AW Q1 2019 - Arabic

Page 1

‫الصفحة ‪8‬‬ ‫ت‬ ‫ال� بَنت أُ َّمة‬ ‫المرأة ي‬

‫الصفحة ‪10‬‬ ‫الرب يَ ْرف َُع ِ ن ي�‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫استعادة صورة هللا‬

‫الصفحة ‪16‬‬ ‫جوهر خ ّطة هللا‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫العربية‬

‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪1‬‬


‫ت‬ ‫واالح�ام‬ ‫الرعاية‬

‫العربية‬

‫حول الغالف‬

‫تانيا بيجنار هي أمينة صندوق‬ ‫الع�يـة ف ي� تـل أبيـب‪ .‬هي‬ ‫الكنيسـة الناطقـة باللغـة ب‬ ‫ف� أ‬ ‫الصـل مـن مولدوفا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الع�يـة ليسـت لغتهـا‬ ‫على الرغـم مـن أن اللغـة ب‬ ‫أ‬ ‫مدرسـة نشـطة‬ ‫الم‪ ،‬إال أنهـا تتحدثهـا بطالقـة وهي ّ‬ ‫الع�يـة‪.‬‬ ‫لدليـل دراسـة الكتـاب المقـدس باللغـة ب‬ ‫‪Cover Photo: Tor Tjeransen / ADAMS‬‬

‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬ ‫ن‬ ‫يرفع�‪ :‬استعادة صورة ‬ ‫هللا‬ ‫الرب‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الرب ‬ ‫د‬ ‫السي‬ ‫من‬ ‫ّم‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ّ ّ‬

‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬

‫الكلمة‬ ‫تأمالت روحية ‬

‫‪8‬‬

‫ت‬ ‫كنيس�‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫موسوعة الخبار ‬ ‫نظرة شامل أة ‬ ‫اللفية ‬ ‫أصوات‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪16‬‬

‫اليمان العامل‬ ‫إ‬ ‫أتسمح يل بأن أقص عليك قصةً ؟ ‬

‫‪14‬‬

‫بقلم بيل نوت‬

‫الخش� الذي أصبح مقبضه أملسا بسبب عقود من‬ ‫تدق الذرة بمدق جدتها‬ ‫كانت ّ‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫االستخدام‪ .‬وتجمع ما ّتم طحنه ي� قعر الهاون بانتظار يداها المتدربتان لتصنع منه كعكات‬ ‫صغ�ة إلطعام عائلة مكونة من سبعة أفراد‪ .‬إنها تستحق أن تكون موضع إعجابكم‪.‬‬ ‫ذرة ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ترتِّب طيات ثوبها السود ي� انتظار مناقشة أهم قضية ي� حياتها المهنية أمام‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� يمكن أن ِتهب الحق ف ي� بلدها للطالب‬ ‫المحكمة العليا ي� بالدها ‪ -‬وهي القضية ي‬ ‫الذين يحفظون السبت ت‬ ‫يتس� لهم إجراء امتحاناتهم الوطنية ف ي� يوم آخر عدا‬ ‫ح� ن ّ‬ ‫السبت‪ .‬إنها تستحق صالتكم من أجلها‪.‬‬ ‫تحسست أصابعها مفاتيح آلة أ‬ ‫الرغن الموسيقية القديمة ف ي� الكنيسة الخالية من‬ ‫المتعبدين ليلة الخميس تلك‪ ،‬حيث كانت تتدرب عىل تال�انيم ت‬ ‫ال� ستؤديها مجموعة‬ ‫ي‬ ‫المؤمن� خالل خدمة العبادة يوم السبت‪ .‬همست قائلة‪« :‬يا رب ساعد هذه أ‬ ‫ين‬ ‫الصابع‬ ‫المس ّنة عىل العزف مرة أخرى»‪ .‬إنها تستحق أن تكون موضع إعجابكم‪.‬‬ ‫تحدق ف ي� كتاب الرياضيات ّثم ترتسم ابتسامة خفيفة عىل شفتيها‪« .‬نحن مستعدون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫اس ي� استباق الختبار الغد ‪ -‬االختبار الذي سيؤدي‬ ‫يا يسوع»‪ ،‬تتمتم من مكتبها الدر ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫إىل ترسيخ سمعتها المكتسبة بشق النفس كأفضل طالبة رياضيات ي� المدرسة‪ .‬إنها‬ ‫تستحق أن تكون موضع إعجابكم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫العرق‬ ‫ي� أنحاء عالم الدفنتست‪ ،‬تحتضن ي‬ ‫مالي� النساء هذه الحركة الباقية مع َ‬ ‫الص� والمهارة‪.‬‬ ‫والحب و ب‬ ‫إنهن يعضدن العائالت ف� أ‬ ‫الصالت االجتماعية عندما‬ ‫ويربطن‬ ‫الصعبة‪،‬‬ ‫وقات‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫تتم مشاركتها‬ ‫ال�‬ ‫العظات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الكلمة‬ ‫يشاركن‬ ‫هن‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫باالنقسام‪.‬‬ ‫المجموعات‬ ‫تهدد‬ ‫ّ‬ ‫ي ّ‬ ‫ع� طاوالت المطبخ وع� موجات أ‬ ‫ال يث�‪ ،‬مستخدمات الهبات ت‬ ‫ال� منحها إياهن الروح‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫القدس‪ ،‬من أجل ربح النفوس ليسوع‪.‬‬ ‫إنهن يجعلن قصص الكتاب المقدس تنبض بالحياة أ‬ ‫للطفال‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الصغار ي� مدرسة السبت‪ ،‬ويضحك طالب الخامسة والع�ين من‬ ‫العمر عندما يدركون ف� نهاية أ‬ ‫المر ف ي� فصولهم الدراسية روعة كيمياء‬ ‫ي‬ ‫جسم إالنسان ف ي� امتصاص الغذاء‪.‬‬ ‫َف ُه َّن يوزعن أكياس من الصابون ومستلزمات النظافة عىل العائالت‬ ‫ال� تتعرض للزالزل والفيضانات والمجاعات‪ ،‬كما يزرعن أ‬ ‫ت‬ ‫المل ف ي�‬ ‫ي‬ ‫الصغ�ة حيث يجد جريحي المشاعر الشفاء‪.‬‬ ‫دوائر الصالة‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫أي ّكل امرأة‬ ‫يبدو أنه من يغ� ال�وري القول يب� أتباع يسوع أن كل واحدة منهن – ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ال� يستحقها‬ ‫وكل فتاة ُخلقت عىل صورة هللا ‪ -‬تستحق االح�ام و إالعجاب والحماية ي‬ ‫كل إنسان‪ .‬ولكن كل يوم تذ ّكرنا ألف قصة بأن الغواية القديمة والخاطئة‪ ،‬المتمثلة �ف‬ ‫ي‬ ‫التسلّط تجعل النساء ضحايا ث‬ ‫بكث� من الرجال‪ .‬فالنساء والفتيات ي ن‬ ‫يعان� بشكل يغ�‬ ‫أك� ي‬ ‫أ‬ ‫متناسب من الخسارة والفقر والعجز والعنف‪ِ ،‬من ِق َبل‪ ،‬للسف‪ ،‬أولئك الذين ّيدعون‬ ‫أنهم يحفظون وصايا هللا ولديهم شهادة يسوع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حق هللا‪ ،‬سندرك أنه ال ّبد من تج ّنب ذلك‪.‬‬ ‫ال ينبغي أن يكون المر كذلك‪ .‬وعندما نفهم ّ‬ ‫بينما تقرأ المقاالت الخاصة ف� هذه الطبعة من «عالم أ‬ ‫الدفنتست‪ِّ »،‬‬ ‫صل من أجل قلب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫حبا‪ ،‬ومن أجل الشجاعة يال� قدمها يسوع لحماية كل َمن هم ضعفاء‪.‬‬ ‫ص�ته نعمة هللا ُم ًّ‬ ‫يّ‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‬ ‫نحن نؤمن بقوة الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات الصالة ي‬ ‫ت‬ ‫معا للكرازة عن اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا إذ نعمل ً‬ ‫(‪َ )prayer@adventistworld.org‬‬ ‫‪2‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬


‫تغطية خاصة للجلسة السنوية للمجمع العام‬

‫السكرت� التنفيذي للجلسة السنوية‬ ‫تقرير‬ ‫ي‬ ‫المرسلية‬ ‫يس ّلط الضوء عىل ُ‬ ‫بقلم‪ :‬ديزيري كاليكست وآن ستاف‬

‫السـكرت� العـام ف ي� الجلسـة السـنوية ‪ 2018‬ف ي�‬ ‫سـكرت� المجمـع العـام ج‪ .‬ت‪ .‬نـغ يقـدم تقريـر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫باتـل كريك‪ ،‬ميشـيغان‪.‬‬ ‫‪Photo: Brent Hardinge/ANN‬‬

‫وب َوأُ َم ٍم‬ ‫«يَ ِج ُ‬ ‫ـب أَنَّـكَ تَ َت َن َّبـأُ أَيْ ًضـا َع َلى ُش ُـع ٍ‬ ‫يـن» هكـذا قـال السـكر يت�‬ ‫َوأَل ِْسـ َن ٍة َو ُمل ٍ‬ ‫ُـوك ك َِث ي ِ� َ‬ ‫ت‬ ‫مقتبسـا‬ ‫التنفيـذي للمجمـع العـام جـي ي� نغ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مـن سـفر الرؤيـا ‪ ،١١ :١٠‬خلال تقريـر السـكر يت�‬ ‫وشـدد‬ ‫التنفيذي للجلسـة السـنوية لسـنة ‪ّ .٢٠١٨‬‬ ‫قائلاً‪« :‬هـذه هـي خطـة عملنـا ككنيسـة وهـي‬ ‫إعلان رسـائل المالئكـة الثالثة للعالـم أجمع»‪.‬‬ ‫كمـا لفـت نـغ اهتمـام الحضـور إىل باتـل‬ ‫كريـك بواليـة ميشـيغان بالواليـات المتحـدة‪،‬‬ ‫المكان الذي فيه تأسسـت كنيسـة أ‬ ‫الدفنتسـت‪،‬‬ ‫وحيـث ُعقـدت اجتماعـات ‪ .٢٠١٨‬لقـد حققـت‬ ‫ين‬ ‫الثالثـ�‬ ‫الكنيسـة توسـعا ال مثيـل لـه خلال‬ ‫أ‬ ‫ول بعد تأسيسـها‪ .‬وقـال‪« :‬هنا ف ي� باتل‬ ‫ً‬ ‫عامـا ال ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كريك‪ ،‬تسـلّمت كنيسـتنا ي� أيامهـا الوىل الرؤيا‬ ‫الخاصـة بمرسـليتها!»‬ ‫وبعـد ذلك قـام نغ بتقديم «غـاري كراوزه»‬ ‫مديـر مرسـلية أ‬ ‫الدفنتسـت‪ ،‬الذي سـلط الضوء‬ ‫ت‬ ‫الـ� أطلقتهـا‬ ‫على‬ ‫العديـد مـن المبـادرات ي‬ ‫أ‬ ‫مرسـلية الدفنتسـت‪ .‬وتشـمل هـذه المبـادرات‬ ‫«برنامـج العمالـة الشـاملة لص ّنـاع الخيـام»‪،‬‬ ‫والـذي يسـمح للنـاس بالبحـث عن فـرص عمل‬ ‫ف ي� مجاالتهـم‪ ،‬ف ي� أماكـن يصعـب التوصـل فيها‬ ‫إل ش�اك مجتمعاتها ومشـاركتهم محبة المسـيح‪.‬‬

‫تقرير الموسوعة‬ ‫ف ي� وقـت الحـق مـن هـذا التقريـر‪ ،‬قالـت‬ ‫مديـرة التحريـر الجديـدة ش‬ ‫لمروع موسـوعة‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي�‪ ،‬دراجوسلافا سـانتاراك‪،‬‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫بـ� أ‬ ‫َّإن مـن ي ن‬ ‫الهـداف لهـذه المبـادرة هـو أن‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي� متاحـة‬ ‫تكـون موسـوعة الدفنتسـت‬ ‫عر إال تن�نـت‪ ،‬بحيـث تشـمل مـا ال يقـل عـن‬ ‫ب‬ ‫‪ 2500‬مقالـة مرفقـة بالصـور والفيديوهـات‬ ‫والمـواد الصوتيـة‪ ،‬بحلـول جلسـة المجمـع‬ ‫الهـداف أ‬ ‫العـام سـنة ‪ .٢٠٢٠‬مـن أ‬ ‫الخـرى‪ ،‬ش‬ ‫نر‬ ‫إالصـدار كمـادة مطبوعـة بعـد أول ‪ 8000‬مقالـة‬ ‫متاحـة على إال تن�نـت‪.‬‬ ‫نر المقـاالت �ف‬ ‫ش‬ ‫ووفقـا لسـانتاراك سـيتم‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫موسـوعة أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫السـبتي� على الن�نـت‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫ي‬ ‫ابتـداء مـن مطلـع العـام المقبـل‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫إحصا�‬ ‫تقرير‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ئ‬ ‫ف ي� التقريـر إال‬ ‫حصـا� لمكتـب الرشـيف‬ ‫ي‬ ‫والحصائيـات و أ‬ ‫البحـاث‪ ،‬قـال ديفيـد تريـم ّإن‬ ‫إ‬ ‫الدفنتسـت قد وصلت آ‬ ‫عضوية كنيسـة أ‬ ‫الن إىل‬ ‫أكرث من واحـد ش‬ ‫وع�ين مليونًا‪ ،‬بحسـب أحدث‬ ‫أ‬ ‫الرقـام الصـادرة ف ي� ‪ ٣٠‬يونيو‪/‬حزيـران ‪.٢٠١٨‬‬ ‫ِعلـم أعضـاء اللجنـة التنفيذيـة إنـه خلال‬

‫الحصاءات والمشاريع يؤكد‬ ‫استعراض إ‬ ‫المبادرات والتحديات العالمية‪.‬‬ ‫الــ ‪ 53‬سـنة ت‬ ‫الـ� تلـت عـام ‪ ،١٩٦٥‬كان هنـاك‬ ‫ي‬ ‫‪ 37,138,884‬عضـوا ف� كنيسـة أ‬ ‫الفنتسـت‬ ‫ي‬ ‫السـبتي�‪ .‬ومـن ي ن‬ ‫ين‬ ‫بـ� هـؤالء‪ ،‬اختـار ‪14,521,008‬‬ ‫المغـادرة‪ ،‬مـع نسـبة خسـارة صافيـة بلغت ‪٤٢‬‬ ‫بالمائـة (‪ ٤‬مـن كل ‪.)١٠‬‬ ‫فـإن‬ ‫ذلـك‬ ‫ورغـم‬ ‫ـه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫شـدد تريـم‬ ‫ّ‬ ‫كمـا ّ‬ ‫ّ‬ ‫المنضمـ� إىل الكنيسـة ف� تزايـد‪ ،‬وأنـه �ف‬ ‫ن‬ ‫عـدد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫عـام ‪ ٢٠١٧‬كان ينضـم إىل كنيسـة الدفنتسـت‬ ‫ين‬ ‫احدا كل ‪ 23‬ثانية‪ .‬وقد أرجع‬ ‫السـبتي�‬ ‫شـخصا و ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫شـهرا‬ ‫هـذا النمـو بل�نامـج زرع الكنائس‪ .‬ي� الـ ‪ً 12‬‬ ‫الماضيـة‪ ،‬تأسسـت ‪ ٢٥٠٠‬مجموعـة جديـدة مـن‬ ‫بينهـم ‪ ٥٠٢‬كنيسـة و‪ 1,998‬مجموعـة كنسـية‪.‬‬ ‫إيمان حي‬ ‫ف‬ ‫للمسـاعدة ي� تسـهيل فـرص المرسـلية‪،‬‬ ‫أصـدرت كنيسـة أ‬ ‫الدفنتسـت تطبيـق جديـد‬ ‫يدعـى «‪ »VividFaith‬يربـط ي ن‬ ‫بـ� المؤسسـات‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� تحتـاج إىل المسـاعدة مـع الشـخاص‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫المهتمـ� بالخدمـة‪ .‬طلـب مهنـدس تطبيـق‬ ‫ي‬ ‫«‪ ،»VividFaith‬ايتالـو أوسـوريو‪ ،‬مـن أعضـاء‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫اللجنـة تال� ي ز‬ ‫الـ� تسـ ّهل‬ ‫كـ� على هـذه الداة ي‬ ‫ش‬ ‫المب�يـن بفـرص الخدمـة‪.‬‬ ‫ربـط‬ ‫ف ي� إشـارة إىل تطبيـق «‪ ،»VividFaith‬قـال‬ ‫رئيـس كنيسـة أ‬ ‫الدفنتسـت‪ ،‬تيـد ن‪ .‬س‪.‬‬ ‫ويلسـون‪« :‬كلمـا أتيحت لنا فرص أكرث للخدمة‬ ‫فإن الناس سـيعاينون يسـوع‬ ‫ومشـاركة إيماننـا‪ّ ،‬‬ ‫ووضوحـا»‪.‬‬ ‫بطريقـة أكرث شإ�اقًـا‬ ‫ً‬ ‫مرسلية أ‬ ‫الدفنتست‬ ‫أ‬ ‫خر مـن الجلسـة السـنوية‪،‬‬ ‫خلال الجـزء ال ي‬ ‫قـدم مديـر معهـد المرسـلية العالميـة‬ ‫ين‬ ‫وممثلـ� مـن جامعـة «أنـدروز»‬ ‫شريل دوس‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫كتـاب «مقدمـة لمرسـلية الدفنتسـت»‪ ،‬وهـو‬ ‫الكتـاب أ‬ ‫الول مـن نوعـه الـذي تصـدره كنيسـة‬ ‫أ‬ ‫الدفنتسـت‪ّ .‬‬ ‫وصلى ويلسـون صلاة التكريـس‬ ‫طالبـا مـن الـرب «أن يسـتخدم نتائـج هـذا‬ ‫الكتـاب لتوسـيع خدمـة أ‬ ‫الدفنتسـت ف ي� جميـع‬ ‫أنحـاء العالـم‪».‬‬ ‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪3‬‬


