Magazine1

Page 1

‫العدد االول ‪ ….‬فيفري ‪2014‬‬

‫ثقافية‬ ‫علمية‬

‫اجتماعية‬

‫ادبية‬ ‫ركن نظرات من‬ ‫المجتمع المقدسي‬ ‫الركن‬ ‫االخضر‬

‫ركن لغاية في‬ ‫نفس يعقوب‬

‫ريبورتاجات‬ ‫مواضيع‬ ‫مقاالت‬ ‫…‬


‫فريق التحرير‬ ‫مدير التحرير‬ ‫بن جدو محمد الشريف‬ ‫نائبة مدير التحرير‬ ‫دريس حنان‬

‫محتويات العدد‬

‫من القسم االجتماعي‬ ‫بدري سلمى‬ ‫دنبري خولة‬

‫ريبورتاج ‪ :‬أسرة متماسكة لمجتمع أقوى‪2…………..‬‬

‫علي موالي‬

‫ريبورتاج ‪ :‬الثقافة بين التجريد و الواقع ‪7 ..…….….‬‬

‫زروقي انيس‬

‫ركن لغاية في نفس يعقوب ‪ :‬كيف انا دون انت …‪13...‬‬

‫علي وليد كامل‬

‫موضوع علمي‪ :‬هل تساءلت !!…………………‪17‬‬

‫يقين جمال غرابا‬ ‫دارين‬ ‫من القسم الثقافي‬

‫موضوع ادبي ‪ :‬رحمة العالمين في درر العرب‪21…...‬‬ ‫ركن نظرات من المجتمع المقدسي‪29……..……….‬‬

‫مراد منى‬

‫موضوع اجتماعي ‪ :‬االنسان و االسرة ‪31……..…...‬‬

‫مراد مروة‬

‫الركن االخضر ‪ :‬دواؤنا في غذائنا‪34……..……….‬‬

‫محمد‬

‫قيمة اجتماعية ‪ :‬حي على السالم……………… ‪36‬‬

‫من القسم االدبي‬ ‫زياد شيماء‬ ‫لميطة ايمان‬ ‫من القسم العلمي‬ ‫دواغ نرجس‬ ‫مسؤول النشر‬ ‫وليد بودوة‬


‫كلمة العدد‬ ‫من منا ال يريد ان يكون ناجحا ?! مؤكد ال احد ألننا و بالفطرة نطمح لتحقيق‬ ‫النجاح في كل خطوة نخطوها في دروب الحياة المليئة بالعقبات و الذكي منا من‬ ‫يجعل من العقبات سلما يصعد به لبلوغ القمة ومن يجعل من االرادة و الطموح‬ ‫سالحا للتغلب عليها‪.‬‬ ‫وإليماننا العميق بان شبابنا يملك طموحا كبيرا للنجاح ينتظر فقط توجيها سليما‬ ‫دافعا قويا و فرصة سانحة لتجسيده‬ ‫يسرنا ان نقدم لكم االصدار االول من مجلتكم "الشباب الناجح" الفتية بتاريخها و‬ ‫العمالقة بطموحاتها املين ان تجدوا فيها الفكرة الصائبة و المعلومة الصحيحة و‬ ‫الحكمة البالغة و الحلول الناجعة و سبيلكم طبعا نحو النجاح…‬ ‫و نستفتح هذه المجلة بتخصيص قسم كبير من عددها االول لألسرة لما لها من‬ ‫تأثير كبير ودور جلي في بناء مجتمع مثالي‪.‬‬ ‫ستجدون فيها العديد من المواضيع المتميزة االجتماعية واألدبية ‪,‬العلمية و الثقافية‬ ‫و العديد من االركان الهادفة التي نرجو ان تنال استحسانكم‪.‬‬ ‫فمرحبا بكم معنا لنسعى باجتهاد وجد و من الحماس و التفاعل نزيد ولنستفد و‬ ‫نفيد و الحمد هلل الذي علم بالقلم علم االنسان ما لم يعلم‪.‬‬

‫للتواصل معنا‪ ,‬يرجى مراسلتنا على العنوان‬ ‫البريدي االلكتروني اآلتي‬ ‫‪chabab.najih@gmail.com‬‬

‫‪1‬‬


‫أسرة متماسكة‬

‫لمجتمع أقوى‪...‬‬

‫هي اللبنة للمنزل الوطني الكبير بل هي النواة التي تشرف على البناء‬ ‫االجتماعي األصيل إذا كانت قوية متماسكة صار المجتمع متماسكا قويا ‪,‬لكن في السنوات‬ ‫األخيرة لعب الجهل والفقر والمرض إضافة للغزو الثقافي والتكنولوجي في إهمال القيم‬ ‫األخالقية واالجتماعية أصبحت العالقات هشة جدا واألسرة الجزائرية أصبحت أكثر‬ ‫عُرضة للتفكك واالنحراف‪ .‬تقول ياسمين وهي طفلة في الثانية عشر من عمرها "يقضي‬ ‫والداي نهارهما في العمل خارج المنزل وأعود للبيت فقط لألكل واالستماع لساعة الشجار‬ ‫بينهما ثم النوم بعدها ‪ُ ,‬‬ ‫كنت أتمنى أن يستغال ساعة الشجار تلك في االهتمام بي " كيف‬ ‫ستكبر ياسمين وتقوم بدورها وهي فاقدة للدعم األبوي وبيتها مجرد فندق؟؟؟‪.‬أما ناديا‬ ‫زميلتها فتتمنى لو عاد أبوها فقط للمنزل وتحس بعدها أنها طفلة عادية كاآلخرين‪.‬في آخر‬ ‫إحصائية لوزارة العدل ‪ 05‬ألف حالة طالق في كل سنة زادت ‪ 05‬بالمائة في الثالث‬ ‫سنوات الماضية هذا يعني عن ضياع ‪ 055‬طفل على األقل مثل ناديا وتتشرد آالف النساء‬ ‫ناهيك عن اآلثار الن فسية واالجتماعية واالقتصادية الكارثية التي ستعصف بالمجتمع‬ ‫كل سنة‬ ‫َ‬ ‫وتوازن الدولة‪ .‬نحن ال نريد أن نركز هنا على عرض الخطر وآثاره الواضحة للجميع بل‬ ‫نريد المساهمة في اليقظة وطرح الحلول العملية لتضيق دائرة الهشاشة واالنحراف‪.‬‬ ‫نجحت ماليزيا وخالل فترة تقارب عشر سنوات في تخفيض حاالت الطالق المتفشية في‬ ‫البالد اذ كانت النسبة تصل إلى ‪ 03‬بالمائة في عام ‪ 0993‬ميالدية لتصبح في عام ‪3553‬‬ ‫‪ 7‬بالمائة أي أن النسبة انخفضت إلى ‪ 30‬بالمائة حيث سعت الدولة إلى تطبيق برنامج‬ ‫يعتبر ناجحا لمواجهة مشكلة الطالق والحد منها وذلك بعد الدراسات وبحث األسباب‬ ‫المؤدية إلى ذلك فعمدت إلى تطبيق برنامج " فنيات العالقة الزوجية وتربية األبناء " ولمدة‬ ‫شهر قبل الزواج لكافة المقبلين عليه وال يمنح عقد الزواج إال بعد منح مركز التكوين شهادة‬ ‫األهلية للزواج مما كان له األثر واإلسهام الكبير في الحد من نسبة الطالق بالدولة‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫في دبي أنشأت وزارة العدل قسم اإلصالح والتوجيه األسري يحوي أخصائيين نفسيين‬ ‫ومدربين بشريين يستمع ان لألزواج الرافعين قضايا طالق الن القاضي ال يملك الوقت‬ ‫الكافي لالستماع أيضا يستقبل هذا القسم االتصاالت على الخط الساخن واالنترنت ويرد‬ ‫بدوره بنصائح وإرشادات‪.‬‬ ‫الجزائر أيضا ت ملك كل الموارد واإلمكانيات البشرية والمادية لتطبيق مثل هاته النماذج‬ ‫لحماية األسرة وترقيتها وأيضا عن طريق ‪:‬‬

