صحيفة الرسالة والعدد ١٥٨٣ ليوم الاثنين

Page 1

‫��ت غ�ط ي�� خ��ا�ص�‬ ‫ة‬ ‫�ل ة‬ ‫مس ي�ر� ا�ل‬ ‫ع‬ ‫ود�‬ ‫ة‬ ‫ة‬

‫اإلثنين‬

‫‪ ٢‬ابريل ‪٢٠١٨‬م‬ ‫‪ ١٥‬رجب ‪١٤٣9‬هـ‬

‫العدد ‪١٥٨٣‬‬

‫السنة الحادية والعشرون‬ ‫‪ 28‬صفحة‬

‫صحيفة يومية تصدر نصف أسبوعية مؤقتا‬

‫‪S‬‬

‫‪P‬‬

‫‪.‬‬

‫‪S A L A H‬‬

‫‪E‬‬

‫‪R‬‬

‫‪. A L‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫زحف‬ ‫العودة‬

‫جيش االحتالل‬ ‫مرتبك يف مواجهة‬ ‫السلمية‬

‫‪5‬‬

‫‪ 10‬انعكاسات‬ ‫للمسرية على الحالة‬ ‫الفلسطينية‬

‫‪4‬‬

‫هذه إنجازات‬ ‫الفلسطينيني من‬ ‫مسرية العودة‬

‫‪10‬‬

‫الشهيد «عبد النبي» حاول إنقاذ صديقه‬ ‫فارتقى شهيدًا‬

‫مرايا‬

‫‪3‬‬

‫‪15-14‬‬

‫الجريح العثامنة‬ ‫أنقذ عشرات‬ ‫املصابين من‬ ‫مسافة صفر‬

‫غزة تضيء خمسة عشر نجمًا يف طريق العودة‬ ‫والدة الشهيد النجار‪« :‬طلعوه من الثالجة برد‬ ‫كثير عليه»‬ ‫الشهيد «عودة»‪ ..‬تفتقده مكبرات الفجر‬ ‫وجارته الفقيرة!‬


‫‪2‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫رغم تبني املقاومة السلمية ‪ ...‬عباس يخذل غزة‬ ‫غزة‪-‬مليس الهمص‬

‫يأت خطاب رئيس السلطة محمود‬ ‫لم ِ‬ ‫عباس عقب مسيرة العودة مفاجئا‪ ،‬خاصة‬ ‫وانه لم يحمل أي جديد ىلع الصعيد‬ ‫السياسي وال حتى اإلنساني‪ ،‬رغم تبني‬ ‫سكان قطاع غزة املقاومة السليمة التي‬ ‫كثيرا ما طالبت بها السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫ويتجاهل أبــو مــازن أن قطاع غــزة قــادر في هذه‬ ‫المرحلة على بعثرة األوراق وإعادة ترتيبها من جديد‬ ‫في حال استثمار الحدث سياسيا لصالح القضية في‬ ‫ظل الزخم الدولي واالعتراف بمقدرة غزة على قلب‬ ‫الطاولة في وجه أي صفقات قادمة‪.‬‬ ‫وعلى عكس التيار تمضي السلطة الفلسطينية بعد‬ ‫أن أبدت استعدادها مجدداً‪ ،‬لتلبية دعوة روسية من‬ ‫أجل عقد قمة فلسطينية ‪( -‬إسرائيلية) في موسكو؛‬ ‫الستئناف المفاوضات المتعثرة بين الجانبين منذ‬ ‫‪.2014‬‬ ‫وأعلنت روسيا‪ ،‬استعدادها لترتيب قمة فلسطينية ‪-‬‬ ‫(إسرائيلية)‪ ،‬وذلك خالل جلسة طارئة لمجلس األمن‬ ‫الدولي‪ ،‬بعد استشهاد ‪ 17‬فلسطيني ًا في غزة‪.‬‬ ‫وفــي حديث لوكالة األنــاضــول‪ ،‬قــال عضو اللجنة‬ ‫التنفيذية لمنظمة التحرير‪ ،‬أحمد مجدالني‪“ ،‬إن الجانب‬ ‫الفلسطيني مستعد الستئناف المفاوضات على‬ ‫أساس قــرارات الشرعية الدولية‪ ،‬ومبادرة السالم‬ ‫العربية”‪.‬‬ ‫الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة قال‪“ :‬إن رد‬ ‫فعل السلطة على ما جرى في غزة ال يرقى لمستوى‬ ‫األحـــداث”‪ ،‬داعيا إلى نقل الفعاليات إلى ساحات‬ ‫الضفة عموم ًا‪ ،‬فضال عن إلغاء كل اإلجراءات العقابية‬ ‫بحق القطاع وأهله‪.‬‬ ‫وبحسب الزعاترة فإن االحتالل لن يرحل من دون أن‬ ‫يغدو وجوده مكلف ًا‪ ،‬مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية‬

‫قالت مرارا إنها لن تقبل باستمرار احتالل بدون كلفة‪،‬‬ ‫فإلى متى‪.‬‬ ‫وتشير المعطيات على األرض أن رئيس السلطة‬ ‫لم يقدم شيئا فعليا للسكان في القطاع‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي دفع االحتالل النتقاده حين دعا لتشكيل لجنة‬ ‫تحقيق دولية‪ ،‬فقالت الصحفية االسرائيلية شمريت‬ ‫مئير‪“ :‬أبو مازن يحمّل “إسرائيل” المسؤولية عن‬ ‫القتلى والجرحى ويدعو إلى تدخل دولي ويعلن يوم‬ ‫حداد‪ ،‬لكن أتساءل هل قرر إعادة صرف األموال “التي‬ ‫قطعها” عن المستشفيات في غزة؟”‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬طالب النائب عن حركة فتح‪ ،‬أشرف جمعة‪،‬‬ ‫رئيس السلطة محمود عباس‪ ،‬برفع العقوبات عن‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬إكرامًا لدماء شُهداء وجرحى مواجهات‬ ‫مسيرة العودة الكبرى على طول الحدود في القطاع‪.‬‬ ‫وعبر خالل تصريحات صحفية عن استنكاره لخطاب‬ ‫عباس‪ ،‬بشأن االعتداءات اإلسرائيلية على مسيرة‬

‫العودة‪ ،‬ووصفه بأنه “خطاب ركوب الموجة”‪ ،‬الذي‬ ‫يسعى من خالله عباس لتحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬ ‫وأضــاف جمعة‪ ،‬أن خطاب عباس “ال يُكافئ حجم‬ ‫الدماء التي سالت على طريق العودة إلى ديارنا‬ ‫المحتلة عام ‪1948‬م”‪.‬‬ ‫وكان رئيس السلطة محمود عباس ألقى خطاب ًا مساء‬ ‫الجمعة‪ ،‬طالب فيه األمم المتحدة بالعمل على توفير‬ ‫الحماية الدولية ألبناء شعبنا الفلسطيني فورًا‪.‬‬ ‫ويــنــادي مراقبون بــضــرورة أن يسعى أبــو مازن‬ ‫إلى تصحيح التعاطي مع غزة‪ ،‬وترتيب أوراقه مع‬ ‫القطاع‪ ،‬خاصة بعد كشف وزارة الداخلية لمفجري‬ ‫موكب الحمد هلل في إطار استثمار الحالة والخروج‬ ‫بأكبر مكاسب سياسية لصالح القضية واالحتماء‬ ‫بغزة في ظل المخططات الدولية إلسقاط الثوابت‬ ‫وتلويح أمريكا باستبدال عباس ما لم يتفاوض مع‬ ‫(إسرائيل)‪.‬‬

‫يف قاعة التحرير‬

‫شعب “ملوش”‬ ‫حل‬

‫رامي خريس‬

‫شعوب األرض تفتخر برموزها السيما تلك التي‬ ‫تظهر من خالل فعل استثنائي في لحظات الثورة‬ ‫والنضال‪ ،‬والشعب الفلسطيني يخلد ذكريات العديد‬ ‫ـواء تلك التي القت ربها أو الذين ال‬ ‫من رمــوزه سـ ً‬ ‫يزالون ينتظرون‪.‬‬ ‫لكن في كل مرة يفاجئ الفلسطينيون العالم بأن‬ ‫رموزهم وأيقوناتهم يشكلون حالة خاصة‪ ،‬ففي‬ ‫لحظات ترى الجمهور الفلسطيني برمته يشكل في‬ ‫عصرنا هذا رمزاً للنضال والكفاح‪ ،‬هو حسب وصف‬ ‫الكثيرين “شعب ملوش حل”‪.‬‬ ‫على مدار سنوات طويلة حمل البندقية فأبدع في‬ ‫الكفاح المسلح‪ ،‬وعندما حان وقت استخدام أداة‬ ‫جديدة من أدوات المقاومة الشعبية كان استثنائي ًا‪.‬‬ ‫ففي مشاهد جمعة العودة في ‪ 3/30‬كانت هناك‬ ‫المرأة التي تحمل كفنها على رأسها متمسكة بالعودة‬ ‫إلى بئر السبع‪ ،‬والطفل الصغير الذي لبس كمامته‬ ‫محشوة برأس البصل ذي األوراق الخضراء ليواجه‬ ‫بها الغاز المسيل للدموع‪ ،‬والشيخ المسن الذي رفع‬ ‫العلم متحدي ًا به رصاص االحتالل‪.‬‬ ‫زحــف الجماهير بصدورهم العارية لــم تردعه‬ ‫رصاصات القناصة التي استهدفت أجساد الشباب‬ ‫الذين لم يشكلوا تهديداً مباشرا في تلك اللحظة‬ ‫على “حياة جنود االحتالل”‪ ،‬تلك العبارة التي كانت‬ ‫تتردد كثيراً من الناطق بلسان جيش االحتالل إبان‬ ‫االنتفاضة األولى‪ ،‬عندم كان يبرر قتل جنوده ألطفال‬ ‫الحجارة في المواجهات في شــوارع وأزقــة المدن‬ ‫الفلسطينيةومخيماتها‪.‬‬ ‫ومع ذلك استمر إطالق النار وارتقاء الشهداء إلى‬ ‫العال وسقوط عدد كبير من اإلصابات فالتهديد الذي‬ ‫تشعر به دولة االحتالل وجيشها حقيقي ًا هو تهديد‬ ‫الذي يمس مستقبل (الكيان) برمته‪.‬‬ ‫فهنا شعب ال يــزال مصراً على استعادة حقوقه‬ ‫والعودة إلى أرضه التي هجر منها بكل األدوات ومن‬ ‫بينها الزحف الشعبي‪ ،‬زحف الكبار والصغار‪ ،‬وزحف‬ ‫الرجال والنساء‪ ،‬وكل واحد شكل بفعله وسلوكه‬ ‫االستثنائي على األرض أيقونة نضالية لم تتكرر‪.‬‬

‫سهرات على أنغام «الدحية» وبنكهة «القرصة» يف مخيمات العودة برفح‬ ‫رفح‪-‬محمود فودة‬

‫اصطف الشبان املشاركون يف مخيم‬ ‫العودة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة‬ ‫إلى جوار بعضهم‪ ،‬لتصفق أيديهم ىلع‬ ‫أنغام الدحية التراثية‪ ،‬مشكلين صفوفا‬ ‫كتلك التي جمعتهم يف مواجهة‬ ‫رصاص االحتالل الذي ما زال يراقب‬ ‫نشاطاتهم من خلف الحدود‪.‬‬ ‫مئات الشبان الفلسطينيين يقضون لياليهم في‬ ‫مخيمات العودة المنتشرة على طول حدود قطاع‬ ‫غزة مع األراضي المحتلة عام ‪ ،1948‬في نشاطات‬ ‫تراثية ورياضية متنوعة‪ ،‬تهدف الستمرار الحياة‬ ‫في مخيمات العودة حتى يوم الزحف في ‪ 15‬مايو‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫وفي ليلة الجمعة وقبل ساعات من بزوغ فجر أول‬ ‫أيام مسيرة العودة‪ ،‬وعلى بعد مئات األمتار من‬ ‫جنود االحتالل المختبئين خلف الجدران واألبراج‬ ‫العسكرية‪ ،‬هتف البديع ‪-‬يطلق على قائل عبارات‬ ‫الدحية‪-‬ياسر العرجا “قولوا للصهيوني الخانع‪..‬‬ ‫لبالدي أنــا واهلل راج ــع” ليزيد حماس الشباب‬ ‫المشاركين في المخيم حيث عال تصفيقهم ليكسر‬ ‫سكون المنطقة الحدودية‪.‬‬ ‫وفي المقابل ردّ البديع جهاد أبو سنيمة على سابقه‬ ‫بقوله‪“ :‬اجتمعوا للعودة اجتمعوا‪ ..‬الصهاينة منكم‬ ‫ارتعبوا”‪ ،‬ليقفز المشاركون في الدحية صعودا‬

‫ونزوال في حركة معهودة على أهلها‪ ،‬مما دفع العشرات‬ ‫للمشاركة في الدحية‪.‬‬ ‫ويقول البديع العرجا في حديثه لـ”الرسالة” بعد أن‬ ‫أنهى فقرته في صفوف الدحية‪“ :‬منذ أن علمت بإقامة‬ ‫المخيم سارعت للمشاركة‪ ،‬وتقديم ما أستطيع من‬ ‫فقرات الدحية واالهازيج التراثية‪ ،‬لنطرب المشاركين‪،‬‬ ‫ونرفع من معنوياتهم‪ ،‬تحضيرا لمسيرات العودة‬ ‫الكبرى”‪.‬‬ ‫ويضيف أن لدى المشاركين في المخيم رغبة كبيرة‬

‫بالمشاركة في تنفيذ فقرات التراث على مقربة من‬ ‫السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة عام ‪ ،1948‬ليسمع‬ ‫االحتالل ما يقوله البديعة‪ ،‬وما يردده المشاركون‪.‬‬ ‫وفي خيمة الطعام المجاورة لصفوف الدحية كان فريق‬ ‫تطوعي يعمد إلى تجهيز أكلة “القرصة” المعروفة لدى‬ ‫أهل جنوب قطاع غزة والتي يقبل عليها المواطنون‬ ‫كأكلة موسمية حيث تتكون من حبات العجر “البطيخ‬ ‫الصغير” المشوي ويستعاض عنها بالباذنجان‪،‬‬ ‫ويضاف إليه الفلفل االخضر والبصل والطماطم‬

‫المشوية على النار الى جانب زيت الزيتون وتخلط‬ ‫مع بعضها‪.‬‬ ‫بينما انشغل آخرون في تجهيز جمر النار الالزم‬ ‫لوضع العجينة الكبيرة التي تم إعدادها في خيمة‬ ‫الطعام‪ ،‬وبعد أن نضوجها يتم تقطيعها وخلطها‬ ‫بالمكونات المذكورة‪ ،‬لتقدم في صواني كبيرة‬ ‫للمشاركين في الدحية‪ ،‬وضيوف المخيم‪.‬‬ ‫وفــي تفاصيل العمل‪ ،‬قــال أحــد القائمين على‬ ‫خيمة الطعام بالل الغرابلي خالل عمله في إعداد‬ ‫“القرصة” لـ”الرسالة”‪“ :‬إن إدارة المخيم ارتأت أن‬ ‫تكون وجبات الطعام واألجواء العامة كلها تراثية‪،‬‬ ‫لذلك تم إعــداد أكلة القرصة بدال من الوجبات‬ ‫الجاهزة”‪ ،‬مشيرا إلى أن عجينة القرصة التي تم‬ ‫إعدادها من أكبر األحجام التي قدمت في محافظة‬ ‫رفــح؛ لتكفي األعــداد الكبيرة الحاضرة لمخيم‬ ‫العودة‪.‬‬ ‫ويضيف‪“ :‬القرصة أكلة محببة لدى غالبية سكان‬ ‫المناطق الشرقية لقطاع غزة‪ ،‬وتعتبر جزءا من‬ ‫االحتفاء بالضيف حينما يعدها أحد الفالحين أو‬ ‫البدو‪ ،‬لذلك قررنا أن نقدمها للمشاركين في المخيم”‪.‬‬ ‫وتشترك مخيمات العودة بغزة في هذه الفعاليات‬ ‫التي تقام بشكل يومي‪ ،‬وبفقرات تراثية متنوعة‬ ‫تهدف الستمرار أجواء العودة حتى ‪ 15‬مايو الذي‬ ‫يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الحدود الشرقية لقطاع غزة تنشط‬ ‫بحركة المواطنين منذ عدة أيام ضمن المشاركة في‬ ‫خمس مخيمات أقيمت على حدود محافظات غزة؛‬ ‫ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى‪ ،‬والتي‬ ‫بدأت في ذكرى يوم األرض ‪ 30‬مارس المنصرم‪.‬‬


