ازهار الشر

Page 1

‫بودلير‬

‫ترجمة عن الفرنسية‬ ‫حاّن ا الطاّي ار‬

‫جورجيت الطاّي ار‬

‫قاّد م له‬

‫‪1‬‬


‫ج ان بول س ارتر‬ ‫المقاّدةمة‬ ‫بقلم ج ان بول س ارتر‬ ‫ةموقف بودلير اللصلي هو ةموقف الع اكف على نفسه يتأةمله ا‬ ‫كنرسيس السطورة‪ .‬فليس لديه شعور ةمب اشر ل تخترقه نظرة ةمرهفة‪.‬‬ ‫نحن عندةم ا نتأةمل ةمثال ش ً شجرة أو بيتا نستغرق في هذه الشي اء وننسى‬ ‫أنفسن ا ‪ ,‬أةم ا بودلير فإنه ل ينسى نفسه أبدا‪ .‬فهو يتأةمل نفسه عندةم ا‬ ‫يتأةمل الشي اء ‪ ,‬وهو ينظر إلى نفسه ليرى نفسه ُينظر‪ .‬إنه يتأةمل‬ ‫شعوره ب البيت وب الشجرة لذا ل يراه ا إل أشد ضآلة وأقل وقعا كم ا لو‬ ‫ك ان ينظر إليه ا ةمن خالل عدسة ةمصغرة‪ .‬فال تدل إحداهم ا على‬ ‫الخرى كم ا يدل السهم على الطريق أو الش ارة إلى الصفحة‪ .‬وفكر‬ ‫بودلير ليضيع أبدا في ةمت اه اته ا ولكن على العكس يرى أن المهمة‬ ‫المب اشرة له ا هي أن تعيد له شعوره بذاته‪ .‬لقد كتب يقول ))ةم ا يهم ةم ا‬ ‫تستطيع أن تكون الحقيقة الموضوعة خ ارج نفسي إذا هي س اعدتني‬ ‫مه‬ ‫على أن أعيش وأن أشعر إني ةموجود وةمن أن ا((‪ .‬وفي نفسه ك ان ه اّ‬ ‫أل يظهر الشي اء إل ةمن خالل جدار سميك ةمن الشعور النس اني عندةم ا‬ ‫يقول في كت ابه ))الفن الفلسفي((‪)) .‬ةم ا هو الفن الخ الص في‬ ‫المفهو م الحديث(( ))هوأن تخلق سحرا ةمتالحقا يحتوي الموضوع‬ ‫والعلة ةمعا والع الم الخ ارجي للفن ان والفن ان نفسه‪ ,‬بشكل يستطيع‬

‫‪2‬‬


‫ةمعه إلق اء ةمح اضرة بعنوان ضآلة الحقيقة في الع الم الخ ارجي((‬ ‫ذرائع‪ ,‬انعك اس ات‪ ,‬أطر الشي اء كله ا ل قيمة له ا ةمطلقا بذاته ا وليس له ا‬ ‫ةمن ةمهمة سوى أن تعطي الفن ان فرلصة تأةمل نفسه وهو يراه ا‪.‬‬ ‫لبودلير ةمس افة جوهرية تفصله عن الع الم ليست هي ةمس افتن ا‬ ‫نحن فبينه وبين الشي اء تتدخل دائمُ انصف شف افية لزجة قليال ش ً ةمعطرة‬ ‫كثيرا كأنه ا ارتج اف هواء الصيف الح ار وهذا الشعور المراقب والذي‬ ‫يشعر بأنه ةمراقب وهو يقو م بأعم اله الع ادية‪ ,‬يفقد النس ان عفويته‬ ‫ك الطفل الذي يلعب في ظل ةمراقبة الكب ار‪ .‬هذه العفوية التي كرهه ا‬ ‫بودلير بقدر ةم ا ند م على حرةم انه ةمنه ا‪ .‬هو ل يملكه ا ةمطلقا فكل شيء‬ ‫عنده ةمزاّيف لنه ةمراقب فأتفه نزوة وأقل رغبة تولد ةمراقبة وحلولة‬ ‫الرةموز‪.‬‬ ‫وإذا ةم ا تذكرن ا المعنى الذي أعط اه ))هيجل(( لكلمة ةمب اشرة‬ ‫أدركن ا أن تميز بودلير العميق يكمن في كونه الرجل الذي فقد‬ ‫المب اشرية‪ .‬ولكن ك ان لهذا التميز ةمن قيمة ب النسبة لن ا نحن الذين نراه‬ ‫ةمن الخ ارج‪ ,‬فغنه وهو الذي ينظر إلى نفسه ةمن الداخل لم يستطيع أن‬ ‫يمسك به ةمطلقا‪ .‬ك ان يفتش عن طبيعته أي خص ائصه وكي انه‪ ,‬لكنه لم‬ ‫يدرك سوى توالي ح الته النفسية الرتيبة الطويلة التي جعلته يسخط‬ ‫عليه ا‪ .‬ك ان يرى جيدا ةم اذا يصنع خصولصية الجنرال أو بيك وخصولصية‬ ‫ن لم يتمتع بخصولصية شخصه هو‪ .‬ذلك لنه ك ان ضحية‬ ‫أةمه‪ .‬فكيف إذ ْ‬ ‫وهم طبيعي‪ ,‬بموجبه ينطبع داخل النس ان على خ ارجه‪ .‬وهذا غير‬

‫‪3‬‬


‫ةموجود‪ .‬وهذه الصفة المميزة التي تشير إليه دون الخرين‪ ,‬ل اسم له ا‬ ‫في لغته الداخلية‪ .‬فهل يرى نفسه روح انيا أ م ةمبتذل ش ً أ م ةمتميزا ؟ أو هل‬ ‫ب استط اعته حتى أن يدرك حيويته و سعة ذك ائه ؟ هذا الذك اء الذي ل‬ ‫يحاّده سوى نفسه‪ ,‬وةم ا لم يتدخل المخدر ليساّرع قليال ُ ةمن ةمجرى‬ ‫أفك اره فقد ك ان ةمعت ادُا على وتيرته ا وك انت تع ابير التشبيه تنقصه‬ ‫ليعرف كيف يتذوق سرعة جري انه ا‪.‬‬ ‫أةم ا عن تف الصيل أفك اره وعواطفه المتوقعة والمعروفة حتى قبل‬ ‫أن تظهر والشف افة ةمن كل النواحي فإنه ا تلوح له ةمعروفة جدا‪ ,‬قد‬ ‫رآه ا ةمن قبل وله ا في نفسه ألفة ل رائحة له ا ول طعم‪ .‬آتية ةمن حي اة‬ ‫س ائبة‪ .‬إن نفسه ةمملوئة بنفسه حتى الفيض ان‪ .‬لكن هذه النفس لست‬ ‫ب ا َفا َقدا َ التم اسك والمق اوةمة‪ ,‬حتى عجز عن الحكم‬ ‫سوى ةمزاج ك ا ٍ‬ ‫والمالحظة دون ظالل ول أنوار‪ .‬إنه وعي ثرث ار يرود نفسه بهمس‬ ‫ةمتالحق ويلتصق بنفسه التص اقا يمنعه ةمن قي ادة نفسه ورؤيته ا بوضوح‪.‬‬ ‫وهن ا تبدأ المأس اة البودليرية‪.‬‬ ‫تصوروا الشحرور البيض ألصيب ب العمى ـ لن النور المبهر إذا‬ ‫انعكس على العين يع ادل العمى ـ فتسلطت عليه فكرة البي اض‬ ‫المنتشر على جن احيه‪ ,‬يراه كل الشح ارير و يحدثونه عنه وهو وحده ل‬ ‫يستطيع أن يراه‪ ,‬ووضوح بودلير الشهير ليس سوى ةمجهود لتعويض‬ ‫الخس ارة‪ .‬ف الةمر يتعلق ب استع ادة نفسه وبم ا أن النظر تماّلك فيجب أن‬ ‫يرى نفسه ولكن لكي يرى نفسه يجب أن يكون شخصين‪ .‬إن بودلير‬

‫‪4‬‬


‫يستطيع أن يرى يديه وذراعيه لن العين ةمختلفة عن اليد لكن العين ل‬ ‫تستطيع أن ترى فنسه ا إنه ا تشعر بنفسه ا وتعيشه ا غير أنه ا ل تستطيع‬ ‫أن تتخذ المس افة الضرورية لكي تتذوق نفسه ا‪ .‬وعبثا ةم ا يصرخ في‬ ‫أزه ار الشر ق ائال ش ًص ‪:‬‬ ‫وجها لوجه كئيبا واضحا‬ ‫يقف وقلبه ةمرآته‬ ‫وهذه المواجهة ةم ا تك اد خطوطه ا الولى ترتسم حتى تتالشى لنه ل‬ ‫يملك سوى‬ ‫رأس واحد‪ .‬وسينحصر ةمجهود بودلير في دفع المح اولة المجهضة ةمن‬ ‫الزدواجية إلى نه ايته ا القصوى‪ ,‬والتي هي الضمير الع اكس‪ .‬وإذا تمتع‬ ‫ةمبدئي ا ش ًب الوضوح فليس ذلك ةمن أجل أن يقد م لنفسه حس ابا عن أخط ائه‬ ‫ولكن ةمن أجل أن يصبح اثنين‪ .‬وإذا أراد أن يكون اثنين فلكي يحقق‬ ‫ةمن هذا الزدواج الةمتالك النه ائي للن ا بواسطة الن ا وهكذا يضج ةمنه‬ ‫وضوحه‪.‬‬ ‫فلم يكن سوى ش اهد نفسه وسيح اول أن يكون جالده ا لن‬ ‫التعذيب يولد ازدواجية ك اةملة التح اد‪ ,‬فيه يستولي الجالد على الضحية‪.‬‬ ‫وبم ا أنه لم ينجح في رؤية نفسه فال أقل ةمن أن ينبشه ا كم ا تنبش‬ ‫السكين الجرح آةمال ش ً ةمن وراء ذلك أن يصل إلى الوحدة العميقة التي‬ ‫تكاّون حقيقة طبيعته‬ ‫أن ا الجرح والسكين‬ ‫أن ا الضحية والجالد‬ ‫‪5‬‬


‫فهل هذا التنكيل بنفسه يقلداّ الةمتالك؟ إنه ينزع إلى خلق لحم تحت‬ ‫ألص ابعه‪ ,‬لحمه هو حتى يعرف أنه لحمه ةمن خالل ةم ا يشعر به ةمن ألم‪.‬‬ ‫ن تجعل إنس انا يتألم ذلك يس اعدك على اةمتالكه وخلقه كم ا يس اعدك‬ ‫فأ ْ‬ ‫على القض اء عليه‪ .‬والصلة التي تجمع ب التب ادل الضحية والمحقق هي‬ ‫لصلة جنسية‪ .‬وعبثا يح اول أن ينقل إلى حي اته الشخصية هذه العالقة‬ ‫التي ل ةمعنى له ا إل بين أشخ اص ةمتم ايزين‪ .‬أن يحول إلى سكين‬ ‫وجدانه الع اكس وإلى جرح وجدانه المستقبل في حين أنهم ا في‬ ‫الواقع واحد‪.‬‬ ‫ل يمكن أن يحب النس ان نفسه ول أن يكرهه ا ول أن يعذب‬ ‫نفسه‪ ,‬ف الضحية والجالد يختفي ان في عد م تمييز ةمطلق عندةم ا يط الب‬ ‫الول ب اللم والث اني يم ارسه بعمل إرادي وحيد‪ .‬وبودلير أراد بعمل‬ ‫ةمع اكس‪ ,‬لكنه يهدف إلى الغ اية نفسه ا‪ ,‬أن يجعل ةمن نفسه الشريك‬ ‫المتكتم بوجدانه المستقبل‪ ,‬ضد وجدانه الع اكس‪.‬‬ ‫وعندةم ا يكف عن جعل نفسه تستشهد فذلك لنه يح اول أن‬ ‫يندهش ةمن نفسه‪ ,‬وسياّدعي عفوية ةمحاّيرة‪ ,‬وسيتظ اهر ب الستسال م‬ ‫إلى أكثر النزوات ةمج انية‪ ,‬لكي يضع نفسه فجأة أةم ا م نفسه‪ ,‬كشيء‬ ‫ةمعتم وغير ةمنتظر‪ ,‬أو بتعبير آخر كشخص يختلف عن شخصه‪ .‬فإذا‬ ‫نجح في هذا المسعى ف المشكلة ةمحلولة جزئيا وب استط اعته إذن أن‬ ‫يتمتع بشخصه‪ .‬ولكنه هن ا أيضا ل يكاّون سوى شخص واحد ةمع الذي‬ ‫يريد أن يف اجئه‪ ,‬وأقل ةم ا يق ال أنه يحدس ةمشروعه حتى قبل أن‬ ‫‪6‬‬


‫يضعه‪ .‬إنه يتوقع ةمف اجأته ويقيسه ا ويركض وراء انده اشه الشخصي‬ ‫دون أن يستطيع أبدا إدراكه‪.‬‬ ‫فبودليرهو الرجل الذي اخت ار أن يرى نفسه كأنه شخص آخر ولم‬ ‫تكن حي اته كله ا سوى قصة هذا الفشل‪ .‬وعلى الرغم ةمن الخدع التي‬ ‫نسجت لصورته في نظرن ا إلى البد فإنه يعرف تم اةما بأن نظرته‬ ‫الشهيرة ليست هي والشيء المنظور سوى واحد‪ .‬وأنه لن يصل أبدا‬ ‫إلى اةمتالك حقيقي لشخصه ولكنه يصل فقط إلى ذلك التذاّوق الف اتر‬ ‫الذي يميز الوجدان الع اكس‪.‬‬ ‫إنه يشعر ب الضجر وهذا الضجر ))تلك الع اطفة العجيبة التي هي‬ ‫ألصل كل أةمراضه وكل نج اح اته الب ائسة(( ليس ح الة ع ارضة أو كم ا‬ ‫ياّدعي هو أحي انا ثمرة عد م فضوله القرفص ‪ :‬إنه ))الضجر النقي ةمن‬ ‫الحي اة(( الذي تكلم عنه ))ف اليري(( إنه الطعم الذي يملكه النس ان‬ ‫لنفسه ب الضرورة إنه طعم الوجود‪.‬‬ ‫أن ا غرفة انتظ ار عتيقة‬ ‫ةمليئة ب الورود الذابلة‬ ‫يملؤه ا خليط عجيب‬ ‫ةمن أزي اء ف ات زةم انه ا‬ ‫ول يتنفس فيه ا عبير عطر ةمسكوب‬ ‫إل الرسو م الن ائحة‬ ‫ولوح ات بوشيه الش احبة‬

‫‪7‬‬


‫هذه الرائحة الخفيفة التي تتص اعد ةمن حق ةمفتوح إنك ل تك اد تشعر‬ ‫به ا‪ ,‬لكنك تراه ا فهي ح اضرة بكل هدوء وفظ اعة‪ ,‬لنه ا الرةمز الةمثل‬ ‫لوجود الوجدان ةمن أجل نفسه‪ .‬فهل الضجر أيضا شعور ةميت افيزيكي‪.‬‬ ‫هذا هو المنظر الداخلي لبودلير والم ادة الزلية التي لصنعت ةمنه ا‬ ‫أفراحه‪ ,‬وغضبه‪ ,‬وأحزانه‪ .‬وه ا هو تن اسخه الجديدص ‪ :‬بعد أن ساّد عليه‬ ‫حدسه‪ ,‬بتفرده الصريح‪ ,‬المن افذ كله ا‪ ,‬يدرك أنه وقف على كل إنس ان‪.‬‬ ‫فس ار في طريق الوضوح ليكشف عن طبيعته المتميزة وعن ةمجموع‬ ‫المالةمح التي تستصيع أن تجعل ةمنه الرجل الذي ل يمكن تعويضه‪.‬‬ ‫أةم ا ةم ا وجده في طريقه فلم يكن وجهه هو‪ ,‬لكنه النم اط‬ ‫الغ اةمضة للضمير الكوني‪.‬‬ ‫ف الكبري اء والوضوح والسأ م كله ا واحدة في نظره‪ .‬ففي داخله‬ ‫وعلى الرغم ةمنه‪ ,‬يصل ضمير المجموع إلى ضمير الفرد ويتع ارف ان‪.‬‬

‫))ج ان بول س ارتر((‬

‫‪8‬‬


‫إلى الق ارئ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪AU LECTEUR‬‬ ‫شح‬ ‫الحمق والضالل والثم وال اّ‬ ‫تحتل نفوسن ا وتجهد جسوةمن ا‬ ‫ونحن نغذي الاّند م فين ا‬ ‫كم ا يغذي المتساّول الطفيلي ات التي تتغذى ةمن دةمه‬ ‫آث اةمن ا عنيدة وندةمن ا جب ان‬ ‫ونحن ندفع غ اليا ثمن اعتراف اتن ا‬ ‫ونخوض طريق الوحل ةمغتبطين‬ ‫ونعتقد أنن ا ب الدةموع ندفع ثمن أخط ائن ا‬ ‫وعلى وس ادة الشر يهدهد الشيط ان روحن ا المسحورة‬ ‫ويجتث ةمن نفوسن ا ةمعدن الرادة النفيس‬ ‫‪9‬‬


‫ويمسك ب الخيوط التي تحركن ا نحو ةم ا ُيع اف‬ ‫ةمن المغري ات‪ .‬وفي كل يو م نهبط‬ ‫لنقترب خطوة ةمن جهنم دون تقاّزز‬ ‫عبر ظلم ات نتنة‪.‬‬ ‫وك الف اسق المسكين الذي يلثم ويلتهم‬ ‫النهد المعذب لع اهرة ةمحترفة‬ ‫تختلس المتع الخفاّية ونحن نعبر الحي اة‬ ‫ونعتصره ا عصر برتق الة ذابلة‬ ‫وتعربد بأدةمغتن ا حشود الشي اطين‬ ‫لصة‬ ‫ك الماليين ةمن الديدان المترا اّ‬ ‫وعندةم ا نستنشق الهواء يتسلل الموت إلى لصدورن ا‬ ‫ي يطلق أاّن اته المجنونة‬ ‫كنهر خف اّ‬ ‫فإذا ك ان الغتص اب والسم والحرائق‬ ‫والخنجر لم تنسج بعد شبكة ةمص ائرن ا‬ ‫برسوةمه ا المستحبة المثيرة‬ ‫فلنن ا واأسف اه لم نبلغ ةمن الجرأة ةم ا يكفي‬ ‫وبين كل الفهود والعق ارب والسع ادين وبن ات آوى‬ ‫والعقب ان والف اعي ةالكالب‬ ‫وكل الوحوش التي تزةمجر وتدةمد م وتزحف‬ ‫داخل نفوسن ا السنة الوضيعة‬ ‫هن اك واحد هو أشاّده ا دةم اةمة وخبثا ونج اسة‬ ‫ن ك ان قليل الحراك ضعيف الصوت‬ ‫وهو‪ ,‬وإ ْ‬ ‫‪10‬‬


‫ةمستعاّد بجولة واحدة أن يصنع ةمن الرض أنق اضا‬ ‫وبتث اؤبة واحدة أن يبتلع الع الم‬ ‫خن نرجيلته‬ ‫إنه الضجر الذي يحلم ب المشنقة وهو يد اّ‬ ‫و في عينيه تلتمع دةمعة ل إرادية‬ ‫أنت تعرفه أيه ا الق ارئ‪ ,‬هذا الغول الن اعم‬ ‫أيه ا الق ارئ المرائي ـ ي ا شبيهي ـ ي ا أخي‪.‬‬

‫ةمب اركة‬ ‫‪11‬‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪BENEDICTION‬‬ ‫عندةم ا يظهر الش اعر في هذا الع الم الملول‬ ‫بقرار ةمن القوى العلوية‬ ‫تلاّوح أةمه المذعورة بقبضتيه ا المتشنجتين‬ ‫في وجه ا الراثي لح اله ا ه ائجة‬ ‫وتقولص ‪ :‬ليتني وضعت وكرا ةمن الف اعي‬ ‫بدل ش ً ةمن أن أرضع هذا الطفل الت افه‬ ‫ةملعونة هي ليلة المتعة الزائلة التي حملته فيه ا‬ ‫ة عن كل ةم ا ارتكبته ةمن آث ا م‬ ‫ليكن هذا الحمل كف ار ش ً‬ ‫بم ا أنك ي ا رب اخترتني ةمن بين النس اء جميعا‬ ‫ف لزوجي الب ائس‪.‬‬ ‫لكون ةموضع قر ٍ‬ ‫إنني ل أستطيع أن ألقي بهذا المسخ المخيف‬ ‫كم ا تلقى رس الة الحب في اللهب‬ ‫سأقصف عمر هذه الشجرة‬ ‫لكي ل تنمو براعمه ا الوبيلة‪.‬‬ ‫ت المرأة ا َزا َبا َد حقده ا‬ ‫ع ا ِ‬ ‫وهكذا تجَّر ا َ‬ ‫وهي تجهل أن القدر المحتو م‬ ‫جعله ا تعاّد بنفسه ا‪ ,‬في قصر الجحيم‪,‬‬ ‫المحرقة المهيأة لجرائم الةموةمة‬ ‫لكن ةمالكا خفيا بيسط حم ايته على الولد المحرو م‬

