العدد 04 من مجلة الأطفال زورق

Page 1

‫ّزع‬ ‫ُتو‬

‫انًا‬ ‫جم‬

‫العدد »‬

‫‪1 | «4‬ترشين‬ ‫الثاين ‪2013‬‬

‫مجلة شهرية ‪ -‬تُعنى بالطفل ‪ -‬تصدر يف كفرنبل عن مجلة الغربال‬

‫يف هذا العدد‪:‬‬ ‫ شام‬‫ البيت الكبري‬‫ فن الكاريكاتري‬‫ العامل أحمد بن كثري الفرغاين‬‫ هل نلعب الغميضة؟‬‫ الجراثيم‬‫ قلعة حلب‬‫ لنفعل شيئاً‬‫والكثري من املواضيع املفيدة والتسايل‬ ‫املمتعة‪...‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫مجلة شهرية‪ ،‬تُعنى بالطفل‬ ‫تصدر عن مجلة الغربال يف كفرنبل‬ ‫املدير املسؤول‪:‬‬ ‫محمد السلوم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫خري الدين عبيد‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫عبد القادر عبد اليل‬ ‫هيمى املفتي‬ ‫رسوم‪:‬‬ ‫عبد الله البيوش‬ ‫يارس املوىس‬ ‫تصميم‪:‬‬ ‫محمد الخطيب‬ ‫للمشاركة واملالحظات‬ ‫الربيد اإللكرتوين‪:‬‬ ‫‪info@algherbal.com‬‬ ‫للتواصل‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/zawrakmag‬‬

‫‪2‬‬

‫(ز)‪(..‬و)‪(..‬ر)‪(..‬ق)‬

‫الصغــر‪ -‬تُ ســك باملجلّــة‪ ،‬تتأ ّمــل الغــاف‪،‬‬ ‫رأيتُـ َـك ‪ -‬ياصديقــي ّ‬ ‫تقــرأ العنــوان‪ ،‬تقبــض عــى املجدافــن بيديــك القويّتــن‪،‬‬ ‫تتســاءل‪ :‬كيــف أجـ ّدف؟ ملــاذا ُيســك الص ّيــاد مجـ َ‬ ‫ـداف زورقــه‬ ‫ويشــ ّدهام إىل الخلــف‪ ،‬فيندفــع القــارب إىل األمــام؟‬ ‫ث ّم‪ ..‬كيف سيتّسع ٌ‬ ‫لكل أصدقايئ وأقاريب؟‬ ‫زورق صغري ّ‬ ‫والجــواب‪ :‬هنــاك عــد ٌد كبــ ٌر جــ ّدا ً مــن الــ ّزوارق‪ ،‬ميكــن أن‬ ‫لــكل طفــل زورقــه‪ ،‬يجــ ّدف عــى كي ِفــه‪ ،‬يصطــاد‪..‬‬ ‫يكــون ّ‬ ‫يبحــر‪ ..‬ويغامــر‪.‬‬ ‫الصغــر جبينــه بــرأس سـ ّبابته‪ ،‬قــال‪ :‬أال ميكــن أن تكــون‬ ‫حـ ّـك ّ‬ ‫األرجوحــة مثـ َـل ال ـ ّزورق‪ ،‬ويكــون الهــواء الــذي أتأرجــح فيــه‬ ‫كاملــاء الــذي يرتاقــص عليــه ال ـ ّزورق؟‬ ‫أجبتــه‪ :‬أكيــد‪ .‬فاألرجوحــة والقالّبــة وحصــان التــوازن والحصان‬ ‫الحقيقــي‪ ،‬وال ُحلُــم والفكــرة والتخ ّيــل‪ ،‬كلّها زوارق للســفر‪.‬‬ ‫ـاب مبنــى‬ ‫ـت صغـرا ً‪ ،‬صنعــت مــن علبــة الثّقـ ِ‬ ‫أذكُـ ُر‪ ..‬عندمــا كنـ ُ‬ ‫مــن تســعة طوابــق‪ ،‬غطــا ُء الق ّنينــ ِة اململــو ِء باملــاء بحــرةً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األدوات الهندســيّ ِة جــرا ً‪ ،‬الفرجــار وقــد‬ ‫املن َقلَــ ُة يف علبــة‬ ‫ـت يف رأســه خيط ـاً أرجوحــة‪ ،‬حـ ُ‬ ‫ـرف البــا ِء بطّــة‪ ،‬الرقــم‬ ‫ربطـ ُ‬ ‫ـي الظهــر‪ ،‬األلِـ ُـف شــجرة رسو‪ ،‬والهمــزة‬ ‫(‪ )6‬رجـاً عجــوزا ً محنـ ّ‬ ‫عــى رأســه شــحرو ٌر يغ ّنــي أغنيــة الفــرح وال ّنــر‪.‬‬ ‫كانــت صفحــات املجلّــ ِة عالَــاً مليئــاً باألحــام التــي أفكّــ ُر‬ ‫بتحقيقهــا‪ ،‬وكان القلــ ُم بيــدي يرســ ُم طريــق املســتقبل‪.‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫‪3‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫البيت الكبري‬

