العدد 06 + 07 من مجلة الأطفال زورق

Page 1

‫ّزع‬ ‫ُتو‬

‫مجلة شهرية ‪ -‬تُعنى بالطفل ‪ -‬تصدر يف كفرنبل عن مجلة الغربال‬

‫يف هذا العدد‪:‬‬ ‫ قاطف النجوم‬‫ ماري‪ ...‬مملكة سورية عتيقة‬‫ ابن الهيثم‬‫ مرسح الدمى‬‫ يوميات السيد معجم ‪1‬‬‫ حامدة املشاكس‬‫ظل مريم‬ ‫ ّ‬‫والكثري من التسايل املمتعة‬ ‫واملوضوعات املفيدة‬

‫انًا‬ ‫جم‬

‫العدد‬

‫»‪«6‬‬ ‫و »‪| «7‬‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ط‬

‫‪4‬‬

‫‪20 1‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫مجلة شهرية‪ ،‬تُعنى بالطفل‬ ‫تصدر عن مجلة الغربال يف كفرنبل‬ ‫املدير املسؤول‪:‬‬ ‫محمد السلوم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫خري الدين عبيد‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫عبد القادر عبد اليل‬ ‫هيمى املفتي‬ ‫رسوم‪:‬‬ ‫عبد الله البيوش‬ ‫يارس املوىس‬ ‫تصميم‪:‬‬ ‫محمد الخطيب‬ ‫للمشاركة واملالحظات‬ ‫الربيد اإللكرتوين‪:‬‬ ‫‪info@algherbal.com‬‬ ‫للتواصل‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/zawrakmag‬‬