‫‪12‬‬


‫فيسكر ب الضي اء‪ .‬وفي كل ةم ا يأكل ويشرب‬ ‫يجد الرحيق وشراب اللهة‪.‬‬ ‫يلهو ةمع الريح ويتحدث إلى الغيو م‬ ‫ويمشي على درب الل م وهو يغني‬ ‫جه المقدس‬ ‫والروح التي ترافقه في حا َ هِّ‬ ‫تبكي لرؤيته فرحاكعصفور الغ ابة‬ ‫ويراقبه بخوف كل الذين يرغب في ةمحبتهم‬ ‫أو يغتنمون هدوءه ليبحثوا عمن يستطيع‬ ‫أن ينتزع ةمنه شكوى‬ ‫ويجرون عليه تج ارب وحشيتهم‬ ‫ويخلطون خبزه وخمره ب الرةم اد والبص اق‬ ‫ويلقون ج انبا‪ ,‬بري اء‪ ,‬بكل ةم ا تمُّر عليه يده‬ ‫ويع اتبون أنفسهم لنهم س اروا على‬ ‫هدي خط اه‬ ‫وزوجته تصرخ في الس اح ات الع اةمة ق ائلةص ‪:‬‬ ‫بم ا أنه يجدني جميلة حتى العب ادة‬ ‫لذلك سأفعل ةم ا فعلته الوث ان القديمة‬ ‫سأجعله يعيد طالئي ب الذهب‬ ‫وسأسكر بعطر الن اردين والبخور‬ ‫مر والخمور والسجود واللحو م‬ ‫وال اّ‬ ‫لعرف إن كنت أستطيع أن أزاحم الولء اللهي‬ ‫في قلبه المعجب وعندةم ا أسأ م هذا التهريج‬ ‫‪13‬‬


‫سوف أةمد يدي القوية الهشة إلى قلبه‬ ‫وأظ افري الشبيهة ببراثن الجوارح‬ ‫تستطيع أن تماّهد الطريق إليه‬ ‫وك العصفور المرتعش سأقتلع هذا القلب المداّةمى‬ ‫وألقيه أرضا ب احتق ار‪ ,‬لشبع في داخلي‬ ‫وحشي المفضل‬ ‫لكن الش اعر اله ادئ يرفع ذراعيه الخ اشعتين‬ ‫إلى السم اء إلى حيث تلمح عين اه عريشا رائعا‬ ‫ووةمض ات روحه الكبيرة الص افية‬ ‫تحجب عنه ةمش اهد الشعوب الغ اضبة‬ ‫فلتكن ةمب اركا ي ا ا ي ا ةمن تمنح الل م‬ ‫كأنه ا دواء سم اوي لوزارن ا‬ ‫والرحيق الط اهر الذي يعاّد القوي اء‬ ‫لتلتقي المتع المقدسة‬ ‫أن ا أعرف ي ا إلهي أنك تحتفظ للش اعر‬ ‫بمك ان في لصفوف السعداء‬ ‫وتدعوه للمش اركة في العي اد الخ الدة‬ ‫للعروش والفض ائل والنتص ار على الرغب ات‬ ‫أن ا أعرف أن اللم هو الشرف الوحيد‬ ‫الذي ل ترقى إليه أرض ول جحيم‬ ‫وأن لصن اعة ت اجي الرةمزي‬ ‫تقو م به جهود الكوان والزةم ان‬ ‫‪14‬‬


‫وأن كل جواهر تدةمر القديمة المفقودة‬ ‫والمع ادن المجهولة وللئ البح ار‬ ‫التي استخرجته ا يداك‬ ‫لن تكون ك افية لتزيين هذا الت اج الب اهر المضيء‬ ‫لنه ةمن لصنع الشعة النقية‬ ‫الن ابعة ةمن ةموطن الضواء اللصيلة المقدسة‬ ‫وأن العيون الغ افية على أشراقه ا‬ ‫ليست إل ةمراي ا ةمظلمة وش اكية‬ ‫ب النسبة إليه ا‪....‬‬

‫‪15‬‬


‫القطرس‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'ALBATROS‬‬ ‫غ البا ةم ا يصط اد البح ارة طلبا للتسلية‬ ‫طيور القطرس‪ .‬هذه الطيور البحرية الكبيرة‬ ‫التي تتبع بغير ةمب الة السفينة المنس ابة‬ ‫فوق اللجج كأنه ا رف اق السفر‬ ‫ن يضع البح ارة ةملك الفض اء هذا‬ ‫وةم ا إ ْ‬ ‫على ألواح السفينة‬ ‫حتى يتحول إلى أخرق خجل‬ ‫يترك جن احيه الكبيرين الن الصعين‬ ‫يجرجران إلى ج انبه ك المج اديف‬ ‫بصورة تدعو للرث اء‬ ‫ي ا له ةمن أخرق ت افه ةمضحك وبشع‬ ‫هذا المس افر المجنح الذي ك ان في غ اية الجم ال‬ ‫فواحد يزعج ةمنق اره بغليونه‬ ‫وآخر يقلد وهو يعرج هذا المريض الذي ك ان يحلق‬ ‫ةم ا أشبه الش اعر بأةمير الفض اء هذا‬ ‫الذي ك ان يرود الع الصفة ويهزأ ب الاّرةم اة‬ ‫ي بين الغوغ اء‬ ‫إنه على الرض ةمنف اّ‬ ‫وأجنحته الجب ارة تعوقه عن ةموالصلة المسير‬

‫‪16‬‬


‫سمو‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪ELEVATION‬‬ ‫أنت ي ا نفسي تندفعين بخفة فوق المستنقع ات‬ ‫والودية والجب ال والغ اب ات‪.‬‬ ‫فوق الغيو م والبح ار وراء الشموس والثير‬ ‫وتشقين ك المحراث‪ ,‬وكساّب اح ةم اهر تطربه الةمواج‪,‬‬ ‫الفض اء الواسع العميق بنشوة ع ارةمة ل تولصف‬ ‫طيري ي ا نفسي بعيدا عن هذه الروائح الكريهة‬ ‫واذهبي وتطاّهري في الفض اء الواسع الع الي‬ ‫وليكن شرابك اللهي النقي هذا الضي اء الالةمع‬ ‫الذي يمل أجواز الفض اء الص افية‬ ‫ةم ا أسعد ةمن يستطيع بجن اح جاّب ار‬ ‫أن ينطلق إلى الحقول المضيئة الص افية‬ ‫ت اركا وراءه السأ م والحزان الكبيرة‬ ‫التي تهيمن بثقله ا على هذا الوجود الغ اةمض‬ ‫‪17‬‬


‫ةم ا أسعد ةمن ك انت أفك اره كطيور القاّبر‬ ‫تنطلق في الصب اح لتت ابع طيرانه ا حرة إلى السموات‬ ‫وةم ا أسعد ةمن يحلق فوق الوجود‬ ‫ويفهم دون كبير عن اء‬ ‫لغة الزهور والشي اء الص اةمتة‬

‫المن ارات‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES PHARES‬‬ ‫ض‬ ‫))ريبنز ))‪Rubens‬ي انهرا للنسي ان وبست انا للكسل ووس ادة ةمن لحم غ اّ‬ ‫ل للغزل‬ ‫ولكن لتزدحم عليه ا الحي اة وتضطرب بغير انقط اع‬ ‫كم ا يضطرب الهواء في الفض اء والموج في البحر‬ ‫))ليون ارد دي فنشي ))‪Leonard de Vinci‬‬ ‫ي ا ةمرآة عميقة ف اتحة تلوح فيه ا ف اتن ات المالئكة‬ ‫ب ابتس اةم اتهن الغ اةمضة ةمن خالل جب ال الجليد‬ ‫‪18‬‬


‫وأشج ار الصنوبر التي تح الصر بالدهم‬ ‫))راةمبراندت ‪ ((Rembrandt‬أيه ا المشفى الحزين‬ ‫المملوء ب الهمس ات‬ ‫المزين بصليب ضخم تفوح ةمنه الصلوات‬ ‫ةمن بين القذار ةممزوجة ب الدةموع‬ ‫لم يظفر ةمن الشت اء إل بشع اع ةمف اجئ‬ ‫))ةميكيل أنج ‪((Miehel Ange‬‬ ‫أيه ا المك ان الغ اةمض الذي تختلط فيه‬ ‫العم القة ب المصلوبين وتنتصب الشب اح الجب ارة‬ ‫ةمماّزقة أكف انه ا عند الشفق ةممدودة اللص ابع‬ ‫))بيجي ‪ ((Puget‬أيه ا الةمبراطور الحزين‬ ‫للمحكوةمين ب الشغ ال الش اقة‬ ‫أيه ا القلب المملوء كبرا والرجل الش احب الكئيب‬ ‫ي ا ةمن عرفت كيف تلملم الجم ال ةمن ةمالةمح‬ ‫الوغ اد وي ا غضب المالكمين وقحة الحيوان‬ ‫))واتو ‪ ((Watteau‬أيه ا الكرنف ال الذي‬ ‫تهيم فيه القلوب الكبيرة ةمضيئة ك الفراش‬ ‫والزخرف الغض المجاّنح الذي يغمره نور الثري ات‬ ‫فيسكب الجنون على هذا المرقص الص اخب‬ ‫))غوي ا ‪ ((Goya‬أيه ا الك ابوس‬ ‫المملوء ب السرار المجهولة‬ ‫سحرة والطف ال‬ ‫والجنة التي تطهى في اجتم اع ال اّ‬ ‫‪19‬‬


‫والعج ائز بأيديهن المراي ا ع اري ات‬ ‫يسوين ةمن جواربهن لغواء الشي اطين‬ ‫))دي لكروا ‪ ((De lacroix‬ي ا بحيرة ةمن د م‬ ‫يسكنه ا ةمالئكة أشرار‬ ‫تظلله ا غ ابة ةمن أشج ار الصنوبر‬ ‫الدائمة الخضرة تمر به ا تحت سم اء حزينة‬ ‫أنغ ا م غريبة كأنه ا زفرة ةمجنونة‬ ‫ةمن زفرات الموسيقي‪ .‬ويبير ‪Weber‬‬ ‫هذه الشت ائم واللعن ات والشك اوى والنشوات‬ ‫والعويل والدةموع والصلوات‬ ‫ى تردده المت اه ات‬ ‫كل ذلك ليس سوى لصد ش ً‬ ‫ي للقلوب الف انية‬ ‫وأفيون إله اّ‬ ‫والصرخة التي يردده ا آلف الحراس‬ ‫جع آلف البواق لصداه‬ ‫واليع از الذي تر اّ‬ ‫والمن ارات التي تضيء فوق القالع‬ ‫ونداء الصي ادين الت ائهين في الغ اب ات‬ ‫حقا ي ا ةمولي إن خير شه ادة نرفعه ا إليك‬ ‫هي هذه الزفرة الح ارة التي تنتقل ةمن جيل إلى جيل‬ ‫لتموت على ش اطئ أبديتك‬

‫‪20‬‬


‫الراهب الردئ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE MAUVAIS MOINE‬‬ ‫ك انت الديرة القديمة‬ ‫تعرض على أسواره ا الضخمة‬ ‫الحقيقة المقدسة في لوح ات‬ ‫وك ان لتلك اللوح ات أثره ا‬ ‫في إيص ال الدفء إلى النفوس النقية‬ ‫فتخفف ةمن قسوته ا المتزةمتة‬ ‫في تلك الزةمنة التي ك انت تنمو فيه ا بذور المسيحية‬ ‫ك ان أكثر ةمن راهب ةمشهور‪ ,‬ون ادرا ةم ا يذكر اليو م‪,‬‬ ‫يتخذ ةمن ةمسرح المآتم ةمحفال ش ً‬ ‫يمجد فيه الموت بكل بس اطة‬ ‫إن نفسي قبر أطاّوف فيه وأقيم ةمنذ الزل‬ ‫بثي اب راهب ض ال‬ ‫جمل جدران هذا الدير البشع‬ ‫ول ةمن ي اّ‬ ‫‪21‬‬


‫أيه ا الراهب الكسول ةمتى أعرف‬ ‫أن ألصنع ةمن ح اضر حي اتي الب ائسة‬ ‫ي وحبا لعين اّ‬ ‫ي‬ ‫عمال ش ً ليد اّ‬

‫العدو‬ ‫اّ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'ENNEMI‬‬ ‫شب ابي لم يكن سوى زوبعة ق اتمة‬ ‫اخترقته هن ا وهن اك الشموس الالةمعة‬ ‫فقد عبث المطر والرعد ببست اني‬ ‫فلم يبقي ا فيه إل القليل ةمن الثم ار الذهبية‬ ‫وه ا إن أفك اري قد بلغت خريفه ا‬ ‫ولبد لي ةمن استعم ال الرفش والمسلفة‬ ‫لعيد تنظيم هذه المزارع التي غمرته ا المي اه‬

‫‪22‬‬


‫وحفرت فيه ا حفرا واسعة ك القبور‬ ‫ةمن يدري إذا ك انت هذه الزه ار الجديدة‬ ‫التي كنت به ا أحلم‬ ‫ستجد في التربة المغسولة ك الرةمل‬ ‫الغذاء الرةمزي الذي يبعث فيه ا النش اط‬ ‫أيه ا اللم إن الزةمن ُيبلي الحي اة‬ ‫والعداّو الغ اةمض الذي ينهش قلوبن ا‪,‬‬ ‫على دةمن ا المسفوح ينمو ويقوى‬

‫الشؤ م‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE GUIGNON‬‬ ‫لن ُتغني ةمحاّبة العمل عن الشج اعة أي ))سيزيف((‬ ‫حتى ترفع هذا العبء الف ادح‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫ن طويلة والزةمن قصير‬ ‫فطريق الف اّ‬ ‫إن قلبي يسير ك الطبل المبحوح‬ ‫الذي يتجه إلى ةمقبرة ةمعزولة‬ ‫بعيدا عن المدافن المشهورة‬ ‫وهو يقرع الن اشيد الجن ائزية‪.‬‬ ‫أكثر ةمن جوهرة ترقد ةمكاّفنة ب الظال م والنسي ان‬ ‫ل تدركه ا فأس ول يصل إليه ا ةمسب ار‬ ‫وأكثر ةمن زهرة تريق عطوره ا المنعشة‬ ‫في الخف اء على الةم اكن الموحشة‬

‫الرجل والبحر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪24‬‬


‫‪L'HOMME ET LA MER‬‬ ‫أيه ا النس ان الحر ستحب البحر دائما‬ ‫ف البحر ةمرآتك تتأةمل نفسك في انبس اط أةمواجه‬ ‫غير المتن اهية‪ ,‬في حين‬ ‫أن روحك ه اوية ل يقل عنه ةمرارة‬ ‫وةمن دواعي سرورك أن تغوص في أعم اق لصورتك‬ ‫وتضمه ا بعينيك وذراعيك‬ ‫وقلبك يلهو أحي انا بخفق انه‬ ‫وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة‬ ‫فأنتم ا غتمض ان ل تبوح ان‬ ‫في ا أيه ا الرجل‪ ....‬لم يستطع أحد أن يسبر أغوار نفسك‬ ‫وي ا أيه ا البحر ‪ ....‬لم يستطع أحد أن يعرف ةمقدار ثروتك‬ ‫الدفينة في أعم اقك‬ ‫لحرلصكم ا الشديد على كتم ان أسراركم ا‬ ‫وةمع ذلك فإنكم ا تحترب ان بال شفقة ول ند م‬ ‫لنكم ا تحب ان كثيرا الموت والمج ازر‬ ‫ي ا أيه ا المتح ارب ان الزلي ان‬ ‫والخوان اللذان ل يعرف ان الهدوء‬

‫‪25‬‬


‫الحسن اء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA BEAUTE‬‬ ‫أيه ا الن اس الف انون‬ ‫جر‬ ‫ح ا َ‬ ‫أن ا جميلة جم ال حلم ةمن ا َ‬ ‫ونهداي اللذان لم يسلم أحد ةمن عذابهم ا‬ ‫خلق ا ا ِلُيلهم ا الش اعر حبا خ الدا ولصمتا‬ ‫كصمت الم ادة الخرس اء‬ ‫إني أجلس على عرش السم اء‬ ‫ه ْول غ اةمض‬ ‫كأبي ا َ‬ ‫وأجمع إلى بي اض الوزة قلبا ةمن جليد‬ ‫أكره الحركة التي تغاّير ةمواضع الخطوط‬ ‫ول أعرف ةمطلقا الضحك ول البك اء‬ ‫والشعراء أةم ا م عظمة ةمواقفي‬ ‫التي يبدو أني استعرته ا ةمن كبري اء أعظم الصروح‬ ‫ينفقون الي ا م في دراس ات ج ادة‬ ‫حا ِر هؤلء العش اق الوادعين ـ‬ ‫س ْ‬ ‫ن لي ـ ا ِل ا َ‬ ‫إ اّ‬ ‫ةمراي ا بغ اية الصف اء والنق اء‬ ‫‪26‬‬


‫تبدو فيه ا الشي اء أكثر جم ال ش ً‬ ‫إنه ا عين اي‪ .‬عين اي النجالوان‬ ‫بأضوائهم ا الخ الدة‬

‫المثل العلى‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'IDEAL‬‬ ‫لن تستطيع هذه الجم الت الزخرفية‬ ‫هذا النت اج المزري لعصر ت افه‬ ‫وهذه القدا م بأحذيته ا الثقيلة واللص ابع بصاّن اج اته ا‬ ‫أن ترضي قلبا كقلبي‬ ‫لقد تركت ))لك اف ارني ‪ *((Gavarni‬ش اعر الشحوب‬ ‫قطيعه المغرد ةمن حسن اوات المش افي‬ ‫لني لم أستطع أن أجد بين هذه الورود الش احبة‬ ‫زهرة بحمرة ةمثلي العلى‬ ‫فمثلي العلى هو أنت ي ا ))ليدي ةم اكبث((‬ ‫‪27‬‬


‫أيته ا الروح الجب ارة الق ادرة على اقتراف الجرائم‬ ‫أنت التي تستطعين إرض اء قلب عميق ك اله اوية‬ ‫هو أنت ي ا حلم ))اسخيلوس(( المتفتح في الجواء الع الصفة‬ ‫هو أنت أيه ا الليل العظيم ي ا ابن ))ةميكيل آنج((**‬ ‫الذي يقتل بهدوء في وضع غريب‬ ‫الفتنة في أفواه الجب ابرة‬

‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫*‬

‫ش اعر يون اني قديم يعد أب ا المأس اة‪.‬‬

‫**‬

‫تمث ال ةمشهور للمث ال ةميكيل آنج‪.‬‬

‫العمالقة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA GEANTE‬‬ ‫عندةم ا ك انت الطبيعة في ذروة إخص ابه ا‬ ‫تتمخض كل يو م عن أطف ال عم القة‬ ‫ن أعيش ب القرب ةمن عمالقة ش ابة‬ ‫كنت أحب أ اّ‬ ‫‪28‬‬


‫ي ةملكة‬ ‫كم ا تعيش قطة شهولنية عند قدةم ْ‬ ‫كنت أحب أن أرى جسمه ا يتفاّتح ةمع تفاّتح روحه ا‬ ‫وينمو طليقا ب الغا أقصى ةمداه‬ ‫فأكشف ةمن خالل الضب اب الس ابح في عينيه ا‬ ‫عن الشعلة الكئيبة التي يخفيه ا قلبه ا‬ ‫وأطوف ةمتمهال ش ً فوق أعض اء جسده ا الرائع‬ ‫ي ركبتيه ا العظيمتين‬ ‫وأسلق ُةمنحدا َر ْ‬ ‫وفي الصيف عندةم ا تسكب الشمس أشعته ا المؤذية‬ ‫عبة‬ ‫وتحمله ا على التماّدد في جوف الريف ُةمت ا َ‬ ‫أحب أن أن ا م ةمسترخيا في ظالل نهديه ا‬ ‫كم ا تستريح الخيمة تحت أقدا م الجبل‬

