-1الخدعة الولى
ظنت صوفي انها جنت عندما وافقت على المجئ 0فماذا كانت تفعل في بورت اوف سباين ,وهي تنتظر بقلب مضطرب وصول جد ايف ,ليأخذها معه ؟ كيف تأملت لعب هذا الدور بمهارة فائقة ,فل يشك احد انها ليست ايف هوليستر ؟ الم يكن انتحال شخصية اخرى جرما ؟ ام هل يمكن اعتبار ذلك العمل جرما حتى عندما يكون الشخص المعني قد اعطاها اذنا للقيام بذلك ,ل بل ترجاها في الحقيقة ؟ هزت صوفي كتفيها كمن ل حيلة له 0كانت راحتا كفيها رطبتين, والعرق يتصبب من عنقها ,وساقاها ترتجفان قليل 0سارت بقلق داخل غرفة الفندق تحاول تهدئة اعصابها ,وراجعت مرات عدة ما قالته لها ايف 0 قالت لنفسها يجب ان ل اقلق ولكن من دون اقتناع حقيقي 0ولم يسبق لعائلة سانت فينسيتي فينسيتي ان رأت ايف 0فكيف في امكانها التعرف اليها او معرفة أي امر عنها سوى ما اختارت ان تخبرها في رسائلها؟ في أي حال ,الفتاتان تشبه الواحدة الخرى قليل 0كانتا شقراوان 0وبينما مال شعر ايف الى لون فضي خفيف ,كان شعر صوفي ذهبي اللون تشوبه خصلت من لون اغمق 0 كانتا طويلتين نسبيا ,ونحيلتين ,واذا كانت
صوفي ناحلة اكثر ,فذلك بسبب اهمالها الطعام بعض الشئ 0اذ لم يكن اجرها القليل يكفيها للهتمام بصحتها 0بل هناك امور اخرى اعتبرتها اكثر أهمية! صوفي تعمل مديرة مسرح في ساند تشيرش 0 وادركت ايف كم صديقتها حمقاء لقبولها العمل مقابل ذلك الجر الزهيد 0 تعرفت صوفي الى ايف قبل سنوات اربع , عندما كان عمرها ثمانية عشر عاما وهي في عملها الول في لندن 0ومع انها كانت تفضل ان تصبح ممثلة اذا ما قدر لها ان تختار ,ادركت انها تحتاج الى سبل اخرى لتؤمن معيشتها 0لذلك تعلمت الختزال والطباعة على اللة الكاتبة وعملت في احدى محطات التلفزيون المستقلة 0 كانت ايف صحافية شابة وناضجة ,وصنعت لنفسها اسما في فليت ستريت وساعدت صوفي عندما جاءت لتكتب مقال عن محطة التلفزيون 0وغدت الفتاتان صديقتان فورا 0 رغم تناقضهما 0تمتعا بالرفقة من البداية 0 وعندما اسّرت صوفي الى ايف برغبتها في ان تصبح ممثلة ,استعملت الخيرة نفوذها وفتحت لها المجال للعمل كمديرة مسرح في ساندتشيرش 0وبالطبع ,ايقنت صوفي ان ايف لم تتوقع منها البقاء في هذا العمل , لكنها بقيت ,وكانت سعيدة بطريقتها الخاصة خلل الثلث سنوات ونصف السنة الماضية 0لم يكن لديها الكثير من المال 0ال انها كسبت الكثير من الصدقاء ,كما كانت تمضي عطلت نهاية السبوع في لندن مع
ايف من وقت الى آخر 0حتى بدت ايف كأنها تحيا حياة اكثر أثارة من صوفي ,على رغم ارتباط الخيرة بالمسرح 0اذ دعيت كثيرا الى الحفلت كما حصلت على اجازات مجانية لتغطية بعض الحداث 0زاد عدد اصدقائها ولم تكن تمضي وقتا طويل مع والدها المتقاعد الذي كان يقيم في كينغستون 0 ولم يكن امام ايف سوى ان تخبر صوفي بأن امها توفيت اثناء ولدتها وان والدها يلومها 000 رأت صوفي في ذلك الوضع مأساة ,فقد رعتها عمتها المسنه في طفولتها ولم تعرف معنى إن يكون لها ابوان 0وشعرت عندما تصورت انها مكان ايف بأنها كانت ستجد من الضروري إن تحاول جهدها لتبرهن لوالدها بأن وجودهما وحيدين يعني تأليا ضرورة اهتمام الواحد منهما بألخر 0 ولكن المر ل يخصها 0ولم يكن في استطاعتها إن تفعل اكثر من تذكير ايف أحيانا بضرورة اكثار زياراتها لوالدها 0 توفي والد ايف قبل نحو سته اشهر وحضرت الدفن مع صوفي واخبرتها في ما بعد انها يجب إن تبلغ عائلة والدتها بالمر 0 كانت هذه هي المرة الولى التي سمعت فيها صوفي عن عائلة والدة ايف وتفاجأت عندما علمت بأنها عائلة ثرية وتملك مزارع شاسعة في ترينيداد 0 وعندما اخبرتها ايف إن والدتها هربت كي تتزوج جيمس هولليستر وهي في الثامنه عشرة من عمرها ,فهمت صوفي لماذا لم
تسمع ايف تذكر شئ عن عائلة والدتها 0 لكنها الن تعرف القصة كلها 0كان والد ايف مهندسا يعمل في مشروع عمراني في ترينيداد عندما قابل والدتها 0واعتبر جيمس هولليستر بأنه غير لئق بالعائلة وغير متكافئ من حيث الثراء مع عائلة سانت فينسيتي اضافة الى إن والدة ايف كانت مخطوبة لبن عائلة ثرية اخرى في الجزيرة 0لكن ايف قالت ببعض السخرية انهما احبا بعضهما البعض من النظرة الولى 0وهرب الحبيبان الى انكلترا ولم يعودا الى ترينيداد ابدا 0وبالطبع ,قاطع جدها ابنته تماما ,ولم يلن قلبه ,حتى عندما علم انها توفيت وهي تضع مولودتها 0انفطر قلب والد ايف لوفاة زوجته ,على رغم رعايته الجيده ليف ,لكنه لم يهتم بها كثيرا 0فترعرعت في كنف عماتها ودرست في مدرسة داخليه ,واخيرا مكنتها موهبتها الكتابيه من الحصول على احد المناصب الكثر اجرا في الصحافة البريطانية 0 لم تسمع صوفي المزيد عن سانت فينسيتي ال لسابيع قليلة خلت ,عندما دعتها ايف الى تمضية عطلة نهاية السبوع في شقتها. واخبرتها بأنها كانت تراسل جدها خلل الشهور القليلة الماضية ويبدو إن قلبه قد لن على مر السنين لنه أجابها فورا على الرساله المتعلقه بوفاة والدها وكتب اليها رسائل عده. سرت صوفي لخبار صديقتها .وظنت إن ايف ستعرف أخيرا بهجة العيش الي عائله
حقيقيه .لكن ايف كانت غامضة كالعادة.. واعترفت بأن الصلح اول المر مع عائلة والدتها قد راقت لها ولكن جدها اقترح إن تأتي الى ترينيداد ,الى منزله في بوانتي سانت فينسيتي لقضاء بضع اسابيع تتعرف خللها الى اقاربها. قالت ايف: _هل تستطيعين إن تتصوري ياعزيزتي إن انقطع انا عن المدينة لبضعة اسابيع! يا للسماء سوف اجن حتما! لم تعرف صوفي بماذا تجيب .فمن ناحية كانت تفهم تمنع ايف,فهي ببساطة من النوع الذي ليستطيع العيش من دون النمط الصاخب في حياتها الراهنة .ال انها من ناحية اخرى كتبت رسائل لجدها مهدت فيها طلبه هذا. وأخيرا سألتها صوفي : _ماذا تزمعين إن تفعلي اذن? فكرت انك تحبين الذهاب عوضا عني.وقبل إن تتمكن صوفي من الحتجاج ,تابعت: لتقولي ل فورا .فكري في المر.تنهدت صوفي بعمق: ليمكن إن تكوني جادة! لما ل 00؟ حسنا ,لن المر مستحيل ! لماذا ؟ نظرت صوفي في عيني ايف علها تجد دليل على انها تمزح فقط ,.ول داعي لخذ كلمها على محمل الجد 0 ايف!
اصغي الي يا صوفي 0الم تخبريني منذ بضعه اسابيع إن رودريك هارفي نظم مدرسة للممثلين في روما هذه السنه؟ نعم بالطبع 0 حسنا 0ال تحبين الذهاب ؟ونظرت صوفي الى صديقتها مندهشه: احضر المدرسه الصيفية؟ نعم ,بأمكاني ترتيب المر 0 لكن ليس بأمكاني تحمل النفقات 0 انا استطيع ذلك 0آه يا ايف ,بحق السماء ,ماذا تحاولين إن تقولي؟ اذا ذهبت الى ترينيداد عوضا عنك سترتبين امر ذهابي الى مدرسه رودريك هارفي في الصيف؟ هذا صحيح 0ذهلت صوفي وقالت : ولكن لماذا ؟ لماذا تفعلين ذلك؟ نهضت ايف ومشت حافية القدمين على السجاده الوثيره في الغرفة 0 هل يجب إن يكون هناك سبب ؟ انناصديقتان 0وظننت إن واحدتنا يمكن إن تساعد الخرى من دون اسباب كثيرة لذلك 0 بسطت صوفي ساقيها امامها : انت تعلمين انني افعل أي شئ لساعدك ياايف 0ولكن هذا المر مختلف 0 كيف ذلك ؟-انت تعلمين كيف 0
ونظرت صوفي الى ثقب صغير في سروالها محاولة عدم التفكير في العرض الذي كانت ترفضه 0 ل اعلم 0أجابتها ايف واسندت جسمها بأهمال الى رف الموقد واضافت : ها انذا اعرض عليك ليس فقط فرصةلحضور المدرسة الصيفية 0بل ايضا عطلة لسابيع عدة في احدى الجزر الكثر اثارة في العالم 0ظننت انك ستقبلين بحماسة 0 هل كنت تقبلين انت؟اجابت ايف : نعم اقبل 0حقيقة يا صوفي اين روحالمغامرة لديك؟ ال تريدين رؤية شئ من هذا العالم وتستمتعين به قبل إن تصبحي اكبر سنا ؟ لن تحققي شيئا وانت تعملين في مسرح من الدرجة الثالثة في ساند تشير تخضبت وجنتا صوفي وقالت : ليس مسرحا من الدرجة الثالثة 0وانامسرورة لنك ذكرتني بأنني اعمل هناك! في امكانك اخذ اجازة من العمل 0قالت ايف بنفاذ صبر واضافت: يمكنهم الستغناء عنك كما تعلمين 0كان في امكان ايف إن تكون قاسية اذا عارضها احد ,وصوفي على علم بذلك منذ بداية صداقتهما ,فحاولت ال تتأثر بما قالته 0 وادركت انها تتبع هذا السلوب لتقنعها بتغيير رأيها ,وبدت ايف مدركة إن اسلوبها لن يوصلها الى نتيجة ,فتنهدت ثم قالت معتذرة:
اني آسفة يا صوفي 0انا سيئة 0لكنني كنتاعتمد عليك لخراجي من هذه الورطة 0 ونظرت اليها صوفي قائلة: أي ورطة؟هزت ايف كتفيها وبحثت عن علبة السجائر 0 قدمتها الى صوفي التي اعتذرت ,لنها نادرا ما تدخن ال اذا عانت من توتر عصبي في ليلة افتتاح احدى المسرحيات 0 لقد وافقت على الذهاب الى بوانتي سانتفينسيتي 0 سألت صوفي بدهشة : ولكن لماذا؟هزت ايف كتفيها ,قائلة: آه انت تعلمين كيف تحدث مثل هذهالشياء 0يبدأ الواحد منا امرا كهذا 0لكن سرعان ما يفلت زمام المر من بين يديه 0 ولكن كان عليك التأكد اذا كنت تريدينالذهاب ام ل ! انت ل تفهمين 0ظن جدي في رسائلهبأنني اود الذهاب الى ترينيداد 0 ويبدو واضحا انه ندم كثيرا على ما حدث قبل خمسة وعشرين عاما 0ويريد التعويض عن ذلك الن 0اعتقد انه يراني يتيمة ووحيده ومن دون عائلة بعد وفاة والدي 0 في الواقع هذا صحيح 0 نعم 0ولكن ليس كما يعتقد هو 0اعني000اخر امر ارغب فيه هو والد هرم يترقب تحركاتي !
وتنهدت صوفي 0كان واضحا إن الصورة التي كونها جد ايف عنها مختلفة لدرجة عظيمة عن حقيقتها 0ثم قالت لها: ما عليك إل إن تكتبي وتبلغيه بأن عملك لنيسمح لك بالذهاب في هذا الوقت 0 اجابت ايف بأصرار : ل ,ل اريد إن افعل ذلك 0لماذا؟ حسنا 000ل تغضبي اذا قلت لك 0 اذا قلت ماذا ؟وأسندت صوفي ذقنها الى يدها 0 حسنا هم ل يعلمون إنني صحافية 0 ماذا ؟ انها الحقيقة 0كانت لعبة لعبتها 0 لعبة؟ نعم 00ثم اضافت ايف بتردد: عندما كتبت اخبر جدي بوفاة ابي ,لم اذكرطبيعة عملي و وعندما رد على رسالتي كان واضحا انه ظن انني اعمل كسكرتيرة , وتركته يستمر في اعتقاده هذا 0 ولكن لماذا؟ آه ,اعتقد انني لو اخبرته كوني صحافيةلحطمت الصورة التي كونها عني 0 بأي طريقة؟ حسنا الصحافيون 000وخاصة النساء همعادة من النوع الواثق من ذاته والقاسي اذا جاز التعبير 0وعلمت إن جدي لن يستجيب لنسان من هذا النوع ,لذا تظاهرت انني اعمل سكرتيره 0
آه ايف!هزت ايف كتفيها 0فعادت صوفي لتسأل : وماذا في ذلك؟ ثم ما علقة هذا المربذهابك ؟ جدي رجل عجوز ,اسعدته رسائلي ,واعدتاليه ثقته بنفسه 0اذا رفضت الذهاب الن , ففي وسعك إن تري ذلك جيدا 0 تعلق هذا الرجل بايف وبالراحة التي وجدها في رسائلها والمل على رؤيتها وتمضيه اواخر ايامه معها 0فكيف سيكون في وسعها إن تخيب امله الن ؟ شعرت صوفي بايف تحدق فيها ,وقالت لها وهي تهتز بضعف : عليك ال تذهبي 0 لكنني ل استطيع 0 تعنين انك لن تذهبي 0 كل اعني انني ل استطيع 0عدا عن أي امرآخر ,لدي مهمة قريبا مع جون فيلوز تعرفين من هو جون فيلوز ,اليس كذلك؟ كانت صوفي قد سمعت به وأومأت برأسها وتابعت ايف حديثها : حسنا ,عرضت علينا انا وجون فرصةالذهاب الى الشرق الوسط الصحيفة تريد منا تحضير سلسلة مقالت عن رجال الدولة في الشرق الوسط ,واذا نجحت المهمة فمن يعلم الى اين قد تؤدي ؟ اشارت صوفي بيدها معترضة وقالت : رويدك لحظة 0رويدك 0فأنا ل شأن ليبالمر 0تبدو رحلتك عظيمة ,اعني رحلة
الشرق الوسط ,ولكن فيما يختص بجدك 000 يا عزيزتي ,هل ستحرمينني فرصة العملمع جون ؟ هذا ما كنت اخطط له منذ اعوام 0 ايف 0ل علقة لي بالمر !ل يمكنك فعلالمرين معا ,عليك إن تختاري 0 ساد الصمت فترة طويلة ثم قالت ايف بتمهل : وانا اعتقدت انك صديقتي! انا صديقتك 0 الصدقاء يتعاونون 0كما ساعدتك انا عندمااردت ترك عملك في الطباعة والنضمام الى الشركة المسرحية 0 ولكن المر يختلف تماما 0 كيف ذلك؟ من دون مساعدتي لكنت الىالن تضربين على الله الكاتبه في اغلب الظن 0إن شق طريقك بمفردك في عالم المسرح ليس بالمر السهل 0 اعلم ذلك ,ولكن 00 ولكن ماذا؟ كنت ستتمكنين من ذلك في أيحال ؟ لم اقل ذلك 0شعرت صوفي بالصدمة: ايف ,هل تدركين ما تطلبين مني القيامبه ؟ نعم 0اني اطلب منك قضاء بضعة اسابيعفي مزرعة في جزر الهند الغربية متظاهرة بأنك انا 0وبهذا تساعدين رجل عجوزا على الموت بسعادة 0 -تجعلين المر يبدو شديد السهولة !
انه سهل 0اين المشكلة ؟ لم يقابلوني قط 0ل يعلمون عني أي شئ سوى ما اخترت إن اكتبه في رسائلي 0تقولين انك ترغبين في إن تصبحي ممثلة 0حسنا هذه فرصتك لتبرهني مقدرتك 0بعدها هناك المدرسة الصيفية في روما بانتظارك 0 مررت صوفي اصابعها في شعرها الكثيف المنسدل على كتفيها 0وقالت : انك تعقدين المور يا ايف!انتهزت ايف الفرصة واقتربت من صوفي واخذت يديها وقالت : يا عزيزتي ,انا ل اريد ابتزازك ,ولكن التستطيعين إن تري انه بامكانك القيام بالمر! ال تريدين إن تكوني مسؤولة عن ادخال بعض السعادة الى حياة براندت سانت فينسيتي ؟ رف جفنا صوفي وقالت بدهشة : براندت سانت فينسيتي ؟ هل هذا اسمجدك ؟ اومأت ايف باليجاب 0عادت تسأل : هل لديك 0000جدة 0هزت ايف رأسها نفيا : كل ,ماتت قبل نحو عشر سنين 0 وهذا الرجل المسن 000هل يعيش بمفرده؟ كل ,هناك ابنه 000خالي المدعو آدج 0قالت صوفي محاولة ال تظهر اهتماما: آدج ؟ وهل يعيش مع جدك؟ نعم 0 -وهو غير متزوج؟
انه ارمل 0اتصور انه مدير اعمال جدي 0لبد انه في منتصف العمر الن 0 هل 000هل هما العائلة كلها؟ كل 0هناك عمة امي روزاليندا وينادونهاروزا على ما اعتقد 0هكذا اشار جدي الى اسمها في رسائله 0 سحبت صوفي يدها من يد ايف وازاحت الشعر عن وجهها 0 اهذا كل شئ ؟ حسبما اعتقد 0في أي حال ,ليس منالمتوقع إن تعلمي اكثر مما ذكر في الرسائل 0في امكانك قراءتها اذا احببت 0 وعندها ستعلمين بكل التفاصيل مباشرة 0 كل 0شكرا 0قالت صوفي ذلك وشعرت بشئ من النفور من الفكرة ,فقد كتب جد ايف تلك الرسائل بصدق 0ولم يكن يتوقع إن تعرض رسائله على اصدقائها 0 نظرت ايف اليها بنفاد صبر وسألتها: حسنا ؟ هل ستذهبين؟هزت صوفي رأسها وقالت: ل ادري ,حقا ل ادري 0اعطني بعض الوقتلفكر بالمر 0 ولكنها بالطبع كانت قد قبلت ضمنا 0كما علمت ايف منذ البداية 0 حاولت صوفي إن تقنع نفسها بأن دوافعها كانت في الساس تجنيب براندت سانت فينسيتي ,الصابة بخيبة امل 0لكنها في داخلها احتقرت نفسها لن ذهابها المقترح
الى مدرسة الممثلين الصيفية هو الذي ساعد في تقبلها فكرة الذهاب 0 والن هاهي في غرفة الفندق في بورت اوف سباين 0تنتظر بنفاد صبر مجئ جد ايف ليلتقي حفيدته المفقوده 0كانت ايف قد اقترحت عليها النتظار الى حين وصولها الى بورت اوف سباين ثم التصال بعائلة سانت فينسيتي 0فبهذه الطريقة تتجنب تعرضها الى أي ارتباك في معاملت الدخول الرسمية 0واندهشت صوفي من قدرة ايف على النحراف اذا تطلب المر منها ذلك 0 واخذت تتساءل عن مدى معرفتها لها بعد كل هذه العوام 0 وقفت قرب النافذة تنظر الى الشارع المزدحم 0كانت ايف قد الحت عليها إن تقيم في فندق فخم يقع في وسط المدينة باهظ الكلفة جدا 0 وتساءلت صوفي اذا كان في امكانها الستمرار في القامة فيه اكثر مما توقعت من دون إن يأتي ذلك على كل ما لديها من نقود 0واخافها الزدحام البشري الذي رأته من النافذة بعض الشئ 0وهي لم تكن سافرت كثيرا من قبل ,وشعورها الن بأنها لم تكن تعرف أي شخص بين هؤل الناس المتنوعي الجنسيات والعراق كان شعورا مخيفا 0 رأت نساء هنديات يلبسن الساري ,ورجال اميركيين يلبسون قمصانا ترمز الى جزر هاواي وقبعات من القش ورجال يعتمرون العمامات والطرابيش ,وفتيات صينيات
جميلت ذوات بشرة زيتونية اللون يلبسن ثيابا رائعة التصاميم ,ونساء افريقيات يحملن رزما هائلة على رؤوسهن برشاقة طبيعية 0 وصدحت ابواق السيارات ودوت اجراس الدراجات الهوائية ,اما الذين كانوا جسورين الى درجة كافية لركوب الباصات الزاهية اللوان ,فتعلقوا بالبواب يقفزون من الباص واليه حيثما احبوا 0عكس المنظر اثارة ومتعة كانتا غريبتين عن صوفي تماما 0 وفجأة رن جرس الهاتف عاليا قرب السرير , كادت صوفي إن تقفز من الهلع 0واستدارت تنظر اليه وشعرت بخوف حقيقي يجتاحها 0 فعائلة سانت فينسيتي كانت الوحيدة في هذا المكان التي عرفت انها موجودة في بورت اوف سباين ولبد إن هذه المكان لها علقة بها 0فجأة شعرت بأنها ل تستطيع الستمرار وسمعت الهاتف يرن ويرن في موجات خوف غير معقولة اجتاحتها 0 توقف الرنين واعادها الصمت الذي تله الى رشدها 0وانهارت يداها الى جانبيها ,واخذت تتنفس بعمق محاولة تهدئة اعصابها المضطربة 0كان عليها الجابة على المكالمة ,قالت لنفسها بحزم 0ماذا لو إن عاملة الهاتف فكرت في إن تنظر الى اسم من يشغل الغرفة ذات الرقم 75؟ ماذا لو اكتشفت انها ليست النسه هوليستر بل النسة سلتر ؟ اضطرب قلب صوفي وعبرت الغرفة بسرعة وجلست على حافة السرير ورمقت سماعة الهاتف 0
كانت هذه فكرة منحرفة اخري من افكار ايف :إن تقيم في فندق كبير ل يتذكر العاملون فيه اسماء جميع النزلء ,ومن ثم تضع رقم الغرفة فقط في رسالتها الى سانت فينسيتي ,وبالطبع كان عليها إن تحجز غرفة بأسمها الحقيقي ,لنهم طلبوا جواز سفرها للتحقق من شخصيتها 0ولكن ماذا يمكن إن يحدث الن اذا كانت عاملة الهاتف تبحث في سجلت الفندق وتبلغ الشخص الذي يحاول التصال بها انه ل يوجد احد بأسم هوليستر في الفندق؟ عندما اجابت عاملة الهاتف 0قالت صوفي : هل كنت تحاولين التصال بي ؟ اخشىانني كنت في الحمام 0 النسه هوليستر؟سألت عاملة الهاتف بتهذيب : نعم 0وعقدت صوفي اصابعها 0 هناك خط في الحمام يا آنسه هوليستر 0اخبرتها عاملة الهاتف بنعومة 0ثم تابعت : حاولنا معرفة مكانك 0هناك رجل فيالردهة ينتظر إن يراك ,السيد سانت فينسيتي 0 سانت فينسيتي ! كاد ذكر السم إن يحطم كل ثقتها الجديدة بنفسها 0انه الن في الردهة 0لم تتوقع منه المجئ قبل إن يتصل بها اول 0 واستطاعت إن تحافظ على نبرة هادئة في صوتها ,وقالت :
عرفت سوف احضر 0اعطيني خمس دقائق0 حسنا جدا يا آنسة هوليستر 0سأبلغ السيدسانت فينسيتي انك ستحضرين فورا 0 شكرا لك 0اعادت صوفي السماعة ونظرت الى فستانها القطني البسيط الذي كانت ترتديه 0هل كانت ايف سترتدي هذا النوع من الملبس في لقائها الول لجدها؟ ام هل كان عليها ارتداء ملبس اكثر وقارا ؟ هزت كتفيها 0ايف لم ترد لها إن تتصرف بصورة تختلف عن الصورة العادية 0وبدا الفستان الزرق الفاتح ناعما جدا وجذابا يتماشى وبشرتها الباهتة 0 تنهدت عميقا ونهضت الى المرآة تنظر الى وجهها 0بدا خداها شاحبين وعيناها الرماديتين كانتا تلومانها على ما كانت توشك القيام به 0ولكن الوقت دهمها الن ولن تستطيع التراجع 0هي الن وعليها القيام بعمل تعهدته 0 عندما دخلت مصعدا شغله فتى محلي داكن البشرة ,ابتسم لها وعلق بمرح على الطقس وهما يهبطان الطوابق السته التى تفصلهما عن الطابق الرضي 0 كانت ترتجف وهي تسير نحو الردهة ,ولكن كان عليها الستمرار 0 عبرت قرب طاولة الستقبال وهي تتفحص الرجال الذين يقفون وحيدين او جماعات , لكن احدا منهم لم يبد مسنا الى درجة توحي بأنه جد ايف 0
موظف الستقبال شاب نحيل هندي الصل ابتسم مرحبا عندما اقتربت منه 0 انا 000انا النسه هوليستر 0قالت بصوت اقرب الى الهمس : فهمت إن احدا ما ينتظرني 0 آه اجل يا انسه هوليستر 0إن السيد سانتفينسيتي ينتظرك في ردهة كينغستون 0 كينغستون؟ أين ,اين هي ؟ عبر ذاك الممر يا آنسه ,تجدين اشارة الىيمينك 0 آه شكرا لك 0سارت نحو الممر الذي اشار اليه الشاب الهندي ,ونظرت حولها 0رأت اشارات مضيئة عدة ترشد الضيوف الى انحاء الفندق المختلفة ,وكان من السهل عليها رؤية الشارة ,ولكن هل كان من السهل إن تتعرف الى جد ايف ؟ كل شئ في الفندق عكس فخامة لم تكن خبرتها قبل 0ولم تكن ردهة كينغستون مختلفة عن بقية الفندق 0 حتى في هذه الساعة المبكرة رأت زبائن يجلسون الى طاولت محاطة بأحواض من العرائش النضرة والمزهرة 0كانت قناديل سفن قديمة تضئ المكان بنورها الخافت وتلقي بظلها على زوايا معينة محدثة جوا حميما 0 نظرت صوفي ثانية الى فستانها القطني البسيط 0وفكرت بأمزعاج في انه كان يجدر بها ابداله 0في أي حال ,نظرت حولها بعينين ضائعتين 0اين هو جد ايف ؟ حتما كان عليه إن ينتظر قرب باب الردهة ويراقب
وصولها 0لكنها لم ترا احد قرب المدخل , لم يكن احد بمفرده سوى رجل اسمر يشرب كوبا من الشاي 0 ما كادت عيناها تتوقفان عند الرجل حتى ادار رأسه ونظر ناحيتها وشعرت برعشة خوف تغمرها من جاذبيته الشديدة التي لم تر لها مثيل في حياتها 0مع انها رأت شيئا قاسيا في خط فمه الرقيق ,كانت عيناه بلون عسلي غريب ,اجالتا النظر في صوفي بتمعن وقح 0 حولت نظرها بعيدا عنه بسرعة 0لم تكن معتادة إن ينظر اليها احد على ذلك النحو ولم تطمئن الى ذلك 0اين هو براندت سانت فينسيتي اذن ؟ لماذا ل يتقدم ويعرف بنفسه ؟ حتما لو كان هنا لستطاع إن يرى بوضوح انها كانت تبحث عن شخص ما 0 نهض الرجل عن كرسيه واحتسى جرعة من كأسه ,واسر بشئ الى الساقي ثم سار نحوها 0تسارع نبض صوفي بأضطراب وكادت تستدير بعيدا 0ياللسماء 0فكرت بوجل 000انه يعتقد اني ابحث عن رجل! ايف!ناداها صوت الرجل الجذاب وقد دنا منها , شهقت واستدارت ثانية 0كان الرجل واقفا قبالتها بارتخاء اصبح اكثر اثارة عندما اقترب منها وبالكاد استطاعت صوفي إن تصوغ ما ارادت قوله 0 انا 000انا اعتقد بأنك مخطئ 0بدأت تقول له عندما قاطعها: -انت ايف هوليستر ,اليس كذلك؟
سألها ورفع حاجبيه بتهكم 0حدقت صوفي فيه 0 في الواقع 000اجل 0انا هوليستر 0ولكن000ولكن من انت ؟ اعتدل في وقفتها واجاب : اسمي آدج سانت فينسيتي 0لبد إن يكونابي قد ذكرني في رسائله 0 آدج 000انت كنت 000اعني 000انت شقيقامي؟ اعتقد إن لي هذا الشرف 0وشعرت بأنه كان يستمتع بأرتباكها 0 اذن هل انت 00السيد سانت فينسيتي الذيينتظرني ؟ بالكاد استطاعت ايف استيعاب المر 0هذا الرجل هو آدج سانت فينسيتي شقيق والدة ايف 0الرجل الذي وصفته ايف بأنه ارمل في منتصف العمر! هزت رأسها 0لم يكن آدج سانت فينسيتي في منتصف العمر واستبعدت إن يكون الشخص الماثل امامها قد تجاوز الخامسة والثلثين وشعرت إن الخبرة التي عكستها عيناه العسليتان الغريبتان لم تصنعها زوجته! -2ثلثة رجال وصبّية
هذا صحيح 0قال لها آدج سانت فينسيتي وأضاف : -من كنت تتوقعين؟
جمعت صوفي انفاسها : انا 000انا ظننت 000جدي 00 آه فهمت 0آسف لنني خيبت أملك ,ولكنوالدي نادرا ما يأتي الى بورت اوف سباين 0 انه ل يحب 00 ونظر حوله يتمعن وهز كتفيه متابعا : جو المكان 0وضغطت صوفي يديها وقلت : فهمت 0عاد آدج ينظر اليها بأمعان مما جعل خديها يتخضبان : أذن انت ايف 0ل تشبهين والدتك كثيرا 0حاولت صوفي ان ترد نظرته : أعتقد أنني اشبه والدي 0 أعتقد 0أجابها وقد بدا تعبير ه متأمل 0 حسنا 00هل نشرب شيئا؟ترددت صوفي : أنا ل اشرب 0000كثيرا 0 أل تفعلين؟وعاد الحاجبان الداكنان يرتفعان وأضاف : اعتقدت ان كل النساء الصحافياتيستمتعن بالجانب الجتماعي لعملهن 0 النساء الصحافيات ؟صدمت صوفي ولم تستطع اخفاء صدمتها 0 نعم 0استدار آدج عائدا لمكانه السابق واضطرت هي الى اللحاق به ,ثم تابع حديثه: انت صحافية ,اليس كذلك؟ أم ان ايفهوليستر أخرى؟
شعرت صوفي بالرعشة فبجملة واحدة حطم آدج سانت فينسيتي كل الصورة التي خلقتها ايف بعناية عن ذاتها 0كان عليهما ان يعلما ان عائلة مثل عائلة سانت فينسيتي لن تقبل أي غرباء عنها من دون استقصاء 0ولكن الى أي درجة تم ذلك ؟ ومن قام بالمهمة ؟ نظرت نظرة جانبية سريعة اليه 0بدا مسترخيا الى درجة كافية 0لم يكن ثمة حكم في تعليقه 0ولكن كيف تستطيع ان تتأكد ؟ عاودتها مخاوفها القديمة 0كان عليها ال ترضخ ليف ,وكان عليها عدم الموافقة على المجئ لنها لن تفلح بالقيام بما اوكل اليها 0أشار آدج عليه بالجلوس على احد المقاعد الطويلة بينما نادى الساقي 0 جلست صوفي بأرتباك محاولة بيأس ان تجد جوابا لما قاله 0 جلس آدج قربها بسهولة وأسند مرفقيه الى الطاولة 0كان أطول منها بكثير 0وعندما اقترب الساقي طلب لنفسه بعض الكول ثم نظر بتساؤل ناحية صوفي وسألها : ماذا تشربين؟مررت صوفي لسانها على شفتيها الجافتين ,وقالت: ليموناضة 0 ليموناضة!بدا عليه انه يتسلى : حسنا وكوبا من الليموناضة ايضا 0 -نعم ياسيد سانت فينسيتي 0
وضعت صوفي يديها على الطاولة لتوقف ارتاعشهما 0 نظرت بعصبية الى المنطقة المعتمة حولها , وتحركت ببعض الرتباك على مقعدها 0 وتساءلت ما اذا كان مدركا لحالتها العصبية 0 تناول علبة سيكار طويلة ونظر اليها بأمعان : اخشى انه ل يمكنني ان اقدم اليك السكائر0 أنا 000أنا ل ادخن 0ال تدخنين حقا؟وضاقت عيناه وهو يضع سيكارا ضخما بين أسنانه 0 أغرب 000وأغرب 0اقتنعت صوفي بأنه يلعب معها لعبة القط والفأر 0فتحت فمها لتقول أن ل داعي لقول المزيد 0ولتعترف بالحقيقة 0بأنها ليست ايف هوليستر وتزمع على مغادرة ترينداد على متن اول طائرة مغادرة 0ولكن الكلمات لم تخرج بالمرة اذا قاطعها قائل : أعتقد أنه يجب ان تناديني خالي ,اليسكذلك ؟ أطبقت صوفي أصابعها في كفها 0 أنا 000أنا اذا احببت 0كان آدج سانت فينسيتي جديا الن واختفى المكر من عينيه 0 هذا ما يتوقعه ابي 0قال لها بهدوء وأشعل سيكارة بولعة ذهبية نفخ دخانه وأكمل: -هذا امر يعود اليك على ما اعتقد!
