Adventist World Arabic Q2

Page 1

‫وجز ‪2021 /2‬‬ ‫ُم َ‬ ‫التط ّلع إىل‬ ‫أ‬ ‫المام‬ ‫الصفحة ‪٦‬‬ ‫قوة‬ ‫المسيحية‬ ‫الحقيقية‬ ‫الصفحة ‪14‬‬

‫من‬ ‫الخوف إىل‬ ‫الرهبة‬

‫ِخطط هللا أم‬ ‫خططي؟‬ ‫الصفحة ‪16‬‬


‫‪8‬‬

‫من الخوف‬ ‫إىل الرهبة‬

‫بيل نوت‬

‫‪ 3‬موجز أ‬ ‫الخبار‬ ‫عالمية‬ ‫‪6‬‬ ‫نظرةإىل أ‬ ‫المام‬ ‫التطلّع‬ ‫س ويلسون‬ ‫تيد إن ي‬ ‫‪ 14‬نظرة إىل الوراء‬ ‫قوة المسيحية الحقيقية‬ ‫ديفيد تريم‬ ‫‪ 16‬أصوات أ‬ ‫اللفية‬ ‫ِخطط هللا أم خططي؟‬ ‫لينيت ألكوك‬

‫البح�ة‬ ‫عبور ي‬ ‫بقلم بيل نوت‬

‫ف‬ ‫ال�ودة‪ ،‬وقفت بجانب بق� مفتوح وقرأت‬ ‫عاما‪ ،‬ي� يوم قارس ب‬ ‫لما كان عمري ‪ً 23‬‬ ‫هذه السطور لعائلة حزينة‪:‬‬ ‫ش‬ ‫اليمان والظاهر‬ ‫�ء عىل ما يرام‪ ،‬عىل الرغم من إ‬ ‫"وكل ي‬ ‫ف‬ ‫كن ساك ًنا ي� ليلة الخوف؛‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫حس ًنا هو هدير العاصفة لولئك الذين يسمعون‬ ‫صوتا أعمق َع ب� العاصفة‪".‬‬ ‫ال� بعنوان ف"� الذكرى" ال�ت‬ ‫لقد تم اقتباس هذه الكلمات من القصيدة الرثائية ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ألفها ألفريد تينيسون ف ي� عام ‪ ١٨٥٠‬إلحياء ذكرى فقدان صديقه آرثر هاالم‪ .‬كانت‬ ‫ين‬ ‫واليمان ‪ -‬أشياء يحتاجها الناس وهم وقوف‬ ‫السطور تتحدث عن التعزية‬ ‫واليق� إ‬ ‫الق�‪.‬‬ ‫عىل جانب ب‬ ‫وبعد ش‬ ‫الق� المفتوح لصديقي‬ ‫ع�ة أشهر من ذلك الحدث‪ ،‬وقفت أمام ب‬ ‫صديق�ن‬ ‫تفاؤل‪ .‬لقد كنت أنا وجيف‬ ‫المفضل تحت أمطار أكتوبر الخفيفة مستغربًا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫منذ بداية الدراسة بالمدرسة الثانوية – كنا كالنا نصارع من أجل الحصول أعىل‬ ‫ف‬ ‫ال ي ز‬ ‫نجل�ية والكيمياء والرياضيات‪ .‬وكنا نرنم ف ي� رباعيات وجوقات‬ ‫العالمات ي� اللغة إ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫معا كل صباح خالل ف�ة الراحة ما يب� الحصص الدراسية‪.‬‬ ‫مختلطة؛‬ ‫ونصل ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫س�‪ ،‬رحل ي� ريعان شبابه ذاك الخادم الشاب المتألق‪.‬‬ ‫و� حادث ي‬ ‫ي‬ ‫أ ن‬ ‫شهورا‬ ‫م�‬ ‫ً‬ ‫هل حقًا كان هناك "صوت أعمق بع� العاصفة؟" استغرق المر ي‬ ‫ت‬ ‫ال� طالما قدمتها‬ ‫الكتشاف ذلك ‪ -‬شهور صعبة ومؤلمة لم تخفف فيها‬ ‫الطمأنينة ي‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� اقتطعت‪،‬‬ ‫للخرين ي‬ ‫حز�‪ .‬إن الفقدان الذي يبدو أن ال مع� له ‪ -‬المال ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تكاد تغرق قاربًا‬ ‫ال� لم تعد موجودة ‪ -‬بدت وكأنها أمواج الجليل ي‬ ‫والمحادثات ي‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫شهورا ‪ -‬ال‪ ،‬بل سنوات ‪ -‬وعواصف بك�ى أخرى َّتم النجاة منها‬ ‫لقد تطلب المر‬ ‫ً‬ ‫للتق� من هذا الصوت أ‬ ‫ين‬ ‫العمق‪ .‬كان فقدان صديقي هو‬ ‫أ‬ ‫ب� العديد من العواصف ت ض‬ ‫الول من ي ن‬ ‫مرك� ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ال� �بت ب ي‬ ‫أ‬ ‫ال ي ن‬ ‫عاما الماضية‪ .‬كانت هناك حوادث أخرى‪ ،‬وأمراض‬ ‫ربع� ً‬ ‫مخيفة أخرى‪ ،‬اجتاحت َمن أحببتهم‪ .‬كانت هناك مائة يوم‬ ‫آ‬ ‫ت ن‬ ‫تع�‬ ‫عما إذا كانت‬ ‫مخيبة للمال عندما تساءلت ّ‬ ‫خدم� ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫تقدم‪ ،‬ما إذا كان‬ ‫أي ّ‬ ‫�ء‪ ،‬ما إذا كان من الممكن إحراز ّ‬ ‫أي ي‬ ‫ف‬ ‫البعض ممن هم بجواري ي� القارب قد تخلوا عن ثقتهم‬ ‫ورجائهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ما زلنا نَ ُبعد ِإ َل ال ُْع ْم ِق‪ ،‬ونلقي شباكنا‪،‬‬ ‫ين‬ ‫البح�ة مرات عديدة‬ ‫ونجد أنفسنا‬ ‫مندهش� من الفرح‪ .‬يقوم هذا القارب بعبور ي‬ ‫آ‬ ‫ لمشاهدة المخلّص وهو ال يزال يطعم الالف من خالل كلمته؛ لرؤية لمسته‬‫الشافية تنتقل من خالل مئات أ‬ ‫اليادي المدربة؛ لرؤية المتجددين يدفنون ف ي� الماء‪،‬‬ ‫قامون مرة أخرى إىل حياة أفضل‪.‬‬ ‫ومن ثم يُ ُ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫الليال ما زالت الرياح تعصف‪ ،‬والمواج ت�ب كنيسة هللا الباقية‬ ‫و� بعض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ين ت‬ ‫البح�ة‪ .‬سيبدو القارب‬ ‫بكل غضب‬ ‫ال� أرسلها يسوع ذات مرة لتسقط ي� ي‬ ‫الشياط� ي‬ ‫ممتلئا أ‬ ‫باللم عندما نكتشف مدى كُره الشيطان لمركبة الصيد هذه‪ .‬وسنحتاج‬ ‫ً‬ ‫أبدا‪ ،‬وهو الذي‬ ‫لتذك� بعضنا ً‬ ‫إىل بعضنا ً‬ ‫بعضا ‪ -‬بأن هناك ربًا لم تي�كنا ً‬ ‫بعضا ‪ -‬ي‬ ‫"اسك ُْت! ِابْك َْم‪".‬‬ ‫سينهض‬ ‫وقت االضطرابات أليأمر مرة أخرى‪ْ ،‬‬ ‫استمروا ف‬ ‫الصدقاء‪ ،‬واستمروا ف� التجديف عند الحاجة‪ .‬ت‬ ‫سيأ�‬ ‫أيها‬ ‫بحار‪،‬‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ي إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أخ�ا‪.‬‬ ‫سكون عظيم – فهناك‬ ‫مرفأ أبدي ومبهج نحوه سيقود الرب سفينته ي ً‬ ‫ابقوا ف ي� النعمة‪ .‬ابقوا ف ي� القارب‪.‬‬

‫ت‬ ‫ال� يمكن مشاركتها ف ي� اجتماع العبادة الخاص بفريق عمل المجلة صباح كل يوم أربعاء‪ .‬ارسل ِطلباتك إىل‪:‬‬ ‫الصالة‪ ،‬ونرحب ِبطلبات َّ‬ ‫نحن نؤمن بقوة َّ‬ ‫الصالة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫معا ي� الكرازة عن اق�اب ملكوت هللا‪.‬‬ ‫وص ٍّل ِمن أجلنا إذ نعمل ً‬ ‫‪َ prayer@adventistworld.org‬‬ ‫‪2‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬


‫موجز أ‬ ‫الخبار‬

‫النفس‬ ‫التخدير‬ ‫ي‬

‫ال� يشعر بها أ‬ ‫ت‬ ‫الفراد عند مواجهة كارثة ساحقة‪ .‬كما أشار كارلوس‬ ‫وهو ما ي‬ ‫يش� إىل الالمباالة ي‬ ‫فايارد‪ ،‬أ‬ ‫النفس بالجامعة‪" :‬نميل إىل‬ ‫الستاذ المشارك بجامعة لوما ليندا ورئيس قسم الطب‬ ‫ي‬ ‫’االنفصال‘ عاطفيا‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬عند مراقبة أ‬ ‫الشخاص ف ي� وحدات العناية المركزة أو ف ي�‬ ‫ً‬ ‫أكداس من الصناديق الجاهزة للدفن‪".‬‬

‫"إنها ليست معلومات بل‬ ‫تحول‪ .‬إنه ليس موضو ًعا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بل ت ز‬ ‫ال� ًاما‪ ،‬عزيمة‪ ،‬قر ًارا‪.‬‬ ‫إنه أسلوب حياة‪ ،‬حياة‬ ‫مدفوعة بالصالة "‪.‬‬

‫ً‬ ‫مسجل الذين‬ ‫—ساو صموئيل‪ ،‬رئيس قسم جنوب آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬ف ي� حديثه إىل ‪١,٠٨٣‬شابًا‬ ‫ف‬ ‫ت ض‬ ‫"سأصل" الذي يركز عىل الصالة‪.‬‬ ‫ا� بعنوان‬ ‫ي‬ ‫اجتمعوا ي� مؤتمر اف� ي‬

‫"المدرسة هي عامل‬ ‫قوي للكرازة‪ ،‬ألن‬ ‫التعليم والفداء هما‬ ‫ش‬ ‫ال�ء‪".‬‬ ‫نفس ي‬

‫—شارلز أساندي‪ ،‬مدير ت‬ ‫ال�بية ف ي� الكنيسة‬ ‫أ‬ ‫الدفنتستية ف ي� كوت ديفوار‪ ،‬يعلق عىل عمل‬ ‫ين‬ ‫للمتطوع� الدولية لبناء‬ ‫منظمة ماراناثا‬ ‫ف‬ ‫الكنائس والمدارس ي� البالد‪.‬‬

‫‪830‬‬

‫هو عدد العائالت من نيغرو أكسدانتال ف ي�‬ ‫وسط ي ن‬ ‫الفلب� ومن الناو دال نورت ف ي� جنوب‬ ‫ين ت‬ ‫ال� تلقت مساعدات نقدية من وكالة‬ ‫الفلب� ي‬ ‫أ‬ ‫والغاثة (‪ )ADRA‬بعد‬ ‫الدفنتست للتنمية إ‬ ‫هطول أمطار غزيرة عىل أ‬ ‫الجزاء الوسطى‬ ‫والجنوبية من البالد‪ ،‬مما تسبب ف ي� فيضانات‬ ‫شخصا‪.‬‬ ‫شديدة أثرت عىل ما يقرب من ‪٩٥,٠٠٠‬‬ ‫ً‬

‫‪500,000‬‬

‫ت‬ ‫ال� بت�عت بها وكالة‬ ‫هو عدد أقنعة الوجه ي‬ ‫أ‬ ‫والغاثة (‪ )ADRA‬إىل جامعة‬ ‫الدفنتست للتنمية إ‬ ‫السي�ا ف ي� ريفرسايد‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬الواليات‬ ‫ي‬ ‫المتحدة‪ ،‬ت‬ ‫ح� تتمكن المؤسسة التعليمية‬ ‫أ‬ ‫الدفنتستية من المساعدة ف ي� منع انتشار يف�وس‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كوفيد ‪ ١٩-‬داخل مجتمعها‪ .‬ي� اليام ش‬ ‫الع�ين‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الثا�‪ /‬يناير ‪ ،٢٠٢١‬أكدت‬ ‫الوىل من كانون ي‬ ‫ث‬ ‫مقاطعة ريفرسايد وحدها أك� من ‪ ٢٢٨,٠٠0‬حالة‬ ‫إيجابية و‪ ٢,٣٠٠‬حالة وفاة‪ .‬سيتم تنسيق توزيع‬ ‫القنعة من قبل كلية السي�ا أ‬ ‫أ‬ ‫للعمال إىل جانب‬ ‫ي‬ ‫طالب من برنامج "‪."Enactus‬‬

‫‪Photo: Darla Martin Tucker, La Sierra Public Relations‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪3‬‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫تأجيل جلسة المجمع‬ ‫العام للمرة الثانية‬

‫الخمس‬ ‫فتم تحديد موعد الحدث‬ ‫ي‬ ‫� ت‬ ‫الف�ة من ‪ ٦‬إىل ‪ ١١‬يونيو ‪.٢٠٢٢‬‬ ‫ي‬

