الخدعة الأولى

Page 1

‫‪ -1‬الخدعة الولى‬

‫ظنت صوفي انها جنت عندما وافقت على‬ ‫المجئ ‪ 0‬فماذا كانت تفعل في بورت اوف‬ ‫سباين ‪ ,‬وهي تنتظر بقلب مضطرب وصول‬ ‫جد ايف ‪ ,‬ليأخذها معه ؟ كيف تأملت لعب هذا‬ ‫الدور بمهارة فائقة ‪ ,‬فل يشك احد انها‬ ‫ليست ايف هوليستر ؟ الم يكن انتحال‬ ‫شخصية اخرى جرما ؟ ام هل يمكن اعتبار‬ ‫ذلك العمل جرما حتى عندما يكون الشخص‬ ‫المعني قد اعطاها اذنا للقيام بذلك ‪,‬ل بل‬ ‫ترجاها في الحقيقة ؟ هزت صوفي كتفيها‬ ‫كمن ل حيلة له ‪ 0‬كانت راحتا كفيها رطبتين‪,‬‬ ‫والعرق يتصبب من عنقها‪ ,‬وساقاها‬ ‫ترتجفان قليل ‪ 0‬سارت بقلق داخل غرفة‬ ‫الفندق تحاول تهدئة اعصابها ‪ ,‬وراجعت‬ ‫مرات عدة ما قالته لها ايف ‪0‬‬ ‫قالت لنفسها يجب ان ل اقلق ولكن من دون‬ ‫اقتناع حقيقي ‪ 0‬ولم يسبق لعائلة سانت‬ ‫فينسيتي فينسيتي ان رأت ايف ‪ 0‬فكيف في‬ ‫امكانها التعرف اليها او معرفة أي امر عنها‬ ‫سوى ما اختارت ان تخبرها في رسائلها؟‬ ‫في أي حال ‪ ,‬الفتاتان تشبه الواحدة الخرى‬ ‫قليل ‪ 0‬كانتا شقراوان ‪ 0‬وبينما مال شعر‬ ‫ايف الى لون فضي خفيف‪ ,‬كان شعر صوفي‬ ‫ذهبي اللون تشوبه خصلت من لون اغمق ‪0‬‬ ‫كانتا طويلتين نسبيا ‪ ,‬ونحيلتين ‪ ,‬واذا كانت‬


‫صوفي ناحلة اكثر ‪ ,‬فذلك بسبب اهمالها‬ ‫الطعام بعض الشئ ‪ 0‬اذ لم يكن اجرها‬ ‫القليل يكفيها للهتمام بصحتها ‪ 0‬بل هناك‬ ‫امور اخرى اعتبرتها اكثر أهمية! صوفي‬ ‫تعمل مديرة مسرح في ساند تشيرش ‪0‬‬ ‫وادركت ايف كم صديقتها حمقاء لقبولها‬ ‫العمل مقابل ذلك الجر الزهيد ‪0‬‬ ‫تعرفت صوفي الى ايف قبل سنوات اربع ‪,‬‬ ‫عندما كان عمرها ثمانية عشر عاما وهي‬ ‫في عملها الول في لندن ‪ 0‬ومع انها كانت‬ ‫تفضل ان تصبح ممثلة اذا ما قدر لها ان‬ ‫تختار ‪ ,‬ادركت انها تحتاج الى سبل اخرى‬ ‫لتؤمن معيشتها ‪ 0‬لذلك تعلمت الختزال‬ ‫والطباعة على اللة الكاتبة وعملت في‬ ‫احدى محطات التلفزيون المستقلة ‪0‬‬ ‫كانت ايف صحافية شابة وناضجة ‪ ,‬وصنعت‬ ‫لنفسها اسما في فليت ستريت وساعدت‬ ‫صوفي عندما جاءت لتكتب مقال عن محطة‬ ‫التلفزيون ‪ 0‬وغدت الفتاتان صديقتان فورا ‪0‬‬ ‫رغم تناقضهما ‪ 0‬تمتعا بالرفقة من البداية ‪0‬‬ ‫وعندما اسّرت صوفي الى ايف برغبتها في‬ ‫ان تصبح ممثلة ‪ ,‬استعملت الخيرة نفوذها‬ ‫وفتحت لها المجال للعمل كمديرة مسرح‬ ‫في ساندتشيرش ‪ 0‬وبالطبع ‪ ,‬ايقنت صوفي‬ ‫ان ايف لم تتوقع منها البقاء في هذا العمل ‪,‬‬ ‫لكنها بقيت ‪ ,‬وكانت سعيدة بطريقتها‬ ‫الخاصة خلل الثلث سنوات ونصف السنة‬ ‫الماضية ‪ 0‬لم يكن لديها الكثير من المال ‪ 0‬ال‬ ‫انها كسبت الكثير من الصدقاء ‪ ,‬كما كانت‬ ‫تمضي عطلت نهاية السبوع في لندن مع‬


‫ايف من وقت الى آخر ‪ 0‬حتى بدت ايف كأنها‬ ‫تحيا حياة اكثر أثارة من صوفي ‪ ,‬على رغم‬ ‫ارتباط الخيرة بالمسرح ‪ 0‬اذ دعيت كثيرا الى‬ ‫الحفلت كما حصلت على اجازات مجانية‬ ‫لتغطية بعض الحداث ‪ 0‬زاد عدد اصدقائها‬ ‫ولم تكن تمضي وقتا طويل مع والدها‬ ‫المتقاعد الذي كان يقيم في كينغستون ‪0‬‬ ‫ولم يكن امام ايف سوى ان تخبر صوفي بأن‬ ‫امها توفيت اثناء ولدتها وان والدها يلومها‬ ‫‪000‬‬ ‫رأت صوفي في ذلك الوضع مأساة‪ ,‬فقد‬ ‫رعتها عمتها المسنه في طفولتها ولم‬ ‫تعرف معنى إن يكون لها ابوان ‪ 0‬وشعرت‬ ‫عندما تصورت انها مكان ايف بأنها كانت‬ ‫ستجد من الضروري إن تحاول جهدها‬ ‫لتبرهن لوالدها بأن وجودهما وحيدين يعني‬ ‫تأليا ضرورة اهتمام الواحد منهما بألخر ‪0‬‬ ‫ولكن المر ل يخصها ‪ 0‬ولم يكن في‬ ‫استطاعتها إن تفعل اكثر من تذكير ايف‬ ‫أحيانا بضرورة اكثار زياراتها لوالدها ‪0‬‬ ‫توفي والد ايف قبل نحو سته اشهر‬ ‫وحضرت الدفن مع صوفي واخبرتها في ما‬ ‫بعد انها يجب إن تبلغ عائلة والدتها بالمر ‪0‬‬ ‫كانت هذه هي المرة الولى التي سمعت‬ ‫فيها صوفي عن عائلة والدة ايف وتفاجأت‬ ‫عندما علمت بأنها عائلة ثرية وتملك مزارع‬ ‫شاسعة في ترينيداد ‪0‬‬ ‫وعندما اخبرتها ايف إن والدتها هربت كي‬ ‫تتزوج جيمس هولليستر وهي في الثامنه‬ ‫عشرة من عمرها ‪ ,‬فهمت صوفي لماذا لم‬


‫تسمع ايف تذكر شئ عن عائلة والدتها ‪0‬‬ ‫لكنها الن تعرف القصة كلها ‪ 0‬كان والد ايف‬ ‫مهندسا يعمل في مشروع عمراني في‬ ‫ترينيداد عندما قابل والدتها ‪ 0‬واعتبر جيمس‬ ‫هولليستر بأنه غير لئق بالعائلة وغير‬ ‫متكافئ من حيث الثراء مع عائلة سانت‬ ‫فينسيتي اضافة الى إن والدة ايف كانت‬ ‫مخطوبة لبن عائلة ثرية اخرى في الجزيرة‬ ‫‪ 0‬لكن ايف قالت ببعض السخرية انهما احبا‬ ‫بعضهما البعض من النظرة الولى ‪ 0‬وهرب‬ ‫الحبيبان الى انكلترا ولم يعودا الى ترينيداد‬ ‫ابدا ‪ 0‬وبالطبع ‪ ,‬قاطع جدها ابنته تماما ‪ ,‬ولم‬ ‫يلن قلبه ‪ ,‬حتى عندما علم انها توفيت وهي‬ ‫تضع مولودتها ‪ 0‬انفطر قلب والد ايف لوفاة‬ ‫زوجته ‪ ,‬على رغم رعايته الجيده ليف ‪ ,‬لكنه‬ ‫لم يهتم بها كثيرا ‪ 0‬فترعرعت في كنف‬ ‫عماتها ودرست في مدرسة داخليه ‪ ,‬واخيرا‬ ‫مكنتها موهبتها الكتابيه من الحصول على‬ ‫احد المناصب الكثر اجرا في الصحافة‬ ‫البريطانية ‪0‬‬ ‫لم تسمع صوفي المزيد عن سانت فينسيتي‬ ‫ال لسابيع قليلة خلت‪ ,‬عندما دعتها ايف الى‬ ‫تمضية عطلة نهاية السبوع في شقتها‪.‬‬ ‫واخبرتها بأنها كانت تراسل جدها خلل‬ ‫الشهور القليلة الماضية ويبدو إن قلبه قد‬ ‫لن على مر السنين لنه أجابها فورا على‬ ‫الرساله المتعلقه بوفاة والدها وكتب اليها‬ ‫رسائل عده‪.‬‬ ‫سرت صوفي لخبار صديقتها‪ .‬وظنت إن‬ ‫ايف ستعرف أخيرا بهجة العيش الي عائله‬


‫حقيقيه‪ .‬لكن ايف كانت غامضة كالعادة‪..‬‬ ‫واعترفت بأن الصلح اول المر مع عائلة‬ ‫والدتها قد راقت لها ولكن جدها اقترح إن‬ ‫تأتي الى ترينيداد ‪ ,‬الى منزله في بوانتي‬ ‫سانت فينسيتي لقضاء بضع اسابيع تتعرف‬ ‫خللها الى اقاربها‪.‬‬ ‫قالت ايف‪:‬‬ ‫_هل تستطيعين إن تتصوري ياعزيزتي إن‬ ‫انقطع انا عن المدينة لبضعة اسابيع! يا‬ ‫للسماء سوف اجن حتما!‬ ‫لم تعرف صوفي بماذا تجيب‪ .‬فمن ناحية‬ ‫كانت تفهم تمنع ايف‪,‬فهي ببساطة من‬ ‫النوع الذي ليستطيع العيش من دون النمط‬ ‫الصاخب في حياتها الراهنة‪ .‬ال انها من‬ ‫ناحية اخرى كتبت رسائل لجدها مهدت فيها‬ ‫طلبه هذا‪.‬‬ ‫وأخيرا سألتها صوفي ‪:‬‬ ‫_ماذا تزمعين إن تفعلي اذن?‬ ‫ فكرت انك تحبين الذهاب عوضا عني‪.‬‬‫وقبل إن تتمكن صوفي من الحتجاج ‪,‬تابعت‪:‬‬ ‫ لتقولي ل فورا ‪ .‬فكري في المر‪.‬‬‫تنهدت صوفي بعمق‪:‬‬ ‫‪ ‬ليمكن إن تكوني جادة!‬ ‫لما ل ‪00‬؟‬ ‫‪‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬لن المر مستحيل !‬‫‪‬‬ ‫لماذا ؟‬ ‫‪‬‬ ‫نظرت صوفي في عيني ايف علها تجد‬ ‫دليل على انها تمزح فقط ‪ ,.‬ول داعي لخذ‬ ‫كلمها على محمل الجد ‪0‬‬ ‫ايف!‬ ‫‪‬‬


‫اصغي الي يا صوفي ‪ 0‬الم تخبريني‬ ‫‪‬‬ ‫منذ بضعه اسابيع إن رودريك هارفي‬ ‫نظم مدرسة للممثلين في روما هذه‬ ‫السنه؟‬ ‫ نعم بالطبع ‪0‬‬‫ حسنا ‪0‬ال تحبين الذهاب ؟‬‫ونظرت صوفي الى صديقتها مندهشه‪:‬‬ ‫ احضر المدرسه الصيفية؟‬‫ نعم ‪ ,‬بأمكاني ترتيب المر ‪0‬‬‫ لكن ليس بأمكاني تحمل النفقات ‪0‬‬‫ انا استطيع ذلك ‪0‬‬‫آه يا ايف ‪ ,‬بحق السماء ‪ ,‬ماذا تحاولين إن‬ ‫تقولي؟ اذا ذهبت الى ترينيداد عوضا عنك‬ ‫سترتبين امر ذهابي الى مدرسه رودريك‬ ‫هارفي في الصيف؟‬ ‫هذا صحيح ‪0‬‬‫ذهلت صوفي وقالت ‪:‬‬ ‫ولكن لماذا ؟ لماذا تفعلين ذلك؟‬ ‫‪‬‬ ‫نهضت ايف ومشت حافية القدمين على‬ ‫السجاده الوثيره في الغرفة ‪0‬‬ ‫ هل يجب إن يكون هناك سبب ؟ اننا‬‫صديقتان ‪ 0‬وظننت إن واحدتنا يمكن إن‬ ‫تساعد الخرى من دون اسباب كثيرة لذلك ‪0‬‬ ‫بسطت صوفي ساقيها امامها ‪:‬‬ ‫انت تعلمين انني افعل أي شئ لساعدك يا‬‫ايف ‪ 0‬ولكن هذا المر مختلف ‪0‬‬ ‫ كيف ذلك ؟‬‫‪-‬انت تعلمين كيف ‪0‬‬


‫ونظرت صوفي الى ثقب صغير في سروالها‬ ‫محاولة عدم التفكير في العرض الذي كانت‬ ‫ترفضه ‪0‬‬ ‫ل اعلم ‪0‬‬‫أجابتها ايف واسندت جسمها بأهمال الى‬ ‫رف الموقد واضافت ‪:‬‬ ‫ ها انذا اعرض عليك ليس فقط فرصة‬‫لحضور المدرسة الصيفية ‪ 0‬بل ايضا عطلة‬ ‫لسابيع عدة في احدى الجزر الكثر اثارة‬ ‫في العالم ‪0‬ظننت انك ستقبلين بحماسة ‪0‬‬ ‫ هل كنت تقبلين انت؟‬‫اجابت ايف ‪:‬‬ ‫ نعم اقبل ‪ 0‬حقيقة يا صوفي اين روح‬‫المغامرة لديك؟ ال تريدين رؤية شئ من هذا‬ ‫العالم وتستمتعين به قبل إن تصبحي اكبر‬ ‫سنا ؟ لن تحققي شيئا وانت تعملين في‬ ‫مسرح من الدرجة الثالثة في ساند تشير‬ ‫تخضبت وجنتا صوفي وقالت ‪:‬‬ ‫ ليس مسرحا من الدرجة الثالثة ‪ 0‬وانا‬‫مسرورة لنك ذكرتني بأنني اعمل هناك!‬ ‫ في امكانك اخذ اجازة من العمل ‪0‬‬‫قالت ايف بنفاذ صبر واضافت‪:‬‬ ‫ يمكنهم الستغناء عنك كما تعلمين ‪0‬‬‫كان في امكان ايف إن تكون قاسية اذا‬ ‫عارضها احد ‪ ,‬وصوفي على علم بذلك منذ‬ ‫بداية صداقتهما‪ ,‬فحاولت ال تتأثر بما قالته ‪0‬‬ ‫وادركت انها تتبع هذا السلوب لتقنعها‬ ‫بتغيير رأيها ‪ ,‬وبدت ايف مدركة إن اسلوبها‬ ‫لن يوصلها الى نتيجة ‪ ,‬فتنهدت ثم قالت‬ ‫معتذرة‪:‬‬


‫ اني آسفة يا صوفي ‪ 0‬انا سيئة ‪0‬لكنني كنت‬‫اعتمد عليك لخراجي من هذه الورطة ‪0‬‬ ‫ونظرت اليها صوفي قائلة‪:‬‬ ‫ أي ورطة؟‬‫هزت ايف كتفيها وبحثت عن علبة السجائر ‪0‬‬ ‫قدمتها الى صوفي التي اعتذرت ‪ ,‬لنها نادرا‬ ‫ما تدخن ال اذا عانت من توتر عصبي في‬ ‫ليلة افتتاح احدى المسرحيات ‪0‬‬ ‫ لقد وافقت على الذهاب الى بوانتي سانت‬‫فينسيتي ‪0‬‬ ‫سألت صوفي بدهشة ‪:‬‬ ‫ ولكن لماذا؟‬‫هزت ايف كتفيها ‪ ,‬قائلة‪:‬‬ ‫ آه انت تعلمين كيف تحدث مثل هذه‬‫الشياء ‪ 0‬يبدأ الواحد منا امرا كهذا ‪ 0‬لكن‬ ‫سرعان ما يفلت زمام المر من بين يديه ‪0‬‬ ‫ ولكن كان عليك التأكد اذا كنت تريدين‬‫الذهاب‬ ‫ام ل !‬ ‫ انت ل تفهمين ‪ 0‬ظن جدي في رسائله‬‫بأنني اود الذهاب الى ترينيداد ‪0‬‬ ‫ويبدو واضحا انه ندم كثيرا على ما حدث قبل‬ ‫خمسة وعشرين عاما ‪ 0‬ويريد التعويض عن‬ ‫ذلك الن ‪ 0‬اعتقد انه يراني يتيمة ووحيده‬ ‫ومن دون عائلة بعد وفاة والدي ‪0‬‬ ‫ في الواقع هذا صحيح ‪0‬‬‫ نعم ‪ 0‬ولكن ليس كما يعتقد هو ‪ 0‬اعني‬‫‪000‬اخر امر ارغب فيه هو والد هرم يترقب‬ ‫تحركاتي !‬


‫وتنهدت صوفي ‪ 0‬كان واضحا إن الصورة‬ ‫التي كونها جد ايف عنها مختلفة لدرجة‬ ‫عظيمة عن حقيقتها ‪ 0‬ثم قالت لها‪:‬‬ ‫ ما عليك إل إن تكتبي وتبلغيه بأن عملك لن‬‫يسمح لك بالذهاب في هذا الوقت ‪0‬‬ ‫اجابت ايف بأصرار ‪:‬‬ ‫ل ‪,‬ل اريد إن افعل ذلك ‪0‬‬‫لماذا؟‬‫ حسنا ‪000‬ل تغضبي اذا قلت لك ‪0‬‬‫ اذا قلت ماذا ؟‬‫وأسندت صوفي ذقنها الى يدها ‪0‬‬ ‫ حسنا هم ل يعلمون إنني صحافية ‪0‬‬‫ ماذا ؟‬‫ انها الحقيقة ‪ 0‬كانت لعبة لعبتها ‪0‬‬‫ لعبة؟‬‫ نعم ‪00‬‬‫ثم اضافت ايف بتردد‪:‬‬ ‫ عندما كتبت اخبر جدي بوفاة ابي ‪ ,‬لم اذكر‬‫طبيعة عملي و وعندما رد على رسالتي كان‬ ‫واضحا انه ظن انني اعمل كسكرتيرة ‪,‬‬ ‫وتركته يستمر في اعتقاده هذا ‪0‬‬ ‫ ولكن لماذا؟‬‫ آه ‪ ,‬اعتقد انني لو اخبرته كوني صحافية‬‫لحطمت الصورة التي كونها عني ‪0‬‬ ‫ بأي طريقة؟‬‫ حسنا الصحافيون ‪000‬وخاصة النساء هم‬‫عادة من النوع الواثق من ذاته والقاسي اذا‬ ‫جاز التعبير ‪ 0‬وعلمت إن جدي لن يستجيب‬ ‫لنسان من هذا النوع ‪ ,‬لذا تظاهرت انني‬ ‫اعمل سكرتيره ‪0‬‬


‫ آه ايف!‬‫هزت ايف كتفيها ‪ 0‬فعادت صوفي لتسأل ‪:‬‬ ‫ وماذا في ذلك؟ ثم ما علقة هذا المر‬‫بذهابك ؟‬ ‫ جدي رجل عجوز ‪ ,‬اسعدته رسائلي ‪ ,‬واعدت‬‫اليه ثقته بنفسه ‪ 0‬اذا رفضت الذهاب الن ‪,‬‬ ‫ففي وسعك إن تري ذلك جيدا ‪0‬‬ ‫تعلق هذا الرجل بايف وبالراحة التي وجدها‬ ‫في رسائلها والمل على رؤيتها وتمضيه‬ ‫اواخر ايامه معها ‪ 0‬فكيف سيكون في‬ ‫وسعها إن تخيب امله الن ؟‬ ‫شعرت صوفي بايف تحدق فيها ‪ ,‬وقالت لها‬ ‫وهي تهتز بضعف ‪:‬‬ ‫ عليك ال تذهبي ‪0‬‬‫ لكنني ل استطيع ‪0‬‬‫ تعنين انك لن تذهبي ‪0‬‬‫ كل اعني انني ل استطيع ‪ 0‬عدا عن أي امر‬‫آخر ‪ ,‬لدي مهمة قريبا مع جون فيلوز تعرفين‬ ‫من هو جون فيلوز ‪ ,‬اليس كذلك؟‬ ‫كانت صوفي قد سمعت به وأومأت برأسها‬ ‫وتابعت ايف حديثها ‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬عرضت علينا انا وجون فرصة‬‫الذهاب الى الشرق الوسط الصحيفة تريد‬ ‫منا تحضير سلسلة مقالت عن رجال الدولة‬ ‫في الشرق الوسط ‪ ,‬واذا نجحت المهمة‬ ‫فمن يعلم الى اين قد تؤدي ؟‬ ‫اشارت صوفي بيدها معترضة وقالت ‪:‬‬ ‫ رويدك لحظة ‪ 0‬رويدك ‪ 0‬فأنا ل شأن لي‬‫بالمر ‪ 0‬تبدو رحلتك عظيمة ‪ ,‬اعني رحلة‬


‫الشرق الوسط ‪ ,‬ولكن فيما يختص بجدك‬ ‫‪000‬‬ ‫ يا عزيزتي ‪ ,‬هل ستحرمينني فرصة العمل‬‫مع جون ؟ هذا ما كنت اخطط له منذ اعوام ‪0‬‬ ‫ ايف ‪ 0‬ل علقة لي بالمر !ل يمكنك فعل‬‫المرين معا ‪ ,‬عليك إن تختاري ‪0‬‬ ‫ساد الصمت فترة طويلة ثم قالت ايف‬ ‫بتمهل ‪:‬‬ ‫ وانا اعتقدت انك صديقتي!‬‫ انا صديقتك ‪0‬‬‫ الصدقاء يتعاونون ‪ 0‬كما ساعدتك انا عندما‬‫اردت ترك عملك في الطباعة والنضمام الى‬ ‫الشركة المسرحية ‪0‬‬ ‫ ولكن المر يختلف تماما ‪0‬‬‫ كيف ذلك؟ من دون مساعدتي لكنت الى‬‫الن تضربين على الله الكاتبه في اغلب‬ ‫الظن ‪ 0‬إن شق طريقك بمفردك في عالم‬ ‫المسرح ليس بالمر السهل ‪0‬‬ ‫ اعلم ذلك ‪ ,‬ولكن ‪00‬‬‫ ولكن ماذا؟ كنت ستتمكنين من ذلك في أي‬‫حال ؟‬ ‫ لم اقل ذلك ‪0‬‬‫شعرت صوفي بالصدمة‪:‬‬ ‫ ايف ‪ ,‬هل تدركين ما تطلبين مني القيام‬‫به ؟‬ ‫ نعم ‪ 0‬اني اطلب منك قضاء بضعة اسابيع‬‫في مزرعة في جزر الهند الغربية متظاهرة‬ ‫بأنك انا ‪ 0‬وبهذا تساعدين رجل عجوزا على‬ ‫الموت بسعادة ‪0‬‬ ‫‪ -‬تجعلين المر يبدو شديد السهولة !‬


‫ انه سهل ‪ 0‬اين المشكلة ؟ لم يقابلوني قط‬‫‪ 0‬ل يعلمون عني أي شئ سوى ما اخترت إن‬ ‫اكتبه في رسائلي ‪ 0‬تقولين انك ترغبين في‬ ‫إن تصبحي ممثلة ‪ 0‬حسنا هذه فرصتك‬ ‫لتبرهني مقدرتك ‪ 0‬بعدها هناك المدرسة‬ ‫الصيفية في روما بانتظارك ‪0‬‬ ‫مررت صوفي اصابعها في شعرها الكثيف‬ ‫المنسدل على كتفيها ‪ 0‬وقالت ‪:‬‬ ‫ انك تعقدين المور يا ايف!‬‫انتهزت ايف الفرصة واقتربت من صوفي‬ ‫واخذت يديها وقالت ‪:‬‬ ‫يا عزيزتي ‪ ,‬انا ل اريد ابتزازك ‪ ,‬ولكن ال‬‫تستطيعين إن تري انه بامكانك القيام‬ ‫بالمر! ال تريدين إن تكوني مسؤولة عن‬ ‫ادخال بعض السعادة الى حياة براندت سانت‬ ‫فينسيتي ؟‬ ‫رف جفنا صوفي وقالت بدهشة ‪:‬‬ ‫ براندت سانت فينسيتي ؟ هل هذا اسم‬‫جدك ؟‬ ‫اومأت ايف باليجاب ‪ 0‬عادت تسأل ‪:‬‬ ‫ هل لديك ‪0000‬جدة ‪0‬‬‫هزت ايف رأسها نفيا ‪:‬‬ ‫ كل ‪ ,‬ماتت قبل نحو عشر سنين ‪0‬‬‫ وهذا الرجل المسن ‪000‬هل يعيش بمفرده؟‬‫ كل ‪ ,‬هناك ابنه ‪000‬خالي المدعو آدج ‪0‬‬‫قالت صوفي محاولة ال تظهر اهتماما‪:‬‬ ‫ آدج ؟ وهل يعيش مع جدك؟‬‫ نعم ‪0‬‬‫‪ -‬وهو غير متزوج؟‬


‫ انه ارمل ‪ 0‬اتصور انه مدير اعمال جدي ‪0‬‬‫لبد انه في منتصف العمر الن ‪0‬‬ ‫ هل ‪000‬هل هما العائلة كلها؟‬‫ كل ‪ 0‬هناك عمة امي روزاليندا وينادونها‬‫روزا على ما اعتقد ‪ 0‬هكذا اشار جدي الى‬ ‫اسمها في رسائله ‪0‬‬ ‫سحبت صوفي يدها من يد ايف وازاحت‬ ‫الشعر عن وجهها ‪0‬‬ ‫ اهذا كل شئ ؟‬‫ حسبما اعتقد ‪ 0‬في أي حال‪ ,‬ليس من‬‫المتوقع إن تعلمي اكثر مما ذكر في‬ ‫الرسائل ‪ 0‬في امكانك قراءتها اذا احببت ‪0‬‬ ‫وعندها ستعلمين بكل التفاصيل مباشرة ‪0‬‬ ‫ كل ‪ 0‬شكرا ‪0‬‬‫قالت صوفي ذلك وشعرت بشئ من النفور‬ ‫من الفكرة ‪ ,‬فقد كتب جد ايف تلك الرسائل‬ ‫بصدق ‪ 0‬ولم يكن يتوقع إن تعرض رسائله‬ ‫على اصدقائها ‪0‬‬ ‫نظرت ايف اليها بنفاد صبر وسألتها‪:‬‬ ‫ حسنا ؟ هل ستذهبين؟‬‫هزت صوفي رأسها وقالت‪:‬‬ ‫ل ادري ‪ ,‬حقا ل ادري ‪ 0‬اعطني بعض الوقت‬‫لفكر بالمر ‪0‬‬ ‫ولكنها بالطبع كانت قد قبلت ضمنا ‪ 0‬كما‬ ‫علمت ايف منذ البداية ‪0‬‬ ‫حاولت صوفي إن تقنع نفسها بأن دوافعها‬ ‫كانت في الساس تجنيب براندت سانت‬ ‫فينسيتي ‪ ,‬الصابة بخيبة امل ‪ 0‬لكنها في‬ ‫داخلها احتقرت نفسها لن ذهابها المقترح‬


‫الى مدرسة الممثلين الصيفية هو الذي‬ ‫ساعد في تقبلها فكرة الذهاب ‪0‬‬ ‫والن هاهي في غرفة الفندق في بورت‬ ‫اوف سباين ‪ 0‬تنتظر بنفاد صبر مجئ جد ايف‬ ‫ليلتقي حفيدته المفقوده ‪ 0‬كانت ايف قد‬ ‫اقترحت عليها النتظار الى حين وصولها‬ ‫الى بورت اوف سباين ثم التصال بعائلة‬ ‫سانت فينسيتي ‪ 0‬فبهذه الطريقة تتجنب‬ ‫تعرضها الى أي ارتباك في معاملت الدخول‬ ‫الرسمية ‪ 0‬واندهشت صوفي من قدرة ايف‬ ‫على النحراف اذا تطلب المر منها ذلك ‪0‬‬ ‫واخذت تتساءل عن مدى معرفتها لها بعد‬ ‫كل هذه العوام ‪0‬‬ ‫وقفت قرب النافذة تنظر الى الشارع‬ ‫المزدحم ‪ 0‬كانت ايف قد الحت عليها إن‬ ‫تقيم في فندق فخم يقع في وسط المدينة‬ ‫باهظ الكلفة جدا ‪0‬‬ ‫وتساءلت صوفي اذا كان في امكانها‬ ‫الستمرار في القامة فيه اكثر مما توقعت‬ ‫من دون إن يأتي ذلك على كل ما لديها من‬ ‫نقود ‪ 0‬واخافها الزدحام البشري الذي رأته‬ ‫من النافذة بعض الشئ ‪ 0‬وهي لم تكن‬ ‫سافرت كثيرا من قبل ‪ ,‬وشعورها الن بأنها‬ ‫لم تكن تعرف أي شخص بين هؤل الناس‬ ‫المتنوعي الجنسيات والعراق كان شعورا‬ ‫مخيفا ‪0‬‬ ‫رأت نساء هنديات يلبسن الساري ‪ ,‬ورجال‬ ‫اميركيين يلبسون قمصانا ترمز الى جزر‬ ‫هاواي وقبعات من القش ورجال يعتمرون‬ ‫العمامات والطرابيش ‪ ,‬وفتيات صينيات‬


‫جميلت ذوات بشرة زيتونية اللون يلبسن‬ ‫ثيابا رائعة التصاميم ‪ ,‬ونساء افريقيات‬ ‫يحملن رزما هائلة على رؤوسهن برشاقة‬ ‫طبيعية ‪0‬‬ ‫وصدحت ابواق السيارات ودوت اجراس‬ ‫الدراجات الهوائية ‪ ,‬اما الذين كانوا جسورين‬ ‫الى درجة كافية لركوب الباصات الزاهية‬ ‫اللوان ‪ ,‬فتعلقوا بالبواب يقفزون من‬ ‫الباص واليه حيثما احبوا ‪0‬عكس المنظر‬ ‫اثارة ومتعة كانتا غريبتين عن صوفي تماما ‪0‬‬ ‫وفجأة رن جرس الهاتف عاليا قرب السرير ‪,‬‬ ‫كادت صوفي إن تقفز من الهلع ‪ 0‬واستدارت‬ ‫تنظر اليه وشعرت بخوف حقيقي يجتاحها ‪0‬‬ ‫فعائلة سانت فينسيتي كانت الوحيدة في‬ ‫هذا المكان التي عرفت انها موجودة في‬ ‫بورت اوف سباين ولبد إن هذه المكان لها‬ ‫علقة بها ‪ 0‬فجأة شعرت بأنها ل تستطيع‬ ‫الستمرار وسمعت الهاتف يرن ويرن في‬ ‫موجات خوف غير معقولة اجتاحتها ‪0‬‬ ‫توقف الرنين واعادها الصمت الذي تله الى‬ ‫رشدها ‪ 0‬وانهارت يداها الى جانبيها ‪ ,‬واخذت‬ ‫تتنفس بعمق محاولة تهدئة اعصابها‬ ‫المضطربة ‪ 0‬كان عليها الجابة على‬ ‫المكالمة ‪ ,‬قالت لنفسها بحزم ‪ 0‬ماذا لو إن‬ ‫عاملة الهاتف فكرت في إن تنظر الى اسم‬ ‫من يشغل الغرفة ذات الرقم ‪ 75‬؟ ماذا لو‬ ‫اكتشفت انها ليست النسه هوليستر بل‬ ‫النسة سلتر ؟ اضطرب قلب صوفي وعبرت‬ ‫الغرفة بسرعة وجلست على حافة السرير‬ ‫ورمقت سماعة الهاتف ‪0‬‬


‫كانت هذه فكرة منحرفة اخري من افكار‬ ‫ايف ‪ :‬إن تقيم في فندق كبير ل يتذكر‬ ‫العاملون فيه اسماء جميع النزلء ‪ ,‬ومن ثم‬ ‫تضع رقم الغرفة فقط في رسالتها الى‬ ‫سانت فينسيتي ‪ ,‬وبالطبع كان عليها إن‬ ‫تحجز غرفة بأسمها الحقيقي ‪ ,‬لنهم طلبوا‬ ‫جواز سفرها للتحقق من شخصيتها ‪ 0‬ولكن‬ ‫ماذا يمكن إن يحدث الن اذا كانت عاملة‬ ‫الهاتف تبحث في سجلت الفندق وتبلغ‬ ‫الشخص الذي يحاول التصال بها انه ل يوجد‬ ‫احد بأسم هوليستر في الفندق؟‬ ‫عندما اجابت عاملة الهاتف ‪ 0‬قالت صوفي ‪:‬‬ ‫ هل كنت تحاولين التصال بي ؟ اخشى‬‫انني كنت في الحمام ‪0‬‬ ‫ النسه هوليستر؟‬‫سألت عاملة الهاتف بتهذيب ‪:‬‬ ‫ نعم ‪0‬‬‫وعقدت صوفي اصابعها ‪0‬‬ ‫ هناك خط في الحمام يا آنسه هوليستر ‪0‬‬‫اخبرتها عاملة الهاتف بنعومة ‪ 0‬ثم تابعت ‪:‬‬ ‫ حاولنا معرفة مكانك ‪ 0‬هناك رجل في‬‫الردهة ينتظر إن يراك ‪ ,‬السيد سانت‬ ‫فينسيتي ‪0‬‬ ‫سانت فينسيتي ! كاد ذكر السم إن يحطم‬ ‫كل ثقتها الجديدة بنفسها ‪ 0‬انه الن في‬ ‫الردهة ‪ 0‬لم تتوقع منه المجئ قبل إن يتصل‬ ‫بها اول ‪0‬‬ ‫واستطاعت إن تحافظ على نبرة هادئة في‬ ‫صوتها ‪ ,‬وقالت ‪:‬‬


‫ عرفت سوف احضر ‪ 0‬اعطيني خمس دقائق‬‫‪0‬‬ ‫ حسنا جدا يا آنسة هوليستر ‪ 0‬سأبلغ السيد‬‫سانت فينسيتي انك ستحضرين فورا ‪0‬‬ ‫ شكرا لك ‪0‬‬‫اعادت صوفي السماعة ونظرت الى‬ ‫فستانها القطني البسيط الذي كانت ترتديه‬ ‫‪ 0‬هل كانت ايف سترتدي هذا النوع من‬ ‫الملبس في لقائها الول لجدها؟ ام هل‬ ‫كان عليها ارتداء ملبس اكثر وقارا ؟ هزت‬ ‫كتفيها ‪ 0‬ايف لم ترد لها إن تتصرف بصورة‬ ‫تختلف عن الصورة العادية ‪ 0‬وبدا الفستان‬ ‫الزرق الفاتح ناعما جدا وجذابا يتماشى‬ ‫وبشرتها الباهتة ‪0‬‬ ‫تنهدت عميقا ونهضت الى المرآة تنظر الى‬ ‫وجهها ‪ 0‬بدا خداها شاحبين وعيناها‬ ‫الرماديتين كانتا تلومانها على ما كانت‬ ‫توشك القيام به ‪ 0‬ولكن الوقت دهمها الن‬ ‫ولن تستطيع التراجع ‪ 0‬هي الن وعليها‬ ‫القيام بعمل تعهدته ‪0‬‬ ‫عندما دخلت مصعدا شغله فتى محلي داكن‬ ‫البشرة ‪ ,‬ابتسم لها وعلق بمرح على‬ ‫الطقس وهما يهبطان الطوابق السته التى‬ ‫تفصلهما عن الطابق الرضي ‪0‬‬ ‫كانت ترتجف وهي تسير نحو الردهة ‪ ,‬ولكن‬ ‫كان عليها الستمرار ‪0‬‬ ‫عبرت قرب طاولة الستقبال وهي تتفحص‬ ‫الرجال الذين يقفون وحيدين او جماعات ‪,‬‬ ‫لكن احدا منهم لم يبد مسنا الى درجة توحي‬ ‫بأنه جد ايف ‪0‬‬


‫موظف الستقبال شاب نحيل هندي الصل‬ ‫ابتسم مرحبا عندما اقتربت منه ‪0‬‬ ‫ انا ‪000‬انا النسه هوليستر ‪0‬‬‫قالت بصوت اقرب الى الهمس ‪:‬‬ ‫ فهمت إن احدا ما ينتظرني ‪0‬‬‫ آه اجل يا انسه هوليستر ‪ 0‬إن السيد سانت‬‫فينسيتي ينتظرك في ردهة كينغستون ‪0‬‬ ‫ كينغستون؟ أين ‪ ,‬اين هي ؟‬‫ عبر ذاك الممر يا آنسه ‪ ,‬تجدين اشارة الى‬‫يمينك ‪0‬‬ ‫ آه شكرا لك ‪0‬‬‫سارت نحو الممر الذي اشار اليه الشاب‬ ‫الهندي ‪ ,‬ونظرت حولها ‪ 0‬رأت اشارات‬ ‫مضيئة عدة ترشد الضيوف الى انحاء الفندق‬ ‫المختلفة ‪ ,‬وكان من السهل عليها رؤية‬ ‫الشارة ‪ ,‬ولكن هل كان من السهل إن‬ ‫تتعرف الى جد ايف ؟ كل شئ في الفندق‬ ‫عكس فخامة لم تكن خبرتها قبل ‪ 0‬ولم تكن‬ ‫ردهة كينغستون مختلفة عن بقية الفندق ‪0‬‬ ‫حتى في هذه الساعة المبكرة رأت زبائن‬ ‫يجلسون الى طاولت محاطة بأحواض من‬ ‫العرائش النضرة والمزهرة ‪ 0‬كانت قناديل‬ ‫سفن قديمة تضئ المكان بنورها الخافت‬ ‫وتلقي بظلها على زوايا معينة محدثة جوا‬ ‫حميما ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي ثانية الى فستانها القطني‬ ‫البسيط ‪ 0‬وفكرت بأمزعاج في انه كان يجدر‬ ‫بها ابداله ‪ 0‬في أي حال ‪ ,‬نظرت حولها‬ ‫بعينين ضائعتين ‪ 0‬اين هو جد ايف ؟ حتما‬ ‫كان عليه إن ينتظر قرب باب الردهة ويراقب‬


‫وصولها ‪ 0‬لكنها لم ترا احد قرب المدخل ‪,‬‬ ‫لم يكن احد بمفرده سوى رجل اسمر يشرب‬ ‫كوبا من الشاي ‪0‬‬ ‫ما كادت عيناها تتوقفان عند الرجل حتى‬ ‫ادار رأسه ونظر ناحيتها وشعرت برعشة‬ ‫خوف تغمرها من جاذبيته الشديدة التي لم‬ ‫تر لها مثيل في حياتها ‪ 0‬مع انها رأت شيئا‬ ‫قاسيا في خط فمه الرقيق ‪ ,‬كانت عيناه‬ ‫بلون عسلي غريب ‪ ,‬اجالتا النظر في صوفي‬ ‫بتمعن وقح ‪0‬‬ ‫حولت نظرها بعيدا عنه بسرعة ‪ 0‬لم تكن‬ ‫معتادة إن ينظر اليها احد على ذلك النحو‬ ‫ولم تطمئن الى ذلك ‪ 0‬اين هو براندت سانت‬ ‫فينسيتي اذن ؟ لماذا ل يتقدم ويعرف‬ ‫بنفسه ؟ حتما لو كان هنا لستطاع إن يرى‬ ‫بوضوح انها كانت تبحث عن شخص ما ‪0‬‬ ‫نهض الرجل عن كرسيه واحتسى جرعة من‬ ‫كأسه ‪ ,‬واسر بشئ الى الساقي ثم سار‬ ‫نحوها ‪ 0‬تسارع نبض صوفي بأضطراب‬ ‫وكادت تستدير بعيدا ‪ 0‬ياللسماء ‪ 0‬فكرت‬ ‫بوجل ‪000‬انه يعتقد اني ابحث عن رجل!‬ ‫ ايف!‬‫ناداها صوت الرجل الجذاب وقد دنا منها ‪,‬‬ ‫شهقت واستدارت ثانية ‪ 0‬كان الرجل واقفا‬ ‫قبالتها بارتخاء اصبح اكثر اثارة عندما اقترب‬ ‫منها وبالكاد استطاعت صوفي إن تصوغ ما‬ ‫ارادت قوله ‪0‬‬ ‫ انا ‪000‬انا اعتقد بأنك مخطئ ‪0‬‬‫بدأت تقول له عندما قاطعها‪:‬‬ ‫‪ -‬انت ايف هوليستر‪ ,‬اليس كذلك؟‬


‫سألها ورفع حاجبيه بتهكم ‪ 0‬حدقت صوفي‬ ‫فيه ‪0‬‬ ‫ في الواقع ‪000‬اجل ‪ 0‬انا هوليستر ‪ 0‬ولكن‬‫‪000‬ولكن من انت ؟‬ ‫اعتدل في وقفتها واجاب ‪:‬‬ ‫ اسمي آدج سانت فينسيتي ‪ 0‬لبد إن يكون‬‫ابي قد ذكرني في رسائله ‪0‬‬ ‫ آدج ‪000‬انت كنت ‪000‬اعني ‪000‬انت شقيق‬‫امي؟‬ ‫ اعتقد إن لي هذا الشرف ‪0‬‬‫وشعرت بأنه كان يستمتع بأرتباكها ‪0‬‬ ‫ اذن هل انت ‪00‬السيد سانت فينسيتي الذي‬‫ينتظرني ؟‬ ‫بالكاد استطاعت ايف استيعاب المر ‪ 0‬هذا‬ ‫الرجل هو آدج سانت فينسيتي شقيق والدة‬ ‫ايف ‪ 0‬الرجل الذي وصفته ايف بأنه ارمل‬ ‫في منتصف العمر!‬ ‫هزت رأسها ‪ 0‬لم يكن آدج سانت فينسيتي‬ ‫في منتصف العمر واستبعدت إن يكون‬ ‫الشخص الماثل امامها قد تجاوز الخامسة‬ ‫والثلثين وشعرت إن الخبرة التي عكستها‬ ‫عيناه العسليتان الغريبتان لم تصنعها زوجته!‬ ‫‪ -2‬ثلثة رجال وصبّية‬

‫ هذا صحيح ‪0‬‬‫قال لها آدج سانت فينسيتي وأضاف ‪:‬‬ ‫‪ -‬من كنت تتوقعين؟‬


‫جمعت صوفي انفاسها ‪:‬‬ ‫ انا ‪ 000‬انا ظننت ‪000‬جدي ‪00‬‬‫ آه فهمت ‪ 0‬آسف لنني خيبت أملك ‪ ,‬ولكن‬‫والدي نادرا ما يأتي الى بورت اوف سباين ‪0‬‬ ‫انه ل يحب ‪00‬‬ ‫ونظر حوله يتمعن وهز كتفيه متابعا ‪:‬‬ ‫ جو المكان ‪0‬‬‫وضغطت صوفي يديها وقلت ‪:‬‬ ‫ فهمت ‪0‬‬‫عاد آدج ينظر اليها بأمعان مما جعل خديها‬ ‫يتخضبان ‪:‬‬ ‫ أذن انت ايف ‪ 0‬ل تشبهين والدتك كثيرا ‪0‬‬‫حاولت صوفي ان ترد نظرته ‪:‬‬ ‫ أعتقد أنني اشبه والدي ‪0‬‬‫ أعتقد ‪0‬‬‫أجابها وقد بدا تعبير ه متأمل ‪0‬‬ ‫ حسنا ‪00‬هل نشرب شيئا؟‬‫ترددت صوفي ‪:‬‬ ‫ أنا ل اشرب ‪0000‬كثيرا ‪0‬‬‫ أل تفعلين؟‬‫وعاد الحاجبان الداكنان يرتفعان وأضاف ‪:‬‬ ‫ اعتقدت ان كل النساء الصحافيات‬‫يستمتعن بالجانب الجتماعي لعملهن ‪0‬‬ ‫ النساء الصحافيات ؟‬‫صدمت صوفي ولم تستطع اخفاء صدمتها ‪0‬‬ ‫ نعم ‪0‬‬‫استدار آدج عائدا لمكانه السابق واضطرت‬ ‫هي الى اللحاق به ‪ ,‬ثم تابع حديثه‪:‬‬ ‫ انت صحافية ‪ ,‬اليس كذلك؟ أم ان ايف‬‫هوليستر أخرى؟‬


‫شعرت صوفي بالرعشة فبجملة واحدة حطم‬ ‫آدج سانت فينسيتي كل الصورة التي‬ ‫خلقتها ايف بعناية عن ذاتها ‪ 0‬كان عليهما‬ ‫ان يعلما ان عائلة مثل عائلة سانت‬ ‫فينسيتي لن تقبل أي غرباء عنها من دون‬ ‫استقصاء ‪ 0‬ولكن الى أي درجة تم ذلك ؟‬ ‫ومن قام بالمهمة ؟‬ ‫نظرت نظرة جانبية سريعة اليه ‪ 0‬بدا‬ ‫مسترخيا الى درجة كافية ‪ 0‬لم يكن ثمة حكم‬ ‫في تعليقه ‪ 0‬ولكن كيف تستطيع ان تتأكد ؟‬ ‫عاودتها مخاوفها القديمة ‪ 0‬كان عليها ال‬ ‫ترضخ ليف ‪ ,‬وكان عليها عدم الموافقة على‬ ‫المجئ لنها لن تفلح بالقيام بما اوكل اليها‬ ‫‪ 0‬أشار آدج عليه بالجلوس على احد المقاعد‬ ‫الطويلة بينما نادى الساقي ‪0‬‬ ‫جلست صوفي بأرتباك محاولة بيأس ان تجد‬ ‫جوابا لما قاله ‪0‬‬ ‫جلس آدج قربها بسهولة وأسند مرفقيه الى‬ ‫الطاولة ‪ 0‬كان أطول منها بكثير ‪ 0‬وعندما‬ ‫اقترب الساقي طلب لنفسه بعض الكول ثم‬ ‫نظر بتساؤل ناحية صوفي وسألها ‪:‬‬ ‫ ماذا تشربين؟‬‫مررت صوفي لسانها على شفتيها‬ ‫الجافتين‪ ,‬وقالت‪:‬‬ ‫ ليموناضة ‪0‬‬‫ ليموناضة!‬‫بدا عليه انه يتسلى ‪:‬‬ ‫ حسنا وكوبا من الليموناضة ايضا ‪0‬‬‫‪ -‬نعم ياسيد سانت فينسيتي ‪0‬‬


‫وضعت صوفي يديها على الطاولة لتوقف‬ ‫ارتاعشهما ‪0‬‬ ‫نظرت بعصبية الى المنطقة المعتمة حولها ‪,‬‬ ‫وتحركت ببعض الرتباك على مقعدها ‪0‬‬ ‫وتساءلت ما اذا كان مدركا لحالتها العصبية ‪0‬‬ ‫تناول علبة سيكار طويلة ونظر اليها‬ ‫بأمعان ‪:‬‬ ‫ اخشى انه ل يمكنني ان اقدم اليك السكائر‬‫‪0‬‬ ‫ أنا ‪000‬أنا ل ادخن ‪0‬‬‫ال تدخنين حقا؟‬‫وضاقت عيناه وهو يضع سيكارا ضخما بين‬ ‫أسنانه ‪0‬‬ ‫ أغرب ‪000‬وأغرب ‪0‬‬‫اقتنعت صوفي بأنه يلعب معها لعبة القط‬ ‫والفأر ‪ 0‬فتحت فمها لتقول أن ل داعي‬ ‫لقول المزيد ‪0‬ولتعترف بالحقيقة ‪ 0‬بأنها‬ ‫ليست ايف هوليستر وتزمع على مغادرة‬ ‫ترينداد على متن اول طائرة مغادرة ‪ 0‬ولكن‬ ‫الكلمات لم تخرج بالمرة اذا قاطعها قائل ‪:‬‬ ‫ أعتقد أنه يجب ان تناديني خالي ‪ ,‬اليس‬‫كذلك ؟‬ ‫أطبقت صوفي أصابعها في كفها ‪0‬‬ ‫ أنا ‪000‬أنا اذا احببت ‪0‬‬‫كان آدج سانت فينسيتي جديا الن واختفى‬ ‫المكر من عينيه ‪0‬‬ ‫ هذا ما يتوقعه ابي ‪0‬‬‫قال لها بهدوء وأشعل سيكارة بولعة ذهبية‬ ‫نفخ دخانه وأكمل‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا امر يعود اليك على ما اعتقد!‬


‫عاد الساقي وهو يحمل شرابهما ‪ 0‬وضع‬ ‫الكأسين أمامهما ثم مسح الطاولة بقطعة‬ ‫قماش مبللة كأنه ينتظر حدوث أمر آخر ‪0‬‬ ‫أومأ آدج شاكرا ثم قال له‪:‬‬ ‫ ابلغ صهرك أن يتصل بي هاتفيا وسأرى ما‬‫بوسعي فعله ‪0‬‬ ‫ نعم سيدي وانا شاكرا لك يا سيد سانت‬‫فينسيتي ‪0‬‬ ‫ل بأس ‪0‬‬‫واشار آدج اليه بالنصراف فابتعد ليخدم‬ ‫زبونا آخر ‪000‬ثم وجه آدج انتباهه مرة اخرى‬ ‫نحو صوفي ‪0‬‬ ‫ والن ‪0‬اخبريني ‪0‬هل كانت رحلتك طيبة ؟‬‫استدارت أصابع صوفي حول كأسها كأنه‬ ‫حبل نجاة وأجابت بسرعة ‪:‬‬ ‫ نعم شكرا لك ‪0‬‬‫كادت ان تكمل قائلة بأنها لم تعتد السفر‬ ‫بالطائرة كثيرا لتعلم الجيد من الردئ في‬ ‫رحلت الطيران‪ ,‬لكنها كانت حذرة مما قد‬ ‫يكتشفه عنها وتابعت‪:‬‬ ‫ وصلت مساء امس ‪0‬‬‫ نعم ‪0‬‬‫رد آدج وشرب بعض الشراب ‪ 0‬وانتبهت‬ ‫صوفي الى أصابعه الطويلة ويديه ‪000‬يدان ل‬ ‫تشبهان يدا المزارعين ‪ 0‬لكن عائلة سانت‬ ‫فينسيتي لم تكن عائلة مزارعين عاديين أم‬ ‫هل هم كذلك؟ قاطع تأملها بقوله‪:‬‬ ‫ فرح والدي جدا عند تسلمه برقيتك ‪ 0‬كان‬‫عليك اعلمنا بوقت وصولك وكان في‬ ‫استطاعة أحد ما ان يستقبلك عند المطار ‪0‬‬