‫أخبار وتقارير‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫بدراجته النارية‬

‫الجريح العثامنة أنقذ عشرات املصابني من مسافة صفر‬ ‫غزة‪-‬محمد عطا اهلل‬ ‫بين زخات الرصاص وقنابل الغاز اختار‬ ‫الشاب إسماعيل العثامنة السير‬ ‫بدراجة نارية ذات أربع عجالت تعرف بــ‬ ‫«التركترون» والتي سرعان ما تحولت‬ ‫إلى سيارة إسعاف صغيرة تنقل الشهداء‬ ‫واملصابين من «نقاط الصفر» التي يصعب‬ ‫الوصول إليها قرب السلك الفاصل‪.‬‬ ‫لــم يحتمل أن يــرى األســيــر المحرر والمصاب في‬ ‫االنتفاضة األولى «العثامنة»‪ ،‬استغاثة المصابين في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية شمال‬ ‫قطاع غزة دون أن يفعل شيئ ًا‪ ،‬فقرر أن يتحول من‬ ‫مشارك بالمسيرة إلى «مسعف استشهادي»‪ ،‬بعد أن‬ ‫اختار المغامرة والوصول لنقطة الصفر وإسعاف‬ ‫الجرحى والشهداء‪.‬‬ ‫تحوالت ومحطات مختلفة صنعت من األربعيني‬ ‫أبو محمد رجال عنيدا ال يخشى الموت‪ ،‬بعد فقدانه‬ ‫ما يزيد عن ‪ 20‬شهيدا من عائلته وعشرات اإلصابات‬ ‫في المجزرة الشهيرة ‪-‬مجزرة عائلة العثامنة‪ -‬في‬ ‫الثامن من فبراير عام ‪ 2006‬بعد سقوط عشرات القذائف‬ ‫المدفعية على منازل العائلة بمنطقة السكة في مدينة‬ ‫بيت حانون‪.‬‬ ‫ولم يمض عام على تلك المجزرة حتى اعتقلت قوات‬ ‫االحتالل الشاب العثامنة ليقضي أربعة أعوام داخل‬ ‫السجون اإلسرائيلية ثم يخرج محررا يكمل حياته‬

‫الطبيعية رغم ما يعانيه من إصابة في القدم والظهر‬ ‫والوجه التي أصيب بها أثناء إلقائه الحجارة على جيش‬ ‫االحتالل في االنتفاضة األولى‪ ،‬يقول لـ«الرسالة»‪.‬‬ ‫وال يفوّت الرجل قمحي البشرة أي حدث وطني أو‬

‫الشهيد معمر‪ ..‬رحل برفقة علم فلسطني‬ ‫رفح‪ -‬محمود فودة‬ ‫بعد أن انتهى من مائدة الشواء التي دعا‬ ‫إليها خاالته‪ ،‬استأذن الشاب أمين معمر‬ ‫الحضور لينام مبكرًا تحضيرًا للمشاركة‬ ‫في صباح الجمعة بمسيرات العودة الكبرى‬ ‫على حدود مدينة رفح جنوب قطاع غزة‪،‬‬ ‫ليرحل فيها شهيدًا‪.‬‬ ‫عند تمام الساعة التاسعة صباحًا‪ ،‬جهز‬ ‫أمين نفسه بعد أن جلس مع والدته الحاجة‬ ‫أم فريد‪ ،‬فيما انطلق سيرًا على األقدام من‬ ‫منزله في كرم أبو معمر شمال شرق مدينة‬ ‫رفــح بمسافة تقدر بخمسة كيلومترات‪،‬‬ ‫رغم وجود حافالت لنقل المشاركين في‬ ‫المسيرة‪ ،‬ليصل إلى مخيم العودة شرق المدينة‬ ‫الساعة العاشرة صباحًا وهو الوقت المحدد وف ًقا‬ ‫ألجندة الهيئة الوطنية العليا المنظمة لمسيرات‬ ‫العودة الكبرى‪.‬‬ ‫وبعد وقت قصير من دخوله أرض المخيم‪ ،‬اتجه‬ ‫الشاب أمين ذو الـ ‪ 26‬ربيعًا قبيل أذان الظهر لمشاركة‬ ‫الشبان في رفع أعالم فلسطين قرب السياج الفاصل‬ ‫مع أراضينا المحتلة اعــام ‪ ،1948‬إال أن رصاصة‬ ‫االحتالل كان أسبق من رفع العلم‪ ،‬ليصاب برصاصة‬ ‫قاتلة‪ ،‬حلقت بروحه فوق األرض المحتلة‪.‬‬ ‫وحدثت الحاجة أم فريد «الرسالة» عن الساعات‬ ‫األخيرة ألمين قبل ذهابه للمشاركة في مسيرات‬ ‫العودة‪« :‬يوم الخميس قبل استشهاده بيوم أصر‬ ‫حبيبي أمين على أن يعزم خاالته على مائدة الطعام‬ ‫بشكل مفاجئ‪ ،‬وأن يشتري الدجاج ويشويه بيديه‬ ‫ليقدمه للضيوف المعزومين على شرفه»‪.‬‬ ‫وتضيف والدة الشهيد التي هدم االحتالل منزلهم في‬ ‫عدوان صيف عام ‪« :2014‬اهلل يحنن عليه كان أقرب‬ ‫أبنائي‪ ،‬ال يقطع فريضة في المسجد‪ ،‬يهتم بالعالقات‬ ‫االجتماعية مع األقارب‪ ،‬ما حد شافه إال وحبه»‪.‬‬ ‫ورغم أن أمين الذي ولد عام ‪ 1992‬لم يكمل تعليمه‬ ‫المدرسي‪ ،‬إال أنه كان على اهتمام واسع بالسياسة‪،‬‬ ‫ومجريات األحداث في الساحة الفلسطينية‪ ،‬ولعلمه‬ ‫بأهمية مسيرة العودة في هذا التوقيت الحساس‬ ‫حرص على المشاركة فيها‪ ،‬ودعا كل من حوله إلى‬ ‫النفير صوب الحدود يوم الجمعة‪.‬‬ ‫وال تكف الحاجة أم فريد التي تتوسط النساء‬ ‫الحاضرات لبيت العزاء عن الدعاء لنجلها الشهيد‪،‬‬ ‫ولتلحقها بدعوات لبقية الشهداء والمصابين‪ ،‬بينما‬

‫تشخص عيناها إلى صورة أمين التي علقت مقابلها‬ ‫على جدار الغرفة التي تجلس فيها‪.‬‬ ‫وعمّ الضحك في سهرة الخاالت التي كانت في ظالل‬ ‫خفة روح أمين‪ ،‬ومزاحه مع جميع الحاضرين الذين‬ ‫لم يدروا أنهم في ضيافة شهيد سيرتقي في غضون‬ ‫ساعات‪ ،‬تار ًكا لهم الذكريات الجميلة‪ ،‬والضحكات‬ ‫التي تمنوا أال تنتهي‪.‬‬ ‫وبقي الشهيد ملقيًا على األرض جوار ثالثة أعالم‬ ‫فلسطين علقها برفقة عدد من الشبان إلى أن فاضت‬ ‫روحه بعد دقائق من النزيف‪ ،‬ليرحل جوار العلم‬ ‫الذي أحب ومن أجله‪.‬‬ ‫ويــقــول أبـــو صهيب معمر ابـــن خــالــة الشهيد‬ ‫لـ«الرسالة»‪« :‬كنت ضمن الحضور في عزومة أمين‬ ‫لخاالتنا‪ ،‬وفي قعدة خاصة للشباب‪ ،‬استشارنا في‬ ‫زواجه خالل الفترة القريبة المقبلة»‪.‬‬ ‫ال استشارة‬ ‫علّها كانت استشارة عابرة‪ ،‬أو كانت فع ً‬ ‫نابعة من إحساس تملك الشهيد قبيل ساعات من‬ ‫ارتقائه‪ ،‬وكأنها دعوة لحضور فرح اقترب لكن في‬ ‫مكان آخر غير الذي اجتمعوا فيه‪.‬‬ ‫ويضيف أبو صهيب أن أمين كان اسمًا على مسمى‬ ‫في الحفاظ على أرضه الحدودية التي كان مواظبا‬ ‫على زراعتها بشكل دوري‪ ،‬رغم قربه من الحدود مع‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬ونسبة المخاطرة عالية جدًا؛‬ ‫في ظل االستهداف المستمر من قبل قوات االحتالل‬ ‫للمزارعين على طول الحدود‪.‬‬ ‫وارتقى الشهيد أمين برصاص االحتالل ليكون أول‬ ‫شهداء مدينة رفح في مسيرة العودة الكبرى التي‬ ‫شارك فيها عشرات آالف الفلسطينيين‪ ،‬والتي ارتقى‬ ‫خاللها ‪ 17‬شهيدًا في محافظات قطاع غزة وأصيب‬ ‫‪ 1450‬مصابًا‪.‬‬

‫مسيرة نضالية إال ويــكــون من‬ ‫أوائل المشاركين‪ ،‬وهو ما دفعه إلى‬ ‫المشاركة وتصدر المحتشدين في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى التي دعت‬ ‫إليها الهيئة التنسيقية الوطنية العليا‬ ‫يوم الجمعة الماضية بمناسبة يوم‬ ‫األرض الموافق ‪ 30‬آذار‪ ،‬وفق وصفه‪.‬‬ ‫ورغم تأمين القائمين على مسيرة‬ ‫الــعــودة الــكــبــرى للمواصالت إال‬ ‫أن العثامنة فضّل الــذهــاب مبكرا‬ ‫بواسطة دراجته الشخصية‪ ،‬وفور‬ ‫وصوله للمنطقة الحدودية الشرقية‬ ‫لمخيم جباليا‪ ،‬لم يتمالك الرجل نفسه‬ ‫بعد رؤيته لثمانية مصابين بينهم‬ ‫فتاتين‪ ،‬حيث قرر الوصول سريعا‬ ‫للسلك الفاصل وإسعافهم بعد تعذر‬ ‫وصول سيارات اإلسعاف لهم بسبب‬ ‫وعورة األرض وكثافة إطالق النار‪.‬‬ ‫«لم أحتمل أن أشاهد صراخ الجرحى‬ ‫وأصــوات استغاثتهم قرب السياج‬ ‫الحدودي وعدم استطاعة المسعفين‬ ‫الوصول لهم بسبب الطبيعة الرملية‬ ‫إلى جانب استهداف قوات االحتالل‬ ‫ألي شــخــص ي ــح ــاول الــوصــول‬ ‫للمصابين» يضيف أبو محمد‪.‬‬ ‫وبعد تمكنه من إنقاذ الجرحى جميعهم أصبح المسعف‬ ‫المعتمد لدى المتظاهرين وحلقة الوصل بين سيارات‬ ‫اإلسعاف والمصابين القريبين من الحدود‪ ،‬لينقل حتى‬ ‫نهاية يوم جمعة الغضب ما بين الـ‪ 60-50‬مصاب ًا وشهيداً‪،‬‬ ‫بحسب سرده‪.‬‬ ‫وما بين زخات الرصاص التي أصابت عجالت دراجته‬ ‫واختراق إحدى الرصاصات لجاكيت كان يرتديه‪ ،‬لم‬ ‫يثن ذلك الرجل مفتول العضالت عن إصــراره على‬ ‫نقل المصابين رغم تحذيرات المتظاهرين له بأنه قد‬ ‫يستهدف ويرتقي شهيدا في أي لحظة‪.‬‬ ‫ولم تقل الحفاوة وحجم الثناء الذي لقيه الشاب العثامنة‬ ‫من الطواقم الطبية والمشاركة في المسيرة‪ ،‬عن تلك‬ ‫التي القاها من زوجته وأبنائه العشرة‪ ،‬معتبرين أن ما‬ ‫قام به بمثابة عمل بطولي ووطني‪.‬‬ ‫والقت صور العثامنة رواجا كبيرا بين نشطاء مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي الذين بدأوا بتناقل صور الرجل‬ ‫وهو ينقل المصابين والثناء على عمله الوطني في‬ ‫إنقاذ حياة الجرحى‪.‬‬ ‫ورغم تعطل دراجته النارية وإصالحها بعد استهداف‬ ‫جنود االحــتــال لــه‪ ،‬يُصر العثامنة على مواصلة‬ ‫مشاركته فــي مسيرة الــعــودة وتطوعه كمسعف‬ ‫استشهادي يساهم في إنقاذ حياة المصابين‪.‬‬

‫‪٣‬‬

‫بالصوت العايل‬ ‫بقلم‬

‫وسام عفيفة‬

‫دراما الزحف الكبري‬ ‫سيواجه أمهر مخرج سينمائي يعالج نصًا ألفضل كاتب‬ ‫سيناريو أكبر تحدٍ إلخراج فلم الزحف الكبير يوم الجمعة‬ ‫‪ 30‬مارس‪.‬‬ ‫فمن أبجديات الدراما تسليط الضوء على شخصية رئيسية‬ ‫للعب دور البطولة األولى في اإلطار المكاني والزماني‬ ‫للقصة‪.‬‬ ‫لكن قصتنا الحية تجسدت أحداثها فــي مكان واحــد‬ ‫حافل بالقصص حيث تتوزع األدوار على عشرات االف‬ ‫المحتشدين على حدود وطنهم المسلوب‪.‬‬ ‫التحدي الذي سيواجه المخرج أن كل مواطن ومحتشد‬ ‫هو بطل في رواية العودة ومحور رئيسي في مشهد كبير‬ ‫يتخطى حدود المكان والزمان والسياج ويتجاوز الدخان‬ ‫والرصاص‪.‬‬ ‫اما المكان فهو ظاهريا شرق قطاع غزة‪ ،‬لكنه وجدانيا‬ ‫يحلق في سماء مدن وقرى فلسطين المحتلة التي تسكن‬ ‫داخل كل الجئ‪.‬‬ ‫وعن الزمان فانه ال ينحصر في يوم ‪ 30‬مارس‪ ،‬بل يمتد‬ ‫عبر التاريخ ليعيد المشهد باسلوب «فالش باك» إلى ما‬ ‫قبل النكبة ومسارها الزمني عبر سبعين عاما من اللجوء‬ ‫والشتات‪ ،‬ثم يقفز الزمن الى المستقبل عبر أحالم جماعية‬ ‫يجمعها مشهد الزحوف الهادرة الى الوطن المحجوب‬ ‫بدخان الغاز ودوي الرصاص‪.‬‬ ‫في تصنيف الدارما يحتار المخرج والنقاد في تصنيف‬ ‫الفلم بما يتضمنه من مشاهد لجنود قناصة يصطادون‬ ‫فتية وشبانا وصبايا يرفعون شارات النصر او يرشقون‬ ‫الحجارة فيسقطوا شهداء وجرحى‪ ،‬فيما تقتحم صافرات‬ ‫سيارات اإلسعاف خلفية المشهد حتى يعتقد المتابع انه‬ ‫جزء من فلم « اكشن»‪.‬‬ ‫لحظات وتنتقل بنا الكاميرا الى مشهد غناء وزغاريد‬ ‫النساء بجوار خيمة العودة‪ ،‬ثم يدخل الى الكادر دبكة‬ ‫شعبية يؤديها شبان لتلتقي مع زفة عريس وسط جموع‬ ‫المحتشدين حتى تظن أنك تشاهد كرنفاال احتفاليا في فلم‬ ‫غنائي‪.‬‬ ‫فجأة يخترق المشهد سجال بين بائع الكبدة وبائع‬ ‫الفالفل يتنافسان على كسب جيوب الجماهير فتدهم‬ ‫الضحكة وجوه المارة كأنهم جزء من فلم كوميدي‪ ،‬فيما‬ ‫يحاول المخرج اكتشاف زاويا أخرى ليتحول الى أفالم‬ ‫المغامرة والطفولة يلعب البطولة فيها طفل صغير صنع‬ ‫كمامة من البصل يحتمي بها من عشرات قنابل الغاز بين‬ ‫سنابل القمح في مواجهة موقع عسكري يحتمي خلفه‬ ‫عشرات الجنود‪ ،‬هنا تختلط البراءة مع التحدي في صورة‬ ‫ال تكفيها عشرات المشاهد لتستوعب عزيمة وإصرار طفل‬ ‫يردد بعفوية ‪#‬أنا_راجع‪.‬‬