‫القيام بدورات تدريبية مجانية في العالقات الزوجية والتخطيط األسري وأساليب‬‫التربية البناءة‪ ,‬أو بأسعار مخفضة تراعي المتوسط العام للدخل الفردي للمواطن‬ ‫الجزائري ومراعاة القدرة الشرائية للمواطن في اقتناء دليل تربوي وتثقيفي ‪.‬‬ ‫_ تعزيز دور المساجد من خالل مسايرة الخطاب الديني للواقع األسري الجزائري‬ ‫من أجل معرف ة القيمة الحقيقية لألسرة ودورها وعرض الحقوق والقيم والثواب‬ ‫والعقاب‪.‬‬ ‫_فتح المجال للمرأة بالتطوير والتكوين والسفر ومواصلة التعليم األكاديمي فتثقيف‬ ‫المرأة يقوي الجناح الثاني للمجتمع مما يجعل المرأة أقدر على وعي واستيعاب‬ ‫دورها األسري فترقية المرأة ضمن القيم يضمن أسرة تلعب دورها الحقيقي في‬ ‫النسيج االجتماعي‪.‬‬ ‫_ تخصيص اجتماعات نصف شهرية أو شهرية تنعقد بين مديري التربية وأولياء‬ ‫التالميذ تراقب سير المنظومة التعليمية ومدى مالءمتها للطفل بسبر الرؤى حول‬ ‫واقع الطفل بين المدرسة والبيت ومراقبة المراهقين في مسارهم رفقة معلميهم إذ‬

‫‪3‬‬


‫التربية بخطين متوازيين بين المدرسة والبيت يخلق شخصية فصامية أو مزدوجة‬ ‫تتقمص دورين في محاولة للتهرب من رقابتهما المفروضة عليه في جو من‬ ‫الكبت الغير ممنهج لحريات األطفال واستقاللية المراهق في حدودها المرسومة‬ ‫من طرف مختصين‪.‬‬ ‫_توظيف اإلعالنات والحمالت على التلفزيون واإلذاعة إذ تهتم بهما الشريحة‬ ‫النسائية بنسبة أكبر‪ ،‬وبث قيم خلقية وتثقيفية وتوعية للوالدين ولالم خاصة‬ ‫والطفل‪ ،‬ونشر الملصقات والالفتات التوعية في الشوارع والمقاهي أين يكثر‬ ‫الرجال وتبصيرهم بواجب األب وأهمية دوره كمعيل أساس ومسؤول‪.‬‬ ‫تحري الكفاءة بين الرجل والمرأة‪ ،‬في األبعاد الخمسة األكثر أهمية وتأثيرا‪:‬‬‫الشرعي‪ :‬مدى التدين وااللتزام باألخالق والقيم‪.‬‬ ‫االجتماعي‪ :‬في الحالة المادية لكليهما ومدى تقبل المرأة لتحولها "مثال" من حالة‬ ‫الغنى واالرتياح المادي إلى الفقر الحياتي للمتقدم لها‪.‬‬ ‫الشكلي‪ :‬في مدى تقبل كل طرف لآلخر شكال وهيئة وطباعا وسلوكيات‪.‬‬ ‫العلمي‪ :‬في تقارب المستوى العلمي واألكاديمي والثقافي لكليهما‪.‬‬ ‫والعاطفي‪ :‬في فترة القبول واالرتياح الشعوري والرضا واالستلطاف النفسي‬ ‫الذي يسبق ارتباطهما‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫_توسيع ثقافة الطالق كحق قرآني رباني للمرأة في حال استنفاذ طرق اإلصالح‬ ‫والبقاء إذ بقاء الزواج قائما على تنافر شعوري ونفسي وسلوكي‪ ،‬وتبادل السباب‬ ‫والشتائم واألحقاد وتفاقم الشجارات أمام األطفال يساهم في تنشئة شخصيات‬ ‫متذبذبة‪ ،‬ونفسيات قلقة سهلة اإلغراء واالنحراف تحت مسوغ الالراحة المنزلية‬ ‫والتي يرقبها "عادة" مجموعات فاسدة من المجتمع تستغل مثل هذه المواقف لجلب‬ ‫الفتيات واستغالل األطفال‪.‬‬ ‫والحلول أكثر من أن تعد لتعدد األسباب وخصوصيتها ومدى عمق التجارب‬ ‫وفرديتها‪ ،‬مما يجعل األمر أكبر من أن يضبط في حلول محدودة‪،‬زواج يبنى على‬ ‫اختيار مسئول ذو كفاءة لبناء أسرة بين الواقعية بمعرفة دورها الحقيقي والمثالية‬ ‫بأن تسعى دائما للتطوير من نفسها‪,‬لذلك على المرأة أن تعيش من أجل مبادئها‬ ‫وأن تجسد القيم داخل الفراغ المنزلي وان تكون األم والصديق واألخ بكل‬ ‫مسؤولية في عالقتها الزوجية وفي أمومتها وعلى الزوج أن يتمسك بالتزامه‬ ‫وقدوته المصطفى صلى هللا عليه وسلم الذي رغم الفقر والهم إال انه كان الزوج‬

‫‪5‬‬


‫الحنون الذي يسمع ويصغي ويلعب ويعاون ويكرر حبه لهم دائما‪.‬نعم النموذج‬ ‫النبوي نموذج ليس مثالي لكنه مستطاع إن زاد التوجيه المدروس وتضاعف في‬ ‫المدارس والمساجد والجمعيات وقبل ذلك عندما يتولى المسؤولية صاحبها األمين‬ ‫في الوزارة رغم ذلك أنتج المجتمع الجزائري العديد من النماذج التي عاشت‬ ‫ألجل الوطن واألمة مثالا‪:‬‬ ‫الشيخ "عبد الرزاق قسوم" وهو‪ :‬هو عبد الرزاق بن عبد هللا بن عمر بن عبد‬ ‫هللا قسوم الجزائري‪ .‬ولد عام ‪0900‬م بالمغير‪ ،‬والية الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يعتبر من‬ ‫أبرز علماء الجزائر حيث يترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‪ ،‬وابنه‬ ‫الشهير "نضال قسوم" بروفيسور وعالم الفيزياء في الجامعة األمريكية في‬ ‫الشارقة ‪ ، AUS‬والذي على صوته في اآلفاق وقد أثنى على تربية والده وفضله‬ ‫في بلوغه هذه المرتبة من العلم والشهرة في أكثر من محفل دولي‪ ،‬وهو اآلن يقدم‬ ‫برنامج عن الكون ألول مرة في محاولة لتبسيط العلوم الكونية باللغة العربية‬ ‫للعامة‪.‬أيضا عائلة الشيخ اإلبراهيمي صديق ابن باديس في الكفاح العلمي وابنه‬ ‫الدكتور طالب احمد اإلبراهيمي دكتور في الطب ووزير سابق عرف بإخالصه‬ ‫للوطن دون مصلحته‪ .‬كما نجد شخصية إسالمية أشهر من نار على علم هي ‪:‬‬ ‫العالم الدكتور‪ :‬طارق السويدان الكويتي‪ ،‬وزوجته الداعية‪:‬بثينة اإلبراهيم ‪،‬‬ ‫وشهرة ابنته األدبية والنقدية ميسون وابنه محمد دكتور في الطب يجتمع الجميع‬ ‫في مشاريع عديدة لألسرة للشباب للقيادة وكلها تضيف لالمة أرقاما صعبة‬ ‫للنهضة بها وان دل على شيء فإنما يدل على حسن التربية والفهم والوعي‬ ‫بالواجب األسري في إنشاء أفراد فعالين وناجحين‪ ،‬يخدمون‬ ‫أوطانهم بالدرجة األولى ثم جل اإلنسانية‪.‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫سلمى بدري‬ ‫خولة دنبري‬ ‫علي موالي‬ ‫‪6‬‬


‫الثقافة بين التجريد و الواقع‬ ‫في خضم تطور مس الحياة بأبعادها ‪ ,‬ظل وال زال ‘‘ مفهوم الثق افة ’’ محل‬

‫جدل و صراع لذا أخصائيي المجال‬

‫هو مفهوم يتعدد صداه و يختلف باختالف االدلوجيات و االنتماءات ‪.‬‬

‫بعيدا عن أي تكلف حملنا أق المنا و دف اترنا فكانت الوجهة ‪ :‬المجتمع‬ ‫الجزائري بطبق اته و كان السؤال ‪ :‬مفهوم الثق افة ؟‬