‫ أنا ‪000‬أنا علمت ان الطائرة ستصل في‬‫وقت متأخر جدا ‪000‬‬ ‫واختفى صوت صوفي ‪ 0‬شربت بعض‬ ‫اليموناضة ‪ 0‬واخبرت نفسها ان هذه مجرد‬ ‫بداية وان المور ستصبح أصعب مما هي‬ ‫عليه الن بكثير ‪0‬‬ ‫ل يهم ‪0‬‬‫قال آدج مقاطعا استرسالها ‪ 0‬نفث دخان‬ ‫سيكاره فعبقت رائحة تبغ الهافانا حولهما ‪0‬‬ ‫ انت هنا الن ‪ ,‬وهذا ما يهم اليس كذلك؟‬‫ نعم ‪0‬‬‫ وتمنت صوفي لو انها كانت واثقة كما بدت‬‫وسألته‪:‬‬ ‫ كم يبعد ‪000‬بيتك؟‬‫بوانتي سانت فينسيتي ؟‬‫سألها وهو يهز كتفيه ‪:‬‬ ‫ قرابة ثلثين ميل شمال من هنا على‬‫الساحل ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي الى كأسها وقالت ‪:‬‬ ‫ أنا ‪000‬أتطلع الى مقابلة ‪000‬جدي ‪0‬‬‫ أتوقع منك ذلك ‪0‬‬‫كانت عينا آدج تخترقانها بهدؤ يفقد‬ ‫العصاب ‪0‬‬ ‫ هل انت مستعده للذهاب ؟‬‫ الن؟‬‫ خلل بضع دقائق ‪0‬‬‫تذكرت صوفي فاتورة الفندق وهي بأسم‬ ‫صوفي سلتر ‪ 0‬نبض قلبها بصوت عال مزعج‬ ‫‪ 0‬ترى الم يكن في استطاعته ان يسمع‬ ‫نبضات قلبها هو ايضا؟‬


‫ أذن أنتظرني هنا سأذهب لحضر متاعي ‪0‬‬‫انهى آدج كأسه ‪ ,‬وقال وقد ضاقت عيناه ‪:‬‬ ‫ حسنا أنا في انتظارك ‪0‬‬‫أومأت صوفي برأسها وهرولت خارج الردهة‬ ‫نحو مكتب الستقبال ‪0‬‬ ‫كان موظف الستقبال الهندي قد غادر‬ ‫ورأت مكانه فتاة من جزر الهند الغربية لم‬ ‫تكن رأتها قبل ‪0‬اقتربت صوفي منها‬ ‫سرت لها بأنها ستغادر بعد بضع دقائق ‪0‬‬ ‫وف ّ‬ ‫كانت الفتاة مهذبة متفهمة ‪ 0‬وافقت على‬ ‫تحضير الفاتورة بينما ذهبت هي لتجلب‬ ‫متاعها ‪0‬‬ ‫أحست بأن المصعد استغرق دهرا قبل ان‬ ‫يصل الى الطابق السابع ‪ ,‬وعلق مفتاحها‬ ‫في القفل ولم يفتح الباب فورا ‪0‬‬ ‫وشعرت كأنه تقضي زمنا طويل جدا لتجمع‬ ‫اغراضها وتعود الى الردهة ثانية ‪ ,‬واندهشت‬ ‫عندما علمت ان المر لم يستغرق أكثر من‬ ‫ربع ساعة ‪0‬‬ ‫تركت حقيبتها مع الخادم وعبرت الردهة الى‬ ‫مكتب الستقبال ‪ 0‬ونظرت حولها بسرعة‬ ‫وتأكدت أن آدج سانت فينسيتي لم يكن في‬ ‫الجوار ‪ 0‬عندما ناولتها الموظفة فاتورتها‬ ‫دفعت صوفي المبلغ من دون أن تنظر اليها‬ ‫‪ 0‬ثم قفلت عائدة الى حيث جلس آدج ‪0‬‬ ‫كان آدج سانت فينسيتي ل يزال جالسا ولكن‬ ‫هناك امرأة تجلس مكان صوفي ‪ 0‬امرأة ذات‬ ‫شعر أحمر تلبس فستانا مخمليا ذا الوان‬ ‫صفراء باهتة ‪0‬اقتربت صوفي منهما بعصبية‬ ‫‪ 0‬لم يلحظ أي منهما وجودها ولم تعلم تماما‬


‫اذا كان من اللئق أن تقطع عليهما حديثهما‬ ‫‪0‬‬ ‫كان ظهر المرأة يواجه المدخل خلفا لدج ‪0‬‬ ‫وفي اللحظة التي كانت صوفي تزمع فيها‬ ‫على البتعاد لمحها فترك فجأة مقعده ‪0‬‬ ‫ونظر بدهاء الى رفيقته وقال لها‪:‬‬ ‫ هذة ابنة اختي يا ساندرا ‪ ,‬ايف هوليستر ‪0‬‬‫ايف تعالي تعرفي على صديقة قديمه ‪0‬‬ ‫استدارت المرأة ببطء وصوفي تقترب نحوها‬ ‫‪ ,‬وأسندت مرفقها الى الطاولة ‪ 0‬كانت اكبر‬ ‫سنا مما ظنت صوفي في البداية ‪ ,‬في‬ ‫الثلثين من عمرها تقريبا ‪ ,‬لكن نضجها زادها‬ ‫جمال ‪ 0‬ملمحها الكلسيكية شرقية بعض‬ ‫الشئ ‪ 0‬نظرت الى آدج من خلل جفون‬ ‫لوزية دلت على عراقه اوروبية‪ ,‬وهمست‪:‬‬ ‫ لم أعلم انك خال يا عزيزي ‪0‬‬‫ ألم تعلمي؟‬‫قال آدج مبتسما نصف ابتسامة ‪:‬‬ ‫ حسنا يتعلم المرء شيئا جديدا كل يوم ‪0‬‬‫ هل يعلم بيرز أن لدية ابنة عمة؟‬‫ أتصور أنه يعلم مثل أي شخص آخر ‪0‬‬‫رد آدج بلباقة ‪,‬ثم وكأنه ادرك أن صوفي‬ ‫واقفة تستمع الى الحديث ببعض الرتباك‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ ايف ‪ ,‬اسمحي لي أن اقدم السيدة ساندرا‬‫مارش ‪ 0‬انا وزوجها شريكان في شركة‬ ‫صغيرة على ساحل الجزيرة الجنوبي ‪0‬‬ ‫ تشرفنا ‪0‬‬‫صافحت ساندرا مارش بتردد ‪ 0‬وشعرت‬ ‫بنفور من المرأة من غير أن تدري سببه ‪0‬‬


‫واستبعدت أن يكون سبب ذلك النظرات‬ ‫التملكية التي كانت تلقيها على آدج سانت‬ ‫فينسيتي ‪ 0‬فأموره الخاصة لم تكن من‬ ‫شأن صوفي ‪ 0‬لكنها احست بأن المرأة التي‬ ‫تعامل شخصا بمثل ذلك الود المثير ‪ ,‬يجب‬ ‫أن يكون من قبل زوجة تجاة زوجها ‪0‬‬ ‫أذن انت ابنة جينيفر !‬‫قالت ساندرا مارش بترفع وأضافت‪:‬‬ ‫ وهل سيذبح براندت العجل المسمن على‬‫شرفك؟‬ ‫ براندت؟‬‫شعرت صوفي بفراغ في أحاسيسها للحظة‬ ‫ثم تابعت قائلة‪:‬‬ ‫ آه تعنين ‪000‬جدي ‪0‬‬‫ أجل ‪ 0‬لبد أنه لن مع تقدمه في السن ‪0‬‬‫كان دائما يقسم بأنه لن يسامح أمك ابدا‬ ‫على ما فعلته ‪0‬‬ ‫ كفى يا ساندرا ‪0‬‬‫كانت لهجة آدج جادة‪ ,‬واندهشت صوفي كيف‬ ‫استطاعت كلماته أن تحطم ثقة ساندرا ‪0‬‬ ‫ والن ‪ ,‬عليك أن تعذرينا ‪ 0‬علينا الذهاب ‪0‬‬‫وضعت ساندرا أناملها الطويلة على كتفه‬ ‫وناشدته‪:‬‬ ‫ آه ياعزيزي آدج ‪ 0‬بالتأكيد يمكنك البقاء في‬‫البلدة لتناول العشاء ‪0‬‬ ‫ متأسف ل استطيع ‪0‬‬‫وتحرك آدج بعيدا فهوت يدها الى جانبها ‪0‬‬ ‫ لكني لم أرك منذ أمد بعيد!‬‫‪ -‬أعتذر يا ساندرا ‪0‬‬


‫ضغطت ساندرا على شفتيها ونظرت ببرود‬ ‫نحو صوفي ‪0‬‬ ‫ ألست محظوظة أنك ابنة اخته فحسب؟‬‫سألتها بسخرية مكشوفه تقريبا وتابعت ‪:‬‬ ‫ انه ثور مع النساء ‪ ,‬ألست كذلك ياعزيزي ؟‬‫تجاهلها آدج ونظر متفرسا الى صوفي ‪:‬‬ ‫ هل انت جاهزة؟‬‫أومأت صوفي ‪0‬‬ ‫ نعم ‪ 0‬حقيبتي في الردهة مع احد الخدم ‪0‬‬‫تحدثت بسرعة وأرادت ان تبتعد ‪ ,‬فقد شعرت‬ ‫بذل المرأة الخرى وكادت تشفق عليها ‪0‬‬ ‫ حسنا اسبقيني وسأكون معك بعد لحظة ‪0‬‬‫سمعت صوفي وهي تسير نحو الباب ‪,‬‬ ‫توسلت ساندرا التي قاربت البكاء ورفض‬ ‫آدج القاسي ‪ ,‬واذا به قربها ‪ ,‬يمشي بل‬ ‫اكتراث نحو الردهة وعندما نظرت اليه بدا‬ ‫غير متأثرا‬ ‫بما حدث وارتعدت ‪ 0‬لو خاطبها أي رجل‬ ‫مثلما خاطب آدج ساندرا مارش لتمنت ان‬ ‫تختفي وتموت ‪ 0‬ولكن ساندرا متزوجة ‪ 0‬الم‬ ‫يعنها زوجها في شئ؟‬ ‫حمل الخادم حقائب صوفي الى حيث‬ ‫توقفت سيارة آدج ‪,‬ورأته يناوله خمسة‬ ‫دولرات ‪ 0‬وتساءلت اذا كان هذا واجبها لكن‬ ‫انشغالها بأمور أخرى انساها المر ‪0‬‬ ‫كانت الشمس قد غابت وبرودة المساء بدأت‬ ‫تحمل دفئا مخمليا ‪ 0‬حتى ازدحام السيارات‬ ‫في الطريق خف بعض الشئ ‪ 0‬مع ان تجمع‬ ‫الناس في متاجر الجواهر الصينية والحرائر‬


‫الهندية ومتاجر الفضيات والمحفورات‬ ‫الخشبية استرعى انتباهها ‪0‬‬ ‫كانت سيارة آدج مرسيدس ضخمة بدت‬ ‫فارهة رغم الغبار الذي كساها ‪ 0‬فتح باب‬ ‫السيارة ورمى حقيبتها على المقعد الخلفي‬ ‫ثم اشار اليها لتدخل ‪0‬‬ ‫أغلق آدج الباب ثم سار حول السيارة ليجلس‬ ‫الى جانبها ‪ 0‬وضع يده على سقف السيارة‬ ‫وجلس بحركة واحدة فيها لين وخفة ‪ 0‬وضع‬ ‫المفتاح في مكانه ‪0‬‬ ‫ثم قال لها قبل أن يدير المحرك ‪0‬‬ ‫ لست مضطرة الى ان تتصرفي وكأني‬‫وحش ‪ 0‬فأنا أؤكد لك بأن ساندرا قادرة تماما‬ ‫على العتناء بنفسها ‪0‬‬ ‫تخضبت وجنتا صوفي وقالت‪:‬‬ ‫ل ادري عما تتكلم!‬‫ آه اجل ‪ ,‬تعلمين ‪0‬‬‫وأصلح من وضع ثيابه وتابع‪:‬‬ ‫لدي بعض المعرفة عن بنات جنسك وانا‬‫مدرك تماما انك تشعرين ببعض العطف‬ ‫تجاهها ‪0‬‬ ‫ل شأن لي بالمر ‪0‬‬‫ أنا اوافقك ‪ 0‬ولكن وفري عطفك لشخص‬‫يستحقه ‪0‬‬ ‫ثم ادار المحرك وقاد السيارة بمهارة الى‬ ‫الشارع العام ‪0‬‬ ‫أخذت صوفي تسمع صوت موسيقى‬ ‫متناغمة من مكان قريب ‪ ,‬وجعلها الصوت‬ ‫النابض تشعر بفورة ترقب فجائية غير أراديه‬ ‫تمتد عبر جسمها ‪0‬‬


‫كان صوت قرع الطبول بدائيا واخترق وعيها‬ ‫برعشة ‪,‬محدثا رغبة في التمايل مع‬ ‫الموسيقى ‪ 0‬كانت معتاده على الموسيقى‬ ‫الحديثة في الوطن ‪ ,‬لكن هذا كان مختلفا ‪0‬‬ ‫نظرت الى آدج سانت فينسيتي ولكنه بدا‬ ‫غير متأثرا بالصوات التي سمعاها بوضوح‬ ‫ول تمثل حدثا بالنسبة اليه ‪ 0‬ولكنها كانت‬ ‫جديدة ومثيرة بالنسبة الى صوفي ونسيت‬ ‫لفترة انها دخيلة وتنهدت باستمتاع ‪ ,‬تنبه آدج‬ ‫الى صوتها ‪ ,‬وسألها‪:‬‬ ‫ هل انت متعبة؟‬‫هزت صوفي رأسها وقالت‪:‬‬ ‫ كل ‪,‬اليست الموسيقى رائعة؟‬‫زم آدج شفتيه قليل ‪0‬‬ ‫ اتساءل اذا كنت ستقولين الشئ نفسه بعد‬‫بضعة أسابيع ‪0‬‬ ‫ لماذا؟‬‫ثلثة اسابيع ويحل عيد الكرنفال‬‫ستسمعين هذه الموسيقى الى درجة تتمنين‬ ‫معها لو انهم لم يخترعوها ‪0‬‬ ‫علق آدج ثم أضاف‪:‬‬ ‫ افهم انك تحبين هذا النوع من الموسيقى ‪0‬‬‫ أحب الموسيقى على انواعها ‪0‬‬‫أجابته صوفي وسألته ثانية‪:‬‬‫ وأنت؟‬‫هز آدج كتفيه وأجاب‪:‬‬ ‫ل شك في انك ستتفقين مع ابني أكثر في‬‫هذا المجال ‪0‬‬ ‫قال لها بشئ من التهكم ‪ 0‬وجمدت صوفي ‪0‬‬ ‫ابنه ! لم تذكر ايف ابن آدج !ثم تذكرت ‪,‬‬


‫عرضيا ‪ ,‬شيئا قالته ساندرا مارش ولم يترك‬ ‫أثرا عليها حينها ‪ 0‬كانت سألت اذا كان بيرز‬ ‫يعلم ان لديه ابنة عمة ‪ 0‬آه طبعا ‪ 0‬كان عليها‬ ‫ان تفهم ‪ 0‬اذا كان ابن خال ايف فهو حتما‬ ‫ابن آدج ‪0‬‬ ‫بلعت ريقها بصعوبة وقالت ‪:‬‬ ‫ بيرز؟‬‫نظر آدج ناحيتها برهة وقال‪:‬‬ ‫ نعم ‪ 0‬كم عمرك ؟‬‫ انا ‪000‬انا في الخامسة والعشرين ‪0‬‬‫شعرت بالعرق يتصبب على جبينها ‪ 0‬كادت‬ ‫تقول اثنتين وعشرين ‪0‬‬ ‫وردد آدج وهو يهز رأسه‪:‬‬ ‫ في الخامسة والعشرين! تبدين أصغر سنا‬‫من ذلك ‪0‬‬ ‫ شكرا على الطراء ‪0‬‬‫حاولت ان تبدو خفيفة لكنها فشلت ‪0‬‬ ‫ كم ‪000‬كم عمر بيرز؟‬‫ الم يخبرك والدي ؟‬‫ربما ‪00‬ربما فعل ولكن ‪000‬لكني نسيت ‪0‬‬‫ انه في السابعة عشرة ‪0‬‬‫احنت صوفي رأسها ! أصغر منها بخمس‬ ‫سنوات فقط ‪ 0‬اذن ماهو سن خال ايف‬ ‫هذا ؟ ولماذا تهتم لهذا في أي حال ؟‬ ‫انحرف آدج بالسيارة وابتعد عن اضواء‬ ‫الشوارع الرئيسية متجها نحو ضاحية معتمة‪,‬‬ ‫وبدت أشجار التخيل الخلبة وضوء السيارة‬ ‫ينعكس عليها ‪ 0‬كانا يتسلقان تلل خارج‬ ‫البلدة والتفتت صوفي فرأت دنيا خلبة‬ ‫الضواء ممتدة دونهما ‪ 0‬وشعرت بوخزة‬


‫خوف مزعجة ‪ 0‬ففي المدينة كانت تشعر أنها‬ ‫ل تزال تتحكم بمصيرها بطريقة ما ‪ 0‬اذا‬ ‫كانت قادرة على الهرب الى انكلترا‬ ‫والتخلي عن مهمتها اذا اتضح لها انها‬ ‫مستعصية ‪ 0‬لكنها الن أصبحت هنا مرتبطة‬ ‫بالدور الذي وافقت على القيام به ‪ ,‬وعلمت‬ ‫غريزيا بأن آدج سانت فينسيتي لن يخفي أي‬ ‫شكوك تراوده في ما يختص بها ‪ 0‬لم يكن من‬ ‫نوع الرجال الذين يمكن ان تلهو معهم ‪ ,‬واذا‬ ‫ما اكتشف أنها كانت تخدعهم ‪0000‬‬ ‫كان النسيم البارد الذي اندفع عبر نافذة‬ ‫السيارة المفتوحة مفعما بملوحة البحر ‪0‬‬ ‫واستنتجت صوفي انهما قريبان من البحر‬ ‫ولكنها لم تستطع ان تميز شيئا عدا لمعان‬ ‫ضوء القمر الباهت ‪ 0‬ورغم صعوبات وضعها‬ ‫شعرت برغبة في رؤية الساحل في النهار ‪0‬‬ ‫كان كل ما رأته في الجزيرة تقريبا مليئا‬ ‫بالحياة واللون والحيوية ‪ ,‬واقتنعت بأن‬ ‫الشواطئ المرجانية والموج الخضر لن‬ ‫تكون أقل أثارة ‪ 0‬فقط لو امكنها التفكير‬ ‫في تلك الشياء وعدم القلق ‪000‬‬ ‫طال الصمت بينهما وشعرت صوفي بوجوب‬ ‫القيام بجهد لتكسره ‪ ,‬محاولة ان تظهر‬ ‫عادية ‪ ,‬فقالت له‪:‬‬ ‫ أخبرني عن بوانتي سانت فينسيتي ‪ 0‬هل‬‫‪000‬هل هو اسم منزل والدك؟‬ ‫وانتبهت متأخرة الى انه كان عليها ان تقول‬ ‫منزل جدي ‪ ,‬لكنها لم تستطع تغيير ما قالته‬ ‫‪ 0‬لكن بدا أن آدج لم يلحظ هفوتها واجابها ‪:‬‬


‫ كل ‪ ,‬بوانتي سانت فينسيتي هو اسم‬‫المنطقة حيث يوجد المنزل ‪ 0‬اما المنزل فل‬ ‫اسم له ‪ ,‬عدا انه معروف محليا كمنزل عائلة‬ ‫فينسيتي ‪0‬‬ ‫ يبدو ذلك رائعا !‬‫ هكذا؟‬‫وزم آدج شفتيه‪:‬‬ ‫ ظننت انه لن يروق لك ‪0‬‬‫ لماذا؟‬‫ حتما السبب واضح ‪ ,‬علمت بوجودنا منذ‬‫عشرين عاما لكنك لم تقومي بأي جهد‬ ‫للتصال بنا ‪0‬‬ ‫توردت وجنتا صوفي وأجابت بتلعثم ‪:‬‬ ‫ انا ‪000‬أنا فهمت أن ‪000‬أن جدي رفض‬‫التعامل مع والدي ‪0‬‬ ‫هكذا ‪ 0‬لكنه كان سيرحب بكلمة منك ‪ 0‬فأنت‬‫حفيدته في أي حال ‪0‬‬ ‫الوجه البرئ في القضية ‪0‬‬ ‫تململت صوفي بأرتباك ‪0‬‬ ‫ أنا ‪000‬نحن لم نتحدث في المر مطلقا ‪0‬‬‫ الم تفعل؟‬‫احكم آدج يديه على مقود السيارة عند‬ ‫منعطف حاد ‪0‬‬ ‫ ارى المر صعب التصديق ‪0‬‬‫ أنت ل تفهم ما حدث ‪0‬‬‫تحمست صوفي وهي تتكلم ‪ 0‬فهي سمعت‬ ‫رواية ايف للقصة وكان في امكانها ان‬ ‫تتفهم معضلتها ‪0‬‬ ‫ والدي لم يتقبل موت والدتي ابدا ‪ 0‬فقد‬‫أحبها كثيرا جدا ‪ 0‬ولم يستطع أن ينسى انني‬


‫كنت السبب المباشر في وفاتها ‪ 0‬أنا ‪0000‬انا‬ ‫ل اقول انه لمني ‪,‬لكنني كنت اذكره بها‬ ‫دائما ‪ ,‬حسنا ‪ ,‬ال تستطيع ان تفهم ؟ لم يكن‬ ‫في استطاعتي التصال بجدي في تلك‬ ‫الظروف ‪ 0‬فألمر كان سيبدو نوعا من‬ ‫التخلي ‪0‬‬ ‫فكر آدج في المر وقال‪:‬‬ ‫ استطيع ان افهم ما تحاولين قوله ‪ ,‬لكنني‬‫ل اقول انني اوافق عليه ‪0‬‬ ‫ في الواقع ان ‪000‬ان جدي لم يكن متفرجا‬‫بريئا في هذه القضية ‪ ,‬ام هو كذلك؟ اعني‬ ‫انه كان مسؤول عن هذا النفصال في‬ ‫البداية ‪0‬‬ ‫ ربما كذلك ‪ 0‬اذكر انه كان ممزق الفكر ‪,‬‬‫جنيفر كانت دائما بؤبؤ عينه وكانت صدمة‬ ‫عظيمة له عندما اختارت ان تتجاهل كل شئ‬ ‫فعله لجلها أو ما قد يفعله ‪000‬من اجل‬ ‫مهندس مفلس!‬ ‫هو ‪000‬أعني والدي لم يكن مفلسا ‪0‬‬‫ بالنسبة الى ثراء والدي كان كذلك ‪0‬‬‫ اعتقد انه اراد لها ان تتزوج لمصلحة؟‬‫ اذا قصدت بكلمة مصلحة ‪ ,‬شخصا مناسبا‬‫أكثر ‪ ,‬اجل ‪ 0‬كلمة مصلحة لها معان اخرى ‪0‬‬ ‫ وهي ايضا تعني زواجا يعتمد الواقع اكثر‬‫من اعتماده المبدأ ‪0‬‬ ‫ كان في امكان هوارد فليمنغ ان يسعدها ‪0‬‬‫ كيف يمكنك ان تقول ذلك؟‬‫انزعجت صوفي من برودة نبرته ‪0‬‬ ‫ الواضح انها لم تحب هوارد فليمنغ هذا ‪,‬‬‫وال لما هربت مع جيمس هوليستر!‬


‫ضاقت عينا آدج فتأملت صوفي رموشه‬ ‫السوداء الطويلة وهو ينظر اليها ‪0‬‬ ‫جيمس هوليستر؟‬ ‫ردد بعدها وأضاف‪:‬‬ ‫ هذه طريقة غريبة للتحدث عن والدك ‪0‬‬‫علمت صوفي أن عليها تمويه المر فقالت‬ ‫متحدية ‪:‬‬ ‫ لماذا ؟ اسم والدي كان جيمس هوليستر ‪,‬‬‫اليس كذلك!‬ ‫ول آدج انتباهه الى المنعطفات الخطرة‬ ‫ح ّ‬ ‫في الطريق ‪0‬‬ ‫ اذا اصريت على ذلك ‪0‬‬‫علق بهدؤ وتساءلت صوفي ببعض اليأس هل‬ ‫يخيل اليها أنها تسمع نبرة عدم التصديق في‬ ‫صوته ‪ 0‬بالتأكيد كان يصدق أنها من ادعت‬ ‫شخصها ‪ ,‬وال لما أتى بها الى هذا المكان ؟‬ ‫ثم سألت لتغير الموضوع تماما ‪:‬‬ ‫كم تبعد بوانتي سانت فينسيتي بعد؟‬ ‫نظر آدج الى ساعته الذهبية واجاب ‪:‬‬ ‫ ربع ساعة اخرى ‪0‬‬‫وارتخت صوفي أكثر في مقعدها ‪ 0‬قريبا‬ ‫سيصلن وكان عليها تحضير نفسها للمر‬ ‫الواقع الذي ستعيشه مضطرة ‪0‬‬ ‫عند وصولهما الى الطريق المؤدية الى‬ ‫المنزل كان القمر قد أطل ‪0‬‬ ‫واستطاعت صوفي أن ترى في نوره‬ ‫الخافت المنحدرات المشجرة التي تؤدي الى‬ ‫مرفأ طبيعي تحت المنزل حيث تلعب ظلل‬ ‫البيوت العائمة على صفحة الماء ‪ 0‬لكن‬ ‫المنزل ذاته هو الذي عقد لسانها فقد‬


‫أضفت الحدائق المضاءة لونا غريبا على‬ ‫واجهته البيضاء ‪ 0‬كان منزل من طابقين وبدا‬ ‫ملتحما مع التلة نفسها وأحاطت زهور‬ ‫مختلفة اللوان بالدرج المؤدي الى موقف‬ ‫السيارات وامتدت أقسام البيت المختلفة‬ ‫بارتياح في التجاهات دونما أي اعتبار‬ ‫للتصميم او التوازن ‪ 0‬لكنه مع ذلك بدا أحد‬ ‫أجمل المنازل التي رأتها ‪0‬أوقف آدج‬ ‫المرسيدس في الفناء المعبد بجانب البيت ‪,‬‬ ‫وسمعت صوفي وهي تفتح بابها وتخرج من‬ ‫السيارة صوت أمواج المحيط تتلطم على‬ ‫الصخور دونها ‪ 0‬وظنت أنه من السهل جدا‬ ‫على المرء أن يزهو بنفسه في مثل هذا‬ ‫المحيط لكن آدج سانت فينسيتي بدا غير آبه‬ ‫للمر ‪0‬‬ ‫خرج من السيارة ‪ ,‬وفيما كان يجلب حقيبتها‬ ‫من المقعد الخلفي هرع شخص ما نحوهما ‪0‬‬ ‫وعندما قرب الوافد الجديد ‪ ,‬رأت صوفي أنه‬ ‫خادم أسود البشرة يرتدي سروال أسود‬ ‫وسترة بيضاء أنيقة ‪ ,‬وابتسم لدج ابتسامة‬ ‫سهلة مألوفة ‪0‬‬ ‫ والدك قلق عليك يا سيد آدج ‪0‬‬‫قال له وهو يأخذ الحقيبة من يد سيده بخفة‬ ‫‪ 0‬ثم نظر ناحية صوفي ‪0‬‬ ‫ هل هذه ابنة النسة جنيفر؟‬‫زمت شفتا آدج‪:‬‬ ‫ هذا صحيح يا جوزف ‪ 0‬هذه هي النسة ايف‬‫هوليستر ‪0‬‬ ‫اومأ جوزف بحرارة ناحية ايف‪:‬‬


‫ ان السيد براندت سيكون سعيدا جدا‬‫برؤيتك يا آنسة ايف ‪ 0‬لم تأت أية صبية الى‬ ‫منزل سانت فينسيتي منذ فترة طويلة ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي الى آدج الذي وقف الى‬ ‫جانبها بعدم اكتراث وعقد أصابعه الى حزام‬ ‫سرواله وهو ينظر الى جوزف بأستكانه‬ ‫كسولة ‪ 0‬وفكرت أن رشاقته ظاهرة في كل‬ ‫ما فعله ‪ 0‬فه يتحرك بسهولة ‪ 0‬او بكسل ‪,‬‬ ‫لكنها تستطيع أن تشعر بالقوة الخفية التي‬ ‫تكمن فيه ‪ ,‬القوة الحسية ‪ 0‬كانت هذه هي‬ ‫الصفة التي ازعجتها فيه ‪ ,‬كانت تشعر‬ ‫بوجوده وأزعجها ذلك الى درجة ما ‪0‬‬ ‫انتبه جوزف الى أنه كان يؤخرهما وتراجع‬ ‫كي يسمح لدج بأن يأخذ صوفي عبر‬ ‫الدرجات الى المنزل ‪ 0‬استطاعت ان تسمع‬ ‫صرير الصرصار المستمر فوق سطح البحر ‪,‬‬ ‫وكان عليها كبت شعور الثارة الشديدة الذي‬ ‫كان يعتمل في داخلها ويضغط على صدرها ‪0‬‬ ‫وقفت على مدخل المنزل عندما وصل نهاية‬ ‫الدرج ‪ ,‬اصطدم آدج بها وللحظة أمسكت‬ ‫ذراعه واعتذر منها ‪0‬‬ ‫ كانت غلطتي انا ‪0‬‬‫قالت صوفي بعصبية غير مبررة اذ أنها‬ ‫شعرت بقربه منها ‪0‬‬ ‫قادها آدج عبر باب مشبك الى قاعة باردة ‪0‬‬ ‫وبدت القاعة كأنها تمتد من اول المنزل الى‬ ‫آخره وتتفرع منها ممرات عدة ‪ 0‬وسلم‬ ‫لولبي يؤدي الى الطابق العلوي ‪ 0‬ورأت اناء‬ ‫مليء بالزهار الرائعة على قاعدة طويلة‬ ‫برزت الزهار منها على نحو غريب ‪ 0‬وأنار‬


‫القاعة مصباح ذو قاعده نحاس له اطار‬ ‫مزدان برسوم صينية ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي حولها ببعض الندهاش ‪ 0‬كان‬ ‫هناك الكثير من اللون والجمال لتنظر اليه ‪,‬‬ ‫ولكن آدج حثها على السير وأخذها عبر‬ ‫القاعة وصعد بها بضع درجات ووقف أمام‬ ‫باب ازرق اللون ‪0‬‬ ‫ هذه مكتبة والدي ‪0‬‬‫قال لها مفسرا ثم فتح الباب ‪0‬‬ ‫دخلت الى غرفة مؤثثة بطريقة توحي الراحة‬ ‫‪ 0‬أرضها مفروشة بسجاد من جلود الحيوانات‬ ‫وهيمنت طاولة على المنطقة الرئيسية منها‬ ‫‪0‬‬ ‫وجدرانها مليئة بكتب جلدية مرصوفة‬ ‫وخزائن فيها ملفات وأريكة ‪ ,‬وطاولة صغيرة‬ ‫عليها آلة طابعة وسلتان للوراق ‪ 0‬كان‬ ‫واضحا أن براندت سانت فينسيتي يدير‬ ‫شؤون المزرعة من هنا ‪ 0‬ثم نهض رجل من‬ ‫خلف الطاولة يحييها‪ :‬واختفت الغرفة عندما‬ ‫ركزت انتباهها على الرجل ‪0‬‬ ‫لم يكن براندت سانت فينسيتي يشبه ما‬ ‫تصورته أبدا ‪ 0‬فبعد ما توسلت ايف ذهابها‬ ‫الى ترينداد من أجل التخفيف عن رجل‬ ‫عجوز كانت صوفي تتوقع ان تجد رجل في‬ ‫السبعين من عمره ’ ضعيفا ومعتل ‪ ,‬يعيش‬ ‫كل يوم من دون أن يعرف حقيقة ‪ ,‬ما اذا‬ ‫كان سيعيش اليوم التالي ‪0‬‬ ‫كان الرجل الماثل امامها مختلفا تماما ‪0‬‬ ‫ومثل ابنه ‪ ,‬بدا أصغر من عمره بسنوات ‪,‬‬ ‫وقدرت انه في اوائل الستينات ‪ 0‬اضافة الى‬


‫ذلك كان رجل في أوج نشاطه ‪ ,‬طويل ومليئا‬ ‫بالحيوية وأضخم من ابنه لكنه يشبهه جدا ‪0‬‬ ‫شعر كثيف بدا بغزوه الشيب وملمح قوية‬ ‫مليحة ‪0‬‬ ‫نهض يرحب بها وتقدم منها فاردا ذراعيه ‪0‬‬ ‫وضعت يديها في يديه بصورة آلية غير قادرة‬ ‫على نكران الترحيب الذي ابداه نحوها وهتف‬ ‫وهو يهز رأسه‪:‬‬ ‫ اذن انت ابنة جينيفر ‪ ,‬اكاد ل اصدق!‬‫ لماذا؟‬‫سألته همسا لكنها لم تستطع التفكير بأي‬ ‫شئ آخر تقوله ‪0‬‬ ‫ضغط براندت على يديها وقال بأنفعال ‪:‬‬ ‫ لقد انقضى زمن طويل ‪ 0‬ثم استعاد اتزانه‬‫وتابع‪:‬‬ ‫ أفترض أنك ل تعرفين الكثير عن والدتك ‪0‬‬‫ل اعرف الكثير عنها ‪0‬‬‫أعترفت صوفي بعصبية ‪0‬‬ ‫ أنها ‪000‬نادرا ما تحدث عنها والدي ‪0‬كان‬‫‪000‬كان المر يؤلمه ‪0‬‬ ‫تبدلت ملمح براندت عند ذكر جيمس‬ ‫هوليستر ‪ 0‬ضغط على شفتيه واختفى‬ ‫الدفء من عينيه البنيتين ‪ 0‬وقال‪:‬‬ ‫ أعتقد انه من الفضل ان ننسي الماضي‬‫وننظر الى الحاضر ‪ 0‬ال توافقين؟ أعني من‬ ‫الواضح ان التحدث في بعض الشياء سوف‬ ‫يكون مؤلما لكلينا ‪ 0‬ول فائده من استذكار‬ ‫الحزان الماضية ‪ 0‬وصدقيني كلنا تألم بما‬ ‫فيه الكفاية ‪ 0‬لذا أقترح ان نبدأ من جديد ‪0‬‬ ‫أن ننصرف الى بعضنا من دون التأثيرات‬


‫المشوهة التي خلقها أناس آخرون منذ مدة‬ ‫بعيدة ‪0‬‬ ‫اومأت صوفي موافقة ببطء وهمست‪:‬‬ ‫ أنا ‪000‬أنا مستعدة ‪0‬‬‫ثم نظرت الى يديها في يديه ‪0‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬حسنا ‪0‬‬‫ورق تعبير براندت ثانية ‪0‬‬ ‫ل يمكنك أن تعلمي كم أسعدتني ‪ 0‬لقد‬‫انتظرت مجيئك الى هنا ومقابلتك بنفاذ صبر‬ ‫‪ 0‬نحن عائلتك الن وهذا هو مكانك آه انا‬ ‫أعلم ان لديك عملك ‪ ,‬لكن بالتأكيد يجب ان‬ ‫تأتي العائلة في المقام الول قبل أي شئ‬ ‫آخر!‬ ‫حدقت فيه صوفي ‪ 0‬لم تعلم تماما كيف‬ ‫تجيبه ‪ 0‬وهتف قائل‪:‬‬ ‫ استريحي ل! تضطربي ‪ 0‬سيكون وجود‬‫امرأة شابة في البيت مرة أخرى رائعا ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي وراءها ‪ 0‬كان آدج يقف بصمت‬ ‫قرب الباب يراقبهما وابتسامة كسولة على‬ ‫شفتيه بينما كانا يتحدثان ‪ 0‬ثم اقترب منهما‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ جوزف قال الشئ نفسه ‪ 0‬لو علمت انكما‬‫متشوقان لوجود امرأة ‪000‬‬ ‫اختفى صوته عرضيا ونظر براندت بنفاد‬ ‫صبر الى ابنه وقال‪:‬‬ ‫ل تكن متهكما يا آدج ‪ 0‬اذا كنت استقبلت‬‫ابنة اختك على هذا النحو فأنا ل استغرب ان‬ ‫تكون مضطربة!‬ ‫نظر آدج الى صوفي وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬حسنا ‪ ,‬ربما لسنا ما توقعت هي ايضا ‪0‬‬


‫صاح براندت ‪:‬‬ ‫ ماذا تقصد ؟‬‫هز آدج كتفيه‪:‬‬ ‫ آه ل شئ ‪0‬‬‫ثم حول نظره بعيدا عن صوفي وأخرج علبة‬ ‫سيكار من جيبه ‪0‬‬ ‫ أظن اني سأذهب وأبدل ثيابي للعشاء ‪0‬‬‫أشعر ببعض التعب ‪0‬‬ ‫وبرقت عيناه ناحية صوفي ثانية ثم تابع ‪:‬‬ ‫ وربما ترغب ابنة اختي في أخذ حمام‬‫وابدال ملبسها ايضا ‪0‬‬ ‫أفلت براندت يدي صوفي معتذرا واتجه نحو‬ ‫المدفأة وهتف‪:‬‬ ‫ طبعا ‪ ,‬طبعا ‪ 0‬فأثارة مقابلتك انستني‬‫أصول الضيافة ‪ ,‬طبعا ل بد أنك متعبة سوف‬ ‫تريك فيوليت غرفتك ثم نتعشى بعدها ‪0‬‬ ‫ونظر الى ساعته ‪ ,‬بعد نصف ساعة؟‬ ‫أتعتقدين ذلك وقتا كافيا لتكوني جاهزة ؟‬ ‫ طبعا ‪0‬‬‫وشبكت صوفي يديها وأردفت‪:‬‬ ‫ أنا ‪00‬أنا اريد ان اقول بأنني سعيده جدا‬‫لكوني هنا ‪0‬‬ ‫سار آدج والسيكار في فمه ناحية الباب ‪:‬‬ ‫ آه أجدت القول ‪0‬‬‫دت صوفي قبضتها‪:‬‬ ‫قال بمكر وش ّ‬ ‫ تجاهلي خالك ‪0‬‬‫نصحها براندت ونظر الى ابنه موبخا‪:‬‬ ‫ ان سلوك آدج متهكم ‪0‬‬‫فتح آدج الباب وأسند نفسه اليه لبرهة ثم‬ ‫علق بكسل ‪:‬‬


‫ انت دائما تقول بأننا متشابهان في كثير‬‫من المور يا براندت ‪0‬‬ ‫ثم اغلق الباب خلفه ‪0‬‬ ‫بدت الغرفة خاوية بعد ذهابه ونظرت صوفي‬ ‫بارتباك الى جد ايف ‪0‬وهمست‪:‬‬ ‫ لديك منزل جميل ‪ 0‬انا متشوقة الى رؤيته‬‫في النهار ‪0‬‬ ‫ آه فعل ‪0‬‬‫بدا براندت مسترخيا ثانية واقترب منها وهو‬ ‫يبتسم‪:‬‬ ‫ انا متأكد بأنك ستكونين سعيدة هنا يا ايف ‪0‬‬‫فأنا أنوي ان اجعل اقامتك ممتعة الى درجة‬ ‫لن ترغبي معها في مفارقتنا ثانية ‪ 0‬لدينا‬ ‫الكثير هنا ليستأثر بأهتمامك ‪ 0‬السباحة‬ ‫والبحار والغطس ‪ 0‬اذا كنت مغامرة بما فيه‬ ‫الكفاية فآدج وبيرز يعلمانك ‪ 0‬انهما يقضيان‬ ‫ساعات طويلة على متن المركب ‪ 0‬طبعا ‪,‬‬ ‫الجزيرة نفسها جنة حقيقية لمحبي الطبيعة‬ ‫‪ 0‬لدينا فصائل متنوعة كثيرة من الطيور‬ ‫يجب ان نأخذك الى غابة العصافير في‬ ‫كاروني وتنهد مضيفا ‪ ,‬اترين يا عزيزتي ‪ ,‬منذ‬ ‫الن أنظر الى السابيع المقبلة بأكتفاء‬ ‫عظيم ‪0‬‬ ‫انقذ قرع الباب صوفي من الجابة عن هذه‬ ‫الخطبة الصغيرة ‪ ,‬وسأل براندت من الطارق‬ ‫فدخلت خادمة سوداء وابتسم لها ‪0‬‬ ‫آه فيوليت ‪0‬‬‫خاطبها ووضع ذراعه حول صوفي ‪0‬‬ ‫يا عزيزتي ايف ‪ ,‬اسمحي لي ان اقدم لك‬‫كنزنا فيوليت ‪0‬‬


‫فضحكت المرأة السوداء وتابع قائل ‪:‬‬ ‫ انها تدخل الراحة في كل حياتنا من دون ان‬‫در‬ ‫نق ّ‬ ‫لها ذلك حقا‪ ,‬اليس كذلك يا فيوليت؟‬ ‫ اذا قلت ذلك يا سيد براندت ‪0‬‬‫وتحولت عينا فيوليت الداكنتان صوب‬ ‫الفتاة ‪:‬‬ ‫ كيف حالك يا آنسه ايف ؟ انني مسرورة‬‫للقائك ‪0‬‬ ‫ مرحبا فيوليت ‪0‬‬‫قالت صوفي مبتسمة ‪0‬‬ ‫ هل لك أن تأخذي ايف الى غرفتها؟‬‫قال براندت ودفع صوفي برفق الى المام‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫ ثم نتناول عشاءنا بعد نصف ساعة ‪0‬‬‫ نعم يا سيدي براندت ‪0‬‬‫تراجعت فيوليت الى الممر خلفها ‪0‬‬ ‫ هل لك ان تتبعيني يا آنسه ؟‬‫بعد ان ابتسم جد ايف مرة اخرى مشجعا ‪,‬‬ ‫ذهبت صوفي مع فيوليت عبر الممر الى‬ ‫القاعة ‪0‬‬ ‫سارتا باتجاه الدرج وبدأتا تصعدانه عندما‬ ‫دخل شاب عبر الباب المشبك ورآها ‪ 0‬كان‬ ‫طويل القامة نحيل‪ ,‬وأبرز سرواله الضيق‬ ‫وقميصه القطني جسمه النحيل ‪ 0‬ونظر‬ ‫بدهشة عندما رآهما وانتقل نظره الى‬ ‫صوفي كما فعل آدج ‪ 0‬واستنتجت صوفي ان‬ ‫هذا بيرز لكنه لم يكن أسمر كوالده انما‬ ‫شعره مسترسل وملمحه الكسولة جذابة‬ ‫وأقل عدوانية من ملمح والده ‪0‬‬


‫ أهل ‪ 0‬أهل ‪0‬‬‫قال وهو يقترب من أسفل الدرج‪:‬‬ ‫ لبد أنك ايف ‪ ,‬هل انا مصيب؟‬‫لحظت صوفي ان فيوليت وقفت تنتظر‬ ‫منها ان تجيب بيرز ‪ ,‬فأومأت قائلة‪:‬‬ ‫ نعم ‪ 0‬انا ايف ‪ 0‬وانت بيرز بالطبع ‪0‬‬‫ أحظى بهذا المتياز المشكوك فيه ‪0‬‬‫أجابها بيرز ضاحكا وأكمل‪:‬‬ ‫ الن تهبطي لتسلمي على ابن خالك‬‫المفقود؟‬ ‫انحنت فيوليت على السور وقالت‪:‬‬ ‫ السيد براندت قال ان العشاء سيكون بعد‬‫نصف ساعة يا سيد بيرز والنسة ايف تحتاج‬ ‫الى ذلك الوقت لتغتسل وتحضر نفسها ‪0‬‬ ‫كشر بيرز وقال بأستهزاء ‪:‬‬ ‫ عشاء عائلي ‪ ,‬هل قابلت عائلتنا يا ايف ؟‬‫ترددت صوفي قبل ان تجيب ‪:‬‬ ‫ الجميع باستثناء عمة امي روزاليندا على ما‬‫اعتقد ‪0‬‬ ‫ روزا!‬‫قال بيرز وزم شفتيه‪ ,‬ثم تابع‪:‬‬ ‫ آه ‪ 0‬حسنا انها الوجبة الخيرة لك ‪0‬‬‫ سيد بيرز ‪0‬‬‫قالت فيوليت موبخة‪:‬‬ ‫ أعلم ‪ ,‬اعلم انه يجب ان ل اتكلم مع كبار‬‫السن بقلة احترام ‪ ,‬لكن ل تتأثري كثيرا بما‬ ‫اقوله يا ايف ‪0‬‬ ‫و ّ‬ ‫فرت نظرة فيوليت المعبّرة الجابة على‬ ‫صوفي‪ ,‬عندما تابعت الخادمة صعودها السلم‬


‫‪ ,‬تبعتها صوفي من دون أن تنظر الى الوراء‬ ‫‪0‬‬ ‫لكنها ابتسمت ‪ 0‬فقد احبت بيرز كان لطيفا‬ ‫غير معقد ‪ 0‬وظنت ان في امكانها ان تفهمه‬ ‫‪ 0‬لكنها لن تفهم والده ابدا ‪ 0‬حتى بعد مليون‬ ‫سنه ‪000‬‬ ‫‪ - 3‬حفيدة ‪...‬لكنها غريبة‬ ‫كانت غرفة صوفي تقع على الجهة‬ ‫المستديرة من المنزل‪ ,‬وعندما خرجت الى‬ ‫الشرفة في الصباح التالي كاد نفسها ان‬ ‫ينقطع بسبب جمال المنظر الذي فاجأها‪.‬‬ ‫تحت الدرجات المسطحه المؤدية الى الفناء‬ ‫المعبد والتي تسلقتها مع آدج الليلة‬ ‫السابقة‪ ,‬انحدرت الحديقة الكثيفة الخضرار‬ ‫لتختفي عند حافة هوت بحدة الى البحر‪ .‬وبما‬ ‫انها علمت بوجود بيوت عائمة في السفل‬ ‫استنتجت انه يوجد سبيل للنزول الى‬ ‫الصخور في السفل‪ .‬والبحر نفسه كان‬ ‫خلبا ازرق ساحرا تتلل صفحة مياهه وتلمع‬ ‫في اشعة الشمس الساطعة‪ .‬صار الطقس‬ ‫دافئا جدا وتمنت صوفي التي لم تنم جيدا ان‬ ‫تخلع ثيابها وتغطس في تلك العماق التي‬ ‫دفأتها الشمس‪.‬‬ ‫لكنها لم تكن تعرف عادات المنزل بعد ‪ .‬ومع‬ ‫انها تمنت اكتشاف ما حولها لكن يجب ان‬ ‫تنتظر من يدعوها الى ذلك‪ .‬وهكذا اكتفت‬


‫بالستحمام في الحمام الرائع الملصق‬ ‫لغرفتها وفكرت جديا بالوضع الصعب الذي‬ ‫زجتها فيه ايف‪.‬‬ ‫اصبح واضحا اكثر فأكثر ان اسباب اخفاء‬ ‫أعمار اقاربها الحقيقية عنها كان خطة‬ ‫متعمدة فهي لبد علمت ان صوفي لم تكن‬ ‫لتوافق على الحضور لو لم تستطع ان‬ ‫تستثير الجانب العاطفي من طبيعة‬ ‫صوفي ‪.‬واوشكت هذه ان تغضب جدا لكنها‬ ‫لم تستطع انكار موجة الثارة الصافية التي‬ ‫غمرتها عندما فكرت في السابيع المقبلة‪.‬‬ ‫في اي حال‪,‬فكرت وهي تعود الى واقعها ان‬ ‫وضعها لن يكون سهل ابدا‪ .‬ولم تفهم لماذا‬ ‫اختارت ايف ان تتظاهر بأن جدها لم يكن‬ ‫يعلم مهنتها بينما الحقيقة هي عكس ذلك‪.‬‬ ‫ال اذا كانت تخيلت لسبب وجيه ان صوفي‬ ‫سترى في المر سببا آخر لعدم المخاطرة‬ ‫في المجئ‪ .‬في أي حال ‪ ,‬فمدى معرفتها‬ ‫لهذا الجانب من شخصية ايف كان ضئيل جدا‪.‬‬ ‫لكنها رفضت ان تقلق الن‪ .‬كان هذا يومها‬ ‫الول في ترينداد وقررت ان تستمتع به ما‬ ‫استطاعت‪.‬‬ ‫لفت منشفة كبيرة حول جسمها الرشيق‬ ‫وعادت الى غرفة نومها‪ .‬بينما كانت تتناول‬ ‫طعام العشاء في الليلة السابقة كانت ثيابها‬ ‫قد علقت في الخزائن الطويلة‪ .‬وفتحت باب‬ ‫احدى الخزائن ونظرت في داخلها بأمعان‪.‬‬ ‫كانت قد جلبت معها الكثير من الملبس‬ ‫الصيفية وبعض السراويل والقمصان ورداء‬ ‫خاصا بالسهرات واختارت ان ترتدي تنورة‬


‫قصيرة بيضاء ذات ثنايا مطرزة بحاشية‬ ‫زرقاء جعلت بشرتها تبدو شاحبة قليل‪.‬‬ ‫وفكرت بأنها ستبدل كثيرا من الثياب اذا‬ ‫ماقدر لها البقاء لفترة كافية في هذا‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫وفيما هي تفكر في البقاء في المكان‬ ‫تذكرت عشاء المس‪ .‬كانت امسية غير‬ ‫حقيقية اذ جلس آدج المتهكم الى رأس‬ ‫المائدة الطويلة وابوه في الطرف المقابل‪.‬‬ ‫كانت المائدة مغطاة بلوح من الزجاج‬ ‫والشمعدانات وسيلة النارة الوحيدة‪.‬‬ ‫فكرت صوفي ان الضوء الخافت وتخيلتها‬ ‫جعلتها تشعر بأن نظرة آدج كانت شيطانية‬ ‫كلما نظر نحوها‪.‬‬ ‫كان براندت لطيفا وقدمها الى شقيقته‬ ‫روزاليندا بفخر ظاهر‪ .‬لكن صوفي لم تشعر‬ ‫بالطمئنان معه هو الخر‪ .‬فهي كانت تخدعه‪.‬‬ ‫كانت دخيلة‪ .‬ولشئ يغير ذلك‪.‬‬ ‫لكنها فهمت ما قاله بيرز عن عمته‪ .‬لبد انها‬ ‫كانت جميلة يوما ما‪ .‬ال انها الن أصبحت‬ ‫خيال عما كانت في المس‪ ,‬فبدت كأنها ل‬ ‫تزال تعيش الماضي‪ ,‬عصبية وشاردة الذهن‬ ‫وبدت اكبر سنا من اخيها القوي وفكرت‬ ‫صوفي انه ربما كانت والدة ايف محقة عندما‬ ‫هربت وهي قادرة ‪ ,‬لكنها انبت نفسها‬ ‫للتفكير بمثل تلك الطريقة ‪ 0‬ومن يدري ربما‬ ‫اثر فيها رجال هذه العائلة على نسائهم ‪0‬‬ ‫وعرفت جنيفر ذلك مثل أي شخص آخر ‪0‬‬ ‫وبدا لصوفي انها ل تستطيع ان تكون‬ ‫طبيعية ال مع بيرز فهو يتحدث معها بشكل‬


