آن لزمان الضفادع أن يولي

Page 1

‫آن لزمان الضفادع أن يولي*‬ ‫د‪ .‬فهمي هويدي‬ ‫ل أستطيع أن أفترض البراءة‏‪ ،‬ول حتى الغباء في أولئك الذين يصرون على التهههوين‬ ‫في شأن الجنجاز الكههبير الههذي حققههه حههزب اه فههي مههواجهته الباسههلة للجنقضههاض‬ ‫السرائيلي على لبنان‏‪ .‬ولن ذلك الجنجاز واضح لكل ذي عينين‏‪ ،‬فقد اقتنعت بأجننا لسنا‬ ‫بإزاء مشكلة قصر في النظر أو ضعف في البصر‏‪ ،‬ولكننا بههإزاء أزمههة ضههمير وافتقههاد‬ ‫للبصيرة‏‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الرسالة واضحة في قرار رئيس الركههان السههرائيلي عههزل الجنههرال "أدوي آدم"‬ ‫قائد المنطقة الشمالية‏‪ ،‬الذي تخوض قواته المعركة ضد حزب ا‏‪ ،‬وهو ابن الجنرال‬ ‫"يوكتئيل آدم" الذي كان جنائبا لرئيس الركان‏‪ ،‬وقتل بنيران حههزب اه فههي أثنههاء غههزو‬ ‫لبنان في عام ‪1982‬‏‪.‬‬ ‫القرار وصفته وسائل العلم السرائيلية بأجنه زلزال في الجيش‏‪ .‬وبثت إذاعة الجيههش‬ ‫صباح يوم ‪ 8-9‬تعليقا عليه لمراسلها روجني شيلدهاف‏‪ ،‬قال فيه‪ :‬إجنهه يعهبر عهن حجهم‬ ‫الحباط الذي يسود القيادة العسهكرية والسياسهية مهن تعهثر المعركهة فهي مواجههة‬ ‫حزب ا‏‪ ،‬وعجز الجيش عن حسمها بعد مضي شهر على الحرب‏‪ ،‬برغههم أن الرجههل‬ ‫يعمل إلى جواره من الجنرال ت وتحت إمرته أكثر من عشههرة آلف جنههدي‏‪ ،‬يواجهههون‬ ‫عدة مئا ت من مقاتلي حزب ا‏‪.‬‬ ‫المفكر السرائيلي والكاتب الساخر "يوجنتان شام أور" كان أكههثر صههراحة فههي تقييمههه‬ ‫للموقف‏‪ ،‬فقد جنشر ت له صحيفة معاريف في ‪ 2-8‬مقالة قال فيها‪ :‬لقد خسههرجنا‏‪.‬‏‪ .‬ولههم‬ ‫يعد مهما إذا كان الجيش سيصل إلى جنهر الليطاجني أو أجنهم سيأتون إلينهها بههرأس جنصههر‬ ‫ا‏‪ ،‬فقد اجنتصروا وأصبحنا جنحن الخاسرين‏‪ .‬ثم أضاف قائل‪ :‬إن المواجهة الحالية لههن‬ ‫تقضي على المستقبل السياسي لحههزب كاديمهها الههذي يقهوده أولمههر ت‏‪ ،‬ولكنههها أيضها‬ ‫ستلقي بظللها على مستقبل المواجها ت القادمههة بيههن إسههرائيل وحركهها ت المقاومههة‬ ‫العربية‏‪ .‬ذلك أن إسرائيل بعدما فقد ت قوة الههردع سيصههبح بمقههدور أي جماعههة مههن‬