‫أنشودة الحسن اء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪29‬‬


‫‪HYMNE A LA BEAUTE‬‬ ‫سواء هبطت ةمن أع الي السم اء‬ ‫أ م خرجت ةمن أغوار الرض أيته ا الحسن اء‬ ‫إن نظرتك الجهنمية اللهية‬ ‫تسكب بغموض‪ ,‬الحس ان والجريمة‬ ‫وإنك لتشبهين في ذلك‪ ,‬الخمر‪.‬‬ ‫في عينيك الفجر والغروب‬ ‫تسكبين العطر كمس اء ع الصف‬ ‫قبالتك رحيق وفمك ق ارورة طيب‬ ‫تجعل البطل جب انا والطفل شج اعا‬ ‫وسواء خرجت ةمن ظال م اله اوية أ م هبطت ةمن الكواكب‬ ‫فإن القدر المفتون يقتفي ك الكلب أثر تن انيرك‬ ‫إنك تزرعين بغير قصد الفرح والكوارث‬ ‫تحكمين الكل ول ُتسألين عن شيء‬ ‫تدوسين الجثث وتهزئين به ا‬ ‫حلاّيك فتنة‬ ‫ف الرعب ليس أقل ُ‬ ‫والغتي ال ةمن جواهرك الثيرة لديك‬ ‫وهو يرقص ب افتت ان على جسدك المتكاّبر‬ ‫والف اني المبهور يطير إليك أيه ا الصب اح‬ ‫ج وقلص ‪ :‬لنب ارك هذه الشعلة‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ازف ْر وتو اّ‬ ‫ف الع اشق الهيم ان ينحني فوق حسن ائه‬

‫‪30‬‬


‫كمحتضر يداعب قبره‬ ‫سي ان عندي ةمن السم اء هبطت‬ ‫أ م ةمن جهنم لصعدت‬ ‫ي ا وحشا ه ائال ش ً ةمخيفا بريئا‬ ‫لو أن عينيك وابتس اةمتك وقدةميك‬ ‫لو أنه ا كله ا تفتح لي أبواب الالنه اية‬ ‫التي أحبه ا ولم أعرفه ا ةمطلقا‬ ‫سي ان عندي أجئت ةمن شيط ان أ م جئت ةمن إله‬ ‫أيه ا المالك ـ أيته ا المرأة الف اتنة‬ ‫أيته ا الجنية المخملية العينين‬ ‫أيه ا اليق اع ـ والعطر والبريق‬ ‫ي ا ةمليكتي الوحيدة ليت يديك‬ ‫تجعالن الع الم أقل بش اعة‬ ‫والثواني أقل ثقال ش ً‬

‫‪31‬‬


‫عر‬ ‫ش ْ‬ ‫ا َ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA CHEVELURE‬‬ ‫عنق‬ ‫عد حتى ال ُ‬ ‫أيه ا الشعر المج اّ‬ ‫مل ب الكسل‬ ‫أيته ا الخصالت والعطر المح اّ‬ ‫أيته ا النشوةص ‪ :‬لجل أن أةملالمخدع المظلم‬ ‫هذا المس اء ب الذكري ات الراقدة في هذا الشعر‬ ‫يطيب لي أن أنفضه في الهواء كم ا ُينفض المنديل‬ ‫فآسي ا الف اترة وإفريقية المحترقة‬ ‫كل هذا الع الم الغ ائب البعيد كأنه ةميت‬ ‫يحي ا في أعم اقك أيته ا الغ ابة المعطرة‬ ‫إن روحي تسبح في عطورك‬

‫‪32‬‬


‫كم ا تسبح الرواح على أنغ ا م الموسيق ا‬ ‫سغا‬ ‫سأذهب إلى حيث الشجر والنس ان الممتلئ ان ن ُ‬ ‫تتغش اهم ا إغم اءة طويلة ةمن حرارة المن اخ‬ ‫فكوني الموجة التي تحملني أيته ا الضف ائر القوية‬ ‫ف انت أيه ا البحر البنوسي تحوي حلما رائعا‬ ‫وأشرعة وةمجهِّدفين‪ .‬ولهبا ولصواري‬ ‫ع َّ‬ ‫ب‬ ‫أنت المرفأ الشهير الذي تستطيع فيه نفسي أن ت ُ‬ ‫العطر والضوء واللون بجرع ات كبيرة‬ ‫وتستطيع فيه السفن المنس ابة فوق الذهب والضي اء‬ ‫أن تفتح ذراعيه ا الواسعين لتع انق‬ ‫ةمجد سم اء نقية ترتجف فيه ا الحرارة الزلية‬ ‫سك ْر‬ ‫سألقي برأسي المولع ب ال ُّ‬ ‫م المظلم وروحي الص افية‬ ‫في هذا الخض هِّ‬ ‫التي يهدهده ا اهتزاز الةمواج‬ ‫ستعرف كيف تعثر عليك ي ا فتورا خصبا‬ ‫ة ةمن الفراغ المعطر ليس له نه اية‬ ‫وي ا هدهد ش ً‬ ‫أيه ا الشعر الزرق والرواق المفروش ب الظلم ات‬ ‫جعلت زرقة السم اء تبدو لعيني‬ ‫ه ائلة ةمستديرة‬ ‫غب أطراف خصالتك المبروةمة‬ ‫فعلى ا َز ا َ‬ ‫أسكر ب الروائح المختلطة المنبعثة‬ ‫ةمن زيت جوز الهند والمسك والغ ار‬ ‫‪33‬‬


‫ويدي تنثر دائما وةمليا في شعرك الكثيف‬ ‫مي أذنيك‬ ‫اليواقيت والللئ حتيال تص اّ‬ ‫عن نداء رغب اتي‬ ‫ت الواحة التي به ا أحلم‬ ‫ألس ا ِ‬ ‫ب بجرع ات كبيرة‬ ‫والق ارورة التي ةمنه ا أع اّ‬ ‫خمرة الذكري ات‬

‫الفعوان الراقص‬ ‫‪34‬‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE SERPENT QUI DANSE‬‬ ‫أيته ا العزيزة الالةمب الية‬ ‫كم أحب أن أرى في هذا القاّد الرائع‬ ‫تلؤلؤ بشرته كم يتلل ثوب هفه اف‬ ‫عد‬ ‫وكم أحب أن أرى في شعرك الكث المج اّ‬ ‫المضمخ ب العطور الف اغمة‬ ‫طر الت ائه‬ ‫ع ا ِ‬ ‫ذلك البحر ال ا َ‬ ‫بأةمواجه الزرق اء والسمراء‬ ‫وك السفينة التي تستيقظ ةمع ري اح الصب اح‬ ‫تتهيأ نفسي الح المة للبح ار نحو سم اء بعيدة‬ ‫عين اك اللت ان ل تنم ان عن شيء ةمن حلو وةماّر‬ ‫هم ا حليت ان ب اردت ان فيهم ا يختلط‬ ‫الذهب ب الحديد‬ ‫جيته‬ ‫فمن يرى وقع خطوك على جم ال س اّ‬ ‫ن أفعوانا يرقص فوق رأس عص ا‬ ‫يظ ُّ‬ ‫وتحت عبء فتورك يتم ايل رأسك الطفل‬ ‫تم ايل فيل لصغير‬ ‫وقدك ب انحن ائه وتط اوله يشبه‬ ‫سفينة رشيقة تنس اب ةمن ش اطئ لش اطئ‬ ‫وتغرس دواقل لص اريه ا في الم اء‬

‫‪35‬‬


‫وكم ا يرتفع الموج ةمن ذوب ان الثلوج اله ادرة‬ ‫هكذا يرتفع فوق ثن اي اك الرض اب‬ ‫وأن ا يخاّيل لي أني أعبه خمرة بوهيمية‬ ‫هذه الخمرة الق اهرة‬ ‫كأنه ا سم اء س ائلة تنثر في قلبي النجو م‬

‫جيفة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪UNE CHAROGNE‬‬ ‫أتذكرين ي ا نفسي الشيء الذي رأين اه‬ ‫ذات لصب اح لصيفي ةمنعش‬ ‫على ةمنعطف طريق ضيق‬ ‫هذه الجيفة الكريهة الراقدة على سرير ةمن حصى‬ ‫س اق اه ا إلى العلى ك المرأة الشبقة‬ ‫تحترق وتنفث السمو م‬ ‫وتكشف عن جوف ةمفعم ب الروائح المنتنة‬ ‫بقحة وبغير اكتراث‬ ‫ك انت الشمس تضيء فوق هذا العفن‬ ‫كأنم ا تريد أن تنهي طهوه‬ ‫لتعيد إلى الطبيعة العظيمة‬ ‫‪36‬‬


‫أضع اف ةم ا جمعته ةمنه ا‬ ‫ك انت السم اء تنظر إلى الهيكل الرائع كأنه زهرة ةمتفتحة‬ ‫والنتن ةمن شدته ك ان يبعث على الغم اء فوق العشب‬ ‫والذب اب يطوف فوق هذا البطن المتعفن‬ ‫الذي ك انت تخرج ةمنه كت ائب الدود السود‬ ‫ةمنس ابة ك الس ائل الكثيف‬ ‫ما َزق الحية‬ ‫على ج انبي هذه ال ا ِ‬ ‫كل ذلك ك ان يهبط ويصعد ك الموج اله ادر‬ ‫أو يندفع وهو يحتد م‬ ‫كأني بهذا الجسد المنتفخ بنسمة غ اةمضة‬ ‫يعيش ويتك اثر‬ ‫هذا الع الم ك ان يراّدد ةموسيق ا غريبة‬ ‫كأنه ا الم اء الج اري والريح‬ ‫أو حبة القمح يحركه ا ويديره ا غرب ال‬ ‫محي كأن لم تكن إل حلما‬ ‫ك انت الشك ال ت اّ‬ ‫أو خطوطا أولية تبطئ في الظهور‬ ‫على لوحة ةمنسية يح اول الفن ان‬ ‫إكم اله ا ةمن الذاكرة‪.‬‬ ‫ووراء الصخور ك انت كلبة قلقة‬ ‫تنظر إلين ا بعين ح انقة‬ ‫وهي تتحين الوقت المالئم‬ ‫لتأخذ ةمن الجثة القطعة التي تركته ا‬ ‫‪37‬‬


‫ي وشمس دني اي‬ ‫في ا نجمة عين اّ‬ ‫ي ا ةمالكي وهواي‬ ‫ستصبحين ي ا ةمليكة المف اتن‬ ‫ي ا شبيهة بهذه الجيفة بعد تلقيك السرار الخيرة‬ ‫عندةم ا ترحلين وترقدين تحت العشب والزهر‬ ‫لتتحللي بين الرف ات‬ ‫عنده ا ي ا حسن ائي قولي للديدان‬ ‫التي ستلتهمك بقبالته ا‬ ‫إني قد احتفظت ب الشكل والجوهر اللهي‬ ‫لغراةمي اتي التي تحللت‬

‫الهر‬ ‫‪38‬‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE CHAT‬‬ ‫تع ال ي اهري الجميل إلى قلبي الوله ان‬ ‫م ْد ةمخ البك داخل ق ائمتيك‬ ‫أغ ا ِ‬ ‫ودعني أغوص في عينيك الجميلتين‬ ‫المصنوعتين ةمن عقيق وةمعدن‬ ‫فعندةم ا تتماّهل أن اةملي في ةمداعبة‬ ‫رأسك وظهرك المطواع‬ ‫وتنتشي يدي ةمن لذة ةمالةمسة‬ ‫جسمك المكهرب‬ ‫تتراءى لي في الخي ال اةمرأتي‬ ‫نظرته ا كنظرتك أيه ا الحيوان المحبوب‬ ‫عميقة وب اردة تغري وتقطع ك السهم‬ ‫وةمن أخمص قدةميه ا حتى الرأس‬ ‫يطوف حول جسمه ا السمر ويسبح‬ ‫طر‬ ‫خ ا ِ‬ ‫جاّو لطيف وعطر ا َ‬

‫‪39‬‬


‫الشرفة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE BALCON‬‬ ‫ي ا ةمصدر الذكري ات وسيدة الخليالت ي اأنت‬ ‫ي ي ا أنت ي ا كل واجب اتي‬ ‫ي ا كل ةمالذ ْ‬ ‫سوف تذكرين روعة المداعبة‬ ‫وحالوة الموقد وسحر الةمسي ات‬ ‫ي ا ةمصدر الذكري ات وسيدة الخليالت‬ ‫في الةم اسي المض اءة بأوار الموقد‬ ‫والتي قضين اه ا في الشرفة المجللة ب الضب اب الوردي‬ ‫كم ك ان لصدرك حلوا وقلبك طيبا‬ ‫فكثيرا ةم ا تحدثن ا بأشي اء خ الدة‬ ‫في الةم اسي المض اءة بأوار الموقد‬ ‫والتي قضين اه ا في الشرفة المجللة ب الضب اب الوردي‬ ‫كم ك ان لصدرك حلوا وقلبك طيبا‬ ‫فكثيرا ةم ا تحدثن ا بأشي اء خ الدة‬ ‫في الةم اسي المض اءة بأوار الموقد‬ ‫ةم ا أجمل الشموس في الةمسي ات الدافئة‬ ‫‪40‬‬


‫وأعمق الفض اء‪ .‬وأجرأ القلوب‬ ‫عندةم ا كنت أنعطف نحوك ي ا ةملكة المعبودين‬ ‫م رائحة دةمك‬ ‫كنت أخ الني أش اّ‬ ‫ةم ا أجمل الشموس في الةمسي ات الدافئة‬ ‫م كأنه الجدار الف الصل‬ ‫ك ان الليل يدله ُّ‬ ‫ي في حلكته ك انت ا تستشف ان حدقتيك‬ ‫ولكن عين اّ‬ ‫م والحالوة‬ ‫وكنت أتجرع أنف اسك أيته ا الس اّ‬ ‫ي الخويتين‬ ‫وقدةم اك بين راحت اّ‬ ‫ك انت ا تستسلم ان لنو م ه ادئ‬ ‫م كأنه الجدار الف الصل‬ ‫عندةم ا ك ان الليل يدله اّ‬ ‫ن إث ارة اللحظ ات السعيدة‬ ‫إني أعرف ف اّ‬ ‫ي المتكور عند ركبتيك‬ ‫ن إحي اء ةم اض اّ‬ ‫وأعرف ف اّ‬ ‫ةم اذا يفيدني أن أفتش عن ةمف اتنك الن اعسة‬ ‫في ةمك ان غير جسدك العزيز وقلبك الطيب‬ ‫ن إث ارة اللحظ ات السعيدة‬ ‫لني أعرف ف اّ‬ ‫هذه العهود والعطور والقبالت بال عدد‬ ‫هل ستصعد ةمن هوة ل قرار له‬ ‫كم ا ترتفع في السم اء الشموس المشرقة‬ ‫بعد أن اغتسلت في أعم اق البح ار السحيقة‬ ‫أيته ا العهود والعطور أيته ا القبالت بال عدد‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫الممسوس‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE POSSEDE‬‬ ‫الشمس تتلفع بغاللة رقيقة‬ ‫ح ةمثله ا ي ا قمر حي اتي ب الظالل‬ ‫ف اتش ْ‬ ‫خني على هواك‬ ‫ن اةمي أو فد اّ‬ ‫وكوني خرس اء وكوني غ اةمضة‬ ‫‪42‬‬


‫واغرقي بكاّليتك في لجة السأ م‬ ‫فأن ا أحبك هكذا‬ ‫ولكن إذا أردت اليو م‬ ‫أن تخت الي في الةم اكن التي يزدحم فيه ا الجنون‬ ‫كم ا يخت ال نجم خرج ةمن كسوفه‬ ‫فال بأس عليك‪ .‬أيه ا الخنجر الف اتن‬ ‫ج ةمن غمدك‬ ‫اخر ْ‬ ‫ك على لهب الثري ات‬ ‫أشعلي أحداق ا ِ‬ ‫وأوقدي الرغبة في عيون غال ظ القلوب‬ ‫فكل ةم ا يصدر عنك ةمن ا َنا َزق واعتالل‬ ‫هو ةمصدر للذتي‬ ‫كوني كم ا تريدين ليال ش ً ح الكا أو لصب احا ورديا‬ ‫فليس في جسدي المرتجف كله عصب واحد‬ ‫ل يصرخ ص ‪ :‬آه ي ا عزيزي ))بيلزيبوت(( أعبدك‬

‫الظلم ات‬ ‫‪43‬‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES TENEBRES‬‬ ‫إلى أقبي ٍة ل ُيسا َبر حزنه ا نف اني القا َدر‬ ‫أقبي ٍة ل يدخله ا أبدا شع اع وردي ا َفا ِرح‬ ‫فيه ا أجلس وحيدا ةمع الليل هذا الضيف الع ابس‬ ‫كأني رس ا م حكم عليه إله س اخر‬ ‫أن يرسم واأسف اه على لوحة ةمن ظال م‬ ‫ي الشهية‬ ‫أو كطاّب اخ ةمأتم اّ‬ ‫يعكف على سلق قلبه ليقت ات به‬ ‫وأحي انا يلتمع ويستطيل وينتشر‬ ‫لصنع ةمن غنج وروعة‬ ‫ح ُ‬ ‫شب ٌ‬ ‫ه ْدي كشيته الح المة الشرقية‬ ‫وعلى ا َ‬ ‫وحين يبلغ غ اية عظمته‬ ‫أتعرف زائرتي الحسن اء‬ ‫إنه ا سوداء وةمع ذلك ةمضيئة‬

‫‪44‬‬


‫العطر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE PARFUM‬‬ ‫أيه ا الق ارئ هل استنشقت ةمرة‬ ‫في نشوة وشره بطيئين‬ ‫رائحة هذه الحبة ةمن البخور‬ ‫الذي يمل أرج اء كنيسة‬ ‫ق ا ِةمسك فتيق‬ ‫أو هل شممت ح اّ‬ ‫ي اله ا ةمن فتنة عميقة س احرة‬ ‫يسكرن ا فيه ا الم اضي المتجدد في الح اضر‬ ‫هكذا الع اشق على لصدر ةمعبود‬ ‫يجني ةمن الذكري ات زهرته ا الشهية‬ ‫فمن شعره ا الكث المطواع‬ ‫هذا الحق الحي وهذه المبخرة للمخدع‬ ‫يتص اعد عبير وحشي أشقر‬ ‫وةمن ثي ابه ا الحريرية المخملية‬ ‫المشبعة بشب ابه ا الط اهر‬ ‫يتص اعد عبق الفراء‬

‫‪45‬‬


‫بك اةمله ا‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪TOUT ENTIERE‬‬ ‫زارني الشيط ان يوةما في غرفتي الع الية‬ ‫ةمح اول ش ً أن يضبطني ةمتلبسا ب الخطيئة‬ ‫فق الص ‪ :‬أتوق أن تخبرني عن أحلى ةم ا فيه ا‬ ‫فبين كل المف اتن التي تصنع سحره ا‬ ‫وةمن الشي اء الوردية والسوداء‬ ‫التي تكاّون جسده ا الف اتن‬ ‫أى شيء هو الجمل‬ ‫ك ي ا نفسي تجيبين ك ارهة‬ ‫أرا ا ِ‬ ‫ل سبيل إلى المف اضلة فكل ةم ا فيه ا بلسم‬ ‫فعندةم ا يلفني بسحره كل شيء فيه ا‬ ‫أجدني أجهل الشيء الذي سحرني‬ ‫‪46‬‬


‫إنه ا ك الفجر تبهيني وك الليل تعزيني‬ ‫والنسج ا م الذي يلف كل جسده ا‬ ‫صر‬ ‫بلغ ةمن روعته أن عجز التحليل وق َّ‬ ‫عن تعداد توافق اته ا العديدة‬ ‫في ا تغُّير حواسي كله ا الذائبة في واحدة‬ ‫إن أنف اسه ا تصنع الموسيقى‬ ‫وإن لصوته ا يصنع العطور‬

‫إيق اع المس اء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪HARMONIE DU SOIR‬‬ ‫ه ا قد ج اء الوقت الذي فيه تهتاّز‬ ‫كل زهرة على س اقه ا وتفوح ك المبخرة‬ ‫ف اللح ان والعطور تدور في نسيم المس اء‬ ‫كم ا تدور الرقصة الكئيبة والنشوة الف اترة‬ ‫كل زهرة تفوح كمبخرة‬ ‫‪47‬‬