عاد الساقي وهو يحمل شرابهما 0وضع الكأسين أمامهما ثم مسح الطاولة بقطعة قماش مبللة كأنه ينتظر حدوث أمر آخر 0 أومأ آدج شاكرا ثم قال له: ابلغ صهرك أن يتصل بي هاتفيا وسأرى مابوسعي فعله 0 نعم سيدي وانا شاكرا لك يا سيد سانتفينسيتي 0 ل بأس 0واشار آدج اليه بالنصراف فابتعد ليخدم زبونا آخر 000ثم وجه آدج انتباهه مرة اخرى نحو صوفي 0 والن 0اخبريني 0هل كانت رحلتك طيبة ؟استدارت أصابع صوفي حول كأسها كأنه حبل نجاة وأجابت بسرعة : نعم شكرا لك 0كادت ان تكمل قائلة بأنها لم تعتد السفر بالطائرة كثيرا لتعلم الجيد من الردئ في رحلت الطيران ,لكنها كانت حذرة مما قد يكتشفه عنها وتابعت: وصلت مساء امس 0 نعم 0رد آدج وشرب بعض الشراب 0وانتبهت صوفي الى أصابعه الطويلة ويديه 000يدان ل تشبهان يدا المزارعين 0لكن عائلة سانت فينسيتي لم تكن عائلة مزارعين عاديين أم هل هم كذلك؟ قاطع تأملها بقوله: فرح والدي جدا عند تسلمه برقيتك 0كانعليك اعلمنا بوقت وصولك وكان في استطاعة أحد ما ان يستقبلك عند المطار 0
أنا 000أنا علمت ان الطائرة ستصل فيوقت متأخر جدا 000 واختفى صوت صوفي 0شربت بعض اليموناضة 0واخبرت نفسها ان هذه مجرد بداية وان المور ستصبح أصعب مما هي عليه الن بكثير 0 ل يهم 0قال آدج مقاطعا استرسالها 0نفث دخان سيكاره فعبقت رائحة تبغ الهافانا حولهما 0 انت هنا الن ,وهذا ما يهم اليس كذلك؟ نعم 0 وتمنت صوفي لو انها كانت واثقة كما بدتوسألته: كم يبعد 000بيتك؟بوانتي سانت فينسيتي ؟سألها وهو يهز كتفيه : قرابة ثلثين ميل شمال من هنا علىالساحل 0 نظرت صوفي الى كأسها وقالت : أنا 000أتطلع الى مقابلة 000جدي 0 أتوقع منك ذلك 0كانت عينا آدج تخترقانها بهدؤ يفقد العصاب 0 هل انت مستعده للذهاب ؟ الن؟ خلل بضع دقائق 0تذكرت صوفي فاتورة الفندق وهي بأسم صوفي سلتر 0نبض قلبها بصوت عال مزعج 0ترى الم يكن في استطاعته ان يسمع نبضات قلبها هو ايضا؟
أذن أنتظرني هنا سأذهب لحضر متاعي 0انهى آدج كأسه ,وقال وقد ضاقت عيناه : حسنا أنا في انتظارك 0أومأت صوفي برأسها وهرولت خارج الردهة نحو مكتب الستقبال 0 كان موظف الستقبال الهندي قد غادر ورأت مكانه فتاة من جزر الهند الغربية لم تكن رأتها قبل 0اقتربت صوفي منها سرت لها بأنها ستغادر بعد بضع دقائق 0 وف ّ كانت الفتاة مهذبة متفهمة 0وافقت على تحضير الفاتورة بينما ذهبت هي لتجلب متاعها 0 أحست بأن المصعد استغرق دهرا قبل ان يصل الى الطابق السابع ,وعلق مفتاحها في القفل ولم يفتح الباب فورا 0 وشعرت كأنه تقضي زمنا طويل جدا لتجمع اغراضها وتعود الى الردهة ثانية ,واندهشت عندما علمت ان المر لم يستغرق أكثر من ربع ساعة 0 تركت حقيبتها مع الخادم وعبرت الردهة الى مكتب الستقبال 0ونظرت حولها بسرعة وتأكدت أن آدج سانت فينسيتي لم يكن في الجوار 0عندما ناولتها الموظفة فاتورتها دفعت صوفي المبلغ من دون أن تنظر اليها 0ثم قفلت عائدة الى حيث جلس آدج 0 كان آدج سانت فينسيتي ل يزال جالسا ولكن هناك امرأة تجلس مكان صوفي 0امرأة ذات شعر أحمر تلبس فستانا مخمليا ذا الوان صفراء باهتة 0اقتربت صوفي منهما بعصبية 0لم يلحظ أي منهما وجودها ولم تعلم تماما
اذا كان من اللئق أن تقطع عليهما حديثهما 0 كان ظهر المرأة يواجه المدخل خلفا لدج 0 وفي اللحظة التي كانت صوفي تزمع فيها على البتعاد لمحها فترك فجأة مقعده 0 ونظر بدهاء الى رفيقته وقال لها: هذة ابنة اختي يا ساندرا ,ايف هوليستر 0ايف تعالي تعرفي على صديقة قديمه 0 استدارت المرأة ببطء وصوفي تقترب نحوها ,وأسندت مرفقها الى الطاولة 0كانت اكبر سنا مما ظنت صوفي في البداية ,في الثلثين من عمرها تقريبا ,لكن نضجها زادها جمال 0ملمحها الكلسيكية شرقية بعض الشئ 0نظرت الى آدج من خلل جفون لوزية دلت على عراقه اوروبية ,وهمست: لم أعلم انك خال يا عزيزي 0 ألم تعلمي؟قال آدج مبتسما نصف ابتسامة : حسنا يتعلم المرء شيئا جديدا كل يوم 0 هل يعلم بيرز أن لدية ابنة عمة؟ أتصور أنه يعلم مثل أي شخص آخر 0رد آدج بلباقة ,ثم وكأنه ادرك أن صوفي واقفة تستمع الى الحديث ببعض الرتباك قال: ايف ,اسمحي لي أن اقدم السيدة ساندرامارش 0انا وزوجها شريكان في شركة صغيرة على ساحل الجزيرة الجنوبي 0 تشرفنا 0صافحت ساندرا مارش بتردد 0وشعرت بنفور من المرأة من غير أن تدري سببه 0
واستبعدت أن يكون سبب ذلك النظرات التملكية التي كانت تلقيها على آدج سانت فينسيتي 0فأموره الخاصة لم تكن من شأن صوفي 0لكنها احست بأن المرأة التي تعامل شخصا بمثل ذلك الود المثير ,يجب أن يكون من قبل زوجة تجاة زوجها 0 أذن انت ابنة جينيفر !قالت ساندرا مارش بترفع وأضافت: وهل سيذبح براندت العجل المسمن علىشرفك؟ براندت؟شعرت صوفي بفراغ في أحاسيسها للحظة ثم تابعت قائلة: آه تعنين 000جدي 0 أجل 0لبد أنه لن مع تقدمه في السن 0كان دائما يقسم بأنه لن يسامح أمك ابدا على ما فعلته 0 كفى يا ساندرا 0كانت لهجة آدج جادة ,واندهشت صوفي كيف استطاعت كلماته أن تحطم ثقة ساندرا 0 والن ,عليك أن تعذرينا 0علينا الذهاب 0وضعت ساندرا أناملها الطويلة على كتفه وناشدته: آه ياعزيزي آدج 0بالتأكيد يمكنك البقاء فيالبلدة لتناول العشاء 0 متأسف ل استطيع 0وتحرك آدج بعيدا فهوت يدها الى جانبها 0 لكني لم أرك منذ أمد بعيد! -أعتذر يا ساندرا 0
ضغطت ساندرا على شفتيها ونظرت ببرود نحو صوفي 0 ألست محظوظة أنك ابنة اخته فحسب؟سألتها بسخرية مكشوفه تقريبا وتابعت : انه ثور مع النساء ,ألست كذلك ياعزيزي ؟تجاهلها آدج ونظر متفرسا الى صوفي : هل انت جاهزة؟أومأت صوفي 0 نعم 0حقيبتي في الردهة مع احد الخدم 0تحدثت بسرعة وأرادت ان تبتعد ,فقد شعرت بذل المرأة الخرى وكادت تشفق عليها 0 حسنا اسبقيني وسأكون معك بعد لحظة 0سمعت صوفي وهي تسير نحو الباب , توسلت ساندرا التي قاربت البكاء ورفض آدج القاسي ,واذا به قربها ,يمشي بل اكتراث نحو الردهة وعندما نظرت اليه بدا غير متأثرا بما حدث وارتعدت 0لو خاطبها أي رجل مثلما خاطب آدج ساندرا مارش لتمنت ان تختفي وتموت 0ولكن ساندرا متزوجة 0الم يعنها زوجها في شئ؟ حمل الخادم حقائب صوفي الى حيث توقفت سيارة آدج ,ورأته يناوله خمسة دولرات 0وتساءلت اذا كان هذا واجبها لكن انشغالها بأمور أخرى انساها المر 0 كانت الشمس قد غابت وبرودة المساء بدأت تحمل دفئا مخمليا 0حتى ازدحام السيارات في الطريق خف بعض الشئ 0مع ان تجمع الناس في متاجر الجواهر الصينية والحرائر
الهندية ومتاجر الفضيات والمحفورات الخشبية استرعى انتباهها 0 كانت سيارة آدج مرسيدس ضخمة بدت فارهة رغم الغبار الذي كساها 0فتح باب السيارة ورمى حقيبتها على المقعد الخلفي ثم اشار اليها لتدخل 0 أغلق آدج الباب ثم سار حول السيارة ليجلس الى جانبها 0وضع يده على سقف السيارة وجلس بحركة واحدة فيها لين وخفة 0وضع المفتاح في مكانه 0 ثم قال لها قبل أن يدير المحرك 0 لست مضطرة الى ان تتصرفي وكأنيوحش 0فأنا أؤكد لك بأن ساندرا قادرة تماما على العتناء بنفسها 0 تخضبت وجنتا صوفي وقالت: ل ادري عما تتكلم! آه اجل ,تعلمين 0وأصلح من وضع ثيابه وتابع: لدي بعض المعرفة عن بنات جنسك وانامدرك تماما انك تشعرين ببعض العطف تجاهها 0 ل شأن لي بالمر 0 أنا اوافقك 0ولكن وفري عطفك لشخصيستحقه 0 ثم ادار المحرك وقاد السيارة بمهارة الى الشارع العام 0 أخذت صوفي تسمع صوت موسيقى متناغمة من مكان قريب ,وجعلها الصوت النابض تشعر بفورة ترقب فجائية غير أراديه تمتد عبر جسمها 0
كان صوت قرع الطبول بدائيا واخترق وعيها برعشة ,محدثا رغبة في التمايل مع الموسيقى 0كانت معتاده على الموسيقى الحديثة في الوطن ,لكن هذا كان مختلفا 0 نظرت الى آدج سانت فينسيتي ولكنه بدا غير متأثرا بالصوات التي سمعاها بوضوح ول تمثل حدثا بالنسبة اليه 0ولكنها كانت جديدة ومثيرة بالنسبة الى صوفي ونسيت لفترة انها دخيلة وتنهدت باستمتاع ,تنبه آدج الى صوتها ,وسألها: هل انت متعبة؟هزت صوفي رأسها وقالت: كل ,اليست الموسيقى رائعة؟زم آدج شفتيه قليل 0 اتساءل اذا كنت ستقولين الشئ نفسه بعدبضعة أسابيع 0 لماذا؟ثلثة اسابيع ويحل عيد الكرنفالستسمعين هذه الموسيقى الى درجة تتمنين معها لو انهم لم يخترعوها 0 علق آدج ثم أضاف: افهم انك تحبين هذا النوع من الموسيقى 0 أحب الموسيقى على انواعها 0أجابته صوفي وسألته ثانية: وأنت؟هز آدج كتفيه وأجاب: ل شك في انك ستتفقين مع ابني أكثر فيهذا المجال 0 قال لها بشئ من التهكم 0وجمدت صوفي 0 ابنه ! لم تذكر ايف ابن آدج !ثم تذكرت ,
عرضيا ,شيئا قالته ساندرا مارش ولم يترك أثرا عليها حينها 0كانت سألت اذا كان بيرز يعلم ان لديه ابنة عمة 0آه طبعا 0كان عليها ان تفهم 0اذا كان ابن خال ايف فهو حتما ابن آدج 0 بلعت ريقها بصعوبة وقالت : بيرز؟نظر آدج ناحيتها برهة وقال: نعم 0كم عمرك ؟ انا 000انا في الخامسة والعشرين 0شعرت بالعرق يتصبب على جبينها 0كادت تقول اثنتين وعشرين 0 وردد آدج وهو يهز رأسه: في الخامسة والعشرين! تبدين أصغر سنامن ذلك 0 شكرا على الطراء 0حاولت ان تبدو خفيفة لكنها فشلت 0 كم 000كم عمر بيرز؟ الم يخبرك والدي ؟ربما 00ربما فعل ولكن 000لكني نسيت 0 انه في السابعة عشرة 0احنت صوفي رأسها ! أصغر منها بخمس سنوات فقط 0اذن ماهو سن خال ايف هذا ؟ ولماذا تهتم لهذا في أي حال ؟ انحرف آدج بالسيارة وابتعد عن اضواء الشوارع الرئيسية متجها نحو ضاحية معتمة, وبدت أشجار التخيل الخلبة وضوء السيارة ينعكس عليها 0كانا يتسلقان تلل خارج البلدة والتفتت صوفي فرأت دنيا خلبة الضواء ممتدة دونهما 0وشعرت بوخزة
خوف مزعجة 0ففي المدينة كانت تشعر أنها ل تزال تتحكم بمصيرها بطريقة ما 0اذا كانت قادرة على الهرب الى انكلترا والتخلي عن مهمتها اذا اتضح لها انها مستعصية 0لكنها الن أصبحت هنا مرتبطة بالدور الذي وافقت على القيام به ,وعلمت غريزيا بأن آدج سانت فينسيتي لن يخفي أي شكوك تراوده في ما يختص بها 0لم يكن من نوع الرجال الذين يمكن ان تلهو معهم ,واذا ما اكتشف أنها كانت تخدعهم 0000 كان النسيم البارد الذي اندفع عبر نافذة السيارة المفتوحة مفعما بملوحة البحر 0 واستنتجت صوفي انهما قريبان من البحر ولكنها لم تستطع ان تميز شيئا عدا لمعان ضوء القمر الباهت 0ورغم صعوبات وضعها شعرت برغبة في رؤية الساحل في النهار 0 كان كل ما رأته في الجزيرة تقريبا مليئا بالحياة واللون والحيوية ,واقتنعت بأن الشواطئ المرجانية والموج الخضر لن تكون أقل أثارة 0فقط لو امكنها التفكير في تلك الشياء وعدم القلق 000 طال الصمت بينهما وشعرت صوفي بوجوب القيام بجهد لتكسره ,محاولة ان تظهر عادية ,فقالت له: أخبرني عن بوانتي سانت فينسيتي 0هل000هل هو اسم منزل والدك؟ وانتبهت متأخرة الى انه كان عليها ان تقول منزل جدي ,لكنها لم تستطع تغيير ما قالته 0لكن بدا أن آدج لم يلحظ هفوتها واجابها :
كل ,بوانتي سانت فينسيتي هو اسمالمنطقة حيث يوجد المنزل 0اما المنزل فل اسم له ,عدا انه معروف محليا كمنزل عائلة فينسيتي 0 يبدو ذلك رائعا ! هكذا؟وزم آدج شفتيه: ظننت انه لن يروق لك 0 لماذا؟ حتما السبب واضح ,علمت بوجودنا منذعشرين عاما لكنك لم تقومي بأي جهد للتصال بنا 0 توردت وجنتا صوفي وأجابت بتلعثم : انا 000أنا فهمت أن 000أن جدي رفضالتعامل مع والدي 0 هكذا 0لكنه كان سيرحب بكلمة منك 0فأنتحفيدته في أي حال 0 الوجه البرئ في القضية 0 تململت صوفي بأرتباك 0 أنا 000نحن لم نتحدث في المر مطلقا 0 الم تفعل؟احكم آدج يديه على مقود السيارة عند منعطف حاد 0 ارى المر صعب التصديق 0 أنت ل تفهم ما حدث 0تحمست صوفي وهي تتكلم 0فهي سمعت رواية ايف للقصة وكان في امكانها ان تتفهم معضلتها 0 والدي لم يتقبل موت والدتي ابدا 0فقدأحبها كثيرا جدا 0ولم يستطع أن ينسى انني
كنت السبب المباشر في وفاتها 0أنا 0000انا ل اقول انه لمني ,لكنني كنت اذكره بها دائما ,حسنا ,ال تستطيع ان تفهم ؟ لم يكن في استطاعتي التصال بجدي في تلك الظروف 0فألمر كان سيبدو نوعا من التخلي 0 فكر آدج في المر وقال: استطيع ان افهم ما تحاولين قوله ,لكننيل اقول انني اوافق عليه 0 في الواقع ان 000ان جدي لم يكن متفرجابريئا في هذه القضية ,ام هو كذلك؟ اعني انه كان مسؤول عن هذا النفصال في البداية 0 ربما كذلك 0اذكر انه كان ممزق الفكر ,جنيفر كانت دائما بؤبؤ عينه وكانت صدمة عظيمة له عندما اختارت ان تتجاهل كل شئ فعله لجلها أو ما قد يفعله 000من اجل مهندس مفلس! هو 000أعني والدي لم يكن مفلسا 0 بالنسبة الى ثراء والدي كان كذلك 0 اعتقد انه اراد لها ان تتزوج لمصلحة؟ اذا قصدت بكلمة مصلحة ,شخصا مناسباأكثر ,اجل 0كلمة مصلحة لها معان اخرى 0 وهي ايضا تعني زواجا يعتمد الواقع اكثرمن اعتماده المبدأ 0 كان في امكان هوارد فليمنغ ان يسعدها 0 كيف يمكنك ان تقول ذلك؟انزعجت صوفي من برودة نبرته 0 الواضح انها لم تحب هوارد فليمنغ هذا ,وال لما هربت مع جيمس هوليستر!
ضاقت عينا آدج فتأملت صوفي رموشه السوداء الطويلة وهو ينظر اليها 0 جيمس هوليستر؟ ردد بعدها وأضاف: هذه طريقة غريبة للتحدث عن والدك 0علمت صوفي أن عليها تمويه المر فقالت متحدية : لماذا ؟ اسم والدي كان جيمس هوليستر ,اليس كذلك! ول آدج انتباهه الى المنعطفات الخطرة ح ّ في الطريق 0 اذا اصريت على ذلك 0علق بهدؤ وتساءلت صوفي ببعض اليأس هل يخيل اليها أنها تسمع نبرة عدم التصديق في صوته 0بالتأكيد كان يصدق أنها من ادعت شخصها ,وال لما أتى بها الى هذا المكان ؟ ثم سألت لتغير الموضوع تماما : كم تبعد بوانتي سانت فينسيتي بعد؟ نظر آدج الى ساعته الذهبية واجاب : ربع ساعة اخرى 0وارتخت صوفي أكثر في مقعدها 0قريبا سيصلن وكان عليها تحضير نفسها للمر الواقع الذي ستعيشه مضطرة 0 عند وصولهما الى الطريق المؤدية الى المنزل كان القمر قد أطل 0 واستطاعت صوفي أن ترى في نوره الخافت المنحدرات المشجرة التي تؤدي الى مرفأ طبيعي تحت المنزل حيث تلعب ظلل البيوت العائمة على صفحة الماء 0لكن المنزل ذاته هو الذي عقد لسانها فقد
أضفت الحدائق المضاءة لونا غريبا على واجهته البيضاء 0كان منزل من طابقين وبدا ملتحما مع التلة نفسها وأحاطت زهور مختلفة اللوان بالدرج المؤدي الى موقف السيارات وامتدت أقسام البيت المختلفة بارتياح في التجاهات دونما أي اعتبار للتصميم او التوازن 0لكنه مع ذلك بدا أحد أجمل المنازل التي رأتها 0أوقف آدج المرسيدس في الفناء المعبد بجانب البيت , وسمعت صوفي وهي تفتح بابها وتخرج من السيارة صوت أمواج المحيط تتلطم على الصخور دونها 0وظنت أنه من السهل جدا على المرء أن يزهو بنفسه في مثل هذا المحيط لكن آدج سانت فينسيتي بدا غير آبه للمر 0 خرج من السيارة ,وفيما كان يجلب حقيبتها من المقعد الخلفي هرع شخص ما نحوهما 0 وعندما قرب الوافد الجديد ,رأت صوفي أنه خادم أسود البشرة يرتدي سروال أسود وسترة بيضاء أنيقة ,وابتسم لدج ابتسامة سهلة مألوفة 0 والدك قلق عليك يا سيد آدج 0قال له وهو يأخذ الحقيبة من يد سيده بخفة 0ثم نظر ناحية صوفي 0 هل هذه ابنة النسة جنيفر؟زمت شفتا آدج: هذا صحيح يا جوزف 0هذه هي النسة ايفهوليستر 0 اومأ جوزف بحرارة ناحية ايف:
ان السيد براندت سيكون سعيدا جدابرؤيتك يا آنسة ايف 0لم تأت أية صبية الى منزل سانت فينسيتي منذ فترة طويلة 0 نظرت صوفي الى آدج الذي وقف الى جانبها بعدم اكتراث وعقد أصابعه الى حزام سرواله وهو ينظر الى جوزف بأستكانه كسولة 0وفكرت أن رشاقته ظاهرة في كل ما فعله 0فه يتحرك بسهولة 0او بكسل , لكنها تستطيع أن تشعر بالقوة الخفية التي تكمن فيه ,القوة الحسية 0كانت هذه هي الصفة التي ازعجتها فيه ,كانت تشعر بوجوده وأزعجها ذلك الى درجة ما 0 انتبه جوزف الى أنه كان يؤخرهما وتراجع كي يسمح لدج بأن يأخذ صوفي عبر الدرجات الى المنزل 0استطاعت ان تسمع صرير الصرصار المستمر فوق سطح البحر , وكان عليها كبت شعور الثارة الشديدة الذي كان يعتمل في داخلها ويضغط على صدرها 0 وقفت على مدخل المنزل عندما وصل نهاية الدرج ,اصطدم آدج بها وللحظة أمسكت ذراعه واعتذر منها 0 كانت غلطتي انا 0قالت صوفي بعصبية غير مبررة اذ أنها شعرت بقربه منها 0 قادها آدج عبر باب مشبك الى قاعة باردة 0 وبدت القاعة كأنها تمتد من اول المنزل الى آخره وتتفرع منها ممرات عدة 0وسلم لولبي يؤدي الى الطابق العلوي 0ورأت اناء مليء بالزهار الرائعة على قاعدة طويلة برزت الزهار منها على نحو غريب 0وأنار
القاعة مصباح ذو قاعده نحاس له اطار مزدان برسوم صينية 0 نظرت صوفي حولها ببعض الندهاش 0كان هناك الكثير من اللون والجمال لتنظر اليه , ولكن آدج حثها على السير وأخذها عبر القاعة وصعد بها بضع درجات ووقف أمام باب ازرق اللون 0 هذه مكتبة والدي 0قال لها مفسرا ثم فتح الباب 0 دخلت الى غرفة مؤثثة بطريقة توحي الراحة 0أرضها مفروشة بسجاد من جلود الحيوانات وهيمنت طاولة على المنطقة الرئيسية منها 0 وجدرانها مليئة بكتب جلدية مرصوفة وخزائن فيها ملفات وأريكة ,وطاولة صغيرة عليها آلة طابعة وسلتان للوراق 0كان واضحا أن براندت سانت فينسيتي يدير شؤون المزرعة من هنا 0ثم نهض رجل من خلف الطاولة يحييها :واختفت الغرفة عندما ركزت انتباهها على الرجل 0 لم يكن براندت سانت فينسيتي يشبه ما تصورته أبدا 0فبعد ما توسلت ايف ذهابها الى ترينداد من أجل التخفيف عن رجل عجوز كانت صوفي تتوقع ان تجد رجل في السبعين من عمره ’ ضعيفا ومعتل ,يعيش كل يوم من دون أن يعرف حقيقة ,ما اذا كان سيعيش اليوم التالي 0 كان الرجل الماثل امامها مختلفا تماما 0 ومثل ابنه ,بدا أصغر من عمره بسنوات , وقدرت انه في اوائل الستينات 0اضافة الى
ذلك كان رجل في أوج نشاطه ,طويل ومليئا بالحيوية وأضخم من ابنه لكنه يشبهه جدا 0 شعر كثيف بدا بغزوه الشيب وملمح قوية مليحة 0 نهض يرحب بها وتقدم منها فاردا ذراعيه 0 وضعت يديها في يديه بصورة آلية غير قادرة على نكران الترحيب الذي ابداه نحوها وهتف وهو يهز رأسه: اذن انت ابنة جينيفر ,اكاد ل اصدق! لماذا؟سألته همسا لكنها لم تستطع التفكير بأي شئ آخر تقوله 0 ضغط براندت على يديها وقال بأنفعال : لقد انقضى زمن طويل 0ثم استعاد اتزانهوتابع: أفترض أنك ل تعرفين الكثير عن والدتك 0ل اعرف الكثير عنها 0أعترفت صوفي بعصبية 0 أنها 000نادرا ما تحدث عنها والدي 0كان000كان المر يؤلمه 0 تبدلت ملمح براندت عند ذكر جيمس هوليستر 0ضغط على شفتيه واختفى الدفء من عينيه البنيتين 0وقال: أعتقد انه من الفضل ان ننسي الماضيوننظر الى الحاضر 0ال توافقين؟ أعني من الواضح ان التحدث في بعض الشياء سوف يكون مؤلما لكلينا 0ول فائده من استذكار الحزان الماضية 0وصدقيني كلنا تألم بما فيه الكفاية 0لذا أقترح ان نبدأ من جديد 0 أن ننصرف الى بعضنا من دون التأثيرات
المشوهة التي خلقها أناس آخرون منذ مدة بعيدة 0 اومأت صوفي موافقة ببطء وهمست: أنا 000أنا مستعدة 0ثم نظرت الى يديها في يديه 0 حسنا ,حسنا 0ورق تعبير براندت ثانية 0 ل يمكنك أن تعلمي كم أسعدتني 0لقدانتظرت مجيئك الى هنا ومقابلتك بنفاذ صبر 0نحن عائلتك الن وهذا هو مكانك آه انا أعلم ان لديك عملك ,لكن بالتأكيد يجب ان تأتي العائلة في المقام الول قبل أي شئ آخر! حدقت فيه صوفي 0لم تعلم تماما كيف تجيبه 0وهتف قائل: استريحي ل! تضطربي 0سيكون وجودامرأة شابة في البيت مرة أخرى رائعا 0 نظرت صوفي وراءها 0كان آدج يقف بصمت قرب الباب يراقبهما وابتسامة كسولة على شفتيه بينما كانا يتحدثان 0ثم اقترب منهما وقال: جوزف قال الشئ نفسه 0لو علمت انكمامتشوقان لوجود امرأة 000 اختفى صوته عرضيا ونظر براندت بنفاد صبر الى ابنه وقال: ل تكن متهكما يا آدج 0اذا كنت استقبلتابنة اختك على هذا النحو فأنا ل استغرب ان تكون مضطربة! نظر آدج الى صوفي وقال: -حسنا ,ربما لسنا ما توقعت هي ايضا 0
صاح براندت : ماذا تقصد ؟هز آدج كتفيه: آه ل شئ 0ثم حول نظره بعيدا عن صوفي وأخرج علبة سيكار من جيبه 0 أظن اني سأذهب وأبدل ثيابي للعشاء 0أشعر ببعض التعب 0 وبرقت عيناه ناحية صوفي ثانية ثم تابع : وربما ترغب ابنة اختي في أخذ حماموابدال ملبسها ايضا 0 أفلت براندت يدي صوفي معتذرا واتجه نحو المدفأة وهتف: طبعا ,طبعا 0فأثارة مقابلتك انستنيأصول الضيافة ,طبعا ل بد أنك متعبة سوف تريك فيوليت غرفتك ثم نتعشى بعدها 0 ونظر الى ساعته ,بعد نصف ساعة؟ أتعتقدين ذلك وقتا كافيا لتكوني جاهزة ؟ طبعا 0وشبكت صوفي يديها وأردفت: أنا 00أنا اريد ان اقول بأنني سعيده جدالكوني هنا 0 سار آدج والسيكار في فمه ناحية الباب : آه أجدت القول 0دت صوفي قبضتها: قال بمكر وش ّ تجاهلي خالك 0نصحها براندت ونظر الى ابنه موبخا: ان سلوك آدج متهكم 0فتح آدج الباب وأسند نفسه اليه لبرهة ثم علق بكسل :
انت دائما تقول بأننا متشابهان في كثيرمن المور يا براندت 0 ثم اغلق الباب خلفه 0 بدت الغرفة خاوية بعد ذهابه ونظرت صوفي بارتباك الى جد ايف 0وهمست: لديك منزل جميل 0انا متشوقة الى رؤيتهفي النهار 0 آه فعل 0بدا براندت مسترخيا ثانية واقترب منها وهو يبتسم: انا متأكد بأنك ستكونين سعيدة هنا يا ايف 0فأنا أنوي ان اجعل اقامتك ممتعة الى درجة لن ترغبي معها في مفارقتنا ثانية 0لدينا الكثير هنا ليستأثر بأهتمامك 0السباحة والبحار والغطس 0اذا كنت مغامرة بما فيه الكفاية فآدج وبيرز يعلمانك 0انهما يقضيان ساعات طويلة على متن المركب 0طبعا , الجزيرة نفسها جنة حقيقية لمحبي الطبيعة 0لدينا فصائل متنوعة كثيرة من الطيور يجب ان نأخذك الى غابة العصافير في كاروني وتنهد مضيفا ,اترين يا عزيزتي ,منذ الن أنظر الى السابيع المقبلة بأكتفاء عظيم 0 انقذ قرع الباب صوفي من الجابة عن هذه الخطبة الصغيرة ,وسأل براندت من الطارق فدخلت خادمة سوداء وابتسم لها 0 آه فيوليت 0خاطبها ووضع ذراعه حول صوفي 0 يا عزيزتي ايف ,اسمحي لي ان اقدم لككنزنا فيوليت 0
فضحكت المرأة السوداء وتابع قائل : انها تدخل الراحة في كل حياتنا من دون اندر نق ّ لها ذلك حقا ,اليس كذلك يا فيوليت؟ اذا قلت ذلك يا سيد براندت 0وتحولت عينا فيوليت الداكنتان صوب الفتاة : كيف حالك يا آنسه ايف ؟ انني مسرورةللقائك 0 مرحبا فيوليت 0قالت صوفي مبتسمة 0 هل لك أن تأخذي ايف الى غرفتها؟قال براندت ودفع صوفي برفق الى المام وأضاف: ثم نتناول عشاءنا بعد نصف ساعة 0 نعم يا سيدي براندت 0تراجعت فيوليت الى الممر خلفها 0 هل لك ان تتبعيني يا آنسه ؟بعد ان ابتسم جد ايف مرة اخرى مشجعا , ذهبت صوفي مع فيوليت عبر الممر الى القاعة 0 سارتا باتجاه الدرج وبدأتا تصعدانه عندما دخل شاب عبر الباب المشبك ورآها 0كان طويل القامة نحيل ,وأبرز سرواله الضيق وقميصه القطني جسمه النحيل 0ونظر بدهشة عندما رآهما وانتقل نظره الى صوفي كما فعل آدج 0واستنتجت صوفي ان هذا بيرز لكنه لم يكن أسمر كوالده انما شعره مسترسل وملمحه الكسولة جذابة وأقل عدوانية من ملمح والده 0
أهل 0أهل 0قال وهو يقترب من أسفل الدرج: لبد أنك ايف ,هل انا مصيب؟لحظت صوفي ان فيوليت وقفت تنتظر منها ان تجيب بيرز ,فأومأت قائلة: نعم 0انا ايف 0وانت بيرز بالطبع 0 أحظى بهذا المتياز المشكوك فيه 0أجابها بيرز ضاحكا وأكمل: الن تهبطي لتسلمي على ابن خالكالمفقود؟ انحنت فيوليت على السور وقالت: السيد براندت قال ان العشاء سيكون بعدنصف ساعة يا سيد بيرز والنسة ايف تحتاج الى ذلك الوقت لتغتسل وتحضر نفسها 0 كشر بيرز وقال بأستهزاء : عشاء عائلي ,هل قابلت عائلتنا يا ايف ؟ترددت صوفي قبل ان تجيب : الجميع باستثناء عمة امي روزاليندا على مااعتقد 0 روزا!قال بيرز وزم شفتيه ,ثم تابع: آه 0حسنا انها الوجبة الخيرة لك 0 سيد بيرز 0قالت فيوليت موبخة: أعلم ,اعلم انه يجب ان ل اتكلم مع كبارالسن بقلة احترام ,لكن ل تتأثري كثيرا بما اقوله يا ايف 0 و ّ فرت نظرة فيوليت المعبّرة الجابة على صوفي ,عندما تابعت الخادمة صعودها السلم
,تبعتها صوفي من دون أن تنظر الى الوراء 0 لكنها ابتسمت 0فقد احبت بيرز كان لطيفا غير معقد 0وظنت ان في امكانها ان تفهمه 0لكنها لن تفهم والده ابدا 0حتى بعد مليون سنه 000 - 3حفيدة ...لكنها غريبة كانت غرفة صوفي تقع على الجهة المستديرة من المنزل ,وعندما خرجت الى الشرفة في الصباح التالي كاد نفسها ان ينقطع بسبب جمال المنظر الذي فاجأها. تحت الدرجات المسطحه المؤدية الى الفناء المعبد والتي تسلقتها مع آدج الليلة السابقة ,انحدرت الحديقة الكثيفة الخضرار لتختفي عند حافة هوت بحدة الى البحر .وبما انها علمت بوجود بيوت عائمة في السفل استنتجت انه يوجد سبيل للنزول الى الصخور في السفل .والبحر نفسه كان خلبا ازرق ساحرا تتلل صفحة مياهه وتلمع في اشعة الشمس الساطعة .صار الطقس دافئا جدا وتمنت صوفي التي لم تنم جيدا ان تخلع ثيابها وتغطس في تلك العماق التي دفأتها الشمس. لكنها لم تكن تعرف عادات المنزل بعد .ومع انها تمنت اكتشاف ما حولها لكن يجب ان تنتظر من يدعوها الى ذلك .وهكذا اكتفت
بالستحمام في الحمام الرائع الملصق لغرفتها وفكرت جديا بالوضع الصعب الذي زجتها فيه ايف. اصبح واضحا اكثر فأكثر ان اسباب اخفاء أعمار اقاربها الحقيقية عنها كان خطة متعمدة فهي لبد علمت ان صوفي لم تكن لتوافق على الحضور لو لم تستطع ان تستثير الجانب العاطفي من طبيعة صوفي .واوشكت هذه ان تغضب جدا لكنها لم تستطع انكار موجة الثارة الصافية التي غمرتها عندما فكرت في السابيع المقبلة. في اي حال,فكرت وهي تعود الى واقعها ان وضعها لن يكون سهل ابدا .ولم تفهم لماذا اختارت ايف ان تتظاهر بأن جدها لم يكن يعلم مهنتها بينما الحقيقة هي عكس ذلك. ال اذا كانت تخيلت لسبب وجيه ان صوفي سترى في المر سببا آخر لعدم المخاطرة في المجئ .في أي حال ,فمدى معرفتها لهذا الجانب من شخصية ايف كان ضئيل جدا. لكنها رفضت ان تقلق الن .كان هذا يومها الول في ترينداد وقررت ان تستمتع به ما استطاعت. لفت منشفة كبيرة حول جسمها الرشيق وعادت الى غرفة نومها .بينما كانت تتناول طعام العشاء في الليلة السابقة كانت ثيابها قد علقت في الخزائن الطويلة .وفتحت باب احدى الخزائن ونظرت في داخلها بأمعان. كانت قد جلبت معها الكثير من الملبس الصيفية وبعض السراويل والقمصان ورداء خاصا بالسهرات واختارت ان ترتدي تنورة
قصيرة بيضاء ذات ثنايا مطرزة بحاشية زرقاء جعلت بشرتها تبدو شاحبة قليل. وفكرت بأنها ستبدل كثيرا من الثياب اذا ماقدر لها البقاء لفترة كافية في هذا المكان. وفيما هي تفكر في البقاء في المكان تذكرت عشاء المس .كانت امسية غير حقيقية اذ جلس آدج المتهكم الى رأس المائدة الطويلة وابوه في الطرف المقابل. كانت المائدة مغطاة بلوح من الزجاج والشمعدانات وسيلة النارة الوحيدة. فكرت صوفي ان الضوء الخافت وتخيلتها جعلتها تشعر بأن نظرة آدج كانت شيطانية كلما نظر نحوها. كان براندت لطيفا وقدمها الى شقيقته روزاليندا بفخر ظاهر .لكن صوفي لم تشعر بالطمئنان معه هو الخر .فهي كانت تخدعه. كانت دخيلة .ولشئ يغير ذلك. لكنها فهمت ما قاله بيرز عن عمته .لبد انها كانت جميلة يوما ما .ال انها الن أصبحت خيال عما كانت في المس ,فبدت كأنها ل تزال تعيش الماضي ,عصبية وشاردة الذهن وبدت اكبر سنا من اخيها القوي وفكرت صوفي انه ربما كانت والدة ايف محقة عندما هربت وهي قادرة ,لكنها انبت نفسها للتفكير بمثل تلك الطريقة 0ومن يدري ربما اثر فيها رجال هذه العائلة على نسائهم 0 وعرفت جنيفر ذلك مثل أي شخص آخر 0 وبدا لصوفي انها ل تستطيع ان تكون طبيعية ال مع بيرز فهو يتحدث معها بشكل
