عالج االدمان من المخدرات االدمان في عالمنا المعاصر ُمشكلة تهدد الوجود البشري كله ،وعلى المستوى القومي أصبحت لها جوانب سياسية واجتماعيَّة ،وتربوية ودينية واقتصادية. إ َّن هناك نوعًا جديدًا من الحرب الموجهة ِضد َّ شعوبنا في العالم الثالث ،حرب ال يستعمل فيها طائرات ،وال صواريخ، يروج تِجارتها عن قصد في وإنَّما هي حرب العقول المس َّممة ،واألجساد المدمرة ،التي تكون أدواتها المخدِرات ،التي ِ بالد ُنا عن طريق أيد خفيَّة؛ للقضاء على كل جوانب العقل والجسم تدريجيًّا إلى أن يصل إلى حد الضياع ثم الموت.
انزالق الشباب في دائرة أصدقاء السوء: لماذا يتعرف الشباب على أصدقاء السوء؟ وهل من السهل أن يقلد شاب شابًّا آخر غيره عندما يراه يشرب السيجارة، أو يتناول نوعًا من المخدِرات؟ والرد على هذين السؤالين يتمثل في: إ َّن الشباب يلجأ دائ ًما إلى الحماية ،ويبحث عن الصدر الحنون الذي يتلقَّاه ،ويعيش آالمه وأحزانه و َمشاكله ،وإلى من بعض المشاكل في محيط أسرته ،أو مدرسته ،أو في يستمع إليه ،ويُشاركه في الهروب من واقعه ،إذا كان بالفعل يعيش َ الجامعة ،أو في العمل. صدرا زائفًا ُمخادعًا ،يدفع على الفساد ،ويسعى إلى تحطيم الشباب ،ويتمتع بأن يرى كُ َّل وقد يكون الصدر الحنون هو ً يوم فريسة أو أكثر للشَّباب الخداع ،الذي ينصبها كل يوم لهذا الغرض. الشر والضَّالل من التائهين والضَّائعين ،أو من اللصوص المتاجرين وهذا الصَّدر الحنون هم رفاق السوء ،وأفراد ِ بالسموم والمخدرات ؛ كي يُحققوا الثَّراء على حساب جثث ضحايا هم من الشباب. صا إذا افتقدوه في محيط أسرتهم ،ومن فالشباب يبحث عن الحب والتفاهُم ،ويسعى لكي يجدَ ذلك من أي مصدر ،خصو ً ثم ينبغي على الوالدين أن يعامال أبناءهما بكل ود وحب ،فالحب خير وقاية للشباب من الدخول في دائرة االنحراف واإلدمان.
التقليد األعمى -أسبابه ودوافعه: والسؤال الذي يطرح نفسه اآلن :هل من الممكن أن يقلد الشباب َ غي َرهم في تعاطي المخدِرات؟ صا إذا ما كان المتعاطي ذا جاه ،أو مركز ،أو شهرة. نعم ،من الممكن أن يتعاطى الشَّباب المخدِرات لمجرد الت َّقليد ،خصو ً يصادقه ،ويتشبه به دون وعي أو تمييز ،ودون معرفة لحقيقة أمر هذا المثل األعلى بالنسبة له ،وهو في الحقيقة مثل سيِئ ،يَت َوارى بالمظهريَّة الكاذبة وراء ستار السُّاللة أو الجاه من كل أنواع الفسق والضالل. وعليه؛ فإ َّن هناك أسبابًا وعوامل هي التي تؤدي بالشباب إلى االنحراف واإلدمان والتقليد األعمى ومنها: -1انشغال الوالدين أو أحدهما عن األبناء؛ لظروف العمل المستمر ،أو السفر ،أو مرض مزمن ،فال رقابة هناك ،ومن ثم يفعل األبناء ك َّل ما هو متوقع ،وما ليس متوقع. -2لجوء بعض اآلباء إلى القسوة والعُنف والشدة في تربية األبناء ،فذَ َوبان الود والحب والحرمان منهما يدفع الشباب إلي البحث عنه ،واالحتماء بأي ِ صدر حنون ،حتى ولو كان هذا الصدر الحنون خداعًا. -3عدم تشجيع الوالدين ألبنائهما قد يكون سببًا في االنحراف. ومن ثم ال بد من المشاركة المعنوية ،واالهتمام باألبناء ،وعدم اللجوء إلى العنف؛ حت َّى ال ينزلق الشباب في دائرة االنحراف.