‫‪2‬‬

‫(ز)‪(..‬و)‪(..‬ر)‪(..‬ق)‬

‫أصدقايئ‪..‬‬ ‫اختفــى قبطــان العــدد العــدد الخامــس‪ ،‬وقــد جــاء إىل بريــد مجلــة‬ ‫زورق رســائل كثــرة مــن أصدقائهــا األطفــال‪ ،‬يخربوننــا فيهــا عــن‬ ‫مكانــه‪.‬‬ ‫الســوق‪،‬‬ ‫فقــد كتــب صديقكــم عمــر‪ :‬ملحــت القبطــان ّ‬ ‫الصغــر يف ّ‬ ‫يشــري ق ّبعــة جديــدة بيضــاء لهــا حـ ّ‬ ‫ـواف طريّــة‪ ،‬تُظلّــه مــن حـ ّر‬ ‫الشــمس‪.‬‬ ‫الســبعة‪،‬‬ ‫وكتبــت ليــى‪ :‬القبطــان ّ‬ ‫الصغــر موجــود يف معهــد البحــار ّ‬ ‫يســأل عــن أســباب (تســونامي)‪ ،‬وكيــف ميكــن إنقــاذ ال ّنــاس يف‬ ‫البحــر وعــى الشــواطئ أثنــاء حدوثــه‪.‬‬ ‫أ ّمــا ســحر‪ ،‬فكتبــت‪ :‬ســبب اختفــاء القبطــان هــو الــزورق ذاتــه‪،‬‬ ‫إنّــه عنيــد اليتحــرك إال بعــد أن يتصبــب العــرق مــن جبــن القبطان‬ ‫لكــرة مايجـ ّدف‪ ،‬فالــزورق ميــي دامئـاً كــا ترغــب املوجــة وليــس‬ ‫عــى رغبــة القبطــان‪.‬‬ ‫حســام أرســل ســطرا ً واحــدا ً‪ ،‬قــال‪ :‬اختفــى القبطــان ألنــه يعــاين‬ ‫خاصــة‪.‬‬ ‫مــن مشــاكل ّ‬ ‫حمــزة وســامي ورهــف ولبنى وغريهــم‪ ،‬توقّعــوا أن يكــون القبطان‬ ‫يف حمــص القدميــة أو يف مخ ّيــم الريمــوك أو الغوطــة الرشقيــة‪،‬‬ ‫املحــارصون مــن قبــل ق ـ ّوات النظــام‪ ،‬والدليــل ‪-‬كــا قالــوا‪ -‬أنّــه‬ ‫كان يحمــل أثنــاء نزولــه مــن الــزورق يف آخــر رحلــة س ـلّة مليئــة‬ ‫باألســاك‪.‬‬ ‫أ ّمــا املفاجــأة‪ ،‬فكانــت رســالة لهــا رائحــة البحــر‪ُ ،‬ر ِســمت عليهــا‬ ‫ـب فيهــا‪ :‬أنــا يف‬ ‫أســاك ملونــة وأصــداف وشُ ــعب مرجانيــة‪ ،‬كُ ِتـ َ‬ ‫جزيــرة «الحريّة»الرائعــة الجــال لدرجــة الخيــال‪ ،‬فمــن يرغــب‬ ‫بزيــاريت مــن األصدقــاء‪ ،‬فليبحــر بــكل شــجاعة وتصميــم‪ ،‬أل ّن‬ ‫جزيــرة الحريّــة ال ميكــن أن يصلهــا إالّ الشــجعان األذكيــاء‪ ،‬الــزورق‬ ‫عــى الشــاطئ‪ ،‬وأنــا بانتظاركــم‪.‬‬ ‫الصغري)‬ ‫صديقكم (القبطان ّ‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫جواب خمتلف‬ ‫منذ سن ٍني‬ ‫بني نجوم الصيف سهرنا‬ ‫نصغي لحكايات الجد ْة‬ ‫ ما أرسع يشء يف الكون؟‬‫سألتنا‪ ..‬وانتظرت م َّد ْة‬ ‫ األرنب بني اللونِ‬‫ الضوء‪ ..‬الضوء هو األرس ْع‬‫ضحكت جدتنا بودا ْد‬ ‫هذا صحيح يا أحفا ْد‬ ‫مختلف‬ ‫لك َّن جوايب‬ ‫ُ‬ ‫الزم ُن‪..‬‬ ‫أرنب‬ ‫أرس ُع من ْ‬ ‫لكوكب‬ ‫من ضو ٍء يشتاق‬ ‫ْ‬ ‫* *‬ ‫منذ قليلٍ قلت لنفيس‬ ‫ودموعي تفصح عن بؤيس‬ ‫كيف نسيت كالم الجدةْ؟‬ ‫وتلهيت سنني طويل ْة‬ ‫بالنت‪ ..‬وأوراقِ الشَّ َّد ْة‬ ‫ِّ‬ ‫وأفقت‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الحلم كربتُ‬ ‫وكأن يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصيف‬ ‫وذهبت إىل حقل‬ ‫ُ‬ ‫ولدي لنسهر ليل ْة‬ ‫مع َّ‬ ‫تهب عليل ْة‬ ‫واألنسام ُّ‬

‫تأليف‪ :‬خري الدين عبيد‬ ‫رسوم‪ :‬يارس املوىس‬

‫ ما أرس ُع يش ٍء يف الكونِ ؟‬‫فأجابت سلوى باسم ًة‬ ‫ني اللونِ‬ ‫ األرنب بُ ُّ‬‫ الضوء‪ ..‬الضوء هو األرس ْع‬‫ضحكت كام الج َّد ْة‬ ‫وضحكت‬ ‫ُ‬ ‫وتكلمت بكل ودا ْد‬ ‫صحيح يا أوال ْد‬ ‫ذاك‬ ‫ٌ‬ ‫مختلف‬ ‫لك َّن جوايب‬ ‫ُ‬ ‫هيا سريوا ال‪ ..‬ال تقفوا‬ ‫الزم ُن‪..‬‬ ‫أرنب‬ ‫أرس ُع من ْ‬ ‫لكوكب‬ ‫من ضو ٍء يشتاق‬ ‫ْ‬

