العدد 02 من مجلة الأطفال زورق

Page 1

‫العدد »‪«2‬‬

‫مجلة شهرية ‪ -‬تُعنى بالطفل ‪ -‬تصدر عن مجلة الغربال يف كفرنبل‬

‫يف هذا العدد‪:‬‬

‫ هاجر والذئب‬‫ سامعات التفاحة الخرضاء‬‫ العامل الفليك عبد الرحمن الصويف‬‫ جدوع وحصاد القمح‬‫ مغامرات الرحالة الصغري يف إيبال‬‫ تتمة حكاية السنافر والشبح الصغري‬‫والكثري من املواضيع املفيدة والتسايل‬ ‫املمتعة‪...‬‬

‫| ‪1‬أيل‬ ‫ول ‪2013‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫مجلة شهرية‪ ،‬تُعنى بالطفل‬ ‫تصدر عن مجلة الغربال يف كفرنبل‬ ‫املدير املسؤول‪:‬‬ ‫محمد السلوم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫خري الدين عبيد‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫عبد القادر عبد اليل‬ ‫هيمى املفتي‬ ‫رسوم‪:‬‬ ‫عبد الله البيوش‬ ‫يارس املوىس‬ ‫تصميم‪:‬‬ ‫محمد الخطيب‬ ‫للمشاركة واملالحظات‬ ‫الربيد اإللكرتوين‪:‬‬ ‫‪info@algherbal.com‬‬ ‫للتواصل‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/zawrakmag‬‬

‫‪2‬‬

‫(ز)‪(..‬و)‪(..‬ر)‪(..‬ق)‬

‫ـت قلي ـاً يف‬ ‫ـت مجــدا َّيف عــى أنفــي‪ ،‬وغطسـ ُ‬ ‫وضعـ ُ‬ ‫الســارين القاتــل‪.‬‬ ‫املــاء‪ ،‬يك أحتمــي مــن غــاز ّ‬ ‫يف تلــك اللحظــة تذكّــرت ســمكة القــرش املفرتســة‪،‬‬ ‫لك ّنهــا رغــم وحشــ ّيتها أرحــم ألــف مــ ّرة مــن‬ ‫الصغــار‪.‬‬ ‫القاتــل الــذي فتــك بأصدقــايئ ّ‬ ‫كانــت حــروف اســمي تتلعبــط أمامــي كأســاك‬ ‫وقعــت يف الشّ ــبكة‪ ،‬حــرف الـــ (ز) تحـ ّول إىل زهــرة‬ ‫ـكل ق ّوتــه أن يُبعــد الغــاز‬ ‫ف ّواحــة‪ ،‬حــاول عطرهــا بـ ّ‬ ‫الســام عــن أنــوف أصدقــايئ دون جــدوى‪ ،‬حــرف‬ ‫ّ‬ ‫الـــ (و) صــار وســادة طريّــة حنونــة‪ ،‬تحتضن رؤوس‬ ‫األطفــال املختلجــة‪ ،‬املتقطّعــة األنفــاس‪ ،‬أ ّمــا حــرف‬ ‫الـــ (ر) ال ّرقيــق الرقــراق فقــد تحــ ّول إىل ريــاح‬ ‫هوجــاء لتُبعــد الغــازات عــن البيــوت املد ّمــرة‪.‬‬ ‫كان حــرف الـــ (ق) ســاكناً ال يتح ـ ّرك‪ ،‬لقــد رفــض‬ ‫أن يكــون قـرا ً للـراءة والجــال والفــرح واألحــام‪،‬‬ ‫كان قلبــه يبــي مــن ش ـ ّدة الحــزن‪ ،‬لكــن‪ ..‬فجــأة‪،‬‬ ‫كل األطفــال الذيــن‬ ‫راح يحضــن مبجدافيــه املائ ّيــن ّ‬ ‫ـاوي‪،‬‬ ‫حصــد القاتــل أرواحهــم الربيئــة مبنجلــه الكيـ ّ‬ ‫وبــدل أن يُبحــر بهــم إىل جــزر الفــروز‪ ،‬تب ّخــر‬ ‫كموجــة عطــر‪ ،‬ارتفــع وارتفــع‪ ،‬وصــار قم ـرا ً‪.‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫هاجر والذئب‬ ‫برد ورياح تعصف يف الخارجِ‬ ‫والج ُّو دخان وظال ْم‬ ‫الليل طويل ال تقطعه غري حكاياتك يا أمي‬ ‫والذئب»‬ ‫لكن يا أمي ال تختاري قصة «ليىل‬ ‫ْ‬ ‫ذئب؟‬ ‫ماذا تفعل ٌ‬ ‫بنت مع ٍ‬ ‫بنت كالحلوى تحمل حلوى للجد ِة‬ ‫يف َسلَّتها!‬ ‫دوماً‪ ..‬بعد سامع القص ِة‬ ‫ال أشعر إال أين وحدي‬ ‫أميش يف الغاب ِة وحدي‬ ‫وعواء الذئب يه ُّز الدنيا حويل‬ ‫قلب‬ ‫والذئب بال ْ‬ ‫وأظن سيأكلني والجد َة‬ ‫أرصخُ ‪ ..‬لك ْن!‬ ‫أمي ال تسمعني‬ ‫وأيب ال يسمعني‬ ‫والجدة ال تسمعني‬ ‫وأنا وحدي‬ ‫أمي!‬ ‫ال تحيك يل ثاني ًة‬

