AW Q2 2017 - Arabic

Page 1

‫المجلــــــــــــــة العالميــــــــــــــة لكنيســــــــــــــة األدفنتســــــــــــــت الســــــــــــــبتيين‬

‫الربع الثاين‪2017 ،‬‬ ‫ّ‬

‫الموجز الدوري‬

‫‪٦‬‬

‫بركات بال قياس‬ ‫‪١٢‬‬

‫شفاء اإلنجيل‬ ‫‪١٦‬‬

‫َرائِ َح ُة الْ َخال َِص ال َّذ ِك َّي ِة‬

‫الوقوع يف‬

‫الحب‬ ‫ِمن جديدّ‬

‫إعادة اكتشاف هديّة السبت يف عامل مشغول‬


‫«ها أنا آيت رسيعا ‪»...‬‬

‫إن مرسليتنا هي رفع يسوع املسيح عالياً‬

‫وتوحيد األدفنتست السبتيني‪ ،‬يف كل مكان‪ ،‬يف‬

‫املعتقدات واملرسلية والحياة والرجاء‪.‬‬

‫الربع ال ّثاين‪2017 ،‬‬ ‫ّ‬

‫ال ّنارش التّنفيذي ورئيس التّحرير‬ ‫بيل نوت‬

‫قصة الغالف‬ ‫ّ‬

‫الحب ِمن جديد ‪8 .............................................‬‬ ‫الوقوع يف ّ‬

‫بقلم (جريالد كلينجبيل)‬

‫السبت قديم ِقدَم الخلق‪ .‬لكن ال ينبغي التعامل مع السبت باعتباره أمرا ً َمفْروغاً منه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نظرة إىل العامل‬

‫بركات بال قياس ������������������������������������������������������������������������������������� ‪6‬‬

‫بقلم (تيد إن‪ .‬يس‪ .‬ويلسون)‬

‫الصح ُة هي نعم ُة ال ينبغي التفريط فيها‪.‬‬ ‫املعتقدات األساسية‬

‫شفاء اإلنجيل �������������������������������������������������������������������������������������� ‪12‬‬ ‫بقلم (إيك مولر)‬

‫التمتع بصحة جيدة هو جزء من األخبار السارة التي لنا يف املسيح‪.‬‬

‫اكتشاف روح ال ّنب ّوة‬

‫أسمى تربية ���������������������������������������������������������������������������������������� ‪14‬‬ ‫بقلم (إلن ج‪ .‬هوايت)‬

‫نظرة إىل الوراء يف املبادئ التأسيسية للرتبية األدفنتستية‪.‬‬

‫دراسة كتاب ّية‬

‫َرائِ َح ُة الْ َخال َِص ال َّذ ِك َّي ِة ��������������������������������������������������������������������������� ‪16‬‬

‫بقلم (إنجِ ل مانويل رودريغيز)‬ ‫العاملي‬ ‫ال ّتقرير‬ ‫ّ‬

‫آراء وأخبار ������������������������������������������������������������������������������������������� ‪3‬‬

‫‪www.adventistworld.org‬‬

‫متاحة يف ‪ ١٠‬لغات عرب شبكة اإلنرتنت‬

‫‪2‬‬

‫ال ّنارش‬ ‫إ ّن مجلّة «عامل األدفنتست» هي مجلّة دوريّة عامليّة ِمن إصدار كنيسة‬ ‫السبتيّني‪ .‬ال ّنارشون‪ :‬املجمع العا ّم‪ ،‬قسم شامل آسيا واملحيط الهادئ‬ ‫األدفنتست ّ‬ ‫السبتيّني‪.‬‬ ‫لألدفنتست ّ‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫مدير ال ّنرش الدّ و ّيل‬ ‫تشون‪ ،‬بيونج دوك‬ ‫مجلس إدارة ال ّنرش‬ ‫السكرتري؛‬ ‫تِد ويلسون‪ ،‬ال ّرئيس؛ غيريمو بياجي‪ ،‬نائب ال ّرئيس؛ بيل نوت‪ّ ،‬‬ ‫ليزا بريدسيل هاردي؛ ويليامز كوستا؛ دان جاكسون؛ بيرت الندلس؛ روبرت ليمون؛‬ ‫إيل سيمنز؛ أرتر‬ ‫جيفري مبوانا؛ ج‪ .‬ت‪ .‬نغ؛ ديزي أوريون؛ خوان بريستول بوزن؛ ّ‬ ‫ستييل؛ راي واهلن؛ كارنك دوكوميتزيان‪ ،‬مستشار قانو ّين‬ ‫لجنة تنسيق «عامل األدفنتست»‬ ‫جرييونج ليي‪ ،‬ال ّرئيس؛ يوتاكا إنيادا‪ ،‬جريمان لَست‪ ،‬بيونغ دوك تشون‪ ،‬سوك‬ ‫هيي هان‪ ،‬غوي مو سنغ‬ ‫املح ّررون يف سيلفر سربنغ‪ ،‬ماري الند‬ ‫أندري برنك‪ ،‬اليل سيزر‪ ،‬جريالد أ‪ .‬كلنبايل (مح ّررون مساعدون)‪ ،‬ساندرا‬ ‫بالكمري‪ ،‬ستيفن شافز‪ ،‬ويلونا كارميابادي‪ ،‬أندرو مكشنزي‬ ‫املح ّررون يف سيول‪ ،‬كوريا‬ ‫بيونغ دوك تشون‪ ،‬جاي مان بارك‪ ،‬هيو جن كيم‬ ‫مدير العمل ّيات‬ ‫مريل بوارييه‬ ‫مح ّررون متج ّولون‬ ‫مارك أ‪ .‬فنيل‪ ،‬جون م‪ .‬فولر‬ ‫املستشار العام‬ ‫إي‪ .‬إدوارد زنيك‬ ‫مدير مايل‬ ‫كمربيل براون‬ ‫مساعد تحرير‬ ‫مارفني ثورب بابتيست‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫جرييان ليي‪ ،‬ال ّرئيس؛ بيل نوت‪ ،‬سكرتري؛ ب‪ .‬د‪ .‬تشن‪ ،‬كارنك دوكوميتزيان‪،‬‬ ‫سوك هيي هان‪ ،‬يوتاكا إنيادا‪ ،‬جريمان لَست‪ ،‬راي واهلن‪ ،‬بحكم املنصب‪ :‬خوان‬ ‫بريستول بوزن‪ ،‬ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬تِد ويلسون‬ ‫التّصميم الف ّني‬ ‫جيف ديفري‪ ،‬بريت ميليتي؛ التّصميم باللغة العربية‪ :‬ماريسا فرييرا‬ ‫استشاريّون‬ ‫تِد ويلسون‪ ،‬خوان بريستول بوزن‪ ،‬ج‪ .‬ت‪ .‬نغ‪ ،‬غيريمو بياجي‪ ،‬ماريو بريتو‪،‬‬ ‫أبرن دي لوس سانتوس‪ ،‬دان جاكسون‪ ،‬رأفت أ‪ .‬كامل‪ ،‬مايكل ف‪ .‬كامنسيك‪ ،‬إرتون‬ ‫يس‪ .‬كولر‪ ،‬إزرس الكرا‪ ،‬جرييان ليي‪ ،‬إزرييل لييتو توماس ل‪ .‬ليمون‪ ،‬جيفري مبوانا‪،‬‬ ‫إيل سيمنز‪ ،‬أرتر ستييل‪ ،‬غلن‬ ‫سولومون مافوسا‪ ،‬بالزيوس م‪ .‬روغوري‪ ،‬سو صامويل‪ّ ،‬‬ ‫تاونإند‪ ،‬إيل وايك دايدو‬ ‫خل عنها‪ .‬يُرجى إرسال جميع‬ ‫للكتّاب‪ :‬نر ّحب باملخطوطات التي ترغبون بالتّ ّ‬ ‫امل ُراسالت التّحريريّة إىل‪:‬‬ ‫‪12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904-6600,‬‬ ‫‪U.S.A. Editorial office fax number: (301) 680-6638‬‬

‫الربيد اإللكرتوين‪)worldeditor@gc.adventist.org( :‬‬ ‫املوقع اإللكرتوين‪)www.adventistworld.org( :‬‬

‫كل ِمن كوريا والربازيل‬ ‫مجلّة «عامل األدفنتست» تُنرش شهريّاً‪ ،‬وتُطبع يف نفس الوقت يف ّ‬ ‫وأندونيسيا وأسرتاليا وأملانيا وال ّنمسا واألرجنتني واملكسيك والواليات املتّحدة‪.‬‬ ‫كل ثالثة أشهر‬ ‫نش ّ‬ ‫املو َجز الدّوري يُ َ‬ ‫الربع الثاين‪2017 ،‬‬


‫كل سبت‬ ‫شفاء ّ‬

‫بل نوت‬

‫العب كرة قدم يعود إىل امللعب بعقد يسمح له‬

‫بأنْ يأخذ إجازته األسبوعية يوم السبت‬

‫مؤمن أدفنتستي مي ّهد الطريق الحرتاف الالعب‬ ‫(فيتور هيسوهيساو)‪.‬‬ ‫قام معالِج طبيعي أدفنتستي — وهو يعمل‬ ‫يف نادي لكرة القدم يف والية (بارانا) الربازيلية —‬ ‫ِمن حيث ال يدري بتميهد الطريق لـ (كارلوس‬ ‫فيتور دا كوستا هيسوهيساو)‪ ،‬وهو حارس‬ ‫مرمى محرتف قد نال املعمودية مؤ ّخرا ً يف كنيسة‬ ‫األدفنتست السبتيني‪ ،‬ليك يعود (كارلوس) إىل‬ ‫ملعب كرة القدم بعقد يسمح له بأخذ إجازته‬ ‫األسبوعية يوم السبت‪.‬‬ ‫قام مركز (بارانا) التقني لكرة القدم‪ ،‬ومق ّره‬ ‫يف (كورنيليو بروكوبيو) يف والية (بارانا) الواقعة‬ ‫يف جنوب الربازيل‪ ،‬بالتواصل مع (هيسوهيساو)‪،‬‬ ‫خاصاً‬ ‫حيث ُعرِض عليه عقد جاهز تض ّمن بندا ً ّ‬ ‫يسمح له بأ ْن يأخذ عطلته األسبوعية أيّام بعد أشهر ِمن رفض فريقه السابق‬ ‫السبوت‪.‬‬ ‫تجديد العقد‪ ،‬عاد العب كرة القدم‬ ‫وكان (هيسوهيساو)‪ 31 ،‬عاماً‪ ،‬قد تص ّدر وحارس املرمى الربازييل (كارلوس‬ ‫عناوين الصحف الوطنية يف الربازيل عندما فيتور دا كوستا هيسوهيساو) إىل‬ ‫اختار أ ْن يتوقّف عن التدريب أو اللعب يف أيّام امللعب‪ ،‬وهو األدفنتستي الذي قال‬ ‫السبوت‪ ،‬وذلك بعد أ ْن درس تعاليم الكتاب أنّه لن يلعب أو ميارس التدريبات‬ ‫املق ّدس بخصوص سبت اليوم السابع وقبلها يوم السبت‪.‬‬ ‫أيضاً‪ .‬وعمالً باملثال الذي تركه يسوع‪ ،‬ميتنع‬ ‫األدفنتست حول العامل عن األنشطة الدنيوية يف‬ ‫ويخصصون تلك الساعات لعبادة الله ورعاية العالقات اإلنسانية‪.‬‬ ‫اليوم السابع ِمن األسبوع‬ ‫ّ‬ ‫وقد دفع القرار الذي ات ّخذه حارس املرمى هذا نادي لوندرينا الريايض‪ ،‬حيث كان يلعب‪،‬‬ ‫إىل عدم تجديد عقده الذي انتهى يف شهر مايو‪/‬أيّار ‪.2016‬‬ ‫«بعدما حدث معي يف النادي السابق‪ ،‬مل أكن أتوقّع أ ْن أعود إىل أرض امللعب يف وقت‬ ‫تابع يف الصفحة التالية‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪3‬‬

‫‪C O S TA‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم هيشيل‪ ،‬السبت‪ :‬ما يعنيه لإلنسان‬ ‫املعارص‪.‬‬

‫بقلم‪ /‬غوستافو سيدرال‪ ،‬قسم أمريكا الجنوبية‬

‫‪J A I M E‬‬

‫لو كانت األمنيات تتح ّول بالفعل إىل واقع لتم ّنيت‬ ‫كل سبت عىل الشواطئ الغربية لبحرية‬ ‫أ ْن أقف صباحاً ّ‬ ‫الجليل وأنا أراقب الفجر وهو يرتك لونه يف السامء وراء‬ ‫التالل يف الرشق‪.‬‬ ‫قبل أ ْن أزور البحرية بفرتة طويلة‪ ،‬ذهبْ ُت لزيارتها‬ ‫يف مخيّلتي آالف امل ّرات‪ .‬ك ْن ُت أسري وحدي — ولك ْن‬ ‫مل أكن وحيدا ً — يف تلك املنطقة املائية حيث تقوم‬ ‫مويجات املاء بتعميد أرجل املسافرين وعقولهم أيضاً‪.‬‬ ‫أنا شخصيّاً ال أفكر يف يوم السبت‪ ،‬اليوم السابع ِمن‬ ‫األسبوع‪ ،‬بدون أ ْن تطأ قدماي — ولو حتى ِمن دون‬ ‫الكالم عن املوضوع — هذه البحرية حيث شفى يسوع‬ ‫أسكت‬ ‫الناس واسرت ّد لهم ص ّحتهم وعافيتهم‪ ،‬حيث‬ ‫َ‬ ‫األمواج الهائجة وه ّدأها‪.‬‬ ‫كل يشء يأخذ حجمه وشكله الصحيحني يف ضوء‬ ‫ّ‬ ‫الصباح يف يوم ِمن أيّام السبت‪ ،‬سواء ك ّنا يف الجليل‬ ‫أو غالواي (يف أيرلندا)‪ ،‬يف بيت صيدا أو بوينس آيرس‪.‬‬ ‫عندما نُقلع عن الصيد وعن التدخني‪ ،‬عندئذ نعلم حجمنا‬ ‫الرب‬ ‫الحقيقي ومدى أه ّميّتنا‪ :‬نضم صوتنا إىل صوت ّ‬ ‫الرب فإىل الدهر‬ ‫متذكّرين «أنّنا تراب نحن‪...‬أ ّما رحمة ّ‬ ‫واألبد عىل خائفيه» (مزمور ‪ .)17 ،14 :103‬إ ّن يسوع‬ ‫يدعونا يوم السبت أل ْن نتذكّر أ ّن «العامل قد ُخلِق ِمن قبل‬ ‫والحياة سوف تستمر ِمن دون مساعدة ِمن إنسان»‪1.‬‬ ‫ّ‬ ‫السبت هو السبب العظيم لتجديد شعب املجيء‪،‬‬ ‫وهو نظري رضوري لجميع دعواتنا لالنخراط يف العمل‬ ‫املرسيل وتلبية نداء الواجب وعرق جبيننا وخدمتنا‪.‬‬ ‫يف يوم السبت يدعونا يسوع أل ْن نتذكّر النعمة – تلك‬ ‫النعمة التي جعلتنا نكون َمن نحن عليه اآلن‪ ،‬تلك‬ ‫وغيتنا‪ .‬و ِمن خالل عبادتنا‬ ‫النعمة التي دعتنا وخلّصتنا ّ‬ ‫املشرتكة وراحتنا يوم السبت والوقت الذي نقضيه سويّاً‪،‬‬ ‫فنحن نقول بعضنا للبعض اآلخر أ ّن أفضل ما لدينا ِمن‬ ‫مجهود – حتّى يف أحسن األحوال – ليس سوى عمل ِمن‬ ‫أعامل االمتنان للشفاء الذي نالته نفوسنا‪.‬‬ ‫وأنت تقرأ صفحات (عالَم األدفنتست) لهذا الربع‪،‬‬ ‫ارفع صالة ليك ترجع ليوم السبت تلك املكانة التي‬ ‫كل يوم سابع‬ ‫وعدها يسوع لجميع الذين يسريون معه ّ‬ ‫ِمن األسبوع (أي يوم السبت)‪ ،‬ولجميع الذين ينتظرون‬ ‫يوم عودته بفارغ الصرب‪.‬‬