‫‪3‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫قاطف النجوم‬

‫تأليف‪ :‬بسمة الخاطري – ُعامن‬ ‫رسوم‪ :‬عبدالله البيوش‬

‫ هيييي‪ ..‬حصلت عىل نجمة التف ّوق‪ .‬أنا سعيد‪ ،‬ماما‪ ..‬أنا سعيد‪.‬‬‫كل هذا الضجيج؟‬ ‫ طه‪ ..‬ملَ ّ‬‫ انظري ماما حصلت عىل نجمة التفوق‪.‬‬‫ الله‪ ..‬رائع‪ ،‬نجمة التفوق‪ ..‬كنت نجامً اليوم؟‬‫ نعم ماما‪ ..‬قالت معلمتي‪ :‬طه نجم كبري‪.‬‬‫ وهذه قبلة كبرية من ماما لطفيل ال ّنجم‪.‬‬‫الســاء‬ ‫فــرح طــه‪ ،‬وقــال‪ :‬أريــد أن أحصــل عــى نجــوم كثــرة‪ ،‬ســوف أصعــد إىل ّ‬ ‫وأقطــف النجــوم‪ ،‬هــل ميكننــي ذلك؟‬ ‫ابتسمت األ ّم وقالت‪ :‬نعم ميكنك ذلك يا حبيبي‪.‬‬ ‫ هييــي‪ ،‬رائــع مامــا‪ ،‬ســوف أصنــع س ـلّامً طوي ـاً‪ ،‬أو فقاعــة صابــون كبــرة‪،‬‬‫ســأصعد عــى ظهــر عصفــور‪ ..‬أو أقــود طائــريت الورقيــة‪ ،‬حام ـاً معــي شــبكة‬ ‫صيــد كتلــك التــي يصيــدون بهــا الفراشــات‪.‬‬ ‫ثم ظل يفكر‪ ،‬ويفكر‪ ،‬ويقدم أفكارا ً ذكية‪.‬‬ ‫وأخريا ً ق ّرر طه أن يكون نجامً ذكياً‪ ،‬لتعطيه املعلمة‪ ،‬نجمة جديدة‪.‬‬ ‫ سأصعد إىل السامء يوماً‪ ،‬وأقطف نجوماً كثرية‪.‬‬‫أنا طه قاطف النجوم‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫مسرح الدمى‬ ‫مــرح الدمــى واحــد مــن أقــدم الفنــون املرسحيــة‪ .‬لقــد‬ ‫اكتُشــفت دمــى يف بــاد الرافديــن ومــر واليابــان وكثــر‬ ‫مــن دول العــامل يعــود تاريخهــا إىل آالف الســنني قبــل امليــاد‪،‬‬ ‫واس ـتُ ِ‬ ‫خدمت تلــك الدمــى اســتخدامات شــتى منهــا وســيلة‬ ‫للرتفيــه والتســلية‪ ،‬ولهــذا نعتربهــا شــكالً مــن أشــكال مــرح‬ ‫الدمــى‪ .‬وبنــاء عــى هــذه االكتشــافات يعتــر الباحثــون أن‬ ‫مــرح الدمــى أقــدم مــن املــرح العــادي الــذي ميثــل فيــه‬ ‫أشــخاص حقيقيــون‪.‬‬ ‫يُقســم مــرح الدمــى إىل أقســام بحســب طريقــة تحريــك‬ ‫الدمــى‪ .‬فهنــاك الدمــى القفّازيــة والدمــى الخيطيــة‪.‬‬ ‫الدمــى القفازيــة‪ :‬هــي شــكل مــن أشــكال الدمــى ت ُلبــس‬ ‫يف اليــد بطريقــة تشــبه القفــاز فتدخــل أصبــع البنــر يف‬ ‫ذراع الدميــة‪ ،‬واإلبهــام يف الــذراع اآلخــر‪ ،‬وبقيــة األصابــع يف‬ ‫الــرأس‪ ،‬وهكــذا ميكــن تحريــك الدميــة مــن خــال تحريــك‬ ‫اليــد‪.‬‬ ‫هنــاك طريقــة أخــرى أيضـاً تتــم بإدخال اليــد كلهــا يف الرأس‪،‬‬ ‫ويُركــب ســلكان معدنيــان يف نهايــة كل يــد‪ ،‬وميســكان مــن‬ ‫األســفل ويحركهــا املحـ ّرك بيــده الثانيــة‪.‬‬ ‫الدمــى الخيطيــة‪ :‬وهــي دمــى تربــط أطرافهــا بخيــوط‬ ‫شــفافة وتعلــق بــأداة خشــبية تشــبه الصليــب‪ ،‬ميســك‬ ‫امل ُحـ ِّرك تلــك األداة وحــن يحركهــا تتحــرك الدميــة بالحــركات‬ ‫التــي يريدهــا‪.‬‬ ‫يُعتــر مســــــــرح‬ ‫الدمــــى القفازيــة‬ ‫هــو األكــر شــيوعياً‬ ‫لســـــــهولة صنــع‬ ‫دمـــــــاه وســهولة‬ ‫تحريكهــا‪ ،‬وإمكانية‬ ‫األطفــال أنفســهم‬ ‫مــن إعدادهــــــــا‬ ‫وتحريكهـــــــــــــا‬ ‫والتالعــــــــــــــب‬

