العدد 01 من مجلة الأطفال زورق

Page 1

‫معاً ألجل الطفولة‬ ‫الع‬

‫دد »‪«1‬‬ ‫|‬ ‫‪1‬‬ ‫آ‬ ‫ب‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة شهرية ‪ -‬تُعنى بالطفل وتصدر عن مجلة الغربال يف كفرنبل‬

‫يف هذا العدد‪:‬‬ ‫ رحلة ورقية‬‫ مرسح خيال الظل‬‫ أسد البحار‪ :‬أحمد بن ماجد‬‫ ج ّدوع صديقنا‬‫ مغامرات القبطان الصغري‪ :‬أوغاريت‬‫ حكاية السنافر والشبح الصغري‬‫والكثري من املواضيع املفيدة والتسايل‬ ‫املمتعة‪...‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫سنمضي معاً‬ ‫الــزوق جاه ـ ٌز‪ ،‬لندفعــه بلطـ ٍ‬ ‫ـف مــن الض ّفــة إىل املــاء ‪ ،‬تأ ّملــوه وهــو‬ ‫يرقــص مــن ش ـ ّدة الفــرح ‪ ،‬بألوانــه ال ّزاهيــة ‪ ،‬عــى ســطح املــاء‬ ‫الذّي استقبله برذاذ ناعم منعش ‪.‬‬ ‫كل واحـ ٍـد منكــم ســيكون قبطان ـاً‪،‬‬ ‫إنــه زورقكــم ‪ ،‬زورق الطّفولــة ‪ّ ..‬‬ ‫وســيبحر يف مغامــرة مثــرة ش ـيّقة ‪.‬‬ ‫لــكل طفــلٍ زورق ‪ ،‬فليمســك املجدافــن ‪ ،‬وليحــ ّدد جهــة اإلبحــار‬ ‫ّ‬ ‫مستكشــفاً هــذا العــامل ‪.‬‬ ‫املاء هو الحلم ‪ ،‬واملجدافان هام ‪ :‬الفكرة ‪ ..‬والطموح ‪.‬‬ ‫سـرافقكم ال ّنــوارس واألســاك ال ّرباقــة وال ّدالفــن اللطيفــة ‪ ،‬احرتســوا ‪..‬‬ ‫قــد يفاجئكــم ســمك القــرش ‪ ،‬أوتتع ّرضــون لــدوار‬ ‫البحر ‪.‬‬ ‫أعرف أنّكم شجعان ‪ ،‬يقظون ‪ ..‬وأذكياء ‪.‬‬ ‫وأعــرف أ ّن الشّ ــمس الربتقاليــة ‪ ،‬قبّلــت خ ـ ّد البحــر قبلــة الصبــاح ‪،‬‬ ‫الوضــاء ‪.‬‬ ‫وارتفعــت لتهــدي العيــون ِخ َصـ َـل شــعرها ّ‬ ‫وأعرف أنّني أطلت ‪ ،‬وأنّكم متش ّوقون ج ّدا ً لإلبحار‪.‬‬ ‫هــا أنــا ألـ ّوح لكــم بكلتــا يــدي‪ ،‬ألـ ّوح ألحالمكــم امللونــة التّــي ترفــرف‬ ‫فــوق زوارقكــم كاألرشعة‪.‬‬ ‫أصدقايئ الصغار‪ ،‬نرحب بكم يف زورقكم‪..‬‬ ‫وننتظر مساهامتكم ورسوماتكم وصوركم لننرشها يف أعدادنا القادمة‪...‬‬ ‫ميكنكم إرسال رسائلكم عىل العناوين‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/zawrakmag‬‬ ‫أو عرب الربيد اإللكرتوين‪:‬‬ ‫‪info@algherbal.com‬‬ ‫كام ميكنكم تسليم مشاركاتكم للموزعني يف املناطق املختلفة‬

‫‪2‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫ُهناك‬

‫تأليف‪ :‬خري الدين عبيد‬

‫أَيا ِ‬ ‫لباب الدا ْر؟‬ ‫تسمح يل مبفتاحٍ ِ‬ ‫أبت‪ ..‬أَ ُ‬ ‫كربت أنا‪ ..‬ويف األُ ُف ِق تُلَ ِّو ُح يل َيدُ ال َب َّحا ْر‬ ‫ُ‬ ‫وتلمع يف أنامل ِه خواتِ ُم كلُّها أرسا ْر‬ ‫ُ‬ ‫* *‬ ‫تقلق‬ ‫ُ‬ ‫سأرحل ساع ًة وأعو ْد‪ ..‬فال ْ‬ ‫والحلم عن ميعادنا املعهو ْد‬ ‫تأخَّرنا‪ ،‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫ليحضننا معاً ْ‬ ‫زورق‬ ‫الزنبق‬ ‫ْ‬ ‫يشع كأنَّهُ‬ ‫يعوم هناك يف زبَ ٍد ُّ‬ ‫وأرشع ٌة ملون ٌة‬ ‫نوارس حل َّْق‬ ‫ورسب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫األزرق‬ ‫وأسبح يف املدى‬ ‫سأميض نح َوها لحناً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫* *‬ ‫َ‬ ‫تعال إِ َ َّل يا جسدي‬ ‫ِ‬ ‫مالمح‬ ‫بصوت املا ِء نا َدتني‬ ‫وجهي ال َّتائِهْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وكانَ يعو ُم َ‬ ‫فوق املوجِ‪ ..‬تُ ْر ِق ُصهُ مرايا ُه‬ ‫و يُغريني بِأندائِهْ‬ ‫ُ‬ ‫قفزت إلي ِه أُ ْم ِسكُهُ‬ ‫َّلت َس َمكَ ْة‬ ‫فذاب تشك ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وغابات من املرجانْ‬ ‫أصداف‬ ‫وغ ُْصنا نح َو‬ ‫ٍ‬ ‫موجات تعو ُد تق ِّبل الشطآنْ‬ ‫وطفنا نح َو‬ ‫تسابقنا‪ ..‬توا َرينا‪ ..‬أُالمسها‪ ..‬تُالحقني‬ ‫وتُ ِْسكُنا معاً شَ َبكَ ْة‬ ‫* *‬