‫شعر‪ :‬بيان الصفدي‬ ‫رسوم‪ :‬يارس املوىس‬

‫قصة «ليىل والذئب»!!‬

‫‪3‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫مساعات التفاحة اخلضراء‬

‫قصة‪ :‬نسيبة شاهني‬ ‫ترجمة ورسوم‪ :‬إنانا عبد اليل‬

‫كانت هناك تفاحة شديدة الخرضة يف أعىل شجرة تفاح هرمة‪ ،‬كانت صغرية‪ ،‬ثم كربت‪.‬‬ ‫كانت وحيدة ولكنها اكتسبت كثريا ً من األصدقاء مع الزمن‪.‬‬ ‫تع ّرفت تفّاحتنا يف البداية عىل عصفور مغ ّرد‪ ،‬بعد ذلك تعرفت عىل الرياح‪ ،‬ثم األوراق‪ ،‬فالغيوم‪،‬‬ ‫فالشــمس‪ ...‬تعرفــت عليهــم جميعـاً‪ .‬ومــع من ّوهــا الحظــت أن األصــوات مــن حولهــا تتزايــد باســتمرار‪ ،‬ولكــن األصــوات مل‬ ‫تكــن حفيــف أوراق الشــجر أو صــوت رذاذ املطــر فقــط‪ ،‬وليســت صــوت الريــح أبــدا ً‪ ،‬مــا هــي يــا تــرى؟‬ ‫«تلك الخوخات‪ ،‬أتعرفون تلك الخوخات؟ لونها مزيّف دامئاً‪ ،‬هي َخ ِربَ ُة ولكنها ل ّونت نفسها باألخرض»‪.‬‬ ‫«هل سمعتم باإلجاص‪ ،‬لقد نصب ف ّخاً للخيار‪ ،‬غدا ً مساء ستنقض عىل الخيار‪ ،‬وتنهال عليه بالرضب»‪.‬‬ ‫أووو! هــذا كلــه كالم الكــرز املشــاكس‪ ،‬الخــوخ هكــذا قــال للمشــمش‪ ،‬واملشــمش للكــرز‪ ،‬ثــم حملهــا الكــرز بــاردة ســاخنة‬ ‫ونقلهــا للخــوخ‪ ،‬اإلجاصــة اهتـ ّزت والتفاحــة غضبــت‪.‬‬ ‫ـب التفاحــة الخ ـراء رقيـ ٌـق‪ ،‬ال تتقــرب مــن أشــياء مزعجــة كتلــك‪ ،‬ف ّكــرت‪ ..‬مــاذا يجــب أن تفعــل؟ ينبغــي أن تجــد‬ ‫قلـ ُ‬ ‫طريقــة تجعلهــا ال تســمع تلــك األصــوات‪ ،‬ألنّهــا تحــزن كثـرا ً عنــد ســاع كل كلمــة منهــا‪ ،‬وهــذا الحــزن ال يبارحهــا أليــام‪.‬‬ ‫ســألت عقبهــا‪ ،‬واستشــارت بذورهــا‪ ،‬وأخ ـرا ً يف إحــدى الليــايل اتخــذت ق ـرارا ً‪ ،‬ويــا لذلــك الق ـرار‪.‬‬ ‫يف اليــوم التــايل‪ ،‬ظ ـ ّن كل مــن رآهــا تضــع سـ ّـاعة يف أذنيهــا‪ ،‬أنّهــا تســمع موســيقى‪ ،‬ولكــن ال‪ ،‬مل تكــن التفاحــة تســتمع‬ ‫الســاعة بشــكل دائــم‪.‬‬ ‫للموســيقى طــوال تلــك الفــرة‪ ،‬فتفّاحتنــا الخ ـراء كانــت تضــع ّ‬ ‫اآلن ال تسمع أخبار الكرز التافهة‪ ،‬وال شجار املشمش مع الخوخ‪...‬‬ ‫مضــت األيــام هكــذا‪ ،‬منَــت تفاحــاتٌ جــدد‪ ،‬وبعــض التفاحــات الكبــرة ُرمــي‪ ،‬وبعضهــا اآلخــر قُطــف‪ ،‬ومــع الزمــن وجــدت‬ ‫تفاحتنــا نفســها يف ســلة تفــاح أيضـاً‪ ،‬مــن املحتمــل أن يأخذهــا طفــل ويأكلهــا‪ ،‬ومــن املحتمــل أن تنفــد وتوضــع يف الـراد‪.‬‬ ‫أااا! ممكــن أيضـاً أن تصبــح مصاصــة تفــاح‪...‬‬ ‫ال أحــد يعــرف مــاذا حــل بهــا‪ ،‬ولكــن عندمــا ســقطت‪ ،‬بقيــت الســاعة معلقــة عــى‬ ‫الشــجرة‪.‬‬ ‫انتبــه إليهــا أحــد أصدقائهــا‪ ،‬قــال‪ :‬هييــه‪ ،‬ســاعة تفاحتنــا بقيــت هنــا‪ ،‬تعالــوا‬ ‫نســتمع مــاذا يُعــزف‪.‬‬ ‫قــال هــذا‪ ،‬ووضــع الســاعة عــى أذنيــه‪ ،‬ثــم‬ ‫قلــب شــفته كأ ّن هنــاك شــيئاً مــا مل يفهمــه‪،‬‬ ‫ألنــه ســمع صوتـاً يقــول بــدون توقــف‪« :‬كل‬ ‫يشء ســيميض‪ ..‬كل يشء ســيميض‪ ..‬كل يشء‬ ‫ســيميض‪.»..‬‬