‫فنون‬ ‫إعداد‪ :‬عبد القادر عبداليل‬

‫بأصواتهــم لتقديــم قصتهــم التــي يريدونهــا‪.‬‬ ‫ال يتطلــب مــرح الدمــى القفازيــة كثــرا ً مــن األدوات‬ ‫والتجهيــزات‪ .‬هــذه األدوات هــي‪:‬‬ ‫ بطانيــة أو قطعــة قــاش ســميك نشــدها يف مــكان مــا‬‫(طاولــة‪ ،‬بــاب‪ ..‬إلــخ‪ ).‬يخفــي األطفــال الذيــن يلبســون‬ ‫الدمــى القفازيــة بأيديهــم ويرفعونهــا فــوق حافــة البطانيــة‬ ‫أو القــاش‪ .‬وميكــن وضــع صنــدوق كبــر مــن الكرتــون‬ ‫يفتــح مــن األمــام واألســفل‪ .‬وتكــون الفتحــة األماميــة‬ ‫هــي فتحــة العــرض‪ ،‬والفتحــة الســفلية التــي ميــد األطفــال‬ ‫أيديهــم منهــا‪ .‬وبهــذا نكــون قــد أعددنــا مــرح العــرض‪.‬‬ ‫ تعليــق رســم يرســمه الطفــل أو األطفــال بشــكل جامعــي‬‫للمــكان الــذي تــدور فيــه األحــداث (بيــت‪ ،‬حقــل‪ ،‬بســتان‪...‬‬ ‫إلــخ‪ ).‬ويُثبــت خلــف الدمــى‪.‬‬ ‫ يجلــس األطفــال املح ِّركــون خلــف البطانيــة ويرفعــون‬‫أيديهــم التــي تلبــس الدمــى القفازيــة ويح ِّركونهــا ويــؤدون‬ ‫الحــوار متالعبــن بأصواتهــم‪.‬‬ ‫وهنــاك طــرق عديــدة لصناعــة الدمــى مــن بقايــا القــاش أو‬ ‫الجــوارب والتوالــف املختلفــة بكلفــة بســيطة جــدا ً ســيكون‬ ‫لنــا معهــا وقفــة أخــرى‪...‬‬