‫طبيعي ‪ ,‬سألها اسئلة عن لندن استطاعت‬ ‫الجابة عنها بصدق ومن دون انكماش ‪ 0‬غير‬ ‫انها كانت تشعر دائما بأبيه وهو يراقبهما‬ ‫وسرت عندما انصرف آدج بعد العشاء ‪ 0‬لم‬ ‫يسأله احد عن وجهته وهو لم يقل شيئا‬ ‫‪0‬لكن الجو اختلف بشكل واضح بعد انصرافه‬ ‫‪0‬‬ ‫كانت تصفف شعرها عندما سمعت اصواتا‬ ‫وشخصا ما يصفر في الباحة ‪ 0‬فوضعت‬ ‫فرشاتها جانبا وعبرت الغرفة بسرعة‬ ‫ونظرت خلسة من الشرفة ‪ 0‬لم يكن هناك‬ ‫داع الى القلق ‪ 0‬كان هناك آدج وبيرز‬ ‫والخادم منهمكين الى درجة لم يلتفتوا معها‬ ‫صوب الشرفة في الطابق الول ‪0‬كانوا‬ ‫يعبرون الباحة معا ويحملون القنعة‬ ‫واسطوانات الوكسجين ‪ 0‬لم تستطع‬ ‫صوفي ال ان تحسدهم ‪ 0‬فهذا ما ارادت ان‬ ‫تفعله تماما ‪ 0‬كانت متأكدة من ان المياة‬ ‫حول بوانتي سانت فينسيتي مليئا بالسماك‬ ‫والحياة البحرية ‪ 0‬اختفى الرجال عبر ممر لم‬ ‫تلحظه صوفي سابقا لكنها انتبهت الن الى‬ ‫انه يؤدي الى الدرجات المفضية الى الخليج‬ ‫وتساءلت وهي تدخل غرفتها عن سبب‬ ‫شعورها بالكآبة فجأة ‪ 0‬كان يفترض بها ان‬ ‫تشعر بالراحة بسبب غياب آدج وبيرز لكن‬ ‫الواقع كان مخالفا ‪ 0‬ربما سبب ذلك انها‬ ‫تطلعت الى رؤية بيرز ثانية وبدا لها ان املها‬ ‫سيخيب ‪0‬‬


‫كانت الساعة جاوزت الثامنة عندما غادرت‬ ‫غرفتها ونزلت الى القاعة وهناك التقت‬ ‫احدى الخادمات وسألتها اين يفترض بها ان‬ ‫تتناول طعام الفطار ‪0‬‬ ‫كانت الفتاة تنظر اليها بأستغراب وايقنت‬ ‫صوفي ان موقفها لم يكن اعتياديا لكنها لم‬ ‫تكن معتادة على اصدار الوامر ‪0‬‬ ‫ولحسن حظها ظهرت فيوليت في تلك‬ ‫اللحظة وبد الهتمام عليها حين رأت وقوف‬ ‫الخادمة الخرى وسألت بحدة ‪:‬‬ ‫ ما الخطب يا آنسة ايف ؟ هل تحاملت عليك‬‫هذه الفتاة ؟ ليزا اذهبي الى المطبخ ‪,‬‬ ‫سأراك في ما بعد ‪0‬‬ ‫ لم يحدث سوء يا فيوليت ‪ 0‬ببساطة انا ل‬‫افهم اين نتناول الفطور ‪0‬‬ ‫ آه ‪00‬‬‫اومأت فيوليت ‪ ,‬لكن أشارة من اصبعها‬ ‫جعلت الفتاة ليزا تهرع نحو المطبخ ‪ 0‬وهزت‬ ‫برأسها وهي تخاطب صوفي‪:‬‬ ‫ انت جائعة اليس كذلك؟‬‫ قليل ‪0‬‬‫ حسنا ‪ 0‬حسنا‪ ,‬تعالى من هنا ‪0‬‬‫ارشدتها فيوليت الى غرفة مشمسة على‬ ‫يمين القاعة تطل على باحة مع منظر‬ ‫الحديقة الغنية امام المنزل وكانت هذه‬ ‫الغرفة صغيرة بالنسبة الى مكتب براندت‬ ‫والقاعة التي جلسوا فيها بعد العشاء ليلة‬ ‫امس ‪ 0‬فيها طاولة مستديرة مغطاة بالزجاج‬ ‫قرب البواب الفرنسية الطويلة وخزائن‬ ‫طويلة مليئة بالصحون والكواب ‪0‬‬


‫ اذهبي واجلسي على الشرفة وسأجلب‬‫ترويقتك خلل ‪ 5‬دقائق ‪ 0‬هذه الغرفة‬ ‫الصباحية ‪ 0‬يتناول السيد براندت طعام‬ ‫الغداء هنا عادة ‪ ,‬كما ستكتشفين بنفسك من‬ ‫دون شك ‪0‬‬ ‫ شكرا يافيوليت ‪ ,‬اتمنى ال اكون مصدر‬‫ازعاج ‪0‬‬ ‫بان الدفء في عيني فيوليت ‪0‬‬ ‫ بحق السماء ل يا انسة ايف ‪ ,‬ان وجودك هنا‬‫متعة ‪ 0‬لقد اعتنيت بوالدتك فور ولدتها‬ ‫وكنت دائما انظر الى اليوم الذي سأعتني‬ ‫فيه بطفلتها هي ايضا ‪0‬‬ ‫وتابعت بشيئ من الحزن‪:‬‬ ‫ وكأنما سأجد العتناء بأبنتها متعبا ‪ 0‬يا‬‫آنسة!‬ ‫شعرت صوفي بالكدر ‪ 0‬لماذا قالت فيوليت‬ ‫كل هذا ؟ كانت تشعر بالرتياح حتى اللحظة‬ ‫لكنها الن اخذت تشعر بخداعها مرة اخرى ‪0‬‬ ‫وسارت بسرعة نحو النافذة وغيرت الحديث‬ ‫فجأة‪:‬‬ ‫ اليس المنظر خلبا؟ ل اظن اني رأيت‬‫اجمل منه ابدا ‪0‬‬ ‫جمدت فيوليت وقالت بثبات‪:‬‬ ‫ علي الهتمام بفطورك يا آنسة ‪0‬‬‫ثم غادرت الغرفة ‪0‬‬ ‫استدارت صوفي وشعرت بكآبة شديدة‬ ‫تغمرها ‪ 0‬كات تتمنى اكثر واكثر لو انها لم‬ ‫تسمح ليف باللحاح عليها في المجئ الى‬ ‫هذا المكان ‪ 0‬واختفت حماستها في خضم‬ ‫احداث النهار ‪ 0‬لكن عليها ان تستمر الن ‪0‬‬


‫وكلما اسرعت في التوقف عن توبيخ نفسها‬ ‫كان افضل لها ‪0‬‬ ‫كان عليها ان تتصور انها تلعب دور ايف‬ ‫هوليستر ‪ ,‬ويجب ال تسمح لمشاعرها‬ ‫الشخصية بأن تتدخل ابدا ‪0‬‬ ‫استمتعت صوفي بالفطور النكليزي الذي‬ ‫احضرته فيوليت ‪ 0‬كانت تحتسي ثالث فنجان‬ ‫قهوة عندما فتح الباب وظهر جد ايف ‪0‬‬ ‫ صباح الخير يا ايف ‪0‬‬‫قال لها بحرارة ظاهرة وسار نحوها وشد‬ ‫على يدها بمودة ‪0‬‬ ‫ جميل ان اراك هنا الى طاولتي ‪ 0‬هذا‬‫مكانك ‪ 0‬والن اخبريني ‪ 0‬كيف كان نومك ‪0‬؟‬ ‫ جيد جدا ‪000‬شكرا لك يا ‪ 000‬جدي؟‬‫ تجدين صعوبة في قول تلك الكلمة ‪ ,‬اليس‬‫كذلك ؟‬ ‫وعندما لم يبدر منها أي رد فعل ‪ ,‬تابع‬ ‫حديثه ‪:‬‬ ‫ جدي ! تجدين صعوبة في التفكير بأنني‬‫جدك ؟‬ ‫لم تعلم صوفي بماذا تجيب ‪0‬‬ ‫ آه ‪00‬ليس بالفعل ‪0‬‬‫لكنه لم يقتنع ‪0‬‬ ‫ اعتقد ذلك ‪ 0‬ولكن يمكنك مناداتي براندت‬‫كما يفعل بيرز ‪ 0‬هل يناسبك ذلك؟‬ ‫حدقت فيه صوفي ‪0‬‬ ‫ انا ‪000‬اذا لم يكن لديك مانع ‪0‬‬‫همست بارتباك وتساءلت عما كانت ستقوله‬ ‫ايف لو هي في وضع مشابه ‪0‬‬ ‫‪ -‬حسنا‪ ,‬حسنا ‪0‬‬


‫بدا براندت مكتفيا واردف‪:‬‬ ‫ ربما سنجد طريقة تخاطب اقرب مع الوقت‬‫ولكن هذا يمفي الن ‪0‬‬ ‫ابتسمت صوفي ‪ 0‬وتابع حديثه‪:‬‬ ‫ هل انهيت فطورك؟‬‫اومأت برأسها ‪0‬‬ ‫ اجل كان شهيا ‪ 0‬استطيع من الن ان‬‫اتخيل كيف سأصبح بدينة خلل اقامتي هنا ‪0‬‬ ‫اذن ما رأيك في القيام بجولة في املكي ‪,‬‬‫هذا اذا كنت مهتمة ‪0‬‬ ‫ الملك؟‬‫رددت صوفي بنعومة ونهضت ‪0‬‬ ‫ آه نعم‪ ,‬اود ذلك ‪ 0‬لكن ‪ ,‬ال تريد تناول طعام‬‫الفطور؟‬ ‫ اتناول فطوري في السابعة والنصف‬‫صباحا في غرفتي ‪0‬‬ ‫اخبرها براندت وهو يضع يديه في جيبي‬ ‫سترته ‪ 0‬وفكرت صوفي كم تطابقت كلماته‬ ‫وصورتها عنه ‪ 0‬كان رجل قويا مهيمنا ‪,‬‬ ‫انضباطيا مع نفسه ومع الخرين ‪ ,‬متخليا عن‬ ‫العيش السهل ‪ ,‬مفضل النضباط الذي‬ ‫مارسه دوما ‪0‬‬ ‫ثم اعتدل في وقفته وسألها اذا كانت‬ ‫مستعدة للذهاب فورا ‪0‬‬ ‫ نعم اعتقد انني مستعدة ‪0‬‬‫ونظرت صوفي ناحية الطباق الفارغة‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫ ال تعتقد ‪00‬اعني اليس الفضل ان احمل‬‫هذه الشياء الى المطبخ؟‬ ‫قطب براندت واجاب‪:‬‬


‫ طبعا ل ‪ 0‬ستعتني احدى الخادمات بالمر ‪0‬‬‫هذا عملهن ‪0‬‬ ‫ولنت ملمحه وهو يقول ‪:‬‬ ‫ عليك ان تعتادي على السماح للخرين‬‫بخدمتك ‪ 0‬ل اظن انك معتادة على ذلك في‬ ‫الماضي ‪0‬‬ ‫ كل ‪0‬‬‫هزت صوفي رأسها‪:‬‬ ‫ هل سأحتاج الى معطف؟‬‫ل اعتقد ‪ 0‬بالمناسبة سنذهب في سيارتي‬‫‪ 0‬هل تركبين الخيل؟‬ ‫ كل‪00-‬‬‫اجابت صوفي فورا ثم شعرت بانشداد‬ ‫اعصابها ‪ 0‬ايف تستطيع ركوب الخيل ‪ 0‬كانت‬ ‫تعلمت في مدرسة الفتيات التي ارسلها‬ ‫والدها اليها ‪0‬تذكرت انها اخبرتها ذلك في‬ ‫الماضي ‪ 0‬ثم هدأ روعها اذ ان براندت ل يعلم‬ ‫بالمر وال لما سألها ‪0‬‬ ‫ اذن هذا امر آخر علينا تعليمك اياه ‪0‬‬‫قطعت كلماته حبل افكارها وهدأتها ‪ 0‬ثم‬ ‫وضع ذراعه حول كتفيها ‪0‬‬ ‫ تعالي ‪ 0‬دعينا نذهب ‪ 0‬اني اتطلع الى اريك‬‫المزيد من المنطقة ‪0‬‬ ‫كانت ممتلكات عائلة سانت فينسيتي‬ ‫شاسعة كما توقعت صوفي ‪ 0‬نمت فيها‬ ‫اشجار البن ‪ 0‬وقال براندت ان الموسم كان‬ ‫من معيشة الكثيرين غير ان مصدر‬ ‫جيدا وأ ّ‬ ‫دخله الرئيسي يأتي من الجهة الخرى من‬ ‫الجزيرة من امتيازات النفط التي جنى منها‬


‫ثروة ل تحد والتي اصبحت عماد القتصاد في‬ ‫الجزيرة ‪0‬‬ ‫ال ان اشجار البن بأغصانها المائلة مثلت‬ ‫الى صوفي بالنسبة الى صوفي شيئا حقيقيا‬ ‫وأساسيا ‪ ,‬وكانت سعيدة انها لم تضطر الى‬ ‫رؤية آبار النفط وما جاورها من آليات ‪0‬‬ ‫وفتنتها رؤية اشجار الموز في حالتها‬ ‫الطبيعية والثمر يتدلى منها موفرا الظلل ‪0‬‬ ‫كانت الحرارة مرتفعة جدا حتى داخل‬ ‫السيارة وتطلعت الى عودتهما والى الدوش‬ ‫البارد ‪0‬‬ ‫في أي حال استمتعت برفقة براندت ‪ 0‬ومثل‬ ‫جميع الرجال العصاميين كان يعرف كل‬ ‫التفاصيل عن عمله ‪ ,‬وشرح لها عن حياة حبة‬ ‫البن من بدء تكوينها في البرعم الى تحويلها‬ ‫الى لوح شوكلته ‪ 0‬فكرت صوفي بالمصاعب‬ ‫الجمة التي واجهت مزارع القهوة ‪ 0‬واثر‬ ‫عودتهما الى المنزل شعرت انها تلم‬ ‫بالموضوع الى درجة كبيرة ‪ 0‬ولم تستطع ال‬ ‫ان تتساءل عن رد فعل آدج اذا ما بدأت‬ ‫تبحث معه العلجات المحتملة لمرض‬ ‫جرثومي يصيب النباتات ‪ 0‬ولم تشعر‬ ‫بالنزعاج ال عندما زارا احدى القرى كي‬ ‫تتفرج على اكوام حبوب البن المجففة ‪0‬‬ ‫فقد راعها رؤية مستوى معيشة الناس ‪0‬‬ ‫بعكس براندت الذي لم يتأثر عندما ذكرت‬ ‫المر ‪ 0‬وكان واضحا انه لم ير ما يزعج في‬ ‫نقصان النعم ‪ 0‬ولم ينظر الى موضعه على‬ ‫انه مميز ‪0‬‬ ‫‪ -‬انك متأففة جدا يا ايف ‪0‬‬


‫قال لها في طريق عودتهما ‪0‬‬ ‫ فالمنازل كافيه ‪ ,‬والمدارس مجانية ‪ 0‬واذا‬‫عانوا من تكاثر نسلهم فاللوم يقع عليهم ‪0‬‬ ‫قالت صوفي ‪:‬‬ ‫ لكن يجب ان يكون هناك بعض القيود ‪0‬‬‫فرد عليها براندت بأن هز رأسه ‪0‬‬ ‫ عندما تبدأين بوضع قيود على حياة الناس ‪,‬‬‫يشعرون بالديكتاتورية ‪0‬‬ ‫احتجت صوفي‪:‬‬ ‫ تحديد النسل ليس كذلك ‪0‬‬‫ هنا يقبل الناس ما يعطيه الله شاكرين ‪0‬‬‫انهم سعداء يا ايف! الم تلحظي ذلك ؟‬ ‫اتعتقدين ان المنازل والحمامات النظيفة‬ ‫هي التي تجعل الناس سعداء؟‬ ‫تخضبت صوفي وقالت ‪:‬‬ ‫ لم اقل ذلك ‪0‬‬‫ كل ‪ ,‬انما هذا ما عنيته ‪ ,‬اليس كذلك ؟‬‫وابتسم براندت ‪:‬‬ ‫ استطيع ان ارى ان علينا تثقيفك بطرق‬‫عدة يا ايف ‪0‬‬ ‫كان الوقت بعد الظهر عندما عادا الى‬ ‫المنزل ‪ ,‬واعتذرت صوفي وصعدت الى‬ ‫غرفتها ‪ 0‬واستحمت ‪ ,‬ثم تمددت على‬ ‫سريرها واسترخت ‪ 0‬كانت متعبة من الحرارة‬ ‫والتوتر فلم تفلح في محاولتها النوم ‪0‬‬ ‫سمعت طرقا على بابها ‪ 0‬ورأت خادمة تدخل‬ ‫وهي تحمل صينية عليها ابريق صغير من‬ ‫مشروب الشوكلته المثلجة وبعض قطع‬ ‫البسكويت ‪0‬‬


‫اعتدلت صوفي في فراشها قليل وغطت‬ ‫نفسها بالمنشفة ‪ 0‬وقالت وهي تبتسم‪:‬‬ ‫ آه شكرا لك ‪ 0‬ضعيها على الطاولة هناك ‪0‬‬‫فعلت الخادمة ما طلبت منها وعندما جلست‬ ‫صوفي لحظت انها الخادمة نفسها التي‬ ‫تحدثت معها في الصباح ‪0‬‬ ‫ قال السيد براندت ان اخبرك ان الغداء في‬‫الثانية يا آنسه ايف ‪ 0‬وقد اعتقد انك‬ ‫سترغبين في تناول هذا حتى ذلك الحين ‪0‬‬ ‫ شكرا لك ‪0‬‬‫وحاولت ايف ان تجعل الفتاة ترد البتسامة‪,‬‬ ‫لكنها اومأت برأسها فقط وتركتها ‪0‬‬ ‫وبعد ان غادرت الخادمة ‪ ,‬سكبت صوفي كوبا‬ ‫من السائل ذي الرائحة الذكية واحبت مذاقه‬ ‫‪ 0‬اكلت قطعة من البسكويت ثم استرخت‬ ‫ثانية ‪ 0‬كانت حالتها النفسية آخذه في‬ ‫التحسن ‪ ,‬ووجدت نفسها تبتسم ‪ ,‬فقد كان‬ ‫الصباح سهل جدا ‪ 0‬وحالما تصبح مقبولة هنا‬ ‫ستسير المور من حسن الى احسن ‪ 0‬ربما‬ ‫لم تكن ايف مصدر تهديد كما فكرت في‬ ‫السابق ‪00‬‬ ‫تناولت طعام الغداء مع براندت وروزا على‬ ‫الشرفة ‪ 0‬ولما لم تر آدج او بيرز جهرت المر‬ ‫فأوضح لها براندت ‪:‬‬ ‫ نمتلك شركة تأجير صغيرة خارج بورت اوف‬‫سباين ‪ 0‬يختين ‪ ,‬ومركبا شراعيا ومراكب‬ ‫بمحركات وما شابه ‪ 0‬يوم امس اراد زوجان‬ ‫اميركيان استئجار يخت ولسوء الحظ كان‬ ‫القبطان مريضا ‪ ,‬فحل مكانه بحار غير خبير‬


‫‪ 0‬وارتطم اليخت بالصخور على مسافة من‬ ‫هنا قرب فم التنين دراغونز ماوث ‪0‬‬ ‫ فم التنين؟‬‫لم تفهم صوفي فأوضح لها‪:‬‬ ‫ انه جزء من قناة المياه الضيقة التي تفصل‬‫ترينيداد عن الشاطئ الفنزويلي ‪0‬‬ ‫ هل تأذى احد؟‬‫ل توجد اصابات خطيرة ‪ ,‬بعض الخدوش‬‫والجروح ‪ 0‬هذا كل ما في المر ‪ 0‬انهم‬ ‫محظوظون لكن اليخت ثقب ويجب سحبه‬ ‫الى بورت اوف سباين للصلح وهذا ما‬ ‫يفعله آدج وبيرز ‪0‬‬ ‫ اوه ‪0‬‬‫علقت صوفي وانهمكت بتناول الطعام‬ ‫وعادت تسأل‪:‬‬ ‫ هل ‪000‬هل هذا جزء من عمل خالي؟‬‫ آدج؟‬‫هز براندت كتفيه ومد يده الى جيبه وتناول‬ ‫سيكارا ‪0‬‬ ‫‪ 0‬اعتقد انه يمكنك قول ذلك ‪ ,‬مع ان الزراعة‬ ‫عمله الساسي ‪ 0‬في الحقيقة يمكنك‬ ‫تسميته مدير اعمال كل شركات سانت‬ ‫فينسيتي ‪ 0‬اعتقد انه ل يقوم بأي عمل‬ ‫مباشر الن بل ربما يدقق في اعمال‬ ‫الخرين لكن ل احد يستطيع اخفاء شئ‬ ‫عندما يكون موجودا ‪0‬‬ ‫ استطيع ان اصدق ذلك ‪0‬‬‫ابتسم براندت وقال بنعومة ‪0‬‬


‫ ها ‪ 0‬هل اسمع نبرة خاصة في صوتك يا‬‫ايف ؟ يجب ال تسمحي له بأزعاجك كما‬ ‫تعلمين ‪0‬‬ ‫مسحت روزا سانت فينسيتي فمها بنعومة ‪0‬‬ ‫ل تتوقع ان تجلب ابنة جنيفر الى هنا من‬‫دون ان يظهر آدج رد فعل ما ‪0‬‬ ‫قالت بصوتها العالي النبرة ‪0‬‬ ‫ ال استطيع ؟ ولما ل؟ انت بالتأكيد ل تعنين‬‫بقولك هذا ان آدج غيور ‪0‬‬ ‫هزت روزا رأسها نفيا ‪:‬‬ ‫ل ‪ 0‬ان طبيعة آدج الكريمة ل تسمح له ان‬‫يكون غيورا ‪0‬‬ ‫ اذن ماذا تقصدين؟‬‫شعرت صوفي بنفاد صبر براندت يتزايد‬ ‫خلف لهجته المهذبة ‪0‬‬ ‫ اعني هوارد بالطبع ‪0‬‬‫ اوه ‪0‬‬‫مضغ براندت سيكاره الذي لم يكن اشعله‬ ‫واطرق ثم قال‪:‬‬ ‫ ولماذا يؤثر مجئ ايف الى هنا على هوارد ؟‬‫هذا تاريخ مضى ياروزا ‪0‬‬ ‫انه لم يتزوج!‬‫ هذا ل يعني شيئا بالمرة ‪0‬‬‫زم براندت شفتيه وقال باقتضاب ‪:‬‬ ‫ انت تعيشين في الماضي ياروزا ‪0‬‬‫ هل تظن ذلك حقا؟ ربما ‪000‬‬‫وهزت كتفيها النحيلتين ثم تابعت ‪:‬‬ ‫ لكن الجميع يعلم ان قلب هوارد انفطر‬‫عندما هربت جنيفر مع ‪000‬‬ ‫‪ -‬هذا يكفي ياروزا ‪0‬‬


‫اصبح براندت حاد النبرة الن ‪0‬‬ ‫عندما انتهى الغداء استأذنت روزا في‬ ‫الذهاب ‪ 0‬ومع ان براندت لم ينهض فورا عن‬ ‫كرسيه فقد كان في استطاعة صوفي ان‬ ‫ترى انه مشغول بأمور اخرى غير حفيدته‬ ‫الحديثة ‪0‬‬ ‫ هل تمانع اذا ذهبت الى غرفتي ؟‬‫سألته بتردد وارجعت كرسيها اللى الوراء‬ ‫ورأت وجهه بوضوح ‪0‬‬ ‫ل ‪ 0‬طبعا ل ياعزيزتي ‪ 0‬لدي بعض العمال‬‫انا ايضا وحرارة الطقس شديدة ل تسمح في‬ ‫البقاء خارجا ‪ 0‬اقترح ان نلتقي على الشرفة‬ ‫لتناول الشاي بعد الظهر نحو الساعة‬ ‫الخامسه ‪0‬‬ ‫ حسنا ‪0‬‬‫ابتسمت صوفي وتركته وسارت نحو غرفتها‬ ‫وهناك شعرت بالقلق ومع انها كانت متعبة‬ ‫لم تستطع النوم ‪ 0‬اثرت كلمات روزا عليها‬ ‫بقوة ورأت نفسها تفكر بهوارد المجهول ‪0‬‬ ‫وايقنت انه ل بد ان يكون هوارد فليمنغ الذي‬ ‫تحدث عنه آدج عنه وهما عائدان في السيارة‬ ‫من بورت اوف سباين‬ ‫وتساءلت ما اذا اثر عليه هروب جينيفر‬ ‫بالشكل الذي ظنته روزا ‪ 0‬لبد ان يكون اكبر‬ ‫من آدج ببضع سنوات بالطبع ‪ 0‬وهذا يعني‬ ‫انه في اوائل الربعينيات ‪ 0‬في اوج شبابه‬ ‫كما يقول البعض ‪ ,‬اذن لم يتزوج؟‬ ‫بعد الظهر سمعت اصواتا مرة اخرى تحت‬ ‫نافذتها وعلمت ان آدج وبيرز لبد عادا ‪0‬‬ ‫وجعلها المر تتحمس اكثر من اللزوم‬


‫وشعرت بنفاد صبر من رد فعلها هذا ‪0‬‬ ‫الساعة الخامسة ارتدت فستانا برتقاليا‬ ‫ونزلت الى الشرفة لتناول الشاي ‪ 0‬كانت‬ ‫الغرفة الصباحية خالية ال انها رأت بيرز‬ ‫جالسا هناك ‪0‬‬ ‫ مرحبا!‬‫هتف ونهض بارتباك ‪0‬‬ ‫ تبدين جميلة وهادئة ‪ 0‬ماذا فعلت بنفسك‬‫طوال النهار؟‬ ‫جلست صوفي على كرسي من الخيزران‬ ‫وهزت كتفيها ‪0‬‬ ‫ل شئ غير عادي ‪ 0‬خرجت مع جدي هذا‬‫الصباح ثم ارتحت بعد الظهر ‪0‬‬ ‫ارتحت؟‬‫قال بيرز باندهاش ‪:‬‬ ‫ في مثل سنك ؟ الم تذهبي الى البحر ؟‬‫ كل ربما سأذهب غدا ‪0‬‬‫ غدا ل شئ !‬‫قاطعها بيرز ‪0‬‬ ‫ اذهبي ارتدي ملبس السباحة وسنذهب‬‫الن ‪0‬‬ ‫ نذهب ؟‬‫رددت صوفي بصوت خافت ‪0‬‬ ‫ طبعا! كي نسبح ! تحبين ذلك اليس كذلك ؟‬‫والوقت عظيم الن فالمياة دافئة حقا ‪0‬‬ ‫لم تعرف صوفي ماذا تجيب ‪0‬‬ ‫ لكن من المفروض ان اتناول الشي مع‬‫براندت ‪0‬‬ ‫ اوه ‪ 0‬لن يتأثر ‪ 0‬في كل حال ستعودين قبل‬‫ان يعرف اين انت ‪0‬‬


‫وعلق اصابع في زناره وابتسم قائل‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ 0‬هيا ‪ 0‬حضري نفسك للذهاب ‪0‬‬‫ل ادري اذا كان يجدر بي ‪000‬‬‫بدأت صوفي تقول بعدم ارتياح لكنه‬ ‫قاطعها ‪:‬‬ ‫ هراء ! انت تعلمين انك متشوقة الى‬‫السباحة ‪ 0‬ل يمكنك قضاء ليلة اخرى في‬ ‫ترينداد من دون اختبار معنى السباحة هنا ‪0‬‬ ‫صدقا ستحبين المر سوف تحبين المر ‪0‬‬ ‫ انا متأكدة من ذلك‪ ,‬ولكن ‪000‬‬‫رفع بيرز حاجبيه بنفاد صبر وقاطعها مرة‬ ‫اخرى‪:‬‬ ‫ ياه انك تحتاجين الى كثير من اللحاح ‪0‬‬‫اخيرا اتخذت صوفي قرارا ‪ 0‬وهبت واقفة‬ ‫بعصبية ‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬اذا كنت متأكدا ‪0‬‬‫ طبعا انا متأكد وال لما سألتك !‬‫ حسنا اعطني خمس دقائق ‪0‬‬‫ذهبت الى غرفتها وسحبت ملبس السباحة‬ ‫ونظرت اليها بتردد ‪ 0‬ثم هزت كتفيها وبدأت‬ ‫تخلع ملبسها ‪0‬‬ ‫بدا اللباس صغير الحجم جدا ‪ ,‬واحتارت لماذا‬ ‫ابتاعته صغيرا الى هذا الحد ‪ 0‬شعرت بالعري‬ ‫حيث انه لم يسبق ان ارتدت مايوه بيكيني‬ ‫وعرضت وسطها لشعة الشمس ‪0‬‬ ‫ال ان وقت الندم مضى وشعرت بالرضى‬ ‫لنها ابتاعت سترة خضراء وزرقاء لترتديها‬ ‫فوقه ‪0‬‬


‫عادت ادراجها الى اسفل وهي تشعر ببعض‬ ‫القلق ‪ 0‬كانت في منتصف طريقها على‬ ‫الدرج عندما دخل آدج و رآها ‪0‬‬ ‫وفورا ‪ ,‬شعرت بحراجة ملبسها وتمنت لو‬ ‫انها تستطيع الدوران والعودة الى غرفتها ‪0‬‬ ‫لكن بالطبع لم يكن في استطاعتها ان تفعل‬ ‫ذلك ‪ 0‬فهذا الرجل يفترض به ان يكون خالها‬ ‫وأي اهتمام قد يبديه ل يتجاوز اهتمام الخال‬ ‫بأبنة اخته ‪0‬‬ ‫وهكذا تابعت سيرها ووصلت الى القاعة‬ ‫ورأته يتمدد بكسل وقد بان جلده السمر‬ ‫اللون من خلل فتحة قميصه ‪ 0‬ثم هوت‬ ‫ذراعاه الى جانبيه ‪0‬ونظر اليها بتمعن ‪0‬‬ ‫وعندما لم يقل شيئا ‪ ,‬اضطرت صوفي الى‬ ‫المبادرة ‪0‬‬ ‫وقالت له‪:‬‬ ‫ انا ‪ 000‬سيأخذني بيرز الى السباحة ‪0‬‬‫اومأ آدج برأسه دليل الموافقة ‪0‬‬ ‫ انا لم اسبح بعد ‪0‬‬‫ لم تفعلي ‪0‬‬‫لم يكن مباشرا في حديثه ‪ 0‬ووجوده حيث هو‬ ‫‪ ,‬سد طريقها وكان عليها اللتفاف حوله اذا‬ ‫ارادت ان تتابع سيرها ‪0‬‬ ‫ هل كان نهارك طيبا؟ هل استطعت‬‫استرداد قاربك؟‬ ‫سألته وهي تأمل ان تبعد نظراته عنها ‪0‬‬ ‫هز آدج كتفيه وقال‪:‬‬ ‫ لقد استرجعنا اليخت ‪ 0‬نعم ‪ 0‬لكن بالكاد‬‫ادعوا النهار طيبا ‪ 0‬لن تكون شركة التأمين‬


‫سعيدة بدفع نفقات اصلحه في هذه‬ ‫الظروف ‪0‬‬ ‫ابتسمت صوفي نصف ابتسامه لكنها عندما‬ ‫لم تلق تشجيعا قالت‪:‬‬ ‫ اعتقد انك متعب ‪0‬‬‫ ليس بشكل خاص ‪ 0‬نمنا على المركب بعد‬‫الظهر ‪0‬‬ ‫واخيرا ابتعد عن طريقها ‪0‬‬ ‫ علمت ان والدي طاف بك في مزارعه هذا‬‫الصباح ‪0‬‬ ‫ نعم ‪ 0‬هذا صحيح ‪ 0‬كان المر ممتعا ‪0‬‬‫وبلهجة متهكمة بعض الشئ قال‪:‬‬ ‫ تمتعت اذن!‬‫ بالطبع تمتعت ‪0‬‬‫ اعتقد انه اخبرك انه عمل مربح ‪0‬‬‫كانت صوفي تمر امامه لكن كلماته اوقفتها‬ ‫‪ 0‬ونظرت اليه بعبوس قائلة‪:‬‬ ‫ لست متأكدة ‪ 0‬لكن اظن ان كلماتك وقحة‬‫نوعا ما ‪0‬‬ ‫قالتها وهي ترتجف ‪0‬‬ ‫ هل هي كذلك؟ ربما كان علي ان اتكلم‬‫بصورة اكثر وضوحا ‪0‬‬ ‫حدقت فيه صوفي مستفسرة لكنها لم‬ ‫تستطع الستمرار في التحديق فهمست‪:‬‬ ‫ل بد ان بيرز ينتظرني ‪0‬‬‫وأومأ لها علمة موافقة على انصرافها ‪0‬‬ ‫لكن ما ان خطت اول خطوة حتى اطل بيرز‬ ‫من الغرفة ‪ ,‬وكانت منشفة حمراء وبيضاء‬ ‫تتدلى على كتفيه ‪0‬‬ ‫انفرجت اساريره عندما رأى صوفي وابتسم‪:‬‬


‫ لقد عدت! بدأت افكر انك غيرت رأيك ‪0‬‬‫ اخشى ان اكون سبب تأخرها يا بيرز ‪0‬‬‫قال آدج ذلك وعاد الى السترخاء ‪0‬‬ ‫ لكن ل تدعاني اؤخركما اكثر يا اولد ‪0‬‬‫رفضت صوفي النظر اليه ‪ 0‬بل استدارت‬ ‫ناحية بيرز وقالت‪:‬‬ ‫ نعم دعنا نذهب ‪0‬‬‫كانت حرارة الشمس قد خفت الى درجة‬ ‫كبيرة وشعرا بنسمات هواء منعشة على‬ ‫وجهيهما وهما يهبطان الدرج وفكرت‬ ‫صوفي وهي تحاول طرد آدج من تفكيرها ‪0‬‬ ‫ادت الدرجات الى رصيف رسى عنده قارب‬ ‫شراعي وقارب بمحركات ‪ 0‬ل شك انه اليخت‬ ‫نفسه الذي استعمله قبل ‪ 0‬صرصرت الحبال‬ ‫قليل عندما تحركت القوارب مع الماء وملت‬ ‫الجو رائحة مالحة لذيذة ‪ 0‬لم يتغير لون البحر‬ ‫‪ 0‬من هنا اصبح في المكان رؤية عمقه‬ ‫والسماك‬ ‫الصغيرة تسبح فيه وتهاوت النباتات برقة‬ ‫في قاعه ‪ 0‬خلع بيرز سرواله وسترته وظهر‬ ‫بمايوه ازرق ثم قفز بخفة فوق الصخور‬ ‫ونظر وراءه ليرى صوفي ل تزال في مكانها‬ ‫مترددة‪:‬‬ ‫ تعالي ان المكان آمن ‪ 0‬تستطيعين ان‬‫تسبحي اليس كذلك؟‬ ‫ نعم ‪0‬‬‫قالت صوفي والشك يخالجها وهي ترخي‬ ‫زنار سترتها ‪:‬‬ ‫‪ -‬هل المياة عميقة؟‬


‫ هنا ؟ ليست عميقة جدا ‪ 0‬عشرة اقدام كحد‬‫اقصى ‪0‬‬ ‫اتسعت حدقتا صوفي أستغرابا ‪:‬‬ ‫ عشرة اقدام!‬‫وضع بيرز يديه على خصره ‪0‬‬ ‫ هل ستأتين ام ل ؟ بحق السماء اخلعي‬‫سترتك وتعالي ‪0‬‬ ‫تنهدت صوفي وتركت السترة تهوي وهز‬ ‫بيرز رأسه راضيا ‪0‬‬ ‫ جميل جدا ‪0‬‬‫قال لها وهي تسير على الصخور بارتباك‬ ‫نحوه‪:‬‬ ‫ ولكن لونك شاحب ‪ 0‬ل بأس ‪ 0‬فسرعان ما‬‫ستصبحين سمراء مثلي ‪0‬‬ ‫شكت صوفي في المر فبيرز كان اسمر‬ ‫اللون مثل والده ‪ 0‬ومثل هذا اللون الداكن‬ ‫يحتاج الى سنوات عدة لكتسابه ‪0‬‬ ‫سار بيرز نحو حافة الصخور ونظر الى‬ ‫اسفل بأنتباه ‪ 0‬ثم ناحية صوفي‪:‬‬ ‫ هل تغطسين ؟‬‫ استطيع ‪ 0‬ولكن افضل ال افعل ‪0‬‬‫واعترفت صوفي بعصبية ‪:‬‬ ‫ ال استطيع ان انزلق في المرة الولى ؟‬‫اشار بيرز الى الخليج حيث برز رأس صخري‬ ‫من المياه ‪0‬‬ ‫ عدا تلك الصخرة التي تعطي بوانت سانت‬‫فينسيتي اسمها ليس هناك ما يخيف ‪00‬فل‬ ‫مد قوي او تيارات مائية ‪ 0‬سأذهب انا اول ثم‬ ‫تتبعينني ‪0‬‬


‫غطس ثم عام ‪ 0‬وازاح شعره عن عينيه ثم‬ ‫سبح عائدا الى حيث كانت صوفي ما زالت‬ ‫تقف ‪0‬‬ ‫ هيا ‪ 0‬انه امر سهل ‪ 0‬اقفزي!‬‫ترددت صوفي لحظة اخرى ثم ضغطت على‬ ‫طرف انفها تسده وقفزت من الصخور الى‬ ‫المياه ‪ 0‬ضاق تنفسها عندما شعرت بالبرودة‬ ‫في البدء لكن ما ان طفت على صفحة المياه‬ ‫حتى شعرت بأن المياه دافئة بالفعل ‪0‬‬ ‫ونظرت حولها لتجد بيرز على مسافة منها‬ ‫وسبحت في اتجاهه بتمهل وهي مسرورة‬ ‫بأحساس الماء على جلدها الدافئ ‪ 0‬قال‬ ‫بيرز‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ 0‬ليس المر سيئا ‪ 0‬اليس كذلك؟‬‫ل انه رائع !‬‫دفعت صوفي الماء براحة كفها ونظرت‬ ‫حولها بتشوق ‪0‬‬ ‫ لم اسبح كثيرا في البحر سابقا ‪ 0‬ان‬‫الطقس باردا جدا في بلدي ‪0‬‬ ‫ هذا ل يفاجئني ‪0‬‬‫اومأ بيرز‪:‬‬ ‫ كان الطقس باردا جدا عندما كنت في‬‫انكلترا ‪ 0‬عليك تعويض ذلك وانت هنا ‪0‬‬ ‫سبحا ولعبا برهة ثم قال بيرز ‪ ,‬ان عليهما‬ ‫العودة فقد جاوزت الساعة السادسة وقد‬ ‫يكون براندت قلقا ‪0‬‬ ‫ الساعة تجاوزت السادسة ! ياه ظننت انها‬‫الخامسة والنصف تقريبا ‪0‬‬ ‫ضحك بيرز وقال‪:‬‬


‫ انها صحبتي المسلية يا صوفي ‪ 0‬سأخذ‬‫كلمك كمديح ‪0‬‬ ‫ضحكت صوفي ايضا ثم سبحا وخرجا من‬ ‫الماء ‪ 0‬شعرت صوفي بضعف غريب في‬ ‫قدميها وادركت ان التمرين غير العتيادي‬ ‫قد اتعبها ‪ 0‬وقال بيرز الذي لحظ تعبها‪:‬‬ ‫ سنرتاح قليل قبل ان نصعد الى المنزل ‪,‬‬‫اتوافقين؟‬ ‫ آه ولكن ماذا بخصوص جدك ؟‬‫قالت صوفي قبل ان تفكر بكلمها ‪0‬‬ ‫ جدي؟ انه جدك ايضا ‪0‬‬‫تخضبت صوفي ‪:‬‬ ‫ نعم ‪ 0‬ادرك ذلك ‪ 0‬لكن اعتقد ان المرء في‬‫حاجة الى بعض الوقت كي يعتاد المر ‪0‬‬ ‫قبل بيرز تفسيرها وبعد ان جفف جسمه‬ ‫لبس ثيابه وجلس قربها على الرصيف‬ ‫الدافئ وسألها بلطف‪:‬‬ ‫اتظنين انك ستتمتعين باقامتك هنا؟‬ ‫‪‬‬ ‫هزت صوفي كتفيها‪:‬‬ ‫ انا متأكدة ‪0‬‬‫ اذن سوف تبقين؟‬‫ ابقى؟‬‫ طبعا ‪0‬والدي قال انك ل تودين ذلك لكن‬‫براندت يأمل العكس ‪0‬‬ ‫فكرت صوفي بغضب ‪ 0‬اذن هذا ما في‬ ‫المر ! كان عليها ان تعلم ان براندت سانت‬ ‫فينسيتي ليس من النوع الذي يدع فرصة‬ ‫مثل هذه تضيع من يديه ‪ 0‬استطاعت جنيفر‬ ‫ان تتحرر من قبضته ‪ ,‬لكن ابنتها قد ل‬ ‫تستطيع ذلك ‪000‬‬


‫فجأة نودي عليهما من فوق واستدارت لتجد‬ ‫براندت على رأس الدرج يطلب منهما المجئ‬ ‫‪0‬‬ ‫ تعالي ‪ ,‬ارى ان علينا الذهاب ‪0‬‬‫كان على صوفي ان تبتسم وهي تنهض‬ ‫وصعدت الدرجات دونما صعوبة جمة ولحقها‬ ‫بيرز ‪ 0‬بقى حديثهما عالقا في ذهنها ‪ 0‬وصل‬ ‫رأس الدرج وسارا عبر الحديقة الى حيث‬ ‫ينتظرهما براندت وهناك ‪ 0‬رأيا انه لم يكن‬ ‫وحد ‪ 0‬كان في رفقته رجل آخر معتدل‬ ‫القامة ذو شعر بني داكن يخطه بعض الشيب‬ ‫وملمحه جذابة ‪ ,‬كان يرقب صوفي وهي‬ ‫تسير نحوهما وتساءلت من عساه يكون ‪0‬‬ ‫ماذا لو كان شخصا يعرف ايف ‪ 0‬وادرك‬ ‫للحال انها ليست حفيدة براندت سانت‬ ‫فينسيتي ؟‬ ‫لكن لم يكن هناك ثمة ما يبرر مخاوفها ‪0‬‬ ‫وسرعان ما انكشفت هوية الغريب ‪ 0‬اخذ‬ ‫براندت ذراعها بصورة تملكيه عندما اقتربت‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ كنا في انتظارك يا عزيزتي ايف ‪ 0‬دعوت‬‫هوارد لتناول الشاي كي يتعرف اليك ‪ 0‬لكن‬ ‫ل بأس ‪ 0‬انت هنا الن ‪ 0‬اريد ان اقدمك الى‬ ‫صديق قريب ‪000‬هوارد فليمنغ ‪ 0‬حسنا يا‬ ‫هوارد ‪ 0‬ما رأيك بأبنة جنيفر؟‬

‫‪ -4‬لماذا ل تبقى هنا؟‬


‫ارتدت صوفي ثياب العشاء في الليلة التالية‬ ‫بانزعاج ‪ 0‬فقد كان مقررا ان يتناولوا‬ ‫العشاء خارج النزل هي وبراندت وروزا وآدج‬ ‫وشعرت انها عصبية كالهرة ‪0‬‬ ‫سيذهبون الى كومالي الى منزل عائلة‬ ‫فليمنغ‪,‬وشعرت بثقل الزيارة ‪ ,‬بالقدر نفسه‬ ‫الذي شعرت به عندما اتت‬ ‫الى بيت سانت فينسيني ‪0‬‬ ‫كان هوارد فليمنغ انيسا جدا بعد ظهر اليوم‬ ‫السابق ‪ 0‬فعوضا من معاملتها بالمرارة التي‬ ‫أحسها ول شك تجاه جنيفر ‪ ,‬تصرف بود‬ ‫زائد ‪ ,‬متجنبا الوقوع في أي ضيق معها ‪0‬‬ ‫وهو على عكس ذلك ذهب الى حد ابدي فيه‬ ‫أسفه لوفاة والدها وهو شئ لم يفعله حتى‬ ‫براندت ‪0‬‬ ‫في أي حال ‪ ,‬كانت صوفي مدركة وضعها‬ ‫أكثر من أي أمر آخر ‪ 0‬وبينما وجدت هوارد‬ ‫رجل ودودا وجذابا ‪ ,‬إل انه بقى الرجل الذي‬ ‫تخلت عنه جنيفر مفضلة جيمس هوليستر ‪0‬‬ ‫عبرت الغرفة نحو السرير حيث كان فستانها‬ ‫الذي سترتديه في تلك المسية اللباس‬ ‫المسائي الرسمي الوحيد الذي أحضرته معها‬ ‫وتأملت إن يكون مناسبا ‪ 0‬كان فستانا طويل‬ ‫ابيض بدا قماشه كأنه مخملي ‪ 0‬وكانت ايف‬ ‫قد أهدتها إياه قبل مجيئها الى ترينداد ‪ 0‬بعد‬ ‫إن ابتاعته لمناسبة خاصة لكنها لم ترغب‬ ‫في ارتدائه مرة أخرى ‪ ,‬لذا أصرت على‬ ‫صوفي إن تأخذه ‪ ,‬وأحست صوفي بالغبطة‬ ‫لنها قبلته ‪0‬‬


‫غطت الكمام الطويلة المزمومة ذراعيها‬ ‫الملتهبتين‬ ‫قليل ‪ 0‬بينما أضفى العقد مظهرا هادئا‬ ‫مصقول عليها ‪0‬‬ ‫لم يكن مقررا إن يرافقهم بيرز ‪ 0‬لكنه‬ ‫أمضى معظم النهار مع صوفي التي تمنت‬ ‫لو يكون في المسية معهم يضفي جوا من‬ ‫البساطة ‪ 0‬غير انه لم يكن يحب مناسبات‬ ‫العشاء الرسمية فقرر الذهاب الى ناد ليلي‬ ‫في بورت اوف سباين مع بعض الصدقاء ‪0‬‬ ‫نزلت صوفي الى القاعة حيث تجتمع العائلة‬ ‫عادة قبل العشاء الساعة السابعة ‪ 0‬لكن‬ ‫الغرفة كانت خالية وسارت نحو النافذة وهي‬ ‫تفكر وتنظر الى الظلل في الحديقة ‪ 0‬ثم‬ ‫اتجهت الى المكتبة وبدأت تطالع عناوين‬ ‫الكتب ‪ 0‬وكبقية المنزل كانت هذه الغرفة‬ ‫جميلة جدا فما إن تناولت كتابا عن الرف‬ ‫حتى سمعت خطوات خلفها ‪ ,‬واستدارت‬ ‫لتجد آدج يدخل الغرفة ‪ 0‬وبدا رائعا في‬ ‫سترة مسائية بيضاء فشعرت صوفي برعشة‬ ‫ل ارادية تسري في جسمها ‪ ,‬وأعادت الكتاب‬ ‫الى مكانه واستدارت نحوه بتردد ‪ 0‬أجال‬ ‫النظر فيها وارتجفت وخاطبته بعصبية‪:‬‬ ‫ هل ‪00‬هل منزل عائلة فليمنغ بعيد من هنا؟‬‫تجول ادج في الغرفة ونظر حوله وقال‪:‬‬ ‫ ليس بعيد جدا ‪0‬‬‫ثم سألها ‪:‬‬ ‫ هل تريدين شرابا؟‬‫‪-‬ل مانع ‪0‬‬


‫وأعطاها الكأس وفيما هما يتحدثان سمعا‬ ‫اصواتا في القاعة وبعد لحظة دخل براندت‬ ‫وروزا الردهة ‪ 0‬كانت المرأة ترتدي معطفا‬ ‫اسود طويل ناسبها جدا وسرت صوفي لنها‬ ‫اعتنت بمظهرها الى هذا الحد ‪ 0‬وبد واضحا‬ ‫لها إن المناسبة ستكون رسمية الى حد بعيد‬ ‫‪0‬‬ ‫آه ‪ 0‬أنت مستعده ‪0‬‬‫خاطبها براندت وهو ينظر إليها بإعجاب ‪0‬‬ ‫ تبدين رائعة يا عزيزتي ‪ 0‬سأكون موضع‬‫حسد الجميع هناك ‪0‬‬ ‫قبلت صوفي المديح بخجل ونظرت بارتباك‬ ‫الى الكأس التي في يدها وتابع براندت‬ ‫نظراتها ‪0‬‬ ‫لم تستطع صوفي قول شئ ‪ 0‬فقد شعرت‬ ‫بنظرات آدج تتمعن فيها لكنها رفضت إن‬ ‫تمتعه بمشاهدة ارتباكها‪ ,‬وهكذا احتست‬ ‫قليل من شرابها وحاولت إن تبدو عادية في‬ ‫ذلك ‪ 0‬وعندما شعرت ببعض الرتياح‬ ‫وتصورت أنها مستعدة أكثر لمواجهه‬ ‫المسية المقبلة ‪0‬‬ ‫ذهبوا الى كومالي في سيارة فخمة رمادية‬ ‫احضرها السائق الزنجي جوزف وقرر آدج إن‬ ‫يقود السيارة فجلس براندت الى جانبه بينما‬ ‫جلست صوفي وروزا في المقعد الخلفي ‪0‬‬ ‫سمعت صوفي عبر نوافذ السيارة المفتوحة‬ ‫أصوات مخلوقات الليل غير المألوفة ‪,‬‬ ‫وكانت رائحة الزهار التي نمت بكثرة في‬ ‫الجزيرة تعبق فتمل المسية غير المقمرة‬ ‫بالشذى ‪ 0‬وشعرت صوفي بالراحة ‪0‬‬