طبيعي ,سألها اسئلة عن لندن استطاعت الجابة عنها بصدق ومن دون انكماش 0غير انها كانت تشعر دائما بأبيه وهو يراقبهما وسرت عندما انصرف آدج بعد العشاء 0لم يسأله احد عن وجهته وهو لم يقل شيئا 0لكن الجو اختلف بشكل واضح بعد انصرافه 0 كانت تصفف شعرها عندما سمعت اصواتا وشخصا ما يصفر في الباحة 0فوضعت فرشاتها جانبا وعبرت الغرفة بسرعة ونظرت خلسة من الشرفة 0لم يكن هناك داع الى القلق 0كان هناك آدج وبيرز والخادم منهمكين الى درجة لم يلتفتوا معها صوب الشرفة في الطابق الول 0كانوا يعبرون الباحة معا ويحملون القنعة واسطوانات الوكسجين 0لم تستطع صوفي ال ان تحسدهم 0فهذا ما ارادت ان تفعله تماما 0كانت متأكدة من ان المياة حول بوانتي سانت فينسيتي مليئا بالسماك والحياة البحرية 0اختفى الرجال عبر ممر لم تلحظه صوفي سابقا لكنها انتبهت الن الى انه يؤدي الى الدرجات المفضية الى الخليج وتساءلت وهي تدخل غرفتها عن سبب شعورها بالكآبة فجأة 0كان يفترض بها ان تشعر بالراحة بسبب غياب آدج وبيرز لكن الواقع كان مخالفا 0ربما سبب ذلك انها تطلعت الى رؤية بيرز ثانية وبدا لها ان املها سيخيب 0
كانت الساعة جاوزت الثامنة عندما غادرت غرفتها ونزلت الى القاعة وهناك التقت احدى الخادمات وسألتها اين يفترض بها ان تتناول طعام الفطار 0 كانت الفتاة تنظر اليها بأستغراب وايقنت صوفي ان موقفها لم يكن اعتياديا لكنها لم تكن معتادة على اصدار الوامر 0 ولحسن حظها ظهرت فيوليت في تلك اللحظة وبد الهتمام عليها حين رأت وقوف الخادمة الخرى وسألت بحدة : ما الخطب يا آنسة ايف ؟ هل تحاملت عليكهذه الفتاة ؟ ليزا اذهبي الى المطبخ , سأراك في ما بعد 0 لم يحدث سوء يا فيوليت 0ببساطة انا لافهم اين نتناول الفطور 0 آه 00اومأت فيوليت ,لكن أشارة من اصبعها جعلت الفتاة ليزا تهرع نحو المطبخ 0وهزت برأسها وهي تخاطب صوفي: انت جائعة اليس كذلك؟ قليل 0 حسنا 0حسنا ,تعالى من هنا 0ارشدتها فيوليت الى غرفة مشمسة على يمين القاعة تطل على باحة مع منظر الحديقة الغنية امام المنزل وكانت هذه الغرفة صغيرة بالنسبة الى مكتب براندت والقاعة التي جلسوا فيها بعد العشاء ليلة امس 0فيها طاولة مستديرة مغطاة بالزجاج قرب البواب الفرنسية الطويلة وخزائن طويلة مليئة بالصحون والكواب 0
اذهبي واجلسي على الشرفة وسأجلبترويقتك خلل 5دقائق 0هذه الغرفة الصباحية 0يتناول السيد براندت طعام الغداء هنا عادة ,كما ستكتشفين بنفسك من دون شك 0 شكرا يافيوليت ,اتمنى ال اكون مصدرازعاج 0 بان الدفء في عيني فيوليت 0 بحق السماء ل يا انسة ايف ,ان وجودك هنامتعة 0لقد اعتنيت بوالدتك فور ولدتها وكنت دائما انظر الى اليوم الذي سأعتني فيه بطفلتها هي ايضا 0 وتابعت بشيئ من الحزن: وكأنما سأجد العتناء بأبنتها متعبا 0ياآنسة! شعرت صوفي بالكدر 0لماذا قالت فيوليت كل هذا ؟ كانت تشعر بالرتياح حتى اللحظة لكنها الن اخذت تشعر بخداعها مرة اخرى 0 وسارت بسرعة نحو النافذة وغيرت الحديث فجأة: اليس المنظر خلبا؟ ل اظن اني رأيتاجمل منه ابدا 0 جمدت فيوليت وقالت بثبات: علي الهتمام بفطورك يا آنسة 0ثم غادرت الغرفة 0 استدارت صوفي وشعرت بكآبة شديدة تغمرها 0كات تتمنى اكثر واكثر لو انها لم تسمح ليف باللحاح عليها في المجئ الى هذا المكان 0واختفت حماستها في خضم احداث النهار 0لكن عليها ان تستمر الن 0
وكلما اسرعت في التوقف عن توبيخ نفسها كان افضل لها 0 كان عليها ان تتصور انها تلعب دور ايف هوليستر ,ويجب ال تسمح لمشاعرها الشخصية بأن تتدخل ابدا 0 استمتعت صوفي بالفطور النكليزي الذي احضرته فيوليت 0كانت تحتسي ثالث فنجان قهوة عندما فتح الباب وظهر جد ايف 0 صباح الخير يا ايف 0قال لها بحرارة ظاهرة وسار نحوها وشد على يدها بمودة 0 جميل ان اراك هنا الى طاولتي 0هذامكانك 0والن اخبريني 0كيف كان نومك 0؟ جيد جدا 000شكرا لك يا 000جدي؟ تجدين صعوبة في قول تلك الكلمة ,اليسكذلك ؟ وعندما لم يبدر منها أي رد فعل ,تابع حديثه : جدي ! تجدين صعوبة في التفكير بأننيجدك ؟ لم تعلم صوفي بماذا تجيب 0 آه 00ليس بالفعل 0لكنه لم يقتنع 0 اعتقد ذلك 0ولكن يمكنك مناداتي براندتكما يفعل بيرز 0هل يناسبك ذلك؟ حدقت فيه صوفي 0 انا 000اذا لم يكن لديك مانع 0همست بارتباك وتساءلت عما كانت ستقوله ايف لو هي في وضع مشابه 0 -حسنا ,حسنا 0
بدا براندت مكتفيا واردف: ربما سنجد طريقة تخاطب اقرب مع الوقتولكن هذا يمفي الن 0 ابتسمت صوفي 0وتابع حديثه: هل انهيت فطورك؟اومأت برأسها 0 اجل كان شهيا 0استطيع من الن اناتخيل كيف سأصبح بدينة خلل اقامتي هنا 0 اذن ما رأيك في القيام بجولة في املكي ,هذا اذا كنت مهتمة 0 الملك؟رددت صوفي بنعومة ونهضت 0 آه نعم ,اود ذلك 0لكن ,ال تريد تناول طعامالفطور؟ اتناول فطوري في السابعة والنصفصباحا في غرفتي 0 اخبرها براندت وهو يضع يديه في جيبي سترته 0وفكرت صوفي كم تطابقت كلماته وصورتها عنه 0كان رجل قويا مهيمنا , انضباطيا مع نفسه ومع الخرين ,متخليا عن العيش السهل ,مفضل النضباط الذي مارسه دوما 0 ثم اعتدل في وقفته وسألها اذا كانت مستعدة للذهاب فورا 0 نعم اعتقد انني مستعدة 0ونظرت صوفي ناحية الطباق الفارغة وقالت: ال تعتقد 00اعني اليس الفضل ان احملهذه الشياء الى المطبخ؟ قطب براندت واجاب:
طبعا ل 0ستعتني احدى الخادمات بالمر 0هذا عملهن 0 ولنت ملمحه وهو يقول : عليك ان تعتادي على السماح للخرينبخدمتك 0ل اظن انك معتادة على ذلك في الماضي 0 كل 0هزت صوفي رأسها: هل سأحتاج الى معطف؟ل اعتقد 0بالمناسبة سنذهب في سيارتي 0هل تركبين الخيل؟ كل00-اجابت صوفي فورا ثم شعرت بانشداد اعصابها 0ايف تستطيع ركوب الخيل 0كانت تعلمت في مدرسة الفتيات التي ارسلها والدها اليها 0تذكرت انها اخبرتها ذلك في الماضي 0ثم هدأ روعها اذ ان براندت ل يعلم بالمر وال لما سألها 0 اذن هذا امر آخر علينا تعليمك اياه 0قطعت كلماته حبل افكارها وهدأتها 0ثم وضع ذراعه حول كتفيها 0 تعالي 0دعينا نذهب 0اني اتطلع الى اريكالمزيد من المنطقة 0 كانت ممتلكات عائلة سانت فينسيتي شاسعة كما توقعت صوفي 0نمت فيها اشجار البن 0وقال براندت ان الموسم كان من معيشة الكثيرين غير ان مصدر جيدا وأ ّ دخله الرئيسي يأتي من الجهة الخرى من الجزيرة من امتيازات النفط التي جنى منها
ثروة ل تحد والتي اصبحت عماد القتصاد في الجزيرة 0 ال ان اشجار البن بأغصانها المائلة مثلت الى صوفي بالنسبة الى صوفي شيئا حقيقيا وأساسيا ,وكانت سعيدة انها لم تضطر الى رؤية آبار النفط وما جاورها من آليات 0 وفتنتها رؤية اشجار الموز في حالتها الطبيعية والثمر يتدلى منها موفرا الظلل 0 كانت الحرارة مرتفعة جدا حتى داخل السيارة وتطلعت الى عودتهما والى الدوش البارد 0 في أي حال استمتعت برفقة براندت 0ومثل جميع الرجال العصاميين كان يعرف كل التفاصيل عن عمله ,وشرح لها عن حياة حبة البن من بدء تكوينها في البرعم الى تحويلها الى لوح شوكلته 0فكرت صوفي بالمصاعب الجمة التي واجهت مزارع القهوة 0واثر عودتهما الى المنزل شعرت انها تلم بالموضوع الى درجة كبيرة 0ولم تستطع ال ان تتساءل عن رد فعل آدج اذا ما بدأت تبحث معه العلجات المحتملة لمرض جرثومي يصيب النباتات 0ولم تشعر بالنزعاج ال عندما زارا احدى القرى كي تتفرج على اكوام حبوب البن المجففة 0 فقد راعها رؤية مستوى معيشة الناس 0 بعكس براندت الذي لم يتأثر عندما ذكرت المر 0وكان واضحا انه لم ير ما يزعج في نقصان النعم 0ولم ينظر الى موضعه على انه مميز 0 -انك متأففة جدا يا ايف 0
قال لها في طريق عودتهما 0 فالمنازل كافيه ,والمدارس مجانية 0واذاعانوا من تكاثر نسلهم فاللوم يقع عليهم 0 قالت صوفي : لكن يجب ان يكون هناك بعض القيود 0فرد عليها براندت بأن هز رأسه 0 عندما تبدأين بوضع قيود على حياة الناس ,يشعرون بالديكتاتورية 0 احتجت صوفي: تحديد النسل ليس كذلك 0 هنا يقبل الناس ما يعطيه الله شاكرين 0انهم سعداء يا ايف! الم تلحظي ذلك ؟ اتعتقدين ان المنازل والحمامات النظيفة هي التي تجعل الناس سعداء؟ تخضبت صوفي وقالت : لم اقل ذلك 0 كل ,انما هذا ما عنيته ,اليس كذلك ؟وابتسم براندت : استطيع ان ارى ان علينا تثقيفك بطرقعدة يا ايف 0 كان الوقت بعد الظهر عندما عادا الى المنزل ,واعتذرت صوفي وصعدت الى غرفتها 0واستحمت ,ثم تمددت على سريرها واسترخت 0كانت متعبة من الحرارة والتوتر فلم تفلح في محاولتها النوم 0 سمعت طرقا على بابها 0ورأت خادمة تدخل وهي تحمل صينية عليها ابريق صغير من مشروب الشوكلته المثلجة وبعض قطع البسكويت 0
اعتدلت صوفي في فراشها قليل وغطت نفسها بالمنشفة 0وقالت وهي تبتسم: آه شكرا لك 0ضعيها على الطاولة هناك 0فعلت الخادمة ما طلبت منها وعندما جلست صوفي لحظت انها الخادمة نفسها التي تحدثت معها في الصباح 0 قال السيد براندت ان اخبرك ان الغداء فيالثانية يا آنسه ايف 0وقد اعتقد انك سترغبين في تناول هذا حتى ذلك الحين 0 شكرا لك 0وحاولت ايف ان تجعل الفتاة ترد البتسامة, لكنها اومأت برأسها فقط وتركتها 0 وبعد ان غادرت الخادمة ,سكبت صوفي كوبا من السائل ذي الرائحة الذكية واحبت مذاقه 0اكلت قطعة من البسكويت ثم استرخت ثانية 0كانت حالتها النفسية آخذه في التحسن ,ووجدت نفسها تبتسم ,فقد كان الصباح سهل جدا 0وحالما تصبح مقبولة هنا ستسير المور من حسن الى احسن 0ربما لم تكن ايف مصدر تهديد كما فكرت في السابق 00 تناولت طعام الغداء مع براندت وروزا على الشرفة 0ولما لم تر آدج او بيرز جهرت المر فأوضح لها براندت : نمتلك شركة تأجير صغيرة خارج بورت اوفسباين 0يختين ,ومركبا شراعيا ومراكب بمحركات وما شابه 0يوم امس اراد زوجان اميركيان استئجار يخت ولسوء الحظ كان القبطان مريضا ,فحل مكانه بحار غير خبير
0وارتطم اليخت بالصخور على مسافة من هنا قرب فم التنين دراغونز ماوث 0 فم التنين؟لم تفهم صوفي فأوضح لها: انه جزء من قناة المياه الضيقة التي تفصلترينيداد عن الشاطئ الفنزويلي 0 هل تأذى احد؟ل توجد اصابات خطيرة ,بعض الخدوشوالجروح 0هذا كل ما في المر 0انهم محظوظون لكن اليخت ثقب ويجب سحبه الى بورت اوف سباين للصلح وهذا ما يفعله آدج وبيرز 0 اوه 0علقت صوفي وانهمكت بتناول الطعام وعادت تسأل: هل 000هل هذا جزء من عمل خالي؟ آدج؟هز براندت كتفيه ومد يده الى جيبه وتناول سيكارا 0 0اعتقد انه يمكنك قول ذلك ,مع ان الزراعة عمله الساسي 0في الحقيقة يمكنك تسميته مدير اعمال كل شركات سانت فينسيتي 0اعتقد انه ل يقوم بأي عمل مباشر الن بل ربما يدقق في اعمال الخرين لكن ل احد يستطيع اخفاء شئ عندما يكون موجودا 0 استطيع ان اصدق ذلك 0ابتسم براندت وقال بنعومة 0
ها 0هل اسمع نبرة خاصة في صوتك ياايف ؟ يجب ال تسمحي له بأزعاجك كما تعلمين 0 مسحت روزا سانت فينسيتي فمها بنعومة 0 ل تتوقع ان تجلب ابنة جنيفر الى هنا مندون ان يظهر آدج رد فعل ما 0 قالت بصوتها العالي النبرة 0 ال استطيع ؟ ولما ل؟ انت بالتأكيد ل تعنينبقولك هذا ان آدج غيور 0 هزت روزا رأسها نفيا : ل 0ان طبيعة آدج الكريمة ل تسمح له انيكون غيورا 0 اذن ماذا تقصدين؟شعرت صوفي بنفاد صبر براندت يتزايد خلف لهجته المهذبة 0 اعني هوارد بالطبع 0 اوه 0مضغ براندت سيكاره الذي لم يكن اشعله واطرق ثم قال: ولماذا يؤثر مجئ ايف الى هنا على هوارد ؟هذا تاريخ مضى ياروزا 0 انه لم يتزوج! هذا ل يعني شيئا بالمرة 0زم براندت شفتيه وقال باقتضاب : انت تعيشين في الماضي ياروزا 0 هل تظن ذلك حقا؟ ربما 000وهزت كتفيها النحيلتين ثم تابعت : لكن الجميع يعلم ان قلب هوارد انفطرعندما هربت جنيفر مع 000 -هذا يكفي ياروزا 0
اصبح براندت حاد النبرة الن 0 عندما انتهى الغداء استأذنت روزا في الذهاب 0ومع ان براندت لم ينهض فورا عن كرسيه فقد كان في استطاعة صوفي ان ترى انه مشغول بأمور اخرى غير حفيدته الحديثة 0 هل تمانع اذا ذهبت الى غرفتي ؟سألته بتردد وارجعت كرسيها اللى الوراء ورأت وجهه بوضوح 0 ل 0طبعا ل ياعزيزتي 0لدي بعض العمالانا ايضا وحرارة الطقس شديدة ل تسمح في البقاء خارجا 0اقترح ان نلتقي على الشرفة لتناول الشاي بعد الظهر نحو الساعة الخامسه 0 حسنا 0ابتسمت صوفي وتركته وسارت نحو غرفتها وهناك شعرت بالقلق ومع انها كانت متعبة لم تستطع النوم 0اثرت كلمات روزا عليها بقوة ورأت نفسها تفكر بهوارد المجهول 0 وايقنت انه ل بد ان يكون هوارد فليمنغ الذي تحدث عنه آدج عنه وهما عائدان في السيارة من بورت اوف سباين وتساءلت ما اذا اثر عليه هروب جينيفر بالشكل الذي ظنته روزا 0لبد ان يكون اكبر من آدج ببضع سنوات بالطبع 0وهذا يعني انه في اوائل الربعينيات 0في اوج شبابه كما يقول البعض ,اذن لم يتزوج؟ بعد الظهر سمعت اصواتا مرة اخرى تحت نافذتها وعلمت ان آدج وبيرز لبد عادا 0 وجعلها المر تتحمس اكثر من اللزوم
وشعرت بنفاد صبر من رد فعلها هذا 0 الساعة الخامسة ارتدت فستانا برتقاليا ونزلت الى الشرفة لتناول الشاي 0كانت الغرفة الصباحية خالية ال انها رأت بيرز جالسا هناك 0 مرحبا!هتف ونهض بارتباك 0 تبدين جميلة وهادئة 0ماذا فعلت بنفسكطوال النهار؟ جلست صوفي على كرسي من الخيزران وهزت كتفيها 0 ل شئ غير عادي 0خرجت مع جدي هذاالصباح ثم ارتحت بعد الظهر 0 ارتحت؟قال بيرز باندهاش : في مثل سنك ؟ الم تذهبي الى البحر ؟ كل ربما سأذهب غدا 0 غدا ل شئ !قاطعها بيرز 0 اذهبي ارتدي ملبس السباحة وسنذهبالن 0 نذهب ؟رددت صوفي بصوت خافت 0 طبعا! كي نسبح ! تحبين ذلك اليس كذلك ؟والوقت عظيم الن فالمياة دافئة حقا 0 لم تعرف صوفي ماذا تجيب 0 لكن من المفروض ان اتناول الشي معبراندت 0 اوه 0لن يتأثر 0في كل حال ستعودين قبلان يعرف اين انت 0
وعلق اصابع في زناره وابتسم قائل: حسنا 0هيا 0حضري نفسك للذهاب 0ل ادري اذا كان يجدر بي 000بدأت صوفي تقول بعدم ارتياح لكنه قاطعها : هراء ! انت تعلمين انك متشوقة الىالسباحة 0ل يمكنك قضاء ليلة اخرى في ترينداد من دون اختبار معنى السباحة هنا 0 صدقا ستحبين المر سوف تحبين المر 0 انا متأكدة من ذلك ,ولكن 000رفع بيرز حاجبيه بنفاد صبر وقاطعها مرة اخرى: ياه انك تحتاجين الى كثير من اللحاح 0اخيرا اتخذت صوفي قرارا 0وهبت واقفة بعصبية : حسنا ,اذا كنت متأكدا 0 طبعا انا متأكد وال لما سألتك ! حسنا اعطني خمس دقائق 0ذهبت الى غرفتها وسحبت ملبس السباحة ونظرت اليها بتردد 0ثم هزت كتفيها وبدأت تخلع ملبسها 0 بدا اللباس صغير الحجم جدا ,واحتارت لماذا ابتاعته صغيرا الى هذا الحد 0شعرت بالعري حيث انه لم يسبق ان ارتدت مايوه بيكيني وعرضت وسطها لشعة الشمس 0 ال ان وقت الندم مضى وشعرت بالرضى لنها ابتاعت سترة خضراء وزرقاء لترتديها فوقه 0
عادت ادراجها الى اسفل وهي تشعر ببعض القلق 0كانت في منتصف طريقها على الدرج عندما دخل آدج و رآها 0 وفورا ,شعرت بحراجة ملبسها وتمنت لو انها تستطيع الدوران والعودة الى غرفتها 0 لكن بالطبع لم يكن في استطاعتها ان تفعل ذلك 0فهذا الرجل يفترض به ان يكون خالها وأي اهتمام قد يبديه ل يتجاوز اهتمام الخال بأبنة اخته 0 وهكذا تابعت سيرها ووصلت الى القاعة ورأته يتمدد بكسل وقد بان جلده السمر اللون من خلل فتحة قميصه 0ثم هوت ذراعاه الى جانبيه 0ونظر اليها بتمعن 0 وعندما لم يقل شيئا ,اضطرت صوفي الى المبادرة 0 وقالت له: انا 000سيأخذني بيرز الى السباحة 0اومأ آدج برأسه دليل الموافقة 0 انا لم اسبح بعد 0 لم تفعلي 0لم يكن مباشرا في حديثه 0ووجوده حيث هو ,سد طريقها وكان عليها اللتفاف حوله اذا ارادت ان تتابع سيرها 0 هل كان نهارك طيبا؟ هل استطعتاسترداد قاربك؟ سألته وهي تأمل ان تبعد نظراته عنها 0 هز آدج كتفيه وقال: لقد استرجعنا اليخت 0نعم 0لكن بالكادادعوا النهار طيبا 0لن تكون شركة التأمين
سعيدة بدفع نفقات اصلحه في هذه الظروف 0 ابتسمت صوفي نصف ابتسامه لكنها عندما لم تلق تشجيعا قالت: اعتقد انك متعب 0 ليس بشكل خاص 0نمنا على المركب بعدالظهر 0 واخيرا ابتعد عن طريقها 0 علمت ان والدي طاف بك في مزارعه هذاالصباح 0 نعم 0هذا صحيح 0كان المر ممتعا 0وبلهجة متهكمة بعض الشئ قال: تمتعت اذن! بالطبع تمتعت 0 اعتقد انه اخبرك انه عمل مربح 0كانت صوفي تمر امامه لكن كلماته اوقفتها 0ونظرت اليه بعبوس قائلة: لست متأكدة 0لكن اظن ان كلماتك وقحةنوعا ما 0 قالتها وهي ترتجف 0 هل هي كذلك؟ ربما كان علي ان اتكلمبصورة اكثر وضوحا 0 حدقت فيه صوفي مستفسرة لكنها لم تستطع الستمرار في التحديق فهمست: ل بد ان بيرز ينتظرني 0وأومأ لها علمة موافقة على انصرافها 0 لكن ما ان خطت اول خطوة حتى اطل بيرز من الغرفة ,وكانت منشفة حمراء وبيضاء تتدلى على كتفيه 0 انفرجت اساريره عندما رأى صوفي وابتسم:
لقد عدت! بدأت افكر انك غيرت رأيك 0 اخشى ان اكون سبب تأخرها يا بيرز 0قال آدج ذلك وعاد الى السترخاء 0 لكن ل تدعاني اؤخركما اكثر يا اولد 0رفضت صوفي النظر اليه 0بل استدارت ناحية بيرز وقالت: نعم دعنا نذهب 0كانت حرارة الشمس قد خفت الى درجة كبيرة وشعرا بنسمات هواء منعشة على وجهيهما وهما يهبطان الدرج وفكرت صوفي وهي تحاول طرد آدج من تفكيرها 0 ادت الدرجات الى رصيف رسى عنده قارب شراعي وقارب بمحركات 0ل شك انه اليخت نفسه الذي استعمله قبل 0صرصرت الحبال قليل عندما تحركت القوارب مع الماء وملت الجو رائحة مالحة لذيذة 0لم يتغير لون البحر 0من هنا اصبح في المكان رؤية عمقه والسماك الصغيرة تسبح فيه وتهاوت النباتات برقة في قاعه 0خلع بيرز سرواله وسترته وظهر بمايوه ازرق ثم قفز بخفة فوق الصخور ونظر وراءه ليرى صوفي ل تزال في مكانها مترددة: تعالي ان المكان آمن 0تستطيعين انتسبحي اليس كذلك؟ نعم 0قالت صوفي والشك يخالجها وهي ترخي زنار سترتها : -هل المياة عميقة؟
هنا ؟ ليست عميقة جدا 0عشرة اقدام كحداقصى 0 اتسعت حدقتا صوفي أستغرابا : عشرة اقدام!وضع بيرز يديه على خصره 0 هل ستأتين ام ل ؟ بحق السماء اخلعيسترتك وتعالي 0 تنهدت صوفي وتركت السترة تهوي وهز بيرز رأسه راضيا 0 جميل جدا 0قال لها وهي تسير على الصخور بارتباك نحوه: ولكن لونك شاحب 0ل بأس 0فسرعان ماستصبحين سمراء مثلي 0 شكت صوفي في المر فبيرز كان اسمر اللون مثل والده 0ومثل هذا اللون الداكن يحتاج الى سنوات عدة لكتسابه 0 سار بيرز نحو حافة الصخور ونظر الى اسفل بأنتباه 0ثم ناحية صوفي: هل تغطسين ؟ استطيع 0ولكن افضل ال افعل 0واعترفت صوفي بعصبية : ال استطيع ان انزلق في المرة الولى ؟اشار بيرز الى الخليج حيث برز رأس صخري من المياه 0 عدا تلك الصخرة التي تعطي بوانت سانتفينسيتي اسمها ليس هناك ما يخيف 00فل مد قوي او تيارات مائية 0سأذهب انا اول ثم تتبعينني 0
غطس ثم عام 0وازاح شعره عن عينيه ثم سبح عائدا الى حيث كانت صوفي ما زالت تقف 0 هيا 0انه امر سهل 0اقفزي!ترددت صوفي لحظة اخرى ثم ضغطت على طرف انفها تسده وقفزت من الصخور الى المياه 0ضاق تنفسها عندما شعرت بالبرودة في البدء لكن ما ان طفت على صفحة المياه حتى شعرت بأن المياه دافئة بالفعل 0 ونظرت حولها لتجد بيرز على مسافة منها وسبحت في اتجاهه بتمهل وهي مسرورة بأحساس الماء على جلدها الدافئ 0قال بيرز: حسنا 0ليس المر سيئا 0اليس كذلك؟ل انه رائع !دفعت صوفي الماء براحة كفها ونظرت حولها بتشوق 0 لم اسبح كثيرا في البحر سابقا 0انالطقس باردا جدا في بلدي 0 هذا ل يفاجئني 0اومأ بيرز: كان الطقس باردا جدا عندما كنت فيانكلترا 0عليك تعويض ذلك وانت هنا 0 سبحا ولعبا برهة ثم قال بيرز ,ان عليهما العودة فقد جاوزت الساعة السادسة وقد يكون براندت قلقا 0 الساعة تجاوزت السادسة ! ياه ظننت انهاالخامسة والنصف تقريبا 0 ضحك بيرز وقال:
انها صحبتي المسلية يا صوفي 0سأخذكلمك كمديح 0 ضحكت صوفي ايضا ثم سبحا وخرجا من الماء 0شعرت صوفي بضعف غريب في قدميها وادركت ان التمرين غير العتيادي قد اتعبها 0وقال بيرز الذي لحظ تعبها: سنرتاح قليل قبل ان نصعد الى المنزل ,اتوافقين؟ آه ولكن ماذا بخصوص جدك ؟قالت صوفي قبل ان تفكر بكلمها 0 جدي؟ انه جدك ايضا 0تخضبت صوفي : نعم 0ادرك ذلك 0لكن اعتقد ان المرء فيحاجة الى بعض الوقت كي يعتاد المر 0 قبل بيرز تفسيرها وبعد ان جفف جسمه لبس ثيابه وجلس قربها على الرصيف الدافئ وسألها بلطف: اتظنين انك ستتمتعين باقامتك هنا؟ هزت صوفي كتفيها: انا متأكدة 0 اذن سوف تبقين؟ ابقى؟ طبعا 0والدي قال انك ل تودين ذلك لكنبراندت يأمل العكس 0 فكرت صوفي بغضب 0اذن هذا ما في المر ! كان عليها ان تعلم ان براندت سانت فينسيتي ليس من النوع الذي يدع فرصة مثل هذه تضيع من يديه 0استطاعت جنيفر ان تتحرر من قبضته ,لكن ابنتها قد ل تستطيع ذلك 000
فجأة نودي عليهما من فوق واستدارت لتجد براندت على رأس الدرج يطلب منهما المجئ 0 تعالي ,ارى ان علينا الذهاب 0كان على صوفي ان تبتسم وهي تنهض وصعدت الدرجات دونما صعوبة جمة ولحقها بيرز 0بقى حديثهما عالقا في ذهنها 0وصل رأس الدرج وسارا عبر الحديقة الى حيث ينتظرهما براندت وهناك 0رأيا انه لم يكن وحد 0كان في رفقته رجل آخر معتدل القامة ذو شعر بني داكن يخطه بعض الشيب وملمحه جذابة ,كان يرقب صوفي وهي تسير نحوهما وتساءلت من عساه يكون 0 ماذا لو كان شخصا يعرف ايف 0وادرك للحال انها ليست حفيدة براندت سانت فينسيتي ؟ لكن لم يكن هناك ثمة ما يبرر مخاوفها 0 وسرعان ما انكشفت هوية الغريب 0اخذ براندت ذراعها بصورة تملكيه عندما اقتربت وقال: كنا في انتظارك يا عزيزتي ايف 0دعوتهوارد لتناول الشاي كي يتعرف اليك 0لكن ل بأس 0انت هنا الن 0اريد ان اقدمك الى صديق قريب 000هوارد فليمنغ 0حسنا يا هوارد 0ما رأيك بأبنة جنيفر؟
-4لماذا ل تبقى هنا؟
ارتدت صوفي ثياب العشاء في الليلة التالية بانزعاج 0فقد كان مقررا ان يتناولوا العشاء خارج النزل هي وبراندت وروزا وآدج وشعرت انها عصبية كالهرة 0 سيذهبون الى كومالي الى منزل عائلة فليمنغ,وشعرت بثقل الزيارة ,بالقدر نفسه الذي شعرت به عندما اتت الى بيت سانت فينسيني 0 كان هوارد فليمنغ انيسا جدا بعد ظهر اليوم السابق 0فعوضا من معاملتها بالمرارة التي أحسها ول شك تجاه جنيفر ,تصرف بود زائد ,متجنبا الوقوع في أي ضيق معها 0 وهو على عكس ذلك ذهب الى حد ابدي فيه أسفه لوفاة والدها وهو شئ لم يفعله حتى براندت 0 في أي حال ,كانت صوفي مدركة وضعها أكثر من أي أمر آخر 0وبينما وجدت هوارد رجل ودودا وجذابا ,إل انه بقى الرجل الذي تخلت عنه جنيفر مفضلة جيمس هوليستر 0 عبرت الغرفة نحو السرير حيث كان فستانها الذي سترتديه في تلك المسية اللباس المسائي الرسمي الوحيد الذي أحضرته معها وتأملت إن يكون مناسبا 0كان فستانا طويل ابيض بدا قماشه كأنه مخملي 0وكانت ايف قد أهدتها إياه قبل مجيئها الى ترينداد 0بعد إن ابتاعته لمناسبة خاصة لكنها لم ترغب في ارتدائه مرة أخرى ,لذا أصرت على صوفي إن تأخذه ,وأحست صوفي بالغبطة لنها قبلته 0
غطت الكمام الطويلة المزمومة ذراعيها الملتهبتين قليل 0بينما أضفى العقد مظهرا هادئا مصقول عليها 0 لم يكن مقررا إن يرافقهم بيرز 0لكنه أمضى معظم النهار مع صوفي التي تمنت لو يكون في المسية معهم يضفي جوا من البساطة 0غير انه لم يكن يحب مناسبات العشاء الرسمية فقرر الذهاب الى ناد ليلي في بورت اوف سباين مع بعض الصدقاء 0 نزلت صوفي الى القاعة حيث تجتمع العائلة عادة قبل العشاء الساعة السابعة 0لكن الغرفة كانت خالية وسارت نحو النافذة وهي تفكر وتنظر الى الظلل في الحديقة 0ثم اتجهت الى المكتبة وبدأت تطالع عناوين الكتب 0وكبقية المنزل كانت هذه الغرفة جميلة جدا فما إن تناولت كتابا عن الرف حتى سمعت خطوات خلفها ,واستدارت لتجد آدج يدخل الغرفة 0وبدا رائعا في سترة مسائية بيضاء فشعرت صوفي برعشة ل ارادية تسري في جسمها ,وأعادت الكتاب الى مكانه واستدارت نحوه بتردد 0أجال النظر فيها وارتجفت وخاطبته بعصبية: هل 00هل منزل عائلة فليمنغ بعيد من هنا؟تجول ادج في الغرفة ونظر حوله وقال: ليس بعيد جدا 0ثم سألها : هل تريدين شرابا؟-ل مانع 0
وأعطاها الكأس وفيما هما يتحدثان سمعا اصواتا في القاعة وبعد لحظة دخل براندت وروزا الردهة 0كانت المرأة ترتدي معطفا اسود طويل ناسبها جدا وسرت صوفي لنها اعتنت بمظهرها الى هذا الحد 0وبد واضحا لها إن المناسبة ستكون رسمية الى حد بعيد 0 آه 0أنت مستعده 0خاطبها براندت وهو ينظر إليها بإعجاب 0 تبدين رائعة يا عزيزتي 0سأكون موضعحسد الجميع هناك 0 قبلت صوفي المديح بخجل ونظرت بارتباك الى الكأس التي في يدها وتابع براندت نظراتها 0 لم تستطع صوفي قول شئ 0فقد شعرت بنظرات آدج تتمعن فيها لكنها رفضت إن تمتعه بمشاهدة ارتباكها ,وهكذا احتست قليل من شرابها وحاولت إن تبدو عادية في ذلك 0وعندما شعرت ببعض الرتياح وتصورت أنها مستعدة أكثر لمواجهه المسية المقبلة 0 ذهبوا الى كومالي في سيارة فخمة رمادية احضرها السائق الزنجي جوزف وقرر آدج إن يقود السيارة فجلس براندت الى جانبه بينما جلست صوفي وروزا في المقعد الخلفي 0 سمعت صوفي عبر نوافذ السيارة المفتوحة أصوات مخلوقات الليل غير المألوفة , وكانت رائحة الزهار التي نمت بكثرة في الجزيرة تعبق فتمل المسية غير المقمرة بالشذى 0وشعرت صوفي بالراحة 0
استغرقت الرحلة عشرين دقيقة الى منزل عائلة فليمنغ واستطاعوا إن يروا أضواء المنزل عامرة وهم يقتربون ويسمعون أصوات الموسيقى الخافته 0 كانت سيارة أخرى تقف عند منعطف في الممر 0فأوقف آدج السيارة وراءها ,ثم خرج ليساعد عمته في النزول بينما ساعد براندت صوفي وساروا معا الى المبنى المضئ 0 صعدوا بضع درجات ووصلوا باحة البيت الخارجية حيث رأو البواب مفتوحة وآل فليمنغ يرحبون بضيوفهم 0وما إن رآهم هوارد فليمنغ حتى اتجه نحوهم مرحبا بحرارة ’ وعيناه تحدقان بمظهر صوفي الجذاب 0 تعالى لقدمك الى والدي يا ايف 0قال لها وأشار على الخرين أن يرافقوهما 0 إن والدتي متشوقة للتعرف اليك 0كانت ماريون فليمنغ فارعة القامة مثل ابنها كما شابهته في المظهر 0 شعرها بني وقدرت صوفي أنها تجاوزت الستين عاما لكنها بدت اصغر من ذلك بعشر سنين 0ماهو السر في الهواء الذي جدد شباب العالم وحيويته هنا؟ وهتفت والدته : إذن أنت ابنة جنيفر 0وتفحصت صوفي بعينين لم تعكسا حرارة كلماتها 0 لم أكن لعرفك تلقائيا فأنت ل تشبهينهاابدا 0 -هراء!