‫فماذا يرسم الفرد الجزائري بعق ليته عن هذا المفهوم الذي طمرته رمال‬

‫العولمة ‪ ...‬تآبعونآ‬

‫بدءنا‬

‫رحلتنا التنقيبية عن هذا المفهوم الضائع فكانت محطتنا االولى عاصمة‬

‫الشرق الجزائري ‘‘ قسنطينة ’’ و تحديدا كلية الطب ‪ ,‬توجهنا الى هذا الوسط‬ ‫الطالبي اين خصّتنا الطالبة س‪.‬ا ببعض من وقتها ‪ ,‬ترى الطالبة س‪.‬ا ان الثقافة‬ ‫تنطوي ضمن مفهومين اثنين‪ :‬ثقافة معلوماتية ‪ ,‬علمية كانت ‪ ,‬أدبية ‪ ,‬أو سياسية‬ ‫و ثقافة تجريبية بمعنى ثقافة ُتكسبنا إياها تجارب الحياة و دروسها و تشاطرها‬ ‫رفيقتها في الدرب ش‪.‬ز هذا المفهوم ‪ ,‬بل و تؤكد على نقطة الشمولية ْاذ ترى أن‬ ‫الثقافة ِالما ٌم معلوماتي وبتعريف آخر فهي بمنظورها معادلة تجمع بين األصالة و‬ ‫المعاصرة ‪ .‬انهينا جولتنا بمدينة الجسور المعلقة و غيرنا مؤشر بوصلتنا غربا‬ ‫لنحط الرحال بعاصمة الثقافة العربية لعام ‪ ‘‘ 2102‬تلمسآن ’’ ‪ .‬اول استطالع‬ ‫حظينا به من طالب كلية االقتصاد ز‪.‬م الدي يُعرف الثقافة باعتبارها مجموع‬ ‫العلوم والمعارف التي يكتسبها الفرد عن طريق البحث‪..‬وبمفهوم آخر هي عبارة‬

‫‪7‬‬


‫عن تثقيف النفس واكتساب علوم ومعارف وتنوير العقل وإبداعه أما ل‪.‬م طالب‬ ‫كلية الحقوق فيعتبرها مفهوما يتجسد من خالل مجموع المعارف التي َيكتسبها‬ ‫الشخص عن طريق التعلم والفهم و البحث ‪ ,‬في حين يرى ب‪.‬ع طالب علم النفس‬ ‫ان الثقافة فن من الفنون تحوي مجموعة من المعارف و المفاهيم الواسعة و‬ ‫يمكن الوصول إليها بشكل الصرف ‪.‬‬

‫و لشمولية اكبر قمنا بزيارة استطالعية للطورين الثانوي و المتوسط أين اختلفت‬ ‫و تعدد اآلراء ‪.‬‬ ‫بدايتنا كانت مع طالب الطور الثانوي ب‪.‬ع فكان تعريفه التالي ‪ :‬الثقافة مجال في‬ ‫العلم يكتسبها الشخص دون دراسة بل و انها التقتصر على الدارس فقط عالما‬ ‫كان ام طالب فهي تتعدى هذا لتشمل االمي ‪ ,‬اذا هي مُك َتسب االبحاث و التجارب‬ ‫التي تصادف حياتنا او حياة غيرنا ‪ ,‬تجعل الشخص عالما و ان لم يدرس حرفا‬ ‫فكما يقال يوجد في النهر ما ال يوجد في البحر‪ .‬اما طالب الطور المتوسط ب‪.‬ش‬ ‫فيعتبرها مجموعة من المعارف تعبر عن أفكار و آراء االنسان و شخصيته ‪.‬‬ ‫وبتعريف ابسط من عامل كانت الثقافة بمنظورة جمعا بين التواضع ‪ ,‬االخالق ‪,‬‬ ‫التربية ‪ ,‬وفن التعامل ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫عدنا ادراجنا لتكون المحطة والية برج بوعريريج اين التقينا بمسؤول العالقات‬ ‫برابطة شباب ألجل القدس الذي رسم لهذا التعريف صورة تقريبية باعتباره‬ ‫مفهوما جامعا بين الشمولية و الداريات بمجاالت عدة ‪.‬‬

‫وهكذا استمرت رحلتنا فكانت المحطة في هذه المرة لؤلؤة الساحل ‘‘ جيجل ‘‘ اين‬ ‫خصنا األستاذ الجامعي بكلية الهندسة بلقاء حصري ‪ ,‬فالثقافة بذهنيته هوية و‬ ‫مقوم اساسي في حضارة االمة فهي تتعدى تعبيرها عن الماضي لتعبر عن‬ ‫حاضر االمة ‪ ,‬و باختصار هي علم واسع المجاالت شامل االتجاهات ‪.‬‬

‫وهكذآ كآنت محطتنا االخيرة الجنوب الجزائري ‪ ,‬حيث اعتبرت طالبات تسيير‬ ‫التقنيات الحضارية الثقافة فنا يضم مختلف المجاالت كالتعلم ‪ ,‬العادات و التقاليد و‬ ‫التراث ‪.‬‬ ‫من اكثر المواقف طرافة اؤلئك الذين اعتلت وجوههم مالمح استغراب ‪,‬‬ ‫فعُقدت االلسنة و َش ُخصت االبصار وكان الصمت سيد الموقف ‪,‬وكان منهم من‬ ‫اجب بضحكة طويلة االمدى ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫كما الحظت قارئنا الكل صاغ تصورا لهذا المفهوم ‪ ,‬الكل رسم لوحة ‪ ,‬لكن‬ ‫المالحظ كون الصورة غير واضحة المعالم ‪ .‬لتوضيح هذه الصورة اتجهنا الى‬ ‫المكتبة اين شد انتباهنا مرجع ظل و الزال نعم المرجع كيف ال وقد خطه المفكر‬ ‫العظيم ‘‘ مالك بن نبي ‪ ,,‬رحمه هللا ‪ -‬فهي كما يعرفها بن نبي ‪ ":‬الثقافة تتعرف‬ ‫بصورة عم لية بأنها مجموعة من الصفات الخلقية و القيم االجتماعية التي تؤثر‬ ‫في الفرد منذ والدته و تصبح ال شعوريا العالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة‬ ‫في الوسط الذي ولد فيه؛ فهي إذن " المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه و‬ ‫شخصيته‪ .‬و هذا التعريف الشامل للثقافة هو الذي يحدد مفهومها‪ ،‬فهي المحيط‬ ‫الذي يعكس حضارة معينة‪ ،‬و الذي تحرك في نطاقه اإلنسان المتحضر‪ .‬و هكذا‬ ‫نرى أن هذا التعريف –يقول بن نبي‪ -‬يضم بين دفتيه فلسفة اإلنسان و فلسفة‬ ‫الجماعة‪ ،‬أي مقومات اإلنسان و مقومات المجتمع‪ ،‬مع أخذنا في االعتبار‬ ‫ضرورة انسجام هذه المقومات جميعا في كيان واحد‪ ،‬تحدثه عملية التركيب التي‬ ‫تجريها الشرارة الروحية‪ ،‬عندما أذن فجر إحدى الحضارات و العلم‪:‬يقول بن نبي‬ ‫" يجب علينا أوال أن ننتهي من البلبلة الفكرية المضرة جدا‪ ،‬و التي تجعل من‬ ‫كلمة ثقافة مرادفة لكلمة‪.‬‬ ‫إن العلم يعطي المعرفة ‪ ،‬إنه يعطي اللباقة و المهارة ‪ ،‬وفقا للمستوى االجتماع‬ ‫الذي يتم عليه البحث العلمي‪ ،‬و العلم يعطي امتالك القيم التقنية التي تولد‬ ‫األشياء‪...‬‬