‫استغرقت الرحلة عشرين دقيقة الى منزل‬ ‫عائلة فليمنغ واستطاعوا إن يروا أضواء‬ ‫المنزل عامرة وهم يقتربون ويسمعون‬ ‫أصوات الموسيقى الخافته ‪0‬‬ ‫كانت سيارة أخرى تقف عند منعطف في‬ ‫الممر ‪0‬فأوقف آدج السيارة وراءها ‪ ,‬ثم خرج‬ ‫ليساعد عمته في النزول بينما ساعد براندت‬ ‫صوفي وساروا معا الى المبنى المضئ ‪0‬‬ ‫صعدوا بضع درجات ووصلوا باحة البيت‬ ‫الخارجية حيث رأو البواب مفتوحة وآل‬ ‫فليمنغ يرحبون بضيوفهم ‪ 0‬وما إن رآهم‬ ‫هوارد فليمنغ حتى اتجه نحوهم مرحبا‬ ‫بحرارة ’ وعيناه تحدقان بمظهر صوفي‬ ‫الجذاب ‪0‬‬ ‫ تعالى لقدمك الى والدي يا ايف ‪0‬‬‫قال لها وأشار على الخرين أن يرافقوهما ‪0‬‬ ‫ إن والدتي متشوقة للتعرف اليك ‪0‬‬‫كانت ماريون فليمنغ فارعة القامة مثل ابنها‬ ‫كما شابهته في المظهر ‪0‬‬ ‫شعرها بني وقدرت صوفي أنها تجاوزت‬ ‫الستين عاما لكنها بدت اصغر من ذلك بعشر‬ ‫سنين ‪ 0‬ماهو السر في الهواء الذي جدد‬ ‫شباب العالم وحيويته هنا؟‬ ‫وهتفت والدته ‪:‬‬ ‫ إذن أنت ابنة جنيفر ‪0‬‬‫وتفحصت صوفي بعينين لم تعكسا حرارة‬ ‫كلماتها ‪0‬‬ ‫ لم أكن لعرفك تلقائيا فأنت ل تشبهينها‬‫ابدا ‪0‬‬ ‫‪ -‬هراء!‬


‫أجاب براندت وأراح صوفي من ضرورة‬ ‫الجابة عن ذلك الكلم المربك ‪0‬ثم تابع‪:‬‬ ‫ طبعا أنها تشبه جنيفر ‪ 0‬ربما نسيت كم‬‫كانت جنيفر جذابة ‪0‬‬ ‫ لو ننسى جنيفر يا براندت ‪0‬‬‫أجابت ماريون ببعض الحدة ‪ ,‬وساد صمت‬ ‫مربك لوهلة ‪ 0‬وفي تلك اللحظة اقترب‬ ‫ادريان فليمنغ والد هوارد وغابت سمة‬ ‫الحديث الذي سبق اقترابه ‪ 0‬ووجدت صوفي‬ ‫نفسها تقف وهوارد الى جانبها ‪ 0‬فهمس‬ ‫باعتذار‪:‬‬ ‫ يجب إن تسامحي والدتي يا ايف ‪0‬‬‫لم تسامح جنيفر بسبب هروبها ‪0‬‬ ‫ونظرت صوفي إليه‪:‬‬ ‫ وهل سامحتها أنت يا سيد فليمنغ؟‬‫‪0000‬هوارد أرجوك!سيد فليمنغ كلمة فيها‬‫تكلف ول حاجة بنا الى الرسميات بحق‬ ‫السماء ‪ ,‬ربما كنت ‪000‬‬ ‫ثم قطع كلمه فجأة وسألها ‪:‬‬ ‫ اخبريني ‪ 0‬ماذا تفعلين في انكلترا؟‬‫تنهدت صوفي بعمق ‪ ,‬وبدأت تخبره قليل عما‬ ‫عرفته عن عمل ايف ولكن لحسن الحظ لم‬ ‫يلح عليها ‪ ,‬وسرعان ما انتقل يهما الحديث‬ ‫الى مواضيع اقل حساسية ‪ 0‬قدمها هوارد‬ ‫الى الضيوف الخرين ‪ ,‬زوجان في منتصف‬ ‫العمر لورنس وجين كنيدي والى أخته التي‬ ‫كانت تتحدث مع آدج ‪0‬‬ ‫كان شعر جانين فليمنغ كشعر أخيها ‪ ,‬كثيفا‬ ‫وأجعد ‪ ,‬لكن التشابه بينهما انتهى عند هذا‬ ‫الحد ‪ 0‬كانت اصغر قامة منه نحيلة وذات‬


‫عينين لمعتين وفم صغير ‪ ,‬وبدت في‬ ‫فستانها الحمر اللمع كلسان لهب مع سترة‬ ‫آدج البيضاء وهي تضع ذراعها على كتفه‬ ‫وكأنها تمتلكه ‪0‬وعندما اقترب هوارد منهما‬ ‫ليقدم صوفي ‪ ,‬نظرت إليها بعدم اكتراث‬ ‫واضح وقالت كلمة ترحيب عابرة قبل إن‬ ‫تتابع حديثها مع رفيقها ‪ 0‬كان آدج يميل‬ ‫برأسه نحوها وهو يستمع لما تقوله ‪,‬‬ ‫وشعرت صوفي بلسعة قلق تنتابها عندما‬ ‫رأت مدى حميمية علقتهما ‪ 0‬ولم تتوقع رد‬ ‫فعلها هذا وشدت على يدها بأظافرها وهي‬ ‫تشعر بموجة من الستنكار تعتريها ‪ 0‬لم‬ ‫تعرف السبب ‪ 0‬لكن فكرة وجود علقة‬ ‫ما‪,‬بين هذين الشخصين لم ترق لها البتة‬ ‫‪0‬ووجدت نفسها فجأة تتساءل عن شكل‬ ‫زوجة آدج ومنذ متى توفيت ‪0‬‬ ‫بدأت بالبتعاد ورأت عيني آدج تراقبانها ‪0‬‬ ‫كان ليزال‬ ‫يستمع الى ما تقوله جانين لكن صوفي‬ ‫لحظت شروده للحظة ‪ 0‬وأدارت ظهرها‬ ‫لهما وحاولت إن تنتبه الى ما كان يقوله‬ ‫هوارد لها لكن المر لم يكن سهل ‪ 0‬كانت‬ ‫يداها ترتجفان وراحتاها متعرقتين ‪,‬وكرهت‬ ‫العتراف بأن آدج سانت فينسيني كان سبب‬ ‫هذا الدفق المفاجئ من العاطفة ‪ 0‬بحق‬ ‫السماء بماذا كانت تفكر ؟ هل أرادت إن‬ ‫تعطيه النطباع الخاطئ؟ ماذا يفكر لو بدا‬ ‫يشك في إن الفتاة التي يفترض إن تكون‬ ‫ابنة أخته قد بدأت تشعر نحوه بطريقة ل‬ ‫تمت الى علقة ابنة الخت بالخال بشئ؟‬


‫مسحت يديها وابتسمت لهوارد ابتسامة شكر‬ ‫متكلفة ‪ 0‬ولكنها اعترفت أنها لبد إن تكون‬ ‫مجنونة لتدع مثل هذه الفكار تخامرها ‪0‬‬ ‫وبالفعل لم تتذكر أنها شعرت بشكل مماثل‬ ‫سابقا ‪ 0‬لم ترتبط بعلقات عابرة في‬ ‫السابق وتخيلت نفسها ‪ ,‬ربما عن سذاجة‬ ‫أنها متحررة ‪ 0‬لكن كان عليها الن إن تعترف‬ ‫بقلة خبرتها ‪ 0‬حركت كتفيها بنفاد صبر ‪0‬‬ ‫حسنا ‪ ,‬أدركت هذا الضعف فيه وكان عليها‬ ‫إن تتغلب عليه ‪ 0‬لكن هل ستتمكن؟ سمعت‬ ‫صوتا في داخلها يهمس‪ :‬لماذا لم تشعر‬ ‫بمثل هذا تجاه أي رجل قابلته في عملها‪,‬‬ ‫أول في استوديوهات التلفزيون‪ ,‬ثم في‬ ‫المسرح؟‬ ‫كان منزل عائلة فليمنغ اقرب الى التقليدي‬ ‫من منزل بوانتي سانت فينسيني ‪ 0‬واخبرها‬ ‫هوارد انه من الممكن رؤية البحر من نوافذ‬ ‫الطبقة العلوية في النهار لكن موقع البيت‬ ‫بعيدا قليل عن البحر ولذا بنوا حوض السباحة‬ ‫في الحديقة ‪ 0‬في هذه المسية كان الحوض‬ ‫مضاء حيث تناولوا طعام العشاء خارجا الى‬ ‫طاولة طويلة بدت جذابة بما عليها من‬ ‫أطباق هيبيسكوس صفر وقرمزية وبدا‬ ‫الحوض كأنه يدعو المرء الى السباحة‬ ‫‪0‬واقترح هوارد على ايف إن تأتي لقضاء‬ ‫نهار معهم خلل إجازتها ‪ 0‬علقت صوفي‬ ‫على ما قاله بلطف لكنها لم تستبعد الفكرة‬ ‫كليا ‪ 0‬لم تكن تعرف تماما ما قد تكون ردود‬ ‫فعل ماريون فليمنغ على مثل تلك الدعوة‬


‫ومع أنها تصرفت بود مع جميع الضيوف‪ ,‬إل‬ ‫أنها شعرت بأنها لم تحبهم ‪ ,‬كانت وجبة‬ ‫العشاء شهية ولم يسبق لصوفي إن تذوقت‬ ‫حساء سمك قبل ‪ ,‬كما أحبت اللحوم المشوية‬ ‫‪ 0‬انهوا العشاء بتناول بعض الفاكهة والقهوة‬ ‫التي أصبحت صوفي تحبها ‪ 0‬كانت مسرورة‬ ‫لن تجلس باسترخاء في مقعدها بين براندت‬ ‫وهوارد وتستمع الى أحاديثهما ‪ 0‬بينما‬ ‫الرجال يدخنون السيكار الذي وزعه ادريان‬ ‫فليمنغ كان آدج يجلس قبالتها بين جين‬ ‫كيندي وجانين فليمنغ ‪ 0‬ومنعت صوفي‬ ‫عينيها من التجوال في ذلك التجاه وأحست‬ ‫بأن لجانين يدا في ترتيب كيفية جلوس‬ ‫الضيوف الى الطاولة ‪ 0‬ثم سمع الجميع‬ ‫مزيدا من موسيقى الكاليبسو ‪ 0‬سحبت‬ ‫جانين آدج ليراقصها وبعد إن رافق لورنس‬ ‫كينيدي ماريون فليمنغ الى حلقة الرقص ‪0‬‬ ‫استدار هوارد نحو صوفي ‪:‬‬ ‫ل اعرف كيف ارقص هذه الرقصات‬‫الحديثة لكنني سأفعل ما استطيع ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي بشك ناحية براندت ‪ ,‬منتظرة‬ ‫موافقته فأومأ برأسه مشجعا‪:‬‬ ‫ هيا ‪ 0‬ياعزيزي شجعها وسأتمتع بمراقبتك ‪0‬‬‫مع كل ما قاله هوارد عن عدم خبرته في‬ ‫الرقص ‪ 0‬فقد بدأ راقصا ممتازا وتمتعت‬ ‫صوفي بمراقصته ‪ 0‬كانت الموسيقى بطيئة‬ ‫ذات إيقاع ‪ ,‬ولم يضمها إليه كثيرا ‪ 0‬ووجدت‬ ‫نفسها تفكر بغرابة الموقف وكأنها كانت‬ ‫فعل ابنة جنيفر ‪0‬‬


‫في أي حال كان من الممكن إن يكون هذا‬ ‫الرجل أباها لو سارت المور كما تتوقع‬ ‫وشعرت أكيدة انه كان يزمع على قول ذلك‬ ‫قبل عندما سكت عن الكلم فجأة ‪0‬وعندما‬ ‫انتهت السطوانة شعرت نشئ من الحسرة ‪0‬‬ ‫تحدثت معه بمرح وهما يسيران نحو الخرين‬ ‫‪0‬‬ ‫كان آدج يقف الى جانب كرسي والده‬ ‫ويتحدث معه ومع ادريان فليمنغ ‪ 0‬ولحظت‬ ‫صوفي انها لم تكن معتاده على ال تشارك‬ ‫في أي حديث ‪ 0‬لكن الرجال كانوا يتحدثون‬ ‫عن الحادث الذي ثقب اليخت ولم تكن جانين‬ ‫ملمة بالموضوع كثيرا ‪0‬بدا هوارد كأنه ربط‬ ‫نفسه بها ذلك المساء وبقى قريبا منها اينما‬ ‫ذهبت ومع انها استلطفته ووجدت في‬ ‫رفقته متعة لكنها تمنت لو يهتم بضيوف‬ ‫والدته الخرين اهتماما اكثر ‪0‬‬ ‫لحظت ان آدج انتبه الى ملزمة هوارد لها‬ ‫ولم تكترث عندما رأت شفتيه تزمان كلما‬ ‫نظر تجاهها ‪ 0‬وضعت اغنيات اخرى على‬ ‫الفونوغراف ودعا لورنس كينيدي صوفي‬ ‫الى مراقصته ‪ 0‬قبلت بعد تردد ورأت ان آدج‬ ‫كان يراقص مضيفته ‪ 0‬بقيت جانين قرب‬ ‫اخيها وبراندت لكن صوفي استطاعت ان‬ ‫تدرك من تعابيرها انها لم تكن مرتاحة الى‬ ‫الوضع القائم ‪0‬‬ ‫قرابة الحادية عشرة والنصف بعد ان رقصت‬ ‫صوفي مرات عدة اخرى احداهما مع براندت‬ ‫واخرى مع ادريان فليمنغ شاد جو ينبئ‬ ‫بنهاية الحفلة ‪0‬‬


‫فغادرت عائلة كينيدي واصرت على انها‬ ‫ستتصل بالخرين لتنظيم حفلة مماثلة في‬ ‫دارها‪ ,‬ثم رافق براندت واخته عائلة فليمنغ‬ ‫الى المبنى الرئيسي كي تحضر روزا شالها ‪0‬‬ ‫وتبعهم هوارد وصوفي وسارا امام آدج‬ ‫وجانين بخطوات واستطاعت صوفي ان‬ ‫تسمع همسات الفتاة ‪ 0‬ال انها لسوء الحظ‬ ‫لم تستطع ان تفهم ما كانت تقوله‬ ‫واضطرت الى اجبار نفسها على عدم‬ ‫النصات ‪0‬‬ ‫بعد القاء التحية ذهبت صوفي وروزا‬ ‫وبراندت الى السيارة للعودة الى المنزل ‪0‬‬ ‫وتأخر آدج قليل وبعد لحظة جاء وجلس خلف‬ ‫المقود ولم تستطع صوفي ال ان تتساءل اذا‬ ‫كانت جانين هي السبب في التعبير المتجهم‬ ‫الذي ارتسم على محياه!‬ ‫لم تر صوفي آدج ثانية خلل يومين ‪ 0‬علمت‬ ‫انه غادر في الصباح التالي للحفلة الى‬ ‫بياركو وهو المطار الدولي في بورت اوف‬ ‫سباين ليذهب بالطائرة الى توباغو ‪0‬‬ ‫واخبرها بيرز ان لديهم مصالح في‬ ‫سكاربورو عاصمة الجزيرة الصغيرة ‪ ,‬وبما ان‬ ‫جو تقاعد تقريبا عن العمل فقد قام آدج‬ ‫بتلك المهام بنفسه ‪0‬‬ ‫همست صوفي بدلل ‪ ,‬بالكاد مدركة انها‬ ‫تحدثت بصوت مسموع‪:‬‬ ‫ يبدو انها رحلة ممتعة ‪0‬‬‫نظر اليه بيرز مندهشا وسألها ‪:‬‬


‫ هل كنت ترغبين الذهاب انت ايضا ؟ كان‬‫في امكانك ذلك على ما اظن لكنني افترض‬ ‫ان والدي لم يعتقد انك تولين المر اهمية ‪0‬‬ ‫وهزت صوفي رأسها بسرعة وهتفت‪:‬‬ ‫ اوه ‪000‬كنت فقط اتمتم لنفسي ‪ ,‬علما‬‫بأنني سعيدة تماما هنا ‪ ,‬شكرا لك ‪0‬‬ ‫ابتسم بيرز وتمدد قائل ‪:‬‬ ‫ اجل ان الحياة هنا لذيذة ‪ ,‬اليس كذلك ؟ ل‬‫احب العمل ذاك وافضل البقاء في القوارب‬ ‫‪ 0‬اخبريني ! هل تودين البحار على قارب‬ ‫شراعي؟‬ ‫ل اعلم ‪000‬اعني ل ادري ما علي فعله ‪0‬‬‫ يمكنني ان اعلمك ‪ 0‬ان المر سهل فعل ما‬‫دام في امكانك ان تسبحي ‪00‬‬ ‫ تقصد في حال انقلب القارب بنا !‬‫ابتسم بيرز بحذق وقال‪:‬‬ ‫ في الواقع على المرء ان يكون حاضرا لكل‬‫احتمال ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي الى بشرتها ولحظت كم تبدو‬ ‫جذابة بلونها الذي يتحول تدريجيا الى‬ ‫الذهبي وهمست ‪:‬‬ ‫ اوه ‪00‬ل ادري ‪000‬‬‫ لماذا ال تثقين بي ؟‬‫رفع بيرز حاجبيه وبدا للحظة شديد الشبه‬ ‫بوالده ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي بعيدا وقالت‪:‬‬ ‫ طبعا اثق بك ‪ 0‬المر هو ‪000‬حسنا ‪ ,‬ما‬‫سيقول براندت؟‬ ‫ اسأليه ‪0‬‬‫اجابت صوفي بتردد‪:‬‬


‫ هل افعل؟‬‫ انا اسأله اذا كنت ترغبين ‪0‬‬‫ل ‪0‬ل ‪ 0‬انا سأفعل ‪0‬‬‫ونهضت صوفي ونظرت نحوه من دون ان‬ ‫تعير صغر المايوه الذي ارتدته أي اهتمام ‪0‬‬ ‫ هل احتاج الى شئ ؟‬‫ حذاء من المطاط ‪ 0‬اذا كان لديك ‪ 0‬اسرعي‬‫‪ 0‬سوف يطيب لك المر ‪0‬‬ ‫لم يبد براندت أي اعتراضات على خططهما‬ ‫عدا تنبيه صوفي ان تكون حريصة ‪0‬‬ ‫ل اريد ان يصيبك مكروه وانا بالكاد عثرت‬‫عليك ‪0‬‬ ‫قال لها بحرارة وشعرت صوفي بالذنب ‪0‬‬ ‫كان عليها ان تقنع نفسها انه لول مجيئها‬ ‫لما وجد احدا يغدق عليه حنانه وانها بالتالي‬ ‫ل تؤذيه ‪ ,‬لكنها كرهت ان تخدعه هكذا ‪0‬‬ ‫ورأت المر يزداد سوءا ‪0‬‬ ‫اخذها بيرز في القارب ‪ 0‬ومع انه كان صغير‬ ‫الحجم نسبيا فقد كان يتحرك بسرعة مخيفة‬ ‫وهو يمخر المياه ‪ 0‬تضايقت صوفي في‬ ‫البداية ‪ 0‬لكن ما ان استقرت في المركب‬ ‫حتى بدأت تستمتع بالنزهة ‪ 0‬فالقارب‬ ‫الشراعي كان مثيرا اكثر من القوارب ذوات‬ ‫المحرك ‪ 0‬كما كان تفسير بيرز لما يفعله‬ ‫مثيرا ايضا ‪0‬‬ ‫ اذا ابقيت المركب في وضع مستقيم يسير‬‫باقصى سرعته والريح هي التي تقوم‬ ‫بالعمل طبعا ‪ 0‬لهذا ابقي الحبل الرئيسي‬ ‫في يدي كي اغير من وضع الشراع في‬ ‫مواجهته للريح ‪ 0‬فاذا ما واجهتنا ريح قوية‬


‫مفاجئة وكان الشراع معرضا لها الى درجة‬ ‫كبيرة يمكن عندها ان تنقلب‪ ,‬ولذا على‬ ‫البحار توجيه المركب وادارة الشراع ‪0‬‬ ‫ هذا رائع ‪0‬‬‫ونظرت صوفي الى الشراع العالي فوقهما‬ ‫والى زرقة السماء الصافية ‪0‬‬ ‫ هل سأستطيع تسيير القارب لحقا؟‬‫ابتسم بيرزبهزء‪:‬‬ ‫ ليس اذا استمريت في النحناء نحو الحافة‬‫كما تفعلين الن ‪ 0‬عليك ان تشدي بعكس‬ ‫ضغط الريح ‪ 0‬ل ان تضيفي وزنك في اتجاه‬ ‫ضغطها ‪0‬‬ ‫ضحكت صوفي وغيرت موضعها ‪0‬‬ ‫ اني مسرورة لنك دعوتني الى المجئ ‪0‬‬‫ وانا ايضا ‪0‬‬‫نظر بيرز اليها وبدا مسرورا ‪0‬‬ ‫ يبدو اننا ننسجم معا اليس كذلك؟‬‫اومأت صوفي برأسها موافقة ‪ 0‬كان ذلك‬ ‫صحيحا ‪ 0‬فعندما تكون مع بيرز تنسى فداحة‬ ‫موقفها وتتصرف بصورة طبيعية ‪ 0‬ربما‬ ‫كانت مبالغة لكنها شعرت بأنها كانت‬ ‫انسجمت مع بيرز في أي حال ومن دون صلة‬ ‫القرابة المفترضة بينهما ‪0‬‬ ‫في صباح اليوم التالي دخل براندت الى‬ ‫غرفة الصباح بينما كانت صوفي تنتهي من‬ ‫تناول الفطار ليبلغها ان هوارد يريد التحدث‬ ‫اليها بالهاتف ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي نحوه وفاجأته وهو متجهم‬ ‫الوجه ‪0‬‬ ‫‪ -‬لماذا ؟‬


‫سألته دونما تفكير فهي لم تجد سببا يدعو‬ ‫هوارد فليمنغ الى التحدث اليها ‪0‬‬ ‫هز براندت كتفيه واجابها بثقل ‪0‬‬ ‫ اعتقد انه سيدعوك الى قضاء نهار في‬‫كومالي ‪0‬‬ ‫قالت صوفي ومسحت فمها بالمنديل ‪:‬‬ ‫ اوه ‪0‬‬‫سألها باشراق‪:‬‬ ‫ ال تريدين الذهاب ؟‬‫ ليس بشكل خاص ‪000‬انا بالكاد اعرفهم ‪0‬‬‫ اذن ل تذهبي ‪0‬‬‫ثم اضاف ‪:‬‬ ‫ اعلم ان هوارد يشعر بانجذاب نحوك ‪ ,‬حسنا‬‫‪000‬لنك ابنة جنيفر ‪0‬لكن ل يعقل ان يتوقعك‬ ‫ان تنجزي ما تركته امك ‪!0‬‬ ‫اتسعت عينا صوفي ‪:‬‬ ‫ اتعتقد انه يشعر هكذا ‪0‬‬‫ اللعنة ‪ 0‬انا اعلم انه كذلك!‪0‬‬‫وتحرك براندت بنفاد صبر ‪:‬‬ ‫بالتأكيد حتى أنت لحظت كيف حام حولك‬ ‫طوال تلك المسية!‬ ‫تنهدت صوفي‪:‬‬ ‫ من الفضل ان اقول انني لست ذاهبة‬‫اليهم ‪0‬‬ ‫ نعم اعتقد من الفضل ان تفعلي ذلك ‪0‬‬‫اومأت صوفي برأسها ونهضت واقفة ‪ 0‬آخر‬ ‫ما ارادته الن هو ان يخلق هوارد فليمنغ‬ ‫تعقيدات عاطفية لها ‪ 0‬خاب امل هوارد‬ ‫عندما رفضت دعوته ‪ 0‬فقال مقترحا‪:‬‬


‫ اذا لم ترغبي قضاء نهار هنا فما رأيك‬‫بدعوة الى العشاء هذه الليلة؟‬ ‫ترددت صوفي واخيرا قالت ‪:‬‬ ‫ آدج ليس هنا ‪ ,‬كما تعلم واعتقد ان جدي‬‫يفضل لو بقيت هنا الليلة ‪0‬‬ ‫سمعت هوارد يتنهد بعمق ويقول بأصرار‪:‬‬ ‫ غدا اذن؟‬‫صمتت لفترة فقال لها هوارد‪:‬‬ ‫ يعود آدج غدا ‪ ,‬اليس كذلك؟ وسوف يبحث‬‫مع براندت في شؤؤن العمل ‪ ,‬في هذا‬ ‫الوقت تتناولين العشاء معي ‪0‬‬ ‫فكرت صوفي في المر ‪ 0‬كان هناك بعض‬ ‫الحقيقة في قوله في أي حال ‪ ,‬ابلغها بيرز‬ ‫انها كانت رحلة عمل ‪0‬‬ ‫ حسنا غدا مساء ‪ 0‬أي ساعة؟‬‫ سأمر لخذك قرابة الساعة السابعة ‪0‬‬‫ايناسبك ذلك؟‬ ‫ حسنا ‪0‬‬‫قالت صوفي وبدأت تندم على موافقتها‬ ‫للخروج معه ‪0‬‬ ‫ الى اللقاء اذن ‪0‬‬‫ الى الغد يا ايف ‪0‬‬‫ما ان وضعت سماعة الهاتف مكانها حتى‬ ‫شعرت بانها لم تعد وحيدة في الغرفة ‪ 0‬كان‬ ‫براندت قد خرج من غرفته ووقف يراقبها ‪0‬‬ ‫ اذن سوف تخرجين معه غدا مساء ‪0‬‬‫علق بتجهم مبينا لها انه سمع نهاية حديثها‬ ‫مع هوارد ‪ 0‬وتنهدت قائلة‪:‬‬ ‫ لم يكن في وسعي ان افعل شيئا ‪ 0‬سوى‬‫ان اطلب اليه ان يدعني وشأني ؟‬


‫هز براندت رأسه ‪0‬‬ ‫ الى اين سيأخذك ؟‬‫ لست ادري ‪ 0‬لم افكر بسؤاله ‪ 0‬فقط الى‬‫العشاء على ما اعتقد ‪0‬‬ ‫ووضع براندت يديه في جيبي سرواله‬ ‫واقترب منها ‪:‬‬ ‫ حسنا تعلمين يا ايف ‪ 0‬لقد مضى على‬‫وجودك هنا قرابة اسبوع وحتى الن لم‬ ‫نتحدث فعل ‪0‬‬ ‫ اوه ‪ ,‬بل فعلنا! واقول بأنني احب اقامتي‬‫هنا ‪ ,‬والجميع لطفاء معي ‪0‬‬ ‫ من السهل على المرء ان يكون لطيفا مع‬‫شخص مثلك يا ايف ‪ 0‬ويجب ان تعلمي‬ ‫‪000‬حسنا ‪000‬قال براندت بصوت اجش‬ ‫واضاف ‪:‬‬ ‫ل اريدك ان تفكري في العودة الى انكلترا ‪0‬‬‫فغرت صوفي فاها وهمست بعدم ارتياح‪:‬‬ ‫ ولكن ‪000‬ولكنك تعلم انه يجب علي ان اعود‬‫‪0‬‬ ‫ لماذا؟ لماذا يجب عليك؟‬‫ لدي ‪00‬عملي ‪00‬‬‫ اعلم ذلك ‪ 0‬انا مستعد لن اقبل ما يعنيه‬‫عملك لك ‪ 0‬لكن اذا اردت مني ان اساعدك‬ ‫فليس كثيرا على ان اتوقع منك البقاء بعض‬ ‫الوقت هنا ‪0‬‬ ‫حدقت صوفي فيه من دون ان تفهم قصده‬ ‫وقالت بصوت شبه هامس‪:‬‬ ‫ل افهم ‪0‬‬‫وفكرت بشكل حدسي مفاجئ اذا كان ثمة‬ ‫امر أخفته عنها ايف قصدا ‪0‬‬


‫ طبعا تفهمين ‪0‬‬‫لحسن الحظ كان براندت مستغرقا بشرح‬ ‫وجهة نظره الى درجة لم ينتبه معها كفاية‬ ‫الى صدمتها ‪0‬‬ ‫ل انوي الخوض في حسنات الوضع ومضاره‬‫الن ‪ 0‬هناك متسع من الوقت لذلك ‪ ,‬لكن‬ ‫‪00‬اتمنى ان تفكري جديا في البقاء هنا ‪ 0‬هل‬ ‫فترة سنه مدة طويلة؟‬ ‫ سنه؟‬‫كان ارتباك صوفي واضحا هذه المرة ‪0‬‬ ‫واحنى براندت كتفيه من خيبة امله ‪ 0‬وقال‬ ‫بصوت مثقل‪:‬‬ ‫‪- 0‬ل تريدين ذلك ‪ 0‬ول استطيع ان اجبرك ‪0‬‬ ‫لكنني اتمنى ان تحاولي رؤية المر من‬ ‫وجهة نظري ‪0‬‬ ‫ ولكنني افعل ‪0‬‬‫وضغطت كفا على كف وتابعت‪:‬‬ ‫ انا ‪000‬انا افهم تماما ‪ ,‬لكن لدي ارتباطات ‪0‬‬‫ول استطيع ان اتخلى عن كل شئ لفترة‬ ‫سنه!‬ ‫زفر براندت بصوت مسموع‪:‬‬ ‫ل ‪0‬ل ‪ 0‬كان علي ال اطلب ذلك ‪0‬‬‫راقبته صوفي بضعف ‪ 0‬لكن ماذا تستطيع ان‬ ‫تفعل ‪ 0‬كانت غير قادرة على تلبية رغبته‬ ‫حتى ولو ارادت ‪ 0‬اقترحت ايف عليها البقاء‬ ‫اسبوعين او ثلثة اسابيع ‪ 0‬لكن ليس سنة!‬ ‫اضافة الى انه كان عليها التفكير في عملها‬ ‫‪ 0‬فالشركة لن تبقيها في عملها بعد غياب‬ ‫سنة ‪0‬في أي حال ‪ 0‬لو انها كانت فعل ايف‬ ‫هوليستر ‪ ,‬وبراندت كان حقا جدها ‪ ,‬لكانت‬


‫على يقين ان ل شئ يمنعها من البقاء‬ ‫وتحقيق رغبته ‪ 0‬فحياتها في انكلترا اصبحت‬ ‫الن غامضة والحياة الحقيقية هي في‬ ‫ترينداد وخاصة في بوانتي سانت فينسيني‬ ‫‪000‬‬ ‫‪ -5‬الماضي يؤذي الجميع!‬

‫عاد آدج متأخرا بعد ظهر اليوم التالي ‪ ,‬ودخل‬ ‫غرفة براندت وأغلق الباب خلفه ‪ 0‬لم تتوقع‬ ‫صوفي ان تراه قبل ذهابها مع هوارد ‪ 0‬لكن‬ ‫عندما نزلت الساعة السابعة ال ربعا وجدته‬ ‫في الردهة مسترخيا ‪ 0‬كان ليزال يرتدي‬ ‫ثياب السفر وبدا تعبيره مكفهرا عندما‬ ‫استدار ووجدها تتردد عند المدخل ‪0‬‬ ‫تقدمت صوفي بحذر في الغرفة ‪ ,‬وشعرت‬ ‫بأحراج وهي تحاول ان تبدو عادية في‬ ‫حديثها‪:‬‬ ‫ هل كانت رحلتك جيدة؟‬‫تمهل آدج قبل ان يجيبها بأقتضاب ‪:‬‬ ‫ ناجحة ‪0‬‬‫ اوه ‪00‬حسنا ‪ ,‬اعتقد أنك متعب ‪0‬‬‫ل ‪000‬هل يجب ان اكون ‪0‬؟‬‫تعمد ان يكون معاندا ‪ 0‬استدارت صوفي‬ ‫بعيدا ‪ 0‬لم يكن في وسعها الدفاع عن نفسها‬ ‫عندما يجابهها بهذا الشكل ‪0‬‬ ‫ فهمت انك ستتناولين العشاء مع هوارد ‪0‬‬‫جعلتها كلماته تستدير نحوه ثانية ‪0‬‬


‫ نعم لبد انه سيصل في أي لحظة ‪0‬‬‫ أذا أردت نصيحتي ‪ 0‬ل تقتربي من هوارد ‪0‬‬‫علق آدج بوضوح ‪ 0‬وشعرت صوفي بموجة‬ ‫من العصبية تذوب أمام فورة من الغضب‬ ‫التام ‪0‬‬ ‫ل أذكر أنني طلبت نصحك؟‬ ‫‪‬‬ ‫ل ‪ 0‬ولكنني أقدمه في أي حال ‪0‬‬ ‫‪‬‬ ‫ لماذا ؟ لماذا ل أخرج معه؟‬‫ أول شيء‪ ,‬عمره أكبر من ان يلئم عمرك ‪0‬‬‫ثم أنه يعاني من وهم أنك جنيفر بعثت حية ‪0‬‬ ‫أخذت صوفي نفسا مرتجفا‪:‬‬ ‫ نحن مجرد أصدقاء ‪0‬‬‫ حقا!‪0‬‬‫تناول آدج سيكارا من علبة على الطاولة‬ ‫ووضعه بين أسنانه ‪0‬‬ ‫ حسنا ل تقولي انني لم أحذرك!‬‫تنهدت صوفي وراقبته وهو يشعل السيكار‬ ‫ويمجه بعمق ثم هتفت‪:‬‬ ‫ اتمنى لو انك تتوقف عن التحدث بهذه‬‫الطريقة فأنت ‪000‬أنت خالي في النهاية ‪0‬‬ ‫ أذن كيف تودين أن أكون؟‬‫احنت صوفي رأسها‪:‬‬ ‫فقط ل ‪000‬ل تستدرجني دائما ‪0‬‬‫ اوه فهمت ‪ 0‬ل تستطيعين مجاراتي‪ ,‬هذا ما‬‫في المر؟‬ ‫نظرت اليه ‪ 0‬كانت عيناه قاسيتين وفمه ينم‬ ‫عن تهكم وقالت باندفاع‪:‬‬ ‫ الحمد لله ان بيرز ل يشبهك ‪0‬‬‫ أل يشبهني ؟ أليس مثلي ؟ هل أنت متأكدة‬‫من ذلك؟‬


‫ طبعا ‪ 0‬أنا متأكدة ‪ 0‬أنني استمتع برفقته ‪0‬‬‫ ول تستمتعين برفقتي ؟‬‫ل تتهمني بشيء لم أقله ‪0‬‬‫ اعتقدت أن الستنتاج هذا حتمي ‪0‬‬‫ تظن أنك حاذق اليس كذلك ؟‬‫ ليس بصورة خاصة ‪ 0‬كانت ملحظة معقولة‬‫‪0‬‬ ‫ اوه ‪!0‬‬‫استدارت بانزعاج ‪ ,‬فببساطة لم يكن في‬ ‫امكانها ان تربح مناقشة ضد مقاومته التي ل‬ ‫تتزحزح ‪0‬‬ ‫ أعتقد أنك تحب ‪000‬ايذائي ‪0‬‬‫اتكأ آدج على الرف‪:‬‬ ‫ل أشاطرك الرأي ‪0‬‬‫ بل انك تفعل ‪ ,‬وارتجف فم صوفي ‪ ,‬لماذا ل‬‫تتحدث الي من دون ان تكون متهكما طوال‬ ‫الوقت؟‬ ‫ هل هذا ما افعل ؟‬‫ انت تعلم ذلك!‬‫هز آدج كتفيه العريضتين بكسل ‪ 0‬ولحظت‬ ‫عضلته القوية تحت قميصه القطني الرقيق‬ ‫‪0‬‬ ‫ اذا امتنعت عن ان اكون ‪ ,‬ولستعمل‬‫تعبيرك ‪ ,‬متهكما ‪ ,‬معك‪ ,‬هل ستبتعدين عن‬ ‫هوارد؟‬ ‫ارتفع حاجبا صوفي دهشة‪:‬‬ ‫ تعني ‪000‬تعني أن أرفض الخروج معه؟‬‫ ليس الليلة ‪ ,‬فالمر مقضي ‪ 0‬أعني ‪000‬ل‬‫تقبلي أي دعوات في المستقبل ‪0‬‬ ‫بدت الحيرة على صوفي وسألته‪:‬‬


‫ ولكن لماذا؟‬‫ضاقت عينا آدج‪:‬‬ ‫ انه طلب مباشر ‪ 0‬اجيبي ‪0‬‬‫ ولكن ماذا في استطاعتي ان اقول ؟‬‫سيبدو المر ‪ 000‬وقحا جدا ‪0‬‬ ‫ أخبريه أنك تزمعين القيام بأمور أخرى ‪0‬‬‫أخبريه انك تخرجين معي ‪0‬‬ ‫ معك؟ اندهشت صوفي ‪ ,‬ولكنه سيعلم أن‬‫المر غير صحيح ‪0‬‬ ‫ سأجعله صحيحا ‪0‬‬‫ ولكن لماذا تفعل ذلك؟‬‫ هوارد صديقي ‪ 0‬ول أريده أن يتأذى مرة‬‫أخرى ‪ 0‬اذا كان في مقدوري منع ذلك ‪0‬‬ ‫ترددت صوفي‪:‬‬ ‫ ماالذي يجعلك متأكدا أنني سوف أؤذيه؟‬‫ ستعودين الى انكلترا‪ ,‬اليس كذلك؟ عندما‬‫تنتهي هذه اللعبة!‬ ‫ ماذا تعني بهذه اللعبة؟‬‫وخفق قلبها بشدة ‪0‬‬ ‫ مجرد اصطلح ‪ ,‬هذا كل ما في المر ‪ 0‬في‬‫أي حال ‪ ,‬المر فعل لعبة أليس كذلك؟‬ ‫أعني ‪000‬الوضع بمجمله ‪0‬‬ ‫لم تعرف صوفي بما تجيب ‪ 0‬لكن لحسن‬ ‫حظها سمعا محرك سيارة تقترب من الباحة‬ ‫في الخارج ‪0‬‬ ‫وقال آدج بجفاف ‪:‬‬ ‫ يبدو انه حضر ‪ 0‬ل تزعجي نفسك ‪ 0‬سيدخله‬‫أحد الخدم ‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها وقالت باضطراب‪:‬‬ ‫‪ -‬اتمنى لو أنني غير ذاهبة ‪0‬‬


‫هز كتفيه واعتدل في وقفته‪:‬‬ ‫ لماذا؟ ستمضين وقتا طيبا في الغالب ‪0‬‬‫ بعد هذا الذي قلته؟‬‫ نعم ‪ 0‬ضعي هذا الحديث جانبا ‪0‬‬‫ كما لو اني استطيع ‪0‬‬‫ حسنا ‪000‬تذكريه اذن ‪ 0‬فقط ل تخططي أي‬‫شئ ليوم غد‪ ,‬لنني سآخذك الى جنيفيرا ‪0‬‬ ‫ جنيفيرا؟ أين هذا المكان؟‬‫ انه خليج صغير ‪ ,‬على مسافة من هنا ‪ ,‬ول‬‫يمكن الوصول اليه ال عن طريق البحر ‪0‬‬ ‫والشاطئ هادئ والمياة ضحلة ‪ 0‬فكرت أنك‬ ‫قد تودين تجربة الغطس ‪0‬‬ ‫ الغطس؟ شعرت صوفي بأثارة خفيفة ‪,‬‬‫يبدو المر مثيرا ‪0‬‬ ‫انه كذلك ‪0‬‬‫كان ذلك صوت بيرز ‪ ,‬واستدارت صوفي نحو‬ ‫الباب لترى انه دخل الغرفة للتو ‪0‬‬ ‫ هل كان والدي يخبرك عن نزهة الغد‬‫المقترحة؟‬ ‫ انت تعلم؟‬‫ طبعا ‪0‬‬‫ اوه ‪ ,‬فهمت ‪ 0‬فجأة فقدت النزهة المقترحة‬‫شيئا من جاذبيتها ‪ 0‬هل ستأتي انت ايضا؟‬ ‫اجابها بمرح‪:‬‬ ‫ حاولي ان تمنعيني ‪ 0‬ل استطيع النتظار‬‫لجعلك تشاهدين ما يوجد تحت الماء ‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها وابتسمت ابتسامة‬ ‫طفيفة وشعرت بعيني آدج تحدقان فيها ‪0‬‬ ‫لم يكن لحديثهما علقة بقراره ان يأخذها‬ ‫في نزهة ‪ 0‬ول شك أن والده هو الذي اقترح‬


‫المر ‪ 0‬فهو أيضا اراد ان يبقيها بعيدة عن‬ ‫هوارد ‪0‬‬ ‫جاءت احدى الخادمات الى باب الردهة‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫ السيد فليمنغ هنا يا سيد آدج جاء من اجل‬‫النسة ايف ‪0‬‬ ‫ اطلبي منه ان يدخل يا راكيل ‪0‬‬‫أمرها آدج بهدؤ وهو يطفئ سيكاره في‬ ‫منفضة عاجية‪:‬‬ ‫ هل تتناولين شرابا قبل ان تخرجي يا ايف؟‬‫لم يتسع الوقت لصوفي كي تجيبه‪ ,‬فقد‬ ‫دخل هوارد فليمنغ الغرفة ‪ 0‬وبدا أنيقا‬ ‫وجذابا وهو يرتدي بدلة بنية غامقة وغاير‬ ‫منظره المتآنق ‪ ,‬مظر آدج المتعب من جراء‬ ‫السفر لكن مع ذلك ‪ ,‬فلو انها كانت صادقة‬ ‫مع نفسها لعترفت بانها تفضل البقاء في‬ ‫المنزل تلك المسية ‪ ,‬على قضاء أمسية‬ ‫وجها لوجه مع رجل توقع يوما أن يتزوج‬ ‫جنيفر ‪00‬‬ ‫وعلى غير توقعها ‪ ,‬تمتعت صوفي بالمسية‬ ‫‪ 0‬أخذها هوارد الى ناد ليلي في بورت اوف‬ ‫سباين ‪ ,‬وبعد عشاء شهي تفرجا على‬ ‫الراقصين واستمعا الى المزيد من‬ ‫الموسيقى التي كانت الفرق تتمرن عليها‬ ‫أستعدادا للكرنفال المقبل ‪0‬‬ ‫كان الجو مفعما بالثارة الطليقة التي لم‬ ‫تترك احدا من دون ان تؤثر فيه ‪0‬ووجدت‬ ‫صوفي نفسها تتمايل مع الموسيقى‬ ‫وتتمنى ان ترقص على انغامها ‪ 0‬وحسدت‬


‫النساء اللواتي كن يرقصن ويتمايلن مع‬ ‫اللحان بانسجام تام وتساءلت عما يمكن ان‬ ‫يفكر به هوارد لو أنها تخلت عن انضباطها‬ ‫وحذت حذوهن ‪ 0‬شعرت بأنه لن يوافق ‪ ,‬فمع‬ ‫انه بدا رجل طربا ودودا شعرت فيه بشئ من‬ ‫النقباض يقضي على أي اندفاع في‬ ‫التصرف ‪ 0‬كان شعورها هذا حدسيا وتساءلت‬ ‫اذا كان لهذا الشئ علقة في طربقة تصرف‬ ‫جنيفر في السابق ‪0‬‬ ‫ثم عادا الى المنزل وهما يتنسمان هواء‬ ‫الليل العليل ‪ ,‬وأشار هوارد الى النوار‬ ‫المتللئة التي ظهرت في البعد ‪ 0‬كانا قد‬ ‫تحدثا كثيرا ذلك المساء ‪ ,‬أحاديث بسيطة عن‬ ‫الموسيقى والفلم ‪ ,‬وكتب تمتعا بها ‪0‬‬ ‫ولكنهما ظل صامتين في طريق العودة‬ ‫وتساءلت صوفي عما كان يدور في ذهن‬ ‫هوارد ‪0‬‬ ‫كانت هي مشغولة بمشاريع الغد ‪ ,‬ولم‬ ‫تستطع أن تنكر شعور الثارة الذي اكتنفها‬ ‫لدى التفكير بها ‪ 0‬ورفضت ان تفكر بما قاله‬ ‫آدج وادركت انه لو شك في هويتها لكشف‬ ‫المر ‪0‬‬ ‫عندما اوقف هوارد السيارة في باحة المنزل‬ ‫أطفأ المحرك والتفت نحوها قائل‪:‬‬ ‫ لقد استمتعت كثيرا بهذه المسية يا ايف ‪0‬‬‫أرجوك قولي انك ستأتين الى كومالي غدا!‬ ‫اتكأت صوفي جانبا بقدر ما تستطيع وهزت‬ ‫رأسها معتذرة ‪ ,‬وقالت له‪:‬‬ ‫‪ -‬أخاف ال استطيع ‪0‬‬


‫وكانت مسرورة لنها لم تضطر الى الكذب‬ ‫وأردفت‪:‬‬ ‫ خالي ‪ 00‬خالي وبيرز سيأخذاني الى البحار‬‫غدا ‪0‬‬ ‫ آدج؟‬‫قطب هوارد حاجبيه مندهشا ‪:‬‬ ‫ فهمت انه سيقضي النهار مع جانين ‪0‬‬‫ جانين!‬‫ بالتأكيد ‪ 0‬طبعا لحظت كيف هي المور‬‫بينهما ‪0‬‬ ‫حبست صوفي انفاسها وسألته برقة‪:‬‬ ‫ كل ‪ 0‬كيف هي؟‬‫تنهد هوارد ‪ ,‬ومرر أصابعه حول مقود‬ ‫السيارة‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ 0‬اعتقد بأنهما سيقترنان يوما ما ‪0‬‬‫ليس هناك من داع للعجلة ‪ 0‬فهما يعرفان‬ ‫بعضهما منذ مدة طويلة ‪0‬‬ ‫وتمنت صوفي ال تظهر صدمتها ‪:‬‬ ‫ انا ‪000‬لم اعلم ‪0‬‬‫هز هوارد كتفيه‪:‬‬ ‫ المر معروف هنا ‪ 0‬وأعتقد ان احدا لم يجد‬‫من الضروري ابلغك المر ‪ 0‬ولكن منذ وفاة‬ ‫جيري ‪000‬‬ ‫ جيري ؟‬‫ جيرالدين ‪ ,‬زوجة آدج ‪0‬‬‫ اوه فهمت ‪ 0‬أخشى ان معرفتي للعائلة‬‫محدودة ‪0‬‬ ‫ل بد انها كذلك ‪0‬‬‫اومأ هوارد برأسه وتابع‪:‬‬


‫ وبالطبع ل احد يتحدث عنها هذه اليام ‪0‬‬‫فقد مضت عشر سنوات على وفاتها ‪0‬‬ ‫فتحت صوفي فمها لتسال مزيدا من السئلة‬ ‫عن جيرالدين المجهولة ولكنها اغلقته ثانية ‪0‬‬ ‫لم يكن المر يعنيها خاصة عندما فكرت ان ل‬ ‫مكان فعليا لها في هذه العائلة ‪ 0‬ولكنها لم‬ ‫تتمكن من تناسي المر كليا فقالت تحثه‬ ‫على الحديث ‪:‬‬ ‫ قلت ‪00‬منذ ان توفت جيري ‪0‬‬‫ ماذا؟ ق ّ‬‫طب هوارد ‪ ,‬اوه نعم ‪ ,‬منذ توفت‬ ‫جيري ‪ ,‬لزمته جانين كخياله ‪ 0‬وكانت بعمرك‬ ‫طبعا ‪ ,‬اكثر بقليل من فتاة صغيرة عندما‬ ‫ترمل آدج ‪ ,‬ولكنها احبته دائما واعتقد ان آدج‬ ‫يفهمها ‪0‬‬ ‫شعرت صوفي بشئ من الغثيان ‪ 0‬فالشراب‬ ‫الذي تناوله لم يناسبها كثيرا ‪0‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬علي ان اذهب ‪0‬‬‫ الن تغيري رأيك بالنسبة الى يوم غد؟‬‫ل أستطيع ‪0‬‬‫قالت صوفي وهزت رأسها بالنفي ‪0‬‬ ‫ حسنا ‪ 0‬سأتصل بك ‪ ,‬بعد بضعة أيام ‪ 0‬ربما‬‫نستطيع تحديد موعد مناسب لنا ‪0‬‬ ‫تخاذلت صوفي ولم تجبه وفتشت عن مقبض‬ ‫الباب وفجأة فتح وخرجت لتجد ان هوارد‬ ‫استدار حول السيارة وفتح الباب لها ‪0‬‬ ‫ عمت مساء ‪0‬‬‫وانطلقت نحو البيت ‪0‬‬ ‫ تصبحين على خير يا ايف ‪0‬‬‫ما ان دخلت المنزل حتى جاء براندت‬ ‫لملقاتها قائل‪:‬‬


‫ اهل ‪ ,‬هل تمتعت بهذه المسية؟‬‫ كثيرا‪ ,‬شكرا لك ‪0‬‬‫كان صوت صوفي ضعيفا ونظر براندت اليها‬ ‫بحدة ‪0‬‬ ‫ مالخطب؟ تبدين شاحبة ‪ 0‬واسودت عيناه‪,‬‬‫هوارد لم ‪00‬‬ ‫ هوارد لم يفعل شئا ‪ 0‬فقط أشعر بانزعاج‬‫قليل ‪ ,‬هذا كل شئ ‪0‬المأكولت غنية بالتوابل‬ ‫على ما اعتقد ‪0‬‬ ‫ هاه ‪0‬‬‫بدا براندت غير مصدق ‪0‬‬ ‫ حسنا ادخلي الردهة وتناولي بعض الشراب‬‫قبل الذهاب الى غرفتك ‪0‬‬ ‫كادت صوفي ان ترفض لكن صورة غرفتها‬ ‫الهادئة جعلتها تغير رأيها ‪0‬‬ ‫فهي لم ترد ان تراجع نفسها كثيرا في تلك‬ ‫اللحظة ‪ 0‬وسبقت براندت الى الغرفة‬ ‫الجميلة وارتاحت عندما وجدتها خالية ‪0‬‬ ‫وجلست في احد المقاعد الوثيرة وعندما‬ ‫سألها براندت عما تود ان تشرب ‪0‬‬ ‫ بعض عصير البرتقال من فضلك ‪0‬‬‫ هل هذا ما تريدين ان تشربيه وانت‬‫تشعرين ببعض النزعاج؟‬ ‫ حسنا ‪,‬ل اعتقد انه يكفي ‪ ,‬أين الخرون؟‬‫ روزا وبيرز اخلدا الى النوم ‪ 0‬وآدج لم يعد‬‫بعد ‪0‬‬ ‫وتمنت صوفي ال تبدو فضولية‪:‬‬ ‫ آدج خرج؟‬‫‪ -‬نعم ‪ 0‬ذهب لزيارة عائلة فليمنغ ‪0‬‬