‫‪4‬‬


‫فنون‬

‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫عناصر مسرح خيال الظل‬ ‫يتألــف مــرح خيــال الظــل مــن ســتارة‪ ،‬ودمــى ومنبــع‬ ‫ضــوء‪ ،‬وجهــاز تســجيل‪ ،‬وطاولــة‪ ،‬وســتارة عامتــة‪ .‬أي أننــا‬ ‫عندمــا نؤمــن هــذه العنــارص ميكننــا أن نقــدم العــرض‬ ‫الــذي نريــد‪.‬‬ ‫كيف ت ُصنع هذه األدوات؟‬ ‫‪ -1‬الســتارة‪ :‬الســتارة بســيطة ويبــدأ إعدادهــا بتحضــر‬ ‫إطــار خشــبي باألبعــاد املناســبة‪ ،‬الطــول ‪140‬ســم‪ ،‬وهنــاك‬ ‫مــن يعتمــد الطــول ‪ 120‬ســم‪ ،‬والعــرض ‪100‬ســم هــو‬ ‫القيــاس املثــايل‪ ،‬ولكــن ميكــن اســتبداله بقيــاس صغــر‬ ‫لعــروض عــى مســتوى الصفــوف أو املجموعــات املدرســية‬ ‫الصغــرة بقيــاس‪100 :‬ســم للطــول‪ ،‬وســبعني أو ســتني‬ ‫للعــرض‪ .‬ويشــد عليــه قطعــة قــاش أبيــض رقيــق ناعــم‬ ‫تســمى تجاريــاً (خاصــة)‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدمــى‪ :‬ت ُعــد الدمــى تاريخيـاً مــن جلــد قـ ٍ‬ ‫ـاس‪ .‬وتقــص‪،‬‬ ‫وت ُلــون باألصبــاغ الخاصــة بالجلــد أو األحبــار امللونــة‪ .‬هــذا‬ ‫الجلــد متوفــر يف األســواق عــادة‪ ،‬ومنــه تصنــع أرضيــات‬ ‫األحذيــة‪ .‬ولكــن ميكــن اســتبدال الجلــد عــى املســتوى‬ ‫املــدريس بالــورق املقــوى (الكرتــون) الخــاص بصنــع‬ ‫املجســات‪ .‬ولكــن الجلــد يحتمــل أكــر‪ ،‬ويبقــى لفــرة‬ ‫أطــول واســتخداماته متعــددة أكــر‪.‬‬ ‫تُرســم الدميــة‪ ،‬وتف ـ ّرغ مــن بعــض خطوطهــا لــي تظهــر‬

‫تأليف‪ :‬عبد القادر عبداليل‬

‫من شخصيات مرسح خيال الظل‬

‫تفاصيــل الشــخصية‪ ،‬وتكــون األطـراف الســفلية مركبــة عــى‬ ‫كبســة معدنيــة تؤمــن عمليــة الحركــة املفصليــة‪ ،‬وتركــب‬ ‫كبســة عــى أي قطعــة نريــد تحريكهــا‪.‬‬ ‫تلصــق عصــا رفيعــة وقاســية عــى وســط الدميــة بحيــث‬ ‫عنــد بــرم العصــا حــول محورهــا تتحــرك املفاصــل‪ ،‬وعنــد‬ ‫ســحبها إىل اليمــن أو اليســار ينتقــل مــكان الدميــة‪ .‬وميكــن‬ ‫اســتخدام عصويــن يثبتــان يف مكانــن مختلفــن مــن الدميــة‬ ‫مــن أجــل بعــض الحــركات الخاصــة‪.‬‬ ‫‪ -3‬املنبــع الضــويئ‪ :‬وهــو الــذي يســقط عــى الدميــة‪،‬‬ ‫ويكــون فــوق املحــرك (أو املحركــن) لــي ال يســقط ظلــه‬ ‫عــى الشاشــة أثنــاء تحريكــه الدمــى‪.‬‬ ‫‪ -4‬جهــاز التســجيل‪ ،‬ويتــم تســجيل الحــوارات أو‬ ‫املؤثــرات الصوتيــة عليــه أثنــاء التحريــك مــن أجــل‬ ‫إيصــال النــص إىل املتفرجــن‪ .‬وجهــاز التســجيل‬ ‫رضوري حتــى عندمــا يــؤدي املمثلــون النــص مبــارشة‬ ‫مــن أجــل املؤثــرات الصوتيــة‪.‬‬ ‫‪ -5‬طاولة تثبت عليها الشاشة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ســتارة كبــرة عامتــة (غــر شــفافة) تحيــط بشاشــة‬ ‫خيــال الظــل لــي ال يظهــر املحركــون أو املمثلــون‬ ‫الشخصيات املحركة بعصا واملحركة بعصاتني الذيــن يف الخلــف‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ٌ‬ ‫بصحبة القلم‬ ‫رحلة‬ ‫ِ‬

‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫العامل الفلكي عبد الرمحن الصويف‬