‫مسريات العودة تنكأ جراح الشاب «الغرة»‬ ‫غزة‪-‬إسماعيل الغول‬ ‫على مفترق ملكة شرق قطاع غزة وعلى بعد مئات‬ ‫األمتار من الحدود الفاصلة مع األراضــي المحتلة‬ ‫عام ‪ ،48‬تشبث الجريح معاذ الغرة (‪ 31‬عام ًا) في وتد‬ ‫خيمة «العودة» المقامة هناك‪ ،‬للمشاركة في اعتصام‬ ‫مسيرات العودة الكبرى‪.‬‬ ‫مشهد الخيمة استفز ذاكــرة معاذ لسنوات بداية‬ ‫االنتفاضة قبل ‪ 17‬عامًا‪ ،‬عندما أصيب في مواجهات مع‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي في نفس المكان الذي اقيمت فيه‬ ‫خيم االعتصام لمدينة غزة‪.‬‬ ‫يقول معاذ بنبرة واثقة‪« ،‬اصبت هنا قبل ‪ 17‬عامًا قبل‬ ‫رحيل االحتالل عن هذا المكان ‪ ،2005‬واليوم أكثر ثقة‬ ‫بأن هذا االحتالل سيرحل عن بقية اراضينا المحتلة‪،‬‬ ‫بالسواعد المتوضئة وبصبرنا على ما نصاب به من‬ ‫مكائد»‪.‬‬ ‫ويحمل الشاب معاذ الذي اصيب بجراح بليغة في‬ ‫قدميه خالل مشاركته بمواجهات مع قوات االحتالل‬ ‫ابان اندالع االنتفاضة الثانية‪ ،‬مما تسبب له بإعاقة‬ ‫حركية‪ ،‬يحمل إصرارا كبيرًا على أن يعود مجددا على‬ ‫عكازه إلى قرية «الكوفخة» التي تبعد مئات االمتار عن‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬وقد حولّها االحتالل إلى منطقة مزارع‪.‬‬ ‫ويروي معاذ لـ»الرسالة» مالمح قريته وجمالها التي‬

‫سمعها من جــده‪ ،‬حيث تحتوي قريته على مسجد‬ ‫«الكوفخة» الذي بني في عهد السلطان عبد الحميد‬ ‫الثاني‪ ،‬باإلضافة إلى الصهاريج والخزانات التي‬ ‫تمتلىء بمياه األمطار في الشتاء‪ ،‬واألشجار المثمرة‬ ‫كالمشمش والزيتون واللوز والعنب والتين في الجهة‬ ‫الشمالية من الكوفخة‪ ،‬في حين تتركز زراعة الحبوب‬ ‫في الجهات األخرى المحيطة بها‪.‬‬ ‫ويحلم معاذ أن يعمّر مسجد «الكوفخة» الذي ال يزال‬ ‫شاهدا لهذه اللحظة على فلسطينية القرية التي هجر‬ ‫سكانها منها عام ‪ ،1948‬حيث ال يزال المسجد قائمًا لهذه‬ ‫اللحظة‪ ،‬يقول معاذ» أحلم أن افتحه مجددا وأعيد‬ ‫اعماره‪ ،‬وأشعر أن تحقيق حلمي بات قريبًا»‪.‬‬ ‫حلم العودة وإصابة معاذ كالهما يثيران رغبته‬ ‫في المشاركة بمسيرات العودة‪ ،‬برفقة بعد اصدقائه‬ ‫المصابين الذين فقدوا أطرافهم في مواجهات مختلفة‬ ‫مع االحتالل‪ ،‬ويرافقه ذلك الحلم مع عكازيه الذين لم‬ ‫ينفصال عنه بعد إصابته‪.‬‬ ‫وتقع قرية الكوفخة في الجنوب الشرقي لغزة‬ ‫ويربطها بطريق غزة ‪ -‬بئر السبع الرئيسة المعبدة‬ ‫درب ممهد يمر بقرية المحرقة وترتبط بكل من قريتي‬ ‫حمامة‪ ،‬وهوج‪ ،‬وهي من قرى النقب الشمالي القائمة‬ ‫في منطقة االنقطاع بين النقب والسهل الساحلي‬ ‫الجنوبي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫سياسية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫ن� ق�ط ة ن� ت ه�‬ ‫� وا ى‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫‪ 10‬انعكاسات للمسرية على الحالة الفلسطينية‬ ‫غزة‪-‬شيماء مرزوق‬ ‫«ماذا لو زحف الفلسطينيون بصورة‬ ‫جماعية نحو قراهم وبلدانهم التي‬ ‫هجروا منها؟» الكابوس الذي كان يراود‬ ‫ليفي أشكول رئيس حكومة االحتالل‬ ‫األسبق بدأ يتحقق اليوم بعدما زحف‬ ‫عشرات اآلالف نحو السلك الفاصل بين‬ ‫قطاع غزة واألراضي املحتلة عام ‪،1948‬‬ ‫ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى‬ ‫التي ستستمر حتى ذكرى النكبة‬ ‫منتصف مايو‪.‬‬ ‫المسيرة التي تشكل وسيلة نضال جديدة ساعد على‬ ‫نضوجها عوامل عديدة أبرزها فشل مسار التسوية‬ ‫وقرارات اإلدارة األمريكية الجديدة ووصول الوضع‬ ‫الفلسطيني لحالة من التيه‪ ،‬أدخلت االحتالل في حالة‬ ‫إرباك وقلق كبير سيكون لها تداعيات خطيرة فما‬ ‫قبل ‪ 30‬أذار ليس كما بعده‪ ،‬خاصة أنها تأتي في‬ ‫توقيت حساس ضمن جهود دولية وإقليمية لتصفية‬ ‫القضية الفلسطينية وإلغاء الثوابت‪.‬‬ ‫وليس من المبالغة الحديث أن المسيرة جاءت لتضيء‬ ‫شعاع نور وأمل في النفق المظلم سياسي ًا وإنساني ًا‬ ‫وفصائلي ًا على المستوى الفلسطيني‪ ،‬بما لها من‬ ‫انعكاسات ودالالت مهمة ومفصلية‪:‬‬ ‫أولى تلك االنعكاسات أنها خلقت وسيلة جديدة‬ ‫للنضال الشعبي الفلسطيني الذي لم يستخدم بالزخم‬ ‫المطلوب سابق ًا‪ ،‬وخلقت حالة من اإلجماع الشعبي‬ ‫والفصائلي على الثوابت الفلسطينية‪ ،‬وبعدما عاش‬ ‫الفلسطينيون عقدين من التيه بين دوامة المفاوضات‬ ‫وأوهام حل الدولتين التي انتهت بسيطرة االحتالل‬ ‫على الجزء األكبر من الضفة والقدس وحصار قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬أعــاد الفلسطينيون الزخم للفعل الشعبي‬ ‫السلمي الــذي ال يوجد من يختلف عليه محلي ًا أو‬ ‫إقليميًا أو دولي ًا وهو وسيلة نضال مقبولة من‬ ‫المجتمع الدولي بعكس المقاومة المسلحة التي وإن‬ ‫كانت ح ًقا للشعب الفلسطيني المحتل لكنها كانت‬ ‫تُجَرّم من المجتمع الدولي‪ ،‬ليصبح العمل الشعبي هو‬ ‫الورقة الرابحة اليوم‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬فرضت على الطاولة حق العودة والثوابت‬ ‫الفلسطينية التي كان هناك محاوالت جدية لتصفيتها‪،‬‬ ‫األمــر الــذي يشكل صفعة قوية لكل المخططات‬ ‫والصفقات التي يجري الحديث عنها‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬المسيرة لها تداعيات على الوضع في غزة‬ ‫المحاصرة تحديداً كون المعادلة القائمة منذ عشر‬ ‫سنوات بين االحتالل وغزة صفرية بمعنى إما حرب‬ ‫أو تهدئة‪ ،‬وأن مساحات النضال الشعبي غير قائمة‬ ‫في غزة نتيجة إعــادة انتشار االحتالل حولها في‬ ‫العام ‪ ،2005‬وال يوجد احتكاك يومي بين المواطنين‬ ‫وجنود االحتالل كما هو الحال في الضفة لكن هذه‬ ‫المسيرة والزخم الشعبي أكد أن غزة قادرة على خلق‬ ‫مساحات جديدة لالشتباك مع االحتالل‪.‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬سحبت االحتالل إلى مربع هو ال يريده حينما‬ ‫يكون في مواجهة الشعب الفلسطيني األعزل‪ ،‬وهنا‬ ‫قدرة االحتالل على استخدام القوة العسكرية الهائلة‬ ‫التي يملكها تصبح محدودة كونه يواجه جماهير‬ ‫يتظاهرون بشكل سلمي واستخدام القوة بحقهم‬ ‫يسبب له حرجًا دوليًا كما جرى عقب المسيرة‪.‬‬ ‫سادس ًا‪ :‬المشاركة الشعبية الواسعة تفقد االحتالل‬ ‫قدرته على تصدير روايــة أنه يدافع عن مواطنيه‬ ‫وتجعل من الصعب عليه القول إنه يواجه مجموعات‬ ‫مسلحة تهدف إلى القضاء عليه مثل حماس‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن مبرراته لقمع المسيرات تصبح غير قائمة‪ ،‬ورغم‬ ‫أنه حاول إلصاق المسيرة بحماس وأنها من تحرض‬ ‫الجماهير لكن العالم رأى كل أطياف الشعب في‬ ‫مسيرة سلمية تطالب بتطبيق القرار الدولي ‪.194‬‬

‫سابع ًا‪ :‬الحقيقة التي يجب إدراكها أن غزة خرجت‬ ‫بكل أطيافها السياسية والشعبية ألن الحرب ليست‬ ‫على طرف واحد‪ ،‬وإنما باتت تستهدف كل بيت في‬ ‫القطاع‪ ،‬ووصل الحصار والعقوبات ذروتها حتى‬ ‫باتت تهدد قوت أطفال الغزيين‪ ،‬وهنا كانت غزة تؤكد‬ ‫على أن معادلة الغذاء مقابل االستسالم لن تمر‪.‬‬ ‫فقد أسقطت غزة صفقة القرن وكل المشاريع التي‬ ‫يجري الحديث عنها وأكدت على أنها رقم صعب ال‬ ‫يمكن تجاوزه وأنها كانت وستبقى حامية المشروع‬ ‫الوطني وكل الحصار والعقوبات واألزمــات التي‬ ‫تعانيها لن تدفعها إلى االنكسار واالستسالم بل على‬ ‫العكس ستدفعها إلى مزيد من الصمود والثبات‪.‬‬ ‫ثامن ًا‪ :‬ألول مرة منذ سنوات يرتفع الصوت الشعبي‬ ‫فــي غــزة لهذه الــدرجــة التي أرعــبــت وأربــكــت من‬ ‫يحاصرها ويعاقبها بأنها لن تنتظر أن يقرر أحد متى‬ ‫تحيا ومتى تموت جوعًا‪ ،‬بل ستنتزع حقها وتكسر‬ ‫حصارها بيدها وستجبر الجميع على ذلك‪.‬‬ ‫تاسع ًا‪ :‬أعادت غزة ترتيب األوراق وفرضت نفسها‬ ‫على األجندة الدولية واإلقليمية والمحلية وقد ظهر‬ ‫ذلك من خالل التداعي لعقد جلسة لمجلس األمن‬ ‫إلى جانب الجلسة الطارئة للجامعة العربية‪ ،‬واألهم‬ ‫أنها أعــادت ألذهــان العالم بأسره جوهر الصراع‬ ‫والقضية وهو حق عودة الالجئين متسلحة بالسلمية‬ ‫والشرعية الدولية‪ ،‬وهو أمر من الصعب على العالم‬ ‫تجاهله‪.‬‬ ‫عــاشــراً‪ :‬غــزة الــيــوم تــطــرح البديل العملي عن‬ ‫المقترحات السياسية والحلول التصفوية بما فيها‬ ‫حل الدولتين وتفرض على قيادة السلطة الفلسطينية‬ ‫بدائل شعبية للحلول السياسية التي فشلت سابق ًا‪،‬‬ ‫كما أن هذا الحراك إذا ما نجح في االستمرار والحشد‬ ‫وصو ًال الجتياز الحدود قد يضع على أجندة االحتالل‬ ‫مشروع الدولة الواحدة لشعبين وهو أخطر ما قد‬ ‫يهدد االحتالل اإلسرائيلي كون المعركة الديمغرافية‬ ‫محسومة لصالح الفلسطينيين‪.‬‬

‫فصائل‪ :‬املسريات تستوجب وقف االعتقال السياسي‬ ‫ورفع العقوبات‬

‫الرسالة‪ -‬محمود هنية‬

‫أكدت فصائل وشخصيات وطنية‪ ،‬ضرورة‬ ‫ّ‬ ‫احترام السلطة الفلسطينية لدماء‬ ‫الشهداء التي نزفت يف مسيرات‬ ‫العودة‪ ،‬والتي تتطلب التوجه فوًرا‬ ‫لتنفيذ املصالحة وعقد حوار وطني‬ ‫ينتج عنه إستراتيجية وطنية مقاومة‪،‬‬ ‫والتوقف عن أي إجراءات انفرادية من‬ ‫شأنها عقد املجلس الوطني يف رام‬ ‫اهلل نهاية الشهر كما تصّر حركة فتح‪.‬‬ ‫وأجمعت القوى الفلسطينية في أحاديث خاصة‬ ‫بـ»الرسالة» على ضرورة إسقاط االعتقال السياسي‬ ‫المتواصل بالضفة في ظل اعتقال ما يزيد عن ‪40‬‬ ‫أسيرًا محررًا خالل يومين فقط من طرف أجهزة أمن‬ ‫السلطة‪ ،‬كما أجمعت على ضرورة إسقاط العقوبات‬ ‫المفروضة على قطاع غزة‪.‬‬ ‫بدورها‪ ،‬أكـدّت الجبهة الشعبية على ضــرورة عقد‬ ‫اإلطــار الوطني المؤقت الذي يضم األمناء العامين‬ ‫للفصائل الفلسطينية‪ ،‬من أجل تقييم المرحلة السابقة‪،‬‬ ‫والعمل على بناء إستراتيجية وطنية تستند في‬ ‫رؤيتها إلى التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫وقال القيادي في الجبهة زاهر الششتري لـ»الرسالة»‬ ‫إن احترام شهداء مسيرات العودة يستوجب رفعًا‬ ‫ّ‬ ‫مباشرًا وسريعًا للعقوبات من طرف رئيس السلطة‬ ‫محمود عباس‪ ،‬والتوجه لعقد مجلس وطني وحدوي‬ ‫طب ًقا لتفاهمات بيروت‪ ،‬والتوقف عن أي إجراءات‬ ‫أحادية من شأنها تعزيز االنقسام من قبيل اإلصرار‬ ‫على عقد مجلس إقصائي في الضفة بدون مشاركة‬

‫الفصائل‪.‬‬ ‫أن دمـــاء شــهــداء الــعــودة أغلقت صفحة‬ ‫وذكـــر ّ‬ ‫المفاوضات لألبد‪ ،‬و»المخرج السياسي يكمن في‬ ‫إقامة مؤتمر دولي يعمل على تطبيق قرارات الشرعية‬ ‫الدولية وليس التفاوض حولها»‪.‬‬ ‫واستشهد ‪ 17‬فلسطيني ًا وأصيب أكثر من ‪ 1416‬آخرين‬ ‫بجروح مختلفة‪ ،‬خالل مشاركتهم بمسيرات العودة‬ ‫التي انطلقت يوم الجمعة بمناسبة يوم األرض‪،‬‬ ‫وشهدت احتشاد اآلالف في المناطق الحدودية شمال‬ ‫وشرق قطاع غزة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكدّ القيادي في حركة الجهاد اإلسالمي‬ ‫خضر حبيب على ضرورة القفز عن كافة القضايا‬ ‫الخالفية والتوجه فورًا لعقد اإلطار الوطني المؤقت‬ ‫الذي يضم األمناء العامين لفصائل المقاومة‪ ،‬والتوافق‬ ‫على إستراتيجية وطنية تؤسس النتخاب مجلس‬ ‫وطني جديد‪.‬‬ ‫وقــال حبيب لـــ»الــرســالــة» إن االســتــمــرار بفرض‬ ‫العقوبات واالعتقال السياسي هو اشتراك فعلي‬ ‫في الجريمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫واللحظة التاريخية تستوجب موقفًا فلسطينيًا موحدًا‬ ‫ضد المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتصويب البوصلة تجاه االحتالل فقط‪ ،‬وأي إجراءات‬ ‫تتخذ يجب أن توجه ضد االحتالل‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬من يعاقب هذا الشعب ال يعرف قدره وال‬ ‫قدر تضحياته الجسام التي تقدم في سبيل قضيته»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أك ـدّ عضو المكتب السياسي للجبهة‬ ‫الديمقراطية طالل أبو ظريفة‪ ،‬على ضــرورة البدء‬ ‫في رفع اإلجراءات العقابية عن قطاع غزة‪ ،‬واستثمار‬ ‫الحالة الجماهيرية في توحيد الموقفين والعمل مع‬ ‫الكل الوطني لالستفادة من عامل القوى الشعبي‬ ‫ومجابهة صفقة القرن‪.‬‬ ‫وشددّ أبو ظريفة في حديثه لـ»الرسالة» على ضرورة‬