أجاب براندت وأراح صوفي من ضرورة الجابة عن ذلك الكلم المربك 0ثم تابع: طبعا أنها تشبه جنيفر 0ربما نسيت كمكانت جنيفر جذابة 0 لو ننسى جنيفر يا براندت 0أجابت ماريون ببعض الحدة ,وساد صمت مربك لوهلة 0وفي تلك اللحظة اقترب ادريان فليمنغ والد هوارد وغابت سمة الحديث الذي سبق اقترابه 0ووجدت صوفي نفسها تقف وهوارد الى جانبها 0فهمس باعتذار: يجب إن تسامحي والدتي يا ايف 0لم تسامح جنيفر بسبب هروبها 0 ونظرت صوفي إليه: وهل سامحتها أنت يا سيد فليمنغ؟0000هوارد أرجوك!سيد فليمنغ كلمة فيهاتكلف ول حاجة بنا الى الرسميات بحق السماء ,ربما كنت 000 ثم قطع كلمه فجأة وسألها : اخبريني 0ماذا تفعلين في انكلترا؟تنهدت صوفي بعمق ,وبدأت تخبره قليل عما عرفته عن عمل ايف ولكن لحسن الحظ لم يلح عليها ,وسرعان ما انتقل يهما الحديث الى مواضيع اقل حساسية 0قدمها هوارد الى الضيوف الخرين ,زوجان في منتصف العمر لورنس وجين كنيدي والى أخته التي كانت تتحدث مع آدج 0 كان شعر جانين فليمنغ كشعر أخيها ,كثيفا وأجعد ,لكن التشابه بينهما انتهى عند هذا الحد 0كانت اصغر قامة منه نحيلة وذات
عينين لمعتين وفم صغير ,وبدت في فستانها الحمر اللمع كلسان لهب مع سترة آدج البيضاء وهي تضع ذراعها على كتفه وكأنها تمتلكه 0وعندما اقترب هوارد منهما ليقدم صوفي ,نظرت إليها بعدم اكتراث واضح وقالت كلمة ترحيب عابرة قبل إن تتابع حديثها مع رفيقها 0كان آدج يميل برأسه نحوها وهو يستمع لما تقوله , وشعرت صوفي بلسعة قلق تنتابها عندما رأت مدى حميمية علقتهما 0ولم تتوقع رد فعلها هذا وشدت على يدها بأظافرها وهي تشعر بموجة من الستنكار تعتريها 0لم تعرف السبب 0لكن فكرة وجود علقة ما,بين هذين الشخصين لم ترق لها البتة 0ووجدت نفسها فجأة تتساءل عن شكل زوجة آدج ومنذ متى توفيت 0 بدأت بالبتعاد ورأت عيني آدج تراقبانها 0 كان ليزال يستمع الى ما تقوله جانين لكن صوفي لحظت شروده للحظة 0وأدارت ظهرها لهما وحاولت إن تنتبه الى ما كان يقوله هوارد لها لكن المر لم يكن سهل 0كانت يداها ترتجفان وراحتاها متعرقتين ,وكرهت العتراف بأن آدج سانت فينسيني كان سبب هذا الدفق المفاجئ من العاطفة 0بحق السماء بماذا كانت تفكر ؟ هل أرادت إن تعطيه النطباع الخاطئ؟ ماذا يفكر لو بدا يشك في إن الفتاة التي يفترض إن تكون ابنة أخته قد بدأت تشعر نحوه بطريقة ل تمت الى علقة ابنة الخت بالخال بشئ؟
مسحت يديها وابتسمت لهوارد ابتسامة شكر متكلفة 0ولكنها اعترفت أنها لبد إن تكون مجنونة لتدع مثل هذه الفكار تخامرها 0 وبالفعل لم تتذكر أنها شعرت بشكل مماثل سابقا 0لم ترتبط بعلقات عابرة في السابق وتخيلت نفسها ,ربما عن سذاجة أنها متحررة 0لكن كان عليها الن إن تعترف بقلة خبرتها 0حركت كتفيها بنفاد صبر 0 حسنا ,أدركت هذا الضعف فيه وكان عليها إن تتغلب عليه 0لكن هل ستتمكن؟ سمعت صوتا في داخلها يهمس :لماذا لم تشعر بمثل هذا تجاه أي رجل قابلته في عملها, أول في استوديوهات التلفزيون ,ثم في المسرح؟ كان منزل عائلة فليمنغ اقرب الى التقليدي من منزل بوانتي سانت فينسيني 0واخبرها هوارد انه من الممكن رؤية البحر من نوافذ الطبقة العلوية في النهار لكن موقع البيت بعيدا قليل عن البحر ولذا بنوا حوض السباحة في الحديقة 0في هذه المسية كان الحوض مضاء حيث تناولوا طعام العشاء خارجا الى طاولة طويلة بدت جذابة بما عليها من أطباق هيبيسكوس صفر وقرمزية وبدا الحوض كأنه يدعو المرء الى السباحة 0واقترح هوارد على ايف إن تأتي لقضاء نهار معهم خلل إجازتها 0علقت صوفي على ما قاله بلطف لكنها لم تستبعد الفكرة كليا 0لم تكن تعرف تماما ما قد تكون ردود فعل ماريون فليمنغ على مثل تلك الدعوة
ومع أنها تصرفت بود مع جميع الضيوف ,إل أنها شعرت بأنها لم تحبهم ,كانت وجبة العشاء شهية ولم يسبق لصوفي إن تذوقت حساء سمك قبل ,كما أحبت اللحوم المشوية 0انهوا العشاء بتناول بعض الفاكهة والقهوة التي أصبحت صوفي تحبها 0كانت مسرورة لن تجلس باسترخاء في مقعدها بين براندت وهوارد وتستمع الى أحاديثهما 0بينما الرجال يدخنون السيكار الذي وزعه ادريان فليمنغ كان آدج يجلس قبالتها بين جين كيندي وجانين فليمنغ 0ومنعت صوفي عينيها من التجوال في ذلك التجاه وأحست بأن لجانين يدا في ترتيب كيفية جلوس الضيوف الى الطاولة 0ثم سمع الجميع مزيدا من موسيقى الكاليبسو 0سحبت جانين آدج ليراقصها وبعد إن رافق لورنس كينيدي ماريون فليمنغ الى حلقة الرقص 0 استدار هوارد نحو صوفي : ل اعرف كيف ارقص هذه الرقصاتالحديثة لكنني سأفعل ما استطيع 0 نظرت صوفي بشك ناحية براندت ,منتظرة موافقته فأومأ برأسه مشجعا: هيا 0ياعزيزي شجعها وسأتمتع بمراقبتك 0مع كل ما قاله هوارد عن عدم خبرته في الرقص 0فقد بدأ راقصا ممتازا وتمتعت صوفي بمراقصته 0كانت الموسيقى بطيئة ذات إيقاع ,ولم يضمها إليه كثيرا 0ووجدت نفسها تفكر بغرابة الموقف وكأنها كانت فعل ابنة جنيفر 0
في أي حال كان من الممكن إن يكون هذا الرجل أباها لو سارت المور كما تتوقع وشعرت أكيدة انه كان يزمع على قول ذلك قبل عندما سكت عن الكلم فجأة 0وعندما انتهت السطوانة شعرت نشئ من الحسرة 0 تحدثت معه بمرح وهما يسيران نحو الخرين 0 كان آدج يقف الى جانب كرسي والده ويتحدث معه ومع ادريان فليمنغ 0ولحظت صوفي انها لم تكن معتاده على ال تشارك في أي حديث 0لكن الرجال كانوا يتحدثون عن الحادث الذي ثقب اليخت ولم تكن جانين ملمة بالموضوع كثيرا 0بدا هوارد كأنه ربط نفسه بها ذلك المساء وبقى قريبا منها اينما ذهبت ومع انها استلطفته ووجدت في رفقته متعة لكنها تمنت لو يهتم بضيوف والدته الخرين اهتماما اكثر 0 لحظت ان آدج انتبه الى ملزمة هوارد لها ولم تكترث عندما رأت شفتيه تزمان كلما نظر تجاهها 0وضعت اغنيات اخرى على الفونوغراف ودعا لورنس كينيدي صوفي الى مراقصته 0قبلت بعد تردد ورأت ان آدج كان يراقص مضيفته 0بقيت جانين قرب اخيها وبراندت لكن صوفي استطاعت ان تدرك من تعابيرها انها لم تكن مرتاحة الى الوضع القائم 0 قرابة الحادية عشرة والنصف بعد ان رقصت صوفي مرات عدة اخرى احداهما مع براندت واخرى مع ادريان فليمنغ شاد جو ينبئ بنهاية الحفلة 0
فغادرت عائلة كينيدي واصرت على انها ستتصل بالخرين لتنظيم حفلة مماثلة في دارها ,ثم رافق براندت واخته عائلة فليمنغ الى المبنى الرئيسي كي تحضر روزا شالها 0 وتبعهم هوارد وصوفي وسارا امام آدج وجانين بخطوات واستطاعت صوفي ان تسمع همسات الفتاة 0ال انها لسوء الحظ لم تستطع ان تفهم ما كانت تقوله واضطرت الى اجبار نفسها على عدم النصات 0 بعد القاء التحية ذهبت صوفي وروزا وبراندت الى السيارة للعودة الى المنزل 0 وتأخر آدج قليل وبعد لحظة جاء وجلس خلف المقود ولم تستطع صوفي ال ان تتساءل اذا كانت جانين هي السبب في التعبير المتجهم الذي ارتسم على محياه! لم تر صوفي آدج ثانية خلل يومين 0علمت انه غادر في الصباح التالي للحفلة الى بياركو وهو المطار الدولي في بورت اوف سباين ليذهب بالطائرة الى توباغو 0 واخبرها بيرز ان لديهم مصالح في سكاربورو عاصمة الجزيرة الصغيرة ,وبما ان جو تقاعد تقريبا عن العمل فقد قام آدج بتلك المهام بنفسه 0 همست صوفي بدلل ,بالكاد مدركة انها تحدثت بصوت مسموع: يبدو انها رحلة ممتعة 0نظر اليه بيرز مندهشا وسألها :
هل كنت ترغبين الذهاب انت ايضا ؟ كانفي امكانك ذلك على ما اظن لكنني افترض ان والدي لم يعتقد انك تولين المر اهمية 0 وهزت صوفي رأسها بسرعة وهتفت: اوه 000كنت فقط اتمتم لنفسي ,علمابأنني سعيدة تماما هنا ,شكرا لك 0 ابتسم بيرز وتمدد قائل : اجل ان الحياة هنا لذيذة ,اليس كذلك ؟ لاحب العمل ذاك وافضل البقاء في القوارب 0اخبريني ! هل تودين البحار على قارب شراعي؟ ل اعلم 000اعني ل ادري ما علي فعله 0 يمكنني ان اعلمك 0ان المر سهل فعل مادام في امكانك ان تسبحي 00 تقصد في حال انقلب القارب بنا !ابتسم بيرز بحذق وقال: في الواقع على المرء ان يكون حاضرا لكلاحتمال 0 نظرت صوفي الى بشرتها ولحظت كم تبدو جذابة بلونها الذي يتحول تدريجيا الى الذهبي وهمست : اوه 00ل ادري 000 لماذا ال تثقين بي ؟رفع بيرز حاجبيه وبدا للحظة شديد الشبه بوالده 0 نظرت صوفي بعيدا وقالت: طبعا اثق بك 0المر هو 000حسنا ,ماسيقول براندت؟ اسأليه 0اجابت صوفي بتردد:
هل افعل؟ انا اسأله اذا كنت ترغبين 0ل 0ل 0انا سأفعل 0ونهضت صوفي ونظرت نحوه من دون ان تعير صغر المايوه الذي ارتدته أي اهتمام 0 هل احتاج الى شئ ؟ حذاء من المطاط 0اذا كان لديك 0اسرعي 0سوف يطيب لك المر 0 لم يبد براندت أي اعتراضات على خططهما عدا تنبيه صوفي ان تكون حريصة 0 ل اريد ان يصيبك مكروه وانا بالكاد عثرتعليك 0 قال لها بحرارة وشعرت صوفي بالذنب 0 كان عليها ان تقنع نفسها انه لول مجيئها لما وجد احدا يغدق عليه حنانه وانها بالتالي ل تؤذيه ,لكنها كرهت ان تخدعه هكذا 0 ورأت المر يزداد سوءا 0 اخذها بيرز في القارب 0ومع انه كان صغير الحجم نسبيا فقد كان يتحرك بسرعة مخيفة وهو يمخر المياه 0تضايقت صوفي في البداية 0لكن ما ان استقرت في المركب حتى بدأت تستمتع بالنزهة 0فالقارب الشراعي كان مثيرا اكثر من القوارب ذوات المحرك 0كما كان تفسير بيرز لما يفعله مثيرا ايضا 0 اذا ابقيت المركب في وضع مستقيم يسيرباقصى سرعته والريح هي التي تقوم بالعمل طبعا 0لهذا ابقي الحبل الرئيسي في يدي كي اغير من وضع الشراع في مواجهته للريح 0فاذا ما واجهتنا ريح قوية
مفاجئة وكان الشراع معرضا لها الى درجة كبيرة يمكن عندها ان تنقلب ,ولذا على البحار توجيه المركب وادارة الشراع 0 هذا رائع 0ونظرت صوفي الى الشراع العالي فوقهما والى زرقة السماء الصافية 0 هل سأستطيع تسيير القارب لحقا؟ابتسم بيرزبهزء: ليس اذا استمريت في النحناء نحو الحافةكما تفعلين الن 0عليك ان تشدي بعكس ضغط الريح 0ل ان تضيفي وزنك في اتجاه ضغطها 0 ضحكت صوفي وغيرت موضعها 0 اني مسرورة لنك دعوتني الى المجئ 0 وانا ايضا 0نظر بيرز اليها وبدا مسرورا 0 يبدو اننا ننسجم معا اليس كذلك؟اومأت صوفي برأسها موافقة 0كان ذلك صحيحا 0فعندما تكون مع بيرز تنسى فداحة موقفها وتتصرف بصورة طبيعية 0ربما كانت مبالغة لكنها شعرت بأنها كانت انسجمت مع بيرز في أي حال ومن دون صلة القرابة المفترضة بينهما 0 في صباح اليوم التالي دخل براندت الى غرفة الصباح بينما كانت صوفي تنتهي من تناول الفطار ليبلغها ان هوارد يريد التحدث اليها بالهاتف 0 نظرت صوفي نحوه وفاجأته وهو متجهم الوجه 0 -لماذا ؟
سألته دونما تفكير فهي لم تجد سببا يدعو هوارد فليمنغ الى التحدث اليها 0 هز براندت كتفيه واجابها بثقل 0 اعتقد انه سيدعوك الى قضاء نهار فيكومالي 0 قالت صوفي ومسحت فمها بالمنديل : اوه 0سألها باشراق: ال تريدين الذهاب ؟ ليس بشكل خاص 000انا بالكاد اعرفهم 0 اذن ل تذهبي 0ثم اضاف : اعلم ان هوارد يشعر بانجذاب نحوك ,حسنا000لنك ابنة جنيفر 0لكن ل يعقل ان يتوقعك ان تنجزي ما تركته امك !0 اتسعت عينا صوفي : اتعتقد انه يشعر هكذا 0 اللعنة 0انا اعلم انه كذلك!0وتحرك براندت بنفاد صبر : بالتأكيد حتى أنت لحظت كيف حام حولك طوال تلك المسية! تنهدت صوفي: من الفضل ان اقول انني لست ذاهبةاليهم 0 نعم اعتقد من الفضل ان تفعلي ذلك 0اومأت صوفي برأسها ونهضت واقفة 0آخر ما ارادته الن هو ان يخلق هوارد فليمنغ تعقيدات عاطفية لها 0خاب امل هوارد عندما رفضت دعوته 0فقال مقترحا:
اذا لم ترغبي قضاء نهار هنا فما رأيكبدعوة الى العشاء هذه الليلة؟ ترددت صوفي واخيرا قالت : آدج ليس هنا ,كما تعلم واعتقد ان جدييفضل لو بقيت هنا الليلة 0 سمعت هوارد يتنهد بعمق ويقول بأصرار: غدا اذن؟صمتت لفترة فقال لها هوارد: يعود آدج غدا ,اليس كذلك؟ وسوف يبحثمع براندت في شؤؤن العمل ,في هذا الوقت تتناولين العشاء معي 0 فكرت صوفي في المر 0كان هناك بعض الحقيقة في قوله في أي حال ,ابلغها بيرز انها كانت رحلة عمل 0 حسنا غدا مساء 0أي ساعة؟ سأمر لخذك قرابة الساعة السابعة 0ايناسبك ذلك؟ حسنا 0قالت صوفي وبدأت تندم على موافقتها للخروج معه 0 الى اللقاء اذن 0 الى الغد يا ايف 0ما ان وضعت سماعة الهاتف مكانها حتى شعرت بانها لم تعد وحيدة في الغرفة 0كان براندت قد خرج من غرفته ووقف يراقبها 0 اذن سوف تخرجين معه غدا مساء 0علق بتجهم مبينا لها انه سمع نهاية حديثها مع هوارد 0وتنهدت قائلة: لم يكن في وسعي ان افعل شيئا 0سوىان اطلب اليه ان يدعني وشأني ؟
هز براندت رأسه 0 الى اين سيأخذك ؟ لست ادري 0لم افكر بسؤاله 0فقط الىالعشاء على ما اعتقد 0 ووضع براندت يديه في جيبي سرواله واقترب منها : حسنا تعلمين يا ايف 0لقد مضى علىوجودك هنا قرابة اسبوع وحتى الن لم نتحدث فعل 0 اوه ,بل فعلنا! واقول بأنني احب اقامتيهنا ,والجميع لطفاء معي 0 من السهل على المرء ان يكون لطيفا معشخص مثلك يا ايف 0ويجب ان تعلمي 000حسنا 000قال براندت بصوت اجش واضاف : ل اريدك ان تفكري في العودة الى انكلترا 0فغرت صوفي فاها وهمست بعدم ارتياح: ولكن 000ولكنك تعلم انه يجب علي ان اعود0 لماذا؟ لماذا يجب عليك؟ لدي 00عملي 00 اعلم ذلك 0انا مستعد لن اقبل ما يعنيهعملك لك 0لكن اذا اردت مني ان اساعدك فليس كثيرا على ان اتوقع منك البقاء بعض الوقت هنا 0 حدقت صوفي فيه من دون ان تفهم قصده وقالت بصوت شبه هامس: ل افهم 0وفكرت بشكل حدسي مفاجئ اذا كان ثمة امر أخفته عنها ايف قصدا 0
طبعا تفهمين 0لحسن الحظ كان براندت مستغرقا بشرح وجهة نظره الى درجة لم ينتبه معها كفاية الى صدمتها 0 ل انوي الخوض في حسنات الوضع ومضارهالن 0هناك متسع من الوقت لذلك ,لكن 00اتمنى ان تفكري جديا في البقاء هنا 0هل فترة سنه مدة طويلة؟ سنه؟كان ارتباك صوفي واضحا هذه المرة 0 واحنى براندت كتفيه من خيبة امله 0وقال بصوت مثقل: - 0ل تريدين ذلك 0ول استطيع ان اجبرك 0 لكنني اتمنى ان تحاولي رؤية المر من وجهة نظري 0 ولكنني افعل 0وضغطت كفا على كف وتابعت: انا 000انا افهم تماما ,لكن لدي ارتباطات 0ول استطيع ان اتخلى عن كل شئ لفترة سنه! زفر براندت بصوت مسموع: ل 0ل 0كان علي ال اطلب ذلك 0راقبته صوفي بضعف 0لكن ماذا تستطيع ان تفعل 0كانت غير قادرة على تلبية رغبته حتى ولو ارادت 0اقترحت ايف عليها البقاء اسبوعين او ثلثة اسابيع 0لكن ليس سنة! اضافة الى انه كان عليها التفكير في عملها 0فالشركة لن تبقيها في عملها بعد غياب سنة 0في أي حال 0لو انها كانت فعل ايف هوليستر ,وبراندت كان حقا جدها ,لكانت
على يقين ان ل شئ يمنعها من البقاء وتحقيق رغبته 0فحياتها في انكلترا اصبحت الن غامضة والحياة الحقيقية هي في ترينداد وخاصة في بوانتي سانت فينسيني 000 -5الماضي يؤذي الجميع!
عاد آدج متأخرا بعد ظهر اليوم التالي ,ودخل غرفة براندت وأغلق الباب خلفه 0لم تتوقع صوفي ان تراه قبل ذهابها مع هوارد 0لكن عندما نزلت الساعة السابعة ال ربعا وجدته في الردهة مسترخيا 0كان ليزال يرتدي ثياب السفر وبدا تعبيره مكفهرا عندما استدار ووجدها تتردد عند المدخل 0 تقدمت صوفي بحذر في الغرفة ,وشعرت بأحراج وهي تحاول ان تبدو عادية في حديثها: هل كانت رحلتك جيدة؟تمهل آدج قبل ان يجيبها بأقتضاب : ناجحة 0 اوه 00حسنا ,اعتقد أنك متعب 0ل 000هل يجب ان اكون 0؟تعمد ان يكون معاندا 0استدارت صوفي بعيدا 0لم يكن في وسعها الدفاع عن نفسها عندما يجابهها بهذا الشكل 0 فهمت انك ستتناولين العشاء مع هوارد 0جعلتها كلماته تستدير نحوه ثانية 0
نعم لبد انه سيصل في أي لحظة 0 أذا أردت نصيحتي 0ل تقتربي من هوارد 0علق آدج بوضوح 0وشعرت صوفي بموجة من العصبية تذوب أمام فورة من الغضب التام 0 ل أذكر أنني طلبت نصحك؟ ل 0ولكنني أقدمه في أي حال 0 لماذا ؟ لماذا ل أخرج معه؟ أول شيء ,عمره أكبر من ان يلئم عمرك 0ثم أنه يعاني من وهم أنك جنيفر بعثت حية 0 أخذت صوفي نفسا مرتجفا: نحن مجرد أصدقاء 0 حقا!0تناول آدج سيكارا من علبة على الطاولة ووضعه بين أسنانه 0 حسنا ل تقولي انني لم أحذرك!تنهدت صوفي وراقبته وهو يشعل السيكار ويمجه بعمق ثم هتفت: اتمنى لو انك تتوقف عن التحدث بهذهالطريقة فأنت 000أنت خالي في النهاية 0 أذن كيف تودين أن أكون؟احنت صوفي رأسها: فقط ل 000ل تستدرجني دائما 0 اوه فهمت 0ل تستطيعين مجاراتي ,هذا مافي المر؟ نظرت اليه 0كانت عيناه قاسيتين وفمه ينم عن تهكم وقالت باندفاع: الحمد لله ان بيرز ل يشبهك 0 أل يشبهني ؟ أليس مثلي ؟ هل أنت متأكدةمن ذلك؟
طبعا 0أنا متأكدة 0أنني استمتع برفقته 0 ول تستمتعين برفقتي ؟ل تتهمني بشيء لم أقله 0 اعتقدت أن الستنتاج هذا حتمي 0 تظن أنك حاذق اليس كذلك ؟ ليس بصورة خاصة 0كانت ملحظة معقولة0 اوه !0استدارت بانزعاج ,فببساطة لم يكن في امكانها ان تربح مناقشة ضد مقاومته التي ل تتزحزح 0 أعتقد أنك تحب 000ايذائي 0اتكأ آدج على الرف: ل أشاطرك الرأي 0 بل انك تفعل ,وارتجف فم صوفي ,لماذا لتتحدث الي من دون ان تكون متهكما طوال الوقت؟ هل هذا ما افعل ؟ انت تعلم ذلك!هز آدج كتفيه العريضتين بكسل 0ولحظت عضلته القوية تحت قميصه القطني الرقيق 0 اذا امتنعت عن ان اكون ,ولستعملتعبيرك ,متهكما ,معك ,هل ستبتعدين عن هوارد؟ ارتفع حاجبا صوفي دهشة: تعني 000تعني أن أرفض الخروج معه؟ ليس الليلة ,فالمر مقضي 0أعني 000لتقبلي أي دعوات في المستقبل 0 بدت الحيرة على صوفي وسألته:
ولكن لماذا؟ضاقت عينا آدج: انه طلب مباشر 0اجيبي 0 ولكن ماذا في استطاعتي ان اقول ؟سيبدو المر 000وقحا جدا 0 أخبريه أنك تزمعين القيام بأمور أخرى 0أخبريه انك تخرجين معي 0 معك؟ اندهشت صوفي ,ولكنه سيعلم أنالمر غير صحيح 0 سأجعله صحيحا 0 ولكن لماذا تفعل ذلك؟ هوارد صديقي 0ول أريده أن يتأذى مرةأخرى 0اذا كان في مقدوري منع ذلك 0 ترددت صوفي: ماالذي يجعلك متأكدا أنني سوف أؤذيه؟ ستعودين الى انكلترا ,اليس كذلك؟ عندماتنتهي هذه اللعبة! ماذا تعني بهذه اللعبة؟وخفق قلبها بشدة 0 مجرد اصطلح ,هذا كل ما في المر 0فيأي حال ,المر فعل لعبة أليس كذلك؟ أعني 000الوضع بمجمله 0 لم تعرف صوفي بما تجيب 0لكن لحسن حظها سمعا محرك سيارة تقترب من الباحة في الخارج 0 وقال آدج بجفاف : يبدو انه حضر 0ل تزعجي نفسك 0سيدخلهأحد الخدم 0 هزت صوفي رأسها وقالت باضطراب: -اتمنى لو أنني غير ذاهبة 0
هز كتفيه واعتدل في وقفته: لماذا؟ ستمضين وقتا طيبا في الغالب 0 بعد هذا الذي قلته؟ نعم 0ضعي هذا الحديث جانبا 0 كما لو اني استطيع 0 حسنا 000تذكريه اذن 0فقط ل تخططي أيشئ ليوم غد ,لنني سآخذك الى جنيفيرا 0 جنيفيرا؟ أين هذا المكان؟ انه خليج صغير ,على مسافة من هنا ,وليمكن الوصول اليه ال عن طريق البحر 0 والشاطئ هادئ والمياة ضحلة 0فكرت أنك قد تودين تجربة الغطس 0 الغطس؟ شعرت صوفي بأثارة خفيفة ,يبدو المر مثيرا 0 انه كذلك 0كان ذلك صوت بيرز ,واستدارت صوفي نحو الباب لترى انه دخل الغرفة للتو 0 هل كان والدي يخبرك عن نزهة الغدالمقترحة؟ انت تعلم؟ طبعا 0 اوه ,فهمت 0فجأة فقدت النزهة المقترحةشيئا من جاذبيتها 0هل ستأتي انت ايضا؟ اجابها بمرح: حاولي ان تمنعيني 0ل استطيع النتظارلجعلك تشاهدين ما يوجد تحت الماء 0 هزت صوفي رأسها وابتسمت ابتسامة طفيفة وشعرت بعيني آدج تحدقان فيها 0 لم يكن لحديثهما علقة بقراره ان يأخذها في نزهة 0ول شك أن والده هو الذي اقترح
المر 0فهو أيضا اراد ان يبقيها بعيدة عن هوارد 0 جاءت احدى الخادمات الى باب الردهة وقالت: السيد فليمنغ هنا يا سيد آدج جاء من اجلالنسة ايف 0 اطلبي منه ان يدخل يا راكيل 0أمرها آدج بهدؤ وهو يطفئ سيكاره في منفضة عاجية: هل تتناولين شرابا قبل ان تخرجي يا ايف؟لم يتسع الوقت لصوفي كي تجيبه ,فقد دخل هوارد فليمنغ الغرفة 0وبدا أنيقا وجذابا وهو يرتدي بدلة بنية غامقة وغاير منظره المتآنق ,مظر آدج المتعب من جراء السفر لكن مع ذلك ,فلو انها كانت صادقة مع نفسها لعترفت بانها تفضل البقاء في المنزل تلك المسية ,على قضاء أمسية وجها لوجه مع رجل توقع يوما أن يتزوج جنيفر 00 وعلى غير توقعها ,تمتعت صوفي بالمسية 0أخذها هوارد الى ناد ليلي في بورت اوف سباين ,وبعد عشاء شهي تفرجا على الراقصين واستمعا الى المزيد من الموسيقى التي كانت الفرق تتمرن عليها أستعدادا للكرنفال المقبل 0 كان الجو مفعما بالثارة الطليقة التي لم تترك احدا من دون ان تؤثر فيه 0ووجدت صوفي نفسها تتمايل مع الموسيقى وتتمنى ان ترقص على انغامها 0وحسدت
النساء اللواتي كن يرقصن ويتمايلن مع اللحان بانسجام تام وتساءلت عما يمكن ان يفكر به هوارد لو أنها تخلت عن انضباطها وحذت حذوهن 0شعرت بأنه لن يوافق ,فمع انه بدا رجل طربا ودودا شعرت فيه بشئ من النقباض يقضي على أي اندفاع في التصرف 0كان شعورها هذا حدسيا وتساءلت اذا كان لهذا الشئ علقة في طربقة تصرف جنيفر في السابق 0 ثم عادا الى المنزل وهما يتنسمان هواء الليل العليل ,وأشار هوارد الى النوار المتللئة التي ظهرت في البعد 0كانا قد تحدثا كثيرا ذلك المساء ,أحاديث بسيطة عن الموسيقى والفلم ,وكتب تمتعا بها 0 ولكنهما ظل صامتين في طريق العودة وتساءلت صوفي عما كان يدور في ذهن هوارد 0 كانت هي مشغولة بمشاريع الغد ,ولم تستطع أن تنكر شعور الثارة الذي اكتنفها لدى التفكير بها 0ورفضت ان تفكر بما قاله آدج وادركت انه لو شك في هويتها لكشف المر 0 عندما اوقف هوارد السيارة في باحة المنزل أطفأ المحرك والتفت نحوها قائل: لقد استمتعت كثيرا بهذه المسية يا ايف 0أرجوك قولي انك ستأتين الى كومالي غدا! اتكأت صوفي جانبا بقدر ما تستطيع وهزت رأسها معتذرة ,وقالت له: -أخاف ال استطيع 0
وكانت مسرورة لنها لم تضطر الى الكذب وأردفت: خالي 00خالي وبيرز سيأخذاني الى البحارغدا 0 آدج؟قطب هوارد حاجبيه مندهشا : فهمت انه سيقضي النهار مع جانين 0 جانين! بالتأكيد 0طبعا لحظت كيف هي الموربينهما 0 حبست صوفي انفاسها وسألته برقة: كل 0كيف هي؟تنهد هوارد ,ومرر أصابعه حول مقود السيارة: حسنا 0اعتقد بأنهما سيقترنان يوما ما 0ليس هناك من داع للعجلة 0فهما يعرفان بعضهما منذ مدة طويلة 0 وتمنت صوفي ال تظهر صدمتها : انا 000لم اعلم 0هز هوارد كتفيه: المر معروف هنا 0وأعتقد ان احدا لم يجدمن الضروري ابلغك المر 0ولكن منذ وفاة جيري 000 جيري ؟ جيرالدين ,زوجة آدج 0 اوه فهمت 0أخشى ان معرفتي للعائلةمحدودة 0 ل بد انها كذلك 0اومأ هوارد برأسه وتابع:
وبالطبع ل احد يتحدث عنها هذه اليام 0فقد مضت عشر سنوات على وفاتها 0 فتحت صوفي فمها لتسال مزيدا من السئلة عن جيرالدين المجهولة ولكنها اغلقته ثانية 0 لم يكن المر يعنيها خاصة عندما فكرت ان ل مكان فعليا لها في هذه العائلة 0ولكنها لم تتمكن من تناسي المر كليا فقالت تحثه على الحديث : قلت 00منذ ان توفت جيري 0 ماذا؟ ق ّطب هوارد ,اوه نعم ,منذ توفت جيري ,لزمته جانين كخياله 0وكانت بعمرك طبعا ,اكثر بقليل من فتاة صغيرة عندما ترمل آدج ,ولكنها احبته دائما واعتقد ان آدج يفهمها 0 شعرت صوفي بشئ من الغثيان 0فالشراب الذي تناوله لم يناسبها كثيرا 0 حسنا ,علي ان اذهب 0 الن تغيري رأيك بالنسبة الى يوم غد؟ل أستطيع 0قالت صوفي وهزت رأسها بالنفي 0 حسنا 0سأتصل بك ,بعد بضعة أيام 0ربمانستطيع تحديد موعد مناسب لنا 0 تخاذلت صوفي ولم تجبه وفتشت عن مقبض الباب وفجأة فتح وخرجت لتجد ان هوارد استدار حول السيارة وفتح الباب لها 0 عمت مساء 0وانطلقت نحو البيت 0 تصبحين على خير يا ايف 0ما ان دخلت المنزل حتى جاء براندت لملقاتها قائل:
اهل ,هل تمتعت بهذه المسية؟ كثيرا ,شكرا لك 0كان صوت صوفي ضعيفا ونظر براندت اليها بحدة 0 مالخطب؟ تبدين شاحبة 0واسودت عيناه,هوارد لم 00 هوارد لم يفعل شئا 0فقط أشعر بانزعاجقليل ,هذا كل شئ 0المأكولت غنية بالتوابل على ما اعتقد 0 هاه 0بدا براندت غير مصدق 0 حسنا ادخلي الردهة وتناولي بعض الشرابقبل الذهاب الى غرفتك 0 كادت صوفي ان ترفض لكن صورة غرفتها الهادئة جعلتها تغير رأيها 0 فهي لم ترد ان تراجع نفسها كثيرا في تلك اللحظة 0وسبقت براندت الى الغرفة الجميلة وارتاحت عندما وجدتها خالية 0 وجلست في احد المقاعد الوثيرة وعندما سألها براندت عما تود ان تشرب 0 بعض عصير البرتقال من فضلك 0 هل هذا ما تريدين ان تشربيه وانتتشعرين ببعض النزعاج؟ حسنا ,ل اعتقد انه يكفي ,أين الخرون؟ روزا وبيرز اخلدا الى النوم 0وآدج لم يعدبعد 0 وتمنت صوفي ال تبدو فضولية: آدج خرج؟ -نعم 0ذهب لزيارة عائلة فليمنغ 0
بلعت صوفي ريقها بصعوبة وتناولت كأسها من براندت ونظرت اليها بتركيز 0 أخبرني ,هوارد 000أن آدج وجانين 000 اوه ,هكذا؟ في الواقع يجب ال تهتميكثيرا لما يقوله هوارد 0 سألته صوفي بدهشة: لماذا؟ تحاول عائلة فليمنغ الرتباط بعائلتنا منذسنوات ,حتى قبل والدتك ,ل اتوقع ان يقترن آدج بجانين 0 ولكن لماذا؟ ال يحبها ,هل هذا ما تريد انتقوله؟ ل دخل للحب في الموضوع 0ياعزيزتيايف 0انك بسيطة جدا في بعض الحيان ! خلفا لنطباعي عن النساء الصحفيات تعلمت شيئا ما عن اولدي وهو انهم ل يحبون ان يجبرهم احد على القيام بعمل ما 0 واذا ما قرر آدج ان يتزوج مرة اخرى , وبصراحة ل ارى أي احتمال ان يحصل المر , فسوف يفتش عن امرأة بنفسه 0وجانين ملحة كثيرا 0وقد ذهبت معه الى توباغو 0 شدت صوفي قبضتها على الكأس 0 ولكن قلت للتو 00 حسنا ,ربما اسأت التعبير 0ذهبت الىتوباغو على متن الطائرة ذاتها ونزلت الفندق ذاته 0 تعني من دون دعوة؟ابتسم براندت: ان جانين مصرة جدا 0 -اعلم ولكن 00
ولكن انت ل تفعلين امرا مماثل؟قال هذا منهيا حديثه 0اجابته صوفي بأصرار: في الواقع كل 0 ربما لم تصادفي بعد الرجل الذي سيقلبعالمك رأسا على عقب 0انا متأكد تماما من ان والدتك كانت ستقوم بعمل فظيع لو اني منعتها من الذهاب مع والدك 0 كانت هذه هي المرة الولى منذ وصولها التي يتحدث فيها عن هروب والدة ايف وتساءلت صوفي عما اذا كان وجودها هنا الن يساعده في النظر الى المسألة بمرارة اقل 0فاذا كان المر كذلك تكون قد حققت شيئا ما على القل 0لكن ما قاله براندت قضى على هذا العتقاد 0 انت ل تذكرينني بوالديك 0فأبوك كانانتهازيا 0 أحنت صوفي رأسها وتجاسرت ان تقول: لقد 000أحب والدتي ,كما تعلم 0تنهد براندت : هل فعل؟ لكنه لم يسعدها 0ربما لو انها لمتمت عند ولدتك 0لكانت المور تغيرت 0 واحتقن صوته 0ولكن فات الوان الن 0 علينا ان نحاول نسيان الماضي ونحيا الحاضر على افضل وجه 0 لم تعلق صوفي على ما قاله 0كان واضحا ان حديثه عن ابنته يزعجه وتساءلت لول مرة عما كان يمكن ان يكون رأيه بأيف 0من كانت تشبه في تصميمها على الحصول لكل
ما تريده؟ جنيفر ,اتي هربت من اجل الحب , ام جيمس ,الذي تحدى هذا الرجل المتعجرف ليتزوج المرأة التي اختارها 0 انهت كأس البرتقال ونهضت واقفة 0 حان وقت النوم على ما اعتقد 0اومأ براندت برأسه وكان تعبيرة لطيفا , وهمس وهي تمر أمامه : حاولي ال تسيئ الظن بي 0توقفت صوفي لما شعرت من عذاب في صوته : اوه ارجوك كما قلت ,المر كله منالماضي 0ل يفيد ان يحقد المرء 0 شكرا لك يا عزيزتي 0اذهبي الى النومالن ,سوف تخرجين مع بيرز و آدج غدا, اليس كذلك؟ هذا صحيح ,وضغطت صوفي على ذراعهبلطف وهمست ,تصبح على خير يا براندت 0 وبحركة اندفاعية انحنت الى المام وطبعت قبلة خفيفة على خده 0لكن حتى قبل ان تعتدل في وقفتها شعرت أنهما لم يعودا وحيدين 0رأت آدج يقف على عتبة الباب ينظر اليهما بأمعان ,ونظرة تهكم تغطي ملمحه الشديدة الجاذبية 0 -6اللم تكشف الحقيقة!
