Adventist World Fourth Quarter - Arabic Edition

Page 1

‫وجز‬ ‫ُم َ‬ ‫‪2020 /4‬‬ ‫االرتباط‬ ‫بالمسيح‬ ‫الصفحة ‪٦‬‬ ‫هذا الخوف بذاته‬ ‫الصفحة ‪8‬‬ ‫التخطيط‬ ‫للمعجزات‬ ‫الصفحة ‪12‬‬

‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫أريد االنتماء‬ ‫إليها هي‪...‬‬

‫ال تعرف الخوف‬


‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫أريد االنتماء‬ ‫إليها هي‪...‬‬

‫ال تعرف الخوف‬ ‫‪8‬‬

‫هذا الخوف بذاته‬ ‫ج�الد كلينجبيل‬ ‫ي‬

‫‪ 3‬موجز أ‬ ‫الخبار‬ ‫‪ 6‬نظرة عالمية‬ ‫االرتباط بالمسيح‬ ‫س ويلسون‬ ‫تيد إن ي‬ ‫‪ 11‬أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫المحبة والخوف والمناقشات الصعبة‬ ‫لينيت ألكوك‬ ‫‪ 12‬سأذهب‬ ‫التخطيط للمعجزات‬ ‫رأفت كمال‬ ‫‪ 1 4‬أتسمح يل بأن أقص عليك ً‬ ‫قصة؟‬ ‫مالئكة التموين‬ ‫الك َتاب ا ْل ُمق ََّدس‬ ‫‪ 1 6‬أسئلة وإجوبة ِ‬ ‫كم من الوقت؟‬

‫الغوص عىل طريقة البجعة‬ ‫بقلم بيل نوت‬

‫حظ�ة قديمة ومتداعية‪ .‬وقد كانت‬ ‫عىل تلة تعصف بها الرياح‪ ،‬كانت هناك ي‬ ‫ف ي� معظم أوقات السنة‪ ،‬تحمي الماشية من الجليد والثلج‪ ،‬ومكانًا لتخزين‬ ‫والعالف‪ ،‬وتأوي أ‬ ‫الحبوب أ‬ ‫الدوات القديمة الالزمة لتشغيل مزرعة قاسية‪.‬‬ ‫الحظ�ة‬ ‫ولكن لعدة أسابيع مجيدة من كل شهر تموز (يوليو)‪ ،‬كانت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫وإخو� حيث كنا نستمتع برائحة‬ ‫القديمة مكانًا لفرح ال مثيل له بالنسبة يل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫المعد لالستخدام ي� فصل‬ ‫زكية لل ّت ب ن� الجديد المكدس ف ي� مخزن ال ِّت ب ْ�‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ح�‬ ‫�ء ي‬ ‫خط� ي� القش‪ ،‬ت ّ‬ ‫الشتاء‪ .‬وك ّنا بمجرد أن يبحث والدي بعناية عن أي ف ي‬ ‫نتسلّق السلم المتهالك إىل عارضة عالية‪ ،‬ونحدق ي� كومة من ال ِّت ب ْ ن� الجديد‬ ‫الفاخر‪ ،‬ونقفز قفزة أنعم هبوط‪.‬‬ ‫عىل أ‬ ‫القل هكذا فعل ت‬ ‫رشيق�ن‬ ‫ن‬ ‫أنيق� ‪-‬‬ ‫ي‬ ‫إخو�‪ .‬لقد كانوا بطبيعتهم أوال ًدا ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ومتناسق� حقًا ‪ -‬وبدا تحليقهم للغوص عىل طريقة البجع الشاهق ف ي� عشب‬ ‫أ‬ ‫وال�سيم من العمال الفنية‪ ً .‬ن‬ ‫عل‪،‬‬ ‫التيموثية ب‬ ‫حرصا ّ ي‬ ‫م� عىل عدم التفوق ي ّ‬ ‫تماما كما رأيتهم يفعلون‪.‬‬ ‫العالية‬ ‫العارضة‬ ‫قفزت من‬ ‫ً‬ ‫ض�بة عنيفة! من خالل بعض االلتواء الصعب عند نزول‪ ،‬ارتطمت ركب�ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫دموع أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫اللم الحقيقي‬ ‫ذق�‪ ،‬وأمسح‬ ‫ي‬ ‫زك الرائحة‪ ،‬أفرك ي‬ ‫بفك‪ .‬جلست ي� ال ِّت ب ْ� ي ّ‬ ‫والك�ياء الجريح‪.‬‬ ‫ب‬ ‫هذه النهاية يغ� المتوقعة كررت نفسها ف ي� كل مرة كنت أقفز فيها‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن كيفية تعديل جسدي‪ ،‬أو حساب االنحناء‪ ،‬أو تمديد ذراعي‪ .‬كنت‬ ‫نفس من أجل القفزة المثالية ‪ -‬ثم ض�بة‬ ‫أعىل السلم‪ ،‬بع� العارضة‪ ،‬اجمع ي‬ ‫ن‬ ‫أن� يمكن أن أفشل مرة أخرى؛ مزيد من‬ ‫عنيفة! مزيد من عدم التصديق ي‬ ‫ن‬ ‫الدموع لتبليل ال ِّت ب ْ� الجاف‪.‬‬ ‫ن‬ ‫علم� القفز إىل‬ ‫كل تجربة حياتية ستعلمنا ف ً‬ ‫دروسا‪ .‬ي‬ ‫أسال� اليانكيون عقيدة‪« :‬إذا‬ ‫الرصار‪ .‬عرف‬ ‫مخزن ال ِّت ب ْ ن� إ‬ ‫ي‬ ‫لم تنجح ف ي� البداية‪ ،‬فحاول‪ّ ،‬ثم حاول مرة أخرى!»‬ ‫وفعلت ذلك مرة أخر‪ ،‬وأخرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عمليات الهبوط الصعبة والمتكررة واللم المتكرر‬ ‫هو ما نخشاه بشدة نحن ش‬ ‫الب�‪ .‬كأفراد وكمجموعات‪،‬‬ ‫ت‬ ‫نتفاجأ مما نحن عىل ي ن‬ ‫سيأ� ‪ -‬الفشل‬ ‫يق� من أنه ي‬ ‫ت‬ ‫«المحتوم»؛ تكرار «ال» لطلباتنا؛ االنطباع الم�اكم بأننا‬ ‫ين‬ ‫ومربك� للغاية إلكمال مهمتنا‬ ‫نبدو ضعفاء للغاية‪،‬‬ ‫أو العثور عىل الفرح الحقيقي‪ .‬الخوف هو مجموع كل جراحاتنا‪ ،‬التحدث‬ ‫بصوت أجش ف ي� آذاننا‪« :‬ال تخاطر‪ .‬اقنع نفسك بأحالم أصغر ‪».‬‬ ‫ولكن ّكل قلب محب هلل يأتيه همس‪« :‬حاول مرة أخرى‪ .‬تسلّق مرة أخرى‪.‬‬ ‫أولئك الذين حلقوا ف� النهاية سقطوا عدة مرات‪ ».‬أ‬ ‫الفراد‪ ،‬مجموعات الصالة؛‬ ‫ي‬ ‫كنائس بأكملها؛ خدمات الكرازة؛ ف ي� الواقع‪ ،‬حركة نهاية الزمان العالمية بأرسها‬ ‫يجب أن تسمع هذا التشجيع السماوي الذي يساعدنا عىل مواجهة مخاوفنا‬ ‫وطلب النجاح الذي ال يمكن أن تضمنه إال السماء‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬مرة أخرى إىل السلم‪ ،‬أيها أ‬ ‫الصدقاء‪. . .‬‬ ‫ت‬ ‫ال� أريد أن أنتمي إليها هي‪ . . .‬ال تعرف الخوف‪.‬‬ ‫الكنيسة ي‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‪:‬‬ ‫الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات َّ‬ ‫نحن نؤمن بقوة َّ‬ ‫الصالة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫معا ي� الكرازة عن اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا إذ نعمل ً‬ ‫‪َ prayer@adventistworld.org‬‬ ‫‪2‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬


‫موجز أ‬ ‫الخبار‬

‫قادرا‪ ،‬فأنا‬ ‫“إذا ُ‬ ‫كنت ً‬ ‫بحاجة للذهاب‪.‬‬ ‫تتطلب بعض‬ ‫المواقف استجابة‪،‬‬ ‫إذا كانت لديك القدرة‬ ‫عىل االستجابة‪”.‬‬

‫‪50‬‬

‫—ستيفن شيفلر‪ ،‬خريج كلية يونيون ف ي� الواليات المتحدة‪ ،‬يفكر ف ي� قراره ترك وظيفته كممرض‬ ‫ف‬ ‫لتول مهمة مؤقتة ف ي� مستشفى اجتاحتها حاالت يف�وس كورونا‬ ‫مسؤول ي� لوفالند‪ ،‬كولورادو‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫سجل‪ ،‬للعمل لمدة‬ ‫ّ‬ ‫المستجد ي� مدينة نيويورك‪ .‬ي� عام ‪ ،٢٠١٥‬تطوع شيفلر‪ ،‬وهو ممرض ُم َّ‬ ‫تسعة أسابيع ف‬ ‫س�اليون أثناء ش‬ ‫تف� يف�وس إيبوال‪.‬‬ ‫�‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬

‫جميعا‬ ‫“لدينا ً‬ ‫إعاقات وحواجز‬ ‫ث‬ ‫وضوحا‪.‬‬ ‫أك� أو أقل‬ ‫ً‬ ‫جميعا مشاكل‬ ‫نواجه‬ ‫ً‬ ‫ذهنية وعاطفية‬ ‫وروحية يوم ًّيا ‪ -‬ال‬ ‫ن‬ ‫أحد‬ ‫مستث�‪”.‬‬ ‫ي‬

‫—الري إيفانـز‪ ،‬مدير خدمات امكانية‬ ‫أ‬ ‫ال تن�نت‬ ‫الدفنتسـت‪ ،‬خالل استشارة بع� إ‬ ‫لحوال ‪ ٢٠٠‬من قادة‬ ‫على مدى ثالثة أيام‬ ‫ي‬ ‫الخدمات العالميـة الذين يعملون نيابة عن‬ ‫أ‬ ‫العاقة‪ .‬سلط إيفانز الضوء‬ ‫الشـخاص ذوي إ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تهدف إىل‬ ‫عىل أهمية ب‬ ‫ال�امج والنشـطة ي‬ ‫الدماج والمشـاركة “لتهيئة مناخ من القبول‬ ‫إ‬ ‫لجميع أشكال التنوع‪”.‬‬

‫هو عدد آالت غسـل اليدين المبتكرة التي‬ ‫صنعها طالب معهد كيسـمايو التقني‪ ،‬وهي‬ ‫مدرسـة مهنية في الصومال‪ .‬يتم دعم هذه‬ ‫المبادرة من ِقبـل الوكالة النرويجية للتعاون‬ ‫النمائي (‪ )NORAD‬ووكالة أ‬ ‫الدفنتسـت‬ ‫إ‬ ‫والغاثة(‪ )ADRA‬اسـتجابةً للتركيز‬ ‫للتنمية إ‬ ‫على غسـل اليدين أثناء جائحة فيروس‬ ‫المسـتجد‪ .‬تدعم(‪ )ADRA‬معهد‬ ‫كورونا‬ ‫ّ‬ ‫كيسـمايو التقني منذ عام ‪ .٢٠١٥‬ومنذ ذلك‬ ‫الحيـن‪ ،‬تم تدريب ‪ ١,١٤٢( ١,٧٥٨‬من الذكور‬ ‫الناث) من الشـباب والنساء‪،‬‬ ‫و‪ ٦١٦‬من إ‬ ‫المسـتضعفات‪ ،‬على المهارات المهنية‪.‬‬ ‫‪Photo: ADRA Somalia‬‬

‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪3‬‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫المسن� أ‬ ‫ين‬ ‫الدفنتستية‪ ،‬ف ي� إيطاليا من‬ ‫كيف تمكنت دار‬ ‫المستجد‬ ‫البقاء خالية يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫بقلم ماركوس باسيجى‪ ،‬مجلة أدفنتست وورلد‬

‫ب� مئات أ‬ ‫الشخاص ض‬ ‫من ي ن‬ ‫المر�‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫ال� ت�ف‬ ‫والمتوف�‪ ،‬ظلت دار‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المسن� ي‬ ‫عليها كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي�‬ ‫الدفنتست‬ ‫إيطاليا خاليةً من يف�وس كورونا خالل‬ ‫الوباء‪ .‬كازا ميا‪ ،‬منشأة تضم ما يقرب‬ ‫ف‬ ‫فورل‪ ،‬إيميليا رومانيا‪،‬‬ ‫من ‪ ٩٠‬مس ًّنا ي� ي‬ ‫ت‬ ‫وال� ّتم عزلهم بشكل كامل عن يف�وس‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المقيم� بها‪،‬‬ ‫كورونا المستجد لحماية‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫والمتطوع�‪ ،‬هكذا اع�ف‬ ‫والموظف�‬ ‫مديرها فابيان نيكولوس‪.‬‬ ‫وكتب نيكوالس ف ي� رسالة أُرسلت إىل‬ ‫“ح� آ‬ ‫المقيم�‪ :‬ت‬ ‫ين‬ ‫الن ليس لدينا‬ ‫عائالت‬ ‫أي حاالت مشتبه بها أو حاالت إيجابية‬ ‫المستجد‪ .‬وهذا ال يشمل‬ ‫لـف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫كبار السن فقط ولكن موظفينا ً‬ ‫نشكر هللا ً‬ ‫الحساس‬ ‫قدر ً‬ ‫أيضا إ‬ ‫أول‪ ،‬كما نُ ِّ‬ ‫العال بالمسؤولية الذي أظهره كل‬ ‫ي‬ ‫صاحب مصلحة ف ي� كازا ميا‪”.‬‬ ‫بداية مبكّرة‬ ‫ف‬ ‫(ف�اير) ‪ ،٢٠٢٠‬كان‬ ‫ي� أوائل شباط ب‬ ‫المستجد ال يزال يمثل‬ ‫يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الص� البعيدة ولم يبدو‬ ‫مشكلة ي� ي‬ ‫كب�ة بالنسبة إليطاليا‪ .‬وفقًا‬ ‫أنّه مشكلة ي‬ ‫العالم الرئيسية‪ ،‬تم تسجيل‬ ‫لوسائل إ‬

‫الحالة أ‬ ‫الوىل ف ي� إيطاليا فقط ف ي� ‪ ٢١‬شباط‬ ‫(ف�اير)‪ .‬قبل أسبوع‪ ،‬قرر نيكوالس وضع‬ ‫ب‬ ‫كازا ميا ف ي� حالة إغالق‪.‬‬ ‫يتذكر نيكوالس ً‬ ‫قائل‪“ :‬لقد ضغطت‬ ‫علينا الحكومة المحلية يك ال نفعل ذلك‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وأخ�ونا أنّه يغ�‬ ‫وقد شككوا ي� إ‬ ‫الجراء‪ ،‬ب‬ ‫ف‬ ‫الغالق‪ ”.‬بحلول‬ ‫مرصح لنا بالدخول ي� إ‬ ‫الوقت الذي يغ�ت فيه الحكومة المحلية‬ ‫مسارها وقررت الدخول ف ي� حالة إغالق ف ي�‬ ‫‪ ٤‬أذار (مارس)‪ ،‬كان أ‬ ‫الوان قد فات ‪ -‬كان‬