‫‪10‬‬


‫و الثقافة تعطي العلم‪ ،‬إنها تعطي السلوك و الغنى الذاتي الذي يتواجد على كل‬ ‫مستويات المجتمع؛ و الثقافة تعطي امتالك القيم اإلنسانية التي تخلق‬ ‫الحضارة‪"...‬النتيجة هي أن " الثقافة و العلم ليسا مترادفين‪,‬فالثقافة تولد العلم‬ ‫دائما‪ ،‬و العلم ال يولد الثقافة دوما‪ ،‬و ال يمكن استبدال أحد هذين المفهومين‬ ‫باآلخر‪".‬و منه نستنتج أن " الثقافة ليست مجرد علم يتعلمه اإلنسان في المدارس‬ ‫و يطالعه في الكتب‪ ،‬بل هي " نظرية في السلوك ‪ ،‬أكثر من تكون نظرية في‬ ‫المعرفة‪ ،‬و بهذا يمكن أن قاس الفرق الضروري بين الثقافة و العلم‪.‬‬ ‫وظيفة الثقافة الحضارية‪":‬حتى تعود الثقافة إلى وظيفتها الحضارية‪ -‬قول بن‬ ‫نبي‪ -‬يجب أن نحددها كعامل تاريخي لكي نفهمها‪ ،‬ثم كنظام تربوي تطبيقي‬ ‫لنشرها بين طبقات المجتمع"‪ .‬معنى الثقافة في التاريخ‪ ":‬ال مكن لنا أن نتصور‬ ‫تاريخا بال ثقافة‪ ،‬فالشعب الذي يفقد ثقافته قد يفقد حتما تاريخه"‪ .‬و الثقافة‪ -‬بما‬ ‫تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة اإلنسانية في جمع أدوارها من لدن آدم‪-‬‬ ‫ال سُوغ أن تعد علما يتعلمه اإلنسان ‪ ،‬بل هي محيط يحيط به و إطار تحرك‬ ‫داخله‪ ،‬فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه‪ ،‬إنها الوسط الذي تتكون فيه جميع‬ ‫خصائص المجتمع المتحضر‪ ،‬و هي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من‬ ‫جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه‪ ،‬بمن في ذلك الحداد و الفنان‬ ‫و الراعي و العالم و اإلمام‪ ،‬و هكذا يتركب التاريخ"‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫فالثقافة‪ -‬يرى بن نبي‪ -‬هي تلك الكتلة نفسها بما تتضمنه من عادات متجانسة‪ ،‬و‬ ‫عبقريات متقاربة و تقاليد متكاملة‪ ،‬و أذواق متناسبة و عواطف متشابهة‪ ،‬و‬ ‫بعبارة جامعة‪ :‬هي كل ما اعطي الحضارة سمتها الخاصة و يحددها قطبيها من‬ ‫عقلية ابن خلدون‪ ،‬و روحانية الغزالي‪ ،‬أو عقلية 'ديكارت' ‪...‬‬ ‫كان هذا مفهوم الثقافة على ضوء ما سلطة مالك بن نبي في كتابه ‘‘ مشكلة الثقافة‬ ‫’’ و تعتبر النظرية الثقافية عند مالك بن نبي من اجود ما سطر ويمكن وصف هذا‬ ‫التعريف بالتعريف الجامع المانع ‪ ,‬يطول الحديث فموضوعنا متشعب االبعاد‬ ‫متعدد الفروع لكن ما تعلمناه في روبورتاجنا هذا ان الثقافة بمفهومها جمع بين‬ ‫المبدأ األخالقي و اللمسة الجمالية ‪.‬‬ ‫قارئنا ‪ ,‬القسم الثقافي الفني نافذتك المطلة على جديد اإلبداعات و أصيل العادات‬ ‫قسمك بتذوق متميز للفن الراقي ‪ ,‬بنمط سلوكي متكامل األبعاد ندعوك قارئنا الى‬ ‫تجسيد هذا المفهوم و ايانا ‪ ,,‬ستكون بحول هللا مواضيعنا منا و اليكم فكونوا في‬ ‫الموعد ^^ اجمل تحية من فريق عمل القسم الثقافي الفني لمجلة الشباب الناجح ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫كيف أنا دون أنت‪...‬‬

‫أردفت باب بيتهم وراء ظهرها ‪ ،‬و وضعت يداها في جيوبها الصغيرة و هي تنزل‬ ‫ساللم العمارة‪ ...‬تنهّدت عميقا‪ ،‬رسمت شبه ابتسامة و مشت‪..‬‬ ‫هو‪ ...‬انتهى به األمر جالسا على أزيز كرسي خشبي في هذا الزقاق الحقير‬ ‫غربة و تغريبا ‪..‬‬ ‫لم يرها تنال شهاداتها‪ ..‬لم يقدها يوما الى مدرسة‪ ..‬لم يعلمها ركوب دراجة ‪ ..‬لم يملك منذ‬ ‫ثالث عشرة سنة غير صورة عتيقة لها‪ ..‬أتراه يتعرّ فها و هو الذي لم يمسك يدها مذ كانت‬ ‫في الرابعة !!!‬ ‫كانت تف ّكر باستمرار كيف لها أن تجيب على أسئلة أختها المشرفة على هرج‬ ‫مراهقة مرهقة سوف تقضيها من دونه تماما كما فعلت هي !!‬ ‫هو‪ ،‬كانت السنين تنخر عقله ; كيف هم ؟! أتراها تذكره؟! أي رجل غدا ابنه‬ ‫البكر؟! أ مازالت في قلب زوجه ذكرى منه؟! أكان آخر حملها صبيا أو فتاة !!! أ تراني‬ ‫مازلت حيّا أم أ ّني غبت عن الحياة !!!‬ ‫أن تقضي ما يفوق عقدا غريبا يجعلك تنكر ذاتك‪...‬‬

‫‪13‬‬


‫هي ‪ ،‬تعود مساءا منهكة من غيابه‪ ،‬تفتح باب غرفة أخيها لتراه متمددا كالمقتول‬ ‫تعبا من شقاء كل يوم‪ ...‬تنتظر أختها التي ستعود مع أمها سائلة إيّاها ككل مرة "متى‬ ‫ماما؟! متى سيعود؟!"‬ ‫و عاجزة ككل مرة‪ ،‬تنظر إليها‪" ...‬حبيبتي‪ ،‬أمك متعبة‪ ...‬أال ترين أختك؟ ال فروض‬ ‫منزلية اليوم !!" ‪...‬‬ ‫كانت الفروض المنزلية هي الحجة التي تستعملها غالبا‪ ...‬ما كانت ستجيبها مثال!! "ال‬ ‫أدري!"‪ ...‬أليس ذلك الرجل زوجها!!‬ ‫من الصعب أن تكون أما‪...‬‬ ‫كان أقصى ما يثخنها عذابا أن تسألها صغيرتها بحرقة و ال تجد بما تجيب‪...‬‬ ‫أن تلقي نظرة على ابنها الذي لم يتم سنّ الرشد بعد و قد بلغ الشقاء منه ما بلغ‪...‬‬ ‫أن ترى النحيب الصامت في عيني ابنتها الكبرى و هي تكابر شوقها لذلك الرجل الذي‬ ‫يجب أن يكون حاضرا في حياة كل شخص‪...‬‬ ‫األصعب أن تنظر إلى فلذات كبدها بعين يأكلها خبث السرطان‪...‬‬ ‫لمن ستترك فتى يعود كل ليلة ليرتمي باكيا عند قدميها‪ ...‬يعتذر منها عن كل خطأ قاده‬ ‫االنهيار إليه‪ ...‬عن كل ما أذنب و ما لم يذنب‪ ...‬عن كل خطيئة ارتكبها ذلك الذي ال يريد‬ ‫أن يشبهه في شيء‪ ...‬فتى يغرق اعتذارا منها ثم ينهار شوقا له‪...‬‬

‫‪14‬‬


‫لمن ستترك فتاة ال تسمعها إال أنها لن تعيش إن تخلّت عنهم كما فعل ذلك الرجل عديم‬ ‫المسؤولية الذي تكره‪...‬‬ ‫لمن تترك من ال زالت على مشارف العقد و المفاجآت‪ ...‬تلك التي ال تعرف إن كان لها‬ ‫الحق أن ترفع رأسها أمام من يسألها إن كان لها أب‪...‬‬ ‫هي ال تعلم شيئا عن حاله‪ ،‬فكيف ستشرح لهم أنه لم يكن يوما بهذا السوء‪...‬‬ ‫كيف لها أن تقنعهم بحنان من احترف الجفاء منذ أكثر من عقد‪ ...‬كيف لها أن تخبرهم عن‬ ‫مالمح رجل ال يعرف حتى مالمحهم‪ ...‬كيف لها أن تكلّمهم عن طيبة من ال تدري أيّ خبث‬ ‫ذاك الذي أخذه‪ ...‬هي تعلم أنه لم يكن يوما بهذا السوء‪...‬‬ ‫هو‪ ،‬لم يكن يوما بهذا السوء‪ ...‬لم يكن يعلم أن ما ظ ّنه شجاعة ا ّتضح من سبل‬ ‫الجبن‪ ...‬و ما ظنّ أنه تحمّل رجل لمسؤوليته في إعالة أسرته انقلب ليكون انعداما تاما‬ ‫للمسؤولية‪ ...‬و أنّ قراره ذاك الذي رسم دربه وحده خلّف وراءه كوارثا‪...‬‬ ‫هو‪ ،‬كل ما يشغله كيف سيعود و هو لم يحقق شيئا مما تغرّ ب له !!!‬ ‫هم‪ ،‬يلعنون غربته في كل حين‪...‬‬ ‫هو‪ ،‬ال يعلم بأي وجه قد يقابل من قد ال يتعرّ فون عليه !‬ ‫هم‪ ،‬فقط يريدون وجوده حتى و إن لم يتعرّ فهم‪...‬‬ ‫هو‪ ،‬كان ربّ أسرة‪ ،‬رجال ثائرا عاكسته الحياة حين رمت به خارج عمله‪،‬‬ ‫فتغرّ ب على سبيل الرزق و لم يسعفه كبرياؤه الرجوع خائبا‪...‬‬ ‫هم‪ ،‬فتى طيّب أضاعته دهاليز الحياة حتى إذا عاد عنها أشقته لقمة يقتسمها مع‬ ‫أمه و أختيه‪...‬‬