‫خصومها أن تتغوط عليهههنا بأي عهدد من الصواريخ يروق لهها‏‪.‬‬ ‫في الوقت ذاته‏‪ ،‬فإن ثمة اتفاقا بين المعلقين فههي الدولههة العبريههة علههى أن الزلههزال‬ ‫سيشمل المستوى السياسي فضل عن العسهكري فهي إسهرائيل؛ إذ يتحهدث البعهض‬ ‫عن تشكيل لجنة تحقيق في خيبة الجيش‏‪ ،‬قد تطيح برأس رئيس الركههان ذاتههه "دان‬ ‫حالوتس" لضعف أدائه؛ حيث يرجح أن توصي بعدم تعيين رئيس للركان مثله قضى‬ ‫خبرته العسكرية في سلح الجو‏‪.‬‬ ‫وقد تحدث الصحفيان "أفي زخاروف" و"عاموس هائيههل" عههن اجنتقههادا ت حههادة فههي‬ ‫قيادة الجيش لطريقههة إدارة الحههرب‏‪ .‬وجنقل عههن بعههض القههادة فههي مقالههة مشههتركة‬ ‫جنشرتها هاآرتس في ‪ 8-2‬اجنتقادهم لما سموه به ه خطيئههة الغههرور الههتي تصههور معههها‬ ‫مخططو الحرب أجنه بالمكان القضاء على خطر صواريخ حزب ا بالغارا ت الجويههة‏‪.‬‬ ‫في حين أشههار أولئههك القههادة إلههى الهمههال المتواصههل لتههدريبا ت وحههدا ت الحتيههاط‬ ‫ومعداتها‏‪ ،‬وتوقعوا أن يحدث التحقيق في ملبسا ت الحههرب ومسههارها صههدمة كههبرى‬ ‫في الجيش السرائيلي‏‪.‬‬ ‫)‪ (2‬الصحفي "يوئيل ماركوس" جنشر ت له صحيفة هاآرتس مقالة في ‪ 8-7‬أشار فيههها‬ ‫إلى أن التأييد الجارف من جاجنب الجمهور السرائيلي للحرب‏‪ ،‬يذكر بالنكتههة المعروفههة‬ ‫عن جمهور للوبرا ظل يصفق طويل للمغنية‏‪ ،‬حتى صاح واحد من الحاضههرين قههائل‪:‬‬ ‫لن جنسمح لك بالنزول عن المسرح حتى تتعلمي الغناء‏!‏‪.‬‬ ‫أضاف ماركوس المعروف بكتاباته اللذعة أن الغلبية أيد ت الحكومة رغم أن ما بين‬ ‫‪ 100‬إلى ‪ 200‬صاروخ تضرب إسرائيل يوميا من المطلة وحتى حيفهها‏‪ .‬وذلههك كههابوس‬ ‫لم جنتوقعه حتى في أسوأ أحلمنا‏‪ .‬وحذر من السئلة المحرجة التي سيطرحها الناس‬ ‫حول المكسب والخسارة في الحملة العسكرية‏‪.‬‬ ‫مثل هذه التعليقا ت التي تعبر عن فقدان الثقة وخيبة المل بههاتت تحفههل بههها وسههائل‬ ‫العلم السرائيلي؛ ففي صبيحة الخميس ‪ 8-2‬قال معلق الذاعة العبريههة‪ :‬إن جنجههاح‬ ‫المقاومة في استهداف العمق السرائيلي بعد أكههثر مههن ثلثههة أسههابيع علههى الحههرب‬ ‫يمثههل فضههيحة للدولههة وجيشههها‏‪ ،‬وفههي اليههوم جنفسههه جنشههر ت صههحيفة هههاآرتس فههي‬