تلطمت أمواج خليج جنيفيرا برفق على الرمال المبيضة من أشعة الشمس 0كان
المكان منعزل تماما كما وصفه آدج تحوطه صخور عالية مغطاة بالطحالب التي بدت كأنها أعمده قلعة قديمة 0رسا المركب الشراعي على مسافة من المكان حيث وقفت صوفي وحيدة في تلك اللحظة 0 وفكرت في ما كان يمكنها ان تفعله لو ان آدج وبيرز لم يعودا لسبب ما 0لم تعرف كيف تقود المركب الشراعي ولم يكن مزودا بمحرك 0 استدارت واستلقت على صدرها 0بالتأكيد سوف يعودان 0كان بيرز سيعلمها كيف تستخدم النبوب الهوائي 0لكنه ذهب مع آدج للغطس ناحية المياه قبل ان تقوم بذلك 0وشكت صوفي في المر 0في أي حال مضى على وجودها هنا اكثر من اسبوع , وعاجل ام آجل كان عليها ان تبدأ في التفكير في العودة الى انكلترا 0تجنبت ذكر المر لبراندت لسباب واضحة 0لكنها اعترفت لنفسها بصدق ان فكرة المغادرة أصابتها بانقباض 0لم ترغب في العودة فعدا عن جمال البيئة ,أصبحت مولعة ببراندت وبيرز لكنها لم تتحمل التفكير بمشاعرها تجاه آدج 0 اعتدلت جالسة وركعت على ركبتيها وراحت تراقب حركات سرطان يشق طريق بارتباك
الى الشاطئ 0بدأت ترى ان هذه المهزلة التي دفعتها ايف الى القيام قد يكون لها ردود فعل من شأنها ان تقضي على أي امل يراودها بالسعادة 0ونهضت واقفة محاولة بأن تدفع تلك الفكار بعيدا عنها 0كان دفء الشمس مثل البلسم لروحها المضطربة وبسطت بغنج ولم تلحظ ان احدا يراقبها ال بعد فوات الوان 0كان آدج قد خرج من المياه ووضع قارورة الوكسجين في المركب 0 هوت ذراعاها الى جانبيها وانحنت تنفض الرمال عن منشفتها 0 تحاول فعل اي شئ يجنبها هذا الشعور المجنون الذي انتابها ,وكان يدفعها الى النظر في عينيه والعجاب بجسمه وهو يرتدي مايوه سباحة ازرق 0 تقدم منها بصعوبة وهو ل يزال يضع الخفاقين في قدميه وتمكنت من اخفاء ارتباكها بأن ضحكت وسألته بمرح: تبدو كطائر البطريق 0ونظر الى قدميه بمرح: لدي مثلهما لك ايضا 0وهاك القناع وانبوبالهواء 0هل تظنين انك تستطيعين وضعهما؟
جلست صوفي على الرمال ثانية : سأحاول ,اين بيرز؟ سيعود قريبا 0يعلم اني تركته 0أومأت صوفي وبدأت تضع قدميها في الخفاقين 0كان المر سهل ,لكن عندما حاولت النهوض كان المر أصعب مما ظنت 0 جهدت في ال تدوس خفاقا بأخر وهي تحاول الوقوف وبعد أن راقبها آدج لفترة 0 انحنى ومد يده اليها 0أخذتها صوفي وسحبها بقوة ,ثم تركها فورا 0ناولها قناعه قائل : والن ! ضعي هذا على انفك ,هكذا 0وساعدها في ذلك 0 هاك انبوب الهواء 0اترين هذه القطعةتضعينها على فمك والنبوب على قناع الوجه 000انتهينا 0 اومأت صوفي برأسها 0وجربت وضع القطعة المطاط في فمها 0أخرجتها ثانية وكشرت: انها كبيرة جدا 0اليس كذلك؟ ليس كثيرا ,لكنك عصبية قليل ,هذا كل مافي المر 0 كان آدج صبورا اكثر مما توقعت صوفي 0 والن ,حاولي مرة اخرى 0أترين هذهالكرة عند طرف أنبوب الهواء؟
مادمت تتنفسين بصورة طبيعية فانها تبقى في مكانها 0لكن اذا هلعت تقطع عنك الهواء وعليك أن تعومي بسرعة افهمت؟ كيف اعلم بالمر 0 اوه ستعلمين 0هل نجربها 0؟كانت المياة دافئة جدا قرب الشاطئ لكن صوفي وجدت نفسها ترتجف من الخوف 0 استرخي ليس هناك ما يخيف 0 انا 000اعلم 0تفحصت صوفي فم النبوب قبل أن تضعه في فمها : ولكن ماذا ستفعل انت؟ ظننت أنك ستأتيمعي لكن ل معدات معك؟ انني قادم معك ولن احتاج اليها 0اكد آدج المر لها ومرر يده عبر شعره تحت صفحة المياه 0ابقي وجهك ناحية أسفل وتنفسي بصورة طبيعية 0 فعلت صوفي كما قال لها 0لم يكن المر سيئا في البداية 0ركزت على تنفيذ تعليمات آدج كما أخذتها ألوان البحر الرائعة والحياة البحرية في العمق 0 سبحت سمكات صغيرة بالقرب منها واندفعت عبر صخور مرجانية عكست ألوان الشمس المتعددة 0شعرت بآدج يسبح قربها وكانت مطمئنة 0
ولكنه تقدمها قليل وعندما ادركت صوفي انه وحيدة حركت قدميها بسرعة أكبر كي تلحق به 0ولسوء حظها اندفعت أكثر نحو القاع ,وانسد انبوب الهواء وامتل فمها بالمياة المالحة 0وهلعت للحظة وطفت وهي تتخبط في الماء وتسعل محاولة ان تلتقط انفاسها 0 وبدا وكأنما آدج أصبح قربها فورا ,تحدث اليها يطمئنها ونزع القناع وأنبوب الهواء عن وجهها وسألها عندما بدأ تنفسها ينتظم: اترين ان تعودي ؟لكن صوفي هزت رأسها نفيا : أنا على مايرام الن 0همست بعدم ثبات واستدارت ونظرت اليه تسأله: هل 00هل تساعدني في وضع القناع ثانية؟لست متأكدة تماما كيف أضعه 0 اومأ آدج برأسه موافقا واقترب منها وقال بأقتضاب: ضعي يديك على كتفي 0ل أستطيع تثبيتهعليك اذا استمريت في البتعاد 0 وضعت صوفي يديها على كتفيه ووضع القناع بسرعة في مكانه وناولها فم النبوب وابتسمت صوفي قائلة: -شكرا لك ,آسفة لني كنت بلهاء 0
رد عليها آدج بشئ من الحدة : لم تكوني بلهاء :تنقصك الخبرة ’هذا كلشئ 0 رفعت صوفي كتفيها ووضعت رأس النبوب في فمها وتنفست بعمق وبدأت تسبح مجددا 0بقي آدج قريبا منه هذه المرة 0لكن بعد مرور ربع ساعة أشار عليها بالعودة 0ارادت صوفي ان تحتج ال انها لم تجسر 0وسبحت وراءه طائعة الى ان وصل الشاطئ وسارا خارج المياه 0كان بيرز قد عاد وفتحت صوفي حقيبة الغداء التي حضرتها فيوليت ون الغداء من الدجاج والسلطة لهم 0تك ّ والبطاطا الحلوة والفواكه والمرطبات التي وضعها بيرز في المياه قرب المركب كي تبرد بعد الغداء استرخى بيرز لفترة قصيرة ثم سار نحو المركب ليتسلى ,وبقيت صوفي وحدها برفقة آدج 0 ظنت أنه نائما لكن عندما نهضت لتمد منشفتها فتح عينيه ,ورفع نظارتيه السوداوين على جبينه 0سألته صوفي معتذرة: هل ازعجتك؟ لم أقصد 000هز ادج رأسه بكسل: لم اكن نائما! -اوه حسنا 0
عادت صوفي الى الستلقاء ثانية 0ولمست يد آدج جانبها ل اراديا فابتعدت فاوضح تصرفه هذا: حاولت ابعاد 000فتخضبت خجل وكان رد فعلها مبالغا به فشعرت بالرتباك وقالت: لم 000لم أعلم ما الذي لمسني هذا كلشئء ,لقد فوجئت 0 هل فاجأتك؟ أني آسف 0لكن نبرته التهكمية كانت واضحة ,وعادت صوفي تتأمل المحيط وكتفاها محدودبتان وع ّ ل آدج : نسيت كم انت حساسة فيما يخصني 0أطبقت صوفي قبضتيها وهتفت بغضب من دون ان تنظر اليه: اوه ,ل تطري نفسك! لن افقد الوعيفقط لن آدج سانت فينسيتي وضع يده علي! تمدد آدج بارتياح على الرمال الدافئة وقال معلقا بلطف: ل ادري ما قصدك 0 بل تدري 0ووضعت يدها تحت ذقنها واوضحت قائلة: لبد ان التأثير الذي لك على بعض النساءهو امر ملحظ ,وانا واثقة منذلك 0
من يلحظ ذلك؟ونظرت صوفي اليه ببرود: انت بالطبع 0نزع آدج نظارتيه ونظر اليها متفحصا: بصفتك ابنة اختي ,تشعرين اني مغرور,هل هذا ما في المر؟ ترددت صوفي مدركة تورطها التدريجي في الحديث : قالت وكأنها تخاطب نفسها: اوه 00هل يهم المر 0 نعم اعتقد ذلك 0وضع آدج نظارتيه جانبا وتمعن فيها بعد ان اشاحت بوجهها بعيدا عنه وقال: اريد ان اسمع المزيد عن رأيك الذي كونتهعني 0هل انت متأكدة بأنك موضوعية؟ غرست صوفي أصابعها في الرمال 0 ل موجب لبحث المر أكثر 0 ال تفهمين أنني أريد أن اسمعك ,فانتتحيرينني 0كيف يمكن لشخص في وضعك أن يعلم اذا كانت النساء تجدنني جذابا ام ل 0 تمنت صوفي لو انها لم تقل شيئا عن الموضوع 0 انه امر واضح 0 هكذا ؟ أخبريني المزيد!هزت صوفي كتفيها بيأس:
أنك تعيد الكّرة اليس كذلك ! أقصد ,تتعمدازعاجي 0 ونظرت نحو الشاطئ الى حيث كان بيرز في المركب يعالج شيئا ما في الشرعة 0 من حسن الحظ ان ابنك ل يستطيع انيسمعك 0 مال آدج برأسه الى الجهة الخرى متحديا: لماذا ؟ ماالذي قلته ول يجوز ان يسمعه؟هزت صوفي رأسها ,غير قادرة على التفكير في أية اجابة 0ونظرت اليه 0 ومن هذه المسافة القريبة استطاعت ان ترى النقاط الصفراء في عينيه العسليتين ورموشه الطويلة الكثيفة ,وعضلت فكيه القوية 0كان شعره داكنا في الشمس وزاد سالفاه في سمرته 0فغرت فاها عندما اصبحت نظراته اشد تركيزا واضطرت الى أن تنظر بعيدا وهي تكاد تكون مصدومة من المشاعر التي حركها فيها 0وشعرت بعصبية عندما أحست بأصبعه يلمس بشدة يدها لكنها لم تقل شيئا 0 لقد أصبحت سمراء 0وهذا يلئمك 0بلعت صوفي ريقها بعد ان استعادت هدوءها: مالذي تحاول ان تفعله يا خالي آدج؟ تبينلي خبرتك بالنساء ؟
اسودت عينا آدج غضبا وامسك بذراعيها بقوة: انتبهي 0000يا ايف!ربما تزعجني هذهالمور أقل مما تزعجك! ماذا تقصد؟ اعني انك قد تحصلين على اكثر مما راهنتعليه عندما اتيت الى هنا 0 أنت 000انت ل تستطيع ان تخيفني 0ل استطيع؟ اعتقد اني استطيع ,بل انامتأكد من ذلك 0 اترك ذراعي ! انك تزعجني 0 صحيح؟لمعت عينا آدج بصورة خطرة: ل تقولي لي ما علي عمله! لما ل؟لم تعرف صوفي ما الذي يدفعها ان تخاطبه بمثل تلك الطريقة 0 علمت انها كانت تخاطر لكنها شعرت بالثارة لعلمها انها قادرة على أثارة أعصابه ولو بصورة طفيفة 0نهضت واقفة لكنها تعثرت ووقعت على الرمال 0أمسك بها بعنف وشعرت بالخوف وأصبح تنفسها سريعا وغير منتظم 0تنهدت بعمق وشعرت بقبضته تفلتها 0وقف آدج ونظر اليها بغضب ثم
استدار بعيدا وبدا عليه الحتقار ولم تعلم اذا كان يحتقر نفسه ام يحتقرها هي 0 استلقت صوفي على الرمال مشدوهة بالمشادة التي حصلت لكن بدا واضحا ان آدج مل رفقتها اذ سار بعيدا عنها نحو المركب وجعلها تشعر بالوحدة لم تشعر بمثلها قبل 0 صار لدي صوفي الوقت الكافي خلل اليومين التاليين لتفكر بأحداث ذلك النهار الكارثة 0بعد ان قرر آدج رغما عن والده ان يقود المركب المأجور الذي سيبحر في اليوم التالي في رحلة صيد تستغرق يومين, وكان بيرز متشوقا جدا لمرافقته 0ومع ان رجل اعمال من فنزويل وزوجته استأجرا اليخت قبل اسبوع ,ادركت صوفي ان آدج قرر الذهاب فقط كي يتجنبها 0 أقنعت نفسها بأنه سعيده لذهابه,وبأنها ستتمتع في غيابه لكنها ادركت أنها تخدع نفسها 0فعلى رغم ما حدث بينهما شعرت بنفسها مجذوبة نحوه اكثر فأكثر ,على القل فكريا 0ومرت لحظات في طريق عودتهما من خليج جينيفرا عندما شعرت بأنها تريد ان تذهب اليه وتعتذر عن تصرفاتها وتطلب الغفران 0لكنها بالطبع لم تفعل ,وها هو الن يتركها وحيدة مرة ثانية 0
في غياب بيرز ,امضت صوفي وقتا أقل في السباحة وأخذت تطوف في ارجاء المنزل النيق على غير هدى 0علمت ان عليها مفاتحة براندت في موضوع مغادرتها 0 ومهما يكن من أمر,عليها ابلغه 0فقد كان من الفضل لها مغادرة المكان والبتعاد عن آدج الذي كان يشوش افكارها 0فالحرية التي شعرت بها هنا جعلتها تتوهم امور كثيرة 0وأملت في ان الرجوع الى ساندتشبرش ,وتنظيم أمور عملها , سينسيانها كل هذا الندفاع الساذج الذي شعرت به تجاه رجل ظن انها ابنة اخته 0 في صباح اليوم الذي غادر آدج وبيرز المنزل 0تناولت الفطار مع براندت وهو حدث غير عادي لكن براندت هو الذي رتب المر على ذلك النحو بسبب غياب الخرين 0وشعرت صوفي ان الوضع ملئم جدا ,وببعض التردد ذكرت انها استفسرت عن الطائرة المغادرة الى انكلترا ,لكنها ,لم تكن مستعدة لردود فعل براندت 0فقد دفع كرسيه الى الوراء ووقف امامها بعصبية ويداه تقبضان على جانبيه 0وقال بجفاف: ل يمكن ان تكوني جادة 0طرفت عينا صوفي: -لم ل؟
لما ل ؟ لما ل؟ لنني لن اسمح بذلك ,هذاهو السبب 0 حاولت صوفي ان تبقى هادئة: براندت ,يجب على ان اغادر 0انحنى الى المام ووضع يديه على الطاولة أمامه ونظر اليها نظرة ثاقبة 0 منذ بضعة ايام فقط سألتك ان تفكري فيالبقاء هنا لمدة سنة ,والن تأتين الي بعد أقل من اسبوعين على وجودك هنا لتخبريني بهدؤ انك استفسرت عن الطائرات المغادرة ! كيف تتوقعين ان يكون ردة فعلي على هذا المر ؟ شعرت صوفي بفيض من المحبة ,فقط لو كان بامكانها ان تخبره كم ترغب في البقاء لكنها اجبرت نفسها على قول ما كانت ايف تتوقع منها ان تقوله واحتجت تجاه ذاتها! لكن يا براندت ,خططت للبقاء لمدةاسبوعين او ثلثة اسابيع فقط 0 لكن هذا حدث قبل ان نلتقي 000قبل انيعرف أحدنا الخر ,ظننت وخيل الي ,ربما عن سذاجة انك بدأت تحبين القامة هنا 000انك تحبينني ! حدقت فيه صوفي باستسلم 0ثم هتفت متأثرة:
اوه يابراندت ,انني احبك وانت تعلم ذلك 0لقد كنت لطيفا جدا معي 0سأفتقدك كثيرا 0 اذن ل تذهبي ,المر بهذه البساطة 0 كل ,انه ليس كذلك 0احتارت صوفي كيف تفسر له المر من دون ان تؤذي مشاعره؟ ل استطيع التخلي عن عملي لمدة سنةوبالتالي اتوقع متابعته من دون مواجهة مصاعب جمة 0 نعم ,في الواقع ,هذا ما ينبغي علينا التحدثعنه ,اليس كذلك؟ قطبت صوفي حاجبيها: ل افهم 0 الن يا ايف ,دعينا ل نتظاهر بأننا ل نفهم 0علمت عندما اتيت الى هنا بأنني سأفعل ما في وسعي لبقيك هنا حتى لو تطلب المر تأسيس وكالة صحافة خاصة بك ,فأنا على استعداد للقيام بذلك 000 دهشت صوفي 0وفجأة تذكرت امرا آخر قاله براندت في السابق عن انه مستعد ان يساعدها! ولكن بمثل هذه الطريقة؟ لم يبد ما قاله مهما وقتئذ 0لكن صوفي وجدت نفسها تتساءل عما قالته ايف لها عن ذهابها الى ترينداد؟ ولماذا لم تذكر لها شيئا 0
بالطبع كان الجواب عن ذلك جليا 0فلو ان صوفي أحست ان في المر ما يتعدى قضية السترحام الذي ابدته ايف لها ,لكانت رفضت المجئ,وكانت ايف تدرك ذلك 0ولكن هل يعقل ان تكون رغبة ايف ال تخيب امل جدها دافع مالي؟ كانت الفكرة رخيصة وغير مستساغة ,وتساءلت صوفي عن الورطة التي اوقعت نفسها فيها 0 والمر الوحيد الذي تستطيع ان تفعله الن هو ان تبرق ليف تطلب منها ان تكتب وتخبرها عما كانت تتأمل ربحه من خداعها هذا 0 فجأة ادركت ان براندت كان ل يزال ينتظر اجابتها ,وهزت رأسها بشئ من الدهشة وقالت: ل اتوقع منك ان تفعل شيئا من هذا القبيلانا 00انا ل امانع في البقاء صدقني 0المر هو 000انني يجب ان اعود 0 لكن ليس بعد أسبوعين!ازاحن صوفي خصلة من شعرها خلف اذنيها: حسنا ربما استطيع ان ابقى 000ثلثةاسابيع 0 اربعة! انا ل اقايض معك 0 -ولكنك ستبقين لمدة شهر اليس كذلك؟
ندمت صوفي على موافقتها البقاء طوال النهار 0في أي حال ,كانت فترة الجازة التي حصلت عليها ل تزيد عن ثلثة اسابيع على ابعد تقدير 0وهناك مشكلة التفكير بأيف 0كان عليها الذهاب الى بورت اوف سباين وارسال برقية بطريقة ما من دون ان ينتبه أحد ,ويمكن ليف ان تكتب اليها رسالة من دون ان تخاف فضح أمرها 0لكن من الصعب عليها ارسال برقية موجهة اليها عن طريق شقة ايف في لندن من دون اثارة الكثير من الشكوك 0 عاد آدج وبيرز ذلك المساء بينما صوفي وبراندت وروزا يتناولون طعام العشاء على الشرفة 0واتجها نحوهم ليعلنا عودتهما ولم تستطع صوفي ان تنكر شعور الطمأنينة الذي انتابها عندما علمت انهما عادا الى المنزل سالمين 0بدا آدج جذابا وكسول وهو يرتدي سروال مبلل وسترة مفتوحة حتى الخصر وذقنه غير حليقة 0سألهما براندت وهو ينهض ليرحب بهما : هل كل شئ على ما يرام؟أجاب بيرز بحماس: عظيم ! واصطدنا سمكة باركودا كبيرةالحجم!