‫بقلم آن وفريق مجلة أدفنتست وورلد‬

‫صوت‬ ‫للمرة الثانية خالل ‪ ١٠‬أشهر‪َّ ،‬‬ ‫أ‬ ‫أعضاء اللجنة التنفيذية لكنيسة الدفنتست‬ ‫حول العالم لتأجيل الجلسة الخمسية‬ ‫وال� كان من المقرر عقدها �ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫للطائفة‪ ،‬ي‬ ‫أواخر حزيران‪/‬يونيو ‪ ،٢٠٢٠‬بسبب التحديات‬ ‫الناشئة عن وباء كوفيد‪.١٩-‬‬ ‫لقد ض‬ ‫ح� أعضاء اللجنة التنفيذية من‬ ‫جميع أنحاء العالم الجلسة ت‬ ‫االف�اضية‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثا�‪ /‬يناير‬ ‫بع� تطبيق زووم ي� ‪ ١٢‬كانون ي‬ ‫‪ ،٢٠٢١‬حيث استمعوا إىل تقارير من إدارة‬ ‫ومسؤول الصحة ف ي�‬ ‫الكنيسة العالمية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الكنيسة‪ ،‬ومنسقي الخدمات اللوجستية‪،‬‬ ‫ن‬ ‫القانو�‪ .‬ناقش القادة جدوى‬ ‫والمستشار‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫االل�ام بمواعيد جلسات العمل المخطط‬ ‫لها ف� ت‬ ‫الف�ة الممتدة ي ن‬ ‫ب� ‪ ٢٠‬و‪ ٢٥‬أيار‪ /‬مايو‬ ‫ي‬ ‫‪ ،٢٠٢١‬ف ي� إنديانابوليس‪ ،‬إنديانا‪ ،‬الواليات‬ ‫ت‬ ‫وال� سبق أن وافقت عليها نفس‬ ‫المتحدة‪ ،‬ي‬ ‫الهيئة‪.‬‬ ‫أقنع استمرار جائحة كوفيد ‪١٩-‬العالمي‬ ‫الف َّتاك وآثاره الدائمة عىل الصحة العامة‬ ‫التأش�ات الدولية الهيئة‬ ‫والسفر وتوافر‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫الدولية بتأجيل الجلسة ح� الف�ة‬ ‫الممتدة من ‪ ٦‬إىل ‪ ١١‬حزيران‪/‬يونيو ‪٢٠٢٢‬‬ ‫ت‬ ‫صوت‬ ‫ف ي� إنديانابوليس ً‬ ‫ال� ّ‬ ‫أيضا‪ .‬أالخطة ي‬ ‫عليها قادة الكنيسة والعضاء المختارون‬ ‫تؤجل آ‬ ‫الن موعد جلسة العمل الخمسية‬

‫للطائفة لما يقرب من ي ن‬ ‫عام� من الموعد‬ ‫المحدد ف� أ‬ ‫الصل‪ ،‬وذلك وفقًا لما يسمح به‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫دستور الكنيسة الدفنتستية‪.‬‬ ‫س‬ ‫بدأ رئيس المجمع العام تيد إن ي‬ ‫ويلسون‪ ،‬الذي ترأس اللجنة‪ ،‬االجتماع‬ ‫ين‬ ‫ساعت� بتحديد عملية جمع‬ ‫الذي استمر‬ ‫ت‬ ‫ال� قدمت التوصيات‬ ‫البيانات والمناقشة ي‬ ‫الدارية للكنيسة‪ .‬قال ويلسون‪:‬‬ ‫إىل الهيئة إ‬ ‫"كان فريق من العمال يعمل بجد‪ .‬لقد‬ ‫قمنا بمراجعة أ‬ ‫الشياء بعناية‪ ،‬خاصة مع‬ ‫أولئك الذين يتعاملون مع إدارة الجلسات‬ ‫والتخطيط‪".‬‬ ‫وأضاف ويلسون أن التوصيات ت‬ ‫تأ�‬ ‫ي‬ ‫بطريقة إجماع من مجموعات مختلفة‪،‬‬ ‫بما ف� ذلك رؤساء أ‬ ‫القسام العالمية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والمهنيون الصحيون‪ ،‬وإدارة المخاطر‬ ‫أ‬ ‫الدفنتستية‪ ،‬ومكتب المستشار العام‪،‬‬ ‫الدفنتست آ‬ ‫وقادة كنيسة أ‬ ‫الخرين‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫ت‬ ‫تأ� ش‬ ‫مبا�ة من القادة‬ ‫"هذه ليست توصية ي‬ ‫الثالثة الكبار ف ي� المجمع العام‪ .‬هذا ما‬ ‫توفر لدينا من العديد من المعلومات‬ ‫والمستشارين‪".‬‬

‫التحديات الحالية‬ ‫قدم ويلسون أولئك الذين سيقدمون‬ ‫ّ‬ ‫خلفية وسياق التحديات الحالية والمتوقعة‬

‫يستخدم المندوبون بطاقات التصويت الخاصة بهم أثناء أحد‬ ‫جلسات العمل ف ي� جلسة المجمع العام‬ ‫ف ي� سان أنطونيو‪ ،‬تكساس‪ ،‬الواليات المتحدة‪ ،‬عام ‪.2015‬‬ ‫‪Photo: Seth Shaffer‬‬

‫‪4‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫ت‬ ‫ال� يفرضها الوباء المستمر‪.‬‬ ‫ي‬ ‫شارك ت‬ ‫بي� الندليس‪ ،‬مدير خدمات‬ ‫أ‬ ‫الصحة ف ي� كنيسة الدفنتست حول العالم‪،‬‬ ‫إحصاءات كوفيد‪ ١٩-‬الحالية والمخاوف‬ ‫بشأن ُ ض‬ ‫قدما والسماح بحضور هذا‬ ‫� ً‬ ‫الم ي‬ ‫نظرا‬ ‫التجمع ي‬ ‫الكب� لجلسة المجمع العام‪ً .‬‬ ‫الرتفاع أعداد العدوى‪ ،‬إىل جانب ساللة‬ ‫جديدة ث‬ ‫أك� عدوى وعدوانية‪ ،‬قال الندليس‬ ‫توص‬ ‫إنه لزام عىل خدمة الصحة أن ي‬ ‫بتأجيل جلسة المجمع العام‪.‬‬ ‫خ�اء‬ ‫قال الندليس‪" :‬لقد كنا نتشاور مع ب‬ ‫ين‬ ‫دولي�‪ ،‬آخذين ف ي� االعتبار االحتياجات‬ ‫واالهتمامات‪ .‬تعتقد إدارة خدمات الصحة‬ ‫ف ي� المجمع العام أنه من الحكمة ومن‬ ‫العمل تأجيل جلسة المجمع العام إىل‬ ‫ي‬ ‫عام ‪ ،٢٠٢٢‬ف ي� ظل هذا الوقت الصعب‬ ‫وبقلب حزين يقدم المرء هذه التوصية‪.‬‬ ‫ت‬ ‫تأ� هذه التوصية ألنه يبدو أنه‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ي‬ ‫ليس هناك من بديل عنها"‪.‬‬ ‫حددت ُمخطِّطة اجتماعات المجمع‬ ‫ش�ي كليمر‪ ،‬بعض التحديات‬ ‫العام‪ ،‬ي‬ ‫ت‬ ‫للمندوب�ن‬ ‫كب�‬ ‫ي‬ ‫ال� تواجه اجتماع ي‬ ‫الحالية ي‬ ‫من جميع أنحاء العالم‪ .‬وأشارت إىل‬ ‫تأش�ة الزيارة‬ ‫صعوبات الحصول عىل ي‬ ‫ومتطلبات الحجر الصحي‪ ،‬خاصة َلمن‬ ‫يستخدمون وسائل النقل العام ومحطات‬ ‫النقل المحورية‪.‬‬ ‫أوضح جي ت ي� نغ‪ ،‬السكر يت� التنفيذي‬ ‫لكنيسة أ‬ ‫الدفنتست العالمية‪ ،‬أن دستور‬ ‫حاليا بالمشاركة‬ ‫المجمع العام ال يسمح ً‬ ‫ال ت‬ ‫لك�ونية ف ي� جلسة المجمع العام‪.‬‬ ‫إ‬ ‫بعد مناقشة ما تم تقديمه‪ ،‬طُرحت‬ ‫بتغي� مواعيد جلسة المجمع‬ ‫التوصية ي‬ ‫العام إىل يونيو ‪ ٢٠٢٢‬للتصويت عن طريق‬ ‫االق�اع إ ت ن‬ ‫و�‪ .‬وقد تم تمرير ت‬ ‫ت‬ ‫االق�اح‬ ‫اللك� ي‬ ‫بأغلبية ‪ ١٨٥‬صوتًا مقابل ‪.٩‬‬


‫أ‬ ‫الخبار ف ي� العمق‬

‫العالم‪ ،‬نجاح جديد ف ي� كافة‬ ‫التبش� بع� وسائل إ‬ ‫ي‬ ‫أنحاء ش�ق ووسط إفريقيا‬ ‫ت‬ ‫باها�‪ ،‬قسم ش�ق ووسط إفريقيا‪ ،‬وفريق مجلة أدفنتست وورلد‬ ‫بقلم برانس ي‬

‫ت‬ ‫باها�‪ ،‬قسم ش�ق ووسط‬ ‫بقلم برانس ي‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وفريق مجلة أدفنتست وورلد‬ ‫وفقًا آلخر التقارير‪ ،‬تم تعميد ث‬ ‫أك� من‬ ‫ت ض‬ ‫ا�‬ ‫شخصا من خالل‬ ‫‪٣٤,٠٠٠‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫التبش� االف� ي‬ ‫نجل�ية �ف‬ ‫ف‬ ‫ال ي ز‬ ‫ي� خمس دول ناطقة باللغة إ‬ ‫ي‬ ‫قسم ش�ق ووسط إفريقيا‪ .‬هذا الرقم هو‬ ‫التبش� ت‬ ‫ال� أجريت من‬ ‫نتيجة الجهود‬ ‫ي‬ ‫ية ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫العالم الدفنتستية ي� كينيا‬ ‫خالل وسائل إ‬ ‫نز‬ ‫وت�انيا وأوغندا وإثيوبيا وجنوب السودان‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ول‪ ،‬حشد القسم وسائل‬ ‫ي� التخطيط ال ي‬ ‫العالم المملوكة للكنيسة لهذه المبادرة‬ ‫إ‬ ‫التبش�ية‪ .‬لكن رسعان ما أدرك القادة أنهم‬ ‫ي‬ ‫لم يكونوا عىل قدر المسؤولية بسبب القيود‬ ‫اللوجستية والمالية‪ .‬منعتهم التحديات‬ ‫المالية من تغطية مناطق واسعة أو من‬ ‫وجود اتصال ت‬ ‫إن�نت مناسب لبث الرسالة‬ ‫عىل الهواء ش‬ ‫باليمان‪ ،‬وجهت لجنة‬ ‫مبا�ة‪ .‬إ‬ ‫العالم يغ�‬ ‫القيادة دعوات إىل وسائل إ‬ ‫أ‬ ‫الدفنتستية ف ي� المنطقة‪ .‬قام العديد منهم‬ ‫ببث الحملة دون فرض رسوم عىل ذلك‪.‬‬ ‫قال جويل أوكيندوه‪ ،‬منسق الكرازة‬ ‫ف ي� قسم ش�ق ووسط إفريقيا‪ ،‬ف ي� تقريره‪،‬‬ ‫ن‬ ‫"إن� أقدر‬ ‫إنه اندهش مما فعله الرب‪ .‬ي‬

‫تز‬ ‫دورا ف ي� دعوة الناس‬ ‫ال�ام كل من لعب ً‬ ‫لقراءة رسائل الخالص أو االستماع إليها أو‬ ‫مشاهدتها‪ ".‬وأضاف أوكيندوه‪" :‬قبل كل‬ ‫ش‬ ‫�ء‪ ،‬أحمد هللا عىل قيادته للقسم إىل‬ ‫ي‬ ‫هذه الطريقة الجديدة للكرازة أثناء جائحة‬ ‫كوفيد‪".١٩-‬‬ ‫ال ي ز‬ ‫نجل�ية هي‬ ‫اللغة‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫عىل‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫اللغة الساسية‪ ،‬فقد تمت ترجمة الرسالة إىل‬ ‫أك� عدد ممكن‬ ‫لهجات مختلفة للوصول إىل ب‬ ‫من الناس‪ .‬كان موضوع الحملة هو "أعظم‬ ‫من منترصين‪ ".‬وكان المتحدثان هما أ‬ ‫ال ي ن‬ ‫م�‬ ‫التنفيذي لقسم ش�ق ووسط إفريقيا‪ ،‬آالن‬ ‫كورال‪ ،‬وزوجته ي ن‬ ‫كارول�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وتعليقًا عىل موضوع السلسلة‪ ،‬ذكَّر‬ ‫ين‬ ‫المستمع� بهويتهم ف ي� المسيح‪.‬‬ ‫كور يال‬ ‫قال كور يال‪" :‬يجب أن نرتفع فوق تحديات‬ ‫ت‬ ‫ال� يحاول العالم أن‬ ‫هذه الحياة والقيود ي‬ ‫ن‬ ‫إن� أُحث الجميع عىل إيجاد‬ ‫يفرضها علينا‪ .‬ي‬ ‫هويتهم ف ي� المسيح‪ ،‬الذي يُمكّن أوالده من‬ ‫أن يكونوا منترصين‪".‬‬ ‫وفقًا لكور يال‪ ،‬ساعدت جائحة كوفيد‬ ‫ف‬ ‫هز شعب هللا من سباتهم الروحي‪،‬‬ ‫‪ ١٩‬ي� ّ‬‫ف‬ ‫بالنجيل‪.‬‬ ‫ودعاهم إىل االنخراط ي� الكرازة إ‬

‫"أعظم من منترصين"‬ ‫التبش�ية‬ ‫المتحدثان ف ي� السلسلة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫كورال (جهة اليسار)‬ ‫كارول� وآالن‬ ‫ي‬ ‫مع المضيف نايت ابوتو‪.‬‬

‫تبش�ية ت‬ ‫اف�اضية بع� وسائل‬ ‫نجاح سلسلة ي‬ ‫إعالمية ف ي� خمس دول ناطقة باللغة‬ ‫ال ي ز‬ ‫نجل�ية ينتج عنها آالف المعموديات‪.‬‬ ‫إ‬