‫والكم ان يرتعش ك القلب المعذب‬ ‫أيته ا الرقصة الكئيبة والنشوة الف اترة‬ ‫السم اء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع‬ ‫الكم ان يرتعش ك القلب المعذب‬ ‫قلب رقيق يكره العد م السود الفسيح‬ ‫وسم اء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع‬ ‫والشمس تغرق في دةمه ا المتجمد‬ ‫قلب رقيق يكره العد م السود الفسيح‬ ‫يلتقط كل بقية ةمن ةم اضيه المضيء‬ ‫والشمس تغرق في دةمه ا المتجمد‬ ‫وذكراك في نفسي تتألق‬ ‫كواجهة ةمذبح ةمقدس‬

‫سم‬ ‫ال ُّ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE POISON‬‬ ‫‪48‬‬


‫يعرف الخمر كيف يضفي حتى على أحقر الكواخ‬ ‫وأقذره ا بذخا خ ارقا‬ ‫ويفجر أكثر ةمن رواق خرافي‬ ‫في ذهب بخ اره الحمر‬ ‫كشمس غ اربة في سم اء غ ائمة‬ ‫الفيون يزيد اتس اع ةم ا ليس له حدود‬ ‫مق الزةمن‬ ‫يطيل الالةمتن اهي يع اّ‬ ‫يكشف عن أعم اق اللذة‬ ‫ويمل النفس فوق ةم ا تسع‬ ‫بلذائذ ق اتمة سوداء‬ ‫سم‬ ‫كل هذا ل يض اهي هذا ال ُّ‬ ‫المنسكب ةمن عينيك الخضراوين‬ ‫بحيرتين ترتجف أةم اةمه ا نفسي‬ ‫فترى نفسه ا في وضع ةمقلوب‬ ‫وا َتا ِفدُ إليه ا أحالةمي زةمرا‬ ‫ماّرة‬ ‫لترتوي ةمن أعم اقه ا ال ُ‬ ‫كل هذا ل يض اهي أعجوبة لع ابك الرهيب‬ ‫الذي يشاّد على قلبي‬ ‫ويغرق في النسي ان نفسي بال ا َنا َد م‬ ‫ويجرف ةمعه دواره ا‬ ‫ويتركه ا خ ائرة على شواطئ الموت‬

‫‪49‬‬


‫السم اء الغ ائمة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪CIEL BROUILLE‬‬ ‫كأني بنظراتك يجلله ا الضب اب‬ ‫وعين اك الغ اةمضت ان أهم ا‬ ‫زرق اوان خضراوان أ م رةم اديت ان؟‬ ‫وعندةم ا يتع اقب عليهم ا الحلم والقسوة والحن ان‬ ‫تعكس ان الالةمب الة وشحوب السم اء‬ ‫تذاّكرين ب الي ا م البيض الغ ائمة الف اترة‬ ‫التي تجعل القلوب المسحورة تذوب دةموعا‬ ‫عنده ا تهزأ العص اب وهي في ذروة انفع اله ا ب النع اس‬ ‫تلك العص اب التي روعه ا وعصره ا الم ةمجهول‬ ‫تشبهين أحي انا تلك الف اق الس احرة‬ ‫التي تضيئه ا شموس الفصول الغ ارقة في الضب اب‬ ‫فم ا أشد تألقك أيه ا المنظر المخضل‬ ‫الذي تضيئه أشعة سم اء غ ائمة‬ ‫مغرية‬ ‫أيته ا المرأة الخطرة والمن اخ ات الف اتنة ال ُ‬ ‫أيت اح لي أن أعبد لصقيعك وثلوجك‬ ‫‪50‬‬


‫وهل سأعرف كيف أجني ةمن الشت اء الذي ل يرحم‬ ‫ةمتعا أكثر حدة وقسوة ةمن الجليد والحديد‬

‫الهر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE CHAT‬‬ ‫م يجوس في دةم اغي‬ ‫ي ن اع ٌ‬ ‫جميل قو ٌ‬ ‫ ٌ‬ ‫هاّر‬ ‫كم ا يجوس في شقته‬ ‫وعندةم ا يموء تك اد ل تسمعه‬ ‫فلرنين لصوته رقة ورلص انة‬ ‫وسواء زةمجر أ م لن‬ ‫فهو دائما عميق الصوت غني النبرات‬ ‫وهن ا يكمن ساّر فتنته‬ ‫لصوته الذي يقطر ويتسرب إلى أعم اقي‬ ‫شعر وُيسكرني ك الرحيق‬ ‫يملؤني ك ال هِّ‬ ‫كن في نفسي أقسى الل م‬ ‫يس هِّ‬ ‫‪51‬‬


‫ويحتوي على كل النشوات‬ ‫ولكي يعاّبر عن أطول الجمل‬ ‫ل يحت اج ةمطلقا إلى كلم ات‬ ‫وةم ا ةمن وتر يستطيع أن يعزف‬ ‫على أوت ار قلبي هذه اللة المتقنة‬ ‫وينتزع ةمنه أشجى النغم ات‬ ‫سوى لصوتك أيه ا الهر الغ اةمض المالئكي العجيب‬ ‫هذا الذي يحوي كل ةم ا في لصوت المالئكة‬ ‫ةمن رقة وانسج ا م‬ ‫شقرة فروته وسمرته ا‬ ‫فمن ُ‬ ‫انطلق عبير بلغ ةمن النعوةمة‬ ‫أنه غمرني ب العطر ذات ةمس اء‬ ‫لمجرد أني لةمسته ةمرة واحدة‬ ‫إنه روح البيت الليف‬ ‫يقضي ويرأس ويلهم كل شيء في اةمبراطوريته‬ ‫أفيمكن أن يكون جنا أفيمكن أن يكون إلها‬ ‫شاّد عين اي نحو هذا الهر‬ ‫وعندةم ا ت ا َ‬ ‫الذي أحبه كأنم ا جذبهم ا ةمغن اطيس‬ ‫ترتدان ط ائعتين لتتأةمال داخلي‬ ‫فأرى وأن ا ةمأخوذ أنوار حدقتيه الش احبتين‬ ‫تتأةملني ةمحاّدقة‬ ‫سُرج المضيئة والللئ المتألقة‬ ‫كأنه ا ال ُ‬ ‫‪52‬‬


‫دعوة إلى السفر‬ -----------------------------------------------L'INVITATION AU VOYGE

53


‫بنيتي شقيقتي تأةملي ةم ا أحلى الذه اب‬ ‫إلى هن اك لنعيش ةمعا‬ ‫نحب على ةمهل نحب ونموت‬ ‫في البلد الذي يشبهك‬ ‫فشموس السموات المبتلة الغ ائمة‬ ‫هي روحي هذا السحر الغ اةمض لعينيك الغ ادرتين‬ ‫المتللئتين ةمن خالل الدةموع‬ ‫فكل شيء هن اك سيكون‬ ‫نظ اةما وجم ال ش ً وترفا وهدوءا وةمتعة‬ ‫ف الث اث الالةمع الذي لصقلته السنون‬ ‫سيزين غرفتن ا‬ ‫وأندر الزه ار سيختلط عبيره ا ب العنبر‬ ‫والسقوف المزخرفة والمراي ا العميقة والترف الشرقي‬ ‫كل ذلك سيكلم النفس سرا‬ ‫بحالوة لغة ةموطنه ا‬ ‫كل شيء هن اك سيكون نظ اةما وجم ال ش ً‬ ‫وترفا وسكينة وةمتعة‬ ‫انظري إلى السفن الغ افية فوق القنوات‬ ‫كيف تأتي ةمن آخر الدني ا‬ ‫لتروي ظمأ أتفه رغب اتك‬ ‫والشموس الغ اربة تكسو الحقول‬ ‫والقنوات والمدينة بك اةمله ا‬ ‫‪54‬‬


‫ب الذهب والي اقوت‬ ‫ويغفو الع الم في النور الدافئ‬ ‫كل شيء هن اك سيكون نظ اةما وجم ال ش ً‬ ‫وترفا وسكينة وةمتعة‪.‬‬

‫ةمح ادثة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪CAUSERIE‬‬ ‫أيته ا السم اء الخريفية الجميلة الص افية الوردية‬ ‫إن الحزن في نفسي يتص اعد كماّد البحر‬ ‫ي الماّرتين‬ ‫ويترك عند انحس اره على شفت اّ‬ ‫ذكرى ُةمحرقة لطعم وحله الماّر‬ ‫عبثا تنزلق يدك على لصدري المبتهج‬ ‫فم ا تبحث عنه ي ا لصديقي هو ةمك ان خرب‬ ‫دةمره ظفر ون اب اةمرأة ةمتوحشة‬ ‫فال تبحثي عن قلبي ص ‪ :‬لقد التهمته الوحوش‬ ‫قلبي عبثت به الغوغ اء‬ ‫فيه يسكرون ويتذابحون‬ ‫يأخذ بعضهم بنوالصي بعض‬ ‫في حين يطوف حول عنقك الع اري عبير ةمنعش‬ ‫أيته ا الحسن اء ـ ي ا ةمصيبة ق اسية على النفوس‬

‫‪55‬‬


‫هذه هي إرادتك‬ ‫وبعينيك الن اريتين المضيئتين ك العي اد‬ ‫ما َزق التي عاّفت عنه ا الوحوش‬ ‫أحرقي هذه ال ا ِ‬

‫نشيد خريفي‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪CHANT D'AUTOMNE‬‬ ‫سنغوص قريبا في الظلم ات الب اردة‬ ‫فوداعا ي ا تللؤ أضواء أي ا م الصيف القصيرة‬ ‫إني لسمع ةمن الن سقوط الحطب على البالط‬ ‫كأنه إيق اع أنغ ا م جن ائزية‬ ‫سيتغلغل الشت اء كله في كي اني‬ ‫غضب‪ ,‬حقد‪ ,‬هول‪ ,‬اشغ ال ش اقة‬ ‫وك الشمس في جحيمه ا القطبي‬ ‫سيكون قلبي كتلة حمراء ةمن جليد‬ ‫‪56‬‬


‫لصوت كل حطبة تسقط يشعرني بقشعريرة‬ ‫ولصدى بن اء المشنقة لن يكون أقوى‬ ‫فكري يشبه البرج الذي ينه ار‬ ‫تحت ضرب ات قرون تيس ه ائل ل يعرف التعب‬ ‫يخيل لي وهذا القرع الرتيب يهدهدني‬ ‫أنهم يغلقون ةمسرعين ب المس اةمير نعشا في ةمك ان ةم ا لمن ؟‬ ‫ب الةمس ك ان الصيف واليو م ج اء الخريف‬ ‫هذه الضجة الخفية تدق كأجراس الرحيل‪.‬‬ ‫أحب في عينيك الواسعتين أيته ا الجميلة هذا النور المخضوضر‬ ‫لكن كل شيء في فمي ةماّر المذاق‬ ‫ل شيء ! ل حاّبك ول غرفتك ل ةموقدك‬ ‫كله ا ل تس اوي في نظري‬ ‫الشمس المتللئة على البحر‬ ‫ورغم ذلك أحبيني ي ا ذات القلب الحنون‬ ‫كوني لي أةما على الرغم ةمن خبثي وعقوقي‬ ‫وسواء كنت عشيقة أ م شقيقة‬ ‫كوني الحالوة السريعة الزوال‬ ‫لخريف ةمجيد وشمس غ اربة‬ ‫شا ِرها‬ ‫المهمة قصيرة الةمد ف القبر ينتظرني ا َ‬ ‫آه دعيني ألقي بجبهتي على ركبتيك‬ ‫لتذوق الشع اع الش احب الن اعم لخر الخريف‬ ‫وأن ا أتحرق ندةما على الصيف الن الصع المحرق‬ ‫‪57‬‬


‫أغنية لبعد الظهر‬ -----------------------------------------------CHANSON D' APRES-MIDI 58


‫أيته ا الس احرة ذات العيون الف اتنة‬ ‫أيته ا العبثة ي ا ولعي الرهيب‬ ‫أعبدك كم ا يعبد الراهب لصنمه‬ ‫برغم ةم ا ُيضيفه ح اجب اك الم اكرين عليك‬ ‫ةمن سحنة غريبة ل تنتمي لمالك‪.‬‬ ‫الغ ابة والصحراء تعطران جدائلك المفتولة‬ ‫فمحي اك لغز وغموض‬ ‫يطوف العطر على بشرتك كم ا يطوف حول ةمجمرة‬ ‫وك السم اء تسحرين‬ ‫أيته ا الربة السوداء الدافئة‬ ‫واها لك ! إن أقوى رحيق ل يفعل ةم ا يفعله فتورك‬ ‫وتعرفين المداعبة التي تبعث الحي اة في الةموات‬ ‫ورك اك يعشق ان ةمنك الظهر والصدر‬ ‫وتبهرين الوس ائد بفتور حرك اتك‬ ‫وحتى يسكن فيك الغضب الخفي‬ ‫تسرفين أحي انا في ةمنح القبل والع اّ‬ ‫ض‬ ‫وبضحكة س اخرة تمزقينني ي ا سمراء‬ ‫ثم تضعين على قلبي عينا ك القمر حالوة‬ ‫فتحت حذائيك الحريريين وقدةميك الف اتنتين‬ ‫أضع فرحي الكبر وعبقريتي وقدري‬ ‫فيك شف اء نفسي أيته ا النوار واللوان‬ ‫‪59‬‬


‫أنت انفج ار الدفء في لصقيع لصحرائي السوداء‬

‫إلى سيدة خالسية‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪A UNE DAME CREOLE‬‬ ‫في بلد ةمعطر الجواء تداعبه الشمس‬ ‫تعرفت تحت قبة ةمن الشج ارالرجوانية والنخيل‬ ‫الذي يتس اقط ةمنه الكسل فوق العيون‬ ‫على سيدة خالسية ةمجهول المف اتن‬ ‫لونه ا ش احب دافئ تلك السمراء الس احرة‬ ‫وعلى جيده ا يبدو تكلف ةمترفع‬ ‫هيف اء ف ارعة القوا م تخطر كقن الصة‬ ‫في عينيه ا اطمئن ان وفي ابتس اةمته ا هدوء‬ ‫لو أنك سيدتي تذهبين إلى بالد المجد العريق‬ ‫على ضف اف السين أو اللوار الخضر‬ ‫لكنت جديرة أن تكوني زينة القصور القديمة‬ ‫وفي الخلوات الظليلة ستكونين‬ ‫الوحي الذي ينبت في قلوب الشعراء آلف القص ائد‬ ‫وعين اك الواسعت ان ستجعالن ةمنهم‬ ‫‪60‬‬


‫أتب اعا أكثر خضوعا ةمن عبيدك السود‬

‫الشبح‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE REVENANT‬‬ ‫ك المالئكة ذات العيون الوحشية‬ ‫سأعود إلى ةمخدعك‬ ‫وأتسلل إليك بغير جلبة ةمع ظال م الليل‬ ‫وسأةمنحك ي ا سمرائي‬ ‫قبال ش ً ب اردة ك القمر‬ ‫وةمداعب ات أفعوان يسعى حول وكره‬ ‫وعندةم ا يعود الصب اح الكئيب‬ ‫ستجدين ةمك اني ف ارغا وسيستمر ب اردا حتى المس اء‬ ‫وكم ا يحب بعضهم أن يسيطروا‬

‫‪61‬‬


‫ب الحب على حي اتك وشب ابك‬ ‫أن ا أريد أن أسيطر ب الرعب‬

‫نشيد الخريف‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪SONNET D'AUTOMNE‬‬ ‫عين اك الص افيت ان ك الكريست ال تقولن لي‬ ‫أيه ا الع اشق الغريب الطوار‬ ‫ةم ا هي ةمزيتي في نظرك ؟‬ ‫كوني ف اتنة والزةمي الصمت‬ ‫فقلبي الذي يثيره كل شيء‬ ‫ةم ا خال براءة الوحش القديم‬ ‫‪62‬‬


‫ل يود إطالعك على ساّره الجهنمي‬ ‫ول على أسطورته السوداء المكتوبة ب اللهب‬ ‫أيته ا المرأة التي تدعوني يداه ا المهدهدت ان للنو م‬ ‫إني أكره الوجد ويوجعني الفكر‬ ‫دعين ا نتح اب في هدوء‬ ‫ف الحب في كوخه المظلم الةمن‬ ‫يوتر قوسه المشؤوةمة‬ ‫وأن ا عليم بذخ ائر ةمس الحه القديمة‬ ‫إنه ا الجريمة والعرب والجنون ـ ي ا زهرتي الش احبة‬ ‫ألست ةمثلي شمسا خريفية‬ ‫ي ا لؤلؤتي التي ل أبرد ول أشاّد ةمنه ا بي اضا‬

‫أحزان القمر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪TRISTESSES DE LA LUNE‬‬

‫‪63‬‬


‫يحلم القمر بمزيد ةمن السترخ اء هذا المس اء‬ ‫كأنه حسن اء تتكئ على وس ائده ا‬ ‫ف نهديه ا‬ ‫تداعب بيد ذاهلة خفيفة حوا اّ‬ ‫قبل أن يستولي عليه ا النو م‬ ‫وتستسلم ةمته الكة لنتش اءات طويلة‬ ‫كأنه ا على ةمتن حريري لرك ا م ثلجي ه اّ‬ ‫ش‬ ‫وعين اه ا تجولن على الُّرؤى البيض‬ ‫التي تتص اعد كأنه ا الزه ار في زرقة السم اء‬ ‫وعندةم ا تدع دةمعة خفيفة تسقط احي انا‬ ‫على هذا المصب اح وهي في ةملله ا الكسول‬ ‫يتن اوله ا ش اعر تقي عداّو للرق اد‬ ‫في راحة يده‪ .‬هذه الدةمعة الش احبة‬ ‫ذات النعك اس ات القزحية‬ ‫كأنه ا قطعة ةمن حجر كريم‬ ‫ويخفيه ا في قلبه بعيدا عن عيون‬ ‫الشمس‬

‫‪64‬‬


‫البو م‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES HIBOUX‬‬ ‫تحت الشج ار السود تجثم طيور البو م‬ ‫ةمختبئ ات في لصفوف ةمنتظمة‬ ‫حمر‬ ‫ش اخص ات بعيونهن ال ُ‬ ‫كأنه ا آلهة غريبة‪ .‬إنهن يتأةملن‬ ‫وبال حراك يمكثن حتى الس اعة الكئيبة‬ ‫التي يوطد فيه ا الظال م سيطرته‬ ‫ط اردا أشعة الشمس المنحرفة‬ ‫ن هذا يعلم الحكيم أن يخشى‬ ‫ةموقفه اّ‬ ‫في هذا الع الم‬ ‫الحركة والزح ا م‬ ‫ف النس ان الذي يسكره خي ال ع ابر‬ ‫يحمل ةمعه دائما عق ابه‬ ‫الذي يكمن في إرادة تغيير ةمك انه‬

‫‪65‬‬


‫الغليون‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA PIPE‬‬ ‫أن ا غليون لحد الكاّت اب‬ ‫فمن يتأةمل سحنتي الحبشية‬ ‫يدرك أن لص احبي ُةمكث ٌر ةمن التدخين‬ ‫فعندةم ا يغمره اللم‬ ‫يطلق الدخ ان كمدخنة كوخ‬ ‫عاّد في ةمطبخه الطع ا م‬ ‫ُي ا َ‬ ‫انتظ ارا لعودة لص احبه الفالح‬ ‫إنب أع انق وأهدهد روحه‬ ‫في شبكة ةمن الدخ ان الزرق‬ ‫الذي يطلقه فمي الملتهب‬ ‫وألصنع بلسما قويا يسحر قلبه‬ ‫ويشفي فكره ةمن التعب‬

‫‪66‬‬


‫الموسيق ا‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA MUSIQUE‬‬ ‫غ اليا ةم ا تحملني الموسيق ا كم ا يحملني ةموج البحر‬ ‫نحو نجمي الش احب‬ ‫وتحت سقف ةمن الضب اب أو في أثير واسع‬ ‫أبحر‬ ‫فأتسلق ةمتن الةمواج المتراكمة التي يحجبه ا عني الليل‬ ‫ولصدري إلى الةم ا م ورئت اي ةمنفوخت ان‬ ‫كأنهم ا ةمن قم اش‬ ‫إني لشعر في داخلي بكل انفع الت‬ ‫ةمركب ةمشرف على الغرق‬ ‫وأشعر ب الريح المواتية وب الع الصفة واختالج اته ا‬ ‫‪67‬‬


