هذا‬ ‫التطور‪ ،‬قمنا بتحديث خطوطنا‬ ‫االنتاجية ‏مبجموعة من الأجهزة‬ ‫واملعدات ذات خطوط انتاجية تلبي‬ ‫متطلبات العمل �سواء الذي‏حتتاجه‬

‫العتبة العبا�سية املقد�سة �أو القطاع‬ ‫اخلا�ص دون احلاجة اىل عملها او‬ ‫‏ا�ستريادها من خارج العراق‪ ،‬ومن‬ ‫هذه الأجهزة‪:‬‏‬ ‫�أو ًال‪ :‬ماكنة احلفر بالليزر‬ ‫(‏‪Laser Engraving‬‏) وهي‬ ‫ماكنة تدخل لأول مرة يف ‏العراق‪،‬‬ ‫وت�ستخدم للق�ص والقطع والنق�ش‬ ‫والزخرفة مبختلف القيا�سات‪،‬‬ ‫وتعمل على ‏كافة املعادن واللدائن‬ ‫التي تدخل يف �صناعة االعالن‬ ‫والهدايا والعالمات التجارية‏وبدقة‬ ‫عالية‪.‬‏‬ ‫ثاني ًا‪ :‬جمموعة مكائن ومعدات‬ ‫للحفر با�ستخدام تقنية الألياف‬ ‫ال�ضوئية (‏‪Optical ‎fiber‬‬ ‫‪technology‬‏) وهذه املجموعة‬ ‫متت �صناعتها بناء على طلب‬ ‫املركز وتت�ألف ‏من ثالث مكائن‬ ‫مرتبطة مع بع�ضها لتنتج ًّ‬ ‫خطا‬ ‫انتاج ًّيا متكام ًال‪ ،‬وتعترب من �أحدث‬ ‫‏املكائن امل�ستخدمة يف هذا املجال‪،‬‬ ‫وتعمل على توليد �ألياف �ضوئية‬ ‫وا�سعة‪ ،‬وتت�صف‏بال�سرعة االنتاجية‬ ‫العالية والدقة وتتعامل مع كافة‬ ‫املعادن وبقيا�سات تبد�أ من ‪2‬ملم‬ ‫‏و�صو ًال اىل القيا�سات الكبرية‪.‬‏‬ ‫ثالث ًا‪ :‬جهاز ل�صناعة بطاقات‬ ‫الدعوة ذات القيا�سات والأحجام‬ ‫والت�صاميم العاملية ‏املختلفة‪،‬‬

‫اال�ستاذ حممد �آل تاجر‬

‫والتي كانت ت�ستورد �سابقا من‬ ‫خارج العراق‪ ،‬ويعمل اجلهاز على‬ ‫كافة ‏اخلامات الورقية مع �إمكانية‬ ‫�صناعة اللوا�صق من خالله تقنية‬ ‫الهولوجرام‏‏(‏‪HOLOGRAM‬‏)‬ ‫�أو ما ت�سمى بتقنية الت�صوير‬ ‫التج�سيمي‪ ،‬وهي عبارة عن تقنية‬ ‫‏ت�صوير ُثالثية الأبعاد وهذه التقنية‬ ‫مل تكن موجودة �سابق ًا يف املطابع‬ ‫املحلية‪.‬‏‬ ‫رابع ًا‪ :‬ماكنة ت�صنيع الإعالنات‬ ‫ثالثية الأبعاد الرقمية‪ ،‬وهي �أي�ض ًا‬ ‫من املكائن احلديثة ‏واملتطورة‬ ‫تغني الزبون عن ا�ستخدام الطرق‬ ‫التقليدية والكال�سيكية يف �صناعة‬ ‫‏االعالن املتَّبعة حاليا‪ ،‬ومتتاز‬ ‫بالدقة وال�سرعة‪ ،‬وتتعامل هذه‬ ‫املاكنة مع �أغلب اللدائن ‏واملعادن‬ ‫ومن �ضمنها ال�ستلني�س ا�ستيل‪.‬‏‬ ‫خام�س ًا‪ :‬طابعة فلك�س (‏‪DJI‬‏)‬ ‫وهي طابعة حديثة انتجت �سنة‬ ‫‪ 2017‬لها القابلية على ‏انتاج اكرث‬ ‫من ‪ 150‬مرت ًا يف ال�ساعة ومتتاز‬ ‫طباعتها بالدقة العالية والو�ضوح‬ ‫وذات ‏ثباتية للون‪ ،‬وت�ستخدم‬

‫للإعالنات الداخلية واخلارجية‬ ‫وتتعامل مع اكرث من ‪ 25‬نوع ًا ‏من‬ ‫اخلامات الطباعية وت�ستخدم لـ‬ ‫(الإعالنات (الفلك�س) والبرن‬ ‫ولوا�صق الأر�ضيات ‏وورق اجلدران‬ ‫وخامات اجللد وال�ستائر) وغريها‪.‬‏‬ ‫واختتم حديثه قائ ًال‪ :‬جميع هذه‬ ‫الأجهزة واملعدات الطباعية هي‬ ‫جزء من خطتنا‏املتما�شية مع �سعينا‬ ‫للتطوير امل�ستمر‪ ،‬لتلبية رغبات‬ ‫عمالئنا الذين تتزايد �أعدادهم‬ ‫‏با�ستمرار‪ ،‬وذلك ب�إ�ضافة وحدات‬ ‫انتاجية جديدة واعتماد �أ�سلوب‬ ‫التطوير والتحديث ‏امل�ستمر وت�أمني‬ ‫املوارد املالية والب�شرية كافة‪.‬‏‬ ‫ويف ختام حديثه‪ ،‬بينّ الأ�ستاذ‬ ‫حممد �آل تاجر �أ ّنه ب�إمكان املركز‬ ‫�أن ي�س ّد احتياجات القطاع ‏العا ّم‬ ‫واخلا�ص من هذه النتاجات يف‬ ‫ّ‬ ‫حمافظة كربالء وخارجها‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل ‏مراجعة مق ّر املركز‬ ‫و�إدارته الت�سويق ّية الكائنة يف‬ ‫حي‬ ‫حمافظة كربالء املق ّد�سة‪ّ /‬‬ ‫‏احل�سني ‪ /A‬ال�شارع العام‪� ،‬أو‬ ‫االتّ�صال على �أحد الأرقام‪:‬‏‬ ‫‏(‪–)07602322220‬‬ ‫(‪–)07602324000‬‬ ‫(‪.)07702666550‬‏‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪61‬‬

‫الكوادر الهند�سية والفنية التابعة لق�سم امل�شاريع يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫ت�ضع اللم�سات النهائية مل�شروع جممع العفاف الن�سوي للت�سوق‬ ‫ُ‬ ‫بذل اجلهد من �أجل الك�سب احلالل �أحد العبادات التي يجازى عليها‬ ‫االن�سان‪،‬‏فاحلر�ص على تقدمي اخلدمة من خالل العمل وفق ال�ضوابط‬ ‫ال�شرعية كفيل بدميومة‏نعم اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ..‬وهذا ما �سعت الأمانة‬ ‫العامة للعتبة العبا�سية املقد�سة ‏بتبنيها م�شاريع كثرية تخدم املجتمع‪.‬‏‬ ‫متابعة‪� :‬أحمد �صالح‬ ‫‏ من جانب �آخر‪ ..‬احلر�ص على‬ ‫�أن ت�شمل م�شاريعها اخلدمية كافة‬ ‫فئات املجتمع ‏ب�صورة عامة‪ ،‬فقد‬ ‫�أجنزت م�شاريع كرث منها ما كان‬ ‫ديني ًا ثقافي ًا �أو ترفيهي ًا‪ ،‬و�آخر‬ ‫‏علمي ًا‪ ..‬ومل تقت�صر هذه امل�شاريع‬ ‫على فئة دون اخرى‪ ،‬بل �شملت كل‬ ‫ما يحتويه‏املجتمع من فئات عمرية؛‬

‫لتكون البداية من �شريحة الطفولة‬ ‫والنا�شئة‪ ،‬و�صو ًال ‏اىل فئة ال�شباب‬ ‫ومن كال اجلن�سني‪ ،‬بالإ�ضافة اىل‬ ‫�شريحة الكبار يف ال�سن‪،‬‏والعجزة‪.‬‏‬ ‫‏ فقد �أولت العتبة املقد�سة اهتمام ًا‬ ‫بالغ الأهمية ب�شريحة الن�ساء؛ كونها‬ ‫�شريحة‏مهمة يف املجتمع وعماده يف‬ ‫ن�ش�أة جيل ا�سالمي واع‪ ..‬ومن اجل‬

‫ان جتعل‏خ�صو�صية مميزة للمر�أة‪،‬‬ ‫فقد عملت االمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة على‏�إن�شاء جممع‬ ‫للت�سوق خا�ص بها ح�صري ًا؛ ذلك‬ ‫ملا �شهده هذا املجمع من جناح يف‬ ‫‏ا�ستقطاب خمتلف العوائل من داخل‬ ‫مدينة كربالء ومن خارجه‪ ،‬والذي‬ ‫مت ّيز ب�أن ‏كادره ن�سوي‪ ،‬واملتب�ضعني‬