‫ف‬ ‫"إن وسائل‬ ‫ي� هذا السياق‪ ،‬قال كور يال‪ّ :‬‬ ‫العالم هي أفضل أداة ف ي� الوقت الراهن"‪.‬‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫بالحديث عن رعاية العضاء الجدد‬ ‫ين‬ ‫المستمع�‬ ‫واالحتفاظ بهم‪ ،‬ذكّر كور يال‬ ‫واحدا‪ ،‬وال تخرس‬ ‫بشعار القسم‪" :‬اربح ً‬ ‫ئ‬ ‫النها�‪.‬‬ ‫أحدا‪" ".‬المعمودية ليست الهدف‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫حقيقي�‬ ‫دعوتنا هي أن نصنع تالميذً ا‪ ،‬أتبا ًعا‬ ‫للمسيح‪ "،‬كما شدد عىل دعوة الجماعات‬ ‫ين‬ ‫المؤمن� الجدد ف ي�‬ ‫المحلية إىل تثبيت‬ ‫المسيح من خالل دراسة الكتاب المقدس‬ ‫والخدمة النشطة‪.‬‬ ‫خالل السنوات الخمس الماضية‪ ،‬نما‬ ‫كب�‪،‬‬ ‫قسم ش�ق ووسط إفريقيا بشكل ي‬ ‫عضوا‪ .‬وصف رئيس‬ ‫ليتجاوز ‪ ٤,٥‬مليون ً‬ ‫تنمية الطفولة المبكرة‪ ،‬بالسيوس روجوري‪،‬‬ ‫ذلك بأنه "معجزة من هللا"‪ ،‬وقد إنه ينسب‬ ‫هذا النمو إىل اتِّباع أسلوب المسيح ف ي� تلبية‬ ‫احتياجات الناس‪ .‬وقد قال‪" :‬لقد رأيت‬ ‫أن أعضاء الكنيسة متعطشون لخدمة‬ ‫آ‬ ‫الخرين"‪.‬‬ ‫وفقًا لروغوري‪ ،‬عمل أعضاء الكنيسة‬ ‫مع قادتهم لتلبية االحتياجات‪" .‬لقد لمس‬ ‫أعضاء كنيستنا ومؤسساتنا االحتياجات‬ ‫الحقيقية للناس من خالل توزيع الطعام‬ ‫عىل الجياع والمالبس عىل العراة والماعز‬ ‫أ‬ ‫والبقار عىل المجتمع‪ .‬وقاموا بزيارات‬ ‫حنونة ض‬ ‫للمر� ف ي� المستشفيات‪ .‬لقد سمحنا‬ ‫هلل أن يقودنا‪ ،‬والنتائج لم تفاجئ العالم‬ ‫فحسب‪ ،‬بل أدهشتنا نحن أنفسنا"‪.‬‬ ‫قرر قادة قسم ش�ق ووسط إفريقيا‬ ‫االستفادة من الفرص العالمية للتبش� �ف‬ ‫إ‬ ‫ي ي‬ ‫بداية جائحة كوفيد‪ ،١٩-‬عندما أصبح من‬ ‫الواضح أن التجمعات الشخصية أصبحت‬ ‫مستحيلة‪ .‬أُجريت السلسلة التبش�ية أ‬ ‫الوىل‬ ‫ي‬ ‫ف ي� جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول‬ ‫أخرى ناطقة بالفرنسية‪ .‬ذكر القادة أن ث‬ ‫أك�‬ ‫شخصا قد اعتمدوا‪.‬‬ ‫من ‪٣٠,٠٠٠‬‬ ‫ً‬

‫‪Photo: East-Central Africa Division‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪5‬‬


‫نظرة عالمية‬

‫التط ّلع‬ ‫أ‬ ‫إىل المام‬ ‫س�شدنا‬ ‫المسيح ي ُ‬ ‫إىل الطريق‬

‫‪6‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫أبدا ‪-‬‬ ‫من المؤكد أن سنة ‪ ٢٠٢٠‬لن تُنىس ً‬ ‫مع انتشار الجائحة العالمية واالضطراب‬ ‫االجتماعي والكوارث الطبيعية وعدم‬ ‫وغ� ذلك‪.‬‬ ‫االستقرار‬ ‫السياس واالقتصادي ي‬ ‫ي‬ ‫الكث� منا سعداء برمي هذا العام‬ ‫كان ي‬ ‫وراء ظهورنا‪ .‬لكن هل يمكننا توقع ما هو‬ ‫أفضل ف ي� عام ‪٢٠٢١‬؟ لم نكن نعرف‪ ،‬منذ‬ ‫عام واحد فقط‪ ،‬ما ستجلبه أ‬ ‫الشهر الـ ‪١٢‬‬ ‫الماضية‪ .‬لم يكن أحد يتوقع كيف كانت‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫ستتغ� برسعة بالنسبة لنا‬ ‫الحياة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وماذا عن الكنيسة؟ كيف نجونا من‬ ‫عاصفة ‪ ،٢٠٢٠‬وماذا يمكن أن نتوقعه �ف‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يسعد� أن أبلغكم أنه عىل‬ ‫المستقبل؟‬ ‫ي‬ ‫الرغم من التحديات العديدة ف ي� العام‬ ‫ض‬ ‫الما�‪ ،‬إال أن رسالة هللا قد استمرت ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ُدما من خالل روحه‪.‬‬ ‫الم� ق ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مع انتشار جائحة كورونا ي� جميع‬ ‫أنحاء العالم ف ي� أوائل عام ‪ ،٢٠٢٠‬تم‬ ‫إغالق الكنائس والمدارس وأماكن العمل‬ ‫والمجتمعات والبلدان بأكملها ف ي� محاولة‬ ‫لوقف انتشاره‪ .‬مع القيود المفروضة‪ ،‬لم‬ ‫يعد بإمكاننا التجمع ف ي� الكنائس لمدرسة‬ ‫السبت‪ ،‬وخدمات العبادة‪ ،‬ومشاركة‬ ‫الطعام؛ لم يعد بإمكان الشبيبة االلتقاء‬ ‫ف� اجتماعات الشبيبة أ‬ ‫الدفنتستية؛ لم‬ ‫ي‬ ‫يعد بإمكان الكشافة والمغامرون االستمتاع‬ ‫بمعسكراتهم وأنشطتهم أ‬ ‫الخرى‪ .‬لم يعد‬ ‫التبش�ية‬ ‫من الممكن عقد االجتماعات‬ ‫ي‬ ‫الكب�ة ف� أ‬ ‫الماكن العامة‪ ،‬وكان ال بد من‬ ‫ي ي‬ ‫إعادة النظر ف ي� العديد من برامج التوعية‬ ‫ال�امج العامة‪.‬‬ ‫وغ�ها من ب‬ ‫الصحية ي‬

‫عمل هللا يستمر‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬استمر عمل هللا‪ .‬بفضل‬ ‫والبداع‪ ،‬فكَّر قادة وأعضاء الكنيسة‬ ‫الطاقة إ‬ ‫ف‬ ‫عىل حد سواء ي� طرق جديدة ومبتكرة‬ ‫لمواصلة شن� كلمة هللا والجمع ي ن‬ ‫ب� شعبه‬ ‫بطرق متنوعة‪.‬‬ ‫سلسلة من رسائل الفيديو المصورة‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫بعنوان "عزيزي يف�وس فكورونا‪ "،‬ي‬ ‫ابتكرها قادة االتصاالت ي� أوروبا ورسعان ما‬

‫‪Photo: Ricardo Gomez Angel‬‬


‫تُرجمت إىل العديد من اللغات وأرسلت ف ي�‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ .‬تم استخدام وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي بطريقة يغ� مسبوقة‬ ‫لرسال رسائل أ‬ ‫المل والتشجيع‪ .‬تحدث‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫رؤساء القسام مبا�ة إىل العضاء داخل‬ ‫أراضيهم من خالل رسائل الفيديو المليئة‬ ‫بالغذاء الروحي‪ .‬بدأت الكنائس المحلية‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫المبا�‬ ‫ال� لم تفكر من قبل ف ي� البث‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫لخدماتها ي� التدفق‪ .‬تم نقل االجتماعات‬ ‫ال تن�نت‪ ،‬حيث كان‬ ‫التبش�ية بع� إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫يشاهدها ش‬ ‫ع�ات الالف من الشخاص كل‬ ‫ليلة‪ .‬رسعان ما كانت الجوقات ت‬ ‫االف�اضية‬ ‫كب� بع�‬ ‫تقدم موسيقى تحظى بتقدير ي‬ ‫ال تن�نت‪ .‬وصلت المدونات الصوتية إىل‬ ‫إ‬ ‫توف� برامج‬ ‫الكث�ين برسائل الرجاء‪ .‬تم ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫إبداعية للطفال والشبيبة ‪ -‬بما ي� ذلك‬ ‫برامج مدرسة السبت‪ ،‬ومدارس الكتاب‬ ‫المقدس المنعقدة خالل العطالت‪،‬‬ ‫وح� معسكرات الشبيبة ت‬ ‫ت‬ ‫االف�اضية ‪ -‬بع�‬ ‫ال تن�نت‪ .‬تم استخدام تطبيق زووم‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ومنصات مماثلة ي� اجتماعات المجموعات‬ ‫والكب�ة‪.‬‬ ‫الصغ�ة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أيضا أنه ي� العديد من‬ ‫نحمد هللا ً‬ ‫المجاالت‪ ،‬كانت الخدمة الفردية قادرة‬ ‫عىل االستمرار‪ ،‬مع مراعاة احتياطات‬ ‫السالمة المناسبة‪ ،‬بالطبع‪ .‬واصلت وكالة‬ ‫أ‬ ‫الغاثة‬ ‫والغاثة الدفنتستية تقديم إ‬ ‫التنمية إ‬ ‫ت‬ ‫ال� تشتد الحاجة إليها‪ ،‬للعديد‬ ‫"‪ ،"ADRA‬ي‬ ‫من المجتمعات الضعيفة‪ .‬قدمت العديد‬ ‫من الكنائس المحلية الطعام لمن هم‬ ‫ف ي� َأم ِّس الحاجة إليه‪ .‬وواصل ش‬ ‫المب�ون‬ ‫الطبيون ف� الخطوط أ‬ ‫المامية عملهم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المهم المتمثل ي� خدمة المر� وتقديم‬ ‫تثقيف صحي ممتاز‪.‬‬ ‫هذه ليست سوى بعض من الطرق‬ ‫ت‬ ‫الثم�ن‬ ‫ال� يستخدمها شعب هللا ي‬ ‫فالعديدة ي‬ ‫وال�‪ ،‬والرجاء‪.‬‬ ‫ي� اعالن الحق‪ ،‬والمحبة‪ ،‬ب ِّ‬ ‫ووجه شعب هللا ف ي�‬ ‫لقد حفَّز الروح القدس َّ‬ ‫جميع أنحاء العالم الستخدام كل الوسائل‬ ‫الممكنة إلعالن رسالته الثمينة‪ .‬كم هو‬ ‫ح� خالل هذه أ‬ ‫رائع أن نعرف أنه ت‬ ‫الوقات‬

‫الصعبة كانت رسائل المالئكة الثالثة التزال‬ ‫تُعلَن حول الكرة العالم‪.‬‬

‫طرق جديدة‪ ،‬نفس الرسالة والمرسلية‬ ‫بالنظر إىل المستقبل‪ ،‬يمكننا أن ئن‬ ‫نطم�‬ ‫إىل أنه بغض النظر عما قد يحدث‪ ،‬فإن‬ ‫هللا سيوفر الطرق والوسائل لمرسليته‬ ‫لمواصلة التقدم‪ .‬سيستمر استخدام‬ ‫أ‬ ‫البداعية‬ ‫الكث� مما تعلمناه‪ ،‬والساليب إ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� استخدمناها خالل هذا الوباء‪ ،‬ف ي�‬ ‫أي‬ ‫اليام القادمة‪ .‬لقد منحتنا هذه الظروف‬ ‫ببساطة المزيد من الطرق للوصول إىل‬ ‫وتوف� فرص‬ ‫العالم من أجل المسيح ي‬ ‫الخدمة المستمرة‪.‬‬ ‫بينما قد تحتاج أساليبنا إىل التكيف مع‬ ‫المتغ�ة‪ ،‬تظل رسالتنا ومرسليتنا‬ ‫الظروف‬ ‫ي‬ ‫الموهوبة لنا من هللا كما هي ‪ -‬للوصول‬ ‫أ‬ ‫بالمل والشفاء إىل عالم متألم ومشوش‪،‬‬ ‫وإعالن رسائل المالئكة الثالثة‪ ،‬ودعوة‬ ‫الجميع لعبادة خالقهم‪ ،‬لقبول ِبره‬ ‫باليمان‪ ،‬واالستسالم له بشكل كامل‬ ‫إ‬ ‫ئ‬ ‫ونها�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إن رسالة هللا‪ ،‬تعاليمه الواردة ف ي� كلمته‪،‬‬ ‫الكتاب المقدس‪ ،‬خالدة‪ .‬لقد نجت من‬ ‫مر العصور‪.‬‬ ‫عواصف ال حرص لها عىل ّ‬ ‫الز ْه ُر‪َ .‬وأَ َّما ك َِل َمةُ ِإ ِله َنا‬ ‫"يَ ِب َس ال ُْع ْش ُب‪َ ،‬ذبُ َل َّ‬ ‫َفتثبت إ َل أ‬ ‫الَبَ ِد" (إشعياء ‪.)٨ :٤٠‬‬ ‫َُْ ُ ِ‬ ‫الصخْ ِر‬ ‫البناء عىل َّ‬ ‫ليس هناك شك لماذا يدعونا المسيح‬ ‫للبناء عىل الصخر‪ .‬قال يسوع‪ ،‬ف ي� ختام‬ ‫عظته عىل الجبل‪َ « :‬فك ُّ​ُل َم ْن يَ ْس َم ُع أَق َْو ِ يال‬ ‫هذ ِه َويَ ْع َم ُل ِب َها‪ ،‬أُ َش ِّب ُه ُه ِب َر ُجل َع ِاقل‪ ،‬بَ ن َ�‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص ْخ ِر‪ .‬ف َ َ​َ�ل ال َْمط َُر‪َ ،‬و َجا َء ِت‬ ‫بَ ْي َت ُه َعل َّ‬ ‫أ‬ ‫الريَ ُاح‪َ ،‬و َوق َ​َع ْت َع َل ذ ِلكَ‬ ‫ت‬ ‫الَنْ َه ُار‪َ ،‬و َه َّب ِ‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫َان ُم َؤ َّس ًسا َع َل‬ ‫ال َْب ْي ِت َفل َْم يَ ْس ُقطْ‪ ،‬لَنَّ ُه ك َ‬ ‫هذ ِه َوال َ‬ ‫الص ْخ ِر‪َ .‬وك ُّ​ُل َم ْن يَ ْس َم ُع أَق َْو ِ يال ِ‬ ‫َّ‬ ‫يَ ْع َم ُل ِب َها‪ ،‬يُ َش َّب ُه ِب َر ُجل َج ِاهل‪ ،‬بَ ن َ� بَ ْي َت ُه َعلَ‬ ‫الرمل‪ .‬ف ن زَ� َل الْمطَر‪ ،‬وجاءت أ‬ ‫الَنْ َه ُار‪َ ،‬و َه َّب ِت‬ ‫َّ ْ ِ َ َ َ ُ َ َ َ ِ‬ ‫َان‬ ‫الريَ ُاح‪َ ،‬و َص َد َم ْت ذ ِلكَ ال َْب ْي َت ف َ​َس َقطَ‪َ ،‬وك َ‬ ‫ِّ‬ ‫سقُوط ُ​ُه َع ِظ ًيما!» ت‬ ‫(م� ‪.)٢٧-٢٤ :٧‬‬ ‫ُ‬