‫‪5‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫رحلة بصحبة القلم‬

‫ابن اهليثم‪ ...‬صاحب علم البصريات‬

‫صديقنــا حســام‪ ،‬طالــب نشــيط ومميــز‪ ،‬يحبــه أســتاذه كث ـرا ً‪،‬‬ ‫ولكنــه دامئ ـاً يطلــب إذن أســتاذه لالق ـراب مــن الســبورة كلــا‬ ‫أراد أن ينقــل شــيئاً عنهــا‪ .‬اســتغرب األســتاذ ذلــك وطلــب رؤيــة‬ ‫والــد حســام‪ ،‬وحــى لــه القصــة طالبـاً منــه أخــذ حســام لطبيــب‬ ‫العيــون‪ ،‬الــذي اكتشــف بعدهــا حاجــة حســام لنظــارة طبيــة!‬ ‫جلــس حســام يف غرفتــه حزينــاً بعــد العــودة‬ ‫مــن عنــد الطبيــب‪ ،‬فخــرج القلــم مــن حقيبتــه‬ ‫مواســياً لــه يف عزلتــه‪ ،‬وقــال‪ :‬يــا صديقــي‪ ،‬حــن‬ ‫يقــ ّرر الطبيــب حاجتنــا لــيء‪ ،‬فهــذا ليــس‬ ‫ملضايقتنــا وإمنــا ملســاعدتنا‪.‬‬ ‫صــاح حســام‪ :‬أكرههــا‪ ،‬ســتصبح هــذه النظــارة حاجـزا ً يفصلنــي‬ ‫عــن الدنيــا‪ ،‬أمل يجــدوا شــيئاً يســاعدنا غــر النظــارة؟‬ ‫قــال القلــم‪ :‬بــل قــل نافــذة ترينــي العــامل بشــكل صحيــح‪ ،‬هــذه‬ ‫النظــارة التــي متقتهــا يــا صديقــي هــي مثــرة جهــد وســهر أعظــم‬ ‫العلــاء‪ ،‬أمل تســمع بابــن الهيثــم؟‬ ‫إنــه يــا صديقــي أبــو عــي‪ ،‬الحســن بــن الهيثــم‪ ،‬وأمســك القلــم‬ ‫بيــد الصغــر ســابحاً يف األزمنــة الغابــرة‪ ،‬وعــى ضــوء فانــوس‬ ‫قديــم جلــس ابــن الهيثــم ينســخ كتابــاً‪ .‬تأرجحــت شــعلة‬ ‫الفانــوس عنــد دخــول القلــم وصديقــه‪ ،‬فرفــع العــامل نظــره‪،‬‬ ‫واســتقبل ضيفيــه بحفــاوة وترحيــب‪.‬‬ ‫قال الصغري‪ :‬هل أنت مخرتع النظارة؟‬ ‫قــال العــامل‪ :‬ال يــا صديقــي‪ ،‬أنــا عــامل يف البرصيــات‪ ،‬أتقنــت‬ ‫وتخصصــت يف طــب الكحالــة (العيــون)‪ ،‬رغــم أننــي مل‬ ‫الطــب‬ ‫ّ‬ ‫أمارســه‪.‬‬ ‫قال الصغري‪ :‬إذا أنت من ّأسست الخرتاع النظارة‪.‬‬ ‫أجــاب العــامل‪ :‬هــذا صحيــح‪ ،‬فقــد درســت العــن وأقســامها‪،‬‬ ‫ووظيفــة كل قســم فيهــا‪ ،‬ورســمتها‪ ،‬كــا أجريــت العديــد مــن‬ ‫البحــوث يف قــوة تكبــر العدســات؛ ألســاعد يف إصــاح عيــوب‬ ‫اإلبصــار‪ ،‬وهــذا مــا ســاعد عــى اخ ـراع النظــارة فيــا بعــد‪.‬‬ ‫أكمــل العــامل‪ :‬لقــد درســت الرياضيــات والفيزيــاء‪ ،‬وتع ّرفــت‬ ‫عــى األوســاط الشــفافة التــي مي ـ ّر الضــوء مــن خاللهــا كاملــاء‪،‬‬ ‫ـت أن الضــوء ينكــر حــن مي ـ ّر يف وســط شــفاف كاملــاء‪.‬‬ ‫وأثبـ ُّ‬ ‫قــال حســام‪ :‬هــذا صحيــح‪ ،‬فعندمــا نضــع ملعقــة يف كأس مــاء‬

‫‪6‬‬

‫إعداد‪ :‬د‪.‬وصفي عبد القادر‬ ‫رسوم‪ :‬يارس املوىس‬

‫تبــدو كأنهــا مكســورة‪.‬‬ ‫قــال ابــن الهيثــم‪ :‬أحســنت املالحظــة يــا صغــري‪ ،‬رمبــا ســتصبح‬ ‫عامل ـاً مه ـاً يوم ـاً مــا‪ ،‬فبفضــل مالحظتــي توصلــت إىل العديــد‬ ‫مــن النظريــات‪ ،‬فأنــا أول مــن عــرف أن القمــر يســتم ّد نــوره‬ ‫وتوصلــت لنظريــة مه ّمــة قلبــت‬ ‫مــن الشــمس وال يــيء بذاتــه‪ّ ،‬‬ ‫ـت لــه بشــكل صحيــح‪ ،‬فقــد‬ ‫وأسسـ ْ‬ ‫كل قوانــن علــم البرصيــات‪ّ ،‬‬ ‫قــال مــن ســبقني إن العــن ترســل األشــعة عــى الــيء ف ـراه‪،‬‬ ‫ولكننــي ف ّكــرت إذا ً ملــاذا ال نــرى يف الظــام؟‬ ‫قــال حســام‪ :‬بالفعــل كالمــك صحيــح‪ ،‬ولكــن كيــف نــرى‬ ‫األشــياء؟‬ ‫قــال العــامل‪ :‬تعكــس األجســام الضــوء النــازل عليهــا فنبرصهــا‪،‬‬ ‫وإذا أردت التع ّمــق أكــر يــا صديقــي فعليــك بقــراءة كتــاب‬ ‫ِ‬ ‫«املناظــر»‪ ،‬فهــو د ّريت الثمينــة‪ ،‬رغــم أنّنــي ألّفــت مــا يزيــد عــن‬ ‫‪ 160‬كتاب ـاً ورســال ًة ومقالــة‪.‬‬ ‫قــال حســام‪ :‬أشــكرك أيهــا العــامل الفاضــل‪ ،‬وأعتــذر عــن‬ ‫اســتخفايف بجهــدك‪ ،‬وأعــدك أن ألبــس نظــاريت بفخــر‪.‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫مغامرات الرحالة الصغري‬