‫احالة ملف انعقاد المجلس الوطني للجنة بيروت‬ ‫التي توافقت عليها الفصائل‪ ،‬والتوافق على عقد‬ ‫مجلس وطني موحد‪ ،‬مشددًا على خطورة المرحلة‬ ‫التي تعصف في القضية الفلسطينية‪ ،‬والتي تحتاج‬ ‫إلى توافق وطني‪.‬‬ ‫واستغرب خلو كلمة رئيس السلطة محمود عباس‬ ‫من أي مواقف تؤكد وقف العقوبات عن غزة‪ ،‬مضيفًا‪:‬‬ ‫«كان يجب أن تقترن بخطوات نحو إتمام المصالحة‬ ‫وتعزيز مقومات الصمود في القطاع»‪ ،‬وذلــك في‬ ‫إشارة لكلمة عباس مساء الجمعة الماضي‪.‬‬ ‫وعلى صعيد االعتقاالت السياسية المتواصلة في‬ ‫الضفة‪ ،‬أكدّ نائب رئيس لجنة الحريات في الضفة‬ ‫المحتلة خليل عساف‪ ،‬أن االعتقال السياسي هو‬ ‫اشتراك بجريمة قتل الشعب الفلسطيني‪ ،‬ومساعدة‬ ‫لالحتالل في استهدافه والنيل منه‪.‬‬ ‫«إن‬ ‫وقال عساف في تصريح خاص بـ»الرسالة»‪ّ :‬‬ ‫الدماء التي نزفت في ميادين مسيرات العودة‪ ،‬تتطلب‬ ‫وقف كل االنتهاكات الموجهة من الفلسطينيين ضد‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬والجلوس فورًا على طاولة حوار‬ ‫وطنية واالتفاق على استراتيجية صادقة»‪.‬‬ ‫وأضــــاف‪« :‬مــن يــمــارس االعــتــقــال السياسي في‬ ‫حضرة الشهداء هو شخص فاقد للوطنية واإلنسانية‬ ‫وللشرعية‪ ،‬وشريك في قتل الناس بنفس الكمية‬ ‫والكيفية التي يمارس فيها االحتالل القتل بحقهم»‪.‬‬ ‫وطالب عساف بـ»إخراس كل األلسن المتشنجة التي‬ ‫تسعى لتوتير األج ــواء»‪ ،‬كما طالب بضرورة رفع‬ ‫العقوبات التي «إن استمرت فهي تؤكد بدون شك‬ ‫على أنها تعبر عن نوايا سيئة مبيتة»‪ ،‬وفق رأيه‪.‬‬ ‫أن العقوبات هي قتل لإلنسانية والكرامة‬ ‫وذكــر ّ‬ ‫واستهداف للقمة الفقراء وتعبير غير أخالقي عن‬ ‫الخصومة‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬ابراهيم املدهون‬

‫ملاذا لم تشارك بمسرية‬ ‫العودة؟!‬ ‫حين ُطفتُ المحتشدين أرقب تفاصيل صغيرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫طفل وام ــرأة وشيخ وشــاب‪ ،‬خيمة وضحكة‪،‬‬ ‫وأتأمل الوجوه والعيون التواقة لوطن يحتويها‬ ‫كما احتوته‪ ،‬ويمنحها كما منحته‪ ،‬ويضمها‬ ‫كاحتفاظها له بالقلب والعيون‪ ،‬رجعت بذاكرتي‬ ‫حينما تواصينا وأسهمنا مع بعض الشباب‬ ‫ودعونا وكتبنا ونظرنا لمسيرة محتشدة واحد‬ ‫لتكون المخرج وتقلب أساسات المعادلة رأسا‬ ‫على عقب‪ ،‬لم أتوقع أن أصل للمرحلة أشاهد فيها‬ ‫حلم المسيرة واقعا متجسدا ال تشوبه شائبة‪ ،‬لقد‬ ‫نجح شعبنا كما لم ينجح من قبل‪.‬‬ ‫مسيرة مكتملة األركـــان‪ ،‬قوية البنيان‪ ،‬نقية‬ ‫الصف ممتلئة بالطاقة والحيوية‪ ،‬عظيمة الحشد‪،‬‬ ‫ال يتغيب فيها أحد‪ ،‬متنوعة المشارب واأللــوان‪،‬‬ ‫القائد والجندي‪ ،‬الكاتب والمثقف والمبدع‪ ،‬المقاتل‬ ‫والعسكري والميداني‪ ،‬الرجل البسيط والمرأة‬ ‫العاملة والــمــســؤول مــع أبنائه‪ ،‬الجميع هنا‬ ‫ليقولون إننا فلسطينيون دون تمييز‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أخاف االحتالل وحاول مواجهة الفكرة بالترهيب‬ ‫والتخويف والتدمير‪ ،‬واختراق الحسابات وتغيير‬ ‫المسارات وحرفها‪ ،‬واالتصال بشركات الباصات‬ ‫وتهديدها‪ ،‬ثم بالقتل‪ .‬القتل البارد لخيرة شبابنا‪.‬‬ ‫واتبع االحتالل وسيلة قذرة جدا حيث جلب فرق‬ ‫موت وقتل وقنص متطرفين منحرفين نفسيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعظم من االصابات فبلغت اعدادها بالمئات‪،‬‬ ‫وانتقى خيرة الشباب ليغتالهم أمام مرأى العالم‪،‬‬ ‫هو يريد ضرب فكرة السلمية في مهدها يريد أن‬ ‫يجرنا للمربع األسود الذي يتقنه‪ ،‬مربع الموت‬ ‫والتدمير والــصــراع المعتمد على تكنولوجيا‬ ‫التوحش‪ ،‬ونحن في مسيرتنا هذه نريد التمسك‬ ‫بمربع الحياة والسلمية واألغاني‪ ،‬ورفع العلم‬ ‫وإبراز هويتنا وتمسكنا على هذه األرض سيدة‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫أثبت شعبنا أنه أوعى من حرف مساره لما يريده‬ ‫عدوه‪ ،‬ورغم بعض االقالم واالصوات التي بررت‬ ‫لالحتالل القتل وأعفته من المسؤولية وحملت‬ ‫الضحية مسؤولية القنص والقتل‪ ،‬إال أن مسيرات‬ ‫العودة كتبت مقدمة جديدة ال يمكن تغافلها‪ ،‬نحن‬ ‫على هذه األرض أقــوى وأقــدر‪ ،‬وبقاؤنا أضمن‬ ‫ونفسنا أطول‪ ،‬فماذا يريد االحتالل أن يفعل لشعب‬ ‫يحب الحياة ويتمسك بها‪ ،‬ويسير إليها ما استطاع‬ ‫سبيال؟!‬ ‫ال شك أن كل من شارك بمسيرة العودة بطل‬ ‫وقائد في ميدانه‪ ،‬وكل من تخلف ألي عذر ندم‬ ‫واسترجع وعزم على أن يعود في المرة القادمة‪،‬‬ ‫وهذه طبيعة األحداث المصيرية العظمى‪ ،‬ملهمة‪،‬‬ ‫تكبر مع كل يوم رغم ما فيها من تضحيات وآالم‪،‬‬ ‫فنورها أشــد من ظلمة الرصاص االسرائيلي‬ ‫القاتل‪ ،‬وقطرات الدم النازفة من خيرة شبابنا‬ ‫ستحيط االحتالل باللعنات‪.‬‬ ‫مسيرة الــعــودة عصا مــوســى خــرجــت لتأكل‬ ‫مؤامراتهم وصفقاتهم وانحرافاتهم وبيعهم‪ ،‬حيث‬ ‫الحقيقة أمام زيف التبلي على شعبنا‪ ،‬هي القوة‬ ‫امــام الضعف والتوهان هي صــوت بــال يوم‬ ‫الفتح‪ ،‬وهدير المعتمرين بأمان واطمئنان ونصر‬ ‫دون سالح‪.‬‬ ‫وليكن اعتصاما مفتوحا ال يتوقف‪ .‬تحج إليه‬ ‫األجساد والقلوب وعيون العدسات‪ ،‬ويتجدد‬ ‫المشهد مع كل جمعة حتى تأتي ذكــرى النكبة‬ ‫فليخرج‪ ،‬شعبنا على صعيد واحد وينادي بالعالم‬ ‫أجمع آن أوان التحرك والوصول‪ ،‬وقد انكشف كل‬ ‫شيء ولم يتبقى إال خاتمة القوة والقصة‪.‬‬


‫سياسية‬ ‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫جيش االحتالل مرتبك يف مواجهة مسرية العودة السلمية‬ ‫ضوء أحمر‬ ‫كم هائل من البشر ما يشعل‬ ‫ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫أمام ميالد اجتياح الحدود مستقب ً‬

‫الرسالة‪-‬محمد ب ّلور‬

‫حاجز الخوف يرحل من حدود غزة‬ ‫إثر زحف عشرات اآلالف الالجئين‬ ‫للمشاركة يف مسيرة العودة‬ ‫السلمية قبالة جيش االحتالل‬ ‫الذي لم يحسن إال إطالق الذخيرة‬ ‫وصب‬ ‫الح ّية ىلع أجساد العّزل‬ ‫ّ‬ ‫مئات قنابل الغاز املس ّيل للدموع‬ ‫صوبهم‪ ،‬ضاربًا بعرض الحائط‬ ‫القوانين الدولية التي تكفل‬ ‫الحماية للمتظاهرين‪.‬‬

‫الكتلة البشرية الضخمة على حــدود غــزة تمضي‬ ‫باإلسرائيلي أيـ ًا كان جندي ًا متحصّن ًا أم مستوطن ًا‬ ‫خلف السلك الفاصل نحو كي وعي للجبهة الداخلية‬ ‫اإلسرائيلية فما وقع قبل سبع عقود لفلسطيني يثار‬ ‫اآلن على لسان كبار لم يموتوا وصغار لن ينسوا‪.‬‬ ‫وبدا واضح ًا من الكم الهائل الذي ارتقى بنيران االحتالل‬ ‫فزاد عن (‪ )15‬شهيد‪ ،‬وأكثر من (‪ )1300‬جريح خالل أقل‬ ‫من تسع ساعات من الحشد السلمي على الحدود أن‬ ‫جنود وقناصة االحتالل لم تفلت سبابتهم زناد البنادق‬ ‫ال في إخالء المكان دون جدوى في محاولة إلرهاب‬ ‫أم ً‬ ‫الجموع‪.‬‬ ‫جيش مرتبك‬ ‫فــي كــل مــرة أزور فيها حـــدود قــطــاع غــزة خالل‬ ‫احتجاجات سلمية يختبئ القناصة خلف السواتر‬ ‫ال من العربات العسكرية التي‬ ‫الترابية وال نرى إال قلي ً‬ ‫يقودها جنود االحتالل أو رجال االستخبارات وأحيان ًا‬ ‫يدفعون بجيبات مشغلة آلي ًا تجري تصويراً قبل بدء‬ ‫عمل القناصة‪.‬‬ ‫وعمل ضباط وجنود االحتالل على حدود غزة منذ‬ ‫صباح الجمعة الماضي بتقدير موقف آني أمام تجربة‬ ‫ميدانية هي األولى من نوعها تفوقوا هم فيها من جهة‬ ‫القوة التدميرية والعتاد لكنهم عجزوا عن مواجهة‬ ‫الموقف الصادم لهم‪.‬‬ ‫ويؤكد اللواء يوسف شرقاوي الخبير العسكري أن‬ ‫الجيش منذ اليوم األول لمسيرة العودة يوم الجمعة‬ ‫الماضي يظهر دمــويــة أكثر مــن المعتاد‪ ،‬فضباط‬

‫خيار جديد‬

‫االحتياط ومئات القناصة لم يفلحوا في إحباط تواجد‬ ‫عشرات اآلالف‪.‬‬ ‫ويقول الخبير شرقاوي‪“ :‬لو اندفعت الجماهير بغزارة‬ ‫نحو الجنود سيخرجونهم من مواقع القوة المحصّنة‬ ‫والجيش كان مستعداً لحرب بمعنى حرب وأدواتــه‬ ‫القتالية كاملة لكنه كان مرتبكا ويطلق النار بغزارة”‪.‬‬ ‫قتل مباشر‬ ‫كل ما فعله جنود االحتالل وضباطه المجتمعين في‬ ‫حجرة العمليات المنعقدة على مــدار الساعة هو أن‬ ‫يوزعوا الموت بسخاء‪ ،‬وكان (آيزنكوت) رئيس األركان‬ ‫الــذي ّ‬ ‫ال على وسائل اإلعــام قد طالب قبل‬ ‫يطل قلي ً‬ ‫أيام باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬وهو ما يؤكد مخطط االحتالل إليقاع أكبر‬ ‫عدد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين‪.‬‬ ‫ويؤكد اللواء واصــف عريقات الخبير العسكري إن‬ ‫الجيش لم يتعامل مع مسيرة العودة على أنها سلمية‬ ‫شعبية بل تعامل مع المشاركين باعتبارهم مدججين‬ ‫بالسالح وقد دعا المستوطنين قرب غزة لحمل السالح‬ ‫مصدراً تعليمات مفتوحة باستخدام أقصى درجات‬ ‫القوّة‪.‬‬ ‫ويضيف‪“ :‬أوقــع القناصة عدد هائل من اإلصابات‬ ‫بالذخيرة الحيّة‪ ،‬وهو ما يعكس رغبة مبيّتة لدى الجيش‬ ‫أن يكبّد التظاهرة السلمية خسارة بشرية كبيرة لردعهم‬ ‫بعد فشل ردعهم بوسائل الحرب نفسية وبث الدعاية‬ ‫وقد أركب حساباتهم مشاركة األطفال والشيوخ”‪.‬‬ ‫التصرف الميداني لجنود وقناصة الجيش لم يكن‬ ‫تصرف القلق حسب رؤيــة الخبير عريقات بل كان‬ ‫سلوك المرتبك فهذه تجربته األولى التي يواجه فيها‬

‫وفيما كانت غزة تحتضر قبل أيــام مع‬ ‫اشتداد الحصار متهجّزة لتلقي ضربة‬ ‫االحتالل القاضية التي لوّح بها مزهوّاً إذا‬ ‫لم تسلم المقاومة سالحها بدأ االحتالل‬ ‫على لسان كثير من الشخصيات يعيد‬ ‫النظر فيما يجري‪.‬‬ ‫ما جــرى على حــدود غــزة أعــاد شريط‬ ‫الذاكرة لعام (‪ )1948‬في وعي جيش ودولة‬ ‫متطورة تواجه كتلة بشرية تطالب بإنفاذ‬ ‫قرار األمم المتحدة (‪ )194‬بينما تجاهلت‬ ‫(إسرائيل) ما يقدر بـ(‪ )135‬قراراً دولي ًا عن معاناة الالجئ‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫منذ نشأتها (إسرائيل) تقدّم األمن على كل شيء ولعل‬ ‫العقيدة األمنية للجيش حسب رؤيــة محمد مصلح‬ ‫الباحث في الشئون اإلسرائيلية تحمل هاجس ًا قوي ًا‬ ‫تدفعه للتضحية واستخدام كافة الوسائل حتى يحافظ‬ ‫على الثقة مع جمهوره‪.‬‬ ‫ويــقــول مــصــلــح‪ ”:‬مسيرة الــعــودة تــفــرض رؤيــة‬ ‫سياسية جماهيرية فالشعب الفلسطيني تقدم على‬ ‫قيادته السياسية من خالل الممارسة الواعية ما أدى‬ ‫الضطراب االحتالل”‪.‬‬ ‫وكان جيش االحتالل قديم ًا يتذرع حين يطلق النار بأن‬ ‫حياة جنوده تتعرض للخطر لكن ممارسته منذ صباح‬ ‫الجمعة أظهرت أنه أطلق النار على من اقترب من‬ ‫السلك الفاصل دون أن تتعرض حياة جنوده للخطر‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب صالح النعامي في مقالة نشرها قبل أيام‬ ‫“ولعل كثير من الشخصيات اإلسرائيلية باتت تدرك‬ ‫حالة اإلحراج التي ستقبل عليها (إسرائيل) من جرّاء‬ ‫جرائم جيشها وقيادتها اإلسرائيلية”‪.‬‬ ‫كما نشر مقا ًال قال فيه‪“ :‬إسرائيل أرادت أن تضفي‬ ‫صد ًقا على تهديداتها المسبقة باستهداف المشاركين‬ ‫في مسيرة العودة في حال اقتربوا من الخط الحدودي‬ ‫الفاصل مما جعل جيشها يتوسع في إطالق النار الحية‬ ‫على الجماهير‪ ،‬لكن تل أبيب تعي في الوقت ذاته أن‬ ‫هذا السلوك يمكن أن يتحول إلى سهم مرتد ويفضي‬ ‫إلــى صب الزيت على النار ويضمن زيــادة دافعية‬ ‫الفلسطينيين لمواصلة فعاليات المسيرة”‪.‬‬