‫بالنظر إىل‬ ‫المستقبل‪ ،‬يمكننا‬ ‫أن ئن‬ ‫نطم� إىل أنه‬ ‫بغض النظر عما‬ ‫قد يحدث‪ ،‬فإن‬ ‫هللا سيوفر الطرق‬ ‫والوسائل لمرسليته‬ ‫قدم‪.‬‬ ‫لمواصلة ال ّت ّ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫قدمت إلن هوايت هذه النصيحة ي‬ ‫جاءت ف ي� الوقت المناسب‪" :‬إن أوقاتًا‬ ‫نتفوه‬ ‫عصيبة تنتظرنا‪ ،‬ولكن دعونا ّأل ّ‬ ‫اليمان أو الفشل‪.‬‬ ‫بكلمة واحدة توحي بعد إ‬ ‫فلنتذكر أننا نحمل رسالة الشفاء إىل عالم‬ ‫ملء بالنفوس المريضة بالخطية‪* ".‬‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫أصدقا�‪ ،‬لقد مررنا بأوقات عاصفة‬ ‫ي‬ ‫العام ض‬ ‫الما�‪ ،‬ونعلم من كلمة هللا النبوية‬ ‫ي‬ ‫المؤكدة أن المزيد قادم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الذي وعد ً‬ ‫قائل‪« :‬ال َ أُ ْه ِملُكَ َوال َ أَتْ ُركُكَ »‬ ‫ن‬ ‫(ع� ي ن‬ ‫نب� عىل‬ ‫ب‬ ‫اني� ‪ ،)٥ :١٣‬يطلب م َّنا أن ي‬ ‫الص ْخ ِر‪ ،‬ثم نذهب ونصل إىل العالم من‬ ‫َّ‬ ‫أجله‪.‬‬ ‫س�شدنا إىل الطريق‪.‬‬ ‫هو َمن ي‬ ‫* إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬الخدمة المسيحية‪ ،‬صفحة ‪.145‬‬

‫س‪ .‬ويلسون هو رئيس كنيسة‬ ‫تيد ن‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫السبتي� ي� جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫ي‬ ‫تتوفر مقاالت وتعليقات إضافية من مكتب‬ ‫الرئيس عىل ت‬ ‫توي�‪ @pastortedwilson :‬وكذلك‬ ‫عىل الفيسبوك‪.@Pastor Ted Wilson :‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪7‬‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫بيل نوت‬

‫‪8‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬


‫العمر‪ ،‬وال‬ ‫ال ُ‬ ‫العرق‪،‬‬ ‫الصحة‪ ،‬وال ِ‬ ‫وال ث‬ ‫ال�وة‪ ،‬يمكن‬ ‫أن تحمينا من عدو‬ ‫صغ� ال يمكننا‬ ‫ي‬ ‫رؤيته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أطفال‪ ،‬بدا لنا أحيانًا كما لو أننا كنا نتحكم ف ي� العالم‪.‬‬ ‫عندما كنا‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫المحبوب� ‪ -‬ولكن‬ ‫قص�ة أمام أعيننا‪ ،‬واختفى أفراد الرسة‬ ‫ي‬ ‫رفعنا أصابع ي‬ ‫للحظة فقط‪.‬‬ ‫ضحكنا‪ ،‬وتوقف الكبار الذين يملؤون الغرفة عن انشغالهم بحديثهم‬ ‫ليضحكوا معنا بصخب‪.‬‬ ‫نبك‪ ،‬كان العالم يتوقف عن مساره الطبيعي‪ ،‬فيندفع الناس إىل‬ ‫وعندما كنا ي‬ ‫حملنا‪ ،‬أو تنظيفنا أو مواساتنا أو إطعامنا‪.‬‬ ‫صلينا من أجل القطط والجراء المفقودة‪ ،‬و ف ي(� الغالب) كانت تعود إىل‬ ‫نز‬ ‫النجيل‪ ،‬وعادوا‬ ‫الم�ل‪ .‬صلينا من أجل سالمة أولئك الذين ذهبوا لمشاركة إ‬ ‫بقصص تثبت جدوى صلواتنا‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫اعتقدنا أنه كانت هناك عالقة مبا�ة يب� ما نفعله وما يحدث من حولنا‪.‬‬ ‫صالح�‪ ،‬كانت الشمس ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫غاضب�‪،‬‬ ‫تخ�ق الغيوم‪ .‬عندما كنا‬ ‫عندما نكون‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫تس� من ي ئ‬ ‫س� إىل أسوأ‪.‬‬ ‫أناني�‪،‬‬ ‫غضب� ‪ -‬كانت المور ي‬ ‫ي‬ ‫رجس�‪ ،‬ي‬ ‫أ‬ ‫كانت الدراجات أو السيارات تتعطل بعد ظهر يوم الجمعة لننا لم نكن‬ ‫كاف ليوم السبت‪ .‬انكرست عالقات الصداقة ألنه ف ي� مكان‬ ‫مستعدين بشكل ٍ‬ ‫ت‬ ‫أبدا‪ .‬ف ي� الكون الذي عرفناه‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ف‬ ‫نع�‬ ‫لم‬ ‫خطيئة‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫ما‪ ،‬بطريقة ما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حدثت أشياء جيدة للشخاص الذين اتخذوا خيارات حكيمة وجيدة‪ .‬الشياء‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ال توصف ‪ -‬كانت تنتظر أولئك الذين عاشوا بدون‬ ‫السيئة ‪ -‬ال أشياء الفظيعة ي‬ ‫ش‬ ‫عما‬ ‫أخ�ا أنه "ل َْي َس بَ ٌّار َوال َ َو ِاح ٌد" ‪ -‬ال نحن‪ ،‬وال أنا ‪ -‬تساءلنا ّ‬ ‫ال�يعة‪ .‬لننا علمنا ي ً‬ ‫ت‬ ‫يش�‬ ‫الحظ�ة أو الحادث الذي حطم‬ ‫ال� أحرقت‬ ‫معصما كان ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫إذا كانت النار ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تعلن عن براءتنا المفقودة وخياراتنا البائسة‪.‬‬ ‫بطريقة ما إىل السماء ي‬ ‫ت‬ ‫كب� بحيث ال‬ ‫تأ� أحداث كونية خالصة وشاسعة بشكل ي‬ ‫ولكن بعد ذلك‪ ،‬ي‬ ‫يبدو أن أي ش�ء فينا يمكن أن يكون سببا فيها‪ .‬تقع االقتصادات الوطنية �ف‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المديونية‪ ،‬وتفقد العمالت قيمتها‪ .‬يسود الفساد حيث يجب أن تنهض العدالة‪،‬‬

‫‪Photo: Matt Hardy‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪9‬‬


‫ويبدو أن بوصلتنا أ‬ ‫الخالقية بكاملها قد‬ ‫بح�ة‬ ‫إرها� ما ي‬ ‫أصبحت معكوسة‪ .‬يهاجم ب ي‬ ‫نفطية تبعد ‪ ١٠,٠٠٠‬ميال عن المكان الذي‬ ‫نعيش فيه‪ ،‬وفجأة نجد صعوبة ف ي� ملء‬ ‫خزان الوقود‪.‬‬ ‫تندلع الحرائق ف ي� الغابات وتذوب الجبال‬ ‫أ‬ ‫عاص� بع� المحيطات‬ ‫الجليدية‪ .‬تدور ال ي‬ ‫الشاسعة‪ ،‬مستهدفة‪ ،‬عىل ما يبدو‪ ،‬تلك‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� سيكون فيها البؤس أعظم‪.‬‬ ‫الماكن ي‬ ‫يموت المرجان‪ ،‬وتختفي بعض السالالت‪،‬‬ ‫وتشاهد المدن الساحلية أبراجها الالمعة‬ ‫تستسلم الرتفاع مستوى البحار‪.‬‬ ‫جائحة عظيمة تجتاح العالم – تحمل‬ ‫وغ� ت‬ ‫المك� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ث�‪،‬‬ ‫معها‬ ‫الصالح�‪ ،‬ي‬ ‫ن‬ ‫والمؤمن� والملحدين‪ .‬ال العمر‪ ،‬وال‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫العرق‪ ،‬وال ال�وة‪ ،‬يمكن أن‬ ‫الصحة‪ ،‬وال ِ‬ ‫صغ� ال يمكننا رؤيته‪.‬‬ ‫تحمينا من عدو ي‬ ‫بف�وس كورونا لشخص‬ ‫ومع كل حالة وفاة ي‬ ‫نعرفه‪ ،‬لشخص نحبه‪ ،‬نرفع أعيننا الباكية‬ ‫إىل السماء ونتمتم ف ي� حزننا‪" ،‬أَ َما يَ ُه ُّمكَ أَنَّ َنا‬ ‫نَ ْه ِلكُ ؟"‬ ‫إن العواصف اليومية ف ي� القرن الحادي‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫والع�ين حقيقية بما فيه الكفاية‪ ،‬وقد‬ ‫أك� ث‬ ‫وأك� قتامة‬ ‫أدركنا أن هناك قوى ب‬ ‫ش‬ ‫�ء فعلناه‪ ،‬أو أي خيار‬ ‫ّ‬ ‫كمسبباتها من أي ي‬

‫ال يمكننا أن‬ ‫نرى فأن الذي‬ ‫نام ي� براءة له‬ ‫ين‬ ‫ب� يديه قدرة‬ ‫مطلقة‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫اتخذناه‪" .‬فَِإ َّن ُم َص َار َع َت َنا ل َْي َس ْت َم َع َد ٍم‬ ‫السالَ ِط ي ِ ن�‪،‬‬ ‫ؤَس ِاء‪َ ،‬م َع َّ‬ ‫الر َ‬ ‫َول َْح ٍم‪َ ،‬ب ْل َم َع ُّ‬ ‫الد ْه ِر‪َ ،‬م َع‬ ‫َم َع ُوال َ ِة ال َْعال َِم َع َل ُظل َْم ِة هذَ ا َّ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الس َم ِاو َّي ِات" (أفسس‬ ‫الر ِ‬ ‫وح َّي ِة ِ ي� َّ‬ ‫ال� ُّ‬ ‫أ َ ْج َن ِاد َّ ِّ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫والخائف�‬ ‫المرهق�‬ ‫‪ .)١٢ :٦‬مثل التالميذ‬ ‫الذين يتشبثون بقارب بصدد الغرق‪ ،‬ننتظر‬ ‫الص�‪"ِ :‬إ َل َم َت� َيا َر ُّب تَ ْن َس ِ ي نا�‬ ‫إ‬ ‫النقاذ بفارغ ب‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ك َُّل ال ِّن ْس َي ِان؟ ِإ َل َم َ� تَ ْح ُج ُب َو ْج َهكَ َع ِّ ي�؟‬ ‫إ َل م ت� أَجع ُل ُهم ف‬ ‫ْس َو ُح ْزنًا ِ ي ف�‬ ‫ِ َ​َ ْ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫وما ِ ي� نَف ِ ي‬ ‫َقلِ ب يْ� ك َُّل َي ْو ٍم؟ ِإ َل َم َت� َي ْرتَ ِف ُع َع ُد ِّوي َع ي َّ​َ‬ ‫ل؟"‬ ‫(مزمور ‪.)٢ ،١ :١٣‬‬ ‫وهناك‪ ،‬ف ي� مؤخرة قاربنا‪ ،‬يستلقي‬ ‫الشخص الذي تعلمنا أن نثق به‪ ،‬نائما �ف‬ ‫ً ي‬ ‫واليمان الراسخ‪.‬‬ ‫ال�اءة إ‬ ‫سبات ب‬ ‫كفانا جعل الرجال والنساء الكبار‬ ‫يرصون عىل أسنانهم‪ ،‬ألن لدينا كقاعدة ما‬ ‫ّ‬ ‫نسميه "إيماننا" أن الجميع مطلوب ف ي� زمن‬ ‫الزمة‪" .‬كل أ‬ ‫أ‬ ‫اليادي عىل ظهر السفينة"‪،‬‬ ‫هكذا يتم تفعيل شعار البحرية عندما‬ ‫تتطلب الكوارث كل الموارد ويكون االبحار‬ ‫ممكنا‪ .‬قد نتمتم‪ ،‬عىل أ‬ ‫القل بإمكان يسوع‬ ‫ً‬ ‫أن يفرغ معنا الماء‪ .‬يجب أن يحرس‬ ‫المجاديف‪ ،‬أو يسحب الصاري المكسور‪.‬‬ ‫باعتبار أننا نواجه حالة طارئة ف ي� حياتنا‪،‬‬ ‫فإننا ت‬ ‫نف�ض أنه يواجه حالة طارئة ف ي� حياته‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫هو ً‬ ‫ف‬ ‫نائما‪ -‬ال بل هو‪ ،‬ي� الواقع‪،‬‬ ‫لكنه ال يزال ً‬ ‫ت‬ ‫يس�يح ‪ -‬ف ي� القاع‪ ،‬ليس قاع القارب‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ولكن ي� راحة يدي أبيه السماوي‪ .‬وبينما‬ ‫ال� سيطعمها أ‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫والجساد‬ ‫يحلم بالالف ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� سيعيد إليها‬ ‫ال� سيشفيها والعيون ي‬ ‫ي‬ ‫برصها‪ ،‬نشعر بالعجز والذعر يتحوالن إىل‬ ‫سخط الذع‪ .‬نحن آ‬ ‫الن نفصح عما تجرأنا‬ ‫التفك� فيه‪" :‬أَ َما‬ ‫مرة واحدة فقط عىل‬ ‫ي‬ ‫يَ ُه ُّمكَ أَنَّ َنا نَ ْه ِلكُ ؟"‬ ‫عمل‪ ،‬يا يسوع‪ ،‬الذي أخرسه‪.‬‬ ‫"ها هو ي‬