أنواع المخدرات ،وأضرارها: أنواع المخدرات كثيرة ،لكننا آثرنا أن نبدأ بالبانجو؛ ألنَّه انتشر بصورة مذهلة في اآلونة األخيرة ،تعاطاه الصغير والكبير ،بل وصلت الدرجة إلى أنه أصبح يتعاطى عيانًا.
البانجو سهل الحصول عليه ،وهو يلف في سجائر ،ويُس َّمى( :الصاروخ)؛ ألنه يلف في الورق على شكل مخروطي. اآلثار الضارة للبانجو: - 1إن المادة الفعَّالة للبانجو يُؤدي تعاطيها بأي وسيلة لحدوث تَلَف في خاليا المخ المسؤولة عن الذَّاكرة ،وبمرور الرجال. الزمن يفقد المتعاطي ذاته ،ويقل تبعًا لذلك ذكاؤه ،وتسبِب هذه المادة العقم عند ِ والرئة بدرجة أكبر مما يُحدثه النيكوتين ،كذلك له آثار نفسيَّة سيكولوجيةَّ مثل: - 2كما أنَّها تتسبب في سرطان الفم ِ الهلوسة ،يتصور المتعاطي ُرؤيةً أشبه باألحالم بها أشباح َمخلوقات ،وأناس يحومون حول الشخص المتأثر بالمخدر. -3واإلحساس المفرط بجمال األلوان ،والشُّعور بأنها زاهية ،ومعبرة عن الراحة والبهجة ،والجنوح إلى الهدوء ،وعدم الحركة ،والبعد عن الضَّوضاء. المتحرك قد -4كما يخرج المتعاطي عن ذاته ،ومراقبة جسده في تح ُّركاته وتصرفاته ،وعدم االهتمام بهذا الجسد ِ الشخص لكثير من الحوادث ،فضالً عن أ َّن المتعاطي تنمو بداخله ال َّرغبة في االنتحار. يعرض َ ِ -5كما أنَّه يصيب معظم خاليا الجهاز العصبي ،ويشعر المتعاطي بالخوف ،واالضطراب والتبلُّد ،وضعف السَّمع، وكوابيس مخيفة ،ويعاني الهل َع ،كما يؤدي إلى حدوث اضطرابات ذهنية ،وضَعف في اإلدراك ،فيؤثر على مناطق الذَّاكرة والتركيز في المخ. الرئة والمسارات والحويصالت الهوائيَّة ،ويسبب سرطان الفم والمريء والبلعوم. -6كما يضر ِ -7البانجو ينتج عنه شعور بالكسل ،والت َّراخي ،وبالت َّكرار يتعود الشخص عليه؛ للت َّخلص من حالة الكآبة التي ت ُالزمه، وضعف المناعة؛ بسبب انخفاض عدد كرات الد َّم البيضاء. والتي تتزايد بمرور الوقت ،ويترتب على ذلك إدمانُه، ُ صعُوبة النوم والقلق، -8قد يعاني المدمن نوبا ِ ت صرع ،فيشعر برعشة في يديه ،وتوت ُّر عصبي ،وميل إلى القَيء ،و ُ ومع تزايد الكمية التي يتعاطاها قد يحدث التسمم ثم الوفاة.
صا خامدًا هامدًا ،ال حراكَ له ،وال نفع منه ،هل وغيرها من األضرار ،واألمراض التي ت ُودي بحياة اإلنسان ،وتجعله شخ ً يُمكن ِل ُجثَّة هامدة أن ت ُسهم في بناء األمة والمجتمع؟! هل يُمكن لشخص كسول ،فاقد التركيز ،مليء باألمراض أن ينهض بوطنه؟!
بالطبع ال ،فبناء الوطن يحتاج إلى أبناء أصحاء نفسيًّا وعضويًّا وعقليًّا؛ لكن البانجو أذهب كل شيء ،فمات الشخص إكلينيكيًّا ،ومات معه مجتمعه حضاريًّا.