‫منه فقط من هذه ال�شريحة‪.‬‏‬ ‫‏ لذلك عمدت االمانة العامة‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة اىل‬ ‫تو�سيعه لي�شمل اخلدمات ‏ال�سابقة‪،‬‬ ‫م�ضافة �إليها خدمات �أخريات‬ ‫غريها‪ ،‬ت�شمل الأجهزة الكهربائية‬ ‫‏وااللكرتونية‪ ،‬وكل ما ميكن ان‬ ‫حتتاجه العائلة‪.‬‏‬


‫‪62‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫وللوقوف على املراحل التي‬ ‫و�صل اليها اجناز هذا امل�شروع‪..‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني ‏كانت لها متابعة‬ ‫له‪ ،‬والتقت بالأ�ستاذ �ضياء جميد‬ ‫ال�صائغ رئي�س ق�سم امل�شاريع‬ ‫‏الهند�سية يف العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة ليبني قائ ًال‪:‬‏‬ ‫‏ اهتمت الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة مبختلف‬ ‫امل�شاريع منها اال�ستثمارية‏واالخرى‬ ‫اخلدمية‪ ،‬ف�ض ًال عن الأعمال‬ ‫الفكرية وغريها‪ ..‬فقد تخطت‬ ‫العتبة ‏املقد�سة مب�شاريعها ما‬ ‫يقارب الـ(‪ )%70‬او اكرث من ذلك؛‬ ‫لتكون يف خدمة ‏الزائرين الكرام‬ ‫�سواء داخل العتبة املقد�سة او‬ ‫خارجها‪ ،‬وكان من �ضمنها م�شروع‬ ‫‏جممع العفاف الن�سوي للت�سوق‪،‬‬ ‫وهو من امل�شاريع اخلدمية للمواطن‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫اال�ستاذ �ضياء جميد ال�صائغ‬

‫الكربالئي‏وباقي املحافظات ‏‪.‬‬ ‫مبين ًا‪ :‬ي�أتي ان�شاء جممع‬ ‫العفاف الت�سويقي الن�سوي بعد‬ ‫النجاح الذي �شهده هذا ‏املركز‪،‬‬ ‫فقد عملت االمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة على تو�سيعه‬ ‫وتطويره ‏لي�شمل اق�سام ًا �أخر زيادة‬ ‫على االق�سام املوجودة م�سبق ًا‪،‬‬ ‫حيث بلغت م�ساحة ‏امل�شروع الكلية‬ ‫(‪2644‬م‪ )2‬مكون ًا من اربعة‬ ‫طوابق بارتفاع اجمايل (‪25,8‬م)‬ ‫‏فقد با�شرت الكوادر الهند�سية‬ ‫ب�أعمال �إن�شاء امل�شروع والذي هو‬ ‫عبارة عن هيكل ‏حديدي (‏‪steel‬‬

‫‪structure‬‏) للبناية واي�ضا‬ ‫يحتوي على م�صاعد كهربائية‬ ‫وعددها ‏اربعة‪ ،‬اثنان منها ت�شمل‬ ‫اجلانب اخلدمي واملتبقيان‬ ‫لال�ستخدام العام‪.‬‏‬ ‫‏ �إ�ضافة اىل ذلك‪ ،‬فقد مت و�ضع‬ ‫�سلم كهربائي متطور با�ستخدام‬ ‫تقنيات الكرتونية ‏حديثة ومتطورة‬ ‫�ضمن هذا امل�شروع‪ ،‬وا�ستخدمت‬ ‫يف امل�شروع مواد خا�ضعة اىل‏عملية‬ ‫الدرا�سة‪ ،‬والتي �سبقت ان�شاء هذا‬ ‫املجمع‪ ،‬حيث اعطت نتائج مب�ستوى‬ ‫عال ‏جد ًا‪ ،‬فقد مت ا�ستخدام مواد‬ ‫ذات موا�صفات جيدة ومن �شركات‬ ‫ر�صينة متتلك ‏�شهادات معتمدة‬ ‫عاملية يف جمال ان�شاء وجتهيز‬ ‫مثل هذه امل�شاريع‪ ،‬فمث ًال مت‏جتهيز‬ ‫الكونكريت امل�ستخدم يف عملية‬ ‫ت�شييد البناية‪ ،‬مت ا�ستريادها من‬

‫دولة تركيا‪ ،‬‏ومت اخ�ضاع املواد‬ ‫الداخلة يف العمل اىل الفحو�صات‬ ‫املختربية الالزمة للت�أكد من‬ ‫‏جودتها وموا�صفاتها‪� ،‬أما احلديد‬ ‫املجهز للم�شروع اي�ضا مت ا�سترياده‬ ‫من منا�شئ‏عاملية‪.‬‏‬ ‫وا�ضاف ال�صائغ قائ ًال‪ :‬يف ما‬ ‫يتعلق مبواد البناء امل�ستخدمة يف‬ ‫عملية االنهاءات ‏فق�سم منها يتم‬ ‫ا�سترياده من تركيا منها مادة‬ ‫اجل�ص والبورك‪� ،‬أما الق�سم االخر‬ ‫من‏املواد الداخلة يف العمل واملتمثلة‬ ‫باال�سمنت والرمل وكذلك اجللمود‬ ‫وال�سبي�س ‏فهي من منا�شئ حملية؛‬ ‫باعتبار ان هذه املواد متوفرة‬ ‫يف العراق ومبوا�صفات ‏وجودة‬ ‫عاليتني‪ ،‬فال يتم ا�ستريادها‪.‬‏‬ ‫‏ كما ا�شتمل امل�شروع على جمموعة‬ ‫من املنظومات امللحقة بالبناية منها‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫منظومة‏االنارة املركزية‪ ،‬ومنظومة‬ ‫كامريات مراقبة رقمية متطورة‪،‬‬ ‫و�أخرى خا�صة ‏بالإنذار املبكر‬ ‫واحلريق‪ ،‬زيادة على ذلك فقد مت‬ ‫احتواء املجمع على اماكن ‏خا�صة‬ ‫لل�صالة وغرفة خا�صة ب�إدارة‬ ‫املجمع‪ ،‬وي�شمل �أي�ض ًا غرف ًا ملبيت‬ ‫عمال ‏املجمع‪ ،‬كما مت تخ�صي�ص‬ ‫اماكن النتظار الرجال حتتوي على‬ ‫�أ�سواق ومطاعم ‏و�أماكن ا�سرتاحة‬ ‫اي�ض ًا؛ ذلك باعتبار ان هذا املجمع‬ ‫خم�ص�ص ًا للن�ساء فقط‪ ،‬‏والعمل‬ ‫م�ستمر يف امل�شروع ويف مراحل‬ ‫متقدمة منه‪.‬‏‬ ‫وتابع �أي�ض ًا‪ :‬امل�شروع عبارة عن‬ ‫ق�سمني‪ :‬الأول مت ان�شا�ؤه من مادة‬ ‫الكونكريت ‏امل�سلح‪ُ ،‬‬ ‫وخ�ص�ص لأن‬ ‫يكون خدمي ًا‪ ،‬ويحتوي هذا اجلزء‬ ‫على املكاتب االدارية‪ ،‬‏و�أي�ض ًا‬

‫املخازن اخلا�صة باملجمع‪� .‬أما‬ ‫الق�سم الثاين وهو الرئي�سي عبارة‬ ‫عن هيكل ‏حديدي‪ ،‬والذي ميثل‬ ‫الأ�سواق‪ ،‬و�أمكنة خا�صة ال�سرتاحة‬ ‫الرجال‪ ،‬يحتوي على كل ‏اخلدمات‬ ‫منها‪ :‬منظومة االنرتنت‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫�أماكن ترفيهية اخرى‪.‬‏‬ ‫مو�ضح ًا‪ :‬قطعت الكوادر العاملة‬ ‫يف هذا امل�شروع مراحل متقدمة‬ ‫يف اجنازه ‏ببلوغ امل�شروع ن�سبة‬ ‫اجناز (‪ )%95‬بعد االنتهاء من‬ ‫االعمال اخلا�صة به‪ ،‬وهي ‏التغليف‬ ‫مبادة ال�سرياميك‪ ،‬و�أي�ض ًا املرمر‬ ‫يف ال�صحيات اخلا�صة باملجمع‪،‬‬ ‫و�أي�ض ًا‏اجلدران اخلا�صة به‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن ذلك وبنف�س الوترية ت�شهده‬ ‫اعمال تغليف ‏االر�ضيات بذات‬ ‫املادة املذكورة‪ ،‬و�أن هذه الأعمال‬ ‫ت�سري على كافة الطوابق‏بالتوازي‪.‬‏‬