‫أنــا صديقكــم القلــم‪ ،‬أعدكــم أن تكــون الرحلــة التــي‬ ‫ســأصطحبكم فيهــا مميــزة‪ ،‬فهــي رحلــة إىل عالَــم‬ ‫الفلــك الســاحر‪ ،‬الــذي يبحــث يف حــركات النجــوم‬ ‫والكواكــب والقمــر والشــمس‪ ،‬ويف مكونــات الفضــاء‬ ‫مــن مذنَّبــات ونيــازك وشــهب ومجــرات بعيــدة‬ ‫وغبــار كــوين وحجــارة وغريهــا‪ ،‬وقــد دعــاه أجدادنــا‬ ‫(علــم الهيئــة)‪.‬‬ ‫أصدقــايئ يجــب أن نســافر إىل زمــن البابليــن‪،‬‬ ‫تعرفــون أن حضــارة البابليــن نشــأت يف بــاد‬ ‫الرافديــن ‪-‬العــراق اليــوم‪ -‬وأنهــم مــن العــرب‬ ‫القدمــاء‪.‬‬ ‫هــا قــد وصلنــا إىل زمنهــم‪ ،‬انظــروا إىل الرســومات‬ ‫الكثــرة عــى جــدران املعبــد‪ ،‬هنــا دائــرة كبــرة يف‬ ‫وســطها الشــمس‪ ،‬وقــد قســمت إىل اثنــي عــر‬ ‫جــزءا ً‪ ،‬يف كل جــزء صــورة لــيء مــا‪ ،‬هــذه صــورة‬ ‫حمــل‪ ،‬تليهــا صــورة ثــور‪ ،‬ثــم صــورة إنســانني‪،‬‬ ‫رسطــان‪ ،‬أســد‪ ،‬فتــاة شــابة‪ ،‬مي ـزان‪ ،‬عقــرب‪ ،‬قــوس‬ ‫وســهم‪ ،‬جــدي‪ ،‬دلــو ينســكب املــاء منــه‪ ،‬حــوت‬ ‫ضخــم‪ .‬هــذه الصــور هــي مــا يدعــى باألبــراج‪،‬‬ ‫وهــي صــور تخيلهــا البابليــون ألشــكال ال وجــود لهــا‬ ‫يف الســاء‪ ،‬لكنهــم رســموها بســبب توضــع نجــوم‬ ‫كل جــزء مــن الســاء مبــا يشــابه الشــكل الــذي‬ ‫تخيلــوه‪ .‬اآلن عرفنــا أصــل األب ـراج الســاوية‪ ،‬لــذا‬ ‫علينــا أن نســافر عائديــن يف الزمــن‪ ،‬لكــن لــن نعــود‬ ‫إىل زمننــا الحديــث مبــارشة‪ ،‬بــل ســنمر يف أحــد‬ ‫أدوار الحضــارة اإلســامية‪ ،‬ســنزور العــامل الفلــي‬

‫‪6‬‬

‫تأليف‪ :‬د‪.‬وصفي عبد القادر‬ ‫رسوم ‪ :‬عبدالله البيوش‬

‫عبــد الرحمــن الصــويف‪ ،‬وصلنــا‪ ..‬ســأقرع البــاب‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬الســام عليكــم‪ ،‬هــل العــامل الفلــي موجــود‬ ‫هنــا؟‬ ‫الصــويف‪( :‬يفتــح البــاب) وعليكــم الســام ورحمــة‬ ‫اللــه‪ ،‬مرحب ـاً بــك أيهــا القلــم‪ ،‬مل أتوقــع زيارتــك‪.‬‬ ‫جئــت بصحبــة أطفــال عــرب مــن زمــن‬ ‫القلــم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫متقــدم عــى زمنكــم مبئــات الســنني‪.‬‬ ‫الصويف‪ :‬مرحباً بك وبهم‪ ،‬تفضلوا بالدخول‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬يريــد األطفــال أن يتعرفــوا إىل نشــأتك أيهــا‬ ‫العــامل‪.‬‬ ‫الصــويف‪ :‬أنــا أبــو الحســن عبــد الرحمــن بــن عمــر‬ ‫الـرازي املعــروف بالصــويف‪ ،‬ولــدت يف مدينــة الــري‪،‬‬ ‫وقــد عملــت ودرســت يف مجــال علــم الفلــك‪ ،‬ومــا‬ ‫زلــت كذلــك‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬بقــي كتابــك (صــور الكواكــب الثامنيــة‬ ‫واألربعــن) مــن أهــم الكتــب يف علــم الفلــك العــريب‬ ‫حتــى زماننــا الحديــث‪.‬‬ ‫الصويف‪ :‬هذا من دواعي رسوري‪.‬‬ ‫القلم‪ :‬ما الذي سبب نجاح كتابك يا سيدي؟‬ ‫الصــويف‪ :‬ألنــه كتــاب علمــي ال يحــوي شــيئاً مــن‬ ‫الخرافــات والدجــل‪ ،‬وهــو مــا مييــز العــامل الفلــي‬ ‫عــن املنجمــن‪.‬‬ ‫القلم‪ :‬وضح لنا أكرث يا سيدي‪.‬‬ ‫الصــويف‪ :‬بعــض النــاس يعتقــدون أن للكواكــب‬ ‫والنجــوم واألبــراج الســاوية تأثــر عــى حياتهــم‪،‬‬ ‫وعــى ســعادتهم ونجاحهــم‪.‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫القلم‪ :‬هذا منترش كثريا ً يف عرصنا الحديث!‬ ‫الصــويف‪ :‬يشء مؤســف‪ ،‬األبــراج الســاوية هــي‬ ‫منظــر النجــوم كــا تبــدو لنــا مــن ســطح األرض‪،‬‬ ‫فنتخيــل أنهــا تشــبه أشــكاالً مختلفــة نعرفهــا يف‬ ‫كوكبنــا األريض‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬هــل فعلــت شــيئاً مــن أجــل التخلــص مــن‬ ‫هــذه الخرافــات؟‬ ‫الصــويف‪ :‬نعــم‪ ،‬جمعــت النجــوم التــي يف الســاء‬ ‫يف مثانيــة وأربعــن شــكالً تخيليــاً‪ ،‬وأوضحــت أنهــا‬ ‫مجموعــات للنجــوم كــا تبــدو للناظــر مــن األرض‪،‬‬ ‫ومــن هــذه املجموعــات النجميــة اثنتــي عــرة‬ ‫مجموعــة متثــل األبــراج الســاوية‪.‬‬ ‫ولقــد ورد ذكــر الــروج يف ثــاث آيــات قرآنيــة‪ ،‬كــا‬ ‫يف قولــه تعــاىل‪( :‬والســاء ذات الــروج)‪ ،‬وقولــه‬ ‫تعــاىل‪( :‬ولقــد جعلنــا يف الســاء بروجــاً وزيَّناهــا‬ ‫للناظريــن)‪ ،‬وقولــه تعــاىل‪( :‬تبــارك الــذي جعــل يف‬ ‫الســاء بروجــاً)‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬أيــن تعمــل يــا ســيدي‬ ‫لتحصــل عــى معلومــات‬ ‫جديــدة يف علــم‬ ‫الفلــك؟‬ ‫الصــويف‪ :‬أعمــل‬ ‫يف مرصــــــــد‬ ‫فلــي‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬هــل‬ ‫لـــــك كتــب‬ ‫أخــرى يــــــا‬ ‫ســيدي؟‬ ‫ا لصـــــــو يف ‪:‬‬ ‫بالطبــــــع يل‬