استمع آدج الى ابنه يتحدث بحماسة وبدا صبورا في اصغائه 0ولم تكن هذه المرة الولى التي لحظت فيها صوفي الحب العفوي الذي كان بينهما,وشعرت بوخزة حسد 0وقال آدج موافقا بهدؤ: كانت رحلة ناجحة الى حد معقول 0 اصطدنا الكثير من السماك الصغيرةوسمكتين كبيرتين 0وعدا عن وقوع ماريا من المركب سار كل شئ على ما يرام 0 انقبض كفا براندت: من وقع عن ظهر المركب؟ ماريا زوجة دييغو 0اثارتها سمكةالباركودا ! الى حد كادت ان تمسي وجبة للسمكة وليس العكس 0 استمعت صوفي الى حديثه بغيرة 0كان يمكنها ان تعلم بأن هناك امرأة دائما في عالم آدج 0كان براندت مهتما فسأل: وهل هي بخير؟ الم تصب بجروح؟هز بيرز رأسه نفيا: اوه ,كل! غطس والدي في المياه وانتشلها0كانت غلطتها هي 0غضب زوجها جدا, اليس كذلك يا ابي؟ هز آدج كتفيه يعدم اكتراث : ل بأس عليها 0لم تصب بأذى 0فقط تبللتواضطربت 0هذا كل شئ 0ونظر الى
صوفي متعمدا وأكمل ,تميل النساء الى الخوف لسوء الحظ 0 نظرت صوفي الى السرطان الذي جثم في صحنها 0وفقدت شهيتها بسرعة وأنبت نفسها لنها كانت تكترث لي شئ يقوله او يفعله آدج 0لماذا لم تستطع ان تنظر اليه كما نظرت الى براندت او بيرز 0؟ فهي احبت كليهما وهما بالتالي اظهرا لها المودة ذاتها ,اذن لماذا يتميز آدج عن غيره؟ اعترفت انها شعرت بوجوده على نحو لم تكن تعهده منذ لقائهما الول في بورت اوف سباين 0 اراد براندت ان يعرف المزيد عن الرحلة , آدج اعتذر لضطراره الى الستحمام وتبديل ملبسه 0وعاد براندت الى الطاولة وهز رأسه وهو يعود الى تناول طعامه 0 تصوروا ذلك 0وقعت عن ظهر المركببالفعل ! دائما اقول ان النساء على متن المراكب المأجورة هن اخبار سيئة! تظاهرت صوفي بأنها منكبة على التهام طعامها لكنها متشوقة الى معرفة المزيد عن المرأة الفنزويلية وسألته بعفوية مقصوده: اتعرف هؤل الناس؟قطب براندت حاجبيه وأجاب:
آل دييغو ؟ في الواقع ,ل اعرفهم شخصيا 0لكنني اعرف ان رفاييل يعمل في مجال النفط ,مثلنا 0تعامل آدج معه في السابق 0 لماذا ؟ كنت اتساءل فقط هل هم 000اعني 000هلهم اصدقاء له؟ اتعنين اصدقاء آدج ؟ولكنهما ليس من جيله0 لم تستطع صوفي ال ان تتنهد بارتياح: اوه اعتقدت 000تصورت انهما اصغر سنا 0 لن ماريا دييغو وقعت؟ اوه انها لتينيةياعزيزتي تثور بسرعة ,واعتقد انها فقدت توازنها اثناء الصيد 0 اومأت صوفي رأسها: اعتقد ذلك 0عندما عاد آدج وبيرز اكدت فيوليت لهما انها لم نسهما 0تركت صوفي براندت يتحدث اليهما وانضمت الى روزا في الردهة 0 وسرعان ما حضر براندت لكن قبل ان ينتهوا من تناول القهوة سمعو صوت سيارة تقترب من المنزل 0بدا براندت نافذ الصبر واحست صوفي انه اعتقد القادم هوارد فليمنغ ل محالة 0لكن الخادمة جاءت وقالت ان النسة فليمنغ قد جاءت 0
دخلت جانين فليمنغ وبدت سمراء وأخاذة وهي ترتدي ثيابا مرقطة 0وبعد ان حيت براندت وشقيقته ,ابتسمت لصوفي ببرود وقالت: لكن اين آدج؟ اعتقدت انه سيعود هذاالمساء؟ اقترح براندت عليها ان تتناول كأسا من الشراب وقال لها: لقد عادا 0لكنهما تأخرا عن موعد العشاء 0سينضم الينا قريبا 0 اوه فهمت 0نظرت جانين حولها واخيرا قررت ان تجلس قرب صوفي على الريكة الطويلة الوثيرة: وعدته ان احضر حالما يعود 0فكرت صوفي بالخساسة في تصرف جانين اذ لم تضيع أي وقت ,في أي حال ,كان لجانين كل الحق في ان تكون حيث هي 0 جاء ادج بعد دقائق وهبت جانين واقفة ترحب به: اهل ,يا حبيبي هل كانت رحلتك موفقة؟ذهب آدج ليحضر لنفسه شرابا ,رافضا القهوة اتي عرضتها عليه عمته ,ورافقته جانين 0تحدثا معا بصوت هامس في الزاوية ثم استدار آدج وقال انهما قررا الذهاب الى بورت اوف سباين لتمضية السهرة 0
فكرة جيدة 0هتف براندت بحماسة غير منتظرة واضاف: ولم ل تأخذ ايف معك؟ فهي أمضت يومينمملين عندما كنت انت وبيرز بعيدين 0 انا متأكد انها ستستمتع بالخروج هذه الليلة 0 ارتاعت صوفي وبدأت تتكلم: اوه حقا ,اني مسرورة في البقاء هنا 0 هراء ! يمكن لبيرز ان يذهب وهكذا تكونولاربعة 0 بيرز اخلد للنوم 0قال آدج بجفاف واضاف: كان متعبا 0لذا لن يذهب الى أي مكان 0ولكن اذا ارادت 000ايف ان تنضم الينا 000 قالت صوفي بأصرار: ضل ال اذهب 0ثم كل 0كل 0شكرا لك 0اف ّانني احس بصداع 0 بدأ الرتياح ظاهرا على جانين 0لكن آدج لم يقتنع بحجتها البسيطة 0 وزفر براندت بنفاد صبر: هواء الليل سيريحك من اللم! كل 0هزت صوفي رأسها نفيا ,شكرا لكمافي أي حال 0 وتنفست جانين بسهولة اكثر: -حسنا سوي المر اذن 0هل نذهب؟
سألت آدج وبدا عليها انها متشوقة لبعاد آدج قبل ان يقترح والده امرا آخرا 0 أوما ادج برأسه وقال وهو يشرب: لما ل 0؟ثم نظر اليها وشعرت صوفي بألم حاد كالسكين في معدتها 0 نامت باكرا تلك المسية ,قرابة العاشرة , لكنها لم تستطع ان تغفو 0 واستمرت تفكر بآدج وجانين وهما يمضيان المسية في مكان ما متعانقين 0 وهذا الفكر سرق النوم من عينيها 0وأخذت تدرك ان موافقتها على البقاء اسبوعين آخرين ستجعل المور أشدّ قساوة 0فلم يعد ينفعها نكران المر 0فقد ادركت انها تحب آدج ولم يكن في وسعها ان تفعل شيئا حيال هذا المر 0
-7عواطف خائفة
كانت صوفي ل تزال مستيقظة قرابة منتصف الليل ,انسلت من السرير وارتدت معطفا حريريا قمحي اللون ناسب قميص
نومها 0وسارت نحو الباب وخرجت الى الشرفة 0 كان هواء الليل باردا ومفعما برائحة طيبة, وسمعت صوت تلطم المواج على الصخور فشعرت بحنين مفاجئ لن تكون قرب الشاطئ لتشعر برذاذ المياه المالحة على وجهها 0واستدارت وعادت الى الغرفة ولبست صندال خفيفا وفتحت باب غرفتها 0 كان البيت ساكنا ,ولم يعكر صفوه سوى دقات الساعة 0ولم يكن آدج قد عاد بعد , لكنها لم تهتم للمر 0لم تتوقعه ان يعود قبل الفجر 0وهبطت الدرجات الحجرية نحو الباحة 0بدت الحديقة غريبة وغير مألوفة في ضوء القمر ,وتحولت الوان الزهور الى لون فضي 0وتذكرت قصيدة للشاعر والتر دولمار كانت القصيدة عن ضوء القمر ايضا ,وقد دعاها فضة 0 وعادت اليها كلمات القصيدة وهي تهبط الدرجات الى الرصيف: في الليل 000يسبح القمر صامتا بطيئا بريقه الفضي هالة تغمر الفضاء يلبس اغصان الشجر فضة يتلفت ول يرى سوى
الثمار ولزهار الفضية ناسبت الكلمات تلك المسية الكئيبة 0كانت قصائده دائما تثير فيها ذلك الشعور بالخيال والغموض اللذين كانا جزء ل يتجزء من طفولتها 0 هربت من عالم اكتظ بالنساء المسنات وفتشت صوفي عن عزاء لها في القصص والشعار ,ربما كان ذلك الشعور القوي بعالم الخيال ,هو الذي جعلها تهتم بالمسرح 0وبالتأكيد كانت سنواتها الولى وحيدة 0 وشعرت وهي تقيم هنا في بوانت سانت فينسيتي بأنها قضت جزءا كبيرا من حياتها تتظاهر بأنها تعيش عوضا من ان تحيا فعل 0 كان الجو اكثر برودة على الرصيف ,لكنها رحبت به بعد النهار الحار 0تلطمت المياه على الصخور ونثرت رذاذ ابيض لمع في ضوء القمر الذي اضفى تلك الليلة لونا فضيا , انعكس على الصخور 0وجعلها شعور العزلة تعود الى صعود الدرجات ثانية 0وسمعت أصواتا من اعلى 0لم يكن هناك ضجيج محرك ,لكن حفيف الدواليب القوي كان واضحا ثم سمعت صوت اغلق باب سيارة 0 لبد ان آدج عاد بسرعة اكثر مما توقعت 0 توقفت عن الصعود 0وابعد وجوده على القل شعور الخوف الذي انتابها قبا 0لم تعد
تقوى على الصعود ومواجهته 0قد يعتقد انها تراقبه ,ثم أي سبب معقول يمكنها ان تعطيه لتفسر وجودها على الرصيف في تلك الساعة من الليل؟ كل ,كان عليها ان تنتظر بضع دقائق وتعطيه الوقت الكافي للذهاب الى غرفته قبل ان تتجاسر وتدخل الى المنزل مرة اخرى 0ارتعدت 0اصبحت البرودة التي تلذذت بها ساعة 0قارصة الن 0وأحدثت أعصابها رعدة خاصة بها 0ووجدت نفسها تتمنى لو انها لم تترك غرفتها المنة نسبيا ,حتى سريرها بدا أكثر جاذبية 0 واخيرا ,عندما شعرت انها ترتجف من شدة البرد ,صعدت الدرجات الحجرية بسرعة , محاولة ان تدفئ نفسها بعض الشئ 0وحتى انها شعرت بقدميها تتصلبان ورؤوس اصابعها وقد جمدت من الصقيع 0كان المنزل مظلما وتنهدت تنهيدة ارتياح 0عبرت الباحة وصعدت الدرجات المؤدية الى الشرفة 0وادارت مقبض الباب بثقة ثم تراجعت الى الوراء مذعورة 0كان الباب مقفل من الداخل ولم يكن في امكانها الدخول ثانية 0فورا عاد الذعر الذي انتابها سابقا بكل قوته 0ماذا تستطيع ان تفعل الن؟ كيف يمكنها الدخول من دون ان توقظ اهل البيت ؟ هدأت من روعها وحاولت ان
تراجع موقفها بهدوء 0وبدا واضحا ان البواب كانت موصدة ,لكن قد تكون نافذة ما مفتوحة 0عليها ان تتحرى المر 0سارت عبر الشرفة وحاولت بتفاؤل ان ترى اذا كانت البواب مفتوحة ,لكنها كانت مغلقة ايضا 0 استدارت صوفي الى الناحية الخرى ,عابرة الباب المشبك ثانية وصعدت بضع درجات لتصل الى ابواب اخرى 0وتلك ايضا مغلقة وضغطت انفها بألم على الزجاج محاولة ان ترى الداخل 0وعرفت ان الغرفة كانت مكتب براندت ,وكادت ان تستدير وتبتعد بيأس عندما أمسكت يد قوية بذراعها 0أجفلت من الخوف وأدت تخيلتها السابقة بها الى حالة من الهلع الهستيري وناضلت بعنف ولكن الصوت كان اليفا وطمأنها 0 فارتخت وارتخت كتفاها ونظرت الى وجه آدج المكفهر الذي بدا عليه اللوم 0 همست وهي ترتجف: انا 000انا لقد حبستني في الخارج 0 حبستك في الخارج؟هز رأسه من دون ان يفهم ثم شعر ببرودتها تنسل عبر معطفها الى حيث قبض على ذراعها,ثم تمتم بعنف:
ماذا تعتقدين انك تفعلين خارج المنزل فيمثل هذا الوقت من الليل؟ كان واضحا ان سؤاله ل موجب له وسحبها معه وهو يخاطبها عبر الشرفة والباب المشبك 0وتوقف لحظة كي يقفله ثانية’ ثم سار بخطى ثابته عبر القاعه المظلمة والى الردهة 0واغلق الباب وراءه وتركها وذهب ليشعل مصباحا ,ثم استدار وقد اكتسى محياه الوسيم تعبير متجهم وسألها: حسنا ؟ ماذا كنت تفعلين؟لملمت صوفي اطراف ردائها 0وتمنت لو انه يتوقف عن النظر اليها بتلك الطريقة المحتقرة وكأنها شئ غير مستساغ وجده على عتبة منزله 0تنهدت بعمق وقالت: نزلت الى الرصيف !00لم استطع النومورغبت في السير 0وعندما 000عندما عدت كان الباب مقفل ول بد انك انت حبستني خارجا 0 ولماذا انا؟ لماذا ,لن 000في الواقع 0حيث انكالشخص الوحيد المستيقظ فل بد ان تكون انت 0 اوه 0حقا؟ في أي حال ,كيف علمت ان الشخص الذيكان خارجا هو انا؟
رفع آدج كتفيه ثم ارخاها بحركة عفوية: لم اعلم 0ولكن عندما يسمع أحد شخصا مايحاول فتح جميع البواب والنوافذ يستنتج ان ذلك الشخص يحاول الدخول 0انك ل تصلحين لمهمات سرية 0فأنت تحدثين الكثير من الجلبة 0 اوه شكرا لك 0لنك ادخلتني المنزل ,اعتقد انه من الفضل ان اذهب الى غرفتي وانام الن 0 انك ترتعدين من البرد 0وانت في حاجةالى ما يدفئك وال ستصابين بالنزلة الصدرية 0 اوه 0ل ,حقا سأكون على مايرام عندماانام 0 ولكني اصر 0أعطاها شرابا وراقبها وهي ترشفه 0كانت تضع يدا على ياقة ردائها وتمسك بالكأس باليد الخرى 0وشعرت بضعف تجاهه , وتمنت لو انه يذهب ويجهز لنفسه كأسا 0لو يفعل شيئا ما عوضا من الوقوف امامها 0 جاء صوته ليقطع حبل تفكيرها: هل تشعرين بتحسن الن؟ اوه 000 0اجل ,شكرا لك ,اني آسفة لننيازعجتك 0
ضاقت عينا آدج: يجب ان تخبري الناس عندما تنوين الخروجللتنزه في منتصف الليل 0لربما لم اكن هنا لدعك تدخلين ,او كان من المحتمل ان تتعرضي لحادث 0 ماذا تعني؟ ان تلك الدرجات قد تكون خطرة خصوصافي الليل 0كان من الممكن ان تقعي او تلوي كاحلك وعندها ماذا كنت ستفعلين؟ ل ادري ,وناولته كأس شرابها قائلة ,ل اريدالمزيد شكرا 0 انهي الكأس! كل 0انا 000انا ل أحبه كثيرا 0 ليس القصد ان تحبي طعمه هذا دواء ,وانت تعلمين ماذا يقولون عن الدوية 0 اخذت صوفي نفسا مرتجفا وقالت: ل استطيع ان اشرب المزيد منه 0نظر آدج اليها بأمعان وركز بصره على وجهها وشفتيها 0 وقال لها: اخبريني اليس هناك شاب متشوق الىعودتك الى لندن؟ خطت صوفي خطوة الى الوراء وقالت: -انا 0ل اعتقد ان هذا من شأنك 0
عبر آدج المسافة التي فصلت بينهما بتأن وقح قائل: ولكنني مهتم 0 قال لها ذلك وعيناه العسليتان تلمعان بشكل مثير 0خطت صوفي خطوة اخرى الى الوراء ونظرت حولها بيأس كي تضع الكأس في مكان ما 0 واعترضت: انه من السخف ان نتحدث بمثل هذه المرفي الساعة الولى بعد منتصف الليل 0 اذن اجيبي على سؤالي 0خطت صوفي مرة اخرى الى الوراء واصطدمت بمقعد قريب من الباب وقالت ترجوه: أرجوك توقف عن أيذائي ,واسمح لي ان اذهب للنوم! انا ل احاول ايذاءك 0توقف آدج ولم يكن يفصل بينهما ال بضع سنتمترات 0 وبتمهل مد يده وجذب خصلة من شعرها بقوة: اريد ان اعلم 0اخبرني والدي انك وافقتعلى البقاء هنا لمدة اسبوعين آخرين واريد ان اعلم السبب 0 حاولت صوفي ان تهدئ نفسها المتسارع:
حسنا 0حسنا 0يجب ان تعرف لماذا سأبقى 0لقد احببت ,براندت وبيرز واحببت القامة هنا 0 خفض آدج نظره ,وبدا انتباهه مركزا على اصابعها التي امسكت بعنق ردائها 0علق بصوت أجش: الحظ ان اسمي مشبوه بسبب غيابه منمجموعه الناس الذين تحبين 0 ارتعشت صوفي: انا لم اعتقد انك تأبه للمر 0وحاولت ان تبدو غير مهتمة ثم تابعت: يبدو ان هناك اناسا يشعرون بأكثر من ميلنحوك 0 فتح عينيه قليل ونظر اليها بأمعان: وكيف تعلمين ذلك ؟ قد اكون غير محبوبالى درجة ملحوظة 0 اشك في ذلك ,ونظرت صوفي بعيد عنه,أوه أرجوك ,دعني اذهب 0 تمعن آدج فيها وعلت وجهه انفعالت النزعاج: انت ل تنفعين كمتواطئة ,اليس كذلك ياايف؟ نظرت اليه بسرعة: -ل ادري ماذا تقصد 0
ل تدرين ,وشعرت بالخوف فطمأنها قائل,استرخي ,لن اؤذيك 0 دعني 0000دعني اذهب 0 واذا لم ادعك ,ماذا تفعلين ؟ تصرخينللنجدة؟ أرجوك 0وصلت صوفي الى درجة أصبحت معها مستعدة لن ترجوه 0 اني متعبه 0وأريد ان انام 0عندها اقترب 000وشعرت بأنقباض أنفاسها وعجبت كيف انها ل تزال متماسكة الذهن 0 قلت لك 0لن اؤذيك 0 آدج 000تهدج صوتها ونظر الى عينيها وشعرت به يجذبها نحوه وأرادت ان تقاوم لكنها لم تستطع 0وفجأة تكسرت الكأس التي لتزال ي يدها وهوت على الرض وتيقظت والتقطت انفاسها ,وحاولت ان تفلت منه لكنها لم تتمكن وما ان تراخت حتى وضع يديه خلف ظهره وأزاح ذراعيها عنه محاول ابعادها عنه قائل: ل 0ياألهي 0ل 0وهزها بعنف وتخضبت وجنتاها خجل وبأصابع مرتجفة لملمت أطراف ردائها:
الوقت تأخر قليل لتفعلي هذا ,اليسكذلك ؟ سألها ,آدج بفظاظة واستدار بعيدا وظهر عليه الحتقار 0 يا الهي 0فقط اغربي عن وجهي ياصوفي! لبرهة لم تستطع صوفي ان تدرك ما قاله لكن آخر كلمة قالها جعلتها تفهم 0 صوفي؟قالت وهي تكاد تختنق : انت 000انت تعلم اسمي؟ابتعد آدج عنها واسند جسمه الى الطاولة وبدا باردا ومتجهما 0 عرفت اسمك منذ وصولك الى هنا ,قالبتجهم 0والن ,اخرجي من هنا قبل ان افعل ما نندم عليه 0 لم تستطع صوفي ان تستوعب المر فورا 0فقد حدثت أمور عدة في وقت قصير جدا لم تتمكن معه من فهم ما يجري تماما 0 حركت رأسها ببطء من جهة الى اخرى 0 محاولة فهم ما يعني لها كل الذي حصل لكنها اغمضت عينيها عندما نظرت ناحية آدج ورأت الكراهية العارية تلتهب فيهما 0 -اوه ’000دج 000
بدأت تخاطبه بنعومة لكنه نهرها بلهجته الصارمه 0 ل اريد التحدث اليك أبدا ,غمغم وهو يمسحفمه بقفا يده ,فقط اذهبي واتركيني وحدي! أدار ظهره 0وسارت صوفي مترددة نحو الباب ثم توقفت 0كان رأسها يضج بصخب وشعرت بالغثيان لكنها لم تستطع ان تصدق ان آدج لم يعد يشعر بشئ تجاهها 0واستاءت من نفسها بسبب ما حصل وهمست قائلة : آدج أرجوك ,دعني افسر المر 0 اخرجي!كان صوته مشبعا بالقرف فخرجت وهي ترتطم بالثاث وصعدت السلم الى غرفتها بصمت قطعته لهثات باكية في داخلها 0 كان امرا مدهشا ان يكون الصباح مشرقا دائما مهما حوى الليل من امور 0وبالنسبة الى صوفي ,التي ايقظتها الخادمة ليزا ,كان بريق الصباح أشبه بتحية ساخره لها في حزنها 0وناضلت لتنهض من السرير الواسع 0وطرفت عيناها بعدم تصديق وهي تنظر الى الساعة على الطاولة الصغيرة ,الحادية عشرة !ل يمكن ان يكون الوقت متأخرا الى هذه الدرجة! حملت الخادمة صينية وعليها كوب من القهوة
وبعض السندويشات الساخنة 0وخاطبتها بلهجة جدية: النسة فيوليت قالت انك تحتاجين الى هذا0 كانت صوفي متأكدة ان الخادمة لم تغفر لها ابدا عندما جعلت فيوليت تؤنبها 0 اوه ,حسنا ,شكرا لك 0واعتدلت صوفي في السرير وازاحت بعض الشياء الموضوعة على الطاولة الجانبية كي تتمكن ليزا من وضع الصينية عليها 0 سوف انهض فورا 0هزت ليزا كتفيها: هذا كل شئ؟قالت صوفي متنهدة: نعم ,شكرا 0هزت ليزا كتفيها ثانية وغادرت الغرفة وبعد خروجها غرقت صوفي في السرير ,وأحنت رأسها باستنكار وانسدل شعرها كستار كثيف على وجهها 0ثم وضعت رأسها بين يديها وتنهدت بعمق ,وتساءلت عما اذا فسر آدج بقاءها في السرير تعمدا لتتجنب المحتوم 0بالطبع ,لبد ان يفكر هكذا 0لم يكن يعلم انها بقيت مستلقية لساعات طوال وهي تشعر بالتعاسة والغثيان , تناولت بعدها ست حبات اسبرين كي تغفو 0
لم تمس السندويشات ولكنها رحبت بالقهوة 0كان فمها ناشفا وبعد رشفات قهوة عدة نهضت وذهبت الى الحمام لتنظيف اسنانها 0لم يكن شكلها مريحا للنظر في المرآة وبدت عيناها سوداوين قاتمتين لشدة ما بكت وكان خداها شاحبين هزيلين 0 استحمت بالماء البارد وتأملت ان ينعشها الحمام 0وبالفعل ,شعرت بتحسن حالما خرجت ,لكن شعورا بالفراغ داخلها بقي على حاله 0 ارتدت سروال وردي اللون وسترة زرقاء وسرحت شعرها بحركات سريعة يائسة وقالت لنفسها انها لن تكون كالفأرة التي تختبئ في الزاوية بانتظار ضربة الفأس 0 ستخرج وتلقي الحدث بكل مالديها من شجاعة ,وتري آدج انها لم تكن جبانة ايا تكن النتيجة 0 عندما نزلت الى الطابق الرضي صادفت بيرز وانشدت اعصابها لشدة التشابه بينه وبين والده 0سلم عليها بمكر: مرحبا ,هذا افضل وقت للستيقاظ 0انتظرتك منذ ساعات 0 بدا الحرص في عيني صوفي: تنتظرني؟ لماذا؟نظر بيرز نحو السماء بأعياء ظاهر:
لماذا؟ تسألينني لماذا؟ ال نذهب عادةللسباحة في الصباح؟ اعلم انني ذهبت بعيدا لمدة يومين ,لكن هذا ل يعني ان الحال تغيرت فجأة 0 اوه 0نسيت 0 نسيت؟ كيف يمكنك ان تنسي موعدا مهماكهذا؟ وتظاهر بيرز انه تأذى: اذن ماالذي تنتظرينه؟ ال تريدين انتسبحي؟ ترددت صوفي منتظرة بعصبية ان يسمع آدج او براندت حديثهما ويظهرا واخيرا قالت: انا 000ل اشعر بميل الى السباحة اليوم 0تقدم بيرز نحوها ,وتفحص ملمحها عن كثب وسألها باهتمام: قولي لي ,هل انت على مايرام ,تبدينشاحبة ,هل نمت في ساعة متأخرة ليلة امس؟ يمكنك ان تقول ذلك 0لم 000لم انم جيدا 0 استطيع ان ارى ذلك ,اومأ بيرز رأسه ,تعالي دعينا نذهب ونجلس على الشرفة وسأخبرك عن رحلتنا 0 بقيت صوفي على ترددها: اين براندت ووالدك؟نظر بيرز اليها بلطف:
لماذا؟ ما حاجتك اليهم؟ اليست رفقتيكافيه؟ اوه بيرز ,طبعا لكن 000يبدو البيت ساكناهذا كل شئ 0 هز بيرز كتفيه: لقد ذهبا الى بورت ماغواير 0اراد براندتان يأخذك معه لكن كنت نائمة ,وقال ابي انك ستجدين الرحلة مضجرة في أي حال 0 شعرت صوفي بالضعف وارتاحت: اين بورت ماغواير؟ في الجهة الجنوبية من الجزيرة قربحقول النفط 0 تمايلت فجأة وأمسك بيرز معصمها كي يسندها: انك متوعكة فعل ,الست كذلك؟ تعاليسنرتاح اليوم 0سأطلب من فيوليت ان تجلب يعض القهوة الى الشرفة 0 ولكن صوفي تمالكت باصرار 0من الواضح ان آدج لم يقل شيئا بعد ,ولكن الى متى يمكنها ان تتوقع استمرار هذه الظروف؟ كان عليها ان تفكر في طريقة واعية وعاقلة ,وكلما اسرعت في ارسال برقية الى ايف وابلغتها بما حصل كان افضل لها 0 جلست صوفي مع بيرز وتناولت بعض قطع البسكويت وشربت فنجانا من القهوة وبدأت
تستعيد حيويتها 0وفكرت ان المور مازالت كما كانت ظاهريا 0قال آدج انها لم تكن ايف منذ البداية 0فكرت في المر مليا 0وكان السبب في عدم قدرتها على النوم الليلة السابقة جزئيا ,وعاودها الشعور باليأس ثانية وهي تفكر في هذه المور 0شربت بعضا من قهوتها وتعمدت التفكير بأمور اخرى 0ونظرت الى بيرز وقالت: اتعتقد انه يمكننا الذهاب الى بروت اوفسباين اليوم؟ اتعتقدين انها فكرة حسنة وانت تشعرينبتوعك؟ تكلفت صوفي البتسام: اوه 0اشعر انني على مايرام الن 0اعتقدانني تعرضت لحرارة الشمس اكثر مما ينبغي يوم امس 0هذا كل شئ 0 بدأ بيرز مشككا: وان يكن ماذا تريدين من بورت اوفسباين؟ استطيع ان ارسل جوزف 0 تنهدت صوفي: ل ,افضل ان اذهب بنفسي ثم اني لم ارالمكان بما فيه الكفاية 0واعتقدت انه يمكننا التجول قليل 0 وتريدين ان تتسوقي؟ -اريد ان ارسل برقية 0
برقية ؟ رفع بيرز حاجبيه ,الى شخصاعرفه؟ كل ,الى شخص في الوطن برقية معايدة 0تعلم هذه المور 0 قررت ان تعترف بأنها سترسل برقية لنها ستحتاج اليه في الهتداء الى المكان 0 انهى بيرز قهوته ووضع الفنجان جانبا 0 اذن متى تودين الذهاب؟ ساعة تشاء 0 الن؟ سيكون ذلك رائعا! حسنا واذا شعرت نفسك متوعكةتخبرينني؟ اجل شكرا بيرز انك رائع! هل انا حقا رائع؟ اذن لماذا ل نتجاوز ابدامرحلة امساك اليدي نحن اقارب كما تعلمين 0 اضحكها ما قاله بيرز 0 اعتقد انه من الفضل ان احضر نظارتي 0ذهبا الى بورت اوف سباين وقاد بيرز السيارة بمهارة وعندما فسر لها ان والده علمه قيادة السيارة على اراضي العائلة وهو في الثامنة من عمره فهمت صوفي سبب مهارته 0 -هل 000هل تذكر والدتك؟
سألته بتردد غير قادرة ان تنسى آدج بصورة تامة 0 نظر بيرز اليها نظرة جانبية: هل تعلمين انها المرة الولى التي تسألينفيها عن والدتي ؟ لم انتبه في الواقع ,ماوددت ان ابدو دخيلة0 ولم ل فهي كانت عمتك 0 اجل ,حسنا 000لعلقة لي بالمر ,اليسكذلك؟ اوه 0اجل 0اني اذكرها 0اعتقد اني كنتفي السابعة من عمري عندما توفيت 0لكنها لم تكن كل شئ في حياتي 0اعتقد ان فيوليت كانت والدة لي اكثر منها 0 اذن انت عشت هنا دائما؟ في بوانتي سانت فينسيتي؟أوه أجلاسمعي 0كان والدي يعمل لحساب براندت والبيت ضخم 0ولم يكن براندت يحب ان يبقى وحيدا 0 كانت معه روزا 0 اجل ,لكن تعرفت اى روزا 0انها ل تعيشمعنا معظم الوقت ,وبالتأكيد لحظت ذلك 0 اومأت صوفي برأسها: اعتقد 000اعتقد ان والدك تضايق جداعندما توفيت 0
بدا بيرز مفكرا: اعتقد انه كان كذلك الى حد ما 0ماذا تعني؟ في الواقع لم تكن امي مثله 0ل اعلمبالفعل لماذا تزوجها ,ثم تنهد وتابع ,اجل , اعلم 0اخبرته انها حامل وفعل ما أمله عليه ضميره! اوه! استدارت صوفي في مقعدها وقلبهايخفق بقوة ,لكن اعتقد انه كان سعيدا بولدتك؟ نوعا ما 0لكني ولدت بعد سنة من زواجهمالذا لم تكن المور بينهما على مايرام 0 هلعت صوفي : تعني 000 نعم أقدم حيلة وقع فيها 0ماذا كان فيوسعه ان يفعل 0عائلة سانت فينسيتي عائلة مرموقة ولديها مبدأ في مسائل الشرف 0 كان من غير المعقول ان ينكر ابي مسؤوليته وان ساوره الشك في عدم صحتها 0 هزت صوفي رأسها: ياله من امر فظيع! نعم الم يكن هكذا؟ ولكن هكذا هي الحياة ,كما يقولون لم تستطع صوفي ان تقف عند هذا الحد من الحديث:
ولكن بعد ولدتك ,بالتأكيد تحسنت المور؟ ليس فعل 0ارادت والدتي ان تتزوج 0وعندما اصبح عليها تحمل مسؤولية الزوج والعائلة انطرحت في فراشها 0 ل يمكن ان تكون جادا 0من اخبرك كل هذا؟ او تعتقدين ان والدي اخبرني القصة كمايرغب وجعلني امقت والدتي؟ لم يكن في حاجة الى اخباري يا ايف 0كنت موجودا 0رأيت المر يحدث 0 ولكن ل يمكنك 0كنت صغيرا جدا 0 في البداية نعم 00ل اعتقد انها تماثلت بعد ان ولدتني على القل ناسبها التظاهر بذلك 0وكما ترين , فوالدتك توفيت عند ولدتك واعتقد ان كل من والدي وبراندت كتب لهما ان يكون رد فعلهما مماثل ,في كل الحوال ,ل اعتقد انها كانت زوجة فعلية لوالدي 0بالطبع أصيبت بالسرطان 0قد ابدو قاسيا 0لكني لست هكذا فعل 0المر ليعدو انها لم تكن اما حقيقية لي ايضا 0فأذا ما ذهبت اليها بقدمي الدامية او رأسي المجروح كانت تتظاهر بالغيبوبة فاعتدت ان اذهب الى فيوليت التي كانت تطمئني 0الناس يعتقدون ان روابط
الدم هي كل شئ 0انا ل اعتقد ذلك 0يمكن للناس ان يكون دمهم من نوع واحد ويكرهون بعضهم بعضا 0فيوليت كانت امي وهذا كل معنى المومة اليس كذلك؟ اعتقد ذلك 0كان مكتب التلغراف يقع في ساحة الستقلل التي سميت هكذا بعد الستقلل في عام 1962كما اخبرها بيرز 0وهناك عدد من الحدائق والساحات الجميلة تتشوق الى السياح 0لكن امرا واحدا كان يشغل بال صوفي تلك اللحظة 0لحسن حظها وافق بيرز على انتظارها في الخارج بينما دخلت هي وكتبت رسالتها الى ايف 0بدت الرسالة طويلة جدا عندما انتهت من كتابتها ,لكنها ارادت ان تعلم صديقتها بالورطة التي اوقعتها فيها ,كان عليه ان تبلغها ان خالها علم بهويتها الحقيقية 0وبعد ان دفعت رسم البرقية للموظف وخرجت ,وجدت بيرز يرفس بقدمه بنفاد صبر 0 بحق السماء ماهي رسائل المعايدات هذه؟هل تدركين اني انتظرتك هنا منذ قرابة نصف ساعة؟ اني آسفة يابيرز ولكنك تعلم كيف تسيرالمور 0انا غير معتاده على ارسال برقيات 0
حدق فيها بيرز بدهاء: حقا؟ واعتقد انك لم تذكري شيئا عن بقائك هنا لفترة اسبوعين آخرين ,هل انا مخطئء! عبست صوفي: انا! قد اكون نسيت ان اقول ل ذلك 0أومأ بيرز برأسه: اعتقدت ذلك 0صديقك هذا الذي كتبت لهانه رجل ,اليس كذلك؟ فغرت صوفي فاها مستنكرة سؤاله وعبست ثانية 0على القل اذا علم الجميع انها ارسلت برقية لن يرتاب آدج في شئ اذا اخبره بيرز انها موجهة الى رجل 0فهزت كتفيها وقالت ببطء: لدي اصدقاء من الجنسين ول اجد ان المريهم في كل الحالين 0 بدا الخجل على وجه بيرز: اعتقد انك محقة 0مللت النتظار هذا كلما في المر 0تعالي 0سنذهب نتغدى ثم اطوف بك في المدينة قليل 0 تمكنت صوفي من نسيان همومها ذلك اليوم وقررت ال تعيش عذاب الترقب لنها لن تستطيع فعل شئ لتغير مجرى الحداث 0 وبدل من ذلك تمتعت بالتنزه مع بيرز في واحدة من اجمل مدن العالم 0لكن ما ان
عادا الى السيارة حتى شعرت صوفي بموجة عارمة من الندم 0كاد النهار ينتهي وعليها الن ان تعود وتواجه أي طارئ يمكن ان يحصل 0 وصل الى سانت فينسيتي قرابة الساعة السادسة مساء ورأت صوفي ان براندت وآدج قد عادا ايضا 0كانت سيارة آدج متوقفة في باحة المنزل ونوافذها مفتوحة 0علق بيرز: لقد عاد والدي 0تعالي! ربما وصلنا فيالوقت المناسب لشرب الشاي ,انا بالتأكيد احتاج الى ذلك 0 تبعته صوفي بخطى بطيئة 0تخوفت من اللحظة التي ستضطر فيها لمقابلة آدج ثانية ورؤية المكر القاسي في عينيه 0تخوفت رؤية الحتقار يمل وجهه ,وتمنت لو انها لم تتنزه مساء امس 0ولو لم يحصل ما حصل 000 دخل القاعة 0وانعشتها برودتها بعد الحرارة في الخارج ,وملت الجو رائحة الورود الموضوعة في مزهرية كبيرة على قاعدة طويلة 0توقفت صوفي معجبة بالورود 0 فعلت أي شئ لتؤخر لحظة مواجهته المقيتة 0كانت منحنية على باقة الورود عندما جاء آدج 0لم يكن وحده 0بل هناك فتاة تتبعه
وللحظة ظنت صوفي انها جانين فنظرت بعيدا 0لكنه تكلم وجعلتها كلماته تجمد في مكانها 0 آه ,لقد عدت 0اني سعيد يا ايف فهناك زائرمن انكلتلرا 0اليس المر مدهشا ؟ النسة صوفي سلتر! ظنت صوفي انها ستغيب عن الوعي حيث كانت تقف 0شعرت بارتخاء في ساقيها وغشت عينيها غشاوة 0لكن تقدمت منها وامسكت ذراعها بنفاد صبر قائلة: ل تتأثري الى هذا الحد يا عزيزتي! اعلم انها مفاجأة ,لكنك تعلمين كم احب المفاجأت!