‫م�ضيف ًا‪ :‬يف ما يخ�ص الأعمال‬ ‫امليكانيكية‪ ،‬مت االنتهاء من اعمال‬ ‫�شبكة انابيب ‏منظومة ال�صرف‬ ‫ال�صحي‪ ،‬و�أي�ض ًا انابيب نقل املياه‪،‬‬ ‫من جهة اخرى مت قطع ‏�شوط كبري‬ ‫يف اعمال منظومة التربيد اخلا�صة‬ ‫بامل�شروع‪ ،‬والتي �شملت‏‏(اجللرات)‬ ‫والدافعات‪ ،‬اذ مت االنتهاء من‬ ‫تو�صيل (الدكتات) اخلا�صة بهذه‬ ‫‏املنظومة‪.‬‏‬ ‫‏ االعمال امليكانيكية اي�ضا‬ ‫ت�ضمنت االنتهاء من منظومة‬ ‫احلريق بعد التعاقد مع ‏�شركة‬ ‫(نافكو) االمارتية الرائدة يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬وهي يف مرحلة العمل‬ ‫االولية ‏بعد ان مت جتهيز املواد‬ ‫املطلوبة لهذه املرحلة‪.‬‏‬ ‫مبين ًا‪ :‬اجنزت اعمال منظومة‬ ‫الكهرباء اخلا�صة بامل�شروع تقدم ًا‬

‫‪63‬‬

‫وا�ضح ًا �أي�ض ًا‪،‬‏حيث مت االنتهاء من‬ ‫اعمال مد (الكيبل تري)‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫الأنابيب البال�ستيكية ‏اخلا�صة‬ ‫بعملية مد اال�سالك الكهربائية من‬ ‫خاللها‪ ،‬وهذا العمل ي�شمل جميع‬ ‫‏الطوابق �أي�ض ًا‪.‬‏‬ ‫‏ ومن اجلدير بالذكر‪ ،‬وبعد‬ ‫الدرا�سة‪ ،‬مت التو�صل اىل �ضرورة‬ ‫ا�ستعمال نظام ‏‏(الناقل الكهربائي‬ ‫املوحد) بدال من اال�سالك املتعددة‪،‬‬ ‫حيث ميتاز هذا النظام ‏بقوته‬ ‫وقدرته الكبرية‪ ،‬ف�ض ًال عن ذلك‪،‬‬ ‫انه قليل التعر�ض اىل الأعطال‪،‬‬ ‫ويف حالة ‏تعر�ضه اىل عطل معني‪،‬‬ ‫ف�إن عملية ا�صالحه تكون �سهلة‬ ‫وب�سيطة ال تكلف جهد ًا‪ ،‬‏وتخت�صر‬ ‫الوقت‪ ..‬امل�شروع يف طور االنتهاء‬ ‫من اعماله بالكامل‪ ،‬ليكون االفتتاح‬ ‫‏قريبا جدا‪.‬‏‬


‫‪64‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫كوادر العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫تنتهي من �صيانة و�إعادة ت�أهيل مدر�سة يف حمافظة كربالء املقد�سة‬ ‫تويل العتبة العبا�سية املقد�سة اجلانب التعليمي‬ ‫االهمية الكبرية؛ كونه ميثل التقدم والرقي‬ ‫جلميع املجتمعات‪ ،‬وهي مل تدخر �أي جهد ي�ساهم‬ ‫يف تطور هذا اجلانب احليوي واملهم‪ ،‬فبالإ�ضافة‬ ‫اىل افتتاحها جمموعة من املدار�س واجلامعات‬ ‫املتطورة من اجل ان�شاء جيل وا ٍع ومثقف‪ ..‬ها هي‬ ‫اليوم ت�ساهم يف دعم مدار�س مديرية تربية كربالء‬

‫املقد�سة ومنها مدر�سة البيان االبتدائية الواقعة‬ ‫يف منطقة فريحة والتي انتهت م�ؤخراً كوادر ق�سم‬ ‫ال�صيانة الهند�سية يف العتبة املقد�سة من �صيانتها‬ ‫واعادة ت�أهيلها لتهيئة االجواء املنا�سبة للطلبة‬ ‫الدرا�سني فيها‪ ،‬بعد ان تقدم اهايل تلك املنطقة‬ ‫بطلب اىل االمانة العامة للعتبة العبا�سية املقد�سة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬زاهر الكربالئي‬

‫معاون رئي�س ق�سم ال�صيانة‬ ‫الهند�سية املهند�س �سمري عبا�س‬ ‫علي بني جلريدة �صدى الرو�ضتني‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫بعد ان �شكلت االمانة العامة‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة جلنة‬ ‫متخ�ص�صة من اجل زيارة‬ ‫املدر�سة واالطالع على او�ضاعها‪،‬‬ ‫وبعد تقييم حجم اال�ضرار فيها‪،‬‬ ‫با�شرت كوادرنا يف ق�سم ال�صيانة‬ ‫الهند�سية بالأعمال اخلا�صة‬ ‫ب�صيانتها‪ ،‬حيث �شملت االعمال‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ما يلي‪:‬‬ ‫�أو ًال‪� :‬أعمال احلديد‪.‬‬ ‫‪ -1‬القيام ب�أعمال تدعيم‬ ‫ال�سقف با�ستخدام ال�شيلمان‪،‬‬ ‫حيث با�شرت الكوادر ب�أعمال ثقب‬ ‫اجلدران ا�سفل ال�سقف با�ستخدام‬ ‫الدريل‪ ،‬وعمل فتحات متقابلة‬ ‫مب�سافة ‪1,5‬م ليتم بعد ذلك‬ ‫تثبيت ال�شيلمان داخل الفتحات‬ ‫با�ستخدام جكات خا�صة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ملء الفتحات مبادة اال�سمنت‪.‬‬ ‫‪ -2‬القيام ب�أعمال غلق فتحات‬ ‫مناور الطابق الثاين امل�ؤدية اىل‬ ‫ال�سطح بوا�سطة �شبابيك وو�ضع‬

‫باب لل�سطح؛ حفاظ ًا على البناية‬ ‫من و�صول احليوانات واحل�شرات‬ ‫واالتربة‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪� :‬أعمال لبخ و�صبغ اجلدران‪،‬‬ ‫والتي ت�ضمنت القيام ب�أعمال جرد‬ ‫البيا�ض القدمي التالف فقط‪ ،‬مع‬ ‫�إعادة اللبخ با�ستخدام الأ�سمنت‬ ‫والبورك‪ ،‬بالإ�ضافة اىل اعمال‬ ‫ال�صبغ والتي ت�ضمنت القيام‬ ‫ب�أعمال �صبغ كافة جدران الطابق‬ ‫الثاين للبناية مبادة البنتاليت‬ ‫والبال�ستيكي مع معاجلة الت�شققات‬ ‫با�ستخدام املعجون اخلا�ص‬ ‫بال�صبغ‪ ،‬وكل ما يتطلبه العمل‪.‬‬

‫ثالث ًا‪� :‬أعمال الكهرباء والتي‬ ‫ت�ضمنت القيام ب�أعمال �صيانة‬ ‫منظومة الكهرباء وي�شمل العمل‬ ‫ا�ستبدال اال�سالك التالفة وال�سويج‬ ‫بلك‪ ،‬وربط مراوح عدد (‪ )6‬من‬ ‫من�ش�أ ر�صني‪ ،‬وا�ستخدام انارة‬ ‫�سقفية ‪ 18‬واط لل�سقوف‪ ،‬مع القيام‬ ‫ب�أعمال تركيب وتثبيت �سقف ثانوي‬ ‫با�ستخدام نوعية جيدة (تايل)‬ ‫ابي�ض ‪.60×60‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬اعمال النجارة من خالل‬ ‫القيام ب�أعمال تثبيت الأبواب‬ ‫(باب كب�س وجهني) مع االطار‬ ‫(اجلرجوبة) والرنمادة والكيلون‬