‫‪3‬‬

‫القلب مفتاحي‬ ‫وعدت‪ِ ..‬ب َف ْي ِض أفراحي‪ ..‬وصا َر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫آسف‬ ‫ُ‬ ‫وقلت‪ :‬أيب‪ ..‬أنا ْ‬ ‫ف‬ ‫ُدوا ُر البح ِر أَ َّخ َرين و ُح ْمر ُة أ ْف ِق ِه ال َّرا ِع ْ‬ ‫ف‬ ‫وأسامك‬ ‫وأصداف‬ ‫ٌ‬ ‫وموج فو َقها راجِ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫آسف‬ ‫آسف‪ ..‬أنا ْ‬ ‫أنا ْ‬ ‫* *‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫رحلة ورقية‬

‫‪4‬‬

‫تأليف‪ :‬خري الدين عبيد‬

‫وقفز ٍ‬ ‫ات رشيقة ‏‪.‬‬ ‫كان طائرا ً رائعاً‪ ،‬جناحاه كرشاعني‪...‬‬ ‫وقوف‪.‬‏‬ ‫• ‬ ‫لقد صن َعه املعلّ ُم من الورقة‬ ‫ومنقا ُره كسهم‪.‬‏‬ ‫ج‪.‬‏‬ ‫لوس‬ ‫• ‬ ‫السوداء‪ ،‬إنّه ال يل َب ُس شيئاً‪،‬‬ ‫الثالثة ّ‬ ‫ركب التّالمي ُذ مع املعل ِّم عىل ظهر‬ ‫سم حقيبته عىل‬ ‫وض َع معلّ ُم ال ّر ِ‬ ‫عا ٍر متاماً كشجر ِة الشّ تاء‪.‬‏‬ ‫َ‬ ‫العنقاء‪ ...‬وطاروا‪.‬‏‬ ‫الطّاولة‪ ،‬نظر إىل التالميذ‪ ،‬وجد‬ ‫رس َم املعلّ ُم ورق َة ٍ‬ ‫توت بدالً من‬ ‫الغيو ُم حولَهم كندف القطن‪...‬‏‬ ‫وجو َههم كئيب ًة‪.‬‏‬ ‫السوال‪ ،‬قال‪:‬‏ اآلن‪ .‬العبوا مع‬ ‫ّ‬ ‫قوس قزح كقالد ٍة عىل صدر‬ ‫ما بك ْم؟‏‬ ‫• ‬ ‫صديقكم ورقة‪.‬‏‬ ‫ُ‬ ‫ّقالق املهاجر ُة فتشب ُه‬ ‫• ‬ ‫تأ ّجلت رحلتُنا اليو َم بسبب السامء‪ ...‬أ ّما الل ُ‬ ‫ركض التّالمي ُذ مع ورقة حول‬ ‫َ‬ ‫رتالً من الجنود‪.‬‏‬ ‫املطر‪.‬‏‬ ‫الجزيرة‪ ،‬تسلّقوا األشجا َر‪ ،‬أمسكوا‬ ‫أحسوا برطوبة البحر‪ ...‬نزلوا‪.‬‏‬ ‫سنذهب يف‬ ‫ال تزعلوا‪ .‬اآلن‬ ‫• ‬ ‫َ‬ ‫مثل طرزان‪،‬‬ ‫حبال الّليف وتأرجحوا َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كانت الورق ُة الثاني ُة ذاتُ اللّونِ‬ ‫رحلة‪.‬‏‬ ‫كرسوا جوز ِ‬ ‫ات الهند التي رمتْها قرو ُد‬ ‫لت إىل زورقٍ بني‬ ‫واملطر؟‏‬ ‫• ‬ ‫األبيض‪ ،‬قد تح ّو ْ‬ ‫الجزيرة‪ ،‬سال ماؤها عىل أصابعهم‪،‬‬ ‫أصابعِ املعلّم‪.‬‏‬ ‫لن يبلّلَنا املطر!!‏‬ ‫• ‬ ‫فتالمعت‪.‬‏‬ ‫ْ‬ ‫ه ّيا‪َ ...‬ج ّدفوا بأيديكم‪،‬‬ ‫• ‬ ‫أخرج أوراقاً مل ّون ًة‪،‬‬ ‫غروب‬ ‫استمروا باللعب‪ ...‬حتّى‬ ‫وفتح حقيبتَه‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وعيو ُن التّ ِ‬ ‫الميذ تنظ ُر إليه ُمتع ّجبة!‏ سنسافر إىل الجزيرة‪.‬‏‬ ‫الشّ مس‪ ،‬وعندما بحثوا عن معلّمهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األمواج‬ ‫اح يثنيها من بدأ التّالميذ بالتجديف‪،‬‬ ‫وج ُدوه قد انتهى من ثني الورق ِة‬ ‫ُ‬ ‫أمسك ورق ًة حمرا َء‪ ،‬ور َ‬ ‫والسمكاتُ الصغرية‬ ‫األخري ِة ِ‬ ‫ذات اللّونِ ال ّنحايس‪ ،‬مح ّوالً‬ ‫الوسط‪ ،‬من ال ّزوايا‪ ،‬عىل شكل مربع‪ ،‬تؤرج ُحهم‪ّ ...‬‬ ‫تدغدغ األصابع املغموس ِة يف املاء‪،‬‬ ‫ث َّم مثّلت‪ ،‬ث َّم‪.....‬‏‬ ‫إيّاها إىل جرس‪.‬‏‬ ‫يبتسم قائالً‪:‬‏ هذا هو العنقاء‏‪ .‬وطيو ُر النورس تحلّق فوقهم مغ ّني ًة‪:‬‏‬ ‫• ‬ ‫وقبل أن يح ّر َك املعلّ ُم الجرس بيده‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واق‪ ...‬واق‪ ،‬واق‪ ...‬واق‪.‬‏‬ ‫• ‬ ‫يصيح التالميذ‪:‬‏ الطّائر‬ ‫• ‬ ‫سمع التالمي ُذ رنيناً‪ ،‬أفاقوا من‬ ‫ُ‬ ‫• ‬ ‫الخرا ّيف؟!‏‬ ‫فيغ ّنون‏‪ :‬هيال‪ ...‬هب‪ ،‬هيال‪ ...‬أحالمهم‪ ،‬لك ّنهم مل يستطيعوا التميي َز‬ ‫هب‪.‬‏‬ ‫ال تض ّيعوا الوقت‪ .‬اص َعدوا‬ ‫• ‬ ‫بني رن ِني جرس املدرسة الذي يعل ُن‬ ‫يصلُون إىل الجزيرة املح ّدبة كظهر‬ ‫متسكوا ببعضكم‪ ...‬ال‬ ‫الحصة‪ ،‬وبني رن ِني الجرس‬ ‫عىل ظهره‪ّ ...‬‬ ‫انتها َء ّ‬ ‫بساعدي‪ ،‬ونط ُري سلحفاة‪ ،‬الخرضا ِء كشجر ِة جوز‪.‬‏‬ ‫سألف رقبتَه‬ ‫تخافوا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫املصنو ِع من الورق املل ّون‪ ،‬والذي‬ ‫إىل البحر‪.‬‏‬ ‫يستقبلُهم ول ٌد زنجي بضحك ٍة رنّانة‪ ،‬أعل َن انتها َء أجملِ رحل ٍة ورق ّية‪.‬‏‬