‫افتتاحيتها تعليقا على خطاب رئيس الوزراء إيهود أولمر ت الذي قال فيه‪ :‬إن إسههرائيل‬ ‫حققت في الحههرب الحاليههة إجنجههازا ت غيههر مسههبوقة‏‪ .‬وفههي التعليههق ذكههر ت أن قههادة‬ ‫إسرائيل يعتمدون لغة الخطابة‏‪ ،‬في حين أن حزب ا ه يعتمههد لغههة الفعههل بالدرجههة‬ ‫الولى‏‪.‬‬ ‫وفي جنفس العدد جنشر المؤرخ والمفكههر السههرائيلي "تههوم سههيغف" مقالههة مسههكوجنة‬ ‫بالمرارة تحدث فيها عن اجنعدام مصههداقية قههادة الجيههش وترددهههم‏‪ ،‬وعجزهههم عههن‬ ‫إقناع الجمهور بأجنهم حققوا إجنجازا في الحرب‏‪.‬‬ ‫"هاآرتس" جنشر ت أيضا مقالة للمفكر والمؤرخ "زئيف شهترجنهال" قهال فيهها بصهراحة‪:‬‬ ‫إن هذه الحرب هي الكثر فشل التي تخوضها الدولة العبرية طوال تاريخها‏‪ .‬وأضههاف‬ ‫أجنه بعد ثلثة أسابيع تحدث أولمر ت على جنحو موغل في التفاؤل‏‪ ،‬فههي حيههن أجنههه هههو‬ ‫وحكومته وجيشه تحولوا وأصههبحوا يخفضهون مههن سههقف الهههداف الههتي وضههعوها‬ ‫للحرب‏‪ .‬فبعد أن قالوا‪ :‬إجنه يجب تحقيق هدفين رئيسيين هما‪ :‬استعادة قوة إسرائيل‬ ‫الردعية في مواجهة العههرب‏‪ ،‬وتصههفية حههزب اه جنهائيهها‏‪ ،‬وجههدجنا أن الهههدفين تراجعهها‬ ‫ليصبح هدف الحرب الرئيسي هو مجرد إبعاد مواقع حزب ا الماميههة عههن الحههدود‬ ‫الشمالية لسرائيل‏‪ ،‬وجنشر قوا ت دولية على الحدود‏‪.‬‬ ‫الجنرال "زئيف شيف" كبير المعلقين العسكريين في صههحيفة هههاآرتس كتههب مشههيرا‬ ‫إلههى أن وزيههرة الخارجيههة المريكيههة وأركههان الدارة فههي واشههنطن كههاجنوا مههن أكههثر‬ ‫المتحمسين لمواصلة إسرائيل للحرب حتى تنجح في إخضاع حزب ا ه واستسههلمه‏‪،‬‬ ‫لكن الداء العسكري السرائيلي خيب آمال المسئولين المريكييههن‏‪ ،‬الههذين اسههتغربوا‬ ‫قدرة المقاومة اللبناجنية على مواصلة حرب الستنزاف ضد الدولة العبريههة بعههد مههرور‬ ‫أربعة أسابيع على المعارك‏‪.‬‬ ‫)‪ (3‬إضافة إلى العتراف بالهزيمة‏‪ ،‬وفقدان الثقة في أداء القوا ت المسلحة وقههرارا ت‬ ‫الحكومة السرائيلية‏‪ ،‬فإن الصدمة أحدثت اهههتزازا ت وأصههداء أخههرى‏‪ ،‬كههان مهن بينههها‬ ‫على سبيل المثال‪:‬‬ ‫* اتهام أمريكا بتوريط إسرائيل‪ :‬هذه الفكرة تردد ت في كتابهها ت عههدد مههن المحلليههن‬