‫كيف ستقتات ت‬ ‫عائل�؟ " "هذا هو الحي‬ ‫ي‬ ‫العصار‪ .‬كيف‬ ‫الذي أقطنه والذي دمره إ‬ ‫زوج� ال�ت‬ ‫يمكننا إعادة بنائه؟" "ها هي ت‬ ‫ي ي‬ ‫منحت� إياها ترقد آ‬ ‫الن ف ي� المستشفى بالكاد‬ ‫ني ّ‬ ‫تتنفس‪ ،‬وهي يغ� قادرة عىل التواصل (أو‬ ‫منحت� إياه يرقد آ‬ ‫ن‬ ‫الن‬ ‫ها هو زوجي الذي‬ ‫ي‬ ‫ف ي� المستشفى بالكاد يتنفس‪ ،‬وهو يغ� قادر‬ ‫عىل التواصل)‪".‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ُولدت من‬ ‫هذه هي السئلة ي‬ ‫الخوف‪ ،‬لكنها تبدو عاجلة وقاتلة‪ .‬يبدو‬ ‫اليمان ف ي� مثل هذه اللحظة أقرب‬ ‫أن إ‬ ‫ّ‬ ‫"إن هللا يساعد أولئك الذين‬ ‫إىل فكرة ّ‬ ‫يساعدون أنفسهم" (وأفكار أخرى يغ�‬ ‫كتابية)‪ .‬نحن نرص عىل أن الحلول ألزمتنا‬ ‫تكمن ف ي� الوسائل المتوفرة لدينا ‪ -‬ف ي� تثبيت‬ ‫القارب المقلوب‪ ،‬ف ي� افراغ المياه‪ ،‬ف ي� إبقاء‬ ‫المجاديف ف ي� أماكنها‪.‬‬ ‫ال يمكننا أن نتخيل ذاك (يسوع) الذي‬ ‫ينهض من راحته ليقف هناك ف ي� قارب‬ ‫تملؤه المياه ويدعو الرياح أ‬ ‫والمواج إىل‬ ‫الهدوء‪ .‬ال يمكننا أن نرى أن الذي نام ف ي�‬ ‫براءة لديه ي ن‬ ‫ب� يديه قدرة مطلقة‪ .‬إجابته‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تفوق خيالنا الغارق‪ ،‬لنه يتحكم ي� القوى‬ ‫اعت�ناها ث‬ ‫ت‬ ‫أك� فتكًا‪" :‬ما زالت‬ ‫ال� ب‬ ‫ذاتها ي‬ ‫أ‬ ‫المواج والرياح تعرف صوت الذي حكمها‬ ‫بينما كان يقيم ف� أ‬ ‫السفل‪ ١".‬إنه يعلم أن‬ ‫ي‬ ‫هذه العاصفة‪ ،‬رغم كونها مروعة‪ ،‬ليست‬ ‫ح� آ‬ ‫أك� عاصفة ستغزو أقدارنا ت‬ ‫الن‪.‬‬ ‫ب‬ ‫"سواء كان غضب البحر تقذفه العاصفة‬ ‫ين‬ ‫الشياط� أو الرجال أو أيا كان‪،‬‬ ‫أو‬ ‫أ‬ ‫ال يمكن لية مياه أن تبتلع السفينة‬ ‫حيث يستلقي سيد المحيطات أ‬ ‫والرض‬ ‫‪٢‬‬ ‫والسماء‪".‬‬ ‫أ‬ ‫والهدوء الذي يخلقه‪ ،‬وارتطام المواج‬ ‫الناعم عىل القارب الذي استقر فجأة‬ ‫تماما مثل العاصفة ال�ت‬ ‫هو أمر مفاجئ ً‬ ‫ي‬


‫ارتفعت من أخاديد أ‬ ‫وتدريجيا‬ ‫المواج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يهدأ أ‬ ‫اللم والتوتر ف ي� العضالت المشدودة‬ ‫والعقول المنكمشة‪ ،‬حيث يغلب علينا آ‬ ‫الن‬ ‫خوف جديد وصالح ‪ -‬أو أ‬ ‫بالحرى الرهبة ‪-‬‬ ‫الخوف الذي ت‬ ‫اع�ف به تلميذ آخر مضجر‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫"اخ ُر ْج ِم ْن َس ِفي َن ِ ي� َيا‬ ‫ي� قاع قارب آخر‪ْ :‬‬ ‫َر ُّب‪ ،‬ل أَ ي ِّن� َر ُج ٌل َخ ِاط ٌئ!" (لوقا ‪.)٨ :٥‬‬ ‫نشعر مرة أخرى بعدم استحقاقنا‬ ‫العميق ‪ -‬ليس ألننا السبب لكل ما حدث‪،‬‬ ‫وليس ألننا كأشخاص تسبب سلوكهم‬ ‫ي ئ‬ ‫الس� ف ي� حدوث عواصف هائلة ‪ -‬ولكن‬ ‫بسبب كم نحن محصورون بالنعمة‪ ،‬ح�ت‬ ‫ف ي� حاالت الطوارئ؛ وخاصة ف ي� حاالت‬ ‫الطوارئ‪( .‬يسوع) الذي شارك القاع المبلل‬ ‫ألحد القوارب مع ‪ً ١٢‬‬ ‫يائسا وخائفًا‬ ‫رجل ً‬ ‫ها هو آ‬ ‫السفل من‬ ‫الن يشاركك الجزء‬ ‫ي‬ ‫قاربك بينما تحدق أنت ف ي� حواجز المياه‬ ‫ف� عالم ال يزال يهدد بمزيد من أ‬ ‫المراض‬ ‫ي‬ ‫والعواصف‪.‬‬ ‫سوف تظل الوظائف تُفقد‪ ،‬وستختفي‬ ‫الحيوانات أ‬ ‫الليفة‪ .‬ستكون إعادة بناء‬ ‫المنازل والمجتمعات صعبة وبطيئة‪ ،‬ولن‬ ‫تلتئم العالقات المكسورة إال عىل درب‬ ‫التواضع والمحبة‪ .‬سنظل نحزن عندما‬ ‫يلفظ أعزاءنا أنفاسهم‪ ،‬أو يغرقون ف ي� أماكن‬ ‫ال يمكن فيها للمحادثات أن تصل إليهم‪.‬‬ ‫لكننا قد لمسنا الرؤية الحيوية لرب ال‬ ‫أبدا سفينة بصدد الغرق‪ ،‬وال يدير‬ ‫يغادر ً‬ ‫ف‬ ‫خضم المصائب‪.‬‬ ‫وجهه عندما نكون ي�‬ ‫ّ‬ ‫أمام أ‬ ‫المواج الهائجة والسحب العاتية‬ ‫نرى صورة لخيال الذي تعهد بإحضارنا إىل‬ ‫البدي‪ .‬أما آ‬ ‫مرفأه أ‬ ‫الن فلنا هذا ي ن‬ ‫اليق� بأنه‬ ‫ش‬ ‫�ء " َيق ِْد ُر أ َ ْن َيف ِْص َل َنا َع ْن َم َح َّب ِة هللاِ ال ِ ت يَّ�‬ ‫فال ي‬ ‫وع َر ِّب َنا" (رومية ‪ - )٣٩ :٨‬ال‬ ‫يح َي ُس َ‬ ‫ِ ي� ال َْم ِس ِ‬ ‫ارتفاع العاصفة وال عمق البحر؛ وال أزمات‬ ‫ض‬ ‫الحا� وال أزمات المستقبل‪ .‬وال ِقرص‬

‫‪Photo: Thirdman‬‬

‫باعتبار أننا فنواجه‬ ‫حالة طارئة ي�‬ ‫حياتنا‪ ،‬فإننا‬ ‫ت‬ ‫نف�ض أنه فيواجه‬ ‫حالة طارئة ي�‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫حياته هو ً‬ ‫ش‬ ‫�ء آخر ف ي�‬ ‫العمر وال ّ‬ ‫ُ‬ ‫تأخر الموت‪ .‬وال أي ي‬ ‫كل الخليقة‪.‬‬ ‫َان ِإنْ َسانُ َنا‬ ‫ِ"ل ِذلكَ ال َ نَف َْش ُل‪َ ،‬ب ْل َو ِإ ْن ك َ‬ ‫َالد ِاخ ُل َي َت َج َّد ُد َي ْو ًما ف َ​َي ْو ًما‪.‬‬ ‫ال َْخ ِار ُج َيف َنْ�‪ ،‬ف َّ‬ ‫أ‬ ‫� َل َنا أَك َْ�ث‬ ‫ش‬ ‫ل َ َّن ِخ َّفةَ ِضيق َِت َنا ال َْوق ِْت َّيةَ تُ ْن ِ ئُ‬ ‫َ‬ ‫َفأَك ثَ َْ� ِثق َ​َل َم ْج ٍد أ َ َب ِد ًّيا‪َ .‬ونَ ْح ُن غ ي ْ َُ� نَ ِاظ ِر َين‬ ‫ِإ َل ال أَ ْش َي ِاء ال ِ ت يَّ� تُ َرى‪َ ،‬ب ْل ِإ َل ال ِ ت يَّ� ال َ تُ َرى‪.‬‬ ‫ل أَ َّن ال ِ ت يَّ� تُ َرى َوق ِْت َّيةٌ ‪َ ،‬وأ َ َّما ال ِ ت يَّ� ال َ تُ َرى‬ ‫َفأ َ َب ِد َّيةٌ " (‪ ٢‬كورنثوس ‪.)١٨-١٦ :٤‬‬ ‫‪ ١‬كاتارينا فون شليغل‪ ،‬ب ي"� ستيل ماي سول" (هاجرستون‪،‬‬ ‫ه�الد ش‬ ‫للن�‪.٤٦١ ،)١٩٨٥ ،‬‬ ‫ماريالند‪ :‬جمعية رفيو آند ي‬ ‫ت‬ ‫"ماس� ذي تومبات إز رايجينغ" ف ي� كتاب‬ ‫باك�‪،‬‬ ‫‪ ٢‬آم‪ .‬آي‪ .‬ي‬ ‫ت‬ ‫ال ي ز‬ ‫نجل�ية (تاكوما بارك‪ ،‬ماريالند‪ :‬جمعية‬ ‫ال�انيم باللغة إ‬ ‫ه�الد ش‬ ‫للن�‪.677 ،)١٩٤١ ،‬‬ ‫رفيو آند ي‬

‫بيل نوت هو المحرر التنفيذي لمجلة‬ ‫أدفنتست وورلد‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪11‬‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫اخت�‬ ‫ب‬ ‫هذا‬

‫رؤية وسماع‬ ‫منظور مختلف‬

‫نحن نتخيل قصص الكتاب المقدس عند قراءتنا‬ ‫ف‬ ‫يهدئ العاصفة‪ ،‬نحن نرى‬ ‫لها‪ .‬ي� قصة يسوع وهو ِّ‬ ‫أ‬ ‫ال�ق‬ ‫المواج‪ ،‬ونسمع رصخة التالميذ‪ ،‬ونتصور ب‬ ‫يشق السماء‪ّ .‬أما الموسيقى والفن فيقدمان لنا‬ ‫وهو ّ‬ ‫تماما‪ .‬فالمؤلفون الموسيقيون‬ ‫مختلفة‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫ً‬ ‫يكتبون موسيقى ث‬ ‫والرسام يستخدم ألوان‬ ‫أك� َس ِكي َنةً ّ‬ ‫مما كنا نتوقع‪ّ .‬‬ ‫جسورة صاخبة‪� .‬ف‬ ‫نتخيل خطوطًا‬ ‫الباستيل الفاتحة بينما نحن َّ‬ ‫ي‬ ‫إن‬ ‫تماما كما‬ ‫نتصوره‪َّ .‬‬ ‫الرسومات‪ ،‬التالميذ ال يشبهوننا ويسوع ليس ً‬ ‫ّ‬ ‫مهمة‪ .‬ومن خالل وجهات النظر المختلفة‬ ‫وجهات النظر المختلفة ّ‬ ‫تقدم مجلة "أدفنتست‬ ‫نتعلمه‪.‬‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫هللا‬ ‫هذه نستوعب كل ما يريد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وورلد" تر ي ن‬ ‫نيمت� وثالث وجهات نظر فنية ي� الصفحات القليلة القادمة‪.‬‬ ‫قم بمسح رمز االستجابة الرسيعة للحصول عىل المزيد‪.‬‬