‫ماري ‪ ...‬مملكة سورية عتيقة‬

‫إعداد‪ :‬محمد السلوم‬

‫يف أســفار الرحالــة الصغــر الكثــرة وزياراتــه للعديــد مــن املاملــك األثريــة القدميــة كأوغاريــت وإيبــا‪ ،‬ورد اســم‬ ‫مملكــة مــاري التــي بــدا أنهــا مملكــة قويــة يف الكثــر مــن الرقــم املســارية التــي تحدثــت عــن تحالفــات سياســية‬ ‫وعــن تبــادالت تجاريــة‪ ،‬وســاقه فضولــه وحبــه لالستكشــاف إىل تــل الحريــري يف‬ ‫محافظــة ديــر الــزور‪ ،‬عــى ضفــة نهــر الفـرات العظيــم‪ ،‬هنــاك توضّ عــت كالعــروس‪،‬‬ ‫إنهــا مملكــة مــاري‪.‬‬ ‫مخطــط املدينــة لــه شــكل دائــرة كاملــة تخرتقهــا قنــاة متف ّرعــة عــن نهــر الف ـرات‬ ‫كأنهــا رشيــان يؤ ّمــن جــر امليــاه للمدينــة ويســ ّهل وصــول الســفن للمرفــأ‪ ،‬ويحيــط‬ ‫باملدينــة ســور دفاعــي مــن كل الجهــات مــا عــدا الطــرف الرشقــي الــذي يحميــه نهــر‬ ‫الف ـرات‪.‬‬ ‫حــوت مــاري قــرا ً ملكيــاً ومعابــد لآللهــة ومدرســتني لتعليــم القــراءة والكتابــة‬ ‫املســارية‪ ،‬وشــبكة مه ّمــة للــري لتحســن الزراعــة وزيــادة مســاحتها‪.‬‬ ‫وأهــم مــا اكتشــف فيهــا عــرون ألــف لــوح طينــي‪ ،‬ســاهمت يف دراســة تاريــخ‬ ‫تلــك الحقبــة مــن الزمــن‪ ،‬وتؤلّــف هــذه الوثائــق مكتبــة تنافــس مكتبتــي إيبــا‬ ‫وأوغاريــت‪ ،‬تــروي هــذه الوثائــق األحــداث التــي م ـ ّرت بهــا اململكــة وتض ـ ّم‬ ‫أســاء امللــوك وفـرات حكمهــم‪ ،‬ومنهــا عرفنــا أنــه يعــود ملــاري فضــل اكتشــاف‬ ‫املنجــل األ ّول واملح ـراث األ ّول واكتشــاف النحــاس‪.‬‬ ‫ومــن املكتشــفات امله ّمــة يف مــاري متثــال ربــة الينبــوع الــذي ُعـ ِـر عليــه يف القــر‬ ‫امللــي‪ ،‬ويرمــز هــذا التمثــال لنهــر الفـرات‪ ،‬حيــث تظهــر فيــه اإللهــة واقفــة ومتســك‬ ‫بيديهــا إنــاء وفــوق ثوبهــا خطــوط تشــر للميــاه الجاريــة وفيهــا بعــض األســاك‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫يومّيات السّيد معجم (‪)1‬‬ ‫ـس املعجــم النائــم عــى كتــف صديقتــه ال ّراويــة بحركــة قريبــة‪ ،‬فتــح عينيــه متثائبـاً فــرأى كلمــة بهلــوان تنــط‬ ‫أحـ ّ‬ ‫أمامــه برشــاقة وليونــة‪.