ISLAMUNA

Page 1

‫الميثاق السلمي‬ ‫للتحاد العالمي لعلماء‬ ‫المسلمين‬

‫‪1‬‬


‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫الدمد ل الذي بنعدمته تتم الصتالتات‪ ،‬الذي هدانتا لذا‪ ،‬ومتا كنتا لنهتدي لول أن هدانتا الو ‪ .‬وأزكى‬ ‫صلوات ال وتسليدمتاته على من أرسله ال رح ة للعتالني‪ ،‬ونعدم ة على المؤمنني‪ ،‬وحج ة على النتاس أجعني‪ ،‬سيدنتا‬ ‫وإمتامنتا وأسوتنتا وحبيبنتا ومعلدمنتا مدمد الصتادق المني‪ ،‬وعلى آله الطيبني‪ ،‬وأصحتابه الغر اليتامني‪ ،‬ومن اتبعهم‬ ‫بإحستان إل يوم الدينو ‪.‬‬ ‫)أمتا بعد(‬ ‫فقد كتان من فضل ال تعتال ورحته‪ ،‬وتوفيقه وتسديده‪ :‬أن هيأ نب ة من علدمتاء الم ة السلمي ة للدعوة‬ ‫إل إقتام ة‪) :‬اتتاد عتال ي لعلدمتاء السلدمني( يدمع شتتاتم‪ ،‬وُيوحد كلدمتهم‪ ،‬ف مواجه ة الواقف الت ت س الم ة‬

‫السلدم ة ف مشتارق الرض ومغتاربتا‪ ،‬ويقول كلدمته السلمي ة التالص ة‪ ،‬العتدمدة على ممكدمتات القرآن والسن ة‪،‬‬ ‫ورؤي ة الواقع العيش رؤي ة صحيح ة‪ ،‬مقدرا الظروف العتالي ة‪ ،‬والوضتاع القليدمي ة‪ ،‬ل يتاف ف ال لوم ة لمئم‪ ،‬ول‬ ‫نقدم ة ظتال‪ ،‬ينصح للسلطتان بتا يرض ي ال‪ ،‬ويدفع طتاقتات الّم ةة ف طريق التحّرر والوحدة والبنتاءو ‪ .‬ولذا جعل‬ ‫شعتاره قول ال تعتال‪  :‬الذين يبلغونن رسال تن الله ويخشونه ول يخشونن أحد ًا إل الله وكفىن بالله حسيب ًا ‪] ‬الحزاب‬ ‫‪[33/39‬و ‪.‬‬ ‫والدمد ل أن قتام هذا التتاد‪ ،‬وبدأ يبتاشر نشتاطه‪ ،‬ويصدر بيتانتاته وفتتاواه‪ ،‬ويستمكدمل ستامئر ممكونتاتهو ‪.‬‬ ‫وقد رأى مل س المنتاء أن يمكون للتتاد )ميثتاق( يوضح رؤيته السلمي ة للقضتايتا المكبى‪ ،‬وموقفه منهتا‪،‬‬ ‫ليمكون هو الستاس والور الذي ينضم إليه النضدمون بنتاء عليه ‪ ،‬وقد عمكف التتاد خلل أكثر من سن ة على‬ ‫دراس ة مشروع ميثتاقه‪ ،‬من خلل )لن ة الفتوى والدراستات( والمكتب التنفيذي ومل س المنتاء‪ ،‬وبعد التشتاور مع‬ ‫عدد كبي من الخوة العلدمتاء‪ ،‬وهتا هو اليوم يقّد مة هذا اليثتاق آملً أن يمكون منطلقتاً نو فقه إسلم ي أصيل‬ ‫ومعتاصر‪ ،‬وأن يستاهم ف تسديد الفمكر السلم ي العتاصر ليحتافظ على دوره الرامئد ف حوار الفمكتار‬ ‫والضتاراتو ‪.‬‬ ‫ص ةة ليجتدمعوا حوله‪ ،‬وينبذوا كّل دعوات التفّرق والتطّرف‬ ‫إننتا نتوّج هة بذا اليثتاق إل السلدمني ختا ّ‬ ‫والدمود‪ ،‬كدمتا نتوّج هة به إل الرأي العتام العتال ي نعّرفهم بتالطوط العريض ة للسلم العظيم‪ ،‬ختات الرستالت‬ ‫السدمتاوي ة‪ ،‬وموقفه من القضتايتا الطروح ة ف هذا العصرو ‪.‬‬ ‫أمتا إخواننتا العلدمتاء ف كّل بقتاع الرض الذين يتدمّتعون بسع ة الفق‪ ،‬ورحتاب ة الصدر‪ ،‬والسدمتاح ة ف‬ ‫التعتامل مع الاختالف‪ ،‬فإننتا نضع بني أيديهم هذه الصول أو القواعد الت تّد دة موقعنتا‪ ،‬وتّيز رؤيتنتا للقضتايتا‬ ‫‪2‬‬


‫العقدي ة والعدملي ة والفمكري ة والجتدمتاعي ة المكبى‪ ،‬آملني أن يتدمعوا حولتا‪ ،‬وأن تمكون الور الذي يدورون حوله‬ ‫ف خطبهم ودروسهم وتوجيهتاتم ‪ ،‬لذلك فإننتا نرجو دراستهتا بتأّن ‪ ،‬ول بأس أن يمكتبوا إلينتا بوافقتهم الجتالي ة‬ ‫ورغبتهم ف النضدمتام للتتاد‪ ،‬وكذلك بلحظتاتم التفصيلي ة حت نستفيد منهتا ف أي ملحظ ة أو تعديل ف‬ ‫الطبعتات اللحق ةو ‪.‬‬ ‫ول يضي العتال السلم أن يتالف ف بعض هذه القضتايتا‪ ،‬فبحسبه أن يوافق عليهتا ف الدمل ة ل ف‬ ‫التفصيل‪ ،‬وأن يمكون متقبل لعظدمهتا ‪ ،‬فإن اتفتاق النتاس على الزمئيتات أمر عسي‪ ،‬بل يمكتاد يمكون مستحيلو ‪.‬‬ ‫الهم هو استقتام ة الجتتاه ‪ ‬فاستقم كما أمر تنو ‪.‬و ‪.‬و ‪]  .‬هود‪ [11/112‬وخلوص الني ةو ‪» .‬وإنما لكل امرئ ما نوى«‬ ‫مّتفق عليه من حديث عدمرو ‪ .‬نسأل ال تعتال أن يعل نيتنتا ختالص ة لوجهه وابتغتاء مرضتاته‪ ،‬وأن يعل هدفنتا هو‬ ‫نصرة دينه‪ ،‬وأن تمكون كلدم ة ال ه ي العليتا ‪ ‬ربنا عليك توكلنا وإليكن أنبنا وإليكن اليصير ربنا ل تنعنا فتنة للذين كفروان واغفر‬

‫لنا ربنا إنكن أنت النعزيز اليكيم ‪] ‬الدمتحن ة‪[5-60/4‬و ‪.‬‬

‫يوسف القرضاوي‬ ‫رئيس الحتحاد العالمي لعلماء المسلمين‬

‫‪3‬‬


‫الميثاق السلمي‬

‫‪4‬‬


‫‪1‬‬ ‫أمة السل‪:‬م‪ :‬الهوية والخصائص‬ ‫أمةة ة السةةلم أمةة ة وسط‪ ،‬كدمةةتا وصفهتا القةةرآن بقةوله‪ :‬وك نذلكن جنعلن نناكم أم ننة وس ننطان لتيكون ننوا ش ننهداء عل ننى الن نناسو ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬‬ ‫]البقرة ‪[143 /2‬و ‪.‬‬ ‫إنها أمة عقيدة ورسالة‪ ،‬وليست أم ة ِعْرقي ة تنتدم ي إل جن س أو عنصر معّني ‪ ،‬ة ة ةول أم ة إقليدمي ة تنتدم ي إل‬ ‫وطن أو أقليم من الرض‪ ،‬يدمعهتا ف شرق أو غرب‪ ،‬ول أم ة ُلغوي ة تنتدم ي إل لغ ة معين ة ولستان معنيو ‪.‬‬ ‫بل هي أمة عالمية‪ ،‬جعت بني أبنتامئهتا ‪ -‬على اختلف عروقهم وأوطتانم وألسنتهم وألوانم ‪ -‬العقيدة‬ ‫الواحدة‪ ،‬والشريع ة الواحدة‪ ،‬والقيم الواحدة‪ ،‬والقبل ة الواحدةو ‪.‬‬ ‫ورغم اختلف ألسن ة هذه الّم ةة بتاختلف قوميتاتتا‪ ،‬إلّ أنتا تتدمّيز بلستان مشت ك هو العربي ة‪ ،‬فه ي لستان‬ ‫التفتاهم بني السلدمني‪ ،‬وه ي لغ ة العبتادة والثقتاف ة السلمي ة‪ ،‬وه ي لستان الضتارة السلمي ة الت أبدعهتا آلف‬ ‫من العبتاقرة أكثرهم من غي العربو ‪.‬‬ ‫ف هذه الم ة‪ :‬العرب والعجدم ي‪ ،‬والبيض والسود‪ ،‬والشرق ي والغرب‪ ،‬والفريق ي والورب‪ ،‬والسيوي‬ ‫والمريمك ي والستال‪ ،‬يدمعهم السلم على كلدم ة سواء‪ ،‬ويذيب بينهم كل الفوارق الت تفرق بني البشر‪:‬‬ ‫العنصري ة واللوني ة واللغوي ة والقليدمي ة والطبقي ة ‪ ،‬ويعلن أن الدميع‪ :‬أم ة واحدة‪ ،‬تربط بينهم أخوة عدميق ة‪،‬‬ ‫أستاسهتا‪ :‬الميتان برب واحد‪ ،‬وكتتاب واحد‪ ،‬ورسول واحد‪ ،‬ومنهج واحد‪ ،‬يدمع شلهتا‪ ،‬ويوثق روابطهتا‪ ،‬كدمتا‬ ‫قتال تعتال‪  :‬وأنن هذا صراطين مستقيما فاتبنعوهن ول تتبنعوا السبل فتفرق بيكم عن سبيله ‪] ...‬النعتام ‪[6/153‬و ‪.‬‬ ‫ب وطنه وقومه‪ ،‬ويعتّز بم‪ ،‬متا دام ذلك ل يتعتارض مع حّبه لدينه‬ ‫ي حرج ف أن ي ّ‬ ‫والسلم ل يرى أ ّ‬ ‫واعتزازه به‪ ،‬ول يتنتاف مع وحدة الّم ةة السلدم ة ‪ ،‬فتالسلم ينفتح على كّل الطر النستاني ة‪ ،‬من قومي ة ووطني ة‬ ‫وعرقي ة وغيهتا‪ ،‬ويرى أّن الشمكل ة ل توجد إلّ عندمتا تدمل هذه الطر مضدمونتاً يتالف السلم‪ ،‬أو حني تقع‬ ‫ف أحضتان العصبي ةو ‪.‬‬ ‫أّس سة هذه الم ة رسول ال ‪ ،‬فمكتانت كدمتا وصفهتا ال ‪... ‬خير أمة أخرجتن للناسو ‪.‬و ‪.‬و ‪] .‬آل عدمران‬ ‫‪ [3/110‬إنتا أم ة ل ترج لنفسهتا‪ ،‬ولمكن ُأخرجت للنتاس‪ ،‬لنفع النتاس‪ ،‬وهداي ة النتاس‪ ،‬وإسعتاد النتاس‪ ،‬وإنتا‬ ‫كتانت خييتهتا لتا وصفهتا ال به ‪ ... ‬تأمرونن بالنعروف وتنهونن عن النيكر وتؤمنون بالله ‪] ...‬آل عدمران ‪[3/110‬و ‪.‬‬ ‫فه ي أم ة ذات رستال ة ربتاني ة إنستاني ة أخلقي ة عتالي ة‪ ،‬خلصتهتا أمران‪ :‬الول‪ :‬الميتان بتال وحده‪ ،‬وهذا‬ ‫يتضدمن ثلث ة عنتاصر أستاسي ة‪ :‬أل تبغ ي غي ال ربتا‪ ،‬ول تتاخذ غي ال وليتاً ‪ ،‬ول تبتغ ي غي ال حمكدمتاً ‪ ،‬وه ي‬ ‫‪5‬‬


‫عنتاصر التوحيد الثلث ة الت تعتب أستاس العقيدة ف جيع الذاهب السلمي ةو ‪.‬‬ ‫الثتان‪ :‬إنتا تدمل دعوة النتاس إل الق والي واُل ثةُةل العليتا‪ ،‬الت عّب عنهتا القرآن بة )المر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر( والعروف‪ :‬كلدم ة جتامع ة‪ :‬تشدمل كل معتان الق ف العقتامئد‪ ،‬والصدق ف القوال‪،‬‬ ‫والصواب ف الراء‪ ،‬والي ف الفعتال‪ ،‬والرشد ف التصرفتات ‪ ،‬والنمكر على عمكسه‪ ،‬يشدمل‪ :‬كل معتان البتاطل‬ ‫ف العتقدات‪ ،‬والمكذب ف القوال‪ ،‬والطل ف الراء‪ ،‬والشر ف الفعتال‪ ،‬والغ ي ف التصرفتاتو ‪.‬‬ ‫وا ّ‬ ‫لم ة مطتالب ة بذه الوظيف ة‪ ،‬حت ُتقوم متا يعوج ‪ ،‬وتصلح متا يفسد من أمور اليتاة‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪:‬‬ ‫‪‬ولتيكن منيكم أمة يدعون إلىن الير ويأمرون بالنعروف وينهونن عن النيكر وأولئكن هم الفلحونن‪] ‬آل عدمران ‪[3/104‬و ‪.‬‬ ‫ولقد أصتاب هذه الم ة ف تتاريهتا من وفت وغتارات وغزوات‪ ،‬من الشرق كغتارات الغول‪ ،‬ومن الغرب‪،‬‬ ‫كغتارات الفرن ة )الصليبيني(‪ ،‬كتادت تدد وجودهتا‪ ،‬ولمكنهتا ُس ْرةعتان متا قّيض ال لتا رجتال من أمثتال‪) :‬عدمتاد‬ ‫الدين‪ ،‬ونور الدين‪ ،‬وصل ح الدين‪ ،‬وقطز( أحيوهتا من موات‪ ،‬وجعوهتا من شتتات‪ ،‬فتاستعتادت حيويتهتا‬ ‫وقدرتتا‪ ،‬وطردت الغزاة‪ ،‬وعتادت للحيتاة‪ ،‬أو عتادت لتا اليتاةو ‪.‬‬ ‫واليوم تتعرض الم ة لغزوات أخرى‪ ،‬من نوع جديد‪ ،‬تريد أن تةُّغيهتا من الداخل‪ ،‬وبأيدي أبنتامئهتا‪ ،‬بتغيي‬ ‫هويتهتا‪ ،‬وتغيي عقيدتتا‪ ،‬ورؤيتهتا للدين وللحيتاة‪ ،‬وللفرد والتدمع‪ ،‬وللاخلق والتالق‪ ،‬وللدنيتا والخرة‪ ،‬وللنستان‬ ‫والعتالو ‪.‬‬ ‫ول تستطيع الم ة أن تقف ضد هذا الطتاغوت الديد إل بأن تعتصم ببل ربتا‪ ،‬وتستدمسك بعروتتا‬ ‫الوثقى ل انفصتام لتا‪ :‬عروة السلمو ‪ .‬وتقول متا قتال عدمر ابن الطتاب‪ :‬نن كنتا أذل قوم فأعزنتا ال بتالسلم‪،‬‬ ‫فدمهدمتا نطلب العزة بغيه أذلنتا ال‍‍‍!‬ ‫وتعتدمد مقول ة إمتام دار الجرة متالك بن أن س‪ :‬ل يصلح أخر هذه الم ة إل بتا صلح به أولتاو ‪ .‬ومتا صلح‬ ‫أولتا إل بمكتتاب ال وسن ة رسوله عليه الصلة والسلمو ‪ .‬وأن جتعل شعتارهتا ‪ ‬واعتيصموا بحبلن الله جمينعا ول‬ ‫تفرقواو ‪.‬و ‪.‬و ‪] .‬آل عدمران ‪[3/103‬و ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أمة حتؤمن بال الواحد‬ ‫وأول أستاس تقوم عليه الم ة وتقوم به هو‪ :‬عقيدة السلمو ‪.‬‬ ‫لذا كتانت رستال ة هذه الم ة‪ :‬غرس هذه العقيدة‪ ،‬ورعتايتهتا وتثبيتهتا‪ ،‬وحتايتهتا‪ ،‬ومد نورهتا ف الفتاقو ‪.‬‬ ‫وعقيدة السلم تتدمثل ف الميتان بةتال تعةتال وملمئمكتةه وكتبةه ورسله واليةوم الخةر‪  :‬آمننن الرسننول بننا أ ننزل إليننه‬ ‫‪6‬‬


‫مننن ربننه والؤمنننون‪ ،‬كنلن آمننن بنالله وملكئيكتننه وكتبننه ورسننله ل نفننرق بين أحنند مننن رسننله‪ ،‬وقنالوا‪ :‬سننمنعنا وأطنعنننا‪ ،‬غفرا نكن ربنننا وإليننك اليصننيرن‬

‫‪] ‬البقرة ‪[2/285‬و ‪.‬‬ ‫إنةةتا عقيةةدة تبنة ول تةةدم‪ُ ،‬جت ّدم ةةعةول ُتف ّرق‪ ،‬لنةةتا تقةةوم علةةى تةراث الرستالت الليةة ة كلهةةتا‪ ،‬وعلةةى الميةةتان‬ ‫برسل ال جيعتا‪...  :‬ل نفرق بي أحد من رسله ‪ ] ...‬البقرة ‪[2/285‬و ‪.‬‬ ‫‪‬ومنن ييكفر باللهن وملكئيكته وكتبه ورسله واليوم الخر فقد ضلن ضللن بنعيدا‪] ‬النستاء ‪[4/136‬و ‪.‬‬ ‫وأضتافت السن ة إل هذه الركتان القرآني ة الدمس ة‪ :‬الميةتان بتالقةدر‪ ،‬وهو داخةةل فة الميةتان بةتال تعةةتال‪ ،‬لنةه‬ ‫يتعلق بعلدمه وإرادته وقدرته عز وجل‪ ،‬فمكل متا يقةع فة المكةون بتقةةدير الة تعةتال وتدبيه‪ ،‬ولية س عبثةةتا ول اعتبتاطةتا‬ ‫‪‬إاّننا كنلن شنيء خلقنناهن بقندر‪] ‬القدمر ‪ [54/4‬منا أصناب منن ميصنيبة فنين الرض ول فني أنفسنيكمن إل فني كتناب منن قبنل أنن نبرأهنا إن‬

‫ذلكن على اللهن يسير‪ ،‬ليكيل تأسوا علىن ما فاتيكم ول تفرحوا با آتاكم‪] ...‬الديد ‪[23-57/22‬و ‪.‬‬ ‫ولذه العقيةةدة عنةوان يلاخصةةهتا‪ ،‬أو شةةعتار يعةةب عنهةةتا هةةو‪) :‬شهادة أن ل إله إل الل وأن محملداً رسول‬ ‫ال(‪ ،‬هذه العقيدة ه ي الت تثل وجه ة نظةر السةلدمني إلة المكةةون‪ ،‬ورب المكةةون‪ ،‬وإلة الطبيعة ة ومتا وراء الطبيعة ة‪،‬‬ ‫وإل اليتاة ومتا بعد اليتاة‪ ،‬وإل العتال النظور والعةةتال غية النظةور‪ ،‬وبعبةةتارة أخةرى‪ :‬إلة اللةق والةتالق‪ ،‬إلة الةةدنيتا‬ ‫والخرة‪ ،‬إل عتال الشهتادة وعتال الغيبو ‪.‬‬ ‫ومن ضّل عن هةذه القيقة ة فة الةدنيتا‪ ،‬فسيمكشةف عنةه الغطةتاء فة الخةرة‪ ،‬ويرى القيقة ة واضةح ة وضو ح‬ ‫الشدم س ف الضحى‪  :‬إنن كنلن منن فني السنموا ت والرض إل آتنى الرحمنن عبن ًدا‪.‬لقند أحيصناهمن وعندهم عندا وكلهنمن آتينه ينوم القيامنة فنر ًدنا‬ ‫‪] ‬مري ‪[95-19/93‬و ‪.‬‬ ‫وهذا هو معن )ل إله إل ال( أي ل يسةتحق العبةةتادة غيةهو ‪.‬و ‪.‬و ‪ .‬أو ل يسةةتحق كةل الضةةوع إل هةو ‪‬إينناك‬ ‫ننعبد وإياكن نستنعي‪] ‬الفتات ة ‪[1/5‬و ‪.‬‬ ‫فهةةو وحده الةةذي تضةةع لمةةره الرقتاب‪ ،‬وتسةةجد لعظدمتةةه البةةتاه‪ ،‬وتس ةّبح بدمةةده اللسةةن ة‪ ،‬وتنقةةتاد لمكدمةةه‬ ‫القلوب والعقول والبدانو ‪.‬‬ ‫وهو وحده الذي تتجه إليه الفئدة بةتالب كةل الةةب‪ ،‬فهةو التفةرد بتالمكدمةةتال كلةه‪ ،‬والمكدمةةتال مةن شةةتانه أن‬ ‫َُيب وَُيب صتاحبه‪ ،‬وهو مصدر الدمتال كله‪ ،‬ومتا ف الوجود من جتال فهو مستَدم دة منه‪ ،‬والدمتال من شأنه أن‬ ‫يب صةةتاحبه‪ ،‬وهو واهةةب النعةةم كلهةةتا‪ ،‬ومصةةدر الحسةةتان كلةةه‪ :‬وم نان بيك ننم م ننن ننعم ننة فم ننن الل ننه‪] ...‬النحةةل‬ ‫ُيَةةب وَُ‬ ‫‪ ،[16/53‬والحستان دامئًدم تاة يب‪ ،‬والنعدم ة دامئًدم تاة َُتب وَُيب صتاحبهتاو ‪.‬‬ ‫ومعن ة كلدمةة ة )ل إلةةه إل الةة( هةةو‪ :‬رفض الضةةوع والعبوديةة ة لمكةةل سةةلطتان غي ة سةةلطتانه‪ ،‬وكل حمكةةم غية‬ ‫‪7‬‬


‫حمكدمه‪ ،‬وكل أمر غي أمره‪ ،‬ورفض الولء إل له‪ ،‬والب إل له وفيهو ‪.‬‬ ‫وإن هذه المكلدم ة الطيب ة كشجرة طيب ة‪ ،‬أصلهتا ثتابت وفرعهتا ف السدمتاء تمؤت أكلهتا كل حني بإذن ربتاو ‪.‬‬ ‫ومن أُ​ُك لةهةةتا وأطيةةب ثراتةةتا‪ :‬التحةةرر العقلةة ي والوجدان مةةن الةةوف والةةذل لي ملةةوق‪ ،‬والتحةّرر مةةن نةوازع‬ ‫الستمكبتار والطغيةتان‪ ،‬والشةعور بتالسةتاواة حقةتا بنية البشةر‪ ،‬فلية س بعضةهم أربتابةتا لبعةض‪ ،‬بةل هةم فة الصةل أخةوة‬ ‫من أب واحد وأّم واحدةو ‪.‬‬ ‫ولذا كتانت رستامئله ‪ ‬إل القيتاصرة والمراء مةن أهةل المكتةتاب متوم ة بةذه الية ة‪ :‬يننا أهننل اليكتنناب تنع نالوا إلننى‬ ‫كلمة سواء بيننا وبينيكم أل ننعبد إل اللهن ول نشرك به شيئا ول يتخذ بنعضنا بنعضا أربابا من دونن الله‪] ...‬آل عدمران ‪[64 /3‬و ‪.‬‬ ‫نمؤمن بأن السلم ل يعرف المكهتان ة‪ ،‬ول توجد فيه طبق ة كهنوتي ة‪ ،‬تتمكر الدين‪ ،‬وتتحمكم ف‬ ‫الضدمتامئر‪ ،‬وتغلق على النتاس بتاب ال‪ ،‬إل عن طريقهتا‪ ،‬عنهتا تصدر قرارات الرمتان‪ ،‬أو صمكو ك الغفران‍‍! إنتا‬ ‫كل النتاس ف السلم رجتال لدينهم‪ ،‬ول يتتاج الرء فيه إل واسط ة بينه وبني ربه‪ ،‬فهو أقرب إليه من حبل‬ ‫الوريد‪ ،‬ويستطيع السلم أن يمؤدي صلته وفرضه لربه ف أي ممكتان من الرض‪ ،‬كدمتا قتال رسول السلم‪:‬‬ ‫»وجعلت لي الرض مسجدا وطهورًا‪ ،‬فأيما رجل من أمتي أدركته الصلة‪ ،‬فليصل«)‪(1‬و ‪.‬‬ ‫والمتام ف الصلة قتامئد‪ ،‬ولي س بمكتاهن ‪ ،‬وميمكن كل مسلم أن يمؤم النتاس ضدمن الشروط الشرعي ةو ‪.‬‬ ‫وميمكن للدمسلم أن يمؤدي فرامئضه كلهتا دون واسط ة‪ ،‬ومتا يسبه النتاس من ضرورة )الطوف( ف الج‬ ‫ل‪ :‬فل أصل له ف الدين‪ ،‬فلي س ف الج متا يتتاج إل ُملَةّق نة‪ ،‬ويمكف ي أن يتعّلم السلم كيفي ة أداء عبتادته‪،‬‬ ‫مث ً‬ ‫حت يقوم بتا كدمتا أمر ال تعتالو ‪.‬‬ ‫ومن ارتمكب من السلدمني ذنبتا صغيا أو كبيا‪ ،‬فقد منحه ال مطهرات وممكفرات شت‪ ،‬من الوضوء‬ ‫والصلة والصيتام والصدق ة وذكر ال‪ ،‬ومتا يصيب الرء من أذى ومن‪ ،‬ث الستغفتار والتوب ةو ‪ .‬ول يتتاج إل‬ ‫كتاهن يعتف له بذنبه‪ ،‬يسأله التوسط له عند الو ‪ .‬وإذا سألكن عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذان دعان‪...‬‬ ‫]البقرة ‪ [2/186‬قل يا عبادين الذين أسرفوا علىن أنفسهم ل تقنطوا من رحمة الله إنن الله يغفر الذنوب جمينعا إنه هو الغفور الرحيم‪‬‬ ‫]الزمر ‪[39/53‬و ‪.‬‬ ‫وعلدمتاء الدين ف السلم‪ :‬هم ورث ة النبيتاء وقتادة الم ة‪ ،‬وهم خباء ف اختصتاصهم‪ ،‬يرجع إليهم كدمتا‬ ‫يرجع إل كل ذي علم ف علدمهو ‪... .‬فاسأل به خبيرا‪] ‬الفرقتان ‪... [25/59‬ول ينبئك مثلن خبير‪] ‬فتاطر‬ ‫‪... [35/14‬فاسألوا أهل الذكر إنن كنتم ل تنعلمونن‪] ‬النحل ‪[16/43‬و ‪.‬‬ ‫ومن حق كل مسلم ‪ -‬إذا شتاء‪ -‬أن يصبح عتالتا دينيتا‪ ،‬بتالدراس ة والتاخصص‪ ،‬ل بتالوراث ة‪ ،‬ول بتاللقب‪،‬‬ ‫‪8‬‬


‫ول بتالزي‪ ،‬ول احتمكتار ف هذا ول تجيو ‪.‬‬ ‫فتالسةةلم يرفض التقسةةيم السةةتورد للنةةتاس والمؤسسةةتات إل ة مةةتا هةةو دينةة‪ ،‬ومةتا هةةو غي ة دينةة‪ ،‬فل انقسةةتام‬ ‫للنتاس ول للتعليم ول للقوانني ول للدممؤسستات‪ ،‬فمكلهتا يب أن تمكون ف خدم ة السلمو ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اليمان باليو‪:‬م الرخر‬ ‫نمؤمن بأن الوت لي س نتاي ة الطتاف‪ ،‬وأن النستان ُخ لِةق للاخلود‪ ،‬وإنتا ينقله الوت من دار إل دار‪ ،‬من‬ ‫دار التابتلء إل دار الزاء‪ ،‬فتاليوم عدمل ول حستاب‪ ،‬وغداً حستاب ول عدمل‪ ،‬وف اليتاة الخرة ُْجتَزى كل‬ ‫تلُد فيدمتا عدملت ‪‬يؤمئذ ييصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم‪ .‬فمن ينعمل مثقال ذرة خيرا يره‪ .‬ومن ينعمل مثقال‬ ‫نف س بتا كسبت‪ ،‬وَ ْ‬

‫ذرة شر ًا يره ‪] ‬الزلزل ة ‪[8-99/6‬و ‪.‬‬ ‫إن كل الديتان السدمتاوي ة دعت إل الميتان بتالخرة ومتا فيهتا من ثواب وعقتاب‪ ،‬وجن ة ونتار‪ ،‬ول سيدمتا‬ ‫السلم الذي جعل قضي ة البعث أحد التاور الت دار عليهتا القرآن‪ ،‬وجتادل فيهتا مشرك ي العرب الذين استبعدوا‬ ‫البعث بعد الوت‪ ،‬فبني لم القرآن أن ال هو الذي ‪ ... ‬يبدأ اللق ثمن ينعيدهن وهو أهون عليه‪] ...‬الروم‬ ‫‪ ،[30/27‬وأن الذي ‪...‬خلقن السموا تن والرض قادر على أنن يخلقن مثلهم ‪] ...‬السراء ‪[17/99‬و ‪.‬‬ ‫ث بني لم أن حمكدم ة الله العظيم العليم القدير‪ ،‬تقتض ي أل ينفض سوق هذا اللق‪ ،‬وقد قتل فيه من‬ ‫قتل‪ ،‬وطغى فيه من طغى‪ ،‬وظلم فيه من ظلم‪ ،‬ول يأخذ الظتال جزاءه‪ ،‬ول الظلوم حقه ‪ ،‬يقول تعتال‪ :‬وما‬ ‫خلقنا السماء والرض ومان بينهما باطل‪ ،‬ذلكن ظن الذين كفروان فويل للذين كفروان من النار‪ .‬أم نجنعل الذين آمنوا وعملوان اليصالا تن كالفسدين‬

‫في الرض أم نجنعلن التقي كالفجار‪] ‬ص ‪ [28-38/27‬وقتال تعتال‪ :‬أفحسبتم أنا خلقناكمن عبثا وأنيكمن إلينا ل ترجنعون‪.‬‬

‫فتنعالى الله اللكن الق‪] ‬المؤمنون ‪[23/115‬و ‪.‬‬ ‫اعتب القرآن أن خلق النستان يمكون عبثتا بل هدف ول حمكدم ة إن ل يُبةعث بعد الوت ليجزى الزاء‬ ‫الوفو ‪ .‬وهذا هو ظن التاديني أو الدهريني‪ ،‬الذين قتالوا‪ :‬نوت ونيتا ومتا يهلمكنتا إل الدهر‍‍! إن ه ي إل أرحتام‬ ‫تدفع‪ ،‬وأرض تبلع‪ ،‬ول ش يء وراء ذلكو ‪ .‬أل متا أحقر اليتاة ومتا أتفههتا إذا كتانت هذه نتايتهتا‍‍!‍‍!‬ ‫رد القرآن على الشركني الذين أنمكروا البعث مستمكثرين على ال أن ُْيِي ي العظتام وه ي رميم‪ ،‬كدمتا أنمكر‬ ‫على الذين عدموا عن عدل ال تعتال وحمكدمته‪ ،‬حني ظنوا أن ُتطوى صفح ة هذه اليتاة‪ ،‬ول يَُمك تاةةفأ السن على‬ ‫إحستانه‪ ،‬ول يزى الشرير بشرهو ‪ .‬كأن هذا المكون لي س له رب يدبره‍‍!‬ ‫ورد القرآن كذلك على الذين توهوا أن الخرة ميمكن أن تنفع فيهتا شفتاع ة الشتافعني‪ ،‬والذين يستطيعون‬ ‫‪9‬‬


‫بنفوذهم‪ :‬أن يعطلوا قتانون العدل‪ ،‬وأن يرتمكب بعض النتاس الظتال والوبقتات‪ ،‬ث تشفع لم آلتهم الت يدعون‬ ‫من دون ال‪ ،‬أو ُك ّهةتاةنةُه مة الذين يتاخذونم وستامئط بينهم وبني اللهو ‪ .‬همكذا ظن الشركون‪ ،‬وظن بعض أهل‬ ‫المكتتاب‪ ،‬فأبطل القرآن هذه الدعوى الزامئف ة بقوة ونصتاع ةو ‪.‬وقتال‪  :‬من عمل صالا فلنفسه ومن أساء فنعليها وما ربك‬ ‫بظلم للنعبيد ‪] ‬فصلت ‪ [41/46‬وقتال سبحتانه‪ :‬من اهتدى فإنا يهتدي لنفسه ومنن ضلن فإنا يضلن عليها ول تزر وازرةن وزر‬ ‫أخرى‪] ...‬السراء ‪ [17/15‬وقتال‪...  :‬من ذا الذي يشفع عندهن إل بإذنهن‪] ...‬البقرة ‪ [2/255‬وقتال سبحتانه‪:‬‬ ‫‪‬وكم من ملكن فين السموا تن ل تغني شفاعتهم شيئا إل من بنعد أن يأذنن اللهن لن يشاء ويرضى‪] ‬النجم ‪ [53/26‬وقتال‪... :‬ول‬ ‫يشفنعون إل لن ارتضىن‪] ...‬النبيتاء ‪ [21/28‬وقتال عن الشركني الرمني ‪‬فما تنفنعهم شفاعة الشافنعي‪] ‬الدثر‬ ‫‪ [74/48‬فبني أن الشفتاع ة ل تمكون إلتا من بعد إذن ال تعتال‪ ،‬ولي س لحد أن يفرض عليه شفتاع ة من ملك‬ ‫أو رسولو ‪.‬‬ ‫كدمتا أثبت أن الشفتاع ة ليست مبذول ة لمكل أحد‪ ،‬فدمن متات مصرا على شركه بتال وكفره به‪ ،‬ل يأذن ال‬ ‫لحد أن يشفع فيه‪ ،‬ولو شفع فشفتاعته مردودة‪ ،‬لن شفتاعتهم إنتا تنفع القصرين من أهل الميتان والتوحيدو ‪.‬‬ ‫وف الخرة تنشر الدواوين‪ ،‬وتنصب الوازين‪ ،‬فيقرأ كل امرئ كتتابه ‪‬اقرأ كتابكن كفىن بنفسكن اليوم عليك حسيبا‬ ‫‪] ‬السراء ‪ ،[17/14‬ووضع اليكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه ويقولون‪ :‬يا ويلتنا ما لهذا اليكتاب ل يغادر صغيرة ول كبيرة‬ ‫إل أحيصاها‪ ،‬ووجدوان ما عملوا حاضر ًان ول يظلم ربك أحدا‪] ‬المكهف ‪[18/49‬و ‪ .‬يوم تد كلن نفس ما عملتن من خير محضر ًا‬ ‫وما عملت من سوء ٍ تول ُاّدن لو أن بينها وبيننه أمدا بنعيدا‪]..‬آل عدمران‪ ،[30:‬فهنتا يد النستان عدمله‪ ،‬ويرى عدمله أمتامه‬ ‫‪‬هذا كتابنا ينطق علييكم بالق‪] ...‬التاثي ة ‪[45/29‬و ‪.‬‬ ‫وهمكذا ينطق المكتتاب بتالق على النتاس‪ ،‬ويأت اليزان حتاكدمتا بتالعدل‪ :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فلن‬ ‫تظلمن نفس شيئا‪ ،‬وإن كانن مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفىن بنا حاسبي ‪] ‬النبيتاء ‪[21/47‬و ‪.‬‬ ‫ث ينته ي هذا الوقف‪ ،‬بتانقستام النتاس إل فئتات ثلث‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫الستابقون القربونو ‪.‬‬ ‫أصحتاب اليدمني و ‪.‬‬ ‫أصحتاب الشدمتالو ‪.‬‬ ‫وهم الذين ذكرهم ال ف سورة الواقع ة‪  :‬فأما إن كانن من القربي فروح وريحانن وجنة ننعيم‪.‬وأمان إن كانن من أصحاب‬ ‫اليمي‪ ،‬فسلم لكن من أصحاب اليمي‪.‬وأمان إن كانن من اليكذبي الضالي‪ .‬فنزل من حميم‪ .‬وتيصليةن جحيم‪ .‬إن هذا لهو حقن اليقي‪‬‬ ‫]الواقع ة‪[95-56/88:‬و ‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫وف الن ة من ألوان النعيم التادي والعنوي متا ل عني رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشرو ‪ .‬‬ ‫فل تنعلم نفس ما أخفين لهم من قرة أعي جزاء با كانوا ينعملونن‪] ‬السجدة ‪ ،[32/17‬وعد اللهن الؤمني والؤمنا ت جنا ت تري‬ ‫من تتها النهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنا ت عدن‪ ،‬ورضوان من اللهن أكبر ذلكن هو الفوز النعظيم‪] ‬التوب ة ‪[9/72‬و ‪.‬‬ ‫وف النتار من ألوان العذاب التادي والعنوي‪ :‬متا ذكره القرآن‪ ،‬وخّوف منه المؤمنني ‪...‬قوا أنفسيكمن وأهلييكم‬ ‫نار ًا وقودها الناس والجارةن عليها ملكئيكة غل ظ شدادن ل ينعيصون اللهن ما أمرهم ويفنعلونن ما يؤمرون‪] ‬التحري ‪[66/6‬و ‪... .‬كلما‬ ‫نضجت جلودهمن بدلناهم جلودان غيرها ليذوقوا النعذاب‪] ...‬النستاء ‪[4/56‬و ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اليمان برسل ال جميعا‬

‫ل‪ ،‬ول يتكهم ُس َدةىةو ‪ .‬بل أرسل إليهم‬ ‫نمؤمن بأن ال تعتال ببتالغ حمكدمته وواسع رحته‪ ،‬ل يدع النتاس ه ً‬ ‫رسله مبشرين ومنذرين‪... ،‬لئل ييكونن للناس علىن الله حجة بنعد الرسلن‪] ...‬النستاء ‪ ،[4/165‬وبعث ف كل أم ة‬ ‫رسول‪... :‬أن اعبدوا اللهن واجتنبوا الطاغو ت‪] ...‬النحل ‪ [16/36‬كدمتا قتال تعتال‪... :‬وإنن من أمة إل خل فيها نذير‬ ‫‪] ‬فتاطر ‪[35/24‬و ‪.‬‬ ‫وقرر القرآن‪ :‬أن ال تعتال ل يتاسب النتاس ول يعتاقبهم‪ ،‬إل بعد أن يقيم الج ة عليهم بإرستال رسول‬ ‫من عنده‪ ،‬يبلغهم دعوته‪ ،‬ويبني لم متا يب عليهم نو ربم‪ :‬وما كنا منعذبي حتىن نبنعث رسول‪] ‬السراء ‪17/1‬‬ ‫‪[5‬و ‪.‬‬ ‫ولذا قرر الققون من العلدمتاء أن المم الاختلف ة من غي السلدمني‪ ،‬ل تقوم عليهتا الج ة‪ ،‬ول تستحق‬ ‫عقتاب المكتافرين‪ ،‬إل بعد أن تبلغهتا دعوة السلم بلوغتا بينتا مشوقتا يدعو إل النظر والتفمكي والبحث ف هذا‬ ‫الدينو ‪ .‬أمتا البلوغ القتاصر‪ ،‬والشّوه‪ ،‬فل تقوم به حج ة على غتافل أو متالفو ‪.‬‬ ‫ومن المؤكد‪ :‬أن البشر كتانوا‪ -‬ول زالوا‪ -‬ف حتاج ة إل رستال ة النبيتاء‪ ،‬الذين اصطفتاهم ال من خلقه‪ ،‬من‬ ‫أصفتاهم معدنتا‪ ،‬وأكرمهم خلقتا‪ ،‬وأوفرهم عقل وحمكدم ة ‪...‬الله أعلم حيث يجنعل رسالته‪] ...‬النعتام ‪،[6/124‬‬ ‫لن العقل وحده غي كتاف ف جتلي ة كل القتامئق‪ ،‬وخصوصتا متا يتصل بتا يبه ال ويرضتاه من عبتادهو ‪ .‬لذلك‬ ‫كتان ف حتاج ة إل مُعِني يسدده إذا أخطأ‪ ،‬ويقومه إذا انرف‪ ،‬وهذا اُل عِةةني هو الوح ي‪ ،‬حت فيدمتا ميمكن للعقل‬ ‫الوصول إليه يمكون الوح ي له نورا على نورو ‪.‬‬ ‫إن مهدم ة الرسل‪ :‬أن يهدوا النتاس إل صراط ال الستقيم الذي يتضدمن كل متا يبه ال من خلقهو ‪.‬‬ ‫وأن يرسوا لم طريق العدل ف القضتايتا المكبى الت قّلدمتا تتفق عليهتا عقول البشر‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪ :‬لقد‬ ‫‪11‬‬