‫والخبراء‏‪ .‬عبر عن ذلك "تسفي بارئيل"‏‪ ،‬محرر الشئون العربيههة فههي هههاآرتس‏‪ ،‬الههذي‬ ‫قال صراحة‪ :‬إن واشنطن تحههاول تههوريط إسههرائيل فههي حههرب دينيههة ضههد العههالمين‬ ‫العربي والسلمي‏‪ .‬وهذه الفكرة عبر عنهها آخهرون ممههن حهذروا مهن مغبهة وقهوع‬ ‫إسرائيل ضحية إغراء التأييد المريكي لها في الحرب‏‪ .‬وكاجنت "زهافا غلههون"‏‪ ،‬رئيسههة‬ ‫كتلة حزب ياحد اليساري وعضو الكنيست قد وصفت التأييد المريكي بأجنه توريط فههي‬ ‫المستنقع اللبناجني‏‪ .‬الموقف ذاته تبناه المؤرخ البارز "توم سيغف" الذي قال في مقالة‬ ‫جنشرتها هاآرتس‪ :‬إن للوليا ت المتحدة دورا كبيرا في توريط إسرائيل في الحرب‏‪.‬‬ ‫وأعاد إلى الذهان حقيقة أن الوليا ت المتحدة تنقصها الدراية الكافية بكيفية التعامل‬ ‫مع العالم العربي‏‪ ،‬بخلف أوروبا‏‪ .‬وقال إجنه كان من الفضل لسههرائيل الههدخول فهي‬ ‫مفاوضا ت لطلق السيرين‏‪ .‬وللعلم‏‪ ،‬فإن عددا غير قليل من الساسة اليساريين فههي‬ ‫إسرائيل اعتبروا أن هذه حربا تشنها بلدهم بالوكالهة عهن الوليها ت المتحهدة‏‪ ،‬وههي‬ ‫في النهاية لن تخدم ل إسرائيل ول أمريكا‏‪ ،‬كما قالت زهاجنا غلون‏‪.‬‬ ‫* رسائل مغازلة سوريا‪ :‬أجمعت التقارير الصحفية على أن إسرائيل منذ بداية الحرب‬ ‫حرصت على طمأجنة سوريا إلى أن الحملة ضد حزب ا ولن تشملها‏‪ .‬ولكههن أصههواتا‬ ‫إسرائيلية عدة ذهبت إلى أبعد‏‪ ،‬فدعت إلى إحياء المسار التفاوضي مع دمشق وعقد‬ ‫صفقة معها حول هضبة الجولن‏‪ ،‬بما يؤدي إلى عزلها عن حزب ا ه وإيههران‏‪ .‬ومههن‬ ‫أبرز الداعين إلى ذلك الجنرال "أوري ساغيه"‏‪ ،‬رئيس الستخبارا ت العسكرية السبق‏‪،‬‬ ‫الذي رأس فريق المفاوضا ت مع سوريا على عهد رئيس الوزراء السبق باراك )عام‬ ‫‪(1999‬‏‪ .‬وقد أعلن الرجل عن ذلك في تصريحا ت للذاعة العبرية‏‪ ،‬دعهها فيههها حكومههة‬ ‫تل أبيب إلى أن تكون مستعدة لدفع الثمن المناسب لقناع سوريا بعقد الصفقة‏‪.‬‬ ‫* "أمل" بديل عن حزب ا‪ :‬تحدث خبراء آخرون عههن عههزل حههزب اه عههن طريههق‬ ‫التعامل مع حركة أمل‏‪ ،‬واعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشيعة في لبنان‏‪ .‬دعا إلى‬ ‫ذلك الدكتور يسحاك بيلي‏‪ ،‬المستشار السابق لوزارة الحرب لشئون الشههيعة؛ إذ حههث‬ ‫تل أبيب وواشنطن على التعاون في جذب حركة أمل والهتركيز علههى تمثيلهها للشههيعة‬ ‫في الجنوب بوجه أخص‏‪ .‬وركز على أن ثمة فروقا بيههن الحركههتين‏‪ ،‬أبرزهها أن حركههة‬