‫الف�وس وقتها بالفعل داخل معظم دور‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المسن�‪.‬‬ ‫قائل‪“ :‬ال ن‬ ‫ت‬ ‫اع�ف نيكوالس ً‬ ‫يمكن� إال‬ ‫ي‬ ‫أن أقول إن هللا ألهمنا بفعل ما فعلناه‪.‬‬ ‫وباعتبار أننا بقينا ي ن‬ ‫آمن� ف ي� الداخل‪ ،‬شعرنا‬ ‫ث‬ ‫كار� ف ي� الخارج‪ .‬يمكنك سماع‬ ‫أن الوضع ي ّ‬ ‫السعاف وهي‬ ‫النذار لسيارات إ‬ ‫صفارات إ‬ ‫تنطلق بال توقف‪”.‬‬ ‫رسعان ما أصبحت كازا ميا استثنا ًء ف ي�‬ ‫جميع أنحاء المدينة (يبلغ عدد سكانها‬ ‫ين‬ ‫للمسن�‬ ‫دارا‬ ‫‪ ،)١٢٠,٠٠٠‬وهي تضم ‪ً ١٥‬‬ ‫رسيرا‪ .‬مع دخول‬ ‫حوال ‪ً ١,٢٠٠‬‬ ‫وتَ َس ُع ي‬ ‫الف�وس إىل مرافق الرعاية الهشة‪ ،‬كان له‬ ‫ي‬ ‫تأث� مدمر‪ ،‬وفقًا لوسائل أخبار محلية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ما ث‬ ‫بالمكان إنقاذهم‪،‬‬ ‫أك� الذين لم يكن إ‬

‫ف‬ ‫الم ي ن‬ ‫سن�‬ ‫الموظفون فوالمقيمون ي� دار ُ‬ ‫فورل‪ ،‬إميليا‪-‬رومانا‪،‬‬ ‫"كاسا ميا" ي� ي‬ ‫إيطاليا‪ ،‬يقفون اللتقاط صورة جماعية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ين‬ ‫والموظف� ف ي� المنشأة‬ ‫لكن كبار السن‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫آمن�‪.‬ن‬ ‫ال� يديرها الدفنتست ظلوا ي‬ ‫ي‬ ‫قال نيكوالس‪“ :‬إن إجراءات النظافة‬ ‫وح� الحجر ّ ت‬ ‫والتطه� ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫الصحي ي‬ ‫طبقها موظفو كازا ميا لتقليل فرص وصول‬ ‫الف�وس إىل الناس صارمة‪ .‬قد تكون بعض‬ ‫ي‬ ‫هذه إالجراءات يغ� مالئمة للعالقات‬ ‫المر� وأفراد أ‬ ‫ب� ض‬ ‫الشخصية ي ن‬ ‫الرسة‪ .‬ولكن‬ ‫ف‬ ‫عىل الرغم من أن البعض اعتقد ي� البداية‬ ‫أن هذه إالجراءات مبالغ فيها للغاية‪ ،‬فقد‬ ‫كانت سالمة كبار السن أولويتنا‪”.‬‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست يدعمون المجتمع‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‬ ‫لم تظل كنيسة الدفنتست‬ ‫ف� إيطاليا مكتوفة أ‬ ‫اليدي خالل الوباء‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ف ي� أوائل نيسان (أبريل)‪ ،‬تمكنت الكنيسة‬ ‫من خالل شبكة العمل االجتماعي التابعة‬ ‫لها من ش�اء ‪ ٥,٠٠٠‬كمامة “‪ ”N95‬من هونج‬ ‫أساس‬ ‫كونج‪َّ .‬تم توزيع الكمامات بشكل‬ ‫العامل� ف� مجال الرعاية الصحية ي�ف‬ ‫ن‬ ‫عىل‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫جميع أنحاء المدينة‪.‬‬ ‫قال منسق العمل االجتماعي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫دفنتس�‬ ‫ال‬ ‫جوزي� كوبرتينو‪“ :‬لقد فهمنا‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل الفور أنه من ال�ض وري دعم وحماية‬ ‫ين‬ ‫العامل� ف ي� المجال الصحي لدينا‪”.‬‬ ‫ن‬ ‫اجازي�‪ ،‬سكر يت� االتحاد‬ ‫ِقبل ماركو ر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫للممارس� ي� المقاطعة‪،‬‬ ‫يطال العام‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ال ي‬ ‫معدات الحماية نيابة عن زمالئه‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫قل�‪”.‬‬ ‫“أشكركم من أعماق ب ي‬ ‫فورل‪ ،‬قال نيكوالس إن‬ ‫بالعودة إىل ي‬ ‫فريقه سيواصل بذل قصارى جهده‬ ‫أياما أفضل‪.‬‬ ‫للبقاء بأمان بينما ينتظرون ً‬ ‫وقال‪“ :‬نحن عىل ثقة من أن هللا سوف‬ ‫يستمر ف ي� حمايتنا وإنارتنا ف ي� اتخاذ قرارات‬ ‫حكيمة ورسيعة وصحيحة‪”.‬‬ ‫مع معلومات إضافية من هوب ميديا‬ ‫إيطاليا‪.‬‬

‫‪Photo: Casa Mia‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫يُرجع مدير المنشأة الفضل هلل‬ ‫ولجهود الفريق الصارمة عىل‬ ‫اليجابية‪.‬‬ ‫نتائجها إ‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫تحتفل الكنيسة أ‬ ‫الدفنتستية ف ي� كوبا‪ ،‬بشحنة‬ ‫«مرسلة من هللا»‬

‫تساعد االستجابة الدولية ف ي� التغلب‬ ‫عىل نقص الورق‪.‬‬

‫نز‬ ‫ستيف�‪ ،‬قسم وسط أمريكيا‪ ،‬وأدفنتست وورلد‬ ‫بقلم ليبنا‬

‫حصل موظفو الكنيسة عىل صناديق من الورق ودروس‬ ‫ت‬ ‫تم شحنها إىل كوبا‪ .‬وقد وصلت بعد‬ ‫ال� َّ‬ ‫مدرسة السبت ي‬ ‫مقر الطباعة الخاص بالكنيسة بسبب‬ ‫أشهر من إغالق ّ‬ ‫نقص الورق ف ي� الجزيرة‪.‬‬ ‫عم نقص الورق ف ي� كوبا‪،‬‬ ‫عندما ّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫السبتي� عىل‬ ‫ج�ت مطبعة الدفنتست‬ ‫ي‬ ‫أُ ب‬ ‫ف‬ ‫الغالق‪ .‬واجهت الكنيسة ي� كوبا مشكلة‬ ‫إ‬ ‫خط�ة بسبب عدم تمكنها من العثور‬ ‫ي‬ ‫عىل الورق ف ي� أي مكان ف ي� الجزيرة عندما‬ ‫الصحي بسبب جائحة‬ ‫بدأ العالم الحجر‬ ‫ّ‬ ‫يف�وس كورونا ف ي� بداية عام ‪.٢٠٢٠‬‬ ‫أ‬ ‫الذاعية‬ ‫ال�امج إ‬ ‫نظرا لن الوصول إىل ب‬ ‫ً‬ ‫وال ت‬ ‫لك�ونية المسيحية‬ ‫والتلفزيونية‬ ‫إ‬ ‫مقيد أو مكلِّف للغاية بالنسبة لمعظم‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� والمجتمع ف ي� كوبا‪،‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫المق ََّدس‬ ‫فقد أصبحت أدلة دراسة ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫المطبوعة لمدرسة السبت المصدر أ‬ ‫ال ثك�‬ ‫المق ََّدس ي ن‬ ‫ب�‬ ‫قيمة لتعزيز دراسة ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫أ‬ ‫رصح به ألدو يب�يز‬ ‫العضاء‪ ،‬وفق ما‬ ‫ّ‬ ‫رئيس الكنيسة أ‬ ‫الدفنتستية ف ي� كوبا‪.‬‬ ‫وقد بحث القادة المحليون عن فرص‬ ‫الحصول عىل الورق مت خارج كوبا لكن‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫وأوضح يب�يز‪“ :‬لقد صلينا من أجل‬ ‫ذلك‪ ،‬ووضعنا خططًا لبالغ أ‬ ‫العضاء‬ ‫إ‬ ‫لبدء دراسة دليل مدرسة السبت السابق‬ ‫بنا ًء عىل كتاب دانيال‪ ،‬وعرضنا وضعنا‬ ‫عىل إدارة قسم وسط أمريكيا ف ي� نيسان‬ ‫(أبريل)‪ .‬لقد كان موقفًا مرهقًا للغاية‪”.‬‬

‫قال يب�يز إنه ف ي� الثمانينيات‬ ‫ج�ت الكنيسة عىل إعادة‬ ‫والتسعينيات‪ ،‬أُ ب‬ ‫الك َتاب‬ ‫استخدام العديد من أدلة دراسة ِ‬ ‫أ‬ ‫خ�ة لم‬ ‫المق ََّدس‪ ،‬لكن خالل العقود ال ي‬ ‫ُ‬ ‫تواجه الكنيسة مثل هذا الوضع الصعب‪.‬‬ ‫بسبب ارتفاع تكلفة الشحن‪ ،‬ترسل‬ ‫رابطة ش‬ ‫الن� ف ي� قسم وسط أمريكيا مواد‬ ‫المق ََّدس إىل كوبا لطباعتها‬ ‫دراسة ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫محليا‪ .‬يدفع القسم تكاليف الطباعة‬ ‫ً‬ ‫ف ي� مطبعة الكنيسة ف ي� كوبا‪ .‬يتم تسليم‬ ‫دروس مدرسة السبت إىل مكاتب المجامع‬ ‫ويقوم الرعاة المحليون بإحضارها‬ ‫وتسليمها إىل رعاياهم‪.‬‬ ‫عندما وصلت ف ي� ‪ ٢٩‬حزيران (يونيو)‬ ‫شحنة تحتوي عىل ‪ ١١,٠٠٠‬دليل دراسة‬ ‫المق ََّدس لمدرسة السبت للكبار‬ ‫ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫أ‬ ‫وحزما من الورق إىل ميناء‬ ‫طفال‬ ‫وال‬ ‫ً‬ ‫هافانا‪ ،‬ابتهج قادة الكنيسة وأعضاؤها‬ ‫برؤية استجابة هللا للصالة‪.‬‬ ‫يز‬ ‫رودريغ�‪ ،‬مدير االتصاالت‬ ‫قال ديامي‬ ‫ف� الكنيسة أ‬ ‫ف‬ ‫الدفنتستية ي� كوبا‪“ :‬هذا مثل‬ ‫ي‬ ‫الذهب الخالص لكنيستنا هنا‪ .‬لم تشهد‬ ‫ف‬ ‫اس‬ ‫الكنيسة ي� كوبا مثل هذا الدليل الدر ي‬ ‫العال الجودة والبالغ الجمال‪”.‬‬ ‫ي‬ ‫تسلم القادة المحليون الشحنة ف ي�‬

‫‪Photo: Aldo Perez, Cuba Union‬‬

‫‪ ٦‬تموز (يوليو) وانطلقوا برسعة لتوزيع‬ ‫المواد بع� الجزيرة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫“إن الكنيسة ي� كوبا سعيدة‬ ‫قال يب�يز‪ّ :‬‬ ‫للغاية لرؤيتها يد هللا تعمل معجزة أخرى‬ ‫مع�ين‬ ‫لصالحنا‪ .‬اتصل ي‬ ‫الكث�ون بمكاتبنا ب ّ‬ ‫عن امتنانهم ألنهم يستطيعون دراسة‬ ‫الملء بهذه الرسائل‬ ‫هذا الربع الثالث ي‬ ‫المهمة للوقت الذي نعيش فيه‪”.‬‬ ‫قال ب�يز إنه فقط ف� أ‬ ‫السبوع السابق‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بدأت الكنائس ف ي� فتح أبوابها جز ًّئيا‬ ‫لخدمات العبادة‪ ،‬ويفرح أ‬ ‫العضاء بب�كات‬ ‫هللا‪ .‬ال يزال أ‬ ‫العضاء يواجهون العديد‬ ‫من التحديات ف ي� الجزيرة‪ ،‬ولكن لم يتم‬ ‫بـف�وس‬ ‫إ‬ ‫البالغ عن أي حاالت إصابة ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫المستجد يب� العضاء‪.‬‬ ‫كورونا‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫قريبا ي� طباعة‬ ‫ستبدأ مطبعة الكنيسة ً‬ ‫دروس الربع الرابع وإتاحتها ف ي� نهاية‬ ‫فإن‬ ‫ب‬ ‫سبتم�‪ .‬قال يب�يز‪“ :‬أبعد من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫أ‬ ‫المر ي ن‬ ‫ب� يدي هللا”‪.‬‬ ‫تضم كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي�‬ ‫الدفنتست‬ ‫عضوا يتوزعون‬ ‫كوبا ما يقرب من ‪ً ٣٨,٠٠٠‬‬ ‫ش‬ ‫عىل ‪ ٤٩١‬كنيسة ومجموعة‪ .‬ت�ف الكنيسة‬ ‫كنسية‪ ،‬وكلية‬ ‫عىل أربعة مجمعات ّ‬ ‫الهوت‪ ،‬ومطبعة‪.‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪5‬‬


‫االرتباط‬ ‫بالمسيح‬

‫نظرة شاملة‬

‫�ء‪.‬‬ ‫دعونا نسمح لنورنا ْ‬ ‫بأن يُ ض يِ‬

‫لم يكن من السهل عىل سارة البالغة‬ ‫عاما التقاط الهاتف وإجراء‬ ‫من العمر ‪ً ١٩‬‬ ‫المكالمة‪ .‬باالتصال بالرقم‪ ،‬لم تكن‬ ‫متأكدة من نوع االستقبال الذي ستتلقاه‪.‬‬ ‫سارة هي واحدة من ي ن‬ ‫ب� ‪ً ٢٣‬‬ ‫عامل‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اضيا للكتاب المقدس ي� كنيستنا‬ ‫اف� ًّ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� الذين‬ ‫المحلّية للدفنتست‬ ‫ف‬ ‫الرجاء”‪ ،‬وهو‬ ‫شاركوا ي� برنامج “نهضة َّ‬ ‫يقدمه بع�‬ ‫تبش�ي متكامل الرسالة ّ‬ ‫برنامج ي‬ ‫ال تن�نت جون برادشو‪ ،‬المتحدث ومدير‬ ‫إ‬ ‫الخدمة التلفزيونية ت‬ ‫ال� بعنوان “هكذا‬ ‫ي‬ ‫الكتاب”‪.‬‬ ‫يقول ِ‬ ‫ت‬ ‫ال� ُعقدت من‬ ‫خالل السلسلة‪ ،‬ي‬ ‫منتصف نيسان (أبريل) إىل منتصف أيار‬ ‫ديناميكية‬ ‫عروضا‬ ‫(مايو) ‪ ،٢٠٢٠‬وفّر برادشو ً‬ ‫ّ‬ ‫ال تن�نت حيث سعى مئات‬ ‫وكتابية بع� إ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫اضي�ن‬ ‫المق ََّدس االف� ي‬ ‫من ّ‬ ‫خدام ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫‪6‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫من الكنائس أ‬ ‫الدفنتستية المحلية إىل‬ ‫التواصل مع المشاهدين من مناطقهم‬ ‫ال�يد إ ت ن‬ ‫القص�ة‬ ‫و� والرسائل‬ ‫ي‬ ‫بع� ب‬ ‫اللك� ي‬ ‫والمكالمات الهاتفية‪.‬‬ ‫“مرحبا‪ ،‬هذه سارة من برنامج “نهضة‬ ‫ً‬ ‫الك َتاب‬ ‫الرجاء”‪ ،‬هكذا قالت عاملة ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪1‬‬ ‫المق ََّدس الشابة بينما التقطت تامي‬ ‫ُ‬ ‫الهاتف‪ ،‬إحدى المهتمات بب�نامج “نهضة‬ ‫الرجاء”‪ .‬تحدثت االثنتان بإيجاز عن‬ ‫َّ‬ ‫ال�امج‪ ،‬ثم دعت سارة تامي للتسجيل‬ ‫ب‬ ‫الك َتاب‬ ‫اسة‬ ‫ر‬ ‫لد‬ ‫مجانية‬ ‫أدلة‬ ‫عىل‬ ‫للحصول‬ ‫ِ‬ ‫المق ََّدس وعرضت عليها الصالة معها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لقد لُمس قلب تامي‪ .‬قالت‪“ :‬أنا ممتنة‬ ‫فقط ألن الناس يتواصلون مع بعضهم‬ ‫الكث� من العظات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بعضا‪ .‬أنا أشاهد ي‬ ‫وأقرأ الكتاب المقَدس‪ ،‬لكن أ‬ ‫المر يكون‬ ‫ُ َّ‬ ‫َِ‬ ‫مختلفًا عندما يتصل بك شخص ما‬