‫‪65‬‬

‫وال�صبغ‪.‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬اعمال ال�سطح‪،‬‬ ‫وت�ضمنت القيام بقلع املناطق‬ ‫املت�ضررة و�إعادة معاجلتها‬ ‫وتبديلها بقطع جديدة مع تغليف‬ ‫ال�سطح با�ستخدام مادة االيزوكام‪.‬‬ ‫�أهايل الطلبة و�أ�ساتذتهم بدورهم‬ ‫�شكروا العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫على جهودها الكبرية يف اعادة‬ ‫ترميم املدر�سة و�سرعة االجناز مع‬ ‫الدقة والتفاين يف العمل‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫تيمناً بذكرى تتويج الإمام‬ ‫املنتظر ‪ ،f‬وبخطوة رائدة يف‬ ‫حقل الدرا�سات الطبية يف قطاع‬ ‫التعليم العايل الأهلي يف العراق‬ ‫افتتح املتويل ال�شرعي للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة �سماحة ال�سيد‬ ‫�أحمد ال�صايف (دام عزه) جامعة‬ ‫العميد‪ ،‬التي تعد �أول جامعة‬ ‫�أهلية ت�ضم كلية للطب الب�شري‪،‬‬ ‫حيث جرى حفل االفتتاح‬ ‫مب�شاركة وا�سعة من �شخ�صيات‬ ‫ر�سمية و�أكادميية ودينية وثقافية‪،‬‬ ‫ح�ضر بينهم املتويل ال�شرعي‬ ‫للعتبة احل�سينية املقد�سة �سماحة‬ ‫ال�شيخ عبد املهدي الكربالئي‬ ‫(دام عزه) ووزير التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي الدكتور عبد‬ ‫الرزاق العي�سى‪ ،‬و�أمينا العتبتني‬ ‫املقد�ستني‪ ،‬و�أع�ضاء جمل�سي‬ ‫�إداريتهما‪ ،‬و�أمناء العتبات‬ ‫املقد�سة‪ ،‬ور�ؤ�ساء اجلامعات‬ ‫والهيئات وامل�ؤ�س�سات العلمية من‬ ‫داخل حمافظة كربالء والعراق‬ ‫وخارجهما‪ ،‬بالإ�ضافة للجهات‬ ‫الإعالمية وال�صحفية املتعددة‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬عالء �سعدون‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫تفتتح جامعة‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫ُ‬ ‫العميد وفيها �أول كلية طب ب�شري يف العراق‬ ‫ً‬ ‫إ�ضافة نوعية رائدة‬ ‫والوزير يعتربها �‬ ‫يف حقل الدرا�سات الطبية الأهلية‬ ‫جرى حفل االفتتاح يف مقر‬ ‫اجلامعة الكائن على الطريق‬ ‫الرابط بني حمافظتي كربالء‬ ‫املقد�سة والنجف الأ�شرف‪ ،‬وقد‬ ‫�شهد فقرات عديدة ابتد�أت بتالوة‬ ‫�آيات من الذكر احلكيم‪ ،‬ب�صوت‬ ‫القارئ ال�سيد ح�سنني احللو‪،‬‬ ‫وقراءة الن�شيد الوطني العراقي‪،‬‬ ‫ون�شيد العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫(ن�شيد الإباء)‪ .‬وتلت ذلك كلمة‬ ‫املتويل ال�شرعي للعتبة املقد�سة‬

‫�سماحة ال�سيد �أحمد ال�صايف (دام‬ ‫عزه) وكلمة لوزير التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي الدكتور عبدالرزاق‬ ‫العي�سى‪ ،‬وكلمة ملدير دائرة التعليم‬ ‫اجلامعي الأهلي الدكتور علي‬ ‫رزوقي الالمي‪.‬‬ ‫وتخلل احلفل عر�ض فلم وثائقي‬ ‫عن ت�أ�سي�س اجلامعة‪ ،‬وق�صيدة‬ ‫�شعرية ت�ؤرخ هذه املنا�سبة لل�شاعر‬ ‫علي ال�صفار‪ ،‬ف�ض ًال عن تكرمي‬ ‫عدد من ال�شخ�صيات واجلهات‬

‫امل�ساهمة يف ت�أ�سي�س هذا ال�صرح‬ ‫العلمي الكبري‪ ،‬ثم اختتم احلفل‬ ‫بتنظيم جولة يف �أروقة اجلامعة‬ ‫وقاعاتها التدري�سية وخمترباتها‪.‬‬ ‫ويف كلمة االفتتاح‪ ،‬بينّ املتويل‬ ‫ال�شرعي للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�سماحة ال�سيد �أحمد ال�صايف‬ ‫(دام عزه) جملة من الأمور التي‬ ‫تخ�ص اجلانب الرتبوي والتعليمي‪،‬‬ ‫مبتدئ ًا بتقدمي ال�شكر �إىل جميع‬ ‫الذين خططوا ومثلوا و�سعوا لأن‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫يكون هذا ال�صرح املبارك �إن �شاء‬ ‫اهلل تعاىل ماث ًال �أمام العيون‪،‬‬ ‫وخ�ص بالذكر وزارة التعليم‬ ‫العايل والإخوة العاملني فيها وق�سم‬ ‫الرتبية والتعليم يف العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬والأق�سام ال�ساندة لت�أهيل‬ ‫هذا املكان وجعله يليق بجامعة‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن هناك حتدي ًا كبري ًا‪،‬‬ ‫وهو البدء بتعليم الطب على نحو‬ ‫اجلامعات الأهلية‪ ،‬وهذا ي�ضع‬ ‫العاملني �أمام حتد �أال وهو النهو�ض‬ ‫بهذا اجلانب اخلا�ص من التعليم‬ ‫وهو الطب‪.‬‬ ‫و�أكد �سماحته على الر�صانة‬ ‫العلمية و�ضرورة حفظها قائ ًال‪ :‬قد‬ ‫ال نغايل �إذا قلنا �إن العراق �أينما‬ ‫يكون ا�سمه فالبد �أن ي�ستوقف‬ ‫ال�سامع هذا اال�سم؛ لأنه يعلم �أن‬ ‫هناك عمق ًا ح�ضاري ًا يالزم هذا‬ ‫اال�سم‪ ،‬ولذلك البد �أن نتحمل‬

‫جميع ًا م�س�ؤولية احلفاظ على هذا‬ ‫البلد وعلى معامله الرائدة‪.‬‬ ‫كانت يف هذا البلد حلقات وكانت‬ ‫مميزة �سواء �أكانت حلقات الكوفة‬ ‫�أو بغداد �أو الب�صرة‪ ،‬ولذلك �أتوجه‬ ‫بالكالم وال �أخ�ص به وزارة التعليم‬ ‫العايل؛ لأن العلم البد �أن ينت�شر يف‬ ‫عموم البالد‪ ،‬البد من املحافظة‬ ‫على الر�صانة العلمية ابتداء من‬ ‫التعليم يف الرو�ضة �إىل نهاية‬ ‫الدرا�سات العليا‪ ،‬وهذه م�س�ؤولية يف‬ ‫�أعناقنا جميعا‪ ،‬وال يغتفر التغافل‬ ‫والتكا�سل عن هذه املهمة النبيلة ‪.‬‬ ‫كما �أكد على احلفاظ على‬ ‫�سلوكيات التعليم‪ ،‬فال يجوز �أن‬ ‫يرتكب فيها ما يجوز �أن يرتكب يف‬ ‫غريها‪ ،‬فعلى الطالب �أن يرتبى من‬ ‫قبل �أ�ساتذته‪ ،‬و�أن داخل اجلامعة‬ ‫غري خارجها‪ ،‬و�أن ال�سياج الذي‬ ‫يف�صل بني اجلامعة وغريها هو‬

‫�سياج حمرتم‪ ،‬و�سيدخل الطالب‬ ‫�إىل حرم خا�ص يكتنف بالعلم‬ ‫وال�سلوكيات التي تن�سجم مع هذا‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫وتابع املتويل ال�شرعي (دام‬ ‫عزه)‪ :‬من حقنا ك�شعب �أن نطمح‬ ‫ونطمع �إىل �أن نخرج بواقع متطور‪،‬‬ ‫ونرى حالة من النهو�ض امل�ستمر‪،‬‬ ‫ونرى هذه اجلامعات تتحمل‬ ‫امل�س�ؤولية‪� ،‬سواء على م�ستوى‬ ‫الطلبة �أو م�ستوى الأ�ساتذة‪،‬‬ ‫فم�س�ؤولية اجلامعة م�س�ؤولية مهمة‬ ‫جدا‪ ،‬ووجود جامعات متعددة يف‬ ‫البلد معنى ذلك �أن هذا البلد يحث‬ ‫اخلطى نحو التح�ضر‪ ،‬وكلما قلت‬ ‫اجلامعات ّ‬ ‫دل ذلك على �أن من‬ ‫يحكم بالبلد هو اجلهل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سيد ال�صايف‪� :‬إنه‬ ‫قد يت�صور البع�ض �أن اجلامعات‬ ‫الأهلية فيها ت�ساهل‪ ،‬وال �أدري لعل‬

‫‪67‬‬

‫هذا الت�صور له من�ش�أ‪ ،‬عندما يظهر‬ ‫يف بع�ض اجلامعات الأهلية ت�ساهل‬ ‫يف اجلانب العلمي‪ ،‬ويف االمتحان‪،‬‬ ‫بدعوى �أن هذا الطالب جاء وهو‬ ‫يدفع مبالغ �إىل الكلية‪ ،‬فالبد �أن‬ ‫نت�ساهل معه‪ ،‬فهذه خيانة للعلم يف‬ ‫اجلامعات الأهلية‪� ،‬إمنا فتحت حتى‬ ‫تتوفر فر�صة �أكرب للطلبة ال لكي‬ ‫يت�سطح العلم‪.‬‬ ‫داعي ًا الأ�ساتذة �إىل عدم املجاملة‬ ‫على ح�ساب العلم‪ ،‬فالعلم يحتاج‬ ‫�إىل قدرة و�إرادة وطاقة‪ ،‬و�أنتم‬ ‫عليكم �أن تهيئوا جميع ال�سلوكيات‬ ‫العلمية‪ ،‬والطالب عليه �أن ينجح‪،‬‬ ‫فنحن نريد �أن نعتمد عليه بعد‬ ‫�ست �سنوات ونقول‪� :‬إن هذا الطالب‬ ‫جنح يف الكلية وبذراعه‪ ،‬والطالب‬ ‫�إذا جنح بالغ�ش �سيبقى �ضمريه‬ ‫ي�ؤنبه و�سي�شعر �أنه �سرق �أو خالف‪،‬‬ ‫وبالنتيجة ال يحق له �أن ميار�س هذا‬