‫أمههل علماجنيههة وذا ت قيههادة معتدلههة‏‪ ،‬فههي حيههن أن حههزب اه لههه توجهههاته الصههولية‬ ‫المتطرفة‏‪.‬‬ ‫حلم أم علم؟‬ ‫)‪ (4‬حلم هذا كله أم علم؟ ‪-‬السؤال طرحه العم أمين هويدي وزيههر الحربيههة ورئيههس‬ ‫المخابرا ت السبق‏‪ ،‬الذي عاصر كل حروب العرب مع إسرائيل‏‪ ،‬وقال‪ :‬من كان يحلههم‬ ‫بأن ينقل طرف عربي الخوف والوجع إلى إسرائيل‏‪ ،‬فيهددها لول مرة في تاريخههها‏‪،‬‬ ‫ويضرب عمقها واصل إلى صفد وطبريا والعفولة‏‪ ،‬ويدفع بسكاجنها إلى المخابئ الههتي‬ ‫لم يدخلوها منذ جنصف قههرن‏‪ ،‬بههل ول يههتردد فههي التصههريح بضههرب تههل أبيههب إن هههي‬ ‫قصفت بيرو ت؟‪ -‬من كان يخطر له أن تنجههح المقاومههة السههلمية فهي هههدم جنظريههة‬ ‫المن السرائيلي‏‪ ،‬وإفقاد العدو قدرته على الردع‏‪ ،‬وإسقاط هيبة الجيش الذي قههالوا‬ ‫إجنه ل يقهر‏‪ ،‬وأيضا إسقاط هيبة أجهههزة المخههابرا ت الثلثههة‪ :‬الموسههاد والسههي آي إيههه‬ ‫)المريكية( ومخابرا ت حلف الناتو؟‏‪ ،‬من كههان يتصههور فههي أجههواء الحبههاط والهزيمههة‬ ‫المخيمة أن تقلب المعارك بالكامل في المنطقة‏‪ ،‬على جنحو يحدث جنقلة جنوعيههة مهمههة‬ ‫في موازين القوى‏‪ ،‬تجاوز ت بكثير مهها حققههه العبههور المصههري إلههى سههيناء عههام ‪73‬‏‪.‬‬ ‫وهي النقلة الههتي أكههدتها بنجههاح علههى الراضههي وسههتحقق هههدفها‏‪ ،‬وسههتجني المههة‬ ‫العربية ثمارها إذا أحسن السياسيون توظيفها بنفس درجة الكفههاءة الههتي شهههدجناها‬ ‫في ساحة القتال‏‪.‬‬ ‫المفاجأة في الجنجاز كان لها صداها القوي في أوساط عرب ‪ 48‬الذين يعيشون في‬ ‫ظل الذل والعنصرية داخل إسهرائيل‏‪ .‬صهحيفة القهدس العربهي اسهتكتبت عهددا مهن‬ ‫أدباء حيفا )في عدد ‪(8-8‬‏‪ ،‬فقال الكاتب سليم أبو جبل‪ :‬إجنه حين يهرول اليهههود إلههى‬ ‫الملجئ خههائفين‏‪ ،‬فهإن العهرب يخرجهون لمشهاهدة القذيفههة القادمههة‏‪ ،‬كأجنهها هديههة‬ ‫جاءتهم بعد طول اجنتظار‏‪ .‬وقال الشاعر حنا أبهو حنها‪ :‬إجنهه بعهد الهذي جهرى‏‪ ،‬فقهد آن‬ ‫لزمان الضفادع أن يولي‏‪.‬‬ ‫هذه المشاعر الجياشة التي تمل الشارع العربي‏‪ ،‬وهذه الروح الجديههدة الههتي سههر ت‬ ‫في أوصال المة‏‪ ،‬لههم يصههل شههيء منههها إلههى دعههاة التهههوين‏‪ .‬وإذا كنههت قههد فسههر ت‬


‫موقفهم في البداية بحسباجنه تجسيدا لزمة البصيرة وليس البصر‏‪ ،‬إل أجنني صر ت أفكر‬ ‫في أمر آخر‏‪ ،‬حين قرأ ت تحليل جنشرته صحيفة يديعو ت أحروجنو ت )في ‪ (8-7‬للمحههررة‬ ‫السياسية سيماكرمون‏‪ ،‬ذكر ت فيه أجنه لول مههرة وزع مكتههب رئيههس الههوزراء‏‪ ،‬رسههالة‬ ‫مطبوعة على الوزراء‏‪ ،‬جنبهتهم إلى ضرورة التأكيد في تصريحاتهم الصههحفية علههى أن‬ ‫إسرائيل اجنتصر ت وألحقت الهزيمة بحزب ا‏‪ .‬وهو ما دفعنههي إلههى التسههاؤل عمهها إذا‬ ‫كاجنت جنسخ من تلك الرسالة وزعت على عناصر المارينز في دوائر العلم العربههي أم‬ ‫ل؟‏‪.‬‬