‫تهدهدني فوق اللجة المتراةمية‬ ‫وأحي انا أخرى أسمعه ا ه ادئة ةملس اء‬ ‫كأنه ا ةمرآة يأسي الكبيرة‬

‫الميت ال ا َف ا ِر ْ‬ ‫ح‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE MORT JOYEUX‬‬ ‫ض خصبة ةمملوءة ب الحلزون‬ ‫في أر ٍ‬ ‫أريد أن أحفر بنفسي حفرة عميقة‬ ‫ل عظ اةمي الب الية‬ ‫أدفن فيه ا على ةمه ٍ‬ ‫وأن ا م في النسي ان كم ا ين ا م الحوت في أعم اق البح ار‬ ‫إني أكره الولص اي ا وأةمقت القبور‬ ‫ي أن أدعو الغرب ان‬ ‫وأفضل وأن ا بعد ح اّ‬ ‫‪68‬‬


‫لتمتص الد م ةمن أطراف هيكلي القذر‬ ‫على أن أستجدي دةمعة ةمن دةموع البشر‬ ‫أيته ا الديدان السوداء‬ ‫ي ا رافقا ل يرون ول يسمعون‬ ‫انظروا إلى هذا الميت الفا ِرح التي إليكم بحاّرية‬ ‫ي ا فالسفة يحبون الحي اة وي ا أبن اء العفونة‬ ‫أوغلوا في هيكلي دون ند م وقولوا لي‬ ‫إن ك ان ل يزال يوجد أيضا‬ ‫لهذا الجسد الف اني الخ الي ةمن الروح‬ ‫والماّيت بين الةموات‬ ‫ةمزيد ةمن العذاب‬

‫برةميل الحقد‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE TONNEAU DE LA HAINE‬‬

‫‪69‬‬


‫الحقد برةميل بن ات دن ائيد* الش احب ات‬ ‫ب ةمهت اجا بذراعين أحمرين قويين‬ ‫والنتق ا م يص اّ‬ ‫في فراغه المظلم اله ائل ا ِدلء ةمملوءة‬ ‫بدةم اء الةموات ودةموعهم‬ ‫والشيط ان يحفر في هذه العم اق ثقوبا سراّية‬ ‫ةمنه ا يتسرب ةم ا جمعه ألف ع ا م ةمن جهد وعرق‬ ‫وةمع ذلك فإن الحقد يعرف كيف يبعث الحي اة‬ ‫في ضح اي اه ليعتصره ا ةمن أجس ادهم ةمن جديد‬ ‫كير ق ابع في جوف ح انة‬ ‫الحقد س اّ‬ ‫يشعر ب الظمأ الدائم وكلم ا أكثر ةمن الشرب‬ ‫تجاّدد كم ا تتجدد رؤوس ثعب ان )اليدز(‬ ‫كلم ا قطع ةمنه ا رأس‬ ‫لكن السك ارى السعداء يعرفون ق اهرهم‬ ‫أةم ا الحقد فتنتظره هذه الخ اتمة المحزنة‬ ‫بأل يستطيع أبدا أن يسعد‬ ‫ب السقوط لصريعا تحت الموائد‬

‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫‪70‬‬


‫*‬

‫اسم يطلق على الفتي ات الخمسين اللواتي قتلن أزواجهن ليلة زف افهن‬

‫الجرس المصدو م‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA CLOCHE FELEE‬‬ ‫ةم ا أةمَّر وةم ا أحلى أن تصغي في لي الي الشت اء‬ ‫وأنت ج الس قرب المدفأة التي تختلج وتطلق الدخ ان‬ ‫إلى الذكري ات البعيدة التي تستيقظ على ةمهل‬ ‫على لصوت النواقيس التي تصدح في الضب اب‬ ‫طوبى لك أيه ا الجرس القوي الحنجرة‬ ‫إنك ل تزال ةموفور النش اط والع افية‬ ‫برغم بلوغك غ اية الكبر‬ ‫فال تزال ق ادرا على أن تطلق بأةم انة‬ ‫نداءك الديني كأنك جندي عجوز‬ ‫يقضي الليل ح ارسا تحت خيمته‬ ‫إن نفسي المتصدعة‬ ‫عندةم ا تريد ةمن خالل سأةمه ا‬ ‫أن تمل بغن ائه ا جو اللي الي الب اردة‬ ‫فإن لصوته ا غ البا ةم ا ينطلق ضعيفا‬ ‫ي على ح افة بحيرة ةمن د م‬ ‫كحشرجة جريح ةمنس اّ‬ ‫تحت أكداس الجثث‬ ‫‪71‬‬


‫وهو يع الج سكرات الموت دون حراك‬ ‫بجهد عظيم‬

‫كآبة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪SPLEEN‬‬ ‫ب شهر الةمط ار الغ اضب على المدينة كله ا‬ ‫يص اّ‬ ‫ةمن قربته المفعمة ب الةمواج المتدفقة‬ ‫بردا ةمظلما على السك ان الش احبين‬ ‫الق اطنين إلى جوار المقبرة‬ ‫وةموتا على الضواحي المغلفة ب الضب اب‬ ‫يفتش هاّري عن ةمرقد فوق البالط‬ ‫وهو يحرك جسده الهزيل الجرب دون كلل‬ ‫في حين تهيم روح ش اعر عجوز في المي ازيب‬ ‫بصوت حزين كصوت شبح أنهكه البرد‬ ‫الن اقوس ينتحب والحطبة المشتعلة‬

‫‪72‬‬


‫ترافق بصوت ح اد لصوت الرق اص المبحوح‬ ‫أةم ا أعرج )الكاّبة( ونبت )البستوني(‬ ‫الرث المشؤو م لعجوز ةمص ابة ب الستسق اء‬ ‫فقد جلس ا يتحدث ان بحزن‬ ‫عن حبهم ا الراحل‬ ‫في لعبة ةمليئة ب الروائح الكريهة‬

‫كآبة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪SPLEEN‬‬ ‫كثيرة هي ذكري اتي كأني عشت ألف ع ا م‬ ‫إنه ا خزانة ضخمة ةمزدحمة الدراج‬ ‫بأوراق الجرد والشع ار والبط اق ات الرقيقة‬ ‫والاّدع اوى والغ اني الع اطفية‬ ‫وخصالت الشعر الكثيفة الملفوفة ب البراءات‬ ‫‪73‬‬


‫إن ةم ا تخفيه ةمن السرار أقل ةمم ا يخفيه وجداني الحزين‬ ‫إنه ا كهف وهر م واسع يحوي ةمن الجثث‬ ‫فوق ةم ا تحويه الحفرة الجم اعية‬ ‫أن ا ةمقبرة ع افه ا القمر‪ ,‬يسعى فيه ا‬ ‫ض دائما بنهم‬ ‫كم ا يسعى الند م دود طويل ينق اّ‬ ‫على العزاء ةمن أةمواتي‬ ‫أن ا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة‬ ‫تسكنه أكداس ةمن الزي اء التي ف ات زةم انه ا‬ ‫وتستنشق فيه عبير حق ةمفتوح‬ ‫رسو م الب استيل الش اكية‬ ‫ولوح ات )بوشيه( الش احبة‬ ‫ل شيء يع ادل في الطول‪ ,‬الي ا م المتعثرة‬ ‫عندةم ا يرزح تحت رك ا م ثقيل ةمن ثلوج السنين‪,‬‬ ‫ماّرة للالةمب الة الكئيبة‬ ‫الضجر تلك الثمرة ال ُ‬ ‫ليأخذ أبع ادا تجعله أبديا‬ ‫في ا أيته ا الم ادة الحية لم تعودي‬ ‫سوى لصخرة يحيطه ا ُرعب غ اةمض‬ ‫تن ا م في قلب لصحراء ةمغباّرة‬ ‫كأبي هول تج اهله ع الم غ افل‬ ‫وأزيل عن الخريطة‬ ‫فب ات ةمزاجه سوداويا‬ ‫ولم يعد يغني إل على الضوء الش احب‬ ‫‪74‬‬


‫لشعة الشمس الغ اربة‬

‫كآبة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪SPLEEN‬‬ ‫ةم ا أشبهني بملك لبالد أةمط اره ا كثيرة‬ ‫غني ولكن ع اجز‪ ,‬ش اب ولكن عجوز ةمهد م‬ ‫يكره انحن اءات ةمؤدبيه‬ ‫ويشعر ب الملل ةمن كالبه كم ا ةمن بقية الحيوان ات‬ ‫فال الطريدة تستطيع أن تدخل إلى نفسه‬ ‫عق اب‬ ‫المرح ول ال ُ‬ ‫ول شعبه الذي يسقط ةميتا أةم ا م شرفته‬ ‫وحتى قص ائد ةمهاّرجه المفضل المضحكة‬ ‫لم تعد ق ادرة على تسلية هذا المريض الق اسي‬ ‫شى إلى قبر‬ ‫فقد تحاّول سريره المو اّ‬ ‫وسيدات الح اشية اللواتي يجدن كل لةمير جميال ش ً‬ ‫لم يعدن ق ادرات على ابتداع زينة ف اجرة‬ ‫تنتزع البتس اةمة ةمن هذا الهيكل العظمي‬ ‫والع اا ِلم الذي يصنع له الذهب‬ ‫عجز عن أن ينتزع ةمن كي انه‬ ‫هذا العنصر المتهد م‬ ‫وحتى حم اةم ات الد م التي انتقلت إلين ا ةمن الروةم ان‬ ‫والتي يتذكره ا الجب ابرة في أواخر أي اةمهم‬ ‫‪75‬‬


‫لم تستطع أن تعيد الدفء إلى هذه الجثة الحمق اء‬ ‫التي يسيل في شرايينه ا بدل ش ً ةمن الد م‬ ‫عا ِفن‬ ‫ةم اء نهر النسي ان ال ا َ‬

‫كآبة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪SPLEEN‬‬ ‫عندةم ا تنطبق السم اء المكفهاّرة الثقيلة ك الغط اء‬ ‫على النفس الحزينة‪ ,‬فريسة السأ م الطويل‬ ‫ل دائرة الفق بذراعيه ا‬ ‫وتل ك اّ‬ ‫وتصب عليه ا نه ارا ق اتما أشد حزنا ةمن اللي الي‬ ‫عا ِفن‬ ‫وعندةم ا تتحول الرض إلى سجن ا َ‬ ‫ويغدو الةمل وطواطا يضرب الجدران بجن احيه‬ ‫ورأسه ب السقوف المتداعية‬ ‫وعندةم ا يرسل المطر خيوطه اله ائلة‬ ‫ةمقلدا به ا قضب ان سجن واسع‬ ‫وينسج شعب أخرس ةمن العن اكب الدنيئة‬ ‫شب اكه في تالفيف أدةمغتن ا‬ ‫‪76‬‬


‫تف اجئن ا دق ات أجراس غ اضبة‬ ‫وتطلق نحو السم اء عويال ش ً ةمخيفا‬ ‫عويل النفوس اله ائمة بال وطن‬ ‫ج ب النواح والشكوى‬ ‫عندةم ا تل اّ‬ ‫وعنده ا تتت ابع في نفسي أرت ال ةمتب اطئة‬ ‫ةمن العرب ات الجن ائزية‬ ‫ل يتقدةمه ا طبل ول ةموسيق ا‬ ‫ف الةمل يبكي ةمقهورا‬ ‫والقلق الفظيع المتجاّبر‬ ‫ينحني فوق رأسي ليغرس فيه‬ ‫علمه السود‬ ‫ا َ‬

‫ةمعذب نفسه‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'HEAUTONTIMOROUMENOS‬‬ ‫سأضربك ي ا نفسي دون حقد ول غضب‬ ‫كم ا يضرب الجزار وكم ا ضرب ةموسى الصخرة‬ ‫وسأجعل جفنيك يتفجران بم اء العذاب‬ ‫لروي لصحرائي‬ ‫‪77‬‬


‫وستسبح رغبتي المفعمة ب الرج اء‬ ‫في لجة دةموعك الم الحة‬ ‫كم ا تسبح السفينة في عرض البحر‬ ‫ونحيبك الغ الي الذي أسكر قلبي‬ ‫سيداّوي فيه ك الطبل يدق دق ات الهجو م‬ ‫ت اللحن الن اشز في السمفونية اللهية‬ ‫س ُ‬ ‫أل ْ‬ ‫بفضل السخرية النهمة‬ ‫التي تهزني وتنهشني‬ ‫أن ا الصرخة الح ادة في لصوتي‬ ‫سم السود في دةمي‬ ‫وال ُّ‬ ‫أن ا المرآة المشؤوةمة التي تتملى‬ ‫فيه ا المرأة الشرسة وجهه ا‬ ‫صفعة‬ ‫أن ا الجرح والسكين أن ا الخُّد وال اّ‬ ‫أن ا الجسد ودولب التعذيب‬ ‫أن ا الجالد والضحية‬ ‫أن ا ةمص اص دةم اء قلبي‬ ‫وأحد هؤلء المنبوذين العظ ا م‬ ‫حكم عليهم ب الضحك المؤبد‬ ‫الذين ُ‬ ‫ولكن اةمتنع عليهم البتس ا م‬

‫‪78‬‬


‫الشمس‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE SOLEIL‬‬ ‫على طول الض احية القديمة وفي الكواخ‬ ‫التي أسدلت ةمغ اليق نوافذه ا‬ ‫لتستر خف اي ا الفجور‬ ‫ب الشمس المحرقة شع اعه ا الالهب‬ ‫وعندةم ا تص اّ‬ ‫سطوح‬ ‫على المدينة والحقول والقمح وال اّ‬ ‫أذهب وحدي لتماّرن على لعبة المس ايفة *‬ ‫أستلهم القوافي في كل الزواي ا والرك ان‬ ‫أتعثر ب الكلم ات كم ا يتعثر الس ائر ب البالط‬ ‫وأرتطم أحي انا بأبي ات كنت قد حلمت به ا طويال ش ً‬ ‫الشمس ـ هذا الب الح اني ـ تهزأ ب الضعيف‬ ‫وتوقظ في الحقول الدود والورود‬ ‫وتبخر في الجو الهمو م‬ ‫وتفتح العقول وتمل الخالي ا ب العسل‬ ‫تخلع الشب اب على الشيوخ الع اجزين‬ ‫فتملؤهم ب المرح والحالوة ك الصب اي ا الب افع ات‬ ‫وتأةمر المواسم بأن تنمو وتنضج‬ ‫في القلب الخ الد الذي يريد إزه ارا دائما‬ ‫وعندةم ا تنزل كم ا ينزل الش اعر في رح اب المدن‬ ‫‪79‬‬


‫ترفع ةمن قدر أتفه الشي اء وأدن اه ا‬ ‫وتنزل ةملكة دون ضجيج ول ح اشية‬ ‫على كل المش افي وكل القصور‬

‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫* ةم ا يدعى في الري اضة اليو م بسيف الشيش‬

‫البجعة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE CYGNE‬‬ ‫ةمهداة إلى الش اعر فيكتور هوغو‬

‫أفكر بك ي ا اندروةم اك‬ ‫هذا النهر الصغير الفقير‬ ‫الذي ك ان المرآة الكئيبة التي تألق عليه ا في الم اضي‬ ‫جالل آل م ترُّةملك‬ ‫وهذا ))السيموا(( الكذاب الذي كاّبرته دةموعك‬ ‫كل ذلك أخصب فجأة ذاكرتي المبدعة‬ ‫وأن ا أجت از ))الك ااّروزيل(( الجديد‬ ‫ب اريس القدية لم يعد له ا وجود‪ ,‬فشكل المدينة‬ ‫يتباّدل واأسف اه بأسرع ةمم ا يتباّدل قلب النس ان‬ ‫سيرك‬ ‫إني أرى وبعين الخي ال فقط ةمعسكر الكواخ وخي ا م ال اّ‬ ‫م اء‬ ‫والبراةميل والعش اب والكتل الص اّ‬ ‫‪80‬‬


‫التي لاّونه ا ةم اء الحضر ب الخضر‬ ‫والشي اء الت افهة المتنوعة التي تلتمع في النوافذ‬ ‫هن اك ك انت تنتشر قديما حيوان ات العرض‬ ‫وهن اك رأيت ذات لصب اح‬ ‫في تلك الس اعة التي يهب فيه ا العم ال ةمن نوةمهم‬ ‫تحت السم اء الص افية الب اردة‬ ‫وتطلق الهِّدةمن فيه ا زوبعة ق اتمة في الهواء الس اكن‬ ‫بجعة ه اربة ةمن قفصه ا تضرب الرض بق ائمتيه ا‬ ‫وتجرجر ريشه ا الن الصع على الرض الوعرة‬ ‫وتفتح ةمنق اره ا عند س اقية ج افة‬ ‫عهِّفر جن احيه ا ب التراب‪ ,‬والحنين يشاّده ا‬ ‫وت ا َ‬ ‫إلى جم ال بحيرة ةموطنه ا‪ ,‬ولس ان ح اله ا يقولص ‪:‬‬ ‫أيته ا المي اه ةمتى تنه الين أةمط ارا‬ ‫ضين‬ ‫وي ا أيته ا الص اعقة ةمتى تنق اّ‬ ‫ي العجيب الت اعس كأنس ان ))أوفيد((‬ ‫فتراءى لي الط ائر الخراف اّ‬ ‫وهو يتجه نحو السم اء الداكنة الزرقة‬ ‫الس اخرة الق اسية‬ ‫وقد ةمداّ رأسه المتلهِّهف فوق عنق ةمتشنج‬ ‫كأنه ينحي ب الالئمة على ا‬ ‫ب اريس تتبدل لكن شيئا واحدا في نفسي الكئيبة لم يتبدل‬ ‫ف القصور الجديدة والمنشآت والكوا م والضواحي القديمة‬ ‫كله ا ألصبحت في نظري ةمنحوتة رةمزية‬ ‫‪81‬‬


‫وأعز ذكري اتي ألصبحت أثقل ةمن كتل الصخور‬ ‫وأةم ا م هذا ))اللوفر(( تعذبني لصورة ةمعينة‬ ‫إني أفكر ببجعتي الكبيرة بحرك اته ا القلقة‬ ‫المضحكة الس اةمية كحرك ات المنفيين‬ ‫والتي تغذيه ا رغبة س اةمية‬ ‫وأفكر بك ب ا أندروةم اك وأنت ترتمين‬ ‫بين ذراعي زوج عظيم‬ ‫ك الحيوان الع اجز بين يدي بيريس الرائع‬ ‫وتنحنين ةمسلوبة الفكر بج انب قبر ف ارغ‬ ‫ي ا أرةملة ))هكتور(( وزوجة ))هيلينوس((‬ ‫وأيضا أفكر ب الزنجية المسلولة المعروقة‬ ‫تدوس في الوحل ُةمفتشة عن ثم ار جوز الهند الفريقية‬ ‫بعينين زائفتين وراء أسوار الضب اب‬ ‫وأفكر بكل ةمن فقد شيئا ل يمكنه تعويضه‬ ‫ب الذين يشربون دةموعهم ويمتصون آلةمهم‬ ‫كيت اةمى الذئبة الطيبة الن احلين الذابلين ك الزه ار‬ ‫أفكر ب الغ ابة التي ألصبحت ةمنفى لعقلي‬ ‫فتدق في لصدري ذكرى قديمة كم ا يدق البوق‬ ‫أفكر ب البح ارة المنسيين فوق جزيرة ض ائعة‬ ‫ب السرى والمغلوبين وبكثيرين غيرهم‬

‫‪82‬‬


‫العمي ان‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES AVEUGLES‬‬ ‫تأةمليهم ي ا نفسي إنهم حقا بشعون‬ ‫كأنهم تم اثيل لعرض الزي اء ب التخمين ةمضحكون‬ ‫ةمخيفون ك الس ائرين في نوةمهم ش اذون‬ ‫ل ُيعرف إلى أين بحدق اتهم المظلمة يتوجهون‬ ‫وكأن عيونهم التي خبت فيه ا الشعلة اللهية‬ ‫تبقى ةمرتفعة إلى السم اء كأنم ا للبعيد يتطلعون‬ ‫ل أحد يراهم أبدا برؤوسهم المثقلة الح المة‬ ‫نخو الرض ينحنون‬ ‫ويجت ازون هكذا الظال م الالةمحدود‬ ‫هذا الشقيق الخ الد للصمت في ا أيته ا المدينة‬ ‫بينم ا أنت تضحكين حولن ا وتغنين وتصرخين‬ ‫يستغرقك السرور حتى الشراسة‬ ‫ي كيف أجر نفسي أن ا أيضا‬ ‫انظري إل اّ‬ ‫وبأكثر ةمم ا يفعلون ذهول ش ً وأقولص ‪:‬‬ ‫عن أي شيء يبحث في السم اء‬ ‫كل هؤلء العمي ان‬ ‫‪83‬‬