‫تغطية خاصة للجلسة السنوية للمجمع العام‬

‫مندوبو الجلسة السنوية يصوتون العتماد‬ ‫وثيقة «االمتثال»‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من إعداد عالم الدفنتست وشبكة الخبار للدفنتست‬

‫اللجنـة التنفيذيـة للكنسـية العالميـة‬ ‫ت‬ ‫ال� أوصـت بها لجنة‬ ‫تقـر الخطـوات ي‬ ‫مراقبـة الوحدة‬

‫السـكرت� المشـارك‪،‬‬ ‫تـرأس تيـد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسـون النقـاش حـول االمتثـال‪ ،‬بمسـاعدة كارين بورتر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫سـكرت�ة التسـجيل‪.‬‬ ‫وجوان سـتانجو‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪Photo: Brent Hardinge/ANN‬‬

‫بعـد ث‬ ‫أك� من خمس سـاعات من العروض‬ ‫والمناقشـات خالل االجتماع السـنوي لكنيسة‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي� للجنـة التنفيذيـة‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫الكاملـة‪ ،‬وافـق المندوبـون على توصيـة مـن‬ ‫لجنـة مراقبـة وحـدة الكنيسـة إلنشـاء عمليـة‬ ‫امتثـال جديدة للمسـاعدة ف ي� تنفيذ سياسـات‬ ‫وتـم التصويـت على ذلـك‪.‬‬ ‫الكنيسـة ّ‬ ‫جـاء التصويـت بــ ‪ ١٨٥‬صوتـا مقابـل‬ ‫‪ ،١٢٤‬مـع امتنـاع عضويـن عـن التصويـت‪،‬‬ ‫وبذلـك ّتمـت المصادقـة على الوثيقة تحت‬ ‫عنـوان ت‬ ‫«احرام وممارسـة جلسـات المجمع‬ ‫العـام واجتماعـات اللجنـة التنفيذيـة‬ ‫للمجمـع العـام»‪ .‬كان هـذا القـرار امتـدا ًدا‬ ‫لتصويـت اللجنـة التنفيذيـة للمجمـع العام‬ ‫ف� اجتماعهـا ف� شت�يـن أ‬ ‫ال ّول‪/‬أكتوبـر ‪.٢٠١٧‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وقـد أحـال هـذا إالجـراء ت‬ ‫مق� ًحـا سـاب ًقا‪ ،‬تم‬ ‫‪4‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫تقديمـه ف ي� عـام ‪ ٢٠١٧‬مـن قبـل لجنـة مراقبة‬ ‫الوحـدة نفسـها‪ ،‬لدراسـته بصفـة أعمـق‪.‬‬ ‫ت‬ ‫تم التصويت عليها‬ ‫ال� ّ‬ ‫الوثيقة ي‬ ‫تصـف هـذه الوثيقـة عمليـة التعامـل مع‬ ‫مسـألة عدم االمتثال ف� كنيسـة أ‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ‪.‬‬ ‫باختصـار‪ ،‬تبدأ العملية مـع عدم االمتثال‬ ‫الملمـوس المـراد تقريـره على المسـتوى‬ ‫الداري للكنيسـة أ‬ ‫القـرب مالمسـة للمسـألة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫كمـا تؤكـد هـذه الوثيقـة على الحاجـة إىل‬ ‫«الجـراءات الدينية المسـيحية»‪ ،‬بمـا ف ي� ذلك‬ ‫إ‬ ‫«الصلاة والحـوار» و «الجـو الداعـم»‪ .‬ف‬ ‫و�‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫التم�‪ ،‬سـيطلب مـن الكيان يغ�‬ ‫إطـار هـذا ّ ي‬ ‫المتوافـق‪ ،‬تقديـم دليـل على االمتثـال أو‬ ‫خطـة «لتحقيـق االمتثـال المسـتمر»‪.‬‬

‫أي ّ‬ ‫حـل على‬ ‫إذا لـم يتـم التوصـل إىل ّ‬ ‫أ‬ ‫فـإن اللجنـة‬ ‫المسـتوى إالداري القـرب‪ّ ،‬‬ ‫إالداريـة للمجمـع العـام يجـوز لهـا‬ ‫إحالـة المسـألة إىل إحـدى الخمـس لجـان‬ ‫ت‬ ‫الـ� أُطلق عليها‬ ‫االستشـارية‪ .‬هـذه اللجان‪ ،‬ي‬ ‫أقرتهـا اللجنـة‬ ‫«لجـان االمتثـال»‪ ،‬كانـت قـد ّ‬ ‫إالداريـة ف ي� وقـت سـابق‪.‬‬ ‫بإمـكان لجنـة االمتثـال‪ ،‬بعـد دراسـة‬ ‫الموضـوع‪ ،‬تقديـم توصيـات إىل اللجنـة‬ ‫تدابر تأديبيـة‪ .‬وعلى إثـر‬ ‫إالداريـة التخـاذ ي‬ ‫ذلـك قـد تقـوم اللجنـة إالداريـة بإحالـة‬ ‫التوصيـات إل ّكل مـن موظّفـي المجمـع‬ ‫العـام وموظّفي أ‬ ‫القسـام واللجنة التنفيذية‪.‬‬ ‫فـإن هـذه الوثيقـة تحـدد عمليـة‬ ‫وبالتـال ّ‬ ‫ي‬ ‫بالضافـة إىل إالجـراءات التأديبية‪.‬‬ ‫االسـتئناف إ‬ ‫التدابر‬ ‫يتـم التصويـت على هـذه‬ ‫ي‬


‫تغطية خاصة للجلسة السنوية للمجمع العام‬

‫التأديبيـة مـن قبـل اللجنة التنفيذيـة ال يغ�‪،‬‬ ‫وقـد تشـمل التحذيـرات الرسـمية والتعنيـف‬ ‫ن ف‬ ‫و� حالـة عـدم االمتثال المسـتمر‪،‬‬ ‫العل ي ‪ .‬ي‬ ‫المتعـدي من عضويـة اللجنة‬ ‫يسـمح بإبعـاد‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫التنفيذيـة بأغلبيـة ثل ي الصـوات وف ًقـا‬ ‫للوائـح الداخليـة لدسـتور المجمـع العـام‪.‬‬ ‫موضوع النقاش‬ ‫بـدأت جلسـة بعـد الظهـر مـع تيـد ن‪.‬‬ ‫س‪ .‬ويلسـون‪ ،‬رئيـس كنيسـة أ‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫السـبتي�‪ ،‬الـذي تـرأس جلسـة بعـد الظهر‪،‬‬ ‫ض‬ ‫«إن أصـل الوثيقـة‬ ‫مذك ًّـرا‬ ‫الحا�يـن‪ّ :‬‬ ‫قـد جـاء منكـم‪ .‬إنهـا وثيقتكـم‪ .‬إنهـا ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫ت‬ ‫وثيقـ� «‪.‬‬ ‫أيديكـم‪ .‬إنهـا ليسـت‬ ‫ي‬ ‫أوضـح ويلسـون أنـه لـن تكـون هنـاك‬ ‫توصيـات مـن قبل لجان االمتثـال ف ي� اجتماع‬ ‫الجلسـة السـنوية لهـذا العـام‪.‬‬ ‫بعـد ذلـك طلـب ويلسـون مـن الجميـع‬ ‫يحـاك‬ ‫المشـاركة «بـروح صافيـة وسـلوك‬ ‫ي‬ ‫جـدا‪.‬‬ ‫ـا‬ ‫منفتح‬ ‫سـلوك المسـيح‪ .‬نريـد إطـارا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المض ي قُدما بـروح االنفتـاح والنعمة‪.‬‬ ‫نريـد ُ‬ ‫نحـن هنـا لعمـل مشـيئة الـرب «‪.‬‬ ‫قـدم مايـكل رايـن‪ ،‬رئيـس لجنـة مراقبـة‬ ‫وحـدة الكنيسـة‪ ،‬تاريـخ الوثيقـة والعـروض‬ ‫ت‬ ‫الـ� قدمهـا ّكل مـن ديفيـد تريـم‪ ،‬مديـر‬ ‫أي‬ ‫الرشـيفات و إالحصـاءات والبحـوث؛ كارنيك‬ ‫تز‬ ‫ئيس� لكنيسـة‬ ‫دوكم�يـان‪ ،‬المستشـار الر ي‬ ‫ين‬ ‫وهينسل� مووروفـن‪ ،‬مستشـار‬ ‫السـبتي�؛‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي�‬ ‫رئيـس كنيسـة الدفنتسـت‬ ‫اقرح رايـن تبن الوثيقـة الـ�ت‬ ‫العالميـة‪ .‬ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قرأهـا موروفـن فيمـا بعـد بصـوت عـال‪.‬‬ ‫ين‬ ‫المندوب�‬ ‫واصطـف واحـد وسـبعون مـن‬ ‫مكرات للصـوت‬ ‫والمدعويـن أمـام خمـس ب‬ ‫لمناقشـة الوثيقـة ت‬ ‫المق�حـة‪.‬‬

‫واصطف واحد وسبعون‬ ‫ين‬ ‫المندوب� والمدعوين‬ ‫من‬ ‫مك�ات للصوت‬ ‫أمام خمس ب‬ ‫ت‬ ‫لمناقشة الوثيقة المق�حة‪.‬‬

‫الشـه�‬ ‫المبر‬ ‫فينل�‪،‬‬ ‫وأعلـن مـارك‬ ‫ي‬ ‫شّ‬ ‫ي‬ ‫والنائـب المتقاعـد لرئيـس المجمـع العـام‪،‬‬ ‫قائال‪« :‬إنه ألمر صحي بالنسـبة للكنيسـة أن‬ ‫يعر القـادة عن رأيهـم ّ‬ ‫بكل رصاحـة وأمانة‪.‬‬ ‫بّ‬ ‫مـا أراه بعـد ظهـر اليـوم هـو مصارعـة‬ ‫الكنيسـة مـع قضيـة «‪.‬‬ ‫مؤيـدا الوثيقـة‪،‬‬ ‫فينل� حديثـه‬ ‫وواصـل‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫«إن الوثيقـة ال تقـود إىل الحكـم‬ ‫قائلاً‪ّ :‬‬ ‫ف‬ ‫تقدم‬ ‫الملك� أو تعـززه‪ .‬إنّما هـي‪ ،‬ي� الواقع‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ضمانـات ضـد السـلطة الملكيـة‪ ».‬وأكـد عىل‬ ‫أ‬ ‫سـاس لوجود خطّة عمل ف ي� كنيسـة‬ ‫الـدور ال ي‬ ‫«إن خطـط العمـل هـي اتفاقيـات‬ ‫موحـدة‪ّ :‬‬ ‫ترصفاتنـا كقـادة‬ ‫متبادلـة‪ ،‬لكنهـا تحكـم ّ‬ ‫معـا «‪.‬‬ ‫أصل أننـا ندعمهـا ً‬ ‫كنائـس‪ .‬و ّ ي‬ ‫قـال دان جاكسـون‪ ،‬رئيـس قسـم أمريـكا‬ ‫الشـمالية بالكنيسة‪« :‬إن كنيسـة أ‬ ‫الدفنتست‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي� لـن تفشـل‪ ».‬وحـذّ ر جاكسـون من‬ ‫الموافقـة عىل هذه الوثيقة بالقول‪« :‬سـيقود‬ ‫هللا كنيسـته إىل مـا هـو مجيـد‪ .‬وأعتقـد أن‬ ‫سـيغ� العالقـات داخل‬ ‫تبن ي هـذه الوثيقـة‬ ‫ي‬ ‫مؤسس�‬ ‫الكنيسـة‪ .‬إنهـا تتعـارض مـع مبـدأ‬ ‫ي‬ ‫الكنيسـة‪ ،‬ومـع الممارسـة السـليمة للعمـل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� سـتنتج عـن هـذه الوثيقـة‬ ‫فالجـواء ي‬ ‫توحـد الكنيسـة‪ .‬سيشـعر أعضاء قسـم‬ ‫لـن ّ‬ ‫أمريـكا الشـمالية أنـه قـد تـم دفعهـم إىل‬ ‫خـارج الكنيسـة «‪.‬‬ ‫وقـال تامـاس أوكسـاي‪ ،‬رئيـس كنيسـة‬ ‫أ‬ ‫الدفنتسـت ف ي� المجـر‪« :‬كزهـرة عديمـة‬ ‫اللـون هكـذا هـو إاليمـان بدون حريـة الذي‬ ‫الضمر مهمـة‬ ‫ليـس سـوى قيـد‪ .‬أل ّن حريـة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫للدفنتسـت‪ّ .‬إن تح ّفظـي الحقيقـي هـو‪:‬‬ ‫هـل نريـد ح ًقـا أن نسـتخدم وثيقـة حديثـة‬ ‫إللحـاق الرض ر بوحـدة عائلتنـا الحبيبـة ف ي�‬ ‫الكنيسـة؟»‬ ‫اسـت� أبايـو مـن قسـم ش�ق ووسـط‬ ‫ّأمـا ي‬ ‫أفريقيـا فقالـت‪« :‬أنـا أؤيـد هـذه الوثيقـة‪،‬‬ ‫كل واحـد منـا يعتقـد أن االمتثـال ض�وري‪.‬‬ ‫والخـوف الوحيـد الـذي أراه هـو أن الجميع‬ ‫خائـف مـن العواقـب المتأتيـة مـن عـدم‬ ‫االمتثـال‪».‬‬

‫كما تؤكد هذه الوثيقة عىل‬ ‫«الجراءات‬ ‫الحاجة إىل إ‬ ‫الدينية المسيحية»‪ ،‬بما �ف‬ ‫ي‬ ‫ذلك «الصالة والحوار»‪.‬‬ ‫وأضـاف أدان رامـوس الغوس‪ ،‬من قسـم‬ ‫وسـط أمريـكا بقولـه‪« :‬أعتقـد أن معظـم‬ ‫النـاس ف� الكنيسـة المحليـة يفكـرون ث‬ ‫أك� ف ي�‬ ‫ي‬ ‫النهـوض بمهمـة الكنيسـة وتحقيقهـا‪ ،‬أعتقد‬ ‫أن لدينـا خطـط عمـل كافيـة‪ ،‬ويجـب أن‬ ‫تز‬ ‫نلـ�م بهـا»‪.‬‬ ‫كامينسك�‪ ،‬رئيـس‬ ‫كمـا أضـاف ميخائيـل‬ ‫ي‬ ‫قسـم الكنيسـة أ‬ ‫الور آسيوي‪« :‬سـنكون أك�ث‬ ‫نجاحـا ف� مهمتنـا‪ ،‬وسـتكون عالقتنـا أكرث‬ ‫ً ي‬ ‫عم ًقـا ألننـا تعلمنـا أن نفهـم بعضنا البعض‬ ‫على الرغـم مـن اختلاف آ‬ ‫الراء»‪.‬‬ ‫ّأمـا ماريو سـيبالوس‪ ،‬مديـر مراكز العبادة‬ ‫أ‬ ‫للدفنتسـت ف ي� الكنيسـة العالميـة‪ ،‬وهـو‬ ‫ين‬ ‫المندوبـ� الذين تحدثـت إليهم‪ ،‬فقد‬ ‫آخـر‬ ‫قـدم وجهـة نظر رعويـة‪« :‬إن أعظم اختبار‬ ‫ّ‬ ‫لليمـان هـو عندما ال تحصل على ما تريد‪،‬‬ ‫إ‬ ‫ولكنـك تسـتطيع أن تقـول‪’ :‬الحمـد هلل‪« ‘.‬‬ ‫مالحظات ختامية‬ ‫أ‬ ‫وأعرب ويلسـون عن تقديره لعضاء اللجنة‬ ‫ت‬ ‫الـ� تحلّـوا‬ ‫التنفيذيـة على الـروح الطيبـة ي‬ ‫بهـا خلال ت‬ ‫فرة مـا بعـد الظهـر‪ ،‬وقـال‪« :‬أنـا‬ ‫أيضا أن أُعرب‬ ‫معجب للغاية بهوادتكـم‪ .‬وأود ً‬ ‫كنس عىل‬ ‫عـن تقديـري العميق لكم كجسـد ي‬ ‫ت‬ ‫يعر عـن‬ ‫الـ� تحدثتـم بهـا‪ .‬هـذا ب ّ‬ ‫الطريقـة ي‬ ‫الكثر‪« .‬‬ ‫ي‬ ‫وخلـص ويلسـون إىل القـول‪« :‬بينمـا‬ ‫نغـادر هـذا المـكان ف ي� هـذه الليلـة‪ ،‬دعونـا‬ ‫نغـادر متحديـن على هـدف تنويـر جميـع‬ ‫أولئـك الذيـن يحتاجـون إىل أن يعرفـوا عـن‬ ‫عـودة المسـيح الوشـيكة»‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� ُص ّـوت‬ ‫لقـراءة الوثيقـة بأكملهـا‪ ،‬ي‬ ‫عليهـا‪ ،‬يُرجـى زيـارة صفحـة الويـب التاليـة‪:‬‬ ‫‪goo.gl/MsYWTb‬‬ ‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪5‬‬