‫ويتواصل معك‪ ”.‬بعد صالة سارة‪ ،‬أعربت‬ ‫تامي مرة أخرى عن امتنانها لرعاية سارة‬ ‫قص�‪ ،‬ت‬ ‫اش�كت‬ ‫لها‪ .‬بعد ذلك بوقت ي‬ ‫ف‬ ‫الك َتاب‬ ‫تامي بطريقة شخصية ي� دروس ِ‬ ‫المق ََّدس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قالت سارة الحقًا‪“ :‬أنا متحمسة‬ ‫الهتمام تامي بالكتاب المقَدس‪ .‬أ‬ ‫المر‬ ‫ُ َّ‬ ‫َِ‬ ‫مشابه لما قاله يسوع‪ :‬علينا فقط أن‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫نكون فودودين وأن نوصل الرسالة ي‬ ‫أثَّرت ي� حياتنا‪ ،‬ومنحتنا الرجاء‪ ،‬وتساعدنا‬ ‫ف� مواجهة هذه أ‬ ‫الوقات الصعبة‪”.‬‬ ‫ي‬ ‫سوف يستخدمنا هللا‬ ‫بينما قد ال تتاح لك الفرصة لتكون‬ ‫ت‬ ‫اضيا للكتاب المقدس‪ ،‬إال‬ ‫خادما اف� ً‬ ‫فرصا منحنا إيَّاها هللا‬ ‫أن لدى‬ ‫ّ‬ ‫جميعنا ً‬ ‫آ‬ ‫للتواصل مع الخرين‪ ،‬ومشاركة الرسالة‬


‫ت‬ ‫ال� تمنحنا الرجاء والشجاعة‪ ،‬خاصة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫بشدة‪.‬‬ ‫خالل هذه الوقات يغ� العادية ّ‬ ‫مع انحسار يف�وس كورونا‪ ،‬سيستخدم‬ ‫هللا كل واحد م ّنا بطرق مذهلة‪ ،‬مما يتيح‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫فرصا إ‬ ‫ً‬ ‫للجابة عىل العديد من السئلة ي‬ ‫رضية ومقنعة لها‪:‬‬ ‫م‬ ‫إجابة‬ ‫العالم‬ ‫ال يوفّر‬ ‫ُ ّ‬ ‫“ما الذي مررنا به للتو؟” “ماذا يحمل لنا‬ ‫المستقبل؟” “لماذا تملك نظرة سعيدة‬ ‫وسلمية عىل وجهك؟ هل تعرف شي ًئا ال‬ ‫أعرفه أنا؟”‬ ‫يريد الناس إجابات ‪ -‬ليس فقط من‬ ‫المق ََّدس‪ .‬إنهم يريدون سماعها‬ ‫ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫م ّنا ‪ -‬شهادتنا‪ ،‬اختبارنا المتعلق باالرتباط‬ ‫الحق والقوة ‪ -‬يسوع المسيح‪.‬‬ ‫بمصدر كل ّ‬ ‫االرتباط بيسوع هو المفتاح‪ .‬من أجل‬ ‫التحدث مع الناس (سواء وج ًها لوجه‬ ‫أو من خالل بعض الوسائل أ‬ ‫الخرى)‪،‬‬ ‫وتشجيعهم‪ ،‬وتقديم الحقيقة والرجاء‪،‬‬ ‫يجب عليك ً‬ ‫يوميا‬ ‫أول االتصال بيسوع ًّ‬ ‫المق ََّدس‪ ،‬من‬ ‫ من خالل دراسة ِ‬‫الك َتاب ُ‬ ‫خالل الصالة‪ ،‬من خالل قراءة مؤلفات‬ ‫روح النبوة‪ ،‬واتباع مثاله ف ي� الوصول إىل‬ ‫آ‬ ‫الخرين‪ .‬بينما نرتبط بيسوع ونتواصل‬ ‫معه‪ ،‬سوف يعطينا الحكمة والشجاعة‬ ‫والرشاد ألفضل طريقة للسماح لنورنا‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫جدا‪ ،‬بينما‬ ‫إ‬ ‫مهم ًّ‬ ‫بالضاءة لجله‪ .‬الوقت أ ّ‬ ‫السئلة العميقة‬ ‫ال يزال الناس يفكرون ف ي�‬ ‫الناتجة عن هذا الوباء العالمي‪ .‬يدعونا‬ ‫هللا لنصل إىل آ‬ ‫الخرين من أجله‪.‬‬ ‫المسيحية العملية‬ ‫ف‬ ‫واضحا‬ ‫فهما‬ ‫ي� سفر رومية‪ُ ،‬منحنا ً‬ ‫ً‬ ‫كيفية اعتمادنا عىل‬ ‫مبينا ّ‬ ‫ل� المسيح‪ّ ،‬‬ ‫ِب ِّ‬ ‫ف‬ ‫يتم ذلك ي� الحياة‬ ‫الرب نفسه‪ ،‬وكيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫المسيحية العملية من خالل تجربة يومية‬ ‫معه‪.‬‬ ‫كتب الرسول بولس‪َ “ :‬فأَ ْطل ُ​ُب ِإل َْيك ُْم‪...‬‬ ‫يحةً‬ ‫ِب َرأْف َِة هللاِ أَ ْن تُق َِّد ُموا أَ ْج َسا َدك ُْم ذ َِب َ‬ ‫َح َّيةً ُمق ََّد َسةً َم ْر ِض َّيةً ِع ْن َد هللاِ‪ِ ،‬ع َبا َدتَك ُ​ُم‬ ‫ال َْعق ِْل َّيةَ ” (رومية ‪.)١ :١٢‬‬ ‫ن‬ ‫م� ومنكم أن نكون ذبائح‬ ‫يطلب هللا ي‬ ‫روحيا‪.‬‬ ‫حية ‪ -‬ليس فقط جسديًّا‪ ،‬ولكن ًّ‬ ‫ّ‬ ‫تأث� قوي عىل الناس‬ ‫لنا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫ي‬ ‫ألننا أبناء وبنات هللا خالقنا‪ .‬يريدنا أن‬

‫ئ‬ ‫النها� العظيم‪.‬‬ ‫نكون جز ًءا من إعالنه‬ ‫ي‬ ‫ولك نفعل ذلك‪ ،‬نحتاج إىل أن نكون‬ ‫ي‬ ‫مر ي ن‬ ‫تبط� به‪ ،‬وليس بالعالم‪.‬‬ ‫الد ْه َر‪،‬‬ ‫تابع الرسول‪“َ :‬وال َ تُ َشا ِكلُوا هذَ ا َّ‬ ‫بَ ْل تَغَ ي َّ ُ�وا َع ْن َشك ِْلك ُْم ِب َت ْج ِد ِيد أَذ َْها ِنك ُْم”‬ ‫آ‬ ‫(الية ‪ .)٢‬أو‪ ،‬كما توضحها ترجمة فيليبس‬ ‫يز‬ ‫االنجل�ية‪“ ،‬ال تدعوا العالم من حولكم‬ ‫‪2‬‬ ‫يضغط عليكم داخل قالب خاص به‪”.‬‬ ‫نرى الحقًا ف ي� هذا االصحاح التطبيق‬ ‫العمل لما يعنيه التجدد بالروح القدس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫“اَل َْم َح َّبةُ َف ْل َتك ُْن ِبال َ ِريَ ٍاء‪ .‬كُونُوا ك َِار ِه ي ن َ‬ ‫ش‬ ‫ين بَ ْع ُضك ُْم‬ ‫ال�‪ُ ،‬م ْل َت ِص ِق ي ن َ‬ ‫� ِبأال َْخ ي ْ ِ�‪َ .‬وا ِّد َ‬ ‫ََّّ‬ ‫ن‬ ‫� بَ ْع ُضك ُْم‬ ‫بَ ْع ًضا بال َْمحب ِة ال َ َخويَّ ِة‪ُ ،‬مق َِّد ِم ي َ‬ ‫بع ًضا ِ ف� ال َْكَ َّرامة‪ .‬غ َِ� متكَاسل ن� �ف‬ ‫َ ْ ِ ي َ َ ِ ف يْ َ ُ َ ِ ِ ي َ ِ ي‬ ‫الر َّب‪،‬‬ ‫ين‬ ‫ْ‬ ‫االج ِت َه ِ فاد‪َ ،‬ح ِّار َ‬ ‫وح‪ ،‬ف َع ِاب ِد َ َّ‬ ‫ين ِ ي� ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ن‬ ‫الض ْي ِق‪،‬‬ ‫ين ِ ي� ِّ‬ ‫ف َِر ِح ي َ‬ ‫الر َج ِاء‪َ ،‬ص ِاب ِر َ‬ ‫� ِ ي� َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫� ِ ف ي�‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫الصال َ ِة‪ُ ،‬م ْش ت َ ِ� ِك ي ن َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ِ‬ ‫َّ‬ ‫واظ ِ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫� َعل ِإ َضاف َِة‬ ‫�‪َ ،‬ع ِاك ِف ي َ‬ ‫ْاح ِت َي َاج ِات ا آل ِْق ِّد ِيس ي َ‬ ‫(اليات ‪.)١٣-٩‬‬ ‫ا ْلغُ َربَ ِاء”‬ ‫فرصة رائعة‬ ‫يا لها من فرصة رائعة لفهم أن هللا‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫يريدنا أن ّ‬ ‫نحول أنظارنا عن الشياء ي‬ ‫ت‬ ‫وال� تبعدنا عن فهم من‬ ‫تشتت انتباهنا ي‬ ‫نحن وما يريدنا هللا أن نفعله‪ .‬إنها رسالة‬ ‫رائعة نوجهها للناس بينما نواجه تحديات‬ ‫المستجد‪ .‬تصل‬ ‫هائلة بعد يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫البطالة إىل مستويات عالية‪ .‬يواجه الناس‬ ‫جميع أنواع المواقف الصعبة‪ .‬نحن‬ ‫بحاجة ألن نكون مستعدين‪ ،‬ليس فقط‬ ‫لتشجيعهم‪ ،‬ولكن لمساعدتهم بطرق‬ ‫عملية‪.‬‬ ‫دعونا نشارك ما لدينا ‪ -‬شهاداتنا‬ ‫الروحية الجميلة‪ ،‬ونشارك الناس ف ي�‬ ‫ت‬ ‫ال� يفتقرون إليها‬ ‫االحتياجات المادية ي‬ ‫خالل هذا الوقت العصيب ‪ -‬لمساعدة‬ ‫وعقليا‬ ‫الناس كما فعل يسوع‪ ،‬جسديًّا‬ ‫ًّ‬ ‫وروحيا‪ .‬وعىل الرغم من عدم‬ ‫واجتماعيا‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫وجود مساحة ف ي� هذه المقالة لمراجعة‬ ‫جميع الجوانب الجميلة للمسيحية‬ ‫العملية الموضحة ف� رومية ‪ ،١٢‬ن‬ ‫فإن�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أشجعكم عىل قراءتها أو إعادة قراءتها‬ ‫بأنفسكم عىل ضوء الموقف الذي نعيش‬ ‫فيه‪.‬‬

‫بينما نرتبط مع‬ ‫يسوع‪ ،‬سوف‬ ‫يعطينا الحكمة‬ ‫والشجاعة‬ ‫أ‬ ‫والرشاد لفضل‬ ‫إ‬ ‫طريقة للسماح‬ ‫بالضاءة له‪.‬‬ ‫لنورنا إ‬ ‫ن‬ ‫الثا� للمسيح‪،‬‬ ‫بينما نتطلّع إىل المجيء ي‬ ‫ت‬ ‫ال� يواجهها‬ ‫فإن أحد ب‬ ‫أك� التحديات ي‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست السبتيون اليوم هي ليس‬ ‫البادة النووية‪ ،‬أو‬ ‫يف�وس كورونا‪ ،‬أو إ‬ ‫االضطهاد ن‬ ‫الدي�‪ ،‬أو بعض المواقف‬ ‫ي‬ ‫الرهيبة أ‬ ‫الخرى‪ .‬أسوأ ما نواجهه هو‬ ‫الك�ياء ومحبة الذات‪ .‬يدعونا هللا إىل‬ ‫ب‬ ‫بعضا لممارسة‬ ‫االتّضاع وإكرام بعضنا ً‬ ‫نكران الذات الذي هو سمة يسوع‬ ‫المسيح‪.‬‬ ‫إن حاجتنا‬ ‫“‬ ‫هوايت‪:‬‬ ‫إلن‬ ‫كتبت‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫إلحاحا هي الحاجة إىل‬ ‫العظم والك�‬ ‫ً‬ ‫انتعاش روحي وسطنا يقوم عىل التقوى‬ ‫أن‬ ‫الحقيقية‪ ،‬والسعي وراء ذلك ينبغي ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪3‬‬ ‫هم‪”.‬‬ ‫يكون عملنا ال ّول وال ّ‬ ‫يجب أن نكون مر ي ن‬ ‫تبط� به بقوة‪ ،‬من‬ ‫خالل كلمته‪ ،‬من خالل الصالة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل مشاركة كلمته‪ .‬عندها يمنحنا هللا‬ ‫خ�ة قوية وعظيمة ف� مساعدة آ‬ ‫الخرين‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫عندما نفضلهم عىل أنفسنا‪.‬‬ ‫‪ 1‬ليس اسمها الحقيقي‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تُنسب إىل فيليبس مأخوذة‬ ‫‪ 2‬نصوص ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫المق ََّدس ي‬ ‫من ‪J. B. Phillips: The New Testament in Modern‬‬ ‫‪,1960 ,1958 English, Revised Edition. © J. B. Phillips‬‬ ‫‪ .1972‬تم استخدامها بإذن من ش�كة ماكميلن ش‬ ‫للن�‪.‬‬ ‫المسيحية‪ ،‬صفحة ‪.٢٦‬‬ ‫‪ 3‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬الخدمة‬ ‫ّ‬

‫س‪ .‬ويلسون هو رئيس كنيسة‬ ‫تيد ن‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫تتوفر مقاالت وتعليقات إضافية من مكتب‬ ‫الرئيس عىل ت‬ ‫توي�‪@pastortedwilson :‬‬ ‫وكذلك عىل الفيسبوك‪.@Pastor Ted Wilson :‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪7‬‬


‫ت‬ ‫ال� أريد‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫االنتماء إليها هي‪...‬‬