‫النجاة ِمن التجربة‬

‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� أ َّلفَت كلمات ترنيمة "يا سيد‪،‬‬ ‫واجهت ال يم�كية ماري آن بيكر‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫العاصفة مستعرة!" العديد من التجارب ي� وقت مبكر من حياتها‪ .‬فقد‬ ‫ف‬ ‫تو� والداها من مرض السل‪ .‬وبعد تف�ة ي ز‬ ‫وج�ة‪ ،‬أصيب شقيقها بنفس‬ ‫ي‬ ‫المرض‪ .‬وساهمت هي وشقيقتها بالقليل من المال الذي كان لديهما‬ ‫ف‬ ‫التعا� ف� مناخ ث‬ ‫إلرسال شقيقهما إىل فلوريدا‪ ،‬ت‬ ‫أك�‬ ‫ح� يتمكن من‬ ‫ي ي‬ ‫ف‬ ‫دف ًئا من نز‬ ‫م�لهم ف ي� شيكاغو‪ ،‬إلينوي‪ .‬ي� البداية‪ ،‬ظهرت عىل شقيقهما‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وتو� عىل الفور‬ ‫عالمات تحسن‪ ،‬لكنه فجأة أخذ منعطفًا نحو السوأ ي‬ ‫ين‬ ‫الشقيقت� ما يكفي من المال للسفر إىل فلوريدا‬ ‫تقريبا‪ .‬لم يكن لدى‬ ‫ً‬ ‫لحضور جنازته‪ ،‬أو إلعادة جثمانه إىل شيكاغو‪.‬‬ ‫عىل الرغم من نشأتها ف� نز‬ ‫م�ل مسيحي متماسك‪ ،‬كافحت بيكر‬ ‫ي‬ ‫"أصبحت متمردة‬ ‫للحفاظ عىل إيمانها بعد وفاة شقيقها‪ .‬قالت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بطريقة ش�يرة ف ي� ِّ‬ ‫اللهي لشؤون العالم‪ .‬وقد قلت ف ي�‬ ‫ظل إدارة‬ ‫التدب� إ‬ ‫ي‬ ‫بأحوال‪".‬‬ ‫إن هللا ال يهتم ب ي� أو‬ ‫قل� َّ‬ ‫ي‬ ‫ب يمع مرور أ‬ ‫السابيع‪ ،‬بدأ هللا ف ي� تهدئة الرياح القوية وموجات تجارب‬ ‫بيكر‪ .‬قالت ف� إشارة إىل القصة الموجودة ف� أ‬ ‫الصحاح الرابع من إنجيل‬ ‫ي‬ ‫يف‬ ‫المقدس‬ ‫السيد نفسه ّ‬ ‫قل� يغ� َّ‬ ‫هدأ العاصفة ي� يب‬ ‫مرقس‪" ،‬صوت ّ‬ ‫ت‬ ‫وأ� به إىل هدوء إيمان أعمق وثقة ث‬ ‫ً‬ ‫اكتمال‪ ".‬وقد كانت شهادتها‬ ‫أك�‬ ‫ف ٍ‬ ‫الشخصية ُمتخلَّلة � َّكل أبيات ت‬ ‫ال�نيمة‪ .‬وقد عملت صورة يسوع وهو‬ ‫ي أ‬ ‫فإن‬ ‫يوبّخ الرياح ّ‬ ‫ويهدي المواج عىل تهدئة روحها المضطربة‪ .‬وهكذا َّ‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫إيمان بيكر لم يرجع إليها فحسب‪ ،‬بل ازدهر ً‬ ‫َّتم وضع اللحن الموسيقي لكلماتها بواسطة هـ‪ .‬ر‪ .‬بالمر‪ ،‬الذي‬ ‫طلب من بيكر إعداد العديد من ت‬ ‫ال�انيم لتتوافق مع العديد من‬ ‫المواضيع‪ ،‬بما ف ي� ذلك موضوع يسوع وهو يهدئ العاصفة‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫"يا نفس ئ‬ ‫اهد�"‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫اهد�"‪ ،‬رقم ‪ 461‬ف� كتاب ترانيم أ‬ ‫ئ‬ ‫الدفنتست‬ ‫نفس ي‬ ‫ي‬ ‫ترنيمة "يا ي‬ ‫ز‬ ‫ين‬ ‫نجل�ية‪ ،‬هي نتاج عمل ثالثة أشخاص من ثالثة‬ ‫السبتي� باللغة إ‬ ‫ال ي‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫بلدان وثالثة قرون مختلفة‪ .‬لقد ك ُِتبت ي� خمسينات القرن التاسع ع�‬ ‫الكث�‪ ،‬بخالف‬ ‫بواسطة سيدة تُدعى كاترينا فون شليغل‪ .‬ال يُعرف عنها ي‬ ‫أنها ُولدت ف� ألمانيا ف� ‪ 22‬أكتوبر ‪ .1697‬كَتبت عد ًدا من ت‬ ‫ال�انيم‪ ،‬لكن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ترنيمة "يا نفس ئ‬ ‫اهد�" هي الوحيدة ت‬ ‫ال� بقيت إىل يومنا هذا‪.‬‬ ‫الصل يباللغة أ‬ ‫ال�ينيمة‪ ،‬يالذي هو ف� أ‬ ‫إن نَ َّص ت‬ ‫اللمانية‪ ،‬كان بعنوان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫" ‪ ".Stille, mein Wille, dein Jesus hilft siegen‬بعد ذلك بمائة‬ ‫ف‬ ‫نجل�ية ِمن ِقبل ي ن‬ ‫ال ي ز‬ ‫ج�‬ ‫عام‪ ،‬ي� اسكتلندا‪ ،‬تُرجمت الكلمات إىل اللغة إ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫مر العصور‪.‬‬ ‫ل‪ .‬بورثويك‪ .‬وبسبب هذه ال�جمة‪ُ ،‬حفظت ال�نيمة عىل ِّ‬ ‫إن فون شليغل كتب ستة أبيات‪ ،‬لكن بورثويك ترجم خمسة‬ ‫يُقال ّ‬ ‫يتم ترنيمها اليوم‪.‬‬ ‫منها‬ ‫ثالثة‬ ‫فقط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكث� عن فون شليغل‪ ،‬فمن الواضح‬ ‫عىل الرغم ِمن أنه ال يُعرف ي‬ ‫أنها كانت عىل دراية جيدة ِّ‬ ‫بكل من العهدين القديم والجديد‪ .‬ففي‬ ‫سائر أجزاء ت‬ ‫معا‬ ‫الكتابية‬ ‫المواضيع‬ ‫من‬ ‫سلسلة‬ ‫بنسج‬ ‫ال�نيمة قامت‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫وجاءت بإشارات إىل أحداث الكتاب المقدس المختلفة‪ ،‬بما ي� ذلك‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫يهدئ العاصفة‪.‬‬ ‫الثا�‪ ،‬إىل يسوع وهو ّ‬ ‫إشارة‪ ،‬ي� نهاية البيت ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ساس لموسيقى "فنالنديا"‪،‬‬ ‫ّأما الل َّْحن ال ُْم ِ‬ ‫وس ِيقي ي‬ ‫فيأ� من اللحن ال ي‬ ‫سيبيليوس‪ .‬ولد سيبيليوس �ف‬ ‫ت‬ ‫جان‬ ‫تأليف‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫أوركس�‬ ‫وهي قطعة‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫فنلندا وتعكس الموسيقى أجزاء من التاريخ الفنلندي‪َّ .‬تم ي ن‬ ‫تلح�‬ ‫"فنالنديا" ف� ‪ 1900-1899‬ولكنها لم ت‬ ‫تق�ن بكلمات كاترينا إال بعد ما‬ ‫ي‬ ‫يقرب من ثالثة قرون من كتابة الكلمات‪.‬‬ ‫معظم المقطوعة الموسيقية يسودها االضطراب ف ي� طبيعتها‪ ،‬مما‬ ‫ن‬ ‫الوط� للشعب الفنلندي‪ .‬ف ي� نهاية المطاف تتطور‬ ‫يعكس النضال‬ ‫ي‬ ‫الموسيقى القوية إىل أصوات رجاء وإرصار‪ ،‬مما أوجد صفاء اللحن‬ ‫ئ‬ ‫عت� اللحن الفنلندي‬ ‫اهد�‪ ".‬وال يزال يُ ب‬ ‫نفس ي‬ ‫الذي نعرفه باسم "يا ي‬ ‫المفضل ت‬ ‫ن‬ ‫ح� اليوم‪.‬‬ ‫الوط�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫ل�ا فروليتش هي معلمة الموسيقى ألطفال ما قبل مرحلة‬ ‫الحضانة وأطفال الحضانة‪ ،‬وتعمل كذلك مدربة وقائدة الفرقة‬ ‫الموسيقية للصفوف من ‪ 6‬إىل ‪ ،12‬ف ي� "‪Spencerville Adventist‬‬ ‫ف‬ ‫س�ينغ‪ ،‬ماريالند‪.‬‬ ‫‪ ،"Academy‬ي� سيلفر ب‬


‫بؤرة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك�‬

‫النجاة من‬ ‫العواصف‬

‫ام�انت فان ريجن فنانًا هولنديًا من‬ ‫كان ر ب‬ ‫القرن السابع‪ ،‬وكان يتمتع بالقدرة عىل رسم‬ ‫ت‬ ‫ال� يقوم فيها برسم يسوع‪ .‬وقد‬ ‫القصص ي‬ ‫كان يعود للكتاب المقدس ويدرس النصوص‬ ‫للحصول عىل تفاصيل عن يسوع لتضمينها ف ي�‬ ‫اعت� أن الكتاب المقدس بمثابة‬ ‫لوحاته‪ .‬وقد ب‬ ‫ام�انت) الخاصة‪:‬‬ ‫مذكرات عن حياته (حياة ر ب‬ ‫مليئة بالمغامرة أ‬ ‫والوقات الصعبة واالنتصار‬ ‫ف� َّ‬ ‫ظل العيش مع يسوع‪.‬‬ ‫ي إن إلقاء نظرة عىل لوحة يسوع �ف‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫العاصفة ف ي� بحر الجليل * يكشف عن‬ ‫ام�انت بالقصة‪ .‬فالبحر جموح‪،‬‬ ‫ارتباط ر ب‬ ‫والسماء مظلمة‪ ،‬كما أن ش�اع السفينة قد‬ ‫مزق و ُقطّعت أحباله‪ .‬ف� الجزء أ‬ ‫المامي من‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫السفينة كان هناك التالميذ المذعورين‬ ‫ين‬ ‫والمرعوب� وهم يحاولون بكل ما أوتوا من‬ ‫قوة تخليص أنفسهم‪ .‬وها هو أحد الرجال‬ ‫جان� السفينة بينما يمسك‬ ‫يتقيأ عىل أحد ب ي‬

‫ف‬ ‫و� ُم َؤ َّخر‬ ‫بأعىل رأسه ليحافظ عىل توازنه‪ .‬ي‬ ‫الس ِفي َنة نرى خمسة تالميذ بجوار يسوع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ويصل‪ .‬وآخر يمسك بثياب‬ ‫يركع‬ ‫أحدهم‬ ‫ي‬ ‫يسوع كما لو أنه يقول‪" ،‬لماذا ال تفعل‬ ‫شي ًئا؟"‬ ‫ام�انت وقد رسم نفسه‬ ‫ر‬ ‫سام‬ ‫الر‬ ‫نرى‬ ‫ثم‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫بيد‪ ،‬وقبعته باليد‬ ‫ي� السفينة ممسكًا بحبل ٍ‬ ‫أ‬ ‫ام�انت نفسه ف ي� هذه‬ ‫الخرى‪ .‬لماذا شمل ر ب‬ ‫القصة؟ ولماذا ينظر إىل مشاهدي لوحته؟‬ ‫ذلك ألنه‪ ،‬ت‬ ‫الكث�ين‬ ‫ام�انت‬ ‫الشه�‪ ،‬مثل ي‬ ‫ي‬ ‫ح� ر ب‬ ‫اخت� البحار المضطربة ف ي� حياته‪.‬‬ ‫ِم َّنا‪ ،‬قد ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫عما‬ ‫ال� جعلته يتساءل َّ‬ ‫الوقات الصعبة ي‬ ‫إذا كان سيبقى عىل قيد الحياة أَ ْم ال‪ .‬تزوج‬ ‫ت‬ ‫حب حياته‪،‬‬ ‫ر ب‬ ‫ال� كانت ّ‬ ‫ام�انت من "ساسكيا"‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫و� غضون سنوات‬ ‫وقد أنجبا أربعة أطفال‪ .‬ي‬ ‫ام�انت وفاة زوجته وثالثة من‬ ‫قليلة شهد ر ب‬ ‫مكتئبا‪.‬‬ ‫وأصبح‬ ‫أفلس‬ ‫وقد‬ ‫أبنائه ووالدته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن توقيت القصة مهم‪ .‬فقد رسم‬ ‫َّ‬

‫أن يقف يسوع عىل‬ ‫ر ب‬ ‫ام�انت المشهد قبل ْ‬ ‫أ‬ ‫”اسك ُْت!‬ ‫قدميه ليقول للمواج والرياح‪ْ :‬‬ ‫ت‬ ‫ام�انت‬ ‫ال� يؤكد عليها ر ب‬ ‫ِابْك َْم!“ َّ‬ ‫إن النقطة ي‬ ‫هي من الكتاب المقدس ومن اختباره‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫فإنه ح� عندما يبدو كل ي‬ ‫ميئوسا منه ف‬ ‫فإن يسوع معنا‪ ،‬وهو‬ ‫الحياة‪،‬‬ ‫�‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫سوف يجلب لنا السالم‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ام�انت فان ريجن‪،‬‬ ‫ط�يا‪ ،‬ر ب‬ ‫بح�ة ب‬ ‫*المسيح ي� العاصفة ي� ي‬ ‫‪( 1633‬زيت عىل قماش)‪ُ .‬سقت هذه اللوحة ف ي� عام ‪1990‬‬ ‫من متحف إيزابيال ستيوارت غاردنر ف ي� بوسطن‪.‬‬

‫مقدم سلسلة‬ ‫نيل سكوفيلد هو ِّ‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫وال� تُعرض عىل قناة الرجاء‬ ‫"ماس�س�وك"‪ ،‬ي‬ ‫أدفنتست ريفيو‪ .‬وقد درس �ف‬ ‫وتليفزيون‬ ‫"‪ "National Gallery of London‬وهو ي آ‬ ‫الن‬ ‫يكمل شهادة الدكتوراه ف� التاريخ ن‬ ‫الدي� ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جامعة سانت أندروز‪ ،‬اسكتلندا‪.‬‬ ‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪13‬‬


‫المرسل� لكنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫السبتي� إىل مرص عام‬ ‫الدفنتست‬ ‫وصل أول‬ ‫كب�‪ .‬بحلول خريف عام ‪ ،١٩٠٨‬كان‬ ‫‪ ،١٨٩٩‬لكنهم لم يحظوا بنجاح ي‬ ‫ين‬ ‫المرسل�‪َّ .‬تم ربح سبعة‬ ‫هناك ‪ ١٠‬أدفنتست ف ي� مرص‪ ،‬ثالثة منهم من‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫سبتم� ‪١٩٠٨‬‬ ‫محلي� فقط ف ي� مدة تقرب من ‪ ١٠‬سنوات‪ .‬ولكن ف ي�‬ ‫مؤمن�‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫وصل مب�ان جديدان هما جورج وماري آن كيو‪.‬‬