‫كتــب أخــرى؛ مثــل كتــاب (رســالة يف اإلســطرالب)‪،‬‬ ‫وكتــاب (املدخــل إىل علــم النجــوم)‪.‬‬ ‫القلــم‪ :‬أخربنــا لــو ســمحت عــن أهــم اكتشــافاتك‬ ‫يف علــم الفلــك‪ .‬الصــويف‪ :‬بفضــل اللــه أنــا أول مــن‬ ‫رصــد والحــظ تغــر ألــوان الكواكــب‪ ،‬وحركــة هــذه‬ ‫الكواكــب‪ ،‬كــا اكتشــفت ســديم األندروميــدا‪ ،‬وهــو‬ ‫مجـ ّرة كبــرة بعيــدة جــدا ً‪ ،‬كــا اكتشــف مجموعــات‬ ‫النجــوم الجنوبيــة التــي يعــزو الفلكيــون يف عرصكــم‬ ‫فضــل اكتشــافها خطــأ إىل مكتشــفني متأخريــن‪ ،‬عــى‬ ‫كل حــال سـلّم يل عــى علــاء الفلــك يف عرصكــم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القلم‪ :‬لكن عرصنا ليس فيه أي عامل فلك عريب‪.‬‬ ‫الصــويف‪ :‬هــذا مؤســف‪ ،‬لكــن لــن أتراجــع يف إرســال‬ ‫الســام‪ ،‬فأرجــو أن تبلــغ ســامي ألي عــامل فلــي‬ ‫يعيــش يف عرصكــم حتــى لــو مل يكــن عربيـاً‪ ،‬فالعلــم‬ ‫ليــس لــه جنســية‪ ،‬العلــم للجميــع‪.‬‬ ‫القلم‪ :‬وداعاً أيها العامل الرائع‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫جدوع الطويل اهلبيل‪ :‬قصص غريبة عن طفل عمره سبعة ومخسون عامًا‬