‫استهداف املتظاهرين ‪ ..‬ملف موثق لجرائم االحتالل‬ ‫غزة‪-‬رشا فرحات‬

‫طالبت اللجنة القانونية الخاصة بمسيرة‬ ‫العودة الكبرى‪ ،‬بتشكيل مجلس حقوق‬ ‫االنسان لجنة خاصة لتقصي الحقائق من‬ ‫أجل متابعة جرائم الحرب واالنتهاكات التي‬ ‫ارتكبها االحتالل بحق املتظاهرين العزل‬ ‫يوم الجمعة الثالثين من مارس الفائت‪.‬‬

‫وقــال المحامي صــاح عبد العاطي عضو اللجنة‬ ‫القانونية لمسيرة العودة خالل مؤتمر صحفي عقدته‬ ‫اللجنة القانونية بمخيم مسيرة العودة شرق غزة‪“ :‬إن‬ ‫قوات االحتالل تتعمد إصابة وقتل المتظاهرين سلمي ًا‪،‬‬ ‫وتتنكر من جديد من لقواعد قانون الدولي اإلنساني‬ ‫ومعايير حقوق اإلنسان”‪.‬‬ ‫وأكد عبد العاطي قانونية تجمعات المتظاهرين وحقهم‬ ‫بالتعبير عن رفضهم النتهاكات االحتالل‪ ،‬مبين ًا أن‬ ‫التجمع كان سلميا وليس من حق االحتالل استهداف‬ ‫المتظاهرين بالرصاص الحي ورش غــازات مسيلة‬ ‫للدموع لتفريقهم‪“ ،‬علما أن هذا االجراء يعتبر جريمة‬ ‫بحق المدنيين”‪ ،‬وفق قوله‪.‬‬ ‫وأوضــح أن المتظاهرين لم يبادروا باستخدام أي‬ ‫وسيلة عنيفة؛ ولكن االحتالل بادر دون وجود أي‬ ‫تهديد على حياة وسالمة جنوده ومنشآته العسكرية؛‬ ‫باستخدام قوة مفرطة ومميتة اتجاه المتظاهرين سلمي ًا‪.‬‬ ‫ويقول عبد العاطي للرسالة معقبا على هذا الموضوع‪،‬‬

‫� ف ا �ت‬ ‫�‬ ‫ي� لا ج اه‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫أن اللجنة القانونية لمسيرة العودة من اللحظة األولى‬ ‫تابعت األح ــداث ووضعت اللجان الدولية بصورة‬ ‫المنطلقات الحقوقية والقانونية كاملة وبطريقة مهنية‪.‬‬ ‫ال‪“ :‬لقد تابعنا االنتهاكات التي ترقى فعال‬ ‫وزاد قائ ً‬ ‫لجرائم حــرب وتــم توثيقها وإرسالها إلــى الجهات‬ ‫المعنية الدولية مباشرة للمطالبة بسرعة التدخل‬ ‫والتحرك‪ ،‬وسنستمر بجهدنا الحقوقي في ارسال ملف‬ ‫نهائي نقوم بتحضيره اآلن وإرساله الى محكمة العدل‬ ‫الدولية لفضح هذه االنتهاكات”‪.‬‬ ‫ولفت إلى دور السلطة الفلسطينية بتحويل هذه الملفات‬ ‫إلى المحاكم الدولية‪ ،‬ويضيف‪“ :‬لقد طالبنا القيادة‬ ‫السياسية الفلسطينية بسرعة إرسال هذه الملفات إلى‬ ‫محكمة العدل الدولية”‪ ،‬مؤكدا أن دور السلطة اآلن هو‬ ‫األهم ألنها الوحيدة المخولة بتحويل الملفات كلها إلى‬ ‫المحاكم الدولية‪ ،‬وتابع أن “كل الجهات الدولية وعدتنا‬ ‫بإسنادنا في مواجهة االحتالل من الناحية القانونية”‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال الدكتور محمد الشاللدة المختص بالقانون‬ ‫الدولي للرسالة‪“ :‬إن هناك ثالثة أطــراف من حقهم‬ ‫التوجه لمحكمة الجنايات الدولية منهم الدول األطراف‬ ‫الموقعة على قوانين الجنائية الدولية‪ ،‬ودولة فلسطين‬ ‫من الدول المصادقة”‪ ،‬مؤكدا أن من حق أي فرد التوجه‬ ‫إلى المحكمة الجنائية الدولية حول االنتهاكات الجسيمة‬ ‫التي يتعرض لها وخاصة ما يجري اآلن في قطاع غزة‪.‬‬ ‫ونــوه شاللدة إلى دور المنظمات الحكومية وغير‬ ‫الحكومية‪ ،‬مذكرا بوجود ثالثة ملفات في المحكمة‬ ‫الجنائية حتى اللحظة‪ ،‬ومنها ملف الحرب على قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬الفت ًا إلى أن هناك قضايا رفعت بشكل فردي من‬

‫قبل أفراد في مؤسسات حقوق االنسان مثل ملف الشهيد‬ ‫أبو خضير‪ ،‬مذكرا بأهمية التوجه للقانون اإلسرائيلي‬ ‫المحلي أوال “ألنــه وفي حال مماطلته وتعامله مع‬ ‫القضية بطريقة غير عادلة‪ ،‬فهو يعطي قوة للقضية‬ ‫للتوجه إلى المحكمة الجنائية بعد أن اكتملت جميع‬ ‫أركانها‪ ،‬حيث يعتبر التوجه للقانون المحلي أحد هذه‬ ‫األركان”‪ ،‬وفق شاللدة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد الدكتور موسى الدويك المختص بالقانون‬ ‫الدولي على جواز تقديم كل االنتهاكات التي جرت يوم‬ ‫الجمعة للمحاكم الدولية‪“ ،‬بما أن كل األوراق والدالئل‬ ‫موثقة ومستكملة”‪ ،‬وتابع “نجاح القضية يعتمد على‬ ‫التوثيق واإلثباتات والوثائق الكاملة بالدرجة األولى”‪،‬‬ ‫الفت ًا إلى أن هذه هي الخطوة األولى واألهم‪.‬‬ ‫وال يعتقد الــدويــك فــي مقابلته مــع “الــرســالــة” أن‬ ‫“الموضوع سهل‪ ،‬بل يحتاج إلى خبرة كبيرة ووافية‬ ‫في قضايا مختلفة”‪ ،‬الفتا الى أن هذه القضايا لو قدمت‬ ‫الى محكمة العدل الدولية ستحقق صدى كبيرا لصالح‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬كما حدث بقضية الجمعية العامة‬ ‫المتعلقة بالجدار عام ‪ ،2004‬مستدرك ًا أن “المشكلة في‬ ‫التعاطي اإلسرائيلي مع القوانين الدولية ومدى‬ ‫احترامها لهذه القوانين”‪.‬‬ ‫وكــانــت قـــوات االحــتــال قــد استهدفت المواطنين‬ ‫المتظاهرين العزل على حدود قطاع غزة في الذكرى‬ ‫الثانية واألربعين ليوم األرض بالرصاص الحي‬ ‫وقنابل الغاز ما أدى الى استشهاد ‪ 17‬مواطنا واصابة‬ ‫‪ 1600‬آخرين‪.‬‬

‫‪٥‬‬

‫بقلم‪ /‬مصطفى الصواف‬

‫قرار العودة شعبي بامتياز‬ ‫“قرر الشعب الفلسطيني معتمدا على اهلل أوال وعلى‬ ‫إرادته بالعودة إلى أرضه التي هُجّر منها قبل سبعين‬ ‫عاما بدءا من يوم الثالثين من مــارس‪ ،‬وسيواصل‬ ‫التحضير لهذه العودة حتى ساعة الصفر التي حددها‬ ‫بنفسه من أجل العودة تطبيقا لقرارات األمم المتحدة‬ ‫التي عجز العالم على تطبيقها وفرضها على االحتالل‬ ‫الصهيوني‪ ،‬اليوم يقرر الشعب الفلسطيني أخذ زمام‬ ‫المبادرة بنفسه لتحقيق قرار العودة”‪.‬‬ ‫نعم هذا كان قرار الشعب الفلسطيني الذي خرج أمام‬ ‫مرى ومسمع من الجميع عربيا ودوليا وصهيونيا‬ ‫غير ملتفت إلــى كــل التهديد والوعيد الصهيوني‬ ‫واألمريكي وكل اشكال التخذيل والالمباالة العربية‬ ‫والعجز العالمي‪ ،‬وعندما يقرر الشعب الفلسطيني وإي‬ ‫من شعوب العالم ال يمكن أن تمنعه قوة في الكون‬ ‫من تحقيق هذا القرار على أرض الواقع وهو يدرك‬ ‫أن قــراره لن يمر بسهولة؛ بل سيدفع مقابله ثمنا‬ ‫كبيرا بدأه يوم الجمعة بستة عشر شهيدا ونحو الف‬ ‫وخمسمائة جريح ‪.‬‬ ‫نعم كان السالح المهمل من قيادة الشعب الفلسطيني‬ ‫والتي تغرد وحدها بعيدا عن العمل على استنهاضه‬ ‫والرجوع اليه ومشاورته وتصديره في مواجهة االعداء‬ ‫لتحقيق ما يرنو اليه‪ ،‬أكد في مسيرته الشعبية السلمية‬ ‫التي بدأت لتحقيق حلم العودة أن السالح األمضى‬ ‫ليعيد مرة أخرى للقضية الفلسطينية رونقها وبريقها‬ ‫واهتمام العالم بها‪ ،‬مؤكدا أن الوحدة التي ميزت هذه‬ ‫المسيرة والتي كانت تحت العلم الفلسطيني وبمشاركة‬ ‫كل الــوان الطيف السياسي الفلسطيني لتؤكد على‬ ‫السياسي الفلسطيني أن اقصر الطرق للتحرير وإلقامة‬ ‫الدولة يمر عبر الوحدة والشراكة السياسية وتحمل‬ ‫المسئولية وليس االهمال واالستفراد واألقصاء‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬خرج الشعب الفلسطيني استجابة لنداء الوحدة‪،‬‬ ‫وخرجت قيادات الشعب الفلسطيني التي هددها‬ ‫االحتالل والتحمت من جماهيرها عند خط الهدنة‬ ‫الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة للتعبير‬ ‫عن رفضهم جميعا لما يسمى صفقة القرن التي يعمل‬ ‫الرئيس األمريكي ترامب من خاللها على تصفية‬ ‫القضية الفلسطينية لصالح االحتالل الصهيوني‪،‬‬ ‫ولتؤكد هذه الجماهير وقياداتها السياسية رفضها التام‬ ‫والكامل لمشروع التصفية األمريكية‪ ،‬ولتؤكد بصوت‬ ‫واحد (راجعين) وتؤكد أن ترامب ونتنياهو ومن لف‬ ‫لفهم من عرب وعجم لن يثنوا الشعب الفلسطيني‬ ‫الذي قرار العودة الى أرضه التي هجر منها قصرا قبل‬ ‫سبعين عاما‪ ،‬وأكدت هذه الزحوف الهادرة التي فاقت‬ ‫كل تصور أن فلسطين لنا والقدس لنا وكل األرض لنا‬ ‫في تحدي واقتدار أنها لن تتراجع وستمضي لتحقيق‬ ‫حق العودة والذي لم ولن يسقط بمرور الزمن‪ ،‬وأن‬ ‫الكبار لم يموتوا قبل أن يورثوا هذا الحق ألبنائهم‬ ‫وأحفادهم الذين خرجوا جماعات وفرادى لتحقيق ذلك‬ ‫دون خوف أو تردد‪.‬‬ ‫هكذا ستعود الحقوق‪ ،‬وستتحقق العودة‪ ،‬رسالة‬ ‫واضحة من الشعب الفلسطيني عبرت عنها مسيرة‬ ‫العودة الكبرى والتي نجحت في جعل االحتالل أكثر‬ ‫قلقا وخوفا واستفزت االحتالل عن بكرة أبيه حتى‬ ‫طبعت على خطابة االعالمي التخبط وعلى صدور‬ ‫سيل من التصريحات المتناقضة على ألسنة قادته‬ ‫وجعلته يلغي االج ــازات في صفوف جيشه حتى‬ ‫أجبرت قادته على المكوث طويال بالقرب من خط‬ ‫الهدنة الفاصل بين قطاع غزة بين مترقب ومتخذ‬ ‫قرارات حتى أنه طالب المستوطنين باالبتعاد عن خط‬ ‫الهدنة الفاصل مع قطاع غزة اربعين كيلو متر خشية‬ ‫حدوث اختراقا من قبل الفلسطينيين‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫طالبت المستوطنين بحمل السالح في غالف قطاع‬ ‫غزة خشية دخول الفلسطينيين‪.‬‬ ‫االحتالل أصيب بحالة من الهستيريا والتخبط في‬ ‫بروفة ولم يكن في وارد اصحاب القرار اجتياز السلك‬ ‫الشائك؛ ولكن االستجابة الكبيرة من كل فئات الشعب‬ ‫في قطاع غزة في نقاط التجمع الست أربكت الحسابات‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وجعلت العالم ينتظر على قدم وساق‬ ‫شرقه وغربه‪ ،‬ولم تفلح كل الضغوطات من التأثير‬ ‫على القرار الشعبي‪ ،‬ألن من لديه عقل ويعي ماذا يعني‬ ‫تحرك الشعب بهذا الحجم وهذه التشكيلة يدرك يقينا‬ ‫أن قرار الشعب عندما يكون نابعا من نفسه سيكون‬ ‫قرارا صائبا يحقق فيه الشعب ما يريد‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬كان الثالثون من مارس يوما مشهودا في تاريخ‬ ‫الشعب والذي بدأ به كتابة تاريخه من جديد ويضع‬ ‫بنفسه نهاية لهذا الكيان الغاصب والذي اعتقد يوما‬ ‫أن دولته باقية إلى األبد وإذ به يصحوا على فاجعة‬ ‫النهاية والتي لن تكون بعيدة‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫محليات‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫يف خيمة «الجورة»‪«..‬خراريف البالد» وحكايات شعبية يرويها أطفا ُلها‬ ‫غزة‪-‬ياسمني عنرب‬ ‫بمجرد وصولك إلى مكان نصب‬ ‫الخيام ىلع الحدود الشمالية‬ ‫لقطاع غزة‪ ،‬تظهر لك أسماء‬ ‫القرى الفلسطينية متتابعة‬ ‫وقد علقت ىلع الخيام‪ ،‬وأكثر‬ ‫ما يلفتك فرحة األطفال‪.‬‬ ‫فأحدهم توشح بكوفية‬ ‫فلسطين ىلع أكتافه‪ ،‬وآخر‬ ‫يغرس علم فلسطين أمام‬ ‫خيمة قريته‪ ،‬وبعضهم يلتقط‬ ‫صورة مع جدته التي ترتكز‬ ‫منحن مرتدية‬ ‫ىلع عكاز بظهر‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مزركشا طرز عليه شجر‬ ‫ثو ًبا‬ ‫السرو وغزال‪.‬‬ ‫«طائرة ورقية»‬ ‫قبالة خيمة «الجورة» طفل بسنِّ التاسعة يدعى «أحمد‬ ‫راضي» يطلق طائرة ورقية‪ ،‬وهو ينادي على جدته‬ ‫التي ترتكز بعكازها على باب الخيمة تراقب أحفادها‬ ‫بثوبها الفالحي المزركش وشاشها األبيض التي‬ ‫تغطي به نصف وجهها‪.‬‬ ‫طائرة بألوان فلسطين أسعدت الحاجة «أم سعدي‬ ‫راضي» وكانت تردد «علِّي أكتر يا ستي عشان توصل‬ ‫لسما الجورة»‪ ،‬أما «أحمد» فقد تجمع حوله أطفال من‬ ‫خيم أخرى وراح ينشد‪« :‬في الراية البيضاء عزتنا‬ ‫ووحدتنا‪ ،‬في الشارة السوداء بأسنا وقوتنا‪ ،‬في الربا‬ ‫الخضراء مجدنا وأرضنا‪ ،‬وفي الباقة الحمراء رمزنا‬ ‫وفخرنا»‪.‬‬ ‫تشابكت الطائرة الورقية بأخرى من خيمة «المسمية»‬ ‫فضحكت الجدة «راضي» وأخذت تحكي‪« :‬كلنا واحد»‪،‬‬ ‫ثم قالت لـ»الرسالة»‪« :‬حفظت عن أجدادي كل خراريف‬ ‫البالد وقصص الجورة»‪.‬‬ ‫«خراريف الجورة»‬ ‫قصص البالد قبل الهجرة التي اعتاد الجميع أن ينصت‬ ‫إليها من كبار السن‪ ،‬كانت في خيمة «الجورة» تنساب‬