‫‪68‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العمل‪ .‬مبين ًا‪� :‬إن الوزارة �أذنت �أن‬ ‫تفتح كلية للطب الب�شري‪ ،‬ومعنى‬ ‫هذا �أن الإخوة القائمني البد �أن‬ ‫يتحملوا ما معنى الطب الب�شري‪،‬‬ ‫فهي م�س�ألة تتعلق بحياة النا�س‪،‬‬ ‫لذلك على الإخوة �أن يكونوا‬ ‫مب�ستوى حتمل امل�س�ؤولية‪ ،‬من خالل‬ ‫املناهج‪ ،‬وطرق التدري�س‪ ،‬وقابلية‬ ‫�إي�صال املادة �إىل الطالب‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪� ،‬أكد وزير التعليم‬ ‫العايل والبحث العلمي الأ�ستاذ‬ ‫الدكتور عبد الرزاق العي�سى يف‬ ‫كلمته‪:‬‬ ‫�إن جامعة العميد تعد �إ�ضاف ًة‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫نوعية رائدة يف حقل الدرا�سات‬ ‫الطبية يف قطاع التعليم العايل‬ ‫الأهلي يف العراق‪ ،‬وما يزيدنا فخر ًا‬ ‫�أنها يف مدينة كربالء املقد�سة‪،‬‬ ‫مدينة الفداء‪ ،‬ومدينة الر�سالة‪،‬‬ ‫ومدينة الدر�س والعربة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪� :‬إنه من دواعي الفخر �أن‬ ‫نقف �سوية يف هذه اللحظة حمتفلني‬ ‫بافتتاح �صرح علمي جديد‪ ،‬هو‬ ‫جامعة العميد‪ ،‬ونحن يف وزارة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي‬ ‫بد�أنا نويل اهتمام ًا خا�ص ًا بعملية‬ ‫التو�سع العمودي والأفقي بامل�شاريع‬ ‫التعليمية الهادفة‪ ،‬وبذات املقومات‬

‫واجلودة العاملية التي حتقق النفع‬ ‫العام‪ ،‬وت�سهم يف �إحداث تغيريات‬ ‫كمية ونوعية يف احلركة العلمية‬ ‫والثقافية والرتبوية يف املجتمع‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫م�ؤكد ًا‪� :‬إن جامعة العميد �ستحقق‬ ‫فل�سفة التعليم اخلا�ص الرامية‬ ‫�إىل مالئمة احتياجات �سوق العمل‬ ‫ذات العالقة املبا�شرة باملجتمع‬ ‫واملواطن‪ ،‬عرب املخططات الكفيلة‬ ‫بجودة خمرجاتها الطبية‪.‬‬ ‫و�أ�شار العي�سى‪� :‬إن موافقة وزارة‬ ‫التعليم على ا�ستحداث جامعة‬ ‫العميد جاءت يف �سياق الإميان‬

‫ب�أهمية �إيجاد منظومة تعليمية‬ ‫ت�سهم يف تر�صني الإمكانات العلمية‬ ‫للطلبة‪ ،‬وتعزز مهاراتهم من خالل‬ ‫مناهج توازي امل�ستويات الأكادميية‬ ‫والعلمية يف كليات املجموعة الطبية‬ ‫يف املنطقة والعامل‪.‬‬ ‫كما وبينّ َ مدير دائرة التعليم‬ ‫اجلامعي الأهلي يف وزارة التعليم‬ ‫العايل والبحث العلمي الدكتور علي‬ ‫رزوقي الالمي خالل كلمته‪:‬‬ ‫�إن الكثري من اجلهات تقدمت‬ ‫مب�شروع فتح التعليم الطبي يف‬ ‫جامعاتنا الأهلية‪ ،‬ولكننا نخ�شى‬ ‫ونرتدد يف منح هذه ال�صفة لأي‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫كان‪ ،‬وعندما تقدم الإخوان يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة بهذا‬ ‫الطلب تلقفنا الفكرة ودعمناها‬ ‫فكرة وتف�صي ًال بكل مالكات‬ ‫الوزارة‪ ..‬معتربا �أن القائمني على‬ ‫هذا امل�شروع هم �أهل للثقة‪ ،‬فنتمنى‬ ‫لهم التوفيق‪ ،‬ونتوقع منهم املزيد يف‬ ‫�سبيل رقي ورفعة هذا البلد املبارك‪.‬‬ ‫ويف ت�صريح له‪ ،‬قال رئي�س هي�أة‬ ‫الرتبية والتعليم العايل يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة الأ�ستاذ الدكتور‬ ‫عبا�س الدده‪:‬‬ ‫�إن هي�أة الرتبية والتعليم العايل‬ ‫يف العتبة املقد�سة �سعت �إىل بناء‬

‫منظومتها على هدي من املنظار‬ ‫العاملي ملتم�س ًة الربامج ذات‬ ‫االجراءات الدقيقة والوا�ضحة‪،‬‬ ‫لذلك عاينت الربامج واملناهج‬ ‫وعنا�صر العملية التعليمية يف‬ ‫الكليات املناظرة ملتم�سة �أجداها‬ ‫و�أجدرها لذلك‪.‬‬ ‫و�أو�ضح‪� :‬إنه مت عقد اتفاق مبدئي‬ ‫مع كلية الطب بجامعة الكوفة على‬ ‫تبني مقرراتها ومنهاجها التكاملي‬ ‫املطبق �أ�صال يف جامعة لي�سرت‬ ‫الربيطانية‪ .‬مبين ًا �أن هذا االتفاق‬ ‫يعد تو�أمة مع اجلامعات العاملية‬ ‫واملحلية‪ ،‬و�إن �شروع الهي�أة بتطبيق‬

‫منهج جامعة لي�سرت حتديد ًا هو‬ ‫�سعي نحو الريادة مب�ستوى م�شاريع‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة املتميزة‪.‬‬ ‫فيما قال الأ�ستاذ الدكتور م�شتاق‬ ‫العلي املعاون الرتبوي يف هي�أة‬ ‫الرتبية والتعليم العايل‪:‬‬ ‫�إن مبد�أ الر�صانة هو �صمام‬ ‫�أمان جلميع امل�ؤ�س�سات على خمتلف‬ ‫اهتماماتها وتخ�ص�صاتها‪ ،‬ذلك �أنه‬ ‫نظام جودة رفيع‪ ،‬ي�سهم يف بناء‬ ‫املخرجات بنا ًء �سليم ًا ومنتجا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬قد د�أبت العتبات‬ ‫املقد�سة‪ ،‬وال �سيما العتبة العبا�سية‬ ‫املطهرة‪ ،‬ممثل ًة ب�سماحة املتويل‬

‫‪69‬‬

‫ال�شرعي (دام عزه)‪ ،‬والأمانة‬ ‫العامة على تبني مبد�أ الر�صانة يف‬ ‫جتويد منتجات امل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫لها‪ ،‬وقطاع الرتبية والتعليم العايل‬ ‫واحد من تلك امل�ؤ�س�سات التي‬ ‫ُحظيت بعنايتهم املباركة‪.‬‬ ‫مبين ًا‪� :‬إن مبد�أ املزج بني‬ ‫الكفاءات املحلية والتو�أمة مع‬ ‫امل�ؤ�س�سات العاملية لعله من �أهم‬ ‫املبادئ التي اعتمدت يف بناء‬ ‫نظام جامعة العميد‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫امل�ؤ�س�سات الرتبوية والتعليمية‬ ‫ال�سابقة التي ت�أ�س�ست حتت �أنظار‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫من جانبه‪ ،‬بني الدكتور جا�سم‬ ‫الإبراهيمي املعاون التعليمي يف‬ ‫هي�أة الرتبية والتعليم العايل‪:‬‬ ‫�إن العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫د�أبت على �أن تكون م�شاريعها‬ ‫رائدة يف خدمة املجتمع العراقي‬ ‫باخل�صو�ص‪ ،‬ومن هذه امل�شاريع هي‬ ‫امل�شاريع الرتبوية والتعليمية عن‬ ‫طريق هي�أة الرتبية والتعليم العايل‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن ر�صانة اجلامعات‬ ‫تعتمد ب�شكل �أ�سا�س على معايري‬ ‫خم�سة �أ�سا�سية‪ ،‬هي التقدير‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫اال�سرتاتيجي‪ ،‬والدعم والإ�سناد‪،‬‬ ‫والرتكيز على الزبون‪ ،‬والتطوير‬ ‫امل�ستمر‪ ،‬والتدريب امل�ستمر‪ ،‬ويف‬ ‫كل عن�صر من هذه العنا�صر‬ ‫توجد عمليات‪ ،‬ف�ضبط الإدارة‬ ‫لهذه العمليات يجعل هذه العنا�صر‬ ‫�ضمن املوا�صفات العاملية‪ ،‬وميكن‬ ‫جامعاتنا من دخول الت�صنيفات‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬يف هذا االطار �ضمنت‬ ‫هي�أة الرتبية والتعليم على �أن‬ ‫تكون البيئة التعليمية داخل‬