‫نظرة شاملة‬

‫الحقيقة‬ ‫ض‬ ‫الحا�ة‬ ‫بقايا ض‬ ‫الما�؟‬ ‫ي‬

‫كانـت العاصفـة بصـدد الهبـوب ف ي� بوفالـو‪ ،‬نيويـورك‪ .‬تقـع المدينـة على‬ ‫الجانـب الشـمال ش ق‬ ‫«بحرة إيـري»‪ ،‬ولـم تشـعر المدينـة بمثـل هـذه‬ ‫الر ي� مـن ي‬ ‫ي‬ ‫الريـاح العاتيـة منـذ ّأول أيـام أكتوبـر مـن عـام ‪١٨٤٤.1‬‬ ‫القـاس ‪ ،‬جـاءت الحشـود لتسـمع شـارل‬ ‫لكـن على الرغـم مـن الطقـس‬ ‫ي‬ ‫يرح لمـاذا حـان وقت عودة يسـوع‪ .‬وبمسـاعدة رسـم ن‬ ‫فيتـش وهـو ش‬ ‫بيـا� عن‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المسـتمع� مـن خلال‬ ‫النبـوات‪ ،‬كان قـد صممـه قبـل سـنوات‪ ،‬قـاد فيتـش‬ ‫وحشـا‬ ‫واحـدا ف ي� كل مـرة‪ ،‬وكيـف‬ ‫ً‬ ‫نبـوءات دانيـال والرؤيـا‪ ،‬حيـث أظهـر لهـم‪ً ،‬‬ ‫تح ّققـت النبـوات بدقـة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫الشـه� تشـارلز جـي في ي ‪ .‬كمـا‬ ‫عمـل فيتـش‪ ،‬الواعـظ المثقـف‪ ،‬مـع المبر‬ ‫ي‬ ‫قـام برعايـة عـدة كنائـس ف ي� نيـو إنغالنـد‪ ،‬بمـا ف ي� ذلك كنيسـة الجماعـة الواقعة‬ ‫ف� مارلبـورو ت‬ ‫سريت​ببوسـطن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كتيبا عـام ‪ ١٨٣٧‬بعنوان‬ ‫كتب‬ ‫قد‬ ‫للعبوديـة‪،‬‬ ‫بمناهضتـه‬ ‫المعـروف‬ ‫فيتـش‪،‬‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫مـ�ان الحقيقـة وتوضيـح مـا يقابلـه مـن جـرم»‪ .‬ف‬ ‫ت‬ ‫«االسرقاق ف ي� ي ز‬ ‫و� محاولـة منـه‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫لوصف أهوال العبودية‪ ،‬ت‬ ‫اع�ف فيتش قائال‪« :‬إن ش‬ ‫سـلطا�‬ ‫لل� اتسـاع ال تسـتطيع‬ ‫ي‬ ‫أبدا‪ ،‬إال بقلم رصاص مغموس‬ ‫وصفه‪ ،‬والشـعور بالذنب هو سـواد ال يمكن رسـمه ً‬ ‫‪2‬‬ ‫ف ي� منتصـف الليـل ف ي� حفـرة ال قعر لها‪».‬‬ ‫اهتمام ال يقاوم‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫أمـده أحدهـم بنسـخة مـن محـا�ات ويليـام‬ ‫بينمـا كان فيتـش ي� بوسـطن‪ّ ،‬‬ ‫ميلـر بعنـوان أ‬ ‫«الدلـة الكتابيـة وتاريخيـة المجـيء ن‬ ‫الثـا� للمسـيح»‪ .3‬درس فيتش‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫الكبر الـذي لـم‬ ‫المحـا�ات بلهفـة‪ ،‬وذكـر ي� رسـالة إىل ميلـر عـن «االهتمـام ي‬ ‫‪4‬‬ ‫أشـعر بـه بـأي كتـاب آخـر ما عـدا الكتـاب المقـدس‪».‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثـا�‪ ،‬خالقـا بذلـك اهتمامـا عميقـا‬ ‫ووعـظ فيتـش ي� كنيسـته عـن المجـيء ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫بـ� أعضـاء كنيسـته‪ .‬وبعـد ثالثـة أيام‪ ،‬عـرض الموضوع على زمالئـه ي� جمعية‬ ‫ف‬ ‫رض‬ ‫يتم‬ ‫البعثـة ي� بوسـطن‪ .‬وقـد أح معـه ‪ ١٢‬نسـخة من دليـل ميلر‪ ،‬متوقعـا أن ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫سـلبيا‬ ‫ّ‬ ‫تقبـل المـر بحـرارة‪ .‬لكـن لسـوء الحـظ‪ ،‬كان رد فعـل ش�كائـه ي� الخدمـة ً‬ ‫للغايـة ومصحوبـا «بسـخرية شـديدة وازدراء جعـل فيتـش يفقد الثقة ف ي� [رسـالة‬ ‫‪5‬‬ ‫تـد إىل وجهـات نظـره السـابقة‪» . . .‬‬ ‫المجـيء] وهـو مـا جعلـه ير ّ‬ ‫وجهات نظر حول التقديس‬ ‫ف‬ ‫على الرغـم مـن انحنائـه أمام ضغـط زمالئه‪ ،‬اسـتمر فيتش ي� دراسـة الكتاب‬ ‫ف‬ ‫و� عـام ‪ ،١٨٣٩‬أثنـاء خدمتـه للكنيسـة المشـيخية الحـرة ف ي�‬ ‫المقـدس بمثابـرة‪ .‬ي‬ ‫س‪ ،‬كتـب فيتـش «وجهـات نظـر حـول التقديـس‪ 6»،‬مقدمـا‬ ‫نيـوارك‪ ،‬بنيـو ي‬ ‫جر ي‬ ‫وموضحـا مـا يعلّمـه الكتـاب المقـدس عـن التقديس‬ ‫بذلـك بيانـه حـول إاليمـان ّ‬ ‫بالنعمـة إاللهية‪.‬‬ ‫مما نتج‬ ‫لقـد قـاد كتابـه البعـض إىل وصـف فيتش بأنـه «يتطلـع إىل الكمـال»‪ّ .‬‬ ‫عنـه ي ن‬ ‫تعيـ� لجنـة لتقديـم «النصـح» إىل فيتـش حول آرائـه‪ ،‬ممـا أدى إىل إصدار‬ ‫خطر‪ ».‬وطُلب‬ ‫ضـده‪ ،‬وأعلنـت اللجنـة أن آراءه «ضلال ي‬ ‫قـرار «تعنيـف قـاس» ّ‬ ‫منـه التوقـف عـن التعليـم عن هـذا موضوع‪.‬‬ ‫أخر شـعب هللا أنـه ال‬ ‫وكتـب فيتـش مف ّنـدا هـذه التهمـة‪« :‬هـل يمكنن ي أن ب‬ ‫منقـذ لهـم مـن الخطيئـة خالل حياتهـم كلهـا‪ ،‬و ّأن الذين يعيشـون منهم طويال‬ ‫ويعملـون بأقصى جهدهـم مـن أجـل معرفـة طريـق الحيـاة‪ ،‬ويصلّـون بأقصى‬ ‫بـأن مخلصهـم يفـي بوعـوده على‬ ‫مـا لديهـم مـن لجاجـة‪ ،‬ويثقـون ثقـة كاملـة ّ‬

‫‪6‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫‪Images: Center for Adventist Research‬‬


‫نحـو كامـل‪ ،‬وبأنّـه قـد حكـم عليهـم بالفشـل‬ ‫وعـدم الرجـاء بـأن يخطئـوا بقـدر متفـاوت‬ ‫ضـد الفـادي الـذي يحبونـه‪ ،‬وذلـك إىل حـدود‬ ‫سـاعة موتهـم‪ ،‬و ّأن كل رصخاتهـم ونضاالتهـم‬ ‫مـن أجـل الحصـول على المسـاعدة إنّمـا هـي‬ ‫عبثيـة‪ ،‬وأنهـم يجـب أن يكونـوا‪ ،‬إىل حـد مـا‪،‬‬ ‫متمرديـن ضـد قلـب الحـب الالمتناهـي‪ ،‬ت‬ ‫حى‬ ‫يظهـر المـوت‪ ،‬ذلـك الوحـش الغاضـب‬ ‫‪7‬‬ ‫إلطلاق رصاحهـم؟»‬ ‫كان فيتـش حازمـا ولـم يعد يهاب السـخرية‬ ‫أو اللـوم‪ .‬وإيمانـا منـه أنـه ُدعـي إىل إعلان‬ ‫باليمـان بالمسـيح كعقيـدة‬ ‫«التقديـس‬ ‫إ‬ ‫مباركـة‪ 8»،‬رسعـان مـا انسـحب فيتـش مـن‬ ‫كنيسـة نيـوارك المشـيخية‪.‬‬ ‫رجاء المجيء والتقديس‬ ‫ف ي� عـام ‪ ،١٨٤١‬قـام الطبيـب والواعـظ التابع‬ ‫لحركـة ميلـر‪ ،‬يوشـيا ليتـش‪ ،‬بدعـوة فيتـش إىل‬ ‫إعـادة النظـر ف ي� حقيقـة المجـيء‪ ،‬قائلاً‪« :‬مـا‬ ‫ن‬ ‫الثـا� لوضعهـا‬ ‫تحتاجـه هـو عقيـدة المجـيء ي‬ ‫‪9‬‬ ‫جنبـا إىل جنـب مـع عقيـدة القداسـة‪».‬‬ ‫بعـد مزيـد مـن الدراسـة والصلاة‪ ،‬تبىن‬ ‫فيتـش رسـالة عـودة المسـيح الوشـيكة كاملـة‪.‬‬ ‫ين‬ ‫وأصبـح أحـد ش‬ ‫التابعـ� لحركة ميلر‪،‬‬ ‫المب�يـن‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الكرث ت‬ ‫اح�امـا وتم ّتعـا بمحبـة الخريـن‪ ،‬وقـد‬ ‫عـرف عنـه إشـفاقه عىل النـاس‪ ،‬عملـه بجد من‬ ‫وتعمقـه ف ي� دراسـة الكتـاب‬ ‫أجـل خالصهـم‪ّ ،‬‬ ‫المقـدس‪.‬‬ ‫وبحلـول عـام ‪ ،١٨٤٣‬أدرك فيتـش مـن‬ ‫دراسـته لسـفر الرؤيـا أ‬ ‫الصحاحـان ‪ ١٤‬و‪١٨‬‬ ‫أن بابـل المشـار إليهـا باسـم «سـاقطة» ال‬ ‫تشـمل فقـط الكنيسـة الكاثوليكيـة الرومانية بل‬ ‫قـدم‬ ‫الكنائـس بال�وتسـتانتية المرتـدة ً‬ ‫أيضـا‪ّ .‬‬ ‫‪10‬‬ ‫شـع�»‬ ‫عظـة قويـة بعنـوان «اخرجـوا منهـا يا ب ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� رسعـان ما قـام ش‬ ‫بن�هـا‪ .‬وكنتيجـة لذلك‬ ‫و ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫تاركـ� كنائـس‬ ‫اسـتجاب آالف الشـخاص‪،‬‬ ‫طفولتهـم وانضمـوا إىل أنـاس جعلـوا الكتـاب‬ ‫المقـدس أساسـهم وهـم يتطلّعـون لعـودة‬ ‫المسـيح الوشـيكة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫بح�ة إيري‬ ‫معمودية ي� ي‬ ‫أثنـاء وعظـه ذات يـوم عاصـف ف ي� بوفالـو‪،‬‬ ‫بـأن‬ ‫تسرب االقتنـاع إىل القلـوب ّ‬ ‫نيويـورك‪ّ ،‬‬

‫الكتـا�‪ .‬وإذ‬ ‫الحـق‬ ‫تشـارلز فيتـش كان يعلّـم‬ ‫ّ‬ ‫بي‬ ‫طلـب المؤمنـون الجـدد المعموديـة‪ ،‬تـم‬ ‫ف‬ ‫بحرة إيـري‪.‬‬ ‫تعميدهـم ي� ي‬ ‫كانـت الريـح تعصف عندمـا توجه فيتش إىل‬ ‫نز‬ ‫م�لـه ف ي� ثيابـه المبتلّـة بعـد المعموديـة‪ .‬ومـع‬ ‫بعيـدا‪ ،‬عندمـا التقـى‬ ‫ذلـك‪ ،‬فهـو لـم يذهـب ً‬ ‫بمجموعـة أخـرى ترغـب ف ي� إجـراء المعموديـة‪،‬‬ ‫ليعمدهم‪.‬‬ ‫ممـا جعـل فيتش يعود إىل‬ ‫ي‬ ‫البحرة ّ‬ ‫ف‬ ‫ومـرة أخـرى اسـتقبلته مجموعة ثالثـة ي� طريق‬ ‫ت‬ ‫نز‬ ‫الـ� طالبـت بالمعموديـة‪.‬‬ ‫عودتـه إىل الم ل‪ ،‬ي‬ ‫بالرد بفعـل الرياح‬ ‫على الرغـم مـن إحساسـه ب‬ ‫وبدلتـه المبلّلـة‪ ،‬فقـد عـاد فيتـش معهـم إىل‬ ‫‪11‬‬ ‫البحرة وقـام بتعميدهـم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫على الرغـم مـن شـعوره بالمـرض‪ ،‬قطـع‬ ‫ف‬ ‫التـال لاللتقـاء‬ ‫فيتـش عـدة أميـال ي� اليـوم ي‬ ‫بأشـخاص كان على موعـد مسـبق معهـم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تـو� على‬ ‫وللسـف‪ ،‬أصيـب بالتهـاب رئـوي ي‬ ‫إثـره ف� ‪ ١٤‬شت�يـن أ‬ ‫ال ّول‪/‬أكتوبـر ‪١٨٤٤‬عـن عمر‬ ‫ي‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ ٣٩‬سـنة‪.‬‬ ‫على الرغـم من أنه لم يعـش طويال بما فيه‬ ‫الصغر»‬ ‫الكفايـة ليصبـح جـزءا مـن «القطيـع‬ ‫ي‬ ‫الذي أصبح يعرف بـ أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي�»‪،‬‬ ‫«الدفنتسـت‬ ‫ُ‬ ‫فقـد أظهـر تشـارلز فيتـش نفـس الصفـات‬ ‫الشـخصية والثبـات الروحـي‪ ،‬ووعـظ بغـزارة‬ ‫الـ� علّمهـا رواد أ‬ ‫ت‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫ّ‬ ‫نفـس الرسـالة‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫الذيـن واصلـوا بحثهـم ي� الكتـاب المقـدس‪،‬‬ ‫مشـارك� آ‬ ‫ين‬ ‫وبالتـال‬ ‫الخريـن مـا تلقـوه مـن نـور‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫السـبتي�‪� .‬ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫سـ� كنيسـة الدفنتسـت‬ ‫مؤس ي‬ ‫ي ي‬ ‫ّ‬ ‫القليلـ�ن‬ ‫الواقـع‪ّ ،‬إن تشـارلز فيتـش هـو أحـد‬ ‫ي‬ ‫الذيـن ذكرتهـم إلـن هوايت باالسـم مـن الذين‬ ‫‪13‬‬ ‫رأتهـم ف ي� السـماء‪.‬‬ ‫خرافة أم حقيقة؟‬ ‫هـل ال زلنـا لليـوم نؤمـن برسـالة الكتـاب‬ ‫النفـس أ‬ ‫المقـدس الـذي قـاد أ‬ ‫المينـة إىل‬ ‫البقيـة‬ ‫«الخـروج مـن بابـل» لتصبـح جـز ًءا مـن ّ‬ ‫ُـون َو َصايَا هللاِ َو ِع ْن َد ُه ْم َشـ َها َد ُة‬ ‫يـن يَ ْح َفظ َ‬ ‫« ال َِّذ َ‬ ‫ـيح‪( ».‬رؤيـا ‪)١٧ :١٢‬؟ هـل مـا زلنـا‬ ‫س‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يَ ُس َ‬ ‫ـوع َ ِ ِ‬ ‫نؤمـن «با ْل َك ِل َمـةُ ال َّن َب ِويَّـةُ » (‪ ٢‬بطـرس ‪)١٩ :١‬؟ هل‬ ‫مـا زالـت نبوءات دانيـال ورؤيـا ذات فعالية إىل‬ ‫حـد اليـوم‪ ،‬أم هـي مجـرد بقايـا مـن ض‬ ‫الما�؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫قدس‬ ‫الم ِ‬ ‫هل نعتنق رسـالة خدمة المسيح ي� َ‬ ‫السـماوي؟ هـل ما زلنا نؤمن بـأن هللا ليس فقط‬ ‫لت�يرنـا‪ ،‬بـل هـو قـوي بمـا‬ ‫كريمـا بمـا يكفـي ب‬