‫ال تعرف الخوف‬

‫‪Feature‬‬

‫هذا الخوف‬ ‫بذاته‬ ‫دائما عىل أنه أسوأ حجر ثع�ة يجب عىل أي شخص مواجهته‪.‬‬ ‫“لقد بدا يل الخوف ً‬ ‫ت‬ ‫وشبا� كانا معركة طويلة ضد الخوف‪ 1”.‬هكذا كتبت‬ ‫طفول�‬ ‫أن‬ ‫بالنظر إىل الوراء‪ ،‬يبدو يل‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫انكل� دي روزفلت‪ ،‬رئيس الواليات المتحدة خالل‬ ‫السيدة الوىل إليانور روزفلت‪ ،‬زوجة فر ي‬ ‫أ‬ ‫الوقات المضطربة من عام ‪ ١٩٣٣‬إىل عام ‪.١٩٤٥‬‬ ‫يم� الخوف ي ن‬ ‫ال ي ّ ز‬ ‫صغارا‬ ‫ب� العمر أو الجنس أو العرق أو الوضع االقتصادي‪ .‬سواء كنا‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫عاليا أو بفرص تعليمية محدودة‪،‬‬ ‫متعلم�‬ ‫ذكورا أو إناثًا‪ ،‬أغنياء أو فقراء‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫كبارا‪ً ،‬‬ ‫أو ً‬ ‫تعليما ً‬ ‫المستجد الخوف قريبا‬ ‫فإن للخوف وسيلته للتسلل إىل حياتنا‪ .‬لقد جعل يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫للف�وس كانت معتدلة‬ ‫استجابتنا‬ ‫جميعا‪ .‬من المحتمل أننا لم نصاب بالعدوى‪ ،‬أو أن‬ ‫م ّنا‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ويمكن التحكم فيها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التداعيات االقتصادية لهذا الوباء سوف يشعر‬ ‫بها الجميع‪ .‬البطالة آخذة ف� االرتفاع ف� جميع أنحاء العالم‪ .‬أسواق أ‬ ‫السهم تت�اجع‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للكث� منا تناضل من أجل بقائها‪ .‬هناك أسباب كافية إلبقائنا‬ ‫العالمات التجارية المألوفة ي‬ ‫ين‬ ‫مستيقظ� ف ي� الليل‪.‬‬ ‫ف‬ ‫تماما‪ .‬إنه يمنعنا من السقوط ي� النار أو القفز من‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الخوف ليس سلبيا‬ ‫جرف مرتفع‪ .‬يتحكم ف� استجاباتنا ًّللقتال ً أو الهروب‪ .‬ف� لحظات أ‬ ‫الزمات‪ ،‬فإنه يبقينا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يقظ� ويؤدي إىل ردود فعل منقذة للحياة‪ 2.‬غالبا ما يعتمد الخوف عىل ألم ض‬ ‫ين‬ ‫الما�‪.‬‬ ‫أ ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫شخصا لم يشعر باللم من قبل‪ .‬الشخاص الذين يعانون عدم الحساسية‬ ‫تخيل أ ً‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ال يشعر فيها شخص ما باللم‪ ،‬فيكونون‬ ‫الحالة‬ ‫وهي‬ ‫نادرون‪،‬‬ ‫هم‬ ‫لم‬ ‫لل‬ ‫الخلقية‬ ‫أك� عرضة للصابة بأمراض شديدة ألنهم يال يستطيعون الشعور بالعالمات أ‬ ‫ث‬ ‫الوىل‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫للمرض‪ 3.‬اللم والخوف تم�ابطان ارتباطًا وثيقًا‪.‬‬ ‫يستخدم الشيطان‪ ،‬العدو اللدود لكل ما هو صالح ومصدر للرجاء‪ ،‬الخوف ليث�ن‬ ‫ي‬ ‫‪8‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫أتباع يسوع‪ .‬فهو يهمس ف ي� آذاننا‪“ :‬ال‬ ‫تستطيع”‪ ،‬أو “لن يفعل هللا ألجلك ذلك”‬ ‫أو “لقد فات أ‬ ‫الوان عىل أي حال”‪ ،‬أو يغ�‬ ‫ذلك من أ‬ ‫الكاذيب‪ ،‬مما يسبب الخوف‬ ‫والرهبة‪.‬‬ ‫المسيح الشّ جاع‬ ‫كتب الكاتب أ‬ ‫مريك مارك توين‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫“الشجاعة هي مقاومة الخوف‪ ،‬والسيطرة‬ ‫عىل الخوف ‪ -‬وليس غياب الخوف‪ 4”.‬لم‬ ‫تكن حياة يسوع ي ز‬ ‫تتم� بغياب الخوف‪.‬‬ ‫بداية من الظروف المحيطة بميالده‬ ‫وطفولته‪ ،‬كان هناك العديد من أ‬ ‫السباب‬ ‫الوجيهة للخوف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الخوف‬ ‫لم يدفع قراراته أو شكّل خياراته‪.‬‬ ‫ال بد أن الناس الذين عاشوا ف ي� القرن‬ ‫أ‬ ‫اعت�وا يسوع “ال يعرف‬ ‫الول بعد الميالد ب‬ ‫الم ي ن‬ ‫صاب�‬ ‫الخوف” ‪ -‬أو أحمق‪ .‬فلقد لمس ُ‬ ‫بال�ص ت‬ ‫(م� ‪ .)٣ :٨‬لم يكن قلقًا بشأن‬ ‫ب‬ ‫آ‬ ‫مكان نومه أو ما سيأكله (الية ‪ .)٢٠‬لم‬ ‫‪Photo: Dan Grinwis‬‬


‫لقد صىل يسوع نفس الصالة ثالث مرات‪.‬‬ ‫هل كانت هناك طريقة أخرى إلنقاذ‬ ‫هذا الكوكب من التمرد ال تنطوي عىل‬ ‫االنفصال عن آ‬ ‫الب؟ كتبت إلن هوايت‪:‬‬ ‫“لقد ارتعبت شب�ية ابن هللا ف ي� تلك‬ ‫صـل آ‬ ‫الساعة الحرجة‪ .‬إنّه لـم يُ ِّ‬ ‫الن‬ ‫ألجل تالميذه لكيال ن‬ ‫يف� إيمانهم بل كان‬ ‫المجربـة المعذَّ بـة‪ٕ ،‬ا ْذ‬ ‫يصل ألجل نفسه‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أتت اللحظة المخيفة ت‬ ‫ال� كانت ستقرر‬ ‫ي‬ ‫مص� العالم يتأرجح‬ ‫مص� العالم‪ .‬كان ي‬ ‫ي‬ ‫‪6‬‬ ‫ف� كفــة ي ز‬ ‫الم�ان‪”.‬‬ ‫ي‬ ‫كان يسوع خائفًا من االنفصال عن‬ ‫آ‬ ‫الب‪ ،‬ألن الخطيئة تفصلنا عن هللا‪ .‬وإذ‬

‫يل‪،‬‬ ‫كان معلقًا عىل الصليب رصخ‪«ِ :‬إ ِ ي‬ ‫يل‪ِ ،‬ل َما َش َب ْق َت ِ ن ي�؟» أَ ْي‪ِ :‬إ ِلهي‪ِ ،‬إ ِلهي‪،‬‬ ‫ِإ ِ ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ِل َماذَا تَ َر ْك َت ِ ي�؟ (م� ‪ .)٤٦ :٢٧‬أين كان هللا‬ ‫ف ي� الوقت الذي كان فيه يسوع يتألم تحت‬ ‫ف‬ ‫“� الظلمة‬ ‫وطأة حمل خطيئة العالم؟ ي‬ ‫الداجية ت‬ ‫است� وجه هللا‪ ....‬لقد كان هللا‬ ‫ومالئكته أ‬ ‫البرار بجوار الصليب‪ .‬وكان‬ ‫آ‬ ‫الب مع ابنه‪ ،‬ومع ذلـك فهو لم يعلن‬ ‫‪7‬‬ ‫حضوره‪”.‬‬

‫يكن المسيح قلقًا بشأن النجاسة الطقسية‬ ‫ت‬ ‫ال� قد تطاله من خالل عدم اتّباع‬ ‫ي‬ ‫تقاليد الشيوخ ت ز‬ ‫الم�متة (مرقس ‪.)١٣-٥ :٧‬‬ ‫الشخص‬ ‫لم يكن خائفًا من الرفض‬ ‫ي‬ ‫والعداوة‪ .‬لقد واجه ذلك كل يوم وهو‬ ‫ينخرط ف ي� النقاش ويتفاعل مع القيادة‬ ‫الدينية اليهودية (يوحنا ‪١٨-١٦ :٥‬؛ ‪١ :٧‬؛‬ ‫‪.)٤١-٣٧ :٨‬‬ ‫ف‬ ‫مع ذلك‪ ،‬هناك لحظة واحدة ي� حياة‬ ‫يسوع‪ ،‬موصوفة بوضوح ف� أ‬ ‫الناجيل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مليئة بالخوف والذعر‪ .‬بعد عشاء الفصح‬ ‫أ‬ ‫خ�‪ ،‬كان يسوع وتالميذه ف ي� طريقهم‬ ‫ال ي‬ ‫ن‬ ‫جثسيما�‪ .‬يصف‬ ‫إىل المكان الذي يُدعى‬ ‫ي‬ ‫تم� هذا الحدث ف ي� تم�‪.٤٦-٣٦ :٢٦‬‬ ‫ملء‬ ‫وإذ كان منهكا ومرهقًا من ت يوم ي‬ ‫أ‬ ‫سيأ�‪ ،‬طلب يسوع‬ ‫بالحداث‬ ‫ً‬ ‫وتوقعا لما ي‬ ‫من بطرس ويعقوب ويوحنا أن يدعموه‬ ‫وهو يتألم ف ي� الصالة‪ .‬يصف تم� يسوع‬ ‫بأنه “مكْ تئب” آ‬ ‫(الية ‪ ،)٣٧‬وقد ت‬ ‫اع�ف‬ ‫ُ َِ‬ ‫رصاحةً للتالميذ الثالثة بتعرضه للوهن‪.‬‬

‫ْس َح ِزي َنةٌ ِج ًّدا َح ت َّ� ال َْم ْو ِت‪ .‬ا ُْمكُ ُثوا‬ ‫“نَف ِ ي‬ ‫آ‬ ‫ي”(الية ‪ .)٣٨‬أتساءل‬ ‫ه ُه َنا َو ْاس َه ُروا َم ِع‬ ‫عما إذا كان بطرس ويعقوب ويوحنا قد‬ ‫َّ‬ ‫ين‬ ‫مذهول�‪ .‬هذا هو الرجل‬ ‫حدقوا فيه‬ ‫َّ‬ ‫هدأ البحر العاصف‪ ،‬والذي أطعم‬ ‫الذي َّ‬ ‫آ‬ ‫الالف‪ ،‬وأقام ت‬ ‫المو� ‪ -‬فجأة يطلب دعمه‬ ‫بالصالة‪.‬‬ ‫هذه هي المعركة ت‬ ‫ال� أعدها يسوع‬ ‫ي‬ ‫طوال حياته‪“ .‬يَا أَبَ َتا ُه‪ِ ،‬إ ْن أَ ْمك َ​َن َف ْل َت ْع ب ُ ْ�‬ ‫هذ ِه ا ْل َكأْ ُس‪َ ،‬و ِلك ْن ل َْي َس ك َ​َما أُ ِر ُيد أَنَا‬ ‫َع ن ِّ ي� ِ‬ ‫آ‬ ‫بَ ْل ك َ​َما تُ ِر ُيد أَنْ َت”(الية ‪ .)٣٩‬التسليم‬ ‫الكامل لرادتنا هو التقدمة أ‬ ‫ال ثك� تكلفة‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫والصعب ت‬ ‫أيضا‬ ‫ال� يمكننا تقديمها‪ .‬إنَّه ً‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ال�ء الذي ً‬ ‫قليل ما نرغب ف ي� القيام به‬ ‫َّ ي‬ ‫ش‬ ‫كب�‪.‬‬ ‫المدة ت‬ ‫ال� قضاها‬ ‫طول‬ ‫نعرف‬ ‫ال‬ ‫نحن‬ ‫ّ ي‬ ‫يسوع ف ي� الصالة‪ .‬ف ي� الوقت الذي رجع‬ ‫فيه إىل التالميذ‪ ،‬وجدهم ي ن‬ ‫تخ�نا‬ ‫نائم�‪ .‬ب‬ ‫إلن هوايت أنهم بالكاد تعرفوا عليه‪ ،‬لنأ‬ ‫الم�حة‪”.‬‬ ‫تغ� بسبب آالمه ب‬ ‫“وجهه قد ي َّ‬

‫‪5‬‬

‫التغلب عىل الخوف‬ ‫قارن مخاوفنا بالخوف الوحيد الذي‬ ‫شعر به يسوع‪ .‬عندما نقلق بخصوص‬ ‫الحياة والصحة والعالقات‪ ،‬فإننا ننىس‬ ‫أن الشخص الذي تغلب عىل كل الخوف‬ ‫وحمل خطايانا هو ث‬ ‫أك� من قادر عىل‬ ‫إعطائنا ما نحتاجه حقًا‪ .‬إن مالمح الخوف‬ ‫الوحيد الذي نرى يسوع يتصارع معه‬ ‫من عىل الصليب هي االنفصال عن هللا‪.‬‬ ‫قدس الذي‬ ‫الم ّ‬ ‫هل من الممكن أن ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫يذكرنا بشكل دائم “بمخافة هللا”‪ ،‬هو‬ ‫أيضا بأهمية حفظ الحياة المتمثلة‬ ‫يذ ِّكرنا ً‬ ‫ف ي� الحفاظ عىل رابطنا الوحيد بالحياة ‪-‬‬ ‫الحياة الحقيقية ‪ -‬من خالل يسوع؟ عندما‬ ‫“نخاف” هللا‪ ،‬ندرك اعتمادنا عىل نعمة‬ ‫المخلِّص‪ .‬نحن نعلم أنه ال يمكن إيجاد‬ ‫أُ‬ ‫المان إال فيه‪.‬‬ ‫يل ثالث خطوات للتغلب عىل‬ ‫فيما ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تعصف بحياتنا‪.‬‬ ‫المخاوف ي‬ ‫أوالً‪ ،‬ندرك مخاوفنا ونتعرف عىل‬ ‫حقيقتها‪ .‬بعضها حقيقي؛ والبعض آ‬ ‫الخر‬ ‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪9‬‬