-8الحقيقة كالكابوس! جلست صوفي على كرسي في الحمام وراقبت ايف وهي تستحم وتستخدم كل ما وضع بتصرف صوفي فقط 0ملت ايف حوض الحمام بفقاقيع الصابون واسترخت بكسل ,غير آبهة لتعبير القلق المرتسم على وجه صديقتها 0وقالت: يا عزيزتي ,المر الذي ل تفهمينه هو انآدج ل يستطيع ان يفضحك الن 0
لماذا؟ يا عزيزتي ,لو كان ينوي ان يفعل ذلكلكان في امكانه ان يفعله قبل اسبوعين ,ال ترين ؟ لقد جعل نفسه متواطئا في القضية 0 تجعلين المر يبدو بسيطا جدا! في الواقع انه بسيط ,اليس كذلك 0انهوضع غريب ,التعتقدين انت تمثلين شخصيتي وانا شخصيتك 0 انه وضع سخيف ! ايف ,عليك ان تخرجينيمن هذه الورطة 0اخبري جدك من انت وسأعود الى الوطن 0 كل! لم ل؟ سيكون مثل هذا التصرف غبيا الن 0منالواضح انه يكن لك محبة حقيقية تبدو في كلمه عنك 0ستكون الحقيقة بالنسبة اليه امرا قاسيا 0 استدارت صوفي نحوها بغضب: تعنين 0000لن يكون المر مناسبا؟ضاقت عينا ايف : ماالذي قلته؟سمعت ما قلت هناك اكثر من مجرد تهدئةخواطر رجل مسن 0ارسلتني الى هذا المكان بهدف محدد لكنك لم تخبريني به! نهضت ايف وتناولت منشفة بيضاء: صوفي ,ل تغضبي لي سبب تصورتك دائماهادئة وعاقلة 0فجأة يبدو لي ان اخلقك قد تبدلت 0واني اتساءل عن السبب؟
اوه لتكوني سمجة يا ايف! انظري ,لقدفعلت ما اردت ,جئت الى هذا المكان 0ال تعتقدين انه يحق لي ان اعلم لماذا؟ ربما 0ربما ل 0هل يمكنك اعارتي بعضالثياب النظيفة يا عزيزتي ؟ اغراضي ما زالت في الفندق 0الى ان يحضر جوزف حقيبتي 0 شدت صوفي قبضتيها: ل يمكنك البقاء هنا! لما ل؟ انه افضل من البقاء في فندق 0 لكن ,ادج يعلم 000اقصد لبد ان يدرك منانت 0 وان يكن ؟ ان المر يضفي شيئا منالتشويق على والوضع ,ال تعتقدين؟ تنهدت صوفي : لكن ماذا عن جون فيلوز؟ اعتقدت انكتعملين في الشرق الوسط الن 0 خلعت ايف المنشفة عنها وسألتها: اين الثياب ياعزيزتي؟ ل استطيع ان اقفهكذا الى البد 0 تأففت صوفي لكنها استدارت وذهبت الى غرفة نومها وفتشت في ادراجها واحضرت ما طلبته منها ايف 0ثم قالت لها وهي ترتدي ثيابها : الشرق الوسط يا ايف؟ماذا حدث لتلكالرحلة التي منعتك من المجئ الى هنا؟ ارتدت ايف ثوبها الزرق الذي ارتدته ساعة اتت ثم استدارت قائلة: لم يكن هناك من رحلة الى الشرق الوسطيا صوفي ,ولكنها ستحصل 000بمساعدتك 0
ماذا تعنين؟ اوه يا صوفي ,هل يجب ان افسر فورا؟النستطيع ان نجلس وندخن سيكارة ونتحدث عما فعلته انت هنا؟ عدا قضية خالي اظنك استمتعت بأقامتك هنا 0اليس كذلك؟ وبيرز يبدو رائعا 0 عادت صوفي الى الحمام لتفرغ الحوض وجاءت ايف ووقفت باسترخاء عند الباب المفتوح 0 ل تكوني هكذا يا عزيزتي 0ال نستطيع اننتحدث بمودة ؟ ووقفت صوفي مكانها: كيف يمكنك ان تقفي هنا وتتوقعي مني اناوافق على تصرفاتك؟ اعتقد انك تصرفت بصورة مقيتة ,اذا اردت ان تعرفي حقيقة شعوري 0 هزت ايف كتفيها وقالت بجفاف : لقد وافقت على المجئ ياصوفي 0 اعلم ذلك وندمت على فعلتي منذ ذلكالحين 0 واتجهت صوفي الى غرفة النوم واضافت : انا ل اصلح للمؤامرات يا ايف 0اذا لمتخبريني عما في المر فورا ,سأنزل واخبر براندت كل شئ؟ هل تفهمين؟ كل شئ! نظرت ايف اليها بتمعن: ل اصدقك يا عزيزتي لكن اذا اصريت 000 انني مصرة 0 حسنا والن من اين ابدأ؟ -من البداية 0
اوه نعم 0أي منذ وفاة والدي 0حسنا ,كماتعلمين كتبت الى جدي آنئذ وابلغته المر وكما تعلمين كان عطوفا جدا 0تبادلنا الرسائل ,واقترح على ان أتي الى ترينداد وارتعت للمر 0 لماذا؟ اكره ان اعترف بالمر لكنني احب جونفيلوز 0 تحبين جون فيلوز؟ نعم ,لم اعتقد يوما ان أي رجل يمكن انيثير اهتمامي الى هذا الحد لكني احب جون فيلوز 0 اذن اين المشكلة؟ردت ايف عليها : لمجرد انني قلت بأنني احب جون فيلوزفهذا ل يعني انه يبادلني الشعور 0على العكس ,اشك في ما اذا كان يشعر حتى بوجودي 0 نظرت صوفي اليها باستغراب ذكي: ياه يا ايف انت لست من نوع النساءاللواتي يبقين من دون ان يلحظهن احد لمدة طويلة 0 شكرا لك يا صوفي ,وابتسمت ايفابتسامة صغيرة غامضة ,سأعتبر كلمك بمثابة اطراء لي 0لكن على رغم ما تقولينه لم يصل جون فيلوز الى حيث هو اليوم من دون ان ينتبه للفرص التي اتاحت له ذلك فهو يعلم اين يريد ان يكون ويصل الى ما يريد 0ان الصحافة مثيرة لكن من الممكن ان تكون خطرة جدا عندما يقوم الصحافي
بمهمات ما وراء البحار 0وهو يعلم اين يكمن المال في الصحافة والتلفزيون ,وكيف يصبح المرء شخصية مهمة ويشتهر اسمه فورا ,ولهذا يريد ان ينجز السلسلة الوثائقية تلك 0 تعنين ان فكرة ذهابة الى الشرق الوسطكانت ممكنة الحدوث؟ بل ضرورية 0على القل من وجهة نظرجون 0ال ترين ,اذا استطعت تأمين المال فسوف يأخذني معه! اوه ,يا ايف لست جادة في ما تقولينه! لم ل؟ لن 000حتى لو كان المر صحيحا ,وكانفيلوز يحتاج الى ممول واستطعت انت تأمين ذلك له ,فهذا ل يعني بالضرورة انه سيهتم بك! بحق السماء اعتقد ان العكس قد يحصل 0قد يصبح مشهورا ,ويرد لك ما استدانه منك ,ثم يتخلى عنك! زمت ايف شفتيها بضيق: في الواقع ,عقلك الساذج يستنتج هذااليس كذلك؟ ل تتصوري انني سأعطيه النقود من دون اي ضمانات 0لست بلهاء كما تعلمين 0 هزت صوفي رأسها : وهذا كل ما في المر ؟ فرصة لسلب رجلعجوز بضعة الف من الجنيهات؟ نظرت ايف اليها بتعب:
اني ل اسلب احدا 0انه حقي 0اني قريبةامي الوحيدة 0ويحق لي نصف الممتلكات هنا! شهقت صوفي : انت نسيت ان امك تخلت عن كل شئ عندماتزوجت والدك 0وحسب ما اعرف فالصبي هو الذي يرث كل شئ 0 تعنين آدج؟ ولمعت عينا ايف ,اخبرينيكيف اخبرك انه كان يعلم من انت؟ وبدت صوفي الن غير مرتاحة: هل يهم؟ اخبرني وهذا يكفي 0 هل يكفي؟امعنت ايف النظر فيها ولحظت امتقاع وجهها المفاجئ: آه اجل 0بدأت افهم 0انه طبق شهي ,اليس كذلك؟ الخال آدج 0ومادام يفكر انه خالك فليس هناك من مجال 000 لم يكن في المر شئ من هذا! لقد اخبرتك 0انه علم منذ البداية 0 كيف؟ لست ادري ,واستدارت صوفي بعيدا,ارجوك يا ايف ,توقفي عن محاولة القاء اللوم علي 0 انا ل الومك 0كنت فعلت الشئ ذاته لو انيمكانك 0اخبريني كيف هو؟ اعني آدج 0 شهقت صوفي 0ونظرت اليها قائلة: من العار عليك ان تقولي مثل هذا الكلم! لماذا؟ اوه يا صوفي انك شفافة كالماء 0من الواضح انه يثيرك 0ولكن هل تنبه هو لك؟
ايف ارجوك! اننا ل نبحث في اموري 0اننانبحث في موضوعك انت 000ووضعك هنا 0 اسمعي ,يمكنك ان تخبريهم ما يحلو لك 0 يمكنك ان تدعي انك جئت بمهمة عاجلة من الجريدة 000اي شئ 0ما دام يمكنني العودة 0 ابدا 0 ولكن لماذا يا ايف؟ كنت صبورة جدا 0وقدكذبت علي 0تظاهرت بأن جدك لم يعلم انك تعملين في جريدة 0تظاهرت بانه رجل مسن وعلى وشك ان يموت 0ارسلتني الى هنا من دون ان ادرك السباب الحقيقية لذلك 0كيف تتوقعين ان تبقيني هنا الن؟ وقفت ايف: اذا ذهبت الن سيتحطم كل شئ 0التستطيعين ادراك ذلك؟ لن يسامحني جدي ابدا ان علم انني ارسلتك لتحلي محلي 0 وهل تعتقدين فعل بأن آدج سيسمح له بانيعطيك المال وهو يعلم انك اتيت هنا بنفسك؟ قد يقبل 0اذا كانت الشروط تلئمه 0 أي شروط؟حسنا 0هناك قضية عدم فضحك كمحتالة منذ البداية 0اتعتقدين ان لهذا المر اهمية شخصية؟ عم تتكلمين؟ اني اتكلم عند وآدج 0اتعتقدين انهيستهويك؟ حبست صوفي انفاسها: ل 0طبعا ل 0 ل ! -انه احتمال 0
ل اظنك تعتقدين ان آدج لم يخبر والده مناكون ,لنه وجدني جذابة! اوه يا ايف, لتكوني سخيفة الى هذا الحد! اين السخف في ما اقوله؟ مالسبب اذنفي عدم كشف هويتك؟ هو 0لم يعطني أي سبب 0 هكذا اذن 0 اوه يا ايف! فقط لو تعلمين كم انت مخطئةفي ما يخص آدج فأنا ل استهويه 0انه يكره ان يراني وقد اخبرني بذلك 0 حقا 0بدت ايف محتارة 0ثم تابعت: اغرب ,واغرب 0في الواقع لبد ان يكونلديه سبب ما لعدم كشف هويتك ,وعلينا معرفته واستخدامه لمصلحتنا 0 هزت صوفي رأسها بقوة: يمكنك ان تفعلي ما يحلو لك يا ايف بشرطعدم اقحامي في الموضوع 0 ماذا؟ اتريدين ان يعلم جدي الحقيقة مندون تحضير؟ماذا تظنين سيكون رد فعله؟ سوف يصدم 0 تحركت صوفي بعصبية : ل بد ان يعرف عاجل ام اجل 0 لماذا؟ لم ل تنجح خطتنا الساسية؟ خطتك انت!حسنا خطتي انا لو تتوقفين فقط عنالتصرف بهذه المزاجية لرأيت ان لشئ تغير 0يمكن ان يسير كل شئ كالسابق ولكنني الن سوف اساعدك 0
ل0 -ل 0لن افعل ذلك 0 ماذا ستفعلين اذن؟ تكشفين نفسك؟ وانال انوي ان افعل ذلك واعتقد ان آدج لن يفعل ايضا لسبب ما 0 اخذت صوفي تسير في الغرفة: يا الهي ما هذا الوضع! ثم خطرت ببالهافكرة ,لكن اذا كنت ل تزمعين السفر مع جون فيلوز ,لماذا ارسلتني هنا؟ كما اخبرتك يا عزيزتي 0لم استسغ فكرةلعب دور الحفيدة المفقودة 0حتى الن ل ارغب في ذلك 0انت اقرب الى طراز الحفيدة التي يتوقعها جدي 0 انت ل تهملين اية تفاصيل ,اليس كذلك ؟كيف تجسرين على تحريك الناس كي يخدموا اغراضك وتتوقعين ان ل تتضرري؟ اوه حقا يا صوفي ,ل تكوني طفلة!ما المرالمريع الذي اقترفته ,في أي حال لقد اسعدت جدي كثيرا 0اكثر مما كنت اسعدته انا بالتأكيد 0 وتعتقدين ان هذا عذر مقبول؟جعلت جدكسعيدا بسبب انانيتك!هناك امور اخرى يجب ان تأخذيها في العتبار يا ايف 0 كان في امكاني ان اعلم ان ضميركالبورجوازي سيبدأ بأزعاجك 0 يبدأ؟ لم يتوقف ابدا عن ازعاجي! اتعنين انك لم تتمتعي في القامة هنا؟ أيانك لم تتمني العودة الى الوطن؟ كان على صوفي ان تكون صادقة: -كل ,انا لم اقل ذلك 0
ولكن فجأة ,قبل ان تستطيع ايف الجابة , سمعتا طرقا قويا على الباب خارج غرفة نوم صوفي,واستدارت الفتاتان تحدقان في الباب من دون فهم 0وطرق قلب صوفي بقوة ,لكنها تحركت لتفتحه ثم تراجعت مرتبكة عندما دخلت الخادمة فيوليت الى الغرفة: اني آسفة يا آنسة ايف ,خاطبت صوفيبلهجة اعتذارية ,ولكنني امسكت بتلك الفتاة ليز تتنصت على بابك 0 اسندت صوفي نفسها الى مقبض الباب: ليزا؟ نعم ارسلتها الى هنا قبل عشر دقائقلتخبر صديقتك النسة سلتر ان غرفتها جاهزة وتنتظرها 0وطبعا عندما لم تعد , اتيت لرى ماالذي يحدث فرأيتها واقفة خلف الباب تتنصت! تركت صوفي الباب وجلست بضعف على السرير 0 فهمت 00فهمت 0نظرت ناحية ايف فتحركت الفتاة بسرعة الى المام وهتفت: كوني اكيده من انها ستعاقب بقسوة ,وتعجبت صوفي من برودة لهجة ايف ,ل يمكن للمرء ان يسمح لمثل هذه المور بأن تحصل 0هل حصل مثل هذا قبل ؟ استجابت فيوليت فورا للهجة المرة في صوت ايف 0 ليس على حد علمي يا آنسة سلتر 0ولكنل تقلقي 0سوف اخبر السيد براندت عنها 0
انها فتاة وقحة وربما كان من الفضل ان تبحث عن عمل في مكان آخر 0 تنفست ايف بسهولة اكثر: اعتقد انها فكرة ممتازة يا فيوليت,وابتسمت ,ففي أي حال يجب ان تفكري براحة ضيوفك ,اليس كذلك؟ وهذا ينعكس عليك 0 اومأت فيوليت برأسها قائلة: اتركي المر لي يا آنسة 0 حسنا 0انحنت ايف والتقطت حقيبتها ونظرت نحو صوفي نظرة ثاقبة ,ثم خاطبت فيوليت: والن خذيني الى غرفتي ,فأنا متعبة 0هلتعتقدين ان في امكاني تناول عشائي في غرفتي هذه المسية؟ انا متأكدة ان النسة ايف يمكنها ان تعتذر نيابة عني 0 خرجت ايف قبل ان يكون لدى صوفي الوقت الكافي لتعترض وسمعت فيوليت تؤكد ليف ان المسألة سهلة 0ولكن ما ان اغلق الباب خلفهما حتى دفنت صوفي رأسها بين ذراعيها ,وارتجفت ل اراديا 0ل بأس ان تصرفت ايف بمثل هذا الهدؤ 0لكنها لم تقم هنا ولم تعرف هؤل الناس 0 اخرت صوفي موعد نزولها الى العشاء حتى اللحظة الخيرة ,وظهرت في اللحظة التي جاءت فيها الخادمه لتخبر براندت ان العشاء جاهز 0كان جميع افراد العائلة يتناولون العشاء في المنزل هذه المسية 0وبدا براندت متضايقا بعض الشئ عندما ابلغته
صوفي ان صديقتها متعبة ولن تتناول طعام العشاء معهم وسألها عابسا: هل هي مريضة؟ بدت متعافية ساعة وصلت0 هزت صوفي رأسها نفيا ,متجنبه نظرة آدج المتهكمة: ل 0انها ليست مريضة ,فقط متعبة 0تعلمكيف هي المور كالسفر من انكلترا وما اليه 0 اوه لكنه اخبرتنا انها هنا منذ بضعة اياموانها قررت ان تبحث عنك بصورة عرضية 0 علق آدم بمكر وهم يجلسون الى طاولة العشاء 0 تخضب وجه صوفي: اوه حقا ,اعتقد انها تجولت كثيرا فيالجزيرة قبل ان تأتي الى هنا 0 حدق براندت في ابنه: ل اذكر ان النسة سلتر ذكرت موعدوصولها الى ترينداد 0 هز آدج كتفيه: الم تذكر ؟ ربما اخطأت 0القت صوفي نظرة غاضبة تجاهه: الجميع يخطئ احيانا 0 نعم ,اننا نخطئ ,اليس كذلك؟ قال بنبرةقاسية ,ولكن البعض يخطئ اكثر من البعض الخر 0 قطب براندت حاجبيه في وجه ابنه وقال لصوفي بلطف :
ل تكترثي لما يقوله آدج ياعزيزتي 0اخشىان يكون مزاجه سيئا اليوم 0 لست في حاجة للعتذار عني يا براندت! فعل؟ونظر براندت في وجه صوفي القلق: اخشى ان نهارنا في بورت ماغواير لم يكنناجحا تماما 0اصيب احد انابيب الضخ بعطل في منطقة اوغوستينا وامضى آدج معظم الوقت يزحف فوق اللت 0كما ان عجلة السيارة ثقبت في طريق العودة 0من حسن حظك انك لم تكوني معنا يا ايف 0فلم اود لك سماع ما تلفظ به من كلمات 0 استطاعت صوفي ان تبتسم: اخذني بيرز الى بورت اوف سباين 0 نعم هذا ما سمعته 0نظر براندت الىحفيده ,انك هادئ جدا هذا المساء 0ما الخطب ؟ ماذا؟ اوه كنت افكر ,هذا كل شئ 0نظرت صوفي نحوه بسرعة 0هل علم بيرز بالمر ؟ هل قرر آدج كشف هوية صوفي الحقيقية لبنه بعد ان جاءت ايف؟ فأيف هي قريبة بيرز وابنة اخت آدج 0 التقط بيرز نظراتها القلقة وابتسم لها وسألها: كيف تشعرين الن؟ثم خاطب الجميع: كانت ايف متوعكة بعض الشئ هذا الصباح 0لم احبذ ذهابنا للتنزه لكنها اصرت 0 سألها براندت باهتمام:
بماذا شعرت؟ طبعا ,قلت انك مصابة بصداعمساء امس عندما اقترحت عليك الذهاب مع آدج وجانين 0 لم يكن صداعا مؤلما ,اعتقد انني تعرضتلشعة الشمس اكثر مما ينبغي 0 هذا قد يكون خطرا ,عليك ان تكوني اكثرحرصا 0ل نريدك ان تمرضي فتتخلفي عن حضور الكرنفال السبوع المقبل 0 هل حان موعد الكرنفال؟سألت روزا وهزت رأسها ببعض التعجب 0 كيف تمر السنوات!اشعر كأن والدتك كانت تحضر نفسها للكرنفال يوم امس 0 نعم ,لكن هذا كله من الماضي 0علق براندت بنشاف 0بدت روا كأنها لم تسمعه اذ تابعت حديثها : ذلك كان الوقت الذي هربت فيه والدتك 0او تعلمين ,وقت الكرنفال ,لم يفتقدها احد 0لساعات طويله 0 كفى ياروزا!كان صوت براندت قاسيا وبدا كأنه ايقظ اخنه من احلمها 0فنظرت اليه في صمت مؤلم وصمت الجميع لفترة 0 عندما انتهت وجبة الطعام ,كانت صوفي تهم بالصعود الى غرفتها عندما اعترضها آدج: اود التحدث معك يا ايف!خاطبها ببرود وهما يغادران الطاولة: سنذهب في نزهة في سيارتي 0نظرت صوفي اليه بتمرد :
افضل ال اذهب 0شكرا لك 0 لكنك ستفعلين 0همست كي ل يسمعها احد غيره : ل تستطيع ان ترغمني 0 اوتظنين ذلك؟كان صوته هامسا وشعرت بالعنف الذي يكتنفه 0واقترب براندت منهما: ماالذي يجري ؟ ماالذي تقوله ليف الن ياآدج؟ التستطيع ان ترى كم هي متعبه؟ دعها وشأنها! وضع آدج يديه في جيبي سرواله ,واجابه ببرود: كنت فقط اقترح عليها استنشاق بعضهواء الليل البارد فهذا سيخفف من صداعها 0 صداعها مرة اخرى يا ايف؟ ياللحظ التعيس0 طوت صوفي ذراعيها في حركة دفاعية وقالت بأرتباك : افضل ان اخلد الى النوم ,شكرا لك في أيحال 0 ولكن ذهابك الى النوم ليلة امس لم يشفك ,اليس كذلك؟ ماذا تقصد!وللحظة موجعة ظنت صوفي انه ينوي فضحها 0ولكن بدا واضحا امن آدج كان يفكر بسبل اخرى لتعذيبها 0لكنه اجابها بلطف: حسنا ,تشكين من الصداع وربما هواء الليلسيكون انجح من النوم 0 اومأ براندت برأسه موافقا :
مادمت ل تتشاجر معها طوال الوقت يا آدجفل بأس 0خذها الى الجبال فالهواء ابرد هناك 0 لم يكن في وسعها ال ان توافق .أحضرت شال ً وضعته على كتفيها ثم رافقت آدج الى السيارة .وذهبا نحو الجبال فعل ً كما اقترح براندت عليهما .في ظروف مغايرة ,كانت صوفي تمتعت جدا ً في النزهة .فضوء القمر أضفى لونا ً فضيا ً على البحر الذي قبع مئات المتار دونهما ,وغطت الشجار الطريق الملتوية التي سلكاها .كان الطقس اشد برودة هنا وارتعدت بتأثير البرد المشوب بالخوف .بقي آدج صامتا ً في الطريق وكان يركز على قيادة السيارة عبر المسالك الضيقة ,ويسترخي وراء المقود .أخيرا ً وصل إلى هضبة صغيرة تطل على منظر جميل وكان ضوء القمر يعكس نوره على المزيد من المناظر حولهما .أطفأ آدج محرك السيارة وفتح بابه وخرج وسار بكسل نحو سور حجري وأسند ذراعه إليه .رأت صوفي شعلة قداحته وهو يشعل سيكارة وبقيت مكانها ,متجمدة وعصبية ,غير قادرة على تفسير سبب مجيئه بها الى هذا المكان .كان الصمت مثيرا ً للعصاب وتمنت لو عاد الى السيارة واخبرها بما أراد قوله لها .كان من غير المجدي التظاهر بأن ما حدث بينهما ليلة أمس ل يدعو أكثر من مجرد ازعاج له ,ومهما حدث يجب أل تدعه يرى كم يستطيع إيذاءها بسهولة .
وأخيرا ً عاد نحو السيارة وأنسل في مقعده قربها باسترخاء طبيعي .ثم أضاء نور السيارة الداخلي وتمعن في ملمحها الشاحبة وسألها : حسنا ً ؟ متى ستغادر ؟ متى تغادر ؟ لم أفهم ! فهمت جيدا ً .متى تزمع على الرحيل ؟أطبقت صوفي يدا ً على يد بإحكام : أنا ل أعلم .ول أستطيع إجبارها علىالمغادرة . طبعا ً ! صاح آدج بغضب ,أتتوقعين منيفعل ً ان اتحمل وجود تلك المخلوقة في منزلي يوما ً آخر ؟ أنت ...أنت تعلم من تكون ؟ عليك اللعنه ,طبعا ً أعلم انها إبنة جيمسهولليستر ! بكل ما للكلمة من معنى ! لماذا ...ماذا تقصد؟زفر آدج بغضب : كان جيمس هولليستر مغامرا ً .بلأخلق .تزوج أختي على أمل ان يضع يديه على ما تخيله ثروة كبيرة .ولسوء الحظ ظن انه يستطيع ذلك من دون الرجوع الى والدي ,وعندما انعزلت جينيفر عن العائلة ولم يكن معها فلس واحد ,أصيب بأكبر صدمة في حياته العملية . شهقت صوفي : ل أصدقك ! ليس عليك ان تصدقيني .المر سيانلدي .ولكن هذه هي الحقيقة. صدمت صوفي للحظة ,ثم بدأت تحتج :
جيمس هولليستر أحب جينيقر . أحب مالها ,أو ما ظن انه سيؤول اليها !يا الهي ل أظنك تعتقدين انني اتكلم دون اثبات .عندما اكتشغت جينيفر الحقيقة , أيبت بخيبة امل فظيعة وكتبت الي تخبرني كم هو خسيس .وماتت عندما ولدت ايف , لكنني اعتقد انها فقدت رغبة الحياة ! أوه ......ل يمكنك ان تعني ما تقول. بل اعني ما اقول . اذن لماذا لم تنفصل عنه ,ولم تعد الىالمنزل ؟ أطفأ آدج سيكارته بعصبية في المنفضة : لن أبي لم يسمح لها .ماذا تعتقدين كانسبب كل المشكلة ؟ ال تدركين ان شعور ابي العطوف تجاهك ...للشخص الذي يتخيله انه انت ينبع من شعوره بالذنب تجاه جينيفر ؟ جينيفر أدركت محاذير عملها لكن كلهما لم الخر ,اختارت ان تتجاهل التحذير وانت ترين ما حدث ! ربما لو لم تمت لحظة ولدة ايف لحدث صلح ما ,ولكن هذا لم يحدث ,على رغم كل شئ فأن والدي يستطيع عادة التمييز بين الشخاص .عرف من هو جيمس هولليستر منذ البداية ,ولكن جينيفر لم تقتنع . أوه ,يا الهي ! انت تصدقين ,أليس كذلك ؟ اتمنى لو لم أفعل . لماذا ؟ لن المر سيجعل موقفك أسوأ ؟ ل !ل .انت لن تصدق ما اقوله ,ولكننيلم أرغب في المجئ الى هنا .
أوه .فعل ً ؟ نعم ,واتمنى لو اني لم افعل . اذن لماذا أتيت ؟ هل تصدقني اذا قلت لك . اشك في ذلك .... اذن ... لكن افهم لماذا ارسلتك ايف الى هنا .اتسعت عينا صوفي : لماذا ؟نظر آدج الى أصابعه على مقود السيارة وقال : لسباب واضحة .علمت انك الفتاة التيسيحبها والدي .ناعمة تفيض أنوثة ,بعكس ايف القاسية . أحنت صوفي رأسها ,لم تستطع ان تقبل كليا ً ما قاله عن ايف .كانت لطيفة معها في الماضي .وساعدتها في الحصول على عمل في ساندتشيرش .اذا طالبت برد جميل فهذا ل يعني انها سيئة الى ذلك الحد . اذن ما الذي سيحدث الن ؟ نظرت إليهمستفسرة ,سنغادر ,على ما أظن ! هل ستغادر ؟صحح آدج ما قالته بتجهم . ل أستطيع البقاء هنا .. لم ل ؟هزت صوفي راسها بيأس : ليس هناك سبب ... فعل ً ؟ وماذا عن أبي ؟تحركت صوفي مكانها بارتباك : -اذا ذهبت ايف .....علي ان اذهب ايضا ً .
لماذا ؟ لنها ستتوقع ذلك منك ؟ لنخطتها الصغيرة لم تنجح ؟ أي خطة ؟ ل تتظاهري بأنك ل تعلمين .وافقت ايفعلى المجئ فقط لن الجشع يملها . شدت ايف خصلة من شعرها : هل يجب ان نتابع هذا الحديث ؟ منالواضح انك تعلم كل شئ .ال يمكننا ترك المور على ما هي عليه ؟ سأخبر ايف انه ل جدوى ... ل.قال لها آدج بلهجة آمرة باردة : ستغادر ايف وانت ستبقين .شهقت صوفي : ولكن لماذا ؟ لنني ل أريد لوالدي ان يتضايق .ل بدانك تساءلت كيف سمحت لك بالبقاء هنا مع اني علمت انك محتالة .هناك أسباب عدة . وأحدها يهمك ,وهو أهمها ,مع ان والدي يبدو في صحة ممتازة ,ال انه منذ عامين وهو يعاني من مرض في القلب وأصيب بذبحة طرحته مريضا ً لشهور عدة .والن تعافى بفضل الدوية ومن شأن أي صدمة .. في الواقع الفضل تجنيبه مثل هذه الصدمة . لم أكن أعلم ذلك . كيف لك ان تعلمي ؟ وكي أطمئنك أكثرفأن ايف لم تكن تعلم ايضا ً . تنهدت صوفي تنهيدة ارتياح : وانت تريدني ان ابقى هنا وأتظاهربأنني ايف الى حين موعد مغادرتي ؟
نعم .هل أسأل الكثير ؟لم يكن طلبه كثيرا ً لكنها شكت في ان ايف سترى المر بالطريقة نفسها او في انها ستغادر المكان من دون مشكلة ما .ثم سألته بارتباك : أل يمكنني ان أتظاهر بأنني مضطرةللذهاب الى لندن للقيام بمهمة صحافية ؟ عندها يمكنني ان أغادر انا وايف معا ً. انتظرت اجابته في انقباض .سألت ذلك السؤال بعدما فكرت في انها قد تكون الطريق الوحيد لقناع ايف بالمغادرة من دون ازعاج جدها ,وان من الفضل لها ان تغادر وهي تدرك ان بقاءها سيؤلم مشاعرها نحو آدج . لم تكن مهيأة لرد فعل آدج على اقتراحها . ضاقت عيناه وبان الغضب فيهما واستدار في مقعده وامسكها بإحكام من كتفيها وأصابعه تنغرز فيهما وتمتم بغضب : أيتها النانية ! أليس لديك الخلقالكافية كي تنهي ما بدأته . انت ل تفهم ... ل تقولي هذا ! ما الخطب ؟ هل انتخائفة من البقاء هنا ,هل هذا ما في المر ؟ هل تخافين من ان انتهز الفرصة لستفيد من عرضك ؟ عرض ؟ أي عرض ؟ هذا !صاح فيها وشدها نحوه وعانقها : -آدج ! آدج ل تفعل هذا !
لماذا ؟ وأستمر ...قائل ً ..لم يكن ردفعلك مماثل ً ليلة أمس ... حاولت صوفي إبعاده عنها لكن من دون جدوى ثم فكرت ..بأن آدج ل يحبها ! ألم يبين لها مدى إحتقاره لها .هل تريد ان يحتقرها أكثر .أبعدته عنها ونظرت اليه وقالت : أعدني الى المنزل !كان تعبير آدج محيرا ً لكنها اعتقدت انها رأت نظرة أحتقار في عينيه. تحرك وأسند نفسه الى الباب ,ولم يقل شيئا ً ,فقط نظر اليها .وتحركت صوفي تحت وطأة نظره وكأنها عينة ميكروسكوب . ثم أستدار نحو مقود السيارة ببطء وخاطبها : يمكنك ان تخبري ايف بأنها ان لم تغادرترينيداد غدا ً مساءا ً فسأجعل الشرطة تقبض عليها متلبسة شخصية مزيفة !
-9ضائعة وسط الجميع ! إنه يعني ما يقول يا ايف ,حتما ً !تكلمت صوفي بيأس ,بينما ايف بقيت مستلقية في الفراش تدخن سيكارة ,وبدت غير متأثرة بما كانت صوفي تقوله .كان الوقت صباح اليوم التالي عندما جاءت صوفي لتتحدث الى ايف بعد ان رفضت الخيرة التحدث اليها في الليلة السابقة .
يا عزيزتي ,بدأت تزعجيني .ما لتستطيعين فهمه هو ان آدج متورط في هذه القضية الى العنق ,أل تفهمين ذلك ؟ ل يستطيع ان يطردني أو ان يفضحني ! من دون ان يخلق الوضع ذاته الذي يتمنى ان يتجنبه ! ل تقصدين ...ايف لن تفعلي . لن أفعل ماذا ؟ أخبر جدي انك لستحفيدته في نهاية المطاف .سأفعل اذا أضطررت . أوه ,ايف ! لكنني لن أفعل ,قالت ايف وتنهدت ,ألترين يا صوفي ؟ ل يمكن لدج ان يدع هذا يحصل .ليس الن . أستدارت صوفي بعيدا ً بتعب . اذن ما الذي ستفعلينه ؟ سأتحدث مع خالي المحترم ,أجابت ايفبهدوء ,وأفسر له مصاعبه ومصاعبي .انني متأكدة بأننا سنصل الى تسوية ما . ايف ,هذا ابتزاز ! ل تبالغي في كل شئ يا صوفي !سيتفهم وضعي تماما ً .دعيني أتصرف . لكنني ل أريد ان اكون جزءا ً من كل هذا . انت اخبرتني بنفسك انه يتوقع منك انتبقي .بعد اسبوعين ينتهي كل شئ . لست أدري !وتمنت صوفي لو ان لها هذه الثقة . انقضى الصباح بصورة طبيعية .أراد بيرز ان يسبح ومع ان صوفي وافقت على الذهاب معه ,إل انها لم تسبح .فقد كان تفكيرها
منهمكا ً الى درجة لم تستطع معه ان تتمتع وتسترخي ,وبعد ان سبح بيرز بعض الوقت , عاد وجلس بالقرب منها على الصخور . وسألها : ما الخطب ؟ تبدين قلقة . فعل ً ؟ ول أدري لماذا . انها صديقتك ,هي السبب اليس كذلك ؟لقد ازعجتك . شهقت صوفي : ياللسماء ,لماذا تظن ذلك ؟هز بيرز كتفيه : لست أدري ,مجرد حدس ,على ماأعتقد .ظهرت بصورة غير متوقعة . واقامتها هنا ,أعلم ان براندت أصر على أستقبالها ,لكن يبدو انها قبلت القامة هنا . أحنت صوفي رأسها : انك واهم .ايضا. ً كل ,انا ل أتخيل .ولديها قداحتكنظرت صوفي اليه : قداحتي ؟ نعم ,القداحة التي تستعملها عليهاالحرف الولى من أسمك . أوه ,نعم .بلعت صوفي ريقها بصعوبة : عندما أقلعت عن التدخين أعطيتهااياها . أوه !بدا مشككا ً ,وتذكرت صوفي كم بدا منهمكا ً على العشاء في الليلة الماضية .وتساءلت اذا كان آدج قد اخبره ,حقيقة المور ,لكن
لم يكن هناك سبب لذلك .كان بيرز يشك في المر في أي حال ,وان لسباب أخرى .آه كم تزداد المور تعقيدا ً ! في البيت لم تر ايف او آدج ,وارتدت صوفي ثيابها بسرعة لتناول الغداء مترقبة ان تعلم ما حدث .لكن احدا ً لم يجبها عندما قرعت باب غرفة ايف ففتحت الباب وأطلت برأسها .كانت الغرفة مهجورة .لم تكن ايف هناك . وبينما تجيل النظر غير مصدقة في انحاء الغرفة تنبهت الى ان حقيبة ايف لم تكن موجودة ول ملبسها .ففتحت باب الغرفة على مصراعيه ودخلت الغرفة وأدركت ان مخاوفها لها ما يبررها .اختفت كل اغراض ايف من الغرفة .لم يكن احد يشغل الغرفة . احتاجت الى بضع دقائق لتستوعب حقيقة ان ايف غادرت فجأة كما جاءت .ولكن الى اين ذهبت ولماذا لم تخبرها قبل ً .جلست على السرير بضعف وحاولت ان تستجمع افكارها .علمت ايف بمشاعر صوفي بالنسبة الى اقامتها هنا .لكن ل يمكن لها ان تغادر من دون أي اشارة ! ربما تركت رسالة , تفسر فيها تصرفاتها ,لكنها لم تجد شيئا ً هنا .كذلك لم تجد شيئا ً في غرفتها ايضا ً .نزلت الى غرفة الطعام وهي تشعر بالوهن والضعف .ما الذي يجري ؟ رأت فورا ً ان آدج لم يكن يتناول طعام الغداء في المنزل . رأت براندت وبيرز وروزا فقط في انتظارها على الشرفة وابتسمت معتذرة قبل ان تجلس .فهي لم ترد لبراندت ان يشك في
أي شئ .....ليس الن .كانت صامتة أثناء تناول الطعام .وأخيرا ً قال براندت : لسوء الحظ ان النسة سلتر أضطرتالى مفارقتنا بهذه الصورة الفجائية ,أليس كذلك ؟ لكن ل بأس ,أعتقد انك سررت بزيارتها القصيرة . تبادلت صوفي وبيرز النظرات : انت تعلم أنها .....غادرت ؟ طبعا ً ,آدج أخبرني قبل ان يأخذها الىالمطار .كان من حسن حظها انها أستطاعت ايجاد مكان لها على الطائرة . هل ......هل أخبرتك عن سبب إضطرارهاالمفاجئ الى الرحيل ؟ نعم ,بسبب عملها .لكن يسعدني اناعلم انك لن تغادري يا أيف . نظرت صوفي الى صحنها .اذن ايف ذهبت كما قالت ! لكن هل حصلت على ما أرادت ؟ كادت صوفي ان تهز رأسها وهي تفكر .وأل كيف وافقت على الرحيل من دون أحداث جلبة ؟ ولكن ما هو رأي آدج فيها ...فيهما ؟ بقيت صوفي في غرفتها طوال فترة بعد الظهر .وكانت تظن بين الفينة والخرى ان آدج قد عاد ,لكنها تكتشف خطأها ,بعد ان تطل من الشرفة ,كانت أعصابها مشدودة و متوترة ,وخداها متوهجين ,ولم تستطع التفكير إل بما كان ينتظرها عندما يعود . أستلقت على سريرها بقلق متخوفة من المجابهة القريبة .ويدو انها نامت اذ انها استيقظت بعد فترة على صوت طرق الباب . -آنسة ايف ! آنسة ايف ! هل انت هناك ؟
فتحت صوفي عينيها وهرولت تفتح الباب . وقفت فيوليت أمام الباب وبدت منزعجة جدا ً . مالخطب يا فيوليت ؟ ما المر ؟ هل ....هل يمكنك ان تأتي فورا ً ,يا آنسةايف ..انه السيد براندت .وهو في مكتبه ول أعتقد انه بخير أبدا ً . نظرت صوفي الى الخادمة بهلع : ماذا تقصدين ؟ ماذا حدث له ؟ أين آدج ؟هل هو وحده ؟ وفيما هما تهبطان السلم فسرت فيوليت المر : جوزف هو الذي اخبرني ,يا آنسة .كانقد ذهب الى المدينة لحضار بعض الغراض لي ثم ذهب لرؤية السيد براندت اثر عودته . ذ .تحدث الى جوزف . كان السيد بخير وقتئ ٍ وسأله عن رحلته .ثم بعد ربع ساعة عاد جوزف ليسأله اذا كان يرغب في تناول بعض الشاي فوجده على طاولته ,واغرورقت عينا فيوليت بالدمع وسألتها : سوف يكون بخير ,أليس كذلك يا أنسةايف ؟ هزت صوفي رأسها يأسا ً .لم تعرف بماذا تفكر .هرعتا عبر القاعة ثم الى مكتب براندت .وكما وصفت فيوليت الحادث ,كان براندت ملقى فوق مكتبه فيما كان جوزف يفرك يديه بقلق ظاهر .ترددت صوفي لحظة ثم سارت نحو المكتب ووضعت أصابعها على جبهة براندت .شعرت بالنبض
لكنها هلعت عندما أحست بضعفه وهتفت محاولة المساك بزمام المور : أطلبوا الطبيب ,فيوليت ,هل يمكنكالتصال بطبيب ؟ قفزت فيوليت من مكانها . نعم يا سيدتي .هل سيكون بخير يا آنسةايف ؟ فتحت صوفي فمها كي تحتج ...لتقول انه ليس لديها ادنى فكرة عن الموضوع ثم أطبقته ثانية .كانت فيوليت وجوزف مثل الطفال الذين يحتاجون الى طمأنينة .أرادا ان تقول لهما ان كل شئ على ما يرام , قالت صوفي بثبات : اعتقد انه غاب عن الوعي فقط .هذا كل مافي المر .أفعلي كما اقول لك واتصلي بالطبيب .هل ....هل عاد السيد آدج ؟ كل ,يا آنسة ايف .أجابها جوزف ,وأّنبت صوفي نفسها لنها سألت ذلك السؤال السخيف .لو كان آدج هنا ,لمسك هو بزمام المور .هرولت فيوليت بعيدا ً كي تتصل بالطبيب وقالت صوفي لجوزف : ساعدني في وضعه على الريكة .أومأ جوزف برأسه واستطاعا معا ً نقل براندت الضخم الى الريكة ومدداه بشكل مريح .ثم جلست صوفي قرب براندت ووضعت وجهها على صدره ,شعرت أن دقات قلبه أصبحت أقوى بقليل ,لكنها لم تعلم اذا كانت تتوهم المر ام ل . وسألها جوزف :
هل هناك ما أستطيع فعله يا آنسة ايف ؟نظرت صوفي اليه وقالت : ل ,ل اعتقد ذلك .ما الذي حدث ؟ قالتفيوليت انك وجدته صحيحا ً عندما عدت من البلدة . هذا صحيح ياآنسة ايف .كانت النسةجانين معه . إهتز رأس صوفي : جانين فليمنغ ؟ نعم يا آنسة . وما الذي كانت تفعله هنا ؟هز جوزف رأسه : لست أدري يا آنسة . كل ,بالطبع لن تعرف .فكرت صوفي في المر .ما يمكن جانين ان تفعله هنا بينما آدج غائب عن المنزل ؟ مع انها قد ل تكون مدركة انه غائب .أضطرب عقلها من كثرة انشغالها .هل يعقل ان يكون لزيارة جانين علقة بحال براندت ؟ بدأت تتساءل اذا كانت جانين قد علمت بهويتها الحقيقية بطريقة ما وانتابها قلق شديد .ماذا لو انها جاءت هنا لهذا السبب ؟ ماذا لو ان معرفة براندت بحقيقة حفيدته كانت السبب في إصابته بالنوبة القلبية ؟ هناك احتمالت عدة .ولم يستطع عقلها ان يستوعبها .كانت ل تزال جالسة قرب براندت عندما سمعت وقع أقدام تقترب ورأت آدج يدخل الغرفة .انتقلت نظراته من صوفي الى الرجل ....ونهضت صوفي بارتباك عندما جاء آدج ليفحص والده .