‫أرسلنان رسلنا بالبينا ت‪ ،‬وأنزلنا منعهم اليكتاب واليزانن ليقوم الناس بالقسط‪] ...‬الديد ‪[57/25‬و ‪.‬‬ ‫وأن يمكدموا بينهم فيدمتا اختلفوا فيه‪ ،‬لينزلوا على حمكم الله الذي ل يرده ممؤمن‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪ :‬كانن‬ ‫الناس أمة واحدةن فبنعث الله النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل منعهم اليكتاب بالق ليحيكم بي الناس فيما اختلفوان فيه‪] ...‬البقرة ‪2/21‬‬ ‫‪[3‬و ‪.‬‬ ‫وقد أثبت التتاريخ والتجتارب البشري ة أن النتاس ف حتاج ة إل مرجعي ة تشريعي ة أعلى منهم‪ ،‬ترّدهم ال متا‬ ‫فيه خيهم ومصلحتهم‪ ،‬ول تَ​َد عةةهم لعقولم وحدهتا‪ ،‬فمكثيًا متا َتبّني لم الي من الشر‪ ،‬ث تغلبهم الهواء‬ ‫والشهوات والصتال الذاتي ة والعتاجل ة‪ ،‬فيقرون من القوانني والنظدم ة متا يضرهم ول ينفعهم‪،‬كدمتا رأينتا ف أمريمكتا‬ ‫حيندمتا حتاولت بعض الوليتات)‪ (2‬تري الدمر لثبوت أضرارهتا‪ ،‬ث غلبت الهواء فأصدرت تشريعهتا بإبتاحتهتا‪:‬‬ ‫صنعتا وترويتا وشربتا واجتتاراًو ‪.‬‬ ‫وقد اقتضت حمكدم ة ال سبحتانه أن يمكون كل رسول من الرسل مبعوثتا إل قومه‪ ،‬وأن تمكون رستالته‬ ‫موقوت ة بزمن معني‪ ،‬حت يبعث ال نبيتا آخر‪ ،‬فينسخ من أحمكتامهتا متا شتاء ال‪ ،‬متا ينتاسب الزمتان والمكتانو ‪ .‬كدمتا‬ ‫قتال تعتال‪... :‬ليكلن جنعلنا منيكم شرعة ومنهاجا‪] ...‬التامئدة ‪ [5/48‬وقد يعدمل النب بشرع من سبقه‪ ،‬كدمعظم‬ ‫أنبيتاء بن إسرامئيلو ‪.‬‬ ‫حت شتاء ال تعتال أن يبعث ختات رسله مدمدا بتالرستال ة العتام ة التالدة الشتامل ة‪ ،‬فه ي عتام ة ف المكتان‪،‬‬ ‫ختالدة ف الزمتان‪ ،‬شتامل ة لمكل شمؤون بن النستان‪ ،‬قتال تعتال‪ :‬ومان أرسلناكن إل رحمة للنعالين‪] ...‬النبيتاء‬ ‫‪ ،[21/107‬وقتال‪ :‬ما كان محمد أبا أحد من رجاليكم وليكن رسول اللهن وخات النبيي‪] ...‬الحزاب ‪[33/40‬و ‪ .‬وقتال‪:‬‬ ‫‪...‬ونزلنا عليك اليكتاب تبيانا ليكل شئن وهدى ورحمة وبشرى للمسلمي‪] ‬النحل ‪[16/89‬و ‪.‬‬ ‫كتان ال سبحتانه قد علم أن البشري ة بلغت طور نضجهتا‪ ،‬واستحقت أن يةُْرسل إليهتا آخر رسول‬ ‫بآخر كتتاب‪ ،‬بآخر شريع ة‪ ،‬وأن يضدمّنهتا من الصول والبتادئ متا يعلهتا صتال ة لمكل زمتان وممكتانو ‪ .‬فأودع بهتا‬ ‫من عنتاصر اللود‪ ،‬وعوامل السع ة والرون ة متا ل تضيق به عن مواكب ة التطور‪ ،‬وإعطتاء العلج لمكل داء من‬ ‫صيدلي ة السلم نفسه‪ ،‬وجعل ف مصتادرهتا من الغن والرحتاب ة متا يعلهتا قتادرة على أن جتيب عن كل سمؤال‪،‬‬ ‫وأن ترج من كل مأزق‪ ،‬بل حرج ول تمكلفو ‪.‬‬ ‫وتتدميز العقيدة السلمي ة بأنتا تعتب الميتان بمكل متا أنزل ال من كتتاب‪،‬وبمكل من أرسل ال من رسول‪:‬‬ ‫ركنتا من أركتانتا‪ ،‬ل يصح الميتان إل به‪  ،‬قولوا ‪:‬آمنا بالله ومان أنزل إلينا ومان أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وينعقوبن‬ ‫‪12‬‬


‫والسباطن وما أوتي موسىن وعيسى وما أوتى النبيونن من ربهم ل نفرق بي أحد منهم ونحن له مسلمون‪] ‬البقرة ‪[136 /2‬و ‪.‬‬ ‫ح حة ة ومصدق ة لتا قبلهتا‪ ،‬كدمتا قتال تعتال لرسوله‪  :‬وأنزلنا‬ ‫إنتا عقيدة تةَْبن ول تةَْه دةةم‪ ،‬وه ي ُمتةّدم دمة ة وُمصة ّ‬ ‫إليك اليكتاب بالق ميصدقا لا بي يديه من اليكتاب ومهيمنا عليه‪] ...‬التامئدة ‪[5/48‬و ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العبادات‬ ‫نمؤمن بأن ال تعتال قد خلق المكلفني ليقوموا بق عبتادته سبحتانه‪ ،‬بتاعتبتاره هو التالق لم‪ ،‬والنعم‬ ‫عليهم بتالنعم المكبى‪ :‬نعدم ة اليتاة‪ ،‬ونعدم ة العقل‪ ،‬ونعدم ة البيتان‪ ،‬ونعدم ة تساخي المكون كله لنفع ة النتاس‪ ،‬ونعدم ة‬ ‫إرستال الرسل إليهم‪ ،‬وإنزال المكتب عليهم‪ ،‬وكل النعم الت ييتا ف ظلهتا اللق من ال جل شأنه ‪‬وما بيكم من‬

‫ننعمة فمن اللهن ‪] ...‬النحل ‪ [16/53‬وإن تنعدوان ننعمة اللهن ل تيصوها‪] ...‬إبراهيم ‪ [14/34‬و ]النحل ‪[16/18‬و ‪.‬‬ ‫لذا كتان من حق هذا الرب العلى ‪‬الذي خلقن فسوى‪ .‬والذي قدر فهدى‪] ‬العلى ‪ [3-87/2‬أن يتوجه‬ ‫النتاس إليه بتالعبتادة الت جعلهتا ال تعتال الغتاي ة من خلقهم ‪‬ومان خلقتن الن والنس إل لينعبدون‪] ‬الذاريتات‬ ‫‪[51/56‬و ‪.‬‬ ‫وللعبتادات أهداف‪ :‬الول ‪ :‬تقيق العبودي ة بني العبد وربه ‪ ،‬والثتان ‪ :‬تقوي ة الرح ة بني العبد والنتاس جيعتاً‬ ‫حت الاخلوقتات ‪ ،‬والثتالث ‪ :‬تقوي ة التزكي ة بني العبد وشهوات نفسه ‪ ،‬ول يفتق هدف عن آخرو ‪.‬‬ ‫والعبتادات منهتا متا هو فرض‪ ،‬ومنهتا متا هو نتافل ة‪ ،‬ومنهتا متا هو ظتاهر‪ ،‬ومنهتا متا هو بتاطنو ‪.‬‬ ‫وأهم العبتادات الفروض ة الظتاهرة‪ ،‬ه ي العبتادات الشعتامئري ة المكبى‪ ،‬الت عدت من أركتان السلم‪ ،‬ومبتانيه‬ ‫العظتام‪ ،‬وه ي‪ :‬الصلة والزكتاة والصيتام‪ ،‬وحج بيت ال الرامو ‪ .‬فدمن أنمكر فرضيتهتا أو استاخف برمتهتا‪ ،‬فقد‬ ‫خرج من السلمو ‪.‬‬ ‫ومن هذه العبتادات متا هو بدن مض كتالصلة والصيتام‪ ،‬وإن كتانت الصلة تقوم على الفعل‪ ،‬والصيتام‬ ‫يقوم على الت ك‪ ،‬ومنهتا متا هو متال مض كتالزكتاة‪ ،‬ومنهتا متا يدمع بينهدمتا كتالج والعدمرة‪ ،‬فهو عبتادة بدني ة‬ ‫ومتالي ة معتاًو ‪.‬‬ ‫وهنتا ك عبتادات أخرى من النوافل ملحق ة بذه العبتادات‪ ،‬فهنتا ك صلة النتافل ة‪ ،‬وصدق ة النتافل ة‪ ،‬وصوم‬ ‫النتافل ة‪ ،‬وحج النتافل ةو ‪.‬‬ ‫وهنتا ك عبتادات تطوعي ة أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬تلوة القرآن‪ ،‬وذكر ال تعتال من التسبيح والتحدميد والتهليل‬ ‫والتمكبي والدعتاء والستغفتار‪ ،‬والصلة على النب وآلهو ‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫وهنتا ك عبتادات بتاطن ة لتا منزلتهتا ف الدين ‪ ،‬ومقتامهتا عند ال‪ ،‬مثل‪ :‬إخلص الني ة له‪ ،‬والتوب ة إليه‪ ،‬واليتاء‬ ‫منه‪ ،‬والشي ة له‪ ،‬والتوكل عليه‪ ،‬والشمكر على نعدمتامئه‪ ،‬والصب على بلمئه‪ ،‬والرضتا بقضتامئه‪ ،‬والب ة له‪ ،‬والب ة فيه‪،‬‬ ‫والرجتاء ف رحته‪ ،‬والوف من عذابه‪ ،‬مراقبته ف كل أمرو ‪.‬‬ ‫وهنتا ك من العبتادات غي الشعتامئري ة وأغلبهتا لتقوي ة الرح ة بني العبد والنتاس جيعتاً حت الحستان إل جيع‬ ‫الاخلوقتات من حيوان ونبتات وأرض مثل ‪ :‬بر الوالدين‪ ،‬وصل ة الرحم‪ ،‬والحستان إل اليان‪ ،‬والب بتالضعفتاء‪،‬‬ ‫وإغتاث ة اللهوفني‪ ،‬وتفريج كرب ة المكروبني‪ ،‬والتعتاون على الب والتقوى‪ ،‬والمر بتالعروف والنه ي عن النمكر‪،‬‬ ‫والدعوة إل الي‪ ،‬والنصيح ة ف الدين‪ ،‬والتواص ي بتالق‪ ،‬والتواص ي بتالصب‪ ،‬والتواص ي بتالرح ة‪ ،‬وإكرام اليتيم‪،‬‬ ‫والض على طعتام السمكني‪ ،‬ومقتاوم ة الظلم والفستاد‪ ،‬وتغيي النمكر بتاليد أو بتاللستان أو بتالقلب‪ ،‬وذلك أضعف‬ ‫الميتان‪ ،‬والهتاد بتاليد‪ ،‬أو بتالتال‪ ،‬أو بتاللستانو ‪ .‬وكل خي يقدمه السلم للنتاس‪ ،‬ولو بتابتستام ة حلوة‪ ،‬أو كلدم ة‬ ‫طيب ة‪ ،‬أو إمتاط ة الذى عن الطريقو ‪.‬‬ ‫كل هذا داخل ف العبتادات ‪ ،‬لن العبتادة اسم لمكل متا يبه ال و يرضتاه من القوال والعدمتال ‪ ،‬سواء‬ ‫كتانت من أعدمتال الوار ح أم من أعدمتال القلوب و ‪.‬‬ ‫بل إن سع ي الرء على معتاشه‪ ،‬إذا صّح تة معه نيته‪ ،‬والتزم فيه حدود ال‪ ،‬وراعى حقوق النتاس‪ ،‬من‬ ‫أفضل متا يتقرب به إل الو ‪.‬‬ ‫وهنتا ك من العبتادات متا تقوي التزكي ة بني العبد وشهوات نفسه ‪ ،‬وقضتاء الرء شهوته إذا كتان ف حلل‪،‬‬ ‫ض عل أحدكم صدقة ‪ ،‬قالوا يا‬ ‫ومعه ني ة صتال ة‪ُ :‬يعد من العبتادة ل تعتال‪ ،‬كدمتا جتاء ف الديث‪ » :‬وفي بُ ْ‬ ‫رسول ال أيأحتي أحدنا شهوحته ويكون له فيها أجر؟ قال ‪ :‬أليس إذا وضعها في حرا‪:‬م كان عليه وزر؟‬ ‫فكذلك إذا وضعها في حلل كان له أجر« )‪(3‬و ‪.‬‬ ‫وبذا تتسع العبتادة لتشدمل اليتاة كلهتا‪ ،‬وتشدمل أعدمتال النستان كلهتا ظتاهرة وبتاطن ةو ‪ .‬ويستطيع السلم‬ ‫بسلم ة وجهته‪ ،‬وصدق نيته‪ :‬أن ُيَّولة العتادات والبتاحتات ف حيتاته إل عبتادات وقربتات لربهو ‪ .‬وف الديث‬ ‫الصحيح‪» :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى« )‪(4‬و ‪.‬‬ ‫وبذا تصبح الرض كلهتا مرابتا ومسجدا للدمسلم‪ ،‬يعبد ال فيه بمكل متا يقدمه من سع ي ونشتاطو ‪ .‬فتالزارع‬ ‫يعبد ال بتالحستان ف زراعته‪ ،‬والصتانع يعبده بتالحستان ف صنتاعته‪ ،‬والتتاجر يعبده بتالحستان ف جتتارته‪،‬‬ ‫والوظف يعبده بتالحستان ف وظيفته‪ ،‬والطتالب يعبده بتالحستان ف دراسته‪ ،‬وهمكذا كل إنستان يعبد ربه‬ ‫بإحستان متا وكل إليه‪ ،‬وامئتدمن عليهو ‪ .‬وبذا تسدمو اليتاة‪ ،‬ويتزكى النستان‪ ،‬وترقى المم حقتاً إذا وضعت أيديهتا‬ ‫‪14‬‬


‫ف يد ال‪ ،‬وعندمئٍذ يرج الشيطتان من ستاحتهتا مهزومتاً مدحوراًو ‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مكار‪:‬م الرخل ق‬ ‫نمؤمن بأن السلم قد ُعن بتالخلق عنتاي ة فتامئق ة حت إن ال تعتال مد ح رسوله فقتال‪ :‬وإنكن لنعلىن خلقن‬ ‫عظيم‪] ‬القلم ‪[68/4‬و ‪ .‬وحت إن الرسول ليحدد لنتا مهدمته فيقول‪» :‬بعثت لحتمم مكار‪:‬م الرخل ق«)‪(5‬و ‪ .‬وحت‬ ‫إن السلم جعل للفرامئض التعبدي ة – الت ه ي أركتان السلم – غتايتات أخلقي ة‪ ،‬تدف إل تقيقهتا ف حيتاة‬ ‫النتاس‪ ،‬فإذا ل تقق هذه الغتايتات‪ :‬كتانت قتاصرة‪ ،‬جديرة أل يقبلهتا ال عز وجلو ‪.‬و ‪ .‬فتالصلة‪... :‬تنهىن عن‬ ‫الفحشاء والنيكر ‪] ...‬العنمكبوت ‪ ،[29/45‬والزكتاة‪... :‬تطهرهم وتزكيهم بها‪] ...‬التوب ة ‪ ،[9/103‬والصيتام‪... :‬‬

‫‪‬لنعليكم تتقون‪] ‬البقرة ‪ ،[2/183‬والج‪... :‬فلن رفث ول فسوق ول جدال فين الاّج‪] ...‬البقرة ‪[2/97‬و ‪.‬‬ ‫وإذا ل تمؤت هذه العبتادات ثراتتا الخلقي ة‪ ،‬فتالديث يقول‪» :‬رب قائم ليس له من قيامه إل‬ ‫السهر‪ ،‬ورب صائم ليس له من صيامه إل الجوع« )‪ ،(6‬ويقول‪» :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس‬ ‫ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه« )‪(7‬و ‪ .‬بل إن السلم ليجعل هذه الخلق مسدة للميتان الصحيح‪،‬‬ ‫فتالقرآن وصف المؤمنني بأنم‪ :‬الذين هم في صلتهم خاشنعون‪ .‬والذين هم عن اللغون منعرضون‪ .‬والذين هم للزكاةن فاعلون‪.‬ن والذين‬ ‫هم لفروجهم حافظون‪ ...‬والذين هم لماناتهم وعهدهم راعونن‪] ‬المؤمنون ‪ [8-23/1‬و ‪.‬‬ ‫والحتاديث الصحتا ح جتسد الميتان ف فضتامئل وأخلق‪» :‬من كان يؤمن بال واليو‪:‬م الرخر فليصل‬ ‫رحمه‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليو‪:‬م الرخر فل يؤذ جاره‪ ...‬فليكر‪:‬م ضيفه‪ ،‬فليقل رخيرا أو ليصمت«)‪،(8‬‬ ‫»المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم« )‪(9‬و ‪.‬‬ ‫وتنف ي الميتان عدمن ارتمكب الرذامئل والفواحش‪» :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ،‬ول يشرب‬ ‫الخمر حين يشربها وهو مؤمن‪» ،(10) «...‬ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائ ع إلى جنبه وهو‬ ‫يعلم«)‪(11‬و ‪.‬‬ ‫ولقد أدخل السلم هذه الخلق ف صلب تعتاليدمه الديني ة‪ ،‬الت جتاءت بتا الوامر والنواه ي القرآني ة‬ ‫والنبوي ةو ‪ .‬فتالفضتامئل الخلقي ة داخل ة فيدمتا أمر ال به من الواجبتات‪ ،‬والرذامئل الخلقي ة داخل ة فيدمتا نى ال عنه‬ ‫من الرمتاتو ‪.‬‬ ‫فتالعدل والحستان‪ ،‬والصدق والمتان ة‪ ،‬والوفتاء بتالعهد‪ ،‬والنتاز للوعد‪ ،‬والرح ة بتاللق‪ ،‬والصب ف البأستاء‬ ‫والضراء وحني البأس‪ ،‬واليتاء والتواضع‪ ،‬والعزة بتالميتان‪ ،‬والشجتاع ة والساختاء‪ ،‬والعف ة‪ ،‬واللم والعفو عند‬ ‫‪15‬‬


‫القدرة‪ ،‬وكظم الغيظ‪ ،‬ومثلهتا‪ :‬بر الوالدين‪ ،‬وإيتتاء ذي القرب‪ ،‬والحستان بتالتار‪ ،‬والعطف على السمكني واليتيم‬ ‫وابن السبيل والدم‪ ،‬وإعتان ة الضعيف‪ ،‬وإغتاث ة اللهوفو ‪.‬‬ ‫كل هذه الفضتامئل من أعظم متا أمر به الدين‪ ،‬ومتا حث ال عليه المؤمنني‪ ،‬وبشر به السنني والتقني‪،‬‬ ‫كدمتا ف أوامئل سورة )النفتال(‪ ،‬وأول سورة )المؤمنون(‪ ،‬وأواسط سورة )الرعد(‪ ،‬وأواخر سورة )الفرقتان( ف وصف‬ ‫عبتاد الرحن‪ ،‬وف سورة )الذاريتات( ف وصف التقني السنني‪ ،‬وف سورة )العتارج(‪ ،‬وغيهتا من سور القرآن‬ ‫المكريو ‪.‬‬ ‫ومتا قتابل هذه الفضتامئل من‪ :‬الظلم والبغ ي‪ ،‬والمكذب واليتان ة‪ ،‬والغدر والخلف‪ ،‬والقسوة والوقتاح ة‪،‬‬ ‫والمكب والنوع‪ ،‬والغيب ة والندميدم ة‪ ،‬وشهتادة الزور‪ ،‬واقتاف الفواحش متا ظهر منهتا ومتا بطن‪ ،‬وتعتاط ي‬ ‫السمكرات‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وقطيع ة الرحم‪ ،‬وإيذاء التار‪ ،‬وقهر اليتيم‪ ،‬والقسوة على السمكني وابن السبيل‪،‬‬ ‫وتر ك التواص ي بتالق والصب والرح ة‪ ،‬وتر ك النمكر يستشري‪ ،‬واليب ة من النمكتار على الظتال والخذ على يدهو ‪.‬‬ ‫كل هذه الرذامئل وأمثتالتا تعد من الرمتات‪ ،‬والنمكرات ف السلم‪ ،‬بل بعضهتا يعد من المكبتامئر‪ ،‬كدمتا تدل على‬ ‫ذلك النصوص‪ :‬أرأيت الذي ييكذبن بالدين‪ .‬فذلك الذي يدعن اليتيم ول يحض على طنعام السيكي‪] ‬التاعون ‪،[3-107/1‬‬ ‫»ل يدرخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر« )‪» ،(12‬بحسب امرئ من الشر أن يحقر أرخاه‬ ‫المسلم« )‪ ،(13‬والديث القدس ي‪» :‬أنا أغنى الغنياء عن الشرك من عمل عمل أشرك فيه غيري فهو له‬ ‫كله‪ ،‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعلته عليكم محرما‪ ،‬فل حتظالموا« )‪(14‬و ‪» .‬وإن فساد‬ ‫ذات البين الحالقة« )‪» ،(15‬عدلت شهادة الزور بالشرك بال عز وجل« )‪» ،(16‬درخلت امرأة النار في هرة‬ ‫حبستها حتى ماحتت« )‪» ،(17‬أل أدلكم على أكبر الكبائر؟‪ :‬الشراك بال‪ ،‬وعقو ق الوالدين‪ ،‬ثم قال‪ :‬أل‬ ‫وقول الزور‪ ،‬أل وشهادة الزور« )‪» ،(18‬ل يدرخل الجنة قاط ع« )‪ (19‬فسر بقتاطع الرحم‪ ،‬وهو الرجح‪ ،‬وبقتاطع‬ ‫الطريق‪» ،‬ل يدرخل الجنة قّتات« )‪ (20‬وهو الندمتام ‪» ،‬ول يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ،‬ول يشرب‬ ‫الخمر حين يشربها وهو مؤمن‪ ،‬ول يسر ق السار ق حين يسر ق وهو مؤمن«)‪(21‬و ‪.‬‬ ‫والخلق السلمي ة تدخل ف كل شئ‪ ،‬ول تنفصل عن متال من متالت اليتاة‪ ،‬على خلف‬ ‫فلسف ة الضتارات الخرى الت تفصل بني العلم والخلق‪ ،‬وبني القتصتاد والخلق‪ ،‬وبني السيتاس ة‬ ‫والخلق‪ ،‬وبني الرب والخلق‪ ،‬ف حني يربط السلم هذه المور كلهتا ربطتا ممكدمتا بتالخلقو ‪.‬‬ ‫والسلم ل يقر نظري ة )الغتاي ة تبر الوسيل ة(‪ ،‬ول ييز من أجل الوصول إل الغتايتات النبيل ة الوستامئل‬ ‫التابط ة واللأخلقي ة‪ ،‬وإنتا يصل إل الغتاي ة الشريف ة بتالوسيل ة النظيف ة‪ ،‬ول يقبل أبدا أن يصل إل الق بطريق‬ ‫‪16‬‬


‫البتاطل‪،‬كأن يبن الستاجد بأموال الرشوة والربتا والحتمكتار‪) :‬إن ال طيب ل يحب إل طيبا( )‪(22‬و ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وحدة الّمةل السلمية‬ ‫‪ -1‬نمؤمن بأن الختلف ف فروع الدين ‪-‬اعتقتادي ة أم عدملي ة‪ -‬قتامئم بل ريب‪ ،‬وأنه ل شر فيه ول‬ ‫خطر إذا التُِزمت آداب اللف‪ ،‬بل هو ضرورة ورح ة وسع ةو ‪.‬‬ ‫لقد اقتضت الشيئ ة اللي ة اختلف الفهتام البشري ة للدين‪ ،‬هذا الختلف ينطلق من ضرورة لغوي ة‪ ،‬لن‬ ‫اللغ ة الت تدثت بتا مصتادر هذا الدين‪ ،‬فيهتا القيق ة والتاز‪ ،‬والصريح والمكنتاي ة‪ ،‬والعتام والتاص‪ ،‬والطلق‬ ‫والقيدو ‪.‬و ‪.‬ال‪ ،‬وفيهتا تتفتاوت الفهتامو ‪.‬‬ ‫وهو فطرة بشري ة‪ ،‬لن ال ل يلق البشر نساختاً ممكررة‪ ،‬بل لمكل منهم تفمكيه ونوازعه وإرادته ‪ ،‬منهم‬ ‫البليد‪ ،‬ومنهم الذك ي‪ ،‬ومنهم العبقري‪ ،‬كدمتا أن منهم السهل السدمح الذي مييل إل التيسي‪ ،‬ومنهم الصعب‬ ‫الشديد الذي مييل إل التضييق والتشددو ‪.‬‬ ‫كدمتا أن هذا الختلف رح ة بتالم ة‪ ،‬فلو كتانت الشريع ة رأيتا واحدا‪ ،‬لضتاق المر على الم ة‪ ،‬ول يسع‬ ‫إل فئ ة واحدة من النتاس‪ ،‬وَعُس َرة المر على الخرينو ‪.‬‬ ‫وف هذا الختلف ثراء للفقه‪ ،‬وخصوب ة للشريع ة‪ ،‬وتوسع ة على الم ة‪ ،‬فقد يصلح رأي لزمن ول يصلح‬ ‫لغيه‪ ،‬ويصلح آخر لبلد ف حني ل يصلح لبلد آخر‪ ،‬ويصلح قول ف حتال‪ ،‬على حني ل يصلح ف حتال‬ ‫أخرى‪ ،‬وف التعدد متال للنتقتاء والختيتار‪ ،‬لتجيح متا هو أقوى دليل‪ ،‬وأهدى سبيل‪ ،‬وأوفق بتحقيق مقتاصد‬ ‫الشرع‪ ،‬ومصتال اللقو ‪.‬‬ ‫ولذا كتانت متاول ة رفع اللف‪ ،‬وإلغتاء الذاهب‪ ،‬وجع الدميع على رأي واحد متاول ة غي ممكن ة‪ ،‬وغي‬ ‫مدي ة ‪ ،‬وقد رأينتا كيف اتسع صدر الم ة لتعدد الذاهب‪ ،‬وتنوع الدارس‪ ،‬واختلف الفرقو ‪.‬‬ ‫ومن هنتا كتان الواجب أل نضيق بتاللف‪ ،‬ولمكن نتهد أن نعله خلف ثراء وتنوع‪ ،‬ل خلف صراع‬ ‫وتنتاقض‪ ،‬وأن نلتزم جيعتا بأدب اللف‪ ،‬ونعرف )فقه الختلف( أو متا ستاه بعض إخواننتا من علدمتاء العصر‬ ‫)فقه المئتلف(‪ ،‬بيث تتلف آراؤنتا ول تتلف قلوبنتا‪ ،‬وبيث نقف جيعتا ف قضتايتا الم ة المكبية‪ :‬صفتا واحدا‬ ‫كتالبنيتان الرصوص‪ ،‬يشد بعضنتا بعضتا‪ ،‬ول ندع ُثغرة لعدو متبص‪ ،‬يتسلل منهتا لتدمزيق وحدتنتا‪ ،‬وتفريق‬ ‫كلدمتنتا‪ ،‬ول سيدمتا ف هذه الرحل ة العصيب ة من الزمن‪ ،‬الت ُيمكتاد فيهتا للم ة أعظم كيد‪ ،‬ويتعرض دينهتا للاخطر‪،‬‬ ‫حت إنم لييدون تغييهتا من جذورهتا‪ ،‬بتغيي ثقتافتهتا‪ ،‬وتغيي عقليتهتا‪ ،‬وتغيي هويتهتاو ‪.‬حت التعليم الدين‪،‬‬ ‫‪17‬‬


‫يريدون أن يتدخلوا فيه‪ ،‬ليصنعوا أم ة ل رستال ة لتا‪ ،‬تستسلم لتا يططون‪ ،‬وتستجيب لتا يطلبونو ‪.‬‬ ‫إن الوحدة السلمي ة مطلوب ة ف كل وقت‪ ،‬ولمكنهتا أشد متا تمكون طلبتا ف هذا الوقت‪ ،‬الذي ل ينقذ فيه‬ ‫الّم ةة من الطر إل تضتامنهتا وتنتاصرهتاو ‪.‬‬ ‫ويب أن تبدأ الوحدة بني أهل العلم الذين يقودون جتاهي الم ة بأحمكتام الشرعو ‪ .‬على قتاعدة‪) :‬نتعتاون‬ ‫فيدمتا نتفق عليه‪ ،‬ونتحتاور فيدمتا نتلف فيه(و ‪.‬‬ ‫ومتا نطدمح إليه هو الوار البنتاء التادف الذي يظهر الّق ‪،‬ة ويفتح بتاب التعتاون على اليو ‪ .‬على أن يتم‬ ‫هذا الوار – أول متا يتم ‪ -‬بني أهل العلم والفمكر‪ ،‬ف ظل الختاء والود‪ ،‬وتت راي ة العلدمي ة والوضوعي ة‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن الثتارة الغوغتامئي ة و ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬نمؤمن بتان الصل ف علق ة السلم بأخيه السلم‪ :‬هو حسن الظن به‪ ،‬وحل حتاله على الصل ح متا‬ ‫أممكن‪ ،‬فل يمؤثه ول يفّس قةه ول يبّد عةةه إل بدليل قتاطعو ‪ .‬وأعظم متا يسئ به السلم إل السلم‪ :‬أن يرميه‬ ‫بتالمكفر الكب‪ ،‬الاخرج من مل ة السلم‪ ،‬بدون برهتان من ال‪ ،‬أي بدون نص قطع ي الثبوت‪ ،‬قطع ي‬ ‫الدلل ة‪ ،‬ل يتدمل شمكتا ول جدلو ‪.‬‬ ‫أمتا متا فيه مل للجدل والقيل والقتال‪ ،‬فهو يفسر لصتال السلمو ‪ .‬فدمن ثبت إسلمه بيقني‪ ،‬فإن اليقني ل‬ ‫يزال بتالشكو ‪.‬‬ ‫وقد جتاءت الحتاديث الصحيح ة الستفيض ة تذر من تمكفي السلدمني بعضهم لبعض‪ ،‬فل يوز التهتاون‬ ‫ف ذلك بتال‪ ،‬حت تستبيح كل طتامئف ة تمكفي متالفيهتاو ‪» .‬ومن دعا رجلً بالكفر‪ ،‬أو قال‪ :‬عدو ال‪ ،‬وليس‬ ‫كذلك‪ ،‬إلّ حار عليه« )‪(23‬و ‪» .‬إذا قال الرجل لرخيه يا كافر‪ ،‬فقد باء بها أحدهما‪ .‬فإن كان كما قال‪،‬‬ ‫وإلّ رجعت إليه« )‪(24‬و ‪.‬‬ ‫فتالتمكفي‪ :‬خطيئ ة ديني ة‪ ،‬وخطيئ ة علدمي ة‪ ،‬وخطيئ ة اجتدمتاعي ة‪ ،‬لنه يمؤدي إل تزيق الم ة الواحدة‪ ،‬ويقع‬ ‫فيهتا متا حذر منه الرسول ‪ ‬بقوله‪» :‬ل حترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض« )‪(25‬و ‪.‬‬ ‫وإن جتاز التمكفي بأدلته‪ ،‬فينبغ ي أن يمكون للنواع ل للشاختاص‪ ،‬فيقتال‪ :‬من قتال كذا وكذا فهو كتافر‪،‬‬ ‫ومن فعل كذا فهو كتافر‪ ،‬ومن أنمكر كذا فهو كتافرو ‪.‬و ‪.‬و ‪ .‬ول يوز أن يقتال عن إنستان بعينه‪ :‬فلن كتافر‪ ،‬إل‬ ‫بعد مواجه ة وتقيق وتحيص‪ ،‬تنتف ي معه كل شبه ة‪ ،‬وهذه ل يستطيعهتا إلّ القضتاءو ‪.‬‬ ‫ومن هنتا نقول‪ :‬إن إعطتاء عتام ة الفراد حق المكم على شاخص بتالردة‪ ،‬ث المكم عليه بتاستحقتاق‬ ‫العقوب ة‪ ،‬وتديدهتا بأنتا القتل ل غي‪ ،‬وتنفيذ ذلك بل هوادة‪ ،‬يدمل خطورة شديدة على دمتاء النتاس وأموالم‬ ‫‪18‬‬


‫وأعراضهم‪ ،‬لن مقتضى هذا أن يدمع الشاخص العتادي ‪-‬الذي لي س له علم أهل الفتوى‪ ،‬ول حمكدم ة أهل‬ ‫القضتاء‪ ،‬ول مسمؤولي ة أهل التنفيذ ‪ -‬سلطتات ثلثتا ف يده يفت‪ -‬وبعبتارة أخرى يتهم – ويمكم وينفذ‪ ،‬فهو‬ ‫الفتتاء والدعتاء والقضتاء والشرط ة جيعتا‍‍!‍‍!‬ ‫‪ - 3‬نمؤمن بوحدة أهل القبل ة رغم كّل أنواع اللف‪ ،‬وأن السلدمني حيثدمتا كتانوا أم ة واحدة‪ ،‬بعد أن‬ ‫رضوا بتال تعتال ربتا‪ ،‬وبتالسلم دينتا‪ ،‬وبحدمد ‪ ‬نبيتا ورسول‪ ،‬وبتالقرآن إمتامتا ومنهتاجتاو ‪ .‬يقول تعتال‪:‬‬ ‫‪‬إن هذه أمتيكم أمة واحدةن وأنا ربيكم فاعبدونن ‪] ‬النبيتاء ‪[92 /21‬و ‪.‬‬ ‫وهم ‪ -‬بمكم وحدة العقيدة‪ ،‬ووحدة الشريع ة‪ ،‬ووحدة الغتاي ة‪ -‬جتدمعهم الخوة الميتاني ة‪ ،‬والسلم يعل‬ ‫لذه الخوة حقوقتا ثتابت ة ف النصرة والتمكتافل والرعتاي ة »المسلم أرخو المسلم‪ :‬ل يظلمه ول يسلمه«)‪ (26‬أي ل‬

‫يتاخلى عنه »المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم‪ ،‬ويجير عليهم أقصاهم‪ ،‬وهم يد على من سواهم«)‪(27‬و ‪.‬‬ ‫وإن من أفضل العدمتال عند ال السع ي ف التقريب بني السلدمني‪ ،‬وإصل ح ذات بينهم‪ ،‬وإزال ة أسبتاب‬ ‫الشقتاق بني طوامئفهم وجتاعتاتم‪  :‬إنا الؤمنون إخوةن فأصلحوا بي أخوييكم واتقوا الله لنعليكمن ترحمون ‪] ‬الجرات‬ ‫‪[49/10‬و ‪.‬‬ ‫وف الديث‪» :‬أل أرخبركم بأفضل من درجة الصلة والصيا‪:‬م والصدقة؟ قالوا‪ :‬بلى ‪ ،‬قال‪ :‬إصل ح‬ ‫ذات البين ‪ ،‬فإن فساد ذات البين هي الحالقة«)‪(28‬و ‪.‬‬ ‫إّن السلدمني إخوة‪ ،‬جعتهم العقيدة الواحدة‪ ،‬والقبل ة الواحدة‪ ،‬والميتان بمكتتاب واحد‪ ،‬ورسول واحد‪،‬‬ ‫وشريع ة واحدة‪ ،‬وأن عليهم أن يزيلوا كل العوامل الفرق ة لدمتاعتهم‪ ،‬من الضوع للعصبيتات العنصري ة والقليدمي ة‪،‬‬ ‫ومن التبعي ة للدمنتاهج والنظدم ة الستوردة‪ :‬مييني ة أو يستاري ة‪ ،‬ومن الرتتاء ف أحضتان الولءات العتادي ة لمتنتا‬ ‫غربي ة أو شرقي ة‪ ،‬ومن اتبتاع الهواء والنتانيتات التاكدم ة‪ ،‬الت تدوس مصتال الم ة المكبية‪ ،‬ف سبيل مطتامعهتا‬ ‫الصغية‪ ،‬وممكتاسبهتا القريب ةو ‪.‬‬ ‫كدمتا أن عليهم أن ينتقلوا بتالتضتامن السلم ي القتامئم‪ ،‬من مرحل ة المكلم إل مرحل ة العدمل‪ ،‬وأن يشدوا‬ ‫أزره‪ ،‬ويوسعوا نطتاقه‪ ،‬حت يصل إل شمكل سيتاس ي من أشمكتال التتاد أو التمكتل ف عتالنتا العتاصر‪ ،‬الذي ل‬ ‫يعيش فيه الصغي إل ف حتاي ة المكبي‪ ،‬ول تنجح فيه إل الدول أو المكتل المكبى‪ ،‬وأمتنتا جديرة أن تمكون كتل ة‬ ‫كبى‪ ،‬إذا استجتابت لنداء ربتا‪ :‬واعتيصموا بحبل اللهن جمينعا ول تفرقوا‪] ‬آل عدمران ‪ [103 /3‬ول تيكونوا كالذين‬ ‫تفرقوا واختلفوا من بنعد ما جاءهم البينا تن‪] ...‬آل عدمران ‪  ،[105 /3‬ول تنازعوا فتفشلوان وتذهب ريحيكم‪] ...‬النفتال‬ ‫‪[8/46‬و ‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫وعلى السلدمني متضتامنني‪ ،‬أن يعدملوا على ترير "الرض السلمي ة" من غتاصبيهتا‪ ،‬وفق توّج هة يأخذ ف‬ ‫الستابتات الصتال السلمي ة العليتا‪ ،‬والتاجتات والقتضيتات العسمكري ة والقتصتادي ة والبشري ةو ‪ .‬وعدملهم ف هذا‬ ‫من أفضل الهتاد ف سبيل ال و ‪ .‬فدمن عجز وحده عن مقتاوم ة الغزاة‪ ،‬وعن ترير أرضه‪ ،‬فعلى جيع السلدمني أن‬ ‫يعتاونوه بتا يستطيعونو ‪.‬‬ ‫ولفلسطني – ختاص ة – ممكتان ف جهتاد السلدمني اليوم ‪ ،‬فه ي أرض النبوات‪ ،‬ومسرى النب ‪ ،‬وبلد‬ ‫السجد القصى‪ ،‬وه ي قضي ة كل مسلم‪ ،‬فعلى الم ة السلمي ة كلهتا‪ :‬أن تعتاون أهلهتا بمكل متا يتتاجون إليه‪،‬‬ ‫حت تتحرر أرضهتا السليب ة‪ ،‬ويستعيد شعبهتا حقه‪ ،‬ويقيم دولته الستقل ة ف أرضهو ‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المصادر المعصومة للسل‪:‬م )القرآن والسنة(‬ ‫‪ -1‬نمؤمن بأن الصدر الول لعقيدة السةلم وش ريعته‪ ،‬ولخلقةه وقيدمةه ‪ ،‬ومفةتاهيدمه ومعةتاييه‪ ،‬هةو القةرآن‬ ‫المكريو ‪ .‬وهو الصةدر العصةوم الةذي ل يةأتيه البتاطةل مةن بنية يةديه ول مةن خلفةه‪ ،‬وهو أصةل الصةول‪ ،‬ومصةدر‬ ‫الصتادر‪ ،‬إذ به يُْس تَةةدل على الصتادر الخرى‪ ،‬حت السن ة نستدل على حّج يّةتهتا بتالقرآنو ‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬وضبطه مةن التحريف بةتالنقص أو‬ ‫ص القةرآن كةتام ً‬ ‫ول يوجد مسةلم يلةتزم بتالشةهتادتني ميةتاري فة ثبةوت نة ّ‬ ‫الزيتادة‪ ،‬وف حّج يةتةةه‪ ،‬مةةن أي مةةذهب كةةتان‪ ،‬ومن أي طتامئفةة ة كةةتان‪ ،‬يسةةتوي فة ذلةةك السةةن والعفةةري والزيدي‬ ‫والبتاض يو ‪.‬‬ ‫إن القرآن هو كتتاب السلدمني جيعتا‪ ،‬وقد خصه ال بتالبتان ة والتيسي والفظ‪... :‬وأنزلنننا إلييكننم ننورا مبينننا‪‬‬ ‫]النسةةتاء ‪[4/147‬و ‪ .‬ولقنند يس نرنا القننرآنن للننذكر فهننل مننن منندكر‪] ...‬القدمةةر ‪  [54/17‬إنننا نحننن نزلنننا الننذكر وإنننا لننه لننافظونن‪‬‬ ‫]الجر ‪[15/9‬و ‪.‬‬ ‫وقد أنزله ال تعتال )قرآنننا عربي ن ًا(‪ ،‬وجعله )حيكم ن ًا عربينناً(‪ ،‬فهو عرب اللستان‪ ،‬ولمكنه عتال ي الضةةدمون والِوْج َه ة ةةة‪،‬‬ ‫كدمتا قتال تعتال‪ :‬تبننارك الننذي ننزل الفرقننان علنىن عبننده لييكننونن للنعننالي ننذيرا‪] ‬الفرقتان ‪ [25/1‬ولذا وجب على السلدمني أن‬ ‫يتجوا معتانيه إل لغتات العتال الاختلف ة‪ ،‬حت يبّلغوا رستال ة ال إل النتاس‪ ،‬ويقيدموا الجةة ة عليهةم‪ ،‬وي بأوا مةةن تبعة ة‬ ‫التقصي‪ ،‬ويثبتوا عتالي ة الدعوةو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬والسّن ة الصحيح ة ه ي الصدر الثةتان للسةلم بعةد القةرآنو ‪ .‬وه ي النقول ة إلينةتا بةتالطرق الوثوق بةتا عةن‬ ‫الصحتاب ة وأهةل الةبيت رض ي الة عنهةم جيعةتاًو ‪ .‬وقد جعةل الة مةن مهّدمة ةة رس وله أن يةبّني القةرآن للنةتاس ‪...‬وأنزلنننا‬ ‫إليننك الننذكر لتننبي للننناس مننا ل ُن نإ لِاّزل إليهننم‪] ...‬النحل ‪[16/44‬و ‪ .‬فتالقرآن ميثل )الَُد ىة الل ي( للعتالني‪ ،‬والسن ة تثةل )البيةةتان‬ ‫‪20‬‬


‫النبوي( للنتاس بتا جتاء عن النب ‪ ‬من أقوال أو أفعتال أو تقريراتو ‪ .‬وقد تفسر مةتا أجلةه القةرآن‪ ،‬أو تصةص مةتا‬ ‫عدمدمه‪ ،‬أو تقيد متا أطلقهو ‪ .‬وقد أمر ال بطتاع ة رسوله‪ ،‬لنه ل ينطق عن الوى‪ ،‬فطتاعته من طتاع ة ال‪ ،‬كدمتا قةةتال‬ ‫تعةةتال‪ :‬من ننن يط ننع الرسن ننول فق نند أطن نناع اللن نهن‪] ...‬النسةةتاء ‪ [4/80‬ولةذا قةةرن بني ة طتاعةة ة رس وله وطةتاعته‪ ،‬ورت ب عليهدمةةتا‬ ‫الهتداء ومب ة ال‪ ،‬فقتال‪ :‬قل أطينعوا الله وأطينعوا الرسول‪ ...‬وإن تطينعوهن تهتندوا‪] ...‬النور ‪  [24/54‬قننل إنن كنتنم تبنونن‬ ‫الله فاتبنعونين يحببيكم الله ويغفر ليكمن ذنوبيكم‪] ...‬آل عدمران ‪[3/31‬و ‪.‬‬ ‫ول ميمكن فهم القرآن فهدمتا صحيحتا متمكتامل بةةدون السةن ة ‪ ،‬سةواء كةتانت سةةن ة قوليةة ة‪ ،‬وه ي غةتالب السةةن ة‪،‬‬ ‫أم سةةن ة عدمليةة ة‪ ،‬مثةةل السةةنن ال ةواردة ف ة بيةةتان الصةةلوات الدمةة س‪ ،‬وبيةةتان منتاسةةك الةةج‪ ،‬وه ي سةةنن عدمليةة ة ثبتةةت‬ ‫بتالتواتر اليقين و ‪.‬‬ ‫كدمتا ل ميمكن فهم السن ة فهدمتا سةليدمتا إذا ُفصلت عةن القةرآن‪ ،‬بةل لبةد أن تةُْف َه ةمة فة إطةتاره وف ضةومئه‪ ،‬إذ‬ ‫ل يوز للبيتان أن ينتاقض البّني و ‪ .‬ة ة ة‬ ‫والسن ة بوصفهتا مصدرا مبّينتا للقرآن‪ ،‬وتتاليتا له‪ :‬ل خلف عليهتا بني الذاهب والدارس السلمي ة كلهتاو ‪.‬‬ ‫اله ةةم‪ :‬أن يفه ةةم كل الص ةةدرين )الق ةةرآن والس ةةن ة( ف ة إط ةةتار اللغ ةة ة العربي ةة ة ال ةةت ن ةةزل ب ةةتا الق ةةرآن‪ ،‬وورد ب ةةتا‬ ‫صلةهتا العلدمتاء الثقتات‪ ،‬وبتاص ة علدمتاء أصول الفقه‪ ،‬وه ي قواعد أكثرهتا متفق عليه‪،‬‬ ‫الديث‪ ،‬ووفق القواعد الت أ ّ‬ ‫وأقلهتا متلف فيه و ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إّن مصتادر التشريع الخرى كتالجتاع والقيتاس والعقل والستصل ح والستحستان والعرف وشرع مةةن‬ ‫قبلنتا والستصحتاب إنتا تمكتسب حّج يةتهتا من خلل الصدرين الستاسيني‪ :‬القرآن والسنّ ةو ‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الشريعة والفقه والجتهاد‬ ‫‪ -1‬نمؤمن بأن الشريع ة السلمي ة ه ي وح ي ال تعتال الذي يتدمثل ف القرآن المكري‪ ،‬وف صحيح السن ة‬ ‫النبوي ة‪ ،‬وأن الفقه السلم ي‪ ،‬هو عدمل )العقل السلم( الذي اجتهد ف فهم القرآن والسن ة‪ ،‬واستنبتاط الحمكتام‬ ‫العدملي ة منهدمتاو ‪ .‬فتالشريع ة وح ي ربتان‪ ،‬والفقه عدمل إنستانو ‪.‬‬ ‫ولمكن هذا الفقه منضبط ف اجتهتاده وتفمكيه واستنبتاطه بعتايي شرعي ة وعقلي ة ولغوي ة يلتزم بتا الفقيه‬ ‫السلمو ‪ .‬وقد انفرد السلدمون بعلم ابتمكروه ‪ ،‬يعد من مفتاخر تراثنتا العلدم ي السلم ي‪ ،‬وهو علم )أصول الفقه(‬ ‫الذي به ينضبط الستدلل فيدمتا فيه نص‪ ،‬وفيدمتا ل نص فيهو ‪ .‬وحت قبل أن يدون علم )أصول الفقه( بطريق ة‬ ‫‪21‬‬