‫مُزاح‬

‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫ملاذا كذبت ؟ ها هو يغ ّرد‬

‫بابا ‪ ..‬بابا ‪ ،‬طار العصفور من القفص‬ ‫طار ؟! كيف ‪ ..‬غري معقول‬

‫كنت أمزح‬ ‫آه يا أذين ‪ ،‬مل أكذب ‪ُ ،‬‬

‫يا وييل ‪ ،‬احرتق املطبخ‬

‫النار هادئة ‪ ،‬والطنجرة تلمع ‪ ،‬ملاذا تكذب ؟‬

‫ماما ‪ ..‬ماما ‪ ،‬الطنجرة فوق الغاز‬ ‫صارت سوداء‬

‫شعر دميتي الذهبي مقصوص !‬

‫كذّاب ‪ .‬ها هو شعرها واصل لقدميها‬ ‫قص شعر دميتك األشقر ؟‬ ‫سمر ‪ ..‬سمر ‪ ،‬من ّ‬

‫أرسيت كلها تتهمني بالكذب ‪ ،‬أنا ال أكذب ‪ ،‬كنت‬ ‫أمازحهم فقط ‪.‬‬ ‫لكن ما الفرق بني الكذب واملزاح ؟ آااخ يا أذين‬

‫‪5‬‬

‫أه يا أذين ‪ ،‬مل أكذب ‪ ،‬كنت أمزح‬

‫آه يا أذين ‪ ،‬مل أكن أكذب ‪ ،‬كنت أمزح‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫معلومات مسرحية‪:‬‬ ‫مسرح خيال الظل‬ ‫يعتــر مــرح خيــال الظــل واحــدا ً‬ ‫مــن أنــواع املــرح الــذي انتــر يف‬ ‫العصــور القدميــة‪ ،‬وانتقــل مــن جيــل‬ ‫إىل جيــل للمحافظــة عــى هــذا الفــن‬ ‫األصيــل‪ .‬تختلــف الروايــات حــول‬ ‫أصــل هــذا املــرح‪ ،‬ويحــاول كل‬ ‫شــعب أن ينســبه إليــه‪ ،‬وإن دل هــذا‬ ‫عــى يشء فهــو يــدل عــى اعتــزاز‬ ‫الشــعوب بهــذا الفــن‪ ،‬وحبهــم لــه‪.‬‬ ‫مــن الحكايــات الطريفــة التــي تُــروى‬ ‫عــن أصــول هــذا الفــن‪ ،‬هي أســطورة‬ ‫صينيــة تعــود إىل ســنة (‪ 121‬ق‪.‬م)‪،‬‬ ‫حيــث تحــي أن اإلمرباطــور «ويــو»‬ ‫قــد ســيطر عليــه حــزن عميــق إثــر‬ ‫وفــاة زوجتــه التــي كان يحبهــا حبــا‬ ‫كبــرا ً‪ ،‬ومل تفلــح كل املســاعي التــي‬ ‫بُذلــت لتســليته والرتفيــه عنــه‪ .‬وقــد‬ ‫حــاول فنــان صينــي أن يرفــه عــن‬ ‫اإلمرباطــور باختيــاره لســيدة شــديدة‬ ‫الشــبه باإلمرباطــورة املتوفــاة‪ ،‬وجعلها‬ ‫متــر أمــام ســتارة بيضــاء عــى بُعــد‬ ‫مناســب مــن اإلمرباطــور‪ ،‬وادعــى‬ ‫لــه أن هــذا هــو طيــف اإلمرباطــورة‬