‫جدوع وحصاد القمح‬

‫وذات مرة‪ ،‬وكان الوقت صيفاً‪ ،‬ظهر جدوع يف الحارة بعد غياب دام بضعة أيام‪ ،‬وكان‬ ‫شعره أشعث‪ ،‬ويرتدي ثياباً ممزقة‪ .‬ركضنا نحوه‪ ،‬والتففنا حوله‪ ،‬ووجهنا له كثريا ً‬ ‫من األسئلة عن سبب غيابه‪ ،‬وتش ُّعث شعره‪ ،‬واتساخ ثيابه ومتزقها‪ ،‬فقال لنا‬ ‫بطريقة متعالية‪ :‬أنتم صغار وال تعرفون شيئاً عن مسؤوليات الحياة‪ .‬اعلموا‬ ‫أنني كنت يف حصاد القمح طوال هذه املدة‪.‬‬ ‫وأخربنا أنه استأجر مجموعة من العامل الزراعيني‪ ،‬وجعلهم يركبون يف‬ ‫سيارته الشاحنة‪ ،‬ومىض بهم إىل حقله الذي تحول لونه من األخرض‬ ‫إىل األصفر بعدما امتأل بالسنابل‪ ،‬وبدأ العامل يحصدون القمح‪،‬‬ ‫ويغنون األغاين الجامعية ذات األنغام العذبة‪ ،‬فيذهب صداها‬ ‫بني الهضاب والوديان‪.‬‬ ‫تأكد جدوع من أنه أثار فضولنا ملعرفة تفاصيل هذا العمل‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ولكني‪ ،‬يا أصدقايئ‪ ،‬تعرضت أثناء الحصاد ملوقف يسء‪.‬‬ ‫سأله األمني‪ :‬ما هو؟‬ ‫قال‪ :‬حينام أذن املؤذن لصالة الظهر‪ ،‬توقف العامل عن‬ ‫العمل ألجل تناول الطعام‪ ،‬ووقتها أدركت أنني وقعت يف‬ ‫مأزق صعب‪ ،‬وهو أنني نسيت أن أحمل طعاماً للعامل!‬ ‫ومن فرط تأثري بهذا املوقف رصت أميش إىل الوراء!‬ ‫ضحكنا من أعامقنا ونحن نتخيل «جدوع» ماشياً إىل الوراء‪.‬‬ ‫وتساءل وائل عن الرس الذي يجعل اإلنسان الذي يتعرض‬ ‫ملوقف صعب مييش إىل الوراء!‬ ‫ولكن «جدوع» مل يكرتث لضحكنا وتابع يقول بجدية تامة‪:‬‬ ‫وطراخ‪ ..‬بم م‪ ..‬سقطت يف حفرة عميقة!‬ ‫توقفنا عن الضحك ونظرنا إليه مندهشني‪ ،‬فتابع يقول‪ :‬ظننت‬ ‫وبقيت عيناي مغمضتني أكرث‬ ‫أنني مت‪ ،‬فتشاهدتُ عىل روحي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫من خمس دقائق‪ ،‬وملا فتحتهام رأيت العجب!‬ ‫سألناه‪ :‬ماذا رأيت؟‬ ‫قال‪ :‬رأيت بضع دجاجات وقد جلسن حول بعضهن بعضاً عىل هيئة‬ ‫اقرتبت منه َّن هرب َن‪ ،‬فوجدتُ املكا َن الذي كن يجلسن عليه‬ ‫دائرة‪ ،‬فلام‬ ‫ُ‬

‫‪8‬‬

‫تأليف‪ :‬خطيب بدلة‬ ‫رسوم‪ :‬عبد الله البيوش‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫ممتلئاً بالبيض‪ .‬رسرتُ بذلك معتقدا ً أن مبقدوري أن أقيل هذا البيض وأطعمه للعامل‪ .‬ولكن كيف أقليه؟‬ ‫وقفت عىل قدمي وأخذت أتجول يف املكان فوجدت ِقـدرا ً كبريا ً موضوعاً فوق موقد كبري والنار مشتعلة فيه‪ ،‬أتيت‬ ‫زيت الزيتون‪ ،‬أو‬ ‫بالبيضات ورشعت أكرسهن وألقيهن يف القدر‪ ،‬وكان سقف املكان‪ ،‬باملصادفة‪ ،‬ينز مادة لزجة قدرتُ أنها ُ‬ ‫السمنة‪ ،‬ومثة ملعقة كبرية رصت أحرك بها البيض الذي أصبح يُقىل وينضج وتفوح منه الروائح الزكية‪.‬‬ ‫رمبا َ‬ ‫وبعد أن نضج متاماً سكبته يف وعاء كبري جدا ً‪ ،‬ورششت عليه ملحاً وبعض التوابل فأصبح جاهزا ً‬ ‫لألكل‪.‬‬ ‫يف هذا الوقت اعرتضتني مشكلتان مل تكونا عىل البال وال عىل الخاطر‪ ،‬األوىل تتعلق‬ ‫بتأمني الخبز‪ ،‬والثانية هي أنني ال أستطيع أن أنقل الطعام إىل األعىل‪ ،‬وال أستطيع‬ ‫أن أجعل العامل ينزلون إىل األسفل ليك يتناولوا طعامهم‪.‬‬ ‫قال وائل‪ :‬بل تستطيع ذلك‪.‬‬ ‫قال جدوع‪ :‬كيف؟‬ ‫قال وائل ساخرا ً‪ :‬اطلب من العامل أن يفعلوا مثلك‪ ،‬أقصد أن ميشوا‬ ‫إىل الوراء‪ ،‬ووقتها يسقطون يف الحفرة‪ ،‬ويجدون أنفسهم باملصادفة‬ ‫متحلقني حول سفرة الطعام!‬ ‫ضحكنا ضحكاً عالياً‪ ،‬غري أن جدوع مل يضحك‪ ،‬وتابع يروي أكاذيبه‬ ‫فقال‪ :‬عندئذ خطرت ببايل خطة ذكية جدا ً‪ ،‬فنفذتها يف الحال‪.‬‬ ‫تسلقت عىل جدار املكان الذي أنا فيه‪ ،‬ورشعت أصعد وأصعد‬ ‫حتى وصلت إىل سطح الحقل‪ .‬وما إن رآين العامل حتى‬ ‫هجموا عيل‪ ،‬ورشعوا يوجهون إيل كلامت حادة ويطلبون مني‬ ‫أن أؤمن لهم طعاماً للغداء‪ .‬فقلت لهم‪ :‬أيها األخوة العامل‪،‬‬ ‫سأقدم لكم حالً جيدا ً لقضية طعامكم‪ .‬وهو أن تتخيلوا‬ ‫أنكم حملتم القمح الذي تحصدونه اآلن إىل الطاحون‪ ،‬وبعد‬ ‫طحنه أخذمتوه إىل البيت‪ ،‬فعجنتْه زوجات ُكم وخبزنه وقدمنه‬ ‫لكم عىل هيئة أرغفة ساخنة شهية‪ .‬احملوا هذه األرغفة‬ ‫واسقطوا يف هذه الحفرة‪ ،‬ومبجرد ما تصبحون يف األسفل‬ ‫ستجدون وعاء مليئاً بالبيض املقيل سموا بسم الله الرحمن‬ ‫الرحيم وكلوا منه هنيئاً مريئاً‪.‬‬ ‫استمر األصدقاء يضحكون عىل أكذوبة جدوع‪ ،‬وقال األمني‪:‬‬ ‫مؤكد أن صديقنا «جدوع» ال ميتلك أرضاً وال قمحاً‪ ،‬وأنه كان‬ ‫يكذب علينا‪ ،‬ولكنني الحظت أن خياله الخصيب يساعده عىل‬ ‫تأليف قصص جميلة‪ ،‬بل رائعة‪.‬‬ ‫وقال إنه يفكر يف استلهام هذه القصص‪ ،‬وكتابتها‪ ،‬ونرشها يف إحدى‬ ‫مجالت األطفال الجميلة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫مغامرات الرحالة الصغري‬

‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫مملكة إيبال‬ ‫مــع غيــاب الشــمس الح خيــال رحالتنــا الصغــر؛ يشــق‬ ‫طريــق عودتــه بعــد رحلتــه إىل إدلــب‪ ،‬وفاجــأه انتظــار‬ ‫األطفــال أمــام بيتــه‪ ،‬فجلــس ليحــي لهــم عــن أكــر‬ ‫مغامراتــه إثــارة وتشــويقاً‪.‬‬ ‫قــال‪ :‬زرت اليــوم مملكــة عظيمــة وهــي أقــدم‬ ‫االمرباطوريــات يف منطقتهــا وتعــود لأللــف الثــاين قبــل‬ ‫تــل‬ ‫امليــاد‪ ،‬إنهــا ممكلــة إيبــا‪ ،‬وهــي ترتبــع فــوق ِّ‬ ‫يدعــى تــل مرديــخ‪.‬‬ ‫لهــذه املدينــة ســور طينــي يحيــط بهــا‪ ،‬تتخللــه أربــع‬ ‫ي باإلضافــة للعديــد مــن‬ ‫ر ملــ ٌ‬ ‫بوابــات‪ ،‬وفيهــا قــ ٌ‬ ‫املعابــد‪ ،‬ويحكمهــا ملـ ٌـك هــو رأس الدولــة‪ ،‬وإىل جانبــه‬ ‫مجلــس مهمتــه مراقبــة مامرســة امللــك للســلطة‪.‬‬ ‫وأكــر مــا فاجــأين فيهــا أن للملكــة دور مهــم يف الحيــاة‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬فقــد كانــت تــرف عــى معامــل الغــزل‬ ‫والنســيج وكذلــك تنظّــم الزراعــة وعائداتهــا؛ وهــا‬ ‫أســاس غنــى إيبــا‪ ،‬وألنهــا تقــع عــى طريــق تجــاري‬ ‫هــام فقــد ازدهــرت التجــارة فيهــا أيض ـاً‪.‬‬ ‫وأهــم مكتشــفات هــذه املدينــة‪:‬‬ ‫املكتبــة امللكيــة‪ ،‬التــي‬ ‫ض ّمــت ســبعة عــر ألــف‬ ‫لــوح طينــي مكتــوب‬ ‫باللغــة املســارية‪ ،‬هــي‬ ‫األقــدم يف التاريــخ‪ ،‬وقــد‬ ‫ـت بشــكل جيــد‬ ‫ُح ِفظـ ْ‬

‫الثور الجايث ‪ -‬من مكتشفات إيبال‬

‫‪10‬‬

‫تأليف ‪ :‬محمد السلوم‬

‫رقيم مسامري من ايبال‬

‫بســبب تعــرض القــر لحريــق أثنــاء هجــوم أحــد‬ ‫امللــوك عــى إيبــا‪ ،‬فاكتســبت األلــواح الطينيــة قســاوة‬ ‫وصالبــة بعــد حرقهــا بالنــار! بعــض هــذه األلــواح يضـ ّم‬ ‫املراســيم امللكيــة والرســائل واملعاهــدات‪ ،‬وبعضهــا‬ ‫يضـ ّم ابتهــاالت وترنيــات دينيــة باإلضافــة للعديــد مــن‬ ‫األســاطري‪.‬‬ ‫وتــروي الكثــر مــن األلــواح حكايــات عــن نشــاطات‬ ‫ســكان إيبــا‪ ،‬فهــم أول مــن زرع شــجر الزيتــون‪،‬‬ ‫ووصفــوا يف ألواحهــم العمليــات الزراعيــة املختلفــة‬ ‫وطقوســها‪ ،‬وتذكــر بعــض النصــوص أعــدادا ً كبــرة‬ ‫مــن األغنــام التــي كان يُســتفاد مــن لحمهــا وصوفهــا‪،‬‬ ‫أمــا أهــ ّم صناعاتهــا فقــد كانــت األنســجة الصوفيــة‬ ‫والكتانيــة‪ ،‬واشــتهرت إيبــا بنســج «الدمســق» وهــو‬ ‫نســيج صــويف أو كتــاين محـ ّـى بخيــوط الذهــب‪ ،‬كــا‬ ‫اشــتهرت مبعالجــة املعــادن وســبكها‪ ،‬وكان اإليبالويــون‬ ‫يصنعــون مــن الذهــب والفضــة متاثيــاً آللهتهــم‬ ‫وملوكهــم‪ ،‬وكان أحــد هــذه التامثيــل ســبباً يف اكتشــافها‬ ‫يف ســتينيات القــرن املــايض‪.‬‬ ‫وبعــد أن أكمــل الرحالــة الصغــر حكايتــه؛ نهــض متمنياً‬ ‫لألطفــال ليلــة ســعيدة وتركهــم يبحــرون بخيالهــم إىل‬ ‫إيبــا‪.‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫دنيا املعارف‬