‫العاملي‬ ‫ال ّتقرير‬ ‫ّ‬


‫العاملي‬ ‫ال ّتقرير‬ ‫ّ‬

‫بقلم (أندرو مكزين)‬

‫‪N E W S‬‬

‫‪4‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫(ديفيـــد ماراجـــا) يطلـــب بركـــة اللـــه قبـــل أنْ يتســـلّم مها ّمـــه الجديـــدة‬

‫‪A S N‬‬

‫قريب ج ّدا ً»‪ ،‬قال (هيسوهيساو) يف مقابلة مع‬ ‫وكالة األنباء (‪ )ASN‬يف شعبة أمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫ويتابع ليقول‪« :‬يف الواقع اعتقدْتُ أنّه كان ِمن‬ ‫يل جهة ما أ ْن أرجع أللعب‬ ‫املستحيل أ ْن ت َ‬ ‫َعرض ع ّ‬ ‫ِ‬ ‫كرة القدم بشكل احرتايف من جديد»‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ق ّرر (هيسوهيساو) أ ْن يجعل ِمن‬ ‫حلمه الذي كان يبدو بعيد املنال مسألة صالة‬ ‫جادّة‪ .‬يقول (هيسوهيساو)‪« :‬شع ْرتُ بأنّني‬ ‫ميكن أ ْن أكون رياضيّاً أدفنتستيّاً أميناً وأ ْن أكون‬ ‫نورا ً يف بيئة كرة القدم يف نفس الوقت»‪ .‬ويعقّب‬ ‫بأي نا ٍد‬ ‫(هيسوهيساو) شارحاً‪« :‬لك ّنني مل أت ّصل ّ‬ ‫بأي وكيل‪ .‬مل أتح ّدث إىل‬ ‫لطلب وظيفة‪ .‬ومل أت ّصل ّ‬ ‫أحد‪ ،‬بل صلّيْت فقط»‪.‬‬ ‫مل يتص ّور (هيسوهيساو) أبدا ً كيف ومتى‬ ‫ستُستجاب صالته‪ .‬بالنسبة لحارس املرمى‪ِ ،‬من‬ ‫الواضح أنّه تلقّى ِمن الله إجابة ال لُبْ َس فيها‪.‬‬ ‫يقول (هيسوهيساو)‪« :‬تلقّيت مكاملة قبل‬ ‫بضعة أيّام‪ .‬لقد كانت ِمن رئيس مركز (بارانا) لكرة‬ ‫يل عقدا ً تض ّمن بندا ً خالياً‬ ‫القدم‪ ،‬الذي عرض ع ّ‬ ‫ِمن أيّة قيود بخصوص يوم السبت‪ .‬فقبلت عىل‬ ‫الفور»‪.‬‬ ‫يعتقد (هيسوهيساو) أ ّن ما حدث هو شهادة‬ ‫بأي يشء — سوى‬ ‫عىل ق ّوة الصالة‪ ،‬فيقول‪« :‬مل أقم ّ‬ ‫الصالة — يك يحدث هذا‪ .‬كام أ ّن املعالِج الطبيعي‬ ‫الخاص بالنادي كان مؤمناً أدفنتستيّاً أيضاً‪ ،‬لذلك‬ ‫ّ‬ ‫كان أعضاء اإلدارة يف النادي عىل علم ج ّيد مبا كانوا‬ ‫ُمقدمني عليه»‪.‬‬ ‫يتطلّع (هيسوهيساو) ليك يجعل ِمن الوقت‬ ‫الذي سيمضيه وهو يلعب لصالح نادي لوندرينا‬ ‫الريايض فرصة لتوعية الناس‪ .‬يقول حارس املرمى‪:‬‬ ‫ربا يكون الله‬ ‫«موهبتي هي الخدمة‬ ‫ّ‬ ‫الخاصة يب‪ّ .‬‬ ‫قد فتح هذا الباب حتى يتع ّرف العديد ِمن‬ ‫الناس عىل رسالة اإلنجيل ووصايا الله العرش‪ .‬إذا‬ ‫رستُ باإلميان‪ ،‬لن يكون هناك حدود ملا ميكن أ ْن‬ ‫ْ‬ ‫يفعله ﷲ»‪.‬‬

‫مؤمن أدفنتستي يؤ ّدي اليمني الدستورية‬ ‫رئيساً للقضاة يف كينيا‬

‫رئيس القضاء (ديفيد ماراجا) يؤدّي الق َ​َسم يف مق ّر الرئاسة يف نريويب‪ ،‬يف كينيا‪ ،‬يف‬ ‫‪ 19‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫أدّى ٍ‬ ‫قاض أدفنتستي يرفض العمل يوم السبت اليم َني الدستورية كرئيس للمحكمة العليا‬ ‫ىف كينيا‪ ،‬ليصبح بذلك أ ّول عضو ِمن أعضاء الكنيسة يرأس املحكمة العليا يف البالد‪.‬‬ ‫وقد و ّجه رئيس القضاة (ديفيد ماراجا) الدعوة إىل رئيس كنيسة األدفنتست يف قسم‬ ‫وسط — رشق أفريقيا (بالسيوس روجوري)‪ ،‬حيث تقع كينيا ضمن حدود ذلك القسم‪ ،‬إىل‬ ‫مكتبه الجديد لريفع معه صالة تكريس قبل أ ْن يتسلّم مسؤول ّياته الجديدة‪.‬‬ ‫«باعتباري راسخاً يف إمياين املسيحي‪ ،‬ك ْن ُت قد ق ّر ْرتُ ‪ ،‬أنّه قبل أ ْن أبارش بأداء واجبايت‬ ‫الجديدة‪ ،‬أ ْن أرفع صالة لله وأشكره ألنّه أوصلني إىل ما أنا عليه اآلن»‪ ،‬قال (ماراجا) بينام‬ ‫كان يستقبل يف مكتبه (روغوري) وقادة آخرين لكنيسة األدفنتست ونخبة ِمن كبار القضاة‪.‬‬ ‫ويتابع (ماراجا) ليقول‪« :‬لقد جئْ ُت مع قادة كنيسة األدفنتست‪ ،‬وأنا أو ّجه الدعوة اآلن‬ ‫إىل الدكتور (روغوري) ليقود جلسة الصالة»‪ ،‬وذلك وفقاً ملا ذكرته صحيفة (دييل نيشن)‬ ‫الكينية‪.‬‬ ‫وقال (روغوري) ملجلّة (عالَم األدفنتست) أ ّن القايض (ماراجا) هو رجل صالة ومثال‬ ‫لألمانة أمام جميع املؤمنني األدفنتست‪« .‬إنّه يضع الصالة يف املقام األ ّول»‪ ،‬يضيف (روغوري)‬ ‫ليتول منصبه الجديد إلّ بعد أ ْن يدعو الله لريافقه طيلة هذا‬ ‫قائالً‪« :‬إنّه مل يكن عىل عجل ّ‬ ‫الطريق»‪.‬‬


‫وقد أدّى (ماراجا)‪ 64 ،‬عاماً‪ ،‬اليمني يف ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫(ترشين األ ّول) ‪ ،2016‬خالل حفل يف الـ (ستايت‬ ‫هاوس)‪ ،‬وهو مق ّر اإلقامة الرسمي للرئيس الكيني‬ ‫(أوورو كينياتا)‪ ،‬يف نريويب‪ .‬وكان (كينياتا) قد وافق‬ ‫عىل تعيني (مراجا)‪ ،‬وهو ٍ‬ ‫قاض ملحكمة االستئناف‪،‬‬ ‫رئيساً للمحكمة العليا املك ّونة ِمن سبعة أعضاء‪،‬‬ ‫وذلك بنا ًء عىل توصية ِمن لجنة الخدمة القضائية‬ ‫التي تتألّف ِمن قضاة املحكمة العليا وغريهم ِمن‬ ‫الخرباء القانونيني‪ .‬وكان رئيس القضاة السابق قد‬ ‫تقاعد ِمن قبل‪.‬‬ ‫وقد تص ّدر (ماراجا) عناوين الصحف الوطنية‬ ‫رصح أمام لجنة‬ ‫يف أواخر أغسطس (آب) عندما ّ‬ ‫الخدمة القضائية أثناء عملية التدقيق أنّه سيضع‬ ‫دامئاً إميانه فوق عمله‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقال (ماراجا) يف ذلك الحني‪« :‬سيكون من‬ ‫الصعب ج ّدا ً بالنسبة يل أ ْن أقوم بالجلوس يف‬ ‫املحكمة يوم السبت ألسمع قض ّية ما»‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«أفضّ ل أ ْن أتح ّدث مع زماليئ يف املحكمة الستيعايب‬ ‫وإعفايئ يف حال امت ّدت الجلسة ليومٍ ِمن أيّام‬ ‫السبت»‪.‬‬ ‫وقال (ماراجا) أ ّن ما يقوم به هو عبادة الله‬ ‫يف الكنيسة أيّام السبت‪ ،‬وهو سبت اليوم السابع‬ ‫بحسب الكتاب املق ّدس‪.‬‬ ‫وقد سبق لألدفنتست أ ْن عملوا يف حقل‬ ‫أي منهم بقيادة‬ ‫القضاء ِمن قبل‪ ،‬ولك ْن مل يقم ٌّ‬ ‫محكمة عليا يف بلد ما‪ .‬ومنهم (دانيال ديفيد‬ ‫نتاندا نسرييكو) ِمن أوغندا‪ ،‬وهو يعمل قاضياً يف‬ ‫املحكمة الجنائية الدولية يف الهاي‪ ،‬يف هولندا‪ .‬ويف‬ ‫بابوا غينيا الجديدة‪ ،‬يعمل (جيبونا جيبس ساليكا)‬ ‫نائباً لرئيس املحكمة العليا لتلك الدولة الواقعة‬ ‫جنوب املحيط الهادئ‪.‬‬ ‫وقال (روغوري) أ ّن ترقية (ماراجا) إىل رتبة‬ ‫رئيس القضاء ينبغي أ ْن يُذكّر جميع األدفنتست‬ ‫بأن يظلّوا مخلصني أمناء‪ .‬وأضاف قائالً‪« :‬إ ّن املرء‬ ‫ال يعرف أبدا ً متى قد يُطلب منه أ ْن يشغل منصباً‬ ‫كل ما علينا فعله هو‬ ‫حساساً وبالغ األه ّم ّية كهذا‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫أ ْن منارس حياتنا املسيحية باجتهاد وحذر حتى‬ ‫نتمكّن ِمن العمل بشكل جيّد عندما نُدعى لذلك»‪.‬‬

‫أستاذ الفلسفة يكتشف إميان األدفنتست ِمن خالل‬

‫الرســـالة الصح ّيـــة‬ ‫(فرانسيسكو روزاس‬ ‫انضم إىل‬ ‫برافو) ّ‬ ‫كنيسة األدفنتست‬ ‫بعد حضوره فصوالً‬ ‫دراسية يف مركز‬ ‫لألدفنتست يف‬ ‫منطقته‪.‬‬

‫انض َّم إىل كنيسة األدفنتست أستاذ فلسفة سابق يف جامعة تشييل الكاثوليكية بعد أ ْن‬ ‫عرض عليه مركز ِمن مراكز التأثري التابعة للكنيسة دورات يف الطبخ الص ّحي وفرصة لتعلّم‬ ‫العزف عىل آلة الكامن‪.‬‬ ‫م ّر (فرانسيسكو روزاس برافو) بجانب كنيسة األدفنتست املحلّ ّية لسنوات عديدة‪ ،‬لك ّنها‬ ‫مل تلفت انتباهه عىل اإلطالق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وذات يوم‪ ،‬بينام كان هو وزوجته يف طريق العودة إىل منزلهام بعد االنتهاء من التس ّوق‪،‬‬ ‫الحظا يافطة إعالن خارج الكنيسة تق ّدم «دورة تدريبية يف فنون الطبخ الص ّحي»‪ ،‬وهي‬ ‫شاب ِمن جامعة األدفنتست‬ ‫الدورة التي قام الزوجان باالشرتاك فيها‪ .‬فاجتمع بهام خ ّريج ّ‬ ‫الشاب الذي ش ّجع (روزاس) عىل االشرتاك يف ورشة عمل لدراسة آلة الكامن‬ ‫يف تشييل‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫يف املركز نفسه‪ .‬وقد حظي ذلك الطالب يف نهاية املطاف بثقة (روزاس)‪ ،‬وعرض عىل أستاذ‬ ‫الفلسفة دراسات يف الكتاب املق ّدس‪.‬‬ ‫مل يكن ال ّدين غريباً عىل (روزاس) الذي كان قد درس العديد ِمن فلسفات األديان عىل‬ ‫م ّر السنني ُمكمالً بذلك برنامج للدراسة األكادمييّة مكّنه ِمن الفوز بلقب أكادميي يثبت‬ ‫معرفته يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وأخريا ً‪ ،‬بعد الدراسة واملشاركة يف الرشكة مع املؤمنني يف الكنيسة‪ ،‬نال (روزاس) املعموديّة‬ ‫يف ‪ 3‬ديسمرب (كانون األ ّول) ‪ ،2016‬وهو اليوم الذي ُع ِقدت فيه ندوة للشبيبة تسلّط الضوء‬ ‫عىل تجارب الشباب يف تشييل ومشاركتهم يف برنامج «سنة ِمن العمل املرسيل»‪.‬‬ ‫وكانت مراكز التأثري التي افتتحها الكنيسة يف عام ‪ 2016‬يف سانتياغو‪ ،‬شييل‪ ،‬قد أع ّدت‬ ‫املحل‪ .‬وقد شارك أكرث ِمن ‪ 500‬شخصاً يف‬ ‫مجموعة ِمن األنشطة والدورات ملساعدة املجتمع ّ‬ ‫األنشطة املتعلّقة بالص ّحة والتغذية الصح ّية والتعليم والتدريب عىل الحاسوب واملوسيقى‪.‬‬ ‫غابريل غامبوا‪/‬وكالة (‪ )ASN‬اإلخبارية‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪5‬‬