‫‪6‬‬

‫الحبيبــة‪ .‬وقــد نجــح بذلــك‬ ‫يف الرتويــح عــن اإلمرباطــور‬ ‫بهــذا الشــكل‪.‬‬ ‫عــرف العــرب هــذا النــوع‬ ‫مــن الفن يف العــر العبايس‪،‬‬ ‫وانتــر وازدهــر يف عهــد‬ ‫الدولــة الفاطميــة‪ ،‬وأعجــب‬ ‫بــه الســلطان العثــاين‬ ‫فنقلــه إىل اســطنبول‪.‬‬ ‫وقــد أصبــح أحــد التقاليــد‬ ‫األساســية ألمســيات رمضــان‪،‬‬ ‫إذا يذهــب النــاس بعــد‬ ‫صــاة العشــاء إىل املقهــى‪،‬‬ ‫ويســتمتعون بالعــروض الطريفــة‬ ‫التــي كانــت تُقــدم‪ ،‬وكان لــكل مقهى‬ ‫مــرح‪ ،‬وســمي يف الشــام بتحريــف‬ ‫بســيط «مرســح»‪ ،‬وقــد اســتخدم يف‬ ‫فــرة االنتــداب الفرنــي لســورية‬ ‫يف انتقــادات املســؤولني املتعاملــن‬ ‫مــع الفرنســيني‪ ،‬وفضحهــم‪ .‬وشــكل‬ ‫هــذا املــرح أســاس املــرح الناقــد‪،‬‬ ‫والتمثيليــات الكوميديــة الســاخرة‬ ‫مــن العــادات والترصفــات الســيئة يف‬ ‫املجتمــع‪.‬‬ ‫يعتمــد هــذا الفــن‬ ‫عــى دمــى مصنوعة‬ ‫مــن الجلــد القــايس‬ ‫أو الــورق املقــوى‪.‬‬ ‫ت ُرســم الدميــة عــى‬ ‫قطعــة الجلــد أو‬ ‫املقــوى‪ ،‬وتقــص‬

‫تأليف‪ :‬عبد القادر عبد اليل‬

‫بواســطة املــرط‪ ،‬بحيــث تــرك‬ ‫فراغــات تعطــي شــكل الشــخصية‪،‬‬ ‫ثــم تُلــون بألــوان مناســبة‪ ،‬ولكــن‬ ‫يجــب أن تكــون األلــوان قويــة‬ ‫بحيــث تظهــر مــن خلــف الشاشــة‬ ‫الرقيقــة التــي تحــرك خلفهــا تلــك‬ ‫الدمــى بواســطة قضبــان رفيعــة‪،‬‬ ‫وضــوء مســلط عــى تلــك الشاشــة‪.‬‬ ‫ميكــن لألطفــال واملربــن أن يصممــوا‬ ‫شــخصياتهم الخاصــة بعــد اطالعهــم‬ ‫عــى الشــخصيات التــي كانــت‬ ‫تســتخدم ســابقاً‪.‬‬ ‫ويعتمــد أداء الحــوار عــى التالعــب‬ ‫بالصــوت اإلنســاين‪ ،‬ويرافــق مبؤثـرات‬ ‫صوتيــة مختلفــة‪ ،‬وميكــن إضافــة‬ ‫األغــاين والحــوار الغنــايئ الــذي يخــدم‬ ‫الهــدف مــن العمــل املرسحــي‪.‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫أسدالبحار ‪ ..‬أمحد بن ماجد‬ ‫د‪ .‬وصفي عبدالقادر‬ ‫الصغــر بــزورق مــن ورق‬ ‫مل يقتنــع ّ‬ ‫ملـ ّون‪ ،‬يضعــه بلطــف يف نهــر خيالــه‪،‬‬ ‫ويلّ ـ ّوح لــه مو ّدع ـاً بكفّيه‪،‬منشــدا ً‪:‬‬ ‫َس‬ ‫أيّها النهر ال ت ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ألتبعك‬ ‫وانتظرين‬ ‫ ‬ ‫أنا أخربت والدي ‬ ‫أنّني ذاهب ْ‬ ‫معك‬ ‫ْ‬ ‫ألتبعك‬ ‫فانتظرين‬ ‫بــل كان يقــف طويــاً أمــام البحــر‪،‬‬ ‫يتأ ّمــل زرقتــه‪ ،‬وموجــه‪ ،‬واتســاعه‪،‬‬ ‫عــا يوجــد يف‬ ‫ويســأل ال ّنــوارس ّ‬ ‫املــدى البعيــد‪ ،‬هنــاك خلــف البحــر‪،‬‬ ‫حيــث تغيــب الشــمس‪.‬‬ ‫بــدأ «أحمــد» رحلــة االستكشــاف‪،‬‬ ‫فصاحــب والــده يف رحالتــه البحريّــة‬ ‫وهــو مل يتجــاوز العــر ســنني‪ ،‬وقــاد‬ ‫تحــت إرشافــه أ ّول رحلة وهو يف ســن‬ ‫الصغري‬ ‫الســابعة عــرة‪ ،‬تعلّــم الب ّحــار ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفلــك والرياضيّــات والجغرافيــا جنبـاً‬ ‫إىل جنــب مــع التاريــخ واألدب‪ ،‬وألّف‬ ‫أكــر مــن ثالثــن كتابــاً يف (علــم‬ ‫البحــار) الــذي مل يكــن معروف ـاً مــن‬ ‫قبــل‪ ،‬كــا اســتحدث أدوات مالح ّيــة‬ ‫جديــدة أه ّمهــا اخرتاعــه «البوصلــة‬ ‫املقســمة إىل ‪ 22‬درجــة‬ ‫البحريّــة» ّ‬ ‫والتــي ماتـزال مســتعملة حتــى اآلن‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫هــو مــاّح وجغــرايف عــريب مســلم‪،‬‬ ‫اســمه أحمــد بــن ماجــد النجــدي‪،‬‬ ‫نِســبة إىل منطقــة نجــد مــن الجزيــرة‬ ‫العربيــة‪ ،‬كنيتــه «ابــن ماجــد» ولقّبــه‬ ‫«أســد البحــار» ولــد يف رأس الخيمــة‬ ‫عــام ‪ 840‬هجريّــة ‪1498 -‬م‪.‬‬ ‫بَـ َرع يف الفلــك واملالحــة والجغرافيــا‪،‬‬ ‫ينتســب إىل عائلــة مــن الب ّحــارة‪،‬‬ ‫وكان خبـرا ً مالحيّـاً يف البحــر األحمــر‬ ‫وخليــج عــدن واملحيــط الهنــدي‬ ‫وبحــر الصــن (هــو بحــر يقــع يف‬ ‫جنــوب الصــن‪ ،‬وهــو جــزء مــن‬ ‫املحيــط الهــادي)‪.‬‬ ‫ارتبــط اســمه بالرحلــة الشــهرية حــول‬ ‫(رأس الرجــاء الصالــح) إىل الهنــد‪،‬‬ ‫حيــث قــام ابــن ماجــد مبســاعدة‬ ‫«فاســكو دي جامــا» الكتشــاف‬ ‫طريــق جديــد موصــل إىل الهنــد‪.‬‬ ‫وألســد البحــار الفضــل يف إرســاء‬ ‫قواعــد املالحــة للعــامل‪ ،‬فقــد بقيــت‬ ‫آراؤه وأفــكاره يف مجــال املالحــة‬ ‫كل مــن البحــر األحمــر‬ ‫ســائدة يف ّ‬ ‫والخليــج العــريب وبحــر الصــن حتــى‬ ‫ســنة ‪903‬هجريّــة‪.‬‬ ‫وكان العــرب قــد عرفــوا آالت مالح ّيــة‬ ‫وفلكيــة لتحديــد خطــوط العــرض‬