‫* جنقل عن جريدة الهرام بتاريخ ‪2006-8-15‬‏‪.‬‬ ‫** كاتب ومفكر مصري‏‪.‬‬ ‫وبعد أن وضعت الحرب أثقالها عن الجميع واستراح العديد من تبعاتها وجدنا ما هو آتي ‪:‬‬ ‫الدارة المريكية هي العدو !‬

‫أعتقد بأن كل من يعيش على هذه الرض من مسلمين قد تأكدوا تماماً بأن الدارة المريكية هي العدو الول للسل م‬ ‫والمسلمين ‪,‬‬

‫فقد كان الكثير يراهنون على الدور المريكي وهي الراعي الرسمي لعملية السل م كما ارتضت كل الزعامات العربية‬ ‫المتآكلة‪.‬‬

‫فكيف وهي تـُِم ـّد الصهاينة بأفتك أنواع السلحة لكي يقتلوا إخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا في كٍل من فلسطين ولبنان‬ ‫على مرأى ومسمع منّـا ومن العال م كافة ؟‬ ‫يجب أن نخرج من مفهو م بأن لمريكا إزدواجية في المعايير ‪ ,‬والحقيقة بأن لها معياٌر واحد فقط وهو تأمين تفوق‬ ‫إسرائيل في المنطقة وليس لها معيار آخر أبداً ‪.‬‬ ‫ل سل م مع الصهاينة الُم حـتلين !‬

‫ل يمكن أن يكون هناك سل م بين المسلمين والصهاينة في إسرائيل وأمريكا وغيرها أبد البدين ‪ ,‬ويكذب من يقول‬ ‫بذلك ‪.‬‬

‫فل م أعد أحتمل أن أسمع من يطالب بالعودة لطاولة المفاوضات من أجل سلٍ م من المحتل الصهيوني‬ ‫شعور بالغيرة‬

‫س ــنّـة !‬ ‫إنتصار حزب ال الشيعي على أقوى قوة في المنطقة يجب أن ُيشعرنا بالغيرة كمسلمين ُ‬

‫فأنا أغار عندما أرى الشيعة يقاومون الصهاينة ويذيقوه م مرارة الهزيمة لول مرة في التاريخ بعد أن تخلت أغلب‬ ‫الحكومات العربية عن أبسط قواعد المقاومة أو الممانعة ‪.‬‬


‫أشعر بأنُه ل يكفي أن يكون لي موقف تجاه هذا العدو ‪ ,‬بل يجب أن يكون لي هدف واستراتيجة وعمل مدروس يكون‬ ‫هدفُه تحرير الراضي المسلمة جميعها من المحتلين !‬ ‫س ــنـيّـة وهي مسئولية السنة‬ ‫أشعر بأني متقاعس للغاية وأنا أرى حزب شيعي يريد تحرير مزارع ِش ـــبـَعا ذات الكثافة ال ّ‬ ‫قبل غيره م !‬ ‫أشعر بأني متخاذل وأنا أرى حزب شيعي يقاو م الصهاينة الذين ُينكلون بإخواننا في فلسطين ولبنان !‬ ‫وأتسائل‬

‫س ــنّـة فيما يحدث على أراضي فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان ؟‬ ‫أين دور المسلمين ال ّ‬ ‫ل زـالت الحرب مستمرة‬

‫بعد أن عجزت إسرائيل في مهمتها والتي كان هدفها الول هو القضاء على حزب ال وهو هدف أمريكي بالدرجة‬ ‫الولى‬