‫نظرة إىل العامل‬

‫بقلم (تيد إن‪ .‬يس‪ .‬ويلسون)‬

‫بركات بال قياس‬ ‫ملحة شخص ّية عن أسلوب حياة ص ّح ّي‬

‫ألنّني أشعر براحة أكرث هكذا‪ ،‬وألنّها طريقة للعيش‬ ‫أكرث ص ّح ّية بكثري‪ .‬وقد أثبتت العلوم أ ّن منط الحياة‬ ‫النبايتّ يوفّر قدرة جسدية أكرث عىل التح ّمل‪ ،‬كام‬ ‫أنّه يقلّل كثريا ً ِمن فرص اإلصابة بأمراض القلب‬ ‫والسكتة الدماغية‪.‬‬ ‫وعندما نكون يف املنزل‪ ،‬أنا وزوجتي (نانيس)‪،‬‬ ‫فإنّنا بطبيعة الحال نباتيّان ونعتمد يف غذائنا بشكل‬ ‫أسايس عىل نظام الغذاء النبايتّ‪ ،‬ألنّه أسلوب حياة‬ ‫ّ‬ ‫ص ّحي وبسيط‪ .‬نانيس ط ّباخة رائعة‪ ،‬ولقد وج َدت‬ ‫العديد ِمن الطرق لتقديم أطباق نباتية بالكامل‬ ‫ولذيذة ومذهلة يف الوقت نفسه‪ِ .‬من السهل علينا‬ ‫أ ْن نتبع هذا النوع ِمن النظام الغذايئ عندما نكون‬ ‫يف املنزل‪ ،‬ولك ْن عندما نسافر فنحن ال نتطلّب‬ ‫أ ْن يُق َّدم لنا نظام غذاء قائم عىل النباتات بشكل‬ ‫صارم‪ ،‬وذلك عىل الرغم ِمن أنّنا ما زلنا نباتيَّ ْي‪.‬‬ ‫هناك العديد ِمن األطباق الرائعة يف جميع‬ ‫أنحاء العامل‪ ،‬ولقد وج ْدنا أنّه ليس ِمن الصعب عىل‬ ‫اإلطالق أ ْن نتناول طعاماً نبات ّياً‪ .‬يف بعض األحيان‬ ‫قد نواجه حالة صعبة حيث قد ال يكون املضيفون‬ ‫الذين يستقبلوننا قد تلقّوا معلومات حول نظامنا‬ ‫الغذا ّيئ املفضّ ل‪ .‬ويف تلك الحاالت‪ ،‬فنحن نخربهم‬ ‫بلطف بأنّنا نبات ّيان‪ ،‬وهم يل ّبون احتياجاتنا برسور‪.‬‬ ‫إذا تعاملنا مع األمور بلطف وتسامح مسيحيّني‪،‬‬ ‫فنحن عادة ال نعاين ِمن سوء فهم طويل األمد‪.‬‬ ‫وتقريباً فنحن مل نواجه أيّة صعوبات‪.‬‬

‫ولعل هذا عىل الرابط التايل‪http://bit.ly/lovelyhill :‬‬ ‫نحب أ ْن نبدأ بداية جديدة‪ّ .‬‬ ‫جميعنا ّ‬ ‫هو السبب الذي يدفع الناس لالحتفال بالعا ّم الجديد‬ ‫عىل نطاق واسع يف جميع أنحاء العامل؛ إنّه الوقت بداية ج ّيدة‬ ‫املناسب لبداية جديدة إذ نتطلّع إىل املستقبل‪ .‬وهو‬ ‫إ ّن االنطالق يف بداية ج ّيدة قد يقطع شوطاً‬ ‫أيضاً الوقت املالئم لتجربة أشياء جديدة وتغيري طويالً ِمن النجاح يف الحفاظ عىل العادات الص ّح ّية‪.‬‬ ‫العادات القدمية والقيام بخيارات ص ّح ّية‪.‬‬ ‫لقد ك ْن ُت محظوظاً‪ ،‬فوالداي كانا حريصني ج ّدا ً عىل‬ ‫فالعا ّم الذي ينتظرنا قد مأل جعبته بفرص كهذه‪ ،‬العيش بأسلوب حياة ص ّح ّي‪ .‬لقد ك ْن ُت — وما زل ُْت‬ ‫ال سيّام عندما يتعلّق األمر بالص ّحة‪.‬‬ ‫— نبات ّياً طيلة حيايت‪ .‬وكانت مامرسة الرياضة والراحة‬ ‫بني‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫الها‬ ‫العالقة‬ ‫ونحن األدفنتست لطاملا عرفنا‬ ‫ّ‬ ‫ورشب املاء كلّها جوانب ها ّمة يف حياتنا األرسيّة‪.‬‬ ‫كتبت إلن هوايت‪:‬‬ ‫العقل والجسم‪ .‬يف عام ‪ْ 1875‬‬ ‫وإذ أصب ْح ُت أكرب س ّناً‪ ،‬أدرك ُْت أه ّميّة أ ْن يكون‬ ‫«بني العقل والجسم هناك عالقة غامضة ورائعة‪ .‬للمرء خطّة تستبق األحداث (باالستعداد لها قبل‬ ‫وخاصة فيام يتعلّق بنمط الحياة الص ّح ّي‪.‬‬ ‫فواحدهام يتفاعل مع اآلخر‪ .‬ينبغي أ ْن تكون أ ْن تقع)‪ّ ،‬‬ ‫فت عىل مشورة روح النب ّوة‪ ،‬أدرك ُْت‬ ‫الدراسة األه ّم بالنسبة لنا يف الحياة هي الحفاظ وبعد أ ْن تع ّر ُ‬ ‫عىل الجسم يف حالة صح ّية لتنمية قواه‪ ،‬بحيث أه ّميّة اإلصالح الص ّح ّي والحياة الص ّحيّة‪ .‬وخالل‬ ‫يقوم ّ‬ ‫كل جزء ِمن تلك اآللة الحيّة بدوره بانسجام دراستي للحصول عىل درجة ماجستري العلوم يف‬ ‫وتناغم مع األجزاء األخرى‪ .‬إ ّن إهامل الجسم هو الص ّحة العا ّمة يف جامعة (لوماليندا)‪ ،‬أخذ العمل‬ ‫إهامل للعقل أيضاً‪ .‬والله ال يتم ّجد عندما يكون التبشريي الط ّب ّي وخدمة الص ّحة الشاملة مكانة‬ ‫ألبنائه أجسام مريضة أو عقول متق ّزمة»*‪.‬‬ ‫بارزة يف تفكريي‪.‬‬ ‫إ ّن مامرسة األدفنتست للعادات الص ّحيّة قد‬ ‫ِمن األه ّميّة مبكان بالنسبة لآلباء واأل ّمهات أ ْن‬ ‫لفتت األنظار يف جميع أنحاء العامل‪ .‬ولقد أظهرت يضعوا يف البيت مثاالً ح ّياً لنمط الحياة الص ّح ّي‪.‬‬ ‫الدراسات العلم ّية أ ّن أولئك الذين يتبعون فهذا سيكون األساس الذي سيبقى قامئاً طيلة حياة‬ ‫أسلوب الحياة‬ ‫ّ‬ ‫الخاصة بالحياة‬ ‫األدفنتستي‪ِ ،‬من نظام غذا ّيئ نبا ّيت‪ ،‬أطفالهم‪ .‬ليس فقط التعليامت‬ ‫ّ‬ ‫ومامرسة التامرين الرياضية بانتظام‪ ،‬واالمتناع عن اليومية الص ّحيّة هي التي ستوضّ ح هذه األمور‬ ‫املوا ّد الضا ّرة مثل الكحول والتبغ‪ ،‬والحفاظ عىل بجالء لألوالد يف البيت‪ ،‬ولك ْن‪ ،‬واأله ّم ِمن ذلك‪،‬‬ ‫وزن ص ّحي‪ ،‬وتناول‬ ‫ّ‬ ‫املكسات بانتظام‪ ،‬ميكنهم مظاهر الحياة اليومية والعملية ِمن قبل اآلباء‬ ‫أ ْن يزيدوا ِمن أعامرهم بشكل كبري‪ .‬ولقد كُ ِتبت واأل ّمهات‪ .‬فلألهل تأثري هائل عىل أطفالهم‪.‬‬ ‫العديد ِمن املقاالت التي تتناول نتائج هذه‬ ‫أفضل مترين ريايض‬ ‫عندما أكون يف املنزل‪ ،‬أحاول أ ْن أميش أكرث قليالً‬ ‫الدراسة‪ ،‬مبا يف ذلك «التلّة الجميلة‪ :‬حيث يعيش الكثري ِمن األطعمة الرائعة‬ ‫الناس لفرتة أطول بسعادة أكرث»‪ ،‬وقد ن ُِشت يف‬ ‫لقد واصل ُْت طيلة حيايت مامرسة ما تعلّ ْمته منذ ِمن ثالثة كيلومرتات (‪ 2‬ميالً) يف اليوم‪ ،‬بل أكرث ِمن‬ ‫مجلّة (أتالنتك) يف ‪ 4‬فرباير (شباط) ‪ .2013‬اقرأها‬ ‫أحب امليش‪ ،‬وروح النب ّوة‬ ‫لدي أيّة مشكلة كوين نباتياً‪ ،‬ذلك عندما أستطيع‪ .‬أنا ّ‬ ‫نعومة أظفاري‪ .‬مل يكن ّ‬

‫‪6‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬


‫بركات بال قياس‬

‫القس (تيد نيلسون) وزوجته (نانيس) يتلقّيان ترحيباً تقليدياً حا ّراً ِمن أعضاء الكنيسة يف جمهورية‬ ‫ّ‬ ‫فانواتو (وهي دولة جزيرة يف جنوب املحيط الهادئ) أثناء الزيارة التي قاما بها سنة ‪.2016‬‬

‫ِمـــن خـــال قـــ ّوة اللـــه تصبـــح‬ ‫الجوانـــب الروحيـــة والجســـديّة يف‬ ‫الحي ــاة مرتبط ــة معــاً ارتباطــاً وثيقــاً‪.‬‬ ‫تشري إىل أنّه أفضل رياضة‪ .‬عىل الرغم ِمن أ ّن امليش النوم والراحة‬

‫يستغرق وقتاً أطول ِمن الركض أو ركوب الد ّراجة‪،‬‬ ‫ريايض يف غاية السهولة‪ ،‬ويف أثناء‬ ‫فإنّه مترين‬ ‫ّ‬ ‫امليش نالحظ العديد ِمن األشياء الرائعة ِمن حولنا‪.‬‬ ‫وبوجود الهواتف الذكية ميكننا تحميل تسجيالت‬ ‫صوتية ِمن الكتاب املق ّدس وروح النب ّوة أو غريها‬ ‫ِمن املوادّ‪ ،‬وهكذا نستفيد ِمن خالل االستامع أثناء‬ ‫امليش (ونحن نتأكّد ِمن أ ْن نكون يف حالة تأ ّهب‬ ‫تا ّم وانتباه لحركة املرور أثناء امليش واالستامع!)‪.‬‬ ‫ِمن أجل إيجاد الوقت للتأ ّمالت الروحية‬ ‫والتامرين الرياضية‪ ،‬علينا أ ْن نضع خطّة ليك‬ ‫نجد الوقت لهذه الجوانب الها ّمة ِمن الحياة‪.‬‬ ‫أحياناً وببساطة تصبح الحياة حافلة باالنشغاالت‪.‬‬ ‫عندئذ يحني الوقت إلعادة ترتيب جداولنا بحيث‬ ‫ال تضيع علينا الربكات اليومية التي نأخذها ِمن‬ ‫دراسة الكتاب املق ّدس ودراسة روح النب ّوة والصالة‬ ‫ومامرسة الرياضة‪.‬‬

‫النوم جزء مه ّم ِمن حياتنا‪ .‬عندما ال نحصل عىل‬ ‫ٍ‬ ‫قسط ٍ‬ ‫كاف ِمن النوم‪ ،‬فإنّنا نتأث ّر بطرق عديدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وهذا مجال من املجاالت التي نحاول أنا و(نانيس)‬ ‫تحسينها باستمرار‪ .‬مبا أنّنا نسافر كثريا ً حول العامل‪،‬‬ ‫فنحن أحياناً نعاين ِمن قلّة النوم‪ .‬لذا فنحن نحاول‬ ‫النوم عىل الطائرات عىل أيّة حال‪ ،‬كام نحاول أيضاً‬ ‫املحل أينام ك ّنا‪.‬‬ ‫التكيّف برسعة مع التوقيت ّ‬ ‫يف حني أنّه ِمن امله ّم أ ْن نكون مع أعضاء كنيستنا يف‬ ‫جميع أنحاء العامل‪ ،‬فنحن نحاول أيضاً تحقيق التوازن‬ ‫بني ك ّميّة ما «نحشوه» [‪ِ ...‬من التزامات ومشغوليات]‬ ‫يف أيّامنا (بل وحتّى يف ليالينا)‪ .‬نحاول قدر اإلمكان‬ ‫الحصول عىل الراحة الكافية‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬فلقد‬ ‫الرب بركاته وأعطانا طاقة وذهناً حارضا ً إلنجاز‬ ‫منحنا ّ‬ ‫ما هو متوقّع‪ ،‬وما كان هذا ليحدث لوال نعمة الله‪،‬‬ ‫كل املجد‪ .‬أينام ك ّنا ومهام كان ما نفعله‪ِ ،‬من امله ّم‬ ‫فله ّ‬ ‫أ ْن نحصل عىل الراحة والنوم الكاف َي ْي‪.‬‬