‫بلعت صوفي ريقها بصعوبة وتناولت كأسها‬ ‫من براندت ونظرت اليها بتركيز ‪0‬‬ ‫ أخبرني ‪ ,‬هوارد ‪000‬أن آدج وجانين ‪000‬‬‫ اوه ‪ ,‬هكذا؟ في الواقع يجب ال تهتمي‬‫كثيرا لما يقوله هوارد ‪0‬‬ ‫سألته صوفي بدهشة‪:‬‬ ‫ لماذا؟‬‫ تحاول عائلة فليمنغ الرتباط بعائلتنا منذ‬‫سنوات ‪ ,‬حتى قبل والدتك ‪,‬ل اتوقع ان‬ ‫يقترن آدج بجانين ‪0‬‬ ‫ ولكن لماذا؟ ال يحبها‪ ,‬هل هذا ما تريد ان‬‫تقوله؟‬ ‫ل دخل للحب في الموضوع ‪ 0‬ياعزيزتي‬‫ايف ‪ 0‬انك بسيطة جدا في بعض الحيان !‬ ‫خلفا لنطباعي عن النساء الصحفيات‬ ‫تعلمت شيئا ما عن اولدي وهو انهم ل‬ ‫يحبون ان يجبرهم احد على القيام بعمل ما ‪0‬‬ ‫واذا ما قرر آدج ان يتزوج مرة اخرى ‪,‬‬ ‫وبصراحة ل ارى أي احتمال ان يحصل المر ‪,‬‬ ‫فسوف يفتش عن امرأة بنفسه ‪ 0‬وجانين‬ ‫ملحة كثيرا ‪ 0‬وقد ذهبت معه الى توباغو ‪0‬‬ ‫شدت صوفي قبضتها على الكأس ‪0‬‬ ‫ ولكن قلت للتو ‪00‬‬‫ حسنا‪ ,‬ربما اسأت التعبير ‪ 0‬ذهبت الى‬‫توباغو على متن الطائرة ذاتها ونزلت‬ ‫الفندق ذاته ‪0‬‬ ‫ تعني من دون دعوة؟‬‫ابتسم براندت‪:‬‬ ‫ ان جانين مصرة جدا ‪0‬‬‫‪ -‬اعلم ولكن ‪00‬‬


‫ ولكن انت ل تفعلين امرا مماثل؟‬‫قال هذا منهيا حديثه ‪ 0‬اجابته صوفي‬ ‫بأصرار‪:‬‬ ‫ في الواقع كل ‪0‬‬‫ ربما لم تصادفي بعد الرجل الذي سيقلب‬‫عالمك رأسا على عقب ‪ 0‬انا متأكد تماما من‬ ‫ان والدتك كانت ستقوم بعمل فظيع لو اني‬ ‫منعتها من الذهاب مع والدك ‪0‬‬ ‫كانت هذه هي المرة الولى منذ وصولها‬ ‫التي يتحدث فيها عن هروب والدة ايف‬ ‫وتساءلت صوفي عما اذا كان وجودها هنا‬ ‫الن يساعده في النظر الى المسألة بمرارة‬ ‫اقل ‪ 0‬فاذا كان المر كذلك تكون قد حققت‬ ‫شيئا ما على القل ‪ 0‬لكن ما قاله براندت‬ ‫قضى على هذا العتقاد ‪0‬‬ ‫ انت ل تذكرينني بوالديك ‪ 0‬فأبوك كان‬‫انتهازيا ‪0‬‬ ‫أحنت صوفي رأسها وتجاسرت ان تقول‪:‬‬ ‫ لقد ‪000‬أحب والدتي ‪ ,‬كما تعلم ‪0‬‬‫تنهد براندت ‪:‬‬ ‫ هل فعل؟ لكنه لم يسعدها ‪ 0‬ربما لو انها لم‬‫تمت عند ولدتك ‪ 0‬لكانت المور تغيرت ‪0‬‬ ‫واحتقن صوته ‪ 0‬ولكن فات الوان الن ‪0‬‬ ‫علينا ان نحاول نسيان الماضي ونحيا‬ ‫الحاضر على افضل وجه ‪0‬‬ ‫لم تعلق صوفي على ما قاله ‪ 0‬كان واضحا‬ ‫ان حديثه عن ابنته يزعجه وتساءلت لول‬ ‫مرة عما كان يمكن ان يكون رأيه بأيف ‪ 0‬من‬ ‫كانت تشبه في تصميمها على الحصول لكل‬


‫ما تريده؟ جنيفر ‪ ,‬اتي هربت من اجل الحب ‪,‬‬ ‫ام جيمس ‪ ,‬الذي تحدى هذا الرجل‬ ‫المتعجرف ليتزوج المرأة التي اختارها ‪0‬‬ ‫انهت كأس البرتقال ونهضت واقفة ‪0‬‬ ‫ حان وقت النوم على ما اعتقد ‪0‬‬‫اومأ براندت برأسه وكان تعبيرة لطيفا ‪,‬‬ ‫وهمس وهي تمر أمامه ‪:‬‬ ‫ حاولي ال تسيئ الظن بي ‪0‬‬‫توقفت صوفي لما شعرت من عذاب في‬ ‫صوته ‪:‬‬ ‫ اوه ارجوك كما قلت ‪ ,‬المر كله من‬‫الماضي ‪ 0‬ل يفيد ان يحقد المرء ‪0‬‬ ‫ شكرا لك يا عزيزتي ‪ 0‬اذهبي الى النوم‬‫الن ‪ ,‬سوف تخرجين مع بيرز و آدج غدا‪,‬‬ ‫اليس كذلك؟‬ ‫ هذا صحيح ‪ ,‬وضغطت صوفي على ذراعه‬‫بلطف وهمست ‪ ,‬تصبح على خير يا براندت ‪0‬‬ ‫وبحركة اندفاعية انحنت الى المام وطبعت‬ ‫قبلة خفيفة على خده ‪ 0‬لكن حتى قبل ان‬ ‫تعتدل في وقفتها شعرت أنهما لم يعودا‬ ‫وحيدين ‪ 0‬رأت آدج يقف على عتبة الباب‬ ‫ينظر اليهما بأمعان ‪ ,‬ونظرة تهكم تغطي‬ ‫ملمحه الشديدة الجاذبية ‪0‬‬ ‫‪ -6‬اللم تكشف الحقيقة!‬

‫تلطمت أمواج خليج جنيفيرا برفق على‬ ‫الرمال المبيضة من أشعة الشمس ‪ 0‬كان‬


‫المكان منعزل تماما كما وصفه آدج تحوطه‬ ‫صخور عالية مغطاة بالطحالب التي بدت‬ ‫كأنها أعمده قلعة قديمة ‪ 0‬رسا المركب‬ ‫الشراعي على مسافة من المكان حيث‬ ‫وقفت صوفي وحيدة في تلك اللحظة ‪0‬‬ ‫وفكرت في ما كان يمكنها ان تفعله لو ان‬ ‫آدج وبيرز لم يعودا لسبب ما ‪ 0‬لم تعرف‬ ‫كيف تقود المركب الشراعي ولم يكن مزودا‬ ‫بمحرك ‪0‬‬ ‫استدارت واستلقت على صدرها ‪ 0‬بالتأكيد‬ ‫سوف يعودان ‪ 0‬كان بيرز سيعلمها كيف‬ ‫تستخدم النبوب الهوائي ‪ 0‬لكنه ذهب مع‬ ‫آدج للغطس ناحية المياه قبل ان تقوم بذلك‬ ‫‪ 0‬وشكت صوفي في المر ‪ 0‬في أي حال‬ ‫مضى على وجودها هنا اكثر من اسبوع ‪,‬‬ ‫وعاجل ام آجل كان عليها ان تبدأ في التفكير‬ ‫في العودة الى انكلترا ‪ 0‬تجنبت ذكر المر‬ ‫لبراندت لسباب واضحة ‪ 0‬لكنها اعترفت‬ ‫لنفسها بصدق ان فكرة المغادرة أصابتها‬ ‫بانقباض ‪0‬لم ترغب في العودة فعدا عن‬ ‫جمال البيئة ‪ ,‬أصبحت مولعة ببراندت وبيرز‬ ‫لكنها لم تتحمل التفكير بمشاعرها تجاه آدج‬ ‫‪0‬‬ ‫اعتدلت جالسة وركعت على ركبتيها وراحت‬ ‫تراقب حركات سرطان يشق طريق بارتباك‬


‫الى الشاطئ ‪ 0‬بدأت ترى ان هذه المهزلة‬ ‫التي دفعتها ايف الى القيام قد يكون لها‬ ‫ردود فعل من شأنها ان تقضي على أي امل‬ ‫يراودها بالسعادة ‪ 0‬ونهضت واقفة محاولة‬ ‫بأن تدفع تلك الفكار بعيدا عنها ‪ 0‬كان دفء‬ ‫الشمس مثل البلسم لروحها المضطربة‬ ‫وبسطت بغنج ولم تلحظ ان احدا يراقبها ال‬ ‫بعد فوات الوان ‪ 0‬كان آدج قد خرج من‬ ‫المياه ووضع قارورة الوكسجين في‬ ‫المركب ‪0‬‬ ‫هوت ذراعاها الى جانبيها وانحنت تنفض‬ ‫الرمال عن منشفتها ‪0‬‬ ‫تحاول فعل اي شئ يجنبها هذا الشعور‬ ‫المجنون الذي انتابها ‪ ,‬وكان يدفعها الى‬ ‫النظر في عينيه والعجاب بجسمه وهو‬ ‫يرتدي مايوه سباحة‬ ‫ازرق ‪0‬‬ ‫تقدم منها بصعوبة وهو ل يزال يضع‬ ‫الخفاقين في قدميه وتمكنت من اخفاء‬ ‫ارتباكها بأن ضحكت وسألته بمرح‪:‬‬ ‫ تبدو كطائر البطريق ‪0‬‬‫ونظر الى قدميه بمرح‪:‬‬ ‫ لدي مثلهما لك ايضا ‪ 0‬وهاك القناع وانبوب‬‫الهواء ‪ 0‬هل تظنين انك تستطيعين‬ ‫وضعهما؟‬


‫جلست صوفي على الرمال ثانية ‪:‬‬ ‫ سأحاول ‪ ,‬اين بيرز؟‬‫ سيعود قريبا ‪ 0‬يعلم اني تركته ‪0‬‬‫أومأت صوفي وبدأت تضع قدميها في‬ ‫الخفاقين ‪ 0‬كان المر سهل ‪ ,‬لكن عندما‬ ‫حاولت النهوض كان المر أصعب مما ظنت ‪0‬‬ ‫جهدت في ال تدوس خفاقا بأخر وهي‬ ‫تحاول الوقوف وبعد أن راقبها آدج لفترة ‪0‬‬ ‫انحنى ومد يده اليها ‪ 0‬أخذتها صوفي‬ ‫وسحبها بقوة ‪ ,‬ثم تركها فورا ‪ 0‬ناولها قناعه‬ ‫قائل ‪:‬‬ ‫ والن ! ضعي هذا على انفك ‪ ,‬هكذا ‪0‬‬‫وساعدها في ذلك ‪0‬‬ ‫هاك انبوب الهواء ‪ 0‬اترين هذه القطعة‬‫تضعينها على فمك والنبوب على قناع‬ ‫الوجه ‪000‬انتهينا ‪0‬‬ ‫اومأت صوفي برأسها ‪ 0‬وجربت وضع‬ ‫القطعة المطاط في فمها ‪0‬أخرجتها ثانية‬ ‫وكشرت‪:‬‬ ‫ انها كبيرة جدا ‪ 0‬اليس كذلك؟‬‫ ليس كثيرا ‪ ,‬لكنك عصبية قليل ‪ ,‬هذا كل ما‬‫في المر ‪0‬‬ ‫كان آدج صبورا اكثر مما توقعت صوفي ‪0‬‬ ‫ والن ‪ ,‬حاولي مرة اخرى ‪ 0‬أترين هذه‬‫الكرة عند طرف أنبوب الهواء؟‬


‫مادمت تتنفسين بصورة طبيعية فانها تبقى‬ ‫في مكانها ‪ 0‬لكن اذا هلعت تقطع عنك‬ ‫الهواء وعليك أن تعومي بسرعة افهمت؟‬ ‫ كيف اعلم بالمر ‪0‬‬‫ اوه ستعلمين ‪ 0‬هل نجربها ‪0‬؟‬‫كانت المياة دافئة جدا قرب الشاطئ لكن‬ ‫صوفي وجدت نفسها ترتجف من الخوف ‪0‬‬ ‫ استرخي ليس هناك ما يخيف ‪0‬‬‫ انا ‪000‬اعلم ‪0‬‬‫تفحصت صوفي فم النبوب قبل أن تضعه‬ ‫في فمها ‪:‬‬ ‫ ولكن ماذا ستفعل انت؟ ظننت أنك ستأتي‬‫معي لكن ل معدات معك؟‬ ‫ انني قادم معك ولن احتاج اليها ‪0‬‬‫اكد آدج المر لها ومرر يده عبر شعره تحت‬ ‫صفحة المياه ‪ 0‬ابقي وجهك ناحية أسفل‬ ‫وتنفسي بصورة طبيعية ‪0‬‬ ‫فعلت صوفي كما قال لها ‪ 0‬لم يكن المر‬ ‫سيئا في البداية ‪0‬ركزت على تنفيذ تعليمات‬ ‫آدج كما أخذتها ألوان البحر الرائعة والحياة‬ ‫البحرية في العمق ‪0‬‬ ‫سبحت سمكات صغيرة بالقرب منها‬ ‫واندفعت عبر صخور مرجانية عكست ألوان‬ ‫الشمس المتعددة ‪ 0‬شعرت بآدج يسبح قربها‬ ‫وكانت مطمئنة ‪0‬‬


‫ولكنه تقدمها قليل وعندما ادركت صوفي‬ ‫انه وحيدة حركت قدميها بسرعة أكبر كي‬ ‫تلحق به ‪ 0‬ولسوء حظها اندفعت أكثر نحو‬ ‫القاع ‪ ,‬وانسد انبوب الهواء وامتل فمها‬ ‫بالمياة المالحة ‪ 0‬وهلعت للحظة وطفت‬ ‫وهي تتخبط في الماء وتسعل محاولة ان‬ ‫تلتقط انفاسها ‪0‬‬ ‫وبدا وكأنما آدج أصبح قربها فورا‪ ,‬تحدث‬ ‫اليها يطمئنها ونزع القناع وأنبوب الهواء‬ ‫عن وجهها وسألها عندما بدأ تنفسها ينتظم‪:‬‬ ‫ اترين ان تعودي ؟‬‫لكن صوفي هزت رأسها نفيا ‪:‬‬ ‫ أنا على مايرام الن ‪0‬‬‫همست بعدم ثبات واستدارت ونظرت اليه‬ ‫تسأله‪:‬‬ ‫ هل ‪00‬هل تساعدني في وضع القناع ثانية؟‬‫لست متأكدة تماما كيف أضعه ‪0‬‬ ‫اومأ آدج برأسه موافقا واقترب منها وقال‬ ‫بأقتضاب‪:‬‬ ‫ ضعي يديك على كتفي ‪ 0‬ل أستطيع تثبيته‬‫عليك اذا استمريت في البتعاد ‪0‬‬ ‫وضعت صوفي يديها على كتفيه ووضع‬ ‫القناع بسرعة في مكانه وناولها فم النبوب‬ ‫وابتسمت صوفي قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬شكرا لك ‪ ,‬آسفة لني كنت بلهاء ‪0‬‬


‫رد عليها آدج بشئ من الحدة ‪:‬‬ ‫ لم تكوني بلهاء ‪ :‬تنقصك الخبرة ’هذا كل‬‫شئ ‪0‬‬ ‫رفعت صوفي كتفيها ووضعت رأس النبوب‬ ‫في فمها وتنفست بعمق وبدأت تسبح مجددا‬ ‫‪ 0‬بقي آدج قريبا منه هذه المرة ‪ 0‬لكن بعد‬ ‫مرور ربع ساعة أشار عليها بالعودة ‪ 0‬ارادت‬ ‫صوفي ان تحتج ال انها لم تجسر ‪ 0‬وسبحت‬ ‫وراءه طائعة الى ان وصل الشاطئ وسارا‬ ‫خارج المياه ‪ 0‬كان بيرز قد عاد وفتحت‬ ‫صوفي حقيبة الغداء التي حضرتها فيوليت‬ ‫ون الغداء من الدجاج والسلطة‬ ‫لهم ‪ 0‬تك ّ‬ ‫والبطاطا الحلوة والفواكه والمرطبات التي‬ ‫وضعها بيرز في المياه قرب المركب كي‬ ‫تبرد بعد الغداء استرخى بيرز لفترة قصيرة‬ ‫ثم سار نحو المركب ليتسلى ‪ ,‬وبقيت‬ ‫صوفي وحدها برفقة آدج ‪0‬‬ ‫ظنت أنه نائما لكن عندما نهضت لتمد‬ ‫منشفتها فتح عينيه ‪ ,‬ورفع نظارتيه‬ ‫السوداوين على جبينه ‪ 0‬سألته صوفي‬ ‫معتذرة‪:‬‬ ‫ هل ازعجتك؟ لم أقصد ‪000‬‬‫هز ادج رأسه بكسل‪:‬‬ ‫ لم اكن نائما!‬‫‪ -‬اوه حسنا ‪0‬‬


‫عادت صوفي الى الستلقاء ثانية ‪ 0‬ولمست‬ ‫يد آدج جانبها ل اراديا فابتعدت فاوضح‬ ‫تصرفه هذا‪:‬‬ ‫ حاولت ابعاد ‪000‬‬‫فتخضبت خجل وكان رد فعلها مبالغا به‬ ‫فشعرت بالرتباك وقالت‪:‬‬ ‫ لم ‪000‬لم أعلم ما الذي لمسني هذا كل‬‫شئء ‪ ,‬لقد فوجئت ‪0‬‬ ‫ هل فاجأتك؟ أني آسف ‪0‬‬‫لكن نبرته التهكمية كانت واضحة‪ ,‬وعادت‬ ‫صوفي تتأمل المحيط وكتفاها محدودبتان‬ ‫وع ّ‬ ‫ل آدج ‪:‬‬ ‫ نسيت كم انت حساسة فيما يخصني ‪0‬‬‫أطبقت صوفي قبضتيها وهتفت بغضب من‬ ‫دون ان تنظر اليه‪:‬‬ ‫ اوه ‪,‬ل تطري نفسك! لن افقد الوعي‬‫فقط لن آدج سانت فينسيتي وضع يده‬ ‫علي!‬ ‫تمدد آدج بارتياح على الرمال الدافئة وقال‬ ‫معلقا بلطف‪:‬‬ ‫ل ادري ما قصدك ‪0‬‬‫ بل تدري ‪0‬‬‫ووضعت يدها تحت ذقنها واوضحت قائلة‪:‬‬ ‫ لبد ان التأثير الذي لك على بعض النساء‬‫هو امر ملحظ ‪ ,‬وانا واثقة منذلك ‪0‬‬


‫ من يلحظ ذلك؟‬‫ونظرت صوفي اليه ببرود‪:‬‬ ‫ انت بالطبع ‪0‬‬‫نزع آدج نظارتيه ونظر اليها متفحصا‪:‬‬ ‫ بصفتك ابنة اختي ‪ ,‬تشعرين اني مغرور‪,‬‬‫هل هذا ما في المر؟‬ ‫ترددت صوفي مدركة تورطها التدريجي في‬ ‫الحديث ‪:‬‬ ‫قالت وكأنها تخاطب نفسها‪:‬‬ ‫ اوه ‪00‬هل يهم المر ‪0‬‬‫ نعم اعتقد ذلك ‪0‬‬‫وضع آدج نظارتيه جانبا وتمعن فيها بعد ان‬ ‫اشاحت بوجهها بعيدا عنه وقال‪:‬‬ ‫ اريد ان اسمع المزيد عن رأيك الذي كونته‬‫عني ‪ 0‬هل انت متأكدة بأنك موضوعية؟‬ ‫غرست صوفي أصابعها في الرمال ‪0‬‬ ‫ل موجب لبحث المر أكثر ‪0‬‬‫ ال تفهمين أنني أريد أن اسمعك ‪ ,‬فانت‬‫تحيرينني ‪0‬كيف يمكن لشخص في وضعك أن‬ ‫يعلم اذا كانت النساء تجدنني جذابا ام ل ‪0‬‬ ‫تمنت صوفي لو انها لم تقل شيئا عن‬ ‫الموضوع ‪0‬‬ ‫ انه امر واضح ‪0‬‬‫ هكذا ؟ أخبريني المزيد!‬‫هزت صوفي كتفيها بيأس‪:‬‬


‫ أنك تعيد الكّرة اليس كذلك ! أقصد ‪ ,‬تتعمد‬‫ازعاجي ‪0‬‬ ‫ونظرت نحو الشاطئ الى حيث كان بيرز في‬ ‫المركب يعالج شيئا ما في الشرعة ‪0‬‬ ‫ من حسن الحظ ان ابنك ل يستطيع ان‬‫يسمعك ‪0‬‬ ‫مال آدج برأسه الى الجهة الخرى متحديا‪:‬‬ ‫ لماذا ؟ ماالذي قلته ول يجوز ان يسمعه؟‬‫هزت صوفي رأسها ‪ ,‬غير قادرة على‬ ‫التفكير في أية اجابة ‪ 0‬ونظرت اليه ‪0‬‬ ‫ومن هذه المسافة القريبة استطاعت ان‬ ‫ترى النقاط الصفراء في عينيه العسليتين‬ ‫ورموشه الطويلة الكثيفة‪ ,‬وعضلت فكيه‬ ‫القوية ‪ 0‬كان شعره داكنا في الشمس وزاد‬ ‫سالفاه في سمرته ‪ 0‬فغرت فاها عندما‬ ‫اصبحت نظراته اشد تركيزا واضطرت الى‬ ‫أن تنظر بعيدا وهي تكاد تكون مصدومة من‬ ‫المشاعر التي حركها فيها ‪ 0‬وشعرت بعصبية‬ ‫عندما أحست بأصبعه يلمس بشدة يدها‬ ‫لكنها لم تقل شيئا ‪0‬‬ ‫ لقد أصبحت سمراء ‪ 0‬وهذا يلئمك ‪0‬‬‫بلعت صوفي ريقها بعد ان استعادت هدوءها‪:‬‬ ‫ مالذي تحاول ان تفعله يا خالي آدج؟ تبين‬‫لي خبرتك بالنساء ؟‬


‫اسودت عينا آدج غضبا وامسك بذراعيها‬ ‫بقوة‪:‬‬ ‫ انتبهي ‪0000‬يا ايف!ربما تزعجني هذه‬‫المور أقل مما تزعجك!‬ ‫ ماذا تقصد؟‬‫ اعني انك قد تحصلين على اكثر مما راهنت‬‫عليه عندما اتيت الى هنا ‪0‬‬ ‫ أنت ‪000‬انت ل تستطيع ان تخيفني ‪0‬‬‫ل استطيع؟ اعتقد اني استطيع ‪ ,‬بل انا‬‫متأكد من ذلك ‪0‬‬ ‫ اترك ذراعي ! انك تزعجني ‪0‬‬‫ صحيح؟‬‫لمعت عينا آدج بصورة خطرة‪:‬‬ ‫ل تقولي لي ما علي عمله!‬‫ لما ل؟‬‫لم تعرف صوفي ما الذي يدفعها ان تخاطبه‬ ‫بمثل تلك الطريقة ‪0‬‬ ‫علمت انها كانت تخاطر لكنها شعرت بالثارة‬ ‫لعلمها انها قادرة على أثارة أعصابه ولو‬ ‫بصورة طفيفة ‪ 0‬نهضت واقفة لكنها تعثرت‬ ‫ووقعت على الرمال ‪ 0‬أمسك بها بعنف‬ ‫وشعرت بالخوف وأصبح تنفسها سريعا وغير‬ ‫منتظم ‪0‬تنهدت بعمق وشعرت بقبضته‬ ‫تفلتها ‪ 0‬وقف آدج ونظر اليها بغضب ثم‬


‫استدار بعيدا وبدا عليه الحتقار ولم تعلم اذا‬ ‫كان يحتقر نفسه ام يحتقرها هي ‪0‬‬ ‫استلقت صوفي على الرمال مشدوهة‬ ‫بالمشادة التي حصلت لكن بدا واضحا ان آدج‬ ‫مل رفقتها اذ سار بعيدا عنها نحو المركب‬ ‫وجعلها تشعر بالوحدة لم تشعر بمثلها قبل ‪0‬‬ ‫صار لدي صوفي الوقت الكافي خلل‬ ‫اليومين التاليين لتفكر بأحداث ذلك النهار‬ ‫الكارثة ‪ 0‬بعد ان قرر آدج رغما عن والده ان‬ ‫يقود المركب المأجور الذي سيبحر في‬ ‫اليوم التالي في رحلة صيد تستغرق يومين‪,‬‬ ‫وكان بيرز متشوقا جدا لمرافقته ‪ 0‬ومع ان‬ ‫رجل اعمال من فنزويل وزوجته استأجرا‬ ‫اليخت قبل اسبوع‪ ,‬ادركت صوفي ان آدج‬ ‫قرر الذهاب فقط كي يتجنبها ‪0‬‬ ‫أقنعت نفسها بأنه سعيده لذهابه‪,‬وبأنها‬ ‫ستتمتع في غيابه لكنها ادركت أنها تخدع‬ ‫نفسها ‪ 0‬فعلى رغم ما حدث بينهما شعرت‬ ‫بنفسها مجذوبة نحوه اكثر فأكثر‪ ,‬على القل‬ ‫فكريا ‪ 0‬ومرت لحظات في طريق عودتهما‬ ‫من خليج جينيفرا عندما شعرت بأنها تريد ان‬ ‫تذهب اليه وتعتذر عن تصرفاتها وتطلب‬ ‫الغفران ‪ 0‬لكنها بالطبع لم تفعل ‪ ,‬وها هو‬ ‫الن يتركها وحيدة مرة ثانية ‪0‬‬


‫في غياب بيرز ‪ ,‬امضت صوفي وقتا أقل في‬ ‫السباحة وأخذت تطوف في ارجاء المنزل‬ ‫النيق على غير هدى ‪ 0‬علمت ان عليها‬ ‫مفاتحة براندت في موضوع مغادرتها ‪0‬‬ ‫ومهما يكن من أمر‪,‬عليها ابلغه ‪ 0‬فقد كان‬ ‫من الفضل لها مغادرة المكان والبتعاد عن‬ ‫آدج الذي كان يشوش افكارها ‪ 0‬فالحرية‬ ‫التي شعرت بها هنا جعلتها تتوهم امور‬ ‫كثيرة ‪0‬وأملت في ان الرجوع الى‬ ‫ساندتشبرش ‪ ,‬وتنظيم أمور عملها ‪,‬‬ ‫سينسيانها كل هذا الندفاع الساذج الذي‬ ‫شعرت به تجاه رجل ظن انها ابنة اخته ‪0‬‬ ‫في صباح اليوم الذي غادر آدج وبيرز المنزل‬ ‫‪ 0‬تناولت الفطار مع براندت وهو حدث غير‬ ‫عادي لكن براندت هو الذي رتب المر على‬ ‫ذلك النحو بسبب غياب الخرين ‪ 0‬وشعرت‬ ‫صوفي ان الوضع ملئم جدا‪ ,‬وببعض التردد‬ ‫ذكرت انها استفسرت عن الطائرة المغادرة‬ ‫الى انكلترا‪ ,‬لكنها ‪ ,‬لم تكن مستعدة لردود‬ ‫فعل براندت ‪ 0‬فقد دفع كرسيه الى الوراء‬ ‫ووقف امامها بعصبية ويداه تقبضان على‬ ‫جانبيه ‪ 0‬وقال بجفاف‪:‬‬ ‫ل يمكن ان تكوني جادة ‪0‬‬‫طرفت عينا صوفي‪:‬‬ ‫‪ -‬لم ل؟‬


‫ لما ل ؟ لما ل؟ لنني لن اسمح بذلك ‪,‬هذا‬‫هو السبب ‪0‬‬ ‫حاولت صوفي ان تبقى هادئة‪:‬‬ ‫براندت ‪ ,‬يجب على ان اغادر ‪0‬‬‫انحنى الى المام ووضع يديه على الطاولة‬ ‫أمامه ونظر اليها نظرة ثاقبة ‪0‬‬ ‫ منذ بضعة ايام فقط سألتك ان تفكري في‬‫البقاء هنا لمدة سنة ‪ ,‬والن تأتين الي بعد‬ ‫أقل من اسبوعين على وجودك هنا‬ ‫لتخبريني بهدؤ انك استفسرت عن الطائرات‬ ‫المغادرة ! كيف تتوقعين ان يكون ردة فعلي‬ ‫على هذا المر ؟‬ ‫شعرت صوفي بفيض من المحبة‪ ,‬فقط لو‬ ‫كان بامكانها ان تخبره كم ترغب في البقاء‬ ‫لكنها اجبرت نفسها على قول ما كانت ايف‬ ‫تتوقع منها ان تقوله واحتجت تجاه ذاتها!‬ ‫ لكن يا براندت ‪ ,‬خططت للبقاء لمدة‬‫اسبوعين‬ ‫او ثلثة اسابيع فقط ‪0‬‬ ‫ لكن هذا حدث قبل ان نلتقي ‪000‬قبل ان‬‫يعرف أحدنا الخر ‪ ,‬ظننت وخيل الي ‪ ,‬ربما‬ ‫عن سذاجة انك بدأت تحبين القامة هنا‬ ‫‪000‬انك تحبينني !‬ ‫حدقت فيه صوفي باستسلم ‪ 0‬ثم هتفت‬ ‫متأثرة‪:‬‬


‫ اوه يابراندت ‪ ,‬انني احبك وانت تعلم ذلك ‪0‬‬‫لقد كنت لطيفا جدا معي ‪ 0‬سأفتقدك كثيرا‬ ‫‪0‬‬ ‫ اذن ل تذهبي ‪ ,‬المر بهذه البساطة ‪0‬‬‫ كل ‪ ,‬انه ليس كذلك ‪0‬‬‫احتارت صوفي كيف تفسر له المر من دون‬ ‫ان تؤذي مشاعره؟‬ ‫ل استطيع التخلي عن عملي لمدة سنة‬‫وبالتالي اتوقع متابعته من دون مواجهة‬ ‫مصاعب جمة ‪0‬‬ ‫ نعم‪ ,‬في الواقع‪ ,‬هذا ما ينبغي علينا التحدث‬‫عنه ‪ ,‬اليس كذلك؟‬ ‫قطبت صوفي حاجبيها‪:‬‬ ‫ل افهم ‪0‬‬ ‫‬‫ الن يا ايف ‪,‬دعينا ل نتظاهر بأننا ل نفهم ‪0‬‬‫علمت عندما اتيت الى هنا بأنني سأفعل ما‬ ‫في وسعي لبقيك هنا حتى لو تطلب المر‬ ‫تأسيس وكالة صحافة خاصة بك‪ ,‬فأنا على‬ ‫استعداد للقيام بذلك ‪000‬‬ ‫دهشت صوفي ‪ 0‬وفجأة تذكرت امرا آخر‬ ‫قاله براندت في السابق عن انه مستعد ان‬ ‫يساعدها! ولكن بمثل هذه الطريقة؟ لم يبد‬ ‫ما قاله مهما وقتئذ ‪ 0‬لكن صوفي وجدت‬ ‫نفسها تتساءل عما قالته ايف لها عن ذهابها‬ ‫الى ترينداد؟ ولماذا لم تذكر لها شيئا ‪0‬‬


‫بالطبع كان الجواب عن ذلك جليا ‪ 0‬فلو ان‬ ‫صوفي أحست ان في المر ما يتعدى قضية‬ ‫السترحام الذي ابدته ايف لها ‪ ,‬لكانت‬ ‫رفضت المجئ‪,‬وكانت ايف تدرك ذلك ‪ 0‬ولكن‬ ‫هل يعقل ان تكون رغبة ايف ال تخيب امل‬ ‫جدها دافع مالي؟ كانت الفكرة رخيصة وغير‬ ‫مستساغة ‪ ,‬وتساءلت صوفي عن الورطة‬ ‫التي اوقعت نفسها فيها ‪0‬‬ ‫والمر الوحيد الذي تستطيع ان تفعله الن‬ ‫هو ان تبرق ليف تطلب منها ان تكتب‬ ‫وتخبرها عما كانت تتأمل ربحه من خداعها‬ ‫هذا ‪0‬‬ ‫فجأة ادركت ان براندت كان ل يزال ينتظر‬ ‫اجابتها ‪ ,‬وهزت رأسها بشئ من الدهشة‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫ل اتوقع منك ان تفعل شيئا من هذا القبيل‬‫انا ‪00‬انا ل امانع في البقاء صدقني ‪ 0‬المر‬ ‫هو ‪000‬انني يجب ان اعود ‪0‬‬ ‫ لكن ليس بعد أسبوعين!‬‫ازاحن صوفي خصلة من شعرها خلف اذنيها‪:‬‬ ‫ حسنا ربما استطيع ان ابقى ‪000‬ثلثة‬‫اسابيع ‪0‬‬ ‫ اربعة!‬‫ انا ل اقايض معك ‪0‬‬‫‪ -‬ولكنك ستبقين لمدة شهر اليس كذلك؟‬


‫ندمت صوفي على موافقتها البقاء طوال‬ ‫النهار ‪ 0‬في أي حال ‪ ,‬كانت فترة الجازة‬ ‫التي حصلت عليها ل تزيد عن ثلثة اسابيع‬ ‫على ابعد تقدير ‪0‬وهناك مشكلة التفكير‬ ‫بأيف ‪ 0‬كان عليها الذهاب الى بورت اوف‬ ‫سباين وارسال برقية بطريقة ما من دون‬ ‫ان ينتبه أحد ‪ ,‬ويمكن ليف ان تكتب اليها‬ ‫رسالة من دون ان تخاف فضح أمرها ‪ 0‬لكن‬ ‫من الصعب عليها ارسال برقية موجهة اليها‬ ‫عن طريق شقة ايف في لندن من دون اثارة‬ ‫الكثير من الشكوك ‪0‬‬ ‫عاد آدج وبيرز ذلك المساء بينما صوفي‬ ‫وبراندت وروزا يتناولون طعام العشاء على‬ ‫الشرفة ‪ 0‬واتجها نحوهم ليعلنا عودتهما ولم‬ ‫تستطع صوفي ان تنكر شعور الطمأنينة‬ ‫الذي انتابها عندما علمت انهما عادا الى‬ ‫المنزل سالمين ‪ 0‬بدا آدج جذابا وكسول وهو‬ ‫يرتدي سروال مبلل وسترة مفتوحة حتى‬ ‫الخصر وذقنه غير حليقة ‪ 0‬سألهما براندت‬ ‫وهو ينهض ليرحب بهما ‪:‬‬ ‫ هل كل شئ على ما يرام؟‬‫أجاب بيرز بحماس‪:‬‬ ‫ عظيم ! واصطدنا سمكة باركودا كبيرة‬‫الحجم!‬


‫استمع آدج الى ابنه يتحدث بحماسة وبدا‬ ‫صبورا في اصغائه ‪ 0‬ولم تكن هذه المرة‬ ‫الولى التي لحظت فيها صوفي الحب‬ ‫العفوي الذي كان بينهما‪,‬وشعرت بوخزة‬ ‫حسد ‪0‬وقال آدج موافقا بهدؤ‪:‬‬ ‫ كانت رحلة ناجحة الى حد معقول ‪0‬‬‫ اصطدنا الكثير من السماك الصغيرة‬‫وسمكتين كبيرتين ‪ 0‬وعدا عن وقوع ماريا‬ ‫من المركب سار كل شئ على ما يرام ‪0‬‬ ‫انقبض كفا براندت‪:‬‬ ‫ من وقع عن ظهر المركب؟‬‫ ماريا زوجة دييغو ‪ 0‬اثارتها سمكة‬‫الباركودا ! الى حد كادت ان تمسي وجبة‬ ‫للسمكة وليس العكس ‪0‬‬ ‫استمعت صوفي الى حديثه بغيرة ‪0‬كان‬ ‫يمكنها ان تعلم بأن هناك امرأة دائما في‬ ‫عالم آدج ‪ 0‬كان براندت مهتما فسأل‪:‬‬ ‫ وهل هي بخير؟ الم تصب بجروح؟‬‫هز بيرز رأسه نفيا‪:‬‬ ‫ اوه ‪ ,‬كل! غطس والدي في المياه وانتشلها‬‫‪0‬كانت غلطتها هي ‪ 0‬غضب زوجها جدا‪,‬‬ ‫اليس كذلك يا ابي؟‬ ‫هز آدج كتفيه يعدم اكتراث ‪:‬‬ ‫ل بأس عليها ‪ 0‬لم تصب بأذى ‪ 0‬فقط تبللت‬‫واضطربت ‪ 0‬هذا كل شئ ‪ 0‬ونظر الى‬


‫صوفي متعمدا وأكمل ‪ ,‬تميل النساء الى‬ ‫الخوف لسوء الحظ ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي الى السرطان الذي جثم في‬ ‫صحنها ‪ 0‬وفقدت شهيتها بسرعة وأنبت‬ ‫نفسها لنها كانت تكترث لي شئ يقوله او‬ ‫يفعله آدج ‪ 0‬لماذا لم تستطع ان تنظر اليه‬ ‫كما نظرت الى براندت او بيرز ‪0‬؟‬ ‫فهي احبت كليهما وهما بالتالي اظهرا لها‬ ‫المودة ذاتها ‪ ,‬اذن لماذا يتميز آدج عن غيره؟‬ ‫اعترفت انها شعرت بوجوده على نحو لم‬ ‫تكن تعهده منذ لقائهما الول في بورت اوف‬ ‫سباين ‪0‬‬ ‫اراد براندت ان يعرف المزيد عن الرحلة ‪,‬‬ ‫آدج اعتذر لضطراره الى الستحمام وتبديل‬ ‫ملبسه ‪ 0‬وعاد براندت الى الطاولة وهز‬ ‫رأسه وهو يعود الى تناول طعامه ‪0‬‬ ‫ تصوروا ذلك ‪ 0‬وقعت عن ظهر المركب‬‫بالفعل ! دائما اقول ان النساء على متن‬ ‫المراكب المأجورة هن اخبار سيئة!‬ ‫تظاهرت صوفي بأنها منكبة على التهام‬ ‫طعامها لكنها متشوقة الى معرفة المزيد‬ ‫عن المرأة الفنزويلية وسألته بعفوية‬ ‫مقصوده‪:‬‬ ‫ اتعرف هؤل الناس؟‬‫قطب براندت حاجبيه وأجاب‪:‬‬


‫ آل دييغو ؟ في الواقع ‪,‬ل اعرفهم شخصيا‬‫‪ 0‬لكنني اعرف ان رفاييل يعمل في مجال‬ ‫النفط‪ ,‬مثلنا ‪ 0‬تعامل آدج معه في السابق ‪0‬‬ ‫لماذا ؟‬ ‫ كنت اتساءل فقط هل هم ‪000‬اعني ‪000‬هل‬‫هم اصدقاء له؟‬ ‫ اتعنين اصدقاء آدج ؟ولكنهما ليس من جيله‬‫‪0‬‬ ‫لم تستطع صوفي ال ان تتنهد بارتياح‪:‬‬ ‫ اوه اعتقدت ‪000‬تصورت انهما اصغر سنا ‪0‬‬‫ لن ماريا دييغو وقعت؟ اوه انها لتينية‬‫ياعزيزتي تثور بسرعة ‪ ,‬واعتقد انها فقدت‬ ‫توازنها اثناء الصيد ‪0‬‬ ‫اومأت صوفي رأسها‪:‬‬ ‫ اعتقد ذلك ‪0‬‬‫عندما عاد آدج وبيرز اكدت فيوليت لهما انها‬ ‫لم نسهما ‪ 0‬تركت صوفي براندت يتحدث‬ ‫اليهما وانضمت الى روزا في الردهة ‪0‬‬ ‫وسرعان ما حضر براندت لكن قبل ان ينتهوا‬ ‫من تناول القهوة سمعو صوت سيارة تقترب‬ ‫من المنزل ‪ 0‬بدا براندت نافذ الصبر واحست‬ ‫صوفي انه اعتقد القادم هوارد فليمنغ ل‬ ‫محالة ‪ 0‬لكن الخادمة جاءت وقالت ان النسة‬ ‫فليمنغ قد جاءت ‪0‬‬


‫دخلت جانين فليمنغ وبدت سمراء وأخاذة‬ ‫وهي ترتدي ثيابا مرقطة ‪ 0‬وبعد ان حيت‬ ‫براندت وشقيقته ‪ ,‬ابتسمت لصوفي ببرود‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫ لكن اين آدج؟ اعتقدت انه سيعود هذا‬‫المساء؟‬ ‫اقترح براندت عليها ان تتناول كأسا من‬ ‫الشراب وقال لها‪:‬‬ ‫ لقد عادا ‪ 0‬لكنهما تأخرا عن موعد العشاء ‪0‬‬‫سينضم الينا قريبا ‪0‬‬ ‫ اوه فهمت ‪0‬‬‫نظرت جانين حولها واخيرا قررت ان تجلس‬ ‫قرب صوفي على الريكة الطويلة الوثيرة‪:‬‬ ‫ وعدته ان احضر حالما يعود ‪0‬‬‫فكرت صوفي بالخساسة في تصرف جانين‬ ‫اذ لم تضيع أي وقت ‪ ,‬في أي حال ‪ ,‬كان‬ ‫لجانين كل الحق في ان تكون حيث هي ‪0‬‬ ‫جاء ادج بعد دقائق وهبت جانين واقفة‬ ‫ترحب به‪:‬‬ ‫ اهل ‪ ,‬يا حبيبي هل كانت رحلتك موفقة؟‬‫ذهب آدج ليحضر لنفسه شرابا ‪ ,‬رافضا‬ ‫القهوة اتي عرضتها عليه عمته‪ ,‬ورافقته‬ ‫جانين ‪ 0‬تحدثا معا بصوت هامس في الزاوية‬ ‫ثم استدار آدج وقال انهما قررا الذهاب الى‬ ‫بورت اوف سباين لتمضية السهرة ‪0‬‬


‫ فكرة جيدة ‪0‬‬‫هتف براندت بحماسة غير منتظرة واضاف‪:‬‬ ‫ ولم ل تأخذ ايف معك؟ فهي أمضت يومين‬‫مملين عندما كنت انت وبيرز بعيدين ‪0‬‬ ‫انا متأكد انها ستستمتع بالخروج هذه الليلة ‪0‬‬ ‫ارتاعت صوفي وبدأت تتكلم‪:‬‬ ‫ اوه حقا ‪ ,‬اني مسرورة في البقاء هنا ‪0‬‬‫ هراء ! يمكن لبيرز ان يذهب وهكذا تكونول‬‫اربعة ‪0‬‬ ‫ بيرز اخلد للنوم ‪0‬‬‫قال آدج بجفاف واضاف‪:‬‬ ‫ كان متعبا ‪ 0‬لذا لن يذهب الى أي مكان ‪0‬‬‫ولكن اذا ارادت ‪000‬ايف ان تنضم الينا ‪000‬‬ ‫قالت صوفي بأصرار‪:‬‬ ‫ضل ال اذهب ‪ 0‬ثم‬ ‫ كل ‪ 0‬كل ‪0‬شكرا لك ‪ 0‬اف ّ‬‫انني احس بصداع ‪0‬‬ ‫بدأ الرتياح ظاهرا على جانين ‪ 0‬لكن آدج لم‬ ‫يقتنع بحجتها البسيطة ‪0‬‬ ‫وزفر براندت بنفاد صبر‪:‬‬ ‫ هواء الليل سيريحك من اللم!‬‫ كل ‪ 0‬هزت صوفي رأسها نفيا ‪ ,‬شكرا لكما‬‫في أي حال ‪0‬‬ ‫وتنفست جانين بسهولة اكثر‪:‬‬ ‫‪ -‬حسنا سوي المر اذن ‪ 0‬هل نذهب؟‬


‫سألت آدج وبدا عليها انها متشوقة لبعاد آدج‬ ‫قبل ان يقترح والده امرا آخرا ‪0‬‬ ‫أوما ادج برأسه وقال وهو يشرب‪:‬‬ ‫ لما ل ‪0‬؟‬‫ثم نظر اليها وشعرت صوفي بألم حاد‬ ‫كالسكين في معدتها ‪0‬‬ ‫نامت باكرا تلك المسية ‪ ,‬قرابة العاشرة ‪,‬‬ ‫لكنها لم تستطع ان تغفو ‪0‬‬ ‫واستمرت تفكر بآدج وجانين وهما يمضيان‬ ‫المسية في مكان ما متعانقين ‪0‬‬ ‫وهذا الفكر سرق النوم من عينيها ‪ 0‬وأخذت‬ ‫تدرك ان موافقتها على البقاء اسبوعين‬ ‫آخرين ستجعل المور أشدّ قساوة ‪ 0‬فلم يعد‬ ‫ينفعها نكران المر ‪ 0‬فقد ادركت انها تحب‬ ‫آدج ولم يكن في وسعها ان تفعل شيئا حيال‬ ‫هذا المر ‪0‬‬

‫‪ -7‬عواطف خائفة‬

‫كانت صوفي ل تزال مستيقظة قرابة‬ ‫منتصف الليل ‪ ,‬انسلت من السرير وارتدت‬ ‫معطفا حريريا قمحي اللون ناسب قميص‬


‫نومها ‪ 0‬وسارت نحو الباب وخرجت الى‬ ‫الشرفة ‪0‬‬ ‫كان هواء الليل باردا ومفعما برائحة طيبة‪,‬‬ ‫وسمعت صوت تلطم المواج على الصخور‬ ‫فشعرت بحنين مفاجئ لن تكون قرب‬ ‫الشاطئ لتشعر برذاذ المياه المالحة على‬ ‫وجهها ‪ 0‬واستدارت وعادت الى الغرفة‬ ‫ولبست صندال خفيفا وفتحت باب غرفتها ‪0‬‬ ‫كان البيت ساكنا‪ ,‬ولم يعكر صفوه سوى‬ ‫دقات الساعة ‪ 0‬ولم يكن آدج قد عاد بعد ‪,‬‬ ‫لكنها لم تهتم للمر ‪ 0‬لم تتوقعه ان يعود‬ ‫قبل الفجر ‪ 0‬وهبطت الدرجات الحجرية نحو‬ ‫الباحة ‪ 0‬بدت الحديقة غريبة وغير مألوفة‬ ‫في ضوء القمر‪ ,‬وتحولت الوان الزهور الى‬ ‫لون فضي ‪ 0‬وتذكرت قصيدة للشاعر والتر‬ ‫دولمار كانت القصيدة عن ضوء القمر‬ ‫ايضا ‪ ,‬وقد دعاها فضة ‪0‬‬ ‫وعادت اليها كلمات القصيدة وهي تهبط‬ ‫الدرجات الى الرصيف‪:‬‬ ‫في الليل ‪000‬يسبح القمر‬ ‫صامتا بطيئا‬ ‫بريقه الفضي هالة‬ ‫تغمر الفضاء‬ ‫يلبس اغصان الشجر فضة‬ ‫يتلفت ول يرى سوى‬


‫الثمار ولزهار الفضية‬ ‫ناسبت الكلمات تلك المسية الكئيبة ‪ 0‬كانت‬ ‫قصائده دائما تثير فيها ذلك الشعور بالخيال‬ ‫والغموض اللذين كانا جزء ل يتجزء من‬ ‫طفولتها ‪0‬‬ ‫هربت من عالم اكتظ بالنساء المسنات‬ ‫وفتشت صوفي عن عزاء لها في القصص‬ ‫والشعار ‪ ,‬ربما كان ذلك الشعور القوي‬ ‫بعالم الخيال ‪ ,‬هو الذي جعلها تهتم بالمسرح‬ ‫‪ 0‬وبالتأكيد كانت سنواتها الولى وحيدة ‪0‬‬ ‫وشعرت وهي تقيم هنا في بوانت سانت‬ ‫فينسيتي بأنها قضت جزءا كبيرا من حياتها‬ ‫تتظاهر بأنها تعيش عوضا من ان تحيا فعل ‪0‬‬ ‫كان الجو اكثر برودة على الرصيف ‪ ,‬لكنها‬ ‫رحبت به بعد النهار الحار ‪ 0‬تلطمت المياه‬ ‫على الصخور ونثرت رذاذ ابيض لمع في ضوء‬ ‫القمر الذي اضفى تلك الليلة لونا فضيا ‪,‬‬ ‫انعكس على الصخور ‪ 0‬وجعلها شعور العزلة‬ ‫تعود الى صعود الدرجات ثانية ‪ 0‬وسمعت‬ ‫أصواتا من اعلى ‪ 0‬لم يكن هناك ضجيج‬ ‫محرك ‪ ,‬لكن حفيف الدواليب القوي كان‬ ‫واضحا ثم سمعت صوت اغلق باب سيارة ‪0‬‬ ‫لبد ان آدج عاد بسرعة اكثر مما توقعت ‪0‬‬ ‫توقفت عن الصعود ‪ 0‬وابعد وجوده على‬ ‫القل شعور الخوف الذي انتابها قبا ‪ 0‬لم تعد‬


‫تقوى على الصعود ومواجهته ‪ 0‬قد يعتقد‬ ‫انها تراقبه ‪ ,‬ثم أي سبب معقول يمكنها ان‬ ‫تعطيه لتفسر وجودها على الرصيف في تلك‬ ‫الساعة من الليل؟ كل‪ ,‬كان عليها ان تنتظر‬ ‫بضع دقائق وتعطيه الوقت الكافي للذهاب‬ ‫الى غرفته قبل ان تتجاسر وتدخل الى‬ ‫المنزل مرة اخرى ‪ 0‬ارتعدت ‪ 0‬اصبحت‬ ‫البرودة التي تلذذت بها ساعة ‪ 0‬قارصة الن‬ ‫‪ 0‬وأحدثت أعصابها رعدة خاصة بها ‪ 0‬ووجدت‬ ‫نفسها تتمنى لو انها لم تترك غرفتها المنة‬ ‫نسبيا‪ ,‬حتى سريرها بدا أكثر جاذبية ‪0‬‬ ‫واخيرا ‪ ,‬عندما شعرت انها ترتجف من شدة‬ ‫البرد ‪ ,‬صعدت الدرجات الحجرية بسرعة ‪,‬‬ ‫محاولة ان تدفئ نفسها بعض الشئ ‪ 0‬وحتى‬ ‫انها شعرت بقدميها تتصلبان ورؤوس‬ ‫اصابعها وقد جمدت من الصقيع ‪ 0‬كان‬ ‫المنزل مظلما وتنهدت تنهيدة ارتياح ‪ 0‬عبرت‬ ‫الباحة وصعدت الدرجات المؤدية الى‬ ‫الشرفة ‪ 0‬وادارت مقبض الباب بثقة ثم‬ ‫تراجعت الى الوراء مذعورة ‪ 0‬كان الباب‬ ‫مقفل من الداخل ولم يكن في امكانها‬ ‫الدخول ثانية ‪ 0‬فورا عاد الذعر الذي انتابها‬ ‫سابقا بكل قوته ‪ 0‬ماذا تستطيع ان تفعل‬ ‫الن؟ كيف يمكنها الدخول من دون ان توقظ‬ ‫اهل البيت ؟ هدأت من روعها وحاولت ان‬