‫‪15‬‬


‫فتاة بثورة أبيها تعاكس الحياة كيفما عاكستها‪ ...‬وصغيرة تندهش عيناها دمعا كلما ذكر‬

‫أحدهم كلمة "أب"‪...‬‬ ‫امرأة ال تدري أزوجة مهمل هي أم أرملة فقيد !‪ ...‬ال تعرف لها صفة سوى أمومتها التي‬ ‫تلف بها صغارها وتحيطهم أبا و أمّا‪...‬‬ ‫هو‪ ،‬مقتنع أنهم قد نسوه و يعتنقون موته منذ أمد‪..‬‬ ‫هم‪ ،‬يتم ّنون لو كان موته هو سبب عدم عودته‪...‬‬ ‫األمل‪ ،‬أن ينتظروه‪...‬‬ ‫المعجزة‪ ،‬أن يعود‪...‬‬ ‫القدر‪ ،‬أن نعيدها أو أن نغيّر‪....‬‬

‫بقلم‬ ‫زياد شيماء‬

‫‪16‬‬


17


18


19


20


‫رحمة العاملين في درر العرب‬ ‫وأحسن منك لم تر قط عيني ‪ .........‬وأجمل منك لم تلد النساء‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت كما تشاء‬ ‫ت مبرءاً من كل عيب ‪ ..........‬كأنك قد خُلقْ َ‬ ‫خُلقْ َ‬ ‫شكلت شخصية النبي صلوات هللا عليه أهم محاور الشعر العربي منذ البدايات األولى للدعوة اإلسالمية و قد‬ ‫مـر العصور اإلسالميـة حتـى أصبح اليوم فنـًا‬ ‫تطور هذا النوع من الشعر على يد العديد من الشـعراء على ّ‬ ‫ّ‬ ‫قائمـًا بذاته له خصائصه وطرقه‪.‬‬ ‫‪1‬ـ المديح فن قائم بذاته ‪:‬‬ ‫المديح النبوي هو ذلك الشعر الذي ينصب على مدح النبي (صلى هللا عليه و سلم) بتعداد صفاته الخلقية‬ ‫والخلقية وإظهار الشوق لرؤيته وزيارة قبره واألماكن المقدسة التي ترتبط بحياة الرسول (صلى هللا عليه و‬ ‫سلم) ‪ ،‬مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية ونظم سيرته شعرا واإلشادة بغزواته وصفاته المثلى والصالة عليه‬ ‫تقديرا وتعظيما‪.‬‬ ‫وۥيظهر الشاعر المادح في هذا النوع من الشعر الديني تقصيره في أداء واجباته الدينية والدنيوية‪ ،‬ويذكر عيوبه‬ ‫وزالته المشينة وكثرة ذنوبه في الدنيا‪ ،‬مناجيا هللا بصدق وخوف مستعطفا إياه طالبا منه التوبة والمغفرة ‪.‬وينتقل‬ ‫بعد ذلك إلى الرسول (صلى هللا عليه و سلم) طامعا في وساطته وشفاعته يوم القيامة ‪.‬وغالبا ما يتداخل المديح‬ ‫النبوي مع قصائد التصوف وقصائد المولد النبوي التي تسمى بالمولديات‪.‬‬ ‫وتعرف المدائح النبوية كما يقول الدكتور زكي مبارك بأنها فن‪":‬من فنون الشعر التي أذاعها التصوف‪ ،‬فهي‬ ‫لون من التعبير عن العواطف الدينية‪ ،‬وباب من األدب الرفيع؛ ألنها ال تصدر إال عن قلوب مفعمة بالصدق‬ ‫واإلخالص‬ ‫ومن المعهود أن هذا المدح النبوي الخالص ال يشبه ذلك المدح الذي كان يسمى بالمدح التكسبي أو مدح التملق‬ ‫الموجه إلى السالطين واألمراء والوزراء‪ ،‬وإنما هذا المدح خاص بأفضل الخلق ويتسم بالصدق والمحبة‬ ‫والوفاء واإلخالص والتضحية واالنغماس في التجربة العرفانية والعشق الروحاني اللدني‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪2‬ـ ظهــور المديح النبوي ‪:‬‬ ‫ظهر المديح النبوي في المشرق العربي مبكرا مع مولد الرسول (صلى هللا عليه و سلم)‪،‬وأذيع بعد ذلك مع‬ ‫انطالق الدعوة اإلسالمية وشعر الفتوحات اإلسالمية إلى أن ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض والشريف‬ ‫الرضي‪ .‬ولكن هذا المديح النبوي لم ينتعش ويزدهر ويترك بصماته إال مع الشعراء المتأخرين وخاصة مع‬ ‫الشاعر البوصيري في القرن السابع الهجري والتي عرفت بالبردة ‪.‬وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه‬ ‫القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها‪ ،‬حتى قيل‪ :‬إنها أشهر قصيدة مدح في‬ ‫الشعر العربي بين العامة والخاصة وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارً ا واسعًا في البالد اإلسالمية‪ ،‬يقرأها بعض‬ ‫المسلمون في معظم بالد اإلسالم كل ليلة جمعة‪ .‬وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة‪ ،‬أو‬ ‫مجالس الصالة على النبي‪ .‬يقول الدكتور زكي مبارك‪« :‬البوصيري بهذه البردة هو األستاذ األعظم لجماهير‬ ‫المسلمين‪ ،‬ولقصيدته أثر في تعليمهم األدب والتاريخ واألخالق‪ ،‬فعن البردة تلّقى الناس طوائف من األلفاظ‬ ‫والتعابير غنيت بها لغة التخاطب‪ ،‬وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية‪ ،‬وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في‬ ‫كرم الشمائل والخالل‪ .‬وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها األخاذ إلى مختلف األقطار اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأن يكون الحرص على تالوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى هللا والرسول»‬ ‫‪3‬ـ تطور المديح النبوي في الشعر العربي القديم‪:‬‬ ‫أول ما ظهر من شعر المديح النبوي ما قاله عبد المطلب إبان والدة محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إذ شبه والدته‬ ‫بالنور واإلشراق الوهاج الذي أنار الكون سعادة وحبورا‪ ،‬يقول عبد المطلب‪:‬‬

‫وأنت لما ولدت أشرقت‬ ‫فنحن في ذلك الضياء وفي‬

‫األرض و أضاءت بنورك األفق‬ ‫النور و سبل الرشاد نخترق‬

‫وتعود أشعار المديح النبوي إلى بداية الدعوة اإلسالمية مع قصيدة "طلع البدر علينا"‪ ،‬وقصائد شعراء الرسول‬ ‫(صلى هللا عليه و سلم) كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد هللا بن رواحة وكعب بن زهير صاحب الالمية‬ ‫المشهورة‪:‬‬

‫بانت سعاد فق لبي اليوم متب ول‬

‫متيم إثرها لم يفد مكبول‬

‫‪22‬‬


‫وقد استحقت هذه القصيدة المدحية المباركة أن تسمى بالبردة النبوية؛ ألن الرسول (صلى هللا عليه و سلم)‬ ‫كسا صاحبها ببردة مطهرة تكريما لكعب بن زهير وتشجيعا للشعر اإلسالمي الملتزم الذي ينافح عن الحق‬ ‫وينصر اإلسالم وينشر الدين الرباني‬ ‫ومن أهم قصائد حسان بن ثابت في مدح النبي الكريم عينيته المشهورة في الرد على خطيب قريش عطارد بن‬ ‫حاجب‪:‬‬

‫إن الذوائب من فهر وإخوتهم‬

‫قد بينوا سنة للناس تتبع‬

‫ومن أهم شعراء المديح النبوي في العصر األموي الفرزدق والسيما في قصيدته الرائعة الميمية التي نوه فيها‬ ‫بآل البيت واستعرض سمو أخالق النبي الكريم وفضائله الرائعة‪ ،‬ويقول في مطلع القصيدة‪:‬‬

‫هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‬

‫و البيت يعرفه و الحل و الحرم‬

‫وقد ارتبط مدح النبي (صلى هللا عليه و سلم) بمدح أهل البيت وتعداد مناقب بني هاشم وأبناء فاطمة كما وجدنا‬ ‫ذلك عند الفرزدق والشاعر الشيعي الكميت الذي قال في بائيته‪:‬‬