‫ِمن امله ّم ج ّدا ً أ ْن نراقب ما نأكله وما نرشبه‬ ‫وكيف نعيش ومقدار ما نحصل عليه ِمن التامرين‬ ‫الرياضية ومقدار املاء الذي نرشبه وكم ِمن الراحة‬ ‫نحصل عليها وكيف ننظر إىل الحياة ونحن نعتمد‬ ‫كل يوم ‪ِ .‬من خالل ق ّوة الله تصبح‬ ‫عىل املسيح ّ‬ ‫الجوانب الروحية والجسديّة يف الحياة مرتبطة معاً‬ ‫ارتباطاً وثيقاً‪.‬‬ ‫وأنا هنا أحثّكم عىل أ ْن تقرأوا كلمة الله وأ ْن‬ ‫تروا الك ّم الكبري ِمن الربكات املتعلّقة بالص ّحة‬ ‫التي يوفّرها الكتاب املق ّدس‪ .‬كام أشج ّعكم أيضاً‬ ‫عىل قراءة الكتب التالية‪ :‬خدمة الشفاء‪ ،‬الخدمة‬ ‫الطب ّية‪ ،‬إرشادات حول الص ّحة والغذاء واألطعمة‪،‬‬ ‫كل‬ ‫وغريها ِمن كتب روح النب ّوة املتعلّقة بالص ّحة‪ّ .‬‬ ‫هذه الكتب‪ ،‬وأكرث ِمن ذلك‪ ،‬متاحة للتحميل م ّجاناً‬ ‫يف العديد ِمن الصيغ‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ ،MP3‬وذلك عىل‬ ‫املوقع‪egwwritings.org :‬‬ ‫للرب‪ ،‬ونتبع قوانينه الص ّح ّية‬ ‫فإذ نق ّدم حياتنا ّ‬ ‫كام ُذكِرت يف الكتاب املق ّدس وروح النب ّوة‪ ،‬سنتمتّع‬ ‫مبزيد ِمن الص ّحة والسعادة والقداسة‪ ،‬وذلك كلّه‬ ‫ِمن خالل ق ّوة يسوع املسيح ونعمته‪ .‬فبدون يسوع‬ ‫املسيح ال يشء ِمن هذا ممكن‪ .‬ولك ّن الله سيزيد‬ ‫لنا بركات رائعة إىل درجة ال ت ُص َّدق‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫نطلب منه أ ْن يعمل ِمن خاللنا ليك نحافظ عىل‬ ‫قوانينه األخالقية والص ّح ّية‪ .‬وعندما نحيا — ِمن‬ ‫خالل نعمة الله — الحياة الص ّح ّية التي يريدها‬ ‫الله لنا‪ ،‬عندئذ سنستمتع بالحياة عىل أكمل وجه‪.‬‬ ‫قال يسوع‪« :‬وأ ّما أنا فقد أتيْ ُت لتكون لهم حياة‬ ‫وليكون لهم أفضل» (يوحنا ‪.)10:10‬‬ ‫سننال بركات بال قياس وال حدود إذ ن ِ‬ ‫ُفس ُح‬ ‫املجال لله ليعمل يف حياتنا وفقاً لقوانينه األخالقية‬ ‫والص ّحيّة الرائعة‪ .‬وهذا سيكون بركة عظيمة‬ ‫للكنيسة حول العامل إذ نقرتب أكرث وأكرث ِمن مجيء‬ ‫املسيح‪.‬‬ ‫* إلن ج‪ .‬هوايت‪ ،‬شهادات الكنيسة (ماوننت فيون‪ ،‬كاليفورنيا‪:‬‬ ‫باسيفيك برس ببليكاشن‪ )1948 ،‬م‪ ،3 .‬ص‪.486 ،485 .‬‬

‫تيد إن‪ .‬يس‪ .‬ويلسون‬ ‫هو رئيس كنيسة‬ ‫األدفنتست السبتيني حول‬ ‫العامل‪ .‬ميكنك متابعته عىل‬ ‫فيسبوك وتويرت‪.‬‬ ‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪7‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫ّ‬

‫الوقوع يف‬ ‫ِمن جديد‬ ‫بقلم (جريالد كلينجبيل)‬

‫الحب‬ ‫ّ‬

‫إعادة اكتشاف هديّة السبت‬ ‫يف عامل مشغول‬

‫‪8‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬


‫يتعامل األدفنتست مع يوم السبت باعتباره أمرا ً‬ ‫مسلّامً به‪ .‬فنحن نعلم حقيق ًة أ ّن السبت هديّة‬ ‫الخاصة امل ُق ّدمة للبرشية يف أسبوع الخلق‪ .‬كام‬ ‫الله‬ ‫ّ‬ ‫نعلم أ ّن اليوم السابع يأيت قبل يوم األحد (والعديد‬ ‫تعب عن هذه‬ ‫من اللغات يف جميع أنحاء العامل ّ‬ ‫الحقيقة)‪ .‬هناك َمن يكتب بحامس عن قوانني‬ ‫السبت واالضطهاد أو السبت وأزمنة النهاية‪ ،‬وذلك‬ ‫بنا ًء عىل تفسريات نبويّة مع ّينة‪ ،‬ولكن ما هو‬ ‫املقصود فعالً بـ «حفظ السبت مق ّدساً» يف أرسة‬ ‫الكنيسة العاملية التي تض ّم الكثري ِمن الحقائق‬ ‫واملامرسات الثقافية املتن ّوعة؟‬ ‫كانت أرستنا — يف الفرتة ما بني ‪ 2005‬و‬ ‫‪ — 2009‬تسكن يف حرم معهد األدفنتست الدويل‬ ‫للدراسات املتق ّدمة (‪ )AIIAS‬يف الفلبني‪ .‬وقد‬ ‫احتفظت قلوبنا بالكثري ِمن الذكريات التي ال‬ ‫ْ‬ ‫تُنىس خالل تلك السنوات التي عشناها يف حرم‬ ‫بحق‪ .‬ولكن ِمن بني تلك‬ ‫جامعي متع ّدد الثقافات ّ‬ ‫الذكريات تربز إىل الواجهة ذكرى مميّزة ال ت ُنىس‪.‬‬ ‫كانت أيّام السبت يف الحرم الجامعي دامئاً‬ ‫خاص‪ .‬كام أنّها كانت أكرث‬ ‫أيّاماً مم ّيزة بشكل ّ‬ ‫الطلب واألساتذة الذين أتوا‬ ‫إثارة لالهتامم بفضل ّ‬ ‫ِمن مختلف أنحاء العامل‪ .‬فالبعض كانوا يُفضّ لون‬ ‫الرتحيب بالسبت ضمن مجموعة خارج شققهم‪.‬‬ ‫وآخرون كانوا يفضلّون متضية لحظة هادئة يف‬ ‫حديقة الصالة يف حرم الجامعة‪ .‬والبعض كانوا‬ ‫يغادرون الحرم الجامعي صباح السبت لخدمة‬ ‫التج ّمعات الصغرية يف مختلف أنحاء املنطقة‪.‬‬ ‫وآخرون كانوا ميضون يوم السبت بعد الظهر‬ ‫يف اللعب مع أطفالهم يف الخارج‪ .‬وكان االت ّجاه‬ ‫السائد‪« :‬إذا رأيْتُك يوم السبت وأنت تفعل شيئاً‬ ‫ما يبدو غريباً أو حتى أجنبيّاً بالنسبة يل‪ ،‬فأنا سوف‬ ‫أسألك ملاذا تفعل ما تفعله»‪.‬‬ ‫وهذا كلّه يشكّل مق ّدمة ج ّيدة مت ّهد الطريق‬ ‫ليك ننظر ِمن جديد يف خمسة مبادئ أساسية‬ ‫يقوم عىل أساسها يوم السبت كام هو يف الكتاب‬ ‫املقدس‪.1‬‬ ‫ّ‬ ‫‪R I E‬‬

‫‪ .1‬أصداء الخلق‬

‫‪P O K‬‬

‫قصة ما‪ .‬منذ‬ ‫«يف البدء» عبارة مؤث ّرة الفتتاح ّ‬

‫البداية‪ ،‬يذكّرنا الكتاب املقدس بأ ّن الوقت هو‬ ‫جزء ِمن منظومة الخلق اإللهية‪ .‬فالله يتح ّدث يف‬ ‫الوقت املناسب‪ ،‬كام أنّه يخلق يف الوقت املناسب‪.‬‬ ‫وكان مساء وكان صباح يوماً واحدا ً‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫اليوم األ ّول‪ ،‬ث ّم اليوم الثاين‪ ،‬ث ّم اليوم الثالث‪ ،‬حتى‬ ‫نصل إىل اليوم السادس (تكوين ‪،19 ،13 ،8 ،5 :1‬‬ ‫س الله بعمل يديه‪ ،‬ويخربنا الراوي‬ ‫‪ .)31 ،23‬لقد ُ َّ‬ ‫يف سفر التكوين أ ّن الله‪ ،‬بعد أ ْن خلق اإلنسا َن يف‬ ‫كل ما عمله فإذ هو «حسن‬ ‫اليوم السادس‪ ،‬رأى أ ّن ّ‬ ‫ج ّدا ً» (اآلية ‪.)31‬‬ ‫ِ‬ ‫ولك ّن الله مل ينته بعد‪ .‬فعىل قدر رسوره‬ ‫مبا صنعته يداه‪ ،‬كان هناك يوم آخر ينتظر أ ْن‬ ‫يكتمل‪ .‬إ ّن اليوم السابع ِمن أيّام الخلق يوم مم ّيز‬ ‫بكل ما تحمله التعابري اللفظية‬ ‫وفريد ِمن نوعه‪ّ ،‬‬ ‫املستخدمة ِمن معنى وبالرتكيز الذي يضعه عليه‬ ‫الراوي يف سفر التكوين‪ .‬فالله ينتهي ِمن العمل‪،‬‬ ‫ويسرتيح‪ ،‬و ِمن خالل راحته تلك يبارك اليوم‬ ‫السابع ويق ّدسه (تكوين ‪ .)3 ،2 :2‬ميثّل السبت‬ ‫ذروة الخلق ودعوة للراحة جنباً إىل جنب مع‬ ‫الخالق‪ .‬والراحة اإللهية توحي بفكرة‪« :‬لقد ت ّم»‪،‬‬ ‫وبأ ّن خليقته كاملة متكاملة ال ينقصها يشء‪ ،‬وفيها‬ ‫كل ما نحتاج إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الكامل هو سمة رئيسية من سامت خليقة‬ ‫الله قبل السقوط‪ ،‬وذلك الكامل يشمل جميع‬ ‫العالقات‪ .‬إ ّن سبت الراحة اإللهية هو أيضاً تعبري‬ ‫عن محبّته العميقة املتّقدة‪ .‬فالله أراد منذ البداية‬ ‫أ ْن يكون له وقت مميّز مع مخلوقاته‪ .‬ويف عدن‪،‬‬ ‫كل يوم سابع بشكل حرصي للرشكة‬ ‫يخصص الله ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع البرشية‪.‬‬ ‫واآلن دعونا نقفز إىل األمام لنصل إىل سيناء‪.‬‬ ‫إ ّن وصيّة السبت يف سفر الخروج ‪ 11-8 :20‬هي‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫أطول وص ّية‪ ،‬كام أنّها تعتمد ِب ْن َية نحويّة ّ‬ ‫فالدعوة االفتتاحية يف بداية الوص ّية «اذكر» ما‬ ‫هي ّإل صدى لسفر التكوين (األصحاحان ‪)2 ،1‬‬ ‫ولتلك القداسة التي تنبع ِمن الرشكة مع الخالِق‪.‬‬ ‫إ ّن حضور الله يجعل يوم السبت مق ّدساً‪ .‬والخليقة‬ ‫تذكّرنا بنشاط الله املق ّدس وباشتياقنا إىل اللقاء به‬ ‫وبخليقته‪ .‬وهذا يصلح لجميع الثقافات عىل م ّر‬ ‫األزمنة‪.‬‬ ‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪9‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬أحرار يف النهاية‬

‫بدأ السبت مع الخلق‪ ،‬ولك ّن للسبت معانٍ أكرث‬ ‫ِمن ذلك‪ .‬ف ُمعطي الرشيعة نفسه يساعدنا عىل أ ْن‬ ‫نفهم هذا البعد األكرب يف تثنية ‪ .15-12 :5‬يف مكانٍ‬ ‫ما عىل سهل ِمن سهول موآب‪ ،‬يقف موىس ليحثّ‬ ‫بني إرسائيل يف نهاية تجوالهم يف ال ّربيّة مل ّدة ‪40‬‬ ‫عاماً (تث ‪ .)5-1 :1‬وهو يروي م ّرة أخرى تاريخ‬ ‫مم يساعد‬ ‫إرسائيل مستخدماً ذلك كأداة تعليمية‪ّ ،‬‬ ‫الجيل الجديد عىل تذكّر وفهم تاريخهم‪.‬‬ ‫و ِمن املثري لالهتامم أ ّن األساس املنطقي لحفظ‬ ‫يوم السبت يف سفر التثنية (‪ )15 :5‬ال يرتكز إىل‬ ‫الخلق‪ ،‬لك ّنه يركّز عىل تحرير الله إلرسائيل ِمن‬ ‫مرص‪ .‬إ ّن الفداء هو جزء ال يتج ّزأ ِمن (حزمة)‬ ‫السبت يف الكتاب املق ّدس‪ .‬يف الواقع‪ ،‬إ ّن اآلية‬ ‫يف سفر التثنية (‪ )15 :5‬تضع أمام الجيل الجديد‬ ‫مم يجعل ما هو كامن‬ ‫األمور يف سياقها الصحيح‪ّ ،‬‬ ‫وضمني رصيحاً واضحاً‪ 2.‬عندما خلق الله البرش‪ ،‬مل‬ ‫يكن هناك س ّيد وال عبد‪ .‬وكانت الخليقة بكاملها‬ ‫معتمدة عىل الخالق و ِمنه تستم ّد الحياة‪ .‬ولقد‬ ‫ُخلِ َق الرجل واملرأة عىل صورة الله (تكوين ‪:1‬‬ ‫‪ ،)27‬وبعد السقوط‪ ،‬أصبح الرجل واملرأة (وبق ّية‬ ‫الخليقة) بحاجة إىل الفداء‪.‬‬ ‫السبت يساوي بني الجميع بشكل رائع‪ .‬فنحن‬ ‫نجلس جميعنا حول طاولة النعمة اإللهيّة ونستمتع‬ ‫بجامل الرشكة مع املفديّني‪ .‬املكانة االجتامعية‬ ‫واملساواة بني الجنسني‪ ،‬واالختالفات العرقية‪ ،‬كلّها‬ ‫تصبح بال معنى‪ .‬فالله أخرجنا جميعنا ِمن «مرص»‪،‬‬ ‫وهو قام بذلك ٍ‬ ‫«بيد شديدة وذراع ممدودة»‬ ‫(تثنية ‪ .)15 :5‬وكان عىل الجيل الجديد يف إرسائيل‬ ‫أ ْن يتذكّر مرص والعبودية وأعامل الله القدير‪.‬‬ ‫وعند دخولهم أرض املوعد يُصبحون «خليقة‬ ‫جديدة»‪ .‬ولكم أ ْن تتخيّلوا ما سيحدث إذا تذكّرنا‬ ‫كل سبت أنّنا قد خرجنا ِمن مرص وبابل يف حياتنا‬ ‫ّ‬ ‫املليئة باإلدمان والكراهية والتمركز حول الذات‪،‬‬ ‫وال ّرب الذايت! عندئذ ستُصبح «افتُديت» أكرث ِمن‬ ‫مج ّرد عنوان لرتنيمة مألوفة‪.‬‬ ‫إ ّن السبت يُح ّررنا ِمن محاوالتنا املغلوطة إلنتاج‬ ‫ال ّرب والقداسة يف أنفسنا‪ .‬هل ميكننا أ ْن نسمع أخبار‬ ‫الكتاب املق ّدس السا ّرة وهي تهمس يف آذاننا قائلة‬ ‫لنا‪« :‬ميكنكم أ ْن تثقوا به بالفعل»؟‬