‫كان فيتش‬ ‫حازما ولم يعد‬ ‫يهاب السخرية‬ ‫أو اللوم‪.‬‬ ‫يكفـي لتقديسـنا؟ هـل ال زلنـا نتطلـع بشـغف‬ ‫«س َعـةَ ‪...‬يَ ْـو ِم «(‪ ٢‬بطـرس ‪ )١٢ :٣‬المجـيء‬ ‫إىل ُ ْ‬ ‫ن‬ ‫الحـق إاللهـي‪ ،‬كمـا‬ ‫الثـا� للمسـيح؟ هـل ال زال ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫هـو موضح ي� الكتـاب المقدس‪ ،‬أك� أهمية من‬ ‫أفـكار آ‬ ‫الخرين؟‬ ‫ت‬ ‫صلا� هـي أن نـدرك جميعـا أننـا «ل َْـم‬ ‫ي‬ ‫َـات ُم َص َّن َعـةً ‪ِ ،‬إ ْذ َع َّر ْف َناك ُْـم ِب ُق َّـو ِة َربِّ َنـا‬ ‫نَ ْت َب ْـع ُخ َراف ٍ‬ ‫ـيح َو َم ِج ِيئ ِـه» (‪٢‬بطـرس ‪ ،)١٦ :١‬ولكن‬ ‫يَ ُس َ‬ ‫ـوع ال َْم ِس ِ‬ ‫ار‬ ‫ْـر‬ ‫ق‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ـكْ‬ ‫س‬ ‫الر َج ِـاء َر ِاس ًـخا‪ ،‬أل َ َّن ال َِّذي َو َع َد‬ ‫« ِل َن َت َم َّ ِ ِ َ ِ َّ‬ ‫ن‬ ‫انيـ� ‪.)٢٣ :١٠‬‬ ‫(ع� ي‬ ‫ـ�» ب‬ ‫ُه َـو أَ ِم ي ن ٌ‬ ‫َم َار ْان أَثَا‪ ،‬المسيح آت عن قريب!‬ ‫تيد ن‪ .‬س‪ .‬ويلسـون هو رئيس كنيسة‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السـبتي� حول العالم‪ .‬هناك‬ ‫الدفنتست‬ ‫والتفاسر المتوفّرة من‬ ‫المزيد من المقاالت‬ ‫ي‬ ‫مكتب الرئيس عىل‪:‬‬ ‫‪Twitter: @pastortedwilson and on‬‬ ‫‪Facebook: @Pastor Ted Wilson‬‬ ‫‪«The ‘October Surprise’ of 1844», www.buffalohistorygazette.‬‬ ‫‪net/2010/09/the-lake-erie-seiche-disaster-of-1844.html.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Charles Fitch, Slaveholding Weighed in the Balance of Truth, and‬‬ ‫‪Its Comparative Guilt Illustrated (Boston: Isaac Knapp, 1837), p.‬‬ ‫‪3, https://ia802502.us.archive.org/28/items/ASPC0001888700/‬‬ ‫‪ASPC0001888700.pdf.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Available at https://m.egwwritings.org/en/book/1321.13#13.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Letter from Charles Fitch to William Miller, March 5, 1838, www.‬‬ ‫‪earlysda.com/miller/william-miller-biography-5.html.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪LeRoy Edwin Froom, The Prophetic Faith of Our Fathers‬‬ ‫‪(Washington, D.C.: Review and Herald Pub. Assn., 1954, 1982), vol.‬‬ ‫‪4, p. 534, m.egwwritings.org/en/book/1583.3109.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪Available at m.egwwritings.org/en/book/1259.7#7.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪Charles Fitch, «Letter to the Presbytery of Newark» (1840), p. 19,‬‬ ‫‪m.egwwritings.org/en/book/1014.95#95.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪Charles Fitch, «Reasons for Withdrawing From the Newark‬‬ ‫‪Presbytery,» 1845, p. 1, play.google.com/store/books/details/‬‬ ‫‪Reasons_for_withdrawing_from_the_Newark_Presbytery?id=Hocx‬‬‫‪BHexWocC&hl=en.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪In Froom, p. 536.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪Charles Fitch, «Come Out of Her My People» (Rochester, N.Y.: J. V.‬‬ ‫‪Himes, 1843), m.egwwritings.org/en/book/2006.2#0.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪See Froom, p. 545.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪Ibid.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪Ellen G. White, Early Writings (Washington, D.C.:‬‬ ‫‪Review and Herald Pub. Assn., 1882, 1945), p. 17.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪7‬‬


‫المرأة ال�ت‬ ‫ي‬ ‫بَنت أُ َّمة‬

‫تأمالت روحية‬

‫المقـدس‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫الك َتـاب‬ ‫ّ‬ ‫ِمـن الصعـب فهـم بعض القصـص ي ف� ِ‬ ‫غر‬ ‫فإذا‪ ‬أعطينـا‬ ‫الممكـن‪ ‬أن نكتشـف بـركات ي‬ ‫اهتمامـا ً‬ ‫جيـدا‪ِ ،‬فمـن ُ‬ ‫ً‬ ‫ودروسـا مفيـدة لحياتنا‪ .‬‬ ‫متوقعـة‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ربمـا أن معظمنـا لـم يسـمع‬ ‫تقـع قصـة ِر ْص َفـة ي� هـذه الفئـة‪ّ .‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫أبـدا باسـمها‪ .‬تظهـر مر ي ن‬ ‫الك َتـاب‬ ‫المقـدس‪ .‬ي� المرة الوىل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تـ� فقـط ي� ِ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫قويـ�‪ .‬كان‬ ‫الـ� تظهـر فيهـا‪ ،‬تبـدو بأنهـا رهينة‪ ‬عالقـة يبـ� ُرج يلـ� ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الناجـ�‪ ،‬قـد ُج ِعـل ملـكًا على‬ ‫ـث ‪ ،‬أحـد أبنـاء الملـك شـاول‬ ‫وش ُ‬ ‫يش ُب َ‬ ‫ِإ ْ‬ ‫ف‬ ‫إرسائيـل ِمـن ِقبـل أَبْ َن ي ْر‪ ،‬القائـد العظيـم لجيـش شـاول‪ .‬ي� نفـس‬ ‫الوقـت‪ ،‬كانـت مملكـة يهـوذا قـد َم َسـحت داود ملـكًا‪ .‬كان هناك رصاع‬ ‫وحـرب أهليـة ف ي� إرسائيـل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الصاع داخل معسـكر‬ ‫الثا� يصـف ّ‬ ‫الصحـاح الثالـث ِمـن صموئيـل ي‬ ‫إيشبوشـث‪ .‬فـإن ملـك إرسائيـل الـذي يشـعر بعـدم أ‬ ‫المـان والمريـض‬ ‫ّ‬ ‫ِ ُْ َ‬ ‫ف‬ ‫بجنـون العظمـة إىل حـد مـا‪ ،‬يشـك ي� الخيانـة ِمـن ِقبل كل َمـن حوله‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثـا� ‪ ٨ ،٧ :٣‬ي ن‬ ‫أبنر‪ ،‬وذلـك باتهامـه‬ ‫يهـ� َ‬ ‫ي� صموئيـل ي‬ ‫قائـد جيشـه‪ ،‬ي َ‬ ‫بمضاجعـة ر ْص َفـة‪ُ ،‬محظيـة شـاول‪ .‬وبعـد ت‬ ‫فرة ثالثـة أالف عـام‪ ،‬قـد‬ ‫ِ‬ ‫ُـن زوجـات ذات نز‬ ‫م�لة‬ ‫ك‬ ‫المحظيـات‬ ‫االتهـام‪.‬‬ ‫هـذا‬ ‫شـناعة‬ ‫ال نسـتوعب‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫عي�‪.‬ن‬ ‫ش‬ ‫ُ‬ ‫يعترون جـز ًءا ِمـن أرسة الـزوج وورثـة � ي‬ ‫أد� بينمـا كان أبناؤهـن ب‬ ‫خطراً— فقـد أشـار إىل عمـل ِمـن أعمـال‬ ‫وشـث‬ ‫ي‬ ‫يش ُب َ‬ ‫كان اتهـام ِإ ْ‬ ‫التمـرد العلن (راجـع أبشـالوم ف� صموئيـل ن‬ ‫الثـا� ‪ .)22 ،21 :16‬لكـن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫وشـث‪ ،‬كانـت ِر ْص َفـة مجـرد قطعـة مهملة ِمـن العقارات‬ ‫يش ُب َ‬ ‫بالنسـبة ِإل ْ‬ ‫‪8‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫«سيَّـة أَِب ي�»‪.‬‬ ‫الملوكيـة؛ ي� الواقـع‪ ،‬ي� صموئيـل ي‬ ‫الثـا�‪ 8 ،7 :3‬يلقبهـا ُ ِّ‬ ‫يبـدو كمـا لـو َّأن ِر ْص َفة ليسـت شـخصاً له اسـم ومشـاعر وتاريـخ‪ .‬بدال ً‬ ‫ف‬ ‫عر‬ ‫ِمـن ذلـك‪ ،‬هـي ي‬ ‫الكث�يـن ب‬ ‫أسرة ي� مقامـرة َملكيـة‪ .‬مثـل يغ�هـا ي‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫التاريـخ‪ ،‬كان يُنظـر إليهـا على أنها عاجـزة‪ ،‬ال صوت لهـا — مجرد ي‬ ‫يمكـن التالعـب بـه‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫أبن� (بقولـه « ال َْم ْـرأة» ي� الية ‪)٨‬‬ ‫وبشـكل مماثـل‪ ،‬يعكـس ر ّد فعـل ي‬ ‫أبنر قد‬ ‫يـاء‬ ‫ك�‬ ‫كان‬ ‫ذلـك‪،‬‬ ‫مـع‬ ‫وشـث تجـاه ِر ْص َفـة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫يش ُب َ‬ ‫عـدم مبـاالة ِإ ْ‬ ‫أ‬ ‫ُج ِـر َح بشـدة بسـبب االتهـام‪ ،‬وقـرر االنضمـام إىل معسـكر داود‪ ،‬المر‬ ‫وشـث‪ .‬وبعـد ت‬ ‫فرة ي ز‬ ‫وجـ�ة‪ ،‬تُ ّـوج داود‬ ‫يش ُب َ‬ ‫الـذي يم ّثـل بدايـة النهايـة ِإل ْ‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫ِملـكًا على جميـع أسـباط إرسائيل االث ي عر (‪ 2‬صموئيـل ‪.)٣-١ :٥‬‬

‫العدالة‬

‫ظهـور رص َفـة ن ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثـا� ‪:٢١‬‬ ‫ِْ‬ ‫الثـا� ي� ّ‬ ‫ي‬ ‫النـص ب ي‬ ‫الكتـا� نجـده ي� صموئيـل ي‬ ‫‪ .١٤-١‬إنّهـا قصـة صعبـة قـد حدثـت ف ي� أوقـات صعبـة‪ .‬يتوفـر لدينـا‬ ‫معلومتـان هامتان‪ .‬‬ ‫ن‬ ‫الثـا� مـن‬ ‫أوالً‪« ،‬ك َ​َان [هنـاك] ُج ٌ‬ ‫ـوع» اسـتمر ثلاث سـنوات‪ .‬الجـزء ي‬ ‫المعلومـة يتعلق بالملك داود نفسـه‪ .‬عند مواجهـة المجاعة يغ� القابلة‬ ‫الـرب‪ ،‬ال‬ ‫ي‬ ‫الـر ِّب»‪ّ .‬إن داود‪َ ،‬‬ ‫للتفسر‪َ « ،‬طل َ‬ ‫الممسـوح ِمـن ّ‬ ‫َـب َد ُاو ُد َو ْج َـه َّ‬ ‫الـرب عندمـا يشـعر بعـدم الكفـاءة أو العجـز‪ .‬هـذه‬ ‫يـزال أيهـرع إىل َّ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الثـا� ‪ .١ :٢١‬هللا اليـزال يتحدث إىل‬ ‫الـ� لصموئيل ي‬ ‫هـي الخبـار السـارة ي‬ ‫‪Photo: Mathilda Khoo‬‬


‫غر ت‬ ‫مكر أو مشـغوال جداً‪.‬‬ ‫شـعبه‪ .‬هللا ليـس بعيـدا أو ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـاول َول ْج ِـل‬ ‫ومـع ذلـك‪ ،‬فـإن الرسـالة تنـذر بالسـوء‪ُ :‬‬ ‫«ه َـو ل ْج ِـل َش ُ‬ ‫أ‬ ‫ـ�» آ‬ ‫(اليـة ‪ .( ١‬ال يمكـن حـل ذنـب‬ ‫ـت ِّ‬ ‫الد َم ِ‬ ‫بَ ْي ِ‬ ‫ـاء‪ ،‬لَنَّ ُـه َق َت َـل ال ِْج ْب ُعو ِن ِّي ي ن َ‬ ‫الـدم‪ ،‬خاصـة عنـد تعيينـه ِمـن ِقبـل هللا نفسـه‪ ،‬ال بالمـال وال‬ ‫سـفك ّ‬ ‫بالهبـات‪ .‬يتطلـب سـفك الـدم سـفك دم (راجع تكويـن ‪٦ :٩‬؛ ‪22 :37‬؛‬ ‫ِسـفر العـدد ‪33 :35‬؛ تثنيـة ‪.)٧ :٢١‬‬ ‫ين‬ ‫الجبعونيـ�‪ .‬ال‬ ‫ال نُ ْخ بر بالتحديـد عـن طبيعـة سـفك شـاول لـدم‬ ‫توجـد تفاصيـل شـنيعة أو إعالنـات مروعـة‪ ،‬إنّهـا مجـرد إقـرار بسـيط‬ ‫الجبعونيـ� (الذيـن كانـوا جـزءا مـن أ‬ ‫ين‬ ‫ال ي ن‬ ‫ين‬ ‫الكنعاني�‬ ‫موريـ� أو‬ ‫بي�هـن ّأن‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الذيـن يعيشـون ي� كنعـان ي� وقـت دخـول الرض وامتالكها؛ يشـوع ‪)٩‬‬ ‫قـد عانـوا مـن حماسـة شـاول إالبادة‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫وشـخص للغايـة‪« .‬مـاذا‬ ‫للجبعونيـ� هـو مبـا�‬ ‫ّإن خطـاب داود‬ ‫ي‬ ‫الـر ّب» (‪ ٢‬صموئيـل ‪)٣ :٢١‬‬ ‫أفعـل لكـم؟ وبمـاذاأ أك ّفـر فتباركـوا نصيـب ّ‬ ‫شـخصية جـدا‪.‬‬ ‫يتعامـل داود مـع المـر بصفـة‬ ‫ّ‬ ‫ّأمـا بقيـة الحـوار فيتـم تلخيصـه بصفة رسيعـة‪ .‬يـدرك الجبعونيون‬ ‫أن الـدم المسـفوك يتطلـب سـفك دم ‪ -‬وليـس أي دم‪ .‬فهم يسـألون‬ ‫حيـاة سـبعة رجـال مـن نب� شـاول ‪ -‬ويوافـق داود على ش‬ ‫ال�وط‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هـذا التحـول ف� أ‬ ‫قـد تن�اجـع أمـام‬ ‫الحـداث‪ .‬هـذا ال يبـدو مثـل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫إلـه العهـد الجديـد الـذي ّ‬ ‫بـكل طواعيـة (وإن كان بالدمـوع ي� عينيـه)‬ ‫بـذل ابنـه كذبيحـة يل�فـع خطيـة العالـم ‪ -‬أليس كذلك؟ هـل يمكن أن‬ ‫الجبعونيـ� على فهـم أ‬ ‫ين‬ ‫الخبـار السـارة للخالص‬ ‫تسـاعدنا قصـة داود و‬ ‫ن‬ ‫التكفر يتطلـب‬ ‫تذك�نـا أن‬ ‫بطـرق أكرث قـوة؟ ف ي� كلتـا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحالتـ�‪ ،‬يتـم ي‬ ‫سـفك الدم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الكتابية‪.‬‬ ‫التـال من القصة يعيـد تقديم ِر ْص َفـة ي� رسد الحـداث‬ ‫ّ‬ ‫الجـزء ي‬ ‫ن‬ ‫فقـد كان ابناهـا مـن يبـ� السـبعة الذيـن صلبـوا مـن أبنـاء شـاول «على‬ ‫ف‬ ‫«� بداية حصاد‬ ‫الجبـل أمـام الـرب»‪ .‬وفقا للنص ب ي‬ ‫الكتـا�‪ ،‬حدث كل هـذا ي‬ ‫الشـع�» آ‬ ‫(اليـة ‪ ،٩‬ف ي� وقـت ما ف ي� نهايـة آذار‪/‬مـارس أو ّأول أيام أيار‪/‬أبريل‪.‬‬ ‫ي‬

‫ن‬ ‫با� أمة‬ ‫الحارس الهادئ يصبح ي‬

‫ملك�‬ ‫هـذه لحظـة ِر ْص َفـة وهـي تظهـر على السـاحة بـدون إعلان ي‬ ‫أو نفـخ ف ي� البـوق‪ .‬كانـت ِر ْص َفـة ال تتحـدث ولك ّنهـا تعمـل‪ .‬إنهـا ّ‬ ‫تظـل‬ ‫متواجـدة ف ي� الوقـت الـذي يتـم فيـه إالعلان عـن العـار‪ .‬وهـي تحمـي‬ ‫جثـث أفـراد عائلتهـا الذيـن تـم إعدامهـم مـن التدنيـس والدمـار‪ .‬إذا‬ ‫المطـار تشر إىل موسـم أ‬ ‫كانـت الشـارة إىل بدايـة موسـم أ‬ ‫المطـار ف ي�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫الخريـف‪ ،‬فـإن ِر ْص َفـة ظلّـت تحـرس الجثـث لمـدة سـتة أشـهر! تخيل‬ ‫ت‬ ‫الـ� ظلّــت تواجههـا ف� صـد الحيوانـات ت‬ ‫المف�سـة‪ ،‬وهـي‬ ‫ي‬ ‫المصاعـب ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الـ� كانـت تتل ّقاها من الشـخاص‬ ‫ي‬ ‫تعـا� النظـرات المشـحونة باالتّهـام ي‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫النها�‬ ‫الذيـن مـروا بهـا ً‬ ‫يومـا بعـد يوم‪ .‬ي� تلـك العصـور كان االنتقـام ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ضـد العـدو هـو تدنيـس جثـث أفـراده بـأن ترك ل ُت ْفرس ِمـن ِقبـل‬ ‫الحيوانـات المتوحشـة (راجـع ‪ ٢‬ملـوك ‪ .)٣٦ :٩‬لـم تسـمح ِر ْص َفـة‬ ‫بحـدوث ذلـك‪.‬‬