‫معتمديــن يف ذلــك عــى معرفتهــم‬ ‫مبواقــع النجــوم‪ ،‬وكان مــن هــذه‬ ‫اآلالت «الكــال» و»البليســتي»‬ ‫و»اللــوح» واألخــرة هــي التــي‬ ‫أذهلــت «فاســكو دي جامــا» حــن‬ ‫رآهــا مــع أحمــد بــن ماجــد‪ ،‬وهــي‬ ‫آلــة مــن الخشــب تقســم عليهــا‬ ‫دائــرة األفــق إىل الجهــات األربــع‬ ‫األصليّــة‪ ،‬ويقســم كل مابــن جهتــن‬ ‫إىل أقســام صغــرة وتســتخدم ملعرفــة‬ ‫اتجــاه الريــاح ومــن أيــن تهــب‪.‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫تأليف‪ :‬خطيب بدلة‬

‫جدوع َ‬ ‫الطويل َ‬ ‫اهلبيل‬ ‫ٌ‬ ‫سبعة ومخسون عامًا‬ ‫قصص غريبة عن طفل عمره‬

‫جدوع صديقنا‬ ‫حينــا كنــا صغــارا ً لفــى علينــا رجــل ال نعــرف اســمه األصــي‪ ،‬ولكــن أهــل الحــارة ينادونــه باســم «جــدوع»‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وكانــوا ُيعنــون يف الســخرية منــه فيطلقــون عليــه اســم «جــدوع الطويــل الهبيــل»‪ ،‬ورمبــا كانــوا عــى حــق يف ذلــك‪،‬‬ ‫فجــدوع كان طويـاً ونحيفـاً‪ ،‬عــى عكــس عقلــه الــذي كان صغـرا ً إىل درجــة أننــا نحــن األطفــال كنــا نبــدو أعقـ َـل‬ ‫منــه‪ ،‬وأك ـرَ حكمــة‪.‬‬ ‫يف البداية توجسنا منه خيفة‪ ،‬ألن أهالينا كانوا يوصوننا‪ ،‬قبل أن نغادر املنزل‪ ،‬قائلني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ إياكم واللعب مع األشخاص األكرب منكم!ولكن زميلنا «وائل» قدم لنا وجهة نظر مقنعة‪ ،‬إذ قال‪:‬‬‫ ‬ ‫ أهلنــا يقصــدون أال نعــارش َمــن هــم أكـ ُر منــا بالعقــل ومســتوى التفكــر‪ ،‬وأمــا جــدوع فعقلــه صغــر جــدا ً!‬‫ ‬ ‫فتعالــوا نجعلــه صديق ـاً لنــا‪ ،‬ولــن ننــدم بالتأكيــد‪.‬‬ ‫وهــذا مــا كان‪ .‬أصبــح جــدوع صديقنــا‪ ،‬ال بــل أصبــح هــو محــور مجموعتنــا كلهــا‪ ،‬وحينــا كان يقــف يف‬ ‫ ‬ ‫وســطنا كان يبــدو مثــل العمــود الهــوايئ الــذي يزرعونــه يف مــكان مرتفــع ألجــل تقويــة إرســـــال الراديــو‬ ‫والتلفزيون وأجهزة الهاتف النقالة!‬ ‫اشــتهر جــدوع فيــا بعــد باألكاذيــب التــي كان يؤلفهــا ويرسدهــا عــى مســامعنا‪ .‬ومــع أن الكــذب عــادة‬ ‫ ‬ ‫ذميمــة‪ ،‬إال أن أكاذيــب جــدوع كان لهــا نكهــة خاصــة‪ ،‬مبعنــى آخــر‪ :‬هــي أكاذيــب غــر مؤذيــة‪ ،‬بــل تفيــد اآلخريــن‬ ‫بكونهــا تبعــث عــى الضحــك‪.‬‬ ‫ذات يــوم‪ ،‬وبينــا نحــن عائــدون مــن املدرســة إذ التقينــا بجــدوع الــذي كان يحمــل يف يــده كيسـاً مملــوءا ً‬ ‫ ‬ ‫بالحــى‪ ،‬ويضــع حــول خــره شــعباً يابســاً مربوطــاً مبطاطتــن طويلتــن حمراويــن تنتهيــان بجلــدة عرضانيــة‬ ‫مخصصــة الحتــواء الحصــاة وقذفهــا‬ ‫يف الهواء‪.‬‬ ‫سألناه‪ :‬ما هذه يا جدوع؟‬ ‫قال‪ :‬هذه نقيفة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫قلنا‪ :‬ملاذا تحمل النقيفة يا جدوع؟‬ ‫قال‪ :‬لقد أصبحت صيادا ً للزرازير‪.‬‬ ‫وحــى لنــا كيــف أنــه خــرج البارحــة إىل الصيــد‪ ،‬وكان معــه خمســون حصــاة‪ ،‬وباملصادفــة وجــد خمســن زرزورا ً‬ ‫تصطــف عــى أحــد أســاك الهاتــف الهوائيــة! تنــاول جــدوع حصــاة مــن جعبتــه ووضعهــا يف النقيفــة وســدد عــى‬ ‫الــزرزور األول فأصابــه إصابــة قاتلــة‪ ،‬وأوقعــه عــى األرض‪ ،‬ثــم وضــع حصــاة ثانيــة وقــذف بهــا الــزرزور الثــاين‪،‬‬ ‫فقتلــه‪ ..،‬وهكــذا‪ ،‬كل حصــاة يقذفهــا يُســقط بهــا زرزورا ً حتــى أســقط الزرازيــر جميعهــا‪.‬‬ ‫قال له صديقنا األمني‪:‬‬ ‫ ولكــن الزرازيــر طيــور ســوداء جميلــة ونحــن األطفــال نحبهــا ونــرأف بهــا وال يجــوز أن نرضبهــا بالنقيفــة ونقتلهــا‬‫يا جدوع‪.‬‬ ‫ضحك صديقنا وائل وقال لألمني‪:‬‬ ‫ وهل صدقت أن جدوع اصطاد الزرازير؟‬‫اعرتض جدوع فقال‪:‬‬ ‫ عيب يا وائل‪ ،‬هل أنا كاذب؟