‫‪ .3‬ماذا عن «الغريب»؟‬

‫‪10‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫الخلق والتحرير مبادئ تأسيسيّة فيام يتعلّق ‪ .4‬كيف ميكنني أنْ أخدمك؟‬

‫بالهوت السبت يف الكتاب املق ّدس‪ ،‬ولكن ماذا‬ ‫عن «الغريب»؟ يق ّدم سفر الخروج (‪)12 :23‬‬ ‫إجابة مفيدة‪ .‬فعندما وضع علامء الكتاب املق ّدس‬ ‫هذا املقطع يف سياقه األوسع‪ ،‬أطلقوا عليه اسم‬ ‫يبي بالتفصيل عددا ً‬ ‫(كتاب العهد)‪ ،‬وذلك ألنّه ّ‬ ‫ِمن القوانني التي تحكم العالقات اإلنسانية‪ .‬وهذه‬ ‫القوانني تتعلّق باملذبح والعبيد والعنف بني البرش‬ ‫واملمتلكات والتعويض واملساواة أمام القانون‬ ‫والسنوات السبتية‪ ،‬واألعياد السنوية (خروج ‪:20‬‬ ‫‪.)33 :23-19‬‬ ‫تذكر اآلية يف (خروج ‪ )12 :23‬السبت بشكل‬ ‫مح ّدد‪ ،‬وتتض ّمن إشارة ها ّمة حول «الغريب»‬ ‫(بالعربية‪ .)ger :‬والسؤال املطروح هنا‪ :‬ملاذا يُدرِج‬ ‫الله إشارة أخرى عن السبت بحيث يذكر بالتحديد‬ ‫«الغريب» وذلك يف مقطع يتعامل مع القضايا‬ ‫العملية التي تؤث ّر عىل شعب الله؟‬ ‫ِ‬ ‫قد نحصل عىل تلميح يساعدنا عىل اإلجابة من‬ ‫خالل إشارة سفر الخروج ‪ 12 :23‬إىل التأثري الذي‬ ‫يرتكه السبت‪ .‬فينبغي للناس والحيوانات أ ْن ترتاح‬ ‫حتى تتمكّن ِمن أ ْن تج ّدد طاقتها‪ .‬والفعل العربي‬ ‫املستخ َدم هنا يصف االنتعاش الذي يحصل عندما‬ ‫َاسه أثناء االسرتاحة‪ .‬يف الواقع‪ ،‬فإ ّن‬ ‫يلتقط املرء أنف َ‬ ‫االسم الذي يستخدم الجذر نفسه يعني «الحياة»‬ ‫أو «كائن حي»‪ ،‬ولقد ورد بالفعل يف سفر الخروج‬ ‫‪ .9 :23‬ونحن جميعاً بحاجة اللتقاط أنفاسنا ليك‬ ‫نصبح «كائنات ح ّية» ِمن جديد‪.‬‬ ‫إ ّن الراحة اإللهية هي جزء ِمن العالج الذي‬ ‫يق ّدمه الله ملدمني العمل القلقني املنهكني‬ ‫واملحاطني بالضغوط‪ .‬ولك ّن اآلية يف سفر الخروج‬ ‫(‪ )12 :23‬ال تركّز عىل هذه الفئة بشكل واضح‪،‬‬ ‫نصب عىل الحيوانات و«ابن‬ ‫بل نرى أ ّن الرتكيز ُم ّ‬ ‫أ َمتك»‪ ،‬وعىل «الغريب»‪ .‬يُخربنا سفر الخروج‬ ‫(‪ )12 :23‬أ ّن الله يه ّمه أمر املضط َهدين وامله ّمشني‬ ‫والغرباء‪ .‬إ ّن الالجئني و«الغرباء» موجودون دامئاً‬ ‫يف أجزاء كثرية ِمن عاملنا‪ .‬ونحن نفعل حسناً عندما‬ ‫الخاصة بهم وارتباطهم الوثيق‬ ‫نتذكّر عناية الله‬ ‫ّ‬ ‫بالسبت‪.‬‬

‫هناك صلة وثيقة بني السبت وااللتزام بخدمة‬ ‫اآلخرين‪ .‬أحياناً ننىس هذا الجانب الها ّم ِمن‬ ‫الهوت يوم السبت‪ ،‬متاماً كام حدث مع الناس‬ ‫أيّام إرسائيل القدمية‪ .‬ولقد تناول عاموس النبي‬ ‫بشكل عاطفي مسألة انقطاع الصلة بني حفظ‬ ‫السبت واملامرسات املسيئة التي تستهدف الفقراء‬ ‫واملتضايقني (عاموس ‪ .)6 ،5 :8‬لقد نيس شعب‬ ‫إرسائيل — بطريقة ما أو بأخرى — أ ّن عدالة الله‬ ‫مرتبطة بشكل وثيق بالخلق والفداء الذي يشمل‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫يسلّط إشعياء ‪ 58‬الضوء عىل هذا العنرص امله ّم‬ ‫ِمن السبت يف الكتاب املق ّدس‪ .‬ويضع هذا اإلصحاح‬ ‫العبادة الكاذبة وجهاً وجهاً أمام العبادة الحقيقية‪.‬‬ ‫والنبي إشعياء هنا يتساءل‪ ،‬مردّدا ً كالم الله‪ ،‬عن‬ ‫الرشخ الحاصل بني السعي لطاعة الله واالقرتاب‬ ‫منه ِمن جهة‪ ،‬وتجا ُهل أعامل ال ّرب وقمع الفئات‬ ‫امله ّمشة يف املجتمع ِمن جهة أخرى (إشعياء ‪:58‬‬ ‫‪ .)3 ،2‬الصوم والصالة ليسا بديل َْي جيّدين يغنيان‬ ‫عن الخدمة املتواضعة والعطاء املتفاين‪ .‬إ ّن العبادة‬ ‫يوم السبت — كام يبدو — ال ميكن أ ْن تكون سعياً‬ ‫أنانياً وراء السعادة‪ ،‬ولكن ينبغي أ ْن تركّز عىل‬ ‫مشيئة الله لهذا العامل‪.‬‬ ‫الخاصة‬ ‫إ ّن سعينا وراء ملذّاتنا أو مصالحنا‬ ‫ّ‬ ‫(العدد ‪ )3‬يعادل أ ْن «ترت ّد رجلُنا عن السبت»‬ ‫(العدد ‪ .)13‬إ ّن جدول أعاملنا نحن البرش ليست‬ ‫جزءا ً ِمن املثال الذي يطلبه الله بخصوص يوم‬ ‫السبت‪ .‬بدالً ِمن ذلك‪ ،‬فنحن مدع ّوون إىل البحث‬ ‫عن أولئك الذين يكافحون‪ ،‬عن األرسى‪ ،‬عن الذين‬ ‫يعانون ِمن الجوع والعري وميشون يف الظلمة‪ ،‬عن‬ ‫الذين يبدو أ ْن ال أحد يتذكّر أسامءهم‪.‬‬ ‫يف الواقع‪ ،‬إذا ك ّنا صادقني وألقينا نظرة فاحصة‬ ‫يف املرآة‪ ،‬نحن هكذا ح ّقاً‪ ،‬أليس كذلك؟ يقول سفر‬ ‫الرؤيا (‪ )17 :3‬بأنّنا نعتقد أ ّن لدينا الكثري بالفعل‪،‬‬ ‫ولك ْن يف الواقع نحن أشقياء بائسون وفقراء‪،‬‬ ‫عميان وعراة‪ .‬إنّنا نعتقد بأنّنا نقوم بعمل جيّد‪،‬‬ ‫ولك ّننا غافلون عن حالتنا الحقيقية‪ .‬نحن نعاين ِمن‬ ‫رصفاتنا تح ّركها الذات‪.‬‬ ‫مجاعة للنعمة‪ ،‬وت ّ‬ ‫ماذا سيحدث عندما نُدرِك الدعوة املتض ّمنة‬ ‫يف يوم السبت ليك نقوم بخدمة اآلخرين؟ يذكر‬ ‫إشعياء ‪ 58‬م ّرتني فكرة «اللّذة»‪ .‬والجذر العربي‬


‫وكل س ــبت جدي ــد‬ ‫م ــا يــزال الل ــه معن ــا‪ّ ،‬‬ ‫هـــو عالمـــة عـــى حضـــوره ونعمتـــه‬ ‫واملســـتقبل الـــذي ينتظرنـــا معـــه‪.‬‬ ‫لهذه الكلمة غري مستخدم يف كثري ِمن األحيان يف‬ ‫العهد القديم‪ .‬تقوم اآلية يف أشعياء ‪ 13 :58‬بعمل‬ ‫مقارنة بني تلذّذ اإلنسان بذاته واالبتهاج املرتكز يف‬ ‫الله‪ .‬فبدالً ِمن السعي لإلشباع الذايت‪ ،‬يدعونا الله‬ ‫الختبار الفرح الخالص الذي يأيت ِمن اكتشاف نعمة‬ ‫الله الخالقة واملعيلة لنا وألولئك الذين داسهم‬ ‫املجتمع‪.‬‬

‫‪ .5‬هل ترون العالمة؟‬

‫يف عرص تطبيقات الهاتف الذيك ونظام تحديد‬ ‫وأقل للعالمات‬ ‫أقل ّ‬ ‫املواقع (‪ )GPS‬نويل اهتامماً ّ‬ ‫والخرائط‪ .‬ولك ّن العالمات ما تزال مه ّمة (وليس‬ ‫فقط عندما يكون القمر الصناعي عاطالً عن العمل‬ ‫أو نكون خارج التغطية)‪ .‬إ ّن العالمات واإلشارات‬ ‫تقوم بتحديد املواقع؛ إنّها تسلّط الضوء عىل‬ ‫األحداث الها ّمة‪ .‬فالعالمة تشري إىل يشء أبعد ِمن‬ ‫العالمة نفسها‪.‬‬ ‫يق ّدم سفر الخروج (‪ )17-12 :31‬مساهمة‬ ‫فريدة لالهوت الكتاب املق ّدس بخصوص السبت‪:‬‬ ‫«سبويت تحفظونها‪ ،‬ألنّه عالمة بيني وبينكم يف‬ ‫الرب الذي يق ّدسكم»‬ ‫أجيالكم لتعلموا ّأن أنا ّ‬ ‫(خروج ‪.)13 :31‬‬ ‫إ ّن حفظ السبت ليس نشاطاً ترفيهياً اختيارياً‪.‬‬ ‫بدالً ِمن ذلك‪ ،‬كونه وص ّية إلهية فهو ميثّل عالمة‬ ‫بني الله وشعبه الذي يق ّدم املساعدة لإلنسانية‬ ‫ليك تفهم املعنى الصحيح للقداسة‪ .‬لقد أق ّر‬ ‫علامء الكتاب املق ّدس منذ فرتة طويلة باالرتباط‬ ‫الوثيق بني السبت واملق ِْدس‪ .‬فكالهام يؤكّدان عىل‬ ‫املحل املحصور‬ ‫الرشكة اإللهية اإلنسانية واملجتمع ّ‬ ‫مبكان وزمان مح ّددين (راجع خروج ‪ .)8 :25‬والله‬ ‫أعطاهام كليهام ليكونا تعبريا ً صادقاً عن الصفات‬ ‫اإللهية‪.‬‬

‫ولك ّن هناك بعدا ً آخر لعالمة السبت‪ ،‬وهو‬ ‫ُعب عنه يف سفر الخروج ‪.17-12 :31‬‬ ‫البعد امل ّ‬ ‫أبدي أو دائم (اآليات‬ ‫السبت هو عالمة لعهد ّ‬ ‫‪ )17 ،16‬متجذّر يف أسبوع الخليقة‪ .‬يذكر الكتاب‬ ‫املق ّدس ثالث عالمات عهد يف العهد القديم (قوس‬ ‫القزح [تكوين ‪ ،]17 ،13 ،12 :9‬الختان [تكوين‬ ‫‪]11 :17‬؛ والسبت [خروج ‪17 ،13 :31‬؛ حزقيال‬ ‫‪ .)]20 ،12 :20‬و ِمن بني تلك العالمات‪ ،‬يُعترب‬ ‫األقل حضورا ً ِمن الناحية الحس ّية‬ ‫السبت العالمة ّ‬ ‫املا ّديّة‪ ،‬وهو يف نفس الوقت يتطلّب استجابة ثابتة‬ ‫ِمن اإلنسان‪ .‬إ ّن عالمة السبت تساعدنا عىل أ ْن‬ ‫«نَ ْعلَم» (خروج ‪ )13 :31‬أنّه هو الخالق واملخلّص‬ ‫كل‬ ‫وامل ُق ِّدس‪ .‬إ ّن السبت أشبه بال َعلَم الذي يُ ْرفع ّ‬ ‫لئل ننىس‪.‬‬ ‫سبعة أيّام ويساعدنا عىل أ ْن نذكر‪ّ ،‬‬ ‫لطاملا أدرك األدفنتست أ ّن رسالة املالك األ ّول يف‬ ‫سفر الرؤيا (رؤيا ‪ )7 ،6 :14‬هي إشارة إىل السبت‪.‬‬ ‫فلغة النص تعكس بوضوح لغة الوص ّية الرابعة‬ ‫(خروج ‪ .)11 :20‬ومبعنى ِمن املعاين‪ ،‬يصبح السبت‬ ‫لقصة الله‪ ،‬وعىل النقيض ِمن ذلك‬ ‫مرسح األحداث ّ‬ ‫قصة الت ّنني يف سفر الرؤيا‪ .‬ويقف الخالق‬ ‫نرى ّ‬ ‫املحب يف مواجهة امل ُشتيك الغاضب الذي يسعى‬ ‫ّ‬ ‫جاهدا ً ليزرع يف النفوس بذار ّ‬ ‫الشك حول صفات‬ ‫الله‪ .‬ويف رسالة املالك األ ّول‪« ،‬يوصل السبت فكرة‬ ‫أ ّن الله يشرتك يف الواقع البرشي بطريقة مستم ّرة‬ ‫العلمة األدفنتستي (سغفي‬ ‫ووف ّية‪ ،‬كام يقول ّ‬ ‫وكل سبت جديد‬ ‫تونستاد)»‪ 3.‬ما يزال الله معنا‪ّ ،‬‬ ‫هو عالمة عىل حضوره ونعمته واملستقبل الذي‬ ‫ينتظرنا معه‪.‬‬