‫أي كلمـة أثناء حراسـتها‪ .‬كما ال نسـمع صوتها‬ ‫لـم نسـمع مـن ِر ْص َفـة ّ‬ ‫أبـدا بينمـا هنـاك رجالن قويان يناقشـان قضيتها‪ .‬نحـن ال نراها تطالب‬ ‫ً‬ ‫أثنـاء هـذا الصراع بالسـلطة والنفـوذ‪ .‬أ‬ ‫تفضـل‬ ‫ببسـاطة‬ ‫ـة‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ّ ِْ َ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫الكثر وتصـل ت‬ ‫حى إىل‬ ‫العمـل‪ .‬ول ّن شـهادتها الهادئـة القويـة تقـول ي‬ ‫بلاط داود وقلبـه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫الـ� م ّهـدت‬ ‫غر ال‬ ‫ي� الواقـع‪ ،‬إن الخدمـة ي‬ ‫الـ� ِلر ْص َفـة هـي ي‬ ‫نانيـة ي‬ ‫ـا� أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫المة‪ .‬عندما قيـل للملك أن ِر ْص َفة‬ ‫الطريـق ي� النهايـة أمـام داود‪ ،‬بَ ِ ي‬ ‫تحـرس بأمانـة جثـث رجـال بيـت شـاول‪ ،‬بـدا وكأن شـي ًئا مـا قـد «قرع»‬ ‫يتحـرك داود ويأمـر بـأن يتـم نقـل رفـات ّكل مـن شـاول‬ ‫أخرا‪ ،‬آ ّ‬ ‫قلبـه‪ .‬ي ً‬ ‫ن‬ ‫المتوفـ� إىل مدافـن‬ ‫وجوناثـان‪ ،‬وكل الخريـن مـن أفـراد عائلـة شـاول‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫بنيامـ�‪ .‬كان ذلـك بدايـة المصالحـة الوطنية‪ .‬فقط‬ ‫أجدادهـم ف ي� أرض‬ ‫ين‬ ‫اب هللاُ ِم ْـن أَ ْج ِل‬ ‫بعـد دفـن عظـام‬ ‫«اسـ َت َج َ‬ ‫المتوفـ� مـن عائلـة شـاول ْ‬ ‫أ‬ ‫الَرض» آ‬ ‫(اليـة ‪ )١٤‬وتوقّفـت المجاعـة‪.‬‬ ‫ِْ‬

‫ما الذي يمكننا تع ّلمه؟‬

‫إليـك ثالثـة دروس يمكـن أن نتعلمهـا مـن أحد شـخصيات ّ‬ ‫الظـل ف ي�‬ ‫المقدس‪.‬‬ ‫الك َتـاب‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫لتغير مجـرى التاريـخ‪ .‬تخيـل‬ ‫يسـتطيع هللا اسـتخدام أي شـخص‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ملك�‬ ‫ّ‬ ‫قصـة داود بـدون ِر ْص َفـة‪ .‬على الرجـح لـن يكـون هنـاك نظـام ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫رث‬ ‫موحـد‪ ،‬وقـد تسـود الحـرب الهليـة‪ .‬والك أهميـة أنّه لن تكـون هناك‬ ‫مصالحـة وطنيـة‪ .‬فقـد كان البنياميـون يشـعرون بأنهم مهمشـون‪ ،‬أ‬ ‫المر‬ ‫الـذي كان مـن شـأنه على أ‬ ‫الرجـح أن يـؤدي إىل االضطرابـات وإىل المزيد‬ ‫مـن الحـرب أ‬ ‫الهليـة‪ .‬أعلم أنّه ال حصر إلمكانيات هللا‪ ،‬لكـن ِر ْص َفة كانت‬ ‫هنـاك مسـتعدة للدخـول حيـث كانـت هنـاك ثغـرة بحاجـة إىل ترميم‪.‬‬ ‫ال يريدنا هللا أن نلعب ألعاب القوة والنفوذ‪ .‬لم ثت� ِر ْص َفة أي انقالب‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫جيدا‬ ‫ي� محيـط سـلطة ايشبوشـث عىل الجانب الخـر مـن الردن‪ .‬يذ ّكرنا ّ‬ ‫مظهرهـا الصامـت ّأن هنـاك لحظات نحتاج فيها إىل «الهـدوء» واالكتفاء‬ ‫بمراقبـة يـد هللا وهـي تعمـل ف ي� حياتنـا‪ .‬وهنـاك لحظـات أخـرى تتطلب‬ ‫الجـرأة والنشـاط والحركـة‪ّ .‬إن فهـم هـدف هللا لنا ف ي� موقـف ي ن‬ ‫مع� ليس‬ ‫دائمـا‪ّ .‬إن طبيعتنـا‪ -‬ذكـورا وإناثـا ‪ -‬تتجـه نحـو السـيطرة والهيمنة‪،‬‬ ‫سـهالً ً‬ ‫بـدال ً من الخدمـة المتواضعة والعمـل الصالح‪.‬‬ ‫كانـت ِر ْص َفـة تعـرف مـا عليهـا فعلـه‪ .‬كانت تعـرف إنها سـتكون آمنة‬ ‫ف‬ ‫أخ�هـا؟ مـا‬ ‫فقـط ي� ظـل تـرس هللا الحامـي‪ .‬كيـف عرفـت ذلـك؟ َمـن ب‬ ‫الـذي جعلهـا تقـف ف ي� العـراء وتحمـل العـار؟ على نحـو مـا يجـب أن‬ ‫تكـون قـد أدركـت أن قيمتهـا كانـت كامنـة ف ي� الشـخص الـذي يسـيطر‬ ‫حى على الملـك داود القـوي – إنّـه يهـوه‪ ،‬إلـه إرسائيـل‪.‬‬ ‫تّ‬ ‫ج�الد كلينجبيل هو محرر مسـاعد ف� مجلة عالم أ‬ ‫الدفنتسـت وهو‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يف‬ ‫المقدس‪.‬‬ ‫الك َتاب ّ‬ ‫يسـتمتع بقراءة القصص القل شـهرة ي� ِ‬

‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪9‬‬


‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫ن‬ ‫الرب يَ ْر َف ُع ِ ي�‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫استعادة صورة هللا‬

‫يو ّفـر مثـال حياة يسـوع مخ ّططا لما يتوقعه ِم َّنا بشـأن‬ ‫كيفيـة معاملتنا آ‬ ‫للخرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تبسـم هللا‪ ،‬متذكّـرا فيـض فرحتـه عنـد تشـكيله ِمـن ي ن‬ ‫الطـ� لجسـد آدم البالـغ الكمـال‪ .‬وها‬ ‫َّ آ‬ ‫الم ِح ّبـة تشـكّل حـواء‪ ،‬المـرأة الكاملـة‪ ،‬المأخـوذة من لحم آدم‪ .‬لم يشـأ هللا‬ ‫هـي الن أصابعـه ُ‬ ‫ت‬ ‫فيـأ� أبنـاؤه إىل الوجـود كمـا فعـل مع بقية الخلقيـة‪ ،‬بـل أراد هللا أن يخلقهما بيديه‪.‬‬ ‫أن يتكلـم ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫متسـاوي�‬ ‫طبـع صورتـه ي� قلبيهمـا‪ ،‬وخلقهمـا مـن أجل أن تكـون لهما عالقـات ِح ّبية‪ .‬لقد كانا‬ ‫ين‬ ‫ومتكاملـ�‪ .‬كانـا يعتنيـان ببعضهما البعض‪ ،‬وبعائلتهما‪ ،‬وبكل الخليقة (راجع تكويـن ‪.)٢٨-٢٦ :١‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫جميعـا متسـاوون ي� القيمـة أمام هللا‪ ،‬وقد ُخلقنـا للعيش ي� وئام مـع بَ ْع ُض َنا بَ ْع ًضا‪،‬‬ ‫نحـن ً‬ ‫ولك� نبـارك بَ ْع ُض َنـا بَ ْع ًضـا‪ ،‬ولنتواضـع‪ ،‬ن‬ ‫ول�فـع بَ ْع ُض َنـا بَ ْع ًضا‪ ،‬ونحمـي بَ ْع ُض َنـا بَ ْع ًضا‪ ،‬بغض‬ ‫ي‬ ‫العرق أو أي اختالف آخر‪ .‬ال يوجد إنسـان أكرث أهمية ِمن أي‬ ‫أو‬ ‫نـس‬ ‫الج‬ ‫أو‬ ‫مـر‬ ‫الع‬ ‫عـن‬ ‫ظـر‬ ‫ال ّن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫يس�ء إليهم أو يؤذيهم أو يسـيطر عليهم‪.‬‬ ‫إنسـان آخـر‪ .‬ال يحـق لحـد أن يحتقـر الخرين أو ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الك�ياء والنانية‪ ،‬اسـتخدام سـلطتهم واختاروا‬ ‫آلالف‬ ‫الكث�ون‪ ،‬من خالل ب‬ ‫السـن�‪ ،‬أسـاء ي‬ ‫الطفـال والنسـاء و «الغربـاء» وغ�هم من أ‬ ‫القمـع والكـراه واليـذاء والعنـف‪ .‬إن أ‬ ‫الشـخاص‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪10‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫نـ� هم أ‬ ‫حص ي ن‬ ‫الكرث ُعرضة للخطر‪.‬‬ ‫ي‬ ‫غر ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫الهدامة والمدمرة للسـلطة‬ ‫لكـن االختلاالت ّ‬ ‫ليسـت جـز ًءا مـن خطـة هللا‪ ،‬سـواء كانـت‬ ‫السـلطة ي ن‬ ‫السـيد والعبـد أو البالـغ‬ ‫بـ� ّ‬ ‫وغالبـا ما يكون‬ ‫والطفـل أو الرجـل والمـرأة‪ً .‬‬ ‫الدافـع وراء أفعال َمن يمارسـون سـلطتهم‬ ‫آ‬ ‫الك�يـاء والجشـع‬ ‫على الخريـن هـو ب‬ ‫النانيـة والعنف والشـهوة‪ .‬و أ‬ ‫و أ‬ ‫السـوأ من كل‬ ‫ذلـك‪ ،‬أنهـم يسـيئون تمثيـل الصفـات يغ�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� للمسـيح‪.‬‬ ‫النانيـة و ُ‬ ‫الم ِح ّبـة والواقيـة ي‬

‫نموذج المسيح‬

‫ُولـد يسـوع ف ي� عالـم منسـحق ِمـن قبـل‬ ‫أولئـك الذيـن أسـاءوا اسـتخدام قدراتهـم‬ ‫الروحية والجسـدية والعاطفية والفكرية‪ .‬لقد‬ ‫جـاء لينتقل بالعالقات نحو المحبة المتبادلة‬ ‫تال� أرادها هللا أساسـا‪ ،‬معيدا وضع أ‬ ‫المور ف ي�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫شـافيا مجروحي المشـاعر‪،‬‬ ‫الصحيح‪،‬‬ ‫نصابها‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫وليظهـر لنـا كيف يمكننا‬ ‫افعـا‬ ‫ر ً‬ ‫المسـحوق�‪ُ .‬‬ ‫العيـش بقلـوب خدومـة‪ .‬كانـت كل تفاعالتـه‬ ‫بالم َح َّبـة وال َف َرح والسلام‬ ‫االجتماعيـة مليئـة َ‬ ‫أ‬ ‫الصلاح و إاليمـان‬ ‫وطُـول الَنَـاة واللطـف و َّ‬ ‫والوداعـة والتعفـف (غالطيـة ‪.)٢٣-٢٢ :٥‬‬ ‫‪Photo: Annie Spratt‬‬


‫ت‬ ‫الـ� أمسـكت ف ي�‬ ‫عندمـا طُرحـت المـرأة‪ ،‬ي‬ ‫الزنـا‪ ،‬عنـد قدميـه مثل كيـس ِمـن القمامة‪،‬‬ ‫كتـب يسـوع على الرمـال‪ ،‬وبعنايـة محـا‬ ‫سلسـلة مـن التعليقـات الخاصـة‪ُ ،‬مظهـرا‬ ‫ت‬ ‫االحرام لكرامـة الجميـع‪ .‬إنّـه يقبلها‪ ،‬يغفر‬ ‫لهـا‪ ،‬ويقلـب عالمها ر ًأسـا عىل عقـب‪ .‬وربما‬ ‫ألول مـرة ف ي� حياتهـا فهمـت مـا يعنيـه أن‬ ‫تكـون محبوبـة ح ًقـا‪.‬‬ ‫يحيـد يسـوع عـن طريقـه لمقابلـة امـرأة‬ ‫سـامرية قـد جـاءت لتسـتقي المـاء مـن ئب�‬ ‫الظهرة‪ .‬كان اليهـود يحتقـرون‬ ‫ف ي� حـرارة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫السـامري�‪ ،‬وكان السـامريون يحتقرون هذه‬ ‫المـرأة‪ .‬لكـن يسـوع رفـض الحكـم عليهـا‪،‬‬ ‫أو إسـاءة اسـتغالل وضعـه كرجـل يهـودي‪.‬‬ ‫معرضـا للضعـف ويسـألها‬ ‫اختـار أن يصبـح ّ‬ ‫ببسـاطة أن تعطيـه بعـض المـاء ش‬ ‫ليرب‪.‬‬ ‫لقـد اندهشـت مـن معاملـة هـذا الرجـل‬ ‫المفعمـة بالكرامـة واللطـف‪ ،‬رغـم معرفتـه‬ ‫بأعمـق أرسار قلبهـا‪ .‬وإذ تجاذبـا أطـراف‬ ‫الحديـث‪ ،‬اسـتعادت قيمتهـا كإنسـانة‪ ،‬آمنة‬ ‫ف ي� محبـة هللا‪ .‬وغـادرت وهـي عازمـة بثقـة‬ ‫تبشر مدينتها بأكملها (يوحنا ‪.)٤٢-١ :٤‬‬ ‫عىل ي‬ ‫نز‬ ‫ُز ِح َـم يسـوع مـن ِق َبل سـيدة كانـت ت�ف‬ ‫لسـنوات عديـدة‪ .‬وقـد تعبـت وافتقـرت‬ ‫وانسـحقت‪ .‬آمنـت أن أملهـا الوحيد هو أن‬ ‫ثـم تختفـي ف ي�‬ ‫تلمـس هـدب ثـوب يسـوع ّ‬ ‫وباليمان‬ ‫الزحام‪ .‬شعر يسـوع برصاخ قلبها إ‬ ‫عنـد لمسـها لهـدب ثوبه‪ .‬وبتواضـع يحافظ‬ ‫على سـلطانه‪ .‬فهـو ال يقـول لهـا‪« :‬أنـا قـد‬ ‫شـفيتك»‪ ،‬بـل يقـول لهـا إن إيمانهـا قـد‬

‫شـفاها (مرقـس ‪ .)٣٤ :٥‬ويعيـد لهـا كرامتها‬ ‫صحتهـا‪ .‬تلقـي أرملـة خجولـة‬ ‫وكذلـك ّ‬ ‫ين‬ ‫بفلسـ� ف ي� صنـدوق التقديمـات وتسرع‬ ‫مبتعـدة‪ .‬لكـن يسـوع يالحظهـا‪ .‬وبصـوت‬ ‫عـال بمـا يكفي إلسـماعها‪ ،‬يعرب يسـوع عن‬ ‫تقديـره العميـق ألمانـة كرمهـا‪ .‬ابتعـدت‪،‬‬ ‫والدمـوع أ‬ ‫تمل� عينيهـا‪ ،‬وهـي تعـرف أنهـا‬ ‫أغلى على هللا مـن كل أمـوال العالـم‪.‬‬ ‫صبـت مريـم الطِّيـب على قدمـي‬ ‫ّ‬ ‫يسـوع‪ ،‬والمحبـة واالمتنـان يغمرانهـا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اسـتغل سـمعان ويهـوذا تلـك‬ ‫هـذا بينمـا‬ ‫اللحظـة إللحـاق العار و إالهانـة بها‪ ،‬عندها‬ ‫يسـكتهما يسـوع‪ .‬فهـو لـن يتسـامح مـع‬ ‫موقفهمـا الفكـري أو إسـاءتهما اللفظيـة‪.‬‬ ‫ف ي� تناقـض حـاد مـع سـخريتهما القاسـية‪،‬‬ ‫كر ُم‬ ‫يتكلـم يسـوع بلطف ولياقـة‪ .‬وعالنيـة يُ ِ‬ ‫المسـيئ� �ف‬ ‫ين‬ ‫الرجلـ�‬ ‫مريـم وبحـزم يضـع‬ ‫ين ي‬ ‫مكانيهمـا‪ .‬إنـه يدعونـا للتكلّـم واتبـاع مثاله‪.‬‬