‫منهجي ة كتان فقهتاء السلدمني منضبطني بذه الضوابط‪ ،‬من غي اصطلحتات ول تسدميتاتو ‪ .‬يستوي ف ذلك‬ ‫من عُِرفوا بدرس ة الثر‪ ،‬ومن عُِرفوا بدرس ة الرأيو ‪.‬‬ ‫ومن الهم أن نعلم هنتا أن الشريع ة ل توجد معلق ة ف الواء‪ ،‬بل توجد داخل الفقه السلم ي ف‬ ‫مدموعه‪ ،‬متا كتان مدمعتا عليه‪ ،‬ومتا كتان متلفتا فيهو ‪ .‬متا كتان منه ثتابتتا بتالوح ي‪ ،‬ومتا كتان ثتابتتا بتالجتهتاد‪ ،‬متا دام‬ ‫اجتهتادا من أهله ف مله‪ ،‬فقد دخل ف الشريع ة‪ ،‬أو دخلت فيه الشريع ةو ‪.‬‬ ‫والذين يريدون منتا أن نتاخلى عن الفقه السلم ي أو نلغيه من ثقتافتنتا يريدون ف القيق ة أن نلغ ي‬ ‫الشريع ة كلهتا من حيتاتنتا‪ ،‬إذ ل وجود لتا إل ف بطن هذا الفقهو ‪.‬‬ ‫ولمكن الطلوب منتا أن نناخل هذا الفقه‪ ،‬وندميز بني متا له طتابع الثبتات‪ ،‬ومتاله طتابع التغي‪ ،‬أي‬ ‫الحمكتام الت كتانت صتال ة لزمتانتا وممكتانتا‪ ،‬ول تعد صتال ة اليوم لتغّي الظروف‪ ،‬والت قيل ف مثلهتا‪ :‬ل ينمكر‬ ‫تغي الحمكتام بتغي الزمتانو ‪ .‬وهو متا نصت عليه )مل ة الحمكتام( ف إحدى موادهتاو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ونن ف التتاد العتال ي لعلدمتاء السلدمني نتبن فقه )الدمدرس ة الوسطي ة( الت تفهم النصوص الزمئي ة ف‬ ‫ضوء القتاصد المكلي ة‪ ،‬ول تقيم عداوة ول حربتا بينهدمتاو ‪ .‬وه ي تبحث عن مقصد النص قبل إصدار المكم‪ ،‬كدمتا‬ ‫تفهم النص ف ضوء سيتاقه وملبستاته وأسبتابه‪ ،‬وتدميز بني القصد الثتابت والوسيل ة التغية‪ ،‬كدمتا تلمئم بمكدم ة‬ ‫بني ثوابت الشرع ومتغيات العصر‪ ،‬وتدميز دامئدمتا بني شمؤون العبتادات وشمؤون العتاملت‪ ،‬فتالصل ف الول‬ ‫الظر إل متا أذن به الشتارع‪ ،‬حت ل يشرع النتاس ف الدين متا ل يأذن به الو ‪ .‬والصل ف الثتاني ة الذن‬ ‫والبتاح ة إل متا نص الشرع على ترميهو ‪.‬‬ ‫كدمتا أن الصل ف العبتادات التعبد بتالنص‪ ،‬وعدم النظر إل العلل والدمعتان‪ ،‬ف حني أن الصل ف‬ ‫العتادات والعتاملت هو النظر إل العلل والعتان والقتاصدو ‪.‬‬ ‫نن نمؤمن بتالقول الأثور‪ ،‬الذي تلقته الم ة بتالقبول‪) :‬ان مبن الشريع ة وأستاسهتا على مصلح ة العبتاد‬ ‫ف العتاش والعتاد‪ ،‬وأنهتا عدل كلهتا‪ ،‬ورح ة كلهتا‪ ،‬وحمكدم ة كلهتا‪ ،‬ومصتال كلهتا‪ ،‬وأي مسأل ة خرجت من‬ ‫العدل إل الَْورة‪ ،‬ومن الرح ة إل ضدهتا‪ ،‬ومن المكدم ة إل العبث ‪ ،‬ومن الصلح ة إل الفسدة‪ ،‬فليست من‬ ‫الشريع ة ف ش يء‪ ،‬وإن أدخلت فيهتا بتالتأويل(و ‪.‬‬ ‫‪ -3‬نن نمؤمن بأن بتاب الجتهتاد ف الدين مفتو ح‪ ،‬وسيظل مفتوحتا‪ ،‬لن أحداً ل ميلك إغلق بتاب‬ ‫فتحه ال تعتال ورسوله‪ ،‬بل هو من الفروض المكفتامئي ة على الم ةو ‪ .‬وقد ذهب بعض أمئدمتنتا إل أنه ل يوز أن‬ ‫يلو العصر من متهد‪ ،‬يبني المكم الشرع ي فيدمتا َي ّدة ةللنتاس من أحداثو ‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ونن ف زمننتا أحوج متا نمكون إل الجتهتاد القيق ي‪ ،‬لتغّي زمننتا كثيا عن أزمتان من سبقونتا ف‬ ‫عصر الجتهتاد الفقه ي‪ ،‬وإذا كتان كثي من خلف أب حنيف ة وصتاحبيه‪ ،‬يقولون عنه‪ :‬هذا اختلف عصر‬ ‫وزمتان‪ ،‬ولي س اختلف حج ة وبرهتان‪ ،‬هذا وزمنهدمتا قريب من زمن إمتامهدمتا ‪ ،‬واليتاة فيه ستاكن ة‪ ،‬فمكيف وقد‬ ‫مضت قرون على عصور الجتهتاد‪ ،‬كدمتا أن كل ش يء ف حيتاتنتا تغي عدمتا كتان عليه من قبل؟‬ ‫لذا كتان علينتا أن نفتح بتاب الجتهتاد بمكل أنواعه المكل ي والزمئ ي‪ ،‬الطلق والقّيد‪ ،‬النشتامئ ي ف‬ ‫الستامئل الديدة‪ ،‬والنتقتامئ ي ف الختيتار من الفقه الوروثو ‪.‬‬ ‫ولمكن بتاب الجتهتاد ل ُيفَتح إل لهله ف ملهو ‪ .‬أمتا أهله‪ ،‬فهو كل من استجدمع الشرامئط والمؤهلت‬ ‫الستاسي ة الت اتفق عليهتا الصوليون والفقهتاء‪ ،‬من مثل‪ :‬معرف ة القرآن والسن ة معرف ة راساخ ة تمكنه من الستنبتاط‬ ‫منهدمتا‪ ،‬ومعرف ة اللغ ة العربي ة وعلومهتا مثل ذلك‪ ،‬ومعرف ة أصول الفقه ومقتاصد الشريع ة‪ ،‬والطلع على الفقه‬ ‫واختلف العلدمتاء ومشتاربم‪ ،‬حت تتمكّونة له ملمك ة فقهي ة‪ ،‬يقدر بتا على استنبتاط الحمكتام العدملي ة من أدلتهتا‬ ‫التفصيلي ةو ‪.‬‬ ‫ول بد أن يمكون الجتهتاد ف مله‪ ،‬وهو الظّن من الحمكتام‪ ،‬ونعن به متا كتان دليله ظنيتا ف ثبوته‬ ‫أو ف دللته أو فيهدمتا معتاو ‪ .‬ومعظم تفتاصيل الشريع ة من هذا البتابو ‪.‬‬ ‫أمتا )القطعيتات( فل متال للجتهتاد فيهتا وه ي قليل ة جدا‪ ،‬ولمكنهتا مهدم ة جدا‪ ،‬فه ي الت تثل‬ ‫)الثوابت( الت تفظ على الم ة وحدتتا العقدي ة والفمكري ة والوجداني ة والسلوكي ة‪ ،‬حت ل تتفمكك وتتحول إل‬ ‫أممو ‪.‬‬ ‫وإل هذه القطعيتات ترد الظنيتات وتفهم ف ضومئهتاو ‪.‬‬ ‫نن ندعو إل فتح أبواب الفقه القتارن بني الذاهب جيعهتا‪ ،‬للوصول إل فقه إسلم ي جتامع‪ ،‬كدمتا ندعو‬ ‫إل إنشتاء متامع علدمي ة تضّم مّثلني عن الذاهب السلمي ة كّلهتا للبحث والجتهتاد ف القضتايتا المكبية الت تّم‬ ‫الّم ةة كّلهتاو ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫السل‪:‬م والوسطية والتكاملية‬ ‫نمؤمن بنهج الوسطي ة اليتابي ة الت تقوم على التوازن والعتدال ف النظرة لمور الدين والدنيتا‪ ،‬دون‬ ‫غلّو ول تفريطو ‪ .‬ل طغيتان ف اليزان ول إخستار فيه‪ ،‬كدمتا أشتار إل ذلك قوله تعتال‪  :‬أل تطغوا فين اليزان‪ .‬وأقيموا‬ ‫الوزنن بالقسط ول تخسروا اليزان ‪] ‬الرحن ‪[9-55/8‬و ‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫وقد رأينتا السلم يتسم بتالوسطي ة ف كل ش يء‪ ،‬ويعلهتا من خصتامئص أمته الستاسي ة‪  :‬وكذلك‬

‫جنعلناكم أمة وسطان‪] ...‬البقرة ‪[2/143‬و ‪.‬‬ ‫‪ -1‬والوسطي ة الت نمؤمن بتا تثل التوازن اليتاب ف كل التالت‪ ،‬اعتقتادي ة وعدملي ة‪ ،‬متادي ة ومعنوي ة‪ ،‬فردي ة‬ ‫واجتدمتاعي ة و ‪.‬فهو يعدمل ‪-‬ف حيتاة الفرد‪ -‬على الوازن ة بني الرو ح والتادة‪ ،‬بني العقل والقلب‪ ،‬بني القوق‬ ‫والواجبتات‪ ،‬بني الدنيتا والخرة‪  :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفين الخرة حسنة ‪] ...‬البقرة ‪ ،[2/201‬وابتغ فيما آتاك‬ ‫الله الدار الخرة ول تنس نيصيبكن من الدنيا‪] ...‬القصص ‪[28/77‬و ‪.‬‬ ‫ومن نتاحي ة أخرى‪ ،‬يقيم السلم الوازين القسط بني الفرد والتدمع‪ ،‬فل يةُْع ِطة ية الفرد من القوق‬ ‫والريتات متا يتضاخم بتا على حستاب مصلح ة الدموع كدمتا فعلت الرأستالي ة‪ ،‬ول يعطى التدمع من الصلحيتات‬ ‫والسلطتات‪ ،‬متا يعله يطغى ويضغط على الفرد‪ ،‬حت يضدمر وينمكدمش‪ ،‬وتذبل حوافزه ومواهبه كدمتا فعلت‬ ‫الشتاكي ة والشيوعي ةو ‪.‬‬ ‫بل يةُْع ِطة ية الفرد حقه‪ ،‬والتدمع حقه‪ ،‬بل طغيتان ول إخستار‪ ،‬وقد نّظدمت ذلك أحمكتام الشريع ة‬ ‫وتوجيهتاتتاو ‪.‬‬ ‫إننتا نمؤمن بأن الغلو ف الدين مهلك للفرد وللجدمتاع ة‪» :‬إياكم والغلو في الدين‪ ،‬فإنه أهلك من‬ ‫كان قبلكم الغلو في الدين« )‪(29‬و ‪ .‬كدمتا أن النلل عن عروة الدين وقيدمه وعقتامئده وشرامئعه مهلك كذلكو ‪.‬‬ ‫لذا نتبن الفمكر الوسط ي ف كل متال فهو الذي يصلح للم ة‪ ،‬وتصلح به الم ةو ‪.‬‬ ‫فهذا الفمكر‪ :‬وسط بني دعتاة الذهبي ة الضيق ةو ‪.‬و ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة اللمذهبي ة الفرط ةو ‪.‬‬ ‫وسط بني أتبتاع التصوف وإن انرف وابتدعو ‪.‬و ‪ .‬وأعداء التصوف وإن التزم واتبعو ‪.‬‬ ‫وسط بني المكدمني للعقل وإن ختالف النص القتاطعو ‪.‬و ‪.‬و ‪ .‬والغيبني للعقل ولَْو ف فهم النصو ‪.‬‬ ‫وسط بني الذين ينمكرون اللتام مطلقتا‪ ،‬فل يعتفون بوجوده ول بأثرهو ‪.‬و ‪.‬و ‪ .‬والذين يبتالغون ف العتداد‬ ‫به‪ ،‬حت جعلوه مصدراً للحمكتام الشرعي ةو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة التشدد ولو ف الفروع والزمئيتاتو ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة التستاهل ولو ف الصول والمكليتاتو ‪.‬‬ ‫وسط بني القدسني للتاث وإن بدا فيه قصور البشرو ‪.‬و ‪ .‬واُل ْلةِغني للتاث وإن جتّلت فيه روامئع الداي ةو ‪.‬‬ ‫وسط بني فلسف ة الثتاليني الذين ل يمكتادون يهتدمون بتالواقعو ‪.‬و ‪ .‬وفلسف ة الواقعيني الذين ل يمؤمنون بتالثل‬ ‫العليتاو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة الفلسف ة "الليبالي ة" الت ُتقّد سة الفرد وتضاخدمه على حستاب التدمعو ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة الفلسف ة‬ ‫‪24‬‬


‫الدمتاعي ة "التاركسي ة" الت ُتقّد سة التدمع وتضاخدمه على حستاب الفردو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة الثبتات ولو ف الوستامئل واللتو ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة التطور ولو ف البتادئ والغتايتاتو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة التجديد والجتهتاد وإن كتان ف أصول الدين وقطعيتاتهو ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة التقليد وخصوم‬ ‫الجتهتاد‪ ،‬وإن كتان ف قضتايتا العصر الت ل تطر ببتال الستابقنيو ‪.‬‬ ‫وسط بني الذين يةُْه ِدم ةلُةةون النصوص الثتابت ة بدعوى مراعتاة مقتاصد الشريع ةو ‪.‬و ‪ .‬والذين يغفلون القتاصد‬ ‫المكلي ة بتاسم مراعتاة النصوصو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة النفتتا ح على العتال بل ضوابطو ‪.‬و ‪ .‬ودعتاة النغلق على النف س بل مبرو ‪.‬‬ ‫وسط بني دعتاة الغلو ف التمكفي حت كّف رةوا السلدمني التديننيو ‪.‬و ‪ .‬والتستاهلني فيه ولو مع صرحتاء‬

‫الرتدين‪ ،‬العتادين للدين‪ ،‬العدملء لعداء السلدمنيو ‪.‬‬ ‫وسط بني البتالغني ف التحري‪ ،‬حت كأنه ل يوجد ف الدنيتا ش يء اسه حلل‍‍! والبتالغني ف التحليل‪،‬‬ ‫حت كأنه ل يوجد ف الدنيتا ش يء حرام‍‍!‬ ‫وسط بني الستغرقني ف التاض ي الغتامئبني عن التاضر والستقبل‪ ،‬وبني الغفلني لتاضيهم‪ ،‬كأنتا يريدون‬ ‫حذف )الم س( من الزمن‪ ،‬والفعل التاض ي من اللغ ةو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬هذه الوسطي ة التوازن ة تتدمدمهتا تمكتاملي ة شتامل ةو ‪.‬‬ ‫ذلك بأن السلم ل يعل أكب هه التطبيق الظتاهري للجتانب القتانون ف الشريع ةو ‪.‬‬ ‫لمكن معركته الول‪ ،‬ومهدمته المكبى‪ ،‬السع ي الثيث لقتام ة حيتاة إسلمي ة حقيقي ة‪ ،‬ل شمكلي ةو ‪.‬و ‪ .‬حيتاة‬ ‫تعدمل على إصل ح متا بأنف س النتاس‪ ،‬حت يصلح ال متا بم‪ ،‬ف ظلهتا يةبُةَْن النستان المؤمن‪ ،‬والسرة‬ ‫التدمتاسمك ة‪ ،‬والتدمع التابط‪ ،‬والدول ة العتادل ة‪ ،‬الت تتصف بتالقوة والمتان ةو ‪.‬و ‪ .‬حيتاة إسلمي ة متمكتامل ة‪ ،‬توجههتا‬ ‫عقيدة السلم‪ ،‬وتمكدمهتا شريع ة السلم‪ ،‬وتسودهتا مفتاهيم السلم‪ ،‬وتضبطهتا أخلق السلم‪ ،‬وجتدملهتا‬ ‫آداب السلمو ‪.‬‬ ‫حيتاة متدمع متمكتافل متدمتاسك‪ ،‬كتالبنيتان يشد بعضه بعضتا‪ ،‬ل يوع فيه فرد‪ ،‬وجتاره إل جنبه شبعتان‪،‬‬ ‫يتوافر فيه العلم النتافع لمكل جتاهل‪ ،‬والعدمل النتاسب لمكل عتاطل‪ ،‬والجر العتادل لمكل عتامل‪ ،‬والغذاء المكتاف‬ ‫لمكل جتامئع‪ ،‬والعلج النتاجع لمكل مريض‪ ،‬والسمكن الصح ي لمكل مواطن‪ ،‬والمكفتاي ة التتام ة لمكل متتاج‪ ،‬والرعتاي ة‬ ‫التادي ة والجتدمتاعي ة لمكل عتاجز‪ ،‬وبتاص ة الطفتال والشيوخ والرامل والُعوقونو ‪ .‬كدمتا تتوافر ف هذه اليتاة‪ ،‬القوة‬ ‫على كل صعيد‪ :‬القوة ف الفمكر‪ ،‬والقوة ف الرو ح‪ ،‬والقوة ف البدن‪ ،‬والقوة ف الُلق‪ ،‬والقوة ف القتصتاد‪ ،‬والقوة‬ ‫‪25‬‬


‫ف السل ح والعداد‪ ،‬بوار قوة الوحدة‪ ،‬والتدمتاسك‪ ،‬وأستاس ذلك كله قوة الميتانو ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السل‪:‬م والنسان‬ ‫‪ -1‬النستان ف نظر السلم ملوق ممكّرم بذاته ‪ ‬ولقد كاّرمنا بني آدمن ‪] ...‬السراء ‪ [17/70‬وهو‬ ‫مستاخلف ف الرض لعدمتارتتا‪ :‬وإذ قال راّبك للملكئيكة إني جاعل فين الرض خليفة‪] ...‬البقرة ‪ [2/30‬ولّن النستان‬ ‫اخ رةهتا جيعتاً لدمته‪ :‬ألم تروا أاّنن الله ساّخر ليكم ما فين‬ ‫ممكّرم ومستاخلف فقد جعله ال تعتال سيد الاخلوقتات‪ ،‬وس ّ‬ ‫السماوا تن وما فين الرض‪] ...‬لقدمتان ‪ [20/ 31‬وساّخر ليكم ما فين السماوا تن وما فين الرض جمينع ًا منه‪] ...‬التاثي ة‬ ‫‪[45/13‬و ‪.‬‬ ‫وقد أنعم ال على النستان بجدموع ة من القوق تستاعده على حفظ كرامته وأداء مهّدم تةهو ‪ .‬وأمره بتالتافظ ة‬ ‫عليهتا‪ ،‬وجعلهتا واجبتات أستاسي ة‪ ،‬وف مقّد مةةتهتا حري ة النستان ف اعتقتاد متا يشتاءو ‪ .‬ولقد بلغ السلم ف حرصه‬ ‫على حري ة العقيدة أن أمر السلدمني بتالقتتال دفتاعتاً عنهتا‪  :‬وقاتلوهم حتىن ل تيكونن فتنة‪] ...‬النفتال ‪[8/39‬و ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومن حقوق النستان ف السلم الهتدمتام بتالعقل‪ ،‬وإطلق طتاقتاته ف البحث والتفمكيو ‪ .‬إّن السلم‬ ‫يعدمل على إنشتاء )العقلي ة العلدمي ة( الت تقوم على النظر والتفمكي ف الفتاق والنف س ‪‬أولمن ينظروان في مليكو تن‬ ‫السموا تن والرض وما خلقن اللهن من شيء‪] ...‬العراف ‪ [7/18‬ويتفيكرونن في خلقن السموا ت والرض‪] ...‬آل عدمران‬ ‫‪[3/191‬و ‪.‬‬ ‫ومن قتال‪ :‬أن التفمكي فريض ة إسلمي ة ل يد عن الصوابو ‪ .‬فهذا متا نطق به القرآن‪ :‬قل‪ :‬إنا أعظيكمن‬ ‫بواحدةن أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثمن تتفيكروا‪] ...‬سبأ ‪ ،[34/46‬وتمكرر ف القرآن قوله تعتال‪ :‬أفل تتفيكرون‪ ‬بضع‬ ‫عشرة مّرةو ‪ .‬كدمتا أمر بتالنظر وحث عليه ف آيتات كثية‪ ،‬مثل قوله تعتال‪ :‬قل انظروان ماذا فين السموا تن والرض‪...‬‬ ‫]يون س ‪ ،[10/101‬أفل ينظرونن‪]  ..‬الغتاشي ة ‪ [17 /88‬أفلمن ينظروان إلى السماء فوقهم كيفن بنيناها وزيناها ومان لها من‬ ‫فروج‪] ‬ق ‪[6/ 50‬و ‪.‬‬ ‫وينمكر السلم التقليد العدمى‪ ،‬والدمود على متا كتان عليه البتاء‪ ،‬أو متا أمر به الستادة والمكباء‪ :‬وإذان‬ ‫قيل لهم اتبنعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كانن آباؤهم ل ينعقلونن شيئا ول يهتدونن‪] ‬البقرة ‪[2/170‬و ‪  .‬وقالوا‬ ‫ربنا إنا أطنعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونان السبيلن‪] ‬الحزاب ‪[33/67‬و ‪.‬‬ ‫كدمتا يرفض السلم اّتبتاع الظن ف مقتام يطلب فيه اليقني ‪‬ومان لهم به من علم إنن يتبنعونن إل الظن وإن الظن‬ ‫ل يغنى من الق شيئا‪] ‬النجم ‪ ،[53/28‬أو إتبتاع الهواء والعواطف الت تضل عن الق‪... :‬ول تتبع الهوى فيضلكن‬ ‫‪26‬‬


‫عن سبيل اللهن‪‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪] .‬ص ‪ ،[38/26‬وذّم ال الشركني بقوله‪  :‬إن يتبنعون إل الظن ومان تهوى النفس ‪] ‬النجم‬

‫‪[53/24‬و ‪.‬‬

‫ول يقبل السلم أي دعوى بل برهتان يثبت صحتهتا‪... :‬قلن هاتوا برهانيكم إنن كنتم صادقي‪] ‬البقرة‬

‫‪2/111‬والندمل ‪[27/64‬و ‪ .‬وكدمتا يعتدمد البهتان ف العقليتات‪ ،‬فهو يعتدمد الشتاهدة ف السيتات ‪...‬أشهدوا خلقهمن‬

‫‪] ...‬الزخرف ‪ ،[43/19‬والتوثيق ف النقليتات ‪‬اكئتونين بيكتاب من قبل هذا أو أثارةن من علم إن كنتم صادقين‪‬‬ ‫]الحقتاف ‪[46/4‬و ‪ .‬وثبوت الوح ي ف الدينيتاتو ‪ .‬كدمتا تدى الذين ُيَّرمون متا أحل ال من الطيبتات بقوله‪... :‬‬ ‫‪‬نبئونين بنعلم إن كنتم صادقين‪] ‬النعتام ‪ [143 /6‬وكذلك الذين قتالوا إن شركهم وقع بشيئ ة ال الت تعن رضتاه‪،‬‬ ‫فقتال لم‪  :‬قل هل عندكمن من علم فتخرجوهن لنا إنن تتبنعون إل الظن وإنن أنتم إل تخرصون‪] ‬النعتام ‪[6/148‬و ‪.‬‬

‫‪ -3‬والسلم يدعو إل العلم والتفوق فيه‪ ،‬والخذ بأحدث أستاليبه‪ ،‬والنزول على حمكدمه ف كل‬ ‫التالتو ‪ .‬ويعتب التفمكي عبتادة‪ ،‬وطلب كل علم تتتاج إليه الم ة فريض ة‪ ،‬والتاخلف عن ركب العلم منمكرا‬ ‫وجرمي ةو ‪ .‬ويرى أن التفوق ف ميتادينه النظري ة والتطبيقي ة‪ ،‬الدني ة والربي ة واجب دينو ‪ .‬وكل وسيل ة تمؤدي إل هذا‬ ‫الواجب‪ ،‬فتاتبتاعهتا واجبو ‪ .‬وهو ل يرى أي تعتارض بني العقل الصريح والنقل الصحيح‪ ،‬فتالعقل‪ -‬كدمتا قرر‬ ‫علدمتاؤنتا ‪ -‬هو أستاس النقل‪ ،‬فبتالعقل ثبت وجود ال تعتال‪ ،‬وثبتت النبوة عتام ة‪ ،‬ونبوة مدمد ختاص ةو ‪ .‬ول يوجد‬ ‫ف ثقتافتنتا تنتاقض بني حقتامئق العلم‪ ،‬وقواطع السلم‪ ،‬فل متال للصراع بينهدمتا‪ ،‬ول يدث ف تتارينتا نزاع بني‬ ‫العلم والدين‪ ،‬كدمتا حدث ف أديتان أخرى‪ ،‬فتالدين عندنتا علم‪ ،‬والعلم عندنتا دينو ‪.‬‬ ‫ومن لوازم هذا الوقف‪:‬‬ ‫أنه يعتز بتالتاث السلم ي‪ ،‬ويستهدي به‪ ،‬ويفرق فيه بني الستوى الل ي العصوم الثتابت‪-‬وهو القليل‪-‬‬ ‫فيلتدم س فيه الدى والنور‪ ،‬والستوى البشري التجدد‪-‬وهو الكثر‪ -‬فيستهدي به‪ ،‬ويتاخي منه‪ ،‬فهو منتارة‬ ‫تدي‪ ،‬ولي س قيدا يعوقو ‪ .‬والسلم ينفتح على تراث العلم والفمكر ف العتال كله‪ ،‬ويلتدم س المكدم ة من أي‬ ‫وعتاء خرجت‪ ،‬وينتفع بتجتارب المم قدميتا وحديثتا‪ ،‬فيدمتا ل يتنتاف مع عقيدته وشريعته وقِيَِدم هة ‪ ،‬فيأخذ منهتا‬ ‫أفضل متا فيهتا‪ ،‬دون تعصب لرأي قدي‪ ،‬ول عبودي ة لفمكر جديدو ‪ .‬ل ينقطع عن التاض ي‪ ،‬ول ينعزل عن‬ ‫التاضر‪ ،‬ول يغفل عن الستقبلو ‪.‬‬ ‫إّن السلم ينفتح على التجرب ة النستاني ة والعلوم الت أثرتتا ف متال النظريتات والليتات والضدمتانتات‪،‬‬ ‫والت تّتصل بدمتاي ة حقوق الشعوب وحريتاتتا‪ ،‬ويعدمل على الخذ بتا دون أيّ ة عقد‪ ،‬لّن المكدم ة ه ي ضتالّ ة‬ ‫المؤمن أّن وجدهتا فهو أحّق النتاس بتاو ‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫صتاة صحيح‬ ‫ومتا يأخذه السلدمون من الفلسفتات والنظدم ة والتجتارب البشري ة مشروط بأن ل يعتارض ن ّ‬ ‫الثبوت‪ ،‬صريح الدلل ة‪ ،‬ول قتاعدة شرعي ة ثتابت ة‪ ،‬بل يتهد التدمع السلم أن يضف ي على هذه القتبستات من‬ ‫روحه ومن قيدمه ومن أحمكتامه متا يعلهتا جزءا من النظوم ة السلمي ة‪ ،‬ويدخل عليهتا من التعديلت‬ ‫والضتافتات متا ينزعهتا من جنسيتهتا الول‪ ،‬ومينحهتا النسي ة السلمي ةو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ومن حقوق النستان ف السلم التافظ ة على الصح ة السدمي ة والنفسي ة والعقلي ة‪» :‬إن لجسدك‬ ‫عليك حقا«)‪(30‬و ‪ .‬ومن حّق البدن على صتاحبه أن يطعدمه إذا جتاع‪ ،‬ويريه إذا تعب‪ ،‬وينظفه إذا اتسخ‪ ،‬ويقّويه‬ ‫ض عُةف‪ ،‬ويداويه إذا مرض‪ ،‬فدمتا أنزل ال داء إل أنزل له شفتاء‪ ،‬علدمه من علدمه‪ ،‬وجهله من جهلهو ‪.‬‬ ‫إذا َ‬ ‫قرر السلم سّن ة ال ف العدوى‪ ،‬وأوجب اتتاذ السبتاب من المصتال واللقتاحتات‪ ،‬وشرع الوقتاي ة من‬

‫المراض عتام ة‪ ،‬ومن العدي ة ختاص ة‪ ،‬وفرض الجر الصح ي ف حتال ة الوبتاء‪ ،‬حفتاظتا على صح ة الدمتاع ةو ‪.‬‬ ‫وأوجب الرعتاي ة الصحي ة الشتامل ة‪ ،‬خصوصتا للموم ة والطفول ة‪ ،‬ويّس رة لمكل عتامل حقه ف الراح ة‪ ،‬ولمكل مريض‬ ‫حقه ف العلج وهو يرعى حقوق السنني والُعوقني ونوهم من ذوي الحتيتاجتات التاص ةو ‪ .‬وييط التانب‬ ‫الصح ي والطب بسور من الحمكتام الشرعي ة‪ ،‬والتوجيهتات الديني ة والخلقي ة‪ ،‬الت يلتزم بتا الطبيب السلم‪ ،‬وكل‬ ‫من يعتاونه ف أمور الوقتاي ة والعلج والتدمريضو ‪.‬‬ ‫ويرحب السةةلم كةةذلك بتالتبيةة ة البدنيةة ة‪ ،‬ويتاخةةذهتا وسيل ة ل غتايةة ة‪ ،‬وه ي التبيةة ة الةةت تع ةّودة السةةم الرون ة‬ ‫والشون ة والقوة‪ ،‬فتالمؤمن القوي خي وأحب إل ال من المؤمن الضعيفو ‪.‬‬ ‫ويط ةةتالب بتالغ ةةذاء المك ةةتاف والنتاس ةةب لمك ةةل إنس ةةتان‪ ،‬وخصوصةةتا الس ةةمكني ال ةةذي يعت ةةب ال ةةض علةةى إطعةةتامه‬ ‫فريضةة ة‪ ،‬وإهتالةةتا مةةن دلمئةةل التمكةةذيب بتالةةدين‪  :‬أرأي ننت ال ننذي ييك ننذب بال ندين‪ .‬ف نذلك ال ننذي ي نندعن الي ننتيم‪ .‬ول يح ننض عل نىن طنع ننام‬ ‫السيكي ‪] ‬التاعون ‪[3-107/1‬و ‪.‬‬ ‫ويتارب‪-‬بتالتشةريع والتةةوجيه‪ -‬فتاحشةة ة الزن والشةةذوذ النسةة ي‪ ،‬ومتا يوصل إليهدمةةتا‪ ،‬كدمةةتا يقةةتاوم السةةمكرات‬ ‫والاخدرات والتدخني‪ ،‬وكل السدموم الضرة بتالجستام والنف س والعقول‪ ،‬فل ضرر ول ضةرارو ‪ .‬ول يةةوز لسةةلم أن‬ ‫يلحق الضرر بنفسه‪ ،‬فوريتا كتان أو متدرجتاو ‪  .‬ول تقتلوا أنفسيكم إنن الله كانن بيكم رحيما‪] ‬النستاء ‪[4/29‬و ‪.‬‬ ‫كدمةةتا ل يةةوز للدمسةةلم أن يضةةر نفسةةه بةةتالوع الطويةل التعدمةةد‪ ،‬ول بتالشةةبع الفةةرط‪ ،‬فةةإن تنةةتاول البتاحةةتات‬ ‫مقيد‪ -‬ف الشريع ة ‪-‬بعدم السراف ‪ ‬كلوان واشربوا ول تسرفوا إنه ل يحب السرفي ‪] ‬العراف ‪[7/31‬و ‪.‬‬ ‫‪ -5‬والسلم يعدمل بوصتايتاه الديني ة‪ ،‬وتوجيهتاته الخلقي ة‪ ،‬وتشريعتاته القتانوني ة على رعتاي ة البيئ ة بمكل‬ ‫ممكونتاتتا‪ ،‬وينهى عن إفستادهتا بأي وجه من وجوه التاخريب أو التلف‪ ،‬أو الهتالو ‪ .‬ويعتب ذلك كله من‬ ‫‪28‬‬


‫الفستاد ف الرض ‪ ،‬الذي نت عنه كل رستالت السدمتاء وأكده القرآن بقوله‪  :‬ول تفسدوان في الرض بنعد‬

‫إصلحها‪] ...‬العراف ‪ ،[7/56‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬والله ل يحب الفساد‪] ‬البقرة ‪[2/205‬و ‪ .‬ولقد قتامت رعتاي ة البيئ ة ف السلم‬ ‫على عدة ركتامئز‪ ،‬ه ي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التشجي والتاخضي‪ ،‬حسبنتا هنتا الديث الرامئع‪» :‬إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة‪ ،‬فإن‬ ‫استطاع أن ل يقو‪:‬م )أي الساعة( حتى يغرسها‪ ،‬فليفعل« )‪ ،(31‬والديث الخر‪» :‬ما من مسلم يغرس غرسا‬ ‫أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إل كان له به صدقة« )‪(32‬و ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العدمتارة والتثدمي‪ ،‬قتال تعتال‪ :‬هو أنشأكم من الرض واستنعمركمن فيها‪] ...‬هود ‪ [11/61‬ومعن‬ ‫)استعدمركم( أي طلب منمكم أن تعدمروهتا‪ ،‬فتالعدمتارة من مقتاصد اللق كتالعبتادةو ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬النظتاف ة والتطهي‪ ،‬قتال تعتال‪... :‬إنن الله يحب التوابي ويحب التطهرين‪] ‬البقرة ‪ ،[2/222‬ولذا جعلت‬ ‫الطهتارة السي ة والمكدمي ة شرطتا لصح ة الصلة‪ ،‬وأوصى السلم بنظتاف ة السم والبيت والطريق والسجد‬ ‫وغيهتاو ‪.‬‬ ‫د‪ -‬التافظ ة على الوارد‪ ،‬بتاعتبتارهتا من نعم ال على النستان‪ ،‬فتالواجب أن يرعتاهتا‪ ،‬ويشمكر ال عليهتا‪،‬‬ ‫فيحفظهتا بتالشمكر‪ ،‬ويستحق الزيد ‪...‬لئن شيكرتيكم لزيدنيكم‪] ...‬إبراهيم ‪ ،[7 /14‬والوارد هنتا تشدمل‪ :‬الثروة‬ ‫اليواني ة‪ ،‬والثروة النبتاتي ة والزراعي ة‪ ،‬والثروة التامئي ة والبحري ة‪ ،‬والثروة العدني ة‪ ،‬وغيهتا‪ ،‬فل يوز تعطيل هذه‬ ‫الثروات‪ ،‬أو إهتالتا‪ ،‬أو العبث بتا أو العتداء عليهتا‪ ،‬لن هذا اعتداء على متال الم ة كلهتا‪ ،‬وعلى حقهتا ف‬ ‫مواردهتاو ‪.‬‬ ‫وقد جتاءت الحتاديث ُت ّذةةرةِم نة قةَْتل عصفور عبثتا‪ ،‬وِم نة قَْطع السدر ف البي ة‪ ،‬وِم نة تةَْر ك جلد اليت ة دون‬ ‫أن يدبغ وينتفع به‪ ،‬وِم نة تةَْر ك اللقدم ة تسقط على الرض دون أن يلتقطهتا أحد‪ ،‬فيدميط عنهتا الذى ويأكلهتا‬ ‫ول يتكهتا للشيطتان‍‍!‬ ‫هة‪ -‬الحستان بتالبيئ ة‪ ،‬فإن ال كتب الحستان على كل ش يء‪ ،‬وهو يأمر بتالعدل والحستانو ‪ .‬والحستان‬ ‫بتالبيئ ة يشدمل الحستان بمكل متا فيهتا‪ :‬الحستان بتالنستان‪ ،‬والحستان بتاليوان‪ ،‬والحستان بتالنبتات‪ ،‬والحستان‬ ‫بتالرض وتربتهتا‪ ،‬والحستان بتالتاء الذي جعل منه كل ش يء ح ي‪ ،‬والحستان بتالواء الذي يتنفسه النستان‪،‬‬ ‫وكل كتامئن ح ي‪ ،‬فدمن أحسن القيتام بذه الشيتاء أوشك أن يمكون من السنني الذين يبهم ال كدمتا قتال‪... :‬‬ ‫‪‬وأحسنوا إن اللهن يحب السني‪] ‬البقرة ‪[2/195‬و ‪.‬‬ ‫و‪ -‬التافظ ة على البيئ ة من التلف‪ ،‬سواء كتان التلف بدافع القسوة‪ ،‬أم بدافع الغضب‪ ،‬أم بدافع‬ ‫‪29‬‬


‫العبث‪ ،‬أم بدافع الهتال‪» ،‬من قط ع سدرة صّو بل ال رأسه في النار« )‪(33‬و ‪.‬‬ ‫ز‪ -‬حفظ التوازن البيئ ي‪ ،‬فإن ال تعتال خلق كل ش يء ف المكون بقدر‪ ،‬وقدر كل ش يء فيه تقديرا‪ ،‬فل‬ ‫ش يء فيه إل بقدار وميزان‪ ،‬قتال تعتال‪ :‬وإنن من شيء إاّل عندنا خزاكئنه‪ ،‬ومان نناّزله إاّل بقدر منعلوم‪] ‬الجر ‪[15/21‬و ‪.‬‬ ‫وهنتا ك ميزان كون يعرفه أولو البصتامئر ل يوز أن مييل‪ ،‬وإنتا مييل بفعل البشر‪ ،‬وطغيتانم وإخستارهم‪ ،‬كدمتا قتال‬ ‫تعتال‪ :‬والسماء رفنعها ووضع اليزان‪ .‬أنن ل تطغوا فين اليزان‪ .‬وأقيموا الوزن بالقسط ول تخسروا اليزانن‪] ‬الرحن ‪[9-55/8‬و ‪.‬‬ ‫وهنتا ك خطر استنزاف الوارد ف استاخدامهتا ف غي متا جعلت له‪ ،‬وف إستاءة استعدمتالتا وإنتاكهتا‪ ،‬وف‬ ‫السراف ف استعدمتالتاو ‪.‬‬ ‫وأخياً خطر اختلل التوازن البيئ ي والمكون‪ ،‬الذي بتات يهدد العتال إذا تتادى بعض النتاس ف سوء‬ ‫استعدمتال الوارد البيئي ةو ‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫السل‪:‬م والمرأة‬ ‫نمؤمن بأن السلم يمكّرم الرأة‪ ،‬بتاعتبتارهتا إنستانتا وه ي ممكّلف ة كتالرجل تمكليفتا كتامل‪ ،‬لتا حقوقهتا‪ ،‬وعليهتا‬ ‫واجبتاتتا‪ ،‬قتال تعتال‪ :‬فاستجاب لهم راّبهم أنين ل أضيع عملن عاملن منيكم من ذكر أو أنثى‪ ،‬بنعضيكمن من بنعض‪.‬و ‪] .‬آل عدمران‬ ‫‪ ،[3/195‬أي الرجل من الرأة والرأة من الرجل‪ ،‬هو يمكدملهتا وه ي تمكدملهو ‪ .‬إن السلم يقّرر مبدأ الستاواة بني‬ ‫الرجل والرأة ف كّل متا يّتصل بتالمكرام ة النستاني ة والسمؤولي ة العتاّم ةة لّن )النستاء شقتامئق الرجتال(و ‪ .‬أمتا متا يتعّلق‬ ‫بوظيف ة كّل منهدمتا داخل السرة وداخل التدمع‪ ،‬فإّن السلم يقرر مبدأ التوازن بني القوق والواجبتات التبتادل ة‪،‬‬ ‫وهو حقيق ة العدال ة‪  :‬ولهن مثلن الذي عليهاّن بالنعروف‪] ...‬البقرة ‪[2/128‬و ‪.‬‬ ‫إّن السلم يرعى الرأة بنتتا‪ ،‬وزوج ة‪ ،‬وأّمتاة‪ ،‬وعضوا ف السرة‪ ،‬وف التدمع‪ ،‬ويفسح لتا التال لتشتار ك ف‬ ‫العبتادة‪ ،‬وف التعلم‪ ،‬وف العدمل‪ ،‬وخصوصتا إذا احتتاجت ه ي إليه‪ ،‬أو احتتاجت إليه أسرتتا‪ ،‬أو احتتاج إليه‬ ‫التدمع‪ ،‬مع مراعتاة متا تتدميز به بتاعتبتارهتا أنثى وزوج ة وأمتا‪ ،‬تتتاج إل توفي ضدمتانتات ختاص ة لدمتايتهتا ورعتايتهتا‪،‬‬ ‫حت من الزوج إن ظلم‪ ،‬والب إن فّرط‪ ،‬والبن إن عّق وأستاء‪ ،‬بشرط أل يلغة ي عدملهتا واجَبهتا ف رعتاي ة البيت‬ ‫والزوج والولدو ‪.‬‬ ‫إّن رعتاي ة السرة ه ي أول مهّدم تاةت الرأة بل جدال‪ ،‬ول يستطيع غيهتا أن يقوم مقتامهتا فيهتاو ‪ .‬أمتا‬ ‫فتامئض الوقت والهد حني يوجد فإّن الرأة تستاخدمه للقيتام بستامئر واجبتاتتا الجتدمتاعي ة‪ ،‬والواجبتات يتحدد‬ ‫نطتاقهتا بتاختلف ظروف الرأة نفسهتا‪ ،‬واختلف ظروف التدمع وحتاجتاته وتطّورهو ‪ .‬وهو يشدمل كّل نشتاطتات‬ ‫‪30‬‬