‫تراجع موقفها بهدوء ‪ 0‬وبدا واضحا ان‬ ‫البواب كانت موصدة ‪ ,‬لكن قد تكون نافذة‬ ‫ما مفتوحة ‪ 0‬عليها ان تتحرى المر ‪ 0‬سارت‬ ‫عبر الشرفة وحاولت بتفاؤل ان ترى اذا‬ ‫كانت البواب مفتوحة‪ ,‬لكنها كانت مغلقة‬ ‫ايضا ‪0‬‬ ‫استدارت صوفي الى الناحية الخرى‪ ,‬عابرة‬ ‫الباب المشبك ثانية وصعدت بضع درجات‬ ‫لتصل الى ابواب اخرى ‪ 0‬وتلك ايضا مغلقة‬ ‫وضغطت انفها بألم على الزجاج محاولة ان‬ ‫ترى الداخل ‪ 0‬وعرفت ان الغرفة كانت مكتب‬ ‫براندت ‪ ,‬وكادت ان تستدير وتبتعد بيأس‬ ‫عندما أمسكت يد قوية بذراعها ‪ 0‬أجفلت من‬ ‫الخوف وأدت تخيلتها السابقة بها الى حالة‬ ‫من الهلع الهستيري وناضلت بعنف ولكن‬ ‫الصوت كان اليفا وطمأنها ‪0‬‬ ‫فارتخت وارتخت كتفاها ونظرت الى وجه‬ ‫آدج المكفهر الذي بدا عليه اللوم ‪0‬‬ ‫همست وهي ترتجف‪:‬‬ ‫ انا ‪000‬انا لقد حبستني في الخارج ‪0‬‬‫ حبستك في الخارج؟‬‫هز رأسه من دون ان يفهم ثم شعر ببرودتها‬ ‫تنسل عبر معطفها الى حيث قبض على‬ ‫ذراعها‪,‬ثم تمتم‬ ‫بعنف‪:‬‬


‫ ماذا تعتقدين انك تفعلين خارج المنزل في‬‫مثل هذا الوقت من الليل؟‬ ‫كان واضحا ان سؤاله ل موجب له وسحبها‬ ‫معه وهو يخاطبها عبر الشرفة والباب‬ ‫المشبك ‪ 0‬وتوقف لحظة كي يقفله ثانية’ ثم‬ ‫سار بخطى ثابته عبر القاعه المظلمة والى‬ ‫الردهة ‪ 0‬واغلق الباب وراءه وتركها وذهب‬ ‫ليشعل مصباحا ‪ ,‬ثم استدار وقد اكتسى‬ ‫محياه الوسيم تعبير متجهم وسألها‪:‬‬ ‫ حسنا ؟ ماذا كنت تفعلين؟‬‫لملمت صوفي اطراف ردائها ‪ 0‬وتمنت لو انه‬ ‫يتوقف عن النظر اليها بتلك الطريقة‬ ‫المحتقرة وكأنها شئ غير مستساغ وجده‬ ‫على عتبة منزله ‪ 0‬تنهدت بعمق وقالت‪:‬‬ ‫ نزلت الى الرصيف ‪ !00‬لم استطع النوم‬‫ورغبت في السير ‪ 0‬وعندما ‪000‬عندما عدت‬ ‫كان الباب مقفل ول بد انك انت حبستني‬ ‫خارجا ‪0‬‬ ‫ ولماذا انا؟‬‫ لماذا‪ ,‬لن ‪000‬في الواقع ‪ 0‬حيث انك‬‫الشخص الوحيد المستيقظ فل بد ان تكون‬ ‫انت ‪0‬‬ ‫ اوه ‪0‬حقا؟‬‫ في أي حال ‪ ,‬كيف علمت ان الشخص الذي‬‫كان خارجا هو انا؟‬


‫رفع آدج كتفيه ثم ارخاها بحركة عفوية‪:‬‬ ‫ لم اعلم ‪ 0‬ولكن عندما يسمع أحد شخصا ما‬‫يحاول‬ ‫فتح جميع البواب والنوافذ يستنتج ان ذلك‬ ‫الشخص يحاول الدخول ‪ 0‬انك ل تصلحين‬ ‫لمهمات سرية ‪ 0‬فأنت تحدثين الكثير من‬ ‫الجلبة ‪0‬‬ ‫ اوه شكرا لك ‪ 0‬لنك ادخلتني المنزل ‪,‬‬‫اعتقد انه من الفضل ان اذهب الى غرفتي‬ ‫وانام الن ‪0‬‬ ‫ انك ترتعدين من البرد ‪ 0‬وانت في حاجة‬‫الى ما يدفئك وال ستصابين بالنزلة الصدرية‬ ‫‪0‬‬ ‫ اوه ‪ 0‬ل‪ ,‬حقا سأكون على مايرام عندما‬‫انام ‪0‬‬ ‫ ولكني اصر ‪0‬‬‫أعطاها شرابا وراقبها وهي ترشفه ‪ 0‬كانت‬ ‫تضع يدا على ياقة ردائها وتمسك بالكأس‬ ‫باليد الخرى ‪ 0‬وشعرت بضعف تجاهه ‪,‬‬ ‫وتمنت لو انه يذهب ويجهز لنفسه كأسا ‪ 0‬لو‬ ‫يفعل شيئا ما عوضا من الوقوف امامها ‪0‬‬ ‫جاء صوته ليقطع حبل تفكيرها‪:‬‬ ‫ هل تشعرين بتحسن الن؟‬‫ اوه ‪000 0‬اجل ‪ ,‬شكرا لك‪ ,‬اني آسفة لنني‬‫ازعجتك ‪0‬‬


‫ضاقت عينا آدج‪:‬‬ ‫ يجب ان تخبري الناس عندما تنوين الخروج‬‫للتنزه في منتصف الليل ‪ 0‬لربما لم اكن هنا‬ ‫لدعك تدخلين‪ ,‬او كان من المحتمل ان‬ ‫تتعرضي لحادث ‪0‬‬ ‫ ماذا تعني؟‬‫ ان تلك الدرجات قد تكون خطرة خصوصا‬‫في الليل ‪ 0‬كان من الممكن ان تقعي او‬ ‫تلوي كاحلك وعندها ماذا كنت ستفعلين؟‬ ‫ل ادري‪ ,‬وناولته كأس شرابها قائلة ‪,‬ل اريد‬‫المزيد شكرا ‪0‬‬ ‫ انهي الكأس!‬‫ كل ‪ 0‬انا ‪000‬انا ل أحبه كثيرا ‪0‬‬‫ ليس القصد ان تحبي طعمه هذا دواء ‪,‬‬‫وانت تعلمين ماذا يقولون عن الدوية ‪0‬‬ ‫اخذت صوفي نفسا مرتجفا وقالت‪:‬‬ ‫ل استطيع ان اشرب المزيد منه ‪0‬‬‫نظر آدج اليها بأمعان وركز بصره على‬ ‫وجهها وشفتيها ‪0‬‬ ‫وقال لها‪:‬‬ ‫ اخبريني اليس هناك شاب متشوق الى‬‫عودتك الى لندن؟‬ ‫خطت صوفي خطوة الى الوراء وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬انا ‪ 0‬ل اعتقد ان هذا من شأنك ‪0‬‬


‫عبر آدج المسافة التي فصلت بينهما بتأن‬ ‫وقح قائل‪:‬‬ ‫ولكنني مهتم ‪0‬‬ ‫قال لها ذلك وعيناه العسليتان تلمعان‬ ‫بشكل مثير ‪ 0‬خطت صوفي خطوة اخرى الى‬ ‫الوراء ونظرت حولها بيأس كي تضع الكأس‬ ‫في مكان ما ‪0‬‬ ‫واعترضت‪:‬‬ ‫ انه من السخف ان نتحدث بمثل هذه المر‬‫في الساعة الولى بعد منتصف الليل ‪0‬‬ ‫ اذن اجيبي على سؤالي ‪0‬‬‫خطت صوفي مرة اخرى الى الوراء‬ ‫واصطدمت بمقعد قريب من الباب وقالت‬ ‫ترجوه‪:‬‬ ‫أرجوك توقف عن أيذائي ‪ ,‬واسمح لي ان‬ ‫اذهب للنوم!‬ ‫ انا ل احاول ايذاءك ‪0‬‬‫توقف آدج ولم يكن يفصل بينهما ال بضع‬ ‫سنتمترات ‪0‬‬ ‫وبتمهل مد يده وجذب خصلة من شعرها‬ ‫بقوة‪:‬‬ ‫ اريد ان اعلم ‪ 0‬اخبرني والدي انك وافقت‬‫على البقاء هنا لمدة اسبوعين آخرين واريد‬ ‫ان اعلم السبب ‪0‬‬ ‫حاولت صوفي ان تهدئ نفسها المتسارع‪:‬‬


‫ حسنا ‪ 0‬حسنا ‪ 0‬يجب ان تعرف لماذا سأبقى‬‫‪ 0‬لقد احببت ‪ ,‬براندت وبيرز واحببت القامة‬ ‫هنا ‪0‬‬ ‫خفض آدج نظره ‪ ,‬وبدا انتباهه مركزا على‬ ‫اصابعها التي امسكت بعنق ردائها ‪ 0‬علق‬ ‫بصوت أجش‪:‬‬ ‫ الحظ ان اسمي مشبوه بسبب غيابه من‬‫مجموعه الناس الذين تحبين ‪0‬‬ ‫ارتعشت صوفي‪:‬‬ ‫ انا لم اعتقد انك تأبه للمر ‪0‬‬‫وحاولت ان تبدو غير مهتمة ثم تابعت‪:‬‬ ‫ يبدو ان هناك اناسا يشعرون بأكثر من ميل‬‫نحوك ‪0‬‬ ‫فتح عينيه قليل ونظر اليها بأمعان‪:‬‬ ‫ وكيف تعلمين ذلك ؟ قد اكون غير محبوب‬‫الى درجة ملحوظة ‪0‬‬ ‫ اشك في ذلك ‪ ,‬ونظرت صوفي بعيد عنه‪,‬‬‫أوه أرجوك ‪ ,‬دعني اذهب ‪0‬‬ ‫تمعن آدج فيها وعلت وجهه انفعالت‬ ‫النزعاج‪:‬‬ ‫ انت ل تنفعين كمتواطئة‪ ,‬اليس كذلك يا‬‫ايف؟‬ ‫نظرت اليه بسرعة‪:‬‬ ‫‪-‬ل ادري ماذا تقصد ‪0‬‬


‫ل تدرين ‪ ,‬وشعرت بالخوف فطمأنها قائل‪,‬‬‫استرخي ‪ ,‬لن اؤذيك ‪0‬‬ ‫ دعني ‪0000‬دعني اذهب ‪0‬‬‫ واذا لم ادعك ‪ ,‬ماذا تفعلين ؟ تصرخين‬‫للنجدة؟‬ ‫ أرجوك ‪0‬‬‫وصلت صوفي الى درجة أصبحت معها‬ ‫مستعدة لن ترجوه ‪0‬‬ ‫ اني متعبه ‪ 0‬وأريد ان انام ‪0‬‬‫عندها اقترب ‪000‬وشعرت بأنقباض أنفاسها‬ ‫وعجبت كيف انها ل تزال متماسكة الذهن ‪0‬‬ ‫ قلت لك ‪0‬لن اؤذيك ‪0‬‬‫ آدج ‪000‬‬‫تهدج صوتها ونظر الى عينيها وشعرت به‬ ‫يجذبها نحوه وأرادت ان تقاوم لكنها لم‬ ‫تستطع ‪ 0‬وفجأة تكسرت الكأس التي لتزال‬ ‫ي يدها وهوت على الرض وتيقظت‬ ‫والتقطت انفاسها ‪ ,‬وحاولت ان تفلت منه‬ ‫لكنها لم تتمكن وما ان تراخت حتى وضع‬ ‫يديه خلف ظهره وأزاح ذراعيها عنه محاول‬ ‫ابعادها عنه قائل‪:‬‬ ‫ل ‪ 0‬ياألهي ‪ 0‬ل ‪0‬‬‫وهزها بعنف وتخضبت وجنتاها خجل وبأصابع‬ ‫مرتجفة لملمت أطراف ردائها‪:‬‬


‫ الوقت تأخر قليل لتفعلي هذا‪ ,‬اليس‬‫كذلك ؟‬ ‫سألها‪ ,‬آدج بفظاظة واستدار بعيدا وظهر‬ ‫عليه الحتقار ‪0‬‬ ‫ يا الهي ‪ 0‬فقط اغربي عن وجهي يا‬‫صوفي!‬ ‫لبرهة لم تستطع صوفي ان تدرك ما قاله‬ ‫لكن آخر كلمة قالها جعلتها تفهم ‪0‬‬ ‫ صوفي؟‬‫قالت وهي تكاد تختنق ‪:‬‬ ‫ انت ‪000‬انت تعلم اسمي؟‬‫ابتعد آدج عنها واسند جسمه الى الطاولة‬ ‫وبدا باردا ومتجهما ‪0‬‬ ‫ عرفت اسمك منذ وصولك الى هنا ‪ ,‬قال‬‫بتجهم ‪ 0‬والن ‪ ,‬اخرجي من هنا قبل ان‬ ‫افعل ما نندم عليه ‪0‬‬ ‫لم تستطع صوفي ان تستوعب المر فورا‬ ‫‪0‬فقد حدثت أمور عدة في وقت قصير جدا‬ ‫لم تتمكن معه من فهم ما يجري تماما ‪0‬‬ ‫حركت رأسها ببطء من جهة الى اخرى ‪0‬‬ ‫محاولة فهم ما يعني لها كل الذي حصل‬ ‫لكنها اغمضت عينيها عندما نظرت ناحية آدج‬ ‫ورأت الكراهية العارية تلتهب فيهما ‪0‬‬ ‫‪ -‬اوه ‪’000‬دج ‪000‬‬


‫بدأت تخاطبه بنعومة لكنه نهرها بلهجته‬ ‫الصارمه ‪0‬‬ ‫ل اريد التحدث اليك أبدا‪ ,‬غمغم وهو يمسح‬‫فمه بقفا يده‪ ,‬فقط اذهبي واتركيني وحدي!‬ ‫أدار ظهره ‪ 0‬وسارت صوفي مترددة نحو‬ ‫الباب ثم توقفت ‪ 0‬كان رأسها يضج بصخب‬ ‫وشعرت بالغثيان لكنها لم تستطع ان تصدق‬ ‫ان آدج لم يعد يشعر بشئ تجاهها ‪ 0‬واستاءت‬ ‫من نفسها بسبب ما حصل وهمست قائلة ‪:‬‬ ‫ آدج أرجوك ‪ ,‬دعني افسر المر ‪0‬‬‫ اخرجي!‬‫كان صوته مشبعا بالقرف فخرجت وهي‬ ‫ترتطم بالثاث وصعدت السلم الى غرفتها‬ ‫بصمت قطعته لهثات باكية في داخلها ‪0‬‬ ‫كان امرا مدهشا ان يكون الصباح مشرقا‬ ‫دائما مهما حوى الليل من امور ‪ 0‬وبالنسبة‬ ‫الى صوفي ‪ ,‬التي ايقظتها الخادمة ليزا‪ ,‬كان‬ ‫بريق الصباح أشبه بتحية ساخره لها في‬ ‫حزنها ‪ 0‬وناضلت لتنهض من السرير الواسع‬ ‫‪ 0‬وطرفت عيناها بعدم تصديق وهي تنظر‬ ‫الى الساعة على الطاولة الصغيرة‪ ,‬الحادية‬ ‫عشرة !ل يمكن ان يكون الوقت متأخرا الى‬ ‫هذه الدرجة!‬ ‫حملت الخادمة صينية وعليها كوب من‬ ‫القهوة‬


‫وبعض السندويشات الساخنة ‪ 0‬وخاطبتها‬ ‫بلهجة جدية‪:‬‬ ‫ النسة فيوليت قالت انك تحتاجين الى هذا‬‫‪0‬‬ ‫كانت صوفي متأكدة ان الخادمة لم تغفر لها‬ ‫ابدا عندما جعلت فيوليت تؤنبها ‪0‬‬ ‫ اوه ‪ ,‬حسنا‪ ,‬شكرا لك ‪0‬‬‫واعتدلت صوفي في السرير وازاحت بعض‬ ‫الشياء الموضوعة على الطاولة الجانبية كي‬ ‫تتمكن ليزا من وضع الصينية عليها ‪0‬‬ ‫ سوف انهض فورا ‪0‬‬‫هزت ليزا كتفيها‪:‬‬ ‫ هذا كل شئ؟‬‫قالت صوفي متنهدة‪:‬‬ ‫ نعم ‪ ,‬شكرا ‪0‬‬‫هزت ليزا كتفيها ثانية وغادرت الغرفة وبعد‬ ‫خروجها غرقت صوفي في السرير‪ ,‬وأحنت‬ ‫رأسها باستنكار وانسدل شعرها كستار‬ ‫كثيف على وجهها ‪ 0‬ثم وضعت رأسها بين‬ ‫يديها وتنهدت بعمق‪ ,‬وتساءلت عما اذا فسر‬ ‫آدج بقاءها في السرير تعمدا لتتجنب‬ ‫المحتوم ‪ 0‬بالطبع‪ ,‬لبد ان يفكر هكذا ‪ 0‬لم‬ ‫يكن يعلم انها بقيت مستلقية لساعات‬ ‫طوال وهي تشعر بالتعاسة والغثيان ‪,‬‬ ‫تناولت بعدها ست حبات اسبرين كي تغفو ‪0‬‬


‫لم تمس السندويشات ولكنها رحبت بالقهوة‬ ‫‪ 0‬كان فمها ناشفا وبعد رشفات قهوة عدة‬ ‫نهضت وذهبت الى الحمام لتنظيف اسنانها‬ ‫‪ 0‬لم يكن شكلها مريحا للنظر في المرآة‬ ‫وبدت عيناها سوداوين قاتمتين لشدة ما‬ ‫بكت وكان خداها شاحبين هزيلين ‪0‬‬ ‫استحمت بالماء البارد وتأملت ان ينعشها‬ ‫الحمام ‪ 0‬وبالفعل ‪ ,‬شعرت بتحسن حالما‬ ‫خرجت ‪ ,‬لكن شعورا بالفراغ داخلها بقي‬ ‫على حاله ‪0‬‬ ‫ارتدت سروال وردي اللون وسترة زرقاء‬ ‫وسرحت شعرها بحركات سريعة يائسة‬ ‫وقالت لنفسها انها لن تكون كالفأرة التي‬ ‫تختبئ في الزاوية بانتظار ضربة الفأس ‪0‬‬ ‫ستخرج وتلقي الحدث بكل مالديها من‬ ‫شجاعة‪ ,‬وتري آدج انها لم تكن جبانة ايا تكن‬ ‫النتيجة ‪0‬‬ ‫عندما نزلت الى الطابق الرضي صادفت‬ ‫بيرز وانشدت اعصابها لشدة التشابه بينه‬ ‫وبين والده ‪ 0‬سلم عليها بمكر‪:‬‬ ‫ مرحبا‪ ,‬هذا افضل وقت للستيقاظ ‪0‬‬‫انتظرتك منذ ساعات ‪0‬‬ ‫بدا الحرص في عيني صوفي‪:‬‬ ‫ تنتظرني؟ لماذا؟‬‫نظر بيرز نحو السماء بأعياء ظاهر‪:‬‬


‫ لماذا؟ تسألينني لماذا؟ ال نذهب عادة‬‫للسباحة في الصباح؟ اعلم انني ذهبت بعيدا‬ ‫لمدة يومين ‪ ,‬لكن هذا ل يعني ان الحال‬ ‫تغيرت فجأة ‪0‬‬ ‫ اوه ‪ 0‬نسيت ‪0‬‬‫ نسيت؟ كيف يمكنك ان تنسي موعدا مهما‬‫كهذا؟‬ ‫وتظاهر بيرز انه تأذى‪:‬‬ ‫ اذن ماالذي تنتظرينه؟ ال تريدين ان‬‫تسبحي؟‬ ‫ترددت صوفي منتظرة بعصبية ان يسمع آدج‬ ‫او براندت حديثهما ويظهرا واخيرا قالت‪:‬‬ ‫ انا ‪000‬ل اشعر بميل الى السباحة اليوم ‪0‬‬‫تقدم بيرز نحوها ‪ ,‬وتفحص ملمحها عن كثب‬ ‫وسألها باهتمام‪:‬‬ ‫ قولي لي ‪ ,‬هل انت على مايرام‪ ,‬تبدين‬‫شاحبة ‪ ,‬هل نمت في ساعة متأخرة ليلة‬ ‫امس؟‬ ‫ يمكنك ان تقول ذلك ‪ 0‬لم ‪000‬لم انم جيدا ‪0‬‬‫ استطيع ان ارى ذلك‪ ,‬اومأ بيرز رأسه ‪,‬‬‫تعالي دعينا نذهب ونجلس على الشرفة‬ ‫وسأخبرك عن رحلتنا ‪0‬‬ ‫بقيت صوفي على ترددها‪:‬‬ ‫ اين براندت ووالدك؟‬‫نظر بيرز اليها بلطف‪:‬‬


‫ لماذا؟ ما حاجتك اليهم؟ اليست رفقتي‬‫كافيه؟‬ ‫ اوه بيرز ‪ ,‬طبعا لكن ‪000‬يبدو البيت ساكنا‬‫هذا كل شئ ‪0‬‬ ‫هز بيرز كتفيه‪:‬‬ ‫ لقد ذهبا الى بورت ماغواير ‪ 0‬اراد براندت‬‫ان يأخذك معه لكن كنت نائمة ‪ ,‬وقال ابي‬ ‫انك ستجدين الرحلة مضجرة في أي حال ‪0‬‬ ‫شعرت صوفي بالضعف وارتاحت‪:‬‬ ‫ اين بورت ماغواير؟‬‫ في الجهة الجنوبية من الجزيرة قرب‬‫حقول النفط ‪0‬‬ ‫تمايلت فجأة وأمسك بيرز معصمها كي‬ ‫يسندها‪:‬‬ ‫ انك متوعكة فعل‪ ,‬الست كذلك؟ تعالي‬‫سنرتاح اليوم ‪ 0‬سأطلب من فيوليت ان‬ ‫تجلب يعض القهوة الى الشرفة ‪0‬‬ ‫ولكن صوفي تمالكت باصرار ‪ 0‬من الواضح‬ ‫ان آدج لم يقل شيئا بعد‪ ,‬ولكن الى متى‬ ‫يمكنها ان تتوقع استمرار هذه الظروف؟‬ ‫كان عليها ان تفكر في طريقة واعية‬ ‫وعاقلة ‪ ,‬وكلما اسرعت في ارسال برقية‬ ‫الى ايف وابلغتها بما حصل كان افضل لها ‪0‬‬ ‫جلست صوفي مع بيرز وتناولت بعض قطع‬ ‫البسكويت وشربت فنجانا من القهوة وبدأت‬


‫تستعيد حيويتها ‪ 0‬وفكرت ان المور مازالت‬ ‫كما كانت ظاهريا ‪ 0‬قال آدج انها لم تكن ايف‬ ‫منذ البداية ‪ 0‬فكرت في المر مليا ‪ 0‬وكان‬ ‫السبب في عدم قدرتها على النوم الليلة‬ ‫السابقة جزئيا‪ ,‬وعاودها الشعور باليأس‬ ‫ثانية وهي تفكر في هذه المور ‪ 0‬شربت‬ ‫بعضا من قهوتها وتعمدت التفكير بأمور‬ ‫اخرى ‪ 0‬ونظرت الى بيرز وقالت‪:‬‬ ‫ اتعتقد انه يمكننا الذهاب الى بروت اوف‬‫سباين اليوم؟‬ ‫ اتعتقدين انها فكرة حسنة وانت تشعرين‬‫بتوعك؟‬ ‫تكلفت صوفي البتسام‪:‬‬ ‫ اوه ‪ 0‬اشعر انني على مايرام الن ‪ 0‬اعتقد‬‫انني تعرضت لحرارة الشمس اكثر مما‬ ‫ينبغي يوم امس ‪ 0‬هذا كل شئ ‪0‬‬ ‫بدأ بيرز مشككا‪:‬‬ ‫ وان يكن ماذا تريدين من بورت اوف‬‫سباين؟ استطيع ان ارسل جوزف ‪0‬‬ ‫تنهدت صوفي‪:‬‬ ‫ل‪ ,‬افضل ان اذهب بنفسي ثم اني لم ار‬‫المكان بما فيه الكفاية ‪ 0‬واعتقدت انه يمكننا‬ ‫التجول قليل ‪0‬‬ ‫ وتريدين ان تتسوقي؟‬‫‪ -‬اريد ان ارسل برقية ‪0‬‬


‫ برقية ؟ رفع بيرز حاجبيه ‪ ,‬الى شخص‬‫اعرفه؟‬ ‫ كل ‪ ,‬الى شخص في الوطن برقية معايدة ‪0‬‬‫تعلم هذه المور ‪0‬‬ ‫قررت ان تعترف بأنها سترسل برقية لنها‬ ‫ستحتاج اليه في الهتداء الى المكان ‪0‬‬ ‫انهى بيرز قهوته ووضع الفنجان جانبا ‪0‬‬ ‫ اذن متى تودين الذهاب؟‬‫ ساعة تشاء ‪0‬‬‫ الن؟‬‫ سيكون ذلك رائعا!‬‫ حسنا واذا شعرت نفسك متوعكة‬‫تخبرينني؟‬ ‫ اجل شكرا بيرز انك رائع!‬‫ هل انا حقا رائع؟ اذن لماذا ل نتجاوز ابدا‬‫مرحلة امساك اليدي نحن اقارب كما‬ ‫تعلمين ‪0‬‬ ‫اضحكها ما قاله بيرز ‪0‬‬ ‫ اعتقد انه من الفضل ان احضر نظارتي ‪0‬‬‫ذهبا الى بورت اوف سباين وقاد بيرز‬ ‫السيارة بمهارة وعندما فسر لها ان والده‬ ‫علمه قيادة السيارة على اراضي العائلة وهو‬ ‫في الثامنة من عمره فهمت صوفي سبب‬ ‫مهارته ‪0‬‬ ‫‪ -‬هل ‪000‬هل تذكر والدتك؟‬


‫سألته بتردد غير قادرة ان تنسى آدج بصورة‬ ‫تامة ‪0‬‬ ‫نظر بيرز اليها نظرة جانبية‪:‬‬ ‫ هل تعلمين انها المرة الولى التي تسألين‬‫فيها عن والدتي ؟‬ ‫ لم انتبه في الواقع‪ ,‬ماوددت ان ابدو دخيلة‬‫‪0‬‬ ‫ ولم ل فهي كانت عمتك ‪0‬‬‫ اجل ‪ ,‬حسنا ‪000‬لعلقة لي بالمر‪ ,‬اليس‬‫كذلك؟‬ ‫ اوه ‪ 0‬اجل ‪ 0‬اني اذكرها ‪ 0‬اعتقد اني كنت‬‫في السابعة من عمري عندما توفيت ‪ 0‬لكنها‬ ‫لم تكن كل شئ في حياتي ‪ 0‬اعتقد ان‬ ‫فيوليت كانت والدة لي اكثر منها ‪0‬‬ ‫ اذن انت عشت هنا دائما؟‬‫ في بوانتي سانت فينسيتي؟أوه أجل‬‫اسمعي ‪ 0‬كان والدي يعمل لحساب براندت‬ ‫والبيت ضخم ‪ 0‬ولم يكن براندت يحب ان‬ ‫يبقى وحيدا ‪0‬‬ ‫ كانت معه روزا ‪0‬‬‫ اجل‪ ,‬لكن تعرفت اى روزا ‪ 0‬انها ل تعيش‬‫معنا معظم الوقت‪ ,‬وبالتأكيد لحظت ذلك ‪0‬‬ ‫اومأت صوفي برأسها‪:‬‬ ‫ اعتقد ‪000‬اعتقد ان والدك تضايق جدا‬‫عندما توفيت ‪0‬‬


‫بدا بيرز مفكرا‪:‬‬ ‫ اعتقد انه كان كذلك الى حد ما ‪0‬‬‫ماذا تعني؟‬‫ في الواقع لم تكن امي مثله ‪ 0‬ل اعلم‬‫بالفعل لماذا تزوجها‪ ,‬ثم تنهد وتابع ‪ ,‬اجل ‪,‬‬ ‫اعلم ‪ 0‬اخبرته انها حامل وفعل ما أمله عليه‬ ‫ضميره!‬ ‫ اوه! استدارت صوفي في مقعدها وقلبها‬‫يخفق بقوة ‪ ,‬لكن اعتقد انه كان سعيدا‬ ‫بولدتك؟‬ ‫نوعا ما ‪ 0‬لكني ولدت بعد سنة من زواجهما‬‫لذا لم تكن المور بينهما على مايرام ‪0‬‬ ‫هلعت صوفي ‪:‬‬ ‫ تعني ‪000‬‬‫ نعم أقدم حيلة وقع فيها ‪ 0‬ماذا كان في‬‫وسعه ان يفعل ‪0‬عائلة سانت فينسيتي عائلة‬ ‫مرموقة ولديها مبدأ في مسائل الشرف ‪0‬‬ ‫كان من غير المعقول ان ينكر ابي‬ ‫مسؤوليته وان ساوره الشك في عدم‬ ‫صحتها ‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها‪:‬‬ ‫ ياله من امر فظيع!‬‫ نعم الم يكن هكذا؟ ولكن هكذا هي الحياة ‪,‬‬‫كما يقولون لم تستطع صوفي ان تقف عند‬ ‫هذا الحد من الحديث‪:‬‬


‫ ولكن بعد ولدتك ‪ ,‬بالتأكيد تحسنت المور؟‬‫ ليس فعل ‪ 0‬ارادت والدتي ان تتزوج ‪0‬‬‫وعندما اصبح عليها تحمل مسؤولية الزوج‬ ‫والعائلة انطرحت في فراشها ‪0‬‬ ‫ل يمكن ان تكون جادا ‪ 0‬من اخبرك كل هذا؟‬‫ او تعتقدين ان والدي اخبرني القصة كما‬‫يرغب وجعلني امقت والدتي؟ لم يكن في‬ ‫حاجة الى اخباري‬ ‫يا ايف ‪ 0‬كنت موجودا ‪ 0‬رأيت المر يحدث ‪0‬‬ ‫ ولكن ل يمكنك ‪ 0‬كنت صغيرا جدا ‪0‬‬‫ في البداية نعم ‪00‬‬‫ل اعتقد انها تماثلت بعد ان ولدتني على‬ ‫القل ناسبها التظاهر بذلك ‪ 0‬وكما ترين ‪,‬‬ ‫فوالدتك توفيت عند ولدتك واعتقد ان كل‬ ‫من والدي وبراندت كتب لهما ان يكون رد‬ ‫فعلهما مماثل‪ ,‬في كل الحوال ‪,‬ل اعتقد‬ ‫انها كانت زوجة فعلية لوالدي ‪ 0‬بالطبع‬ ‫أصيبت بالسرطان ‪ 0‬قد ابدو قاسيا ‪ 0‬لكني‬ ‫لست هكذا فعل ‪ 0‬المر ليعدو انها لم تكن‬ ‫اما حقيقية لي ايضا ‪ 0‬فأذا ما ذهبت اليها‬ ‫بقدمي الدامية او رأسي المجروح كانت‬ ‫تتظاهر بالغيبوبة فاعتدت ان اذهب الى‬ ‫فيوليت التي كانت تطمئني ‪ 0‬الناس‬ ‫يعتقدون ان روابط‬


‫الدم هي كل شئ ‪ 0‬انا ل اعتقد ذلك ‪ 0‬يمكن‬ ‫للناس ان يكون دمهم من نوع واحد‬ ‫ويكرهون بعضهم بعضا ‪ 0‬فيوليت كانت امي‬ ‫وهذا كل معنى المومة اليس كذلك؟‬ ‫اعتقد ذلك ‪0‬‬‫كان مكتب التلغراف يقع في ساحة‬ ‫الستقلل التي سميت هكذا بعد الستقلل‬ ‫في عام ‪ 1962‬كما اخبرها بيرز ‪ 0‬وهناك عدد‬ ‫من الحدائق والساحات الجميلة تتشوق الى‬ ‫السياح ‪ 0‬لكن امرا واحدا كان يشغل بال‬ ‫صوفي تلك اللحظة ‪ 0‬لحسن حظها وافق‬ ‫بيرز على انتظارها في الخارج بينما دخلت‬ ‫هي وكتبت رسالتها الى ايف ‪ 0‬بدت الرسالة‬ ‫طويلة جدا عندما انتهت من كتابتها ‪ ,‬لكنها‬ ‫ارادت ان تعلم صديقتها بالورطة التي‬ ‫اوقعتها فيها‪ ,‬كان عليه ان تبلغها ان خالها‬ ‫علم بهويتها الحقيقية ‪ 0‬وبعد ان دفعت رسم‬ ‫البرقية للموظف وخرجت ‪ ,‬وجدت بيرز‬ ‫يرفس بقدمه بنفاد صبر ‪0‬‬ ‫ بحق السماء ماهي رسائل المعايدات هذه؟‬‫هل تدركين اني انتظرتك هنا منذ قرابة‬ ‫نصف ساعة؟‬ ‫ اني آسفة يابيرز ولكنك تعلم كيف تسير‬‫المور ‪ 0‬انا غير معتاده على ارسال برقيات‬ ‫‪0‬‬


‫حدق فيها بيرز بدهاء‪:‬‬ ‫حقا؟ واعتقد انك لم تذكري شيئا عن بقائك‬ ‫هنا لفترة اسبوعين آخرين‪ ,‬هل انا مخطئء!‬ ‫عبست صوفي‪:‬‬ ‫ انا! قد اكون نسيت ان اقول ل ذلك ‪0‬‬‫أومأ بيرز برأسه‪:‬‬ ‫ اعتقدت ذلك ‪ 0‬صديقك هذا الذي كتبت له‬‫انه رجل ‪ ,‬اليس كذلك؟‬ ‫فغرت صوفي فاها مستنكرة سؤاله وعبست‬ ‫ثانية ‪ 0‬على القل اذا علم الجميع انها‬ ‫ارسلت برقية‬ ‫لن يرتاب آدج في شئ اذا اخبره بيرز انها‬ ‫موجهة الى رجل ‪ 0‬فهزت كتفيها وقالت‬ ‫ببطء‪:‬‬ ‫ لدي اصدقاء من الجنسين ول اجد ان المر‬‫يهم في كل الحالين ‪0‬‬ ‫بدا الخجل على وجه بيرز‪:‬‬ ‫ اعتقد انك محقة ‪ 0‬مللت النتظار هذا كل‬‫ما في المر ‪ 0‬تعالي ‪ 0‬سنذهب نتغدى ثم‬ ‫اطوف بك في المدينة قليل ‪0‬‬ ‫تمكنت صوفي من نسيان همومها ذلك اليوم‬ ‫وقررت ال تعيش عذاب الترقب لنها لن‬ ‫تستطيع فعل شئ لتغير مجرى الحداث ‪0‬‬ ‫وبدل من ذلك تمتعت بالتنزه مع بيرز في‬ ‫واحدة من اجمل مدن العالم ‪ 0‬لكن ما ان‬


‫عادا الى السيارة حتى شعرت صوفي بموجة‬ ‫عارمة من الندم ‪ 0‬كاد النهار ينتهي وعليها‬ ‫الن ان تعود وتواجه أي طارئ يمكن ان‬ ‫يحصل ‪0‬‬ ‫وصل الى سانت فينسيتي قرابة الساعة‬ ‫السادسة مساء ورأت صوفي ان براندت‬ ‫وآدج قد عادا ايضا ‪ 0‬كانت سيارة آدج متوقفة‬ ‫في باحة المنزل ونوافذها مفتوحة ‪ 0‬علق‬ ‫بيرز‪:‬‬ ‫ لقد عاد والدي ‪ 0‬تعالي! ربما وصلنا في‬‫الوقت المناسب لشرب الشاي‪ ,‬انا بالتأكيد‬ ‫احتاج الى ذلك ‪0‬‬ ‫تبعته صوفي بخطى بطيئة ‪ 0‬تخوفت من‬ ‫اللحظة التي ستضطر فيها لمقابلة آدج ثانية‬ ‫ورؤية المكر القاسي في عينيه ‪ 0‬تخوفت‬ ‫رؤية الحتقار يمل وجهه ‪ ,‬وتمنت لو انها لم‬ ‫تتنزه مساء امس ‪ 0‬ولو لم يحصل ما حصل‬ ‫‪000‬‬ ‫دخل القاعة ‪ 0‬وانعشتها برودتها بعد الحرارة‬ ‫في الخارج‪ ,‬وملت الجو رائحة الورود‬ ‫الموضوعة في مزهرية كبيرة على قاعدة‬ ‫طويلة ‪ 0‬توقفت صوفي معجبة بالورود ‪0‬‬ ‫فعلت أي شئ لتؤخر لحظة مواجهته المقيتة‬ ‫‪ 0‬كانت منحنية على باقة الورود عندما جاء‬ ‫آدج ‪ 0‬لم يكن وحده ‪ 0‬بل هناك فتاة تتبعه‬


‫وللحظة ظنت صوفي انها جانين فنظرت‬ ‫بعيدا ‪ 0‬لكنه تكلم وجعلتها كلماته تجمد في‬ ‫مكانها ‪0‬‬ ‫ آه‪ ,‬لقد عدت ‪ 0‬اني سعيد يا ايف فهناك زائر‬‫من انكلتلرا ‪ 0‬اليس المر مدهشا ؟ النسة‬ ‫صوفي سلتر!‬ ‫ظنت صوفي انها ستغيب عن الوعي حيث‬ ‫كانت تقف ‪ 0‬شعرت بارتخاء في ساقيها‬ ‫وغشت عينيها غشاوة‬ ‫‪ 0‬لكن تقدمت منها وامسكت ذراعها بنفاد‬ ‫صبر قائلة‪:‬‬ ‫ل تتأثري الى هذا الحد يا عزيزتي! اعلم انها‬ ‫مفاجأة ‪ ,‬لكنك تعلمين كم احب المفاجأت!‬

‫‪ -8‬الحقيقة كالكابوس!‬ ‫جلست صوفي على كرسي في الحمام‬ ‫وراقبت ايف وهي تستحم وتستخدم كل ما‬ ‫وضع بتصرف صوفي فقط ‪ 0‬ملت ايف‬ ‫حوض الحمام بفقاقيع الصابون واسترخت‬ ‫بكسل ‪ ,‬غير آبهة لتعبير القلق المرتسم على‬ ‫وجه صديقتها ‪ 0‬وقالت‪:‬‬ ‫ يا عزيزتي ‪ ,‬المر الذي ل تفهمينه هو ان‬‫آدج ل يستطيع ان يفضحك الن ‪0‬‬


‫ لماذا؟‬‫ يا عزيزتي ‪ ,‬لو كان ينوي ان يفعل ذلك‬‫لكان في امكانه ان يفعله قبل اسبوعين‪ ,‬ال‬ ‫ترين ؟ لقد جعل نفسه متواطئا في القضية‬ ‫‪0‬‬ ‫ تجعلين المر يبدو بسيطا جدا!‬‫ في الواقع انه بسيط ‪ ,‬اليس كذلك ‪ 0‬انه‬‫وضع غريب ‪ ,‬التعتقدين انت تمثلين‬ ‫شخصيتي وانا شخصيتك ‪0‬‬ ‫ انه وضع سخيف ! ايف‪ ,‬عليك ان تخرجيني‬‫من هذه الورطة ‪ 0‬اخبري جدك من انت‬ ‫وسأعود الى الوطن ‪0‬‬ ‫ كل!‬‫ لم ل؟‬‫ سيكون مثل هذا التصرف غبيا الن ‪ 0‬من‬‫الواضح انه يكن لك محبة حقيقية تبدو في‬ ‫كلمه عنك ‪ 0‬ستكون الحقيقة بالنسبة اليه‬ ‫امرا قاسيا ‪0‬‬ ‫استدارت صوفي نحوها بغضب‪:‬‬ ‫ تعنين ‪0000‬لن يكون المر مناسبا؟‬‫ضاقت عينا ايف ‪:‬‬ ‫ ماالذي قلته؟‬‫سمعت ما قلت هناك اكثر من مجرد تهدئة‬‫خواطر رجل مسن ‪ 0‬ارسلتني الى هذا‬ ‫المكان بهدف محدد لكنك لم تخبريني به!‬ ‫نهضت ايف وتناولت منشفة بيضاء‪:‬‬ ‫ صوفي ‪,‬ل تغضبي لي سبب تصورتك دائما‬‫هادئة وعاقلة ‪ 0‬فجأة يبدو لي ان اخلقك قد‬ ‫تبدلت ‪ 0‬واني اتساءل عن السبب؟‬


‫ اوه لتكوني سمجة يا ايف! انظري ‪ ,‬لقد‬‫فعلت ما اردت ‪ ,‬جئت الى هذا المكان ‪ 0‬ال‬ ‫تعتقدين انه يحق لي ان اعلم لماذا؟‬ ‫ ربما ‪ 0‬ربما ل ‪ 0‬هل يمكنك اعارتي بعض‬‫الثياب النظيفة يا عزيزتي ؟ اغراضي ما‬ ‫زالت في الفندق ‪ 0‬الى ان يحضر جوزف‬ ‫حقيبتي ‪0‬‬ ‫شدت صوفي قبضتيها‪:‬‬ ‫ل يمكنك البقاء هنا!‬‫ لما ل؟ انه افضل من البقاء في فندق ‪0‬‬‫ لكن ‪,‬ادج يعلم ‪000‬اقصد لبد ان يدرك من‬‫انت ‪0‬‬ ‫ وان يكن ؟ ان المر يضفي شيئا من‬‫التشويق على والوضع ‪ ,‬ال تعتقدين؟‬ ‫تنهدت صوفي ‪:‬‬ ‫ لكن ماذا عن جون فيلوز؟ اعتقدت انك‬‫تعملين في الشرق الوسط الن ‪0‬‬ ‫خلعت ايف المنشفة عنها وسألتها‪:‬‬ ‫ اين الثياب ياعزيزتي؟ ل استطيع ان اقف‬‫هكذا الى البد ‪0‬‬ ‫تأففت صوفي لكنها استدارت وذهبت الى‬ ‫غرفة نومها وفتشت في ادراجها واحضرت‬ ‫ما طلبته منها ايف ‪ 0‬ثم قالت لها وهي‬ ‫ترتدي ثيابها ‪:‬‬ ‫ الشرق الوسط يا ايف؟ماذا حدث لتلك‬‫الرحلة التي منعتك من المجئ الى هنا؟‬ ‫ارتدت ايف ثوبها الزرق الذي ارتدته ساعة‬ ‫اتت ثم استدارت قائلة‪:‬‬ ‫ لم يكن هناك من رحلة الى الشرق الوسط‬‫يا صوفي‪ ,‬ولكنها ستحصل ‪000‬بمساعدتك ‪0‬‬


‫ ماذا تعنين؟‬‫ اوه يا صوفي ‪ ,‬هل يجب ان افسر فورا؟ال‬‫نستطيع ان نجلس وندخن سيكارة ونتحدث‬ ‫عما فعلته انت هنا؟ عدا قضية خالي اظنك‬ ‫استمتعت بأقامتك هنا ‪ 0‬اليس كذلك؟ وبيرز‬ ‫يبدو رائعا ‪0‬‬ ‫عادت صوفي الى الحمام لتفرغ الحوض‬ ‫وجاءت ايف ووقفت باسترخاء عند الباب‬ ‫المفتوح ‪0‬‬ ‫ل تكوني هكذا يا عزيزتي ‪ 0‬ال نستطيع ان‬‫نتحدث بمودة ؟‬ ‫ووقفت صوفي مكانها‪:‬‬ ‫ كيف يمكنك ان تقفي هنا وتتوقعي مني ان‬‫اوافق على تصرفاتك؟‬ ‫اعتقد انك تصرفت بصورة مقيتة‪ ,‬اذا اردت‬ ‫ان تعرفي حقيقة شعوري ‪0‬‬ ‫هزت ايف كتفيها وقالت بجفاف ‪:‬‬ ‫ لقد وافقت على المجئ ياصوفي ‪0‬‬‫ اعلم ذلك وندمت على فعلتي منذ ذلك‬‫الحين ‪0‬‬ ‫واتجهت صوفي الى غرفة النوم واضافت ‪:‬‬ ‫ انا ل اصلح للمؤامرات يا ايف ‪ 0‬اذا لم‬‫تخبريني عما في المر فورا‪ ,‬سأنزل واخبر‬ ‫براندت كل شئ؟ هل تفهمين؟ كل شئ!‬ ‫نظرت ايف اليها بتمعن‪:‬‬ ‫ل اصدقك يا عزيزتي لكن اذا اصريت ‪000‬‬‫ انني مصرة ‪0‬‬‫ حسنا والن من اين ابدأ؟‬‫‪ -‬من البداية ‪0‬‬


‫ اوه نعم ‪ 0‬أي منذ وفاة والدي ‪ 0‬حسنا‪ ,‬كما‬‫تعلمين كتبت الى جدي آنئذ وابلغته المر‬ ‫وكما تعلمين كان عطوفا جدا ‪ 0‬تبادلنا‬ ‫الرسائل ‪ ,‬واقترح على ان أتي الى ترينداد‬ ‫وارتعت للمر ‪0‬‬ ‫ لماذا؟‬‫ اكره ان اعترف بالمر لكنني احب جون‬‫فيلوز ‪0‬‬ ‫ تحبين جون فيلوز؟‬‫ نعم‪ ,‬لم اعتقد يوما ان أي رجل يمكن ان‬‫يثير اهتمامي الى هذا الحد لكني احب جون‬ ‫فيلوز ‪0‬‬ ‫ اذن اين المشكلة؟‬‫ردت ايف عليها ‪:‬‬ ‫ لمجرد انني قلت بأنني احب جون فيلوز‬‫فهذا ل يعني انه يبادلني الشعور ‪ 0‬على‬ ‫العكس ‪ ,‬اشك في ما اذا كان يشعر حتى‬ ‫بوجودي ‪0‬‬ ‫نظرت صوفي اليها باستغراب ذكي‪:‬‬ ‫ ياه يا ايف انت لست من نوع النساء‬‫اللواتي يبقين من دون ان يلحظهن احد‬ ‫لمدة طويلة ‪0‬‬ ‫ شكرا لك يا صوفي ‪ ,‬وابتسمت ايف‬‫ابتسامة صغيرة غامضة ‪ ,‬سأعتبر كلمك‬ ‫بمثابة اطراء لي ‪ 0‬لكن على رغم ما تقولينه‬ ‫لم يصل جون فيلوز الى حيث هو اليوم من‬ ‫دون ان ينتبه للفرص التي اتاحت له ذلك‬ ‫فهو يعلم اين يريد ان يكون ويصل الى ما‬ ‫يريد ‪ 0‬ان الصحافة مثيرة لكن من الممكن ان‬ ‫تكون خطرة جدا عندما يقوم الصحافي‬


‫بمهمات ما وراء البحار ‪ 0‬وهو يعلم اين‬ ‫يكمن المال في الصحافة والتلفزيون‪ ,‬وكيف‬ ‫يصبح المرء شخصية مهمة ويشتهر اسمه‬ ‫فورا ‪ ,‬ولهذا يريد ان ينجز السلسلة الوثائقية‬ ‫تلك ‪0‬‬ ‫ تعنين ان فكرة ذهابة الى الشرق الوسط‬‫كانت ممكنة الحدوث؟‬ ‫ بل ضرورية ‪ 0‬على القل من وجهة نظر‬‫جون ‪ 0‬ال ترين ‪ ,‬اذا استطعت تأمين المال‬ ‫فسوف يأخذني معه!‬ ‫ اوه‪ ,‬يا ايف لست جادة في ما تقولينه!‬‫ لم ل؟‬‫ لن ‪000‬حتى لو كان المر صحيحا ‪ ,‬وكان‬‫فيلوز يحتاج الى ممول واستطعت انت‬ ‫تأمين ذلك له‪ ,‬فهذا ل يعني بالضرورة انه‬ ‫سيهتم بك!‬ ‫بحق السماء اعتقد ان العكس قد يحصل ‪ 0‬قد‬ ‫يصبح مشهورا ‪ ,‬ويرد لك ما استدانه منك‪ ,‬ثم‬ ‫يتخلى عنك!‬ ‫زمت ايف شفتيها بضيق‪:‬‬ ‫ في الواقع ‪ ,‬عقلك الساذج يستنتج هذا‬‫اليس كذلك؟ ل تتصوري انني سأعطيه‬ ‫النقود من دون اي ضمانات‬ ‫‪ 0‬لست بلهاء كما تعلمين ‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها ‪:‬‬ ‫ وهذا كل ما في المر ؟ فرصة لسلب رجل‬‫عجوز بضعة الف من الجنيهات؟‬ ‫نظرت ايف اليها بتعب‪:‬‬


‫ اني ل اسلب احدا ‪ 0‬انه حقي ‪ 0‬اني قريبة‬‫امي الوحيدة ‪ 0‬ويحق لي نصف الممتلكات‬ ‫هنا!‬ ‫شهقت صوفي ‪:‬‬ ‫ انت نسيت ان امك تخلت عن كل شئ عندما‬‫تزوجت والدك ‪ 0‬وحسب ما اعرف فالصبي‬ ‫هو الذي يرث كل شئ ‪0‬‬ ‫ تعنين آدج؟ ولمعت عينا ايف ‪ ,‬اخبريني‬‫كيف اخبرك انه كان يعلم من انت؟‬ ‫وبدت صوفي الن غير مرتاحة‪:‬‬ ‫ هل يهم؟ اخبرني وهذا يكفي ‪0‬‬‫ هل يكفي؟‬‫امعنت ايف النظر فيها ولحظت امتقاع‬ ‫وجهها المفاجئ‪:‬‬ ‫ آه اجل ‪ 0‬بدأت افهم ‪ 0‬انه طبق شهي ‪,‬‬‫اليس كذلك؟ الخال آدج ‪ 0‬ومادام يفكر انه‬ ‫خالك فليس هناك من مجال ‪000‬‬ ‫ لم يكن في المر شئ من هذا! لقد اخبرتك‬‫‪ 0‬انه علم منذ البداية ‪0‬‬ ‫ كيف؟‬‫ لست ادري ‪ ,‬واستدارت صوفي بعيدا‪,‬‬‫ارجوك يا ايف ‪ ,‬توقفي عن محاولة القاء‬ ‫اللوم علي ‪0‬‬ ‫انا ل الومك ‪ 0‬كنت فعلت الشئ ذاته لو اني‬‫مكانك ‪ 0‬اخبريني كيف هو؟ اعني آدج ‪0‬‬ ‫شهقت صوفي ‪ 0‬ونظرت اليها قائلة‪:‬‬ ‫ من العار عليك ان تقولي مثل هذا الكلم!‬‫ لماذا؟ اوه يا صوفي انك شفافة كالماء ‪0‬‬‫من الواضح انه يثيرك ‪ 0‬ولكن هل تنبه هو‬ ‫لك؟‬