‬‬ ‫ هيه‪ِ ..‬‬‫أنت‪ ،‬قفي لو سمحت‪ ،‬لقد أزعجتني‪.‬‬ ‫ ال أستطيع‪ ،‬فأنا يا «أخونا» دامئة الحركة‪.‬‬‫انتفض املعجم غاضباً‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫لسانك‪ ،‬الفصحاء يقولون «يا أخانا» ‪ ،‬تذكّري أنّك تتكلّمني مع معجم‪.‬‬ ‫ ق ِّومي‬‫ معجم؟! هل قلت معجم؟ أخريا ً وجدناك‪.‬‬‫ِ‬ ‫أخطأت ثانية‪ ،‬اسمعي‪ ..‬أنت وحيدة‪ ،‬إذا ً قويل وجدتك‪.‬‬ ‫ حسبي الله ونعم الوكيل‪ ،‬لقد‬‫ حارض‪ ..‬سأقول وجدتك‪ ،‬ال تزعل‪.‬‬‫ لست زعالن‪ ،‬تفضّ يل‪ ..‬ماذا تريدين؟‬‫وقفت كلمة بهلوان‪ ،‬وقالت بأدب شديد‪:‬‬ ‫ رصاحة‪ ..‬أريد أن أعيش بني أحضانك‪.‬‬‫ ماذا؟! أعيدي لو سمحت‪ ،‬أنا أحتضن كلمة غري عربيّة! هل جرى لعقلك يشء؟‬‫ أخي‪ ..‬ملاذا تعمل من الح ّبة ق ّبة؟‬‫ِ‬ ‫لسانك‪ ،‬افهمي‪ ..‬أنا ال أحتضن إالّ الكلامت الفصيحة‪.‬‬ ‫ ال تط ّويل‬‫ـت الحيــاة عــى ألســنة ال ّنــاس األميــن‪ ،‬فَ ُهـ ْم كــا تعــرف ال‬ ‫الســبب قــررت العيــش عنــدك‪ ،‬لقــد مللـ ُ‬ ‫ أعــرف‪ ،‬ولهــذا ّ‬‫يجيــدون ال ّنطــق بشــكل ســليم‪ ،‬ومــع ذلــك يتكلّمــون بالعام ّيــة‪ ،‬أرجــوك‪ ..‬دعنــي أعيــش مــع كلامتــك‪ ،‬فقــد ســمعت‬ ‫كثـرا ً عــن فصاحتهــا وجاملهــا‪ ،‬ال تكــن قاســياً‪ ..‬أرجــوك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حك املعجم رأسه مف ّكرا ً‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ طيّب‪ ..‬كيف أسمح لك بالعيش عندي‪ ،‬وأنا أحتضن كلمة ُم َه ِّرج؟‬‫ ال تغلط‪ ..‬صحيح أ ّن امله ّرج قادر عىل إضحاكك‪ ،‬لك ّنه أبدا ً ال يقدر عىل القفز مثيل‪ ،‬أنظر‪...‬‬‫وراحت كلمة بهلوان تقوم بحركات بهلوانيّة مدهشة‪.‬‬ ‫ حسناً‪ ..‬حسناً‪ ،‬أمري للّه‪ ،‬سأدخلك لكن برشط‪.‬‬‫ ما هو؟‬‫ِ‬ ‫بجوارك كلمة‪ُ « :‬م َع َّربَة»‪.‬‬ ‫ أن أُجلِس‬‫ شكرا ً لك‪ ..‬اتفقنا‪.‬‬‫ث ّم م ّدت كلمة بهلوان رجلها تريد ال ّدخول‪ ،‬فجأة صاح املعجم‪:‬‬ ‫متهل‪ ،‬يجب عليك أن ت ُدخيل ِ‬ ‫رأسك أ ّوالً‪ ،‬فأنا آخذ بالحرف األ ّول من الكلمة وليس بالحرف األخري!‬ ‫متهل‪ّ ..‬‬ ‫ ّ‬‫ مل أفهم‪.‬‬‫‪ -‬أقصد أنّك ستعيشني يف صفحة الباء وليس يف صفحة النون‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫تأليف‪ :‬خري الدين عبيد‬ ‫ورسوم‪ :‬عبد القادر عبد اليل‬