‫التدمع القتصتادي ة والسيتاسي ة نتاخب ة ومرّش حة ة‪ -‬فيدمتا عدا المتام ة العظدمى‪-‬و ‪ .‬بل إّن السلم يعل الرأة شريمكتاً‬ ‫للرجل ف أعبتاء الدعوة إل الي‪ ،‬والمر بتالعروف والنه ي عن النمكر‪ ،‬ومقتاوم ة الشّر والفستاد ‪‬والؤمنونن والؤمنا ت‬ ‫بنعضهم أولياء بنعض يأمرونن بالنعروف وينهون عن النيكر‪] ...‬التوب ة ‪0[9/70‬‬ ‫وهو‪ -‬انطلقتا من احتام كرام ة الرأة وإنستانيتهتا‪ -‬يأب أن تتاخذ أداة للثتارة واللهو‪ ،‬والستدمتتاع‬ ‫الرخيص‪ ،‬ويوجب عليهتا‪ -‬ف ملقتاتتا للرجتال الجتانب عنهتا‪ -‬الحتشتام والتصون‪ ،‬والتزام الدب والوقتار‪ ،‬ف‬ ‫اللبتاس والتجدمل‪ ،‬والش ي والرك ة‪ ،‬والمكلم والنظر‪ ،‬حت ُتعرف الرأة بديتهتا‪ ،‬فل تمؤذى‪ ... :‬ذلكن أدنىن أنن ينعرفن‬ ‫فل يؤذين‪] ...‬الحزاب ‪ ،[33/59‬وحت ل يطدمع الذي ف قلبه مرض من الرجتال‪... :‬فلن تخضنعن بالقول فيطمع‬ ‫الذي فين قلبه مرض وقلنن قول منعروفا‪] ‬الحزاب ‪[33/32‬و ‪ .‬كدمتا يطلب السلم من الرجل والرأة عند لقتامئهدمتا أن‬

‫يلتزمتا بمكّل هذه الداب ‪‬قل للمؤمني يغاّضوا من أبيصارهم‪ ..‬وقل للمؤمنا ت يغضضن من أبيصارهن‪..‬ن‪] ‬النور ‪[24/30‬و ‪.‬‬ ‫والسلم ل يضع الرجتال والنستاء موضع الرج‪ ،‬ول يوجب عليهم التأّث من مشتارك ة الرأة ف النشتاطتات‬ ‫الجتدمتاعي ة‪ ،‬وإنتا يسبغ عليهتا آدابه الشرعي ة كدمتا أسبغهتا على ستامئر ميتادين النشتاط الجتدمتاع ي‪ ،‬ويضع لتا‬ ‫الضوابط الت تفظهتا وتفظ التدمع‪ ،‬مثل حجتاب الرأة‪ ،‬وتري اللوة‪ ،‬وتديد شروط الختلط‪ ،‬وغي ذلك‬ ‫من الحمكتام التعّلق ة بشتارك ة الرأة ف نشتاطتات التدمعو ‪ .‬فبعضهتا آداب تدم ي وتصون‪ ،‬وبعضهتا الخر سّد‬ ‫للذرامئع أمتام الفتاسد والّرمتاتو ‪ .‬لمكّنهتا جيعتاً شرعت لتنّظم مشتارك ة الرأة ف النشتاطتات الجتدمتاعي ة ل لتدمنعهتا‪،‬‬ ‫لذلك ل يمكن غريبتاً أن ميتلئ تتارينتا العرب السلم ي بندمتاذج رامئع ة من النستاء اللوات كتان لّن دور رامئد ف‬ ‫التدمع سواء ف التال العلدم ي أو السيتاس ي أو الدب أو حت الهتاديو ‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫السل‪:‬م والسرة‬ ‫يعتب السلم أن السرة أستاس التدمع‪ ،‬وأن الزواج الشرع ي الفطري العروف ف أهل الديتانتات‪ ،‬هو‬ ‫أستاس السرة‪ ،‬وهو الطريق الوحيد لتمكوينهتا‪ ،‬ويرفض جيع الشمكتال الشتاذة الت ابتدعتهتا بعض الجتتاهتات‬ ‫العتاصرة‪ ،‬من السرة الوحيدة الن س )الزواج الثل ي(‪ ،‬أو الوحيدة التمكوين ونوهتاو ‪.‬‬ ‫ث السلم على الزواج‪ ،‬ويةَُيسر أسبتابه‪ ،‬ويُزيل العوامئق الجتدمتاعي ة والقتصتادي ة من طريقه‪،‬‬ ‫لذا َيُ ّ‬ ‫بتالتبي ة والتشريع معتاو ‪ .‬يذّم التقتاليد الزامئف ة‪ ،‬الت ُتصّعبه وتمؤخره‪ ،‬من غلء الهور‪ ،‬والبتالغ ة ف الدايتا والولمئم‬ ‫وأحفتال العراس‪ ،‬والسراف ف التأثيث واللبتاس والزين ة‪ ،‬والمكتاثرة الت يبغضهتا ال ورسوله ف ستامئر النفقتاتو ‪.‬‬ ‫ويث على إيثتار الدين واللق ف اختيتار كل من الزوجني‪) :‬فاظفر بذات الدين حتربت يداك( )‪) ،(34‬إذا أحتاكم‬ ‫‪31‬‬


‫من حترضون دينه ورخلقه فزوجوه‪ ،‬إل حتفعلوا حتكن فتنة في الرض وفساد عريض()‪(35‬و ‪.‬‬ ‫وهو‪ -‬إذ يةَُيسر أسبتاب اللل‪ -‬يَُس ّدة أبواب الرام‪ ،‬والثيات إليه‪ ،‬من اللع ة والتبج‪ ،‬بتالمكلدم ة‬ ‫والصورة‪ ،‬والقص ة والدرامتا‪ ،‬وغيهتا‪ ،‬ول سيدمتا ف أدوات العلم‪ ،‬الت تمكتاد تدخل كل بيت‪ ،‬وتصل إل كل‬ ‫عني وأذنو ‪.‬‬ ‫وهو يقيم العلق ة السري ة بني الزوجني‪ ،‬على السمكون والودة والرح ة بينهدمتا‪ ،‬وعلى تبتادل القوق‬ ‫والواجبتات والعتاشرة بتالعروف‪... :‬وعاشروهن بالنعروف فإنن كرهتموهن فنعسىن أن تيكرهوا شيئا ويجنعلن الله فيه خيرا كثيرا‪‬‬ ‫]النستاء ‪ ،[4/19‬ولهن مثلن الذي عليهن بالنعروف‪ ،‬وللرجال عليهن درجة‪] ...‬البقرة ‪[288 /2‬و ‪.‬‬ ‫الطل ق في السل‪:‬م‪:‬‬

‫إّن السلم يقيم الزواج على أستاس الدوام والستدمرار ف الزوجي ة ‪ ،‬لمكن الواقع النستان عب التتاريخ‬ ‫يثبت أّن اليتاة الزوجي ة تصبح ف بعض الحيتان جحيدمتاً ل يطتاق‪ ،‬وتفقد مبرات استدمرارهتا بسبب اللف‬ ‫والصومتات‪ ،‬أو انعدام مقومتات وجودهتا وبقتامئهتاو ‪ .‬ولقد اختتار السلم طريق ة فريدة لّل عقدة الزواج تراع ي‬ ‫طبيع ة الرأة‪ ،‬مع الرص على اليتاة الزوجي ة متا أممكن‪ ،‬كدمتا تراع ي مسمؤوليتات الرجل ومصلح ة الطفتالو ‪ .‬هذه‬ ‫الطريق ة تتلّاخ صة بتا يل ي‪:‬‬ ‫‪ -1‬بتا أّن اللفتات بني الزوجني ظتاهرة طبيعي ة‪ ،‬فقد دعتا السلم كلً منهدمتا إل الصب والتستامح‬ ‫وحسن العتاشرة‪  :‬وعاشروهاّن بالنعروف‪ ،‬فإن كرهتموهاّن فنعسى أنن تيكرهوا شيئ ًا ويجنعل اللهن فيه خير ًا كثير ًا‪] ‬النستاء ‪[4/19‬و ‪.‬‬ ‫وإذا اشتّد اللف فقد دعتا السلم لتشمكيل ممكدم ة عتامئلي ة لعتالته‪ :‬وإنن خفتم شقاق بينهما فابنعثوا حيكم ًا من أهله‬ ‫وحيكم ًا من أهلها‪ ،‬إنن يريدا إصلح ًان يواّفق اللهن بينهما‪] ...‬النستاء ‪[4/35‬و ‪.‬‬ ‫‪-2‬إذا ل ينفع التحمكيم فقد شرع السلم للزوج أن يطّلق زوجته للدمرة الولو ‪ .‬هذه الطلق ة تسّدم ىة‬ ‫رجعي ة‪ ،‬أي أّنه يوز للرجل إرجتاع زوجته إل عصدمته أثنتاء فتة العّد ةةة‪ ،‬وه ي ثلث حيضتات تقضيهتا الزوج ة ف‬ ‫منزل الزوجي ة دون معتاشرة زوجي ة‪ ،‬فإذا وقعت العتاشرة فقد انتهت الطلق ة واستمؤنفت اليتاة الزوجي ةو ‪ .‬فإذا انتهت‬ ‫العّد ةة بدون رجوع فقد أصبحت طلق ة بتامئن ة‪ ،‬وعلى الزوجني النفصتال التتامو ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وكدمتا أعطى السلم للزوج حق الطلق‪ ،‬فقد أعطى للدمرأة حق الطتالب ة بتاللع‪ ،‬كدمتا أعطتاهتا حق‬ ‫اشتاط أن تمكون عصدمتهتا بيدهتا‪ ،‬وكذلك حق التظلم وطلب التطليق لدى القضتاءو ‪.‬‬ ‫‪-4‬إذا رجع الزوجتان إل اليتاة الزوجي ة سواء ف فتة العّد ةة أو بعدهتا‪ ،‬ثّ تمكرر اللف بينهدمتا فيجب أن‬ ‫‪32‬‬


‫يعودا إل نف س الطوات الستابق ة‪ ،‬حت إذا أوقع الزوج على زوجته الطلق للدمّرة الثتاني ة‪ ،‬اعتبت الطلق ة أيضتاً‬ ‫رجعي ةو ‪ .‬وتبقى إممكتاني ة التاجع بني الزوجني سواء أثنتاء العّد ةة أو بعدهتا كدمتا ف الطلق ة الولو ‪.‬‬ ‫‪ -5‬فإذا رجع الزوجتان مرة ثتاني ة إل اليتاة الزوجي ة‪ ،‬ثّ تمكرر اللف بينهدمتا فيجب أن يعودا إل نف س‬ ‫الطوات‪ ،‬حت إذا أوقع الزوج الطلق على زوجته للدمرة الثتالث ة‪ ،‬كتان طلقتاً نتامئيتاً ل رجوع بعده‪ ،‬ويسدمى بتامئنتاً‬ ‫بينون ة كبى‪ ،‬أي أنه ل يوز أن يرجع الزوجتان إل اليتاة الزوجي ة إلّ بعد أن تنمكح الرأة زوجتاً آخر‪ ،‬وتتب‬ ‫اليتاة معه‪ ،‬ثّ ينته ي هذا الزواج بتالوفتاة أو الطلق‪ ،‬فعندمئذ يوز لتا أن ترجع إل زوجهتا الول‪ ،‬الذي ميلك‬ ‫معهتا من جديد حّق الطلقتات الثلثو ‪ .‬قتال تعتال‪  :‬الطلق ماّرتان‪ ،‬فإمساك بنعروف أو تسريح بإحسان‪ ...‬فإنن طاّلقها فلن‬ ‫تاّل له من بنعد حتى تنيكح زوج ًا غيره‪ ،‬فإنن طاّلقها فلن جناح عليهما أنن يتراجنعا‪ ،‬إن ظنا أن يقيما حدود اللهن‪] ...‬البقرة ‪-2/229‬‬ ‫‪[230‬و ‪.‬‬

‫حتعّد دل الزوجات‪:‬‬ ‫كتان تعدد الزوجتات معروفتاً لدى جيع الشعوب والديتان الستابق ة بدون قيودو ‪ .‬وجتاء السلم فأقّره لن‬ ‫يتتاج إليه‪ ،‬ويقدر عليه‪ ،‬ويثق من نفسه بتالعدل‪ ،‬إذا قتامت الدلمئل على ذلك‪...  :‬فانيكحوا ما طاب ليكمن من‬ ‫النساء مثنى وثل ثن ورباع‪ ،‬فإن خفتمن أن ل تنعدلوا فواحدةن‪] ...‬النستاء ‪[4/30‬و ‪ .‬ولقد ارتفعت ف هذا العصر الدعوة إل‬ ‫الستاواة اللي ة بني الرجل والرأة‪ ،‬واعتبت كثي من القوانني الدني ة العتاصرة تعدد الزوجتات جرمي ة يعتاقب عليهتا‪،‬‬ ‫بيندمتا يبيحون للرجتال والنستاء العتاشرة النسي ة ختارج نطتاق الزواج و ‪.‬و ‪.‬‬ ‫ك فيه أّن هنتا ك حتالت شاخصي ة متعددة تبيح للرجل أن يتزّوج أكثر من واحدة‪ ،‬بل جتعل ذلك‬ ‫متا ل ش ّ‬ ‫أحيتانتاً فضيل ة وإكرامتاً لزوجته‪ ،‬كدمتا لو كتانت الزوج ة عقيدمتاً ل تلد‪ ،‬أو أصيبت برض مينعهتا من العتاشرة‬ ‫الزوجي ة‪ ،‬أو اشتّد تة كراه ة الزوج لتا ول تنفع متاولت التحمكيم‪ ،‬فف ي هذه التالت وأمثتالتا يمكون بإممكتانه أن‬ ‫يطّلق ول حرج عليه‪ ،‬لمكّنه إذا حتافظ على زوجته رغم ذلك معززة ممكرم ة‪ ،‬وتزّوج معهتا امرأة ثتاني ة‪ ،‬فهو موقف‬ ‫نبل وشهم‪ ،‬وهو الفضل لتا بل جدالو ‪ .‬كدمتا أّن الرأة الثتاني ة حني وافقت على الزواج منه إل جتانب زوجته‬ ‫الول‪ ،‬ل تمكن مبة على القبول بذلك‪ ،‬متا يعن أّن تعدد الزوجتات ف مثل هذه التال ة كتان لصلح ة الزوجتني‬ ‫معتاًو ‪.‬‬ ‫وهنتا ك حتالت اجتدمتاعي ة استثنتامئي ة يقّل فيهتا الرجتال وتمكثر النستاء‪ ،‬كدمتا يصل ف أعقتاب الروب حيث‬ ‫‪33‬‬


‫تزيد نسب ة النستاء على الرجتال‪ ،‬ويصبح التعدد واجبتاً أخلقيتاً وإنستانيتاً لسّد حتاج ة الرأة إل زوج‪ ،‬ولدمتاي ة‬ ‫التدمع من الرذيل ة والفستادو ‪.‬‬ ‫ونشي أيضتاً إل أّن الحصتاءات لدى جيع المم وف جيع مراحل التتاريخ كتانت تشي دامئدمتاً إل أّن‬ ‫عدد النستاء ف الظروف العتتادة يزيد عن عدد الرجتال بقليل‪ ،‬وأّن نسب ة الزيتادة ل تزيد عتادة عن ‪ %3‬متا يعن‬ ‫أّن ال تعتال يلق لمكّل رجل امرأة‪ ،‬وهذا هو الصل‪ ،‬ويبقى عدد قليل من النستاء بدون زواج إلّ إذا أقدم‬ ‫بعض الرجتال على الزواج بأكثر من واحدةو ‪ .‬فإذا ل يمكن هذا التعدد مسدموحتاً به فدمتا العدمل ومتا الل ؟‬ ‫إّن الذي خلق الرجل والرأة‪ ،‬هو الذي شرع التعدد‪ ،‬والتشريع من ال يأت لعتال ة الواقع الذي خلقه ال‬ ‫فيتمكتاملن ول يتنتاقضتان‪...  :‬أل له اللقن والمر تباركن الله راّب النعالي‪] ‬العراف ‪[7/54‬و ‪.‬‬

‫وإذا كتان السلدمون أحيتانتا يسيئون ال تشريع تعدد الزوجتات‪ ،‬فيستعدملونه بدون اللتزام بشروطه‬ ‫وضوابطه‪ ،‬فإن هذا المر يعتال عن طريق الزامهم بذلك‪ ،‬ولي س عن طريق إلغتاء التشريع نفسه والذي يمؤدي ال‬ ‫ضرر كبي بق الرأة وبق التدمعو ‪.‬‬ ‫البوان والولد‪:‬‬ ‫ويقيم السلم العلق ة بني البوين والولد على وجوب الرعتاي ة المكتامل ة‪ ،‬متاديتا وعتاطفيتا وأدبيتا‪ ،‬من‬ ‫جتانب البوة والموم ة‪ ،‬ووجوب الب والحستان من جتانب البنوةو ‪ .‬ومن الرعتاي ة للولد تمكينهم من التعليم ف‬ ‫حده الدن‪ ،‬التعليم الذي يةَُتوقون إليه ويةَْق دةرون عليه‪ ،‬ووجوب الرعتاي ة من التدمع والدول ة للموم ة والطفول ة‪،‬‬ ‫وخصوصتا الطفول ة اليتيدم ة والشردةو ‪.‬‬ ‫وقد حث القرآن والسن ة على الحستان بتاليتيم وابن السبيل‪ ،‬وجعل لم حقتا ف الزكتاة والصدقتات والغنتامئم‬ ‫والف يء‪ ،‬وليست السرة ه ي العتامئل ة الصغية الت تضم الزوجني وأولدهتا ول ش يء بعد ذلك‪ ،‬بل يوّس عة السلم‬ ‫السرة‪ ،‬لتشدمل العص بة ة وذوي الرحتام وأول القرب‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ص لَةُتهم فريض ة‪ ،‬وقطيعتهم كبية ف دين ال‪  :‬وأولوان‬ ‫َ َ​َ‬ ‫الرحام بنعضهم أولىن ببنعض فين كتاب الله‪] ...‬النفتال ‪  [8/75‬واعبدوا اللهن ول تشركوا به شيئ ًا‪ ،‬وبالوالدين إحسان ًا وبذي القربى‬ ‫‪] ...‬النستاء ‪[4/36‬و ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫السل‪:‬م والمجتم ع‬ ‫نمؤمن بأن السلم يقيم التدمع على أواصر الختاء والوحدة بني أبنتامئه‪ ،‬فل ممكتان فيه لصراع الجنتاس‪،‬‬ ‫ول لصراع الديتان‪ ،‬ول لصراع الطبقتات‪ ،‬ول لصراع الذاهب‪ ،‬فتالنتاس كلهم أخوة‪ ،‬جتدمع بينهم العبودي ة ل‪،‬‬ ‫‪34‬‬


‫والبنوة لدم‪» :‬إن ربكم واحد‪ ،‬وإن أباكم واحد« )‪(36‬و ‪.‬‬ ‫وقد لحظنتا أن السلم ُيعن غتاي ة العنتاي ة بتالفئتات الضعيف ة ف التدمعتات من العدمتال والفلحني والَِرفيني‬ ‫وصغتار الوظفني‪ ،‬الذين ل يلتفت النتاس إليهم لضعفهم‪ ،‬ولمكن الرسول المكري نّوه بم‪ ،‬وأشتار إل أنم عدمدة‬ ‫النتتاج ف السلم‪ ،‬وُعدة النصر ف الرب‪ ،‬كدمتا ف الديث الصحيح‪» :‬إنما حترزقون وحتنصرون‬ ‫بضعفائكم«)‪(37‬و ‪.‬‬ ‫وقد كتان همؤلء الضعفتاء مضيعني ف التدمعتات التاهلي ة‪ ،‬فجتاء السلم يفظ لم حقوقهم بتالعروف‪،‬‬ ‫ب ة طتاقته‪ ،‬ولمكل حسب عدمله وحتاجته معتاو ‪ .‬كدمتا يرعى‬ ‫من الجور العتادل ة‪ ،‬والضدمتانتات الواقي ة‪ ،‬فدمن ُك ٍلة َح ْسة َ‬ ‫السلم العتاجزين عن العدمل‪ ،‬أو القتادرين الذين ل يدون عدمل‪ ،‬أو الذين ل يدون تتام كفتايتهم من أجر‬ ‫عدملهم‪ ،‬من الفقراء والستاكني واليتتامى وأبنتاء السبيلو ‪ .‬وقد يفرض لم السلم حقوقتا دوري ة‪ ،‬وغي دوري ة مثل‬ ‫)الزكتاة‪ ،‬ومتا بعد الزكتاة( ف أموال الفراد القتادرين‪ ،‬وف متال الدمتاع ة من الغنتامئم والف يء وستامئر موارد الدول ة‪،‬‬ ‫ب مليئهتا على فتارغهتا‪ ،‬ول تبقى‬ ‫حت يتحقق التمكتافل العيش ي بني أبنتاء الم ة‪ ،‬ويأخذ قويهتا بيد ضعيفهتا‪ ،‬ويص ّ‬ ‫الثروة ف أيدي الغنيتاء يتداولونتا وحدهم بينهم‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪  :‬ما أفاء الله علىن رسوله من أهل القرى فللهن وللرسول‬ ‫ولذي القربى واليتامى والساكي وابن السبيلن كي ل ييكونن دولة بي الغنياء منيكم‪] ...‬الشر ‪[59/7‬و ‪.‬‬ ‫يأخذ السمكني وابن السبيل واليتيم متا يأخذه من هذه الوارد حقتا معلومتا‪ ،‬وفريض ة مقدس ة‪ ،‬ل تفضل من‬ ‫أحد ول تطوعتا‪ ،‬بل تأخذه الدول ة السلدم ة بواسط ة العتاملني عليهتا من أغنيتامئهم لتده على فقرامئهم‪ ،‬فدمن ل يمؤد‬ ‫هذه الفريض ة طوعتا أخذت منه كرهتا‪ ،‬ولو بد السيفو ‪ .‬وقد كتانت الدول ة السلمي ة أول دول ة ف التتاريخ تشن‬ ‫الرب من أجل حقوق الفقراءو ‪ .‬كدمتا قتال الليف ة الول‪) :‬وال لو منعوني عقال كانوا يؤدونه لرسول ال‬ ‫لقاحتلتهم عليه( )‪(38‬و ‪.‬‬ ‫كدمتا يعدمل السلم على تقريب الّش قة ة بينهم وبني الغنيتاء‪ ،‬فيحد من طغيتان الغنيتاء‪ ،‬ويرفع من مستوى‬ ‫الفقراء ‪،‬ول يقبل ف متدمعه أن يبيت فرد شبعتان وجتاره إل جنبه جتامئع‪ ،‬ويرى أن الدول ة مسمؤول ة مبتاشرة عن‬ ‫رعتاي ة همؤلء‪ ،‬فتالمتام راع وهو مسمؤول عن رعيتهو ‪ .‬فهو للم ة بنزل ة الب للسرةو ‪ .‬وقد قتال عليه السلم‪» :‬أنا‬ ‫أولى بالمؤمنين من أنفسهم‪ ،‬فمن حتوفي وعليه دين فعلّي قضاؤه‪ ،‬ومن حترك مال فلورثته«)‪(39‬و ‪.‬‬ ‫ونمؤمن أّن التدمعتات الصتال ة ل تصنعهتا القوانني مهدمتا كتانت عتادل ة وستامي ة‪ ،‬إنتا تصنعهتا التبي ة الستدمّرة‬ ‫والتوجيه العدميق‪ ،‬ولذلك فإّن السلم يهتم بتالتبي ة والتوجيه‪ ،‬مثل اهتدمتامه بتالقتانون والتشريع‪ ،‬بل قبل اهتدمتامه‬ ‫بتالقتانون والتشريع‪ ،‬وأستاس كل نض ة وتغيي‪ ،‬هو بنتاء النستان ذي الفمكر والضدمي‪ ،‬ذي الميتان واللق‪ ،‬وهذا‬ ‫‪35‬‬


‫النستان الصتال هو أستاس التدمع الصتالو ‪.‬‬ ‫والنستان الصتال هو النستان النتاج ي ف سورة العصر‪  :‬والنعيصر‪ .‬إنن النسانن لفي خسر‪ .‬إل الذين آمنوا وعملوان‬ ‫اليصالا تن وتواصوا بالق وتواصوا باليصبر‪] ‬العصر ‪ ، [3-103/1‬فهو إنستان إيتاب يدمع بني الميتان والعدمل‪ ،‬وبني‬ ‫صل ح النف س‪ ،‬وإصل ح الغي‪ ،‬يقبل الوصي ة من غيه بتالق والصب‪ ،‬كدمتا يوص ي غيه بتالق والصبو ‪ .‬فلي س ف‬ ‫ص ىةو ‪.‬‬ ‫السلدمني شاخص أصغر من أن يوص ي‪ ،‬ول أكب من أن يو َ‬ ‫ولذا يرى التتاد العتال ي لعلدمتاء السلدمني وجوب توجيه أبلغ العنتاي ة إل المؤسستات التبوي ة من دور‬ ‫الضتان ة إل التامع ة‪ ،‬بيث تعلم الميتان إل جوار العلم‪ ،‬والُلق بتانب الهتارة‪ ،‬وتغرس التقوى الت تزك ي‬ ‫النف س إل جوار الثقتاف ة الت تض يء العقولو ‪ .‬كدمتا يب العنتاي ة بمكل مقومتات التبي ة من النهج الصتال‪،‬‬ ‫والمكتتاب الصتال‪ ،‬والعلم الصتال‪ ،‬والدارة الصتال ة‪ ،‬والو الدرس ي العني على حسن التعلمو ‪.‬‬ ‫والتبي ة الطلوب ة ه ي التبي ة التمكتامل ة‪ ،‬الت تعدمل على تمكوين السلم روحيتا‪ ،‬وعقليتا‪ ،‬ووجدانيتا‪ ،‬وخلقيتا‪،‬‬ ‫وبدنيتا‪ ،‬ولغويتا‪ ،‬واجتدمتاعيتا‪ ،‬وسيتاسيتا‪ ،‬واقتصتاديتا‪ ،‬وعسمكريتا‪ ،‬وجنسيتا‪ ،‬وبذا تتمكون الشاخصي ة السلدم ة الت‬ ‫يمكون خلقهتا القرآن‪ ،‬وأسوتتا مدمد عليه الصلة والسلمو ‪.‬‬ ‫ومن أهم معتال التبي ة النشودة للجيتال السلدم ة اللتزام بسلم ة العقيدة من الراف ة‪ ،‬ونقتاء التوحيد من‬ ‫الشر ك‪ ،‬وقوة اليقني بتالخرة‪ ،‬واستقتام ة الخلق‪ ،‬من صدق القول‪ ،‬وإتقتان العدمل‪ ،‬ورعتاي ة المتان ة والعهد‪،‬‬ ‫والعدل والحستان‪ ،‬والرح ة والرفق‪ ،‬وحب الي‪ ،‬واليتاء والعفتاف‪ ،‬والتواضع والعزة‪ ،‬والصدع بتالق‪ ،‬ومعتاداة‬ ‫البتاطل‪ ،‬والنصيح ة ف الدين‪ ،‬والهتاد بتالنف س والتال ف سبيل ال‪ ،‬وتغيي النمكر بتاليد وبتاللستان وبتالقلب حسب‬ ‫الستطتاع ة‪ ،‬ومقتاوم ة الظلم والطغيتان‪ ،‬وعدم الركون إل الظتالني‪ ،‬وإن كتان معهم سلطتان فرعون‪ ،‬ومتال قتارونو ‪.‬‬ ‫ض َحةتة توجه‬ ‫كدمتا يب توجيه الهتدمتام إل المؤسستات العلمي ة مقروءة ومسدموع ة ومرمئي ة‪ ،‬فه ي الت أَ ْ‬ ‫الفمكتار والذواق واليول‪ ،‬وتقود الرأي العتام إل متا تتبنتاه‪ ،‬فيجب تنقيتهتا متا ُي تا ةةف العقيدة‪ ،‬أو يلّوثة الفمكر‪ ،‬أو‬ ‫ينحرف بتالسلو ك‪ ،‬وأن يمكون توجههتا لدم ة الهداف المكبى للجدمتاع ة‪ ،‬من خلل برامج مدروس ة منتقتاة‪،‬‬ ‫تبتعد عن الثتارة والتضليل‪ ،‬مورهتا الصدق ف الب‪ ،‬والرشد ف التوجيه‪ ،‬والعتدال ف التفيه‪ ،‬واللتزام بتالقيم‪،‬‬ ‫والتمكتامل والتنسيق بني البامج والجهزة بعضهتا وبعضو ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫السل‪:‬م والقتصاد‬ ‫النسان‪ -‬فرداً أو جماعة‪ -‬له حاجات كثيرة‪ ،‬منهتا الضروري الذي‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪36‬‬


‫ل ميمكن العيش بدونه‪ ،‬ومنهتا التاج ي الذي ميمكن العيش بدونه ولمكن مع ش يء من العسر‪ ،‬ومنهتا التحسين‬ ‫الذي يّدم لة اليتاة ويعلهتا أكثر رفتاهي ةو ‪.‬‬ ‫وحت يستطيع النستان تلبي ة حتاجتاته‪ ،‬فقد أتتا ح ال تعتال له المكثي من الوارد الطبيعي ة البثوث ة ف هذا‬ ‫المكون‪ ،‬وسّاخ رةهتا له‪ ،‬ووهبه القدرة على استغللتاو ‪.‬‬ ‫فتالّم ةة الت تزيد مواردهتا عن حتاجتاتتا تمكون ف ببوح ة اقتصتادي ة‪ ،‬وإذا زادت حتاجتاتتا عن مواردهتا فه ي‬ ‫تعيش مشمكل ة اقتصتادي ةو ‪ .‬ول بّد لتا من حّل وإلّ أدى المر إل انيتارهتا واضطرارهتا لخذ القروض والستاعدات‬ ‫من الدول الخرى‪ ،‬وهذا مسلسل يتزايد إن ل يتّم تداركه بإجراءات اقتصتادي ة سليدم ةو ‪.‬‬ ‫والعتال السلم ي اليوم يتدمّتع بوارد طبيعي ة هتامئل ة تفيض عن حتاجتاته الذاتي ة‪ ،‬وهو مع ذلك يعيش مشمكل ة‬

‫اقتصتادي ة كبية جدًا‪ ،‬وذلك لّنه ل يسن الستفتادة من موارده ف سّد حتاجتاته‪ ،‬وهذا هو التاخّلف القتصتادي‬ ‫الريع‪ ،‬النتاتج عن تّلف سيتاس ي‪ ،‬يتحّمك مة ف أكثر الدول السلمي ةو ‪.‬‬ ‫إّن رؤية السل‪:‬م لجوانب النشاط القتصادي‪ -‬للفرد والجماعة‪-‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫ولحّل المشكلة القتصادية‪ ،‬هي جزء من رؤيته العاّمةل للنسان ودوره في هذا الكون‪ ،‬وه ي التدمّثل ة ف‬ ‫العقيدة‪ ،‬وف القيم الخلقي ة‪ ،‬وف الحمكتام التشريعي ة الت تنّظم حيتاة النتاس و ‪.‬وكثي منهتا له تأثي مبتاشر على‬ ‫النشتاط القتصتاديو ‪ .‬فتاعتقتاد السلم أّن رزقه مقّد رة عند ال‪ ،‬وتوّك لةه على ال وهو يسعى ف طلب الرزق‪ ،‬وصبه‬ ‫على الفقر حت ل يقع ف الرام‪ ،‬وإميتانه بأنه مستاخلف ومطلوب منه التعدمي‪ ،‬وكذلك إشتاع ة قيم العدال ة بني‬ ‫النتاس وتمكتافمؤ الفرص أمتامهم‪ ،‬وتدميل ول المر مسأل ة معتال ة مشمكلتم بتالشورى‪ ،‬ومنع الظلم والرشوة والربتا‬ ‫والغرر‪ ،‬كّل ذلك يستاهم ف علج الشمكل ة القتصتادي ة للّم ةةو ‪.‬‬ ‫ومن أهّم الستامئل الت يب توضيحهتا ف هذا القتام أّن الزهد ف الدنيتا‪ ،‬وإيثتار الخرة ل مينع من العدمل‬ ‫والنتتاج والتدمّتع بتالطيبتات دون إسراف‪ ،‬وقد قتال ‪» :‬نعم المال الصالح للرجل الصالح«)‪ (40‬وقتال‪» :‬ليس‬ ‫الزهادة في الدنيا بتحريم الحلل ول في إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لحتكون بما في يدك‬ ‫أوثق منك بما في يد ال «)‪(41‬و ‪ .‬ويقول العّز بن عبد السلم‪) :‬الزهد ف الش يء خلو القلب من التعّلق به‪ ،‬مع‬ ‫الرغب ة عنه والفراغ منه‪ ،‬ول يشتط خلو اليد منه‪ ،‬ول انقطتاع اللك عنه‪ ،‬فإّن سيد الرسلني‪ ،‬وقدوة الزاهدين‪،‬‬ ‫متات عن فد ك والعوال ونصف وادي القرى وسهتامه من خيبو ‪ .‬وملك سليدمتان الرض كّلهتا‪ ،‬وكتان شغلهدمتا‬ ‫بتال متانعتاً لدمتا من التعّلق بمكّل متا ملمكتا()‪(42‬و ‪ .‬بل إّن ال تعتال شّرع للدمسلم السع ي وراء الطيبتات‪ ،‬ونى عن‬ ‫ب النعتدين‪ .‬وكلوان اّما رزقيكم الله حل ًلن طيب ًا‬ ‫ترميهتا‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تاّرموا طيبا ت ما أحاّلن اللهن ليكم‪ ،‬ول تنعتدوا إاّن اللهن ل يح اّ‬ ‫‪37‬‬


‫‪] ...‬لتامئدة ‪[88-5/87‬و ‪.‬‬ ‫إّن النشاط القتصادي يمّر عادة بمراحل متعددة‬ ‫‪-3‬‬ ‫المرحلة الولى‪ :‬النتلاج‪ .‬وهو يقو‪:‬م على عوامل ثلثة‪:‬‬ ‫أ ‪-‬الرض‪ :‬قتال تعتال‪ ... :‬هو أنشأكم من الرض واستنعمركم فيها‪] ...‬هود ‪ ،[11/61‬قتال ‪» :‬من‬ ‫كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أرخاه«)‪(43‬و ‪ .‬وقتال‪» :‬إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة‬ ‫)نل ة صغية( فإن استطاع أن ل حتقو‪:‬م حتى يغرسها فليفعل«)‪(44‬و ‪ .‬وقتال‪» :‬من أحيا أرضاً ميتة فهي‬ ‫له« )‪(45‬و ‪.‬‬

‫ب ‪-‬العمل‪ :‬قتال رسول ال ‪» :‬ما أكل أحد طعاماً رخيراً من أن يأكل من عمل يده‪ ،‬وإّن نبي ال‬ ‫)‪(46‬‬ ‫ب إذا عمل أحدكم عملً أن يتقنه«)‪(47‬و ‪.‬‬ ‫داود كان يأكل من عمل يده« و ‪».‬إّن ال يح ّ‬ ‫ج‪ -‬المال‪ :‬والتال عنصر أستاس ي ف النتتاج‪ ،‬ولذلك فقد نى السلم عن كنزه‪ ،‬ودعتا إل تشغيله بمكّل‬ ‫الطرق البتاح ةو ‪ .‬وإل إنفتاقه ف سبيل ال‪  :‬و الذين ييكنزون الذهب والفاّضة‪ ،‬ول ينفقونها فين سبيلن الله فباّشرهم بنعذاب أليم ‪‬‬ ‫ضلة تريمكه واستغلله‪:‬‬ ‫]التوب ة ‪[9/34‬و ‪ .‬والتال إذا دفعت زكتاته ل يعتب ممكنوزًا‪ ،‬لمكن مع ذلك فإّن السلم يف ّ‬ ‫قتال ‪» :‬إحتجروا في أموال اليتامى حتى ل حتأكلها الزكاة«)‪(48‬و ‪.‬‬ ‫أمتا طرق النتتاج وفنونه فه ي متوك ة للفمكر البشري‪ ،‬وتطّور العتارف والعلوم‪ ،‬واختلف الزمتان والمكتان‪،‬‬ ‫وذلك ضدمن قيد شرع ي هو حصر النتتاج بأنواع الطيبتات البتاحتات الت تنفع النتاس‪ ،‬ومنع إنتتاج البتامئث الت‬ ‫تضّرهم ف أجستامهم أو عقولم‪) ،‬وكّل تصّرف جّر فستاداً أو دفع صلحتاً فهو منه ي عنه( كدمتا يقول الفقهتاءو ‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬التبادل‪:‬‬ ‫إّن النستان ل ينتج كّل متا يتتاج إليه بنفسه‪ ،‬وهو ينتج عتادة من بعض النتجتات أكثر متا يتتاج إليه‪،‬‬ ‫ولذلك فدمن الطبيع ي أن يبتادل فتامئض إنتتاجه بفتامئض إنتتاج الخرين‪ ،‬ولول ذلك )للك النتاس‪ ،‬ولضطّر كّل‬ ‫واحد أن يقوم بدميع العدمتال أو أكثرهتا بنفسه(‪49‬و ‪.‬‬ ‫هذا التبتادل هو التجتارةو ‪ .‬وقد شرعهتا ال تعتال‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أمواليكمن بينيكم بالباطل‪،‬ن إاّل أن تيكون تارة‬ ‫ج ‪،‬ة ول تنقص من أجر التاج‪.. :‬ليشهدوان منافع‬ ‫عن تراض منيكم‪] ...‬النستاء‪[4/29:‬و ‪ .‬والتجتارة جتامئزة حت ف ال ّ‬ ‫لهم‪ ،‬ويذكروا اسم اللهن‪] ..‬الّج‪[22/28‬و ‪.‬‬ ‫وتبتادل السلع والنتافع بني النتاس ل ميمكن أن يتّم بغي وسيطو ‪ .‬وقد تعتارف النتاس منذ زمن قدي على‬ ‫‪38‬‬


‫ض ةة‪ ،‬ثّ توافقوا على أنواع أخرى‬ ‫اعتبتار النقود واسط ة التبتادلو ‪ .‬وكتانت النقود أيتام رسول ال ‪ ‬من الذهب والف ّ‬ ‫ض ةة(‪ ،‬وبني النقود بتالصطل ح )كتالفلوس ومتا‬ ‫غيهتا‪ ،‬وصتار الفقهتاء مييزون بني النقود بتاللق ة )وه ي الذهب والف ّ‬ ‫شتابهتا‪ ،‬ومنهتا النقود الورقي ة اليوم(و ‪.‬‬ ‫والتبتادل يتّم عتادة من خلل السوق‪ ،‬ونظراً لهّي ة التبتادل ف النشتاط القتصتادي‪ ،‬فقد أطلق على‬ ‫الذهب القتصتادي العتاصر اسم‪) :‬اقتصتاد السوق( ويقصد به القتصتاد القتامئم على حري ة التبتادل‪ ،‬وعلى‬ ‫النتافس ة الطبيعي ة بني النتاسو ‪.‬‬ ‫والصل ف السلم حري ة السوق‪ ،‬وتدّخ لة الدول ة إنتا يمكون لضدمتان النتافس ة الرة‪ ،‬ولذلك فقد حّرم‬ ‫الحتمكتار والربتا‪ ،‬وفرض التاض ي المكتامل بني الطرفني ‪...‬إاّل أنن تيكونن تارةن عن تراض منيكم‪] ...‬النستاء ‪،[4/29‬‬

‫ل‪ ،‬ول يقوم على وضو ح ف حقوق‬ ‫فدمنع بيع المكره والضطّر وبيع الغرر‪ ،‬لّن التاض ي ف هذه العقود لي س كتام ً‬ ‫الطرفنيو ‪ .‬وقد منع رسول ال ‪ ‬التسعي حني يمكون الغلء نتاجتتاً عن ندرة البضتامئع فقتال‪ ...» :‬إّن ال هو‬ ‫المسّعر القابض الباسط الراز ق‪ ،‬وإني لرجو أن ألقى ال وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في د‪:‬م ول‬ ‫مال«)‪(50‬و ‪ .‬ولمكّنه أبتا ح التسعي حني يمكون طريقتاً للعدل بني النتاس فقتال‪» :‬من أعتق شركاً له في عبد‪ ،‬فكان‬ ‫له من المال يبلغ ثمن العبد‪ ،‬قّو ‪:‬مل عليه قيمة العدل‪(51)«...‬و ‪ .‬والتقوي هنتا يعن التسعيو ‪.‬‬ ‫ولذلك فقد أبتا ح جهور الفقهتاء للحتاكم حّق التدّخ لة بتالتسعي ف حتالت كثية يتلفون حولتا تضييقتاً‬ ‫وتوسيعتاًو ‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬التلوزيل ع‪.‬‬ ‫ونعن به توزيع الدخول على عنتاصر النتتاج وه ي التتالي ة‪:‬‬ ‫ل‪ :‬الرض‪،‬‬ ‫أو ً‬ ‫الرض إذا زرعهتا صتاحبهتا فمكّل دخلهتا له لقوله ‪» :‬من أحيتا أرضتاً ميت ة فه ي له«و ‪.‬‬ ‫أمتا إذا أّج رةهتا لخر أو اشت ك فيهتا مع آخر‪ ،‬فلمكل منهم نصيبه حسب التفتاق ف عقود إجتارة الرض‬ ‫أو الزارع ة أو الستاقتاةو ‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬العمل‪،‬‬ ‫يتحدد أجر العتامل بتالتاض ي بني الستأجر والجيو ‪ .‬وقد تعتارف النتاس اليوم ف أكثر بلد العتال على‬ ‫‪39‬‬