‫ت‬ ‫ال� أريد‬ ‫الكنيسة ي‬ ‫االنتماء إليها هي‪...‬‬

‫ال تعرف الخوف‬

‫مجتمع شعب‬ ‫هللا هو مجتمع‬ ‫المنترصين‪.‬‬ ‫ربما يتم تخيله ال يغ�‪ّ .‬كل هذه تؤثر عىل‬ ‫ن‬ ‫جسثيما�‬ ‫يصل ف ي�‬ ‫ي‬ ‫كياننا بأكمله‪ .‬يسوع ي‬ ‫يل‪،‬‬ ‫«إ‬ ‫الصليب‪:‬‬ ‫إن رصاخ يسوع من عىل‬ ‫ِ ِي‬ ‫ن‬ ‫التعب�‬ ‫يشجع� عىل‬ ‫يل‪ِ ،‬ل َما َش َب ْق َت ِ ن ي�؟»‬ ‫ي‬ ‫ِإ ِ ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مخاو� لمـَن هم موضع ثقة ِمن‬ ‫عن‬ ‫ي‬ ‫حول ‪ -‬وهلل‪ .‬إن الشعور بالخوف ليس‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اليمان‪.‬‬ ‫عالمة ضعف أو نقص ي� إ‬ ‫ثانيا‪ ،‬بمجرد أن ندرك مخاوفنا‪ ،‬ت ز‬ ‫نل�م‬ ‫ً‬ ‫بطلب المساعدة‪ .‬هنا يتطلب أ‬ ‫المر‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫يع� أننا ندرك عدم‬ ‫شجاعة‪ ،‬لن هذا ي‬ ‫قدرتنا عىل معالجة مصدر الخوف‪.‬‬ ‫كتب نيلسون مانديال‪ ،‬أول رئيس لجنوب‬ ‫يز‬ ‫التمي� العنرصي‪ ،‬ف ي� عام‬ ‫إفريقيا ما بعد‬ ‫‪“ :١٩٩٥‬تعلمت أن الشجاعة لم تكن‬ ‫غياب الخوف‪ ،‬بل االنتصار عليه‪ .‬الشجاع‬ ‫ليس هو الذي ال يشعر بالخوف‪ ،‬بل هو‬ ‫‪8‬‬ ‫الذي ينترص عىل الخوف‪”.‬‬ ‫التغلب عىل الخوف ال ت‬ ‫يأ� بسهولة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫نحن ندرك عدم قدرتنا عىل التغلب‬ ‫الذرع أ‬ ‫– لذلك نحن نركض إىل أ‬ ‫البدية‬ ‫ألبينا السماوي‪ ،‬الذي بذل كل ش�ء ت‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫نعيش الحياة بوفرة وبدون خوف‪ .‬تأمل‬ ‫ص‪ِ ،‬م َّم ْن‬ ‫هذه الوعود‪“ :‬ا َّ​َلر ُّب نُ ِ‬ ‫وري َو َخال َ ِ ي‬ ‫الر ُّب ِح ْص ُن َح َي ِ ت يا�‪ِ ،‬م َّم ْن أَ ْرتَ ِع ُب؟”‬ ‫أَ َخ ُاف؟ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(مزمور ‪“ .)١ :٢٧‬اهللُ ل َنا َمل َْجأ َوق َُّوةٌ‪َ .‬ع ْونًا‬ ‫َات ُو ِج َد َش ِد ًيدا‪ِ .‬لذ ِلكَ ال َ نَ ْخ ش َ�‬ ‫ِ ف ي� ِّ‬ ‫الض ْيق ِ‬ ‫أ‬ ‫َول َْو تَ َز ْح َز َح ِت ال َ ْر ُض‪َ ،‬ول َِو انْ َقل َ​َب ِت ال ِْج َب ُال‬ ‫ِإ َل َقل ِْب ال ِْب َح ِار” (مزمور ‪ .)٢ ،١ :٤٦‬هللا‬ ‫ش‬ ‫�ء‪.‬‬ ‫الذي يقف إىل جانبنا‪ ،‬هو ي‬ ‫يغ� كل ي‬ ‫أخ�ا‪ ،‬خلقنا هللا كائنات اجتماعية‪ .‬لقد‬ ‫يً‬ ‫المستجد‬ ‫أوضحت جائحة يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫مدى حاجتنا إىل أ‬ ‫الشخاص من حولنا‪.‬‬ ‫نحن بحاجة إىل لمستهم‪ ،‬وعناقهم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أيضا‬ ‫و� بعض الحيان ً‬ ‫وتشجيعهم ‪ -‬ي‬ ‫ن‬ ‫يع� المجتمع أننا لسنا‬ ‫انتقادهم لهم‪ .‬ي‬ ‫‪10‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫وحدنا ف ي� مخاوفنا‪ .‬سار آخرون بالفعل‬ ‫حيث أس� آ‬ ‫الن‪ .‬لقد تغلب آخرون‬ ‫ي‬ ‫بالفعل عىل ما ن‬ ‫أعا� منه‪ .‬مجتمع شعب‬ ‫ي‬ ‫هللا هو مجتمع المنترصين‪.‬‬ ‫أنا أقفز معك‬ ‫ممر االنتحار هو رحلةُ مغامرة‬ ‫ّ‬ ‫إن ّ‬ ‫فريدة من نوعها ف ي� جبال بوالند ذات‬ ‫المناظر الخالبة ف� ت‬ ‫ويس�ن كيب بجنوب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫كيلوم�ا (‪١١‬‬ ‫إفريقيا‪ .‬تغطي الرحلة ‪١٧‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يوما كامالً‪ .‬إنها “نزهة‬ ‫ميل) وتستغرق ً‬ ‫رطبة” مليئة بالمغامرات الخارجية ال�ت‬ ‫ي‬ ‫تفرز أ‬ ‫ين‬ ‫درينال�‪ ،‬وبالقفزات العالية ف ي�‬ ‫ال‬ ‫ِب َرك المياه الجليدية المظلمة‪ .‬بمجرد‬ ‫دخول نز‬ ‫الممر‪ ،‬ال يبقى هناك‬ ‫المت�ه إىل‬ ‫ّ‬ ‫طريق للعودة‪ .‬جدران الوادي شديدة‬ ‫االنحدار وال يمكن تسلقها بدون معدات‬ ‫تسلق الجبال‪ .‬ما من وجهة ّإل إىل أ‬ ‫للمام‪.‬‬ ‫عشت لمدة ست سنوات ف ي� سومرست‬ ‫حوال‬ ‫ويست‪ ،‬جنوب إفريقيا‪ ،‬عىل بعد ي‬ ‫ممر االنتحار‪ .‬خالل‬ ‫ساعة بالسيارة من ف ّ‬ ‫تلك السنوات‪ ،‬رست ي� ذاك المسلك عىل‬ ‫القل ثالث مرات مع أ‬ ‫أ‬ ‫الصدقاء‪ ،‬ألن المرء‬

‫أبدا شي ًئا كهذا بمفرده‪.‬‬ ‫ال يحاول ً‬ ‫ال زلت أتذكّر لحظة ال تُنىس‪ .‬كنت أنا‬ ‫ئ‬ ‫مبكرا وقمنا ش‬ ‫بالم�‬ ‫ي‬ ‫وأصدقا� قد غادرنا ً‬ ‫ي‬ ‫والقفز لساعات‪ .‬كنا قد وصلنا للتو إىل‬ ‫ت‬ ‫ال� منها نُجري أعىل قفزة ف ي�‬ ‫النقطة ي‬ ‫أ‬ ‫اليوم‪ .‬وكان عىل الجميع القفز عىل القل‬ ‫ت‬ ‫قدما)‪ .‬كانت هناك‪ ،‬بالطبع‪،‬‬ ‫م�ا (‪ً ٣٩‬‬ ‫‪ً ١٢‬‬ ‫ف‬ ‫قفزات أعىل‪ ،‬ولكن ي� معظم الحاالت‪،‬‬ ‫وبالتال يقلل‬ ‫يمكن للمرء أن يهبط ألسفل‬ ‫ي‬ ‫أن هذه القفزة لم‬ ‫من ارتفاع القفزة‪ّ .‬إل ّ‬ ‫تقدم هذا الخيار‪.‬‬ ‫مبكرا وبقيت أنتظر‬ ‫ف كنت أقد قفزت ً‬ ‫ي� الماء لرى بقية مجموعتنا يقفزون‬ ‫بعدي‪ .‬فجأة‪ ،‬كانت هناك حركة عىل‬ ‫ت‬ ‫ولدهش�‪ ،‬رأيت صهري جان مع‬ ‫القمة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مجموعة أخرى من مدرستنا الثانوية‪ .‬لم‬ ‫أيضا للقيام‬ ‫أكن عىل علم بأنهم خططوا ً‬ ‫الحد‪ .‬آ‬ ‫بالمسار ذاك أ‬ ‫الن وقد قفز جميع‬ ‫ئ‬ ‫أصدقا�‪ ،‬باستثناء واحد‪ .‬كانت عيناه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يش� إىل‬ ‫واسعت� بسبب الهلع‪ ،‬وهو ما ي‬ ‫ي‬ ‫الخوف‪ .‬لم يستطع القفز‪ .‬كان الجميع‬

‫ف‬ ‫المس�‪ ،‬لكن‬ ‫ال�كة لمواصلة‬ ‫ي‬ ‫ينتظرون ي� ِب‬ ‫جان وصديقي لم يقفزا‪ .‬لقد جربنا كل‬ ‫ش‬ ‫�ء‪ .‬تملقنا‪ ،‬وشجعنا‪ ،‬ورصخنا‪ ،‬وهلّلنا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫�ء من ذلك نجح‪ .‬ظل صهري‬ ‫ال ي‬ ‫يتحدث مع صديقي‪ .‬علمت أنه قام‬ ‫بهذا المسار من قبل‪ .‬فجأة‪ ،‬كانت هناك‬ ‫حركة‪ ،‬وصياح‪ ،‬وجسدان يندفعان ًيدا‬ ‫ف‬ ‫ال�كة‪ .‬أدرك جان أنه ليس هناك‬ ‫بيد ي� ِب‬ ‫من سبب يجعل صديقي يقفز‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫أخ�ا‪ ،‬أخذ يده وقفز معه‪.‬‬ ‫يً‬ ‫عندما يخدر الخوف عقولنا‪ ،‬نحتاج إىل‬ ‫شخص يقفز معنا ويساعدنا ف ي� التغلب‬ ‫عىل مخاوفنا‪ .‬يسوع نفسه الذي تغلب‬ ‫عىل الخوف بالتشبث بأبيه‪ ،‬مستعد‬ ‫لمسك أيدينا والقفز معنا‪ .‬بالرغم من‬ ‫ال ثك� تدم�ا‪ ،‬أ‬ ‫التشخيص الط� أ‬ ‫والوضاع‬ ‫ي أً‬ ‫أ بي‬ ‫ال ثك� قتامة‪ ،‬وأعمق الزمات‬ ‫المالية‬ ‫العالئقية فإن يسوع عىل استعداد‬ ‫أيضا ي ن‬ ‫غالب�‪ ،‬إذ‬ ‫لالنضمام إلينا وجعلنا ً‬ ‫“ال َ َخ ْو َف ِ ف ي� ال َْم َح َّب ِة” (‪١‬يوح ّنا ‪.)١٨ :٤‬‬ ‫‪ 1‬إليانور روزفلت‪ ،‬أنت تتعلم من العيش‪ :‬أحد ش‬ ‫مفتاحا‬ ‫ع�‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫وستمنس� جون نوكس‪،‬‬ ‫كنتاك‪:‬‬ ‫لحياة أك� إرضا ًء (لويزفيل‪ ،‬ي‬ ‫‪ ،)١٩٨٣‬صفحة ‪.٢٥‬‬ ‫‪ 2‬روبن كاستانيدا‪“ ،‬الجهة العليا للخوف”‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫نيوز آند ورلد ريبورت (‪)٢٠١٨‬‬ ‫‪https://health.usnews.com/wellness/mind/‬‬ ‫‪slideshows/the-upside-of-fear‬‬ ‫‪ 3‬انظر‪https://en.wikipedia.org/wiki/Congenital_ :‬‬ ‫‪insensitivity_to_pain‬‬ ‫‪ 4‬مارك توين‪ ،‬بودنهيد ويلسون‪ ،‬ف ي� مجلة القرن عددها ‪،٤٧‬‬ ‫رقم ‪.٧٧٢ :)١٨٩٤( ٥‬‬ ‫أ‬ ‫(ب�وت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار ش‬ ‫ال�ق‬ ‫‪ 5‬أإلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬مشتهى الجيال ي‬ ‫الوسط ش‬ ‫للن�‪ ،)٢٠١٩ ،‬صفحة ‪.٦٧٥‬‬ ‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬صفحة ‪.٦٧٦‬‬ ‫‪ 7‬المرجع نفسه‪ ،‬صفحة ‪.٧٣٧‬‬ ‫المس�ة الطويلة باتجاه الحرية (‪)١٩٩٥‬‬ ‫‪ 8‬نيلسون مانديال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪https://en,wikiquote.org/wiki/Fear‬‬

‫ج�الد كلينجبيل وهو يخدم كمحرر مساعد‬ ‫ي‬ ‫ف ي� مجلة أدفنتست ورلد‪.‬‬


‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫ئ‬ ‫رؤسا�‪ ،‬مرتجفًا‬ ‫جلست ف ي� المكتب‪ ،‬مقابل‬ ‫ي‬ ‫بسبب غضبهم ً‬ ‫بدل من وجوههم الودودة‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫�ء عىل ما‬ ‫وإحساس‬ ‫الداخل عىل َّ‬ ‫ي‬ ‫أن كل ي‬ ‫ي‬ ‫يرام‪ .‬كنت هناك إلجراء محادثة صعبة لم أكن‬ ‫ف ي� انتظارها‪ .‬كنت أعلم أن ما يجب أن أقوله‬ ‫يمكن أن يُساء فهمه‪ ،‬وإذا كان كذلك‪ ،‬فلن‬ ‫يتغ� ش ف‬ ‫لكن� شعرت بأن�ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫�ء ي� نهاية اليوم‪ ،‬ي‬ ‫ي ي‬ ‫مضطر للمحاولة‪ .‬كان هناك ش‬ ‫�ء عىل المحك‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اح� الشخصية‪.‬‬ ‫ب‬ ‫أك� من ر ي‬ ‫عندما غادرت المكتب الحقًا‪ ،‬فكرت ف� أن�ن‬ ‫ي ي‬ ‫المق ََّدس‪ .‬كان هللا يطلب‬ ‫ال أحسد أنبياء ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫دائما إجراء محادثات صعبة للغاية‬ ‫منهم ً‬ ‫والتعامل مع مواضيع يغ� مريحة‪ .‬عىل سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬كان عىل إشعياء أن يقول لشعب هللا أن‬ ‫هللا يكره خدماتهم الدينية ألن الجور والظلم‬ ‫وتم تجاهلهما (راجع إشعياء ‪ ١‬و‪.)٥٨‬‬ ‫ارتُكبا َّ‬ ‫كان لعاموس رسالة مماثلة (عاموس ‪ )٥‬كما فعل‬ ‫النبياء آ‬ ‫أ‬ ‫الخرون‪ .‬حاول هللا مر ًارا وتكر ًارا أن يرجع‬ ‫شعبه ويجعلهم يدافعون عن العدل والمحبة‬ ‫غالبا‬ ‫والحق (ر‬ ‫اجع زكريا ‪ ،٧‬هوشع ‪ ،٤‬إرميا ‪ً .)٧‬‬ ‫ف‬ ‫التخل‬ ‫ما ال يرغب المستمعون المعنيون ف ي� االستماع‪ .‬ي� الواقع‪ ،‬كان إرميا عىل وشك‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يتوجه إليهم‬ ‫عن خدمته النبوية لنه لم يكن يحظى بشعبية ي‬ ‫كب�ة من ِقبل َمن كان ّ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫المرسل�!‬ ‫برسائل هللا الموكلة إليه (إرميا ‪ .)١٨-٧ :٢٠‬تخيل نفسك � مكان هؤالء‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال تزال هناك أوقات يطلب فيها هللا منا يأن نتحدث عن أ‬ ‫المور‬ ‫ّ‬ ‫الشائكة‪ ،‬سواء داخل الكنيسة أو خارجها‪ .‬كيف يمكننا ككنيسة أال نخاف من معالجة‬ ‫قل�؛‬ ‫القضايا الصعبة؟ الجواب معقد بالتأكيد‪ ،‬لكن يجب أن أبدأ بما هو أقرب‪ :‬ب ي‬ ‫ت‬ ‫أولويا�؛ دوافعي‪.‬‬ ‫ي‬