‫محاكاة يسوع‬

‫أظهـر يسـوع ت‬ ‫اح� ًامـا عمي ًقـا للنسـاء‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫للر ِص وجبـاة ال�ائـب‬ ‫والطفـال‪ ،‬ب ُ ْ‬ ‫ين‬ ‫وللسـامري�‪ .‬لقـد رحـب بهـم بحـرارة‪.‬‬ ‫رفعهـم ف ي� الوقـت الـذي فيـه كرسهـم‬ ‫المجتمـع‪ .‬لـن يتسـامح مـع المواقـف‬ ‫المتعجرفـة مـن قبـل البعـض‪ ،‬ولن يسـمح‬ ‫توجـه صـوب أي ابـن مـن أبنائـه‪ .‬تكلم‬ ‫ْ‬ ‫بـأن َّ‬ ‫ف‬ ‫وعر عـن دفاعـه عـن الضعفـاء‪ ،‬ي� الوقت‬ ‫بّ‬ ‫الصـوت الوحيد‬ ‫الـذي كان فيـه صوتـه هـو ّ‬ ‫قوته‬ ‫المدافـع عـن أمثال هؤالء‪ .‬واسـتخدم ّ‬

‫العالقات الرافعة‬

‫أشـخاصا ف ي� حياتـك اليومية‪ ،‬انتبه كيف تـر ّد عليهم‪.‬‬ ‫عندمـا تقابـل‬ ‫ً‬ ‫وترصف بطريقـة ترفع َمن هم حولك‪.‬‬ ‫تأمـل ف ي� أفـكارك وقم بتحديها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هـل تشـعر بالتفوق على من أنت معهـم؟ إذا كان أ‬ ‫المر كذلك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِمـن أيـن أتـت هـذه الفكـرة؟ لمـاذا تشـعر بهـذه الطريقـة؟ كيـف‬ ‫يمكنـك أن تـرى آ‬ ‫الخريـن مسـاوين لـك ف ي� نظـر هللا؟ كيـف يمكنك‬ ‫ْ‬ ‫أن تخطـو خطـوة إىل أسـفل‪ ،‬مثلمـا فعـل يسـوع‪ ،‬تل�فعهم؟‬

‫مشـبع بتعطّـش‬ ‫إلعـادة التـوازن إىل عالـم ّ‬ ‫الشـيطان المسـتمر للتشـامخ‪.‬‬ ‫يصـف سـفر أ‬ ‫المثـال ‪ ٣١‬امـرأة صالحـة‪.‬‬ ‫وهـي نشـطة ف ي� نز‬ ‫م�لهـا وعملهـا ومجتمعها‪.‬‬ ‫كانـت ت‬ ‫مح�مـة بجانـب زوجهـا‪ .‬فهـي تديـر‬ ‫أ‬ ‫العديـد مـن العمـال‪ ،‬لكنهـا متواضعـة‬ ‫ولديهـا مـا يكفـي للقيـام باكـرا لتقديـم‬ ‫أيضـا خلفية لهذه‬ ‫الطعـام لخدمهـا‪ .‬هناك ً‬ ‫القصـة‪ :‬زوجهـا يكرمهـا ويدعوهـا المباركـة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القـوة ورفـع أحدهـم‪ ،‬يكون‬ ‫منح‬ ‫تـم‬ ‫كلمـا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تـم رفعـه مبـاركا‪،‬‬ ‫المشـجع مبـاركا‪ ،‬والـذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتبـارك المجتمـع بأكملـه مـن حولهمـا‪.‬‬ ‫يلخـص بولـس طريقـة يسـوع ف ي� معاملة‬ ‫ُـم بَ ْع ًضـا ِبال َْم َح َّب ِـة‬ ‫النـاس‪َ :‬‬ ‫يـن بَ ْع ُضك ْ‬ ‫«وا ِّد َ‬ ‫أ‬ ‫ـ� بع ُضكُـم بع ًضـا �ف‬ ‫ن‬ ‫ْ َْ‬ ‫ال َ َخ ِويَّ ِـة‪ُ ،‬م َق ِّد ِم ي َ َ ْ‬ ‫ِي‬ ‫نس�ء‬ ‫»(روميـة ‪ .)١٠ :١٢‬عندمـا‬ ‫الْكَ َر َام ِة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫اسـتخدام قوتنـا وال نحرم الخريـن‪ ،‬فإننا‬ ‫بكثر مـن أولئـك الذيـن‬ ‫نسـقط إىل أبعـد ي‬ ‫ندفعهـم إىل أسـفل‪ .‬ولكـن عندمـا ن ّتبـع‬ ‫مثـال يسـوع ف� محبة آ‬ ‫الخريـن و ت‬ ‫اح�امهم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫جميعـا نُرفـع‪ ،‬ت‬ ‫ونق�ب أكرث من قصد‬ ‫فإننـا ً‬ ‫أ‬ ‫صل� لـكل عالقاتنـا‪.‬‬ ‫هللا ال ي‬ ‫سية‬ ‫كاريـن هولفورد فأخصائية معالجات أُ َ ّ‬ ‫معتمدة ومختصة ي� الشـؤون العائلية‪ ،‬وهي‬ ‫مديرة إدارة خدمات أ‬ ‫الرسة ف ي� قسـم بع�‬ ‫ت‬ ‫إنجل�ا‪.‬‬ ‫أوروبا ومقره‬

‫هـل تشـعر أنـك ن‬ ‫أد� مـن أولئـك الذيـن تتعامـل معهـم؟ إذا‬ ‫كان أ‬ ‫المـر كذلـك‪ِ ،‬مـن أيـن أتـت هـذه الفكـرة؟ لمـاذا تشـعر بتلك‬ ‫الطريقـة؟ كيـف يمكنـك أن تـرى آ‬ ‫الخريـن متسـاوين لـك ف ي� نظـر‬ ‫هللا؟ مـاذا يمكـن أن يقـول يسـوع أو يفعلـه لرفعـك ثانيـة؟‬ ‫كيـف يمكنـك أن تـرى كل شـخص تقابله كإنسـان مخلـوق مثلك‬ ‫مسـتحق لمحبتـك ت‬ ‫واح�امك ودعمـك وحمايتك؟‬ ‫على صورة هللا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫المظلومـ� ِمن حولك‪،‬‬ ‫مـا الـذي يمكنـك القيام به لرفـع أولئك‬ ‫مثلما فعل يسـوع ف ي� سـياقه؟‬ ‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪11‬‬


‫ـاس ِبك ُ​ُم‬ ‫«فَـك ُّ​ُل َمـا تُ ِر ُ‬ ‫يـد َ‬ ‫ون أَ ْن يَ ْف َع َـل أال َّن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اف َْعلُـوا هكَـذَ ا أَنْ ُت ْم أيْ ًضا ِب ِه ْـم‪ ،‬ل َّن هذَ ا ُه َو‬ ‫أ‬ ‫الَنْبيـا ُء» ت‬ ‫(م� ‪.)12 :7‬‬ ‫ـوس َو ِ َ‬ ‫ال َّن ُام ُ‬ ‫نحـن نعيـش ف ي� أوقـات فيهـا الصفحـات‬ ‫الوىل مـن الصحـف اليوميـة ومنافـذ أ‬ ‫أ‬ ‫الخبار‬ ‫ت‬ ‫الـ� عىل ما يبـدو ال تنتهي‪،‬‬ ‫مليئـة بالتقاريـر ي‬ ‫الجنس� وإسـاءة معاملـة‬ ‫التحـرش‬ ‫حـول‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫وإهمـال النسـاء‪ .‬إنّهـا ليسـت بالظاهـرة‬ ‫الجديـدة‪ .‬إذا عاش يسـوع بيننـا اليوم‪ ،‬فإنّه‬ ‫على أ‬ ‫الرجـح سـيقف ف ي� مـكان عـام ويقـرأ‬ ‫وح‬ ‫«ر ُ‬ ‫بصـوت مرتفـع مـن نفـس الكتـاب‪ُ :‬‬ ‫الـرب ع َ أ‬ ‫ـاك ي َ�‪،‬ن‬ ‫ن أ ش‬ ‫� ال َْم َس ِ‬ ‫ل‪ ،‬لَنَّ ُـه َم َس َـح ِ ي� لُبَ ِّ َ‬ ‫َّ ِّ َ أ ي َّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ُـوب‪ ،‬لُنَ ِـاد َي‬ ‫َسري ا ْل ُقل ِ‬ ‫أَ ْر َسـل ِ يَ� ل َ ْش ِـف َي ال ُْم ْنك ِ ِ‬ ‫صر‪،‬‬ ‫ِلل َْمأْ ُس ِ‬ ‫ـور َين ِب ِإال ْطلاَ ف ِق و ِلل ُْع ْم ِـي ِبال َْب َ ِ‬ ‫َوأُ ْر ِس َـل ال ُْم ْن َس ِـح ِق ي ن َ� ِ ي� ال ُْح ِّريَّ ِة»(لوقا ‪.)١٨ :٤‬‬

‫أُسس الخليقة‬

‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫التع ُّلم ِمن‬ ‫الرب‬ ‫يد‬ ‫الس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ف‬ ‫ت‬ ‫قـدم يسـوع مثـاال ً ي� احرام‬ ‫ورعايـة المـرأة‬ ‫‪12‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫يمكن إرجاع التعب� أ‬ ‫السـاس ت‬ ‫الح�ام هللا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫للب�يـة إىل البدايـة‪ ،‬عندمـا قـرر هللا خلـق‬ ‫ش‬ ‫الب�يـة على صورته‪ .‬النسـاء مثـل الرجال‪،‬‬ ‫يحملـن نفـس صـورة هللا عىل الرغـم من أن‬ ‫الخطيـة قـد شـوهت هـذه الصـورة ف ي� كل‬ ‫ش‬ ‫البر‪ .‬ورغـم إن آدم ُخلـق أوالً‪ ،‬إال أنه رأى‬ ‫ت‬ ‫الـ� رآهـا‬ ‫حـواء مسـاوية لـه منـذ اللحظـة ي‬ ‫فيهـا (راجـع سـفر التكويـن ‪ّ .)٢٣ :٢‬إن أخـذ‬ ‫ضلـع مـن آدم لخلق حواء تولّـد عنه الحب‬ ‫و ت‬ ‫االحرام ي ن‬ ‫بـ� الرجـل والمرأة‪.‬‬ ‫يلمـح بولـس إىل هـذا بقولـه‪« :‬مـن يحـب‬ ‫ّ‬ ‫زوجتـه يحـب نفسـه» (أفسـس ‪ّ .)٢٨ :٥‬إن‬ ‫هللا يحـب ت‬ ‫ويحرم الرجـال والنسـاء عىل حد‬ ‫سـواء‪ .‬إنـه يتوقع من جميع ش‬ ‫البر أن يفعلوا‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫الـ�ء‪ ،‬بمـا ف ي� ذلـك احرام النسـاء‬ ‫أنفـس ي‬ ‫ت‬ ‫لنفسـهن‪ .‬ح� بعـد الخطيئة‪ ،‬أصبح الرجال‬ ‫ين‬ ‫متسـلم� لنعمة هللا‪.‬‬ ‫والنسـاء‬ ‫ت‬ ‫اضحا‬ ‫كان اح�ام يسـوع وتقديـره للمرأة و ً‬ ‫جـدا ف ي� حياتـه وخدمته‪ .‬كان ذلـك ف ي� الواقع‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫عملا ثوريا‪ .‬ل ّن الثقافـات اليونانية‪-‬الرومانية‬ ‫واليهوديـة السـائدة خلال تف�ة وجـوده عىل‬ ‫أ‬ ‫عتر المـرأة ن‬ ‫أد�‬ ‫الرض بالجسـد كانـت تَ ب‬ ‫شـأنًا مـن الرجـل‪ .‬وأبـدى موق ًفـا وعالقـة‬ ‫‪Photo: Sharina Mae Agellon‬‬


‫تمامـا عـن الممارسـات‬ ‫مـع النسـاء مختلفـة ً‬ ‫التقليديـة ف� عصره‪ .‬هنـاك أمثلـة كثرة �ف‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫الم َق َّـدس تـدل على ذلـك‪ .‬يمكننـا‬ ‫ِ‬ ‫الك َتـاب ُ‬ ‫بالشـارة إىل عـدد قليـل منهـا هنـا‪.‬‬ ‫االكتفـاء‬ ‫إ‬

‫توفر الرعايـة لهـا‪ .‬إنهـا إرادة هللا أن‬ ‫على ي‬ ‫يكـرم أ‬ ‫الوالد والديهـم‪ ،‬ويسـوع قـد فعـل‬ ‫ذلـك‪ .‬كانت مريم ّأم يسـوع أكرث من مجرد‬ ‫ت‬ ‫الـ� أحبهـا‬ ‫أم‪ ،‬لقـد كانـت ابنـة هلل‪ ،‬االبنـة ي‬ ‫هللا و ت‬ ‫اح�مهـا يسـوع‪.‬‬

‫غالبـاً مـا يقـال إنـك إذا أردت أن تعـرف‬ ‫كيـف سـيعامل الشـاب زوجته‪ ،‬مـا عليك ّإل‬ ‫النظـر أوال ً إىل كيفيـة ارتباطـه بأمـه وأخواته‪.‬‬ ‫الكثر عـن‬ ‫الم َق َّـدس‬ ‫ي‬ ‫ال يسـجل ِ‬ ‫الك َتـاب ُ‬ ‫بأمـه‪ .‬لكـن المناسـبات الثالث‬ ‫عالقـة يسـوع ّ‬ ‫ف‬ ‫الم َق َّدس‪ ،‬تقدم‬ ‫التاليـة‪ ،‬المدونة ي� ِ‬ ‫الك َتـاب ُ‬ ‫لنـا لمحـة عـن عالقـة وديـة ت‬ ‫ومح�مـة‪.‬‬ ‫ـوع ف ي� الهيـكل مـن ِقبـل‬ ‫عندمـا تُ ِـرك يَ ُس ُ‬ ‫والديـه‪ ،‬وجـداه عنـد رجوعهمـا للبحـث‬ ‫عنـه منهمـكًا ف ي� نقـاش مـع معلّمـي الهيـكل‪.‬‬ ‫واسـتفرست والدتـه عن سـبب تعامله معهما‬ ‫على هـذا النحو‪ .‬أجابها يسـوع‪« :‬أَل َْـم تَ ْعل َ​َما‬ ‫ُـون ِ ف ي� َمـا ألِبَ ي�؟ « (لوقـا ‪:٢‬‬ ‫أَنَّ ُـه يَ ْن َب ِغـي أَ ْن أَك َ‬ ‫ت‬ ‫وغر محرم‪.‬‬ ‫‪ .)٤٩‬لـم يكـن هـذا ر ًدا فظًـا ي‬ ‫كان المقصـود من ذلك تثقيـف الوالدين‪ .‬لم‬ ‫ـت تَ ْح َفـ ُظ‬ ‫تتضايـق‬ ‫الـرد بـل «كَانَ ْ‬ ‫مريـم مـن ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ـور ِ ي� َقل ِْب َها» (عدد ‪ .)٥١‬بعد‬ ‫َج ِم َ‬ ‫يـع ِ‬ ‫هذ ِه ال ُ ُم ِ‬ ‫ت‬ ‫القصر المفعـم باالحرام‪،‬‬ ‫هـذا الحـوار‬ ‫ي‬ ‫يسـجل لوقـا أن يسـوع ذهـب إىل النـارصة‬ ‫ّ‬ ‫«وك َ​َان َخ ِاض ًعـا َل ُه َمـا» (عـدد ‪.)٥١‬‬ ‫َ‬ ‫جاءت مريم‪ ،‬والدة يسوع ف ي� حفل الزفاف‬ ‫ف ي� قانا‪ ،‬وأبلغت ابنها أنه ال يوجد المزيد من‬ ‫الخمر للمدعوين‪ .‬وعىل الرغم من أن وقته‬ ‫ف‬ ‫توف� الخمر‪.‬‬ ‫لم يأت‪ ،‬فإن يسوع ش�ع ي� ي‬ ‫يش� فعل مريم ف ي� التقدم بهذا الطلب‬ ‫ي‬ ‫إىل ابنها الراشد إىل وجود عالقة ثقة و ت‬ ‫اح�ام‬ ‫ترصف يسوع ف ي� حفل الزفاف‬ ‫بينهما‪ .‬لقد أكد ّ‬ ‫عىل مواقف السماء تجاه المرأة‪.‬‬ ‫بينمـا كان يسـوع بصـدد المـوت معل ًقـا‬ ‫على الصليـب‪ ،‬نظـر إىل أمـه وقـال‪« :‬يـا‬ ‫ثـم عندمـا نظـر إىل‬ ‫امـرأة‪ ،‬هـذا ابنـك‪ّ ».‬‬ ‫«ه َوذَا‬ ‫يسـوع‪:‬‬ ‫قال‬ ‫يوحنـا التلميـذ الحبيـب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫أُ ُّمكَ » (يوحنا ‪ .)٢٧-٢٥ :١٩‬اهتم يسـوع لمر‬ ‫أمـه بشـدة‪ .‬وقبل موته على الصليب حرص‬