‫تديد حد أدن للجور‪ ،‬من أجل منع استغلل أربتاب العدمل‪ ،‬وأدى ذلك إل نوع من الستقرار ف الرك ة‬ ‫القتصتادي ة و ‪.‬ونرى أّن هذا التحديد يرجع لول المر السلم‪ ،‬وهو جزء من مسمؤوليته ف إقرار العدال ة ومنع‬ ‫الظلم بني النتاسو ‪.‬‬ ‫ومن الفتض أن يتّم تديد الّد الدن للجور بتا يمكفل للعتامل كفتايته ف حّد هةتا الدن هو ومن‬ ‫يعيلو ‪ .‬ويستأن س لذلك بديث عبد الرحن بن حتاطب عن غلدمتان أبيه الذين سرقوا نتاق ة لرجل من قريته‬ ‫فتانتحروهتا واعتفوا بتا‪ ،‬فأمر عدمر بن الطتاب بقطع أيديهم‪ ،‬ثّ تراجع عن ذلك وقتال‪» :‬لول أني أظّن أّنكم‬ ‫حتجيعونهم حتى أّن أحدهم أحتى ما حّر‪:‬م ال عّز وجّل لقطعت أيديهم‪ ،‬ولكن وال لئن حتركتهم لغّرمنك‬ ‫فيهم غرامة حتوجعك‪.(52)«..‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬رأس المال‪ ،‬وهو يمكون عينتاً أو نقدًا‪:‬‬ ‫فرأس التال العين )كتالبتان واللت والسيتارات والتجهيزات وغيهتا( ميمكن أن يمؤّج رة بأجرة مددة‪ ،‬وميمكن‬ ‫أن يدخل ف شرك ة‪ ،‬ويمكون لصتاحبه نصيبه من الشرك ةو ‪.‬‬ ‫أمتا رأس التال النقدي‪ ،‬فل يوز تأجيه بتال‪ ،‬لّن الجرة ف هذه التال ة ه ي الربتا بعينه‪ ،‬وهو مقطوع ف‬ ‫حرمتهو ‪ .‬وميمكن أن يدخل ف شرك ة مع العدمل كدمتا ف شرك ة الضتارب ة )حيث يقّد مة التال من شريك والعدمل من‬ ‫شريك آخر( ويمكون ربح الشرك ة شتامئعتاً بني أصحتابتا بسب متا يّتفقون عليهو ‪.‬‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬السلته لللك ‪:‬‬ ‫فتالغتاي ة الستاسي ة من النتتاج سّد حتاج ة النتاس‪ ،‬وهذه ل تتّم إلّ بتاستهل ك النتجو ‪ .‬والستهل ك له ضوابط‬ ‫فطري ة يلتزم بتا النتاس من أنفسهم‪ ،‬وقد وضع له السلم ضوابط شرعي ة أيضتاًو ‪ .‬فدمنع السراف كدمتا منع التقتي‪:‬‬ ‫‪‬ول تنعل يدك مغلولةن إلى عنقك‪ ،‬ول تبسطها كاّلن البسط‪] ..‬السراء ‪ ،[17/29‬وكلوا واشربوا ول تسرفوا‪ .‬إاّنه ل يح اّ‬ ‫ب‬ ‫السرفي‪] ‬العراف ‪ [7/31‬ورّتب سّد حتاجتات النتاس فأمر السلم‪» :‬إبدأ بنفسك فتصّد قل عليها‪ ،‬فإن فضل‬ ‫شيء فلهلك‪ ،‬فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك‪ ،‬فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا‬ ‫وهكذا‪(53) «...‬و ‪ .‬ورّتب سّد حتاجتات النستان نفسه فيبدأ بتالضروري ثّ التاج ي ثّ التحسين وهمكذاو ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫التكافل المادي في المجتم ع‪:‬‬

‫ف جيع التدمعتات البشري ة هنتا ك صغتار ل يستطيعون التمكّس بة‪ ،‬وهنتا ك كبتار عتاجزون عن العدمل‪ ،‬وهنتا ك‬ ‫‪40‬‬


‫مرضى ومعتاقون ل يمكفيهم دخلهم لسّد حتاجتاتم‪ ،‬بل إّن بعض الشبتاب العتاملني بتالّد الدن للجور قد‬ ‫يمكون عليهم نفقتات أخرى تعجز أجورهم عن تغطيتهتاو ‪ .‬لذلك كتان النتاس يغطون هذه التالت منذ القدي من‬ ‫خلل مبتادئ التمكتافل الجتدمتاع يو ‪ .‬وقد جتاءت الشريع ة بأحمكتام متمكتامل ة ف هذا التال منهتا أحكا‪:‬م مفروضة‬ ‫على الناس حتجاه بعضهم‪ ،‬كتالنفقتات الواجب ة على القتارب‪ ،‬وزكتاة التال الفروض ة على رؤوس الموال حني‬ ‫تزيد عن النصتاب‪ ،‬وزكتاة الفطر الفروض ة على كّل مسلم ميلك متا يزيد عن قوته وقوت عيتاله ليل ة العيد‪،‬‬ ‫والمكفتارات التالي ة‪ ،‬والشتارك ة ف دي ة القتل الطأو ‪.‬‬ ‫صةل كتالف يء وخ س الغنتامئم وخراج الرض وستامئر‬ ‫ومنهتا أحكا‪:‬م حتقو‪:‬م بها الدولة من مواردها الخا ّ‬ ‫س مله من يومه‪،‬‬ ‫الضرامئب وه ي الت يسدميهتا الفقهتاء )عطتاء( ‪ ،‬وقد كتان رسول ال ‪» :‬إذا أحتاه الفيء ق ّ‬

‫فأعطى صاحب الهل حّظين‪ ،‬وأعطى العزب حظًا« )‪(54‬و ‪.‬‬ ‫وإذا ل تمكف موارد الدول ة العتادي ة لسّد هذه التاجتات‪ ،‬فقد ذكر الّق قةون من الفقهتاء‪) :‬أّن المتام يمكّلف‬ ‫الغنيتاء من بذل فضلت الموال متا تصل به المكفتاي ة والغنتاء(و ‪ .‬والمكفتاي ة تشدمل عند الوين‪) :‬القوت ومنه‬ ‫)‪(55‬‬ ‫اللحوم‪ ،‬والدواء‪ ،‬والفتاكه ة‪ ،‬واللبتاس‪ ،‬والسمكن(‬ ‫ض السلم عليهتا لعتال ة اللل ف توزيع الموال على النتاس‪ ،‬وه ي تشدمل‬ ‫ومنهتا وستامئل اختيتاري ة ي ّ‬ ‫صدقتات التطّوع‪ ،‬والصدقتات التاري ة )الوقتاف اليي ة والذري ة( والوصتايتا والبتات والدايتا والعواري والقروض‬ ‫السن ة وغيهتاو ‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫السل‪:‬م والعقوبات‬ ‫ونمؤمن كذلك أن الشريع ة السلمي ة شريع ة شتامل ة‪ ،‬جتاءت لتنظم أصول العلق ة بني النستان وربه‪،‬‬ ‫وبينه وبني نفسه‪ ،‬وبينه وبني أسرته‪ ،‬وبينه وبني متدمعه‪ ،‬وبينه وبني أمته المكبى‪ ،‬وبينه وبني البشري ة جعتاء‪ ،‬بل‬ ‫بينه وبني المكون المكبي من حولهو ‪.‬‬ ‫ولذا اشتدملت على العبتادات‪ ،‬ومتا يتعلق بتا من النذور والميتان والضتاح ي والذبتامئح‪ ،‬وعلى النمكح ة‬ ‫ومتا يتعلق بتا )فقه السرة(‪ ،‬وعلى البيوع والعتاملت التالي ة‪ ،‬وعلى السيتاس ة الشرعي ة‪ ،‬ومتا يتصل بتا من أمور‬ ‫المكم‪ ،‬وحق الرعي ة على الراع ي‪ ،‬والراع ي على الرعي ة‪ ،‬متا يدخل ف الفقه الدستوري‪ ،‬وكذلك متا ينظم علق ة‬ ‫الم ة السلمي ة بغيهتا ف حتالت السلم والرب )العلقتات الدولي ة(و ‪ .‬ومتا ينظم علق ة الرمي ة والوقتاي ة منهتا‪ ،‬وهو‬ ‫)الفقه النتامئ ي أو الزامئ ي( الذي يشدمل الدود والقصتاصو ‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫هذا الزء هو جتانب واحد من جوانب الشريع ة الرحب ة‪ ،‬ولمكن للسف رسخ ف أذهتان كثيين‬ ‫عندمتا ينتادي النتادون بوجوب تمكيم الشريع ة السلمي ة ف التدمعتات السلدم ة أن الراد إقتام ة الدود والعقوبتات‬ ‫من قطع يد الستارق‪ ،‬وجلد الزان أو رجه‪ ،‬وجلد شتارب الدمر‪ ،‬ونو ذلكو ‪.‬‬ ‫هذا مع أن أكثر هذه الدود ل تشرع إل ف أواخر العهد الدن‪ ،‬بعد أن استقر التشريع‪ ،‬كحد‬ ‫السرق ة الصغرى‪  :‬والسارق والسارقة فاقطنعوا أيديهما‪] ...‬التامئدة ‪ ،[5/38‬وحد السرق ة المكبى‪ :‬إنا جزاء الذين‬ ‫يحاربونن الله ورسوله ويسنعون فين الرض فسادا أنن يقتلوا أو ييصلبوا‪] ...‬التامئدة ‪[5/33‬و ‪.‬‬ ‫ولمك ي نطّبق الشريع ة السلمي ة تطبيقتا سليدمتا‪ ،‬ل بد من توفي النتاخ اللمئم لتطبيقهتا‪ ،‬وذلك‬ ‫بتحمكيم الشريع ة كلهتا‪ ،‬فل يوز أن يقتام حد السرق ة ف متدمع يشمكو النتاس فيه البطتال ة‪ ،‬ويعتانون الفقر‪،‬‬ ‫ويشمكون سوء توزيع الثروة‪ ،‬وفقدان العدال ة الجتدمتاعي ةو ‪ .‬أي ل يوز أن يقتام حد السرق ة‪ ،‬ف متدمع ل يمؤدي‬ ‫فريض ة الزكتاة‪ ،‬ول يوفر عدمل لمكل عتاطل‪ ،‬وغذاء لمكل جتامئع‪ ،‬وكستاء لمكل عريتان‪ ،‬ومأوى لمكل مشرد‪ ،‬وتعليدمتا‬ ‫لمكل جتاهلو ‪.‬‬ ‫وقد رأينتا عدمر ‪ ‬يوقف إقتام ة حد السرق ة ف عتام التاع ة‪ ،‬لن الدود تُْد رأة بتالشبهتات‪ ،‬ووجود‬ ‫التاع ة مظن ة شبه ة عتام ة أن النتاس ف هذه التال ة ل يسرقون إل من حتاج ةو ‪ .‬فمكتان هذا كتافيتا أل يقتام الد‪،‬‬ ‫حت تتمكشف الغدم ة عن النتاسو ‪.‬‬ ‫والعقوب ة ليست ه ي العتامل الكب ف معتال ة الرمي ة ف نظر السلم‪ ،‬بل الوقتاي ة منهتا بنع أسبتابتا‬ ‫هو العتامل الكب‪ ،‬فتالوقتاي ة دامئدمتا خي من العلجو ‪.‬‬ ‫فإذا نظرنتا إل جرمي ة كتالزن ند أن القرآن المكري ذكر ف شأن عقوب ة الد فيهتا آي ة واحدة ف مطلع‬ ‫سورة النور‪ ،‬وه ي قوله تعتال‪ :‬الزانية والزانين فاجلدوا كلن واحد منهما ماكئة جلدة‪،‬ن ول تأخذكم بهما رأفة في دينن الله إنن كنتم‬ ‫تؤمنون بالله واليوم الخر‪] ...‬النور ‪[24/2‬و ‪ .‬ولمكن السورة نفسهتا اشتدملت على عشرات اليتات الخرى الت‬ ‫توجه إل الوقتاي ة من الرمي ةو ‪.‬‬ ‫والواقع أن الد هنتا ل ميمكن أن يقتام بشروطه الشرعي ة إل ف حتال ة القرار ف مل س القضتاء أربع‬ ‫مرات‪ ،‬على متا يراه عدد من المئدم ة‪ ،‬أو شهتادة أربع ة شهود عدول برؤي ة الرمي ة رؤي ة مبتاشرة أثنتاء وقوعهتا‪ ،‬ومن‬ ‫الصعب أن يتتا ح ذلكو ‪ .‬ول يثبت ف عصر النبوة أو الراشدين أن ثبتت جرمي ة الزن بشهتادة الشهود‍‍! فمكأن‬ ‫القصد هنتا هو منع التاهرة بتالرمي ةو ‪ .‬أمتا من ابُتلَ ي بتا مستتا فل يقع تت طتامئل ة العقتاب الدنيويو ‪ .‬وأمره ف‬ ‫الخرة إل ال سبحتانه وتعتالو ‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫وإذا نظرنتا إل جرمي ة أخرى مثل السرق ة‪ ،‬ند أن القرآن المكري تدث عن عقوبتهتا ف آيتني فقط من‬ ‫سورة التامئدة‪ ،‬وهتا قوله تعتال‪ :‬والسارق والسارقة فاقطنعوا أيديهما جزاء با كسبا نيكال من الله‪ ،‬والله عزيز حيكيم‪ .‬فمن تاب من‬ ‫بنعد ظلمه وأصلحن فإنن الله يتوب عليه‪ ،‬إنن الله غفور رحيم‪] ‬التامئدة ‪ ،[39-5/38‬ولمكن القرآن كله‪ ،‬ممكيه ومدنيه‪،‬‬ ‫حتافل بتاليتات الت تدعو إل إقتام ة العدل ومتارب ة الظلم‪ ،‬وتقيق التمكتافل ف التدمع‪ ،‬والض على طعتام‬ ‫السمكني‪ ،‬وإيتتاء الزكتاة‪ ،‬وتوزيع الف يء وغيه على الفئتات الضعيف ة اجتدمتاعيتا من اليتتامى والستاكني وأبنتاء السبيل‪،‬‬ ‫كيل يمكون التال دول ة بني الغنيتاء وحدهمو ‪.‬‬ ‫ومتا ينبغ ي أن يذكر هنتا‪ :‬أن التوب ة تسقط الد عن التان ‪ ،‬وفق أرجح القوال عند الشتافعي ة‬ ‫والنتابل ة‪ ،‬وذلك لقوله تعتال‪  :‬فمن تاب من بنعد ظلمه وأصلحن فإاّن اللهن يتوبن عليه‪] ...‬التامئدة ‪ [5/39‬متا يعن أّن‬ ‫التتامئب ل يقتام عليه الّد لمكن ل بد أن يعتاد السروق إل صتاحبهو ‪ .‬ويبقى من حّق القتاض ي فرض العقوب ة‬ ‫التعزيري ة النتاسب ةو ‪.‬‬ ‫كدمتا ينبغ ي أن ننمكر بشدة هنتا على الذين يطتالبون بإلغتاء الدود والعقوبتات البدني ة بإطلق‪ ،‬ل لش يء‬ ‫إل ليضوا الغرب الذي أصبح النمكر فيه معروفتا‪ ،‬والرام حلل‪ ،‬وخرج عن ُه دةى النبوات جيعتا‪ ،‬حت استبتا ح‬ ‫زواج الرجتال بتالرجتال‪ ،‬والنستاء بتالنستاء ‪ ،‬وإذا ل تستح فتاصنع متا شئتو ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫السل‪:‬م والحكم‬ ‫المكوم ة السلمي ة ليست حمكوم ة ديني ة )ثيوقراطي ة( بتالعن الذي عرفه الغرب ف العصور الوسطى‪،‬‬ ‫بل ه ي دول ة مدني ة مرجعيتهتا السلمو ‪.‬‬ ‫وه ي تقوم أستاستاً على الختيتار الّر للّم ةة‪ ،‬وهو أمر أجعت عليه الذاهب كّلهتا بتا‬ ‫‬‫فيهتا مذهب الشيع ة المتامي ة‪ ،‬وإن كتان يصر ذلك فيدمتا يسدميه عصر الغيب ة‪ ،‬بيندمتا ترى الذاهب الخرى أّن‬ ‫اختيتار الّم ةة لّمك تاةمهتا هو البدأ ف جيع الظروف والحوال اقتداًء بتا فعله الصحتاب ة المكرام عند اختيتار اللفتاء‪،‬‬ ‫الراشدين الربع ةو ‪.‬‬ ‫والمكوم ة السلمي ة تدف أستاستاً إل تنفيذ شرع ال‪ :‬وأنن احيكم بينهم با انزل الله‪] ...‬التامئدة ‪،[5/49‬‬ ‫وإقتام ة العدل بني عبتاده‪ :‬إاّنن الله يأمر بالنعدل والحسان وإيتاء ذي القربى‪] ...‬النحل ‪ [16/90‬بل إّن ال تعتال يعتب‬ ‫إقتام ة العدل بني النتاس مهّدم ةة الرسل جيعًتا‪ :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينا ت وأنزلنا منعهم اليكتاب واليزانن ليقوم الناس بالقسط‪..‬‬ ‫]الديد ‪ [57/25‬وه ي تستند إل مرجعي ة‪ ،‬ل تضعهتا ه ي‪ ،‬ول تلك تغييهتا‪) ،‬إنتا كتتاب ال وسّن ة رسوله(‪،‬‬ ‫‪43‬‬


‫ولي س قوامهتا "رجتال الدين" بل كل قوي أمني‪ ،‬حفيظ عليم‪ ،‬من ‪‬الذين إن ماّيكنهم اللهن في الرض أقاموا اليصلةن وآتوا‬

‫الزكاة وأمروان بالنعروف ونهوا عن النيكر‪] ...‬الّج ‪[22/41‬و ‪.‬‬ ‫والمكوم ة السلمي ة تتارس واجبتاتتا تت رقتاب ة الّم ةة ومتاسبتهتاو ‪ .‬فتالتاكم أجي عند‬ ‫‬‫النتاس‪ ،‬وعليهم واجب النصح والنقد له‪ ،‬والطتاع ة بتالعروف‪ ،‬فدمن أمر بعصي ة فل سع له ول طتاع ة‪ ،‬ومن عصى‬ ‫التاكم النحرف فيدمتا يأمر به من معتاص ي حت تعّرض للقتل فهو شهيد‪» :‬سيد الشهداء حمزة‪ ،‬ورجل قا‪:‬م‬ ‫إلى إما‪:‬م جائر فأمره ونهاه فقتله«)‪(56‬و ‪.‬‬ ‫والمكوم ة السلمي ة تتارس أعدمتالتا بتالشورى‪... :‬وأمرهم شورى بينهم‪] ..‬الشورى‬ ‫‬‫‪... ،[42/3‬وشاورهم فين المر‪] ..‬آل عدمران ‪ [3/159‬ولي س صحيحتاً أّن ول المر يستشي ثّ يقّرر متا يشتاء‪،‬‬

‫بل الشورى تمكون أحيتانتاً معلدم ة للمي فيدمتا هو من اختصتاصتاته وصلحيتاته‪ ،‬وتمكون ملزم ة له فيدمتا هو من‬ ‫ص ةة‪ ،‬وإلّ ل يمكن للشورى فتامئدة‪ ،‬ول يمكن من معن لتسدمي ة أهل الشورى أهل الّل‬ ‫صلحي ة التال س الاخت ّ‬ ‫والعقدو ‪.‬‬ ‫صلةت البشري ة من خلل جتتارب طويل ة ومريرة إل توزيع السلط ة‪ -‬الت كتانت‬ ‫‬‫ولقد تو ّ‬ ‫تتجّدم عة ف التاكم الفرد‪ -‬إل سلطتات ثلث‪ :‬تشريعي ة وتنفيذي ة وقضتامئي ةو ‪ .‬ونح هذا التقسيم ف تفيف استبداد‬ ‫المكتام أو إزالته نتامئيًتا‪ ،‬وف ضدمتان حقوق النستان ف مواجه ة تسّلط الطغتاة‪ ،‬وف إشتاع ة الريتات السيتاسي ة‪،‬‬ ‫وظهور الصحتاف ة غي المكومي ة ووستامئل العلم الستقّل ة‪ ،‬والحزاب العتارض ة‪ ،‬والنتاختابتات الّرةو ‪ .‬وتعتارف‬ ‫النتاس على تديد آليتات عدمل السلط ة ضدمن دستاتي ممكتوب ة تنّظم الفصل بني السلطتات‪ ،‬وتدد صلحيتاتتا‪،‬‬ ‫كدمتا تنّظم حري ة العدمل السيتاس ي‪ ،‬إل غي ذلك متا يسدميه النتاس )دميقراطي ة(‪ ،‬وهو يّتفق مع رو ح السلم‬ ‫ومقتاصده المكلي ة ومبتادمئه العتاّم ةة‪ ،‬وإن ل ترد ف جيعه نصوص مبتاشرة جزمئي ةو ‪.‬‬ ‫إّن رفض الدميقراطي ة بتالطلق بدعوى أنتا مبدأ مستورد غي صحيح‪ ،‬متا دامت مفرداتتا تشّمك لة آليتات‬ ‫تطبيقي ة للمكثي من أحمكتام السلم ومبتادمئه وقيدمه‪ ،‬أو على القّل ل تتعتارض معهو ‪ .‬وإّن القول بأّن الدميقراطي ة‬ ‫تعن حمكم الشعب‪ ،‬بيندمتا السلم هو حمكم ال‪ ،‬يفتض التنتاقض التتام بينهدمتا‪ ،‬وهو غي صحيح‪ ،‬لّنه من‬ ‫الدممكن أن يتتار الشعب بتالوستامئل الدميقراطي ة حمكم ال‪ ،‬كدمتا أّن حمكم ال ميمكن أن يتّم بواسط ة الرادة‬ ‫الشعبي ة بصورة أفضل بمكثي من المكتام الستبدينو ‪ .‬والقرآن المكري يقّر حمكم الشعوب لنفسهتا‪ ،‬ول يقّر حمكم‬ ‫الفراعن ة والطغتاة‪ ،‬وهو يذم فرعون وهتامتان وقتارون‪ ،‬ويلعن البتابرة الستمكبين ف الرض بغي الّق ‪:‬ة ‪...‬إاّنن فرعونن‬ ‫وهامانن وجنودهما كانوا خاطئي‪] ...‬القصص ‪[28/8‬و ‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫والقول بأّن الخذ برأي الكثري ة مبدأ مستورد ومتالف لتعتاليم السلم قول مرفوض‪ ،‬فقد قتامت الدلّ ة‬ ‫على شرعي ة الخذ برأي الكثري ة‪ ،‬وهو متا فعله رسول ال ‪ ‬ف غزوة أحد‪ ،‬ومتا فعله عدمر وأقّره الصحتاب ة ف‬ ‫تعيني السّت ة الذين يتتارون الليف ة من بينهم بتالكثري ة‪ ،‬وقد أمر رسول ال ‪ ‬بتاتبتاع السواد العظم أي‬ ‫الكثري ةو ‪.‬‬ ‫والسلم يتم حري ة النستان وحقوقه الستاسي ة‪ ،‬فيدمنع إكراهه حت على الدين‪ :‬ل‬ ‫‬‫إكراه فين الدين قد تباّي الرشد من الغاّين‪] ...‬البقرة ‪ ،[2/256‬ويتم حريته السيتاسي ة‪ ،‬فله أن ينتاخب من يشتاء‪،‬‬ ‫ويرّش حة لي منصب متا دام مستوفيتاً شروطه‪ ،‬وأن ينتقد أول المر إذا رأى أّن م ة قد أخطأوا‪ ،‬بل يعتب نصيح ة‬ ‫الفرد للحتاكم واجب ة شرعًتا‪ ،‬ولو أّدت إل الضرار بصتاحبهتاو ‪ .‬وقد أقّر اللفتاء الراشدون وجود الرأي السيتاس ي‬

‫الاختالف سواء كتان لفرد أو لدمتاع ة‪ ،‬كدمتا أقّروا بّق أصحتابه ف التعبي عن موقفهم والتحّر ك لنصرته ف حدود‬ ‫الضوابط الشرعي ة‪ ،‬ومن ذلك اعتاف سيدنتا عل ي ‪ ‬بتالوارج‪ -‬وإن ل يقّر أفمكتارهم‪ -‬والتافظ ة على حقوقهم‬ ‫متا ل يبدأوا السلدمني بقتتالو ‪.‬‬ ‫وقد أكدت أكثر التدمعتات النستاني ة اليوم اعتافهتا بتالريتات السيتاسي ة‪ ،‬وبتالتعددي ة‬ ‫‬‫السيتاسي ة عن طريق التعددي ة الزبي ة بدل نظتام الزب الواحد‪ ،‬ولي س ف السلم متا يعتارض تعّد دة الدمتاعتات‬ ‫صصة ل تعّد دة تضتاد وتنتاقض‪ ،‬وتعدد تمكتامل وتعتاون ل تعدد تنتافر‬ ‫ص ةة عندمتا يمكون تعّد دة تنوع وت ّ‬ ‫ختا ّ‬ ‫وتشتاحن‪ ،‬ولي س فيه متا يعتارض تعدد الحزاب السيتاسي ة متا دامت جيعهتا تتم ثوابت الّم ةة‪ ،‬ول تتعتاون مع‬ ‫أعدامئهتا‪ ،‬وهذا متا كتان واضحتاً ف ميثتاق الدين ة الذي نّظم العلق ة بني ممكونتاتتا السيتاسي ة‪ -‬وه ي أشبه بأحزاب‬ ‫اليوم‪ -‬الهتاجرون من مّمك ةة‪ ،‬والنصتار من أهل الدين ة بأوسهم وخزرجهم‪ ،‬واليهود على اختلف قبتامئلهمو ‪ .‬بل إّن‬ ‫احتام التعددي ة الزبي ة والسيتاسي ة هو الذي يعّب عن مقتاصد الشريع ة ومبتادمئهتا العتاّم ةةو ‪.‬‬ ‫نن ل نأخذ مع الدميقراطي ة فلسف ة الغرب التادي ة ف اليتاة‪ ،‬لّن لنتا فلسفتنتا الستدمّد ةة‬ ‫‬‫من عقيدتنتا السلمي ة‪ ،‬ولنتا قيدمنتا الديني ة والخلقي ة الستدمّد ةة من تعتاليم القرآن المكري والسّن ة الطّه رةة‪ ،‬لمكننتا‬ ‫نأخذ الدميقراطي ة بآليتاتتا وضدمتانتاتتا الت تقّلم اظفتار الطغتاة والستبّد يةةن‪ ،‬وه ي نتتاج جتتارب بشري ة طويل ة ل يمكن‬ ‫السلدمون بعيدين عنهتا‪ ،‬ومن حّقهةم الستفتادة منهتا‪ ،‬لنع تمكرار الستبداد السيتاس ي والذي شّوه كثياً من‬ ‫الوانب الضيئ ة ف تتارينتا السلم يو ‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫السل‪:‬م والسل‪:‬م والجهاد‬ ‫‪45‬‬


‫ظّل رسول ال ‪ ‬ثلث ة عشر عتامتا ف مّمك ةة المكّرم ة يدعو ال ال بتالمكدم ة والوعظ ة السن ة‪ ،‬ل يسألم‬ ‫أجرا‪ ،‬ول يبتغ ي منهم أمرا‪ ،‬إل أن يقولوا‪ :‬ربنتا الو ‪.‬‬ ‫ولمكن قومه عليه الصلة والسلم من قريش‪ ،‬وحولم مشركو العرب‪ ،‬قتاوموا دعوته بتالذى والضطهتاد‬ ‫والفتن ة والقتاطع ة والتعذيب‪ ،‬الذي انتهى بتالخراج من الديتارو ‪.‬‬ ‫وكتان السلدمون يأتون ال النب ‪ ‬متا بني مشجوج ومرو ح‪ ،‬ويستأذنون أن يدملوا السل ح ليدافعوا عن‬ ‫أنفسهم‪ ،‬فيأمرهم بتالصب واحتدمتال العذاب‪ ،‬ويقول لم‪... :‬كفوا أيدييكم وأقيموا اليصلةن‪] ...‬النستاء ‪[4/77‬و ‪.‬‬ ‫استدمر السلدمون طوال العهد المك ي ف جهتاد مستدمر‪ ،‬ولمكنه ل يمكن جهتادا بتالسيف والسنتان‪ ،‬بل كتان‬ ‫كتان جهتادا بتالدعوة والبيتان والتبليغ للرستال ة‪ ،‬وهو متا ستاه القرآن جهتادا كبيا ف قوله تعتال‪ :‬فلن تطع اليكافرين‬

‫وجاهدهم به – أي بالقرآن – جهادان كبيرا‪] ‬الفرقتان ‪[25/52‬و ‪.‬‬ ‫وكتان جهتادا بتالصب على البلء واليذاء‪ ،‬ومنه القتاطع ة الت أكل السلدمون معهتا أوراق الشجر‪ ،‬ومنه‬ ‫الجرة ال البش ة مرتني‪ ،‬وف هذا جتاء قوله تعتال‪ :‬أحسب الناس أنن يتركوا أنن يقولوا آمنا وهم ل ل ُينفتننون‪] ‬العنمكبوت‬ ‫‪[29/2‬و ‪.‬‬

‫إن السلم أبدا متاهد على امتداد حيتاته‪ :‬متاهد لنفسه وشيطتانه‪ ،‬متاهد للشر والفستاد من حوله‪ ،‬متاهد‬ ‫بلستانه وقلدمه ف تبليغ دعوته‪ ،‬ولمكنه لي س دامئدمتا مقتاتلو ‪.‬‬ ‫إن القتتال ل يب ف كل حتال‪ ،‬بل يب بوجود أسبتابه الت سنذكرهتا بعدو ‪.‬‬ ‫ول غرو أن عتاش الرسول وصحتابته طوال الرحل ة المكي ة متاهدين‪ ،‬ولمكنهم ل يقتاتلوا إل بعد الجرةو ‪.‬‬ ‫لقد ظلوا كذلك حت هتاجروا ال الدين ة‪ ،‬ونزلت أول آي ة تأذن لم بتالقتتال دفتاعتا عن أنفسهم وحرمتاتمو ‪.‬‬ ‫وه ي قوله تعتال‪ :‬ل ُأذنن للذين يقالَتلونن بأنهم ل ُظنلموان وان اللهن على نيصرهم لقدير‪ .‬الذين ل ُأخرجوا من ديارهم بغير حقن إل أن يقولوا‪ :‬ربنا‬ ‫الله‪] ...‬الج ‪[22/40‬و ‪.‬‬ ‫وقد ظّل الرسول المكري ‪ ‬خلل الرحل ة الدني ة – عشر سنوات – يقتاوم البهتات الت أعلنت عداوتتا‬ ‫لدعوة السلم‪ :‬جبه ة الوثني ة العربي ة‪ ،‬والبه ة اليهودي ة‪ ،‬ودول ة الروم البيزنطي ة‪ ،‬وهو متا اضطره عليه الصلة‬ ‫والسلم أن يغزو نو )‪ (27‬غزوة يشهدهتا بنفسه‪ ،‬وأن يبعث من أصحتابه بضعتا وخسني سري ةو ‪ .‬ل يمكن ف أي‬ ‫منهتا هو البتادىء بتالغزو‪ ،‬أو التعدي على الخرين‪ ،‬بل كتانت كلهتا ردا على غزو واقع‪ ،‬أو غزو متوقع‪ ،‬كدمتا‬ ‫يشهد بذلك كل دارس منصف لتتاريخ غزوات الرسول‪ ،‬من بدر ال تبو كو ‪ .‬بل كتان بعضهتا غزوا مبتاشرا‬ ‫للدمسلدمني ف عقر دارهم كدمتا ف أحد والندقو ‪ .‬ولذا قتال الققون من علدمتاء الم ة‪ :‬إّن الهتاد ل يشرع ال‬ ‫‪46‬‬


‫دفتاعتا عن الرمتات‪ ،‬وهو متا يدل عليه بوضو ح‪ :‬مدموع آيتات القرآن‪ ،‬وصحتا ح الحتاديثو ‪.‬‬ ‫وحسبنتا قوله تعتال‪ :‬ف شأن الشركني‪ ... :‬فانن اعتزلوكم فلمن يقاتلوكمن وألقوا الييكم السلمن فما جنعلن الله ليكمن عليهم‬ ‫سبيلن ‪] ‬النستاء ‪ ،[4/90‬فهذا يفيد تري قتتالمو ‪.‬‬ ‫وف مقتابل همؤلء يقول تعتال‪ :‬فإنن لم ينعتزلوكم ويلقوان الييكم السلم وييكفوان أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم‪،‬‬ ‫وأولئيكم جنعلنان ليكم عليهم سلطانا مبينا‪] ‬النستاء ‪[4/91‬و ‪.‬‬ ‫ومتا قيل من أن هذه اليتات وأمثتالتا منسوخ ة بتا سوه )آي ة السيف( مردود عليه‪ ،‬إذا لي س من العقول ول‬ ‫من الشروع أن ُنعّطل كلم ال الثتابت بتالتواتر اليقين‪ ،‬بآراء علدمتاء تّد ثةوا عن نسخ هذه الحمكتامو ‪.‬‬ ‫على أنم ل يتفقوا على آي ة السيف أيّ ة آي ة ه ي‪ ،‬وأكثر متا قيل أنتا قوله تعتال‪ :‬فإذان انسلخ الشهر الرم‬

‫فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم وخذوهم واحيصروهمن واقنعدوا لهم كلن مرصد‪] ...‬التوب ة ‪[9/50‬و ‪.‬‬ ‫والشركون هنتا هم الذكورون ف أول السورة‪ :‬براءة من اللهن ورسوله الىن الذين عاهدت من الشركي ‪] ...‬التوب ة‬ ‫‪ [9/50‬فهمؤلء ليسوا أي مشركني‪ ،‬بل هم مشركون بريء منهم ال ورسوله‪ ،‬لّن م ة عتاهدوا ونقضوا عهودهم‪،‬‬ ‫ولسوء موقفهم من السلم ورسوله ودعوته‪ ،‬طوال العهدين المك ي والدنو ‪.‬‬ ‫السل‪:‬م والسل‪:‬م‪:‬‬ ‫والق أن السلم ل يتشوف إل الرب و القتتال‪ ،‬ول يتطلع إل سفك الدمتاء‪ ،‬بل إذا انتهت الزم ة بني‬ ‫السلدمني وخصومهم بغي دمتاء ول قتتال‪ ،‬عقب القرآن بثل هذه المكلدم ة العبة‪ :‬ورد اللهن الذين كفروان بغيظهم لم ينالوا‬ ‫خيرا‪ ،‬وكفىن اللهن الؤمني القتال‪ ،‬وكانن اللهن قويا عزيزا‪] ‬الحزاب ‪ [33/35‬فدمتا أبلغ هذه المكلدم ة ومتا أصدقهتا تعبيا عن‬ ‫رو ح السلم السلدمي ة ‪...‬وكفىن اللهن الؤمني القتال‪...‬و ‪.‬‬ ‫وحني انتهت غزوة الديبي ة بتالصلح مع قريش‪ ،‬وإقتام ة الدن ة بني الفريقني‪ ،‬نزلت ف ذلك سورة الفتح‪:‬‬ ‫‪‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا‪] ‬الفتح ‪ ،[48/1‬وقتال بعض الصحتاب ة‪ :‬أفتح هو يتا رسول ال؟ قتال‪) :‬نعم هو فتح( فلم‬ ‫يتصوروا فتحتا بغي حربو ‪.‬‬ ‫وف السورة نفسهتا ‪ ،‬امت ال على المؤمنني فقتال‪ :‬وهو الذي كفن أيديهم عنيكم وأيدييكم عنهم ببطن ميكة من بنعد أن‬ ‫أظفركم عليهم‪] ...‬الفتح ‪ [24 /48‬فتانظر‪ :‬كيف امت ال بمكف أيدي المؤمنني عن أعدامئهم‍‍!‬ ‫وكتان الرسول المكري ‪ -‬وهو أشجع النتاس‪ -‬ل يب الرب‪ ،‬ويقول لصحتابه‪» :‬ل حتتمنوا لقاء العدو‪،‬‬ ‫وسلوا ال العافية‪ ،‬فإذا لقيتموه فاصبروا‪(57) «...‬و ‪.‬‬ ‫وكتان يقول‪» :‬أحب السماء إلى ال‪ :‬عبد ال وعبد الرحمن…وأقبح السماء‪ :‬حرب ومرة« )‪(58‬و ‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫حت لفظ ة )حرب( يمكرههتا‪ ،‬ول يب التسدمي ة بتا‪ ،‬كدمتا كتان يفعل العرب ف التاهلي ة‪ ،‬مثل حرب بن‬ ‫أمي ةو ‪.‬‬ ‫ولذا فنحن نمؤمن بأن السلم يدعو إل السلم‪ ،‬ويرحب به‪ ،‬حت إن كلدم ة السةةلم تعةةد تيةة ة للدمسةةلدمني‬ ‫ف الدنيتا والخرة‪  :‬تيتهم يوم يلقونه سلمن ‪] ...‬الحزاب ‪[33/44‬و ‪.‬‬ ‫ومةةن أسةةتاء ال ة تعةةتال عنةةد السةةلدمني السةةلم‪ ،‬فهةةو اللةةك القةةدوس السةةلمو ‪ .‬ومةةن السةةتاء الشةةهية عنةةد‬ ‫السلدمني عبد السلمو ‪ .‬ومن أستاء الن ة دار السلم‪  :‬لهم دار السلم عند ربهم‪] ...‬النعتام ‪[6/127‬و ‪.‬‬ ‫السلل‪:‬م و الجهاد‪:‬‬ ‫إل أن السلم يّرض على القتتال‪ ،‬وبذل النف س والنفي س‪ ،‬إذا فُِرض القتتال على السلدمني على ُك ْرةه‬ ‫منهم‪ ،‬بأن انتهمكت حرمتات السلم‪ ،‬أو غزيت أرضه‪ ،‬أو دن س عرضه‪ ،‬بثل هذه اليتات‪ :‬أل تقاتلونن قوما نيكثوا‬ ‫أيانهم وهموا بإخراج الرسول‪ ،‬وهم بدأوكم أول مرةن أتخشونهم فاللهن أحق أنن تخشوهن إن كنتم مؤمني‪ .‬قاتلوهم ينعذبهم الله بأيدييكم ويخزهم‬

‫وينيصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني‪] ‬التوب ة ‪ ،[9/13‬وقوله‪  :‬كتب علييكم القتال وهو كره ليكمن وعسىن أن تيكرهوا شيئا‬

‫وهو خير ليكمن وعسىن أن تبوا شيئا وهو شر ليكم واللهن ينعلم وأنتم ل تنعلمون‪] ‬البقرة ‪[2/21‬و ‪.‬‬ ‫ومن النتاس من يتصور أن السلم الذي يدعو للجهتاد ف سبيل الةة‪ ،‬ينفةةر مةةن السةةلم‪ ،‬ويأب الةةدعوة إلة‬ ‫السلمو ‪ .‬وهذا من سوء الفهم للسلمو ‪.‬‬ ‫من أسباب الجهاد‪:‬‬ ‫فتالهتاد إنتا شرعه ال لسبتاب منهتا‪:‬‬ ‫منع الفتن ة أي الضطهتاد ف الدين ‪ ‬وقاتلوهم حتى ل تيكون فتنة وييكون الدين لله‪] ...‬البقرة ‪[2/193‬و ‪.‬‬ ‫وقد اعتب القرآن الفتن ة أشد من القتل‪ ،‬وأكب من القتل‪ ،‬لن القتل اعتداء على المكيتان التادي للنستان‪،‬‬ ‫والفتن ة اعتداء على المكيتان العنوي لهو ‪ .‬إّن منع الفتن ة معنتاه حتاي ة الري ة الديني ة للجدميعو ‪ .‬فتالقتتال هنتا دفتاع عن‬ ‫النستان وحرّيتهو ‪.‬‬ ‫ومنهتا‪ :‬إنقتاذ الستضعفني من ني الذل والظلم‪  :‬ومان ليكم ل تقاتلونن في سبيل اللهن والستضنعفي‪] ..‬النستاء‬ ‫‪[4/75‬و ‪.‬‬ ‫ومنهتا‪ :‬رد العدوان على الرمتات والقدستات الديني ة والوطني ة‪  :‬وقاتلوا فين سبيلن الله الذين يقاتلونيكمن ول تنعتدوا‬ ‫‪] ...‬البقرة ‪ ،[2/190‬ول يلم من رد العدوان بثلهو ‪ .‬وقاتلوا الشركي كافة كما يقاتلونيكمن كافة‪] ...‬التوب ة ‪[9/36‬و ‪.‬‬ ‫ومع هذا ل يغلق البواب ف وجه الستال ة والصتال ة‪ ،‬إذا تيأت أسبتابتا‪ ،‬فقتال تعتال‪ :‬وإن جنحوا للسلمن‬ ‫‪48‬‬