‫اجلامعة ممتازة جدا‪ ،‬حيث الأبنية‬ ‫الر�صينة‪ ،‬وجتهيز املختربات ممتاز‬ ‫جدا‪� ،‬أي�ضا ا�ستفدنا من التجارب‬ ‫املحلية يف ق�ضية املناهج؛ لأن بع�ض‬ ‫اجلامعات ا�ستفادت من التجارب‬ ‫العاملية يف �أخذ مناهجها‪ ،‬وخا�صة‬ ‫يف كلية الطب‪ ،‬ونظام االمتحانات‬ ‫�إن �شاء اهلل نظام ر�صني‪ ،‬هذا‬ ‫كمثال لتطبيق هذه العنا�صر‪.‬‬ ‫يذكر �أن جامعة العميد هي‬ ‫م�ؤ�س�سة علمية تعليمية تابعة لهيئة‬ ‫الرتبية والتعليم العايل يف العتبة‬

‫العبا�سية املقد�سة ت�ضم ثالث‬ ‫كليات‪( :‬الطب‪ ،‬وطب الأ�سنان‪،‬‬ ‫والتمري�ض) جمازة من قبل وزارة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي‪،‬‬ ‫�صرحا علميا‬ ‫�شيدت لتكون‬ ‫ً‬ ‫ي�ضاهي اجلامعات الر�صينة‪،‬‬ ‫وتعتمد املعايري واملقايي�س العاملية‬ ‫التي ُت�ؤهلها لدخول الت�صنيفات‬ ‫الأكادميية املعتمدة‪.‬‬


‫وقفة مع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫ترت�سم معامل اخلدمة عند‬ ‫حيا�ض القدا�سة ومنبع اجلود‪،‬‬ ‫لتتوج منجزاً والئياً قا�صداً‬ ‫مراتب ال�سمو والرفعة‪� ،‬سواعد‬ ‫مباركة مت�ضي قدماً خلدمة‬ ‫امل�شروع االرتقائي بالواقع املعا�ش‬ ‫ملدينة كربالء املقد�سة‪ ،‬وهي ُ‬ ‫تبذل‬ ‫اجلهود الكبرية خلدمة املوىل �أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س ‪ ،A‬تطور كبري‬ ‫�شهدته العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫وهي مت�ضي عاماً بعد عام‪..‬‬ ‫م�سجلة منجزات خدمية تركت‬ ‫�أثراً وا�ضحاً لهذه املدينة املقد�سة‪.‬‬ ‫متابعة‪� :‬أحمد �صالح كاظم‬

‫‪71‬‬

‫ق�سم الآليات يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫عمل متوا�صل خلدمة املوىل �أبي الف�ضل العبا�س ‪A‬‬ ‫تعمل اق�سام العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة يف حلقة مت�صلة‪ ،‬ليكمل‬ ‫كل ق�سم الآخر‪ ..‬هكذا انطلقت‬ ‫وا�ستمرت‪ ،‬وما زالت حترك عجلة‬ ‫التطور‪ ،‬فكان ق�سم الآليات الع�صب‬ ‫الرئي�سي لإ�سناد جميع االق�سام‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن دوره الفاعل يف خدمة‬ ‫الزائرين من خالل ما يقدمه لهم‬ ‫من ت�سهيالت كبرية للتنقل من واىل‬ ‫املدينة املقد�سة‪ ..‬هذا ما ن�شهده يف‬

‫الزيارات املليونية‪.‬‬ ‫عمل د�ؤوب يقدمه �سائقو هذا‬ ‫الق�سم املبارك من خالل رفد‬ ‫اق�سام العتبة املقد�سة بجميع �أنواع‬ ‫الآليات التي يحتاجها يف ت�سيري‬ ‫اعماله‪ ،‬لذلك كانت لنا وقفة مع‬ ‫هذا الق�سم لالطالع على ن�شاطه‪..‬‬ ‫ليكون لقا�ؤنا مع اال�ستاذ ميثم عبد‬ ‫االمري معاون رئي�س الق�سم الذي‬ ‫حتدث قائ ًال‪:‬‬

‫اال�ستاذ ميثم عبد االمري‬

‫افتتح ق�سم الآليات منذ ت�أ�سي�س‬ ‫الأمانة العامة للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬وقد كان الق�سم عبارة عن‬ ‫�شعبة تابعة للأمانة‪ ،‬ويتكون كادره‬ ‫من �ستة ا�شخا�ص فقط‪ ،‬ثم تطور‬


‫‪72‬‬

‫وقفة مع‬

‫العمل يف هذه ال�شعبة‪ ،‬لرتتقي اىل‬ ‫ق�سم م�ستقل‪ ،‬يكون �ضمن هيكلة‬ ‫�أق�سام العتبة املقد�سة‪.‬‬ ‫مبين ًا‪ :‬كانت انطالقة الق�سم‬ ‫الفعلية يف ال�شهر العا�شر من العام‬ ‫‪ 2008‬وبهيكلية تتكون من رئي�س‬ ‫الق�سم‪ ،‬و�شعبة خا�صة تعرف ب�شعبة‬ ‫ال�سيطرة التي يقع على عاتقها‬ ‫تلبية متطلبات العتبة املقد�سة بني‬ ‫اق�سامها و�شعبة املر�آب التي تن�ضوي‬ ‫حتتها �صيانة العجالت والنجادة‬ ‫وال�سمكرة والغ�سل والزيوت‪.‬‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫وتابع قائ ًال‪ :‬بتوجيه من قبل‬ ‫�سماحة ال�سيد احمد ال�صايف‬ ‫(دام عزه) مت �شراء (‪ )20‬عجلة‬ ‫نوع كو�سرت‪ ،‬لت�ستحدث على �إثرها‬ ‫�شعبة نقل الزائرين‪ ،‬والتي تطورت‬ ‫بعد ذلك ورفدت بعجالت اخرى‬ ‫من ذات النوع تعمل هذه ال�شعبة‬ ‫اىل خدمة الزائرين بنقلهم داخل‬ ‫املدينة املقد�سة بعدة حماور‪.‬‬ ‫بعدها ات�سع عمل هذه ال�شعبة‬ ‫لي�صل عدد العجالت فيها اىل‬ ‫حوايل (‪ )109‬عجلة نوع كو�سرت‪،‬‬

‫�أما البا�صات (‪ )18‬با�ص ًا‪ ،‬ومل‬ ‫تقت�صر على نقل الزائرين بل‬ ‫�شمل عملها تلبية احتياجات العتبة‬ ‫املقد�سة باختالف اق�سامها‪،‬‬ ‫و�أ�ضيف اىل هذه ال�شعبة واجب‬ ‫�آخر وهو نقل املقاتلني يف فرقة‬ ‫العبا�س ‪ A‬القتالية من واىل‬ ‫جبهات القتال‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪� :‬أما �شعبة ال�سيطرة‬ ‫عال من الهمة‬ ‫فتعمل على م�ستوى ٍ‬ ‫من قبل االخوة العاملني‪ ،‬ويت�ضمن‬ ‫عملها ت�أدية واجبات العتبة املقد�سة‬

‫اخلا�صة‪ ،‬فتقوم بنقل ال�ضيوف‬ ‫من واىل العتبة املقد�سة‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫ال�شخ�صيات املهمة التي تتوا�صل‬ ‫مع العتبة املقد�سة‪ ،‬ف�ض ًال عن تهيئة‬ ‫العجالت الكبرية منها احلو�ضية‪،‬‬ ‫و�أي�ض ًا اال�سعافات وغريها‪.‬‬ ‫تعمل هذه ال�شعبة على مدار‬ ‫اليوم‪ ،‬ويزداد ثقل العمل فيها‬ ‫خالل ايام الزيارات املليونية‬ ‫ال�سيما االربعينية‪� ..‬أما يف ما‬ ‫يخ�ص اال�سعاف‪ ،‬فهنالك ما يقارب‬ ‫(‪ )7-6‬عجالت ا�سعاف‪ ،‬تكون‬


‫وقفة مع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫�ضمن الواجب ومتهيئة للعمل‪ ،‬وهي‬ ‫منت�شرة يف مواقع خمتلفة داخل‬ ‫املدينة القدمية‪.‬‬ ‫�أما �شعبة املر�آب فتدار من قبل‬ ‫مهند�س فني خمت�ص‪ ،‬وت�شمل‬ ‫وحدة ال�سمكرة والنجادة واحلدادة‬ ‫ووحدة ال�ضالعة ووحدة الزيوت‬ ‫والغ�سل‪ ..‬ويكون عمل هذه ال�شعبة‬ ‫متوا�ص ًال للفرتة ال�صباحية فقط‬ ‫با�ستثناء �سائقي العجالت التي‬ ‫تنقل الوقود فعملهم على مدار‬ ‫اليوم‪.‬‬