‫هاهي تُـوكل المهمة للذين يريدون تحقيق الهداف المريكية ضد مصالح أوطانه م وبلده م وشعوبه م ‪ ,‬ولن أقول‬ ‫بأنه م عملء فأنا ضد هذه التهمة بل دليل رغ م أن المور واضحة أكثر من توارد الدلة ‪.‬‬ ‫فقد خرج بعض زعماء تجمع ‪ 14‬آذار وكل ما يطرحونُه هو تجريد حزب ال من السلح‬ ‫وكأن الحرب انتهت وانسحب العدو إلى حدودِه‬ ‫والغريب بأنه م )أي تجمع ‪ 14‬آذار( ل م نسمع منه م كلمة ول م نرى له م بيان ُيندد بالدع م المريكي لسرائيل‬

‫ول م نق أر له م شيئاً حول إنتهاك إسرائيل وخرقها لنفس القرار الظال م ‪ 1701‬الذي وافقوا عليه‬ ‫فهاهي إسرائيل تخرق القرار الذي هي طالبت بِه جها ارً نها ارً وما زال هؤلء يرددون ‪ :‬يجب نزع سلح حزب ال !‬ ‫يبدو بأن الخنوع والتذلل لمريكا بات هواية أو إدمان أو مرض ل علج لُه !‬ ‫الحرب على حماس‬

‫ض من الحكومات العربية أو أغلبها فتحوا جبهة حرب غير‬ ‫منذ مدة طويلة إواسرائيل ومن خلفها الدارة المريكية وبع ٌ‬ ‫معلنة على حماس‬

‫ول م يكتفوا بقطع الدع م عن حماس ‪ ,‬بل ذهبت إسرائيل لبعد من ذلك!‬ ‫فقد أسروا العديد من الوزارء والكثير قيادات حماس والمجلس التشريعي الفلسطيني !‬ ‫إواسرائيل بذلك قد حبست الديمقراطية الفلسطينية وباتت تطالب بالحرب علناً ‪.‬‬

‫فأين أولئك العلماء الذين تحركوا ضد حزب ال ل نـه شيعي وطالبونا بخذله م وعد م الدعاء له م بالنصر ؟‬ ‫أين ه م الن من حماس ؟‬ ‫صـــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــت‬ ‫لشيء‬

‫حزب ال‬

‫قرأت وسمعت العديد من المفكرين الذين أجمعوا على أن‬ ‫حزب ال أشّد تطرفاً من إيران وسوريا مجتمعتين !‬


‫كيف ل إوايران تؤمن بالتحالفات مع الدارة المريكية من أجل تحقيق مصالحها في العراق وغيرِه‬ ‫وسوريا التي منذ ‪ 30‬سنة ل م تحاول مجرد محاولة لتحرير الجولن السوري‬

‫بينما حزب ال خاض حربين مع أقوى قوة في المنطقة العربية خل لـ أقل من خمس سنوات‬

‫سوريا تريد تحرير الجولن عن طريق المفاوضات وهذا ما يتضح من خل لـ تصاريحها إوايران تريد التصادق مع أمريكا‬ ‫ول تريد الحرب معها‬

‫بينما حزب ال ل يؤمن بالسياسة ول التحاور مع أمريكا والصهاينة بل يسعى لتحقيق أهدافِه بالقوة‬

‫ولهذا يتضح بأن حزب ال كما يقول الكثير من قّراء السياسة أشّد تطرفاً وراديكاليًة من سوريا إوايران‬ ‫الحكومات العربية‬

‫نحن نفه م بأن السياسة الصهيونية في المنطقة تهدف لتحقيق مصالحها‪,‬وهذا أمٌر مفهو م !‬ ‫لكن الذي يبعث بالجنون لكل من يتابع السياسة العربية ‪ ,‬يسأل ‪:‬‬

‫أين السترتيجية للحكومات العربية ؟ أين الهداف العربية والقومية والوطنية والقليمية ؟‬