‫تأليف‪ :‬عارف الخطيب‬ ‫رسوم‪ :‬عبدالله البيوش‬

‫يف ذلك الشّ تاء‪..‬‬ ‫خرج أهل البيت‪ ،‬ليسهروا عند قريبهم‪.‬‬ ‫فرحت أشياء البيت‪ ،‬وظلّت ساهر ًة‪ ،‬تتسامر‪ ،‬وتتحاور‪..‬‬ ‫كل منها عن نفعـه‪ ،‬وافتخر بفضله عىل أهل البيت‪.‬‬ ‫تحدّ ث ٌّ‬ ‫قالت ساعة الجدار‪ :‬أنا أضبط أوقاتهم‪ ،‬وأنظّم حياتهم‪ ،‬ومواعيدهم‪.‬‬ ‫قالت املدفأة‪ :‬أنا أدفئ أجسامهم‪ ،‬وأحميهم من الربد‪.‬‬ ‫السور‪.‬‬ ‫قال ال ّتلفاز‪ :‬أنا أمتع نفوسهم‪ ،‬وأجلب لهم ّ‬ ‫وتحدّ ث غريهم‪ ،‬وطال بهم الحديث‪..‬‬ ‫كان البيت الكبري‪ ،‬يصغي إليهم صامتاً‪ ،‬ال ينطق بكلم ٍة‪.‬‬ ‫وبغتـ ًة‪..‬‬ ‫ملع ٌ‬ ‫السامء‪ ،‬وارت ّجت األرض!‬ ‫برق‪ ،‬ود ّوى رعـدٌ ‪ ،‬اشتعلت ّ‬ ‫صمتت أشياء البيت‪ ،‬ترتجف خائف ًة مذعور ًة!‬ ‫قال البيت الكبري‪:‬‬ ‫ ال تخافوا يا أحبايئ‪ ،‬جدراين تض ّمكم‪ ،‬وسقفي يحميكم‪.‬‬‫اطأمنّت أشياء البيت‪ ،‬شعرت باألمن واألمان‪ ،‬تبادلت نظرات الخجل‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف نسينا فضل البيت الكبري؟!‬

‫‪4‬‬


‫فنون‬

‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫فن الكاريكاتري‬ ‫إنــه مــن أحــب الفنــون إىل قلــوب النــاس جميعـاً صغارا ً‬ ‫وكبــارا ً‪ .‬وتــروي األســاطري بــأن الكاريكاتــر وجــد مــع‬ ‫وجــود اإلنســان‪ ،‬ولكــن األدلــة الواصلــة إلينــا تشــر إىل‬ ‫أن أقــدم النــاذج قــد وصلتنــا مــن مــر‪ ،‬وهــي تعــود‬ ‫إىل قبــل ثالثــة آالف وثالمثائــة عــام‪ ،‬وهنــاك منــاذج‬ ‫آشــورية مــن منطقــة الرافديــن األعــى التــي تســمى‬ ‫اليــوم شــال العــراق‪ ،‬وشــال رشق ســوريا‪ ،‬وجنــوب‬ ‫غــرب األناضــول‪.‬‬ ‫كانــت تلــك أعــاالً تبالــغ يف بعــض أج ـزاء الجســم‪ ،‬أو‬ ‫تتنــاول حيوانــات يف وضــع غــر معقــول كإنقــاذ ذئــب‬ ‫إلوزة‪ .‬ولكــن هــذا الفــن مل يكــن يســمى يف ذلــك الزمــن‬ ‫باســمه املســتخدم اآلن‪« :‬الكاريكاتــر»‪.‬‬ ‫وامل ُثبــت مــن خــال اآلثــار التاريخيــة بــأن الســخرية‬ ‫تزدهــر حيــث يســود الظلــم‪ ،‬فهنــاك منــاذج كثــرة‬ ‫يف الســخرية لــدى اليونانيــن القدمــاء جســدوها يف‬ ‫املــرح والنحــت‪ .‬ويعتــر الكاريكاتــر أحــد مجــاالت‬ ‫الســخرية مــن الظــامل‪ .‬وهكــذا ميكننــا أن نعتــر ازدهــار‬ ‫الســخرية وخاصــة الكاريكاتــر مــؤرشا ً عــى منــو الوعــي‪.‬‬ ‫اســتخدم الكاريكاتــر يف مفهومــه واســمه الــذي‬ ‫نســتخدمه اآلن أول مــرة يف بدايــة القــرن الســادس‬ ‫عــر يف إيطاليــا‪ ،‬واســتمد اســمه مــن لغــة هــذا البلــد‪،‬‬

‫تأليف ورسوم‪ :‬عبد القادر عبداليل‬

‫وعلينــا أال ننــى بــأن النهضــة األوربيــة قــد بــدأت‬ ‫يف هــذا القــرن وتلــك البــاد‪ ،‬وكان فنانــو الكاريكاتــر‬ ‫األوربيــن يســخرون برســومهم مــن الـراع الدينــي بــن‬ ‫املذاهــب يف ذلــك الوقــت‪.‬‬ ‫ازدهــر فــن الكاريكاتــر مــع ازدهــار الطباعــة وصــدور‬ ‫الجرائــد واملجــات يف أوربــا خــال القــرن الثامــن عــر‪،‬‬ ‫وأصبــح عنـرا ً أساســياً مــن عنــارص الثقافــة العامــة‪.‬‬ ‫بعــد اكتشــاف الســينام التــي تعتــر صــورا ً متحركــة‪،‬‬ ‫نشــأت فكــرة الرســوم املتحركــة‪ ،‬ورسعــان مــا تطــور‬ ‫هــذا الفــن أيض ـاً ليخاطــب رشائــح املجتمــع كلهــا وإن‬ ‫كانــت أغلــب األعــال تهتــم باألطفــال فهــذا ال يعنــي‬ ‫أن هــذا الفــن يخاطبهــم لهــم فقــط‪.‬‬ ‫إذا كان فــن الكاريكاتــر عمــل املوهوبــن‪ ،‬فمــن منــا‬ ‫ميكنــه أن يتأكــد مــن أنــه ليــس موهوبــاً؟ تعالــوا‬ ‫لنجــرب رســم هــذه الشــخصية الدمشــقية انطالقـاً مــن‬ ‫حبــة الكوســا‪.‬‬ ‫ولنجــرب أنفســنا برســم شــخصيات مشــابهة باســتخدام‬ ‫خضــار أو فواكــه أخــرى‪ ..‬ســنجد العمليــة ممتعــة‪،‬‬ ‫ومــن يجــد يف عملــه جديــدا ً لريســله إىل املجلــة لينــر‪،‬‬ ‫وي ـراه أصدقــاؤه‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫رحلة بصحبة القلم‬