‬‫قــال وائــل‪ :‬طبعـاً أنــت كاذب‪ ،‬والدليــل أن اإلنســان حينــا يقــذف‬ ‫حصــاة باتجــاه مجموعــة مــن الزرازيــر الواقفــة عــى ســلك الهاتــف‬ ‫الهــوايئ فإنهــا تخــاف وتطــر هاربــة‪ ،‬فكيــف اصطــدت الزرازيــر كلهــا بعــد أن‬ ‫طــارت؟‬ ‫كان مــن عــادة جــدوع حينــا ت ُفتضــح إحــدى أكاذيبــه أن يحــك رأســه باحث ـاً عــن‬ ‫أكذوبــة أخــرى‪ .‬وهــذا مــا فعلــه حينــا فضــح وائــل كذبتَــه‪ ،‬ورسعــان مــا قــال‪:‬‬ ‫ وائــل عــى حــق‪ ،‬ولكــن مجموعــة الزرازيــر التــي رأيتهــا كانــت مختلفــة عــن الزرازيــر‬‫التــي تعرفونها‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬ماذا تقصد بهذا الكالم يا جدوع؟‬ ‫قــال‪ :‬أقصــد أن الزرازيــر التــي صادفتهــا كانــت كئيبــة ويائســة مــن حياتهــا‬ ‫وتريــد االنتحــار! لذلــك‪ ،‬حينــا كنــت أرضب إحداهــا وأســقطها‪ ،‬تتقــدم‬ ‫رع يل رقبتهــا لــي أرضبهــا وأســقطها!‬ ‫الثانيــة وتقــف مكانهــا وت ـ ِّ‬ ‫ضحكنا كثريا ً عىل أكذوبة جدوع حول (الزرازير اليائسة)!‬ ‫وتعلمنا منها حكمة تفيد أن االعتداء عىل الطيور وقذفها‬ ‫بالحىص هو أمر يسء‪ ،‬وحمدنا الله عىل أن «جدوع» كان‬ ‫كاذباً فلم يصب أيا من الزرازير بأذى‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫مغامرات القبطان الصغري‬ ‫أوغاريت‬ ‫الصغــر يبــدو كـراع‪ ،‬وهــو يقــف عــى زورقه‬ ‫كان القبطــان ّ‬ ‫امللـ ّون‪ ،‬وموجــات شــاطئ البحــر األبيــض املتوســط تُراقصــه‬ ‫بعذوبــة‪ ،‬كان يضحــك فرحـاً‪ ،‬أل ّن طيــور ال ّنــورس دلّتــه عــى‬ ‫موقــع يدعــى‪ :‬أوغاريــت أو رأس شــمرا أو عمريــت‪.‬‬ ‫عــاش قبطاننــا الصغــر مــع أصدقائــه النــوارس يومـاً جميـاً‬ ‫تــل أثــري اســمه‪ :‬رأس‬ ‫يف اململكــة القدميــة الواقعــة عــى ّ‬ ‫شــمرة‪ ،‬نســبة إىل نبــات «الشــمرة» الــذي مــازال يكســوه‬ ‫كزغــب الفــراخ‪ ،‬وقــال ألصدقائــه الصغــار بعــد عودتــه‪،‬‬ ‫وقــد أهداهــم أصدافــاً مدهشــة‪ :‬معنــى «أوغاريــت»‬ ‫الحقــل‪ ،‬باللغــة األكّديــة‪ ،‬وهــي تبعــد عــن مدينــة الالذقيــة‬ ‫‪12‬كــم‪ ،‬تـ ّم اكتشــافها يف عــام ‪ 1928‬عــى يــد أحــد الفالحــن‬ ‫بالصدفــة‪ ،‬ولكنهــا كانــت معروفــة قبــل اكتشــافها‪ ،‬فقــد ورد‬ ‫ِذكرهــا يف نصــوص مملكــة مــاري‪.‬‬ ‫وقــال‪ :‬مل تُظهــر الحفريــات حتــى اآلن ســوى ثلــث املدينــة‪،‬‬ ‫وأهــم مــا ظهــر منهــا القــر امللــي الفخــم‪ ،‬وتحصينــات‬ ‫املدينــة‪ ،‬ومســكن الحاكــم‪ ،‬وقــر امللكــة‪ ،‬وأقســام كبــرة‬ ‫مــن أحيــاء املدينــة‪ ،‬كحــي املعابــد واملكتبــة‪ ،‬وعــدد كبــر‬ ‫مــن القبــور‪ ،‬باإلضافــة ملنشــآت اقتصاديــة مثــل معــرة‬ ‫الزيتــون‪ ،‬أل ّن األوغاريتيــون اشــتهروا بزراعــة الزيتــون‬ ‫والعنــب والحبــوب‪ ،‬ورأيــت قـرا ً إلدارة التجــارة الخارجيــة‬ ‫والحوانيــت واألدوات املســتخدمة يف تلــك الحقبــة‪ ،‬وقــد‬ ‫ُعــر عــى وحــدات للــوزن تشــهد عــى التبــادل التجــاري‬ ‫املحــي‪ ،‬وهنــاك نصــوص تُ َعـ ّدد ِ‬ ‫الحـ َر ْف واملهــن التــي كانــوا‬ ‫ُبــن تنظيــم الحرفيــن واملزارعــن يف‬ ‫ميارســونها‪ ،‬وأخــرى ت ّ‬ ‫تعاونيــات وشــبه نقابــات‪.‬‬ ‫ث ُـ ّم فتــح كتاب ـاً‪ ،‬وو َع َدهــم بــأن يُهديــه لهــم‪ ،‬وقــرأ‪ :‬كانــت‬ ‫أوغاريــت مركــز نشــاط تجــاري بحــري هــام بســبب مرفئها‪،‬‬ ‫ـاري‪ ،‬و تبــادل بـ ّري يتــم عــن طريق‬ ‫وكان لهــا أســطول تجـ ّ‬ ‫القوافــل‪ ،‬وكانــت تصــ ّدر ال ّزيــت والخمــر والحبــوب‬ ‫والصــوف املصبــوغ والخشــب‪ ،‬وتســتورد بعــض املــواد‬ ‫االســتهالكية وبعــض القطــع الفنيــة املصنوعــة مــن العــاج‬ ‫والحــي وأوعيــة نفيســة‪.‬‬ ‫ومــن أه ـ ّم اكتشــافاتها أقــدم أبجديــة يف العــامل‪ ،‬وتضــم‬ ‫ثالثــن حرفـاً‪ ،‬وهــي تشــبه إىل حـ ّد كبــر اللغــة العربيــة‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫تأليف‪ :‬محمد السلوم‬