‫م�شري ًا‪ :‬مع ما تقدم من‬ ‫عمل وتو�سع يف اعمال العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة‪ ،‬فقد و�صل عدد‬ ‫املنت�سبني يف ق�سم الآليات اىل ما‬ ‫يقارب (‪ )400‬منت�سب باختالف‬ ‫االخت�صا�صات‪ ،‬ويتم تعيني‬ ‫املنت�سبني يف الق�سم وفق �ضوابط‬ ‫حمددة من قبل رئا�سة الق�سم‪،‬‬ ‫مع الأخذ بنظر االعتبار العمر‪،‬‬ ‫و�أي�ض ًا القوة اجل�سمانية؛ نظر ًا ملا‬ ‫يتطلبه العمل يف هذا الق�سم ليتم‬ ‫اخ�ضاع املتقدم لالنت�ساب اىل عدة‬

‫اختبارات ا�سا�سية تخ�ص قيادة‬ ‫العجالت‪ ،‬وبعد اجتيازه لها‪ ،‬يتم‬ ‫املبا�شرة بالإجراءات االدارية بني‬ ‫الق�سم والأمانة العامة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أي�ض ًا‪ :‬يتم ادارة‬ ‫العجالت من قبل الق�سم الكرتونيا‬ ‫من خالل برنامج يف الكمبيوتر مت‬ ‫ت�صميمه من قبل احد االخوة يف‬ ‫الق�سم‪ ،‬ويعمل هذا الربنامج على‬ ‫معرفة حركة العجالت واملدة التي‬ ‫ت�ستغرقها يف اداء الواجب املناط‬ ‫لها‪ ،‬ف�ض ًال عن ان هذا الربنامج‬

‫‪73‬‬

‫يحتوي بيانات املنت�سبني واجلوانب‬ ‫االدارية املتعلقة بكل منهم‪.‬‬ ‫من اجلدير بالذكر‪� ..‬إن دور‬ ‫ق�سم الآليات يف اجناز وت�سهيل‬ ‫اجناز اعمال العتبة املقد�سة وا�ضح‬ ‫جد ًا؛ كونه يعد الع�صب الأ�سا�س‪،‬‬ ‫نظر ًا لتو�سع عمل العتبة املقد�سة‬ ‫وكرثة متطلباتها‪ ..‬وبحمد اهلل‬ ‫تعاىل ي�سري العمل وفق �آلية متطورة‬ ‫وحركة ان�سيابية بربكات �صاحب‬ ‫املرقد الطاهر‪.A‬‬


‫‪74‬‬

‫�أ�سرة وجمتمع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫مفكر‪..‬‬

‫طفلي‬ ‫ح�سني علي ال�شامي‬ ‫ال�شراكة التي يرتبط بها افراد‬ ‫املجتمع ت�ضع على كل فرد ينتمي‬ ‫له م�س�ؤولية كبرية‪ ،‬وهذه امل�س�ؤولية‬ ‫ميكن ع ّدها الرابط الوثيق الذي‬ ‫على ا�سا�سه تنمى االمكانيات‬ ‫والقدرات العامة للمجتمع‬ ‫واخلا�صة بالفرد‪ ،‬وعلى هذا فالبد‬ ‫ان تراعي اال�سرة تلك امل�س�ؤولية‬ ‫ب�إعداد ابنائها منذ فرتة الطفولة‬ ‫حتى يتمكن الطفل من التعرف‬ ‫على مواهبه وا�ستغالل االمكانيات‬ ‫احلا�ضرة معه لتطويرها‪ ،‬وبذلك‬ ‫ف�إن‪:‬‬ ‫ نواة املجتمع الرئي�سية هما‬‫االبوان‪ ،‬فهما م�صدر لبث الطاقة‬ ‫يف بدن املجتمع‪.‬‬ ‫ ت�أ�سي�س العالقة املتزنة داخل‬‫اال�سرة �ستثمر م�ستقب ًال عن جمتمع‬

‫متحاب تلقائي ًا‪.‬‬ ‫ تنظيم الوقت من قبل االبوين‬‫وا�ستغالله يف تربية االبناء‪،‬‬ ‫يعد االر�ض اخل�صبة مل�ستقبلهم‬ ‫ال�سلوكي االخالقي والعلمي‪.‬‬ ‫ احلداثة والتطور امران‬‫ب�شكل عام‬ ‫م�شرقان بالن�سبة للعامل ٍ‬ ‫ب�شكل خا�ص‪ ،‬فبذل كل‬ ‫والأ�سرة‬ ‫ٍ‬ ‫الوقت خلدمة االجهزة االلكرتونية‬ ‫من امل�ؤكد �سيخلق �شيئ ًا من العزلة‬ ‫بني االبوين والأبناء‪.‬‬ ‫ حاول ايها االب الكرمي ان جتعل‬‫عالقتك ب�أبنائك عالقة متزنة نابعة‬ ‫احلب والتعاون‪ ،‬وتكون حري�ص ًا‬ ‫من ِ‬ ‫من خاللها على بث مفاهيم واعية‬ ‫لتح�سني احلالة االدراكية لطفلك‪.‬‬ ‫ الطفل الثمرة التي انتجتها‬‫اال�سرة‪ ،‬وعلى رب اال�سرة ان‬

‫يجعلها نا�ضجة ومفيدة‪.‬‬ ‫ �أهم التمهيدات لتن�شيط فكر‬‫الطفل ال�صور التي يتعر�ض لها‪،‬‬ ‫فهي تعد معلومات جمانية تغر�س‬ ‫بعقله املتنامي (التعلم بال�صغر‬ ‫كالنق�ش على احلجر)‪.‬‬ ‫ حبب لطفلك الكتاب من خالل‬‫تعرفك على مواهبه وما يحب ويريد‬ ‫ان يطلع عليه ممهد ًا له الطريق‬ ‫نحو املكتبة املركزية يف مدر�سته‬ ‫ومدينته‪.‬‬ ‫ اجعل من ا�سلوبك الذي‬‫تخاطبه فيه دافع ًا له للبحث عن ما‬ ‫هو جديد يف الكتب التي تقدمها له‪.‬‬ ‫ ا�س�أل طفلك بعد كل كتاب‬‫معلوماتي او ق�صة ق�صرية اطلع‬ ‫عليها‪ ،‬ماذا تعلم من خاللها؟ فهذه‬ ‫تعطيه دفعة كبرية ليتعلم اجلديد‪.‬‬


‫�أ�سرة وجمتمع‬

‫العدد ‪ 1 / 327‬ربيع الثاين ‪1439‬هـ ‪ 20 -‬كانون الأول ‪2017‬م‬

‫‪75‬‬

‫ف�سحة تربوية‪..‬‬ ‫اللجنة الرتبوية‬

‫بعد غياب املناهج التعليمية‬ ‫الثابتة وامل�ستقرة‪ ،‬وعدم �إيالء‬ ‫احلالة الرتبوية االهتمام املطلوب‪..‬‬ ‫الأمر الذي جعل الطالب حائر ًا‬ ‫يف بحور متالطمة من الأفكار‬ ‫والتيارات املتكالبة عليه من‬ ‫كل حدب و�صوب‪ ..‬ف�ضائيات‪،‬‬ ‫وانرتنت‪ ،‬ومواقع توا�صل‪ ،‬و�آالف‬ ‫الألعاب التي ت�أخذه بعيد ًا عن‬ ‫التعليم والرتبية‪ ،‬واال�ستزادة من‬ ‫كل �شيء نافع‪!..‬‬ ‫وحقيقة بع�ض ال�شباب اليوم‬ ‫بات ال يدرك طبيعة وخطورة‬ ‫الوقت املهدور‪ ،‬والطاقات املبعرثة‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬بال طائل ومن دون‬ ‫جدوى‪!!..‬‬ ‫وهنا ينربي دور الأب والأ�سرة‬ ‫ب�شكل عام يف التوجيه وتخ�صي�ص‬ ‫�أوقات للحديث معهم‪ ،‬و�إتاحة‬ ‫الفر�صة لهم للتعبري ع ّما ي�شعرون‬ ‫به‪ ..‬وكذلك دور الأ�ستاذ املربي‬ ‫يف حقل الرتبية والتعليم‪ ،‬واقتطاع‬

‫جزء من الدر�س للتوجيه‪ ،‬وتقدمي‬ ‫الن�صح متى ما �سنحت الفر�صة‪،‬‬ ‫وح�سب احلالة‪ ،‬حماو ًال عدم‬ ‫تخ�صي�ص طالب معني‪ ،‬بل احلديث‬ ‫أعم‬ ‫بالعموميات؛ لكي تكون الفائدة � ّ‬ ‫و�أ�شمل‪.‬‬ ‫ف�أبنا�ؤهم اليوم جتذرت يف‬ ‫نفو�سهم م�س�ألة االنقياد والإتباع‬ ‫لكل غزو غربي من �ألب�سة و�أجهزة‬ ‫وغريها‪ ..‬بحيث �أ�صبحت م�س�ألة‬ ‫االندماج مبجتمعهم الواقعي‬ ‫وموروثهم وقيمهم و�أخالقيات‬ ‫دينهم م�س�ألة �صعبة‪ ،‬وحتتاج لنف�س‬ ‫عميق و�صرب حلني ما ت�أتي ثمار‬ ‫الن�صح والإر�شاد يانعة نا�ضجة‪.‬‬ ‫وبالت�أكيد‪ ..‬ف�إن ُمع ّلم النا�س‬ ‫ب�سريته خريهم من معلمهم‬ ‫بل�سانه‪ ..‬لذا تكون م�س�ألة التوفيق‬ ‫�ضرورية للمربي يف �أن ال يجعل من‬ ‫هو حتت يده من الطالب �أو الأبناء‬ ‫ينتبهون ل�سلوكيات وميول �سلبي ما‪،‬‬ ‫يقع فيه املربي ينعك�س �سلب ًا‪ ،‬ويجعل‬