ظاهرة تدخين الشيشة:
إن مادة "القطران" الداخلة في صناعة (معسل الشيشة) هي مادة مسرطنة ،تدمر جدران الحويصالت الهوائيَّة ،وتسبب تمددها. إدمان الخمور: -1إ َّن إدمان الخمور والكحول باختالف أنواعها قد يُؤدي بمرور الوقت إلى تلف أنسجة الجسم ،كما يُؤدي بدوره إلى المريء ،ونزيف من تلك الدوالي. تليُّف الكبد ،فتختل وظائفه ،ويزيد ضغط الد َّم في الوريد البابي إلي حدوث دوالي في ِ -2كما يحدث التهاب ُمزمن في المعدة ،وتقرحات بالغشاء المخاطي المبطن لها؛ مِ َّما يساعد على حدوث نزيف من الجهاز الهضمي ،مع تفاقُم اختالل وظائف الكبد ،ويشعر معه الشخص باإلعياء ألقل مجهود. -3ويزيد منسوب مادة الصفراء في الدم ،ويتغير لون الجلد. -4كما يتأثَّر المخ نتيجة إلدمان الخمر ،وتبدأ الوظائف العقليَّة في االنحالل ،وتختل الذاكرة ،وتقل القُدرة على التركيز في العمل ،ويتغير سلوك المدمن االجتماعي ،وقد يميل إلى العُدوانية والشَّراسة ،كما يفقد احترامه لنفسه ،ولآلخرين، وقد ينتهي األمر بالمدمن إلى الجنون. -5كما يُعاني مدمن الخمور حالةَ هياج ورعشة واضحة ،وهالوس بصرية ،وإحساس كاذب باالضطهاد. -6يصاب مدمن الخمور بمرض (فيرنيك)؛ نتيجةً لنقص فيتامين (ب 1الثيامين) ،وأعراض هذا المرض تشمل: ً الهذيان ،ومشية غير ثابتة ،وتنميل وشكشكة في اليدين والقدمين؛ بسبب التهاب في األعصاب ،كما يحدث أحيانا شلل في العضالت المحركة للعين ،واضطراب في ال ُّرؤية. -7كما يصاب مدمنو الخمور بمرض (كورسا كوف) ،وهو مرض نفسي يتميَّز بوجود اضطرابات مميزة في الذَّاكرة ،مع التهاب في األعصاب ،والمريض في تلك الحاالت يفقد القُدرة على تعلم شيء جديد ،وينسى ما فعله خالل خمس دقائق، وقد يتوهَّم في نفسه العظمة ،وال يدرك حقيقة أمره. إدمان العقاقير: إدمان العقاقير يعرف بأنَّه حالة تسمم ُمزمن ،راجع إلى ت َكرار تعاطي عقار ُمعين ،مع ال َّرغبة الشَّديدة في استمرار تعاطي هذا العقار بجرعات ُمتزايدة ،وفي تلك الحاالت يصبح المدمن محتا ًجا نفسيًّا وجسمانيًّا لهذا العقار ،وال يستطيع االستغناء عنه بسهولة ،بال َّرغم من التأثيرات الخطيرة الضارة التي يحدثها العقار في بدنه. والعقاقير التي تسبب مثل هذا النوع تشمل :المورفين ومركباته ،واألفيون ،والهيروين ،والكوكايين ،واألمفيتامين، وعقاقير الهلوسة والحشيش في صورة حقن ،وأقراص ،الترامادول ،وبودرة ،وخطورتها تك ُمن في األمراض النفسيَّة التي ت ُؤدي إليها ،والحاالت العقلية الشاذة التي تقود إلى حدوث الكثير من الجرائم البشعة.