‫نظرة إىل الوراء — نظرة إىل فوق‬

‫وصلت تقريباً رحلتنا مع السبت إىل النهاية‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫ْ‬ ‫حيث ترتكز دعامئه عىل الخلق والفداء‪ .‬أ ّما التبشري‬

‫والخدمة واملجاهرة العلنية فهي مبثابة ظالل إضافية‬ ‫تعكس الصفات الكاملة مل ُعطي الرشيعة‪.‬‬ ‫ولك ّن بحثنا مل ينت ِه بعد‪ .‬م ّرات عديدة انرصف‬ ‫نظرنا إىل تعقيدات ما هو محظور وما هو مسموح‬ ‫فيام يتعلّق بحفظ السبت‪ ،‬وهكذا أهملنا املبادئ‬ ‫التأسيسية للسبت‪ ،‬تلك املبادئ التي تش ّجعنا عىل‬ ‫الرب بالفعل‪ .‬وهكذا فبدالً ِمن أ ْن نحيا‬ ‫أ ْن نرتاح يف ّ‬ ‫مبادئ السبت ‪ 24‬ساعة ‪ 7‬أيّام يف األسبوع‪ ،‬فنحن‬ ‫تخصصنا يف كثري ِمن األحيان يف إقامة رشيعة‬ ‫قد ّ‬ ‫تح ّدد السلوك املناسب يوم السبت‪.‬‬ ‫دعونا نتخيّل ما ميكن أ ْن يحدث لو كان لتلك‬ ‫حي عىل حياتنا‪ ،‬وليس فقط عىل‬ ‫املبادئ تأثري ّ‬ ‫حفظنا ليوم السبت‪ .‬تتح ّدث اآليات يف عربانيني‬ ‫‪ 6-1 :4‬عن راحة أخرى‪ .‬إنّها الراحة ِمن ب ّرنا‬ ‫الذايت‪ ،‬الراحة ِمن محاوالتنا اليائسة للحصول عىل‬ ‫القداسة الحقيقية‪ ،‬الراحة ِمن متركزنا حول الذات‪.‬‬ ‫رب السبت بوضوح أكرث (مرقس ‪:2‬‬ ‫فإذ نبدأ برؤية ّ‬ ‫‪ ،)28‬نزداد اقرتاباً ِمن ذاك الذي ميكنه أ ْن يخلّص‬ ‫التائهني واملتعبني واملنكرسين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الحب من جديد‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت لنقع يف ّ‬ ‫‪ .1‬استعان الكاتب باملراجع التالية يف كتابة هذه املقالة‪:‬‬ ‫‪Mathilde Frey, »The Sabbath in the Pentateuch: An‬‬ ‫‪Exegetical and Theological Study« (Ph.D. diss., Sev‬‬‫‪enth-day Adventist Theological Seminary, Andrews‬‬ ‫‪University, 2011), and Sigve K. Tonstad, The Lost‬‬ ‫‪Meaning of the Seventh Day (Berrien Springs, Mich.:‬‬ ‫‪Andrews University Press, 2009).‬‬ ‫‪2. See Gerald A. Klingbeil, »The Sabbath Law in‬‬ ‫‪the Decalogue(s): Creation and Liberation as a‬‬ ‫‪Paradigm for Community,« Revue Biblique 117, no.‬‬ ‫‪4 (2010): 491-509, esp. 506.‬‬ ‫‪3. Tonstad, pp. 479, 480.‬‬

‫جريالد أ‪ .‬كلينجبيل هو‬ ‫مح ّرر مشارك يف مجلّة (عالَم‬ ‫األدفنتست)‪ ،‬وهو يشتاق‬ ‫دامئاً لراحة يوم السبت‬ ‫األخرية يف يسوع‪.‬‬ ‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪11‬‬


‫املعتقدات األساسية‬ ‫لقد جاء كثري ِمن الناس إىل يسوع طلباً للشفاء‪ .‬وكان يسوع يشفي جميع‬ ‫أمراضهم‪ :‬الربص‪ ،‬والح ّمى‪ ،‬واليدين اليابستني‪ ،‬والشلل‪ ،‬وحتّى املوت‪ ،‬وكان‬ ‫يُخرِج الشياطني ِمن املرىض أيضاً‪.‬‬ ‫قصة امرأة مجهولة أرادت ببساطة أ ْن تلمس‬ ‫و ِمن أبرز األمثلة عىل ذلك ّ‬ ‫ثوب يسوع‪ .‬جاء كثريون إىل يسوع‪ ،‬وجميعهم كانوا يلتمسون العون منه‪،‬‬ ‫ولك ّن هذه املرأة كان لديها طريقة فريدة ج ّدا ً‪ :‬لقد حاولت التسلّل إىل يسوع‪.‬‬ ‫ومست ثوبه‪ ،‬ألنّها قالت‪:‬‬ ‫فعندما سمعت صوته «جاءت يف الجمع ِمن وراء‪ّ ،‬‬ ‫مسس ُت ولو ثيابه شُ ف ْي ُت›» (مرقس ‪.)28 ،27 :5‬‬ ‫‹إ ْن ْ‬

‫وقع التالميذ يف حرية ِمن كالم يسوع‪ .‬فهم يشعرون بالحشود التي كانت‬ ‫ملست يسوع عن غري قصد‪ .‬ومع ذلك يواصل يسوع البحث‬ ‫تزحمهم‪ ،‬والتي‬ ‫ْ‬ ‫عن املرأة‪ .‬يقول النص اليونا ّين أ ّن يسوع يعرف بالفعل َمن كان قد ملسه‪ .‬إنّه‬ ‫فعلت هذا» (اآلية ‪.)23‬‬ ‫أي شخص ال عىل التعيني‪ ،‬بل عن «التي‬ ‫ْ‬ ‫مل يبحث عن ّ‬ ‫ولك ْن‪ ،‬ما سبب إلحاح يسوع؟ لقد نالت املرأة الشفاء يف تلك اللحظة عينها‬ ‫حني ملست فيها يسوع‪ .‬كان بإمكان يسوع أ ْن يتح ّرك ويشفي ابنة يايرس‬ ‫بكل بساطة‪ .‬ولك ْن كان يسوع يأخذ بعني االعتبار ما كان أكرث بكثري‬ ‫املحترضة ّ‬ ‫ِمن الشفاء الجسدي‪ .‬فقال لها‪« :‬يا ابنة‪ ،‬إميانك قد شفاك» (اآلية ‪.)34‬‬

‫شفاء اإلنجيل‬ ‫معج ــزة بلمس ــة ودهش ــة بكلم ــة‬

‫ما الذي دفع هذه املرأة إىل استخدام تلك االسرتاتيجية االستثنائية؟ هل‬ ‫ربا كان اليأس‬ ‫كانت واعية مبا يدور داخلها أ ْم أنّها كانت تتبع طرقاً خرافية؟ ّ‬ ‫هو الذي قادها؟ أو اإلميان العميق؟ إ ّن السبب الحقيق مل يُذْكر رصاحةً‪.‬‬

‫يسوع يُنهي املعاناة‬

‫النص يف إنجيل مرقس أنّها عانت ِمن «نزف دم» (اآلية ‪ )25‬مل ّدة‬ ‫يقول ّ‬ ‫طويلة (‪ 12‬سنة) وأنّها «تألّمت كثريا ً» (اآلية ‪ .)26‬و ِمن املؤكّد أ ّن هذه املعاناة‬ ‫حملت بني ط ّياتها اإلهانة ِمن األطباء املزعومني الذين يستخدمون سبل‬ ‫ْ‬ ‫كل ما عندها»‬ ‫«أنفقت ّ‬ ‫شملت أيضاً أنّها‬ ‫العالجات الغريبة‪ .‬وهذه املعاناة‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫(اآلية ‪ .)26‬ولك ّن األه ّم ِمن ذلك هو وصمة العار التي الحقتها‪ :‬لقد كانت‬ ‫نجسة طيلة فرتة مرضها‪ .‬وهذا ما جعلها مصدرا ً للعدوى يف نظر عائلتها‬ ‫وكل َمن كان يقرتب ِمنها كثريا ً أو ِمن بيتها يصبح بدوره‬ ‫واملجتمع ِمن حولها‪ّ .‬‬ ‫أيضاً نجساً ومعدياً‪ .‬ال ب ّد أ ّن تلك املرأة قد شعرتْ بالعزلة‪ ،‬حتّى أنّها كانت متُ َنع‬ ‫ِمن حضور خدمة الصالة يوم السبت‪.‬‬ ‫واأله ّم ِمن ذلك أ ّن مرقس يس ّجل كيف استجاب يسوع لتلك املرأة‪ .‬فهو‬ ‫يوقف موكبه عند بيت يايريس‪ ،‬ويبدأ حوارا ً مط ّوالً ليح ّدد هويّة الشخص‬ ‫الذي ملسه‪ .‬وهذا يشمل مشادّة صغرية مع تالميذه‪« :‬فللوقت التفت يسوع‬ ‫خرجت منه‪ ،‬وقال‪َ :‬من ملس ثيايب؟‪ ‬فقال‬ ‫بني الجمع شاعرا ً يف نفسه بالق ّوة التي‬ ‫ْ‬ ‫له تالميذه‪ :‬أنت تنظر الجمع يزحمك‪ ،‬وتقول‪َ :‬من ملسني؟‪ ‬وكان ينظر حوله‬ ‫لريى التي فعلت هذا» (اآليات ‪.)32-30‬‬

‫‪12‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫بقلم (إيك مولر)‬

‫إ ّن الترصيح الذي أطلقه يسوع ليس مج ّرد «إميانك قد شفاك»‪ ،‬بل إنّه‬ ‫أكرث ِمن ذلك بكثري‪ .‬يشري يسوع إىل «العافية» باملعنى الشامل للكلمة‪.‬‬ ‫والكلمة اليونانية األساسية ليست «الشفاء» (أو الكلمة اليونانية ‪therapeuo‬‬ ‫التي نحصل منها عىل الكلمة اإلنجليزية ‪ therapy‬مبعنى العالج‪ ،‬وأيضاً‬ ‫عالجي)‪ ،‬ولكن بدالً ِمن ذلك‪ ،‬فالكلمة هي «الخالص»‬ ‫‪ therapeutic‬مبعنى‬ ‫ّ‬ ‫الجسدي‪ .‬واألهم ِمن‬ ‫(‪ sozo‬اليونانية)‪ .‬لقد خلّص يسوع املرأة ِمن عذابها‬ ‫ّ‬ ‫ذلك أنّه أنقذها ِمن الوضع امليسء ملكانتها اإلنسانية يف املجتمع‪ .‬لقد خلّصها‬ ‫عاطفياً وعقلياً وروحياً! فكانت الهدية الثانية أعظم ِمن األوىل‪.‬‬

‫يسوع يقدّ م السالم‬

‫نرى أيضاً أ ّن يسوع يؤكّد عىل أهم ّية مفهوم «العافية» عندما يضيف قائالً‪:‬‬ ‫«اذهبي بسالم» (اآلية ‪.)34‬‬ ‫احتل‬ ‫يف زمن يسوع مل يكن هذا السالم مج ّرد غياب الحرب‪ .‬فمنذ أن ّ‬ ‫الرومان فلسطني‪ ،‬كان هناك رصاع مفتوح ومحجوب ونشاط عسكري يف‬ ‫كل وقت‪ .‬بدالً ِمن ذلك‪ ،‬فهذا السالم (أو شالوم) الذي يتح ّدث عنه يسوع‬ ‫ّ‬ ‫له معنى متع ّدد األوجه‪ .‬فهو يشري إىل الرفاه الكامل للفرد جسدياً وعقلياً‬ ‫وعاطفياً واجتامعياً وروحياً‪ .‬إنّه نتيجة املصالحة التي تأيت بها فقط األخبار‬ ‫السا ّرة عن يسوع (أعامل الرسل ‪ .)36 :10‬إنّه ذلك السالم الذي يُصالح الناس‬ ‫إىل الله وإىل بعضهم البعض‪ .‬هذه هي املصالحة التي حصلت عليها املرأة ِمن‬ ‫خالل تفاعلها مع يسوع‪ .‬لقد تلقّت الشفاء الجسدي ببساطة عندما ملست‬