‫فاجنح لها وتوكل علىن الله‪] ...‬النفتال ‪[8/61‬و ‪ .‬ومن أهّم أسبتاب الستال ة انتهتاء العدوان وإخراج الحتلل وإعتادة‬ ‫القوق لصحتابتاو ‪.‬‬ ‫والهتاد ف السلم تمكدمه )أخلقيتات( صتارم ة ملزم ة‪ ،‬فل ييز إل قتل من يقتاتل‪ ،‬ول ييز قتل النستاء‪،‬‬ ‫ول الولدان‪ ،‬ول الشيوخ المكبتار‪ ،‬ول الرهبتان‪ ،‬ول الفلحني أو التجتار‪ ،‬ول ييز الغدر‪ ،‬ول التدمثيل بتالثث‪ ،‬ول‬ ‫قطع الشجتار‪ ،‬ول هدم البني ة‪ ،‬ول تسدميم البتار‪ ،‬ول يتبع متا يسدمونه‪ :‬سيتاس ة الرض الروق ة‪ ،‬أي الت تدع‬ ‫كل متا وراءهتا خرابتا يبتابتاو ‪ .‬هذا متا ثبت بتالنصوص الصحيح ة‪ ،‬وطّبقه اللفتاء الراشدون والسلدمون من بعدهمو ‪.‬‬ ‫وهذا متا شهد به المؤرخون الغربيون للدمسلدمني ف فتوحهم‪ -‬الت كتانت ف حقيقتهتا تريرا للشعوب من‬ ‫طغيتان المباطوريتات القدمي ة )الفرس والروم(‪ -‬وقتالوا‪ :‬متا عرف التتاريخ فتاتتا أعدل ول أرحم من العرب‪ ،‬أي‬ ‫السلدمنيو ‪.‬‬ ‫على أن الرب ‪-‬ولسيدمتا ف عصرنتا‪ -‬ليست مقصورة على التانب العسمكري وحده‪ ،‬بل هنتا ك أنواع‬ ‫أخرى من الرب منهتا‪ :‬الرب القتصتادي ة‪ ،‬والرب العلمي ة‪ ،‬والرب الفمكري ة والثقتافي ة‪ ،‬بل والرب الديني ة‬ ‫والعقدي ة‪ ،‬ولمكل منهتا أسلحتهتا ومقتاتلوهتاو ‪.‬‬ ‫ونن السلدمني اليوم تشن علينتا هذه الرب‪ ،‬بل الروب من كل جه ة‪ ،‬والواجب علينتا أن نقتاومهتا بمكل‬ ‫متا نستطيع من قوة‪ ،‬ونعد العدة لتجنيب أمتنتا أخطتارهتا‪ ،‬ون يء لتا النود الدربني للدفتاع عنهتا‪ ،‬فنحن نقتاومهم‬ ‫بثل أسلحتهم لننتا نريد التافظ ة على حقوقنتا‪ ،‬بل إننتا نمؤمن بق جيع الشعوب ف الستقلل على أرضهتا‪،‬‬ ‫ورد العدوان عنهتا‪ ،‬واختيتار نظتام حمكدمهتاو ‪ .‬إنه حق فطري‪ ،‬قررته الشرامئع اللي ة والواثيق الدولي ة وشرع ة حقوق‬ ‫النستانو ‪ .‬ولذلك نعتب القتاوم ة الت جتري ف بلد السلدمني ضد الحتلل الجنب جهتادا ف سبيل ال‪،‬‬ ‫خصوصتا ف أرض فلسطني‪ ،‬أرض السراء والعراج‪ ،‬وندعو السلدمني شعوبتا وحمكومتات ال بذل الهد والتعتاون‬ ‫لتحرير بلدهم من كل أنواع الحتلل‪ ،‬ونرفض وصف هذه القتاوم ة بتالرهتاب‪ ،‬لن الحتلل هو الرهتاب‬ ‫صرة عنه بل عذر‬ ‫بعينه‪ ،‬ولن مقتاومته بمكل الوستامئل التتاح ة حق مشروع‪ ،‬بل ه ي واجب دين مفروض‪ ،‬من ق ّ‬ ‫فهو آثو ‪.‬‬ ‫لمكننتا ف الوقت نفسه نفّرق بني المكومتات وبني شعوبتاو ‪ .‬فمكدمتا ندين المكومتات الت تتارس العدوان‬ ‫وتدعم الحتلل‪ ،‬فتاننتا نثدمن جهود القوى الية ف التدمعتات الغربي ة‪ ،‬الت تتم حقوق النستان‪ ،‬وتطتالب‬ ‫حمكومتاتتا بوقف عدوانتا على بلدنتا السلمي ة‪ ،‬ونعلن استعدادنتا ورغبتنتا للتواصل معهتا من أجل سيتادة القيم‬ ‫النستاني ة ف العلقتات بني الشعوبو ‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫‪19‬‬ ‫السل‪:‬م والرهاب‬ ‫‪ -1‬نمؤمن بأن السلم دين الرح ة والرفق‪ ،‬وقد اختتار ال تعتال )الرح ة( عنوانتا لرستال ة مدمد ‪ ،‬حني‬ ‫ختاطبه بقوله‪ :‬ما أرسلناك إل رحمة للنعالي‪] ...‬النبيتاء ‪[21/107‬و ‪.‬‬ ‫كدمتا عّب عن ذلك رسول السلم واصفتا نفسه‪ ،‬بقوله‪» :‬إنما أنا رحمة مهداة«)‪(59‬و ‪ .‬ولذا اشتهر‬ ‫بني السلدمني قولم ‪ :‬مدمد نب الرح ة و ‪.‬‬ ‫كدمتا وصفه ال تعتال بقوله‪ :‬فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلبن لنفضوا من حولكن‪] ...‬آل‬ ‫عدمران ‪[3/159‬و ‪.‬‬

‫وقد استفتاضت الحتاديث النبوي ة ف الث على الرح ة‪» ،‬الراحمون يرحمهم الرحمن« )‪،(60‬‬ ‫»ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء« )‪» ،(61‬من ل يلَْرَح مل ل يلُْرَح مل« )‪(62‬و ‪.‬‬ ‫كدمتا ذكرت الحتاديث‪ :‬أن بغيتا سقت كلبتا شديد العطش‪ ،‬فغفر ال لتاو ‪ .‬وأن امرأة دخلت النتار‬ ‫بسبب هرة حبستهتا حت متاتت‍‍! هذه إشتارات واضح ة إل أهي ة الرح ة حت بتاليوان‪ ،‬فه ي تمكّف رة السيئتات‬ ‫مهدمتا كتانت كبية‪ ،‬وإن كتانت ل تسوغ فعل العصي ةو ‪.‬‬ ‫وقد ذّم القرآن قومتا بقوله‪ :‬ثمن قست قلوبيكم من بنعد ذلكن فهين كالجارةن أو أشد قسوةن‪] ...‬البقرة ‪[2/74‬و ‪.‬‬ ‫وقتال عن قوم‪ :‬فبما نقضهمن ميثاقهم لنعناهم وجنعلنا قلوبهم قاسية‪] ...‬التامئدة‪ [13 :‬فجعل قسوة قلوبم من‬ ‫عقوب ة ال لم على ذنوبمو ‪.‬‬ ‫وكدمتا دعتا السلم إل الرح ة ف التعتامل مع النتاس ف السلم والرب‪ ،‬وف التعتامل مع اليوان‬ ‫العجم‪ ،‬رغب ف الرفق‪ ،‬ورهب من العنف‪ ،‬وقتال‪» :‬من ُح ِرل‪:‬م الرفق فقد ُح ِرل‪:‬م الخير كله«)‪» ،(63‬إن ال‬ ‫رفيق يحب الرفق‪ ،‬ويلُْعِطليل عليه ما ل يلُْعِطليل على العنف«)‪» ،(64‬إن الرفق ل يكون في شيء إل زانه‪ ،‬وما‬ ‫نزع من شيء إل شانه«)‪(65‬و ‪.‬‬ ‫والسلم ل يقر العنف ف الفعل ول ف القول‪ ،‬فهو ف الدعوة يأمر بتالمكدم ة والوعظ ة السن ة‬ ‫والدال بتالت ه ي أحسن‪ ،‬وف التعتامل مع الخرين ‪‬إدفع بالتي هي أحسن السيئة‪] ‬المؤمنون ‪ [23/96‬ول يقر‬ ‫استاخدام القوة التادي ة إل بقهتا‪ ،‬ول يبيح دمتاء النتاس وأموالم إل بسبب مشروعو ‪ .‬ول يقبل العنف إلّ مع‬ ‫العدو التارب وأثنتاء القتتال فقطو ‪ .‬فتالسلم ل يبتدئ الخر بتالعنف‪ ،‬لمكّنه ميمكن ان يرد على العنف بثله‪ ،‬وقد‬ ‫أمره السلم أن ل يزيد عن الثل‪ ،‬ورّغبه ف العفوو ‪ .‬وإنن عاقبتم فنعاقبوا بثل ما عوقبتم به‪ ،‬ولئن صبرت لهو خير لليصابرين‪‬‬ ‫‪50‬‬


‫]النحل ‪[16/126‬و ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وكدمتا يدين السلم العنف‪ :‬يدين )الرهتاب( لنه عنف وزيتادة‪ :‬العنف أن تستاخدم القوة ف غي‬ ‫موقعهتا‪ ،‬مع خصومك‪ ،‬ولمكن الرهتاب أن تستاخدم القوة مع من لي س بينك وبينه مشمكل ة‪ ،‬مثل خطف‬ ‫الطتامئرات‪ ،‬وخطف الرهتامئن‪ ،‬وقتل السيتا ح ونو ذلك‪ ،‬من ل يعرفهم التاطف‪ ،‬ول القتاتل‪ ،‬ولي س بينه وبينهم‬ ‫قضي ةو ‪.‬‬ ‫والرهتاب‪-‬ف لغ ة العرب‪ : -‬مصدر أرهب يرهب‪ ،‬بعن أختاف غيه وأفزعه ورّوعةه‪ ،‬فهو يعن إذن‪ :‬نشر‬ ‫الرعب والوف والذعر بني النتاس‪ ،‬وحرمتانم من )المن( الذي هو من أعظم نعم ال على خلقه‪ ،‬كدمتا أشتار‬ ‫إل ذلك قوله تعتال‪ :‬فلينعبدوا رب هذا البيت‪ .‬الذي أطنعمهم من جوعن وآمنهم من خوف‪] ‬قريش ‪[4-106/3‬و ‪.‬‬ ‫فأشتارت الي ة المكرمي ة إل نعدمتني من أعظم النعم‪ ،‬الت تُْش بِةةع حتاجتني أستاسيتني من حتاجتات البشر‪،‬‬

‫وهتا‪ :‬المكفتاي ة من العيش‪ ،‬والمن من الوفو ‪.‬‬ ‫وشر متا يةْبَُتلى به متدمع أن يُْس لَةةب هتاتني النعدمتني‪ ،‬فيصتاب بتالوع وبتالوف كدمتا قتال تعتال‪ :‬وضرب‬ ‫الله مثلن قرية كانتن آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كلن ميكان‪ ،‬فيكفر تن بأننعمن الله‪ ،‬فأذاقها الله لباس الوع والوف با كانوا ييصننعون‪‬‬ ‫]النحل ‪[16/112‬و ‪.‬‬ ‫وعّد الديث الشريف )المن( من النعم الستاسي ة الثلث الت يتتاج إليهتا النستان ليشعر بتالراح ة‬ ‫ سة السعتادة لمكل فرد‪ ،‬فقتال‪» :‬من أصبح آمنا في سربه‪ ،‬معافى في بدنه‪ ،‬عنده قوت‬ ‫والسمكين ة‪ ،‬وه ي من أُس ُ‬ ‫يومه‪ ،‬فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها« )‪(66‬و ‪.‬‬ ‫وقد مّن ال على قريش وأهل ممك ة بأنه جعل لم حرمتا آمنتا‪ ،‬يلقى الرجل فيه قتاتل أبيه‪ ،‬فل ميسه بسوء‪،‬‬ ‫كدمتا قتال تعتال ‪...‬ومنن دخلهن كان آمن ًا‪] ...‬آل عدمران ‪ ،[3/97‬وقتال تعتال‪... :‬أو لم نيكن لهم حرم ًا آمنا يجبى إليه‬ ‫ثمرا تن كلن شيء‪] ...‬القصص ‪ [28/57‬أولمن يروان أنا جنعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم‪] ...‬العنمكبوت‬ ‫‪[29/67‬و ‪.‬‬ ‫وحني ذهب يعقوب عليه السلم وأبنتاؤه إل مصر‪ ،‬واستقبلهم عزيزهتا يوسف بن يعقوب عليهدمتا السلم‬ ‫قتال لم‪  :‬ادخلوان ميصرن إن شاء الله آمني‪] ‬يوسف ‪[12/99‬و ‪.‬‬ ‫ولقد كتان من خصتامئص الن ة الت أعّد هةتا ال لعبتاده الصتالني ف الخرة‪ :‬أنتا دار )أمتان كتامل( ولذا‬ ‫تقول اللمئمك ة لهلهتا‪  :‬ادخلوها بسلم آمني‪] ‬الجر ‪ ،[15/46‬وأهلهتا ‪ ‬ل خوف عليهم ول هم يحزنونن‪] ‬البقرة‬ ‫‪[2/62‬و ‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫لذا اعتب توفي المن لمكل النتاس من مقتاصد الشريع ة الستاسي ة‪ ،‬كدمتا اعتب السلم سلب أمن النتاس‬ ‫العتاديني من أعظم الرامئم الت يعتاقب عليهتا‪ ،‬ولذا عتاقب الشرع على جرمي ة السرق ة بقطع اليد‪ ،‬ول يشرع مثل‬ ‫ذلك ف غصب الموال‪ ،‬وهو ظلم عظيم‪ ،‬وذلك لن السرق ة تتم خفي ة‪ ،‬وتدد أمن النتاس‪ ،‬بلف الغصب‬ ‫الذي يتم جهتارا نتاراو ‪.‬‬ ‫وكذلك شدد السلم ف جرمي ة )الراب ة( أو قطع الطريق‪ ،‬وجعل مقتفيهتا من الذين ‪...‬يحاربون اللهن ورسوله‬ ‫ويسنعون فين الرض فسادا‪ ...‬وجعل عقوبتهم‪... :‬أن يقتلوا أو ييصلبوان أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض‬ ‫‪] ...‬التامئدة‪ ،[33 :‬لنتا جرمي ة تدد أمن التدمع‪ ،‬وتنشر الرعب ف جنبتاته‪ ،‬فه ي جرمي ة ترويع وإرهتاب مدنو ‪.‬‬ ‫فتاستحقت هذا العقتاب الصتارمو ‪.‬كدمتا اعتب السلم كل )ترويع( أو تويف وتفزيع للنتاس بأي أمر‪ -‬ولو كتان‬ ‫صغيا تتافهتا‪-‬من الذنوب والثتام الت يرمهتا ال تعتال‪ ،‬ويعتاقب عليهتا من فعلهتا ف الخرةو ‪.‬‬ ‫كدمتا جتاء ف الديث الذي رواه النعدمتان بن بشي رض ي ال عنهدمتا قتال‪ :‬كنتا مع رسول ال ‪ ‬ف مسي‪،‬‬ ‫فاخفق رجل على راحلته )أي أخذته سن ة من النوم( فأخذ رجل سهدمتا من كنتانته )أي رغب ة ف أن يداعبه(‬ ‫فتانتبه الرجل‪ ،‬ففزع‪ ،‬فقتال رسول ال ‪» :‬ل يحل لرجل أن يرّوع مسلما«)‪(67‬و ‪.‬‬ ‫ورغم أن هذا التويع والتفزيع كتان بتاعثه الزا ح والداعب ة‪ ،‬ورغم أنه ل يتتب عليه أذى غي هذه الفزع ة أو‬ ‫الروع ة حني شعر الرجل الوسنتان بأن أحدا يريد أخذ ش يء من كنتانته‪ ،‬فقد حرم الرسول هذا التويعو ‪.‬‬ ‫وقوله‪» :‬ل يحل لمسلم أن يرّوع مسلما« )‪ :(68‬ل يعن أن تري التويع مقصور على السلم‪ ،‬إنتا ورد‬ ‫الديث بذه الصيغ ة‪ ،‬لنه وقع من مسلم لسلم‪ ،‬ولمكن ترويع المنني بصف ة عتام ة ل يوز‪ ،‬بدليل قوله عليه‬ ‫الصلة والسلم‪» :‬المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم«)‪ (69‬فلم يعطه صف ة الميتان الق إل حني‬ ‫يأمن منه كل النتاس ‪ -‬مسلدمهم وغي مسلدمهم ‪ -‬على حرمتاتم وأعراضهم وأموالمو ‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫السل‪:‬م والحضارة‬ ‫نمؤمن بأّن الضتارة السلمي ة تتصل فيهتا الرض بتالسدمتاء‪ ،‬وترتبط فيهتا القيم الربتاني ة بتالعتان النستاني ة‪،‬‬ ‫وتتجلى فيهتا أصتال ة السلم‪ ،‬ورو ح العصر‪ ،‬ويتدمع فيهتا العلم والميتان‪ ،‬ويلتق ي فيهتا الق والقوة‪ ،‬ويتوازن فيهتا‬ ‫البداع التادي‪ ،‬والسدمو الخلق ي‪ ،‬ويتآخى فيهتا نور العقل‪ ،‬ونور الوح يو ‪.‬‬ ‫حضتارة تةَبةُْرز فيهتا مقومتات السلم وخصتامئصه‪ ،‬وتتجسد فيهتا أهدافه ومنتاهجه‪ ،‬ف بنتاء الفرد‪ ،‬وف‬ ‫تمكوين السرة‪ ،‬وف تشييد التدمع‪ ،‬وف إقتام ة الدول ة‪ ،‬وف توجيه النستاني ة إل الت ه ي أقومو ‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫حضتارة متدميزة عن حضتارة العسمكر الشيوع ي التادي ة واللتادي ة‪ ،‬وعن حضتارة العسمكر الرأستال النفعي ة‬ ‫العلدمتاني ةو ‪ .‬حضتارة ل تنتدم ي إل ميني ول يستار‪ ،‬بل تنتدم ي إل السلم وحده‪ ،‬منه تستدمد‪ ،‬وعليه تعتدمد‪ ،‬وإليه‬ ‫تدف‪ ،‬وبه تتحر ك وتنطلق‪ ،‬وفيه تبز وتتجلّىو ‪.‬‬ ‫وه ي ‪ -‬مع تيزهتا‪ -‬تمؤمن بتالتفتاعل بني الثقتافتات‪ ،‬والوار بني الضتارات‪ ،‬والتعتارف بني المم‪ ،‬والختاء‬ ‫بني بن النستان حيثدمتا كتانوا‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪... :‬وجنعلناكمن شنعوبا وقباكئلن لتنعارفوا‪] ...‬الجرات ‪،[49/13‬‬ ‫ولمكنهتا تأب أن تذوب ف غيهتا‪ ،‬وأن تفقد أصتالتهتا وتيزهتا‪ ،‬لذا ترفض كل أنواع الغزو الثقتاف‪ ،‬والستلب‬ ‫الضتاري‪ ،‬والتسلط الجنب‪ ،‬وتقتاوم الستاليب اللتوي ة‪ ،‬الت يدخل بتا غزاة اليوم‪ ،‬الذين يريدون أن ميحوا‬ ‫أصتالتهتا‪ ،‬ويلغوا خصوصيتهتا‪ ،‬ويقضوا على عقيدتتا الت ه ي أستاس تيزهتا‪ ،‬تت عنوان )الثقتاف ة المكوني ة(‪ ،‬فهذا‬ ‫استعدمتار جديد‪ ،‬نرفضه بتاسم الدينو ‪.‬‬ ‫نن ننمكر على الضتارة الغربي ة الستامئدة اليوم جنو ح بعض أهلهتا إل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفلسف ة )التادي ة( الت ل تمؤمن إل بتالستات‪ ،‬ول تمؤمن بتالغيب‪ ،‬ول جتد ل ‪-‬جل جلله‪ -‬ممكتانتا‬ ‫ف نظتامهتا الفمكري‪ ،‬كدمتا قتال ليوبولد فتاي س )مدمد أسد(و ‪ .‬ومتا دام ال غتامئبتا عنهتا‪ ،‬فلي س للقتامئه ول لستابه ول‬ ‫للجزاء ف الخرة ممكتان يذكر ف ثقتافتهتاو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬و الفلسف ة )البتاحي ة(‪ ،‬الت تقوم على اللذة‪ ،‬واللذة السي ة‪ ،‬دون اعتبتار لدين أو أخلقو ‪ .‬وعلى‬ ‫هذا الستاس تستبيح متا حّرمته كل أديتان السدمتاء من فتاحش ة الزن‪ ،‬والشذوذ النس يو ‪.‬‬ ‫‪ -3‬والفلسف ة النفعي ة )الباجتاتي ة( الت تنمكر القيم العليتا‪ ،‬والثتالي ة الخلقي ة الردة‪ ،‬وترى هذه الخلق‬ ‫نسبي ة‪ ،‬ول ترى لتا شول‪ ،‬ول ثبتاتتا ول خلودا‪ ،‬فدمتا كتان فضيل ة بتالم س ميمكن أن يمكون رذيل ة اليوم‪ ،‬ومتا نراه‬ ‫رذيل ة اليوم قد يمكون فضيل ة غداو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬والنزع ة الستعلمئي ة )العنصري ة(‪ ،‬الت تيز بني النتاس بسبب الن س واللون‪ ،‬وتنظر إل الرجل البيض‬ ‫أنه سيد العتال‪ ،‬وأن المم الوروبي ة ُخ لِةَق تة لتسود وَْتُمك مة‪ ،‬ف حني أن أمم الرض كلهتا خلقت لتُْح َمكةمة‬ ‫وتستاد‪ ،‬بنتاء على نظري ة تفتاضل الجنتاس الت ل تقوم على يقني من علم أو دين‪ ،‬وعندنتا أن النتاس سواسي ة‬ ‫كأسنتان الشط‪ ،‬ربم واحد‪ ،‬وأبوهم واحدو ‪.‬‬ ‫‪ -5‬وأخيا النزع ة )الستمكبتاري ة( الت ه ي فرع عن النزع ة الستابق ة‪ ،‬وثرة لتا‪ ،‬فه ي تريد أن تسيطر على‬ ‫العتال‪ ،‬وتتمكر مواده التام لصتالهتا‪ ،‬وتتحمكم ف ثرواته ومقدراته‪ ،‬وتتصه لصتال شعوبتا‪ ،‬وعلى هذا قتام‬ ‫الستعدمتار القدي‪ ،‬الذي نب العتال لستاب أوروب ة‪ ،‬وقتام الستعدمتار الديد الذي يتاول أن يضع العتال كله‬ ‫‪53‬‬


‫لستاب أمريمكتاو ‪ .‬ول سيدمتا )عتال السلم( الذي ُرّش حة ليمكون هو العدو البديل لمريمكتا بدل التتاد السوفيتو ‪.‬‬ ‫واعتب الفلسف ة الستاتيجيون التبّنون لصدام الضتارات‪ :‬أن الضتارة السلمي ة ه ي الضتارة الول الاخوف ة‬ ‫على مستقبل الضتارة الغربي ة‪ ،‬لذا وجب التحذير منهتا‪ ،‬والتبص بتاو ‪.‬‬ ‫نمؤمن بأن السلم ل يمكتف ي من أمته بتالتغن بضتارتتا الزاهرة بتالم س‪ ،‬ولمكنه يعدمل على إبداع حضتارة‬ ‫إسلمي ة معتاصرة‪ ،‬تأخذ من حضتارة اليوم أفضل متا عندهتا‪ ،‬من عنتاصر العلم والتمكنولوجيتا وحسن الدارة‬ ‫والتنظيم‪ ،‬كدمتا أخذ الوروبيون من حضتارتنتا من قبلو ‪ .‬فتالعلم بطبيعته عتال ي كون ل يتلف بتاختلف الدين‬ ‫والوطن والعنصر‪ ،‬ولمكن )الثقتاف ة( ه ي الت تتلف بتاختلف المم وأديتانتا ومواريثهتا وفلسفتهتا ف اليتاةو ‪.‬‬ ‫والضتارة السلمي ة اليوم‪ ،‬وه ي تأخذ بأسبتاب البداع التادي‪ ،‬تنطلق من ثقتافتنتا السلمي ة‪ ،‬القتامئدم ة على‬ ‫العقل البشري والهتدي ة بتالوح ي الل ي‪ ،‬فتقّد مة للنستاني ة صيغ ة حيتاة جديدة‪ ،‬تّققة السعتادة الدنيوي ة بأشل‬ ‫معتانيهتا‪ ،‬وتستاعد النستان على القيتام برستالته وتأدي ة مهدمته‪ ،‬وتستاهم مع الخرين ف إرستاء قواعد راساخ ة‬ ‫للّس لةم العتال ي تقوم على مبتادئ الّق والعدال ةو ‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫السل‪:‬م والصل ح‬ ‫‪ -1‬نمؤمن أّن ال تعتال خلق النستان ‪ ...‬في أحسن تقوي‪] ‬التني ‪ ،[95/4‬واستاخلفه ف الرض‬ ‫لعدمتارتتا وإصلحهتا‪... :‬هو أنشأكم من الرض واستنعمركمن فيها‪] ...‬هود ‪ ،[11/61‬وجعل مهّدم ةة النبيتاء والرسل‬ ‫الدعوة إل توحيد ال وعبتادته‪ ،‬ثّ الصل ح ومتارب ة الفستاد‪ :‬ومان نرسل الرسلي إاّل مباّشرين ومنذرين‪ ،‬فمن آمن وأصلحن فل‬ ‫ب ال شعيبتاً دعتا قومه مدين إل المكثي من جوانب‬ ‫خوف عليهم ول هم يحزنون‪] ‬النعتام ‪ [6/48‬و ‪ .‬بل إّن ن ّ‬ ‫الصل ح القتصتادي‪ ،‬قتال تعتال‪  :‬وإلىن مدين أخاهم شنعيب ًا‪ ،‬قال يا قوم اعبدوا الله ما ليكمن من إله غيره‪ ،‬ول تنقيصوا اليكيال‬ ‫واليزان‪ ،‬إني أراكم بخير‪ ،‬وإني أخاف علييكم عذاب يوم محيط‪ .‬ويا قوم أوفوا اليكيال واليزان بالقسط‪ .‬ول تبخسوا الناس أشياءهم‪ ،‬ول‬ ‫لص رستالته بعد التوحيد بقوله‪... :‬إنن أريد إاّل الصلحن ما‬ ‫تنعثوا في الرض مفسدين ‪]‬هود ‪ [85-11/83‬إل أن ّ‬

‫استطنعت‪] ...‬هود ‪[11/88‬و ‪ .‬ولذلك كتان التوجيه الل ي دامئدمتاً للدممؤمنني‪  :‬ول تفسدوا فين الرض بنعد إصلحها‪..‬‬

‫وطمنعاو ‪.‬و ‪.‬و ‪] .‬العراف ‪ [56 /7‬وكتان التأكيد الربتان للسّن ة اللّي ة التاضي ة إل يوم القيتام ة‪ ،‬أّن الصل ح‬ ‫وأدعوه خوف ًا ً‬ ‫عدمل صعب ل يقوم به الفسدون‪ ،‬بل ل بّد للنستان أن يصلح نفسه أولً ليستطيع الستاه ة ف إصل ح التدمع‬ ‫لّن ال‪... :‬ل ييصلحن عملن الفسدين‪] ‬يون س ‪[10/81‬و ‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫نمؤمن أن ّ حرك ة الصل ح الشتامل ف العتال السلم ي أصبحت اليوم ضرورة أكثر من أي وقت‬ ‫‪-2‬‬ ‫مضىو ‪ .‬وه ي ل تمكن أن تمكون مقطوع ة عّدم تاة يري ف العتال العتاصر‪ ،‬فقد أصبح التواصل والتفتاعل بني المم‬ ‫والضتارات س ة هذا العصر البتارزة بعد أن أصبح العتال كّله قري ة صغيةو ‪ .‬كدمتا ل ميمكن لرك ة الصل ح ف بلد‬ ‫السلدمني أن تدير ظهرهتا للتجتارب البشري ة التامئل ة سواء حصلت ف متدمعتات السلدمني‪ ،‬أو ف غيهتا من‬ ‫التدمعتاتو ‪ .‬ولقد حّققةت التدمعتات غي السلمي ة المكثي من النتازات ف متال الصل ح السيتاس ي سحت‬ ‫لتا بتاستقرار كبي‪ ،‬أدى إل نو اقتصتادي مّمك نةهم من التسّلط على قيتادة العتالو ‪ .‬ومن البده ي أن نقول‪ :‬أّن‬ ‫حرك ة الصل ح ف بلدنتا ل ميمكن أن تمكون بعيدة عن أصولنتا السلمي ة العصوم ة‪ ،‬بل ل بد أن تستلهم هذه‬ ‫الصول وتلتزم بتا‪ ،‬ف ضوء فهم بشري متجدد ل يدمد على متا قّد مةةه الستابقون من خي كبي‪ ،‬ول يقصر عن‬

‫استيعتاب قضتايتا العصر ومشمكلتهو ‪ .‬يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ) :‬حتركت فيكم أمرين‪ ،‬لن حتضلوا‬ ‫ما حتمسكتم بهما‪ :‬كتاب ال وسنّلة نبيله( ‪70‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬نمؤمن أّنه ل يعد من القبول علدميتاً تبسيط أزم ة التدمعتات السلمي ة العتاصرة‪ ،‬وقصرهتا على أنتا أزم ة‬ ‫أخلق وقيم‪ ،‬أو مشمكل ة عقوبتات وحدود‪ ،‬على أهّي ة هذه الستامئل‪ ،‬فتال تعتال يقول‪ ..) :‬ونزلنا عليك اليكتاب تبيانا‬ ‫ليكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمي( – النحل ‪ -89‬و ‪ .‬لمكن ل يوز لن يتصدى لهّدم ةة الصل ح أن يغفل عن‬ ‫الشتاكل العّقدةة للدمجتدمعتات النستاني ة العتاصرة‪ ،‬وعن تعّد دة جوانبهتا وارتبتاطتاتتاو ‪ .‬إّن الثورات العلدمي ة والصنتاعي ة‬ ‫التعتاقب ة‪ ،‬والتطّور التامئل ف أدوات النتتاج‪ ،‬وأداوت الرك ة والنقل‪ ،‬ووستامئل التصتال ونقل العلومتات واختزانتا‬ ‫واستاخدامهتا‪ ،‬كّل ذلك قد خلق مشمكلت اجتدمتاعي ة جديدة‪ ،‬كدمتا أعطى لمكثي من الشمكلت القدمي ة أبعتاداً‬ ‫ل تمكن لتا من قبلو ‪ .‬وإّن التاج ة متاس ة للاخروج من التاخّلف القتصتادي‪ ،‬والتاخطيط للتندمي ة‪ ،‬ومعتال ة نقص‬ ‫الواد الغذامئي ة وسوء توزيعهتا ف العتال‪ ،‬ومشتاكل البيئ ة وتلّوثهتا‪ ،‬وسوء توزيع الثروة ف بلد السلدمني‪ ،‬وانعدام‬ ‫التمكتافل الجتدمتاع ي ف المكثي منهتا‪ ،‬ومشتاكل العلقتات بني الدول‪ ،‬ووقف سبتاق التسّلح بأسلح ة الدمتار‬ ‫الشتامل‪ ،‬القتادرة ف لظتات على هدم الضتارة النستاني ة كّلهتا‪ ،‬وإبتادة شعوب بأسرهتاو ‪ .‬كدمتا أّن استدمرار تسّلط‬ ‫بعض الدول المكبى على المم الّتحدة ومل س المن على حستاب حقوق الشعوب الضعيف ة والضتارات‬ ‫الخرىو ‪ .‬كّل هذه المور وغيهتا ل ميمكن أن تظّل ختارج اهتدمتام حرك ة الصل ح السلم ي‪ ،‬والطتالبني بتطبيق‬ ‫الشريع ةو ‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ -4‬الصل ح الذاحتي‪:‬‬ ‫نمؤمن أّن الصل ح القيق ي الذي يفظ وحدة الّم ةة ويأخذ بيدهتا إل الي والتندمي ة هو الصل ح الذات‬ ‫النطلق من ثوابت الّم ةة ومصتالهتا هو إصل ح السلدمني بتالسلم ‪ ،‬ولي س إبعتاد السلم أو تريفه أو تطويره‬ ‫بج ة الصل ح و ‪.‬واّن الدعوات التارجي ة الت تتذرع بتالصل ح إنتا تدف ف القيق ة إل ضرب قوى الّم ةة‬ ‫ببعضهتا من أجل استدمرار إضعتافهتا والسيطرة عليهتاو ‪ .‬إّن من أهّم أسبتاب نتا ح الصل ح توافق الناخب القيتادي ة‬ ‫على مضدمونه‪ ،‬وتعتاون قيتادات الّم ةة لتحقيقهو ‪.‬‬ ‫إّن العلدمتاء ف كّل أرجتاء العتال السلم ي مدعوون اليوم لرفع راي ة الصل ح الشتامل‪ ،‬وتوعي ة الّم ةة به‪،‬‬ ‫وتشجيعهتا على الض ي قدمتاً ف طريقهو ‪ .‬وهذا ل يتحقق إلّ عندمتا يدمل العلدمتاء هوم الّم ةة كّلهتا‪ ،‬ويستوعبون‬

‫أهّم مشمكلتتا‪ ،‬ويقّد مةةون لتا اللول التوافق ة مع السلم‪ ،‬ف نطتاق اجتهتاد فقه ي وفمكري ينفتح على العصر‪،‬‬ ‫ويستفيد من جتتارب الخرين‪ ،‬وينسجم مع مبتادئ الشريع ة وقواعدهتا ومقتاصدهتاو ‪.‬‬ ‫كدمتا أّن النظدم ة التاكدم ة ينبغ ي أن تعلم أّن الصل ح القيق ي هو الذي مينحهتا مشروعي ة الستدمرار‪ ،‬وأّن‬ ‫مصلح ة الّم ةة أن تعود إل العصر بعد أن بقيت على هتامشه قرونًتا‪ ،‬لتستأنف حيتاتتا السلمي ة ورستالتهتا‬ ‫النستاني ة‪ ،‬وأنتا ينبغ ي أن تقوم بدورهتا الطلوب ف تقيق التغيي والصل ح تشريعتاً وتنفيذاًو ‪.‬‬ ‫إّن التعتاون والتمكتامل بني المراء والعلدمتاء‪ ،‬وبني الشرامئح الشعبي ة وممؤسستات التدمع الدن من جه ة‪،‬‬ ‫وبني النظدم ة التاكدم ة من جه ة أخرى‪ ،‬هو الذي يضدمن تضتامن الّم ةة كّلهتا لتحقيق الصل حو ‪ .‬اّن أي خلف‬ ‫بني أطيتاف الّم ةة‪ ،‬أو أحزابتا‪ ،‬أو قواهتا الرمئيسي ة‪ ،‬أو حّمك تاةمهتا يفتح التال واسعتاً أمتام التدّخ لة الجنب‪ ،‬فيحبط‬ ‫كّل مستاع ي الصل ح‪ ،‬ويّققة أهداف العداءو ‪ .‬قد يظّن البعض أنه عندمتا يتعتاون مع الجنب إنتا يسعى إل‬ ‫تسريع الصل حو ‪ .‬ولمكّنه ينبغ ي أن يمكون متأكداً أّن الجنب ل يستاعده من أجل الصل ح القيق ي‪ ،‬إنتا يريد‬ ‫تقيق أهدافه ف تزيق أّمتةنتا وإخضتاعهتا لسلطتانهو ‪.‬‬

‫‪ -5‬الصل ح السياسي‪:‬‬ ‫ص ةة‪ ،‬لّنه السبيل الوحيد ليتاد نظتام‬ ‫إّن الصل ح السيتاس ي ف بلد السلدمني يب إعطتاءه أهي ة ختا ّ‬ ‫سيتاس ي مستقّر يستاعد على تقيق الصل ح ف ستامئر التالت‪ ،‬ويضدمن وحدة الّم ةة ف مواجه ة أعدامئهتا‪ ،‬ومينع‬ ‫تشرذمهتا إل دول متصتارع ة تستعني بتالجنب لواجه ة بعضهتاو ‪.‬‬ ‫إّن الصل ح السيتاس ي ف بلد السلدمني‪ ،‬وف جيع بلد العتال يقوم على أركتان ثلث ة‪:‬‬ ‫‪56‬‬


‫الول‪ :‬حري ة العدمل السيتاس ي لدميع الواطنني مع الحتفتاظ بقوق النستان الستاسي ة‪ ،‬وختاص ة حّق‬ ‫الرأي‪ ،‬والتعبي عنه‪ ،‬وإقتام ة التنظيدمتات أو الدمعيتات للدعوة لهو ‪ .‬وهذا يتضّدم نة تشريع تعّد دة الحزاب السيتاسي ة‪،‬‬ ‫وتنظيم التنتاف س بينهتا‪ ،‬واحتام الرأي الخرو ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬انبثتاق السلط ة من الّم ةة‪ ،‬وأن يمكون استدمرارهتا مرهونتاً برغب ة النتاس‪ ،‬وإقرار التداول السلدم ي‬ ‫للسلط ة ف إطتار قتانون يفظ وحدة الّم ةةو ‪ .‬وعدم استغلل أداوت السلط ة لخضتاع النتاس والستبداد بم‬ ‫ومصتادرة حقوقهمو ‪ .‬وتوزيع السلطتات )تشريعي ة‪ -‬تنفيذي ة‪ -‬قضتامئي ة( حت ل يمؤدي احتمكتارهتا ف جه ة واحدة إل‬ ‫الستبدادو ‪ .‬واختصتاص القوى العسمكري ة والمني ة بتالدفتاع عن الّم ةة كّلهتا ولي س عن النظتامو ‪.‬‬ ‫الثتالث‪ :‬إتتاح ة التال أمتام الشعب لراقب ة السلط ة التنفيذي ة ومتاسبتهتا سيتاسيًتا‪ ،‬وتمكري س استقلل القضتاء‬

‫بشمكل كتامل‪ ،‬واعتبتاره الرجعي ة العليتا للدمحتاسب ة لدميع السلطتاتو ‪ .‬مّتا يضدمن شفتافي ة السمؤولني ف متارس ة‬ ‫واجبتاتم‪ ،‬وعدم استغلل منتاصبهم لتحقيق مصتال شاخصي ة أو فئوي ةو ‪.‬‬ ‫إّن تقيق هذه الصلحتات يعل اليتاة السيتاسي ة قتامئدم ة على الوار والتعتاون‪ ،‬ويقض ي على مبرات‬ ‫التطّرف والصراعتات الداخلي ة‪ ،‬كدمتا يضدمن وحدة الّم ةة – حمكتامتاً وممكومني‪ -‬ف مواجه ة أعدامئهتا‪ ،‬وف‬ ‫التاخطيط لتندمي ة إممكتانتاتتا وبنتاء مستقبلهتاو ‪ .‬وهو يستاعد على القيتام بطوات جتادة ف التعتاون بني الدول‬ ‫السلمي ة وصولً إل صيغ ة وحدوي ة منتاسب ةو ‪.‬‬ ‫‪ -6‬الصل ح القتصادي‪:‬‬ ‫يعتب القتصتاد القوي من أهّم أسبتاب ازدهتار الدول‪ ،‬وقدرتتا على التافظ ة على سيتادتتا‪ ،‬وتعتاظم تأثيهتا‬ ‫بني الدولو ‪ .‬والستقرار السيتاس ي ف حيتاة الّم ةة هو العنصر الول ف قّوة اقتصتادهتاو ‪.‬‬ ‫إّن الصل ح القتصتادي ف بلد السلدمني ينبغ ي أن يعتال الستامئل التتالي ة‪:‬‬ ‫ البحوث العلدمي ة‪ :‬ل تعد حرك ة القتصتاد متوك ة للتنتاف س الّر فقط‪ ،‬بل أصبحت البحوث العلدمي ة‬‫أستاس كّل نو اقتصتادي‪ ،‬كدمتا ه ي أستاس كّل تقّد مة حضتاريو ‪ .‬وبلدنتا السلمي ة تعتان من تّلف كبي ف هذا‬ ‫التال لسببني اثنني‪ :‬الول‪ :‬هجرة المكثي من الدمغ ة البدع ة إل بلد أخرى تتدمّتع بتاستقرار سيتاس ي‪ ،‬ويستطيع‬ ‫النستان فيهتا أن يعّب عن نفسه‪ ،‬وأن يقق طدموحتاته‪ ،‬فإذا بم يقّد مةةون جهودهم العلدمي ة إل تلك البلد‪،‬‬ ‫وقومهم أحوج متا يمكونون إليهتاو ‪ .‬والسبب الثتان‪ :‬عدم رصد اليزاني ة المكتافي ة لذه البحوث‪ ،‬وأحيتانتاً عدم رصد‬ ‫أي ميزاني ة إطلقتاًو ‪ .‬لي س صعبتاً معتال ة هذين السببني‪ ،‬والنطلق ف نض ة علدمي ة جديدة إذا وجدت الرادة‬ ‫الصتادق ة عند السمؤولنيو ‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫ النتاء والتصنيع‪ :‬تعتب بلدنتا السلمي ة – ف أكثرهتا‪ -‬من البلد التاخّلف ة اقتصتاديتاًو ‪ .‬ويسدمونتا أحيتانتاً‬‫البلد النتامي ة‪ ،‬لمكن أكثرهتا ل يعرف شيئتاً من الندمو والتطّورو ‪ .‬إننتا نتتاج إل دراستات جتاّدةة نستطيع من خللتا‬ ‫وضع خطّ ة متمكتامل ة للتندمي ة القتصتادي ة ف ضوء ثرواتنتا الطبيعي ةو ‪ .‬لسنتا فقراء بتالعقول القتصتادي ة الت تنجز مثل‬ ‫هذه الدراستات‪ ،‬كدمتا أّن بلدنتا تعتب من أغن بلد العتال بثرواتتا الطبيعي ة‪ ،‬لمكننتا نتتاج إل نظتام سيتاس ي‬ ‫مستقّر وجتاد يضع هذه الطط موضع التنفيذ‪ ،‬ول يمكون معرضتاً لهتالتا بّج ةة الدفتاع عن نفسه أمتام‬ ‫الضطرابتات الداخلي ة الت تغذيهتا وتستفيد منهتا القوى التارجي ةو ‪ .‬من العيب فعلً أّن أكثر بلدنتا ل تدخل‬ ‫عهد التصنيع‪ ،‬ول تزال تشتي من أعدامئهتا أصغر متا تتتاج إليه‪ ،‬فضلً عن الصنتاعتات المكبية الدني ة‬ ‫والعسمكري ةو ‪.‬‬ ‫ التعتاون القتصتادي‪ :‬إّن العلقتات القتصتادي ة بني أكثر دول العتال السلم ي ه ي اليوم أضعف بمكثي‬‫من علقتاتتا مع الدول الخرى‪ ،‬مع أّن الدول السلمي ة لو تّولت إل سوق اقتصتادي ة واحدة‪ ،‬يتّم فيهتا تبتادل‬ ‫السلع والنتوجتات والبات والواد الولي ة بش يء من السهول ة‪ ،‬وبدون ضرامئب‪ ،‬أو بضرامئب خفيف ة‪ ،‬لستاعد‬ ‫ذلك ف نو اقتصتاد هذه الدول‪ ،‬ولعل العتال السلم ي قوة اقتصتادي ة كبيةو ‪ .‬ولعّل التجرب ة الت قتامت بتا‬ ‫الدول السلمي ة السبع أكب دليل على ذلك‪ ،‬لمكّنهتا للسف ل تتواصل وتتطّور لسبتاب معروف ةو ‪ .‬إّن التعتاون‬ ‫القتصتادي بني دول العتال السلم ي خطوة أستاسي ة ميمكن أن تتدّرج للوصول إل وحدة اقتصتادي ة يستفيد منهتا‬ ‫الدميعو ‪ .‬لمكن شرطهتا الستاس ي قيتام أنظدم ة سيتاسي ة مستقّرة تلك قرارهتا وتعزم على تندمي ة بلدهتاو ‪.‬‬ ‫ القتاطع ة القتصتادي ة الشعبي ة‪ :‬إّن نسب ة كبية من استهل ك العتال السلم ي اليوم تأت من إنتتاج الدول‬‫الجنبي ة‪ ،‬وبعضهتا دول معتادي ةو ‪ .‬إّن هذا الواقع يستاهم ف تقوي ة اقتصتاد تلك الدول‪ ،‬وف استدمرار تّلف اقتصتاد‬ ‫البلد السلمي ةو ‪ .‬وإذا أضيف إل ذلك أّن قوة اقتصتاد بعض الدول الجنبي ة مع استدمرار سيتاستاتتا العتادي ة‬ ‫لّمتةنتا ولقضتايتاهتا الّق ةة‪ ،‬وختاص ة قضي ة فلسطني‪ ،‬معنتاه أننتا نستاعد أعداءنتا ليتدممكنوا من ضربنتاو ‪ .‬إّن الدعوة إل‬ ‫مقتاطع ة البضتامئع الجنبي ة إجتالً طتالتا أنه يوجد ف بلدنتا السلمي ة بديل بتا‪ ،‬تصبح اليوم وسيل ة أستاسي ة لبنتاء‬ ‫اقتصتادنتا القوم ي وتندميتهو ‪ .‬وإّن الدعوة إل مقتاطع ة البضتامئع المريمكي ة والصهيوني ة‪ ،‬ومقتاطع ة الشركتات الداعدم ة‬ ‫للمكيتان الصهيون تعّب اليوم عن التزامنتا بقتضيتات الخّوة السلمي ة‪ ،‬وستمكون ذات تأثي فّعتال فيدمتا لو التزمت‬ ‫بتا شعوبنتا السلمي ةو ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫السل‪:‬م والحوار‬ ‫‪58‬‬