‫على لسان األطفال كأنهم عايشوها‪ ،‬وتلحظ أحد أحفاد‬ ‫الحاجة «راضي» قد حمل ورقة كتب عليها «لم ننسَ‬ ‫حين مات أجدادُنا»‪.‬‬ ‫فعبارة جولدا مائير «الكبار يموتون والصغار ينسون»‬ ‫تفند حين تستمع إلى «خديجة» والتي قاسمت جدتها‬ ‫«راضي» اسمها ومالمحها أيضًا‪ ،‬فرغم أنها ال تتعدى‬ ‫سن العاشرة إال أنها تتحدث عن قرية «الجورة» بفرح‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫الثوب الفالحي هو وحــده التي ترتديه «خديجة»‬ ‫وجدتها‪ ،‬تحكي وهي ترفرف بعلم فلسطين‪« :‬أنا من‬ ‫قرية الجورة قضاء عسقالن المحتلة‪ ،‬وسأرجع إليها‬ ‫وأعيش هنا في غزة مؤقتًا‪ ،‬وأحفظ كل ذكريات ستي‬ ‫في الجورة»‪.‬‬ ‫«جو الجورة معتدل لقربها من شاطئ البحر‪ ،‬فكان‬ ‫السائحون يقضون فيها أجمل األوقات»‪ ،‬تقول «خديجة‬ ‫الحفيدة»‪ ،‬وتكمل‪« :‬المساحات الخضراء جميلة في‬ ‫الجورة‪ ،‬ألن أهلها كانوا يزرعون الخضراوات والفواكه‪،‬‬ ‫ويتصفون بالجود والكرم ومعروف عنهم أنهم يحبون‬ ‫السمك»‪.‬‬ ‫«مــوســم الــبــيــادر» كــان مــن القصص التي سردتها‬ ‫«الحفيدة»‪ ،‬حيث كان أهل «الجورة» يتجمعون في‬

‫أراضــي القمح ويحصدونه بخطوات‬ ‫كثيرة وأدوات قديمة‪ ،‬وينشدون‪ « :‬زَ ِرعنا‬ ‫واحنا صحابه‪ ..‬بالمناجل ما نهابه‪...‬زَ ِرعنا‬ ‫دنا عنـوقه‪ ..‬بالمناجل واهلل لنسوقه»‪.‬‬ ‫وتكمل الطفلة «خديجة»‪ « :‬كانوا يجلسون‬ ‫على البيدر ويبدؤون الحصاد ثم ينقلون‬ ‫الحبوب من الحقل إلى البيدر ويدرسونه‬ ‫بالنروج _لوح الــدراس_»‪ ،‬ثم يصفون‬ ‫القمح وتنقله األمهات إلى الخابية‪ ،‬وقبل‬ ‫أن يدخلوه إلى البيت يخرجون «العشر»‬ ‫منه زكاة لفقراء القرية»‪.‬‬ ‫حيث اعتادت الجدة «راضي» أن تستغل‬ ‫جمعاتها مع أحفادها دائمًا لتغرس في‬ ‫قلوبهم حب العودة‪ ،‬وتروي لهم قصص‬ ‫قريتها «الجورة» في الماضي‪ ،‬تشاركنا‬ ‫الحديث بقولها‪« :‬رغم تعبي أصريت أن‬ ‫أشارك في مسيرة العودة فتمسكت بحقي‬ ‫في الجورة أكثر وبات الحلم يراودني أكثر من قبل»‪.‬‬ ‫«حكاية شعبية»‬ ‫«سما عايش» ذات السبعة أعوام والجورانية أيضًا‪،‬‬ ‫كانت تشاركنا هــي األخـــرى جلستنا فــي الخيمة‪،‬‬ ‫وبابتساماتها الطفولية تقول‪« :‬أنا ستي حفظتني‬ ‫حكايات شعبية وأمثال شعبية كتيرة»‪ ،‬وراحت تروي‬ ‫حكاية «المرأة الكريمة»‪.‬‬ ‫«ستي حكت لي أنه كان هناك امرأة كريمة وحالها‬ ‫ميسور ولديها مال‪ ،‬وكانت تعطي نساء الجيران كل‬ ‫ما يحتجن إليه‪ ،‬وتعطي للفقراء المحتاجين وبعد فترة‬ ‫سمعت أن الذين تساعدهم يتكلمون عليها بالسوء‬ ‫والنميمة ويحسدونها‪ ،‬وبعد أن تأكدت من صحة الخبر‬ ‫قالت‪« :‬واهلل خسارة فيهم كل المعروف‪..‬برميه في‬ ‫الحارة وال بعطيه للجارة» تقول «سما»‪.‬‬ ‫ضحك الجميع وختمت «الجدة» حديثها أن مسيرة‬ ‫العودة غرست حب الوطن أكثر في قلوب األطفال‪،‬‬ ‫مجال أوســع للحديث معهم عن أيام‬ ‫حيث شكلت‬ ‫ً‬ ‫البالد وذكريات األجداد فيها‪ ،‬وقالت‪« :‬قريبًا نلتقي في‬ ‫الجورة ونعيد األيام الخوالي (‪ )..‬واهلل اشتقت لروابيها‬ ‫وأراضيها وخضرتها وطيبة أهلها»‪.‬‬

‫مسرية العودة تحيي آمال الالجئني بالعودة لقراهم‬ ‫شمال غزة‪-‬محمد عطا اهلل‬ ‫تتكئ الحاجة أم أحمد الحلو‬ ‫ىلع عكازها الخشبي ونظرها‬ ‫يسبق قدميها نحو األراضي‬ ‫املحتلة‪ ،‬حاملة بعودة قريبة‬ ‫إلى قريتها املحتلة «بيت‬ ‫جرجا» التي هجرت منها قس ًرا‬ ‫ابان نكبة ‪.1948‬‬ ‫ووجدت الحلو من المشاركة في مسيرة‬ ‫العودة تحقي ًقا للحلم الذي يراودها منذ‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬فأصرت على الذهاب‬ ‫لمناطق التماس على الحدود الشرقية‬ ‫لمخيم جباليا‪ ،‬بصحبة أبنائها وأحفادها‪.‬‬ ‫ورغم أشعة الشمس الحارقة إال أنها‬ ‫فضلت الجلوس أمام خيمتها وعيناها ال تكل من‬ ‫النظر إلى األراضي المحتلة‪ ،‬مرددة «حنرجع على‬ ‫بالدنا ألنه احنا أصحاب الحق وما نتخلى عن شبر‬ ‫منها ولو على دمنا»‪ ،‬تقول الحلو لمراسل الرسالة‪.‬‬ ‫جزءا من مشهد الحشود التي‬ ‫الحاجة أم أحمد كانت‬ ‫ً‬ ‫تجمهرت ونصبت الخيام على الحدود الشرقية لمخيم‬ ‫جباليا في ذكــرى يوم األرض‪ ،‬بعد دعــوة الهيئة‬ ‫الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى والتي بدأت‬ ‫فعاليتها قبل أيام‪.‬‬ ‫وعلى طول الحدود الشرقية الشمالية للقطاع توافد‬ ‫آالف الفلسطينيين مجتمعين على قلب رجل واحد؛‬ ‫إلثبات تمسكهم بأراضيهم المحتلة في مشهد معاكس‬ ‫لمشهد أجدادهم الذين أجبروا على نصب الخيام بعد‬ ‫تهجيرهم عنوة من أراضي الـ‪.48‬‬

‫وكانت الهيئة الوطنية قد أعلنت انطالق فعاليات‬ ‫مسيرة الــعــودة الكبرى من مناطق التماس مع‬ ‫االحتالل «اإلسرائيلي» تجاه األراضي المحتلة في‬ ‫ذكرى يوم األرض الذي وافق يوم الجمعة‪.‬‬ ‫ويقول الخمسيني أحمد مسعود إن مشاركته في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى تعني رفضه ألي مشاريع‬ ‫وحلول ال تشمل حق العودة لألراضي التي احتلها‬ ‫العدو‪ ،‬ويحاول بدعم من أمريكا انتزاع هذا الحق»‪،‬‬ ‫على حد وصفه‪.‬‬ ‫وأمــام خيمة «ديــر سنيد» يجلس مسعود برفقته‬ ‫خمسة من أبنائه الذين يرفعون علم فلسطين‪،‬‬ ‫«وجــودي هنا يعني أن على االحتالل الرحيل عن‬ ‫أراضينا ورسالة لكل العالم بأن الفلسطيني يجب‬ ‫أن يعود ألرضه وال يقبل الوطن البديل» يضيف‬ ‫لـ«الرسالة»‪.‬‬

‫وال يخشى الرجل قمحي البشرة من‬ ‫أصــوات الرصاص أو الغاز المسيل‬ ‫للدموع والــذي يطلقه جنود االحتالل‬ ‫ال‪« :‬هذه أرضي‪،‬‬ ‫صوب المتظاهرين‪ ،‬قائ ً‬ ‫وأنا مش حتنازل عنها‪ ،‬وحنرجع الها‬ ‫قريب ًا‪ ،‬ونحن ال نخاف من رصاصاتهم‬ ‫أو قنابلهم»‪.‬‬ ‫ويؤكد نبيل ذياب عضو الهيئة الوطنية‬ ‫العليا لمسيرة الــعــودة الكبرى‪ ،‬أن‬ ‫خــروج ومشاركة عشرات اآلالف من‬ ‫المواطنين في مسيرة العودة يدلل على‬ ‫تشبث الفلسطينيين بأرضهم وتمسكهم‬ ‫بحقهم الراسخ بالعودة إليها‪.‬‬ ‫ويضيف ذياب في حديث لـ»الرسالة»‪،‬‬ ‫أن المسيرات تعتبر ترجمة فعلية‬ ‫لنموذج المقاومة الشعبية السلمية‪ ،‬وتهدف إلى إثارة‬ ‫قضية الالجئين والتأكيد على حق عودتهم ألراضيهم‬ ‫المحتلة‪ ،‬إلى جانب فضح االحتالل الذي كشف عن‬ ‫ضعفه عندما بدأ بإطالق النار على المتظاهرين‬ ‫السلميين»‪.‬‬ ‫وشدد على أن هذه المسيرة تأتي في وقت تواجه فيه‬ ‫القضية الفلسطينية أحلك الظروف‪ ،‬وخاصة في ظل‬ ‫وجود محاوالت إلقصاء دور «األونروا» عن عملها من‬ ‫أجل إنهاء قضية الالجئين‪.‬‬ ‫وأشـــار عضو الهيئة الوطنية إلــى أن الشعب‬ ‫الفلسطيني لن يقبل إال بإقامة دولــة فلسطينية‬ ‫وعاصمتها القدس‪ ،‬داعيًا المتظاهرين إلى البقاء في‬ ‫الخيام الموجودة على طول الحدود المطلة على‬ ‫األراضي المحتلة‪.‬‬

‫مقاربات‬

‫من ‪30‬مارس إىل ‪/15‬مايو‪...‬‬ ‫املسرية مستمرة‬ ‫وسام حسن أبو شمالة‬ ‫المشهد الذي رسمه الشعب الفلسطيني في‬ ‫غزة خالل مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت‬ ‫في ذكرى يوم األرض في ‪ 30‬مارس كان مشهدًا‬ ‫مفاجئًا حتى لمن نظم وأشرف على هذه المسيرة‬ ‫وربما الشيء المتوقع كان العنف المفرط الذي‬ ‫مارسه االحتالل في مواجهة الجماهير السلمية‬ ‫المدنية وحالة البرود والسلبية الذي اتسم به‬ ‫موقف السلطة وتفاعلها مع الحدث رسميًا‬ ‫وإعالميًا‪ ،‬وأما المفاجآت فاهمها حجم الحشود‬ ‫المشاركة في المسيرة التي فاقت كل التوقعات‪،‬‬ ‫وااللــتــزام الكامل بالبعد الوطني فلم ترفع‬ ‫شعارات فصائلية وركزت كل الشعارات على‬ ‫البعد الوطني ولم يرفع سوى العلم الفلسطيني‬ ‫في رسالة واضحة بأن الوحدة ممكنة وليست‬ ‫معجزة‪ ،‬مشاركة كل فئات المجتمع الفلسطيني‬ ‫من فصائل وعائالت ومؤسسات مجتمع مدني‬ ‫ونساء وشيوخ وشباب وأطفال وكأن الشعب‬ ‫الفلسطيني انتدب جمعية عامة تمثلت فيها كل‬ ‫شرائح المجتمع‪ ،‬ويبقى السؤال األهم هو وماذا‬ ‫بعد انتهاء اليوم المشهود وما هو المطلوب فعله‬ ‫في قادم األيام حتى الوصول للذكرى السبعين‬ ‫للنكبة في ‪ 15‬مايو المقبل ؟ إن بقاء ما أطلق‬ ‫عليه خيام العودة واتساع رقعة الخيام باتجاه‬ ‫السياج الفاصل بحيث ال تبقى مدينة أو قرية‬ ‫فلسطينية إال وتمثل في خيمة‪ ،‬وأال يخلو يوم‬ ‫من فعاليات ثقافية ورياضية واجتماعية وأن‬ ‫تسير لها الرحالت المدرسية والجامعية هو‬ ‫عالمة مهمة على استمرار االعتصام المفتوح‪.‬‬ ‫ويعتبر تفاعل الساحات األخـــرى مــن أهم‬ ‫مقومات استمرار زخم مسيرة العودة حتى‬ ‫الــوصــول لــذكــرى النكبة‪ ،‬وفــكــرة التخييم‬ ‫واالعتصام على تخوم السياج الفاصل مع غزة‬ ‫يفترض أن تعمم في الضفة الغربية بما فيها‬ ‫القدس وبالقرب من الحدود مع الدول العربية‬ ‫المجاورة‪ ،‬وللجاليات الفلسطينية والعربية‬ ‫إضافة إلى المتضامنين األجانب مع قضية‬ ‫الشعب الفلسطيني دور مهم في تعزيز مسيرة‬ ‫العودة من خالل تنفيذ اعتصامات أمام سفارة‬ ‫دولة االحتالل والتواصل اإلعالمي والقانوني‬ ‫مع الجهات ذات الصلة وبذلك تفك العزلة‬ ‫عن غزة وكأنها حالة استثنائية في الحرب‬ ‫والسلم !! مما يسهل مهمة االحتالل وكأنه‬ ‫يتعامل مع حالة «معزولة»‪ ،‬وبذلك يتحقق‬ ‫التحشيد المتصاعد والممتد‪ ،‬أن تفعيل القانون‬ ‫الدولي لصالح حق العودة هو أسهل الطرق‬ ‫الكفيلة بتجنيد المجتمع الدولي لصالح القضية‬ ‫الفلسطينية وهو أحد المسارات المهمة التي‬ ‫يحتم على القيادة الفلسطينية انتهاجها كبديل‬ ‫عن مسار المفاوضات وكأحد المرتكزات المهمة‬ ‫في مواجهة «صفقة القرن»‪ ،‬ومن الصعب النجاح‬ ‫في هذا المسار دون استمرار الحراك الشعبي‬ ‫على األرض وامتداده للساحات األخرى ال سيما‬ ‫الضفة الغربية والقدس مع تكثيف الحراك‬ ‫الشعبي ليصل ذروته في ‪ 15‬مايو‪.‬‬ ‫بذلك يمكن استمرار مسيرة العودة الكبرى حتى‬ ‫تحقيق أهدافها وتصبح فرصة الستعادة مكانة‬ ‫القضية الفلسطينية واستعادة دور الشعب‬ ‫الفلسطيني في كل أماكن تواجده وتفعيل‬ ‫طاقاته حتى إنجاز حقوقه المسلوبة‪.‬‬


‫شوارع الوطن‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫ً‬ ‫تعليقا‬ ‫هنا نلتقط لك منشوًرا أو‬ ‫وقد نحلق معك بتغريدة!‬