ولدهشتها رأته يضع يده في جيب والده ويخرج علبة دواء ويأمرها : أحضري بعض الماء .وركضت تحضر كوبا ً .أجلس آدج والده قليل ً , ودفع بحبتي داء الى فمه ما جعله يصحو لوقت مكنه من ابتلعهما .ثم سكب بعض الماء في فم براندت ,ودهشت صوفي عندما رأت عينيه تطرفان .ثم مدده آدج ثانية وسألها بقسوة : ما الذي حدث ,ماذا قلت له ؟ أنا ؟ ....انا لم أقل شيئا ً .حدق آدج في وجهها للحظة ثم أستدار نحو والده قائل ً : سمعت انك طلبت الطبيب . أنا ....انا فكرت ان هذا افضل ما يمكننيفعله .هل سيتعافى ؟ آمل في ذلك ,لحسن الحظ وصلت فيالوقت المناسب . أعلم انك أخبرتني بأنه يتناول الدواء .لكن لم أكن أعلم اين الدواء ...لم أكن أعلم ماذا أفعل ! كان يمكن لروزا ان تعلم ,هل سألها أحد؟ ل أعتقد فقد جاءت فيوليت تطلبني . ل بد انها فعلت !ترددت صوفي ثم قالت : من الفضل ان اذهب .هل ستخبرني بمايقوله الطبيب ؟ أريد ان اتكلم معك في ما بعد . -نعم ..حسنا ً ...اعذرني ..
كانت صوفي ل تزال في القاعة عندما ظهرت فيوليت : سيصل الطبيب بعد قليل ,كيف أصبحالن ؟ السيد آدج معه فيوليت .النسة فليمنغكانت هنا كما أخبرني جوزف .ما الذي كانت تريده ؟ هزت فيوليت كتفيها : لم تخبرني يا آنسة ايف .فقط قالت انلديها ما تقوله للسيد براندت .أعتقد أنها كانت توصل رسالة من والدتها عن ليزا . ليزا ,رددت صوفي من دون ان تدرك ماتردد .تقصدين الفتاة ...الفتاة التي ... وفجأة لم تستطع أن تتابع الكلم ,تذكرت ليلة أمس والمشاجرة التي دارت بينها وبين ايف ,ليزا كانت واقفة خارج بابها تنصت الى الحديث ... نعم ,يا آنسة ايف تلك الفتاة التي كانتمصدر ازعاج هنا ,يبدو انها عرضت ان تعمل لحساب السيدة فليمنغ وقد قبلوا خدماتها . هل فعلوا حقا ً ؟شعرت صوفي بالوهن .وبدأت فجأة تتبين ما يجري ولم تحب ما أدركته .ما الذي سيظنه آدج عندما يعلم بالمر ؟ هل سيصدق انها لم تقل شيئا ً ؟ ماذا لو كانت جانين هي المسؤلة عن أخبار والده حقيقة المر ؟ كانت فيوليت تنظر اليها ببعض الستغراب الن وسألتها بإهتمام : هل انت على ما يرام ,يا آنسة ,واردفتم بالسيد بحنان ,ل تدعي الحادث الذي أل ّ
براندت يقلقك كثيرا ً .قال السيد آدج ان ل داعي للقلق ,فالسيد براندت سيتعافى . لكن آدج قال ذلك بالمنطق نفسه الذي قالته هي فيه .وهّزت رأسها واستطاعت ان تطمئن فيوليت وسارت ببطء الى القاعة الداخلية .ما الذي ستفعله ؟ اذا أصيب براندت فعل ً بنوبة قلبية ,اذا توفي ....لكن ل ,ل يمكن ان يحصل هذا ,خاطبت نفسها بيأس .ل يمكن ان تكون طرفا ً في مثل هذه المشكلة .عليه أن يتحسن ,مهما علم عن الحقيقة ,كيف لها أن تبقى هنا الن اذا علم براندت بالحقيقة ؟ قد ل يريد ان يراها ثانية . أما بالنسبة الى آدج ... هزت رأسها ومسحت الدموع التي أخذت تنهمر .كان البكاء ردّ فعل جبانا ً وضعيفا َ . جاءت الى هنا بإرادتها ,ولم يجبرها أحد على المجئ ,وكان عليها ان تواجه النتائج .ولكن الن ....وبإندفاع مفاجئ ,دخلت الى القاعة وأمسكت بدليل الهاتف ووجدت رقم هاتف عائلة فليمنغ .أتصلت بالرقم ورفضت ان دت الخادمة تفكر فيما كانت تفعله وعندما ر ّ طلبت التحدث الى النسة جانين فليمنغ . النسة فليمنغ ليست في المنزل ,أجابتها الخادمة بتهذيب ,هل أنادي السيدة فليمنغ . أوه ..كل ..كل ...ل بأس .بدأت صوفي ترتاح عندما سمعت أصواتا ً في الطرف الخر من الهاتف ثم أجابها صوت هوارد فليمنغ . -أيف ,ايف ,هل هذا انت ؟
ايقنت صوفي ان هوارد فليمنغ لم يكن يعلم بعد بشخصيتها الحقيقية فارتاحت بعض الشئ واجابته : نعم أردت التحدث الى جانين .لم يكنالمر مهما ً . أل أنفع أنا عوضا ً منها ؟ تبدين منزعجة .هل وقع مكروه ؟ في الواقع ,أجل .انتابت براندت وعكةونحن في انتظار الطبيب . يا الهي ! بدا هوارد متأثرا ً فعل ً ,هل فياستطاعتي ان افعل أي شئ؟ كل .شكرا ً لك .علي ان انهي حديثيمعك .اعتقد ان الطبيب وصل الن . وهكذا كان .ظهرت فيوليت التي قادته عبر ولت السلم الى مكتب براندت بينما تج ّ صوفي في غرفة الصباح والشرفة وتساءلت عن مكان وجود بيرز .ربما ذهب في المركب الشراعي .تمنت لو كان هنا الن .فهي كانت في حاجة الى وجوده قربها . ثم سمعت أصواتا ً في القاعة وسارت نحو باب الغرفة لترى الطبيب يغادر .ود ّ ل قصر زيارته على ان المر ليس خطيرا ً ,لكنها لم تتجاسر ان تؤكد استنتاجها .رافق آدج الطبيب الى سيارته ,وسارت صوفي نحو باب المكتب المفتوح .كان براندت ل يزال مستلقيا ً حيث وضعته هي وجوزف .وعيناه ل تزالن مغمضتين .لكن بدا ان تنفسه قد انتظم .كانت صوفي تهبط السلم عندما التقت آدج .
انه نائم الن ,وربما سينام بضع ساعات .لكن ليس هناك ما يقلق . أوه ,الحمدلله .كان تعبير آدج غامضا ً : اقترح عليك ان تذهبي وتتناولي بعضالشاي .يبدو أنك بحاجة الى ذلك .سوف أكلمك في ما بعد . أومأت صوفي برأسها وذهبت .على القل لن يموت براندت .وهذا أهم شئ في الموضوع . كانت ترتدي ثياب العشاء عندما جاءت خادمة تخبرها بأن مكالمة هاتفية تنتظرها . لي أنا ؟فوجئت صوفي .من يمكن ان يتصل بها ؟ تحدثت من القاعة ,وحملت السماعة بانتباه ووضعتها على اذنها بتردد . ايف هولليستر .من المتحدث ؟ شخص يعلم انك لست ايف هولليستر .قال صوت نسائي ,علمت صوفي فورا ً انه صوت جانين : فهمت انك اتصلت بي في وقت سابقاليوم . جلست صوفي حائرة على السلم .فقد فاجأتها كلمات جانين ولم يكن لديها ما تقوله . حسنا ً ؟ كان عليك ان تعلمي ان امركسينكشف عاجل ً أم آجل ً . هل .....أخبرت براندت ؟ ليس بعد .ولكني سأفعل إذا لم تغادريفورا ً .
شعرت صوفي بنفسها منهكة : تريدين مني ان أغادر ؟ي ان هذا صحيح .غدا ً إذا امكنك ,كان عل ّأعلم ان الطريقة التي كنت تنظرين فيها الى آدج ....ثم قطعت حديثها فجأة .في أي حال أنا اعلم الن ولن أتردد في كشف حيلتك !ل أعلم لماذا جئت الى ترينيداد .أو كيف حصلت على عنوان براندت ,ال اذا كانت ابنة جينيفر الحقيقية وراء كل ما يحصل .لكن من الفضل لك ان توضبي حقائبك من الن وإل سيكون لدى عائلة سانت فينسنتي أمور اخرى تشغل بالها . أدركت صوفي ان الفتاة قد أقفلت الخط بعد ددتها ولم تشك صوفي في ان حديثها .لقد ه ّ جانين عنت ما قالته .سوف تخبر براندت . فهي لم تكن تخاف خسارة أي شئ .جاءت دت صوفي عندما مكالمة هاتفية اخرى وانش ّ نهض آدج ليجيب ,لكنه بدا مشغول البال عندما عاد ولم يجلس ثم قال مخاطبا ً عمته : يجب ان اخرج يا روزا ! تعّرض بعضي ان اذهب عمالنا لمشكلة في المدينة وعل ّ سوف اراك لحقا ً . ولمعت عيناه وهو ينظر الى صوفي وأدركت انه كان ينبهها الى انها لن تنجو من الحديث المقبل معه .لكن لي هدف ؟ سألت نفسها بعد رحيله .لم يعد مهما ً اذا طلب منها البقاء او الرحيل .فجانين عنت ما قالته ,كانت ستخبر براندت .وكان على صوفي ان تقرر اذا كان من السهل عليها ان تبقى او تذهب .
عندما انتهت وجبة العشاء خرج بيرز , واندفعت صوفي خارج المنزل ونزلت السلم الى الرصيف الحجري .كان الهواء قويا ً في تلك المسية وتطاير شعرها على وجهها وأقشعّر بدنها .لكن على القل كان الهواء باردا ّ ومنعشا ً وأزال غشاوة الهم والرتياب عنها . كان الموج غير العتيادي يجعل المركب والقارب يرتطم واحدهما بالخر ,وسارت صوفي نحوهما ببطء وهي تراقب حركاتهما غافلة .لكنها تنّبهت الى ان الحبال التي تربط المركب بالمرساة كانت سائبة .فأما ان بيرز لم يربطها جيدا ً أو أن الريح هي السبب ,لكن المؤكد أن المركب كان على وشك ان ينحرف الى عرض البحر .نسيت صوفي همومها للحظة وانحنت كي تلتقط الحبل .وكادت الريح وموجة مفاجئة ان توقعاها لكنها تمكنت من استعادة توازنها وانحنت ثانية كي تربط الحبل لتكتشف ان حلقة المرساة قد تآكلت من الصدأ وهذا فسر كيف أفلت حبل المركب في الساس . نظرت حولها وهي ممسكة بالحبل تحاول ايجاد مكان مناسب لربطه به لكنها لم توفق . كان أملها الوحيد في ان تربطه الى مرسى القارب الثاني وان تأمل في ان تتحمل المرساة الثنين معا ً . إل ان يديها أصبحتا باردتين وأفلت الحبل فجأة من يدها بسبب الريح .
وتأرجح المركب كفلينة واختفى الحبل في الماء على بعد بضعة سنتيمترات في الرصيف . آه ,اللعنة !دقت صوفي في المركب الصغير بانزعاج . ح ّ لو لم تنزل الى هنا لما كانت علمت بالمر لكّنها الن ل تدري ماذا تفعل .بالكاد كان في امكانها ان تصرخ طلبا ً للنجدة في الوقت الذي كان فيه براندت طريحا ً .أذن ماذا في امكانها ان تفعل .تتركه وتأمل في أل يجرفه الموج ؟ أو تحاول ان تنقذه ؟ نظرت الى تنورتها ذات الثنايا وقميصها وفكرت أنها لو حاولت المساك بالحبل ستتسخ ثيابها .ومن ناحية اخرى فان ثيابها الداخلية تنفعها أكثر .وبحركة فجائية .خلعت ثيابها وقفزت في الماء .شعرت بلسعة البرد لكنها سرعان ما إعتادت عليها .كانت المياه ل تزال أدفأ بكثير من المياه في وطنها .واستطاعت ان تصل الى المركب , وامسكت بالحبل ,ثم استدارت وحاولت ان تجذبه نحو الشاطئ لكن لسوء الحظ عاكسته الرياح وآلمتها يدها .وشعرت بضيق فظيع ,وبدأت تشعر بقساوة البرد وعلمت ان عليها التخلي عن مهمتها عاجل ً أم آجل ً ثم أصابها تشنج ووجع مؤلم في ساقها اليسرى جعلها تشهق وتترك الحبل وتنزل تحت الماء للحظة .ثم تصعد من تحت الماء مذعورة وهي تحاول التقاط انفاسها ,غير متمكنة من تصور طريقة للعودة الى الشاطئ .وعوضا ً من ذلك ,أمسكت بجانب
القارب وقفزت الى داخله وهوت على متنه . شعرت بارتياح عارم لخروجها من الماء ولشعورها بأن تشنج ساقها بدأ يخف ,لكن وهلة الستراحة الولى أختفت وبدأت تشعر بأحاسيس اخرى .شعرت ببرد شديد جعل اسنانها تصطك ,وأخذ الشاطئ يبتعد عنها رويدا ً .ركعت وهي مذعورة وتساءلت عما يمكنها ان تفعل .حتى لو عرفت الطريقة لذلك فانها ش ّ كت في ما اذا كانت تجسر على رفع الشراع في مثل هذه الريح القوية ,وقد تسحب الريح الركب الى عرض البحر . علمت ان آملها الوحيد هو في الغطس في الماء والسباحة نحو الشاطئ .فاذا ما بقيت حيث هي ,فمن الممكن ان يحدث أي شئ لها .قد ينقلب المركب وثم ....مسدت قدمها مرة أخرى ثم وقفت ومن دون اعطاء نفسها المجال للتفكير ثانية في المر قفزت من المركب وسبحت في اتجاه الصخور .غطت المياه رأسها مرات عدة ,وبصقت الماء مرات عدة من فمها لكّنها استمّرت في السباحة ,لم تشعر بالصخور بعيدة الى هذا الحد في السابق .وأخيرا ً أقرت لنفسها بأنها لن تستطيع الوصول اليها .وكان لديها أملها الوحيد في الوصول الى الرأس الصخري دة منها .وبدا الرأس مرعبا ً على بعد امتار ع ّ ولم تر ما تتمسك به كي تخرج من الماء , لكن لم يكن لديها أي خيار ,واخيرا ً وصلت الى الرأس ,وسحبت نفسها من الماء وهي تشعر بتلشي قواها .ومزق سطح الصخرة الخشن أصابعها وهي تحاول ان تنهض .
وجدت حافة ضيقة على سطح الصخرة تكفي لدس جسمها فيها فألقت رأسها المتعب على الصخرة الخشنة .على القل كانت في مأمن في تلك اللحظة .لم تغمر المياه هذا الجزء من الرأس الصخري وفكرت أنها ستحاول السباحة الشاطئ ما ان تستجمع قواها .وشعرت بالبرد وبالتعب وبعصبية خفيفة ,لكنها نسيت متاعبها الخرى في تلك اللحظة . -10الحنان إلى البد سمعت صوفي اصواتا ً ملحة غاضبة تناهت اليها عبر المياه كموجات ,مثل ارتفاع الموج ....رفعت نظرها وحاولت ان تتحرك .شعرت بكل عظمة في جسدها تؤلمها من شدة تعبها ,رغم انها نامت ,وحاولت ان تبقى مستيقظة لكن البرد جعلها ترغب في إغلق عينيها .كانت تعلم انه يجدر بها ان تحاول العودة الى الشاطئ ,لكن المياه بدت مائجة وعدوانية واخبرت نفسها انها ستبقى لفترة اخرى .لكن الن ....الن سمعت أصواتا ً , يجب ان يراها احدهم لكن كيف لهم ان يستطيعوا ؟ فلقد خيمت الظلمة ولم يكن ثمة ضوء قمر ,والضوء الشحيح لم يكن كافيا ً كي يبين شكل ً جمد في مكانه واستلقى على الصخر ,ال اذا استطاعت لفت انظارهم بوسيلة اخرى ,استطاعت ان تتحرك ثم نظرت بيأس نحو الشاطئ .كانت ل تزال
تسمع الصوات لكنها شعرت انها تبتعد ,واذا لم تتصرف بسرعة فسوف تختفي . النجدة ,صاحت بصوت خافت ,ثم بصوتاقوى ,اوه ارجوكم ساعدوني ! حملت الريح صوتها بعيدا! ابتعدت الصوات اكثر وجعلها الرعب تصرخ بشكل هستيري : النجدة ,أوه يا الهي انا هنا ! ساعدوني !ساد الصمت للحظة وبدا كأن أسوأ مخاوفها قد تحقق ,لكنها عادت تسمع الصوات وعلمت انها تقترب نحوها . صوفي ! كان ذاك صوت آدج ,صوفيهل تستطيعين ان تسمعيني ؟ نعم ,أجابته وصوتها يضعف ,الحمد للهانك سمعتني ! دج صوتها اكثر واجهشت في بكاء ثم ته ّهز كيانها . إهدأي ,انا مقبل لنجدتك !صاح آدج ,وسمعته يوجه أوامره الى من كان برفقته .سمعت صوت محرك قارب يقترب وصوت آدج يناديها في استمرار مشجعا ً لكنها بالكاد ادركت اقترابه .فقد جعلتها الصدمة والبرد تفقد السيطرة على نفسها . وعندما اقترب القارب من الصخرة صاح آدج مرة أخرى : اذا رميت حبل ً ,هل في استطاعتكالمساك به ؟ حاولت صوفي ان تنهض نفسها : سأحاول .رمى آدج الحبل اليها .فانطرح قربها وكان من السهل عليها ان تلتقطه .لكن أصابعها
كانت متجمدة الى درجة لم تتمكن معها من التقاطه وابتعد الحبل عنها .لم يسألها آدج مرة أخرى .وبدل ً من ذلك اقترب بالقارب ثم انحنى وقفز منه الى الصخرة ليقف على حافتها بالقرب منها . أوه ,صوفي !تمتم قائل ً ثم تابع بصوت مكسور : ظننت انك قتلت نفسك ؟نظرت صوفي اليه وهي ترتجف ,وتحاول الوقوف على قدميها ,ومن دون ان يكترث لتبللها قّربها اليه واحتواها بذراعيه . يا الهي ,قال وهو يئن ,انك ترتعدين منشدة البرد ! تعالي ! لن يطول بنا المر الن يجب ان اعيدك . كانت صوفي مسرورة ان تبقى حيث هي بين ذراعي آدج .فهي تشعر بالنتماء الى هذا المكان .لم تذكر مشوار العودة الى الشاطئ كثيرا ً .غطاها جوزف الذي كان يرافق آدج بالغطية بينما قاد آدج المركب . ثم وصلوا الى الرصيف وحملها آدج نحو المنزل . إنني ثقيلة يا آدج ,في استطاعتيالمشي ! أشك في ذلك .تمتم آدج مجيبا ً ,ثم تجاهل احتجاجاتها المتلحقة .لقتهم فيوليت الى مدخل المنزل ,وبدا القلق واضحا ً على وجهها : أوه يا سيد آدج لقد وجدتها ! هل هيبخير ؟
ستصير كذلك ,اذهبي وجهزي الحمام . نعم يا سيد آدج .هرولت فيوليت صاعدة السلم ولحق بها آدج غير منزعج من حملها .وتركها تقف عندما وصل بها الى غرفتها وقال لها باقتضاب : استحمي الن ابقي ما يطيب لك منالوقت في الماء ,ل داعي للعجلة . وما ان اصبحت صوفي في المياه الدافئة حتى سألت فيوليت عن الساعة . ال تعلمين انها قاربت الثانية بعد منتصفالليل ! الثانية؟ ولكن لماذا ل يزال الجميعمستيقظين ؟ نظرت فيوليت اليها نظرة تقليدية . أوه يا آنسة يا له من سؤال ! فقد السيدآدج نصف رشده وهو يبحث عنك وارسل السيد بيرز الى عائلة فليمنغ ليرى اذا ذهبت الى منزلهم مصادفة .وقبعت صوفي في المياه الساخنة .وبدأت تشعر بالدفء مجددا ً ... ولكن ...متى افتقدني ؟ قرابة الحادية عشرة مساءا ً ,عندما عادالسيد آدج من المدينة .اراد ان يراك وعندما لم نجدك بدا مقتنعا ً بأنك هربت . رددت صوفي : هربت ؟ نعم يا آنسة صوفي ...هذا اسمك ؟نهضت صوفي واقفة في الماء . كيف عرفت اسمي ؟ -لم هذا السؤال الجميع يعلم يا آنسة .
الجميع ؟ أمتقع خدا صوفي ,براندت ...أعني ....السيد براندت ايضًا؟ الجميع .قال صوت من القاعة ,واستدارت صوفي لترى آدج مستندا ً بكسل الى الباب ,وفورا ً عادت الى الجلوس في الحوض وتخضبت وجنتاها . يجب ال تكون هنا يا سيد آدج !وّبخته فيوليت وهي تلملم ثياب صوفي وتضعها في سلة الغسيل . تستطيع ان تتحدث اليها في ما بعد . هذا ما سأفعله يا فيوليت ,قال آدجبلهجة الواثق ,ولكن استعجلي فصبري بدأ ينفد . ثم استدار وابتعد .أعياها التفكير في ما سمعته ,ولم تجسر على التفكير في ما قاله ولماذا ل يبدو غاضبا ً .أرتدت صوفي ثيابها وبعد ان اطمأنت فيوليت الى ان لديها كل ما تحتاجه غادرت الغرفة .كانت صوفي تجلس امام المرآة تسرح شعرها عندما فتح الباب وظهر آدج .دخل الغرفة بصورة مألوفة وأغلق الباب خلفه ,وبدأ قلبها يخفق بقوة . وضعت الفرشاة جانبا ً وراقبته يقترب منها في المرآة ويلمس كتفيها .ثم ابتعد عنها قليل ً وسحب علبة سكائر واشعل واحدة . لحظت ان يديه كانتا ترتعشان قليل ً وهو يشعل السيقارة .ثم سار بعيدا ً عنها نحو الشرفة .وطرق قلبها مرة أخرى .ماذا سيحدث الن ؟ هل سيعود الى تصرفه المته ّ كم مرة أخرى ؟ لكنها لم تر أي سخرية
في وجهه عندما إستدار نحوها .بل على العكس بدا تعبيره متوترا ً وسألها بهدوء : أتشعرين بأنك على ما يرام ؟ أنا ...انا بخير .اني متأسفة لنني سببتالمتاعب لكم . متاعب ؟ ورفع عينيه نحو سقف الغرفة ,أوه ,يا الهي ,لو تعلمين أي متاعب ! اني آسفة . لماذا ؟ استحق اكثر من ذلك .يا الهي ,عندما علمت انك مفقودة ,فأنا ...ثم هز رأسه ,حسنا ً ,ل يهم المر الن ,كيف وصلت الى هناك ؟ كنت أحاول اعادة المركب الشراعي . المركب ؟ وبدا فاقد التعبير ,أبحرتبالمركب ؟ كل ,لم ابحر به ..المرساة تآكلت منالصدأ وكان المركب غير مربوط ,وحاولت استرجاعه . فهمت .اذن لهذا السبب خلعت ثيابك .ياالهي عندما وجدتها ظننت فعل ً ...... ظننت ..... واستدار فجأة وكأنه لم يقو على الستمرار في الكلم وشعرت صوفي بدفق من العاطفة يسري في أوصالها .ولكن قبل ان تتمكن من قول أي شئ ,تابع حديثه : اتعلمين ,اكتشفت هذا المساء عندمااستيقظ والدي انه كان يعلم انك لست ايف . جمدت صوفي : -وهل كان هذا سبب .....سبب .....
تعنين سبب إغماءته ؟ كل ,فقط نسيان يتناول الدواء .هذا كل ما في المر . وشعرت صوفي بموجة ارتياح تغمرها . ولكن ....لكن من اخبره ..جانينقالت ..... ثم صمتت عندما رأت عيني آدج تضيقان , لكنه حثها على متابعة الكلم . نعم ,ماذا قالت جانين ؟ أوه ....أوه ل شئ . تعتقدين ان جانين أخبرته ,أليس كذلك ؟هل هددت بأن تفعل ذلك ؟ ربما فعلت ,ل أذكر . في الواقع على رغم أخطائها ,فجانينلم تخبره . اذن ....اذن كيف .... لم تتمكن صوفي ان تفهم .ونظر آدجبمرارة وقال : فتح برقية كانت موجهة اليك ظنا ً منهانها قد تكون مهمة .جلبها جوزف معه عندما عاد الى المدينة ,وانت لم تكوني موجودة وهكذا ....أعتقد انك انت التي ارسلت البرقية ! البرقية !حتى تلك اللحظة كانت صوفي قد نسيت امر البرقية التي أرسلتها ,إذ وصلت ايف في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه البرقية , نظرت بوهن الى آدج الذي تابع قائل ً : أنت أرسلتها أليس كذلك ؟ استطيع انادرك من تعبير وجهك .شكرا ً للسماء انك فعلت ذلك !
إرتبكت صوفي وسألته هامسة : ولكن لماذا ؟ أل تدركين ان تلك البرقية ترفع اللومعنك ؟ دلت كلماتها بوضوح انك وافقت على المجئ الى هنا فقط لنك أعتقدت ان براندت على وشك ان يموت وانك بالتالي متورطة في عملية البتزاز . فردت صوفي ذراعيها وسألته : ولكن كيف وصلت البرقية الى هنا ؟ بالسبل العادية .لم يكن من سبيلللهتداء إلى ايف في لندن .ومن الواضح انها أبلغت جيرانها انها ستغيب بعض الوقت .ولذلك أعيدت البرقية الى هنا . فهمت الن .قالت صوفي وأومأت برأسها .ثم أطرقت : ولكن كيف تأكد لك اني لم أرسلهاكعملية تغطية ؟ نظر إليها آدج بنفاد صبر . هل فعلت ؟ كل . اني أصدقك .انا أصدق حدسي .انتببساطة لست ذلك النوع من الشخاص . أعتقد اني علمت ذلك منذ البداية لكنني أحتجت إلى إرغام نفسي على قبول المر . إني آسف . هزت صوفي كتفيها بإرتباك : ل بأس .لم تعلم كيف تتصرف حيال ما قاله .ففي السابق كان يبدو مكروبا ً ,وربما كان يشعر بالذنب لنه عاملها بإحتقار طوال تلك
المدة .ومهما شعر من انجذاب نحوها ,فهو إحتقر نفسه كل الوقت بسبب ذلك .ثم عاد آدج ليقول : قد يفاجئك ان تعلمي بأن براندت كان قدبدأ يشك في انك إبنة جينيفر فعل ً . أنصتت صوفي بإنتباه : أصحيح هذا ؟ نعم ,إن المرء يكون صورة عن الخر منكتاباته ,ولبي خبرة طويلة في التعامل مع الناس .وبدأ يدرك انك كنت تتجنبين مناقشته في الموضوع الذي كان يتوقع منك ان تناقشيه فيه .الدوافع وراء قبول ايف زيارته .ولكن كما ترين ...واقترب آدج خطوة منها ...بدأ والدي يحبك ,يحب الشخص الذي هو أنت ,وكان خائفا ً من التفتيش عن أجوبة مر العلقة بينكما . قد تد ّ أسرعت خفقات قلب صوفي : لو كنت أعلم ... لو علمنا جميعا ً لكانت المور ابسط بكثير .لو لم تستنبط ايف هذه اللعبة الماكرة لما كنا تلقينا ,أليس كذلك ؟ أفترض ان هذه هي الحقيقة .لكن يجبان اخبرك بوجود سبب آخر دفعني الى المجئ . سبب آخر ! نعم ,قالت صوفي بإرتباك ,هناكمدرسة للتمثيل هذا الصيف في روما وكانت ايف تعلم اني ل أستطيع دفع نفقات الدراسة بمفردي ,وهكذا عرضت أن تساعدني ....
وإحتقن صوتها من شدة يأسها وتابعت : أعتقد ان هذا يجعلني سيئة مثلها ,أليسكذلك ؟ لم يقل آدج شيئا ً ,فأسرعت تتابع حديثها : والدك أخبرني انك أخذت ايف الىالمطار هذا الصباح ...أعني صباح أمس . نعم ,ولن تعبير آدج قليل ً ,اعتقد انهااصبحت في لندن الن . لكن كيف .....أعني هل قبلت ان تغادر ؟ قبلت بنتيجة المر . تعني ....تعني أعطيتها ما أرادت . بالطبع ل !وعادت الكبرياء الى نبرات صوته ثانية . ل أعطي مال ً الى أحد اذا لم أرغب فيذلك . لكنها قالت .... قالت الكثير ,قال آدج مقاطعا ً ,بما فيهاخباري بانك وافقت على المجئ الى هنا كي تذهبي الى روما ولكنها حذفت قصة مدرسة التمثيل الصيفية واخبرتني قصة مختلفة عن رجل يهمك امره ويعمل هناك ..... أوه هذا غير صحيح !قالت صوفي وحدقت فيه بصمت . أوه بل هو كذلك . لكنها كانت صديقتي ... بوجود أصدقاء مثلها لست في حاجة الىاعداء . ل ,استوعبت صوفي ما قاله ,أوه حسنا ًافترض ان هذا هو كل شئ ...أعني براندت يعلم الحقيقة ,وايف ستتدبر امورها كما هي
دائما ً .وانا سأعود الى المسرح في ساندتشيرش .واذا أتيت الى أنكلترا ,يجب ان تتصل بي ... كاد صوتها يختفي وأضطرت الى ان تشيح ة ان تهدأ . بوجهها وتنفست بعمق محاول ً فلديها من الوقت ما يكفيها لبكاء عندما يغادر .كل الوقت الى البد . سمعته يتحرك وشعرت بأنفاسه قربها ثم قال لها : هذه المدرسة الصيفية ,هل يهمك أمرهاكثيرا ً ؟ تنهدت صوفي : كانت مجرد فكرة ,هذا كل شئ .ولك أنا . اذا كنت تودين الذهاب ,سأم ّكان صوت آدج خافتا ً وواضحا ً في آن . إلتقطت صوفي أنفاسها ,وأستدارت تنظر إليه بإستغراب . لماذا .....لماذا تفعل ذلك ؟ضاقت عينا آدج : أشعر بأنك أمضيت فترة صعبة .وأحاولان افعل ما في وسعي لصلح المور . أحنت صوفي رأسها وهزته بإصرار : ل ,شكرا ً لك في أي حال .ل اعتقد انهاالفكرة جيدة . لم ل ؟ لن أربطك بشئ . أنا متأكدة من ذلك لكنني .....لكننيأفضل أل أخذ أي شئ من ....منك . لم ل ؟وأمسك آدج بها من كتفيها وهزها قليل ً :
يا الهي ,أعلم انني تصرفت بسوء فيالماضي ,أعلم انني جرحت شعورك ,لكنني ظننت انك تتآمرين علينا وكنت في كل مرة أكره المشاعر التي تثيرينها بي ..... دقت فيه صوفي : ح ّ أل تعني النجذاب ؟سألته بصوت مرتجف . حسنا ً .يحق لك قول ذلك ويحق لك انتكرهيني .ولكن أل ترين انني أحاول إصلح المور ؟ أحنت صوفي رأسها : لن يتوقع براندت مني ان ابقى الىنهاية الشهر ,أليس كذلك ؟ اعتقد انه من الفضل لكلينا لو غادرت يوم غد ....أعني اليوم ,أل توافق ؟ ل ! عليك اللعنة ,ل أعتقد ان هذا سيكونالفضل على الطلق . وارتجفت عضلة قرب فم آدج وأخذتأصابعه التي أمسكت بكتفيها تؤلمها ,أدارت صوفي رأسها وقالت له : اني متعبة الن ,وأود ان أرتاح .أرجوك ! أوه صوفي ....صوفي ل تكوني قاسية .ل أريد ان أتركك .إني أحبك . آدج ...قالت بعدم ثبات ,ثم عانقها وساد الصمت في الغرفة الدافئة المضيئة .وأخيرا ً إبتعدت صوفي عنه قليل ً تنظر إليه وأصابعها تداعب شعره : آدج ؟ ماذا قلت ؟لطف آدج خدها وهمس وهو يجذبها اليه :
سمعتني ,وأعتقد انك تعلمين بأننيأعني ما أقول . طرفت عينا صوفي : إذن لماذا تريد ان ترسلني بعيدا ً ؟تنهد آدج : ل أريد ان ابعدك .أشعر فقط ان علي انافعل . ولكن .....ولكن يجب ان تعلم بأنني .... تشعرين بأنك مغرمة بي ؟ نعم .علمتبالمر قبل الن .لكنك صغيرة وقليلة الخبرة بينما أنا ....حسنا ً تعلمين نوع الحياة التي عشتها ,كذلك سبق لي ان تزوجت . نعم ,أخبرني بيرز بالمر . هل فعل ؟ كان تعبير آدج كئيبا ً ,أوه حسنا ً ,اذن تعلمين كل شئ عني .لكن انت ..... حياتك كلها أمامك .إذا ذهبت الى المدرسة الصيفية فقد تبرعين وتصبحين مشهورة . من يعلم ؟ بالتأكيد هذا ما يجب ان أساعدك فيه . وعانقته صوفي : أوه ,آدج ,آدج ,ل تدري كم أسعدتني ! أمابالنسبة للتمثيل ....فهذا فقط للنساء العازبات . إنك تفترضين بأنني أريد القتران بك !عّلق آدج ببعض النشافة ,وتخضبت وجنتاه , لكنه هز رأسه بمكر وأضاف قائل ً : وكأنما سأقبل بأقل من ذلك ! لقد نلتمني يا حبيبتي وعندما ل يوجد سبيل للشفاء على المرء أن يستمر في تناول الدواء ! لمعت عينا صوفي :
يا لهذا الدواء ,أتسمح ؟وأقتربت منه تعانقه أكثر ثم سألته همسا ً وماذا بالنسبة الى بيرز ,أتعتقد انه يمانع؟ دفن آدج وجهه في شعرها : ل أعتقد ,فهو مولع بك .وبالتأكيدفزواجنا سيسعد والدي . فعل ً ؟ بدت صوفي متأكدة ,لم يكنيتوقع منك ان تتزوج ثانية . حتى هذا المساء .عّلق آدج مبتسما ً وتابع : أعتقد ان لديه فكرة جيدة كم تعنينبالنسبة الي ,أكثر مما كان يتصور ,وذلك عندما عصفت في هذا المكان بحثا ً عنك , وهز رأسه ,يا الهي عندما افكر فيك وانت على تلك الصخرة تحت رحمة الطبيعة .... ل تفكر بذلك ...حضنته صوفي في نعومة وبدا ان آدج استسلم لهذا الحنان الذي إبتدأ الن . The end