‫أمحد بن كثري الفرغاني‬ ‫تأليف‪ :‬د‪ .‬وصفي عبد القادر‬ ‫رسوم ‪ :‬عبد الله البيوش‬

‫‪6‬‬

‫تحلّــق األطفــال حــول التمثــال‪ ،‬قــرأ مصطفــى بصـ ٍ‬ ‫ـوت عــا ٍل‪ :‬أحمــد‬ ‫بــن كثــر الفرغــاين‪ ،‬صــاح ســعيد‪ :‬يبــدو أنــه ليــس مرصيـاً‪ ،‬فســأل‬ ‫مصطفــى‪ :‬مــا الــذي ســيحرضه إىل هنــا إن مل يكــن مرصيـاً‪ ،‬قــال‬ ‫ســعيد بعــد متحيــص‪ :‬يبــدو أنــه مهنــدس‪ ،‬فهــو يحمــل بيــده‬ ‫فرجــارا ً‪ ،‬فقاطعــه محمــود‪ :‬ال‪ ،‬إنــه عــامل‪ ،‬أال تــرى املخطوطــة‬ ‫التــي تنســدل مــن يــده؟‬ ‫كان القلــم يســتمع بابتهــاج‪ ،‬منتظــرا ً أن يســتبد‬ ‫الفضــول بهــم أكــر‪ ،‬عندهــا صــاح أحدهــم‪ :‬تــرى‪،‬‬ ‫مالــذي فعلــه ليســتحق أن يُصنــع لــه متثــال يخلّــد‬ ‫ذكــراه؟‬ ‫ـب القلــم قائ ـاً‪ :‬مــن منكــم يــا أطفــال يرغــب‬ ‫فهـ ّ‬ ‫بالعــودة عــر الزمــن ليتعــرف عــى هــذا العــامل عــن‬ ‫كثــب‪ ،‬دوى صــوت مجلجــل‪ :‬أنــا‪ ،‬فضحــك القلــم وقــال‪ :‬إذن لنعــد إىل‬ ‫مــر يف العــام ‪ 861‬ميالديــة‪ ،‬حيــث كان الفرغــاين ينجــز أهــم أعاملــه يف‬ ‫مــر‪ ،‬والــذي عــاد بالنفــع عــى أهلهــا جميع ـاً‪.‬‬ ‫وبلمــح البــر‪ ،‬عــادوا بالزمــن إىل املــايض‪ ،‬ووجــدوا رجــاً منهمــكاً‬ ‫بالقياســات‪ ،‬لدرجــة أنــه مل يلحــظ وجودهــم‪ ،‬تنحنــح القلــم للفــت‬ ‫انتباهــه‪ ،‬فرفــع الرجــل رأســه معتــذرا ً‪ ،‬قــال القلــم‪ :‬لــن نؤخــرك كث ـرا ً‬ ‫أيهــا العــامل الجليــل‪ ،‬ولكــن األطفــال يرغبــون بالتعــرف إليــك‪ ،‬فقــد‬ ‫جعلهــم متثالــك يرغبــون بذلــك‪.‬‬ ‫قــال العــامل مســتغرباً‪ :‬متثــال‪ ،‬ويل أنــا؟ ال عليكــم‪ ،‬أه ـاً‬ ‫وســهالً بكــم‪.‬‬ ‫عظيــم‬ ‫قــال القلــم‪ :‬هــاّ تعرفنــا عليــك‪ ،‬فنحــن يف شــوق‬ ‫ٍ‬ ‫لذلــك‪.‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫احم ـ َّر وجــه العــامل خج ـاً‪ ،‬وقــال‪ :‬أنــا أبــو العبــاس‬ ‫أحمــد بــن محمــد بــن كثــر الفرغــاين‪ ،‬ولــدت يف‬ ‫وادي فرغانــة يف أوزباكســتان‪ ،‬ولكننــي عشــت يف‬ ‫بغــداد معظــم حيــايت‪ ،‬وعــارصت املأمــون واملتــوكل‬ ‫عــى اللــه‪.‬‬ ‫ســأل أحــد األطفــال‪ :‬ومــا العلــوم التــي عملــت‬ ‫فيهــا؟‬ ‫أجــاب الفرغــاين‪ :‬لقــد اســتهواين علــم الفلــك‬ ‫والرياضيــات‪ ،‬وكنــت بــن كوكبــة العلــاء يف مكتبــة‬ ‫بيــت الحكمــة التــي أسســها الخليفــة املأمــون‪.‬‬ ‫سأل أحد األطفال‪ ،‬وماذا كنتم تفعلون؟‬ ‫أجــاب الفرغــاين‪ :‬لقــد بُنــي فيهــا مرصــدان مــزودان‬ ‫بأحــدث املعــدات الفلكيــة يف ذلــك العــر‪ ،‬وقــد‬ ‫قمــت وجمهــرة مــن العلــاء بقيــاس محيــط‬ ‫ُ‬ ‫األرض‪ ،‬كــا رصدنــا النجــوم‪ ،‬ووصلنــا لعــدد مــن‬ ‫االكتشــافات العلميــة يف هــذا املجــال‪.‬‬ ‫قــال القلــم بفخــر‪ :‬لقــد تنبــأ عالِمنــا بكســوف‬ ‫الشــمس الــذي حــدث يف عــام ‪832‬م‪ ،‬كــا اكتشــف‬ ‫وجــود بُقــع عــى الشــمس‪ ،‬وأثبــت علمي ـاً كرويــة‬ ‫األرض‪ ،‬وحـ ّدد تاريــخ أطــول يــوم يف الســنة يف الثــاين‬ ‫ـوم يف الســنة يف‬ ‫والعرشيــن مــن حزي ـران‪ ،‬وأقــر يـ ٍ‬ ‫الثالــث والعرشيــن مــن كانــون األول‪.‬‬ ‫قــال العــامل بتواضــع‪ :‬مهلــك أيهــا القلــم فلــم أكــن‬ ‫وحــدي‪.‬‬ ‫قــال القلــم‪ :‬هــذا ويجــب أن ال ننــى أن بعــض‬ ‫مؤلفاتــك مثــل جوامــع علــم النجــوم والحــركات‬ ‫الســاوية‪ ،‬وكتــاب علــل األفــاك قــد متــت ترجمتهام‬ ‫إىل اللغــة الالتينيــة‪ ،‬وكان لهــا أثــر كبــر يف نهضــة‬ ‫علــم الفلــك يف أوروبــا‪.‬‬ ‫قــال الفرغــاين‪ :‬لقــد وضعــت خالصــة تجــاريب‬ ‫ومالحظــايت يف مؤلفــات عديــدة‪ ،‬مثــل كتــاب «علــم‬