‫ال أريد أن‬ ‫أكون مدفوعة‬ ‫بالخوف من آراء‬ ‫آ‬ ‫الخرين وردود‬ ‫أفعالهم‪.‬‬

‫تفاعل مع الرصاع المحتمل يكشف‬ ‫كيفية‬ ‫ي‬ ‫سلوك حقًا‪ .‬يكشف أ‬ ‫الولويات‬ ‫يحفز‬ ‫عما‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اح�‪ ،‬أو موقفي‪ ،‬أو‬ ‫لقل�‪ .‬إذا كانت ر ي‬ ‫الخفية ب ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ئيس‪ ،‬فسوف‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫شاغل‬ ‫هي‬ ‫شعبي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مكان�‪ ،‬أو ف ي‬ ‫ي‬ ‫أجد صعوبة ي� إيجاد الشجاعة للتعامل مع‬ ‫ت‬ ‫أولوي�‬ ‫الموضوعات الصعبة‪ .‬ولكن إذا كانت‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫القصوى هي المحبة ‪ -‬هلل ً‬ ‫أول ثم للخرين ‪-‬‬ ‫ف‬ ‫مخاو�‪ .‬كمسيحية‪،‬‬ ‫فسوف أجد القوة لتجاوز‬ ‫ي‬ ‫ال أريد أن أكون مدفوعة بالخوف من آراء‬ ‫آ‬ ‫الخرين وردود أفعالهم‪ً .‬‬ ‫بدل من ذلك‪ ،‬يجب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن� أثق ي� أن هللا سيهتم‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫تحفز� المحبة ل ي‬ ‫ت‬ ‫م� ‪٤٠-٣٦ :٢٢‬؛‬ ‫بما يحدث بعد ذلك (راجع ّ‬ ‫‪٢‬تيموثاوس ‪٧ :١‬؛ ‪١‬كورنثوس ‪ .)٥٨ :١٥‬يقول‬ ‫إن العالم سيعرف أننا تالميذه من خالل‬ ‫يسوع َّ‬ ‫أن‬ ‫محبتنا (يوحنا ‪،)٣٥ :١٣‬‬ ‫ّ‬ ‫ويشدد بولس عىل ّ‬ ‫قول الحقيقة يجب أن يتم ف ي� إطار المحبة‬ ‫داخل‪،‬‬ ‫كمل المحبة ف ي�‬ ‫(أفسس‪ .)١٥ :٤‬وإذ تُ َّ‬ ‫ي‬ ‫قوته (يوحنا أ‬ ‫الوىل ‪.)١٨ :٤‬‬ ‫يبدأ الخوف بفقدان‬

‫هل يدعوك هللا إلجراء محادثة صعبة؟ هل‬ ‫ش‬ ‫تخ� معاملة الناس لك إذا طرحت موضو ًعا‬ ‫حساسا؟ لذا تشجع بكلماته‪“ :‬ال َ تَ َخافُوا ِم ْن‬ ‫ً‬ ‫تَ ْع ِي ي ِ� ال َّن ِاس‪َ ،‬و ِم ْن َش َتا ِئ ِم ِه ْم ال َ تَ ْرتَا ُعوا‪ ....‬أَنَا‬ ‫أَنَا ُه َو ُم َع ِّزيك ُْم‪َ .‬م ْن أَنْ ِت َح ت َّ� تَ َخ ِ ف يا� ِم ْن ِإنْ َس ٍان‬ ‫النْ َس ِان ا َّل ِذي يُ ْج َع ُل كَال ُْع ْش ِب؟‬ ‫وت‪َ ،‬و ِم ِن ابْ ِن ِإ‬ ‫يَ ُم ُ‬ ‫الر َّب َصا ِن َعكَ ‪َ ....‬ر ُّب ال ُْج ُن ِود ْاس ُم ُه‪....‬‬ ‫َوتَ ْن َس َّ‬ ‫َوق َْد َج َعل ُْت أَق َْو ِ يال ِ ف ي� ف َِمكَ ‪َ ،‬و ِب ِظ ِّل يَ ِدي َس ت َ ْ�تُكَ ”‬ ‫(إشعياء ‪.)١٦-٧ :٥١‬‬ ‫قد تدفعنا المحبة لخالقنا آ‬ ‫وللخرين إىل‬ ‫التحل بالشجاعة‪ ،‬ت‬ ‫ح� لو طلب م ّنا هللا‬ ‫ي‬ ‫معالجة القضايا الصعبة‪.‬‬

‫لينيت ألكوك‪ ،‬خريجة جامعة ساذرن‬ ‫أ‬ ‫الدفنتستية‪ ،‬تعيش ف ي� واتفورد بالمملكة‬ ‫المتحدة‪ ،‬حيث تنتج وتقدم برامج ف ي� إذاعة‬ ‫لندن أ‬ ‫للدفنتست‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪11‬‬


‫إن بيان إرسالية الكنيسة أ‬ ‫الدفنتستية هو “تلمذة تالميذ ليسوع‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫المسيح يعيشون كشهود ي ن‬ ‫معلن� لجميع الناس البشارة‬ ‫محب� له‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫تتضمنها رسائل المالئكة الثالثة استعدا ًدا لعودته‬ ‫ال� ّ‬ ‫البدية ي‬ ‫الوشيكة‪”.‬‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫يجسد الرسول بولس جوهر هدف حركتنا ي� الية التالية‪:‬‬ ‫“ولكن ّشكْ را هللِ الَّذي يقُودنَا ف� موكب نُصته ف‬ ‫�‬ ‫يح ك َُّل ِح ي ٍن�‪،‬‬ ‫س‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ُ ِ ي َ ْ ِ ِ ْ َِ ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ ِ ْ ُ ً‬ ‫ِ‬ ‫َويُظ ِْه ُر ِب َنا َرا ِئ َحةَ َم ْع ِرف َِت ِه ِ ف ي� ك ُِّل َمك ٍَان” (‪٢‬كورنثوس ‪.)١٤ :٢‬‬ ‫نصب ي ز‬ ‫ترك�نا عىل إعالن اسم هللا وإظهار صالحه‪ .‬تقوم‬ ‫يَ َ‬ ‫المق ََّدس‪ ،‬حيث المسيح هو مركزها‪ ،‬والروح‬ ‫إرساليتنا عىل ِ‬ ‫الك َتاب ُ‬ ‫القدس هو قائدها‪ ،‬والوصول إىل المجتمع هو غايتها – وكل هذا‬ ‫لمجد هللا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫متلق لتعليمات‬ ‫إليكم فبيان إرسالية آخر‪“ :‬ليكن كل ٍ‬ ‫طالب ٍ‬ ‫الغاية أ‬ ‫الساسية‬ ‫جيدا أن‬ ‫و� عجلة من أمره‬ ‫للتفك� ً‬ ‫ي‬ ‫واضحة ي‬ ‫لحياته ودراساته هي معرفة هللا ويسوع المسيح‪ ”.‬وهو يعود‬ ‫ت‬ ‫عاما‬ ‫ال� تأسست عام ‪ .١٦٣٦‬بعد أقل من ‪ً ٧٠‬‬ ‫لجامعة هارفارد‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫من تأسيسها‪ ،‬قام عدد من القساوسة من نيو إنكالند ي� الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬الذين لم يكونوا ر ي ن‬ ‫بالرسالية‪،‬‬ ‫اض� عن انحراف هارفارد إ‬ ‫ف‬ ‫العال ي� عام ‪،١٧٠١‬‬ ‫بإنشاء مؤسسة مسيحية جديدة للتعليم ي‬ ‫وهي جامعة ييل‪ .‬كان العديد من جامعات ي ّ ز‬ ‫المم�ة ف ي� العالم‬ ‫ذات الجذور المسيحية ت‬ ‫وال� ي ز‬ ‫يتبق سوى أثر‬ ‫ك�‬ ‫المرسل؛ لك ّنه لم ّ‬ ‫ي‬ ‫جدا لهذا ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‪.‬‬ ‫ضئيل ً‬

‫من المحتمل أن يكون انحراف إالرسالية هو المسار الطبيعي لكل‬ ‫مؤسسة‪ ،‬وهو يتطور ببطء‪ ،‬مما يجعل المنظمة بعيدة عن هدفها‬ ‫الساس وهويتها‪ .‬يتطلب أ‬ ‫أ‬ ‫اهتماما مرك ًّزا‪ ،‬بتوجيه من الروح‬ ‫المر‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫القدس‪ ،‬للحماية من انحراف الرسالة إلعادة اكتشاف هدفنا ‪ -‬وال‬ ‫يوجد ش�ء يوحدنا مثلما يكون أ‬ ‫المر عند إعادة اكتشاف هدفنا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ك� ت‬ ‫الوصول إىل العالم‪ :‬ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫االس�اتيجي “سأذهب” (‪-٢٠٢٠‬‬ ‫‪ )٢٠٢٥‬هي أداة ي ز‬ ‫الرسالية تم التصويت عليها من قبل‬ ‫ترك� عىل إ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اللجنة التنفيذية للمجمع العام ي� شت�ين ال ّول (أكتوبر) ‪٢٠١٩‬‬ ‫بعد البحث الدقيق والتشاور مع ي ن‬ ‫ممثل� من الكنيسة العالمية‬ ‫‪1‬‬ ‫القليمية‪.‬‬ ‫وكياناتها إ‬ ‫“سأذهب” هي أداة ممتازة لمساعدتنا عىل ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� عىل المواءمة‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� منحنا إياها هللا لالستفادة من‬ ‫ب� المواهب والموارد‬ ‫الفريدة ي‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫فرص “ن� رائحة” محبة هللا ي� سياق رسائل المالئكة الثالثة‪.‬‬ ‫ك� ت‬ ‫بالضافة إىل ذلك‪ ،‬سيساعدنا ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫االس�اتيجي لـ “سأذهب”‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫عىل تحقيق أ‬ ‫الهداف والموارد‪ .‬لدى الكنيسة الدفنتستية السبتية‬

‫رسالة مناسبة لهذا اليوم‪ ،‬لكنها منظمة عالمية معقدة متعددة‬ ‫التفك�‬ ‫يج�نا خطر االنحراف عن الرسالة عىل إعادة‬ ‫ي‬ ‫المستويات‪ .‬ب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫اللهاء ي� القضايا‬ ‫تحمل إ‬ ‫بشكل عاجل ي� ممارساتنا‪ .‬ال يمكننا ّ‬ ‫الهامشية ورصف االنتباه عن طريق إضاعة الوقت والموارد ف ي�‬ ‫نتحد �ف‬ ‫أمور تافهة‪ .‬نحن مدعوون كوكالء هللا عىل رسالته إىل أن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تهمه‪ .‬ال يمكن أن يكون العمل‬ ‫فالغرض والعمل عىل الشياء ي‬ ‫خيارا‪.‬‬ ‫أفقيا ‪ً -‬‬ ‫ي� الدوائر المختلفة‪ -‬عموديًا أو ً‬ ‫كتبت إلن هوايت‪“ :‬ومع أن الكنيسة قد تبدو واهنة وناقصة‬ ‫ش‬ ‫وتقديرا‬ ‫اعتبارا‬ ‫وال�ء الوحيد الذي يمنحه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فإنها محط رعاية هللا ‪ 2‬ي‬ ‫عظيما ن‬ ‫بمع� خاص‪“ ”.‬يعتمد نجاحنا عىل وحدتنا‪ .‬تعتمد‬ ‫ً‬ ‫تأث�نا عىل تعاوننا الحكيم والرصيح مع بعضنا‬ ‫كفاءتنا وقوة ي‬ ‫‪3‬‬ ‫البعض ومع هللا‪”.‬‬

‫التخطيط‬ ‫للمعجزات‬ ‫“سأذهب” هي عبارة‬ ‫تحدث َفر ًقا‪.‬‬ ‫يمكنها أن ِ‬

‫‪12‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬


‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� والعنارص الرئيسية‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫هناك أربع لبنات أساسية لل� ي ز‬ ‫ك� االس�اتيجي عىل مبادرة‬ ‫“سأذهب”‪:‬‬ ‫‪ ١‬إنه يعمل عىل تشارك جميع أعضاء الكنيسة ف ي� الوصول إىل‬ ‫يز‬ ‫وتجه�هم الستخدام مواهبهم الروحية‬ ‫العالم‪ ،‬وإلهامهم‬ ‫الممنوحة لهم من هللا ف ي� الشهادة للمسيح وخدمته‪.‬‬ ‫ وهو يساعد الكنيسة بأكملها ‪ -‬أ‬ ‫العضاء والقساوسة والوحدات‬ ‫‪٢‬‬ ‫الدارية والمؤسسات والوكاالت ‪ -‬عىل أن تكون ث‬ ‫أك� ي ًز‬ ‫ترك�ا وفعالية‬ ‫إ‬ ‫ف ي� أداء المهام الحاسمة لتحقيق إرسالية المسيح؛‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تم‬ ‫‪ ٣‬كما يعكس الموضوعات والهداف بنا ًء عىل البيانات ي‬ ‫ت‬ ‫وال� لها ش‬ ‫مؤ�ات‬ ‫جمعها من خالل العديد من الدراسات البحثية ف ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التقدم ي� الهداف‬ ‫الداء الرئيسية المضمنة لرصد وقياس ّ‬ ‫المحققة؛‬ ‫للرسالية‪،‬‬ ‫‪ ٤‬ويحدد ‪ ١٠‬أهداف‪ ،‬مقسمة إىل الفئات الرئيسية إ‬ ‫والنمو الروحي‪ ،‬والقيادة‪ ،‬مع ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� بشكل خاص عىل مشاركة‬ ‫أ‬ ‫وانخراط ّكل أ‬ ‫العضاء‪ ،‬والوصول إىل مجموعات الشخاص الذين‬ ‫ف‬ ‫الك�ى ونافذة ‪،٤٠/١٠‬‬ ‫لم يتم الوصول إليهم‪ ،‬وخاصة ي� المدن ب‬ ‫أ‬ ‫ويهدف إىل تعزيز النمو الروحي ومشاركة الطفال والشباب‬ ‫ين‬ ‫والبالغ�‪.‬‬ ‫القيود المحتملة‬ ‫الغرض ِمن مبادرة “سأذهب” هو إنشاء إطار عمل متماسك‬ ‫ف‬ ‫الرسالية من‬ ‫والجراءات ي� سياق بيان إ‬ ‫وموحد ومتكامل للقرارات إ‬ ‫الرسالية وتعزيز التقارب عىل‬ ‫خالل التخفيف من انحراف مسار إ‬ ‫كل المستويات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫التفك� ت‬ ‫االس�اتيجي هو ببساطة الخطوة الوىل ي� معالجة‬ ‫ي‬ ‫ماذا ولماذا‪ .‬سأكون يغ� مكتمل إذا لم يطور أصحاب المصلحة‬ ‫أ‬ ‫الدارية والمؤسسات‬ ‫المتنوعون ‪ -‬العضاء والرعاة والوحدات إ‬ ‫والوكاالت ‪ -‬التخطيط العمل حول “كيف” و ت‬ ‫“م�” عىل كل‬ ‫ي‬ ‫أيضا تقديم مالحظات إىل المجمع العام‬ ‫مستوى‪ .‬وهذا يتطلب ً‬ ‫مؤ�ات أ‬ ‫مع ش‬ ‫الداء الرئيسية الخاصة بكل منها‪.‬‬ ‫ف‬ ‫لـ�نامج سأذهب هو الفشل ي� معالجة‬ ‫قيد آخر محتمل ب‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� لم يتم تحديها عند تطوير وتنفيذ الخطط‬ ‫االف�اضات ي‬ ‫العملية‪ .‬نحن نواجه خطر فقدان المالءمة والفعالية ‪ -‬بالتوقف‬ ‫ين‬ ‫محبوس� ف ي� سجن‬ ‫ونورا ‪ -‬عندما نصبح‬ ‫عن أن نكون َم ً‬ ‫لحا ً‬ ‫ض‬ ‫المستجد ً‬ ‫ائعا عىل حاجتنا إىل‬ ‫الما�‪ .‬يُعد يف�وس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫مثال ر ً‬ ‫ي‬ ‫التكيف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التحمل والقدرة عىل أ ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� ال جدال فيها‪)١( :‬‬ ‫اضات‬ ‫االف�‬ ‫عىل‬ ‫مثلة‬ ‫ال‬ ‫بعض‬ ‫يل‬ ‫فيما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تتم خدمة الكنيسة ف� ن‬ ‫المب� خالل ثالث ساعات ف ي� صباح يوم‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫السبت؛ (‪ )٢‬الكرازة هي الطريقة أ‬ ‫ال ثك� فعالية ف ي� التلمذة‪)٣( .‬‬ ‫الرعاة يقودون بينما يتبعهم المتطوعون العلمانيون؛ (‪ )٤‬المزيد‬ ‫أك�؛ (‪ )٥‬المهمة الرئيسية للكنيسة هي‬ ‫تأث� ب‬ ‫ال�امج يساوي ي‬ ‫من ب‬ ‫خدمة أعضائها؛ و (‪ )٦‬التلمذة هي تسويق معتقداتنا بشكل ث‬ ‫أك�‬