‫لالبن ذريعة لتقليد الفعل ال�سيء‪!..‬‬ ‫وهو �أمر ال ميكن حموه �إن ح�صل‪..‬‬ ‫فاالبن والطالب عبارة عن �آلة‬ ‫ت�سجيل يطبع يف خميلته كل ما يراه‬ ‫من ت�صرف �أمامه‪.‬‬ ‫وبطبيعة احلال‪ ..‬من �أهم معامل‬ ‫نه�ضة �أي جمتمع �أو �أ�سرة هي الأم‬ ‫بالدرجة الأ�سا�س‪ ،‬فهي املزامنة‬ ‫لأبنائها فرتة �أطول من �أي كائن‬ ‫�آخر‪ ..‬ويكون تعلقهم بها �أ�شد‪..‬‬ ‫فعليها �أن تكون ِن ْعم الأم القيادية‬ ‫ال�شاعرة بامل�س�ؤولية املتحتمة عليها‬ ‫رب الأمان‪ ..‬ال �أن تكون‬ ‫يف �أخذهم ل ّ‬ ‫هي ال�سبب يف ت�شتت �أ�سرتها‪،‬‬ ‫نتيجة عدم تقديرها للبعد الرتبوي‬ ‫الذي �أوكلته �إليها ال�سماء‪ ،‬والفطرة‬ ‫التي ُجبلت عليها‪.‬‬ ‫ون�شاهد يف املجتمع حاالت‬ ‫ايجابية كثرية لأمهات فقدن‬ ‫�أزواجهن �أو تطلقن‪ ،‬لكنهن �أكملن‬ ‫م�سرية الأ�سرة بكل نقاء‪ ،‬و�أو�صلتهم‬ ‫ملراتب حمرتمة من غري �أن ي�ؤثر‬

‫غياب الأب �شيئ ًا‪ ..‬بعك�س الأب حني‬ ‫يفقد زوجته‪ ،‬تراه متخبط ًا يف كيفية‬ ‫التوفيق بني عمله وتربية �أبنائه‪،‬‬ ‫فيت�شتتون ال حمالة‪!..‬‬ ‫فهي ر�سالة حتية و�إجالل و�إكبار‬ ‫لكل �أم زينبية قيادية ر�سالية‪� ،‬آلت‬ ‫على نف�سها اال�ضطالع بدور خالق‬ ‫ومت�ألق يف جعل الأ�سرة هادئة‬ ‫هانئة م�ستقرة‪ ،‬متبعة لأخالقيات‬ ‫جمتمعها ودينها‪ ،‬بعيد ًا عن الإفراط‬ ‫والتفريط‪ ..‬ور�سالة لكل بناتنا يف �أن‬ ‫ي�أخذن بزمام املبادرة يف حت�صني‬ ‫�أنف�سهن التح�صني الفاعل‪ ،‬بعيد ًا‬ ‫عن �شذوذ النزوات‪ ،‬واملباهج‬ ‫املزيفة امل�ستعارة‪ ،‬وااللتفات لكل ما‬ ‫يزيد من وعيهن وثقافتهن الدينية‬ ‫واملنزلية‪ ،‬والتدريب والت�أقلم مع‬ ‫حياة م�ستقبلية مع زوج يقدرها‬ ‫ويقدر ويقد�س احلياة الزوجية‪،‬‬ ‫لينعما بدفء اال�ستقرار الذي‬ ‫�أو�صانا به ديننا ونبينا الكرمي‪.J‬‬


‫كربالء بني عهدين‬

‫كما �سجلتها با�صرة الكربا�سي‬ ‫د‪ .‬ن�ضري اخلزرجي‬

‫من الثوابت يف عامل النرث �أن الكتابة‬ ‫ب�شكل عام �أدب ّ‬ ‫و�ضاء يخو�ض بحره الكثري‬ ‫وال ي�صل مرافئه �إال القليل‪ ،‬وهذا النفر‬ ‫القليل يرتفع بع�ضهم فوق بع�ض درجات‪،‬‬ ‫بح�سب احلقل الذي يحرث فيه الأديب‬ ‫وي�شتل ف�سائله‪.‬‬ ‫و�أدب الرحالت هو واحد من فنون الكتابة‬ ‫النرثية التي �شاعت منذ �أن عرف الإن�سان‬ ‫الكتابة والتدوين‪ ،‬ويف كل لغة و�أدبها ا�شتهر‬ ‫رحالة جابوا البلدان‪ ،‬ونق�شوا على �سجل‬ ‫الذاكرة م�شاهداتهم وما التقطته عد�سة‬ ‫�أنظارهم وما ر�شح عن ر�ؤاهم‪ ،‬ولهذا تقفز‬ ‫اىل الواجهة �أ�سماء مثل‪ :‬ماركو بولو املتوفى‬ ‫�سنة ‪1254‬م‪ ،‬وفا�سكودي غاما املتوفى �سنة‬ ‫‪1460‬م‪ ،‬وفرديناند ماجالن املتوفى �سنة‬ ‫‪1480‬م‪ ،‬و�إبن بطوطة اللواتي الطنجي‬ ‫املتوفى �سنة ‪1377‬م‪ ،‬وغريهم كثري‪.‬‬ ‫فالقا�سم امل�شرتك لكل ه�ؤالء الرحالة‬ ‫بغ�ض النظر عن الدوافع التي دعتهم اىل‬ ‫ال�سوح يف البلدان ويقطعون الأنهار والبحار‬ ‫والوديان‪� ،‬أنهم ي�سجلون م�شاهداتهم‬ ‫وانطباعاتهم عما يرون وي�سمعون‪،‬‬ ‫وبع�ضهم يزاوج بني الر�ؤية العيانية وبني‬ ‫�إبداء الر�أي‪ ،‬وبع�ضهم ي�ضع نف�سه مبقام‬ ‫�آلة الت�صوير والت�سجيل يقيد ما يرى ويرتك‬ ‫وجهات النظر والإنطباعات لكتابات �أخرى‬ ‫�أو لآخرين ديدنهم التنقيب يف الرتاث‪.‬‬

‫و�إىل جانب �أدب الرحالت يت�صدر عامل‬ ‫الكتابة �أدب امل�شاهدات الذي يجمع بني‬ ‫امل�شاهدة الذاتية وبني الر�ؤية ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫ويتميز هذا الأدب �أن العد�سة فيه ذاتية‬ ‫الذبذبة‪� ،‬أي �أن امل�شاهدة من داخل البيت‬ ‫على غرار "�أهل مكة �أدرى ب�شعابها"‪ ،‬حيث‬ ‫يحرر الكاتب والأديب م�شاهداته عما يجري‬ ‫حوله يف املدينة او البلد الذي يعي�ش بني‬ ‫ظهرانيه لت�صبح ما �سجلته حمربته حتفة‬ ‫�أدبية قيمتها يف توثيقها للواقع الإجتماعي‬ ‫وما ير�شح عنه‪ ،‬متثل ذاكرة متجددة يعود‬ ‫اليها الأبناء والأحفاد‪ ،‬و�أدب امل�شاهدة‬ ‫هو �أقرب اىل �أدب املذكرات حيث ي�سجل‬ ‫املرء ذكرياته التي تنطوي على م�شاهدات‬ ‫وت�صورات ور�ؤى وقراءة ذاتية للواقع‪.‬‬ ‫بني يدي كتاب "كربالء كما �شاهدت"‬ ‫يثبت فيه الفقيه �آية اهلل ال�شيخ حممد‬ ‫�صادق الكربا�سي جانبا من م�شاهداته‬ ‫يف مدينة كربالء املقد�سة‪ ،‬حيث م�سقط‬ ‫ر�أ�سه يف الع�شرين من �شهر اكتوبر ت�شرين‬ ‫الأول عام ‪1947‬م حتى خروجه منها �سنة‬ ‫‪1971‬م‪ ،‬والكتاب يف ‪� 80‬صفحة من القطع‬ ‫املتو�سط �صدر حديثا (‪2017‬م) يف كربالء‬ ‫املقد�سة عن دار الوارث للطباعة والن�شر‬ ‫و�أ�شرفت على طباعته �شعبة �إحياء الرتاث‬ ‫الثقايف والديني بق�سم ال�ش�ؤون الفكرية‬ ‫والثقافية يف العتبة احل�سينية املقد�سة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.