‫الهيئــة» و»الكامــل يف االســطرالب» و»جــدول‬ ‫الفرغــاين» و»رســالة يف معرفــة األوقــات التــي يكــون‬ ‫فيهــا القمــر فــوق األرض أو تحتهــا» و»حســاب‬ ‫األقاليــم الســبعة» وغريهــا‪.‬‬ ‫سأل أحد األطفال‪ :‬وماذا تفعل اآلن يف مرص؟‬ ‫أجــاب الفرغــاين‪ :‬لقــد أســند إيل الخلفيــة املتــوكل‬ ‫عــى اللــه مهمــة بنــاء مقيــاس لنهــر النيــل‪ ،‬والــذي‬ ‫يقيــس مســتوى ميــاه النهــر‪ ،‬فيحــدد بذلــك نــوع‬ ‫املحاصيــل التــي ســتزرع وقيمــة الرضيبــة الواجبــة‪،‬‬ ‫ولكــن التحــدي الكبــر أمامــي هــو إنجــازه يف ســتة‬ ‫أشــهر‪ ،‬فمنســوب نهــر النيــل منخفــض اآلن‪ ،‬كــا‬ ‫ســأحاول إضافــة تحســينات عــى االصطــرالب‪ ،‬وهــو‬ ‫آلــة تســتخدم لتحديــد مواقــع النجــوم وقيــاس‬ ‫املســافات بينهــا‪ ،‬ولذلــك فهــي آلــة مهمــة يف عمــي‪.‬‬ ‫قــال القلــم‪ :‬هــل تعلــم يــا صديقــي أن مقياســك‬ ‫الرائــع اســتم ّر العمــل بــه حتــى أيامنــا هــذه‪،‬‬ ‫ونســميه مقيــاس الروضــة‪ ،‬وهــو عمــود رخامــي‬ ‫ُمــد ّرج يبلــغ طولــه ‪ 19‬ذراع‪ُ ،‬حفــرت عليــه عالمــات‬ ‫لقيــاس منســوب املــاء‪ ،‬والعمــود منصــوب وســط‬ ‫بــر بُنــي حــول جدرانــه مــن الداخــل درج يصــل‬ ‫إىل القــاع‪ ،‬ويتصــل املقيــاس بالنيــل بواســطة ثالثــة‬ ‫أنفــاق يصــب ماؤهــا يف البــر مــن خــال ثــاث‬ ‫فتحــات‪.‬‬ ‫تهلــل وجــه العــامل ورفــع يديــه إىل الســاء شــاكرا ً‬ ‫اللــه ألنــه يقــدم فائــدة للنــاس‪ ،‬وشــكر القلــم‬ ‫وأصدقــاءه بقولــه‪ :‬لقــد أعطيتمــوين دافعــاً قويــاً‬ ‫إلنهــاء مــا بــدأت بــه‪.‬‬ ‫ثــم انحنــى فــوق أوراقــه محــاوالً إكــال تحفتــه‬ ‫الفنيــة املعامريــة ممســكاً الفرجــار بيــد واملخطوطــة‬ ‫الورقيــة باليــد األخــرى‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫هل نلعب الغميضة؟‬