‫طربت وما شوق ا إلى البيض أطرب‬

‫و ال لعب مني و ذو الشوق يلعب‬

‫ويذهب الشريف الرضي مذهب التصوف في مدح الرسول (صلى هللا عليه و سلم) وذكر مناقب أهل البيت‬ ‫وخاصة أبناء فاطمة الذين رفعهم الشاعر إلى مرتبة كبيرة من التقوى والمجد والسؤدد كما في داليته‪:‬‬

‫شغل الدموع عن الديار بكاؤنا‬

‫لبكاء ف اطمة على أوالدها‬

‫وللشاعر العباسي مهيار الديلمي عشرات من القصائد الشعرية في مدح أهل البيت واإلشادة بخالل الرسول‬ ‫(صلى هللا عليه و سلم) وصفاته الحميدة التي التضاهى وال تحاكى‪.‬‬ ‫ولكن يبقى البوصيري الذي عاش في القرن السابع الهجري من أهم شعراء المديح النبوي ومن المؤسسين‬ ‫الفعليين ل لقصيدة المدحية النبوية والقصيدة المولدية كما في قصيدته الميمية الرائعة التي مطلعها‪:‬‬

‫أمن تذكر جي ران بذي سلم‬

‫مزجت دمعا جرى من مق لة بدم‬

‫‪23‬‬


‫‪4‬ـ للشعر المعاصر ما يقول في مدح الرسول‪:‬‬ ‫و من المعاصرين الذين أشادوا بسيد البرية في شعرهم أمير الشعراء أحمد شوقي عندما نظم قصيدته المشهورة‬ ‫على نهج البردة و التي جارى بها البوصيري و غنتها أم كلثوم و التي يقول في مطلعها‪:‬‬

‫مزجت دمعا جرى من مق لة بدم‬

‫أمن تذكر جيران بذي سلم‬ ‫ريم على الق اع بين البان والعلم‬

‫أحل سفك دمي في األشهر الحرم‬

‫رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا‬

‫يا ساكن الق اع أدرك ساكن األجم‬

‫إلى أن يقول‪:‬‬

‫محمد صفوة الباري ورحمته‬ ‫وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة‬

‫وبغية اهلل من خلق ومن نسم‬ ‫متى الورود وجبريل األمين ظمي‬

‫سناؤه وسناه الشمس طالعة‬

‫ف الجرم في ف لك والضوء في علم‬

‫و كان أيضا لشاعر المرأة المعاصر نزار قباني بصمته في وصف حبيب هللا فقال في قصيدته‪:‬‬

‫عز الورود‪..‬وطال فيك أوام ‪........‬وأرقت وحدي‪..‬واألنام نيام‬ ‫ورد الجميع ومن سناك تزودوا ‪........‬وطردت عن نبع السنى وأق اموا‬ ‫‪5‬ـ شعر المديح النبوي في األدب المغربي واألندلسي‪:‬‬ ‫إذا انتقلنا إلى األدب المغربي لرصد ظاهرة المديح النبوي‪ ،‬فقد كان الشعراء المغاربة سباقين إلى االحتفال‬ ‫بمولد النبي ونظم الكثير من القصائد في مدح الرسول (صلوات هللا عليه) وتعداد مناقبه الفاضلة وذكر صفاته‬ ‫الحميدة وذكر سيرته النبوية الشريفة وذكر األمكنة المقدسة التي وطئها نبينا المحبوب‪ .‬و كان الشعراء‬ ‫يستفتحون القصيدة النبوية بمقدمة غزلية صوفية يتشوقون فيها إلى رؤية الشفيع وزيارة األمكنة المقدسة‬ ‫ومزارات الحرم النبوي الشريف‪ ،‬وبعد ذلك يصف الشعراء المطية ورحال المواكب الذاهبة لزيارة مقام النبي‬

‫‪24‬‬


‫الزكي‪ ،‬وينتقل الشعراء بعد وصف النبي إلى وصف األماكن المقدسة مع عرضهم لذنوبهم الكثيرة وسيئاتهم‬ ‫العديدة طالبين من الحبيب الكريم الشفاعة يوم القيامة لتنتهي القصيدة النبوية بالدعاء و التصلية‪..‬‬ ‫ومن أهم الشعراء المغاربة الذين اشتهروا بالمديح النبوي نستحضر مالك بن المرحل كما في ميميته المشهورة‬ ‫التي يعارض فيها قصيدة البوصيري الميمية‪:‬‬

‫شوق كما رفعت نار على علم‬

‫تشب بين فروع الضال والسل م‬

‫ويقول في قصيدته الهمزية مادحا النبي ‪:‬‬

‫إلى المصطفى أهديت غر ثنائي‬

‫فيا طيب إهدائي وحسن هدائي‬

‫ونذكر إلى جانب عبد المالك بن المرحل الشاعر السعدي عبد العزيز الفشتالي الذي يقول في إحدى قصائده‬ ‫الشعرية‪:‬‬

‫محمد خير العالمي ن بأس رها‬

‫وسيد أهل األرض م اإلنس والجان‬

‫أما القاضي عياض فقد خلف مؤلفات عديدة وقصائد أغلبها في مدح الرسول (صلى هللا عليه و سلم) والتشوق‬ ‫إلى الديار المقدسة كما في قصيدته الرائية‪:‬‬

‫قف بالركاب فهذا الربع والدار‬

‫الح ت علين ا من األحباب أنوار‬

‫ومن شعراء األندلس الذين اهتموا بالمديح النبوي وذكر األماكن المقدسة لسان الدين بن الخطيب الذي يقول في‬ ‫قصيدته الدالية‪:‬‬

‫تألق "نجديا" ف اذكرني "نجدا"‬ ‫وميض رأى برد الغمامة مغف ال‬

‫وهاج لي الشوق المبرح والوجدا‬ ‫فمد يدا بالتب ر أعلمت البردا‬

‫‪25‬‬


‫‪6‬ـ البردة للبوصيري أرقى ما جاد به القلم العربي‪:‬‬ ‫و هنا نفصل قليال في البردة لمحمد بن سعيد البوصيري التي سبقنا في ذكرها و ذلك لألهمية التي اتصفت بها‬ ‫و الوقع التي تركته في هذا الفن الراقي من فنون الشعر العربي و التي قال فيها‪:‬‬

‫محمد سيد الكونين والثق لي‬

‫ن والفريقين من عرب ومن عجِم‬

‫اآلمر الناهي ف ال أحد‬ ‫نبينا ُ‬

‫أبر في قوِل ال منه وال نعم‬

‫هو الحبيب الذي ترجى شف اعته‬

‫لكل ٍ‬ ‫هول من األهوال مقتحم‬

‫دعا إلى اهلل ف المستمسكون به‬

‫مستمسكون بحب ٍل غير منفصم‬

‫ف اق النبيين في ٍ‬ ‫خلق وفي خُلُ ٍق‬

‫ولم يدانوه في علٍم وال كرم‬

‫وكلهم من رسول اهلل ملتمس‬

‫غرف اً من البحر أو رشف اً من الديِم‬

‫وواقفون لديه عند حدهم‬

‫من نقطة العلم أو من شكله الحكم‬

‫فهو الذي تم معناه وصورته‬

‫ثم اصطف اه حبيباً بارئُ النسم‬

‫ٍ‬ ‫شريك في محاسنه‬ ‫منزه عن‬

‫فجوهر الحسن فيه غير منقسم‬

‫‪ °‬سبب نظم هذه القصيدة‪:‬‬ ‫يقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة‪ :‬كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫وسلم‪ ،‬منها ما اقترحه عل ّي الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير‪ ،‬ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج (الشلل‬ ‫النصفي) فأبطل نصفي‪ ،‬ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى هللا في أن يعافيني‪ ،‬وكررت‬ ‫إنشادها‪ ،‬ودعوت‪ ،‬وتوسلت‪ ،‬ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده المباركة‪ ،‬وألقى عليّ بردة‪ ،‬فانتبهت‬ ‫ُ‬ ‫ووجدت ف ّي نهضة‪ ،‬فقمت وخرجت من بيتي‪ ،‬ولم أكن أعلمت بذلك أحداً‪ ،‬فلقيني بعض الفقراء فقال لي‪ :‬أريد‬ ‫أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬أي قصائدي؟ فقال‪ :‬التي‬ ‫أنشأتها في مرضك‪ ،‬وذكر أولها وقال‪ :‬وهللا إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وآله وسلم‪ ،‬وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة‪ .‬فأعطيته إياها‪ .‬وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤيا‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪ °‬أجزاء القصيدة‬ ‫تقع قصيدة البردة في عشرة فصول هي بالترتيب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬في الغزل وشكوى الغرام‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬في التحذير من هوى النفس‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬في مدح سيد المرسلين ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬في مولــده ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬في معجزاته ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬في شـرف القرآن ومدحه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل السابع ‪ :‬في إسرائه ومعراجه ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل الثامن ‪ :‬في جهاد النبي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل التاسع ‪ :‬في التوسل بالنبي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفصل العاشر ‪ :‬في المناجاة وعرض الحاجات‪.‬‬