‫تخطي الفروقات ي ن‬ ‫ب� الثقافات‬

‫ت‬ ‫االح�ام والمح ّبة الراعية‬

‫إن لقـاء يسـوع مـع المـرأة السـامرية عند‬ ‫البرئ هـو مظهـر آخـر مناهـض للعـادات‬ ‫الثقافيـة‪ ،‬ويظهـر كيفيـة معاملـة يسـوع‬ ‫للنسـاء‪ .‬لقـد كسر حواجـز ثقافيـة مـن‬ ‫أ‬ ‫الحـكام المسـبقة مـن خلال الجلـوس عند‬ ‫البرئ ف� وضـح النهـار‪ ،‬وطلـب بـكل ت‬ ‫احرام‬ ‫ي‬ ‫مـن المـرأة ِل َي ْش‬ ‫ر َب‪ُ .‬صدمـت المـرأة وقالـت‬ ‫َ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ـت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ُـب‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫لـه‪« :‬ك َْي َـف تَ ْط ُ ِ نِّ ي ِ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ـود ٌّي َوأَنَـا ْام َـرأَ ٌة َس ِـام ِريَّةٌ ؟»(يوحنا ‪.)٩ :٤‬‬ ‫يَ ُه ِ‬ ‫لـم ينظـر يسـوع إىل النسـاء مـن خلال‬ ‫إليهن‬ ‫عدسـات التقاليد والثقافات‪ .‬بـل نظر ّ‬ ‫خلقهـن‪.‬‬ ‫إليهـن هللا الـذي‬ ‫كمـا كان ينظـر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫وإدراكًا منـه لوجـود‬ ‫الشـياط� ف ي� حيـاة‬ ‫المـرأة‪ ،‬قـدم لهـا يسـوع أفضـل هدية وهي‬ ‫ـ� َع ِط َّيـةَ هللاِ‪،‬‬ ‫مـاء الحيـاة‪« .‬ل َْـو ُك ْن ِ‬ ‫ـت تَ ْعل َِم ي ن َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫َو َم ْـن ُه َـو ال َِّـذي يَ ُق ُ‬ ‫� َب‪،‬‬ ‫ـول ل ِ‬ ‫َـك أ ْع ِطي ِ ي ل َ ْ َ‬ ‫آ‬ ‫َـاك َما ًء َح ًّيـا» (الية‬ ‫ـت أَنْ ِ‬ ‫َل َطل َْب ِ‬ ‫ـت ِم ْن ُـه َفأَ ْعط ِ‬ ‫ئ‬ ‫‪ .)١٠‬لـم يس� يسـوع إليهـا أو يضايقهـا بـل‬ ‫سـعى لرفـع واسـتعادة قيمتهـا‪.‬‬ ‫ت‬ ‫عندمـا دهنت مريم قدمي يسـوع‪ ،‬اق�ح‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� أُنفقـت على العطـر‬ ‫يهـوذا أن المـوال ي‬ ‫الترع بهـا ِمـن أجـل الفقـراء‪.‬‬ ‫كان ينبغـي ب ّ‬ ‫فجـاء يسـوع على الفـور للدفاع عـن مريم‪.‬‬ ‫ُوهـا! ِإنَّ َهـا ِل َي ْـو ِم تَك ِْفي ِن ي ق َْـد‬ ‫وقـال‪« :‬اتْ ُرك َ‬ ‫َح ِف َظ ْت ُـه» (يوحنـا ‪ .)٧ :١٢‬وعندمـا أَحرض ت‬ ‫مجموعـة ِمـن النسـاء اليهوديـات أطفالهـن‬ ‫إىل يسـوع لمباركتهـم‪ ،‬وهو عمل معادي إىل‬ ‫منعهـن‬ ‫كبر للثقافـة السـائدة آنـذاك‪،‬‬ ‫حـد ي‬ ‫ّ‬ ‫التالميـذ‪ .‬الحـظ يسـوع ذلـك‪ ،‬فتوقـف عـن‬ ‫التعليـم ل�هـة‪ ،‬ثـم أمـر‪« ،‬دعـوا أ‬ ‫ال َ ْوال َ َد‬ ‫ب‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫وه ْـم» ت‬ ‫(مى ‪ .)١٤ :١٩‬أكد‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ـون ِإ َ ي َّل َ َ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫يَأْتُ َ‬ ‫أ‬ ‫عر‬ ‫يسـوع قيمـة كل مـن الطفـال والنسـاء ب‬ ‫الثقافـات ف� جميـع أ‬ ‫الجيـال‪.‬‬ ‫ي‬

‫أ‬ ‫اهتم يسوع لمر أمه‬ ‫بشدة‪ .‬وقبل موته‬ ‫عىل الصليب حرص‬ ‫توف� الرعاية لها‪.‬‬ ‫عىل ي‬ ‫الحب المطلق‬

‫ق ُِبـض عىل امـرأة بتهمة الزنا ثـم أُ ْح ض ِ�ت‬ ‫إىل يسـوع ِمـن ِقبـل معلمـي ش‬ ‫ال�يعـة‬ ‫ين‬ ‫الفريسـي�‪ .‬وعلى نحـو مالئـم‪ ،‬كانـوا قـد‬ ‫و‬ ‫نسـوا إحضـار الرجـل الـذي ارتكبـت معـه‬ ‫ين‬ ‫المطالب�‬ ‫الزنـا‪ .‬سـأل يسـوع م ّتهمـي المـرأة‬ ‫برجمهـا بالحجـارة مـا إذا كانوا هم أنفسـهم‬ ‫بلا خطيئـة ت‬ ‫حى يرجموهـا‪ ،‬لكـن أيّـا منهـم‬ ‫لـم يفعـل‪ .‬التفـت إىل المـرأة‪ ،‬وقـال‪« :‬يَـا‬ ‫ـك؟‬ ‫ولئـكَ ال ُْم ْشـ َتك َ‬ ‫ُون َعل َْي ِ‬ ‫ْام َـرأَةُ‪ ،‬أَيْ َـن ُه ْـم أُ ِ‬ ‫ـك أَ َح ٌد؟» أجاب يسـوع‪ ،‬عندما ردت‬ ‫أَ َمـا َدانَ ِ‬ ‫«وال َ أَنَا‬ ‫المـرأة بأنـه ما من أحد بقي ليدينهـا‪َ :‬‬ ‫ـ� َوال َ تُ ْخ ِط ِئ ي أَيْ ًضا» (يوحنا ‪:٨‬‬ ‫أَ ِدي ُن ِ‬ ‫ـك‪ .‬اذ َْه ِب ي‬ ‫ض‬ ‫التغـا� عن الزنا وبّخ يسـوع‬ ‫‪ .)١١-١٠‬وبـدون‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫المتهمون بها‬ ‫الـ� عامـل ِ‬ ‫المعاملـة الظالمـة ي‬ ‫ت‬ ‫المـرأة‪ .‬كان يسـوع يحرم النسـاء ويدافـع‬ ‫عنهـن ضـد الممارسـات الثقافيـة المحقـرة‬ ‫ّ‬ ‫للمرأة‪.‬‬ ‫عنـد الصليـب‪ ،‬يمكننـا أن نـرى بوضـوح‬ ‫تعبر المسـيح التـام عن المحبـة و ت‬ ‫االح�ام‬ ‫ي‬ ‫لـكل مـن الرجـال والنسـاء بالتسـاوي دون‬ ‫يّ ز‬ ‫تحـ� أو محابـاة‪ .‬لقـد بـذل حياتـه مـن أجل‬ ‫ت‬ ‫ال� تضعف‬ ‫الجميـع‪ .‬والممارسـات الثقافيـة ي‬ ‫تس�ء إىل النسـاء‬ ‫أو تشـوه أو تضايـق أو ي‬ ‫تعمـل ضـد روح يسـوع‪ .‬بـدال مـن ذلـك‪،‬‬ ‫فـإن لغتـه هي المحبـة و ت‬ ‫االحرام المتبادل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللذيـن يتـم إغدافهمـا مجانًـا على جميـع‬ ‫الذيـن هـم بحاجـة إىل نعمـة مدهشـة حقا‪.‬‬ ‫جيفري ج‪ .‬مبوانا‪ ،‬أصيل ن ز‬ ‫ت�انيا‪ ،‬يشـغل‬ ‫منصب نائب عـام لرئيس المجمع العام‬ ‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫للدفنتست‬ ‫س�ينغ‪،‬‬ ‫السـبتي� ي� سيلفر ب‬ ‫ي‬ ‫ماريالند‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪13‬‬


‫ُ‬ ‫صالة أ ٍّم‬ ‫«أتسمح يل بأن‬ ‫أقص عليك ً‬ ‫قصة؟»‬ ‫بقلم ديك دوركسن‬

‫‪14‬‬

‫ملء بالتحديات‪:‬‬ ‫كان طلب المحرر بسـيطًا ولكنه ي‬ ‫جبل يقف‬ ‫«الرجـاء ي‬ ‫توفر صـورة فوتوغرافيـة لماعـز أ ي‬ ‫على نتـوء صخري وهو ينظـر إىل الوادي السـود»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫جيد وأن ال مشكلة هناك‪.‬‬ ‫فكّرت ّأن المر ّ‬ ‫كب�ة‪.‬‬ ‫لكن كانت هناك مشكلة ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫كان يل صـور للماعـز بمـا ي� ذلـك الع ة ال ّم‪،‬‬ ‫التيـس‪ ،‬الجـداء‪ ،‬ف ي� مجموعـات وفـرادى وهم نيام‬ ‫لـدي للماعز‬ ‫فـوق صخـور الجرانيـت‪ .‬لكن‪ ،‬ال صور ّ‬ ‫بمفـرده وهـو يتطلّـع إىل الوادي أ‬ ‫السـود‪.‬‬ ‫سـألت ش‬ ‫النـا� أن يمهلن ي بضعـة أسـابيع أخـرى‬ ‫وبـدأت ف ي� الصلاة مـن أجـل الحصـول على الصورة‬ ‫عر ت ز‬ ‫المنـ�ه الجليـدي‬ ‫المثاليـة‪ .‬كنـا نخطـط لرحلـة ب‬ ‫الوطن ف� مونتانـا‪ ،‬ربمـا يمكننـا العثور على ماعز �ف‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫مـكان مـا عىل «طريق الذهاب إىل الشـمس» َور ْش َـوتَه‬ ‫للوقـوف على صخـرة والتحديـق ف� الـوادي أ‬ ‫السـود‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ربمـا كان أ‬ ‫المـر يسـتحق المحاولـة‪ ،‬فقـد قمنـا‬ ‫عر الطريق الجميل والملتـوي من الغرب‬ ‫بالقيـادة ب‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫إىل ش‬ ‫الرق فـوق قمـة المنـ�ه الجليـدي الوط ي ‪.‬‬ ‫كنـا نقـود سـيارة «دودج» قديمـة‪ ،‬وهـي سـيارة‬ ‫كانـت مناسـبة أل ّم وأب وثالثـة أطفـال دون سـن‬ ‫مكدسـة بالطعـام والمالبس والكتب‬ ‫الثامنـة‪ .‬كانـت ّ‬ ‫الكامرات‪.‬‬ ‫والصلـوات و ي‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫٭٭٭‬ ‫بالقـرب مـن القمـة‪ ،‬حيـث الطريق ضيقـة ويبدو‬ ‫يسر على طـول الطريـق إىل أريزونـا‪،‬‬ ‫أن النز ول ي‬ ‫هنـاك ف� أ‬ ‫العلى لمحـت عنز ة على الجبـل فوقنـا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ركنـت السـيارة ف ي� مـكان أوسـع بـدا مثاليـاً لسـيارة‬ ‫الكامرا الخاصـة‬ ‫صغرة‪ ،‬وجمعـت معـدات‬ ‫ذكيـة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫عائلـ� بأن ي «سـأعود ي� الحـال»‪.‬‬ ‫ب ي�‪ ،‬ووعـدت أ ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫وتوجهت نحو‬ ‫ولوحـت الم والطفـال‬ ‫ي‬ ‫مودعـ�‪ّ ،‬‬ ‫ت‬ ‫شلال من الجرانيـت باتجاه‬ ‫طريـد� البعيدة‪ .‬وهي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تمتـد إىل سـاعة‪،‬‬ ‫تعلـم ّأن عبـارة « ي� الحـال» قـد ّ‬ ‫أخرجـت أ‬ ‫المنزل وجعلـت مـن‬ ‫ال ّم مـواد التعليـم‬ ‫ي‬ ‫السـيارة مدرسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تذكـر أ‬ ‫ال ّم‪« :‬لـم أسـتطع السـماح لي شـخص‬ ‫بالخـروج مـن السـيارة‪ ،‬فقـد كان هنـاك منحـدر‬ ‫خطر مسـافته مليـون قـدم‪ ،‬ش‬ ‫مبـا�ة أمـام بـاب‬ ‫ي‬ ‫السـيارة!»‬ ‫لقـد مشـيت ت‬ ‫حى كادت ركبتـاي أن تتعطّلا‪ .‬ثم‬ ‫الجبل� المـراوغ‪.‬‬ ‫رست أبعـد بقليـل‪ ،‬م ّتبعـا الماعـز‬ ‫ي‬ ‫التال‪.‬‬ ‫تفع‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫على‬ ‫دائما‬ ‫لقـد كان هنـاك‪ ،‬لكنه كان ً‬ ‫ي‬ ‫بعـد سـاعة مـن ش‬ ‫أخراً أصبـح الماعـز‬ ‫المـ�‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫عمـا أردتـه‪ ،‬وكنـت‬ ‫وأنـا‬ ‫صديقـ�‪ .‬كان يتسـاءل ّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫أصل طالبـا مـن هللا أن‬ ‫يسـاعد� على إتقـان لغـة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫«الماعـز»‪.‬‬ ‫قلـت مخاطبـا الماعـز‪« :‬مـن فضلك‪ ،‬قـف هناك‬ ‫فـوق صخـرة الجرانيـت تلـك وانظـر إىل الـوادي‬ ‫أ‬ ‫السـود عـن يسـارك‪».‬‬ ‫واصـل الماعـز تناولـه لمأدبـة مـن زهـور الربيـع‬ ‫الصفـراء الزاهيـة‪.‬‬ ‫‪Photo: Dick Duerksen‬‬


‫قفـزت صعـودا وهبوطـا‪ ،‬توسـلت‪ ،‬و شأ�ت إىل‬ ‫ت‬ ‫حاجـ�‪ .‬أعددت‬ ‫الصخـرة‪ .‬لـو أنّـه فقـط كان يفهـم‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫حامـل‬ ‫مسـتعدا للحصـول‬ ‫ثلا� القوائـم‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الكامرا ي‬ ‫ت‬ ‫مليمر‪.‬‬ ‫على صـورة مثاليـة بحجـم ‪٤٠٠‬‬ ‫٭٭٭‬ ‫ت‬ ‫زوجـ�‪ ،‬زوجـة‬ ‫هنـاك ف ي� الشـاحنة‪ ،‬بـدأت‬ ‫ي‬ ‫المصـور‪ ،‬تقلق‪ .‬كانت التسـعون دقيقـة أطول قليالً‬ ‫ّ‬ ‫كب�ة من‬ ‫بجرعة‬ ‫الممـزوج‬ ‫القلق‬ ‫خلق‬ ‫المتوقـع‪.‬‬ ‫مـن‬ ‫ي‬ ‫إالحبـاط الممـزوج بأصوات ثالثة أطفـال‪ ،‬إىل لحظة‬ ‫ال تنسى لـدى أ‬ ‫الم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتذكـر برينـدا‪« :‬كنـت آمـل أال يكون ممـددا هناك‬ ‫ف� أ‬ ‫العلى وقـد كسر إحـدى رجليـه‪ .‬كمـا كنـت على‬ ‫ي‬ ‫اسـتعداد لعودته‪ ،‬وعىل استعداد لقتله عندما يصل‪».‬‬ ‫وأخرا سـمع ل الماعـز الجبل�‪ ،‬أو على أ‬ ‫القـل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يً‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫وتحول‬ ‫فهـو قـد ر يآ�‪ ،‬وأنا ي‬ ‫أشر إىل الوادي السـود‪ّ ،‬‬ ‫نحـو الـوادي يلرى مـا كان هنـاك‪ .‬كان يقـف بشـكل‬ ‫ت‬ ‫صـور� «المأمولة‪ »،‬ف ي� بـؤرة تال� ي ز‬ ‫واضـح ف ي�‬ ‫ك�‪ ،‬وهو‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الح�ي‪.‬‬ ‫ينظـر إىل داخـل الـوادي السـود ب‬ ‫كانـت الصـورة رائعـة‪ .‬إال أنه كان ينظر إىل أسـفل‬ ‫وبـدا وكأنـه مكتئـب لدرجة أنّه قـد يقفز‪.‬‬ ‫وصلّيـت‪« :‬يـا هللا مـن فضلـك‪ ،‬دعـه يرفع رأسـه‬ ‫إل‪».‬‬ ‫وينظـر ي ّ‬ ‫كانت الصورة التالية رائعة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫اسـتجاب‬ ‫أأمـن أن هللا قـد‬ ‫صلا� ألن برينـدا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫متوسـلة هلل أن‬ ‫بدورهـا كانـت راكعـة ي� الشـاحنة‪ّ ،‬‬ ‫ن‬ ‫يعيـد� إىل أسـفل الجبـل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫حزمـت‬ ‫معـدا�‪ ،‬واسـتدرت مـدركا أنـه سـيكون‬ ‫ي‬ ‫بكثر ممـا كان عليـه الصعـود‪.‬‬ ‫أصعـب‬ ‫النز ول‬ ‫ي‬ ‫رث‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫سـاع� إىل أن ي أمضيـت أك مـن خمـس‬ ‫وأشـارت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫سـاعات‪ ،‬وهـي ف�ة طويلـة جدا! وهـذا ليس منصفا‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫البد مـن إالرساع ف ي� نز‬ ‫ال�ول‪.‬‬ ‫ي� حـق برينـدا والطفال‪ّ .‬‬ ‫٭٭٭‬ ‫بعـد ش‬ ‫عر دقائـق تعرث ت على حافـة صخـرة‬ ‫مـن الجرانيـت وسـقطت على ت‬ ‫ركبى‪ ،‬ووقـع نظـري‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫مبـا�ة ف ي� وجه دب رمادي ضخم‪ ،‬كان عىل مسـافة‬ ‫قدمـا فقـط‪ .‬كان ُدبّـا هائلا جدا وبدا يغ� سـعيد‬ ‫‪ً ٣٠‬‬ ‫صغرة مـن الصفصـاف‬ ‫شـج�ة‬ ‫ي‬ ‫وهـو يقـف خلـف ي‬ ‫عل� وكأنّـه يقـول يل‪« :‬ابتعـد مـن هنـا!»‬ ‫ويزمجـر ي ّ‬ ‫كان بـو ّدي أن أطيـع بـكل رسور‪ ،‬ولكن زمجرته قد‬ ‫ت‬ ‫ركبـ� إىل زبدة‪.‬‬ ‫حولت ف ي ّ‬ ‫ف‬ ‫هنـاك ي� السـيارة الواقعـة ي� أسـفل ّ‬ ‫التـل على‬ ‫مسـافة ‪ ١٠٠٠‬قـدم‪ ،‬قالـت أ‬ ‫ال ّم‪« :‬يـا أوالد! علينـا أن‬ ‫ف‬ ‫نصل مـن أجل أبيكم‪ .‬أشـعر كما لو أنه ي� مشـكلة‬ ‫ّي‬ ‫خطرة آ‬ ‫الن‪».‬‬ ‫ي‬