‫يسوع‪ ،‬لك ّنها تلقّت أيضاً اسرتدادا ً كامالً عندما تح ّدثت مع يسوع‪.‬‬ ‫ذلك الشعور الكامل بالهناء والرضا وطيب العيش هو ما كانت تلك املرأة تتوق‬ ‫رسا ً للحصول عليه‪ .‬وعندما تص ّورت يف البداية تلك الخطّة التي وضعتها للمس‬ ‫ّ‬ ‫مسس ُت ولو ثيابه شُ ف ْي ُت [‪(» ]sozo‬مرقس ‪.)28 :5‬‬ ‫ن‬ ‫«إ‬ ‫نفسها‪:‬‬ ‫يف‬ ‫قالت‬ ‫يسوع‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وكان أملها منذ البداية هو أ ْن تحظى بتلك الحياة الهانئة‪ .‬وعىل عكس فكرتها‬ ‫ص عىل أ ّن هذا‬ ‫القامئة عىل أ ّن ملسة بسيطة ميكن أ ْن تحقّق ذلك‪ ،‬فإ ّن يسوع يُ ِ ّ‬ ‫رسا ً‪ ،‬ولك ْن‬ ‫االسرتداد ال ميكن أ ْن يحدث دون لقاء‬ ‫شخيص معه‪ .‬ال ميكن انتزاعه ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدالً ِمن ذلك يجب أ ْن يُ ْختَ َب من خالل اللقاء الشخيص مع يسوع وجهاً لوجه‪.‬‬ ‫االسرتداد هو حدث عميق الصلة بالعالقات‪ ،‬وليس مج ّرد عمل ِمن الناحية‬ ‫عم قامت‬ ‫النظرية‪ .‬كان عىل املرأة أ ْن تواجه أكرب مخاوفها ِمن خالل الكشف ّ‬ ‫رس‪ .‬ولهذا نجدها تقرتب ِمن يسوع بخوف ورعدة (اآلية ‪.)33‬‬ ‫به ِمن عمل يف ال ّ‬ ‫ربا كانت تخىش ِمن أ ّن يسوع قد يرتاجع عن شفائها‪ ،‬أو أ ْن يطلب منها أ ْن‬ ‫ّ‬ ‫تدفع له مبالغ كبرية‪ ،‬أو يُع ِّرضها لإلهانة أمام الناس‪ .‬بالطبع فإ ّن يسوع مل يقم‬ ‫بيشء ِمن هذا‪ .‬فهو يستمع إىل شهادتها‪ ،‬وميدحها عىل إميانها‪ ،‬ويسرت ّد نفسها‬ ‫بالكامل‪ .‬وهي اآلن مل تعد ُمه َملة ُمه َّمشة‪ ،‬بل أصبحت ِمن ِعلْيَ ِة القوم يف‬ ‫املجتمع‪ .‬إ ّن تلك التي كانت منبوذة ال يلمسها أحد يف السابق أصبحت اآلن‬ ‫املرأة امل ُس َرتدَّة التي رجعت إليها الص ّحة والحياة‪.‬‬

‫االســـرداد هـــو حـــدث عميـــق الصلـــة‬ ‫بالعالق ــات‪ ،‬ولي ــس مجــ ّرد عم ــل ِم ــن‬ ‫الناحيـــة النظريـــة‪.‬‬

‫الله لهم‪ .‬وهذا‪ ،‬يف حقيقة األمر‪ ،‬هو عمل الله الذي يعيد خلق البرش يف‬ ‫حالة الهناء والرفاه التي خُلقوا ليكونوا فيها‪ .‬ويسوع ينجز هذه امله ّمة ِمن‬ ‫خالل كلامته التي قالها عن ملكوت الله (متى ‪ ،)7-5‬و ِمن خالل العديد ِمن‬ ‫الشفاءات‪ ،‬ويف نهاية املطاف‪ِ ،‬من خالل موته‪.‬‬ ‫نحن جميعنا يف مراحل مختلفة ِمن رحالتنا مع يسوع‪ .‬البعض بحاجة إىل‬ ‫اسرتداد عاطفي‪ .‬والبعض اآلخر يشتاق إىل الشفاء الجسدي‪ .‬وال يزال البعض‬ ‫اآلخر يبحث عن املصالحة الروحية‪ .‬ونحن جميعنا — مثل املرأة التي مل‬ ‫تبي لنا أ ّن يسوع وحده‬ ‫يُكشف عن اسمها — بحاجة إىل االسرتداد‪ّ .‬‬ ‫وقصتها ّ‬ ‫ميكنه أ ْن يقوم بذلك بالفعل‪.‬‬ ‫ولك ْن ال ينبغي أ ْن نكون فقط متلقّني للشفاء الذي يق ّدمه يسوع‪ ،‬بل نحن‬ ‫مدع ّوون أيضاً أل ْن نكون سفراء لرسالة يسوع‪ .‬لسنا جميعنا مدع ّوين لالسرتداد‬ ‫الجسدي‪ ،‬ولك ّننا جميعنا مدع ّوون لنشارك مع غرينا الشفاء العاطفي والعقيل‬ ‫والروحي الذي مينحه يسوع‪ .‬وكام أرسل يسوع التالميذ ل ُيذيعوا األخبار السا ّرة‬ ‫يسوع يخلق ِمن جديد‬ ‫لقد جاء يسوع إىل األرض لهذا السبب عينه‪ :‬ليسرت ّد البرشية‪ .‬تذكّروا املالك ويشفوا الناس (متى ‪ ،)8 ،7 ،1 :10‬كذلك نحن أيضاً مدع ّوون لنكون سفراءه‬ ‫الذي ظهر ليوسف يف رؤيا ليؤكّد له ما كانت مريم قد أخربته‪« :‬فستلد ابناً لنأيت باالسرتداد إىل هذا الجيل‪.‬‬ ‫وتدعو اسمه يسوع‪ .‬ألنّه يُخلّص[‪ ]sozo‬شعبه ِمن خطاياهم» (متى ‪.)21 :1‬‬ ‫هذا هو هدف يسوع‪ :‬أ ْن يخلّص [‪ ]sozo‬البرشيّة‪ ،‬وأ ْن يُرجِع الناس إىل الله‬ ‫ولبعضهم البعض‪.‬‬ ‫يف األناجيل‪ ،‬نرى أ ّن الشياطني تس ّبب الخوف والذعر‪ ،‬والقادة الدينيون‬ ‫إيك مولر أستاذ مساعد يف دراسات العهد الجديد يف‬ ‫ينبذون َمن يعتربونه غري جدير باالهتامم‪ .‬أ ّما يسوع فهو يواجه هذا الخوف‬ ‫معهد األدفنتست الدويل للدراسات العليا يف سيالنغ‪،‬‬ ‫والرفض عن طريق الشفاء وإعادة البرش ليكونوا بحسب الصورة التي قصدها‬ ‫الفلبني‪ .‬وهو متز ّوج ِمن لوبيكا‪ ،‬ولديه ابنتان صغريتان‪.‬‬

‫السلوك املسيحي‬

‫نحن مدع ّوون لنكون شعب الله الذي يفكّر ويشعر ويعمل يف وئام مع مبادئ الكتاب املقدّ س يف مختلف جوانب الحياة الشخصية واالجتامعية‪ .‬وليك‬ ‫نهتم فقط بتلك األمور التي ستثمر يف حياتنا نقاء وص ّحة وفرحاً كالذي كان ليسوع‪ .‬وهذا يعني أنّ ما نقوم‬ ‫يخلق فينا الروح ِمن جديد صفات ربّنا‪ ،‬علينا أنْ ّ‬ ‫ِ‬ ‫به ِمن تسلية وترفيه ينبغي أنْ يكون عىل أعىل مستوى من الذوق والجامل املسيح ّيني‪ .‬فإذ ندرك االختالفات بني الحضارات والثقافات املتن ّوعة‪ ،‬ينبغي أنْ‬ ‫يكون لباسنا بسيطاً ومتواضعاً وأنيقاً يليق بأولئك الذين جاملهم الحقيقي ليس جامل الزينة الخارجية ولكن زينة الروح الوديع الهادئ‪ .‬وهذا يعني أيضاً‬ ‫أنّه مبا أنّ أجسادنا هي هياكل للروح القدس‪ ،‬فنحن علينا أنْ نرعاها ونعتني بها بتعقّل‪ .‬فجنباً إىل جنب مع مامرسة الرياضة بشكل ٍ‬ ‫كاف وأخذ ما يكفينا‬ ‫تم تحديدها يف الكتاب املقدّ س‪.‬‬ ‫ِمن الراحة‪ ،‬علينا أيضاً أنْ نتب ّنى نظاماً غذائياً أكرث صح ّية — حسب اإلمكان — وأنْ منتنع عن األطعمة غري الطاهرة التي ّ‬ ‫ِ‬ ‫ومبا أنّ املرشوبات الكحولية والتبغ واالستخدام غري املسؤول لألدوية والعقاقري هي كلّها أمور ضا ّرة بأجسادنا‪ ،‬فعلينا أنْ منتنع عنها أيضاً‪ .‬وبدالً من ذلك‪،‬‬ ‫كل ما يضع أفكارنا وأجسادنا يف االنضباط الذي يريده املسيح لنا‪ ،‬وهو الذي يريد لنا أيضاً الص ّحة والفرح والخري‪( .‬تكوين ‪2 :7‬؛ خروج‬ ‫علينا أنْ ننخرط يف ّ‬ ‫‪15 :20‬؛ الويني ‪47-1 :11‬؛ مزمور ‪3 :106‬؛ رومية ‪2 ،1 :12‬؛ ‪ 1‬كورنثوس ‪20 ،19 :6‬؛ ‪31 :10‬؛ ‪ 2‬كورنثوس ‪1 :7-14 :6‬؛ ‪5 :10‬؛ أفسس ‪21-1 :5‬؛ فيلبي ‪:2‬‬ ‫‪4‬؛ ‪8 :4‬؛ ‪ 1‬تيموثاوس ‪10 ،9 :2‬؛ تيطس ‪12 ،11 :2‬؛ ‪ 1‬بطرس ‪4-1 :3‬؛ ‪ 1‬يوحنا ‪6 :2‬؛ ‪ 3‬يوحنا ‪.)2‬‬ ‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪13‬‬


‫روح ال ّنب ّوة‬ ‫إ ّن الرتبية األدفنتستية مدينة بالكثري ملشورة (إلن ج‪ .‬هوايت)‪ .‬لقد تخيّلنا كيف‬ ‫كانت ستجري األمور لو أنّنا قمنا بإجراء لقاء معها حول هذا املوضوع الها ّم —‬ ‫املح ّررون‪.‬‬

‫ما هو الهدف ِمن الرتبية الحقّة؟‬

‫خاص للدراسة‪ ،‬وهي تعني‬ ‫إ ّن الرتبية الحقّة تعني أكرث ِمن مج ّرد متابعة منهج ّ‬ ‫كل فرتة‬ ‫أكرث ِمن مج ّرد اإلعداد للحياة الحارضة‪ .‬إ ّن لها دخالً يف الكيان كلّه ويف ّ‬ ‫الوجود املمكنة لإلنسانية‪ .‬إنّها النم ّو املتناسق لقوى الجسم والعقل والروح‪ ،‬وهي‬ ‫ت ُ ِع ّد الطالب لفرح الخدمة يف هذا العامل ولفرح الخدمة األسمى واألوسع مجاالً يف‬ ‫العامل اآليت‪ ...‬فليك ندرك ما يشتمل عليه عمل الرتبية نحتاج إىل أ ْن نفكّر يف طبيعة‬ ‫اإلنسان وقصد الله ِمن خلقه‪...‬‬ ‫عندما برز آدم ِمن يد الخالق كان يحمل يف طبيعته الجسم ّية والعقل ّية‬ ‫بكل هذا إىل األبد‪.‬‬ ‫ظل عىل والئه لله لكان يتمتّع ّ‬ ‫والروح ّية مشابَ َه ًة لخالقه‪ ...‬فلو ّ‬ ‫يظل يقتبس ِمن كنوز املعرفة‪...‬‬ ‫وكان‪ ،‬طوال دهور األبد‪ّ ،‬‬ ‫فليك يعيد لإلنسان صورة جابله‪ ،‬وليك يُعاد إىل حالة الكامل التي خُلق عليها‪،‬‬ ‫وليك يرقى ِمن نضوج الجسم والعقل والنفس حتّى تتع ّمق غاية الله ِمن خلقه —‬ ‫ذلك كان القصد ِمن عمل الفداء‪ .‬وذلك هو غرض الرتبية‪ ،‬غاية الحياة العظمى‪.‬‬

‫كيف ترين العالقة بني الرتبية والفداء؟‬

‫لقد طُرِد اإلنسان ِمن محرض الله بسبب الخطيّة‪ .‬ولوال تدبري الفداء النْف َ​َص َل‬ ‫[‪...‬اإلنسان] عن الله انفصاالً أبديّاً ولَكان ظالم الليل الذي ال آخر له ِمن نصيبه‪.‬‬ ‫ولك ْن عن طريق ذبيحة املخلّص أصبح ِمن املمكن أ ْن تعود الرشكة بينه وبني الله‬ ‫ِمن جديد‪.‬‬ ‫ال يُسمح لنا باالقرتاب ِمن الله بأشخاصنا لنكون يف حرضته‪ ،‬ولن يُسمح لنا‬ ‫ونحن يف خطيّتنا بأ ْن نشخص يف وجهه‪ ،‬ولك ّننا نستطيع أ ْن نراه ونتح ّدث إليه يف‬ ‫يسوع املخلّص‪ ...‬وإذ يفتح املسيح السامء لإلنسانية‪ ،‬فالحياة التي مينحها تفتح‬ ‫قلب اإلنسانية للسامء‪...‬‬ ‫إ ّن عمل الرتبية وعمل الفداء هام واحد يف أسمى املعاين‪ ،‬ألنّه يف الرتبية كام‬ ‫يف الفداء‪« ،‬ال يستطيع أح ٌد أ ْن يضع أساساً آخر غري الذي ُوضع‪ ،‬الذي هو يسوع‬ ‫تتغي‪...‬إنّها مبادئ صفات الله — إ ّن أ ّول‬ ‫املسيح»‪...‬إ ّن مبادئ الرتبية العظيمة مل ّ‬ ‫مسعى يقوم به املعلّم والهدف الذي يضعه نصب عينيه دامئاً هو أ ْن يساعد‬ ‫الطالب يف تف ّهم هذه املبادئ والدخول يف صلة مع املسيح تجعل هذه املبادئ‬ ‫ق ّوة مسيطرة عىل الحياة‪.‬‬

‫ماذا عن «مدرسة عدن»؟ ما كانت خطّة الله‪ ،‬وما هي‬ ‫األمور التي كان يريدها أنْ تحدث؟‬ ‫إ ّن نظام الرتبية الذي ُو ِضع يف بداية العامل قد ُوضع ليكون منوذجاً لإلنسانية‬ ‫مدى األزمنة املتعاقبة بعد ذلك‪ .‬وكمثال ملبادئه أُ ِ‬ ‫نشئت مدرسة منوذج ّية يف عدن‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫أسمى‬ ‫تربية‬ ‫إلن ج‪ .‬هوايت‬