‫جورج وماري آن كيو‬

‫قادة الكنيسة السبتية‬ ‫المرصية يقفون ف ي�‬ ‫الشارع خارج نز‬ ‫م�ل كيو‬ ‫ف ن‬ ‫ب� عدي ف ي� ‪.1968‬‬ ‫ي� ي‬ ‫نز‬ ‫فريدا من‬ ‫كان الم�ل ً‬ ‫نوعه حيث كان يقع عىل‬ ‫جان� الشارع بحيث‬ ‫بي‬ ‫تربط جزئيه غرفة تُشبه‬ ‫الجرس مبنية أعىل‬ ‫الشارع‪.‬‬

‫ولد جورج كيو ف ي� اسكتلندا ونشأ ف ي� أيرلندا الشمالية‪ .‬كانت ماري آن‬ ‫من يوركشاير‪ ،‬ت‬ ‫ين‬ ‫المنطقت� بتنشئة أشخاص يتمتعون‬ ‫إنجل�ا‪ .‬تشتهر كلتا‬ ‫بعقلية قوية وحا ّدة‪ .‬وقد كانا سيحتاجان إىل حدة الذهن والثقة‬ ‫بالنفس ف ي� أداء مهمتهما‪.‬‬ ‫المرسل‬ ‫رسيعا (كما يتذكر الحقًا) أن العمل‬ ‫أدرك جورج كيو ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫للمغ� ي ن‬ ‫تأث� عىل السكان‬ ‫دفنتس� ف ي� مرص "كان فقط‬ ‫ال‬ ‫ب� وليس له ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫المحلي�‪ *".‬عند وصوله‪ ،‬طُلب منه أال يتعلم اللغة العربية – إذ ال‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المحلي� ومشاركة‬ ‫فائدة من ذلك‪ ،‬ألنه من المستحيل ربح السكان‬ ‫البشارة معهم‪.‬‬ ‫للمرصي� بلغتهم أ‬ ‫ين‬ ‫الم‪ ،‬تعلم اللغة العربية‪.‬‬ ‫وإذ قرر كيو التحدث‬ ‫تمكن ف ي� النهاية من التحدث والكتابة بطالقة‪ .‬كما تعلم اللهجة العربية‬ ‫ت‬ ‫ال� يتكلمها الفالحون‪ ،‬وهم القرويون الذين كانوا يشكلون ‪ ٪٩٠‬من‬ ‫ي‬ ‫سكان مرص‪.‬‬ ‫ين‬ ‫المرصي�‪،‬‬ ‫ونظرا لرغبة عائلة كيو ف ي� إيجاد طريقة للتواصل مع‬ ‫ً‬ ‫غادرت عائلة كيو ف ي� عام ‪ ١٩١١‬القاهرة وانتقلت إىل عمق صعيد مرص‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تبعد عن القاهرة‬ ‫وكانت محافظة أسيوط هي ّ‬ ‫مقرهم الجديد‪ ،‬ي‬ ‫ت‬ ‫كب�ة لكيو وعائلته ُ(ولد لهما‬ ‫م�ا‪ .‬كانت هذه خطوة ي‬ ‫مسافة ‪ 389‬كيلو ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫وروبي� ي� أسيوط‪.‬‬ ‫جدا من ال ي‬ ‫ابن عام ‪ .)١٩٠٩‬وقد عاش عدد قليل ً‬ ‫ف� الواقع‪ ،‬نظرا الفتقار المحافظة إىل المواقع أ‬ ‫نادرا ما زار‬ ‫ثرية‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يأ‬ ‫ئ‬ ‫استثنا�‪.‬‬ ‫الوروبيون المنطقة‪ .‬كانت عائلة كيو منعزلة بشكل‬ ‫ي‬

‫والتبش�‬ ‫الكرازة‬ ‫ي‬

‫نظرة إىل الوراء‬

‫قوة‬ ‫المسيحية‬ ‫الحقيقية‬ ‫خدمة جورج وماري‬ ‫آن كيو المتجسدة‬ ‫‪14‬‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫ين‬ ‫المسلم� مخالفًا‬ ‫تبش�‬ ‫كانت فرص‬ ‫التبش� محدودة‪ .‬فقد كان ي‬ ‫ي‬ ‫للمسيحي� أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫صعبا‬ ‫ا‬ ‫أمر‬ ‫المحلي�‬ ‫قباط‬ ‫ال‬ ‫الشهادة‬ ‫وكانت‬ ‫للقانون‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بسبب مجتمعاتهم شديدة التماسك‪ .‬ولكن ف ي� عام ‪ ،١٩١٢‬تدخل هللا‪.‬‬ ‫تسلّم كيو رسالة من يعقوب بشاي يعقوب‪ ،‬وهو مسيحي وشخصية‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ب� عديات‪.‬‬ ‫مهمة ي� قريته ي‬ ‫ف‬ ‫بعد اقتناعه بالوصية الرابعة‪ ،‬بدأ يعقوب وعائلته ي� حفظ سبت‬ ‫ش‬ ‫ال�ء‬ ‫اليوم السابع‪ .‬وعندما سمع عن وجود شخص ب ي‬ ‫أورو� يفعل ي‬ ‫ن‬ ‫عمد كيو‬ ‫ب� عديات‪ .‬رسعان ما َّ‬ ‫نفسه‪ ،‬كتب إىل كيو يطلب ف منه زيارة ي‬ ‫ن‬ ‫ب� عديات‪ ،‬وقف إىل جانب كيو بطريركًا‬ ‫يعقوب وابنه‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬ي� ي‬ ‫ف‬ ‫بالضافة إىل مكانته ي� المجتمع الموسع‪.‬‬ ‫له سلطة عىل عائلته الممتدة إ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫عمد كيو ‪ً ١٨‬‬ ‫رجل وسبع‬ ‫‪،١٩١٣‬‬ ‫وأيار‪/‬مايو‬ ‫‪/‬نوفم� ‪١٩١٢‬‬ ‫الثا�‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫يب� شت�ين ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫نساء‪ ،‬مضاعفًا بذلك مجموع العضاء الدفنتست ي� مرص آنذاك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عمدهم وبدأ‬ ‫استخدم كيو شبكات صالت القرابة لولئك الذين َّ‬ ‫ن‬ ‫شخصا‬ ‫ب� عديات‪ .‬وبحلول عام ‪ ١٩١٧‬تم تعميد ‪١٦‬‬ ‫ً‬ ‫العمل حول ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وب� شعران‪،‬‬ ‫ب� عديات‪ ،‬ي‬ ‫آخرين‪ .‬وتم تنظيم فالكنائس ي� قرى ي‬ ‫و� مدينة أسيوط‪.‬‬ ‫ومرسع‪ ،‬والتتالية‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫كث� من أنحاء العالم‪.‬‬ ‫قد تبدو أرقام المعمودية هذه ضئيلة ي� ي‬ ‫أ‬ ‫لكنها ف ي� ش‬ ‫ونادرا ما تتكرر‬ ‫ال�ق الوسط كانت ً‬ ‫أرقاما يغ� مسبوقة آنذاك‪ً ،‬‬ ‫ن‬ ‫الح�‪ .‬كيف حدث هذا؟‬ ‫منذ ذلك ي‬ ‫‪Photos: Provided by Author‬‬


‫خدمة تجسيدية‬

‫حاول جورج كيو تجسيد المسيح ألناس كانوا‪،‬‬ ‫كما كان يعلم‪ ،‬يشككون بشدة ف ي� تعاليمه‪ .‬كان‬ ‫لدى كيو قدرة يغ� عادية عىل تكوين صداقات مع‬ ‫الناس‪ ،‬ويرجع ذلك جز ًئيا إىل أن الصداقة لم تكن‬ ‫مصطنعا بالنسبة له‪ .‬كان بإمكان الناس أن‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يشعروا بأنه كان بالفعل صدوقًا‪.‬‬ ‫بعد عقود‪ ،‬أثناء التدريس ف ي� كلية نيوبولد ف ي�‬ ‫السبعينيات والثمانينيات من عمره‪ ،‬تواصل جورج‬ ‫عاما بطرق لم يتمكن منها‬ ‫مع طالب ف ي� عمر الـ ‪٢٠‬‬ ‫ً‬ ‫الصغر سنا‪ .‬ال يزال مؤمنو أ‬ ‫المدرسون أ‬ ‫الدفنتست‬ ‫ً‬ ‫ف ن‬ ‫قصصا متوارثة منذ ‪ ١٠٠‬عام‬ ‫ب� عديات يروون أ ً‬ ‫ي� ي‬ ‫ورو� من فعل ما لم‬ ‫حول كيف تمكَّن هذا ال ب ي‬ ‫أبدا‪ :‬لقد جاء إىل منازلهم المبنية‬ ‫يفعله الغربيون ً‬ ‫َّل� أ‬ ‫(ال ض‬ ‫من الطوب ال ب ن‬ ‫خ�)‪ ،‬وجلس عىل أرضياتهم‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال�ابية‪ ،‬وتحدث إليهم بلغتهم‪ ،‬وأكل طعامهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي� ثقافة ش‬ ‫ال�ق الوسط‪ ،‬أن تكون يغ� مضياف‬ ‫هو أمر ال يُغتفر‪ .‬كان العديد من مضيفي كيو‬ ‫شهيا‪ ،‬بما‬ ‫ففقراء‪ ،‬لذا فإن ما قدموه له كان يغ� ً‬ ‫"الم ّش"‪ ،‬الذي هو عبارة ُجب َنة مرصية‬ ‫ي� ذلك ِ‬ ‫تخم� ب ن‬ ‫الج� المالح لشهور أو‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫مصنوعة‬ ‫ي‬ ‫سنوات‪ .‬والنتيجة هي نكهة قوية للغاية‪ ،‬وشهرة‪،‬‬ ‫عىل أ‬ ‫القل حول أسيوط‪ ،‬كونه كان محتويًا عىل‬ ‫الديدان‪ .‬تخلّد أرسة ِمن قرية التتالية القصة‬ ‫الم َّش مع أجدادهم وآباء‬ ‫المتعلقة َّ‬ ‫بأن كيو أكل ِ‬ ‫ت‬ ‫ال� رأوها‬ ‫أجدادهم ‪ -‬عىل الرغم من الديدان ي‬ ‫ف‬ ‫الم ّش‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا ي� ِ‬ ‫بتناوله َّ‬ ‫لكل ما ُوضع أمامه‪ ،‬أكرم كيو بذلك‬ ‫ُحسن ضيافتهم‪ .‬ومن خالل عدم عزل نفسه‬ ‫وبجلوسه معهم ومخالطتهم‪ ،‬كسب عطفهم‪ .‬نقل‬ ‫الصغ� وابنته الرضيعة‪،‬‬ ‫عائلته‪ ،‬بما ف ي� ذلك ابنه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نز‬ ‫ب� عديات‪ ،‬حيث ب� م�له هناك‪ .‬كان قطَّاع‬ ‫إىل ي‬ ‫ف‬ ‫الطرق متواجدين ي� المنطقة‪ ،‬وقد حذر قائد‬ ‫ش‬ ‫ال�طة ف ي� أسيوط كيو من أنه ال يمكنه حماية‬ ‫أ‬ ‫الربعة أفراد من عائلة كيو‪ .‬لكن عائلة كيو ظلت‬ ‫أ‬ ‫آمنة لنهم كانوا جز ًءا من المجتمع‪.‬‬

‫التكيف مع السياق‬

‫لم يتحدث جورج كيو مع الناس بلغتهم‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تحدثها وكتبها بسالسة لدرجة أنه نجح‬ ‫ف ي� وضع كل من قصص الكتاب المقدس ومعتقدات‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� السياق المرصي بطرق‬ ‫الدفنتست‬ ‫أ‬ ‫ووفية للصل‪.‬‬ ‫جعلتها مفهومة ّ‬ ‫المتجددون أنفسهم‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬لم يجد‬ ‫ّ‬ ‫تماما عن ثقافتهم‪ ،‬بل استمروا فيها‪ .‬كانوا‬ ‫غرباء ً‬ ‫قادرين عىل البقاء ف ي� ُقراهم‪ً ،‬‬ ‫بدل من طردهم؛‬ ‫وبالتال كانوا مجهزين بشكل أفضل ليشهدوا ألفراد‬ ‫ي‬ ‫مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫دائما المكان‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬كان صعيد مرص ً‬

‫ش‬ ‫النا�‬ ‫مجلة "عالم الأدفنتست" أهي مجلة دورية‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫عالمية من إصدار كنيسة الدفنتست‬ ‫ش‬ ‫النا�ون‪ :‬المجمع أالعام‪ ،‬وقسم شمال آسيا‬ ‫ين‬ ‫السبتي�‪.‬‬ ‫والمحيط الهادئ للدفنتست‬ ‫المحرر التنفيذي ورئيس خدمات أ‬ ‫"الدفنتست‬ ‫ريفيو"‬ ‫بيل نوت‬ ‫رئيس ش‬ ‫الدول‬ ‫الن�‬ ‫يّ‬ ‫بيونج دوك تشان‬ ‫لجنة تنسيق "عالم أ‬ ‫الدفنتست"‬ ‫ج�مان‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ يوكاتا إنادا؛ ي‬ ‫ي‬ ‫الست؛ بيونغ دوك تشان‪ ،‬سوك هي هان؛ دونغ‬ ‫ن‬ ‫ج� ليو‬ ‫ي‬

‫صورة لجورج وماري آن كيو اُ ْل ُت ِقطَت لهما‬ ‫بعد تف�ة ي ز‬ ‫وج�ة من حفل زفافهما ف ي� عام ‪1908‬‬

‫القوى لكنيسة أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ف ي� مرص‪.‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫ت‬ ‫ال� ذكرتها أعاله موجودة‪ .‬لقد‬ ‫ال تزال الكنائس ف ي‬ ‫شت�فت بزيارتها ي� عام ‪ .٢٠١٢‬زرع جورج وماري آن‬ ‫كيو كنائس دائمة من خالل خدمتهما‪.‬‬