‫‪ُ °‬‬ ‫شرَّ احها‪:‬‬ ‫شرح قصيدة البردة عدد كبير من أئمة السنة واعتنوا بها اعتناء كبيرا‪ ،‬فمنهم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫شهاب الدين القسطالني‪ :‬المتوفى سنة ‪ 329‬هـ‪ ،‬وسمى شرحه على البردة األنوار ال ُمضية في شرح‬ ‫الكواكب الدُرية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫جالل الدين المحلي‪ :‬المتوفى سنة ‪ 468‬هـ وهو صاحب كتاب (تفسير الجاللين) وكتاب ( شرح‬ ‫الورقات في أصول الفقه)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الزركشي‪ :‬صاحب كتاب (البرهان في علوم القرآن) المتوفى سنة ‪ 438‬هـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اللغوي خالد األزهري‪ :‬مؤلف كتاب (موصل الطالب إلى قواعد اإلعراب) المتوفى سنة ‪ 309‬هـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إبراهيم الباجوري‪ :‬صاحب كتاب (شرح جوهرة التوحيد) المتوفى سنة ‪ 6246‬هـ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪‬‬

‫النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة‪466‬هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحا ً لغويا ً سما ُه الكواكب‬ ‫الدرية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني‪ :‬صاحب كتاب (مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على األصول)‬ ‫المتوفى سنة ‪ 482‬هـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ابن العماد الحنبلي‪ :‬صاحب كتاب "شذرات الذهب" المتوفى سنة ‪ 404‬هـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫زكريا األنصاري‪ :‬المتوفى سنة ‪326‬هـ وسما ُه الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ابن حجر الهيتمي‪ :‬وسماهُ العمدة في شرح البردة‪.‬‬

‫ومن المعاصرين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الشيخ عمر عبد هللا كامل‪ :‬وسماه البلسم المريح من شفاء القلب الجريح‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الشيخ محمد عيد عبد هللا يعقوب الحسيني‪ :‬وسماه الشرح الفريد في بردة النبي الحبيب‪.‬‬

‫وقد شرحها الشيخ علي عثمان جرادي الصيداوي الحنفي في كتاب أسماه‪" :‬النفحات اللطيفة على البردة‬ ‫الشريفة"‪ُ ،‬‬ ‫طبع طبعة أولى في مركز علوم الحديث الشريف ‪ -‬دمشق‪ ،‬وستصدر طبعة ثانية في دار الكتب‬ ‫العلمية ‪ -‬بيروت قريبا بإذن هللا تعالى‪.‬‬ ‫و األمثلة ال تعد و ال تحصى في وصف علم الهدى و نور الكون فعجز الشعر عن وصفه و جفت األقالم من‬ ‫خجلها منه فمهما قيل في حقه ال يحصى ثناء عليه فصلى هللا عليه عدد ما كان و عدد ما يكون و عدد الحركة و‬ ‫السكون و نختم بقول حسان بن ثابت ‪:‬‬

‫مهند من سيوف اهلل مسلول‬

‫إن الرسول لنور يستضاء به‬ ‫بقلم ‪:‬‬

‫لميطة ايمان‬

‫‪28‬‬


‫نظرات من اجملمتع املقديس‬

‫َف ْلتترُكي التاريخ َيكتبُ َما يشا ُء ‪...‬‬ ‫ول َيرتع األعداء ‪...‬في رُباك‪...‬‬ ‫َ‬ ‫وليتفاخرُوا ‪...‬ولي َُسجلوا "يروشليم" في‬ ‫ول َيمْ َرحُوا‪َ ..‬فليفرحُوا وي َهو ُدوا‬ ‫سجالتهم ويتمر ُدوا‪...‬‬

‫‪29‬‬


‫هم لَ ْم َي ْف َهمُوا َولم يعرفُوا‪...‬‬ ‫أن التراب ناطق‪...‬‬ ‫وأن العروبة في شرايين القدس تنبضُ ‪...‬‬ ‫هم لم يفقهوا‪...‬‬ ‫لغة المآذن حين تك ّب ُر‬ ‫والقُ ْدسُ‬ ‫حين ُتزمج ُر ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫نص ُر ‪....‬‬ ‫وتنادي وأن‬ ‫ص ُر ‪...‬س ُت َ‬ ‫فلسطين وتد ‪...‬وأن العُرو َبة س ُت ْن َ‬ ‫َ‬

‫تصوير‪ :‬علي وليد كامل ‪ …..‬تعليق ‪ :‬يقين جمال غرابا‪....‬من مدينة القدس‬

‫‪30‬‬


‫االنسان واألسرة‬

‫ربما يكون االنسان هو المشروع االلهي ان صح التعبير في هذا الكون وذاك من‬ ‫رحمته ‪ ...‬وكان امره تعالى ان نكون الخلفاء على االرض ‪ ...‬واإلنسان مجبول‬ ‫بالفطرة على االستمرار ‪ ...‬فيأتي الخليفة بالخليفة ‪ ...‬فتنشا االسرة التي هي اول‬ ‫مكان يتربى فيها الفرد ويكون الفرد هو اآلخر مشروع االبوين الذي البد ان يعمال‬ ‫إلنجاحه والمحافظة عليه ألنه سيكون جزءا من مجتمع سيكون فيه فعاال بخير او‬ ‫بسوء والتربية تؤثر بالجزء الكبير في ذلك االمر ‪ ...‬وهو الذي يأخذه الكثير من‬ ‫اآلباء على محمل الهزل …صحيح اننا نجد االم واألب يسعون الى اطعام االبناء‬ ‫احسن ما يمكن لهم ان يكسبوا وان يلبسوهم بقدر ما استطاعوا ‪ ...‬والخوف عليهم‬ ‫دائم التواجد ‪ ...‬ولكن الجهل بان ذلك ليس كل شيء ايضا موجود في الكثيرين منا‬ ‫‪ ...‬حتى نسينا ان العمل على جوهر الطفل هو اساس كل االمر بل هو كل شيء في‬ ‫االمر ‪ ...‬وحتى ان وجد من يهتم بهذا الجانب فالنسبة االكبر انهم يخطئون في‬ ‫التعامل مع ذلك وهذا بسبب الغياب الشبه كلي لالهتمام بمثل هذا الجانب ‪ ...‬وما‬ ‫يؤكد استعصاء االمر هو ان تربية االبوين نفسها تعاني من مشكلة وأنها غير‬ ‫ناضجة وتعاني الكثير من النقص ‪ ...‬فمثال تلك الكلمات التي تصب في اذن الطفل‬ ‫اوامر تمثل مشكلة كبيرة ال يكاد اي شخص يلقي لها باال ‪ ...‬وينسى االبوان وحتى‬ ‫االخوة الكبار ان شخصية الطفل تصقل شيئا فشيئا كالحجر بقطرات الماء التي‬ ‫يسكبونها وهم ال يتقنون ذلك فعال ‪ ...‬ويمكننا ان ننوه ربما بأهم اساسات من‬ ‫اساسات نجاح التربية في االسرة ‪ ...‬عالقة الزوج بالزوجة ‪ ...‬وعالقتها معا‬ ‫بالوعي االسري ‪ ...‬ثم اخيرا عالقتهما المباشرة مع الطفل ‪...‬‬