‫ ومن يسكن تلك الصفحة؟‬‫ صديقاتــك‪ ..‬كلمــة بــدر وبنفســج‬‫وبلبــل و‪...‬‬ ‫ اللــه‪ ..‬ســأعيش أحــى أيــام حيــايت‪،‬‬‫ســألعب فــوق زهــور البنفســج‬ ‫البديعــة‪ ،‬وأصغــي إىل شــدو البلبــل‬ ‫املخمــي‪ ،‬وبعدهــا أســهر عــى ضــوء‬ ‫القمــر ألكتــب أحــى األشــعار‪ .‬افتــح‬ ‫غالفــك أيّهــا املعجــم ال ّرائــع‪ ،‬واســمح‬ ‫يل بال ّدخــول‪ ،‬فأنــا ال أُطيــق ص ـرا ً‪.‬‬ ‫ضحــك املعجــم‪ ،‬وفتــح غالفــه‪،‬‬ ‫وبلمــح البــر انقلبــت كلمــة‬ ‫بهلــوان عــى رأســها مختفيــة بــن‬ ‫آالف الزهــور البنفســجيّة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫‪10‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫دنيا املعارف‬

‫ماهي السماء؟‬ ‫إعداد‪ :‬سلطانة محمد‬ ‫الســاء جــزء مــن طبقــة غــر مرئيــة مــن الهــواء تحيــط بــاألرض‪ ،‬واســمها الج ـ ّو‪ ،‬وهــي متتــد يف الفضــاء‬ ‫حتّــى ‪ 500‬كيلومــر‪ ،‬ويتك ـ ّون الج ـ ّو مــن طبقــات عديــدة‪ ،‬ويف الطبقــة الســفىل يوجــد الهــواء والغيــوم‬ ‫والطقــس املحيــط بــاألرض‪.‬‬ ‫يظــن النــاس أن للســاء لــون أقــرب مــا يكــون لــأزرق يف وقــت النهــار يف حــن أنــه يتحــول إىل األحمــر‬ ‫أثنــاء الغــروب واألســود يف الليــل‪ ،‬ولكــن يف الحقيقــة ليــس للســاء أي لــون‪ ،‬وســبب ظهــور الســاء بألــوان‬ ‫مختلفــة ليــس ســوى انعــكاس وانكســار للضــوء القــادم مــن الشــمس لــدى عبــوره الغــاف الجــوي لــأرض‬ ‫واصطدامــه مبكوناتــه مــن الهــواء والغبــار وغــر ذلــك‪ .‬ويف الليــل يختفــي الضــوء فــرى النجــوم والفضــاء‬ ‫البعيــد‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫‪13‬‬


‫تسالي‬

‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫بني الرمسني ‪ 7‬فوارق حاول إجيادها‪...‬‬

‫ساعداألمري يف الوصول إىل‬ ‫القلعة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫فقد بطوط ظله ساعده يف العثور عليه‪.‬‬


‫العدد »‪«6‬و»‪| «7‬شباط ‪2014‬‬

‫لون و اضحك‬ ‫ّ‬

‫األم ألبنها الصغري‪ :‬ملاذا تأخرت؟ أمل أقل لك أن ترجع من البقالة برسعة؟‬ ‫الولد‪ :‬نعم يا ماما‪ ،‬ولكن مل تقويل يل أن أذهب برسعة!‬ ‫االبن‪ :‬ماما‪ ،‬ملاذا تقولني عن أخي الصغري أنه عصفور‪..‬‬ ‫األم‪ :‬ألنه صغري وجميل‪ ،‬ملاذا تسأل؟‬ ‫االبن‪ :‬ألين رميته من الشباك‪ ،‬ومل يطر!‬ ‫األم‪ :‬إذا كان يف جيبك ‪ 5‬لريات‪ ،‬وسقطت منها ‪ 4‬لريات‪ ،‬فامذا يكون يف‬ ‫جيبك؟‬ ‫االبن‪ :‬يكون يف جيبي متزق ياماما!‬

‫من هو صديقنا املختبئ يف الصورة؟‬ ‫لون املساحات اليت حتمل نقطة‪ ،‬باللون األسود لتعرف اجلواب!‬ ‫ّ‬

‫‪15‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.