‫قوة المسيحية الحقيقية‬

‫ف‬ ‫أخ� ن ي�‬ ‫الم ّش ي� عام ‪ ،٢٠١٢‬عندما ب‬ ‫سمعت قصة ِ‬ ‫أيضا أحد كبار السن ف‬ ‫ن‬ ‫ب� عديات بما‬ ‫كنيسة‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قاله له عمه‪" :‬لقد رأى الناس ف ي� كيو المسيحية‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وليس مجرد ادعاء المسيحية"‪ .‬كتب كيو‬ ‫ف� عام ‪ ١٩٤٣‬عن أمله ف� أن أ‬ ‫"الخبار السارة عن‬ ‫ي َّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫قريبا إىل الرض"‬ ‫[سيعود‬ ‫المخلِّص العظيم] الذي‬ ‫أً‬ ‫واضحا" ف ي� ش‬ ‫"ال�ق الوسط وشمال‬ ‫"تقدما‬ ‫ستحقق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إفريقيا"‪.‬‬ ‫ال تزال كنيسة أ‬ ‫ين‬ ‫السبتي� ناجحة‬ ‫الدفنتست‬ ‫نو ًعا ما ف ي� أماكن عديدة من المنطقة‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫"التقدم المؤكد" إىل ث‬ ‫أك� من مجرد تعليم‬ ‫سيحتاج‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫المبادئ الدفنتستية‪ .‬يجب أن تظهر قوة المسيحية‬ ‫الحقيقية ف ي� حياة أولئك الذين يعملون عىل إعالن‬ ‫رسائل المالئكة الثالثة‪.‬‬ ‫* االقتباسات مأخوذة من أوراق كيو ف ي� مكتبة روي جراهام‪ ،‬كلية‬ ‫نيوبولد‪ ،‬مجموعات خاصة؛ السجالت ف ي� أرشيف المجمع العام؛‬ ‫ين‬ ‫السابق� ف ي� نيوبولد‪ ،‬حيث‬ ‫أجرى المؤلف مقابالت مع طالب كيو‬ ‫الرسالية؛ ومقابالت أجراها المؤلف مع‬ ‫شارك معهم‬ ‫ذكريات خدمة إ‬ ‫أعضاء الكنيسة ف ي� مرص‪.‬‬

‫ديفيد ج‪ .‬ب‪ .‬تريم هو مدير أ‬ ‫الرشيف‬ ‫والحصاءات والبحوث للمقر العالمي لكنيسة‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫س�ينج‪ ،‬ماريالند‪،‬‬ ‫الدفنتست‬ ‫السبتي� ي� سيلفر ب‬ ‫ي‬

‫المحررون المشاركون‪/‬المديرون‪ ،‬خدمات‬ ‫أ‬ ‫الدفنت ريفيو‬ ‫ز‬ ‫ج�الد كلينجبيل‪ ،‬كريغ سكوت‬ ‫ر‪،‬‬ ‫س�‬ ‫اليل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫س�نغ‪ ،‬ماريالند‬ ‫المحررون ي� سلفر ب‬ ‫بالكم�‪ ،‬ستيفن شافز‪ ،‬ت ن‬ ‫ش‬ ‫جوردا�‪،‬‬ ‫كوس�‬ ‫ساندرا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويلونا كاريمابادي‬ ‫المحررون ف ي� سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫بيونغ دوك تشن‪ ،‬جاي مان بارك‪ ،‬هيو جن كيم‬ ‫مدير العمليات‬ ‫يم�ل بوارييه‬ ‫ال ْجمال‪/‬استشاريون‬ ‫محررون ِب َو ْج ِه إ‬ ‫نك‬ ‫فنل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‪ ،‬إي إدوارد ز ي‬ ‫مارك أ‪ .‬ي‬ ‫المال‬ ‫المدير ي‬ ‫كم� يل براون‬ ‫ب‬ ‫الدارة‬ ‫مجلس إ‬ ‫س يونغ كيم‪ ،‬الرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬السكر يت�؛‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫دوكم�يان؛ سوك هي‬ ‫بيونغ دوك تشن؛ كارنيك‬ ‫ج�مان الست؛ راي والن؛ بحكم‬ ‫هان؛ يوتاكا إنادا؛ ي‬ ‫المنصب‪ :‬خوان بريستول بوزن؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تيد‬ ‫س ويلسون‬ ‫ن‪ .‬ي‬ ‫الخراج ن‬ ‫الف� والتصميم‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪Types & Symbols‬‬ ‫ترجمة‬ ‫ن‬ ‫عو�‬ ‫ناجي ي‬ ‫مراجعة‬ ‫شأ�ف فوزي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ترغبون‬ ‫فللكُ َّتاب‪ :‬نرحب بالنصوص الصلية ي‬ ‫التخل عنها‪ .‬يرجى إرسال جميع المراسالت‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫التحريرية إىل‪:‬‬ ‫‪Old Columbia Pike, Silver Spring, 12501‬‬ ‫‪MD 20904-6600, U.S.A. Editorial office Fax‬‬ ‫‪number:(301) 680-6638‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫بال�يد إاللك� ي‬ ‫‪worldeditor@gc.adventist.org‬‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪:‬‬ ‫الموقع إاللك� ي‬ ‫‪www.adventistworld.org‬‬ ‫فإن جميع الصورة‬ ‫ما لم يذكر خالف ذلك‪َّ ،‬‬ ‫البارزة تعود ملكيتها أإىل‪.Getty Images 2019 © :‬‬ ‫ش‬ ‫"عالم الدفنتست" شهريًا‪ ،‬وتطبع‬ ‫تن�‬ ‫مجلةذاته ف‬ ‫ازيل‪ ،‬وأندونيسا‪،‬‬ ‫ال�‬ ‫و‬ ‫كوريا‪،‬‬ ‫�‬ ‫الوقت‬ ‫ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أس�اليا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والنمسا‪ ،‬والأ‬ ‫ت‬ ‫رجنت�‪،‬ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫والمكسيك‪ ،‬وجنوب أفريقيا‪ ،‬والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ش‬ ‫تن� مجلة "موجز عالم‬ ‫أ‬ ‫الدفنتست" كل ربع سنة‪.‬‬

‫‪2021, № 2‬‬

‫الواليات المتحدة‪.‬‬

‫وجز ‪٢٠٢1 / 2‬‬ ‫‪ُ AdventistWorld.org‬م َ‬

‫‪15‬‬


‫أصوات أ‬ ‫اللفية‬

‫ن‬ ‫يذكر� أنه‬ ‫هو‬ ‫ي‬ ‫إذا كنت جد‬ ‫ً‬ ‫منشغل عن قضاء‬ ‫الوقت معه‬ ‫وعن أ‬ ‫الشخاص‬ ‫الذين يضعهم ف ي�‬ ‫طريقي‪ ،‬فهناك‬ ‫خطأ ما‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫ت‬ ‫ال�‬ ‫كنت‬ ‫ً‬ ‫متوترا‪ .‬كان فلدي قائمة طويلة من المهام ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫يقاطعون�‪.‬‬ ‫ح� ظل الناس‬ ‫م� إنجازها‪ ،‬ي� ي‬ ‫ي‬ ‫فيُنتظر ي‬ ‫ن‬ ‫استوقفت� إحدى الزميالت‪ .‬لقد‬ ‫مكت�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي� طريقي إىل ب ي‬ ‫لكن� ف� خلفية ذه�ن‬ ‫تحادث�‪ ،‬ن‬ ‫ن‬ ‫استمعت إليها بأدب وهي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫ال� ت‬ ‫كنت أخطط لجزء من الكتابة ت‬ ‫النها�‪.‬‬ ‫موعدها‬ ‫ب‬ ‫اق�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أخ�ا جلست أمام جهاز الحاسوب الخاص ب ي�‪ ،‬وما إن‬ ‫يً‬ ‫مستندا ت‬ ‫ح� رن هاتفي معل ًنا عن وصول رسالة‬ ‫فتحت‬ ‫ً‬ ‫لدي بضع‬ ‫هل‬ ‫‪.‬‬ ‫إل‬ ‫للتحدث‬ ‫يحتاج‬ ‫صديق‬ ‫عاجلة‪ .‬ثمة‬ ‫ّ‬ ‫ي َّ‬ ‫ن‬ ‫أيضا تساءلت‬ ‫دقائق؟ تنهدت‪ ،‬وأردت المساعدة‪ ،‬ولك� ً‬ ‫أن� يكنت قد عجلت �ف‬ ‫ت ت ن‬ ‫عما إذا كنت سأنهي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واجبا�‪ .‬ح� أ ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫مضطرا إىل‬ ‫ن� كنت‬ ‫ً‬ ‫ف�ة الصالة ي� صباح ذلك اليوم ل ي‬ ‫بداية ذلك اليوم المزدحم‪ .‬بالتأكيد سيتفهم هللا‪ ،‬فأنا‬ ‫أعمل ألجله عىل ّكل حال‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ذه� فكرة تقول‪" :‬انظر إىل هذه‬ ‫وفجأة تبادرت إىل ي‬ ‫االنحرافات عن خططك باعتبارها مقاطعات إلهية‪ ".‬بعد‬ ‫اقتناعي‪ ،‬أغلقت جهاز الحاسوب الخاص ب ي� والتقطت‬ ‫هاتفي‪ .‬وإذ أرسلت رسالة إىل صديقي صاحب المشكلة‪،‬‬ ‫ذه� بضع آ‬ ‫برزت ف� ن‬ ‫اليات‪" :‬ال َْح َّق أَق ُ‬ ‫ُول َلك ُْم‪ِ :‬ب َما أَنَّك ُْم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فَع ْلتموه بأَحد إخو ت� هؤالء أ‬ ‫ال َ َص ِاغر‪ ،‬فَ� ف َ​َع ْل ُت ْم" ت‬ ‫(م� ‪:٢٥‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ُ ِ َ ِ َِ ي‬ ‫ِ ِب ي‬ ‫‪ .)٤٠‬و‪"ِ :‬إنَّ َنا نَ ْح ُن َع ِامال َ ِن َم َع هللاِ" (‪١‬كورنثوس ‪ .)٩ :٣‬كانت‬ ‫هذه أفكار مذهلة‪ .‬لكن ماذا لو تجاوزت خطة هللا يل ف ي�‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫اد�‬ ‫ذلك اليوم قائمة‬ ‫عل انجازها؟ ماذا لو أر ي‬ ‫المهام ي‬ ‫ال� ي ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫للتأث� ي� حياة شخص ما ي� تلك اللحظة؟‬ ‫أن أعمل معه ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫أوقا�؟‬ ‫هل أنا أثق به ي� ترتيب ي‬ ‫لقد عانيت ف� كث� من أ‬ ‫الحيان من ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� عىل المهام‬ ‫ي ي‬

‫وجز ‪AdventistWorld.org ٢٠٢1 / 2‬‬ ‫ُم َ‬

‫ث‬ ‫أك� من العالقات؛ ثم كان عىل هللا أن يصحح‬ ‫ن ن‬ ‫ً‬ ‫منشغل‬ ‫أن� إذا كنت حقًا‬ ‫التوازن‪ .‬هو‬ ‫ي‬ ‫يذكر� ي‬ ‫أ‬ ‫عن قضاء الوقت معه ومع الشخاص الذين‬ ‫يضعهم ف ي� طريقي‪ ،‬فهناك خطأ ما‪ .‬يتطلب‬ ‫أ‬ ‫للتخل عن خططي والثقة باهلل‬ ‫المر إيمانًا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫وق� ومهامي‪ ،‬ولكن هذا جزء من‬ ‫بخصوص ي‬ ‫ت‬ ‫أولويا�‪.‬‬ ‫السماح هلل بإعادة ترتيب‬ ‫ي‬ ‫أنا أنظر إىل مثال يسوع‪ .‬بغض النظر عن‬ ‫مدى طلبه من قبل آ‬ ‫الخرين‪ ،‬فقد أخذ وق ًتا‬ ‫ِ َِ‬ ‫خاصا مع أبيه السماوي (راجع تم� ‪٢٣ :١٤‬؛‬ ‫ً‬ ‫مرقس ‪٣٥ :١‬؛ لوقا ‪ .)١٦ ،١٥ :٥‬كانت ردة فعله‬ ‫تجاه ما يبدو مقاطعات ليومه مدفوعة بالنعمة‬ ‫والمحبة‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬توقف وهو ف ي�‬ ‫ض‬ ‫المحت�ة لشفاء امرأة‬ ‫طريقه إىل ابنة يايرس‬ ‫نازفة والتحدث معها‪ .‬قام بتعليم الجموع‬ ‫ت‬ ‫ال� تتبعه برحمة بينما كان يحاول قضاء بعض‬ ‫ي‬ ‫الوقت مع تالميذه (مرقس ‪٤٣-٢١ :٥‬؛ ‪-٣٠ :٦‬‬ ‫‪ .)٣٤‬علقت إلن هوايت قائلة‪" :‬إن المســيح‬ ‫فــي حياتــه علــى أ‬ ‫الرض لــم يرســم لنفســه‬ ‫خططــًا‪ .‬فقــد قبــل تدبيـرات هللا ألجلـه‪،‬‬ ‫وكان هللا يكشـف لـه عنهـا يومـًا فيومـًا‪ .‬وكذلـك‬ ‫يجـب علينـا أن نعتمــد علــى هللا لكــي تكــون‬ ‫حياتنــا مجــرد إتمــام إلرادتــه‪ .‬وإذ نُســلّم‬ ‫لــه طرقَنــا فهــو يقــود خطوا ِتنــا‪*".‬‬ ‫ها هو التحدي بالنسبة يل‪ :‬أن أراقب خطط‬ ‫ت‬ ‫ال� تتكشف ف ي� يومي‪ .‬ال أريد أن أكون‬ ‫هللا ي‬ ‫ن‬ ‫جدا‬ ‫أن� مشغول ً‬ ‫ً‬ ‫أصما عن دعوات هللا بحجة ي‬ ‫جدا باهلل لدرجة‬ ‫بخططي‪ .‬أريد أن أكون مرتبطًا ً‬ ‫ن‬ ‫اللهية خالل يومي‪.‬‬ ‫أن� أرحب بمقاطعاته إ‬ ‫ي‬ ‫هناك‪ ،‬ف� بعض أ‬ ‫الحيان‪ ،‬أشياء ث‬ ‫أك� أهمية‬ ‫ي‬ ‫من قائمة المهام الخاصة ب ي�‪.‬‬ ‫* إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬خدمة الشفاء‪ ،‬صفحة ‪.303‬‬

‫لينيت ألكوك‪ ،‬خريجة جامعة ساذرن أدفنتست‪،‬‬ ‫تعيش ف ي� واتفورد‪ ،‬المملكة المتحدة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.