‫إالّ أنهــا تُكتــب مــن اليســار إىل اليمــن‪ ،‬وعــر فيهــا عــى مــا‬ ‫يزيــد عــن ثالثــة آالف لــوح فخــاري‪ ،‬تحــي عــن األســاطري‬ ‫والطّقــوس الدينيــة‪ ،‬ونصائــح وحكــم‪ ،‬باإلضافــة لوثائــق‬ ‫قانونيــة محليــة ومعاهــدات دوليــة‪ ،‬وهنــاك لــوح كبــر‬ ‫يحــوي أســاء األســاك والطيــور املعروفــة آنــذاك وأنــواع‬ ‫األقمشــة وأشــهر الســنة‪.‬‬ ‫وتشــهد القطــع الفنيــة األثريــة املكتشــفة عــى ذوق الفنانني‬ ‫األوغاريتيــن ومهارتهــم‪ ،‬وأهــم القطــع الفنيــة املكتشــفة‬ ‫قطــع رائعــة مــن العــاج املنحــوت يف القــر امللــي‪ ،‬وأوانٍ‬ ‫مــن الذهــب ذات رســوم جميلــة‪ ،‬وأســلحة مشــغولة‪ ،‬وقطــع‬ ‫زينــة ومتاثيــل ومجوهـرات وتُ َعـ ّد األختــام األســطوانية التــي‬ ‫تحمــل رســوماً غايــة يف ال ّدقــة وال ّروعــة أهــ ّم مــا مي ّيــز‬ ‫أوغاريــت‪.‬‬ ‫ولهــذا كلــه تعتــر أوغاريــت مــن أه ـ ّم حضــارات البرشيــة‪،‬‬ ‫وأبجديتهــا أكــر عطــاء للحضــارة والعــامل‪.‬‬ ‫الصغــر‬ ‫ثــ ّم أغلــق قبطاننــا ّ‬ ‫كتابــه‪ ،‬وفتــح فمــه‬ ‫متثائبــاً‪ ،‬فالرحلــة‬ ‫كانــت شــاقّة‪ ،‬لك ّنها‬ ‫ممتعــة كالحلــم‬ ‫الجميــل‪.‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫التني‬

‫دنيا املعارف‬

‫واملفضلة عرب التاريخ‪ .‬وهي فاكهة كان لها‬ ‫التني من الثامر املشهورة‬ ‫ّ‬ ‫التقدير منذ قديم الزمان بشكله الجاف والغض األخرض‪.‬‬ ‫موطنه األصيل بالد فارس وسوريا ولبنان‪ ،‬استعمله الفينيقيون يف‬ ‫رحالتهم البحرية والربية‪ ،‬وحالياً يزرع يف كل حوض بالد البحر املتوسط‬ ‫ويف معظم املناطق الدافئة واملعتدلة‪ ،‬وقد ظهر التني يف الرسومات‬ ‫والنقوش واملنحوتات التي اكتشفت يف سوريا‪.‬‬

‫الر ّمــــــان‬ ‫ربا نبتت أ ّول شجرة ر ّمان يف شامل أفريقيا‪ ،‬استعمله األط ّباء القدماء‬ ‫ّ‬ ‫يف اليونان والهند والصني كطارد للديدان‪ ،‬أ ّما أبو قراط ( وهو أبو الطب‬ ‫القديم) فقد استعمله ملعالجة أمراض املعدة‪ ،‬ويعتقد أنّه يق ّوي عضلة‬ ‫القلب ويعطي اإلنسان مزاجاً ج ّيدا ً‪.‬‬

‫العنب‬

‫العنب فاكهة لذيذة الطعم جميلة الشكل كرثيّات الجواهر‪ ،‬يساهم يف‬ ‫خفض ضغط الدم املرتفع ويعترب مد ّرا ً للبول‪ ،‬وتؤكّد األبحاث أ ّن املدن‬ ‫التي يعتمد سكّانها يف األكل عىل العنب الطازج تقل إصابتهم باألمراض‬ ‫الرسطانية‪.‬‬ ‫يجب التشديد عىل غسل العنب إلزالة آثار البخ باملبيدات‪.‬‬ ‫ويصنع من أوراقه (اليربق واليالينجة) اللذيذتني‪.‬‬

‫القلب ‪..‬مضخّة معجزة‬

‫عضلــة تعمــل طــوال العمــر‪ ،‬تضــخ الــدم لجميــع أجـزاء الجســم حامـاً‬ ‫األكســجني والغــذاء‪.‬‬ ‫ينبــض القلــب ‪140‬مــرة عنــد املولــود‪ ،‬و(‪ )100‬نبضــة يف عمــر الثــاث‬ ‫ســنوات‪ ،‬و(‪ )80‬نبضــة يف الدقيقــة عنــد اإلنســان البالــغ‪.‬‬ ‫مامرســة الرياضــة تزيــد دقاتــه ليحصــل عــى الطاقــة الالزمــة‪ ،‬وميكــن‬ ‫لقلبــن أن يجهـزا قــوة كافيــة لتحريــك شــاحنة حــول العــامل م ّدة ســنتني‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫‪12‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫‪13‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫ضحك وتسالي‬

‫تلميذ لزميله‪ :‬هل الهند بعيدة؟‬ ‫الزميل‪ :‬ال أظن‪ ..‬ففي صفنا تلميذ هندي يأيت إىل املدرسة كل صباح عىل دراجته!‬ ‫االبن‪ :‬هل تعلم يا أيب أنني الوحيد الذي أجاب عىل سؤال املعلم اليوم!‬ ‫األب‪ :‬وما هو السؤال؟‬ ‫االبن‪ :‬من الذي مل يكتب الوظيفة!!‬ ‫قال الطفل‪ :‬ماما‪ ..‬أعطيني نقودا ً حتى أعطيها لرجل مسكني يصيح يف الشارع‪.‬‬ ‫فرحت األم لقلب طفلها الطيب‪ ،‬ثم سألته‪ :‬وملاذا يزعق هذا الرجل يا ولدي‪.‬‬ ‫قال الطفل‪« :‬إنه يصيح‪ ..‬بوظة‪ ...‬بوظة‪!!»...‬‬ ‫ساعد الفأر يف الوصول إىل قطعة اجلنب‬

‫فقد سعيد ظله‪ ،‬ساعده يف العثور عليه‬

‫بني الرمسني ‪ 8‬فوارق حاول اجيادها‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪14‬‬


‫العدد »‪ 1 | «1‬آب ‪2013‬‬

‫إلكامل هذه الصورة؛ قم بتلوين جميع األشكال وفق التايل‪:‬‬ ‫املساحات التي تحمل الحرف ‪ R‬باألحمر ‪ -‬املساحات التي تحمل الحرف ‪ Y‬باألصفر‬ ‫املساحات التي تحمل الحرف ‪ G‬باألخرض ‪ -‬املساحات التي تحمل الحرف ‪ B‬باألزرق‬ ‫املساحات التي تحمل الحرف ‪ P‬بالبنفسجي ‪ -‬املساحات التي تحمل الحرف ‪ O‬بالبني‬ ‫واستمتع برؤية صديقنا الجميل‪...‬‬

‫‪15‬‬

‫لون وتعّلم‬ ‫ّ‬


‫أحمد ا‬

‫ملوىس ‪-‬‬

‫كفرنبل‬

‫‪ 11‬سنة‬

‫رسوم‪ :‬عبدالله بيوش‬ ‫‪Designer By‬‬

‫مريم‬

‫نورا‬

‫ق‬ ‫طيش‬

‫‪-‬مع‬

‫رزيت‬ ‫ا ‪11‬‬

‫سنة‬

‫ك‬‫فرنبل‬

‫‪11‬‬

‫سنة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.