‫إلى ع ابرة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪A UNE PASSANTE‬‬ ‫م الذان ةمن حولي يولول‬ ‫ك ان الش ارع الذي يص اّ‬ ‫وةمرت حسن اء نحيلة ف ارعة القد‬ ‫ةمجللة ب السواد يلفه ا حزن ا َةمهيب‬ ‫ترفع وتحرك بيد ةمترفة أذي ال ثوبه ا المطاّرز‬ ‫تتسم ب النبل والرش اقة وتحظى بس اقي تمث ال‬ ‫وأن ا كنت أعب كمن أخذه الهذي ان‬ ‫ةمن عينيه ا ـ تلك السم اء الداكنة ـ‬ ‫الحالوة الس احرة واللذة الق اتلة‬ ‫ي ا لللق الذي يعقبه الليل أيته ا الحسن اء اله اربة‬ ‫التي جعلتني نظرته ا أخلق فجأة ةمن جديد‬ ‫أفلن أراك أبدا إل في البدية‬ ‫‪84‬‬


‫أفلن أراك في ةمك ان بعيد ةمن هن ا‬ ‫بعد فترة طويلة أو قد ل أراك ةمطلقا‬ ‫لني ل أعرف إلى أين تهربين‬ ‫وأنت ل تعرفين إلى أين أذهب‬ ‫ي ا أنت التي ك ان ةمن الممكن أن أحبه ا‬ ‫ي ا أنت التي تعرفين ذلك‬

‫شفق المس اء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE CREPUSCULE DU SOIR‬‬ ‫أقبل المس اء الف اتن لصديق الق اتل‬ ‫إنه يزحف ك المجر م بخطوات ةمكتوةمة‬ ‫والسم اء تولصد أبوابه ا ببطء كمخدع كبير‬ ‫فينقلب النس ان الن افد الصبر وحشا ض اريا‬ ‫أيه ا المس اء ـ المس اء الحبيب الثير على‬ ‫ةمن تستطيع يداه أن تقول غير ك اذبتين‬ ‫‪85‬‬


‫ملن ا اليو م ـ‬ ‫ع ا ِ‬ ‫ا َ‬ ‫إاه المس اء الذي ُيعاّزي النفوس‬ ‫التي تنهشه ا أقسى الل م‬ ‫ويعاّزي الع اا ِلم العنيد الدؤوب المثقل الجبهة‬ ‫ي الظهر‬ ‫والع اةمل الذي يعود إلى فراشه ةمحن اّ‬ ‫في المس اء تستيقظ الشي اطين المفسدة في الجواء‬ ‫ةمتث اقلة كأنه ا رج ال العم ال‬ ‫وتصطد م وهي تطير ب المص اريع والف اريز‬ ‫عبر الضواء التي تعصف به ا الريح‬ ‫ع ْهر في الشوارع ـ قرى النمل ـ‬ ‫ويحتد م ال ُ‬ ‫يفتح ةمن افذه ويشق لنفسه في كل ةمك ان‬ ‫طريقا خفيا ك العدو المه اجم‬ ‫ويتحرك ك الدود في قلب ةمدينة الوحول‬ ‫يغتصب ةمن النس ان قوته‬ ‫وفي المس اء ُيسمع هن ا وهن اك لصفير المط ابخ‬ ‫ولصراخ المس ارح ولصخب الموسيق ا‬ ‫وتمتلئ ةموائد الضيوف ب الع اهرات‬ ‫وةمن تواطأ ةمعهن ةمن النص ابين واللصوص‬ ‫ليستأنفوا عملهم بال وازع ةمن ضمير‬ ‫فيدهمون برفق الصن اديق والبيوت‬ ‫ليؤهِّةمنوا عيشهم لبضعة أي ا م‬ ‫ويوفروا لخليالتهم الكس اء‬ ‫‪86‬‬


‫ف استغرقي ي ا نفسي في التأةمل‬ ‫في هذه اللحظة العصبية‬ ‫وألصمي أذنيك عن هذا الهدير‬ ‫فهذه هي الس اعة التي تشتداّ فيه ا آل م المرضى‬ ‫لن الليل المظلم يأخذ بخن اقهم‬ ‫فتنتهي أي اةمهم ويندفعون إلى الُهاّوة المشتركة‬ ‫بعد أن تمتلئ المش افي بآه اتهم‬ ‫ولن يأتي أكثرهم لتن اول الحس اء اللذيذ‬ ‫قرب الن ار إلى ج انب ةمن يحب‬ ‫لن الكثيرين لم يعرفوا ةمطلقا حالوة اللتف اف حول الموقد‬ ‫ول حالوة العيش الحقيقي‬

‫‪87‬‬


‫روح الخمر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'AME DU VIN‬‬ ‫أنشدت روح الخمر ذات ةمس اء في القوارير‬ ‫إليك أيه ا النس ان العزيز المحرو م‬ ‫أطلق ةمن جسني الزج اجي وختمي الذهبي‬ ‫نشيدا ةمليئا ب الضي اء والخ اء‬ ‫أن ا أعرف الجهد الذي تحت اجه الربوة الملتهبة‬ ‫ةمن الكدح والعرق والجهد وأشعة الشمس المحرقة‬ ‫ب في كي اني شعلة الحي اة‬ ‫حتى أولد وتد اّ‬ ‫لكني لن أكون ع اقه ول شريرة‬ ‫لني أشعر بغبطة عظيمة‬ ‫وأن ا أنحدر في حلق إنس ان أنهكه العمل‬ ‫فإن لصدره الدافئ سيكون لي قبرا‬ ‫أحلى وأةمتع ةمن الكهف الب ارد الذي كنت فيه‬ ‫هل تسمع لصوت تراتيل الحد تتردد‬ ‫والةمل الذي يزغرد في لصدري الخ افق‬ ‫مر عن س اعديك لتضعهم ا على المنضدة‬ ‫فعندةم ا تش اّ‬ ‫سوف تمجاّدني وتشعر ب الفرح‬ ‫‪88‬‬


‫سأسكب اللهب في عيني زوجتك المفتونة‬ ‫وأعيد لولدك قوته وتواّرد خاّديه‬ ‫ي الذي أوهنت ذراعيه‬ ‫وسأكون للري اض اّ‬ ‫أعب اء الحي اة‬ ‫الزيت الذي يشاّد ةمن عضالت الك ادحين‬ ‫وفي جوفك س اسقط رحيقا نب اتيا‬ ‫وحبة ثمينة ألقى به ا الزارع الزلي‬ ‫كي ُينبت حبن ا شعرا‬ ‫يتص اعد نحو العرش اللهي‬ ‫كزهرة ن ادرة‬

‫خ ا َر ا َ‬ ‫ق‬ ‫خمر لق اطي ال ا ِ‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE VIN DES CHIFFONNIERS‬‬ ‫على ضوء ةمصب اح الش ارع المحماّر‬ ‫الذي تتالعب بفتيله الريح وتصفع فيه الزج اج‬ ‫وفي قلب ض احية قديمة تشبه المت اهة الموحلة‬ ‫فيه ا يزدحم الن اس بصخب وضجيج ع الصفين‬ ‫يقبل لق اط الخرق وهو يهاّز رأسه‬ ‫ويصطد م ب الجدران ويضربه ا كأنه ش اعر‬ ‫دون أن يلقي ب ال ش ً إلى الوش اة ةمن أتب اعه‬ ‫ليسكب ذوب قلبه في ةمش اريع ةمجيدة‬ ‫‪89‬‬


‫فيقسم اليم ان ويملي أسمى القوانين‬ ‫يصرع الخبث اء ويأخذ بيد الضح اي ا‬ ‫وتحت السم اء الممتدة ك السرادق المعلق‬ ‫ينتشي بروائع فض ائله الشخصية‬ ‫أجل إن هؤلء الذين أرهقتهم همو م الع ائلة‬ ‫وطحنهم الكدح وعذبتهم السنون‬ ‫وقصمت ظهورهم المحنية تحت أكداس النف اي ات‬ ‫التي قذفته ا ب اريس اله ائلة ةمن جوفه ا‬ ‫مختهم عطور الاّدن ان‬ ‫سيعودون وقد ض اّ‬ ‫يتبعهم رف اق باّيضت نوالصيهم المع ارك‬ ‫تتدلى شواربهم كأعال م قديمة‬ ‫وتنتصب أةم اةمهم‬ ‫البي ارق والزهور وأقواس النصر ب احتف ال سحري‬ ‫وفي ضجيج هذه العربدة المتللئة‬ ‫للبواق والشمس والصراخ والطبول‬ ‫ح اّ‬ ‫ب‬ ‫سيأتون ب المجد للشعب المنتشي ب ال ُ‬ ‫هكذا تنثر الخمر عن طريق حلق النس ان‬ ‫وعبر ةمسيرة النس انية الع ابثة الالهية‬ ‫الذهب ةمن ةمنبعه الس احر‬ ‫يفني ةمآثره ويسود بعط اءاته‬ ‫سي ادة ةملك حقيقي‬ ‫وا الذي أدركه الند م‬ ‫‪90‬‬


‫لصنع النع اس ليغرق فيه أحق اده‬ ‫هؤلء العج ائز المنبوذين ويهدهد‬ ‫أحالةمهم‬ ‫فأض اف النس ان إلى ذلك الخمرة‬ ‫تلك البنة المقدسة للشمس‬

‫خمرة الق اتل‬ ‫‪91‬‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE VIN DE L'ASSASSIN‬‬ ‫أن ا حر فزوجتي ةم اتت وأستطيع إذا‬ ‫أن أشرب حتى الثم الة‬ ‫حين كنت أرجع إليه ا خ الي الوف اض‬ ‫ك ان لصراخه ا يقطع ني اط قلبي‬ ‫أن ا سعيد الن كملك‬ ‫ي والسم اء رائعة‬ ‫ف الهواء نق اّ‬ ‫لقد ك ان لن ا ةمثل هذا الصيف عندةم ا وقعت في حبه ا‬ ‫الظمأ الرهيب يمزقني‪ .‬وحتى أرتوي أحت اج‬ ‫إلى سعة قبره ا ةمن الخمر‬ ‫وهذا ليس ب الشيء القليل‬ ‫لقد قذفته ا في جوف بئر‬ ‫وفوقه ا ألقيت بكل ةم اعلى ح افتيه ةمن أحج ار‬ ‫وسأنس اه ا إن استطعت‬ ‫رجوت ةمنه ا ةموعدا عند المس اء على طريق ةمظلمة‬ ‫سم ل فك اك ةمنهم ا‬ ‫ب اسم ةم ا يربطن ا ةمن حن ان وق ا َ‬ ‫وحتى نعيد الصف اء بينن ا‬ ‫كم ا في الي ا م الجميلة ةمن غراةمن ا‬ ‫وأتت ـ المخلوقة الحمق اء ـ‬ ‫ونحن هكذا يعترين ا أحي انا الجنون‬ ‫ك انت بعدُ جميلة ب الرغم ةمن تعب السنين‬ ‫‪92‬‬


‫وأن ا كنت ةمولعا به ا ولهذا قلت له اص ‪:‬‬ ‫اخرجي ةمن هذه الدني ا‬ ‫ل أحد يستطيع فهمي‪ .‬هل ةمن واحد‬ ‫ةمن هؤلء السك ارى المج انين‬ ‫يفكر في لي اليه السقيمة‬ ‫أن يصنع ةمن الكف ان خمرا ؟‬ ‫هذه الف اجرة المحصنة كقضب ان سكك الحديد‬ ‫لم تعرف الحب الحقيقي يوةما ل في لصيف ول شت اء‬ ‫على الرغم ةمن سحره ا السود‬ ‫وةموكب ذعره ا الجهنمي‬ ‫مه ا ودةموعه ا‬ ‫س اّ‬ ‫وقوارير ُ‬ ‫ولصليل سالسله ا وعظ اةمه ا‬ ‫ه ا إني حاّر وحيد‬ ‫سأسكر هذا المس اء حتى أفقد الوعي‬ ‫ثم أرقد لن ا م على الرض ك الكلب‬ ‫دون خوف ول ند م‬ ‫وب استط اعة العربة الثقيلة‬ ‫الملى ب الطين والحج ارة‬ ‫وكذا الق اطرات الشديدة السرعة‬ ‫أن تسحق رأسي المجر م‬ ‫أو تشطرني نصفين‬ ‫سي ان إني لهزأ ب الجنة والجحيم‬ ‫‪93‬‬


‫وب الم ائدة المقدسة‪....‬‬

‫خمرة العش اق‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE VIN DES AMANTS‬‬ ‫الفض اء اليو م ةمشرق زاه‬ ‫فلنس افر على جواد ةمن خمر‬ ‫سن ول شكيم ول ةمهم از‬ ‫بغير ا َر ا َ‬ ‫إلى سم اء سحرية رائعة‬ ‫سراب البعيد‬ ‫ف أثر ال اّ‬ ‫ولنقت ا ِ‬ ‫في زرقة الصب اح الص افي‬ ‫كمالكين يسوقهم ا قدر ةمحتو م‬ ‫‪94‬‬


‫ةمهدهدين برفق فوق جن احي‬ ‫زوبعة غير هوج اء‬ ‫وسنسبح ي ا شقيقة روحي بجنون ةمواز‬ ‫بال راحة ول هدنة‬ ‫إلى فردوس أحالةمي‬

‫الهد م‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA DESTRUCTION‬‬ ‫يضطرب الشيط ان بغير انقط اع إلى ج انبي‬ ‫يسبح ةمن حولي كهواء ل يمكن لمسه‬ ‫فأبتلعه وأحس به يلهب رئتي‬

‫‪95‬‬


‫ويملؤه ا شهوة آثمة أزلية‬ ‫وأحي انا ينتهز حبي الكبير للفن‬ ‫فيتخذ شكل اةمرأة ب ارعة الحسن والجم ال‬ ‫ويتذرع بحجج خ ادعة ةمن الهمو م‬ ‫ليعاّود شفتي على ةمشروب ات كريهة‬ ‫وهكذا يقودني بعيدا عن نظر ا‬ ‫لهثا ةمحطما ةمن التعب‬ ‫إلى أعم اق سهول الضجر المتراةمية الق احلة‬ ‫ح ْيرة‬ ‫ي الممتلئتين ا َ‬ ‫ويقذف في عين اّ‬ ‫خا َرقا ةملوثة وجراحا ف اغرة‬ ‫ا ِ‬ ‫وآلة للهد م ةمضاّرجة ب الد م‬

‫ينبوع الد م‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪96‬‬


‫‪LA FONTAINE DE SANG‬‬ ‫يخاّيل لي أحي انا بأن دةمي يجري هاّدارا‬ ‫ي النحيب‬ ‫كينبوع إيق اع اّ‬ ‫وأسمعه يسيل بخرير ةمتصل‬ ‫لكني عبثا أتفحص نفسي لجد جرحي‬ ‫وعبر المدينة يندفع كأنه في حقل فسيح‬ ‫ليحاّول البالط إلى جزر لصغيرة‬ ‫وليروي ظمأ كل ةمخلوق‬ ‫ويلاّون الطبيعة ب الحمرة‬ ‫وغ البا ةم ا طلبت ةمن الخمور الخ ادعة‬ ‫كن ولو ليو م واحد‬ ‫س اّ‬ ‫أن ُت ا َ‬ ‫الرعب الذي يستأكلني‬ ‫ف الخمر يجعل العين أكثر لصف اء والذن أدق سمعا‬ ‫ب عن إغف اءة بال هواجس‬ ‫ح اّ‬ ‫وبحثت في ال ُ‬ ‫لكن الحب لم يكن لي سوى فراش ةمن قت اد‬ ‫ُوجد ليروي ظمأ تلك الفتي ات‬ ‫اللواتي هن بغير قلب‬

‫‪97‬‬


‫رحلة إلى جزيرة سيثير‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪UN VOYAGE A CYTHERE‬‬ ‫ك ان قلبي يرفرف فرحا كعصفور‬ ‫ويحلق طليقا حول حب ال السفينة‬ ‫عب اب تحت سم اء بال غيو م‬ ‫ق ال ُ‬ ‫وهي تش ُّ‬ ‫كمالك أسكرته الشمس المتألقة‬ ‫ةم ا هذه الجزيرة السوداء الحزينة ؟‬ ‫قيل لن ا إنه ا ))سيثير(( البلد الذي اشتهر في الغ اني‬ ‫والموئل السطوري الت افه‬ ‫لكل الكهول العاّزاب‬ ‫انظروا إليه إنه أرض فقيرة‬ ‫ي ا جزيرة أعذب الحال م وأحلى العي اد‬ ‫أن شبح ))فينوس(( الرائع‬ ‫ل يزال يحو م فوق بح ارك كم ا يحو م الشذا‬ ‫ويمل النفوس ب الحب والفتور‬ ‫أيته ا الجزيرة الرائعة المفروشة ب الس‬ ‫والغ ارقة ب الزه ار‬ ‫أيته ا المب اركة إلى البد ةمن جميع الةمم‬ ‫‪98‬‬


‫متعاّبدة‬ ‫أن تنهدات القلوب ال ُ‬ ‫تتص اعد فيه ا ك البخور فوق بست ان ةمن الورد‬ ‫وكهديل الحم ا م الخ الد‬ ‫عد سوى بقعة جرداء‬ ‫لكن سيثير لم ا َت ُ‬ ‫ولصحراء لصخرية يقلقه ا لصراخ ح اد‬ ‫ولكني لمحت فيه ا شيئا فريدا‬ ‫لم يكن ةم ا رأيته ةمعبدا تظلله الشج ار‬ ‫تطوف به الك اهنة الش ابة التي تعشق الزه ار‬ ‫وقد ألهبت جسده ا ن ار خفية‬ ‫فشقت ثوبه ا التم اسا للنسم ات الع ابرة‬ ‫فعندةم ا كن ا نس اير الش اطئ عن قرب‬ ‫ونراّوع العص افير بأشرعتن ا البيض اء‬ ‫ط العتن ا ةمشنقة بثالث رك ائز‬ ‫تنتصب سوداء في الفض اء‬ ‫كشجرة الشربين‬ ‫وجوارح الطير تحط على هذا المرعى‬ ‫وتفتك بنهم بمشنوق قد نضج‬ ‫وكل ج ارح ةمنه ا يغرس ةمنق اره النتن كآلة ح ادة‬ ‫في كل ركن ُةمداّةمى ةمن هذه الجيفة المتعفنة‬ ‫ك انت العين ان تجويفين ف ارغين‬ ‫وةمن بطنه المبقور ك انت الةمع اء الثقيلة‬ ‫تسيل على الفخذين‬ ‫‪99‬‬


‫وقد أسبعه جالدوه المتخمون‬ ‫بهذه الوليمة الكريهة‬ ‫بضرب ات ةمن اقيرهم تشويها وخصيا‬ ‫وتحت أقداةمه راح قطيع ةمن الحيوان ات الح اقدة‬ ‫يدور ويطوف يتوسطه وحش ضخم‬ ‫كأنه الجالد يبن زب انيته‬ ‫ي ا س اكن سيثير ي ا طفل سم اء رائعة الجم ال‬ ‫ع انيت الحتق ار بصمت تكفيرا‬ ‫عن ةمب ادئك الدنيئة وخط اي اك التي حرةمتك ةمن القبر‬ ‫أيه ا المشنوق المضحك‪ ,‬آلةمك هي آلةمي‬ ‫مدلة‬ ‫وعندةم ا أنظر إلى أطرافك ال ُ‬ ‫كنهر طويل ينس اب ب الحقد واللم‬ ‫أشعر ب القيء يتص اعد إلى فمي‬ ‫فأةم اةمك أيه ا المسكين الذي أعاّز ذكراه‬ ‫أشعر بوقع ةمنق ار كل غراب‬ ‫ك كل فهد أسود‬ ‫وف اّ‬ ‫فهؤلء ك انوا في الم اضي يتوقون إلى سحق لحمي‬ ‫ك انت السم اء رائعة والبحر أةملس ك المرآة‬ ‫لكن كل شيء في تظري ألصبح داةميا أسود‬ ‫لني كنت أشعر واأسف اه‬ ‫ف في كفن سميك‬ ‫كأن قلبي ل اّ‬ ‫ودفن في هذه المنحوتة الرةمزية‬ ‫‪100‬‬