‫اللسان ‪ ...‬من الصديقة‪ :‬شام الشايب ‪ -‬الصف السادس‬

‫اللســان عنــد اإلنســان يحتــوي عــى ‪26‬عضلــة‪ ،‬يبلــغ طــول لســان‬ ‫الزرافــة ‪2‬مــر‪ ،‬أقــر لســان هــو لســان العصفــور‪ ،‬لســان بعــض‬ ‫الحيوانــات يف بدايتــه كــف الصــق منهــا (الضفــدع ‪-‬الحربــاء)‪ ،‬لســان‬ ‫األفعــى لــه رأســان يتحســس فيــه مــكان الفريســة بالذبذبــات‪ ،‬لســان‬ ‫الســيف‪ ،‬وأعــذب مــن العســل‪ ،‬فــإن اســتخدمت‬ ‫اإلنســان أمــى مــن ّ‬ ‫األول كرهــك النــاس‪ ،‬وإن اســتخدمت الثــاين أحبــك النــاس‪.‬‬

‫أمثال وأقوال ‪ ...‬من الصديق‪ :‬حسام السلوم – الصف الرابع‬

‫احذر هؤالء الذين يضحكون عىل اليشء وعىل كل يشء‪.‬‬‫ال يعرف قيمة اليشء إالّ فاقده‪.‬‬‫ليس العيب أن يخطئ اإلنسان ولكن العيب أن يستمر عىل الخطأ‪ ،‬ومن‬‫األخطاء نتعلّم‪.‬‬ ‫ال يشء أرقى من قول الحقيقة‪.‬‬‫‪-‬أسعد أيام البرشية هي تلك الصفحات البيضاء يف كتب التاريخ‪.‬‬

‫ملاذا تتج ّعد األصابع؟ ‪ ...‬من الصديقة‪ :‬رغد الخطيب – الصف السابع‬

‫إذا كانت األصابع تتجعد بعد البقاء طويالً يف املاء‪ ،‬فالسبب ليس من نوعية‬ ‫البرشة‪ ،‬فقد أظهرت دراسة حديثة أن تجعد األصابع يُق ّدم سيطرة أفضل‬ ‫للجسم حني يكون رطباً‪ ،‬وهذا ميكن أن يعمل كاألخاديد عىل إطارات‬ ‫السيارات التي تسمح لإلطارات بعدم اإلنزالق‪.‬‬ ‫فحني يكتشف الجسم أن األصابع باتت مبللة لبعض الوقت‪ ،‬يجعل حينها‬ ‫الجهاز العصبي األوعية الدموية رقيقة عند أطراف األصابع فينقص حينها‬ ‫حجم اإلصبع ولكن يبقى الجلد ككل بالحجم ذاته ما يسبّب إنطواء البرشة‬ ‫والتجعد‪.‬‬ ‫إذا ً‪ ،‬مل يعد علينا أن نخاف حني نرى أصابعنا مج ّعدة بعد أن نخرج من الحامم‬ ‫أو من املسبح‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫‪12‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫‪13‬‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫بني الرمسني ‪ 7‬فوارق حاول إجيادها‬

‫أي من سرطانات البحر ميكنه الوصول إىل القلعة الرملية؟‬

‫فقد مسري ظّله ‪ ،‬ساعده يف العثور عليه‬

‫‪14‬‬

‫تسالي‬


‫العدد »‪1 | «2‬أيلول ‪2013‬‬

‫لون و اضحك‬ ‫ّ‬

‫أجوبة صحيحة ولكّنها خاطئة‬ ‫س‪ :‬ماذا فعل الرومانيون بعد عبورهم البحر املتوسط؟‬ ‫ج‪ :‬جففوا مالبسهم‪.‬‬ ‫س‪« :‬عيل بابا» هل هو مذكّر أم مؤنّث؟‬ ‫ج‪ :‬مذكّر طبعاً ألنه لو كان مؤنثاً لقلنا «عيل ماما»‪.‬‬ ‫س‪ :‬اذكر ثالثة أنواع من السمك؟‬ ‫ج‪ :‬سمك مقيل‪ ,‬سمك مشوي‪ ,‬سمك مملح‪.‬‬ ‫س‪ :‬ح ّول عبارة «تذهب أمي إىل السوق» إىل صيغة املايض‪.‬‬ ‫ج‪« :‬تذهب جدّ يت إىل السوق»‪.‬‬

‫صل بني األرقام املتتالية لتتعرف إىل صديقنا اجلميل‪،‬ثم استمتع بالتلوين‬

‫‪15‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.