‫‪31‬‬


‫ربما استطعنا اعطاء الجانب االهم من الحديث حول النقطتين االولى والثانية‬ ‫باعتبارهما دعامات لألساس الثالث ‪...‬‬ ‫اذا ما قلنا عالقة االبوين بالوعي يتطرق الى خاطرنا مباشرة الثقافة والمستوى‬ ‫الثقافي لهما دون الحديث عن المستوى العلمي الذي هو ادنى مرتبة من سابقه ‪...‬‬ ‫فحمل االولياء ألمر اكتساب المعرفة التطبيقية في ما يخص التربية امر البد منه ‪...‬‬ ‫الن المسؤولية على الطفل‬ ‫المشروع انما تبدآ في الحقيقة قبل فترة طويلة جدا ليس من انجاب الطفل وحسب‬ ‫وإنما قبل التقاء الزوجين ‪ ...‬فيكون حينها العمل على تكوين الشخصية الخاصة‬ ‫بالفرد والتي لن تكون خاصة به في المستقبل االسري ألنه سيكون المؤثر المباشر‬ ‫على سلوكات البناء ‪ ...‬لهذا يعتبر الزاد المعرفي وبناء شخصية ووعي اآلباء‬ ‫وخاصة االمهات اسسا في التربية االسرية ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ويمكننا الحديث ولو بإيجاز هنا عن عالقة الزوجين ‪ ...‬والتي يجب ان تكون متزنة‬ ‫ولن يكون ذلك اال باتزان الطرفين في الجانبين الفكري والعاطفي ‪ ...‬االختالف‬ ‫واجب الكيان بين اي زوجين ولكن مع ذلك فان تقارب المستويات الثقافية امر يساعد‬ ‫كثيرا في خلق ذاك التفاهم الذي البد له ان يكون خاصة فيما بعد امام الطفل حتى‬ ‫يكون نضجه بعيدا عن التناقضات التي ال يكون الوقت المناسب الن يتعرض لها‬ ‫الطفل في بدايات حياته ‪ ...‬والحديث يطول اكثر و اكثر اذا ما تطرقنا الى نقطة‬ ‫العاطفة التي تربط الزوجين ‪ ...‬فهي االكثر تأثيرا ربما على احداث االنسجام وهي‬ ‫مؤثرة بنسبة اكثر بكثير من سابقتها ‪ ...‬فهي النقطة التي اشار اليها هللا سبحانه وتعالى‬ ‫ق لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنف ُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل‬ ‫في كتابه الكريم اذ قال " َو ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن َخلَ َ‬ ‫ُون" ‪ ...‬فاإلشارة هنا الى المودة التي‬ ‫ت لِقَ ْو ٍم يَتَفَ َّكر َ‬ ‫بَ ْينَ ُك ْم َم َو َّدةً َو َرحْ َمةً ۚ إِ َّن فِي َٰ َذلِ َ‬ ‫ك َ​َليَا ٍ‬ ‫ربطها هللا تعالى بالرحمة ولن تكون بناية االسرة سليمة اذا غاب عنها هذا االمر ‪...‬‬ ‫بل لن تكون ان غاب عنها ‪.‬‬ ‫ربما يحتاج الحديث الى تدقيق اكثر لحساسيته وكثرة التفاصيل به ‪ ...‬ولكن يكفي ربما‬ ‫ان يعلم كل انسان ان كل مايمكن له ان يتم اصالحه في ذواتنا نحن كآباء او آباء‬ ‫مستقبليين سيكون ذا انعكاس كبير على تماسك االسرة عامة وتربية الطفل على وجه‬ ‫الخصوص ‪...‬‬

‫‪:‬بقلم‬

‫زروقي انيس‬

‫‪33‬‬


‫دواؤنا في غذائنا‪...‬‬ ‫عجبت اليوم و نحن على أعتاب القرن الواحد و العشرين و مازلنا نتخبط في‬ ‫أمراض نعتقدها بسيطة وسهلة كان أجدادنا في الماضي يعالجونها ويجعلون منه‬ ‫طريقة للعالج ‪.‬‬ ‫أما اليوم فكثرة النكهات و الهرمونات المصنعة التي أوجدوها في أكلنا دون أن‬ ‫نعلم جعلت صحة المجتمع تتراجع و يفقد الناس مناعتهم و يتعرضون بسهولة‬ ‫ويسر إلى كل األمراض ليصعب في معظم األحيان عالجها و يزيد عليها‬ ‫التلقيحات سوءا ‪...‬و يفقد اإلنسان الثقة في األدوية الحديثة التي كلما عالجت‬ ‫مرضا زادت مرضا آخر سوء‪,‬و كلما دخل مريض المستشفى بمرض واحد خرج‬ ‫بعدة أمراض و هو ال يعلم ‪,‬أتمنى من المجتمع و خاصة األمهات أن يهتممن‬ ‫بالصحة المنزلية و أن يبحثن في وصفات الطبيعة ما ينفع أبناءهن و أن يحيين‬ ‫ثقافة دواءك في غذاءك ‪.‬‬

‫عشبة العدد األول ‪ :‬إكليل الجبل‬ ‫ــ الروز ماري ــ‬ ‫نبات دائم الخضرة من فصيلة الشفويات يكثر‬ ‫في مناطق البحر األبيض المتوسط يتراوح‬ ‫طولها ما بين ‪ 05‬سم إلى مترين يزرع في‬

‫‪34‬‬


‫الحدائق و البساتين أوراقه إبرية قاسية وأزهاره زرقاء شاحبة يستخدم للزينة و‬ ‫مطيب للطعام و لغايات طبية أيضا‪.‬‬ ‫يستخرج من زيوته الطيارة مكونات منها ‪:‬‬ ‫اللينالول ــ البورنيول ــ السينيول ــ الفربينول ــ الليمونين ــ الكامفور ـ‬ ‫الكامفين ــ البينين ــ آسيتات البورنيل ــ و مواد صبغية و أحماض عضوية‬ ‫و أحماض تربينية وتانينات ـ مواد قابضة و غيرها ‪.‬‬ ‫و من خواصه الطبية أنه يفتح الشهية لألكل و مضاد للتشنج و يسكن المغص‬ ‫المعدي و المعوي و يطرد الغازات و مضاد للغثيان و القيء‬ ‫و يفيد اإلسهال و يكافح االلتهابات ‪.‬‬ ‫و إكليل الجبل يؤثر على الجهاز العصبي فينشط المنهكين و يقوي الذاكرة‬ ‫و يفيد حاالت اإلحباط و االكتئاب ويفيد حاالت السعال و األمراض الصدرية ‪.‬‬

‫من كيفيات التحضير ‪:‬‬ ‫سكب ‪ 055‬ملل من الماء الساخن على ملعقتين من‬ ‫أوراق إكليل الجبل المفرومة وتبقى األوراق منقوعة‬ ‫في الماء لمدة ساعة واحدة‪.‬بعدها يصفى النقيع‬ ‫للحصول على الشراب الصحي المنظم لعملية‬ ‫الهضم والمزيل لالضطرابات الهضمية إذا أخذ منه‬ ‫فنجانا واحدا مرتين في اليوم بعد الطعام‪.‬‬ ‫بقلم ‪:‬‬

‫دارين‬ ‫‪35‬‬


‫حي على السالم‬ ‫لطالما لبى شعب الجزائر الكثير من النداءات عبر التاريخ من نداء‬ ‫موسى بن النصير إلى نداء طارق بن زياد ‪ ,‬ليظهر أحفاد هؤالء األبطال‬ ‫ويعلنوا الثورة على االستدمار الفرنسي لبوا النداء عشقا في الحرية وحبا‬ ‫للوطن ‪ ,‬ثم استجابة لنداء الوئام والمصالحة عندما علت كلمة وطن فوق‬ ‫تلك أيام عشرية حمراء قد ولًت واليوم يعيش المجتمع‬ ‫كل الكلمات األخرى‪َ .‬‬ ‫الجزائري عشرية صفراء غلب عليها مرض خطير اسمه الفساد ‪,‬لكن من‬ ‫زاوية القيم التي أعلنا عليها الحرب بكل أسلحة السلوك المنحرف واستطاع‬ ‫اإل نسان الجزائري أن يغززى ثقافيا بكل سساسة فوجد الفرا في واقعه اليي‬ ‫انفصل عنه بأحسام اليقظة ولم نعد نسمع إال عن شاب انتحر شاب قتل أمه‬ ‫قتل والده معركة هنا وشحناء هناك‪...‬وغلبت هيه الصورة في كل مدينة‬ ‫في كل والية وفي صفحة كل نشرية‪ ...‬غترى ما هو النداء ‪!!!.‬‬ ‫كتبت العنوان حي على السسام ‪...‬نعم السسام واألولوية هنا لسسام‬ ‫اإلنسان الجزائري مع نفسه‪ ,‬عندما يتسامح مع نفسه األصيلة يتمسك بقيمه‬ ‫ليعقد السسام مع هويته فيحارب االنفصال واالنفصام ويدعم بيلك األساس‬ ‫الصحيح النطساقة عزيزة ‪..,‬سسام مع القيم سسام مع القدر سسام مع العلم‬ ‫واألهم سسام مع إسسامنا اليي ال عزة لنا إال به‪.‬‬ ‫عندما نلبي هيا النداء مع القيم سنبني ونعمل معا في وحدة لتجسيد‬ ‫مصالح الوطن في إطار قيمنا األصيلة ال قيم الزريب ‪...‬‬

‫بقلم بدري سلمى‬

‫‪36‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.