‫تأليف‪ :‬هيمي املفتي‬ ‫رسوم‪ :‬عبدالله البيوش‬

‫مل تكــن «الغميضــة» لعبــة مريــم املفضلــة‪ ،‬لكــن‬ ‫الجميــع أراد أن يلعبهــا‪ :‬يــارس وحســام وماســة‪...‬‬ ‫أغمضــت عينيهــا واســتندت إىل جــذع الشــجرة الكبرية‬ ‫ممتعضــة‪ ،‬وبــدأت بالعــد‪ :‬واحــد‪ ..‬إثنــان‪...‬‬ ‫جميعهــم يتقنــون االختبــاء يف أماكــن يصعــب عــى‬ ‫مريــم تخيلهــا‪ ،‬فتمــي وقتـاً طويـاً وممـاً يف البحــث‬ ‫عنهــم‪ - ..‬ثالثــة‪ ..‬أربعــة‪...‬‬ ‫أمــا حــن يــأيت دورهــا‪ ،‬تجتهــد مريــم يف إيجــاد مــكان‬ ‫يبــدو لهــا بعيــد املنــال‪ ،‬لكنهــم يكتشــفونه بــا عنــاء‪..‬‬ ‫ خمسة‪ ..‬ستة‪..‬‬‫وهكــذا‪ ،‬يكــون عليهــا أن تغمــض عينيهــا مــن جديــد‬ ‫وتعــد إىل الرقــم عــرة‪ ،‬ثــم تبــدأ بالبحــث‪ ،‬لتجدهــم‬ ‫بعــد عنــاء‪ -‬يف أماكــن ال تخطــر عــى البــال‪..‬‬‫ سبعة‪ ..‬مثانية‪..‬‬‫ســئمت هــذه اللعبــة اململــة‪ ..‬ال تريــد متابعــة‬ ‫اللعــب‪ ...‬لكــن مــاذا ســتفعل إن مل تلعــب مــع‬ ‫رفاقهــا؟‪ - ..‬تســعة‪ ..‬عــرة‪..‬‬ ‫حسناً‪ ..‬تستطيع اآلن أن تفتح عينها وتبدأ البحث‪..‬‬ ‫ أحد عرش‪ ...‬اثنا عرش‪..‬‬‫ال تريد‪ ..‬لن تجدهم‪..‬‬ ‫ عرشون‪ ...‬واحد وعرشون‪..‬‬‫البــد أنهــم جميعــاً وجــدوا مخابئهــم‪ ..‬البــد أنهــم‬ ‫يراقبونهــا ســعداء كالعــادة‪ ..‬يضحكــون عليهــا يف‬

‫‪8‬‬

‫رسهــم‪- ..‬ثالثــون‪.‬‬ ‫أربعــون‪ ..‬خمســون‪..‬‬ ‫ســوف تستســلم هــذه املــرة‬ ‫ولــن تكلــف نفســها عنــاء‬ ‫البحــث عنهــم‪..‬‬ ‫ستون‪..‬سبعون‪..‬‬‫تســــــمع صــوت خطــوات تقــرب‬ ‫خلفهــا‪ ..‬ال بــد أنهــا تتخيــل‪ ...‬لقــد‬ ‫اختبــؤوا منــذ زمــن طويــل ولــن يتخلــوا‬ ‫عــن أماكنهــم‪..‬‬ ‫ مثانون‪ ...‬تسعون‪...‬‬‫ال‪ ..‬إنها ال تتخيل‪ ..‬إنها أصواتهم تناديها‪..‬‬ ‫يارس‪ :‬حسناً مريم‪ ..‬هذا يكفي‬ ‫ماسة‪ :‬ال نريد االنتظار أكرث‪..‬‬ ‫ تسع وتسعون‪ ..‬مئة‪..‬‬‫هــل كان مــا ســمعته حقــاً؟‪...‬‬ ‫أجــل‪ ..‬يــارس وماســة خلفهــا‬ ‫متام ـاً‪ ،‬وهــا هــو حســام خلفهــم‬ ‫ينــادي‪ :‬لقــد كسـ ِ‬ ‫ـبت هــذه املــرة يــا‬ ‫مريــم‪ ..‬نحــن نستســلم‪..‬‬ ‫قفــزتْ مريــم ســعيدة‪ :‬يــا لهــا‬ ‫مــن لعبــة ممتعــة‪ ..‬هــل نلعــب‬ ‫«الغميضــة» ثانيــة؟‪..‬‬


‫دنيا املعارف‬

‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫اجلراثيم‬ ‫هــي كائنــات حيــة صغــرة جــدا ً‪ ،‬ال تُــرى بالعــن‬ ‫املجــردة‪ ،‬وتــم اكتشــافها بعــد اخـراع املجهــر‪ ،‬وتتكــون‬ ‫كل واحــدة منهــا مــن خليــة واحــدة‪ ،‬ولهــا أشــكال‬ ‫مختلفــة‪ ،‬وقــد تكــون مفــردة أو متج ّمعــة‪.‬‬ ‫تنتــر الجراثيــم يف كل مــكان يف الطبيعــة‪ ،‬يف الــراب‬ ‫واملــاء والهــواء‪ ،‬وكذلــك عــى النباتــات والحيوانــات‬ ‫واإلنســان‪.‬‬ ‫تتكاثــر الجراثيــم باالنشــطار‪ ،‬حيــث ينقســم الجرثــوم‬ ‫عنــد وصولــه إىل مرحلــة معينــة مــن النمــو إىل‬ ‫جرثومتــن متامثلتــن‪ ،‬وتختلــف رسعــة االنقســام مــن‬ ‫جرثومــة إىل أخــرى‪ ،‬وهــي تــراوح بــن عــدة دقائــق‬ ‫وعــدة أيــام‪ .‬وتفضّ ــل معظــم الجراثيــم درجــات الحرارة‬ ‫املعتدلــة‪ ،‬وت ُعتــر درجــة ‪ 37‬مئويــة ‪-‬وهي درجــة حرارة‬ ‫جســم اإلنســان‪ -‬درجــة الحـرارة املثاليــة لنمــو الجراثيــم‬ ‫امل ُمرِضــة‪ ،‬أمــا عنــد الدرجــة‬ ‫‪ 80‬مئويــة فتمــوت معظــم‬ ‫الجراثيــم‪ ،‬أمــا الــرودة‬ ‫فــا تقضـــــــــي عــى‬ ‫الجراثيــم وإمنــا‬ ‫توقــف منوهــا‬ ‫وتكاثرهــا‪.‬‬ ‫معظـــــــــــم‬ ‫ا لجرا ثيـــــــم‬ ‫تعيــــــــــــش‬ ‫عــى املـــــواد‬ ‫العضويــــــــة‬ ‫املختلفـــــــــة‬ ‫يف الطبيعـــــة‪،‬‬