‫‪#‬‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ي‬

‫‪٧‬‬

‫أمل حبيب‬

‫ثكلى وصور الوداع!‬

‫من سيحقق حلم الفنان محمد أبو عمرو؟‬

‫رمل التصقت بقميصه فخشي املحتل مدًا دون جزر!‬ ‫محمد ‪ ..‬حبات ٍ‬

‫غزة_أمل حبيب‬

‫ٌ‬ ‫أعزل إال من حب هذه األرض‪ ،‬لم يشكل أي تهديد ىلع‬ ‫واق وخوذة ىلع رأسه خلف‬ ‫بدرع ٍ‬ ‫جندي يغطي صدره ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫السياج الفاصل‪ ،‬فقط‪ ..‬يبدو أن حبات رمل البحر قد‬ ‫مدا منه دون جزر!‬ ‫التصقت بقميصه فخشي املحتل ً‬

‫العب كرة قدم وفنان ينحت على الرمل‪ ،‬ماذا تريد أن تعرف أيضًا عن‬ ‫ذاك االنسان الذي اغتالته قوات االحتالل باستهداف مباشر ألنه أخبرهم‬ ‫“أنا راجع”!‬ ‫تمرد ثم قاوم‪ ،‬كلمتان فقط لخصت حياة الشهيد محمد أبو عمرو ‪ 25‬عامًا‪،‬‬ ‫األولى حين استوطن “الخبيث” جسد أمه فماتت قبل ستة أعوام‪ ،‬فتعلم‬ ‫منها كيف يمكن لإلنسان أن يتمرد على المستوطن‪ ،‬فال خالف بين الجسد‬ ‫أو األرض فكالهما قهر واحد‪ ،‬والثانية حين قاوم شقيقه إيهاب المحتل‬ ‫فرحل شهيدًا عام ‪.2008‬‬ ‫كان البحر وجهتنا‪ ،‬هناك حيث نحت محمد‪ ،‬واستلقى‪ ،‬وجلس القرفصاء‪،‬‬ ‫وفضفض فقط للبحر أمام لوحاته الرملية والتي كان أولها كلمة “أمي”‬ ‫وآخرها “أنا راجع”!‬ ‫على تلك البقعة من الجهة الجنوبية لميناء غزة كان ابن حي الشجاعية‬ ‫يصوب قلبه لها قبل أي شيء‪ ،‬وبقي سؤاله “ كيف ينام األلم؟” بعد أن نام‬ ‫هو نومته األخيرة وترك األلم يبكيه على شاطئ البحر‪.‬‬ ‫عينان خضراوان مائلتان للعسلية أو العكس‪ ،‬حبْس الدموع فيهما‬ ‫يجعالك حتمًا تشك في تحديد لونهما‪ ،‬تستقران وصاحبهما أمام صورة‬ ‫لمحمد وضعت على مدخل خيمة العزاء حيث جلس الحاج نعيم أبو عمرو‬ ‫والد الشهيد دون أي رعشة!‬ ‫ذاك األب كيف يحبس دمع عينيه‪ ،‬ثم كيف يخزنها جميعها في قلبه‪ ،‬ثم‬ ‫لماذا ال ينادي على ابنه بصوت مرتفع‪ ،‬ثم لماذا يخفي انكسار ظهره؟‪ ،‬قد‬ ‫تزاحمك تلك األسئلة وتجد إجابة واحدة من ذاك األب‪“ :‬رحم اهلل محمد‬

‫"بصلة من أرضي تكفيني‬ ‫ألصل هناك!"‬ ‫صورة الطفل محمد بسام‬ ‫عياش من مخيم املغازي‬ ‫وسط قطاع غزة‪ ،‬والذي‬ ‫تصدر عناوين األخبار العربية‬ ‫والعاملية بطريقة بسيطة‬ ‫ابتكرها تدل ىلع الصمود‬ ‫يف مسيرة العودة الكبرى‪.‬‬

‫وأهل خيرً من أهله”‪.‬‬ ‫وأبدله دارًا خيرًا من داره‪ً ،‬‬ ‫ينظر لعدسة الكاميرا تارة ثم يخطف ببصره على صورة ابنه محمد التي‬ ‫تقابلها صورة البنه الشهيد إيهاب‪ ،‬ثم قال‪ ”:‬أبى اال أن يترك شيئا قبل‬ ‫أن يرحل‪ ،‬حيث نحت على رمل الشاطئ منحوتته الشهيرة أنا راجع”‪ ،‬لم‬ ‫طويل حيث وصلها بجملة أخرى مليئة باليقين‪“ :‬بعد أن تلقيت‬ ‫يصمت‬ ‫ً‬ ‫خبر استشهاده تيقنت أنه رجع الى اهلل”‪.‬‬ ‫الموت بُستاني بارع ال يقطف اال الجميل يدرك األب ذاك جيدًا بعد تجربة‬ ‫الفقد بابنه إيهاب وزوجته‪ ،‬اال أنه مؤمن بأن ال عودة للديار مع الخوف‬ ‫كما تشبع بذلك محمد!‬ ‫“مكنتش أخاف عليه أي مشوار يبلغني اال لما طلع على مسيرة العودة‬ ‫ما بلغني” بصعوبة خرجت هذه المفردات‪ ،‬كان كمن يريد استجوابه‪ ،‬أو‬ ‫معاتبته بحنية كما اعتاد “ ليش ما بلغتني يابا؟”‬ ‫أكثر ما آلم األب أنه لم يسمع صوت ابنه محمد قبل استشهاده‪ ،‬جل أمنيه‬ ‫أن يسمع بحة صوته‪ ،‬فيسمعه بعدها “ اهلل يرضى عليك يا محمد”‪.‬‬ ‫كانت الرصاصة التي اخترقت جسد الفنان أقرب من اتصال هاتفي يسمع‬ ‫خالله ما كان يتمنى من ابنه‪ ،‬كان غدر المحتل أسرع من “ محمد يتصل‬ ‫بك”‪.‬‬ ‫ابن غزة محمد الذي لم يحمل يومًا بطاقة الجئ‪ ،‬ولم تُهجر عائلته من‬ ‫بلداتها األصيلة شارك في مسيرة العودة الكبرى ألن والده لخص له‬ ‫الحكاية يومًا كما أعادها لنا‪“ :‬القضية قضية فلسطين‪ ،‬حيفا فلسطين‪،‬‬ ‫يافا فلسطين‪ ،‬ما فيه الجئ أو مواطن‪ ،‬العودة حق لكل فلسطيني”‪.‬‬ ‫صمتنا جميعًا‪ ،‬كان الصمت لزامًا أمام كالمه المتزن‪ ،‬الهادئ‪ ،‬هيبة الحروف‬ ‫حين تخرج منه كانت أكبر من أي سؤال آخر‪ ،‬فقط اليقين من تركناه في‬ ‫خيمة عزاء الفنان محمد‪ ،‬وحلم واحد للشهيد‪ ”:‬كان يحلم أن ينحت أكبر‬ ‫خريطة فلسطين على رمل بحر غزة‪ ،‬بذل جهده ووقته لتحقيقها ولكن لم‬ ‫يستطيع فلم يساعده أو يدعمه أي جهة”‪.‬‬ ‫أول هدية من األب لروح ابنه ستكون محاولة جاهدة منه لتحقيق حلمه‬ ‫رمل لن تتوقف يومًا عن رثاء فقيدها محمد!‬ ‫مع حبات ٍ‬

‫“طلعوه من الثالجة‪ ،‬الدنيا برد كثير عليه” مقطع فيديو الذي انتشر على‬ ‫موقعي فيسبوك وتوتير كانتشار جموع الثوار خالل مسيرة العودة‬ ‫الكبرى على الخط الفاصل الزائل‪ ،‬كان نحيبًا مؤلمًا حد الوجع وأكثر! في‬ ‫المستشفى اإلندونيسي شمال قطاع غزة‪ ،‬كان الوداع األخير الذي غطته‬ ‫وسائل االعالم وهواتف النشطاء النقالة حين ودعت والدة الشهيد محمد‬ ‫النجار ابنها إلى مثواه األخير مساء الجمعة‪ ،‬قبل أن تطرق أبواب ثالجات‬ ‫أمل أن يخرجوه منها أو أن يرد عليها!‬ ‫الموتى ً‬ ‫مقاطع فيديو أخرى وصورًا لشهداء على األكتاف مروا أمامنا منذ اليوم‬ ‫األول لمسيرة العودة الكبرى على السياج الفاصل بين القطاع وأراضينا‬ ‫المحتلة‪.‬‬ ‫اعالن الحداد واالضراب كان جليًا في قطاع غزة التي بكت وتألمت‪ ،‬على‬ ‫المزارع والفنان والعسكري والعامل‪.‬‬

‫‪#‬مسيرة العودة الكبرى‬

‫الورد أزهر في ربيع آذار على السياج الفاصل بعد انتشار صورة واحدة‬ ‫تشمل وجوه الشهداء الذين ارتقوا خالل مشاركتهم بالمسيرة الكبرى‪.‬‬ ‫تداول عبر وسائل‬ ‫هاشتاق مسيرة العودة الكبرى الزال من أكثر الوسوم‬ ‫ً‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث تصدر ترتيبه األول على الترند الفلسطيني‪،‬‬ ‫واستمر ذلك أليام‪.‬‬ ‫ما تداولته وسائل االعالم المحلية السيما موقع الرسالة هو ما شعر به‬ ‫الصحفي في إذاعة الجيش (اإلسرائيلي) كوبي ميدان‪ ،‬حيث قال إنه يشعر‬ ‫بالخجل من وجوده في هذا الكيان‪ ،‬تعليقا على جرائم االعدام الميداني التي‬ ‫نفذها جنود االحتالل بحق ‪ 18‬متظاهرًا سلميا على حدود غزة‪.‬‬ ‫وأضاف الصحفي في تغريدة له عبر حسابه على تويتر‪ “ :‬اليوم أنا أشعر‬ ‫بالخجل من أن أكون إسرائيليا”‪.‬‬ ‫لن تشعر (إسرائيل) يومًا بالخجل من جرائمها ضد اإلنسانية‪ ،‬ضد أي‬ ‫طفل خرج مع عائلته ليرفع علما والفتة كتب عليها “أنا راجع”‪.‬‬


‫‪٨‬‬

‫مقاومة‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫التسعينية صالحة‪ ...‬وصية والدها تستفزها للعودة إىل الكوفخة!‬ ‫غزة ‪ -‬محمود هنية‬ ‫عاما جلست الحاجة صالحة عبدو إلى جوار والدها‬ ‫قبل خمسين ً‬ ‫وهو يحتضر‪ ،‬يذرف الدموع األخيرة ىلع انجاله الثالثة الذين حرمهم‬ ‫االحتالل من إلقاء نظرة الوداع األخيرة عليه‪ً ،‬‬ ‫تاركا لها وصية دفنه‬ ‫يف أرضه التي خرج منها «الكوفخة»‪.‬‬ ‫تويف الوالد دونما أن يودعه أبناءه الثالثة وال حتى زوجته التي‬ ‫اعتقلت هي األخرى لدى االحتالل قبل وفاته بأسبوع‪ ،‬كانت وحدها‬ ‫من تلقي نظرة الوداع عليه أثناء التقاطه أنفاسه األخيرة‪ ،‬ثم‬ ‫اضطرت لدفنه يف غزة حيث ال يوجد من يساعدها بنقل جثمانه‬ ‫إلى الكوفخة كما تقول‪.‬‬ ‫وبقي حلم العودة إلى «الكوفخة» لمشاهدة منزل والدها‬ ‫عال ًقا في نفس الحاجة صالحة‪ ،‬حيث تسنى لها الرجوع‬ ‫ذات ليلة وهي في الطريق لزيارة أشقائها الثالثة في‬ ‫أحد السجون اإلسرائيلية بعد وفاة والدها بأيام‪ ،‬حيث‬ ‫وجدت منزلهم وقد تحول إلى ركام‪.‬‬ ‫في الطريق إلى القرية التي تبعد بضع كيلو مترات عن‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬شاهدت تلك العجوز مسجد القرية الذي ال‬ ‫يزال شاهدًا حتى اللحظة على آثار الشعب الفلسطيني‬ ‫الــذي اضطر لمغادرته عنوة بفعل جرائم الحرب‬ ‫اإلسرائيلية قبل سبعة عقود‪.‬‬ ‫وعلى جــدران المسجد خـ ّ‬ ‫ـط أبناء القرية أسماءهم‬ ‫وشعارات المطالبة بالعودة‪ ،‬وكلما مرّت على قراءة‬ ‫اسم اشتعل الحنين في قلبها للبقاء في هذه القرية‪،‬‬ ‫بعدما دفنت حلم والدها عنوة في تراب غزة‪.‬‬ ‫وتنقلت الحاجة بين جــدران منزلها المدمر ومسجد‬

‫القرية‪ ،‬وحلم نقل والدها إلى مكان‬ ‫القرية يزيدها حنينًا للبقاء‪ ،‬لكنّه حلم‬ ‫سرعان ما انقض عليه جنود االحتالل‬ ‫الذين أمروها بمغادرة القرية فورًا‬ ‫وعدم العودة إليها‪.‬‬ ‫وعلى بعد ‪500‬م من السلك الحدودي‬ ‫الزائل‪ ،‬وبالمقربة من معبر «كارني»‬ ‫ش ــرق قــطــاع غـــزة‪ ،‬وقــفــت الحاجة‬ ‫صــالــحــة فــي نــفــس الــمــكــان الــذي‬ ‫اصطحبها إليه والدها قبل ‪ 4‬عقود؛ يذرف فيه دموعه‬ ‫على أراضيه التي سلبها منه االحتالل بالمقربة من‬ ‫تلك المناطق‪ ،‬إضافة إلى أراضيه التي سرقها االحتالل‬ ‫في منطقة الكوفخة‪.‬‬ ‫تقول بصوت مرتفع‪« :‬هاد المكان فجر في قلبي األحزان‪،‬‬ ‫ولم يغادر تفكيري للحظة واحــدة‪ ،‬هناك كان يبكي‬

‫والدي دمًا وهناك كان بدو يرجع يندفن في البالد»‪ .‬دفن‬ ‫الوالد في غزة لكن ذكرياته ووصيته ال تزال حاضرة‬ ‫في قلب وعقل ابنته البكر‪ ،‬التي بقيت واحدة شاهدة‬ ‫على مأساة االحتالل بحق عائلتها‪ ،‬فإخوتها الثالثة‬ ‫أفرج عنهم في محطات مختلفة‪ ،‬وجميعهم أصيبوا‬ ‫بأمراض في السجون‪.‬‬ ‫تضيف‪« :‬توفوا جميعًا جراء األمــراض التي أصيبوا‬

‫بها نتيجة التعذيب والسجون‪ ،‬وبقيت‬ ‫وحيدة مع ابنائي وأحفادي‪ ،‬أتجرع‬ ‫مرارة األلم على ذكريات الماضي‪ ،‬ولدي‬ ‫الرغبة واإلصرار بالرجوع إلى الديار‬ ‫تحقيق أمنياتهم جميعًا بالعودة»‪.‬‬ ‫الحاجة صالحة‪ ،‬تــدرك أن مسيرة‬ ‫العودة لن تعيدها في ذات اليوم إلى‬ ‫ديارها التي هجرت منها‪ ،‬لكنها بقيت‬ ‫تردد على مسامع أبنائها وأحفادها‪،‬‬ ‫«انتم هان عشان ترجعوا وترجعونا‪،‬‬ ‫وراح نرجع كلنا على ديارنا»‪.‬‬ ‫وأثناء الحديث معها قاطعتنا ابنتها‬ ‫الحاجة أم محمد التي قدمت أحد أبنائها‬ ‫في عدوان ‪ ،2012‬تقول‪« :‬قدمت شاب من‬ ‫أغلى اوالدي‪ ،‬وبقي لي اربعة آخرين‪،‬‬ ‫وجميعهم فداء الوطن واألرض والدين»‪.‬‬ ‫وتشير الحاجة أم محمد إلى استعدادها‬ ‫لتقديم كل أبنائها من أجــل تحقيق‬ ‫العودة‪« ،‬فدماء أخوالي لن تبقى على‬ ‫األرض‪ ،‬ولن تجف على ترب غزة»‪.‬‬ ‫واعتصم مئات اآلالف من المواطنين‬ ‫الفلسطينيين على مناطق التماس‬ ‫الحدودية‪ ،‬حيث أعدمت سلطات االحتالل ‪ 17‬شابًا‬ ‫فلسطينيًا بدم بارد‪.‬‬ ‫لم تفلح رصاصات االحتالل دفن قصص شهداء مسيرة‬ ‫العودة الـ (‪ ،)17‬ولم يلفّ الكفن األبيض حكايات الفقر‬ ‫والحرمان والفقدّ‪ ،‬التي وري أصحابها الثرى‪ ،‬دون أن‬ ‫تدفن مآثر الوجع والبطولة معهم‪.‬‬