الحشيش وأضراره: -1ينتج عن تعاطي الحشيش حالة من التهيُّج ،وفقد التحكم في النفس ،مشابهة للحالة التي تحد ُث نتيجةً لشرب الخمر، ويُصاحب ذلك تخدير في الجسم ،عندما يتزايد التأثي ُر يفقد الفرد القُدرة على التوافُق العقلي ،بمعنى أنه ال يستطيع القيام بمجهود عضلي ُمتناسق ،أو يؤدي حركات عضليةً دقيقة تحتاج إلى مهارة خاصَّة ،حت َّى لو كان سبق التدريب عليها. -2كما أ َّن الجرعات الكبيرة تحدث تنشيطاتها في الجهاز العصبي ،وتؤدي إلى حدوث غيبوبة ،وفشل في الجهاز التنفسي. -3كذلك يعاني مدمن الحشيش ،ويَجنح به الخيال ،ويصبح في حالة حالمة ،كما يصبح قليالً لإليحاء ،واالقتياد لغيره. -4كما يؤدي تعاطي الحشيش إلى ارتِخاء عضلي ،وضعف في ردود الفعل المنعكسة ،وبُطء في االستجابة لل ُمؤثرات، واحتقان في العينين ،وزيادة في الشهية ،وميل للقيء في بعض األحيان.
األفيون وخطورته: األفيون يعمل على تغيير مكونات الد َّم ،والتهاب في بعض المفاصل ،وضعف عام ،وأنيميا ،ونقص في الوزن ،والتهاب في مجرى البول ،وخمول وسُل وأرق. كما أ َّن تعاطي األفيون بكميات كبيرة قد يؤثر مباشرة على ضربات القلب ،ويُؤدي إلى ضيق وارتجاج في صمامات القلب.
الكوكايين: الكوكايين ينتمي إلى مجموعة العقاقير التي يُمكن أن تستخدم في التخدير الموضعي ،ومن ثم فهو يعوق توصي َل اإلشارات العصبيَّة إلى األعصاب الطرفية ،سواء كانت حسية أم طرفية.
والكوكايين سري ُع االمتصاص من األغشية المخاطيَّة ،مثل :األغشية المخاطية المبطنة لألنف والبلعوم والجهاز التنفسي بوجه عام؛ أل َّن تلك األغشية غنية باألوعية الدموية التي يُمتص الكوكايين خاللها؛ ومن ثم يُمكن للكوكايين أن يحدث آثارا مختلفةً على أجهزة الجسم؛ نتيجة المتصاصه من خالل تلك األنسجة ،وتلك اآلثار هي: ً -1تنشيط لمراكز عصبيَّة في الجهاز العصبي المركزي ،يعقبه تثبيط أو هبوط ،ونتيجة لمرحلة الت َّنشيط؛ أي :الهبوط األدنى يحدث ارتفاع في ضغط الدم ،وتهيج وتنشيط للتنفس ،ورعشة في األطراف ،وتشنُّجات عضلية ،وفي مرحلة التثبيط (الهبوط) التالية لذلك َيحدث هبوط في ضغط الد َّم ،وفشل في التنفس ،وغيبوبة قد ت ُؤدي إلى الوفاة. -2تثبيط (هبوط) لعمل القلب ،وضَعف في قوة انقباضه. -3اتِساع في حدقة العين يُؤدي إلى حدوث زغللة ،واضطراب في ال ُّرؤية. -4انقباض في األوعية الد َّموية في الجلد ،فيصبح لونه باهت ًا شاحبًا ،وبارد الملمس ،وتزداد إفرازات العرق منه. صعُوبة في التنفس قد ت ُؤدي إلى حدوث زرقة الجسم. ُ -5 -6كما أ َّن الكوكايين قد يُؤدي إلى أضرار بالغة ببعض خاليا المخ التي يُمكن أن يدمرها؛ مما يصيبه بعاهة مخية مستديمة ،وانقباض األوعية الد َّموية الناتج عن إدمان الكوكايين يُؤدي إلى مشاكل أنفية ،وضمور في األغشية المب ِطنة لألنف ،عن طريق شم هذه األنسجة المحيطة بها. ضمورا في حجم أجزاء كثيرة من المخ ،ينتج عنه آثار سلبيَّة على فكر اإلنسان ،وقُدراته -7كذلك الكوكايين يعمل ً الذهنيَّة ،ويفقد تدريجيًّا اتِزانه العقلي والحركي ،وتنقلب حياته ما بين العصبية ال َّزائدة واالكتئاب وعدم التركيز. ت الخوف والفزع والقلق ،التي ال ترتبط بموقف معين ،وهذه النوبات تؤدي إلى -8كما يعاني مدمن الكوكايين نوبا ِ سرعة دقَّات القلب ،وآالم في الصدر ،وإحساس بالدوخة ،يصاحبها الخوف ،أو الموت ،أو الجنون ،ومخاوف من ارتياد األماكن العامة.