‫إعداد‪ :‬سلطانة محمد‬ ‫رسوم‪ :‬يارس املوىس‬

‫فتســبب تفكّكهــا وتحلّلهــا‪،‬‬ ‫وهــي جراثيــم مفيــدة تســمى‬ ‫ال ُّرميــات‪ ،‬وبعــض األنــواع‬ ‫تعيــش بشــكل متعايــش عــى‬ ‫ســطح الجســم أو األغشــية‬ ‫املخاطيــة‪ ،‬يف حــن أن الجراثيم‬ ‫امل ُمرِضــة تش ـكّل نســبة قليلــة‬ ‫مــن عــامل الجراثيــم الواســع‪،‬‬ ‫ومــع ذلــك فإنهــا تتميــز‬ ‫بقــدرة كبــرة عــى التغلــب‬ ‫عــى مناعــة الجســم واخـراق‬ ‫حواجــزه الدفاعيــة‪ ،‬فبعضهــا‬ ‫يقــوم بااللتصــاق باألنســجة واخرتاقهــا‪ ،‬والكثــر منهــا‬ ‫يفــرز مــوادا ً ســامة تســبب األمــراض لإلنســان‪.‬‬ ‫ويســتخدم ملعالجــة األمـراض الجرثوميــة مــواد تسـ ّمى‬ ‫الصــا ّدات‪ ،‬تــؤدي إىل القضــاء عليهــا أو وقــف تكاثرهــا‬ ‫دون أذيــة جســم املريــض‪ ،‬ولكــن ‪-‬وألن درهــم وقايــة‬ ‫خــر مــن قنطــار عــاج‪ -‬يجــب علينــا عــدم نقــل‬ ‫العــدوى الجرثوميــة إلينــا بتجنــب التــاس املبــارش مــع‬ ‫شــخص مريــض أو شــخص شــفي حديثــاً مــن املــرض‬ ‫أي يف فــرة النقاهــة‪ ،‬وكذلــك عــدم اســتعامل أدوات‬ ‫وأشــياء أشــخاص آخريــن‪ ،‬وكذلــك حاميــة بيوتنــا مــن‬ ‫الح ـرات التــي تنقــل األم ـراض كالذبــاب والرصاصــر‬ ‫والبعــوض‪ ،‬وال ننــى املحافظــة عــى النظافة الشــخصية‬ ‫واالســتحامم‪ ،‬وغســل األيــدي جيــدا ً باملــاء والصابــون‬ ‫قبــل الطعــام وبعــده‪ ،‬وبعــد العــودة مــن املدرســة‪،‬‬ ‫وبعــد الخــروج مــن املرحــاض‪...‬‬

‫‪9‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫قلعة حلب‬

‫دخــل الرحالــة الصغــر منزلــه‪ ،‬فتســللت ألنفــه رائحــة‬ ‫صابــون الغــار والزعــر الحلبــي‪ ،‬صــاح بفــرح غامــر‪:‬‬ ‫محمــود!‬ ‫محمــود هــو ابــن خالتــه الــذي يقطــن يف حلــب‪ ،‬دخــل‬ ‫الرحالــة مرسع ـاً‪ ،‬وعانــق محمــودا ً بح ـرارة‪ ،‬وســأله عــن‬ ‫أخبــار األهــل‪ ،‬وعــن الشــهباء‪ ،‬فــرد محمــود معاتبــاً‬ ‫مبحبــة‪ :‬وعدتنــي بزيــارة‪ ،‬ولكنــك مل ِ‬ ‫تــف بوعــدك‪ ،‬أمل‬ ‫تقــل إنــك تحلــم بزيــارة قلعــة حلــب؟‬ ‫قــال الرحالــة بخجــل‪ :‬بــى واللــه‪ ،‬ومــا زلــت عنــد وعدي‬ ‫وحلمي‪.‬‬ ‫يف املســاء وبعــد تنــاول العشــاء‪ ،‬تســلل النعــاس إىل‬ ‫أجفــان األطفــال وأجربهــم عــى الخلــود إىل الفــراش‪،‬‬ ‫وتقلّبــت صــورة القلعــة يف مخيلــة الرحالــة وحرمتــه‬ ‫النــوم‪.‬‬ ‫ســأل الرحالــة بصــوت هامــس‪ :‬محمــود‪ ،‬أمــا زلــت‬ ‫مســتيقظاً؟‬ ‫رد محمود‪ :‬أجل‪.‬‬ ‫سأل الرحالة‪ :‬متى بُنيت قلعة حلب؟‬ ‫أجــاب محمــود‪ :‬ال يُعــرف تاريــخ بنائهــا بدقــة يــا‬ ‫صديقــي‪ ،‬ولكــن معظــم أبنيــة القلعــة ومســاجدها‬ ‫بنيــت يف عهــد الظاهــر غــازي‪ ،‬ابــن صــاح الديــن‬ ‫األيــويب‪ ،‬وتعتــر قلعــة حلــب مــن أكــر قــاع العــامل‬ ‫وأقدمهــا وأحصنهــا‪ ،‬وهــي مثــال للهندســة العســكرية‬ ‫العربيــة‪ ،‬ومل تفتــح بالقــوة قــط بــل بالحيلــة والخــداع‪.‬‬ ‫وســأروي لــك قصــة طريفــة عــن خطــة دخــول املســلمني‬ ‫إىل القلعــة‪ ،‬يُحــى يــا صديقــي أن عبــدا ً اســمه دامــس‬ ‫مــن الجزيــرة العربيــة‪ ،‬وأثنــاء دخــول املســلمني إىل حلب‬ ‫بقيــادة خالــد بــن الوليــد اقــرح عليهــم خطــة لدخــول‬ ‫القلعــة بعــد أن تظاهــر الجيــش اإلســامي بالرتاجــع‪،‬‬ ‫حيــث تســلّق دامــس مــع رفاقــه منحــدر القلعــة‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫مغامرات الرحالة الصغري‬ ‫تأليف‪ :‬محمد السلوم‬ ‫رسوم‪ :‬عبدالله البيوش‬