‫ ايف ارجوك! اننا ل نبحث في اموري ‪ 0‬اننا‬‫نبحث في موضوعك انت ‪000‬ووضعك هنا ‪0‬‬ ‫اسمعي‪ ,‬يمكنك ان تخبريهم ما يحلو لك ‪0‬‬ ‫يمكنك ان تدعي انك جئت بمهمة عاجلة من‬ ‫الجريدة ‪000‬اي شئ ‪ 0‬ما دام يمكنني العودة ‪0‬‬ ‫ ابدا ‪0‬‬‫ ولكن لماذا يا ايف؟ كنت صبورة جدا ‪ 0‬وقد‬‫كذبت علي ‪ 0‬تظاهرت بأن جدك لم يعلم انك‬ ‫تعملين في جريدة ‪ 0‬تظاهرت بانه رجل‬ ‫مسن وعلى وشك ان يموت ‪ 0‬ارسلتني الى‬ ‫هنا من دون ان ادرك السباب الحقيقية‬ ‫لذلك ‪ 0‬كيف تتوقعين ان تبقيني هنا الن؟‬ ‫وقفت ايف‪:‬‬ ‫ اذا ذهبت الن سيتحطم كل شئ ‪ 0‬ال‬‫تستطيعين ادراك ذلك؟ لن يسامحني جدي‬ ‫ابدا ان علم انني ارسلتك لتحلي محلي ‪0‬‬ ‫ وهل تعتقدين فعل بأن آدج سيسمح له بان‬‫يعطيك المال وهو يعلم انك اتيت هنا‬ ‫بنفسك؟‬ ‫ قد يقبل ‪ 0‬اذا كانت الشروط تلئمه ‪0‬‬‫ أي شروط؟‬‫حسنا ‪ 0‬هناك قضية عدم فضحك كمحتالة منذ‬ ‫البداية ‪ 0‬اتعتقدين ان لهذا المر اهمية‬ ‫شخصية؟‬ ‫ عم تتكلمين؟‬‫ اني اتكلم عند وآدج ‪ 0‬اتعتقدين انه‬‫يستهويك؟‬ ‫حبست صوفي انفاسها‪:‬‬ ‫ل ‪ 0‬طبعا ل ‪0‬‬ ‫ل !‬‫‪ -‬انه احتمال ‪0‬‬


‫ل اظنك تعتقدين ان آدج لم يخبر والده من‬‫اكون‪ ,‬لنه وجدني جذابة! اوه يا ايف‪,‬‬ ‫لتكوني سخيفة الى هذا الحد!‬ ‫ اين السخف في ما اقوله؟ مالسبب اذن‬‫في عدم كشف هويتك؟‬ ‫ هو ‪ 0‬لم يعطني أي سبب ‪0‬‬‫ هكذا اذن ‪0‬‬‫ اوه يا ايف! فقط لو تعلمين كم انت مخطئة‬‫في ما يخص آدج فأنا ل استهويه ‪ 0‬انه يكره‬ ‫ان يراني وقد اخبرني بذلك ‪0‬‬ ‫ حقا ‪0‬‬‫بدت ايف محتارة ‪ 0‬ثم تابعت‪:‬‬ ‫ اغرب ‪ ,‬واغرب ‪ 0‬في الواقع لبد ان يكون‬‫لديه سبب ما لعدم كشف هويتك‪ ,‬وعلينا‬ ‫معرفته واستخدامه‬ ‫لمصلحتنا ‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها بقوة‪:‬‬ ‫ يمكنك ان تفعلي ما يحلو لك يا ايف بشرط‬‫عدم اقحامي في الموضوع ‪0‬‬ ‫ ماذا؟ اتريدين ان يعلم جدي الحقيقة من‬‫دون تحضير؟ماذا تظنين سيكون رد فعله؟‬ ‫سوف يصدم ‪0‬‬ ‫تحركت صوفي بعصبية ‪:‬‬ ‫ل بد ان يعرف عاجل ام اجل ‪0‬‬‫ لماذا؟ لم ل تنجح خطتنا الساسية؟‬‫ خطتك انت!‬‫حسنا خطتي انا لو تتوقفين فقط عن‬‫التصرف بهذه المزاجية لرأيت ان لشئ تغير‬ ‫‪ 0‬يمكن ان يسير كل شئ كالسابق ولكنني‬ ‫الن سوف اساعدك ‪0‬‬


‫ل‪0 -‬ل ‪0‬لن افعل ذلك ‪0‬‬ ‫ ماذا ستفعلين اذن؟ تكشفين نفسك؟ وانا‬‫ل انوي ان افعل ذلك واعتقد ان آدج لن‬ ‫يفعل ايضا لسبب ما ‪0‬‬ ‫اخذت صوفي تسير في الغرفة‪:‬‬ ‫ يا الهي ما هذا الوضع! ثم خطرت ببالها‬‫فكرة ‪ ,‬لكن اذا كنت ل تزمعين السفر مع‬ ‫جون فيلوز‪ ,‬لماذا ارسلتني هنا؟‬ ‫ كما اخبرتك يا عزيزتي ‪ 0‬لم استسغ فكرة‬‫لعب دور الحفيدة المفقودة ‪0‬حتى الن ل‬ ‫ارغب في ذلك ‪ 0‬انت اقرب الى طراز‬ ‫الحفيدة التي يتوقعها جدي ‪0‬‬ ‫ انت ل تهملين اية تفاصيل‪ ,‬اليس كذلك ؟‬‫كيف تجسرين على تحريك الناس كي يخدموا‬ ‫اغراضك وتتوقعين ان ل تتضرري؟‬ ‫اوه حقا يا صوفي ‪,‬ل تكوني طفلة!ما المر‬‫المريع الذي اقترفته‪ ,‬في أي حال لقد‬ ‫اسعدت جدي كثيرا ‪ 0‬اكثر مما كنت اسعدته‬ ‫انا بالتأكيد ‪0‬‬ ‫ وتعتقدين ان هذا عذر مقبول؟جعلت جدك‬‫سعيدا بسبب انانيتك!هناك امور اخرى يجب‬ ‫ان تأخذيها في العتبار يا ايف ‪0‬‬ ‫ كان في امكاني ان اعلم ان ضميرك‬‫البورجوازي سيبدأ بأزعاجك ‪0‬‬ ‫ يبدأ؟ لم يتوقف ابدا عن ازعاجي!‬‫ اتعنين انك لم تتمتعي في القامة هنا؟ أي‬‫انك لم تتمني العودة الى الوطن؟‬ ‫كان على صوفي ان تكون صادقة‪:‬‬ ‫‪ -‬كل‪ ,‬انا لم اقل ذلك ‪0‬‬


‫ولكن فجأة‪ ,‬قبل ان تستطيع ايف الجابة ‪,‬‬ ‫سمعتا طرقا قويا على الباب خارج غرفة‬ ‫نوم صوفي‪,‬واستدارت الفتاتان تحدقان في‬ ‫الباب من دون فهم ‪ 0‬وطرق قلب صوفي‬ ‫بقوة‪ ,‬لكنها تحركت لتفتحه ثم تراجعت‬ ‫مرتبكة عندما دخلت الخادمة فيوليت الى‬ ‫الغرفة‪:‬‬ ‫ اني آسفة يا آنسة ايف‪ ,‬خاطبت صوفي‬‫بلهجة اعتذارية‪ ,‬ولكنني امسكت بتلك الفتاة‬ ‫ليز تتنصت على بابك ‪0‬‬ ‫اسندت صوفي نفسها الى مقبض الباب‪:‬‬ ‫ ليزا؟‬‫ نعم ارسلتها الى هنا قبل عشر دقائق‬‫لتخبر صديقتك النسة سلتر ان غرفتها‬ ‫جاهزة وتنتظرها ‪ 0‬وطبعا عندما لم تعد ‪,‬‬ ‫اتيت لرى ماالذي يحدث فرأيتها واقفة خلف‬ ‫الباب تتنصت!‬ ‫تركت صوفي الباب وجلست بضعف على‬ ‫السرير ‪0‬‬ ‫ فهمت ‪00‬فهمت ‪0‬‬‫نظرت ناحية ايف فتحركت الفتاة بسرعة‬ ‫الى المام وهتفت‪:‬‬ ‫ كوني اكيده من انها ستعاقب بقسوة ‪,‬‬‫وتعجبت صوفي من برودة لهجة ايف ‪,‬ل‬ ‫يمكن للمرء ان يسمح لمثل هذه المور بأن‬ ‫تحصل ‪ 0‬هل حصل مثل هذا قبل ؟‬ ‫استجابت فيوليت فورا للهجة المرة في‬ ‫صوت ايف ‪0‬‬ ‫ ليس على حد علمي يا آنسة سلتر ‪ 0‬ولكن‬‫ل تقلقي ‪ 0‬سوف اخبر السيد براندت عنها ‪0‬‬


‫انها فتاة وقحة وربما كان من الفضل ان‬ ‫تبحث عن عمل في مكان آخر ‪0‬‬ ‫تنفست ايف بسهولة اكثر‪:‬‬ ‫ اعتقد انها فكرة ممتازة يا فيوليت‪,‬‬‫وابتسمت ‪ ,‬ففي أي حال يجب ان تفكري‬ ‫براحة ضيوفك‪ ,‬اليس كذلك؟ وهذا ينعكس‬ ‫عليك ‪0‬‬ ‫اومأت فيوليت برأسها قائلة‪:‬‬ ‫ اتركي المر لي يا آنسة ‪0‬‬‫ حسنا ‪0‬‬‫انحنت ايف والتقطت حقيبتها ونظرت نحو‬ ‫صوفي نظرة ثاقبة ‪ ,‬ثم خاطبت فيوليت‪:‬‬ ‫ والن خذيني الى غرفتي‪ ,‬فأنا متعبة ‪ 0‬هل‬‫تعتقدين ان في امكاني تناول عشائي في‬ ‫غرفتي هذه المسية؟ انا متأكدة ان النسة‬ ‫ايف يمكنها ان تعتذر نيابة عني ‪0‬‬ ‫خرجت ايف قبل ان يكون لدى صوفي‬ ‫الوقت الكافي لتعترض وسمعت فيوليت‬ ‫تؤكد ليف ان المسألة سهلة ‪ 0‬ولكن ما ان‬ ‫اغلق الباب خلفهما حتى دفنت صوفي‬ ‫رأسها بين ذراعيها‪ ,‬وارتجفت ل اراديا ‪ 0‬ل‬ ‫بأس ان تصرفت ايف بمثل هذا الهدؤ ‪0‬لكنها‬ ‫لم تقم هنا ولم تعرف هؤل الناس ‪0‬‬ ‫اخرت صوفي موعد نزولها الى العشاء حتى‬ ‫اللحظة الخيرة ‪ ,‬وظهرت في اللحظة التي‬ ‫جاءت فيها الخادمه لتخبر براندت ان العشاء‬ ‫جاهز ‪ 0‬كان جميع افراد العائلة يتناولون‬ ‫العشاء في المنزل هذه المسية ‪ 0‬وبدا‬ ‫براندت متضايقا بعض الشئ عندما ابلغته‬


‫صوفي ان صديقتها متعبة ولن تتناول طعام‬ ‫العشاء معهم وسألها عابسا‪:‬‬ ‫ هل هي مريضة؟ بدت متعافية ساعة وصلت‬‫‪0‬‬ ‫هزت صوفي رأسها نفيا ‪ ,‬متجنبه نظرة آدج‬ ‫المتهكمة‪:‬‬ ‫ل ‪ 0‬انها ليست مريضة‪ ,‬فقط متعبة ‪ 0‬تعلم‬‫كيف هي المور كالسفر من انكلترا وما اليه‬ ‫‪0‬‬ ‫ اوه لكنه اخبرتنا انها هنا منذ بضعة ايام‬‫وانها قررت ان تبحث عنك بصورة عرضية ‪0‬‬ ‫علق آدم بمكر وهم يجلسون الى طاولة‬ ‫العشاء ‪0‬‬ ‫تخضب وجه صوفي‪:‬‬ ‫ اوه حقا‪ ,‬اعتقد انها تجولت كثيرا في‬‫الجزيرة قبل ان تأتي الى هنا ‪0‬‬ ‫حدق براندت في ابنه‪:‬‬ ‫ل اذكر ان النسة سلتر ذكرت موعد‬‫وصولها الى ترينداد ‪0‬‬ ‫هز آدج كتفيه‪:‬‬ ‫ الم تذكر ؟ ربما اخطأت ‪0‬‬‫القت صوفي نظرة غاضبة تجاهه‪:‬‬ ‫ الجميع يخطئ احيانا ‪0‬‬‫ نعم ‪ ,‬اننا نخطئ ‪ ,‬اليس كذلك؟ قال بنبرة‬‫قاسية ‪ ,‬ولكن البعض يخطئ اكثر من البعض‬ ‫الخر ‪0‬‬ ‫قطب براندت حاجبيه في وجه ابنه وقال‬ ‫لصوفي‬ ‫بلطف ‪:‬‬


‫ل تكترثي لما يقوله آدج ياعزيزتي ‪ 0‬اخشى‬‫ان يكون مزاجه سيئا اليوم ‪0‬‬ ‫ لست في حاجة للعتذار عني يا براندت!‬‫ فعل؟‬‫ونظر براندت في وجه صوفي القلق‪:‬‬ ‫ اخشى ان نهارنا في بورت ماغواير لم يكن‬‫ناجحا تماما ‪ 0‬اصيب احد انابيب الضخ بعطل‬ ‫في منطقة اوغوستينا وامضى آدج معظم‬ ‫الوقت يزحف فوق اللت ‪ 0‬كما ان عجلة‬ ‫السيارة ثقبت في طريق العودة ‪ 0‬من حسن‬ ‫حظك انك لم تكوني معنا يا ايف ‪ 0‬فلم اود‬ ‫لك سماع ما تلفظ به من كلمات ‪0‬‬ ‫استطاعت صوفي ان تبتسم‪:‬‬ ‫ اخذني بيرز الى بورت اوف سباين ‪0‬‬‫ نعم هذا ما سمعته ‪ 0‬نظر براندت الى‬‫حفيده ‪ ,‬انك هادئ جدا هذا المساء ‪ 0‬ما‬ ‫الخطب ؟‬ ‫ ماذا؟ اوه كنت افكر ‪ ,‬هذا كل شئ ‪0‬‬‫نظرت صوفي نحوه بسرعة ‪ 0‬هل علم بيرز‬ ‫بالمر ؟ هل قرر آدج كشف هوية صوفي‬ ‫الحقيقية لبنه بعد ان جاءت ايف؟ فأيف هي‬ ‫قريبة بيرز وابنة اخت آدج ‪0‬‬ ‫التقط بيرز نظراتها القلقة وابتسم لها‬ ‫وسألها‪:‬‬ ‫ كيف تشعرين الن؟‬‫ثم خاطب الجميع‪:‬‬ ‫ كانت ايف متوعكة بعض الشئ هذا الصباح ‪0‬‬‫لم احبذ ذهابنا للتنزه لكنها اصرت ‪0‬‬ ‫سألها براندت باهتمام‪:‬‬


‫ بماذا شعرت؟ طبعا‪ ,‬قلت انك مصابة بصداع‬‫مساء امس عندما اقترحت عليك الذهاب مع‬ ‫آدج وجانين ‪0‬‬ ‫ لم يكن صداعا مؤلما ‪ ,‬اعتقد انني تعرضت‬‫لشعة الشمس اكثر مما ينبغي ‪0‬‬ ‫ هذا قد يكون خطرا ‪ ,‬عليك ان تكوني اكثر‬‫حرصا ‪ 0‬ل نريدك ان تمرضي فتتخلفي عن‬ ‫حضور الكرنفال السبوع المقبل ‪0‬‬ ‫ هل حان موعد الكرنفال؟‬‫سألت روزا وهزت رأسها ببعض التعجب ‪0‬‬ ‫ كيف تمر السنوات!‬‫اشعر كأن والدتك كانت تحضر نفسها‬ ‫للكرنفال يوم امس ‪0‬‬ ‫ نعم‪ ,‬لكن هذا كله من الماضي ‪0‬‬‫علق براندت بنشاف ‪ 0‬بدت روا كأنها لم‬ ‫تسمعه اذ تابعت حديثها ‪:‬‬ ‫ ذلك كان الوقت الذي هربت فيه والدتك ‪0‬‬‫او تعلمين‪ ,‬وقت الكرنفال ‪ ,‬لم يفتقدها احد‬ ‫‪ 0‬لساعات طويله ‪0‬‬ ‫ كفى ياروزا!‬‫كان صوت براندت قاسيا وبدا كأنه ايقظ‬ ‫اخنه من احلمها ‪ 0‬فنظرت اليه في صمت‬ ‫مؤلم وصمت الجميع لفترة ‪0‬‬ ‫عندما انتهت وجبة الطعام ‪ ,‬كانت صوفي‬ ‫تهم بالصعود الى غرفتها عندما اعترضها‬ ‫آدج‪:‬‬ ‫ اود التحدث معك يا ايف!‬‫خاطبها ببرود وهما يغادران الطاولة‪:‬‬ ‫ سنذهب في نزهة في سيارتي ‪0‬‬‫نظرت صوفي اليه بتمرد ‪:‬‬


‫ افضل ال اذهب ‪ 0‬شكرا لك ‪0‬‬‫ لكنك ستفعلين ‪0‬‬‫همست كي ل يسمعها احد غيره ‪:‬‬ ‫ل تستطيع ان ترغمني ‪0‬‬‫ اوتظنين ذلك؟‬‫كان صوته هامسا وشعرت بالعنف الذي‬ ‫يكتنفه ‪ 0‬واقترب براندت منهما‪:‬‬ ‫ ماالذي يجري ؟ ماالذي تقوله ليف الن يا‬‫آدج؟ التستطيع ان ترى كم هي متعبه؟ دعها‬ ‫وشأنها!‬ ‫وضع آدج يديه في جيبي سرواله ‪ ,‬واجابه‬ ‫ببرود‪:‬‬ ‫ كنت فقط اقترح عليها استنشاق بعض‬‫هواء الليل البارد فهذا سيخفف من صداعها‬ ‫‪0‬‬ ‫ صداعها مرة اخرى يا ايف؟ ياللحظ التعيس‬‫‪0‬‬ ‫طوت صوفي ذراعيها في حركة دفاعية‬ ‫وقالت بأرتباك ‪:‬‬ ‫ افضل ان اخلد الى النوم ‪ ,‬شكرا لك في أي‬‫حال ‪0‬‬ ‫ ولكن ذهابك الى النوم ليلة امس لم يشفك‬‫‪ ,‬اليس كذلك؟‬ ‫ ماذا تقصد!‬‫وللحظة موجعة ظنت صوفي انه ينوي‬ ‫فضحها ‪ 0‬ولكن بدا واضحا امن آدج كان يفكر‬ ‫بسبل اخرى لتعذيبها ‪ 0‬لكنه اجابها بلطف‪:‬‬ ‫ حسنا ‪ ,‬تشكين من الصداع وربما هواء الليل‬‫سيكون انجح من النوم ‪0‬‬ ‫اومأ براندت برأسه موافقا ‪:‬‬


‫ مادمت ل تتشاجر معها طوال الوقت يا آدج‬‫فل بأس ‪ 0‬خذها الى الجبال فالهواء ابرد‬ ‫هناك ‪0‬‬ ‫لم يكن في وسعها ال ان توافق ‪ .‬أحضرت‬ ‫شال ً وضعته على كتفيها ثم رافقت آدج الى‬ ‫السيارة ‪ .‬وذهبا نحو الجبال فعل ً كما اقترح‬ ‫براندت عليهما ‪ .‬في ظروف مغايرة ‪ ,‬كانت‬ ‫صوفي تمتعت جدا ً في النزهة ‪ .‬فضوء القمر‬ ‫أضفى لونا ً فضيا ً على البحر الذي قبع مئات‬ ‫المتار دونهما ‪ ,‬وغطت الشجار الطريق‬ ‫الملتوية التي سلكاها ‪ .‬كان الطقس اشد‬ ‫برودة هنا وارتعدت بتأثير البرد المشوب‬ ‫بالخوف ‪ .‬بقي آدج صامتا ً في الطريق وكان‬ ‫يركز على قيادة السيارة عبر المسالك‬ ‫الضيقة ‪ ,‬ويسترخي وراء المقود ‪ .‬أخيرا ً‬ ‫وصل إلى هضبة صغيرة تطل على منظر‬ ‫جميل وكان ضوء القمر يعكس نوره على‬ ‫المزيد من المناظر حولهما ‪ .‬أطفأ آدج محرك‬ ‫السيارة وفتح بابه وخرج وسار بكسل نحو‬ ‫سور حجري وأسند ذراعه إليه ‪ .‬رأت صوفي‬ ‫شعلة قداحته وهو يشعل سيكارة وبقيت‬ ‫مكانها ‪ ,‬متجمدة وعصبية ‪ ,‬غير قادرة على‬ ‫تفسير سبب مجيئه بها الى هذا المكان ‪ .‬كان‬ ‫الصمت مثيرا ً للعصاب وتمنت لو عاد الى‬ ‫السيارة واخبرها بما أراد قوله لها ‪ .‬كان من‬ ‫غير المجدي التظاهر بأن ما حدث بينهما ليلة‬ ‫أمس ل يدعو أكثر من مجرد ازعاج له ‪ ,‬ومهما‬ ‫حدث يجب أل تدعه يرى كم يستطيع إيذاءها‬ ‫بسهولة ‪.‬‬


‫وأخيرا ً عاد نحو السيارة وأنسل في مقعده‬ ‫قربها باسترخاء طبيعي ‪ .‬ثم أضاء نور‬ ‫السيارة الداخلي وتمعن في ملمحها‬ ‫الشاحبة وسألها ‪:‬‬ ‫ حسنا ً ؟ متى ستغادر ؟‬‫ متى تغادر ؟ لم أفهم !‬‫ فهمت جيدا ً ‪ .‬متى تزمع على الرحيل ؟‬‫أطبقت صوفي يدا ً على يد بإحكام ‪:‬‬ ‫ أنا ل أعلم ‪ .‬ول أستطيع إجبارها على‬‫المغادرة ‪.‬‬ ‫ طبعا ً ! صاح آدج بغضب ‪ ,‬أتتوقعين مني‬‫فعل ً ان اتحمل وجود تلك المخلوقة في‬ ‫منزلي يوما ً آخر ؟‬ ‫ أنت ‪ ...‬أنت تعلم من تكون ؟‬‫ عليك اللعنه ‪ ,‬طبعا ً أعلم انها إبنة جيمس‬‫هولليستر ! بكل ما للكلمة من معنى !‬ ‫ لماذا ‪ ...‬ماذا تقصد؟‬‫زفر آدج بغضب ‪:‬‬ ‫ كان جيمس هولليستر مغامرا ً ‪ .‬بل‬‫أخلق ‪ .‬تزوج أختي على أمل ان يضع يديه‬ ‫على ما تخيله ثروة كبيرة ‪ .‬ولسوء الحظ ظن‬ ‫انه يستطيع ذلك من دون الرجوع الى‬ ‫والدي ‪ ,‬وعندما انعزلت جينيفر عن العائلة‬ ‫ولم يكن معها فلس واحد ‪ ,‬أصيب بأكبر‬ ‫صدمة في حياته العملية ‪.‬‬ ‫شهقت صوفي ‪:‬‬ ‫ ل أصدقك !‬‫ ليس عليك ان تصدقيني ‪ .‬المر سيان‬‫لدي ‪ .‬ولكن هذه هي الحقيقة‪.‬‬ ‫صدمت صوفي للحظة ‪ ,‬ثم بدأت تحتج ‪:‬‬


‫ جيمس هولليستر أحب جينيقر ‪.‬‬‫ أحب مالها ‪ ,‬أو ما ظن انه سيؤول اليها !‬‫يا الهي ل أظنك تعتقدين انني اتكلم دون‬ ‫اثبات ‪ .‬عندما اكتشغت جينيفر الحقيقة ‪,‬‬ ‫أيبت بخيبة امل فظيعة وكتبت الي تخبرني‬ ‫كم هو خسيس ‪ .‬وماتت عندما ولدت ايف ‪,‬‬ ‫لكنني اعتقد انها فقدت رغبة الحياة !‬ ‫ أوه ‪......‬ل يمكنك ان تعني ما تقول‪.‬‬‫ بل اعني ما اقول ‪.‬‬‫ اذن لماذا لم تنفصل عنه ‪ ,‬ولم تعد الى‬‫المنزل ؟‬ ‫أطفأ آدج سيكارته بعصبية في المنفضة ‪:‬‬ ‫ لن أبي لم يسمح لها ‪ .‬ماذا تعتقدين كان‬‫سبب كل المشكلة ؟ ال تدركين ان شعور‬ ‫ابي العطوف تجاهك ‪ ...‬للشخص الذي يتخيله‬ ‫انه انت ينبع من شعوره بالذنب تجاه‬ ‫جينيفر ؟ جينيفر أدركت محاذير عملها لكن‬ ‫كلهما لم الخر ‪ ,‬اختارت ان تتجاهل التحذير‬ ‫وانت ترين ما حدث ! ربما لو لم تمت لحظة‬ ‫ولدة ايف لحدث صلح ما ‪ ,‬ولكن هذا لم‬ ‫يحدث ‪ ,‬على رغم كل شئ فأن والدي‬ ‫يستطيع عادة التمييز بين الشخاص ‪ .‬عرف‬ ‫من هو جيمس هولليستر منذ البداية ‪ ,‬ولكن‬ ‫جينيفر لم تقتنع ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ,‬يا الهي !‬‫ انت تصدقين ‪ ,‬أليس كذلك ؟‬‫ اتمنى لو لم أفعل ‪.‬‬‫ لماذا ؟ لن المر سيجعل موقفك أسوأ ؟‬‫ ل !ل ‪ .‬انت لن تصدق ما اقوله ‪ ,‬ولكنني‬‫لم أرغب في المجئ الى هنا ‪.‬‬


‫ أوه ‪ .‬فعل ً ؟‬‫ نعم ‪ ,‬واتمنى لو اني لم افعل ‪.‬‬‫ اذن لماذا أتيت ؟‬‫ هل تصدقني اذا قلت لك ‪.‬‬‫ اشك في ذلك ‪....‬‬‫ اذن ‪...‬‬‫ لكن افهم لماذا ارسلتك ايف الى هنا ‪.‬‬‫اتسعت عينا صوفي ‪:‬‬ ‫ لماذا ؟‬‫نظر آدج الى أصابعه على مقود السيارة‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫ لسباب واضحة ‪ .‬علمت انك الفتاة التي‬‫سيحبها والدي ‪ .‬ناعمة تفيض أنوثة ‪ ,‬بعكس‬ ‫ايف القاسية ‪.‬‬ ‫أحنت صوفي رأسها ‪ ,‬لم تستطع ان تقبل‬ ‫كليا ً ما قاله عن ايف ‪ .‬كانت لطيفة معها في‬ ‫الماضي ‪ .‬وساعدتها في الحصول على عمل‬ ‫في ساندتشيرش ‪ .‬اذا طالبت برد جميل‬ ‫فهذا ل يعني انها سيئة الى ذلك الحد ‪.‬‬ ‫ اذن ما الذي سيحدث الن ؟ نظرت إليه‬‫مستفسرة ‪ ,‬سنغادر ‪ ,‬على ما أظن !‬ ‫ هل ستغادر ؟‬‫صحح آدج ما قالته بتجهم ‪.‬‬ ‫ ل أستطيع البقاء هنا ‪..‬‬‫ لم ل ؟‬‫هزت صوفي راسها بيأس ‪:‬‬ ‫ ليس هناك سبب ‪...‬‬‫ فعل ً ؟ وماذا عن أبي ؟‬‫تحركت صوفي مكانها بارتباك ‪:‬‬ ‫‪ -‬اذا ذهبت ايف ‪ .....‬علي ان اذهب ايضا ً ‪.‬‬


‫ لماذا ؟ لنها ستتوقع ذلك منك ؟ لن‬‫خطتها الصغيرة لم تنجح ؟‬ ‫ أي خطة ؟‬‫ ل تتظاهري بأنك ل تعلمين ‪ .‬وافقت ايف‬‫على المجئ فقط لن الجشع يملها ‪.‬‬ ‫شدت ايف خصلة من شعرها ‪:‬‬ ‫ هل يجب ان نتابع هذا الحديث ؟ من‬‫الواضح انك تعلم كل شئ ‪ .‬ال يمكننا ترك‬ ‫المور على ما هي عليه ؟ سأخبر ايف انه ل‬ ‫جدوى ‪...‬‬ ‫ ل‪.‬‬‫قال لها آدج بلهجة آمرة باردة ‪:‬‬ ‫ ستغادر ايف وانت ستبقين ‪.‬‬‫شهقت صوفي ‪:‬‬ ‫ ولكن لماذا ؟‬‫ لنني ل أريد لوالدي ان يتضايق ‪.‬ل بد‬‫انك تساءلت كيف سمحت لك بالبقاء هنا مع‬ ‫اني علمت انك محتالة ‪ .‬هناك أسباب عدة ‪.‬‬ ‫وأحدها يهمك ‪ ,‬وهو أهمها ‪ ,‬مع ان والدي‬ ‫يبدو في صحة ممتازة ‪ ,‬ال انه منذ عامين‬ ‫وهو يعاني من مرض في القلب وأصيب‬ ‫بذبحة طرحته مريضا ً لشهور عدة ‪.‬والن‬ ‫تعافى بفضل الدوية ومن شأن أي صدمة ‪..‬‬ ‫في الواقع الفضل تجنيبه مثل هذه الصدمة ‪.‬‬ ‫ لم أكن أعلم ذلك ‪.‬‬‫ كيف لك ان تعلمي ؟ وكي أطمئنك أكثر‬‫فأن ايف لم تكن تعلم ايضا ً ‪.‬‬ ‫تنهدت صوفي تنهيدة ارتياح ‪:‬‬ ‫ وانت تريدني ان ابقى هنا وأتظاهر‬‫بأنني ايف الى حين موعد مغادرتي ؟‬


‫ نعم ‪ .‬هل أسأل الكثير ؟‬‫لم يكن طلبه كثيرا ً لكنها شكت في ان ايف‬ ‫سترى المر بالطريقة نفسها او في انها‬ ‫ستغادر المكان من دون مشكلة ما ‪ .‬ثم سألته‬ ‫بارتباك ‪:‬‬ ‫ أل يمكنني ان أتظاهر بأنني مضطرة‬‫للذهاب الى لندن للقيام بمهمة صحافية ؟‬ ‫عندها يمكنني ان أغادر انا وايف معا ً‪.‬‬ ‫انتظرت اجابته في انقباض ‪ .‬سألت ذلك‬ ‫السؤال بعدما فكرت في انها قد تكون‬ ‫الطريق الوحيد لقناع ايف بالمغادرة من‬ ‫دون ازعاج جدها ‪ ,‬وان من الفضل لها ان‬ ‫تغادر وهي تدرك ان بقاءها سيؤلم مشاعرها‬ ‫نحو آدج ‪.‬‬ ‫لم تكن مهيأة لرد فعل آدج على اقتراحها ‪.‬‬ ‫ضاقت عيناه وبان الغضب فيهما واستدار‬ ‫في مقعده وامسكها بإحكام من كتفيها‬ ‫وأصابعه تنغرز فيهما وتمتم بغضب ‪:‬‬ ‫ أيتها النانية ! أليس لديك الخلق‬‫الكافية كي تنهي ما بدأته ‪.‬‬ ‫ انت ل تفهم ‪...‬‬‫ ل تقولي هذا ! ما الخطب ؟ هل انت‬‫خائفة من البقاء هنا ‪ ,‬هل هذا ما في المر ؟‬ ‫هل تخافين من ان انتهز الفرصة لستفيد‬ ‫من عرضك ؟‬ ‫ عرض ؟ أي عرض ؟‬‫ هذا !‬‫صاح فيها وشدها نحوه وعانقها ‪:‬‬ ‫‪ -‬آدج ! آدج ل تفعل هذا !‬


‫ لماذا ؟ وأستمر ‪ ...‬قائل ً ‪ ..‬لم يكن رد‬‫فعلك مماثل ً ليلة أمس ‪...‬‬ ‫حاولت صوفي إبعاده عنها لكن من دون‬ ‫جدوى ثم فكرت ‪ ..‬بأن آدج ل يحبها ! ألم يبين‬ ‫لها مدى إحتقاره لها ‪ .‬هل تريد ان يحتقرها‬ ‫أكثر ‪ .‬أبعدته عنها ونظرت اليه وقالت ‪:‬‬ ‫ أعدني الى المنزل !‬‫كان تعبير آدج محيرا ً لكنها اعتقدت انها رأت‬ ‫نظرة أحتقار في عينيه‪.‬‬ ‫تحرك وأسند نفسه الى الباب ‪ ,‬ولم يقل‬ ‫شيئا ً ‪ ,‬فقط نظر اليها ‪ .‬وتحركت صوفي‬ ‫تحت وطأة نظره وكأنها عينة ميكروسكوب ‪.‬‬ ‫ثم أستدار نحو مقود السيارة ببطء‬ ‫وخاطبها ‪:‬‬ ‫ يمكنك ان تخبري ايف بأنها ان لم تغادر‬‫ترينيداد غدا ً مساءا ً فسأجعل الشرطة تقبض‬ ‫عليها متلبسة شخصية مزيفة !‬

‫‪ -9‬ضائعة وسط الجميع !‬ ‫ إنه يعني ما يقول يا ايف ‪ ,‬حتما ً !‬‫تكلمت صوفي بيأس ‪ ,‬بينما ايف بقيت‬ ‫مستلقية في الفراش تدخن سيكارة ‪ ,‬وبدت‬ ‫غير متأثرة بما كانت صوفي تقوله ‪ .‬كان‬ ‫الوقت صباح اليوم التالي عندما جاءت‬ ‫صوفي لتتحدث الى ايف بعد ان رفضت‬ ‫الخيرة التحدث اليها في الليلة السابقة ‪.‬‬


‫ يا عزيزتي ‪ ,‬بدأت تزعجيني ‪ .‬ما ل‬‫تستطيعين فهمه هو ان آدج متورط في هذه‬ ‫القضية الى العنق ‪ ,‬أل تفهمين ذلك ؟ ل‬ ‫يستطيع ان يطردني أو ان يفضحني ! من‬ ‫دون ان يخلق الوضع ذاته الذي يتمنى ان‬ ‫يتجنبه !‬ ‫ ل تقصدين ‪ ...‬ايف لن تفعلي ‪.‬‬‫ لن أفعل ماذا ؟ أخبر جدي انك لست‬‫حفيدته في نهاية المطاف ‪ .‬سأفعل اذا‬ ‫أضطررت ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ,‬ايف !‬‫ لكنني لن أفعل ‪ ,‬قالت ايف وتنهدت ‪ ,‬أل‬‫ترين يا صوفي ؟ ل يمكن لدج ان يدع هذا‬ ‫يحصل ‪ .‬ليس الن ‪.‬‬ ‫أستدارت صوفي بعيدا ً بتعب ‪.‬‬ ‫ اذن ما الذي ستفعلينه ؟‬‫ سأتحدث مع خالي المحترم ‪ ,‬أجابت ايف‬‫بهدوء ‪ ,‬وأفسر له مصاعبه ومصاعبي ‪ .‬انني‬ ‫متأكدة بأننا سنصل الى تسوية ما ‪.‬‬ ‫ ايف ‪ ,‬هذا ابتزاز !‬‫ ل تبالغي في كل شئ يا صوفي !‬‫سيتفهم وضعي تماما ً ‪ .‬دعيني أتصرف ‪.‬‬ ‫ لكنني ل أريد ان اكون جزءا ً من كل هذا ‪.‬‬‫ انت اخبرتني بنفسك انه يتوقع منك ان‬‫تبقي ‪ .‬بعد اسبوعين ينتهي كل شئ ‪.‬‬ ‫ لست أدري !‬‫وتمنت صوفي لو ان لها هذه الثقة ‪.‬‬ ‫انقضى الصباح بصورة طبيعية ‪ .‬أراد بيرز ان‬ ‫يسبح ومع ان صوفي وافقت على الذهاب‬ ‫معه ‪ ,‬إل انها لم تسبح ‪ .‬فقد كان تفكيرها‬


‫منهمكا ً الى درجة لم تستطع معه ان تتمتع‬ ‫وتسترخي ‪ ,‬وبعد ان سبح بيرز بعض الوقت ‪,‬‬ ‫عاد وجلس بالقرب منها على الصخور ‪.‬‬ ‫وسألها ‪:‬‬ ‫ ما الخطب ؟ تبدين قلقة ‪.‬‬‫ فعل ً ؟ ول أدري لماذا ‪.‬‬‫ انها صديقتك ‪ ,‬هي السبب اليس كذلك ؟‬‫لقد ازعجتك ‪.‬‬ ‫شهقت صوفي ‪:‬‬ ‫ ياللسماء ‪ ,‬لماذا تظن ذلك ؟‬‫هز بيرز كتفيه ‪:‬‬ ‫ لست أدري ‪ ,‬مجرد حدس ‪ ,‬على ما‬‫أعتقد ‪ .‬ظهرت بصورة غير متوقعة ‪.‬‬ ‫واقامتها هنا ‪ ,‬أعلم ان براندت أصر على‬ ‫أستقبالها ‪ ,‬لكن يبدو انها قبلت القامة هنا ‪.‬‬ ‫أحنت صوفي رأسها ‪:‬‬ ‫ انك واهم ‪.‬‬‫ايضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ كل ‪ ,‬انا ل أتخيل ‪ .‬ولديها قداحتك‬‫نظرت صوفي اليه ‪:‬‬ ‫ قداحتي ؟‬‫ نعم ‪ ,‬القداحة التي تستعملها عليها‬‫الحرف الولى من أسمك ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ,‬نعم ‪.‬‬‫بلعت صوفي ريقها بصعوبة ‪:‬‬ ‫ عندما أقلعت عن التدخين أعطيتها‬‫اياها ‪.‬‬ ‫ أوه !‬‫بدا مشككا ً ‪ ,‬وتذكرت صوفي كم بدا منهمكا ً‬ ‫على العشاء في الليلة الماضية ‪ .‬وتساءلت‬ ‫اذا كان آدج قد اخبره ‪ ,‬حقيقة المور ‪ ,‬لكن‬


‫لم يكن هناك سبب لذلك ‪ .‬كان بيرز يشك في‬ ‫المر في أي حال ‪ ,‬وان لسباب أخرى ‪ .‬آه‬ ‫كم تزداد المور تعقيدا ً !‬ ‫في البيت لم تر ايف او آدج ‪ ,‬وارتدت صوفي‬ ‫ثيابها بسرعة لتناول الغداء مترقبة ان تعلم‬ ‫ما حدث ‪ .‬لكن احدا ً لم يجبها عندما قرعت‬ ‫باب غرفة ايف ففتحت الباب وأطلت برأسها‬ ‫‪ .‬كانت الغرفة مهجورة ‪ .‬لم تكن ايف هناك ‪.‬‬ ‫وبينما تجيل النظر غير مصدقة في انحاء‬ ‫الغرفة تنبهت الى ان حقيبة ايف لم تكن‬ ‫موجودة ول ملبسها ‪ .‬ففتحت باب الغرفة‬ ‫على مصراعيه ودخلت الغرفة وأدركت ان‬ ‫مخاوفها لها ما يبررها ‪ .‬اختفت كل اغراض‬ ‫ايف من الغرفة ‪ .‬لم يكن احد يشغل الغرفة ‪.‬‬ ‫احتاجت الى بضع دقائق لتستوعب حقيقة‬ ‫ان ايف غادرت فجأة كما جاءت ‪ .‬ولكن الى‬ ‫اين ذهبت ولماذا لم تخبرها قبل ً ‪ .‬جلست‬ ‫على السرير بضعف وحاولت ان تستجمع‬ ‫افكارها ‪ .‬علمت ايف بمشاعر صوفي‬ ‫بالنسبة الى اقامتها هنا ‪ .‬لكن ل يمكن لها ان‬ ‫تغادر من دون أي اشارة ! ربما تركت رسالة ‪,‬‬ ‫تفسر فيها تصرفاتها ‪ ,‬لكنها لم تجد شيئا ً هنا‬ ‫‪ .‬كذلك لم تجد شيئا ً في غرفتها ايضا ً ‪ .‬نزلت‬ ‫الى غرفة الطعام وهي تشعر بالوهن‬ ‫والضعف ‪ .‬ما الذي يجري ؟ رأت فورا ً ان آدج‬ ‫لم يكن يتناول طعام الغداء في المنزل ‪.‬‬ ‫رأت براندت وبيرز وروزا فقط في انتظارها‬ ‫على الشرفة وابتسمت معتذرة قبل ان‬ ‫تجلس ‪ .‬فهي لم ترد لبراندت ان يشك في‬


‫أي شئ ‪ .....‬ليس الن ‪ .‬كانت صامتة أثناء‬ ‫تناول الطعام ‪ .‬وأخيرا ً قال براندت ‪:‬‬ ‫ لسوء الحظ ان النسة سلتر أضطرت‬‫الى مفارقتنا بهذه الصورة الفجائية ‪ ,‬أليس‬ ‫كذلك ؟ لكن ل بأس ‪ ,‬أعتقد انك سررت‬ ‫بزيارتها القصيرة ‪.‬‬ ‫تبادلت صوفي وبيرز النظرات ‪:‬‬ ‫ انت تعلم أنها ‪ .....‬غادرت ؟‬‫ طبعا ً ‪ ,‬آدج أخبرني قبل ان يأخذها الى‬‫المطار ‪ .‬كان من حسن حظها انها‬ ‫أستطاعت ايجاد مكان لها على الطائرة ‪.‬‬ ‫ هل ‪ ......‬هل أخبرتك عن سبب إضطرارها‬‫المفاجئ الى الرحيل ؟‬ ‫ نعم ‪ ,‬بسبب عملها ‪ .‬لكن يسعدني ان‬‫اعلم انك لن تغادري يا أيف ‪.‬‬ ‫نظرت صوفي الى صحنها ‪ .‬اذن ايف ذهبت‬ ‫كما قالت ! لكن هل حصلت على ما أرادت ؟‬ ‫كادت صوفي ان تهز رأسها وهي تفكر ‪ .‬وأل‬ ‫كيف وافقت على الرحيل من دون أحداث‬ ‫جلبة ؟ ولكن ما هو رأي آدج فيها ‪...‬فيهما ؟‬ ‫بقيت صوفي في غرفتها طوال فترة بعد‬ ‫الظهر ‪ .‬وكانت تظن بين الفينة والخرى ان‬ ‫آدج قد عاد ‪ ,‬لكنها تكتشف خطأها ‪ ,‬بعد ان‬ ‫تطل من الشرفة ‪ ,‬كانت أعصابها مشدودة و‬ ‫متوترة ‪ ,‬وخداها متوهجين ‪ ,‬ولم تستطع‬ ‫التفكير إل بما كان ينتظرها عندما يعود ‪.‬‬ ‫أستلقت على سريرها بقلق متخوفة من‬ ‫المجابهة القريبة ‪ .‬ويدو انها نامت اذ انها‬ ‫استيقظت بعد فترة على صوت طرق الباب ‪.‬‬ ‫‪ -‬آنسة ايف ! آنسة ايف ! هل انت هناك ؟‬


‫فتحت صوفي عينيها وهرولت تفتح الباب ‪.‬‬ ‫وقفت فيوليت أمام الباب وبدت منزعجة جدا ً‬ ‫‪.‬‬ ‫ مالخطب يا فيوليت ؟ ما المر ؟‬‫ هل ‪ ....‬هل يمكنك ان تأتي فورا ً ‪ ,‬يا آنسة‬‫ايف ‪ ..‬انه السيد براندت ‪ .‬وهو في مكتبه ول‬ ‫أعتقد انه بخير أبدا ً ‪.‬‬ ‫نظرت صوفي الى الخادمة بهلع ‪:‬‬ ‫ ماذا تقصدين ؟ ماذا حدث له ؟ أين آدج ؟‬‫هل هو وحده ؟‬ ‫وفيما هما تهبطان السلم فسرت فيوليت‬ ‫المر ‪:‬‬ ‫ جوزف هو الذي اخبرني ‪ ,‬يا آنسة ‪ .‬كان‬‫قد ذهب الى المدينة لحضار بعض الغراض‬ ‫لي ثم ذهب لرؤية السيد براندت اثر عودته ‪.‬‬ ‫ذ ‪ .‬تحدث الى جوزف ‪.‬‬ ‫كان السيد بخير وقتئ ٍ‬ ‫وسأله عن رحلته ‪ .‬ثم بعد ربع ساعة عاد‬ ‫جوزف ليسأله اذا كان يرغب في تناول بعض‬ ‫الشاي فوجده على طاولته ‪ ,‬واغرورقت عينا‬ ‫فيوليت بالدمع وسألتها ‪:‬‬ ‫ سوف يكون بخير ‪ ,‬أليس كذلك يا أنسة‬‫ايف ؟‬ ‫هزت صوفي رأسها يأسا ً ‪ .‬لم تعرف بماذا‬ ‫تفكر ‪ .‬هرعتا عبر القاعة ثم الى مكتب‬ ‫براندت ‪ .‬وكما وصفت فيوليت الحادث ‪ ,‬كان‬ ‫براندت ملقى فوق مكتبه فيما كان جوزف‬ ‫يفرك يديه بقلق ظاهر ‪ .‬ترددت صوفي‬ ‫لحظة ثم سارت نحو المكتب ووضعت‬ ‫أصابعها على جبهة براندت ‪ .‬شعرت بالنبض‬


‫لكنها هلعت عندما أحست بضعفه وهتفت‬ ‫محاولة المساك بزمام المور ‪:‬‬ ‫ أطلبوا الطبيب ‪ ,‬فيوليت ‪ ,‬هل يمكنك‬‫التصال بطبيب ؟‬ ‫قفزت فيوليت من مكانها ‪.‬‬ ‫ نعم يا سيدتي ‪ .‬هل سيكون بخير يا آنسة‬‫ايف ؟‬ ‫فتحت صوفي فمها كي تحتج ‪ ...‬لتقول انه‬ ‫ليس لديها ادنى فكرة عن الموضوع ثم‬ ‫أطبقته ثانية ‪ .‬كانت فيوليت وجوزف مثل‬ ‫الطفال الذين يحتاجون الى طمأنينة ‪ .‬أرادا‬ ‫ان تقول لهما ان كل شئ على ما يرام ‪,‬‬ ‫قالت صوفي بثبات ‪:‬‬ ‫ اعتقد انه غاب عن الوعي فقط ‪ .‬هذا كل ما‬‫في المر ‪ .‬أفعلي كما اقول لك واتصلي‬ ‫بالطبيب ‪ .‬هل ‪ ....‬هل عاد السيد آدج ؟‬ ‫ كل ‪ ,‬يا آنسة ايف ‪.‬‬‫أجابها جوزف ‪ ,‬وأّنبت صوفي نفسها لنها‬ ‫سألت ذلك السؤال السخيف ‪ .‬لو كان آدج هنا‬ ‫‪ ,‬لمسك هو بزمام المور ‪ .‬هرولت فيوليت‬ ‫بعيدا ً كي تتصل بالطبيب وقالت صوفي‬ ‫لجوزف ‪:‬‬ ‫ ساعدني في وضعه على الريكة ‪.‬‬‫أومأ جوزف برأسه واستطاعا معا ً نقل‬ ‫براندت الضخم الى الريكة ومدداه بشكل‬ ‫مريح ‪ .‬ثم جلست صوفي قرب براندت‬ ‫ووضعت وجهها على صدره ‪ ,‬شعرت أن‬ ‫دقات قلبه أصبحت أقوى بقليل ‪ ,‬لكنها لم‬ ‫تعلم اذا كانت تتوهم المر ام ل ‪.‬‬ ‫وسألها جوزف ‪:‬‬


‫ هل هناك ما أستطيع فعله يا آنسة ايف ؟‬‫نظرت صوفي اليه وقالت ‪:‬‬ ‫ ل ‪,‬ل اعتقد ذلك ‪ .‬ما الذي حدث ؟ قالت‬‫فيوليت انك وجدته صحيحا ً عندما عدت من‬ ‫البلدة ‪.‬‬ ‫ هذا صحيح ياآنسة ايف ‪ .‬كانت النسة‬‫جانين معه ‪.‬‬ ‫إهتز رأس صوفي ‪:‬‬ ‫ جانين فليمنغ ؟‬‫ نعم يا آنسة ‪.‬‬‫ وما الذي كانت تفعله هنا ؟‬‫هز جوزف رأسه ‪:‬‬ ‫ لست أدري يا آنسة ‪.‬‬‫ كل ‪ ,‬بالطبع لن تعرف ‪.‬‬‫فكرت صوفي في المر ‪ .‬ما يمكن جانين ان‬ ‫تفعله هنا بينما آدج غائب عن المنزل ؟ مع‬ ‫انها قد ل تكون مدركة انه غائب ‪ .‬أضطرب‬ ‫عقلها من كثرة انشغالها ‪ .‬هل يعقل ان‬ ‫يكون لزيارة جانين علقة بحال براندت ؟‬ ‫بدأت تتساءل اذا كانت جانين قد علمت‬ ‫بهويتها الحقيقية بطريقة ما وانتابها قلق‬ ‫شديد ‪ .‬ماذا لو انها جاءت هنا لهذا السبب ؟‬ ‫ماذا لو ان معرفة براندت بحقيقة حفيدته‬ ‫كانت السبب في إصابته بالنوبة القلبية ؟‬ ‫هناك احتمالت عدة ‪ .‬ولم يستطع عقلها ان‬ ‫يستوعبها ‪ .‬كانت ل تزال جالسة قرب‬ ‫براندت عندما سمعت وقع أقدام تقترب‬ ‫ورأت آدج يدخل الغرفة ‪ .‬انتقلت نظراته من‬ ‫صوفي الى الرجل ‪ ....‬ونهضت صوفي‬ ‫بارتباك عندما جاء آدج ليفحص والده ‪.‬‬