‫يشغل رأفت كمال‬ ‫منصب رئيس قسم بع�‬ ‫أوروبا ف ي� سانت ألبانز‪،‬‬ ‫المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫بدل من عيشها بشكل ث‬ ‫جاذبية ً‬ ‫أك� إقنا ًعا‪.‬‬ ‫السؤال هو هل نحن عىل استعداد للتضحية أو لتحدي بعض‬ ‫ممارساتنا المألوفة وأولويتنا عىل مذبح هدف أسمى؟‬ ‫لـ�نامج سأذهب ف ي� ترصيح‬ ‫يمكن تلخيص قيد ثالث محتمل ب‬ ‫الكب�ة والوحيدة‬ ‫غالبا إىل جورج برنارد شو‪“ :‬المشكلة ي‬ ‫فيُنسب ً‬ ‫ك� ت‬ ‫إن ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫االس�اتيجي‬ ‫وجوده‪”.‬‬ ‫وهم‬ ‫تصديق‬ ‫هي‬ ‫التواصل‬ ‫ي�‬ ‫ّ‬ ‫يتم توصيله عىل ّكل المستويات‪،‬‬ ‫بل�نامج “سأذهب” يحتاج إىل أن ّ‬ ‫ولكن بشكل خاص عىل مستوى الكنيسة المحلية‪ .‬وإال فإننا‬ ‫سنتصارع مع التعاون بع� مختلف المستويات لتحقيق ن‬ ‫مع�‬ ‫ت‬ ‫أك� يؤدي إىل اختيار أفضل ألساليب التطبيق‪ ،‬ووحدة‬ ‫مش�ك ب‬ ‫بالرسالية والهوية‪.‬‬ ‫الهدف‪ ،‬وقناعة أقوى إ‬ ‫لـ�نامج “سأذهب” هو وهم السيطرة عىل‬ ‫إن آخر قيد محتمل ب‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ما يمكن لهذا ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� االس�اتيجي تحقيقه وما ال يمكن أن يحققه‪.‬‬ ‫يبحث هللا عن رجال ونساء يرغبون ف ي� السماح لقوته بالتدفق‬ ‫آ‬ ‫لتغي� العالم من الظالم إىل النور‪.‬‬ ‫من خاللهم إىل الخرين ي‬ ‫ال يتدفق الروح القدس من خالل أ‬ ‫الدوات والوسائل‪ ،‬ولكن من‬

‫والرادة‪ .‬من خالل‬ ‫خالل النساء والرجال الذين تدفعهم الثقة إ‬ ‫الصالة والطاعة يمكننا أن نكون محفزين للمساعدة ف ي� تحقيق‬ ‫مستقبل يتوافق مع إرادة هللا‪.‬‬ ‫ال�كيبات الفريدة ت‬ ‫هل يمكنك تقدير عدد ت‬ ‫ال� يمكننا إنشاؤها‬ ‫ي‬ ‫باستخدام ستة قوالب من ألعاب ت‬ ‫جمال‬ ‫ال�كيب؟ العدد إ‬ ‫ال ي‬ ‫‪4‬‬ ‫ت‬ ‫لل�تيبات الفريدة الممكنة هو ‪ِّ .٩١٥,١٠٣,٧٦٥‬‬ ‫صل من أجل أن‬ ‫اللهام لمجاوبة إله الفرص الالمحدودة الذي هو رائد‬ ‫يمنحنا هللا إ‬ ‫ومكمل رسالتنا بــ “يا رب سأذهب؛ ن‬ ‫أرسل�‪”.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫‪ 1‬اقرأ المزيد عىل ‪https://iwillgo2020.org‬‬ ‫(ب�وت ‪ ،)1985‬صفحة ‪.١٣‬‬ ‫‪ 2‬إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬أعمال الرسل ي‬ ‫‪ 3‬إلن ج‪.‬وايت‪ ،‬مخطوطة ‪ ١٠ ،١٧٧‬أيار (مايو) ‪١٠٧ .١٨٩٩‬‬ ‫‪www.mentalfloss.com/article/92127/how-many-combinations-are-possible- 4‬‬ ‫‪using-6-lego-bricks‬‬

‫يشغل رأفت كمال منصب رئيس قسم بع� أوروبا ف ي� سانت ألبانز‪،‬‬ ‫المملكةالمتحدة‪.‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪13‬‬


‫فلورا لويس (عىل‬ ‫ين‬ ‫اليم�)‪ ،‬عضوة‬ ‫ف ي� كنيسة "شا ُرن"‬ ‫السبتية أ‬ ‫الدفنتستية‪،‬‬ ‫تستعد لنقل صناديق‬ ‫من المنتجات‪،‬‬ ‫بينما تقوم مديرة‬ ‫مركز "لورا باسكو"‬ ‫بتحميل البيض‪.‬‬

‫مالئـكة‬ ‫التموين‬ ‫“هل تسمح يل أن‬ ‫أرسد عليك قصة”‬ ‫بقلم ِديكْ دوركسن‬

‫‪14‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫هذه قصة عن معجزة‪ .‬معجزة بدأت ليلة‬ ‫الخميس رغم أننا لم نكن نعلم بها إال صباح‬ ‫الجمعة‪ .‬تبدأ القصة ف ي� أحد أحياء بورتالند‬ ‫بوالية أوريغون حيث العديد من العائالت بال‬ ‫عمل ن‬ ‫وتعا� من الجوع‪ .‬قدم أعضاء كنيسة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫بصيصا من‬ ‫السبتي� ظهر يوم الجمعة‬ ‫شارون‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫المل لتلك العائالت من خالل بنك الطعام‬

‫الذي يسلِّم لكل أرسة صناديق بها طعام يكفيها‬ ‫لمدة أسبوع‪.‬‬ ‫يقول غارث ي ن‬ ‫دوت� أحد القساوسة‪" :‬لقد‬ ‫نمت الحاجة بشكل ال يصدق خالل حجر‬ ‫جائحة كورونا المستجد‪ ،‬كان علينا االعتماد عىل‬ ‫المنظمات أ‬ ‫الخرى لمساعدتنا ف ي� تلبية الحاجة ف ي�‬ ‫منطقتنا‪".‬‬ ‫أهم منظمة داعمة للكنيسة هي خدمات‬ ‫المجتمع أ‬ ‫ت‬ ‫دفنتس� ف ي� بورتالند‪ ،‬وهي منظمة‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫تقدم آالف الصناديق من الطعام إىل الجياع‬ ‫بع� جميع أنحاء بورتالند‪.‬‬ ‫تقول لورا باسكو‪ ،‬مديرة خدمات المجتمع‬

‫دفنتس� ف� بورتالند‪" :‬كانت أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫السابيع القليلة‬ ‫ال‬ ‫ي ي‬ ‫الماضية صعبة حقًا‪ .‬لقد كنا قبل جائحة كورونا‬ ‫يوميا‪ .‬ولكن منذ‬ ‫نوفر الطعام لـ ‪ ٤٠‬أو ‪ ٥٠‬أرسة ًّ‬ ‫أوائل شهر آذار (مارس)‪ ،‬نشهد المزيد من الناس‬ ‫الجياع‪ .‬غالبا ما نشهد آ‬ ‫الن ‪ ١٥٠‬سيارة أو ث‬ ‫أك�‬ ‫ً‬ ‫المخصص للطعام ت‬ ‫ح� قبل أن نفتح‬ ‫ف ي� خطنا‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫البواب‪".‬‬ ‫بالضافة إىل خدمة العائالت ف� سياراتهم �ف‬ ‫إ‬ ‫أ ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫دفنتس�‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‬ ‫خدمات‬ ‫توفر‬ ‫الطعام‪،‬‬ ‫خط‬ ‫ي‬ ‫النتاج وعلب ألبان ب ز‬ ‫وخ� إىل‬ ‫صناديق‬ ‫تالند‬ ‫ر‬ ‫بو‬ ‫ف ي�‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تديرها‬ ‫العديد من بنوك‬ ‫الطعام الخرى ي‬ ‫كنائس أ‬ ‫الدفنتست ف ي� منطقة بورتالند‪.‬‬ ‫***‬ ‫تلقت لورا صباح الثالثاء مكالمة هاتفية من‬ ‫جارث ي ن‬ ‫دوت� ف ي� كنيسة شارون‪ .‬أوضح لها أن‬ ‫الطعام قد نفد‪ ،‬وتساءل عما إذا كان بإمكان‬ ‫خدمات المجتمع أ‬ ‫ت ف‬ ‫مدهم‬ ‫ال‬ ‫دفنتس� ي� بورتالند ّ‬ ‫ي‬ ‫بصناديق طعام لـ ‪ ١٢٠‬عائلة‪.‬‬ ‫قال ي ن‬ ‫دوت�‪" :‬نحتاج إىل الصناديق صباح‬ ‫الجمعة الساعة ‪ .١١:٣٠‬سيأخذ أعضاء كنيستنا‬ ‫الطعام من موقف سيارات الكنيسة ويسلمونه‬ ‫إىل من تواجدت أسماؤهم عىل قائمة الجياع‬ ‫لمنطقة سكناهم‪ .‬هل يمكنكم مساعدتنا ف ي�‬ ‫هذا؟"‬ ‫أجابت لورا‪" :‬سنبذل قصارى جهدنا‪ ".‬ثم‬ ‫اتصلت بتيم‪ ،‬المسؤول عن توزيع المواد‬ ‫الغذائية ف� خدمات المجتمع أ‬ ‫دفنتس� �ف‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫بالمزود وطلب إضافة‬ ‫بورتالند‪ ،‬الذي اتصل‬ ‫ّ‬ ‫‪Photo: Dick Duerksen‬‬


‫‪ ١٢٠‬صندوق منتجات إىل طلبهم السابق‪َ .‬و َع َد‬ ‫المزود ً‬ ‫قادرا عىل‬ ‫ّ‬ ‫قائل‪" ،‬ال مشكلة‪ .‬ستكون ً‬ ‫أخذهم صباح الجمعة‪".‬‬ ‫قص�ة إىل القس ي ن‬ ‫دوت� قائلة‬ ‫كتبت لورا رسالة ي‬ ‫فيها‪" :‬سوف نوصل صناديقكم إىل الكنيسة‬ ‫بحلول الساعة ‪ ١١:٣٠‬صباح الجمعة‪".‬‬ ‫صباح أ‬ ‫بالمزود للتحقق‬ ‫الربعاء‪ ،‬اتصل تيم‬ ‫ّ‬ ‫أي مشكلة‪ .‬سيكون‬ ‫من الطلب‪" .‬ليس هناك ّ‬ ‫ممتلئت� وجاهز ي ن‬ ‫ين‬ ‫كب� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ت� لكم‪.‬‬ ‫ت�‬ ‫لدينا‬ ‫منصت� ي‬ ‫الطالق‪".‬‬ ‫ال مشكلة عىل إ‬ ‫بعد ظهر الخميس اتصل تيم مرة أخرى‪.‬‬ ‫"نعم‪ .‬منصتاكم موجودتان هنا‪ ،‬جاهزتان‬ ‫ش‬ ‫�ء صباح الغد‪".‬‬ ‫إليصالهما لكم أول ي‬ ‫فقط للتأكد‪ ،‬اتصل تيم مرة أخرى صباح‬ ‫الجمعة‪ .‬قال الرجل المسؤول عن المستودع‬ ‫بهدوء‪" :‬لدي أخبار مفزعة لك‪ .‬بطريقة ما‬ ‫الليلة الماضية‪ ،‬قام أحد أفراد طاقمنا بتسليم‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المخصصت� لكم إىل منظمة‬ ‫المنصت�‬ ‫كال‬ ‫جدا‪".‬‬ ‫أخرى كانت بحاجة إىل الطعام‪ .‬أنا آسف ًّ‬ ‫ش‬ ‫�ء نقدمه لكم‪.‬‬ ‫وأضاف‪" :‬ليس لدينا أي ي‬ ‫حوال ‪ ٤٠٠‬دزينة من البيض‪ .‬هل‬ ‫حس ًنا‪ ،‬لدينا ي‬ ‫يمكنكم استخدام بعض البيض؟ ربما يمكنك‬ ‫أيضا بعض الحليب‬ ‫استخدام ذلك‪ ،‬ولدينا ً‬ ‫ف‬ ‫ضا�‪ .‬هل يمكنك استخدام ذلك؟"‬ ‫إ‬ ‫ال ي‬ ‫أجاب تيم برسعة‪" :‬سنأخذ الحليب والبيض‪.‬‬ ‫سأرسل شاحنة آ‬ ‫الن‪ ".‬ثم أنهى المكالمة وذهب‬ ‫أ‬ ‫دفنتس� �ف‬ ‫ت‬ ‫إىل لورا‪ ،‬مديرة خدمات المجتمع ال‬ ‫ي ي‬ ‫بورتالند‪.‬‬ ‫"لدينا حالة طوارئ‪ .‬نحن بحاجة للصالة‪".‬‬ ‫ين‬ ‫المسيحي� حول‬ ‫لقد صلّيا‪ .‬اثنان من القادة‬ ‫مكتب المدير يذ ّكران هللا بالناس ف� أ‬ ‫الحياء‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫المحيطة بكنيسة شارون‪ .‬ثم بدآ بيأس يتصالن‬ ‫بكل من اعتقدا أنه بإمكانه مساعدة كنيسة‬ ‫شارون‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫بعد ع� دقائق‪ ،‬ي� خضم اتصاالتهما‬ ‫المحمومة وصلواتهما اليائسة‪ ،‬وصلت شاحنة‬ ‫ضخمة من ش�كة باسيفيك كوست بروديوس‬ ‫إىل طريق تسليم خدمات المجتمع أ‬ ‫الدفنتس�ت‬ ‫ي‬ ‫ف ي� بورتالند‪ .‬قفز رجل من مقعد السائق وقال‪:‬‬ ‫"حس ًنا‪ ،‬أنا هنا مع حمولة اليوم‪".‬‬ ‫أي‬ ‫قال تيم للسائق‪" :‬نحن ال نتوقع منك ّ‬ ‫ت‬ ‫تأ� إال أيّام الثالثاء‬ ‫حمولة اليوم‪ .‬أنت ال ي‬ ‫والخميس‪".‬‬ ‫ضحك السائق وقال‪" :‬ال علم يل بذلك‪ .‬ولكن‬ ‫اليوم هو يوم حظكم‪ .‬أنتم عىل ت‬ ‫قائم�‪ ،‬وقد‬ ‫ي‬ ‫تلقيت حمولة لكم أنتم ال يغ�!"‬