‫وهــم مربوطــون إىل بعضهــم البعــض‪ ،‬ومتخفــون تحــت‬ ‫جلــود املاعــز‪ ،‬وكان دامــس يهــز الحبــل ليحــذر رفاقــه‬ ‫حينــا يقــرب منهــم الح ـراس‪ ،‬ويقضــم الخبــز الجــاف‬ ‫بصــوت عــا ٍل ليعتقــد الحـراس أن املاعــز ترعــى عــى تــل‬ ‫القلعــة‪ ،‬وهكــذا تســلقت املجموعــة التــل وأشــعلوا نــارا ً‬ ‫إلعطــاء جيــش خالــد بــن الوليــد اإلشــارة بوصولهــم بعــد‬ ‫أن فتحــوا لهــم األبــواب‪ ،‬فدخلوهــا ظافريــن‪.‬‬ ‫ضحــك الرحالــة بصــوت خافــت وقــال‪ :‬للــه درك يــا‬ ‫دامــس!‬ ‫أكمــل محمــود‪ :‬بُنيــت القلعــة فــوق تلــة نصفهــا صناعي‬ ‫لرفعهــا عــن مســتوى املدينــة‪ ،‬و ُر ِصــف ثلثــا املنحــدر‬ ‫بالحجــارة ليصعــب تســلقها‪ ،‬ولحاميتهــا مــن التــآكل‬ ‫بفعــل ميــاه الخنــدق املحيــط بهــا‪ ،‬وترتفــع ‪ 33‬مـرا ً عــن‬ ‫مســتوى املدينــة‪ ،‬كــا يحيــط بهــا ســور حجــري طولــه‬ ‫حــوايل ‪900‬م‪ ،‬وتحــوي آثــارا ً تعــود لزمــنٍ كانــت حلــب‬ ‫فيــه مملكــة ع ّموريــة اســمها ميحــاض‪ ،‬وأفضــل وصــف‬ ‫لهــا هــو أنهــا فنجــان يتوســط الصحــن‪.‬‬ ‫يقــود بــاب القلعــة الحديــدي إىل بــرج متقــدم‪ ،‬ويف‬ ‫الجــدار املقابــل للــرج يوجــد بــاب حديــدي آخــر يقــود‬ ‫لجــر حجــري‪ ،‬كان يف املــايض ج ـرا ً خشــبياً متحــركاً‪،‬‬ ‫ويف نهايــة الجــر فســحة يف صدرهــا جــدار‪ ،‬هــو مبثابــة‬ ‫مصيــدة للعــدو‪ ،‬ألن فيــه مرامــي للســهام وفتحــات بارزة‬ ‫لســكب الســوائل املغليــة عــى األعــداء‪ ،‬وإىل اليمــن‬ ‫يقــع بــاب الح ّيــات وهــو املدخــل الرئيــي للقلعــة‬ ‫وســمي بهــذا االســم لوجــود ثعبانــن متعانقــن لهــا‬ ‫أربعــة رؤوس‪ ،‬وبعــده بهــو فيــه ثــاث ردهــات وبــاب‬ ‫رسي يقــود إىل قاعــة العــرش‪ ،‬ثــم يــأيت البــاب الثــاين‪،‬‬ ‫ويليــه البــاب الثالــث والبــاب الرابــع الــذي يعلــوه نقــش‬ ‫أســدين أحدهــا بـ ٍ‬ ‫ـاك واآلخــر ضاحــك‪ ،‬وعــى جانبــي‬ ‫املمــر توجــد مهاجــع الجنــود‪ ،‬ثــم يبــدأ الشــارع الرئيــي‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫الــذي يخــرق القلعــة مــن الشــال إىل الجنــوب‪.‬‬ ‫قــال الرحالــة‪ :‬يــا إلهــي‪ ،‬أربعــة أبــواب متتاليــة؟ بالفعــل‬ ‫محصنــة بشــكل جيــد‪.‬‬ ‫إنهــا ّ‬ ‫تابــع محمــود رشحــه‪ :‬يوجــد فيهــا قــر وحـ ّـام بناهــا‬ ‫نــور الديــن الزنــي‪ ،‬وقاعــة تُدعــى القاعــة البيزنطيــة‬ ‫تتميــز مبدخلهــا الضيــق الــذي يقــود إىل مســتودع كبــر‬ ‫تحــت األرض نصفــه محفــور يف الصخــر‪ ،‬كان خ ّزانــاً‬ ‫للــاء أو مخزن ـاً للحبــوب‪ ،‬أمــا القســم الداخــي‪ ،‬فهــو‬ ‫حفــرة‪ ،‬وكان ســجناً يف عهــد البيزنطيــن‪ ،‬ويُنــزل إليــه‬ ‫بــدرج حديــدي حديــث‪.‬‬ ‫ســأل الرحالــة‪ :‬أال تحــوي القلعــة آثــارا ً إســامية؟ فقــد‬ ‫قلــت إن املســلمني دخلوهــا‪.‬‬ ‫أجــاب محمــود‪ :‬بالطبــع‪ ،‬فيهــا مســجد إبراهيــم الخليــل‪،‬‬ ‫وقــد كان ســابقاً كنيســة‪ ،‬ثــم أصبــح مقام ـاً إلبراهيــم‪،‬‬ ‫ويُحــى أن فيــه صخــرة كان النبــي إبراهيــم عليه الســام‬ ‫يجلــس عليهــا ليحلــب عنزتــه الشــهباء‪.‬‬ ‫وهنــاك جامــع آخــر يسـ ّمى بالجامــع الكبــر‪ ،‬أيضـاً كان‬ ‫كنيســة يف الســابق‪ ،‬وهــو مربــع الشــكل لــه باحــة تُفتــح‬ ‫عليهــا غــرف للطلبــة‪ ،‬يتميــز مبئذنتــه العاليــة‪ ،‬التــي‬ ‫كانــت تســتعمل لــأذان واملراقبــة مع ـاً‪.‬‬ ‫ـوري‬ ‫ويوجــد مقابــل مســجد ابراهيــم الخليــل معب ـ ٌد سـ ّ‬ ‫هــو معبــد اإللــه حــدد «إلــه الشــمس» ويعــود إىل فــرة‬ ‫الحثيــن القدميــة جــدا ً‪ُ ،‬وجــد فيــه نحــت نافــر لشــخصني‬ ‫مجنحــن‪ ،‬يعلوهــا قــرص الشــمس داخــل هــال‪.‬‬ ‫أمــا أهــم مبانيهــا؛ فهــو القــر امللــي‪ ،‬وهــو ُمشـيَّد‬ ‫بالحجــارة الســوداء والصفــراء‪،‬‬ ‫لــه بــاب كبــر عليــه زخــارف‪،‬‬ ‫وأرضــه مبلَّطــة بالرخــام‬ ‫واملرمــر‪ ،‬وتتوســط باحتــه‬ ‫الســاوية‬ ‫بركــة مــاء‪،‬‬ ‫ثــم تظهــر‬