‫س لـطة الفلسطينية وقوة حزب ال في جنوب لبنان وشمال العدو الصهيوني وممانعة سوريا‬ ‫وجود حماس في ال ُ‬ ‫وصمودها أما م التهديديات هي الكروت اليجابية التي لبّد أن تحافظوا عليها ول تُـلقوا بها !‬ ‫ل ُيعقل أن تسلموا أي شيء وكل شيء وتتخلوا عن كل السلحة من أجل رضا الدارة المريكية والصهاينة‬

‫ولكنك م ل تفمهون‪ ,‬ول زلت م تركضون من أجل تقدي م فروض الولء والطاعة لبوش الذي قال بالفاشية السلمية !‬ ‫إسرائيل ليست قوية‬

‫فبضعة رجال وأسلحة بسيطة وعتاد متواضع قد هّد دـ كيانها وطعنها في كرامتها وأبقائها لشهٍر كامل على خو ٍ‬ ‫ف وهلع !‬ ‫فهل نتعض ونتوقف عن تقدي م التنازلت خوفاً منها ومن قوتها ؟‬

‫فهي الذي يجب أن تخاف منّـا ل العكس !‬ ‫قـ المسلمون كله م في وقٍت واحد لغرقوا إسرائيل ‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫وكما قال أحده م ‪ :‬لو بـَ َ‬ ‫الموت بـعـزٍة خيٌر من حياة الذل‬

‫وهذا رّد على أحد العلماء المشهورين عندما قال في قناة ال م بي سي بأن العدو إذا كان أكبر وأكثر عتاداً من‬ ‫المقاتلين المسلمين فلبّد من ال نـسحاب وترك المعركة من باب البعد عن التهلكة‬

‫وهو بذلك يخالف كل آيات القرآن التي من المفروض بأنُه يحفظها ويعرف تفسيرها جيدًا‪ ,‬ولذلك فتذكيره بتلك اليات‬ ‫لن يفيد ‪ ,‬ولهذا لن أوّجهـ خطابي لُه بل إلى من يريد إعلء كلمة ال مهما كانت قوة العداء‬

‫إواذا الجباُن نهاَك يوَ م كريهٍة ‪.‬ـ‪....‬خوفاً عليَك من ازدحا م الجحفِل‬ ‫فاع ِ‬ ‫ص مقالتُه ول تحفل بها‪.....‬واقدْ م إذا ح ّ‬ ‫ق اللّـقَـا في الوِل‬ ‫واختْر لنفسك منزًل تعلو بِه ‪.‬ـ‪....‬أو ُم ـْت كريماً تحت ظّل القسطِل‬


‫ت ل ُينجيك من آفاتِه ‪.‬ـ‪....‬حصٌن ولو شّيدتـَُه بالجندِل‬ ‫فالمو ُ‬ ‫ت الفتى في عـّز خير لُه‪.....‬من أن يبيَت أسير طر ٍ‬ ‫ف أكحِل‬ ‫مو ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫س الحنظِل‬ ‫ل تسقني ماَء الحياة بذلّة ‪.‬ـ‪....‬بْل فاسقني بالعّز كأ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب منزِل‬ ‫ماُء الحياة بذلّة كجهنٍ م ‪.‬ــ‪....‬وجهنٌ م بالعّز أطي ُ‬ ‫يجب أن نخرج من ثقافة الهزيمة إلى روح النصر‬ ‫أسأل ال أن يعيد الروح السلمية بالعزة والقوة والكرامة إلينا قريباً !‬

‫ب لها !‬ ‫وأسأل ال أن يرينا اليو م الذي تقو م فيه هذه المة من سباتها الذي طال وتأخذ من العداء ما يطي ُ‬ ‫ل إله إل ال محمٌد رسول ال‬ ‫*********************‬ ‫أحمد‬ ‫‪,,,,,,,,,,,,,,,‬‬

‫البيات السابقة هي لعنترة بن شداد ‪,‬ديوانُه صفحة ‪182‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.