المورفين: بصرف النَّظر عن مصدره ،ودون أن يعالج أسبابه؛ ولذلك يستخدم طبيًّا في بعض المورفين عقار ُمخدر يزيل األلم، ِ األحيان إلزالة آالم الذَّبحة الصدرية ،أو المغص الكلوي أو المراري الشَّديد ،إضافةً إلي العقاقير األخرى التي تستخدم في معالجة تلك الحاالت.
ويحرم استعمال المورفين ،وتكرار استعماله بدون إذن الطبيب؛ ألنَّه من السهل إدمانه عند تكرار تعاطيه.
ُ فيحدث حالة من نقص التحكُّم في النفس ،واالنبساط ،والميل إلى النوم، والمورفين أيضًا يؤثر على الجهاز العصبي، وتشوش في الفكر ،كما ينشط مركز القيء في المخ ،ويثبط مركز السُّعال.
كما أنَّه يحدث بُطأ ً في سرعة دقَّات القلب عند تعاطيه بجرعات كبيرة ،كما يحدث اتساعًا في األوعية الد َّموية ،وهبو ً طا في ضغط الدم ،قد يؤدي إلى دوخة وإعياء.
ومن تأثيرات المورفين بالنسبة للجهاز الهضمي ،إضافةً إلى الميل للقيء -أنه يحدث إمساكًا شديدًا ،كما يحدث تقلُّصات في القنوات المرارية تؤدي إلى إعاقة تصريف سائل المرارة ،ويؤثر ذلك على الهضم ،وعلى عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.
وبالنسبة للعين يُؤدي إلى حدوث ضيق في اتِساع حدقتها ،وهذا الضيق من العالمات الدالة على تعاطي المورفين والتسمم به.
وبالنسبة للجهاز التنفسي قد يُحدث هبو ً طا شديدًا في مركز التنفس؛ ِم َّما يعرض حياة المدمن للخطر ،كما يفقده القُدرة على السعال بسهولة عند دخول الغبار والذرات الغريبة في الجهاز التنفسي ،وفقد القُدرة على السعال يساعد على حدوث التهابات بالممرات الهوائية للرئتين ،والجرعات الكبيرة من المورفين قد ت ُؤدي إلى حدوث غيبوبة ،يعقبها الوفاة.
وبعد ،فهذه نبذه عن أنواع المخدِرات ،وتأثيراتها الضَّارة على جسم اإلنسان ،وصحته وعقله وشخصيته نخلص منها إلى:
آثار المخدرات على الفرد والمجتمع: -1ما من شك في أن تعاطي المخدِرات فيه دمار للفرد والمجتمع ،دمار للفرد؛ حيث تقضي عليه تما ًما ،وتنهك قواه، صا ال جدوى منه ،عياال ً على أسرته والمجتمع. وتصيبه بالعديد من األمراض ،فيصبح شخ ً -2تفسد معاني اإلنسانية فيه ،ويفقد الحماسة في الدفاع عن وطنه؛ بل تكسل نفسه عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل. -3إ َّن اإلدمان قد يؤدي إلى السَّرقة ،فالمدمن يريد الحصول على المخدر ،وإذا لم يتوفر له المال ،فإنَّه يسعى إليه بكل الطرق ،حت َّى لو سرق أقرب المقربين إليه ،وإذا لم ينجح قد يدفعه ذلك إلى ارتكاب الجرائم ،من أجل المال ،لدرجة أ َّن االبن قتل أباه؛ ألنَّه في هذه اللحظة مسلوب اإلرادة ،فاقد العقل ،كل ما يسيطر عليه هو ال َّرغبة في الحصول على المخدر. -4و ادمان المخدرات له أثر ضار على الد َّخل القومي؛ نتيجةَ المبالغ الضَّخمة التي ت ُه َّرب إلى الخارج بالعُملة الصعبة غالبًا؛ الستجالب تلك السموم الفت َّاكة إلى داخل المجتمع ،فتفترس هذه السُّموم اقتصادَ المجتمع وتخربه. -5وأسوأ ما في اإلدمان أنَّه قد يُؤدي بصاحبه إلى اإلصابة بأخطر أمراض العصر ،وهو :اإليدز ،الذي يدمر جهاز المناعة في جسم اإلنسان ،فيصبح الجسم فريسة لكل األمراض. كثيرا من األضرار لمن حوله ،من أفراد أسرته وأصدقائه -6وتحت تأثير المخدِرات يكره المدمن ذاته ،ويسبب ً وزمالئه ،أضرار مادية ومعنوية ،وقد يدفعه اإلدمان إلى التفكير في االنتحار.