‫نمؤمن بأننتا ‪ -‬نن السلدمني ‪ -‬مةأمورون دينيةتا بةتالوار مةع غينتا‪ ،‬فهةو جةزء مةن منهةج الةدعوة إلة السةلم‬ ‫الذي أمر ال به مدمدا ‪ ،‬وكل مسلم من بعده كدمتا قتال تعتال‪ :‬ادعن إلىن سبيلن ربك باليكمة والوعظة السنة وجنادلهم‬ ‫بالتي هي أحسن‪] ...‬النحل ‪[16/125‬و ‪.‬‬ ‫وف هةذه الية ة اكتفةةى النةةص القرآنة فة الوعظة ة أن تمكةون حسةةن ة‪ ،‬ول يةرض فة الةدال إل أن يمكةون ‪...‬‬ ‫‪‬ب نالتي هنني أحس ننن‪ ...‬لن الوعظةة ة تمكةةون مةةع الةوافقني‪ ،‬والةةدال يمكةةون مةةع الاخةةتالفني‪ ،‬فل بةةد أن يةةتاطبوا بةةأرق‬ ‫اللفتاظ‪ ،‬وأرفق الستاليب‪ ،‬إينتاستا لم‪ ،‬وتقريبتا بينهم وبني السلدمنيو ‪.‬‬ ‫ومن نظر إل القرآن المكري‪ :‬وجده كتتاب حةوار ل نظية لةةه‪ :‬حةوار بنية رسل الة وأقةوامهم‪ ،‬كدمةةتا نةرى فة‬ ‫حوار نو ح وإبراهيم وموسى وهود وصتال وشعيب وغيهم مع أقوامهم‪ ،‬ف عدد من سور القرآنو ‪.‬‬ ‫وحوار بني ال وخلقه‪ ،‬فقد حتاور ال ‪ -‬جل جلله‪ -‬اللمئمك ة حني أراد أن يلق آدمو ‪.‬‬ ‫بل ذكر لنتا القةرآن الةوار بنية الة المكةبي التعةتال وبنية شةر خلقةه إبلية س‪ ،‬وهو حةوار طويل‪ ،‬ذكر فة عةدة‬ ‫سورة ف القرآن المكريو ‪) .‬ف سورة العراف‪ ،‬وسورة الجر‪ ،‬وسورة السراء‪ ،‬وسورة ص(و ‪.‬‬ ‫لذا نرحب بتالوار البنتاء واليتاب‪ ،‬مةةع كةل مةةتالف لنةتا‪ ،‬مةتا دام يريد البحةةث عةن القيقةة ة‪ ،‬ول يريد فةرض‬ ‫مفةةتاهيم معينةة ة‪ ،‬أو فلسةةف ة معينةة ة‪ ،‬أو سيتاسةة ة معينةة ة علين ةتاو ‪ .‬ول سةةيدمتا مةةع أهةةل المكتةةتاب ختاصةة ة‪ ،‬والنصةةتارى منهةةم‬ ‫على وجه أخصو ‪.‬‬ ‫وقد علدمنتا القرآن سيتاس ة الةوار حنية قةةتال‪ :‬ول تننادلوان أهننل اليكت نناب إل ب نالتي هنني أحس ننن إل ال نذين ظلمننوا منهننم وقولننوا‬ ‫آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إلييكم وإلهنا وإلهيكم واحد ونحن له مسلمون‪] ‬العنمكبوت ‪[29/46‬و ‪.‬‬ ‫فنحةةن مةةأمورون ب ةوار أهةةل المكتةةتاب مةةن اليهةةود والنصةةتارى بتالطريقةة ة الةةت هةة ي أحسةةن الطةةرق وأقرب تا‪ ،‬إل‬ ‫الذين ظلدموا منهم وجتتاوزوا حدودهم معنتا‪ ،‬فل حوار بيننةةتا وبينهةمو ‪ .‬أمةةتا الخةةرون‪ ،‬فهةةم الةةذين نةةتاورهم بةةتالت هةة ي‬ ‫أحسن‪ ،‬مةةن حيةث اختيةتار أرق العبةتارات‪ ،‬وألنية السةتاليب فة الطةتاب‪ ،‬كدمةةتا ينبغة ي أن تةذكر الوامةع الشةتك ة‪،‬‬ ‫ونقتاط التفتاق بيننتا وبينهم‪ ،‬ل نقتاط التدمتايز والختلفو ‪ .‬ولذا قتال ‪...‬وقولننوا آمنننا بالننذي أ ننزل إلينننا وأ ننزل إلييكننم‪ ،‬وإلهنننا‬ ‫وإلهيكم واحد‪] ...‬العنمكبوت ‪ [29/46‬فذكر نقتاط التفتاق‪ ،‬حت يقّرب بني الطرفني التحتاورينو ‪.‬‬ ‫وإذا كتان اليهود الصهتاين ة قد ظلدمونتا واغتصبوا أرضنتا‪ ،‬وشردوا أهلنتا‪ ،‬وسفمكوا دمتاءنتا‪ ،‬فلي س لنتا مع همؤلء‬ ‫اليوم إلّ القتاوم ة‪ ،‬ولمكنتا نتاور اليهود الخرين غي الضتالعني ف جرامئم الحتلل‪ ،‬كدمتا نتاور السيحيني من أهل‬ ‫المكتةةتاب بةةتالت هةة ي أحسةةن‪ ،‬ونفتةةح صةةدورنتا لةةذا ال ةوار ملصةةني ل منةةتاورين‪ ،‬مةةمؤمنني بضةةرورة التفةةتاهم ل بتدميةة ة‬ ‫التصتادمو ‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫ولقد قتال الدكتور يوسف القرضتاوي رمئي س التتاد العتال ي لعلدمتاء السلدمني ف كلدمته الفتتتاحي ة للجتدمةةتاع‬ ‫التأسيس ي‪:‬‬ ‫نةةود أن نعلنهةةتا صةةري ة‪ :‬أن اتةةتاد علدمةةتاء السةةلدمني ليةة س اتةةتادا منغلقةةتا علةةى نفسةةه‪ ،‬بةةل هةةو مفتةةو ح البةواب‬ ‫والنواف ةةذ عل ةةى الع ةةتال م ةةن حة ةوله م ةةن الدي ةةتان والض ةةتارات والفلس ةةفتاتو ‪ .‬وهةةو م ةةن منطلق ةةه ال ةةدين ال ةةض ي ةةمؤمن‬ ‫بتالتعدديةة ة العرقيةة ة‪ ،‬والتعدديةة ة اللسةةتاني ة‪ ،‬والتعدديةة ة الدينيةة ة‪ ،‬والتعدديةة ة الثقتافيةة ة‪ ،‬وأن ال ة سةةبحتانه هةةو الواحةةد‪ ،‬ومتا‬ ‫عةةداه متعةةددو ‪ .‬وأن هةةذا التعةةدد واقةةع بشةةيئ ة الة الرتبطةة ة بمكدمتةةه‪ ،‬وهو يةةمؤمن بضةةرورة حةوار الاختلفنيةة‪ ،‬ل بتدميةة ة‬ ‫الص ةراع بينهةةم‪ ،‬وأن ال ةوار ميمكةةن أن يثدمةةر إذا اسةةتقتامت أهةةدافه‪ ،‬وصةفت النيةةتات‪ ،‬وصةحت العزامئةةم‪ ،‬والةةتزم فيةةه‬ ‫بأدب الوار‪ ،‬فمكتان ‪ -‬كدمتا أمر القرآن ‪ -‬جدال بتالت ه ي أحسنو ‪.‬‬ ‫لذا نرحب بتالوار السلم ي السيح ي ختاص ة‪ ،‬لتا للدمسيح وأّمهة وكتتابه مةن منزل ة ختاصةة ة فة القةرآن ولدى‬ ‫أهل السلمو ‪.‬‬ ‫ونرى أن هنتا ك متالت مهدم ة ميمكن للطرفني أن يتعتاونتا فيهتا بوضو ح‪ ،‬أذكر منهتا‪:‬‬ ‫أول‪ :‬متال الميتان بتال والدار الخرة‪ ،‬فة مواجهة ة التادية ة العتاتية ة‪ ،‬الةت تنمكةر )الغيةب( وكل مةتا وراء الة س‪،‬‬ ‫وتشةيع اللةتاد فة العةتال‪ ،‬وترى أن قصة ة اليةتاة كلهةتا‪ :‬أرحتام تةدفع‪ ،‬وأرض تبلةع‪ ،‬ول شة يء بعةد ذلةك ‪...‬نننو تن‬ ‫ونحي ننا ومن نان يهليكن ننا إل ال نندهر‪] ...‬التاثيةة ة ‪ [45/24‬وك ذلك ف ة مواجهةة ة تلةةك الفئةةتات الةةت تةةمؤمن بةةتال إميتان ةتاً نظري تا‪،‬‬ ‫ولمكنهتا ل جتعل ل تعتال فة حيتاتةتا ول فة تفمكيهتا ممكتانةتا‪ ،‬ول جتعةل لةه الةق فة أن يأمرهتا وينهتاهةتاو ‪ .‬فهةو إميةتان‬ ‫معّطل ل وظيف ة لهو ‪.‬‬ ‫وثتانيةةتا‪ :‬مةةتال القيةةم الخلقيةة ة‪ ،‬ف ة مقتابلةة ة موج ة البتاحيةة ة والتحلةةل‪ ،‬الةةت تمكةةتاد تةةدمر الفض ةتامئل النسةةتاني ة‬ ‫الرفيع ةة ة‪ ،‬ال ةةت توارثته ةةتا البشة ةري ة م ةةن مة ةواريث النب ةةوة التادي ةة ة‪ :‬ح ةةت رأين ةةتا فة ة الغ ةةرب الس ةةيح ي ‪ -‬أو الف ةةتض أن ةةه‬ ‫مسيح ي‪ -‬إبتاح ة الُعْري‪ ،‬والشذوذ النس ي‪ ،‬والزن بتالتاض ي‪ ،‬والزواج الِْثل ي‪ ،‬وإبتاح ة الجهتاض بإطلق وغيهتاو ‪.‬‬ ‫وثتالثتا‪ :‬متال العدل والمكرام ة والري ة‪ ،‬وكل متا يتعلق بقوق النستان‪ ،‬وسيتادة الشةعوب‪ ،‬وحقهةةتا فة اسةتداد‬ ‫حقوقهتا وحريتهةتا فة أرضهتا‪ ،‬وأبةرز مثةتال لةذلك‪ :‬حةق الشةعب الفلسةطين الظلةوم الةذي تسةفك كةل يةوم دمةتاؤه‪،‬‬ ‫وتةدمر منةةتازله‪ ،‬وجت ّرف أراضةةيه‪ ،‬وتقتلةةع أشةةجتاره‪ ،‬وتنةةتزع منةةه أرض ه‪ ،‬وتسةةتبتا ح حرم تاته‪ ،‬وتةداس مقدسةةتاته‪ ،‬علةةى‬ ‫مرأى ومسدمع من العتال التضرو ‪.‬‬ ‫هذه متالت ميمكن أن يتعتاون فيهتا كل من يمؤمن بتال ورستالته والدار الخرة‪ ،‬ضد الذين يعتارضون‬ ‫الميتان‪ ،‬ويتاربون المؤمنني بتالو ‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫‪-1‬‬

‫‪23‬‬ ‫السل‪:‬م والعلقات م ع غير المسلمين‬ ‫نمؤمن بأن الستاس الشرع ي للعلق ة مع غي السلدمني يتدمثل ف هتاتني اليتني من كتتاب ال‪ :‬ل‬

‫ينهاكم اللهن عن الذين لم يقاتلوكمن في الدين ولم يخرجوكمن من دياركم أنن تبروهم وتقسطوا إليهم‪ ،‬إن اللهن يحب القسطي‪ .‬إنا ينهاكم اللهن عن‬ ‫الذين قاتلوكم فين الدين وأخرجوكمن من دياركم وظاهروا على إخراجيكمن أن تولوهم‪ ،‬ومن يتولهم فأولئك هم الظالونن‪] ‬الدمتحن ة‬

‫‪[9-60/8‬و ‪.‬‬ ‫الي ة الثتاني ة تّد دة منطلق العلقتات مع غي السلدمني أثنتاء الرب وه ي منع الولء والتنتاصرو ‪ .‬وقد تدثنتا ف‬

‫أصل )السلم والهتاد( عن العلقتات أثنتاء الربو ‪ .‬وسناخصص هذا البحث للحديث عن الس س الت تمكم‬ ‫لصتهتا الي ة الول بأمرين اثنني‪ :‬الّب والقسطو ‪ .‬وهتا مطلوبتان‬ ‫العلقتات بني السلدمني وغيهم أثنتاء السلمو ‪ .‬وقد ّ‬ ‫من السلم للنتاس جيعتا ‪ ،‬ولو كتانوا كفتارا بدينه‪ ،‬متا ل يقفوا ف وجهه ويتاربوا دعتاته‪ ،‬ويضطهدوا أهلهو ‪ .‬أمتا‬ ‫الستالون منهم‪ ،‬الذين ل يقتاتلوا السلدمني ف الدين‪ ،‬ول يرجوهم من ديتارهم‪ ،‬ول يظتاهروا على إخراجهمو ‪ .‬فلم‬ ‫ينه ال عن برهم والقستاط إليهم‪ ،‬بل هو يب القسطني‪ ،‬كدمتا يب أهل البو ‪ .‬والقسط هو العدل‪ ،‬والب هو‬ ‫الحستانو ‪ .‬القسط‪ :‬أن تعط ي الق لهله ول تباخسه‪ ،‬والب‪ :‬أن تزيد له على متا يستحق فضل منكو ‪ .‬القسط‪:‬‬ ‫أن تأخذ حقك ول تزيد عليه‪ ،‬والب‪ :‬أن تتنتازل عن بعض حقكو ‪ .‬ونلحظ هنتا أّن القرآن استعدمل كلدم ة‬ ‫)الب( مع الاختالفني‪ ،‬وه ي كلدم ة تستعدمل إسلميتا ف أقدس القوق بعد حق ال تعتال‪ ،‬وهو حق الوالدين‪،‬‬ ‫فيقتال‪ :‬بر الوالدينو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ولهل المكتتاب من غي السلدمني منزل ة ختاص ة ف العتامل ة والتشريعو ‪ .‬والراد بأهل المكتتاب‪ :‬من قتام‬ ‫دينهم ف الصل على كتتاب ستاوي‪ ،‬كتاليهود والنصتارى الذين قتام دينهم على التوراة والنيلو ‪.‬‬ ‫فتالقرآن ينهى عن متادلتهم ف دينهم إل بتالسن‪ ،‬حت ل يوغر الراء الصدور‪ ،‬ويوقد الدل و اّللَد ُدة‬ ‫نتار العصبي ة والبغضتاء ف القلوب‪ ،‬قتال تعتال‪  :‬ول تادلوان أهل اليكتاب إل بالتي هي أحسن إل الذين ظلموا منهم‪ ،‬وقولوا آمنا‬ ‫بالذي أنزل إلينا وأنزل إلييكم وإلهنا وإلهيكم واحد ونحن له مسلمونن‪] ‬العنمكبوت ‪[29/46‬و ‪.‬‬ ‫ويبيح السلم ممؤاكل ة أهل المكتتاب‪ ،‬كدمتا يبيح مصتاهرتم والتزوج من نستامئهم الصنتات العفيفتات‪،‬‬ ‫مع متا قرره القرآن من قيتام اليتاة الزوجي ة على الودة والرح ة ف قوله تعتال‪  :‬ومن آياته أنن خلقن ليكم من أنفسيكمن أزواجان‬ ‫لتسيكنوا إليها وجنعلن بينيكم مودةن ورحمة‪] ...‬الروم ‪ ،[30/21‬وهمكذا أبتا ح ال تعتال للدمسلم أن تمكون رب ة بيته‪،‬‬ ‫‪61‬‬


‫وشريمك ة حيتاته وأم أولده غي مسلدم ة‪ ،‬وأن يمكون أخوال أولده وختالتم من غي السلدمني‪ ،‬وكذلك أجدادهم‬ ‫وجداتم‪... :‬وطنعام الذين أوتوا اليكتاب حلن ليكم وطنعاميكمن حلن لهم ‪ ،‬واليصنا تن من الؤمنا تن واليصنا تن من الذين أوتوا اليكتاب من‬ ‫قبليكم إذان آتيتموهن أجورهن محيصني غير مسافحي ول متخذي أخدان‪] ...‬التامئدة ‪[5/5‬و ‪.‬‬ ‫هذا المكم ف أهل المكتتاب سواء كتانوا ف ديتارهم أو دار السلمو ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا كتان غي السلدمني يعيشون مع السلدمني ف دار السلم‪ ،‬وهم من أهل البلد ومن أبنتاء‬ ‫الوطن‪ ،‬فإنم ف حتال ة عهد دامئم يسّدم ىة )عقد الذّم ةة(و ‪ .‬و"الذم ة" كلدم ة معنتاهتا العهد والضدمتان والمتان‪ ،‬وإنتا‬ ‫سوا بذلك؛ لن لم عهد ال وعهد الرسول‪ ،‬وعهد جتاع ة السلدمني‪ :‬أن يعيشوا ف حتاي ة السلم‪ ،‬وف كنف‬ ‫التدمع السلم ي آمنني مطدمئنني‪ ،‬فهم ف أمتان السلدمني وضدمتانم‪ ،‬بنتاء على "عقد الذم ة" بينهم وبني أهل‬ ‫السلمو ‪ .‬هذه الذم ة تعط ي أهلهتا "من غي السلدمني" متا يشبه ف عصرنتا "النسي ة" السيتاسي ة الت تعطيهتا الدول ة‬ ‫لرعتايتاهتا‪ ،‬فيمكتسبون بذلك حقوق الواطنني ويلتزمون بواجبتاتمو ‪.‬‬ ‫فتالذم ي على هذا الستاس من " أهل دار السلم" كدمتا يعب الفقهتاء ف الذاهب السلمي ة الاختلف ة‪،‬‬ ‫وكلدم ة )أهل الدار( ف الصطلح الفقه ي ميمكن التعبي عنهتا بمكلدم ة )الواطن ة( ف الصطلح السيتاس ي اليومو ‪ .‬بل إن‬ ‫الواطن ة ه ي ف القيق ة تطويةر لعقد الذّم ةة الذي ابتمكره السلدمونو ‪.‬‬ ‫وإذا كتانت كلدم ة )الذم ة( ل تعد مقبول ة لدى أكثر النتاس اليوم لهتال ة معنتاهتا القيق ي‪ ،‬وللتبتاسهتا ببعض‬ ‫الدمتارستات التتاريي ة التاطئ ة‪ ،‬حت أصبح البعض يعتب أهلهتا مواطنني من الدرج ة الثتاني ة‪ ،‬فإننتا ل نرى متانعتا من‬ ‫استبدالتا بتالواطن ة الت تعتارف عليهتا النتاس ف هذا العصرو ‪ .‬فتالسلدمون هم أول من أعطى جيع القيدمني ف دار‬ ‫السلم حقوقهم واعتبوا من يعيش معهم ّمن لي س على دينهم ف ذّمتةهم وضدمتانمو ‪ .‬بل ف ذّم ةة ال ورسولهو ‪.‬‬ ‫إّن من يدّقق في حتفاصيل أحكا‪:‬م عقد الذّمةل يجد أنها حتتطابق في أكثرها م ع مبدأ المواطنة‪.‬‬ ‫ فعقد الذّم ةة عقد ممؤّبد يتوارثه البنتاء بتالولدة دون حتاج ة إل جتديد‪ ،‬وهمكذا الواطن ةو ‪.‬‬‫ ول يوز للدمسلدمني ول لمتامهم نقضه‪ ،‬بل هو عقد لزم بّقهةم‪ ،‬بيندمتا يوز للذم ي نقضه‪ ،‬وهمكذا‬‫الواطن ة تمكسب صتاحبهتا النسي ة‪ ،‬ول يوز نزع هذه النسي ة من قبل الدول ة‪ ،‬بل يوز لصتاحبهتا أن يتاخلى‬ ‫عنهتا إذا أرادو ‪.‬‬ ‫ وإذا نقض الرجل عقد الذّم ةة‪ ،‬فإّن النقض ل يسري على زوجته وأولده وإن كتانوا قتاصرين بل هم‬‫يتدمّتعون بنسي ة )دار السلم(و ‪ .‬ومثل هذا المر ل يوجد ف أي عقد آخر‪ ،‬ويعل الذّم ةة كتالواطن ة اليومو ‪.‬‬ ‫ وعقد الذّم ةة لي س بتالضرورة نتاجتتاً عن قتتال وإخضتاع‪ ،‬بل هو قد ينشأ عن مّرد القتام ة ف بلد‬‫‪62‬‬


‫السلدمني مّد ةة سن ة على القّل عند جهور الفقهتاءو ‪ .‬فإذا أراد الستأمن – غي السلم‪ -‬أن يستدمّر ف إقتامته ف‬ ‫دار السلم أكثر من سن ة‪ ،‬فإّنه يّي بني اكتستاب جنسي ة دار السلم فيصبح ذميًتا‪ ،‬أو العودة إل بلدهو ‪.‬‬ ‫وهذا يشبه اكتستاب النسي ة وحّق الواطن ة ف القوانني العتاصرة عند القتام ة ف البلد عدداً معينتاً من السنواتو ‪.‬‬ ‫ وعقد الذّم ةة يعقده نيتاب ة عن السلدمني المتام أو نتامئبه‪ ،‬فهو كتالنسي ة الت تنحهتا الدول ةو ‪.‬‬‫ ويوز لدميع النتاس الدخول ف ذّم ةة السلدمني‪ ،‬أيتاً كتان دينهم‪ ،‬بل حت لو كتانوا على غي دين‪ ،‬طتالتا‬‫أّن هذا الذمّ ي رض ي بتالعيش مع السلدمني والضوع لقوانينهم العتاّم ةة‪ ،‬هذا هو رأي الحنتاف وهو رواي ة عند‬ ‫ض النظر عن دينه‬ ‫التالمكي ة ورواي ة عن أحد ‪ ،‬وهو يشبه متا تفعله الدول اليوم من منح النسي ة لي إنستان بغ ّ‬ ‫ومعتقداتهو ‪.‬‬ ‫ وحقوق أهل الذّم ةة من حيث الستاس كحقوق الواطن ة‪ ،‬والقتاعدة العروف ة عندنتا‪) :‬لم متا لنتا‪ ،‬وعليهم‬‫متا علينتا( فهم يتدمّتعون بمكتامل القوق ف عقيدتم وعبتاداتم‪ ،‬وأحوالم الشاخصي ة‪ ،‬ويستفيدون من حتاي ة‬ ‫الدول ة لموالم ودمتامئهم وأعراضهم‪ ،‬ولم حّقهةم ف كفتال ة الدول ة أسوة بتالسلدمني‪ ،‬كدمتا يضعون للقوانني العتاّم ةة‬ ‫ولولي ة القضتاء العتاّم ةة‪ ،‬ويتدمّتعون بّق اللجوء إل القضتاء لدمتايتهم من كّل أنواع الظلمو ‪ .‬حت ولو كتان التهم‬ ‫هو الليف ة نفسه‪ ،‬فحق الذم ي بقتاضتاته كحق أي فرد من السلدمنيو ‪.‬‬ ‫إننتا نرى أّن )الواطن ة( ف هذا العصر تّتفق ف عنتاصرهتا الستاسي ة مع )عقد الذّم ةة(‪ ،‬وميمكن أن تمكون‬‫ملتزم ة بتالضوابط الشرعي ة الخرى‪ ،‬علدمتاً أّن كثياً من الشروط الت ذكرهتا الفقهتاء كتانت تصرفتات اقتضتهتا‬ ‫مصلح ة السلدمني ووافق عليهتا المئّدم ةة ف عصورهم وليست بتالضرورة أحمكتامتاً ملزم ة إل يوم القيتام ةو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬وإذا كتان السلم يعيش ف بلد غي إسلمي ة‪ ،‬فإنه يبقى ملتزمتاً بتالّب والقسط اللذين دعتا ال تعتال‬ ‫اليهدمتا جيع النتاس بشرط واحد )أن ل يقتاتل همؤلء السلدمني ف دينهم وأن ل يرجوهم من ديتارهم(و ‪ .‬ونشي‬ ‫هنتا إل أّن ثلث السلدمني ف هذا العصر يعيشون اليوم أقليتات ف بلد غي إسلمي ة‪ ،‬يلتزمون بواجبتاتم‬ ‫كدمواطنني‪ ،‬والصل أن تفظ هذه الدول حقوقهم وحريتاتم الديني ة‪ ،‬بنتاًء على الواثيق الدولي ة الستامئدة الت‬ ‫تدعو ال التافظ ة على حقوق النستان وحريتاته‪ ،‬ولو أن الدول المكبى ف مل س المن وف مقّد مةةتهتا الوليتات‬ ‫الّتحدة المريمكي ة تسعى ال جتتاوز هذه الواثيق للدمحتافظ ة على مصتالهتا وأطدمتاعهتاو ‪.‬‬ ‫‪ -5‬إن مسأل ة هجرة السلم ختارج دار السلم‪ ،‬أو حصوله على جنسي ة هذه الدار‪ ،‬تغّي ت ةظروفهتا‬ ‫عّدم تاة كتان ف العصور التالي ةو ‪ .‬ورغم أّن الصل فيهتا البتاح ة‪ ،‬وأنتا ميمكن أن تنتقل ف حّق بعض السلدمني إل‬ ‫التحري أو إل الوجوب بسب ظروفهم ونيتاتم‪ ،‬إل أننتا هنتا نتحّد ثة عن واقع قتامئم‪ ،‬فل تمكتاد دول ة ف العتال‬ ‫‪63‬‬


‫اليوم تلو من وجود مسلدمني فيهتا‪ ،‬وكثي منهم يمكون من أهلهتا الصلينيو ‪ .‬قل بد من معتال ة هذا الواقع‬ ‫بتالسلمو ‪ .‬إنه ل يصّح أن نتحّد ثة مع هذه القليتات اليوم من خلل مسأل ة الجرة أو التجّن س الت طرحت‬ ‫ستابقتاً انطلقتاً من الظروف التتاريي ة الت تغ ّي ت ةكليًتا‪ ،‬والت ل ميمكن أن تنسجم مع واقع السلدمني اليوم‪ ،‬وهذا‬ ‫يدفعنتا للرجوع ال الصول الستاسي ةو ‪.‬‬ ‫ الصل الشرع ي بتالنسب ة للدمسلم أنه ميمكن أن يعيش ف أي بقع ة من الرض‪ ،‬ومع أي شعب من‬‫الشعوب‪ ،‬وف ظّل أي نوع من أنواع المكم‪ ،‬إذا أتيةح له أن ميتارس واجبتاته الديني ة‪ ،‬وأن يتدمّتع بقوقه وحريتاته‬ ‫كإنستان ومواطنو ‪ .‬يدّلنتا على ذلك أّن ال تعتال ختاطب النستان ف الئتات من اليتات‪ ،‬فرداً وجتاع ة‪ ،‬دون‬ ‫اعتبتار لمكتان إقتامته‪ ،‬وأن السلم دين ال تعتال لدميع النتاس‪ ،‬وأّن كثياً من الصحتاب ة المكرام من أبنتاء القبتامئل‬ ‫البعيدة عندمتا كتانوا يدخلون ف السلم كتان النب ‪ ‬يأمرهم أن يعودوا إل قبتامئلهم حت إذا سعوا بظهوره‬ ‫التحقوا به‪ ،‬وأّن الهتاجرين إل البش ة ل يعودوا إل الدين ة رغم قيتام دول ة السلم فيهتا‪ ،‬وبقوا هنتا ك حت غزوة‬ ‫خيب ف السن ة الستابع ة للهجرة‪ ،‬ول يذكر ف كتب السية أّن الرسول ‪ ‬دعتاهم إل اللحتاق به بّج ةة عدم‬ ‫جواز العيش مع المكّف تاةرو ‪.‬‬ ‫‪ -‬عندمتا يعيش السلم ف متدمع غي إسلم ي‪ ،‬فيجب عليه أن يتعامل م ع الناس بأرخل ق السل‪:‬م‬

‫وليس بأحكا‪:‬م الحرب‪ ،‬وأن يلتزم بعهد الواطن ة أو عهد القتام ة الذي يدمعه مع همؤلء النتاس ف بقع ة معّين ة‬ ‫من الرض‪ ،‬وف ظّل نظتام حمكم توافقوا عليهو ‪ .‬وعلى السلم أن يلتزم بواجبتاته الوطني ة ويطتالب بقوقه ف حدود‬ ‫الحمكتام الشرعي ة‪ ،‬وأن يمكون عنصراً إيتابيتاً ف التدمع‪ ،‬يأمر بتالعروف وينهى عن النمكر‪ ،‬ويدعو إل ال‪،‬‬ ‫ويشتار ك ف كّل عدمل مبتا ح‪ ،‬ويتحتاور مع الخرين ف كّل قضي ة خلفي ة‪ ،‬ويتعتاون معهم ف كّل متا يرض ي‬ ‫الو ‪.‬وف نف س الوقت ميتنع عن مشتاركتهم ف كّل متا هو معصي ة من وجه ة نظره السلمي ةو ‪ .‬إنه ل يمكتف ي‬ ‫بتالدعوة إل السلم‪ -‬بتانبه النظري‪ -‬بل هو يشتار ك النتاس ف حيتاتم الجتدمتاعي ة والسيتاسي ة‪ ،‬بدف إصل ح‬ ‫التدمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وإشتاع ة أجواء العدال ة والتستامح والوار‪ ،‬وتغليب القيم النستاني ة على التادي ة اليواني ة‬ ‫الت بدأت تنتشر ف كثي من بلد العتال‪ ،‬والت تشّمك لة الطر الكب على رستال ة النستان ف اليتاةو ‪ .‬ولعّل‬ ‫حديث رسول ال ‪ ‬عن القوم الذين‪» :‬استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلها‪ ،‬وبعضهم اسفلها‪،‬‬

‫فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو أنا رخرقنا في نصيبنا رخرقاً‬ ‫ولم نؤذ من فوقنا‪ ،‬فإن حتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا‪ ،‬وإن أرخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا« )‪(71‬و ‪.‬‬ ‫لعّل ف هذا الديث متا يمؤّك دة وحدة التدمع بدميع أبنتامئه‪ ،‬وحتدمي ة تعتاونم لدرء الطر والضرر عن الدميعو ‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫‪24‬‬ ‫السل‪:‬م والغرب‬ ‫إن السلم رستال ة عتالي ة‪ ،‬ل فرق عنده بني غرب وشرق‪ ،‬فمكلهتا جزء من أرض ال الواسع ة‪ ،‬كدمتا قتال‬ ‫تعتال‪  :‬ولله الشرق والغربن فأينما تولوا فثم وجه اللهن‪] ...‬البقرة ‪[2/115‬و ‪.‬‬ ‫والغربيون هم جزء من العتالني الذين أرسل ال تعتال رسوله مدمدا رح ة لم‪ ،‬كدمتا قتال تعتال‪ :‬وما أرسلنا‬

‫إل رحمة للنعالين‪] ‬النبيتاء ‪ [21/107‬و ‪.‬‬ ‫ولمكن الشمكل ة تمكدمن عند الغربيني أو ‪ -‬إذا أردنتا الدق ة ‪ -‬ف أنف س كثيين منهم‪ ،‬وموقفهم من السلم‬ ‫الذي كّونوا عنه صورة ف أذهتانم ل علق ة لتا به‪ ،‬من قريب أو بعيدو ‪.‬‬ ‫هذه الصورة ورثوهتا منذ الروب الصليبي ة‪ ،‬حني قدمت جيوشهم من أوروبتا ف حلت متواصل ة‪،‬‬ ‫ممكتسح ة دول النطق ة الدمزق ة‪ ،‬مقيدم ة لتا متالك وإمتاراتو ‪ .‬وقد انتصرت ف أول المر‪ ،‬ث ل تلبث أن ُه ِزةَم تة‬

‫هزمي ة ستاحق ة ف معتار ك حطني‪ ،‬وفتح بيت القدس‪ ،‬ومعرك ة النصورة‪ ،‬وأسر )لوي س التتاسع( ف دار ابن لقدمتان‬ ‫الشهيةو ‪.‬‬ ‫هذه الروب كتان لتا آثتارهتا النفسي ة والعقلي ة‪ ،‬وكتانت من أسبتاب نض ة الغرب بعد ذلك متا اقتبسه من‬ ‫حضتارة الشرق السلمي ةو ‪ .‬ولمكن رجتال الدين صّوروا السلم والسلدمني لعوام النتاس صورة كريه ة ُمنةَّف رةة‪ ،‬ل‬

‫تت إل حقيق ة السلم ول أمته بصل ة‪ ،‬بيد أنتا رساخت ف الذهني ة الغربي ة‪ ،‬والنفسي ة الغربي ة‪ ،‬وتوارثهتا النتاس‬

‫جيل بعد جيلو ‪.‬‬ ‫ولذلك ترى بعض همؤلء الذين تدثنتا عنهم‪ ،‬حني يتحدث عن الديتان الخرى غي السلم‪ ،‬وعن‬ ‫المم الخرى غي أم ة السلم‪ ،‬يتحلى بمكثي من الوضوعي ة والنصتاف‪ ،‬فإذا تدث عن السلم وعن‬ ‫حضتارته وأمته‪ ،‬وقف موقفتا آخر‪ ،‬فيه كثي من التحيز واليل مع الوى‪ ،‬وكتان على من يريد النصتاف منهم أن‬ ‫يتجرد من العقد الوروث ة‪ ،‬ويتقدمص شاخصي ة أخرى تغّلب الوضوع على الذات‪ ،‬والق على العصبي ةو ‪ .‬وهذا متا‬ ‫‪65‬‬


‫اعتف به غوستتاف لوبون‪ ،‬ومونتجومري وات وغيهتا من المكتتاب والمؤرخني الغربينيو ‪.‬‬ ‫موقفنا من الغرب‪:‬‬ ‫أمتا نن السلدمني فنريد أن ننفتح على الغرب‪ ،‬وند من ديننتا متا يثنتا على ذلك‪ ،‬ول نب أن ننغلق‬ ‫على أنفسنتا‪ ،‬أو نعتادي غينتاو ‪ .‬والذي يدعونتا إل ذلك جل ة أمور‪:‬‬ ‫أولتا‪ :‬أننتا أصحتاب رستال ة عتالي ة‪ ،‬جتاءت لمكل النتاس ف كل أنتاء الرضو ‪.‬‬ ‫صحيح أن كتتاب السلم عرب‪ ،‬وأن رسول السلم عرب‪ ،‬وأن السلم نشأ ف الشرق‪ ،‬ولمكن هذا ل‬ ‫يعن أن السلم لن س ختاص‪ ،‬أو له ة معين ة‪ ،‬بل السلم لهل الرض جيعتاو ‪.‬‬ ‫ولقد نشأت السيحي ة ف الشرق‪ ،‬وانتشرت ف أنتاء العتالو ‪.‬‬ ‫ثتانيهتا‪ :‬أن أسبتاب اللقتاء والتقتارب والتفتاهم كثية ووفية‪ ،‬وقد قتال تعتال‪  :‬يا أيها الناس إنا خلقناكمن من ذكرن‬ ‫وأنثى وجنعلناكمن شنعوبا وقباكئلن لتنعارفوا ‪] ...‬الجرات ‪ [49/13‬فتالتعتارف ‪ -‬ل التنتاكر ‪ -‬هو واجب شعوب الرض‬ ‫جيعتاو ‪.‬‬ ‫لسنتا مع الديب الورب الذي قتال‪ :‬الشرق شرق‪ ،‬والغرب غرب‪ ،‬ولن يلتقيتاو ‪ .‬فإن اللقتاء ممكن‪ ،‬بل‬ ‫واجب إذا غلب العقل على الوى‪ ،‬والمكدم ة على العصبي ةو ‪.‬‬ ‫ثتالثهتا‪ :‬أن العتال تقتارب جدا وخصوصتا بعد ثورة التصتالت‪ ،‬والثورة اللمكتوني ة‪ ،‬حت قتال بعض‬ ‫المكتتاب‪ :‬إن العتال أصبح قريتنتا المكبىو ‪ .‬ونن نقول‪ :‬إن العتال أصبح قري ة صغرى ل كبى‪ ،‬فتالقري ة المكبى‬ ‫قدميتاً كتان النتاس ف شرقهتا ل يعرفون متا يري ف غربتا إل بعد يوم أو يومني‪ ،‬أو على القل بعد ستاعتات من‬ ‫وقوع التادثو ‪ .‬أمتا العتال اليوم فيعرف النتاس متا يري ف أي ممكتان فيه بعد لظتات‪ ،‬وقد يتتابع النتاس التادث‬ ‫أثنتاء وقوعهو ‪.‬‬ ‫وكل هذا يتم على أصحتاب الرستالت السدمتاوي ة أن يتحتاوروا‪ ،‬وعلى أصحتاب الضتارات أن يتفتاهواو ‪.‬و ‪.‬‬ ‫والوار والتفتاهم أول من الصوم ة والتنتافر‪ ،‬ونن السلدمني‪ ،‬كدمتا ذكرنتا من قبل‪ ،‬مأمورون‪ -‬بنصوص قرآننتا ‪-‬‬ ‫أن نتاور الاختالفني بتالت ه ي أحسن‪ ،‬وخصوصتا )أهل المكتتاب( منهمو ‪.‬‬ ‫ماذا نريد من الغرب؟‬ ‫كل متا نريده من الغرب يتلاخص ف هذه المكلدمتات‪:‬‬ ‫أن يتاخلى عن الحقتاد القدمي ة‪ ،‬فنحن أبنتاء اليوم ل بقتايتا الم سو ‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫وأن يتاخلى عن الطدمتاع الديدة والرغب ة ف السيطرة على بلدنتا ومقدراتنتا‪ ،‬فعصر الستعدمتار قد وّل و ‪ .‬ة ة‬ ‫وأن يتبن النظرة العتالي ة والنستاني ة‪ ،‬ويتاخلى عن نظرة الستعلء‪ ،‬الت كتانت عند الرومتان ؛ الذين يرون‬ ‫كل من عداهم برابرةو ‪.‬‬ ‫وأن يتجرد من متاوفه منتا‪ ،‬ول سيدمتا ونن ‪ -‬منذ قرون‪ -‬ضحتايتا ظلم الغربو ‪.‬‬ ‫وأن ل يتدخل ف شمؤوننتا بفرض فلسفته وإرادته علينتا بتالقوة أو بتاليل ةو ‪ .‬فنحن أحرار ف ديتارنتا‪ ،‬ننّظم‬ ‫حيتاتنتا وفق عقيدتنتا ومصتالنتا وبإرادة شعوبنتاو ‪.‬‬ ‫ل مّبر للغرب أن يتاخذ منتا )عدوا( يةَُعّبئ مشتاعر أمه ضدنتا‪ ،‬بعد سقوط التتاد السوفيت‪ ،‬وأن يسدمينتا‬ ‫)الطر الخضر( بعد زوال )الطر الحر( والتقتارب مع )الطر الصفر(و ‪.‬‬ ‫إن السلم لي س خطرا إل على البتاحي ة واللتاد‪ ،‬وعلى الظلم والستعبتاد‪ ،‬وعلى الرذامئل والفستادو ‪ .‬وفيدمتا‬ ‫عدا ذلك فهو رح ة ال للعتالني‪ ،‬والسلدمون هم دعتاة الي والب ة والسلم للعتالو ‪.‬‬ ‫وإذا وجد ف السلدمني أفراد أو فئتات مدودة تستاخدم العنف ف غي موضعه‪ ،‬فهمؤلء ل ميثلون كل‬ ‫السلدمني‪ ،‬بل هم فئتات صغية‪ ،‬ضّاخ دمةهتا العلم الغرب نفسهو ‪ .‬وغتالبهم دفعتهم إل التطرف مظتال الغرب‬ ‫وعدوانيته وتيزه ضد السلدمني‪ ،‬ووقوفه أبدا مع إسرامئيل الغتاصب ة لديتاره‪ ،‬الشردة لهلهو ‪ .‬وشدة الضغط تولد‬ ‫النفجتارو ‪.‬‬ ‫نن السلدمني تقر أعيننتا‪ ،‬وتنشر ح صدورنتا إذا وجدنتا من ينصفنتا ومن ينظر إلينتا نظرة ختالي ة من التعصب‪،‬‬ ‫وإذا وجدنتا ذلك نوهنتا به‪ ،‬ورحبنتا بأهله‪ ،‬وفتحنتا لم قلوبنتا وديتارنتاو ‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫السل‪:‬م والعولمة‬ ‫ويتستاءل المكثيون عن )العول ة( وموقفنتا منهتاو ‪.‬‬ ‫رأى البعةةض أن العول ة تعنةة‪ :‬إزالةة ة ال ةواجز والسةةتافتات بني ة المةةم بعضةةهتا وبعةةض‪ ،‬وبني ة الوطتان بعضةةهتا‬ ‫وبع ةةض‪ ،‬وبني ة الثقتاف ةةتات بعض ةةهتا وبع ةةض‪ ،‬ح ةةت يق ةةتب الدمي ةةع م ةةن )ثقتاف ةة ة كوني ةة ة( و )س ةةوق كوني ةة ة(‪ ،‬و)أس ةةرة‬ ‫كوني ة(و ‪ .‬ولذا يعرفهتا بعضهم بأنتا تويل العتال إل )قري ة كوني ة(‍‍!‬ ‫‪67‬‬