‫أ‬ ‫ّ‬ ‫رب يسـوع أرجوك‬ ‫وصلى أحـد الطفـال قائالً‪« :‬يا ّ‬ ‫حافظ عىل سلامة ب يأ�»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اسـتقام الـدب عىل أرجله الربعـة وخرج من خلف‬ ‫شـج�ة الصفصـاف واتجه ش‬ ‫مبا�ة نحـوي‪ .‬كانت الريح‬ ‫ي‬ ‫تهـب ف‬ ‫�‬ ‫للدب رائحة كريهة‪ .‬توسـلت‬ ‫وكانت‬ ‫اتجاهي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫طلبـا ف ي� المسـاعدة‪ ،‬ولك ّنن ي لـم أكـن أعلـم‬ ‫إىل هللا ً‬ ‫ت‬ ‫عل� أن أفعـل إذا صـادف والتقيت‬ ‫مـا الّـذي يفرض ي ّ‬ ‫أظل مكتـوف أ‬ ‫عل� أن ّ‬ ‫اليـدي أم أن أقفز‬ ‫بـدب‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫هـل ي ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الكث� مـن الضجيج؟‬ ‫لعلى ولسـفل بينما أحـدث ي‬ ‫جدا لم أسـتطع‬ ‫بمـا أنّن ي كنـت ضعي ًفـا ومرعوبًا ً‬ ‫فعـل ّ ش‬ ‫�ء‪ ،‬وبقيـت هادئـا محـاوال ً أن أتـذوق‬ ‫أي ي‬ ‫مص�ي‪.‬‬ ‫مـرارة ي‬ ‫الـدب مـرة أخـرى‪ ،‬استنشـق النسـيم‪،‬‬ ‫وقـف‬ ‫ّ‬ ‫زمجـر مثـل الفيـل‪ ،‬ثـم اسـتقام على أربعـة أرجـل‬ ‫وانسـحب ببـطء فـوق ّ‬ ‫التـل‪.‬‬ ‫وصلــت أ‬ ‫رب من أجـل رعايتك‬ ‫يـا‬ ‫ال ّم‪« :‬أشـكرك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َلز ْوجي‪».‬‬ ‫بعـد خمسـة ش‬ ‫عر دقيقـة‪ ،‬اسـتطاعت ركبتـاي‬ ‫حمل� ف� نهايـة المطـاف‪ .‬وقفـت ت‬ ‫مر ّددا مسـتعينا‬ ‫ي ي‬ ‫ث‬ ‫بثلا�‬ ‫توجهـت ببـطء إىل‬ ‫ثـم‬ ‫كداعـم‪،‬‬ ‫ائـم‬ ‫و‬ ‫الق‬ ‫ّ ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� أمضيتهـا‬ ‫أسـفل‪ّ .‬‬ ‫تسـببت يل الخمـس سـاعات ي‬ ‫على التلـة ف ي� عـرج مؤلـم وقلـب قلـق‪ ،‬فقـد تركـت‬ ‫أ‬ ‫الرسة ت‬ ‫جـدا!‬ ‫لفرة طويلـة ً‬ ‫وقـال أحـد أ‬ ‫الطفـال‪« :‬انظـري هناك يا أمـي‪ ،‬إنّه‬ ‫ب يأ�! أعتقـد أنـه قد أصـاب رجله‪».‬‬ ‫ت‬ ‫أتـم‬ ‫ركضـت برينـدا‬ ‫لمقابلـ�‪ ،‬وهـي على ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫االسـتعداد لتصرخ ي� وجهـي بسـبب طـول الوقـت‬ ‫الـذي ابتعـدت فيـه عنهـم‪ ،‬وكانـت أيضـا تدفعهـا‬ ‫ت‬ ‫الرغبـة ف ي�‬ ‫معانقـ� أل ن ّي� ال أزال على قيـد الحيـاة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫رجل‪.‬‬ ‫ولكنهـا مـن جهـة أخـرى كانـت قلقـة بسـبب ي‬ ‫ن‬ ‫قالـت وهـي‬ ‫تسـاعد� على العـودة إىل السـيارة‪:‬‬ ‫ي‬ ‫«كنـت على اسـتعداد للذهـاب للبحـث عـن حـارس‬ ‫الحديقـة‪ .‬ف ي� أي سـاعة كان ذلك عندما تأذت رجلك؟»‬ ‫ف‬ ‫أي سـاعة كان ذلـك‪.‬‬ ‫ابتسـمت عندمـا ب‬ ‫أخ�تهـا ي� ّ‬ ‫ن‬ ‫جعلتن ي ابتسـامتها أشـعر بتحسـن رغـم أن ي لـم‬ ‫أكـن قـد تلقيـت الغفـران بعـد‪.‬‬ ‫قالـت‪« :‬هـذا بالضبـط هـو الوقـت الـذي صلّينا‬ ‫فيـه صلاة خاصـة مـن أجلك‪».‬‬ ‫ثم أخ�تها عن الدب أ‬ ‫الشيب‪.‬‬ ‫ّ ب‬ ‫ين‬ ‫قس وراوي قصص‪ ،‬يعيش‬ ‫ديك‬ ‫دوركس�‪ ،‬هو ّ‬ ‫ف ي� بورتالند‪ ،‬أوريغون‪ ،‬الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫مزود‬ ‫ويعرف ي ف� جميع أنحاء العالم بأنه «متجول ّ‬ ‫بالنعمة»‪.‬‬

‫ش‬ ‫النا�‬ ‫مجلة "عالم أ‬ ‫الدفنتست" هي مجلة دورية عالمية‬ ‫من إصدار كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪ .‬ش‬ ‫النا�ون‪:‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫المجمع العام‪ ،‬وقسم شمال آسيا والمحيط‬ ‫الهادئ أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫للدفنتست‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات أ‬ ‫"الدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدول‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫بيونج دوك تشان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫الدفنتست"‬ ‫ج�مان الست؛‬ ‫إنادا؛‬ ‫يوكاتا‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بيونغ دوك تشان‪ ،‬سوك هي هان؛ دونغ ي ن‬ ‫ج� ليو‬ ‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫الدفنت ريفيو‬ ‫ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫س�ر‪ ،‬ي‬ ‫اليل ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ستيفن شافز‪ ،‬ت ن‬ ‫ش‬ ‫جوردا�‪،‬‬ ‫كوس�‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويلونا كاريمابادي‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫بيونغ دوك تشن‪ ،‬جاي مان بارك‪ ،‬هيو جن كيم‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫ال ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نك‬ ‫فنل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المال‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� يل براون‬ ‫ب‬ ‫الدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫بيونغ دوك تشن؛ كارنيك ت ز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك هي‬ ‫ج�مان الست؛ راي والن؛ بحكم‬ ‫هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫المنصب‪ :‬خوان بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تيد‬ ‫س ويلسون‬ ‫ن‪ .‬ي‬ ‫ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫الخراج ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‪ :‬ناجي عوين‬

‫للك ّتاب‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون ف ي�‬ ‫التخل‬ ‫ي‬ ‫نرحب بالنصوص الصلية ي‬ ‫عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪12501 Old Columbia Pike, Silver Spring,‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:‬‬ ‫‪(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫فإن جميع الصورة البارزة‬ ‫ما لم يذكر خالف ذلك‪َّ ،‬‬ ‫تعود ملكيتها إىل‪:‬‬ ‫‪© Thinkstock 2017‬‬ ‫تن� مجلة "عالم أ‬ ‫ش‬ ‫الدفنتست" شهريًا‪ ،‬وتطبع‬ ‫ف ي� الوقت ذاته ف ي� كوريا‪ ،‬و بال�ازيل‪ ،‬وأندونيسا‪،‬‬ ‫أس�اليا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والنمسا‪ ،‬و أ‬ ‫و ت‬ ‫ال ي ن‬ ‫رجنت�‪،‬‬ ‫والمكسيك‪ ،‬وجنوب أفريقيا‪ ،‬والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم أ‬ ‫ش‬ ‫الدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬

‫‪ AdventistWorld.org‬الربع أ‬ ‫الول‪2019 ،‬‬

‫‪15‬‬


‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫جوهر خطّة هللا‬ ‫هـؤال َِء؟» (يوحنـا ‪.)٩ :٦‬‬ ‫«و ِلك ْـن َمـا هـذَ ا ِل ِم ْث ِـل ُ‬ ‫َ‬ ‫كان ذلـك هـو السـؤال الـذي طُـرح عندمـا جـيء‬ ‫صغ� ي ن‬ ‫ين‬ ‫تـ� إىل‬ ‫شـع�‬ ‫بخمـس أرغفـة‬ ‫وسـمكت� ي‬ ‫ي‬ ‫يسـوع وسـط حشـد جائـع‪ .‬كان هـذا هـو السـؤال‬ ‫الـذي طرحتـه وأنـا أصـارع ف ي� قبول دعـوة الخدمة‬ ‫ت‬ ‫الـ� كنـت قـد تل ّقيتهـا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫وسـمكت�‪ .‬هنـاك‬ ‫«بالـكاد لـدي خمسـة أرغفـة‬ ‫رث‬ ‫أشـخاص ي ن‬ ‫لـدي‪.‬‬ ‫بـ� الجمـوع لديهـم أك ّ‬ ‫ممـا ّ‬ ‫غر ذي أهميـة‪ .‬هل‬ ‫جـدا‪ ،‬وإسـهامي ي‬ ‫أنـا ي‬ ‫صغرة ً‬ ‫تقدمـت مـن يسـوع وسـلّمته‬ ‫سـيحدث فرقـا إذا ّ‬ ‫نفس� بالكامـل؟» كان ذلـك لمحـة موجـزة عـن‬ ‫ي‬ ‫حـواري مـع هللا‪.‬‬ ‫كان هللا صديقـي ومرشـدي منـذ سـنوات‬ ‫المراهقـة المبكـرة‪ .‬قادتن التن ّقلات ي ت‬ ‫الـ�‬ ‫الكثرة ي‬ ‫ي‬ ‫ّش‬ ‫ومبر إىل هـذه القناعـة‪.‬‬ ‫لقـس‬ ‫عشـتها كطفلـة ّ‬ ‫ن‬ ‫عندمـا تكلّـم معـي‪ ،‬علمت أن ي أريـد أن أخدمه‪.‬‬ ‫أبـدا أن أتابع دراسـة علـم ّ‬ ‫اللهوت‬ ‫برة‪ ،‬لك ّنن ي لـم أتخيل ً‬ ‫كنـت أحلـم بـأن أصبـح ُم ش ّ‬ ‫وأن أمتهـن خدمـة هللا‪.‬‬ ‫احدا فقط‪ ،‬لم أسـتطع فهـم خطته‪.‬‬ ‫إل بوضـوح وفتـح بابًـا و ً‬ ‫لذلـك عندمـا تحـدث ي ّ‬ ‫أ‬ ‫ّلمـا أصبحـت الدعـوة حقيقيـة‪ ،‬هربـت منهـا مثلما فعـل يونـان‪ ،‬وقدمت العـذار مثل‬ ‫داخل�‪ .‬لكن هللا ّ‬ ‫مـوىس‪ ،‬تصارعـت معهـا مثلمـا فعل يعقـوب‪ّ .‬‬ ‫ظل‬ ‫وظل هنـاك رصاع ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أخرا ودخلـت ي� هـذا الميثـاق‬ ‫جـا ًدا ولـم يرفـع ع ّ ي يـده إىل أن استسـلمت‪ .‬أطعـت ي ً‬ ‫تامة‪.‬‬ ‫لكن بـدون قناعـة ّ‬ ‫ف‬ ‫بـدأت ت‬ ‫رحلـ� ف ي� كلّيـة الالهوت‪ .‬كنت خائفـة من المقدمات باذلة جهـدي ي� تفاديها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الحرة والفـزع‬ ‫تطـارد�‪ .‬ففـي الهنـد‪ ،‬طالمـا جلـب اختيـار‬ ‫كانـت مظاهـر الدهشـة و ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫كثرون‪ ،‬وهو ما‬ ‫لكن� كنت ي‬ ‫أسر ي� طريق لم يسـلكه ي‬ ‫الطفـال للمهـن ً‬ ‫فخـرا للعائلـة‪ .‬ي‬ ‫لمعاير تل ّقي ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫االحرام هناك‪.‬‬ ‫لعائلـ� وف ًقا‬ ‫كبرا‬ ‫ي‬ ‫لـم يجلـب اح� ًامـا ي ً‬ ‫ي‬ ‫‪16‬‬

‫الربع أ‬ ‫الول‪AdventistWorld.org 2019 ،‬‬

‫مـرة أخـرى حاولـت أن أقنـع هللا بالعـدول عـن‬ ‫حججـا منطقيـة‪.‬‬ ‫خطتـه بالنسـبة يل مسـتخدمة ً‬ ‫كنـت أقـول لـه‪« :‬أنـا لسـت الشـخص المناسـب‬ ‫ن‬ ‫لهـذه الخدمـة‪ .‬أنـا ّ‬ ‫حساسـة وهشـة‪ .‬لـن يقبل ي‬ ‫وكثرون هـم الّذيـن أفضل‬ ‫أبـدا كمـا أنـا‪ .‬ي‬ ‫النـاس ً‬ ‫من ي ‪ ».‬ومـا شـابه ذلـك‪.‬‬ ‫ن‬ ‫أجاب�‬ ‫اسـتمع يل ب‬ ‫بصر عىل مدى سـنوات ّ‬ ‫ثـم ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫تكونـ� ضعيفة‪ ،‬فأنت قوية»‪.‬‬ ‫ي� النهايـة‪« :‬عندما ي‬ ‫أس ف ي� السـجود‪ ،‬وأجبت كما‬ ‫توقّفـت وحنيـت ر ي‬ ‫فعلـت مريـم‪ِ « :‬ل َيك ُْن ِ يل َك َق ْو ِلـكَ » (لوقا ‪)٣٨ :١‬‬ ‫كل هـذا الوقـت كنـت أطرح أ‬ ‫السـئلة الخاطئة‪.‬‬ ‫كنت بحاجة فقط إىل أن أهدأ‪ ،‬وأؤمن‪ ،‬وأستسلم‪.‬‬ ‫ومنـذ ذلـك ي ن‬ ‫الحـ�‪ ،‬بـدأت بالتحكـم ف ي� أصـوات‬ ‫ئ‬ ‫أحبـا�‪.‬‬ ‫ونظـرات إالحبـاط‪ ،‬متمسـكة بدعـم هللا و ي‬ ‫اسـتبدلت الخوف من الضياع والسـخرية والفشل‬ ‫بوعـود هللا‪ .‬وهـا أنـا آ‬ ‫الن أسـتمر ف ي� التمسـك بيـد‬ ‫هللا‪ ،‬مطيعـة إلرادتـه‪ .‬وإذ أعيـش بفضـل قوتـه‪،‬‬ ‫السر ف ي� هـذا الطريق‪.‬‬ ‫أواظـب على ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� تجد فيها نفسـك وسـط‬ ‫ي� المـرة القادمـة ي‬ ‫الجمـوع المحتاجـة‪ ،‬وتسـمع صـوت هللا يقـول‬ ‫لـك‪« :‬أعطهـم ليأكلـوا»‪ ،‬ال تنظر ف ي� وسـط سـلّتك‬ ‫أو تفقـد النتبـاه بسـبب أ‬ ‫الصـوات الصـادرة عـن‬ ‫إ‬ ‫الجمـوع‪ .‬يكفـي أن تنظـر إىل يسـوع وأن تحرض‬ ‫ين‬ ‫السـمكت�‪ ،‬وهـو سـيطعم‬ ‫الشـع� و‬ ‫لـه أرغفـة‬ ‫ي‬ ‫جمهـور النـاس‪ّ .‬إن قيادتـه وعـد‪ .‬آمـن أنه سـيوفر‬ ‫الوسـائل الالزمـة إلنجـاز عملـه‪ ،‬وأنـه يقـودك بع�‬ ‫أعـده لـك‪.‬‬ ‫المسـتقبل الـذي ّ‬ ‫ت‬ ‫الـ� تل ّقيتهـا وسـتجد نفسـك‬ ‫احتضـن الدعـوة ي‬ ‫ف ي� جوهـر خطـة هللا‪.‬‬ ‫يب�شـيبا مايوالد‪ ،‬مواليد والية تاميل نادو ف ي� الهند‪،‬‬ ‫وهي بصدد اسـتكمال درجة‬ ‫الماجسـت� ف ي� الدين مع‬ ‫ي‬ ‫ك� عىل العهد الجديد ف� معهد أ‬ ‫تال� ي ز‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الدول للدراسـات المتقدمة ي� سيالنغ‪ ،‬كافيت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الفلب�‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.