‫مجموعــة أبنيــة يف الطريــق نحــو قاعــة العــرش‪ ،‬التــي‬ ‫بُنيــت يف العهــد اململــويك‪ ،‬فــوق بــرج املدخــل الرئيــي‪،‬‬ ‫أرض ّيتهــا رخاميــة ويف منتصفهــا بحــرة مــاء‪ ،‬وســقفها‬ ‫وجدرانهــا وأعمدتهــا مغطــاة بالزخــارف النباتيــة‬ ‫املحفــورة وامللونــة بشــكل جــزيئ‪ ،‬وتتحكــم هــذه القاعــة‬ ‫مبدخــل القلعــة‪ ،‬وفيهــا فتحــات لســكب الســوائل‬ ‫املغليــة عــى العــدو‪ ،‬وكـ َّوات لرمــي الســهام‪ .‬كــا يوجــد‬ ‫يف القلعــة مــرح صغــر حديــث البنــاء تُقــام عليــه‬ ‫الحفــات واالســتعراضات‪ ،‬وفيهــا متحــف تُعــرض فيــه‬ ‫اآلثــار التــي ُعــر عليهــا يف القلعــة‪.‬‬ ‫ثــم تثــاءب محمــود قائـاً‪ :‬وتخرج مــن القلعــة رساديب‪،‬‬ ‫يُقــال إنهــا تــؤدي إىل حلــب القدميــة‪ ،‬التــي تحيــط‬ ‫بالقلعــة بأحيائهــا الجميلــة وأســواقها الشــهرية وجامعهــا‬ ‫األمــوي الســاحر‪.‬‬ ‫وبهــذا تكــون قــد تج ّولــت يف قلعــة حلــب وأنــت جالــس‬ ‫يف رسيرك‪.‬‬ ‫وأغمــض محمــود عينيــه متمني ـاً الخــر لصديقــه الــذي‬ ‫حلّــق بخيالــه الواســع‪ ،‬مخرتقـاً أبــواب القلعــة‪ ،‬ومحــاوالً‬ ‫الوصــول إىل شــارعها الرئيــي‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫‪12‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫‪13‬‬


‫تسالي‬

‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫بني الرمسني ‪ 10‬فوارق حاول إجيادها‪...‬‬

‫ساعد قّزوم يف الوصول اىل البيت‬ ‫قبل أن ميسكه الغول الشرير‪..‬‬

‫‪14‬‬

‫تعّرض سلحوف حلادث وفقد ظله‬ ‫حاول مساعدته‪....‬‬


‫العدد »‪ 1 | «4‬ترشين الثاين ‪2013‬‬

‫لون و اضحك‬ ‫ّ‬

‫بينام كان أحدهم يحمل قنبلة؛‬ ‫قال له صديقه‪ :‬انتبه حتى ال تنفجر بك!‬ ‫أجابه‪ :‬التقلق‪ ..‬معي غريها!‬ ‫ذهب حامران ملشاهدة سباق الخيل‪.‬‬ ‫قال أحدهام لآلخر‪ :‬لو أننا أكملنا دراستنا لكنا معهم اآلن!‬ ‫سأل أحدهم صياداً واقفاً عىل الشاطئ‪ :‬ملاذا ترمي السمك‬ ‫الكبري وتحتفظ بالصغري؟‬ ‫أجابه‪ :‬ألن املقالة عندي صغرية!‬

‫من هو صديقنا املختبئ يف الصورة؟‬ ‫لون املساحات اليت حتمل نقطة‪ ،‬باللون األسود لتعرف اجلواب!‬ ‫ّ‬

‫‪15‬‬


‫م‬

‫فاطم‬

‫حاج‬ ‫ة‬

‫دو ‪-‬‬

‫حمي‬

‫رؤى‬

‫حم‬ ‫د خا‬

‫نوات‬

‫‪ 10‬س‬

‫محم‬ ‫د خطي‬

‫ب‪1‬‬

‫‪ 1‬سنة‬

‫لد‬

‫تعت‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬سن‬

‫ة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.