‫وربتا كتان معن العول ة ف ظتاهره هذا يقتب من معن )العتالي ة( الةةذي جةتاء بةه السةلم‪ ،‬وأكةده القةةرآن فة‬ ‫سوره المكي ة‪ ،‬مثل قوله تعتال‪  :‬وم نان أرسننلناكن إل رحمننة للنعننالين ‪] ‬النبيتاء ‪ [21/107‬تبنناركن الننذي ننزل الفرقننانن علننى عبنندهن‬ ‫لييكون للنعالين نذيرا‪] ‬الفرقتان ‪  [25/1‬إن هو إل ذكر للنعالي‪ ،‬ولتنعلمن نبأهن بنعد حي ‪] ‬ص ‪[88-38/87‬و ‪.‬‬ ‫ولمكةةن هنةةتا ك فة الواقةةع فةةرق كةةبي بنية مضةةدمون )العتاليةة ة( الةةذي جةتاء بةةه السةةلم‪ ،‬ومضةةدمون )العول ة( الةةت‬ ‫يدعو إليهتا اليوم الغرب عتام ة‪ ،‬وأمريمكتا ختاص ةو ‪.‬‬ ‫فتالعتاليةة ة فة السةةلم تقةةوم علةةى أسةةتاس تمكري بنة آدم جيعةةتا‪  :‬ولق نند كرمن ننا بن نني آدمنو ‪.‬و ‪.‬و ‪] .‬السةراء ‪[17/70‬و ‪.‬‬ ‫فقةةد اسةةتاخلفهم الة فة الرض‪ ،‬وساخر لةةم مةةتا فة السةةدمتاوات ومتا فة الرض‪ ،‬جيعةةتا منةهو ‪ .‬وكذلك علةةى أسةةتاس‬ ‫الستاواة بني النتاس ف أصل المكرام ة النستاني ة‪ ،‬وف أصل التمكليف والسةةئولي ة‪ ،‬وأنةةم جيًعةةتا شةةركتاء فة العبوديةة ة لة‬ ‫تعتال‪ ،‬وف البنّوة لدم كدمتا قتال الرسول المكري أمةةتام الدمةةوع التاشةةدة فة حجةة ة الةةوداع‪» :‬يا أيها الناس‪ ،‬أل إن‬ ‫ربكللم واحللد‪ ،‬وإن أبللاكم واحللد‪ ،‬أل ل فضللل لعرب ي علللى أعجمللي‪ ،‬ول لعجمللي علللى عرب ي‪ ،‬ول لحمللر‬ ‫على أسود‪ ،‬ول لسود على أحمر‪ ،‬إل بالتقوى‪.(72) «...‬‬ ‫وهو بذا يمؤكد مةتا قةرره القةرآن فة خطةتابه للنةتاس‪  :‬يننا أيهننا الننناس إنننا خلقننناكمن مننن ذك نرن وأنننثى وجنعلننناكمن شنننعو ًبا وقباكئ نلن‬ ‫لتنعارفوا‪ ،‬إن أكرميكمن عند الله أتقاكم‪] ...‬الجرات ‪[49/13‬و ‪.‬‬ ‫ولمكةةن القةةرآن ف ة هةةذه اليةة ة الةةت تقةةرر السةةتاواة العتامةة ة بني ة البشةةر‪ ،‬ل يلغةة ي خصوصةيتات الشةةعوب‪ ،‬فهةةو‬ ‫يعتف بأن ال تعتال جعلهم ‪ ...‬شنعو ًبا وقباكئلو ‪.‬و ‪.‬و ‪  .‬ليتعتارفوا‪ ،‬ل ليتنتاكرواو ‪.‬‬ ‫أم ةةتا )العولةة ة( فتال ةةذي يظه ةةر لن ةةتا م ةةن دعوتةةتا ح ةةت الي ةةوم‪ :‬أن ةةتا ف ةةرض هيدمن ةة ة سيتاس ةةي ة واقتص ةةتادي ة وثقتافي ةة ة‬ ‫ص تاة عتال الشرق‪ ،‬والعةتال الثةتالث‪ ،‬وبتالخص العةتال‬ ‫واجتدمتاعي ة من الوليتات التحدة المريمكي ة على العتال‪ ،‬وخصو ً‬ ‫السلم يو ‪ .‬الوليتات التحدة بتفوقهتا العلدم ي والتمكنولوج ي‪ ،‬وبقدراتتا العسمكري ة التامئلةة ة‪ ،‬وبإممكتانيتاتةةتا القتصةةتادي ة‪،‬‬ ‫وبنظرتتا الستعلمئي ة الت ترى فيهتا نفسهتا أنتا سيدة العتالو ‪.‬‬ ‫إنتا ل تعن معتامل ة الخ لخيه‪ ،‬كدمتا يريد السلم‪ ،‬بل ول معتامل ة الند للند‪ ،‬كدمةتا يريد الحةرار والشةرفتاء‬ ‫ف كل العتال‪ ،‬بل تعن معتامل ة الستادة للعبيد‪ ،‬والعدمتالق ة للقزام‪ ،‬والستمكبين للدمستضعفنيو ‪.‬‬ ‫العول ة ف ة أجلةةى صةةورهتا اليةةوم تعنةة‪) :‬تغريب العةةتال( أو بعبةةتارة أخةةرى‪) :‬أمرك ة العةةتال(و ‪ .‬إنةةتا اسةةم مهةةذب‬ ‫للستعدمتار الديد‪ ،‬الذي خلع أرديته القدمي ة‪ ،‬وتر ك أستاليبه البتالي ة‪ ،‬ليدمتارس عهًد اة جديًد اة من اليدمنة ة تةت مظلة ة‬ ‫هذا العنوان اللطيف )العول ة(و ‪ .‬إنتا تعن فرض اليدمن ة المريمكي ة على العتال‪ ،‬وأي دول ة تتدمةةرد أو تنشةةز‪ ،‬ل بةةد أن‬ ‫تمؤدب بتالصتار‪ ،‬أو التهديد العسمكري‪ ،‬أو الضرب البتاشر‪ ،‬كدمتا حدث مع أفغتانستتان والعةراق والسةةودان وإيةران‬ ‫‪68‬‬


‫وليبيتاو ‪ .‬وكذلك تعنةة‪ :‬فةرض السيتاسةةتات القتصةتادي ة الةةت تريدهتا أمريمكةتا عةةن طريق النظدمةتات العتالية ة الةت تتحمكةةم‬ ‫فيهتا إل حد كبي‪ ،‬مثل البنك الدول‪ ،‬وصندوق النقد الدول‪ ،‬ومنظدم ة التجتارة العتالي ة‪ ،‬وغيهتاو ‪.‬‬ ‫كدمتا تعن‪ :‬فرض ثقتافتهتا التاص ة‪ ،‬الةت تقةوم علةى الفلسةف ة التادية ة والنفعية ة وت بير الري ة إلة حةد البتاحية ة‪،‬‬ ‫وتستاخدم أجهزة المم التحدة لتدمرير ذلك ف المؤترات العتالي ة‪ ،‬وتسوق الشعوب إل الوافق ة على ذلك بسيتاط‬ ‫التاخويف والتهديد‪ ،‬أو ببوارق الوعود والغراءو ‪.‬‬ ‫وجتلى ذلك فة )مةمؤتر السةمكتان( الةذي عقةد بتالقةتاهرة فة صةيف ‪1994‬مو ‪ .‬والةذي أريد فيةه أن تةرر وثيقة ة‬ ‫تبيح الجهتاض بإطلق‪ ،‬وجتيز السرة الوحيدة الن س‪) ،‬زواج الرجتال بتالرجتال‪ ،‬والنستاء بتالنستاء( وإطلق العنتان‬ ‫للولد ف ة السةةلو ك النسةة ي‪ ،‬والع ةتاف بتالنةةتاب خةةتارج إطةةتار الةةزواج الشةةرع ي‪ ،‬إل ة غي ة ذلةةك مةةن المةةور الةةت‬ ‫تةةتالف الرستالت السةةدمتاوي ة كلهةةتا‪ ،‬كدمةةتا تةةتالف مةةتا تعةةتارفت عليةةه متدمعتاتنةةتا‪ ،‬وغدا جةةزًءا مةةن كينونتهةةتا الروحيةة ة‬ ‫والضتاري ةو ‪.‬‬ ‫ومن هنةةتا وجدنتا الزهر الشةريف فة مصةةر‪ ،‬ورابطةة ة العةةتال السةةلم ي فة ممكةة ة‪ ،‬وجهوري ة إيةران السةةلمي ة‪،‬‬ ‫والدمتاعتات السلمي ة الاختلف ة‪ ،‬تقف جنبًتا إل جنب مع الفتاتيمكتان ورجتال المكنيس ة‪ ،‬لقتاوم ة هذا التوجه الدمر‪،‬‬ ‫إذ شعر الدميع أنم أمتام خطر يهدد قيم الميتان بتال تعتال ورستالته‪ ،‬والخلق الةت بعةث الة بةتا رسله عليهةم‬ ‫السلمو ‪.‬‬ ‫كدمتا جتّلت هذه العول ة ف )ممؤترات الرأة( ف بمكني ‪1995‬م ونيويور ك وغيهتا وكتانت كلهتا امتةةدادا لةةمؤتر‬ ‫القتاهرة وتأكيًد اة لنطلقتاته‪ ،‬وتمكدميلً لتوجهتاتهو ‪.‬‬ ‫وهذه قضةي ة فة غتاية ة الهية ة )العةتاف بتالصوصيتات( حةت ل يطغةى بعةض النةتاس علةى بعةض‪ ،‬ويتاولوا‬ ‫مو هويتهم بغي رضتاهمو ‪.‬‬ ‫إن )العول ة( كدمتا تطر ح اليوم‪ ،‬إنتا تصب ف النهتاي ة لصةتال القويتاء ضةد الضةةعفتاء‪ ،‬ولمكسةب الغنيةتاء ضةد‬ ‫الفقراء‪ ،‬ولصلح ة الشدمتال الغن ضد النوب الفقيو ‪.‬‬ ‫إن فتح البواب على مصتاريعهتا ‪ -‬بدعوى العول ة‪ -‬فة مةةتالت التجةةتارة والقتصةتاد‪ ،‬والتصةدير والسةةتياد‪،‬‬ ‫أو ف متالت الثقتاف ة والعلم‪ ،‬سيمكون لستاب القوى المكبى‪ ،‬والدول الةةت تلةةك نتاصةةي ة العلةةم والعلم البةةتار‬ ‫والتمكنولوجي ةةتا العتالي ةة ة والتط ةةورة‪ ،‬ول س ةةيدمتا الدولةة ة الك ةةب ق ةةدرة‪ ،‬والش ةةد ق ةةوة‪ ،‬والعظ ةةم نف ةةوًذا وثةةروة‪ ،‬والق ةةدر‬ ‫والوسع ف عتال العرف ة‪ ،‬وه ي الوليتات الّتحدة المريمكي ةو ‪.‬‬ ‫ص تاة )البلد السةةلمي ة( منهةةتا‪ ،‬فليةة س لةةتا مةةن هةةذا السةةبتاق‬ ‫أمةةتا بلد )العةةتال الثةةتالث( كدمةةتا يسةةدمونتا‪ ،‬وخصو ً‬ ‫‪69‬‬


‫العتال ي‪ ،‬إل بقتايتا متا يفضل من القويتاء‪ ،‬إن بق ي لديهم متا يودون به من فتتات على الخرينو ‪.‬‬

‫خاتة‬

‫)وبعد(‬ ‫فهةةذه رؤية ة التةةتاد العةةتال ي لعلدمةةتاء السةةلدمني لرس تال ة السةةلم وقضةةتايتاه المكةةبى‪ ،‬ف ة نظةةرة ش ةولي ة تمكتامليةة ة‬ ‫وسطي ة واقعي ةو ‪.‬‬ ‫فه ي تدعو إل السلم كله‪ :‬عقيدة وش ريع ة‪ ،‬عبةةتادة ومعتاملةة ة‪ ،‬أخلقةةتا وقيدمةةتا‪ ،‬دينةةتا ودنيةةتا‪ ،‬ثقتافةة ة وحضةةتارة‪،‬‬ ‫أمة ة ودول ة‪ ،‬فة ضةوء هةذه الصةول‪ ،‬الةت نةمؤمن بةتا‪ ،‬وندعو إليهةتا بتالمكدمة ة والوعظة ة السةن ة‪ ،‬ونتادل عنهةتا بةتالت‬ ‫ه ي أحسنو ‪.‬‬ ‫إل ة هةةذه الصةةول الستاسةةي ة نةةدعو السةةلدمني ‪ -‬علةةى اختلف اقطةةتارهم ولغةةتاتم ومةذاهبهم ‪ -‬ونعلدمهةةم‬ ‫إيتاهتا‪ ،‬ونغرسهتا ف عقولم وضدمتامئرهم‪ ،‬حت ينشأ عليهتا الصغي‪ ،‬ويهرم عليهتا المكبيو ‪.‬‬ ‫وإل هةذه الصةول نةدعو غية السةلدمني‪ ،‬ليعرف وا السةلم علةى حقيقتةه‪ ،‬مةن أهلةه وعلدمةتامئه الثقةتات‪ ،‬الةذين‬ ‫تقوم بم الج ة‪ ،‬منةتادين الدميةع ‪ ...‬تنع نالوا إلننى كلمننة سننواء بيننننا وبينيكننم أاّل ننعبنند إل اللننه ول نشننرك بننه شننيئا ول يتخننذ بنعضنننا‬ ‫بنعننض أربابننا مننن دونن اللنهن ‪ ،‬فننإن تولننوا فقولننوا‪ :‬اشننهد بأ ننا مسننلمون ‪] ‬آل عدمران ‪ [3/64‬قتارمئني عليهم قول ال تعتال‪  :‬يأيهننا‬ ‫الناس إنا خلقناكمن من ذكرن وأنثى وجنعلناكمن شنعوبا وقباكئلن لتنعارفوا‪ ،‬إن أكرميكمن عند الله أتقاكم ‪] ...‬الجرات ‪[49/13‬و ‪.‬‬ ‫وآخر دعوانتا‪ :‬أن الدمد ل رب العتالنيو ‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫حتخريج الحاديث الواردة في الميثا ق‬

‫‪71‬‬


‫‪ -1 1‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب التيدمم‪ ،‬بتاب قوله تعتال‪ :‬فلم جتدوا متاء فتيدمدموا‪ ‬رقم‪ (332) :‬عن جتابر بن عبد ال ‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الستاجد ومواضع‬ ‫الصلة‪ ،‬رقم ‪ (810) :‬عن جتابر‪‬و ‪.‬‬ ‫‪ -22‬حرمت الوليتات التحدة الدمر سن ة ‪ 1920‬م ث أبتاحته سن ة ‪1933‬مو ‪.‬‬ ‫‪ -3 3‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الزكتاة‪ ،‬بتاب بيتان أن اسم الصدق ة يقع على كل نوع من العروف‪ ،‬رقم‪ (1674) :‬عن أب ذرو ‪ .‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الصلة‪ ،‬بتاب صلة‬ ‫الضحى‪ ،‬رقم )‪ ، (1093‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث أب ذر الغفتاري‪ ،‬رقم )‪(20496‬و ‪.‬‬ ‫‪ -4 4‬متفق عليه‪ ،‬صحيح الباختاري‪ :‬كتتاب بدء الوح ي‪ ،‬بتاب بدء الوح ي‪ ،‬رقم )‪ (1‬عن عدمر بن الطتاب‪ ،‬وكذلك كتتاب الميتان والنذور‪ ،‬بتاب الني ة ف الميتان‪ ،‬رقم )‬ ‫‪(6195‬و ‪ .‬وصحيح مسلم‪ :‬كتتاب المتارة‪ ،‬بتاب قوله إنتا العدمتال بتالنيتات‪ ،‬رقم )‪ (3530‬عن عدمر بن الطتاب‪‬و ‪.‬‬ ‫‪ -5 5‬مسند أحد ‪ ،‬كتتاب بتاق ي مسند المكثرين ‪ ،‬بتاب بتاق ي السند الستابق ‪ ،‬رقم )‪ (8595‬عن أب هريرة ‪،‬برواي ة لتم صتال الخلق ‪ ،‬انفرد به أحد ورجتاله ثقتاتو ‪ .‬وعند‬ ‫المتام متالك ف الوطأ »بعثت لتم حسن الخلق« ف كتتاب التامع‪ ،‬بتاب أنه قد بلغه أن رسول ال قتال‪» :‬بعثت و ‪.‬و ‪.‬و ‪ «.‬بدون رقم‪،‬وضعفه اللبتان ف التامع الصغي‬ ‫للسيوط ي و ‪.‬‬ ‫‪ -6 6‬سنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الصيتام‪ ،‬بتاب متا جتاء ف الغيب ة والرفث للصتامئم‪ ،‬رقم ‪ (1680) :‬عن أب هريرة‪ ،‬ومسند أحد ‪ :‬كتتاب مسند المكثرين‪ ،‬بتاب ف السند الستابق‪،‬‬ ‫رقم )‪ (8501‬عن أب هريرة‪ ، ‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -7 7‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الصوم‪ ،‬بتاب من ل يدع قول الزور ‪ ،‬رقم‪ (1770) :‬عن أب هريرة‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الصوم‪ ،‬بتاب متا جتاء ف التشديد ف الغيب ة‪ ،‬رقم ‪:‬‬ ‫‪ ،641‬عن أب هريرة‪ ،‬وقتال حديث حسن صحيح‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الصوم‪ ،‬بتاب الغيب ة للصتامئم‪ ،‬رقم )‪ (2015‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -8 8‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب إكرام الضيف‪ ،‬رقم )‪ ،(5673‬عن أب هريرة‪ ،‬وصحيح مسلم ‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب‪ :‬الث على إكرام الضيف‪ ،‬رقم‪،(67) :‬‬ ‫عن أب هريرة‪‬و ‪.‬‬ ‫‪ -9 9‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب متا جتاء ف أن السلم من سلم السلدمون‪ ،‬رقم الديث‪ (2551) :‬عن أب هريرةو ‪ .‬وسنن النستامئ ي‪ :‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب صف ة المؤمن‪،‬‬ ‫رقم )‪ (4909‬عن أب هريرة‪ ،‬ومسند المتام أحد‪ ،‬كتتاب مسند المكثرين‪ ،‬بتاب بتاق ي السند الستابق‪ ،‬رقم )‪ ،(8575‬عن أب هريرة‪ ، ‬وقتال التمذي حديث حسن‬ ‫صحيح و ‪.‬‬ ‫‪ -10 10‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الظتال‪ ،‬بتاب النه ي بغي إذن صتاحبه‪ ،‬رقم )‪ (2295‬عن أب هريرة‪ ،‬ومسلم ف صحيحه‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب بيتان نقصتان الميتان‬ ‫بتالعتاص ي‪ ،‬رقم )‪ (86‬عن أب هريرة‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب أبواب الميتان‪ ،‬بتاب ل يزن الزان‪ ،‬رقم )‪ (2760‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -11 11‬رواه الطبان عن أن س بن متالك ‪ ، ‬رقم )‪ (13052‬والبزار بإسنتاد حسن ‪ ،‬وقتال اللبتان حديث صحيحو ‪.‬‬ ‫‪ -12 12‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب تري المكب وبيتانه‪ ،‬رقم )‪ (131‬عن عبد ال بن مسعود ‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الب والصل ة عن رسول ال ‪ ،‬بتاب متا جتاء‬ ‫ف المكب ‪ ،‬رقم‪(1922) :‬و ‪ .‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب القدم ة‪ ،‬بتاب ف الميتان‪ ،‬رقم )‪ (58‬عن عبد ال بن مسعود‪‬و ‪.‬‬ ‫‪ -13 13‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة‪ ،‬بتاب تري ظلم السلم وخذله‪ ،‬رقم ‪ (4650) :‬عن أب هريرةو ‪ .‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب ف الغيب ة‪ ،‬رقم )‪ (4238‬عن‬ ‫أب هريرة‪ ،‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الزهد‪ ،‬بتاب البغ ي‪ ،‬رقم )‪ (4203‬عن أب هريرة‪‬و ‪.‬‬ ‫‪ -14 14‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة والداب‪ ،‬بتاب تري الظلم‪ ،‬رقم )‪ (4674‬عن أب ذرو ‪ .‬ومسند أحد‪ :‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث أب ذر الغفتاري‪ ،‬رقم )‬ ‫‪(20451‬و ‪.‬‬ ‫‪ -15 15‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب صف ة القيتام ة‪ ،‬رقم‪ (2433) :‬عن أب الدرداء‪ ،‬وقتال حديث صحيح‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب ف إصل ح ذات البني‪ ،‬رقم )‬ ‫‪ (4273‬عن أب الدرداءو ‪ .‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب من مسند القبتامئل‪ ،‬بتاب من حديث أب الدرداء‪ ،‬رقم )‪(26236‬و ‪.‬‬ ‫‪ -16 16‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب الشهتادات عن رسول ال ‪ ،‬بتاب متا جتاء ف شهتادة الزور‪ ،‬رقم )‪ (2223‬وقتال هذا أصح عندي‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب القضي ة‪ ،‬بتاب ف‬ ‫شهتادة الزور‪ ،‬رقم )‪(3124‬و ‪ .‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الحمكتام‪ ،‬بتاب شهتادة الزور‪ ،‬رقم ‪ (2363) :‬عن خري بن قتاتلو ‪ .‬ومسند المتام أحد‪ ،‬كتتاب مسند الشتاميني‪ ،‬بتاب‬ ‫حديث أمين من خري‪ ،‬رقم )‪ (16943‬ورجتاله ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -17 17‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب بدء اللق‪ ،‬بتاب خ س من الدواب فواسق‪ ،‬رقم )‪ ،(3071‬عن ابن عدمرو ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب السلم‪ ،‬بتاب تري قتل الرة‪ ،‬رقم الديث‪:‬‬ ‫)‪(4160‬و ‪.‬‬ ‫‪ -18 18‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب عقوق الوالدين‪ ،‬رقم الديث‪ (126) :‬عن أب بمكرةو ‪.‬‬ ‫‪ -19 19‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب إث القتاطع رقم ‪ (5525) :‬عن جبي بن مطعم‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة والدب‪ ،‬بتاب صل ة الرحم وتري قطيعتهتا‪،‬‬ ‫رقم )‪ (4636‬عن جبي و ‪.‬‬ ‫‪ -20 20‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب متا يمكره من الندميدم ة‪ ،‬رقم )‪ (5596‬عن حذيف ة‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب غلظ تري الندميدم ة‪ ،‬رقم )‪ (152‬عن‬ ‫حذيف ةو ‪.‬‬ ‫‪ -21 21‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الظتال ‪ ،‬بتاب النه ي بغي إذن صتاحبه ‪ ،‬رقم )‪ ، (2343‬عن أب هريرة‪ ،‬وصحيح مسلم ‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب نقصتان الميتان بتالعتاص ي‪ ،‬رقم‬ ‫)‪ (57‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -22 22‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الزكتاة‪ ،‬بتاب قبول الصدق ة من المكسب الطيب وتربيتهتا‪ ،‬رقم )‪ (1686‬عن أب هريرةو ‪ .‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب تفسي القرآن عن رسول ال‪ ،‬بتاب‬ ‫ومن سورة البقرة‪ ،‬رقم )‪ (2915‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -23 23‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب ‪ :‬من قتال لخيه يتا كتافر رقم )‪ (61‬عن أب ذرو ‪ .‬ومسند أحد ‪ ،‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث أب ذر الغفتاري‪ ،‬رقم )‬ ‫‪(20492‬و ‪.‬‬ ‫‪ -24 24‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب من كفر أختاه بغي تأويل‪ ،‬رقم )‪ (5638‬و ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب بيتان حتال إميتان من قتال لخيه السلم يتا‬ ‫كتافر‪ ،‬رقم )‪ (92‬عن ابن عدمرو ‪.‬‬


‫‪ -25 25‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب العلم‪ ،‬بتاب النصتات للعلدمتاء‪ ،‬رقم )‪ (118‬عن جرير‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب بيتان معن قول النب ‪ ‬ل ترجعوا بعدي كفتارًا‪،‬‬ ‫رقم )‪ (98‬عن جريرو ‪.‬‬ ‫‪ -26 26‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الكراه‪ ،‬بتاب ميني الرجل لصتاحبه‪ ،‬رقم )‪ ، (6437‬عن ابن عدمرو ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة والداب‪ ،‬بتاب تري الظلم‪ ،‬رقم )‬ ‫‪ (4677‬عن ابن عدمرو ‪.‬‬ ‫‪ -27 27‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الهتاد‪ ،‬بتاب ف السري ة على أهل العسمكر‪ ،‬رقم )‪ (2371‬عن ابن عدمر‪ ،‬وسنن ابن متاجه‪ ،‬كتتاب الديتات‪ ،‬بتاب السلدمون تتمكتافأ دمتاؤهم‪ ،‬رقم )‬ ‫‪ (2673‬عن ابن عبتاسو ‪ .‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند المكثرين ‪ ،‬بتاب مسند عبد ال بن عدمرو بن العتاص‪ ،‬رقم )‪ (6506‬عن عبد ال بن عدمرو ‪،‬ورجتاله ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -28 28‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب صف ة القيتام ة والرقتامئق‪ ،‬بتاب منه ‪ ،‬رقم )‪ ،2433‬وقتال حديث صحيح عن أب الدرداء ‪ ،‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند القبتامئل‪ ،‬بتاب من حديث‬ ‫أب الدرداء ‪ ،‬رقم )‪ (2636‬عن أب الدرداءو ‪.‬‬ ‫‪ -29 29‬سنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب النتاسك‪ ،‬بتاب قدر حصى الرم ي‪ ،‬رقم )‪ (3020‬عن ابن عبتاسو ‪ .‬وسنن النستامئ ي‪ ،‬كتتاب منتاسك الج‪ ،‬بتاب التقتاط الصى‪ ،‬رقم )‪ (3007‬و ‪.‬‬ ‫ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند بن هتاشم‪ ،‬بتاب مسند عبد ال بن عبتاس‪ ،‬رقم )‪ ،(1754‬ورجتاله ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -30 30‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب حق الضيف ‪ ،‬رقم )‪ ، (5783‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الصيتام ‪ ،‬بتاب النه ي عن صوم الدهر‪ ،‬رقم )‪ (1159‬عن أب سلدم ةو ‪.‬‬ ‫‪ -31 31‬مسند أحد‪ ،‬كتتاب بتاق ي مسند المكثرين‪ ،‬بتاب بتاق ي مسند الستابق ‪ ،‬رقم )‪ (12512‬عن أن س ‪ ،‬وانفرد به أحد ‪ ،‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -32 32‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الزارع ة‪ ،‬بتاب فضل الزرع والغرس‪ ،‬رقم ‪ (2152) :‬عن أن س بن متالكو ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الستاقتاة‪ ،‬بتاب فضل الغرس والزرع‪ ،‬رقم ‪) :‬‬ ‫‪ (2904‬عن أن س بن متالكو ‪.‬‬ ‫‪ -33 33‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب من قطع السدر‪ ،‬رقم )‪ (5239‬عن عبد ال بن حبش ي‪ ،‬وسنن البيهق ي‪ ،‬بتاب متا جتاء ف قطع السدرة‪ ،‬رقم )‪(11538‬و ‪ .‬ورجتاله‬ ‫ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -34 34‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب النمكتا ح‪ ،‬بتاب الكفتاء ف الدين‪ ،‬رقم )‪ (3700‬عن أب هريرةو ‪ .‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الرضتاع‪ ،‬بتاب استحبتاب نمكتا ح ذات الدين‪ ،‬رقم‪) :‬‬ ‫‪ (2661‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -35 35‬سنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب النمكتا ح‪ ،‬بتاب الكفتاء‪ ،‬رقم )‪ (1957‬عن أب هريرة‪ ،‬سنن التمذي )إذا خطب(‪ ،‬كتتاب النمكتا ح‪ ،‬بتاب إذا جتاءكم من ترضون دينه رقم ‪:‬‬ ‫‪ ،1004‬عن أب هريرةو ‪ .‬ورقم )‪ (1005‬عن أب حتات الزن ‪ ،‬وقتال هذا حديث حسن غريبو ‪.‬‬ ‫‪ -36 36‬مسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث رجل من أصحتاب النب ‪ ،‬رقم )‪(22391‬و ‪ .‬مرفوعتاً عن أب نضرة وفيه رجل مبهم‪ ،‬وانفرد به أحدو ‪.‬‬ ‫‪ -37 37‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الهتاد والسي‪ ،‬بتاب من استعتان بتالضعفتاء‪ ،‬رقم ‪ ،2681 :‬عن سعد برواي ة )هل ترزقون وتنصرون(و ‪ .‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الهتاد عن رسول‬ ‫ال ‪ ،‬بتاب متا جتاء ف الستفتتا ح بصعتاليك السلدمني‪ ،‬رقم الديث‪ (1623) :‬بزيتادة )أبغون الضعفتاء(و ‪ .‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الهتاد‪ ،‬بتاب النتصتار برذل اليل‬ ‫والضعف ة‪ ،‬رقم ‪ (2227) :‬عن أب الدرداءو ‪.‬‬ ‫‪ -38 38‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب العتصتام بتالمكتتاب والسن ة‪ ،‬بتاب القتداء بسنن الرسول‪ ،‬رقم‪ (6741) :‬عن أب هريرةو ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب المر بقتتال‬ ‫النتاس حت يقولوا ل إله إل ال مدمد رسول ال‪ ،‬رقم )‪ (29‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -39 39‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الفرامئض‪ ،‬عن أب هريرة و ‪.‬‬ ‫‪ -40 40‬مسند أحد ‪ ،‬كتتاب مسند الشتاميني‪ ،‬بتاب حديث عدمرو بن العتاص ‪ ،‬رقم )‪ ، (17096‬ورجتاله ثقتات‪ ،‬وصحيح ابن حبتان‪ ،‬كتتاب الزكتاة‪ ،‬بتاب ذكر البتاح ة للرجل‬ ‫الذي يدمع التال من حله ‪ ،‬رقم )‪ (3210‬ورجتاله ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -41 41‬سنن ابن متاج ة ‪ ،‬كتتاب الزهد‪ ،‬بتاب الزهد ف الدنيتا‪ ،‬رقم )‪ (4090‬عن أب ذر ‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الزهد‪ ،‬متا جتاء ف الزهتادة ‪ ،‬رقم )‪ (2262‬عن أب ذر وقتال‬ ‫حديث غريب‪ ،‬وفيه عدمرو بن واقد قتال عنه الباختاري منمكر الديثو ‪.‬‬ ‫‪ - 4242‬قواعد الحمكتام ف مصتال النتام للعّز بن عبد السلمو ‪ – 1/161 .‬ممؤسس ة الريتان‪ -‬بيوتو ‪.‬‬ ‫‪ -43 43‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الزارع ة‪ ،‬بتاب متا كتان من أصحتاب النب‪ ،‬رقم )‪ (2216‬عن جتابر و ‪ .‬ومسلم ‪ ،‬كتتاب البيوع‪ ،‬بتاب كراء الرض‪ ،‬رقم )‪ (1536‬عن جتابرو ‪.‬‬ ‫‪ -44 44‬مسند أحد‪ ،‬كتتاب بتاق ي مسند المكثرين‪ ،‬بتاب بتاق ي مسند الستابق ‪ ،‬رقم )‪ (12512‬عن أن س ‪ ،‬وانفرد به أحد ‪ ،‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -45 45‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الراج والمتارة‪ ،‬بتاب ف إحيتاء الوات‪ ،‬رقم )‪ (3073‬عن سعيد بن زيد ‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الحمكتام عن رسول ال ‪ ،‬بتاب متا ذكر ف‬ ‫إحيتاء أرض الوات‪ ،‬رقم )‪ (1299‬عن سعيد بن زيد‪ ،‬وقتال حديث حسن غريبو ‪.‬‬ ‫‪ -46 46‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب البيوع ‪ ،‬بتاب كسب الرجل وعدمله‪ ،‬رقم )‪ (1966‬عن القدام ‪ ،‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب التجتارات‪ ،‬بتاب الث على المكتاسب‪ ،‬رقم )‬ ‫‪(2129‬و ‪.‬‬ ‫‪ -47 47‬الطبان ف الوسط‪ ،‬رقم )‪ (897‬عن عتامئش ة ‪ ،‬واليثدم ي ف مدمع الزوامئد ‪ ،‬كتتاب البيوع بتاب نصح الجي وإتقتان العدمل‪ ،‬رقم )‪ ، (6460‬واليهق ي ف شعب الميتان‪،‬‬ ‫رقم )‪ ، (5312‬ومسند أب يعلى ‪ ،‬مسند عتامئش ة رض ي ال عنهتا‪ ،‬رقم )‪4386‬و ‪ .‬والسيوط ي ف التامع الصغي رقم )‪ (1880‬وقتال اللبتان حسنو ‪.‬‬ ‫‪ -48 48‬الطبان ف العجم الوسط‪ ،‬رقم )‪ (4152‬عن أن س بن متالك ‪ ،‬وكنز العدمتال ‪ ،‬للدمتق ي الندي‪ ،‬رقم )‪ (40484‬عن أن س واليثدم ي ف مدمع الزوامئد ‪ ،‬كتتاب الزكتاة ‪،‬‬ ‫بتاب زكتاة الموال اليتيم ‪ ،‬رقم )‪ (4359‬وقتال ‪ :‬إسنتاده صحيح‪ ،‬والسيوط ي ف التامع الصغي ‪ ،‬بتاب حرف اللف‪ ،‬رقم )‪ (96‬عن أن س وقتال حديث صحيحو ‪.‬‬ ‫‪ -4949‬قواعد الحمكتام ف مصتال النتام ‪ 1/235‬و ‪2/68‬و ‪.‬‬ ‫‪ -50 50‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب البيوع عن رسول ال ‪ ،‬بتاب متا جتاء ف التسعي‪ ،‬رقم )‪ (1235‬عن أن س ‪ ،‬وقتال حديث حسن صحيح‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب البيوع‪ ،‬بتاب ف‬ ‫التسعي‪ ،‬رقم )‪ (3451‬عن أن س ‪ ،‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب التجتارات‪ ،‬بتاب من كره أن يسعر رقم )‪ (2191‬عن أن سو ‪.‬‬ ‫‪ -51 51‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب العتق‪ ،‬بتاب إذا أعتق عبدًا‪ ،‬رقم )‪ (2686‬عن ابن عدمر‪ ،‬ومسلم‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب من أعتق شركتاً له ف عبد رقم )‪ (1501‬عن ابن‬ ‫عدمرو ‪.‬‬ ‫‪ -53 52‬سنن البيهق ي‪ ،‬كتتاب السرق ة‪ ،‬بتاب متا جتاء ف تضعيف الغرام ة ‪ ،‬رقم )‪ (17064‬عن عبد الرحن بن حتاطبو ‪.‬‬


‫‪ -52 53‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الزكتاة‪ ،‬بتاب البتداء ف النفق ة بتالنف س ‪ ،‬رقم )‪ (997‬عن جتابر بن عبد ال وسنن النستامئ ي‪ ،‬كتتاب الزكتاة‪ ،‬بتاب أي الصدق ة أفضل‪ ،‬رقم )‬ ‫‪ (2546‬عن جتابرو ‪.‬‬ ‫‪ -54 54‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الراج‪ ،‬بتاب ف قسم الف يء ‪ ،‬رقم )‪ (2953‬عن عوف بن متالك ‪ ،‬ورجتاله ثقتات‪ ،‬ومسند أحد كتتاب بتاق ي مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث عوف‬ ‫بن متالك‪ ،‬رقم )‪ (22878‬و ‪.‬‬ ‫‪ - 5555‬الغيتاث ي للجوين بتحقيق الدكتور عبد العظيم الديب ص ‪ 249‬و ‪ 267‬و ‪511‬و ‪.‬‬ ‫‪ - 56 56‬التاكم ف مستدركه‪ ،‬كتتاب معرف ة الصحتاب ة‪ ،‬بتاب ذكر إسلم حزة بن عبد الطلب‪ ،‬رقم )‪ (4884‬عن جتابر ‪ ،‬وقتال صحيح السنتاد‪ ،‬والتامع الصغي للسيوط ي‪ ،‬رقم‬ ‫)‪ (3675‬عن جتابر ‪ ،‬وقتال اللبتان حسن و ‪.‬‬ ‫‪ -57 57‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الهتاد والسي‪ ،‬بتاب كتان النب إذا ل يقتاتل أول النهتار أخر القتتال‪ ،‬رقم‪ (2744) :‬عن عبد ال بن أب أوف‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الهتاد‬ ‫والسي‪ ،‬بتاب كراه ة ف لقتاء العدو رقم ‪ (3276) :‬عن عبد ال بن أب أوفو ‪.‬‬ ‫‪ -58 58‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب تغيي الستاء‪ ،‬رقم‪ ،(4950) :‬عن أب وهب الشدم ي ورجتاله ثقتات‪ ،‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب متا يستحب من‬ ‫الستاء‪ ،‬رقم )‪ (3718‬عن ابن عدمر‪ ،‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند المكثرين من الصحتاب ة‪ ،‬بتاب متا ف السند الستابق‪ ،‬رقم‪ ،(5848) :‬عن ابن عدمر‪ ،‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -59 59‬التاكم ف الستدر ك‪ ،‬كتتاب الميتان ‪ ،‬رقم )‪ (100‬عن أب هريرة ‪ ،‬وقتال حديث صحيح على شرطهدمتا ‪ ،‬والدارم ي‪ ،‬كتتاب القدم ة‪ ،‬بتاب كيف كتان شأن النب ‪، ‬‬ ‫رقم )‪ (15‬عن أب صتال ‪ ،‬ورجتاله ثقتاتو ‪.‬‬ ‫‪ -60 60‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب الب والصل ة‪ ،‬بتاب متا جتاء ف رح ة النتاس رقم )‪ (1847‬عن عبد ال بن عدمرو وقتال حديث حسن صحيح‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪،‬‬ ‫بتاب ف الرح ة‪ ،‬رقم ‪ (4290) :‬عن عبد ال بن عدمروو ‪.‬‬ ‫‪ -61 61‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب ف الرح ة‪ ،‬رقم ‪ (4290) :‬عن عبد ال بن عدمروو ‪ .‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الب والصل ة عن رسول ال‪ ،‬رقم )‪ (1847‬بتاب متا جتاء‬ ‫ف الرح ة‪ ،‬عن عبد ال بن عدمرو وقتال حديث حسن صحيحو ‪.‬‬ ‫‪ -62 62‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب رح ة الولد وتقبيله‪ ،‬رقم )‪ (5538‬عن أب هريرةو ‪ .‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الفضتامئل‪ ،‬بتاب رحته الصبيتان والعيتال‪ ،‬رقم ‪) :‬‬ ‫‪ (4282‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -63 63‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة‪ ،‬بتاب فضل الرفق ‪ ،‬رقم )‪ (2592‬عن جرير بن عبد ال البجل ي‪ ،‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب الرفق‪ ،‬رقم )‪ (3677‬عن‬ ‫جرير بن عبد ال البجل يو ‪.‬‬ ‫‪ -64 64‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة والداب‪ ،‬بتاب فضل الرفق ‪ ،‬رقم )‪ (2594‬عن عتامئش ة‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬كتتاب الهتاد‪ ،‬بتاب متا جتاء ف الجرة‪ ،‬رقم )‪ (2478‬عن‬ ‫عتامئش ةو ‪.‬‬ ‫‪ -65 65‬صحيح مسلم‪ ،‬كتتاب الب والصل ة والداب‪ ،‬بتاب فضل الرفق ‪ ،‬رقم )‪ (2594‬عن عتامئش ة ‪ ،‬وسنن أب داود كتتاب الهتاد ‪ ،‬بتاب متا جتاء ف الجرة ‪،‬رقم )‪(2478‬‬ ‫عن عتامئش ةو ‪.‬‬ ‫‪ -66 66‬سنن التمذي‪ ،‬كتتاب الزهد‪ ،‬بتاب التوكل على ال‪ ،‬رقم‪ (2268) :‬عن أب مصن الطدم ي‪ ،‬وقتال حديث حسنو ‪ .‬وسنن ابن متاج ة‪ ،‬كتتاب الزهد‪ ،‬بتاب القنتاع ة‪ ،‬رقم ‪:‬‬ ‫)‪ (4131‬عن أب مصن الطدم يو ‪.‬‬ ‫‪ -67 67‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب من يأخذ الش يء على الزاج رقم ‪ (4351) :‬عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ،‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب أحتاديث‬ ‫رجتال من أصحتاب النب‪ ،‬رقم‪ ،21986 :‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -68 68‬سنن أب داود‪ ،‬كتتاب الدب‪ ،‬بتاب من يأخذ الش يء على الزاج رقم ‪ (4351) :‬عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ،‬ومسند أحد‪ ،‬كتتاب مسند النصتار‪ ،‬بتاب أحتاديث‬ ‫رجتال من أصحتاب النب‪ ،‬رقم‪ ،21986 :‬ورجتاله ثقتات و ‪.‬‬ ‫‪ -69 69‬سنن التمذي ‪ ،‬كتتاب الميتان‪ ،‬بتاب متا جتاء ف أن السلم من سلم السلدمون رقم )‪ ، (2551‬عن أب هريرة ‪ ،‬وقتال حديث حسن صحيح‪ ،‬وسنن النستامئ ي‪ ،‬كتتاب‬ ‫الميتان‪ ،‬وشرامئعه بتاب صف ة المؤمن رقم )‪ (4995‬عن أب هريرةو ‪.‬‬ ‫‪ -70 70‬رواه التاكم عن ابن عبتاس وقتال‪ :‬صحيح السنتاد ورواه البيهق ي عن أب هريرة بلفظ)إن خلةّفةت فيمكم شيئني‪ ،‬لن تضلوا بعدهتا أبدا‪ ،‬كتتاب ال وسنت‪ ،‬ولن يفتقتا حت‬ ‫يردا على الوض(و ‪.‬‬ ‫‪ -71 71‬صحيح الباختاري‪ ،‬كتتاب الشرك ة‪ ،‬بتاب هل يقرع ف القسدم ة‪ ،‬رقم )‪ (3361‬عن النعدمتان بن بشي ‪ ،‬وسنن التمذي‪ ،‬كتتاب الفت‪ ،‬بتاب منه‪ ،‬رقم )‪ (2099‬عن‬ ‫النعدمتان بن بشيو ‪.‬‬ ‫‪ -72 72‬مسند المتام أحد‪ ،‬مسند النصتار‪ ،‬بتاب حديث رجل من أصحتاب النب ‪ ‬رقم ‪ ،(22391) :‬انفرد به أحد بن حنبل وفيه رجل مبهم مرفوعتاً عن أب نضرةو ‪.‬‬


‫الفهرس‬

‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫‪-13‬‬ ‫‪-14‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪-16‬‬ ‫‪-17‬‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪-19‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪-21‬‬ ‫‪-22‬‬ ‫‪-23‬‬ ‫‪-24‬‬ ‫‪-25‬‬

‫اليصفحة‬ ‫الصول‬ ‫أّم ةة السلم‪ :‬الوي ة والصتامئص و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪5 .‬‬ ‫أّم ةة تمؤمن بتال الواحد و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪6 .‬‬ ‫الميتان بتاليوم الخر و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪9 .‬‬ ‫الميتان برسل ال جيعتاً و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪11 .‬‬ ‫العبتادات و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪13 .‬‬ ‫ممكتارم الخلق و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪15 .‬‬ ‫وحدة الّم ةة السلمي ة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪17 .‬‬ ‫الصتادر العصوم ة ف السلم )القرآن والسّن ة( و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪20 .‬‬ ‫الشريع ة والفقه والجتهتاد و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪22 .‬‬ ‫السلم والوسطي ة والتمكتاملي ة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪24 .‬‬ ‫السلم والنستان و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪26 .‬‬ ‫السلم والرأة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪31 .‬‬ ‫السلم والسرة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪32 .‬‬ ‫السلم والتدمع و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪35 .‬‬ ‫السلم والقتصتاد و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪37 .‬‬ ‫‪42‬‬ ‫السلم والعقوبتات و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬‬ ‫السلم والمكم و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪44 .‬‬ ‫‪46‬‬ ‫السلم والسلم والهتاد و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬‬ ‫السلم والرهتاب و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪51 .‬‬ ‫‪53‬‬ ‫السلم والضتارة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬‬ ‫السلم والصل ح و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪55 .‬‬ ‫السلم والوار و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪60 .‬‬ ‫السلم والعلقتات مع غي السلدمني و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪62 .‬‬ ‫السلم والغرب و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪66 .‬‬ ‫‪69‬‬ ‫السلم والعول ة و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬و ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.