‫عندما فتح السائق الباب ف ي� مؤخرة شاحنته‪،‬‬ ‫لم يصدق تيم ما رآه بالداخل‪ .‬لقد تم تكديس‬ ‫ين‬ ‫منصت�‪،‬‬ ‫‪ ١٢٠‬صندوق منتجات بعناية عىل‬ ‫مربوطة بإحكام وجاهزة للتسليم‪ .‬صناديق‬ ‫لف�وس كورونا‬ ‫المنتجات‪ .‬صناديق المنتجات ي‬ ‫ّ ت‬ ‫ال� توفّرها حكومة الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫المستجد ي‬ ‫زبدة‪ ،‬ب ن‬ ‫بروكل‪ ،‬بصل‪ ،‬بطاطس‪ ،‬كرفس‪،‬‬ ‫ج�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫جالون من الحليب‪ ،‬وعلبة فراولة طازجة‬ ‫تم قطفها ف ي� اليوم السابق ف ي� سانتا ماريا‪،‬‬ ‫كاليفورنيا‪ .‬كانت الحمولة هي كمية الطعام‬ ‫المطلوبة بالضبط‪ .‬نزلت من السماء لتلبية حاجة‬ ‫كنيسة شارون‪.‬‬ ‫***‬ ‫كانت معجزة‪ .‬معجزة لم يطلبها أحد‪ ،‬بل‬ ‫وتم تسليمها‬ ‫معجزة صنعتها مالئكة من إ‬ ‫المداد ّ‬ ‫عىل أي حال‪ .‬ف ي� الوقت المناسب‪ .‬استجاب‬ ‫هللا لصالة تيم ولورا ليلة الخميس بينما كانت‬ ‫ش�كة باسيفيك كوست بروديوس أ‬ ‫تمل شاحناتها‪.‬‬ ‫كان ذلك قبل أن يعرف تيم ولورا أنهما بحاجة‬ ‫للصالة!‬ ‫كانت منطقة موقف السيارات ف ي� كنيسة‬ ‫شارون تحتوي عىل ث‬ ‫أك� من ش‬ ‫ع�ين سيارة تتسلل‬ ‫بع� الموقف عندما وصلت شاحنة خدمات‬ ‫المجتمع أ‬ ‫ت‬ ‫دفنتس� ف ي� بورتالند إىل البوابة‪ .‬كان‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫الج�ان وأعضاء الكنيسة‬ ‫كل سائق جاه ًزا بقائمة ي‬ ‫أ‬ ‫والصدقاء ش‬ ‫الم�دين الذين يعيشون ف ي� مكان‬ ‫قريب‪ .‬كما ترى‪ ،‬لم يكن السائقون هناك لجمع‬ ‫الطعام ألنفسهم‪ ،‬ولكن لنقله إىل المجتمع‬

‫فعليا أن‬ ‫ووضع كل صندوق حيث يعرفون ّ‬ ‫جائعا‪.‬‬ ‫شخصا ما كان ً‬ ‫ً‬ ‫بينما كنا نفرغ صناديق المنتجات والبيض‬ ‫والحليب من شاحنة خدمات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫ت ف‬ ‫أخ�ت القس ي ن‬ ‫دوت� عن‬ ‫ال‬ ‫دفنتس� ي� بورتالند‪ ،‬ب‬ ‫ي‬ ‫المعجزة‪ .‬توقف‪ ،‬وهو يحمل ي ن‬ ‫ب� ذراعيه بضع‬ ‫ع�ات من صناديق البيض‪ ،‬ونظر إل ي ن‬ ‫ش‬ ‫بعين�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ضبابيت�‪" .‬شعبنا بحاجة فعلية إىل هذا الطعام‬ ‫ي‬ ‫ومعا‬ ‫أخرى!‬ ‫مرة‬ ‫أجلنا‬ ‫من‬ ‫هللا‬ ‫جاء‬ ‫لقد‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ون‬ ‫ُون أ ينِّ� ق َْبل َ​َما يَ ْد ُع َ‬ ‫ال� تقول‪"َ :‬ويَك ُ‬ ‫اقتبسنا الية ي‬ ‫ون بَ ْع ُد أَنَا أَ ْس َم ُع"‬ ‫يب‪َ ،‬و ِف َيما ُه ْم يَ َت َكل َُّم َ‬ ‫أَنَا أُ ِج ُ‬ ‫(إشعياء ‪)٢٤: ٦٥‬‬ ‫دائما‪ ،‬قام مالئكة‬ ‫نعم‪ .‬كما هو الحال ً‬ ‫المداد بعملهم عىل أكمل وجه‪ .‬ت‬ ‫ح� أنهم لم‬ ‫إ‬ ‫ينسوا الفراولة هذه المرة!‬

‫النا�ش‬ ‫مجلة "عالم الأدفنتست" أهي مجلة دورية‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫عالمية من إصدار كنيسة الدفنتست‬ ‫ش‬ ‫النا�ون‪ :‬المجمع أالعام‪ ،‬وقسم شمال آسيا‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫والمحيط الهادئ للدفنتست‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات أ‬ ‫"الدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدول‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫بيونج دوك تشان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫الدفنتست"‬ ‫ج�مان‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ يوكاتا إنادا؛ ي‬ ‫ي‬ ‫الست؛ بيونغ دوك تشان‪ ،‬سوك هي هان؛ دونغ‬ ‫ن‬ ‫ج� ليو‬ ‫ي‬

‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫الدفنت ريفيو‬ ‫ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫ر‪،‬‬ ‫س�‬ ‫اليل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ستيفن شافز‪ ،‬ت ن‬ ‫ش‬ ‫جوردا�‪،‬‬ ‫كوس�‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويلونا كاريمابادي‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫بيونغ دوك تشن‪ ،‬جاي مان بارك‪ ،‬هيو جن كيم‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫ال ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نك‬ ‫فنل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المال‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� يل براون‬ ‫ب‬ ‫الدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك هي‬ ‫بيونغ دوك تشن؛ كارنيك‬ ‫ج�مان الست؛ راي والن؛ بحكم‬ ‫هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫المنصب‪ :‬خوان بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تيد‬ ‫س ويلسون‬ ‫ن‪ .‬ي‬ ‫الخراج ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‬ ‫ن‬ ‫عو�‬ ‫ناجي ي‬ ‫مراجعة‬ ‫شأ�ف فوزي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون‬ ‫فللكُ َّتاب‪ :‬نرحب بالنصوص الصلية ي‬ ‫التخل عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪Old Columbia Pike, Silver Spring, 12501‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫فإن جميع الصورة‬ ‫ما لم يذكر خالف ذلك‪َّ ،‬‬ ‫البارزة تعود ملكيتها أإىل‪.Getty Images 2019 © :‬‬ ‫ش‬ ‫"عالم الدفنتست" شهريًا‪ ،‬وتطبع‬ ‫تن�‬ ‫مجلةذاته ف‬ ‫ازيل‪ ،‬وأندونيسا‪،‬‬ ‫ال�‬ ‫و‬ ‫كوريا‪،‬‬ ‫�‬ ‫الوقت‬ ‫ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أس�اليا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والنمسا‪ ،‬والأ‬ ‫ت‬ ‫رجنت�‪،‬ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫والمكسيك‪ ،‬وجنوب أفريقيا‪ ،‬والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم أ‬ ‫ش‬ ‫الدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬ ‫‪2020, № 4‬‬

‫ديك دوركسن‪ ،‬راعي وراوي قصص‪ ،‬يعيش ف ي�‬ ‫بورتالند‪ ،‬أوريغون‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪15‬‬


‫المقدس‬ ‫إجابات أسئلة عن الكتاب‬ ‫ّ‬

‫كم من الوقت؟‬ ‫س‬ ‫إ‬

‫هل تأخر المجيء ن‬ ‫الثا�‬ ‫ي‬ ‫للمسيح؟‬ ‫التأخ� المزعوم لمجيء المسيح معقدة‪،‬‬ ‫إن مسألة‬ ‫ي‬ ‫وستستغرق مناقشتها نقاشا ً‬ ‫شامل وق ًتا طويالً‪ .‬أقدم ببساطة‬ ‫ت‬ ‫ال� يجب أخذها ي ن‬ ‫بع� االعتبار عند محاولة الرد عىل‬ ‫العنارص ي‬ ‫مخاوفك‪.‬‬ ‫تأخ�؟‬ ‫‪ .١‬ي‬ ‫الكث�ون أن يسوع‪ ،‬لسبب ما‪ ،‬أخر عودته ف ي�‬ ‫يزعم‬ ‫ما‬ ‫عادة‬ ‫ي‬ ‫المجد‪ .‬كان االتجاه العام هو أن ننسبه إىل الحالة الروحية‬ ‫للكنيسة‪ :‬فنحن ال نزال هنا بسبب فشلنا الروحي‪ .‬ثم يُعطى‬ ‫ت‬ ‫سيأ� الرب‪.‬‬ ‫االنطباع بأننا إذا نحن ي َّ‬ ‫غ�نا هذا الوضع‪ ،‬ي‬ ‫ولكن ماذا لو لم يؤخر المسيح مجيئه؟ هل لدينا أي دليل‬ ‫الثا�؟ ال يبدو أ‬ ‫ن‬ ‫المر كذلك‪.‬‬ ‫كتا� يُظهر أن هللا كان يؤجل المجيء ي‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫هذا ما يمكننا تأكيده بكل ثقة‪ :‬ي ن‬ ‫والثا� يقوم‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫ظهوريه‬ ‫ب�‬ ‫ي‬ ‫المسيح بعمله كرئيس كهنة ف ي� السماء‪ ،‬وتؤدي الكنيسة رسالتها‬ ‫عىل أ‬ ‫الرض‪.‬‬ ‫‪ .٢‬مهمة الكنيسة‬ ‫ن‬ ‫أخ� المسيح تالميذه ّ‬ ‫ظهوريّه كان‬ ‫بكل وضوح أن الوقت يب�‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫يجب أن يكون ملي ًئا بإرسالية الكنيسة (أعمال الرسل ‪٨ :١‬؛ تم�‬ ‫‪ .)٤٦ ،٤٥ :٢٤‬ف ي� سياق محاولة معرفة تم� سيؤسس المسيح‬ ‫ملكوته‪ ،‬أشار ً‬ ‫وبالتال منع‬ ‫بدل من ذلك إىل إرسالية الكنيسة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫التكهنات حول هذا الموضوع (أعمال الرسل ‪ .)٧ ،٦ :١‬كان يعلم‬ ‫أن الجدل حول توقيت مجيئه سوف يرصف انتباه شعبه عن‬ ‫إتمام مهمتهم‪ ،‬وسوف يقسمهم ويخلق رصاعات بينهم‪ .‬وفقًا‬ ‫وم ُه"‪ ،‬هم الذين‬ ‫"س ِّي ِدي يُ ْب ِط ُئ ق ُ​ُد َ‬ ‫ليسوع‪ ،‬أولئك الذين يقولون‪:‬آ َ‬ ‫الخرين ت‬ ‫(م� ‪ .)٤٩ ،٤٨ :٢٤‬لذلك‪،‬‬ ‫يخلقون الخالفات ويؤذون‬ ‫الرسالية‪ ،‬وليس التكهنات وتحديد الوقت فيما‬ ‫شدد المسيح عىل إ‬ ‫يتعلق بعودته‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢٠ / 4‬‬ ‫ُم َ‬

‫‪ .3‬كهنوت المسيح‬ ‫يم� آ‬ ‫ت‬ ‫بعد صعوده‪ ،‬جلس يسوع عن ي ن‬ ‫الكهنو�‬ ‫عمله‬ ‫وبدأ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪١٤ :٤‬؛ ‪١ :٨‬؛ أعمال الرسل ‪ .)٣٣ ،٣٢ :٢‬إنه يتشفع‬ ‫ب‬ ‫فينا‪ ،‬مما يجعل الفوائد الكفارية من موته البديل متاحة للخطاة‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫ين‬ ‫اني� ‪٢٥ :٧‬؛ ‪٢٤ :٩‬؛ رومية ‪ .)٣٤ :٨‬ف ي� بداية عمله‬ ‫التائب� ب‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫الكهنو�‪ ،‬كان أول طلب من المسيح للب هو أن يرسل إىل شعبه‬ ‫أي‬ ‫الرض الروح القدس الذي وعدهم به‪ ،‬وهو ما سيمكنهم‬ ‫عىل‬ ‫من إتمام إرساليتهم‪ .‬أكرم آ‬ ‫الب طلب االبن (أعمال الرسل ‪٨ :١‬؛‬ ‫يح� الوقت ت‬ ‫‪ .)٣٣ :٢‬سيبقى المسيح هناك إىل أن ي ن‬ ‫الس�داد كل‬ ‫ش‬ ‫الخالص‬ ‫�ء (أعمال الرسل ‪٢١ :٣‬؛ ‪ - )٣٥ ،٣٤ :٢‬تحقيق عمله‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫(راجع أفسس ‪ � .)١٠ :١‬الوقت الحال‪ ،‬ال يمكن ي ن‬ ‫للع� ش‬ ‫الب�ية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المجردة رؤيته‪ ،‬ولكن بمجرد أن ينتهي من عمله ف ي� الهيكل‬ ‫ّ‬ ‫ين يَ ْن َت ِظ ُرونَ ُه"‬ ‫"س َي ْظ َه ُر ثَا ِن َيةً ِبال َ َخ ِط َّي ٍة ِلل َْخال َ ِص ِلل َِّذ َ‬ ‫السماوي‪َ ،‬‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫اني� ‪ .)٢٨ :٩‬تنتظره الكنيسة من خالل تتميم إرساليتها‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪ِ .٤‬سيّـة التوقيت‬ ‫ن‬ ‫الثا� ليسوع هو جزء من خطة هللا للخالص‪ ،‬ال�ت‬ ‫المجيء ف ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� حدث فيها‬ ‫تمت‬ ‫صياغتها ي� البدية‪ ،‬وتضمنت فاللحظة أ ي‬ ‫أ‬ ‫السبع�ن‬ ‫المجيء الول للمسيح‪ .‬قرر هللا أنه ي� نهاية السبوع‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫سيأ� المسيح‪ ،‬سواء كان الناس مستعدين أَم ال (دانيال ‪-٢٤ :٩‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دائما متكفّال بالوقات والزمنة (دانيال ‪٢١ :٢‬؛ أعمال‬ ‫‪ .)٢٧‬كان هللا ً‬ ‫مص� جميع ش‬ ‫الب�‬ ‫أن‬ ‫المسيح‬ ‫سيعلن‬ ‫ما‬ ‫لحظة‬ ‫الرسل ‪ .)٧ :١‬ف ي�‬ ‫ي‬ ‫الرسالية وانتظار كنيسته‬ ‫قد تم تحديده وأنه سيعود‪ ،‬وينهي إ‬ ‫(رؤيا ‪ )١١ :٢٢‬والرصاع ن‬ ‫الكو�‪.‬‬ ‫ي‬

‫يز‬ ‫رودريغ� بعد أن عمل ف ي� خدمة الكنيسة كقس‬ ‫تقاعد آنجيل مانويل‬ ‫وأستاذ وعا ِلم الهوت‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.