وهكذا فسد الفرد ،وما دام الفرد قد فسد ،فإ َّن مجتمعه هو اآلخر في خطر ،فعلى كل عاقل أن يُحاول قدر طاقته محاربة هذا الوحش الخامد بداخله ،وهو إدمان المخدِرات.
وعلى العاقل أن يدرك الجوانب الخفية في العالقات السريَّة بين أقبح مظاهر اإلدمان في العصر الحديث ،التي ابتلي بها س ِن ت َق ِويم} [التين ،]4 :وزيَّنه بنعمة العقل الذي سانَ فِي أَح َ اإلن َ اإلنسان ،الذي خلقه ربَّه في أكمل صورة؛ {لَقَد َخلَقنَا ِ يستطيع به أن يفرق بين الذي ينفعه والذي يضره ،وإنَّنا ال نجد شيئ ًا أمر هللا به إال وفيه فائدة الخلق ،أو حرمه إال وفي إتيانه ضر ُر الخلق.
فَليَ ِع كل إنسان أ َّن اإلسالم بدعوته القويَّة الواعية َ ب بما فيه سعادته ،من عمارة الكون ،ومن حفظ المال ،وحفظ طالَ َ َ َ زَ سعِي ِد ب ِن يد -رضي هللا عنه -قا َل :قا َل النفس ،وجعل الموت في سبيل صيانتها من أعظم أنواع الشهادات؛ فعَن َ ش ِهيدَ ،و َمن قُتِ َل د ُونَ دِينِ ِه َرسُو ُل َّ ِ ش ِهيدَ ،و َمن قُتِ َل د ُونَ أَه ِل ِه فَ ُه َو َ سلَّ َم َ (( :-من قُتِ َل د ُونَ َما ِل ِه فَ ُه َو َ اّلل ُ َ اّلل َ - صلَّى َّ علَي ِه َو َ ش ِهيد))؛ رواه الترمذي ( ،)1421والنسائي ( ،)4905وأبو داود (،)4772 ش ِهيدَ ،و َمن قُتِ َل د ُونَ دَمِ ِه فَ ُه َو َ فَ ُه َو َ وصححه األلباني في "إرواء الغليل" (.)798
هل المخدرات حرام؟: علَي ِه ُم ال َخبَائ َِث} [األعراف.]157 : قال تعالىَ { :وي ُحِ ُّل لَ ُهمُ الطَّيِبَا ِ ت َوي ُ َح ِر ُم َ
ُور وال َخد ََر في األطراف، نهى رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -عن ك ُِل ُمسكِر و ُمفتِر ،والمفتر هو كل ما يورث الفُت َ س ُن ب ُن عَمرو عَن الحك َِم عَن وهو ما ينطبق على المخدِرات؛ حيث جاء في الحديثَ " :حدَّثَنَا اب ُن ن ُ َمير قَا َل :أَخبَ َرنَا ال َح َ اّلل -صلَّى هللا عليه وسلَّم -عَن ك ُِل ُمسكِر َو ُمفتِر"؛ أخرجه سلَ َمةَ تَقُولُ :نَ َهى َرسُولُ َّ ِ سمِ ع ُ ت أ ُ َّم َ شَه ِر ب ِن َحوشَب قَا َلَ : أحمد واألربعة ،وصححه ابن حبان.