‫لم أجد في جزيرتك ق ائما ي ا فينوس‬ ‫سوى ةمشنقة رةمزية تتدلى ةمنه ا لصورتي‬ ‫ب القوة والشج اعة‬ ‫ف اةمنحني ي ا ر ُّ‬ ‫على تأةمل قلبي وجسمي بال قا َرف‬

‫‪101‬‬


‫لصلوات للشيط ان‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES LITANIES DE SATAN‬‬ ‫أنت ي ا أجمل وأبرع ةملك بين المالئكة‬ ‫حر م ةمن المديح‬ ‫ي اإلها خ انه الحظ و ُ‬ ‫أيه ا الشيط ان ارحم بؤسي الطويل‬ ‫ي ا أةمير الغربة ي ا ةمظلوةما‬ ‫ي ا ةمن إذا قا ِهر نهض دائما أقوى وألصلب‬ ‫أنت ي ا ةمن تعرف كل شيء‬ ‫ي ا ةملكا عظيما للخف اي ا‬ ‫وش افي النس انية ةمن قلقه ا وحيرته ا‬ ‫أنت ي ا ةمن تعاّلم حتى للُبرص والمنبوذين الملعونين‬ ‫حب‬ ‫تذاّوق طعم الفردوس عن طريق ال ُ‬ ‫ن المناّية عشيقة العجوز القوية‬ ‫ن ا ِةم ا َ‬ ‫أنت ي ا ا َةم ْ‬ ‫أنجبت الةمل الف اتن المجنون‬ ‫أنت ي ا ةمن تمنح المحكو م ب العدا م‬ ‫النظرة اله ادئة المتع الية‬ ‫التي تدين شعبا ك اةمال ش ً يلتف حول ةمشنقته‬ ‫أنت ي ا ةمن يعرف في أي ركن ةمن الرض المشته اة‬ ‫يخبئ ا الغيور الحج ار الكريمة‬ ‫أنت ي ا ةمن تعرف عينك المضيئة‬ ‫‪102‬‬


‫الخب اي ا العميقة‬ ‫التي ين ا م فيه ا ةمدفونا ع الم المع ادن‬ ‫أنت ي ا ةمن بيدك الكبيرة تستر اله اوية‬ ‫التي يطوف حوله ا الس ائر في نوةمه‬ ‫أنت ي ا ةمن تعيد العظ ا م المحطمة‬ ‫كير عجوز داسته سن ابك الخيل لينة‬ ‫لس اّ‬ ‫أنت ي ا ةمن علمتن ا كيف نخلط ةملح الب ارود ب الكبريت‬ ‫لتدخل العزاء إلى قلب النس ان الضعيف‬ ‫الذي يعتصره اللم‬ ‫أنت أيه ا الشريك الب ارع تضع ةميسمك‬ ‫على جبهة ق ارون الدنيء الق اسي‬ ‫أنت ي ا ةمن تودع عيون وقلوب الفتي ات‬ ‫جرح وحب السم ال‬ ‫عب ادة ال ُ‬ ‫ي ا عك از المنفيين وةمصب اح المخترعين‬ ‫والك اهن الذي يتلقى اعتراف المشنوقين والمتآةمرين‬ ‫أيه ا الب الذي تباّنى كل الذين طردهم ا الب‬ ‫بغضبه السود ةمن جنة الفردوس‬ ‫أيه ا الشيط ان ارحم بؤسي الطويل‬ ‫المجد والمديح لك أيه ا الشيط ان‬ ‫في أع الي السم اء حيث كنت تسود‬ ‫وفي أعم اق جهنم‬ ‫حيث تحلم بصمت بعد هزيمتك‬ ‫‪103‬‬


‫دع نفسي تسترح يوةما بقربك‬ ‫تحت شجرة المعرفة‬ ‫في الس اعة التي تنتشر فيه ا أغص انه ا‬ ‫كأنه ا هيكل جديد‬

‫ةموت العش اق‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA MORT DES AMANTS‬‬ ‫سيكون لن ا ةمض اجع ةمفعمة ب العطور الن اعمة‬ ‫وأرائك عميقة بعمق القبور‬ ‫وزهور غريبة على الرفوف تتفتح لجلن ا‬ ‫تحت سموات ل أحلى ول أجمل‬ ‫‪104‬‬


‫وسوف يكون قلب ان ا ةمصب احين كبيرين‬ ‫يستنفدان ةمتن افسين البقية الب اقية ةمن حبهم ا‬ ‫ويعكس ان أنوارهم ا المض اعفة‬ ‫على روحين اص ‪ :‬المرآتين التوأةمين‬ ‫وفي ةمس اء وردي اللون رةمزي الزرقة‬ ‫سنتب ادل وةميض الحب الوحيد‬ ‫كزفير طويل ةمثقل بحرارة الوداع‬ ‫وسيأتي ةمالك ةمخلص ا َفر ْ‬ ‫ح‬ ‫ليفتح البواب‬ ‫فيبعث الحي اة في المراي ا الخ اةمدة‬ ‫واللهب المنطفئ‬

‫ةموت الفقراء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA MORT DES PAUVRES‬‬ ‫‪105‬‬


‫إنه الموت الذي يعاّزي واحسرت اه‬ ‫وهو الذي يحملن ا على الحي اة‬ ‫إنه غ اية الحي اة والةمل الوحيد‬ ‫الذي يرفعن ا ويبعث ك الكسير النشوة في نفوسن ا‬ ‫ويزاّودن ا ب الجرأة التي تجعلن ا نت ابع الطريق إلى النه اية‬ ‫عبر العص ار والثلج والجليد‬ ‫سود‬ ‫هو الضوء المتماّوج في آف اقن ا ال اّ‬ ‫إنه الفندق الذائع الصيت‬ ‫الذي يوفر الطع ا م والراحة والنو م‬ ‫إنه المالك الذي يحمل بين ألص ابعه السحرية‬ ‫الرق اد ونعمة الحال م السعيدة‬ ‫ويسوي ةمض اجع الفقراء والعراة‬ ‫هو ةمجد اللهة وةمخزن الغالل الرةمزي‬ ‫وكيس نقود الفقراء وةموطنهم القديم‬ ‫إنه الرواق المفتوح على الف اق‬ ‫المجهولة‪...‬‬

‫‪106‬‬


‫ةموت الفن انين‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA MORT DES ARTISTES‬‬ ‫ي أن أخت ال ُةما َقهِّبال ش ً جبهتك المكفهرة‬ ‫كم عل اّ‬ ‫أيته ا الصورة الهزلية الكئيبة‬ ‫ي أن أطلق ةمن كن انتي‬ ‫وكم سهما عل اّ‬ ‫للصيب الهدف ةمن هذه الطبيعة الرةمزية‬ ‫إنن ا نستنفد ط اقتن ا في ةمؤاةمرات ب ارعة‬ ‫ونهد م العديد ةمن السس اله اةمة‬ ‫قبل أن نتأةمل الع الم الواسع‬ ‫الذي تملؤن ا رغبته الجهنمية ب النحيب‬ ‫في هذا الع الم ةمن لم يعرف قط ةمعبوده‬ ‫وهؤلء النح اتون المعذبون الموسوةمون ب الع ار‬ ‫الذين يدقون الصدور والوجوه‬ ‫وليس لهم سوى أةمل واحد‬ ‫وي ا له ةمن ةمقر غريب ةمظلم‬ ‫هو أن الموت المحلق كشمس جديدة‬ ‫سوف يعمل على تفتيق أزه ار عبقريتهم‬

‫‪107‬‬


‫غروب الشمس الروةم انسي‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE COUCHER DU SOLEIL ROMANTIQUE‬‬ ‫ةم ا أجمل شروق الشمس عندةم ا‬ ‫تطلق إلين ا تحيته ا كأنه ا انفج ار‬ ‫سعيد هو النس ان الذي يستطيع بحب‬ ‫أن يواّدع غروبه ا الروع ةمن الحلم‬ ‫أتذكر أني رأيت كل شيء‬ ‫يتفتح تحت نظره ا كقلب يخفق‬ ‫الزهر والينبوع وأخدود الفالح‬ ‫لنسرع نحو الفق قبل فوات الوان‬ ‫لنسرع حتى نظفر على القل بشع اع ةم ائل‬ ‫عبثا أط ارد الله المنسحب‬ ‫ف الليل الذي يوطد ةمملكته‬ ‫سوداء رطبة ةمشؤوةمة وةمملوءة ب الاّرعش ات‬ ‫‪108‬‬


‫ورائحة القبور تسبح في الظلم ات‬ ‫وقدةم اي المذعورتين تطآن على ضف اف المستنقع‬ ‫ضف ادع غير ةمنظورة وحلزونا ب اردا‬

‫نهر النسي ان‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE LETHE‬‬ ‫م اء‬ ‫تع الي إلى قلبي أيته ا الروح الق اسية الص اّ‬ ‫أيه ا النمر المعبود والوحش الالةمب الي‬ ‫أريد أن أغرق ألص ابعي المرتجفة‬ ‫في عمق شعرك الكث‬ ‫وأن أدفن رأسي الموجع‬ ‫في تن انيرك المملوءة بعطرك‬ ‫وأن أستنشق الثر الن اعم لحبي الراحل‬ ‫‪109‬‬


‫كأنه زهرة ذابلة‬ ‫أريد أن أن ا م‪ .‬أن أن ا م ل أن أعيش‬ ‫أن ا م في رق اد أحلى ةمن الموت‬ ‫وسأنثر قبالتي بال ند م‬ ‫على جسدك الجميل المصقول ك النح اس‬ ‫ولكي أدفن عبراتي وأهدئه ا‬ ‫جة ةمضجعك‬ ‫ل شيء عندي يع ادل ل اّ‬ ‫ف النسي ان الق ادر يسكن حول فمك‬ ‫ونهر النسي ان يتدفق ةمن قبالتك‬ ‫وإني أستسلم لقدري ةمخت ارا ه انئا‬ ‫كشهيد ةمطيع بريء ةمحكو م‬ ‫لكن ورعه يزيد في عذابه‬ ‫ولغرق حقدي سوف أشرب‬ ‫شراب النسي ان وةم اء الشوكران‬ ‫ةمن على أطراف جيدك الجميل‬ ‫الذي لم يأسر قلبا ةمطلقا‬

‫إلى التي تفيض فرحا‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪A CELLE OUI EST TROP GAIE‬‬ ‫‪110‬‬


‫ةمحي اك طلعتك حرك اتك‬ ‫كله ا جميلة كمنظر طبيعي رائع‬ ‫ويلهو في وجهك الفرح‬ ‫كم ا يلهو النسيم في سم اء لص افية‬ ‫والكآبة الع ابرة التي تمر بك‬ ‫يبهره ا ةمنك تفجر الع افية‬ ‫التي تنبثق ك الشع اع‬ ‫ةمن ذراعيك وةمن كتفيك‬ ‫واللوان الص ارخة‬ ‫شي به ا زينتك‬ ‫التي تو اّ‬ ‫تتراءى للشعراء‬ ‫كأنه ا رقص ةمن الزه ار‬ ‫هذه الثواب الب اهرة هي رةمز لعقلك المبرقش‬ ‫أيته ا المجنونة التي به ا جننت‬ ‫والتي أكرهه ا بقدر ةم ا أحبه ا‬ ‫فأحي انا وأن ا في حديقة جميلة‬ ‫س ب الشمس تمزق لصدري‬ ‫أح اّ‬ ‫سخرية‬ ‫كم ا تمزقه ال اّ‬ ‫والربيعوالخضرار‬ ‫كثيرا ةم ا أشعراني ب المه انة‬ ‫ولنتقم ةمن وق احة الطبيعة‬ ‫ألصب غضبي على زهرة‬ ‫‪111‬‬


‫وهكذا في ليلة ةمن اللي الي‬ ‫عندةم ا تدق س اعة الرغبة‬ ‫أريد أن أزحف نحو كنوز جسدك‬ ‫كم ا يزحف الجب ان ةمتسترا ب الصمت‬ ‫حتى أعذب جسدك الغض‬ ‫وأثخن ب الجراح نهديك‬ ‫وأطعن جنبك الذي أخذه العجب‬ ‫طعنة عريضة وعميقة‬ ‫وأنفث سمي عبر شفتيك‬ ‫بحالوة تبعث الاّدوار‬ ‫ه اتين الشفتين اللتين‬ ‫ل أبهى ةمنهم ا ول أجمل‬ ‫ي ا شقيقة روحي‬

‫‪112‬‬


‫الحل اّ‬ ‫ي‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES BIJOUX‬‬ ‫ك انت الحسن اء الغ الية ع ارية‬ ‫ولم ا ك انت تعرف ةم ا أحب‬ ‫لم تحتفظ إل بحليه ا الرن ان‬ ‫وقد خلع نفيسه عليه ا‬ ‫هيئة المنتصرين التي ك انت‬ ‫للعبيد البرابرة في أي اةمهم السعيدة‬ ‫مشع ةمن المعدن والجواهر‬ ‫هذا الع الم ال ُ‬ ‫عندةم ا يلقي وهو يرقص‬ ‫ي الس احر‬ ‫لصليله الح اّ‬ ‫يسحر روحي وأن ا أحب حتى الجنون‬ ‫الشي اء التي يختلط فيه ا الصوت‪ .‬وب الضوء‬ ‫ك انت ةمضطجعة وةمستسلمة للحب‬ ‫‪113‬‬


‫وةمن أعلى أريكته ا ك انت تبتسم ب ارتي اح‬ ‫لحبي العميق اللذيذ الذي ك ان يتص اعد نحوه ا‬ ‫كم ا تتص اعد أةمواج البحر نحو الش اطئ‬ ‫ي بنظرة ت ائهة ح المة‬ ‫ك انت تحاّدق ف اّ‬ ‫مرَّوض وتجرب أوض اعا‬ ‫ك النمر ال ُ‬ ‫ع ْهر ب الط ْهر‬ ‫اختلط فيه ا ال ُ‬ ‫فخلع على تقلب اته ا سحرا جديدا‬ ‫وذراع اه ا وس اق اه ا وفخذاه ا وخصره ا‬ ‫المصقولة ك الزيت والمتموجة ك البجعة‬ ‫ي الص افيتين اله ادئتين‬ ‫ك انت تت ابع أةم ا م عين اّ‬ ‫أةم ا بطنه ا وثدي اه ا‪ ,‬عن اقيد كرةمتي الشهية‬ ‫فقد ك انت تتقد م نحوي‬ ‫أكثر غنجا ةمن ةمالئكة الشاّر‬ ‫لتعكر السكينة التي تعيش فيه ا نفسي‬ ‫ولتزيحه ا عن لصخرة الكريست ال‬ ‫التي ترَّبعت عليه ا وحيدة ه ادئة‬ ‫كنت أخ الني أرى لصورة جديدة‬ ‫تجمع بين ردفي ظبي وجذع ي افع أةمرد‬ ‫ةمن كثرة ةم ا ك انت ق اةمته ا تبرز وركه ا‬ ‫وعلى لونه ا الشهب السمر‬ ‫ك انت زينته ا رائعة‬ ‫فعندةم ا ةم ات ضوء المصب اح‬ ‫‪114‬‬


‫ولم يبق ةم ا ينير الغرفة سوى ن ار الموقد‬ ‫ك ان جلده ا الذي هو بلون العنبر‬ ‫يغرق ب الد م في كل ةمرة‬ ‫ك انت تنطلق فيه ا زفرة ةمشتعلة‬

‫الن افورة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE JET D'EAU‬‬

‫‪115‬‬


‫عين اك الجميلت ان ةمتعبت ان‬ ‫أيته ا الع اشقة المسكينة‬ ‫احتفظي بهم ا ةمغمضتين طويال ش ً‬ ‫في هذا الوضع الف اتر الذي ف اجأتك عليه اللذة‬ ‫الن افورة تثرثر في الفن اء‬ ‫ول تسكت ل في الليل ول في النه ار‬ ‫إنه ا تغذي بهدوء‪ ,‬النشوة‬ ‫التي أغرقني به ا الحب هذا المس اء‬ ‫الب اقة المتفتحة بألف زهرة‪,‬‬ ‫والتي وزع عليه ا ت ابع زحل المبتهجة ألوانه‬ ‫تتس اقط دةموعه ا الغزيرة ك المطر‬ ‫هكذا روحك التي أحرقه ا وةميض الشهوات‬ ‫تندفع سريعة جريئة نحو السموات الواسعة المسحورة‬ ‫ثم تنسكب ةمتالشية كموجة كئيبة ح المة‬ ‫وتتس اقط على ةمنحدر ةمستتر إلى أعم اق قلبي‬ ‫أنت التي جعله ا الليل في غ اية الجم ال‬ ‫ةم ا أحلى أن أنحني على نهديك‬ ‫للصغي إلى الشك اة الزلية‬ ‫التي تنتحب في الحواض‬ ‫ء ةمفردا وليال ش ً ةمقدسا‬ ‫في ا قمرا وةم ا ش ً‬ ‫أيته ا الشج ار التي ترتجف حوله ا‬ ‫إن حزنك الص افي هو ةمرآة حبي‬ ‫‪116‬‬


‫الب اقة المتفتحة بألف زهرة‬ ‫والتي وزع عليه ا ت ابع زحل ألوانه‬ ‫تتس اقط دةموعه ا الغزيرة ك المطر‬

‫عين ا بيرت‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES YEUX DE BERTHE‬‬ ‫تستطيع ان أن تحتقرا‬ ‫أجمل العيون‬ ‫ي ا عيني بنَّيتي اللتين يقطر ةمنهم ا ويهرب‬ ‫ةم ا لست لعرفه ةمن طاّيب وعذب ك المس اء‬ ‫ي سوادك الف اتن‬ ‫أيته ا العين ان الف اتنت ان‪ .‬لصاّبي عل اّ‬ ‫ي ا عيني بنَّيتي الواسعتين‬ ‫أيته ا الروقة المعبودة‬ ‫تشبهين الكهوف المسحورة‬ ‫المختفية وراء رك ا م الظال م الف اتر‬ ‫حيث تتلل في الخف اء كنزو ةمجهولة‬ ‫عين ا بنَّيتي عميقت ان نجالوان‬ ‫سوداوان كسوادك أيه ا الليل الواسع‬ ‫ةمشعت ان ةمثلك‬ ‫وأنوارهم ا هي خواطر الحب المختلط ب اليم ان‬ ‫‪117‬‬


‫شهوانية أو عفيفة‬

‫أنشودة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪HYMNE‬‬ ‫إلى التي ل أعز ول أجمل‬ ‫تلك التي تمل قلبي ب الضي اء‬ ‫إلى المالك والمعبود الخ الد‬ ‫تحية له في خلوده‬ ‫إنه ا تنتشر في حي اتي‬ ‫ك الهواء المشبع ب الملح‬ ‫وتسكب في روحي الظ اةمئة‬ ‫طعم الخلود‬ ‫ق الدائم الاّنداوة‬ ‫ح ْ‬ ‫أيه ا ال ُ‬ ‫‪118‬‬


‫الذي ُيعطر الجواء بعطر ثمين‬ ‫ي ا جمرة ةمنسية تعبق ساّرا خالل الليل‬ ‫عهِّبُر عنك بصدق‬ ‫كيف ُن ا َ‬ ‫أيه ا الحب الذي ل يقبل الفس اد‬ ‫ي ا حبة ةمن المسك ترقد‬ ‫ةمختفية في أعم اق أبديتي‬ ‫إلى التي ل أحلى ول أجمل‬ ‫ولص انعة أفراحي وع افيتي‬ ‫إلى المالك والمعبود الخ الد تحية له في خلوده‬

‫وعود وجه‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES PROMESSES D'UN VISAGE‬‬ ‫أيته ا الجميلة الش احبة‬ ‫أحب قوسي ح اجبيك‬ ‫اللذين كأنهم ا يسيالن ظالةما‬