‫نظرة إىل الوراء يف املبادئ التأسيسية‬ ‫للرتبية األدفنتستية‬


‫‪B L A C K M E R‬‬ ‫‪L A R R Y‬‬

‫البيت الذي عاش فيه أبوانا األ ّوالن‪ ،‬فكانت ج ّنة عدن هي قاعة الدراسة‬ ‫وكانت الطبيعة هي كتاب الدرس‪ ،‬وكان الخالق نفسه هو املعلّم‪ ،‬وكان أبوا‬ ‫األرسة البرشية هام الطالبان‪.‬‬ ‫فإذ ُخلِق آدم وح ّواء ليكونا «صورة الله ومجده» (‪ 1‬كورنثوس ‪،)7 :11‬‬ ‫كل ق ّوة يف العقل والنفس‬ ‫فهم قَبِال هبات مناسبة ملصريهام السامي‪...‬وكانت ّ‬ ‫هبت لهام مواهب عقلية وروحية سامية‪ ،‬فإ ّن‬ ‫تعكس مجد الخالق‪ .‬فإذ قد ُو ْ‬ ‫آدم وح ّواء قد ُوضعا «قليالً عن املالئكة» (عربانيني ‪ )7 :2‬حتى ال يُدركا عجائب‬ ‫الكون املنظور وحدهام بل ليُدركا التبعات وااللتزامات األدبية‪...‬‬ ‫إ ّن أبانا الساموي يف اهتاممه بول َديْه أرشف عىل تربيتهام بنفسه‪ .‬فكثريا ً‬ ‫ما كان رسله ِمن املالئكة الق ّديسني يزورونهام‪ ،‬وكانا يتلق ّيان منهم املشورة‬ ‫والتعليم‪ .‬وعند هبوب ريح النهار عندما كانا يتمشّ يان يف الج ّنة كثريا ً ما كانا‬ ‫يسمعان صوت الله ويتح ّدثان مع اإلله الرسمدي وجهاً لوجه‪ .‬وكانت أفكاره‬ ‫كل غرضه هو خريهام‬ ‫رش» (إرميا ‪ .)11 :29‬فكان ّ‬ ‫ِمن جهتمها أفكار «سالم ال ّ‬ ‫األسمى‪.‬‬

‫تستمع للصوت الذي يتكلّم عن طريق أقوال الطبيعة‪.‬‬ ‫أ ّما املتق ّدمون يف األيّام الذين يحتاجون دامئاً إىل مذكّري الطبيعة‬ ‫الصامتني مبا هو روحي وأبدي‪ ،‬فإ ّن تعليم الطبيعة سيكون مصدرا ً للرسور‬ ‫واإلرشاد‪ .‬فكام تعلّم الساكنان يف عدن ِمن صفحات الطبيعة‪...‬هكذا أطفال‬ ‫اليوم ميكنهم أ ْن يتعلّموا منها‪...‬‬ ‫فعىل قدر اإلمكان ضعوا األطفال منذ سنواتهم الباكرة حيث يكون هذا‬ ‫الكتاب املدريس العجيب مفتوحاً أمامهم‪ .‬دعوهم يرون املشاهد املجيدة‬ ‫التي أبدعها الف ّنان األعظم عىل صفحة السموات حتى يتع ّرفون عىل عجائب‬ ‫املتغية‪ .‬ويف‬ ‫األرض والبحر‪ ،‬دعوهم يالحظون األرسار املنكشفة يف الفصول‬ ‫ّ‬ ‫كل أعامل الخالق يتعلّمون منه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال توجد طريقة أخرى ميكن بواسطتها وضع أساس ثابت وأكيد للتعليم‬ ‫والرتبية الحقيقية‪.‬‬

‫إنّ املثل األعىل الذي وضعه الله ألوالده هو‬ ‫أسمى ِمن أنْ يبلغه أسمى فكر برشي‪ .‬إنّ‬ ‫التقوى (أي أن نكون عىل صورة اهلل) هي‬ ‫الهدف الذي يجب أنْ يصل اإلنسان إليه‪.‬‬ ‫يعب عن الرتبية بحسب‬ ‫ما هو املفهوم الوحيد الذي ّ‬ ‫معرفتك بها؟‬

‫وقد عهد الله إىل آدم وح ّواء أمر العناية بالج ّنة‪...‬فلقد ُع ّي العمل النافع‬ ‫عىل أنّه بركة لتقوية الجسم وتوسيع العقل وإمناء ال ُخلُق‪.‬‬ ‫دروس ُه الح ّية أمامهام ق ّدم نبع معرفة ال ينضب‪،‬‬ ‫إ ّن كتاب الطبيعة الذي نرث َ‬ ‫إ ّن املثل األعىل الذي وضعه الله ألوالده هو أسمى ِمن أ ْن يبلغه أسمى‬ ‫للعلم والفرح‪...‬وقد كان مجد الله يف الساموات والعوامل التي ال ت ُحىص يف‬ ‫مداراتها املنتظمة و «موازنة السحاب» (أيوب ‪ )16 :37‬وأرسار النور والصوت فكر برشي‪ .‬إ ّن التقوى (أي أن نكون عىل صورة ﷲ)هي الهدف الذي يجب‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه كانت موا ّد يجب أ ْن يدرسها تلميذا مدرسة األرض أ ْن يصل اإلنسان إليه‪.‬‬ ‫والنهار والليل — ّ‬ ‫األوىل‪.‬‬

‫كيف ميكن للوالدين أنْ يستعمال الطبيعة كوسيلة لتعليم‬ ‫أوالدهام وتربيتهم؟‬ ‫إ ّن الطبيعة تق ّدم نبعاً ال ينضب للطفل الصغري الذي ال يستطيع بعد أ ْن‬ ‫يقرأ ِمن الكتاب والذي ال ميكن بعد حبسه يف الحجرة املدرسيّة حيث الروتني‬ ‫رش رسيع يف معرفة الوجود‬ ‫اململ‪ .‬والقلب الذي مل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتقس بعد مبالمسة ال ّ‬ ‫كل الخالئق‪ .‬واألذن التي مل تص ّمها بعد ض ّجة العامل وغوغاؤه‬ ‫الذي يتغلغل يف ّ‬

‫يؤمن األدفنتست السبت ّيون أ ّن إلن ج‪ .‬هوايت (‪ )1915-1827‬قد مارست‬ ‫موهبة النبوءة مبا يتوافق مع تعاليم الكتاب املق ّدس‪ ،‬وذلك ألكرث ِمن ‪70‬‬ ‫سنة ِمن الخدمة العلنية‪ .‬وهذه املقتطفات قد اقتُبست ِمن كتابها (الرتبية‬ ‫رصف‪ِ ،‬من الصفحات التالية‪18-14 :‬؛ ‪35-32‬؛ ‪23 ،23‬؛ ‪.117-116‬‬ ‫الحقيقية) بت ّ‬ ‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫‪15‬‬


‫أسئلة وأجوبة من الكتاب املقدس‬

‫َرائِ َح ُة الْ َخال َِص ال َّذ ِك َّي ِة‬

‫ما كان الغرض ِمن‬ ‫حرق البخور يف امل َ ْق ِدس‬ ‫أ ّيام بني إرسائيل؟‬

‫كان يُح َرق البخور يف‬ ‫خيمة االجتامع ألسباب ع ّدة‪.‬‬ ‫ومبا أ ّن البخور كان مسحوقاً يف‬ ‫األساس‪ ،‬فكان ال ب ّد ِمن استخدام النار ليك‬ ‫تفوح منه رائحته العطرة‪ .‬وكان يُحرق عند مذبح البخور‬ ‫املوضوع أمام الحجاب الفاصل بني القدس وقدس األقداس‪ .‬وكان طول مذبح‬ ‫البخور حوايل نصف مرت‪ ،‬وعمقه نصف مرت‪ ،‬وارتفاعه مرت واحد (خروج ‪:30‬‬ ‫وربا كان‬ ‫‪ .)10-1‬وكان هناك قرن عىل ّ‬ ‫كل زاوية ِمن الزوايا األربع العليا‪ّ ،‬‬ ‫يُح َرق البخور عىل سطح ذلك املذبح‪.‬‬ ‫‪ .1‬األسباب العملية‪ :‬كان البخور شائعاً يف جميع أنحاء الرشق األدىن‬ ‫القديم يف بيئات غري دينية‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬كانت الحيوانات يف كثري ِمن‬ ‫األحيان تبقى عىل مقربة ِمن معظم املنازل‪ ،‬وحرق البخور داخل املنزل‬ ‫كان يلعب دورا ً يف التخلّص ِمن بعض تلك الروائح‪ .‬كان القدس مسكن الله‬ ‫رش الدم‬ ‫وربا كانت تنترش بعض الروائح الكريهة بسبب ّ‬ ‫بني بني إرسائيل‪ّ .‬‬ ‫وقتل الذبائح الحيوانية‪ .‬وإظهار االحرتام لإلله املقيم يف املقدس كان يتطلّب‬ ‫السيطرة عىل ذلك التل ّوث‪ .‬وهذا ما أمكن تحقيقه ِمن خالل أمور ِمن بينها‬ ‫حرق البخور عىل املذبح يف القدس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإ ّن النص الكتايب ال يعالج‬ ‫رصاح ًة هذه الوظيفة العملية‪ ،‬ولكنه يؤكّد عىل املعنى الرمزي للطقوس‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخدمات اليومية‪ :‬كان الكاهن يذهب إىل القدس ليحرق البخور‬ ‫كل صباح‪ ،‬حني يُصلح الرسج» وم ّرة​​أخرى «‪...‬‬ ‫كل يوم‪ .‬وكان يحرق البخور «‪ّ ...‬‬ ‫ّ‬ ‫أي سبب ُمح ّدد لهذه الطقوس‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫‪.)8‬‬ ‫‪،7‬‬ ‫‪:30‬‬ ‫(خروج‬ ‫يوقده»‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫العش‬ ‫يف‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشكل رصيح‪ ،‬ولك ّن السياق يق ّدم بعض التلميحات‪ .‬فالبخور امل ُستخ د م‬ ‫الرب ملوىس‪ .‬ومل يكن‬ ‫يف خيمة االجتامع كان يُصنع بحسب وصفة أعطاها ّ‬ ‫الخاص به باستخدام تلك الوصفة‬ ‫مسموحاً لشعب إرسائيل أن يُن ِتج البخور‬ ‫ّ‬ ‫(‪ .)38-34 :30‬ولذلك‪ ،‬نقرأ عن ذلك البخور‪« :‬قدس أقداس يكون لكم» (اآلية‬ ‫‪ .)36‬لدينا هنا املنتَج الذي ميكن أ ْن يؤدّي دورا ً يف التق ّرب إىل الله‪ ،‬وذلك‬ ‫وإلهي املنشأ‪ .‬فهو كان بني الله والكاهن‪ .‬إذا ً‪ ،‬لعب البخور دور‬ ‫ألنّه مق ّدس‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الرب كممثّل عن الشعب‪ .‬ومن خالل‬ ‫الوساطة التي مت ّهد ليمثل هارون أمام ّ‬ ‫الرب أكرث ِمن أيّة خدمة ِمن الخدمات اليومية‬ ‫البخور امل ُحرتق كان يقرتب إىل ّ‬ ‫األخرى‪ ،‬وذلك أل ّن تابوت العهد كان وراء الحجاب‪ ،‬وأمامه كان يقع املذبح‬

‫‪16‬‬

‫عامل األدفنتست | الربع الثاين‪2017 ،‬‬

‫(خروج ‪ .)26 :40‬و ِمن الطبيعي أ ْن يربط الكتاب املقدس البخور بالصالة‪،‬‬ ‫الرب‪ ،‬وهذا ما يجعل الصالة مقبولة لديه (مزمور ‪2 :141‬؛‬ ‫كوسيلة للوصول إىل ّ‬ ‫لوقا ‪1:10‬؛ رؤيا ‪8 :5‬؛ ‪ .)3 :8‬يجد املسيحيون يف البخور رمزا ً ملزايا املسيح التي‬ ‫تجعل صلواتهم وأنفسهم مقبولة لدى الله (يوحنا ‪.)24 ،23 :16‬‬ ‫‪ .3‬التعبري عن الرحمة اإللهية‪ :‬هذا الدور الذي يلعبه البخور كوسيط‬ ‫يصل إىل ذروته يف يوم الكفّارة‪ ،‬عندما كان الكاهن يأخذ مبخرة ويضع فيها‬ ‫فحامً متو ّهجاً لحرق البخور‪ ،‬وذلك قبل أ ْن يدخل إىل قدس األقداس يف املَق ِْدس‬ ‫غش سحابة‬ ‫(الويني ‪ .)13 ،12 :16‬يف هذه الحالة‪ ،‬نجد معنى الطقس‪...« :‬فتُ ّ‬ ‫البخور الغطاء الذي عىل الشهادة فال ميوت» (اآلية ‪ .)13‬وهكذا كان مجد الله‬ ‫يظهر عىل غطاء تابوت العهد (تابوت الشهادة)؛ وهذا ما كان يُشكّل تهديدا ً‬ ‫لحياة الناس‪.‬‬ ‫يف هذه الحالة بالذات‪ ،‬فإ ّن سحابة البخور كانت تلعب وظيفتني رئيسيتني‪:‬‬ ‫الرب «يف السحاب‪...‬عىل الغطاء» (اآلية ‪.)2‬‬ ‫كانت املكان الذي يظهر فيه ّ‬ ‫ِ‬ ‫ميس‬ ‫والبخور‬ ‫اإللهي‪.‬‬ ‫الغضب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لتحميه‬ ‫ولك ّنها كانت أيضاً تحيط بهارون‬ ‫ّ‬ ‫مم يجعل ِمن املمكن أ ْن يحدث‬ ‫الدائرتني اإللهية والبرشية عىل ح ّد سواء‪ّ ،‬‬ ‫االت ّصال بني الله وخادمه يف ج ّو ِمن املحبّة الذي يحافظ عىل الحياة‪ ،‬وهكذا‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫يصري ِمن املمكن أ ْن يقوم هارون بخدمة ّ‬ ‫وبهذه الطريقة تجد رمزيّة الطقوس تعبريها النهايئ يف عمل املسيح‪.‬‬ ‫فاملسيح هو البخور اإللهي الذي يبقينا عىل ات ّصال مع الله‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫الرب (راجع أفسس ‪ .)4 ،3 :2‬إنّه هو البخور —‬ ‫ينقذنا فيه أيضاً ِمن غضب ّ‬ ‫رشبوا ببخور الخالص الذي يق ّدمه‬ ‫الوسيط اإللهي بالنسبة لنا‪ .‬إ ّن الذين ت ّ‬ ‫املسيح يصريون أيضاً تعبريا ً ح ّياً عن «رائحة املسيح‪ ...‬يف الذين يخلصون» (‪2‬‬ ‫كورنثوس ‪.)15 :2‬‬

‫إنجِ ل مانويل رودريغيز متقاعد ومقيم يف والية‬ ‫كقس وأستاذ‬ ‫تكساس بعد أ ْن خدم الكنيسة ّ‬ ‫والهويتّ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.