ويدخل في الخمر ك ُّل ُمسكر ،سواء كان مائعًا أم جامدًا أم سائالً أم مطبو ًخا ،وفي ذلك روى أبو داود ،والترمذي ،وابن خمرا، خمرا ،ومن الشعير ماجه ،عن النُّعمان بن بشير قال :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم (( :-إ َّن من الحنطة ً ً خمرا))؛ زاد أبو داود(( :وأنا أنهى عن كل مسكر)). خمرا ،ومن العسل خمرا ،ومن التمر ومن الزبيب ً ً ً
عالج االدمان كل ما سبق نستطيع أن نخلص إلى أ َّن دواف َع سُقُوط الشباب في دائرة اإلدمان تتمثل في: وبعد ِ -1عدم االهتمام من قِبل الوالدين بأبنائهما ،سواء باالنشغال عنهما ،أم بعدم مراقبتهما ألبنائهما ،ومن ثم نُناشد كل أب وكل أم ضرورة االهتمام باألبناء ،والمراقبة الدائمة لتصرفاتهم. -2لجوء بعض اآلباء واألمهات إلى القسوة والعُنف في تربية األبناء؛ مما يدفع األبناء إلى الهروب من هذه القَسوة للبحث عن الصَّدر الحنون ،وقد يكون هذا الصدر الحنون هو الطامة الكُبرى الممثلة في أصدقاء السُّوء ،أو غيالن المخدِرات. الشد َّة واللين. ومن ثم فالح ُّل يك ُمن في ضرورة أن يلجأ اآلبا ُء إلى الحب ،و ُمعاملة األبناء معاملة تجمع بين ِ -3عدم اهتمام المدارس والجامعات بالشَّباب ،واالقتصار فقط على تقديم المناهج العلميَّة ،كما أ َّن الفراغ الذي يعيشه طالب الجامعة ،وعدم الحرص على االنضباط الذي يسَّرته له الجامعة ،دفع الكثير من الشَّباب إلى اللهو والعبث ،ومن ثم ُ نناشد المدارس والجامعات ضرورة العناية بالشباب ،وتكثيف النَّدوات الخاصة بتبصيرهم بمخاطر اإلدمان ،وتوقيع الكشف الطبي الد َّوري على الطالب. -4حالة الفراغ والبطالة التي يعيشُها كثير من الشباب؛ مما يدفعهم إلى الهروب من واقعهم المؤلم ،ومن لَوم المحيطين بهم ،فيلجؤون إلى وسيلة تفصلهم عن الالئمين ،فينزلقون في دائرة اإلدمان أو اإلرهاب.
صعب على ومن ثم فالح ُّل هو الصبر على هؤالء الشباب ،ومحاولة إيجاد فرص العمل لهم ،وهذا الحل ليس ببعيد أو َ المسؤولين.
-5ضعف الوازع الديني ،وعدم التماسُك ،وقِلَّة المعرفة بأمور دينهم ،وعالج هذا :غرس القيم الدينية هو األفضل في ُمواجهة مشكلة اإلدمان ،ومن لديهم استعداد لإلدمان؛ أي :العلم المدعم باإليمان هما معًا أقوى األسلحة في مواجهة المخدرات.
نبذه عامه عن مؤسسة االمل من نحن ؟ مستشفى األمل العالميه هى مستشفى دوليه تأسست منذ عام 2999م وتضم مراكز وبيوت إلعادة التأهيل الطبي والنفسي وعالج االدمان ،ضمن البرتوكوالت األمريكية واإلنجليزية المستندة على ادلة علمية بحثية ،ومخرجات عالجية دالة ،وهى تقوم على حث مجتمع عالجي بشكل متخصص وعالي المهنية لمواجهة قضايا االدمان واالضطرابات لنفسية المتالزمة وقضايا الطب النفسي. نعمل على خلق مجتمع عالجي بشكل محترف لمساعدة متعاطي المخدرات وعائالتهم على مواجهة االدمان بكل جوانبه كما تعمل على قضايا الطب النفسي من خالل منظومه طبيه محترفه متخصصه فى مجاالت الطب النفسى و عالج االدمان.
المزيد عن مستشفى االمل /http://hopeeg-doctors.com/service/about-us http://hopeeg.com/why-us
رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/Sharia/0/6509/#ixzz2nCgREhgr :