‫‪119‬‬


‫فعين اك رغم سوادهم ا‬ ‫ي بخواطر ليست أبدا ةمتش ائمة‬ ‫توحي ان إل اّ‬ ‫عين اك المنسجمت ان ةمع سواد شعرك‬ ‫وكث افته الحريرية‬ ‫تقولن لي بفتور‬ ‫ي ا ع اشق ربة الفن‪ ,‬أن أردت‬ ‫أن تتبع الةمل الذي بعثن اه فيك‬ ‫وكل الذواق التي تعتنق‬ ‫فسوف يتأكد لك لصدقن ا‬ ‫ةمن الساّرة حتى الردفين‬ ‫وسوف تجد في أطراف النهدين الرائعين الممتلئين‬ ‫وس اةمين برونزيين عريضين‬ ‫وتحت بطن ةمصقول ن اعم ك المخمل‬ ‫داكن كجلد راهب بوذي‬ ‫جاّزة نفيسة‪ ,‬هي حقا توء م هذا الشعر الكثيف‬ ‫عدة‪ ,‬وتض اهيك كث افة‬ ‫لَّينة ةمج َّ‬ ‫أيه ا الليل بال نجو م أيه ا الليل المظلم‬

‫‪120‬‬


‫الفدية‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LA RANCON‬‬ ‫حتى يدفع النس ان فديته‬ ‫عليه أن يستصلح حقلين‬ ‫ويحرث ويزرع ب الحديد والفكر‬ ‫تربتهم ا العميقة الغنية‬ ‫ولكي يجني بعض السن ابل‬ ‫وحتى يقطف أقل وردة‬ ‫عليه أن يرويه ا دون انقط اع‬ ‫بعرق جبينه المكفهاّر الم الح‬ ‫فأول حقل هو الفن والث اني هو الحب‬ ‫ولرض اء هذا الق اضي‬ ‫عندةم ا ُيسفر القض اء الص ار م‬ ‫عن اليو م الرهيب‬ ‫عا َرض عليه‬ ‫ينبغي أن ُت ْ‬ ‫الهراء الممتلئة ب الحص اد‬ ‫والزاهير التي تحظى بتأييد المالئكة‬ ‫بأشك اله ا وألوانه ا‬

‫‪121‬‬


‫إلى فت اة ةمن ةملب ار‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪A UNE MALABARAISE‬‬ ‫قدةم اك ن اعمت ان كيديك‬ ‫وردف اك العريض ان يثيران غيرة أجمل النس اء البيض‬ ‫جسدك الن اعم الغ الي عزيز على الفن ان الح الم‬ ‫وعين اك النجالوان المخمليت ان‬ ‫هم ا أشد سوادا ةمن بشرتك‬ ‫ففي البالد الدافئة الزرق اء حيث خلقك ا‬ ‫ك انت ةمهمتك أن تشعلي غليون سيدك‬ ‫وتملئي قواريره ب الم اء والعطور‬ ‫وتدفعي عن ةمضجعه البعوض المحهِّو م‬ ‫وعندةم ا يطلق الصب اح غن اء أشج ار الشربين‬ ‫تذهبين إلى السوق لشراء الموز والن ان اس‬ ‫وفي النه ار تسوقك قدةم اك الع اريت ان‬ ‫إلى حيث تش ائين‬ ‫وتدندنين بصوت خفيض ألح انا قديمة ةمبهمة‬ ‫‪122‬‬


‫وعندةم ا ينشر الليل رداءه القرةمزي‬ ‫تضعين جسدك بهدوء على حصير‬ ‫وتستسلمين لحال م ةملى ب العص افير الملونة‬ ‫الف اتنة المزهرة دائما ةمثلك‬ ‫فلم اذا ترغبين برؤية بلدن ا فرنس ا‬ ‫أيته ا الفت اة المغمورة ب السع ادة‬ ‫هذا البلد الشديد الزح ا م‬ ‫الذي تعصف بأهله الل م‬ ‫فتستسلمين لذرع البح ارة القوية‬ ‫وتطلقين إش ارات الوداع لشج ار البلح العزيزة‬ ‫أنت التي ترتدين غاللة شف افة هن ا‬ ‫ل تستر ةمن جسدك سوى نصفه‬ ‫سترتجفين هن اك تحت الثلج والزةمهرير‬ ‫وعندةم ا يضغط المشد الق اسي على جنبك‬ ‫ستبكين فراغك الحر اللذيذ‬ ‫وعليك أن تجمعي طع اةمك ةمن وحولن ا‬ ‫وتبيعي عطر ةمف اتنك الغريبة‬ ‫ولسوف تالحق عين اك الزائغت ان‬ ‫ةمن خالل ضب ابن ا القذر‬ ‫أشب اح أشج ار جوز الهند البعيدة‬ ‫المبعثرة هن ا وهن اك‬

‫‪123‬‬


‫فيم ا يتعلق بثقيل ي َّدعي لصداقتك‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪APROPOS D'UN IMPORTUN QUI SE DISAIT SON AMI‬‬ ‫أخبرني أنه ف احش الثراء لكنه يخشى الكوليرا‬ ‫يهزأ بم ا يملكه ةمن ذهب لكنه يتذوق الوبرا‬ ‫عَّرف ب السيد كورث‬ ‫وأنه يهيم ب الطبيعة لنه ت ا َ‬ ‫‪124‬‬


‫وأنه ح اليا ل يملك سي ارة ولكن ستكون له قريبا واحدة‬ ‫ق ال إنه يحب الرخ ا م والقرةميد‬ ‫هبة‬ ‫مذ َّ‬ ‫والخش اب السوداء ال ُ‬ ‫وأن ثالثة وكالء ةمن ح اةملي الوسمة‬ ‫يديرون له ةمصنعه‬ ‫وأنه يملك عدا أشي اء كثيرة أخرى‬ ‫عشرين ألفا ةمن أسهم الشم ال‬ ‫وأنه وجد حتى لحواجز داخل ثم ار الجوز‬ ‫أطرا كأنه ا أطر الرس ا م أوبينور‬ ‫وأن له ةمن السلع ةم ا ل يقوى على حمله‬ ‫وأنه في سوق البطريرك‬ ‫ق ا م بعدة لصفق ات رابحة‬ ‫أخبرني أنه ل يحب زوجته كثيرا‬ ‫ول يحب أةمه لكنه ةمؤةمن يخلود الروح‬ ‫وأنه قرأ نيبواييه‬ ‫أخبرني أنه يميل للمتع الجسدية‬ ‫ففي إق اةمة ةمملة قض اه ا في روةم ا‬ ‫تعَّرف على اةمرأة ةمسلولة‬ ‫قضت ةمن شدة حبه ا له‬ ‫وهكذا ةمضى خالل ثالث س اع ات ونصف‬ ‫ي حي اته حتى لصَّدع رأسي‬ ‫يسرد عل اّ‬ ‫هذا الثرث ار التي ةمن ))تورنيه((‬ ‫‪125‬‬


‫ولو أني أجبرت على ولصف عذابي لم ا انتهيت‬ ‫كنت أحهِّدث نفسي وأن ا أكبت حقدي‬ ‫ألن يترك لي على القل ةمج ال ش ً لن ا م‬ ‫وكم ا يفعل المنزعج الذي ل يجرؤ على ترك ةمك انه‬ ‫ك ب المقعد قف اي‬ ‫رحت أح ُّ‬ ‫وأن ا أتمنى لو أني أضعه على خ ازوق‬ ‫هذا الوحش المدعو ))ب استونييه((‬ ‫ك ان ه اربا ةمن الوب اء‬ ‫أةم ا أن ا فسأهرب إلى ةمق اطعة بعيدة‬ ‫وأقذف نفسي في الم اء‬ ‫ي أن ألقي‬ ‫أذا ك ان عل هِّ‬ ‫عند عودتي إلى ب اريس‬ ‫ذاك الذي يخ اف ةمنه ا‪ ,‬هذا الثقيل‪,‬‬ ‫هذا الوب اء المولود في ))تورنيه((‬

‫‪126‬‬


‫غزلية حزينة‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪MADRIGAL TRISTE‬‬ ‫ةم ا همني أن تكوني حكيمة ع اقلة‬ ‫أريدك جميلة حزينة‬ ‫ف الدةموع تضفي على الوجه السحر‬ ‫الذي يخلعه النهر على الطبيعة‬ ‫ك الع الصفة تجهِّدد شب اب الزه ار‬ ‫مرت اع‬ ‫أحبك عندةم ا يهرب الفرح ةمن جبينك ال ُ‬ ‫وعندةم ا يغرق قلبك في الُّرعب‬ ‫وعندةم ا تنتشر على ح اضرك‬ ‫غيو م ةم اضيك المثقل ب الخطيئة‬ ‫أحبك عندةم ا تذرف عين اك الواسعت ان‬ ‫دةمعا س اخنا كأنه الد م‬ ‫وعندةم ا يعذبك قلق ثقيل‬ ‫كحشرجة المحتضر‬ ‫‪127‬‬


‫ب الرغم ةمن ذراعي اللتين تهدهدانك‬ ‫أتوق إلى شهيق الدةموع في لصدرك‬ ‫ي ا نشوة إلهية ونشيدا عميقا عذبا‬ ‫وأعتقد أن ةم ا تذرفه عين اك ةمن للئ‬ ‫يضفي على قلبك الضي اء‬ ‫أعرف أن قلبك المترع‬ ‫ي ل يزال ةمتوهجا ك الموقد‬ ‫بحب قديم ةمنس اّ‬ ‫وأنك تخفين في لصدرك‬ ‫بعضا ةمن كبري اء المعذبين‬ ‫ولكن ي ا عزيزتي ط الم ا أن أحالةمك‬ ‫لم تعكس بعدُ نيران الجحيم‬ ‫م والسيف‬ ‫ولم تحلمي بعدُ ب الس َّ‬ ‫ولم تولعي ب الب ارود والحديد‬ ‫تحت وطأة ك ابوس ثقيل ل يرحم‬ ‫ولم تفتحي إل بحذر لكل ط ارق‬ ‫أو ترتعشي عندةم ا يحمَّ القض اء‬ ‫فلن تتذوقي أبدا‬ ‫عن اق القرف الذي ل يق او م‬ ‫مقَّيدة‬ ‫لن تستطيعي أيته ا الملكة ال ُ‬ ‫التي ل تمنح الحب إل خ ائفة‬ ‫أن تقولي في هول اللي الي الموبوءة‬ ‫ونفسك ةمملوءة ب الصراخ‬ ‫‪128‬‬


‫أواه ي ا ةمليكي أن ا ا ِنُّدك‬

‫المنذر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪L'AVERTISSEUR‬‬ ‫كل إنس ان جدير بهذا اللقب‬ ‫ينطوي داخله أفعى لصفراء‬ ‫‪129‬‬


‫تتخذ ةمن قلبه عرشا تعتليه‬ ‫فإذا ق الص ‪ :‬أريد‪ .‬تجيبص ‪ :‬ل‬ ‫ق ن اظريك‬ ‫أغر ْ‬ ‫في العينين المحدقتين‬ ‫لحوري ات البحر إله ات الس اطير‬ ‫كر بواجبك‬ ‫نص ‪ :‬ف هِّ‬ ‫فتقول لك الس اّ‬ ‫ل‪ ,‬اغرس أشج ارا‬ ‫انجب أطف ا ش ً‬ ‫الصقل زج اجا وانحت رخ اةما‬ ‫سنص ‪ :‬هل ستعيش حتى المس اء‬ ‫فتقول لك ال هِّ‬ ‫فمهم ا رسم النس ان ةمن خطط‬ ‫أو بنى ةمن آةم ال‬ ‫فإنه لن يعيش لحظة‬ ‫إل تحت وطأة النذار‬ ‫الذي تطلقه هذه الفعى التي ل ُتحتمل‬

‫‪130‬‬


‫الث ائر‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE REBELLE‬‬ ‫ض ةمالك ةمن السم اء ك الاّنسر غ اضبا‬ ‫انق َّ‬ ‫وأةمسك بملء قبضته بن الصية الك افر‬ ‫وق ال وهو يهزهص ‪ :‬سوف تحفظ الن اةموس‬ ‫أن ا ةمالكك الح ارس أتسمع إني أريد ذلك‬ ‫ب دون تذاّةمر‬ ‫م أن عليك أن تح َّ‬ ‫اعل ْ‬ ‫الفقير والخبيث‪ ,‬المنحرف والبله‬ ‫حتى تستطيع أن تصنع ليسوع عندةم ا يماّر‬ ‫سج ادة استقب ال ةمصنوعة ةمن إحس انك‬ ‫هكذا يكون الحب‬ ‫ل ةمنه قلبك‬ ‫فقبل أن يم َّ‬ ‫أعد إشع ال انتش الك بمجد ا‬ ‫لنه الوجد الحقيقي الدائم الغراء‪.‬‬ ‫والمالك الذي يوقع القص اص‬ ‫يحب أن يعذب بقبضتيه الجب ارتين‬ ‫الشرير الذي يرُّد عليه ب استمرار‬ ‫ل أريد‬

‫‪131‬‬


‫بعيدا ةمن هن ا‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪BIEN LOIN D'ICI‬‬ ‫هذا الكوخ المقدس الذي تقيم في هذه الفت اة‬ ‫المغ الية في التبُّرج ه ادئة ةمتأهبة ب استمرار‬ ‫تستروح بيده ا النسم ات إلى لصدره ا‬ ‫وتصغي إلى نواح النوافير في الحواض‬ ‫وةمرفق اه ا يستندان إلى الحش اي ا‬ ‫هذه هي غرفة ))دوروثي((‬ ‫الم اء والنسيم يغني ان في البعيد‬ ‫أغنيتهم ا الممزوجة ب النحيب‬ ‫ليهدهدا هذه الطفلة المدللة‬ ‫وبعن اية كبيرة تدلك بشرته ا الن اعمة‬ ‫ةمن رأسه ا حتى أخمص قدةميه ا ب الزيت المعطر واللب ان‬ ‫في حين تبتهج الزه ار‬ ‫في إحدى الزواي ا‬

‫‪132‬‬


‫تأ ُّةمل‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪RECUEILLEMENT‬‬ ‫اعتصمي ب الحكمة ي ا آلةمي‬ ‫وكوني أكثر هدوءا‬ ‫كنت تطلبين المس اء وه ا هو قد أتى‬ ‫ف المدينة‬ ‫جٌّو ةمظلم يل ُّ‬ ‫يحمل للبعض السال م والقلق للبعض الخر‬ ‫فعندةم ا يجني الدهم اء الند م ةمن ةمب اذلهم‬ ‫تحت وطأة سي اط اللذة‬ ‫هذا الجالد الذي ل يرحم‬ ‫ي ي ا آلةمي‬ ‫ةمهِّدي يديك إل َّ‬ ‫وتع الي نذهب بعيدا عن هؤلء‬ ‫‪133‬‬


‫انظري إلى السنوات اله اربة‬ ‫تنحني على شرف ات السم اء بأثوابه ا الب الية‬ ‫وإلى الند م المبتسم ينطلق ةمن أعم اق المي اه‬ ‫وإلى الشمس المحتضرة تن ا م تحت قبة السم اء‬ ‫وتجرجر على الفق أشعته ا‬ ‫كأنه ا كفن طويل‬ ‫اسمعي ي ا عزيزتي‬ ‫اسمعي زحف الليل الن اعم‬

‫شكوى ايك اروس*‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LES PLAINTES D'UN ICARE‬‬ ‫عش اق الع اهرات ُةمتخمون ُةمع افون سعداء‬ ‫وأن ا تتحطم ذراع اي ةمن ةمع انقة الغم ا م‬ ‫وعين اي المتعبت ان ل تري ان‬ ‫سوى ذكري ات الشموس الس اطعة‬ ‫‪134‬‬


‫بفضل النجو م التي ل ةمثيل له ا‬ ‫المتللئة في أعم اق الفض اء‬ ‫عبثا أح اول أن أجد للفض اء وسطا أو نه اية‬ ‫فلست أدري تحت أاّية عين ةمن ن ار‬ ‫ي ينصهران‬ ‫شعرت بجن اح اّ‬ ‫ب الجم ال‬ ‫وأن ا الذي أحرقني ح ُّ‬ ‫لن أحصل على الشرف الرفيع‬ ‫بأن أخلع اسمي على الحفرة‬ ‫التي ستكون لي قبرا‬

‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫*الشخص السطوري الذي تخلص ةمن سجنه بصنع جن احين ةمن الشمع‬

‫الغط اء‬ ‫‪-----------------------------------------------‬‬‫‪LE COUVERCLE‬‬ ‫‪135‬‬


‫سواء ك ان المك ان الذي تسعى إليه بحرا أو برا‬ ‫وسواء ك ان المن اخ ةمن ن ار أ م ةمن جليد‬ ‫في ا خ اد م المسيح وي ا ُةمريد سيثير ‪Cythere‬‬ ‫أيه ا المتسول الحزين وأيه ا الق ارون الف احش الثراء‬ ‫ي ا س اكن المدينة والريف‬ ‫أيه ا المتشرد والمقيم‬ ‫سواء ك ان عقلك راجحا أ م كنت بطيء التفكير‬ ‫فإنك أيه ا النس ان واقع في كل ةمك ان‬ ‫تحت سيطرة سر رهيب‬ ‫إل بعين ةمرتجفة‬ ‫ف السم اء كهف جدرانه خ انقة‬ ‫سقف تنيره أنوار ةمغن اة هزلية‬ ‫يدوس فيه ا البهلوان على أرض ُةمخضَّبة ب الد م‬ ‫إنه ا رعب الف اسق وأةمل الن اسك المجنون‬ ‫هذه السم اء هي الغط اء السود لقدر عظيمة‬ ‫تغلي فيه ا بشكل غير ةمنظور‬ ‫النس انية الواسعة‬

‫‪136‬‬


‫المحتوى‬ ‫• المقدةمة‬ ‫• إلى الق ارئ‬ ‫• ةمب اركة‬ ‫• القطرس‬ ‫• سمو‬ ‫• المن ارات‬ ‫• الراهب الردئ‬ ‫• العدو‬ ‫• الشؤ م‬ ‫• الرجل والبحر‬ ‫• الحسن اء‬ ‫• المثل العلى‬ ‫• العمالقة‬ ‫• أنشودة للحسن اء‬ ‫عر‬ ‫ش ْ‬ ‫• ا َ‬ ‫• الفعوان الراقص‬ ‫• جيفة‬ ‫• الهاّر‬ ‫• الشرفة‬ ‫‪137‬‬


‫• الممسوس‬ ‫• الظلم ات‬ ‫• العطر‬ ‫• بك اةمله ا‬ ‫• إيق اع المس اء‬ ‫سم‬ ‫• ال ُا َ‬ ‫• السم اء الغ ائمة‬ ‫• الهر‬ ‫• دعوة إلى السفر‬ ‫• ةمح ادثة‬ ‫• نشيد خريفي‬ ‫• أغنية لبعد الظهر‬ ‫• إلى سيدة خالسية‬ ‫• الشبح‬ ‫• نشيد الخريف‬ ‫• أحزان القمر‬ ‫• البو م‬ ‫• الغليون‬ ‫• الموسيق ا‬ ‫• الميت الفرح‬ ‫• برةميل الحقد‬ ‫• الجرس المصدو م‬ ‫• كآبة‬ ‫• كآبة‬ ‫• كآبة‬ ‫‪138‬‬


‫• كآبة‬ ‫• ةمعذب نفسه‬ ‫• الشمس‬ ‫• البجعة‬ ‫• العمي ان‬ ‫• إلى ع ابرة‬ ‫• شفق المس اء‬ ‫• روح الخمر‬ ‫• خمر لق اطي الخرق‬ ‫• خمرة الق اتل‬ ‫• خمرة العش اق‬ ‫• الهد م‬ ‫• ينبوع الد م‬ ‫• رحلة إلى جزيرة سيثير‬ ‫• لصلوات للشيط ان‬ ‫• ةموت العش اق‬ ‫• ةموت الفقراء‬ ‫• ةموت الفن انين‬ ‫• غروب الشمس الروةم انسي‬ ‫• نهر النسي ان‬ ‫• إلى التي تفيض فرحا‬ ‫• الحل اّ‬ ‫ي‬ ‫• الن افورة‬ ‫• عين ا بيرت‬ ‫• أنشودة‬ ‫‪139‬‬


‫• وعود الوجه‬ ‫• الفدية‬ ‫• إلى فت اة ةمن ةملب ار‬ ‫• فيم ا يتعلق بثقيل ياّدعي لصداقتك‬ ‫• غزلية حزينة‬ ‫• المنذر‬ ‫• الث ائر‬ ‫• بعيدا ةمن هن ا‬ ‫• تأُّةمل‬ ‫• شكوى ايك اروس‬ ‫•‬

‫الغط اء‬

‫‪140‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.