‫ولدهشتها رأته يضع يده في جيب والده‬ ‫ويخرج علبة دواء ويأمرها ‪:‬‬ ‫ أحضري بعض الماء ‪.‬‬‫وركضت تحضر كوبا ً ‪ .‬أجلس آدج والده قليل ً ‪,‬‬ ‫ودفع بحبتي داء الى فمه ما جعله يصحو‬ ‫لوقت مكنه من ابتلعهما ‪ .‬ثم سكب بعض‬ ‫الماء في فم براندت ‪ ,‬ودهشت صوفي عندما‬ ‫رأت عينيه تطرفان ‪ .‬ثم مدده آدج ثانية‬ ‫وسألها بقسوة ‪:‬‬ ‫ ما الذي حدث ‪ ,‬ماذا قلت له ؟‬‫ أنا ؟ ‪ ....‬انا لم أقل شيئا ً ‪.‬‬‫حدق آدج في وجهها للحظة ثم أستدار نحو‬ ‫والده قائل ً ‪:‬‬ ‫ سمعت انك طلبت الطبيب ‪.‬‬‫ أنا ‪ ....‬انا فكرت ان هذا افضل ما يمكنني‬‫فعله ‪ .‬هل سيتعافى ؟‬ ‫ آمل في ذلك ‪ ,‬لحسن الحظ وصلت في‬‫الوقت المناسب ‪.‬‬ ‫ أعلم انك أخبرتني بأنه يتناول الدواء ‪.‬‬‫لكن لم أكن أعلم اين الدواء ‪ ...‬لم أكن أعلم‬ ‫ماذا أفعل !‬ ‫ كان يمكن لروزا ان تعلم ‪ ,‬هل سألها أحد‬‫؟‬ ‫ ل أعتقد فقد جاءت فيوليت تطلبني ‪.‬‬‫ ل بد انها فعلت !‬‫ترددت صوفي ثم قالت ‪:‬‬ ‫ من الفضل ان اذهب ‪ .‬هل ستخبرني بما‬‫يقوله الطبيب ؟‬ ‫ أريد ان اتكلم معك في ما بعد ‪.‬‬‫‪ -‬نعم ‪ ..‬حسنا ً ‪ ...‬اعذرني ‪..‬‬


‫كانت صوفي ل تزال في القاعة عندما‬ ‫ظهرت فيوليت ‪:‬‬ ‫ سيصل الطبيب بعد قليل ‪ ,‬كيف أصبح‬‫الن ؟‬ ‫ السيد آدج معه فيوليت ‪ .‬النسة فليمنغ‬‫كانت هنا كما أخبرني جوزف ‪ .‬ما الذي كانت‬ ‫تريده ؟‬ ‫هزت فيوليت كتفيها ‪:‬‬ ‫ لم تخبرني يا آنسة ايف ‪ .‬فقط قالت ان‬‫لديها ما تقوله للسيد براندت ‪ .‬أعتقد أنها‬ ‫كانت توصل رسالة من والدتها عن ليزا ‪.‬‬ ‫ ليزا ‪ ,‬رددت صوفي من دون ان تدرك ما‬‫تردد ‪ .‬تقصدين الفتاة ‪ ...‬الفتاة التي ‪...‬‬ ‫وفجأة لم تستطع أن تتابع الكلم ‪ ,‬تذكرت‬ ‫ليلة أمس والمشاجرة التي دارت بينها وبين‬ ‫ايف ‪ ,‬ليزا كانت واقفة خارج بابها تنصت الى‬ ‫الحديث ‪...‬‬ ‫ نعم ‪ ,‬يا آنسة ايف تلك الفتاة التي كانت‬‫مصدر ازعاج هنا ‪ ,‬يبدو انها عرضت ان تعمل‬ ‫لحساب السيدة فليمنغ وقد قبلوا خدماتها ‪.‬‬ ‫ هل فعلوا حقا ً ؟‬‫شعرت صوفي بالوهن ‪ .‬وبدأت فجأة تتبين ما‬ ‫يجري ولم تحب ما أدركته ‪ .‬ما الذي سيظنه‬ ‫آدج عندما يعلم بالمر ؟ هل سيصدق انها لم‬ ‫تقل شيئا ً ؟ ماذا لو كانت جانين هي المسؤلة‬ ‫عن أخبار والده حقيقة المر ؟ كانت فيوليت‬ ‫تنظر اليها ببعض الستغراب الن وسألتها‬ ‫بإهتمام ‪:‬‬ ‫ هل انت على ما يرام ‪ ,‬يا آنسة ‪ ,‬واردفت‬‫م بالسيد‬ ‫بحنان ‪,‬ل تدعي الحادث الذي أل ّ‬


‫براندت يقلقك كثيرا ً ‪ .‬قال السيد آدج ان ل‬ ‫داعي للقلق ‪ ,‬فالسيد براندت سيتعافى ‪.‬‬ ‫لكن آدج قال ذلك بالمنطق نفسه الذي قالته‬ ‫هي فيه ‪ .‬وهّزت رأسها واستطاعت ان‬ ‫تطمئن فيوليت وسارت ببطء الى القاعة‬ ‫الداخلية ‪ .‬ما الذي ستفعله ؟ اذا أصيب‬ ‫براندت فعل ً بنوبة قلبية ‪ ,‬اذا توفي ‪ ....‬لكن ل‬ ‫‪,‬ل يمكن ان يحصل هذا ‪ ,‬خاطبت نفسها‬ ‫بيأس ‪.‬ل يمكن ان تكون طرفا ً في مثل هذه‬ ‫المشكلة ‪ .‬عليه أن يتحسن ‪ ,‬مهما علم عن‬ ‫الحقيقة ‪ ,‬كيف لها أن تبقى هنا الن اذا علم‬ ‫براندت بالحقيقة ؟ قد ل يريد ان يراها ثانية ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة الى آدج ‪...‬‬ ‫هزت رأسها ومسحت الدموع التي أخذت‬ ‫تنهمر ‪ .‬كان البكاء ردّ فعل جبانا ً وضعيفا َ ‪.‬‬ ‫جاءت الى هنا بإرادتها ‪ ,‬ولم يجبرها أحد على‬ ‫المجئ ‪ ,‬وكان عليها ان تواجه النتائج ‪ .‬ولكن‬ ‫الن ‪ ....‬وبإندفاع مفاجئ ‪ ,‬دخلت الى القاعة‬ ‫وأمسكت بدليل الهاتف ووجدت رقم هاتف‬ ‫عائلة فليمنغ ‪ .‬أتصلت بالرقم ورفضت ان‬ ‫دت الخادمة‬ ‫تفكر فيما كانت تفعله وعندما ر ّ‬ ‫طلبت التحدث الى النسة جانين فليمنغ ‪.‬‬ ‫ النسة فليمنغ ليست في المنزل ‪,‬‬‫أجابتها الخادمة بتهذيب ‪ ,‬هل أنادي السيدة‬ ‫فليمنغ ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ..‬كل ‪ ..‬كل ‪...‬ل بأس ‪.‬‬‫بدأت صوفي ترتاح عندما سمعت أصواتا ً في‬ ‫الطرف الخر من الهاتف ثم أجابها صوت‬ ‫هوارد فليمنغ ‪.‬‬ ‫‪ -‬أيف ‪ ,‬ايف ‪ ,‬هل هذا انت ؟‬


‫ايقنت صوفي ان هوارد فليمنغ لم يكن يعلم‬ ‫بعد بشخصيتها الحقيقية فارتاحت بعض‬ ‫الشئ واجابته ‪:‬‬ ‫ نعم أردت التحدث الى جانين ‪ .‬لم يكن‬‫المر مهما ً ‪.‬‬ ‫ أل أنفع أنا عوضا ً منها ؟ تبدين منزعجة ‪.‬‬‫هل وقع مكروه ؟‬ ‫ في الواقع ‪ ,‬أجل ‪ .‬انتابت براندت وعكة‬‫ونحن في انتظار الطبيب ‪.‬‬ ‫ يا الهي ! بدا هوارد متأثرا ً فعل ً ‪ ,‬هل في‬‫استطاعتي ان افعل أي شئ؟‬ ‫ كل ‪ .‬شكرا ً لك ‪ .‬علي ان انهي حديثي‬‫معك ‪ .‬اعتقد ان الطبيب وصل الن ‪.‬‬ ‫وهكذا كان ‪ .‬ظهرت فيوليت التي قادته عبر‬ ‫ولت‬ ‫السلم الى مكتب براندت بينما تج ّ‬ ‫صوفي في غرفة الصباح والشرفة وتساءلت‬ ‫عن مكان وجود بيرز ‪ .‬ربما ذهب في المركب‬ ‫الشراعي ‪ .‬تمنت لو كان هنا الن ‪ .‬فهي‬ ‫كانت في حاجة الى وجوده قربها ‪.‬‬ ‫ثم سمعت أصواتا ً في القاعة وسارت نحو‬ ‫باب الغرفة لترى الطبيب يغادر ‪ .‬ود ّ‬ ‫ل قصر‬ ‫زيارته على ان المر ليس خطيرا ً ‪ ,‬لكنها لم‬ ‫تتجاسر ان تؤكد استنتاجها ‪ .‬رافق آدج‬ ‫الطبيب الى سيارته ‪ ,‬وسارت صوفي نحو‬ ‫باب المكتب المفتوح ‪ .‬كان براندت ل يزال‬ ‫مستلقيا ً حيث وضعته هي وجوزف ‪ .‬وعيناه‬ ‫ل تزالن مغمضتين ‪ .‬لكن بدا ان تنفسه قد‬ ‫انتظم ‪ .‬كانت صوفي تهبط السلم عندما‬ ‫التقت آدج ‪.‬‬


‫ انه نائم الن ‪ ,‬وربما سينام بضع ساعات ‪.‬‬‫لكن ليس هناك ما يقلق ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ,‬الحمدلله ‪.‬‬‫كان تعبير آدج غامضا ً ‪:‬‬ ‫ اقترح عليك ان تذهبي وتتناولي بعض‬‫الشاي ‪ .‬يبدو أنك بحاجة الى ذلك ‪ .‬سوف‬ ‫أكلمك في ما بعد ‪.‬‬ ‫أومأت صوفي برأسها وذهبت ‪ .‬على القل‬ ‫لن يموت براندت ‪ .‬وهذا أهم شئ في‬ ‫الموضوع ‪.‬‬ ‫كانت ترتدي ثياب العشاء عندما جاءت خادمة‬ ‫تخبرها بأن مكالمة هاتفية تنتظرها ‪.‬‬ ‫ لي أنا ؟‬‫فوجئت صوفي ‪ .‬من يمكن ان يتصل بها ؟‬ ‫تحدثت من القاعة ‪ ,‬وحملت السماعة بانتباه‬ ‫ووضعتها على اذنها بتردد ‪.‬‬ ‫ ايف هولليستر ‪ .‬من المتحدث ؟‬‫ شخص يعلم انك لست ايف هولليستر ‪.‬‬‫قال صوت نسائي ‪ ,‬علمت صوفي فورا ً انه‬ ‫صوت جانين ‪:‬‬ ‫ فهمت انك اتصلت بي في وقت سابق‬‫اليوم ‪.‬‬ ‫جلست صوفي حائرة على السلم ‪ .‬فقد‬ ‫فاجأتها كلمات جانين ولم يكن لديها ما‬ ‫تقوله ‪.‬‬ ‫ حسنا ً ؟ كان عليك ان تعلمي ان امرك‬‫سينكشف عاجل ً أم آجل ً ‪.‬‬ ‫ هل ‪ .....‬أخبرت براندت ؟‬‫ ليس بعد ‪ .‬ولكني سأفعل إذا لم تغادري‬‫فورا ً ‪.‬‬


‫شعرت صوفي بنفسها منهكة ‪:‬‬ ‫ تريدين مني ان أغادر ؟‬‫ي ان‬ ‫ هذا صحيح ‪ .‬غدا ً إذا امكنك ‪ ,‬كان عل ّ‬‫أعلم ان الطريقة التي كنت تنظرين فيها‬ ‫الى آدج ‪ ....‬ثم قطعت حديثها فجأة ‪ .‬في أي‬ ‫حال أنا اعلم الن ولن أتردد في كشف‬ ‫حيلتك !ل أعلم لماذا جئت الى ترينيداد ‪ .‬أو‬ ‫كيف حصلت على عنوان براندت ‪ ,‬ال اذا‬ ‫كانت ابنة جينيفر الحقيقية وراء كل ما‬ ‫يحصل ‪ .‬لكن من الفضل لك ان توضبي‬ ‫حقائبك من الن وإل سيكون لدى عائلة‬ ‫سانت فينسنتي أمور اخرى تشغل بالها ‪.‬‬ ‫أدركت صوفي ان الفتاة قد أقفلت الخط بعد‬ ‫ددتها ولم تشك صوفي في ان‬ ‫حديثها ‪ .‬لقد ه ّ‬ ‫جانين عنت ما قالته ‪ .‬سوف تخبر براندت ‪.‬‬ ‫فهي لم تكن تخاف خسارة أي شئ ‪ .‬جاءت‬ ‫دت صوفي عندما‬ ‫مكالمة هاتفية اخرى وانش ّ‬ ‫نهض آدج ليجيب ‪ ,‬لكنه بدا مشغول البال‬ ‫عندما عاد ولم يجلس ثم قال مخاطبا ً عمته ‪:‬‬ ‫ يجب ان اخرج يا روزا ! تعّرض بعض‬‫ي ان اذهب‬ ‫عمالنا لمشكلة في المدينة وعل ّ‬ ‫سوف اراك لحقا ً ‪.‬‬ ‫ولمعت عيناه وهو ينظر الى صوفي وأدركت‬ ‫انه كان ينبهها الى انها لن تنجو من الحديث‬ ‫المقبل معه ‪ .‬لكن لي هدف ؟ سألت نفسها‬ ‫بعد رحيله ‪ .‬لم يعد مهما ً اذا طلب منها البقاء‬ ‫او الرحيل ‪ .‬فجانين عنت ما قالته ‪ ,‬كانت‬ ‫ستخبر براندت ‪ .‬وكان على صوفي ان تقرر‬ ‫اذا كان من السهل عليها ان تبقى او‬ ‫تذهب ‪.‬‬


‫عندما انتهت وجبة العشاء خرج بيرز ‪,‬‬ ‫واندفعت صوفي خارج المنزل ونزلت السلم‬ ‫الى الرصيف الحجري ‪ .‬كان الهواء قويا ً في‬ ‫تلك المسية وتطاير شعرها على وجهها‬ ‫وأقشعّر بدنها ‪ .‬لكن على القل كان الهواء‬ ‫باردا ّ ومنعشا ً وأزال غشاوة الهم والرتياب‬ ‫عنها ‪.‬‬ ‫كان الموج غير العتيادي يجعل المركب‬ ‫والقارب يرتطم واحدهما بالخر ‪ ,‬وسارت‬ ‫صوفي نحوهما ببطء وهي تراقب حركاتهما‬ ‫غافلة ‪ .‬لكنها تنّبهت الى ان الحبال التي‬ ‫تربط المركب بالمرساة كانت سائبة ‪ .‬فأما‬ ‫ان بيرز لم يربطها جيدا ً أو أن الريح هي‬ ‫السبب ‪ ,‬لكن المؤكد أن المركب كان على‬ ‫وشك ان ينحرف الى عرض البحر ‪ .‬نسيت‬ ‫صوفي همومها للحظة وانحنت كي تلتقط‬ ‫الحبل ‪ .‬وكادت الريح وموجة مفاجئة ان‬ ‫توقعاها لكنها تمكنت من استعادة توازنها‬ ‫وانحنت ثانية كي تربط الحبل لتكتشف ان‬ ‫حلقة المرساة قد تآكلت من الصدأ وهذا‬ ‫فسر كيف أفلت حبل المركب في الساس ‪.‬‬ ‫نظرت حولها وهي ممسكة بالحبل تحاول‬ ‫ايجاد مكان مناسب لربطه به لكنها لم توفق ‪.‬‬ ‫كان أملها الوحيد في ان تربطه الى مرسى‬ ‫القارب الثاني وان تأمل في ان تتحمل‬ ‫المرساة الثنين معا ً ‪.‬‬ ‫إل ان يديها أصبحتا باردتين وأفلت الحبل‬ ‫فجأة من يدها بسبب الريح ‪.‬‬


‫وتأرجح المركب كفلينة واختفى الحبل في‬ ‫الماء على بعد بضعة سنتيمترات في‬ ‫الرصيف ‪.‬‬ ‫ آه ‪ ,‬اللعنة !‬‫دقت صوفي في المركب الصغير بانزعاج ‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫لو لم تنزل الى هنا لما كانت علمت بالمر‬ ‫لكّنها الن ل تدري ماذا تفعل ‪ .‬بالكاد كان‬ ‫في امكانها ان تصرخ طلبا ً للنجدة في‬ ‫الوقت الذي كان فيه براندت طريحا ً ‪ .‬أذن‬ ‫ماذا في امكانها ان تفعل ‪ .‬تتركه وتأمل في‬ ‫أل يجرفه الموج ؟ أو تحاول ان تنقذه ؟‬ ‫نظرت الى تنورتها ذات الثنايا وقميصها‬ ‫وفكرت أنها لو حاولت المساك بالحبل‬ ‫ستتسخ ثيابها ‪ .‬ومن ناحية اخرى فان ثيابها‬ ‫الداخلية تنفعها أكثر ‪ .‬وبحركة فجائية ‪ .‬خلعت‬ ‫ثيابها وقفزت في الماء ‪ .‬شعرت بلسعة‬ ‫البرد لكنها سرعان ما إعتادت عليها ‪ .‬كانت‬ ‫المياه ل تزال أدفأ بكثير من المياه في‬ ‫وطنها ‪ .‬واستطاعت ان تصل الى المركب ‪,‬‬ ‫وامسكت بالحبل ‪ ,‬ثم استدارت وحاولت ان‬ ‫تجذبه نحو الشاطئ لكن لسوء الحظ‬ ‫عاكسته الرياح وآلمتها يدها ‪ .‬وشعرت بضيق‬ ‫فظيع ‪ ,‬وبدأت تشعر بقساوة البرد وعلمت‬ ‫ان عليها التخلي عن مهمتها عاجل ً أم آجل ً‬ ‫ثم أصابها تشنج ووجع مؤلم في ساقها‬ ‫اليسرى جعلها تشهق وتترك الحبل وتنزل‬ ‫تحت الماء للحظة ‪ .‬ثم تصعد من تحت الماء‬ ‫مذعورة وهي تحاول التقاط انفاسها ‪ ,‬غير‬ ‫متمكنة من تصور طريقة للعودة الى‬ ‫الشاطئ ‪ .‬وعوضا ً من ذلك ‪ ,‬أمسكت بجانب‬


‫القارب وقفزت الى داخله وهوت على متنه ‪.‬‬ ‫شعرت بارتياح عارم لخروجها من الماء‬ ‫ولشعورها بأن تشنج ساقها بدأ يخف ‪ ,‬لكن‬ ‫وهلة الستراحة الولى أختفت وبدأت تشعر‬ ‫بأحاسيس اخرى ‪ .‬شعرت ببرد شديد جعل‬ ‫اسنانها تصطك ‪ ,‬وأخذ الشاطئ يبتعد عنها‬ ‫رويدا ً ‪ .‬ركعت وهي مذعورة وتساءلت عما‬ ‫يمكنها ان تفعل ‪ .‬حتى لو عرفت الطريقة‬ ‫لذلك فانها ش ّ‬ ‫كت في ما اذا كانت تجسر على‬ ‫رفع الشراع في مثل هذه الريح القوية ‪ ,‬وقد‬ ‫تسحب الريح الركب الى عرض البحر ‪.‬‬ ‫علمت ان آملها الوحيد هو في الغطس في‬ ‫الماء والسباحة نحو الشاطئ ‪ .‬فاذا ما بقيت‬ ‫حيث هي ‪ ,‬فمن الممكن ان يحدث أي شئ‬ ‫لها ‪ .‬قد ينقلب المركب وثم ‪ ....‬مسدت قدمها‬ ‫مرة أخرى ثم وقفت ومن دون اعطاء نفسها‬ ‫المجال للتفكير ثانية في المر قفزت من‬ ‫المركب وسبحت في اتجاه الصخور ‪ .‬غطت‬ ‫المياه رأسها مرات عدة ‪ ,‬وبصقت الماء‬ ‫مرات عدة من فمها لكّنها استمّرت في‬ ‫السباحة ‪ ,‬لم تشعر بالصخور بعيدة الى هذا‬ ‫الحد في السابق ‪ .‬وأخيرا ً أقرت لنفسها بأنها‬ ‫لن تستطيع الوصول اليها ‪ .‬وكان لديها أملها‬ ‫الوحيد في الوصول الى الرأس الصخري‬ ‫دة منها ‪ .‬وبدا الرأس مرعبا ً‬ ‫على بعد امتار ع ّ‬ ‫ولم تر ما تتمسك به كي تخرج من الماء ‪,‬‬ ‫لكن لم يكن لديها أي خيار ‪ ,‬واخيرا ً وصلت‬ ‫الى الرأس ‪ ,‬وسحبت نفسها من الماء وهي‬ ‫تشعر بتلشي قواها ‪ .‬ومزق سطح الصخرة‬ ‫الخشن أصابعها وهي تحاول ان تنهض ‪.‬‬


‫وجدت حافة ضيقة على سطح الصخرة تكفي‬ ‫لدس جسمها فيها فألقت رأسها المتعب‬ ‫على الصخرة الخشنة ‪ .‬على القل كانت في‬ ‫مأمن في تلك اللحظة ‪ .‬لم تغمر المياه هذا‬ ‫الجزء من الرأس الصخري وفكرت أنها‬ ‫ستحاول السباحة الشاطئ ما ان تستجمع‬ ‫قواها ‪ .‬وشعرت بالبرد وبالتعب وبعصبية‬ ‫خفيفة ‪ ,‬لكنها نسيت متاعبها الخرى في‬ ‫تلك اللحظة ‪.‬‬ ‫‪ -10‬الحنان إلى البد‬ ‫سمعت صوفي اصواتا ً ملحة غاضبة تناهت‬ ‫اليها عبر المياه كموجات ‪ ,‬مثل ارتفاع الموج‬ ‫‪ ....‬رفعت نظرها وحاولت ان تتحرك ‪ .‬شعرت‬ ‫بكل عظمة في جسدها تؤلمها من شدة‬ ‫تعبها ‪ ,‬رغم انها نامت ‪ ,‬وحاولت ان تبقى‬ ‫مستيقظة لكن البرد جعلها ترغب في إغلق‬ ‫عينيها ‪ .‬كانت تعلم انه يجدر بها ان تحاول‬ ‫العودة الى الشاطئ ‪ ,‬لكن المياه بدت مائجة‬ ‫وعدوانية واخبرت نفسها انها ستبقى لفترة‬ ‫اخرى ‪ .‬لكن الن ‪ ....‬الن سمعت أصواتا ً ‪,‬‬ ‫يجب ان يراها احدهم لكن كيف لهم ان‬ ‫يستطيعوا ؟ فلقد خيمت الظلمة ولم يكن‬ ‫ثمة ضوء قمر ‪ ,‬والضوء الشحيح لم يكن كافيا ً‬ ‫كي يبين شكل ً جمد في مكانه واستلقى على‬ ‫الصخر ‪ ,‬ال اذا استطاعت لفت انظارهم‬ ‫بوسيلة اخرى ‪ ,‬استطاعت ان تتحرك ثم‬ ‫نظرت بيأس نحو الشاطئ ‪ .‬كانت ل تزال‬


‫تسمع الصوات لكنها شعرت انها تبتعد ‪ ,‬واذا‬ ‫لم تتصرف بسرعة فسوف تختفي ‪.‬‬ ‫ النجدة ‪ ,‬صاحت بصوت خافت ‪ ,‬ثم بصوت‬‫اقوى ‪ ,‬اوه ارجوكم ساعدوني !‬ ‫حملت الريح صوتها بعيدا! ابتعدت الصوات‬ ‫اكثر وجعلها الرعب تصرخ بشكل هستيري ‪:‬‬ ‫ النجدة ‪ ,‬أوه يا الهي انا هنا ! ساعدوني !‬‫ساد الصمت للحظة وبدا كأن أسوأ مخاوفها‬ ‫قد تحقق ‪ ,‬لكنها عادت تسمع الصوات‬ ‫وعلمت انها تقترب نحوها ‪.‬‬ ‫ صوفي ! كان ذاك صوت آدج ‪ ,‬صوفي‬‫هل تستطيعين ان تسمعيني ؟‬ ‫ نعم ‪ ,‬أجابته وصوتها يضعف ‪ ,‬الحمد لله‬‫انك سمعتني !‬ ‫دج صوتها اكثر واجهشت في بكاء‬ ‫ ثم ته ّ‬‫هز كيانها ‪.‬‬ ‫ إهدأي ‪ ,‬انا مقبل لنجدتك !‬‫صاح آدج ‪ ,‬وسمعته يوجه أوامره الى من كان‬ ‫برفقته ‪ .‬سمعت صوت محرك قارب يقترب‬ ‫وصوت آدج يناديها في استمرار مشجعا ً‬ ‫لكنها بالكاد ادركت اقترابه ‪ .‬فقد جعلتها‬ ‫الصدمة والبرد تفقد السيطرة على نفسها ‪.‬‬ ‫وعندما اقترب القارب من الصخرة صاح آدج‬ ‫مرة أخرى ‪:‬‬ ‫ اذا رميت حبل ً ‪ ,‬هل في استطاعتك‬‫المساك به ؟‬ ‫حاولت صوفي ان تنهض نفسها ‪:‬‬ ‫ سأحاول ‪.‬‬‫رمى آدج الحبل اليها ‪ .‬فانطرح قربها وكان‬ ‫من السهل عليها ان تلتقطه‪ .‬لكن أصابعها‬


‫كانت متجمدة الى درجة لم تتمكن معها من‬ ‫التقاطه وابتعد الحبل عنها ‪ .‬لم يسألها آدج‬ ‫مرة أخرى ‪ .‬وبدل ً من ذلك اقترب بالقارب ثم‬ ‫انحنى وقفز منه الى الصخرة ليقف على‬ ‫حافتها بالقرب منها ‪.‬‬ ‫ أوه ‪ ,‬صوفي !‬‫تمتم قائل ً ثم تابع بصوت مكسور ‪:‬‬ ‫ ظننت انك قتلت نفسك ؟‬‫نظرت صوفي اليه وهي ترتجف ‪ ,‬وتحاول‬ ‫الوقوف على قدميها ‪ ,‬ومن دون ان يكترث‬ ‫لتبللها قّربها اليه واحتواها بذراعيه ‪.‬‬ ‫ يا الهي ‪ ,‬قال وهو يئن ‪ ,‬انك ترتعدين من‬‫شدة البرد ! تعالي ! لن يطول بنا المر الن‬ ‫يجب ان اعيدك ‪.‬‬ ‫كانت صوفي مسرورة ان تبقى حيث هي‬ ‫بين ذراعي آدج ‪ .‬فهي تشعر بالنتماء الى‬ ‫هذا المكان ‪ .‬لم تذكر مشوار العودة الى‬ ‫الشاطئ كثيرا ً ‪ .‬غطاها جوزف الذي كان‬ ‫يرافق آدج بالغطية بينما قاد آدج المركب ‪.‬‬ ‫ثم وصلوا الى الرصيف وحملها آدج نحو‬ ‫المنزل ‪.‬‬ ‫ إنني ثقيلة يا آدج ‪ ,‬في استطاعتي‬‫المشي !‬ ‫ أشك في ذلك ‪.‬‬‫تمتم آدج مجيبا ً ‪ ,‬ثم تجاهل احتجاجاتها‬ ‫المتلحقة ‪ .‬لقتهم فيوليت الى مدخل‬ ‫المنزل ‪ ,‬وبدا القلق واضحا ً على وجهها ‪:‬‬ ‫ أوه يا سيد آدج لقد وجدتها ! هل هي‬‫بخير ؟‬


‫ ستصير كذلك ‪ ,‬اذهبي وجهزي الحمام ‪.‬‬‫ نعم يا سيد آدج ‪.‬‬‫هرولت فيوليت صاعدة السلم ولحق بها آدج‬ ‫غير منزعج من حملها ‪ .‬وتركها تقف عندما‬ ‫وصل بها الى غرفتها وقال لها باقتضاب ‪:‬‬ ‫ استحمي الن ابقي ما يطيب لك من‬‫الوقت في الماء ‪,‬ل داعي للعجلة ‪.‬‬ ‫وما ان اصبحت صوفي في المياه الدافئة‬ ‫حتى سألت فيوليت عن الساعة ‪.‬‬ ‫ ال تعلمين انها قاربت الثانية بعد منتصف‬‫الليل !‬ ‫ الثانية؟ ولكن لماذا ل يزال الجميع‬‫مستيقظين ؟‬ ‫نظرت فيوليت اليها نظرة تقليدية ‪.‬‬ ‫ أوه يا آنسة يا له من سؤال ! فقد السيد‬‫آدج نصف رشده وهو يبحث عنك وارسل‬ ‫السيد بيرز الى عائلة فليمنغ ليرى اذا ذهبت‬ ‫الى منزلهم مصادفة ‪ .‬وقبعت صوفي في‬ ‫المياه الساخنة ‪ .‬وبدأت تشعر بالدفء‬ ‫مجددا ً ‪...‬‬ ‫ ولكن ‪ ...‬متى افتقدني ؟‬‫ قرابة الحادية عشرة مساءا ً ‪ ,‬عندما عاد‬‫السيد آدج من المدينة ‪ .‬اراد ان يراك وعندما‬ ‫لم نجدك بدا مقتنعا ً بأنك هربت ‪.‬‬ ‫رددت صوفي ‪:‬‬ ‫ هربت ؟‬‫ نعم يا آنسة صوفي ‪ ...‬هذا اسمك ؟‬‫نهضت صوفي واقفة في الماء ‪.‬‬ ‫ كيف عرفت اسمي ؟‬‫‪ -‬لم هذا السؤال الجميع يعلم يا آنسة ‪.‬‬


‫ الجميع ؟ أمتقع خدا صوفي ‪ ,‬براندت ‪...‬‬‫أعني ‪ ....‬السيد براندت ايضًا؟‬ ‫ الجميع ‪.‬‬‫قال صوت من القاعة‪ ,‬واستدارت صوفي‬ ‫لترى آدج مستندا ً بكسل الى الباب ‪ ,‬وفورا ً‬ ‫عادت الى الجلوس في الحوض وتخضبت‬ ‫وجنتاها ‪.‬‬ ‫ يجب ال تكون هنا يا سيد آدج !‬‫وّبخته فيوليت وهي تلملم ثياب صوفي‬ ‫وتضعها في سلة الغسيل ‪.‬‬ ‫ تستطيع ان تتحدث اليها في ما بعد ‪.‬‬‫ هذا ما سأفعله يا فيوليت ‪ ,‬قال آدج‬‫بلهجة الواثق ‪ ,‬ولكن استعجلي فصبري بدأ‬ ‫ينفد ‪.‬‬ ‫ثم استدار وابتعد ‪ .‬أعياها التفكير في ما‬ ‫سمعته ‪ ,‬ولم تجسر على التفكير في ما قاله‬ ‫ولماذا ل يبدو غاضبا ً ‪ .‬أرتدت صوفي ثيابها‬ ‫وبعد ان اطمأنت فيوليت الى ان لديها كل ما‬ ‫تحتاجه غادرت الغرفة ‪ .‬كانت صوفي تجلس‬ ‫امام المرآة تسرح شعرها عندما فتح الباب‬ ‫وظهر آدج ‪ .‬دخل الغرفة بصورة مألوفة‬ ‫وأغلق الباب خلفه ‪ ,‬وبدأ قلبها يخفق بقوة ‪.‬‬ ‫وضعت الفرشاة جانبا ً وراقبته يقترب منها‬ ‫في المرآة ويلمس كتفيها ‪.‬ثم ابتعد عنها‬ ‫قليل ً وسحب علبة سكائر واشعل واحدة ‪.‬‬ ‫لحظت ان يديه كانتا ترتعشان قليل ً وهو‬ ‫يشعل السيقارة ‪ .‬ثم سار بعيدا ً عنها نحو‬ ‫الشرفة ‪ .‬وطرق قلبها مرة أخرى ‪ .‬ماذا‬ ‫سيحدث الن ؟ هل سيعود الى تصرفه‬ ‫المته ّ‬ ‫كم مرة أخرى ؟ لكنها لم تر أي سخرية‬


‫في وجهه عندما إستدار نحوها ‪ .‬بل على‬ ‫العكس بدا تعبيره متوترا ً وسألها بهدوء ‪:‬‬ ‫ أتشعرين بأنك على ما يرام ؟‬‫ أنا ‪ ...‬انا بخير ‪ .‬اني متأسفة لنني سببت‬‫المتاعب لكم ‪.‬‬ ‫ متاعب ؟ ورفع عينيه نحو سقف الغرفة ‪,‬‬‫أوه ‪ ,‬يا الهي ‪ ,‬لو تعلمين أي متاعب !‬ ‫ اني آسفة ‪.‬‬‫ لماذا ؟ استحق اكثر من ذلك ‪ .‬يا الهي ‪,‬‬‫عندما علمت انك مفقودة ‪ ,‬فأنا ‪ ...‬ثم هز‬ ‫رأسه‪ ,‬حسنا ً ‪,‬ل يهم المر الن ‪ ,‬كيف وصلت‬ ‫الى هناك ؟‬ ‫ كنت أحاول اعادة المركب الشراعي ‪.‬‬‫ المركب ؟ وبدا فاقد التعبير ‪ ,‬أبحرت‬‫بالمركب ؟‬ ‫ كل ‪ ,‬لم ابحر به ‪ ..‬المرساة تآكلت من‬‫الصدأ وكان المركب غير مربوط ‪ ,‬وحاولت‬ ‫استرجاعه ‪.‬‬ ‫ فهمت ‪ .‬اذن لهذا السبب خلعت ثيابك ‪ .‬يا‬‫الهي عندما وجدتها ظننت فعل ً ‪......‬‬ ‫ظننت ‪.....‬‬ ‫واستدار فجأة وكأنه لم يقو على الستمرار‬ ‫في الكلم وشعرت صوفي بدفق من‬ ‫العاطفة يسري في أوصالها ‪ .‬ولكن قبل ان‬ ‫تتمكن من قول أي شئ ‪ ,‬تابع حديثه ‪:‬‬ ‫ اتعلمين ‪ ,‬اكتشفت هذا المساء عندما‬‫استيقظ والدي انه كان يعلم انك لست ايف ‪.‬‬ ‫جمدت صوفي ‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل كان هذا سبب ‪ .....‬سبب ‪.....‬‬


‫ تعنين سبب إغماءته ؟ كل ‪ ,‬فقط نسي‬‫ان يتناول الدواء ‪ .‬هذا كل ما في المر ‪.‬‬ ‫وشعرت صوفي بموجة ارتياح تغمرها ‪.‬‬ ‫ ولكن ‪ ....‬لكن من اخبره ‪ ..‬جانين‬‫قالت ‪.....‬‬ ‫ثم صمتت عندما رأت عيني آدج تضيقان ‪,‬‬ ‫لكنه حثها على متابعة الكلم ‪.‬‬ ‫ نعم ‪ ,‬ماذا قالت جانين ؟‬‫ أوه ‪ ....‬أوه ل شئ ‪.‬‬‫ تعتقدين ان جانين أخبرته ‪ ,‬أليس كذلك ؟‬‫هل هددت بأن تفعل ذلك ؟‬ ‫ ربما فعلت ‪,‬ل أذكر ‪.‬‬‫ في الواقع على رغم أخطائها ‪ ,‬فجانين‬‫لم تخبره ‪.‬‬ ‫ اذن ‪ ....‬اذن كيف ‪....‬‬‫ لم تتمكن صوفي ان تفهم ‪ .‬ونظر آدج‬‫بمرارة وقال ‪:‬‬ ‫ فتح برقية كانت موجهة اليك ظنا ً منه‬‫انها قد تكون مهمة ‪ .‬جلبها جوزف معه عندما‬ ‫عاد الى المدينة ‪ ,‬وانت لم تكوني موجودة‬ ‫وهكذا ‪ ....‬أعتقد انك انت التي ارسلت‬ ‫البرقية !‬ ‫ البرقية !‬‫حتى تلك اللحظة كانت صوفي قد نسيت امر‬ ‫البرقية التي أرسلتها ‪ ,‬إذ وصلت ايف في‬ ‫اليوم نفسه الذي أرسلت فيه البرقية ‪,‬‬ ‫نظرت بوهن الى آدج الذي تابع قائل ً ‪:‬‬ ‫ أنت أرسلتها أليس كذلك ؟ استطيع ان‬‫ادرك من تعبير وجهك ‪ .‬شكرا ً للسماء انك‬ ‫فعلت ذلك !‬


‫إرتبكت صوفي وسألته هامسة ‪:‬‬ ‫ ولكن لماذا ؟‬‫ أل تدركين ان تلك البرقية ترفع اللوم‬‫عنك ؟ دلت كلماتها بوضوح انك وافقت على‬ ‫المجئ الى هنا فقط لنك أعتقدت ان‬ ‫براندت على وشك ان يموت وانك بالتالي‬ ‫متورطة في عملية البتزاز ‪.‬‬ ‫فردت صوفي ذراعيها وسألته ‪:‬‬ ‫ ولكن كيف وصلت البرقية الى هنا ؟‬‫ بالسبل العادية ‪ .‬لم يكن من سبيل‬‫للهتداء إلى ايف في لندن ‪ .‬ومن الواضح‬ ‫انها أبلغت جيرانها انها ستغيب بعض‬ ‫الوقت ‪ .‬ولذلك أعيدت البرقية الى هنا ‪.‬‬ ‫ فهمت الن ‪.‬‬‫قالت صوفي وأومأت برأسها ‪ .‬ثم أطرقت ‪:‬‬ ‫ ولكن كيف تأكد لك اني لم أرسلها‬‫كعملية تغطية ؟‬ ‫نظر إليها آدج بنفاد صبر ‪.‬‬ ‫ هل فعلت ؟‬‫ كل ‪.‬‬‫ اني أصدقك ‪ .‬انا أصدق حدسي ‪ .‬انت‬‫ببساطة لست ذلك النوع من الشخاص ‪.‬‬ ‫أعتقد اني علمت ذلك منذ البداية لكنني‬ ‫أحتجت إلى إرغام نفسي على قبول المر ‪.‬‬ ‫إني آسف ‪.‬‬ ‫هزت صوفي كتفيها بإرتباك ‪:‬‬ ‫ ل بأس ‪.‬‬‫لم تعلم كيف تتصرف حيال ما قاله ‪ .‬ففي‬ ‫السابق كان يبدو مكروبا ً ‪ ,‬وربما كان يشعر‬ ‫بالذنب لنه عاملها بإحتقار طوال تلك‬


‫المدة ‪ .‬ومهما شعر من انجذاب نحوها ‪ ,‬فهو‬ ‫إحتقر نفسه كل الوقت بسبب ذلك ‪ .‬ثم عاد‬ ‫آدج ليقول ‪:‬‬ ‫ قد يفاجئك ان تعلمي بأن براندت كان قد‬‫بدأ يشك في انك إبنة جينيفر فعل ً ‪.‬‬ ‫أنصتت صوفي بإنتباه ‪:‬‬ ‫ أصحيح هذا ؟‬‫ نعم ‪ ,‬إن المرء يكون صورة عن الخر من‬‫كتاباته ‪ ,‬ولبي خبرة طويلة في التعامل مع‬ ‫الناس ‪ .‬وبدأ يدرك انك كنت تتجنبين‬ ‫مناقشته في الموضوع الذي كان يتوقع منك‬ ‫ان تناقشيه فيه ‪ .‬الدوافع وراء قبول ايف‬ ‫زيارته ‪ .‬ولكن كما ترين ‪ ...‬واقترب آدج خطوة‬ ‫منها ‪ ...‬بدأ والدي يحبك ‪ ,‬يحب الشخص الذي‬ ‫هو أنت ‪ ,‬وكان خائفا ً من التفتيش عن أجوبة‬ ‫مر العلقة بينكما ‪.‬‬ ‫قد تد ّ‬ ‫أسرعت خفقات قلب صوفي ‪:‬‬ ‫ لو كنت أعلم ‪...‬‬‫ لو علمنا جميعا ً لكانت المور ابسط بكثير‬‫‪ .‬لو لم تستنبط ايف هذه اللعبة الماكرة لما‬ ‫كنا تلقينا ‪ ,‬أليس كذلك ؟‬ ‫ أفترض ان هذه هي الحقيقة ‪ .‬لكن يجب‬‫ان اخبرك بوجود سبب آخر دفعني الى‬ ‫المجئ ‪.‬‬ ‫ سبب آخر !‬‫ نعم ‪ ,‬قالت صوفي بإرتباك ‪ ,‬هناك‬‫مدرسة للتمثيل هذا الصيف في روما وكانت‬ ‫ايف تعلم اني ل أستطيع دفع نفقات‬ ‫الدراسة بمفردي ‪ ,‬وهكذا عرضت أن‬ ‫تساعدني ‪....‬‬


‫وإحتقن صوتها من شدة يأسها وتابعت ‪:‬‬ ‫ أعتقد ان هذا يجعلني سيئة مثلها ‪ ,‬أليس‬‫كذلك ؟‬ ‫لم يقل آدج شيئا ً ‪ ,‬فأسرعت تتابع حديثها ‪:‬‬ ‫ والدك أخبرني انك أخذت ايف الى‬‫المطار هذا الصباح ‪ ...‬أعني صباح أمس ‪.‬‬ ‫ نعم ‪ ,‬ولن تعبير آدج قليل ً ‪ ,‬اعتقد انها‬‫اصبحت في لندن الن ‪.‬‬ ‫ لكن كيف ‪ .....‬أعني هل قبلت ان تغادر ؟‬‫ قبلت بنتيجة المر ‪.‬‬‫ تعني ‪ ....‬تعني أعطيتها ما أرادت ‪.‬‬‫ بالطبع ل !‬‫وعادت الكبرياء الى نبرات صوته ثانية ‪.‬‬ ‫ ل أعطي مال ً الى أحد اذا لم أرغب في‬‫ذلك ‪.‬‬ ‫ لكنها قالت ‪....‬‬‫ قالت الكثير ‪ ,‬قال آدج مقاطعا ً ‪ ,‬بما فيه‬‫اخباري بانك وافقت على المجئ الى هنا كي‬ ‫تذهبي الى روما ولكنها حذفت قصة مدرسة‬ ‫التمثيل الصيفية واخبرتني قصة مختلفة عن‬ ‫رجل يهمك امره ويعمل هناك ‪.....‬‬ ‫ أوه هذا غير صحيح !‬‫قالت صوفي وحدقت فيه بصمت ‪.‬‬ ‫ أوه بل هو كذلك ‪.‬‬‫ لكنها كانت صديقتي ‪...‬‬‫ بوجود أصدقاء مثلها لست في حاجة الى‬‫اعداء ‪.‬‬ ‫ ل ‪ ,‬استوعبت صوفي ما قاله ‪ ,‬أوه حسنا ً‬‫افترض ان هذا هو كل شئ ‪ ...‬أعني براندت‬ ‫يعلم الحقيقة ‪ ,‬وايف ستتدبر امورها كما هي‬


‫دائما ً ‪ .‬وانا سأعود الى المسرح في‬ ‫ساندتشيرش ‪ .‬واذا أتيت الى أنكلترا ‪ ,‬يجب‬ ‫ان تتصل بي ‪...‬‬ ‫كاد صوتها يختفي وأضطرت الى ان تشيح‬ ‫ة ان تهدأ ‪.‬‬ ‫بوجهها وتنفست بعمق محاول ً‬ ‫فلديها من الوقت ما يكفيها لبكاء عندما‬ ‫يغادر ‪ .‬كل الوقت الى البد ‪.‬‬ ‫سمعته يتحرك وشعرت بأنفاسه قربها ثم‬ ‫قال لها ‪:‬‬ ‫ هذه المدرسة الصيفية ‪ ,‬هل يهمك أمرها‬‫كثيرا ً ؟‬ ‫تنهدت صوفي ‪:‬‬ ‫ كانت مجرد فكرة ‪ ,‬هذا كل شئ ‪.‬‬‫ولك أنا ‪.‬‬ ‫ اذا كنت تودين الذهاب ‪ ,‬سأم ّ‬‫كان صوت آدج خافتا ً وواضحا ً في آن ‪.‬‬ ‫إلتقطت صوفي أنفاسها ‪ ,‬وأستدارت تنظر‬ ‫إليه بإستغراب ‪.‬‬ ‫ لماذا ‪ .....‬لماذا تفعل ذلك ؟‬‫ضاقت عينا آدج ‪:‬‬ ‫ أشعر بأنك أمضيت فترة صعبة ‪ .‬وأحاول‬‫ان افعل ما في وسعي لصلح المور ‪.‬‬ ‫أحنت صوفي رأسها وهزته بإصرار ‪:‬‬ ‫ ل ‪ ,‬شكرا ً لك في أي حال ‪.‬ل اعتقد انها‬‫الفكرة جيدة ‪.‬‬ ‫ لم ل ؟ لن أربطك بشئ ‪.‬‬‫ أنا متأكدة من ذلك لكنني ‪ .....‬لكنني‬‫أفضل أل أخذ أي شئ من ‪ ....‬منك ‪.‬‬ ‫ لم ل ؟‬‫وأمسك آدج بها من كتفيها وهزها قليل ً ‪:‬‬


‫ يا الهي ‪ ,‬أعلم انني تصرفت بسوء في‬‫الماضي ‪ ,‬أعلم انني جرحت شعورك ‪ ,‬لكنني‬ ‫ظننت انك تتآمرين علينا وكنت في كل مرة‬ ‫أكره المشاعر التي تثيرينها بي ‪.....‬‬ ‫دقت فيه صوفي ‪:‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ أل تعني النجذاب ؟‬‫سألته بصوت مرتجف ‪.‬‬ ‫ حسنا ً ‪ .‬يحق لك قول ذلك ويحق لك ان‬‫تكرهيني ‪ .‬ولكن أل ترين انني أحاول إصلح‬ ‫المور ؟‬ ‫أحنت صوفي رأسها ‪:‬‬ ‫ لن يتوقع براندت مني ان ابقى الى‬‫نهاية الشهر ‪ ,‬أليس كذلك ؟ اعتقد انه من‬ ‫الفضل لكلينا لو غادرت يوم غد ‪ ....‬أعني‬ ‫اليوم ‪ ,‬أل توافق ؟‬ ‫ ل ! عليك اللعنة ‪,‬ل أعتقد ان هذا سيكون‬‫الفضل على الطلق ‪.‬‬ ‫ وارتجفت عضلة قرب فم آدج وأخذت‬‫أصابعه التي أمسكت بكتفيها تؤلمها ‪ ,‬أدارت‬ ‫صوفي رأسها وقالت له ‪:‬‬ ‫ اني متعبة الن ‪ ,‬وأود ان أرتاح ‪ .‬أرجوك !‬‫ أوه صوفي ‪ ....‬صوفي ل تكوني قاسية ‪.‬‬‫ل أريد ان أتركك ‪ .‬إني أحبك ‪.‬‬ ‫ آدج ‪...‬‬‫قالت بعدم ثبات ‪ ,‬ثم عانقها وساد الصمت‬ ‫في الغرفة الدافئة المضيئة ‪ .‬وأخيرا ً إبتعدت‬ ‫صوفي عنه قليل ً تنظر إليه وأصابعها تداعب‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫ آدج ؟ ماذا قلت ؟‬‫لطف آدج خدها وهمس وهو يجذبها اليه ‪:‬‬


‫ سمعتني ‪ ,‬وأعتقد انك تعلمين بأنني‬‫أعني ما أقول ‪.‬‬ ‫طرفت عينا صوفي ‪:‬‬ ‫ إذن لماذا تريد ان ترسلني بعيدا ً ؟‬‫تنهد آدج ‪:‬‬ ‫ ل أريد ان ابعدك ‪ .‬أشعر فقط ان علي ان‬‫افعل ‪.‬‬ ‫ ولكن ‪ .....‬ولكن يجب ان تعلم بأنني ‪....‬‬‫ تشعرين بأنك مغرمة بي ؟ نعم ‪ .‬علمت‬‫بالمر قبل الن ‪ .‬لكنك صغيرة وقليلة الخبرة‬ ‫بينما أنا ‪ ....‬حسنا ً تعلمين نوع الحياة التي‬ ‫عشتها ‪ ,‬كذلك سبق لي ان تزوجت ‪.‬‬ ‫ نعم ‪,‬أخبرني بيرز بالمر ‪.‬‬‫ هل فعل ؟ كان تعبير آدج كئيبا ً ‪,‬أوه حسنا ً‬‫‪ ,‬اذن تعلمين كل شئ عني ‪ .‬لكن انت ‪.....‬‬ ‫حياتك كلها أمامك ‪ .‬إذا ذهبت الى المدرسة‬ ‫الصيفية فقد تبرعين وتصبحين مشهورة ‪.‬‬ ‫من يعلم ؟ بالتأكيد هذا ما يجب ان أساعدك‬ ‫فيه ‪.‬‬ ‫وعانقته صوفي ‪:‬‬ ‫أوه ‪ ,‬آدج ‪ ,‬آدج ‪,‬ل تدري كم أسعدتني ! أما‬‫بالنسبة للتمثيل ‪ ....‬فهذا فقط للنساء‬ ‫العازبات ‪.‬‬ ‫ إنك تفترضين بأنني أريد القتران بك !‬‫عّلق آدج ببعض النشافة ‪ ,‬وتخضبت وجنتاه ‪,‬‬ ‫لكنه هز رأسه بمكر وأضاف قائل ً ‪:‬‬ ‫ وكأنما سأقبل بأقل من ذلك ! لقد نلت‬‫مني يا حبيبتي وعندما ل يوجد سبيل للشفاء‬ ‫على المرء أن يستمر في تناول الدواء !‬ ‫لمعت عينا صوفي ‪:‬‬


‫ يا لهذا الدواء ‪ ,‬أتسمح ؟‬‫وأقتربت منه تعانقه أكثر ثم سألته همسا ً‬ ‫ وماذا بالنسبة الى بيرز ‪ ,‬أتعتقد انه يمانع‬‫؟‬ ‫دفن آدج وجهه في شعرها ‪:‬‬ ‫ ل أعتقد ‪ ,‬فهو مولع بك ‪ .‬وبالتأكيد‬‫فزواجنا سيسعد والدي ‪.‬‬ ‫ فعل ً ؟ بدت صوفي متأكدة ‪ ,‬لم يكن‬‫يتوقع منك ان تتزوج ثانية ‪.‬‬ ‫ حتى هذا المساء ‪.‬‬‫عّلق آدج مبتسما ً وتابع ‪:‬‬ ‫ أعتقد ان لديه فكرة جيدة كم تعنين‬‫بالنسبة الي ‪ ,‬أكثر مما كان يتصور ‪ ,‬وذلك‬ ‫عندما عصفت في هذا المكان بحثا ً عنك ‪,‬‬ ‫وهز رأسه ‪ ,‬يا الهي عندما افكر فيك وانت‬ ‫على تلك الصخرة تحت رحمة الطبيعة ‪....‬‬ ‫ ل تفكر بذلك ‪...‬‬‫حضنته صوفي في نعومة وبدا ان آدج‬ ‫استسلم لهذا الحنان الذي إبتدأ الن ‪.‬‬ ‫‪The end‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.