‫الخطر «الديموغرايف» يقلق االحتالل ويرجح الكفة لصالح الفلسطينيني‬ ‫غزة‪-‬الرسالة‬ ‫يالحق الخطر الديموغرايف الدولة‬ ‫العبرية منذ احتاللها لألرض‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فمنذ النكبة ‪1948‬‬ ‫تسعى لطمس الهوية الفلسطينية‬ ‫عبر عمليات القتل والتشريد‪،‬‬ ‫وتقسيم الوطن املحتل وتهجير‬ ‫سكانه‪ ،‬لكن ما حدث يف السنوات‬ ‫األخيرة أقلقها بسبب الزيادة‬ ‫السكانية لدى الفلسطينيين‪ ،‬رغم‬ ‫محاوالتها الحثيثة لجلب اليهود من‬ ‫أوروبا وأفريقيا واسيا وتجنيسهم‪.‬‬ ‫العام الماضي‪ ،‬فضح مركز «همساع هيسرئيلي»‬ ‫لالستطالعات الذي يعمل لمصلحة مشروع «رحلة‬ ‫إسرائيلية» التابع لجيش االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬ما‬ ‫تخفيه (إسرائيل)‪ ،‬وكشف في استطالعه األخير‪،‬‬ ‫هشاشة الجبهة الداخلية لدولة االحــتــال‪ ،‬وأن‬ ‫ثلث شبابها يرغب في الهجرة وترك البالد كبداية‬ ‫لـ»تحلل المشروع الصهيوني»‪.‬‬ ‫وقبل أيام‪ ،‬كشفت معطيات إسرائيلية أخرى‪ ،‬أن عدد‬ ‫المسلمين واليهود أصبح متساويًا «بين نهر األردن‬ ‫والبحر األبيض المتوسط»‪ ،‬في إشارة إلى فلسطين‬ ‫قبل النكبة‪ ،‬ما أثار عاصفة في (إسرائيل) بسبب‬ ‫األرقام التي اعتبرها كثيرون مفاجئة‪.‬‬ ‫المعطيات التي طرحها العقيد أروي منديس‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس اإلدارة المدنية في جيش االحتالل‪ ،‬أمام‬ ‫لجنة الخارجية واألمــن في الكنيست‪ ،‬تُبيّن أن ‪5‬‬ ‫ماليين فلسطيني مسلم يعيشون في قطاع غزة‬ ‫والضفة الغربية‪ ،‬باستثناء مدينة القدس‪ ،‬فيما يعيش‬ ‫داخل (إسرائيل) «أراضي ‪ 48‬والقدس» ‪ 6.44‬مليون‬ ‫شخص‪ ،‬من بينهم ‪ 1.52‬مليون مسلم‪ ،‬وبذلك يكون‬ ‫عدد المسلمين في فلسطين التاريخية ‪ 6.5‬مليون‬ ‫فلسطيني‪.‬‬

‫وتواصلت التحذيرات اإلسرائيلية من االنعكاسات‬ ‫المتوقعة لإلحصائيات التي أعلنتها اإلدارة المدنية‬ ‫اإلسرائيلية عن تساوي أعداد العرب واليهود داخل‬ ‫(إسرائيل)‪ ،‬وإمكانية تأثيرها على صورة الدولة في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫فقد ذكر آتيال شومفلبيه‪ ،‬الكاتب بصحيفة يديعوت‬ ‫أحرونوت‪ ،‬أن المعطيات الديموغرافية األخيرة تعني‬ ‫أن (إسرائيل) في الطريق ألن تصبح دولة واحدة‪ ،‬ما‬ ‫يشكل كابوسا للحركة الصهيونية‪.‬‬ ‫ونقل في تقريره‪ ،‬الذي ترجمه موقع «عربي‪ ،»21‬عن‬ ‫عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة‪ ،‬أن‬ ‫هذه األرقام تؤكد أن من يقضي على خيار حل الدولتين‬ ‫سيجد نفسه مضطرا أمام سيناريو الدولة الواحدة‪،‬‬ ‫معبرا عن رأيه بأن هذه األرقام تؤكد أن الواقع القائم في‬ ‫(إسرائيل) يعني أنها باتت دولة واحدة ثنائية القومية‪،‬‬ ‫فإما أن تكون نظام أبارتهايد للفصل العنصري‪ ،‬أو كيانا‬ ‫متساويا في الحقوق لكل مواطنيه؛ ألنه في حال أفسح‬

‫المجال للمعطيات الرقمية وحدها أن تحدد شكل الدولة‪،‬‬ ‫فإن الفلسطينيين سيكونون الغالبية في (إسرائيل)‪.‬‬ ‫وبــدوره‪ ،‬قال أرنــون سافير عالم الديموغرافيا‪« :‬إن‬ ‫األرقام ليست جديدة‪ ،‬وهناك أغلبية عربية فلسطينية‬ ‫على نظيرتها اليهودية‪ ،‬ما يجعل (إسرائيل) تعيش‬ ‫في ظل خطر وجودي»‪ ،‬محذرا أن التوجهات الحزبية‬ ‫لبعض القوى السياسية فيها بضم الضفة الغربية‬ ‫تعني في النهاية وضع حد لدولة (إسرائيل)‪.‬‬ ‫بينما ذكر البروفيسور سيرغيو ديال‪-‬فرغوال‪ ،‬خبير‬ ‫اإلحصاء الديموغرافي في الجامعة العبرية بالقدس‬ ‫لصحيفة معاريف أن المعطيات الرقمية التي قدمتها‬ ‫اإلدارة المدنية ال تكذب‪ ،‬بل إنها أقرب ما تكون للواقع‪.‬‬ ‫وأضــاف‪ »:‬هناك ‪ 13‬مليونا يعيشون في هذه البالد‪،‬‬ ‫بينهم ‪ 6.5‬مليون يهودي‪ ،‬وأكثر من ‪ 1.8‬مليون عربي‪،‬‬ ‫والباقون في الضفة الغربية‪ ،‬بما يعادل ‪ 2.6‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬و‪ 1.8‬مليون في قطاع غزة‪ ،‬و‪ 350‬ألفا في القدس‪،‬‬ ‫مع فرضية خصم ثالثمئة ألف فلسطيني من سكان‬

‫الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون خارج البالد‬ ‫منذ سنوات طويلة‪ ،‬سواء في دول الشرق األوسط‬ ‫أو الغرب»‪.‬‬ ‫ويرى خبير االحصاء الديموغرافي أنه بعد إجراء‬ ‫بعض التصويبات يمكن القول أن أعــداد العرب‬ ‫واليهود تقترب من التساوي‪.‬‬ ‫وتجدر االشــارة إلى أن األرقــام السابق ذكرها‪،‬‬ ‫تُعد األولــى من نوعها في فلسطين منذ النكبة‪،‬‬ ‫بعد تهجير المنظمات الصهيونية حوالي ‪ 750‬ألف‬ ‫فلسطيني خالل احتالل فلسطين عام ‪ ،1948‬وقتل ‪15‬‬ ‫ألف فلسطينيًا خالل ارتكاب ‪ 50‬مذبحة موثقة‪.‬‬ ‫وأدت المذابح الصهيونية ومعها التهجير القسري‬ ‫إلى ارتفاع نسبة اليهود المهاجرين قبل النكبة‪،‬‬ ‫ليصبحوا األغلبية بعد ذلك‪ ،‬قبل أن ترجح الكفة‬ ‫لصالح الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين) مؤخرًا‪،‬‬ ‫ثم يصبح عدد المسلمين وحدهم أكبر من عدد‬ ‫اليهود‪.‬‬


‫حوار‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪9‬‬

‫رئيس اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة‬

‫برياوي‪ :‬حراك العودة يطبق القانون الدولي ويحرج االحتالل‬ ‫أمين األمـــم المتحـــدة يتحمل جزءا مـــن المســـؤولية ألننا خاطبنـــاه قبل الحراك الســـلمي‬ ‫نجهـــز اإلجـــراءات القانونيـــة لمحاكمـــة مطلقـــي النـــار علـــى المتظاهريـــن الســـلميين‬ ‫غزة‪/‬مليس الهمص‬ ‫تمثل مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت الجمعة‬ ‫الماضي عالمة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫خاصة أنها نوع جديد من الحراك في قطاع غزة يؤصل‬ ‫لمرحلة مقبلة تحرج االحتالل في ظل حراك سلمي‬ ‫متناغم مع القانون الدولي‪.‬‬ ‫“الــرســالــة” حـــاورت زاهــر بــيــراوي رئيس اللجنة‬ ‫التنسيقية الدولية لمسيرة العودة الكبرى لتقيم‬ ‫مسيرات العودة والحديث عن المراحل القادمة‪ ،‬والدور‬ ‫المنوط بهم في محاكمة المعتدين على الشباب العزل‬ ‫في المناطق الحدودية‪.‬‬ ‫يوم تاريخي‬ ‫وعن المسيرات قال بيراوي إن الجمعة الماضي كان‬ ‫يوما تاريخيا بامتياز ألن الشعب في قطاع غزة قال‬ ‫كلمته وأكد أنه صاحب القرار‪.‬‬ ‫وبين أنهم رغم التضييق والمؤامرات إال إنهم مازالوا‬ ‫يؤمنون بالعودة والتحرير وإقــامــة دولتهم على‬ ‫أرضهم‪ ،‬مشيرا إلى كل المؤامرات تكسرت على صخرة‬ ‫الصمود لدى الغزيين‪.‬‬ ‫وبحسب رئيس اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة‬ ‫العودة الكبرى فإن المسيرات أكدت للعالم أن الشعب‬ ‫الفلسطيني ال يمكن تجاوزه وال يمكن ألي جهة في‬ ‫العالم اتخاذ القرار بدال عنه‪ ،‬موضحا أن ما جرى نوع‬ ‫جديد من الحراك الشعبي المقاوم وهي مرحلة جديدة‬ ‫من المقاومة‪.‬‬ ‫وذكـــر أن التخطيط للفعالية قــائــم على التميز‬ ‫واالستمرارية ليصبح حراكا شعبيا متصاعدا إلى حين‬ ‫تحقيق حق العودة بشكل حقيقي‪ ،‬مشددا أن الفعالية‬ ‫ال تهدف لتحقيق مكاسب سياسية آنية بل أهدافها‬ ‫استراتيجية‪.‬‬ ‫وبين بيراوي ما يميز الحراك أنه جاء بطريقة سلمية‬ ‫تضمنها القوانين الدولية ومقررات األمم المتحدة وعلى‬ ‫رأسها قرار ‪ ،194‬مبينا أنه حتى شعار المسيرة راعى‬ ‫البعد الدولي والقانوني‪.‬‬ ‫ويشير رئيس اللجنة التنسيقية إلى أن الحراك مقبول‬ ‫من القوى الدولية ويحرج االحــتــال‪ ،‬كونه يستند‬ ‫للقوانين التي تتمثل بالتظاهر ضد االحتالل بمئات‬ ‫اآلالف من المتظاهرين ضد االحتالل للمطالبة بقرار‬ ‫دولي عجزت األمم المتحدة ذاتها عن تنفيذه‪.‬‬

‫مقبولة دوليا‬ ‫وقال بيراوي إن الفكرة كانت بالبدء في قطاع غزة ألنه‬ ‫يحوي ‪ %80‬من سكانه الجئين وألن الفصائل الموجودة‬ ‫في القطاع هي ذات قناعة بالمقاومة وتركز على‬ ‫الثوابت وتدعم المشاريع‪ ،‬موضحا أن الفكرة لم تكن‬ ‫مقتصرة على القطاع بل يوازيها حــراك في الضفة‬ ‫واراضــي الـــ‪ 48‬والــدول المجاورة وعواصم عربية‬ ‫وغربية‪ ،‬ويتدرج الحراك من الجمعة حتى ‪ 15‬مايو‬ ‫الذكرى السابعة للنكبة‪.‬‬ ‫وبين أن اللجنة قررت خالل الفترة خلق مناخ سياسي‬ ‫دولي عبر إيصال رسائل إعالمية وحكومية لدعم حق‬ ‫العودة‪ ،‬مبينا أن ما حصل يوم الجمعة الماضي فاق‬ ‫التوقعات وحرق بعض المراحل النظرية للجنة الدولية‪.‬‬ ‫في المقابل يؤكد بيراوي أن المشهد العام والحشد أدى‬ ‫إلى حالة ارباك لدى االحتالل ظهرت في تصريحاته‪،‬‬ ‫الفتا إلى أن االحتالل يتعامل بفوقية مع القانون الدولي‬ ‫لذا أعطى نفسه حق التعامل بعنف مع المظاهرات‬ ‫لشعوره أنها غير شرعية بالعرف الدولي‪.‬‬ ‫ويعتقد أن االحتالل أراد من العنف تخويف الفلسطينيين‬ ‫كي ال يعاودوا الكرة مرة أخرى‪ ،‬لكن الرسالة كانت‬ ‫واضحة من المشاركين في المسيرة والمجتمع المدني‬ ‫والمؤسسات الحزبية والقوى السياسية أنها مصرة‬ ‫على خطواتها ليس في القطاع بل ستتوسع لتشمل‬ ‫كل العالم‪.‬‬ ‫غزة دائما يف املقدمة‬ ‫وحول تقييم بيرواي للمسيرات المساندة التي انطلقت‬ ‫بالضفة الغربية ودول اللجوء األخرى قال إن المسيرات‬ ‫في الضفة والـ ‪ 48‬كانت معقولة وضمن التوقعات في‬ ‫ظل الظروف السياسية التي تحكم الوضع كاالحتالل‬ ‫والمستوطنات والتنسيق األمني وعدم رغبة السلطة‬ ‫بالمواجهة مع جيش االحتالل‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬في لبنان حصل العديد من الفعاليات الثقافية‬ ‫والندوات ضمن حراك العودة إال أن الفلسطينيين لم‬ ‫يتمكنوا من الوصول للحدود ألن هناك قرارا لبنانيا‬ ‫رسميا بعدم السماح ألي جهة االقتراب من الحدود‬ ‫والجيش وضع نقاطا بعيدة عن الحدود‪ ،‬موضحا أن‬ ‫الظروف العربية غير مواتية لذا كان القطاع هو األنسب‬ ‫النطالق الفعاليات‪.‬‬ ‫وبين أنه مازال هناك ‪ 6‬أسابيع ستتدرج فيها الفعاليات‬

‫الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة اإلسالمية بالداخل‪:‬‬

‫ما جرى على حدود غزة «صفعة» على وجه كل متآمر‬ ‫الرسالة‪ -‬خاص‬ ‫أش ــاد الشيخ كمال الخطيب‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس الحركة اإلسالمية في الداخل‬ ‫الفلسطيني المحتل‪ ،‬بالنموذج “القوي”‬ ‫الذي قدمه سكان قطاع غزة يوم الجمعة‬ ‫الماضي خالل مواجهتهم وصمودهم‬ ‫ضد قــوات االحتالل اإلسرائيلي في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى‪.‬‬ ‫وأك ــد الخطيب‪ ،‬فــي تصريح خاص‬ ‫لـ”الرسالة”‪ ،‬أن غــزة قدمت نموذجا‬ ‫مشرفا للمقاومة الفلسطينية وأثبتت‬ ‫للجميع أن المقاومة ال تزال حاضرة‪ ،‬وأن كل المخططات‬ ‫والمؤامرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية ستكسر‬ ‫على عتبة إرادة الشعب ومقاومته‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬ما جرى على حدود غزة كان رسالة واضحة‬ ‫للجميع ولكل من تآمر على القضية والمشروع الوطني‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وغــزة بما قدمته وجهت صفعة قوية‬ ‫للمتآمرين وأعلنت إفشال صفقة القرن األمريكية قبل‬

‫أن تطرح”‪.‬‬ ‫وذكر نائب رئيس الحركة اإلسالمية‬ ‫في الداخل المحتل‪ ،‬أن المقاومة هي‬ ‫الخيار الوحيد واألقوى في استعادة‬ ‫الحقوق التي سلبها وسرقها المحتل‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬الفــتـ ًا إلــى أن غــزة قد‬ ‫سطرت فعلي ًا عنوانا نضاليا جديدا لن‬ ‫ينتهي حتى تحقيق هدفه األكبر في‬ ‫العودة والنصر‪.‬‬ ‫وفــي بيان صحفي‪ ،‬أدانــت الحركة‬ ‫اإلسالمية في الداخل المحتل جرائم‬ ‫االحتالل ضد أبناء شعبنا الفلسطيني المشاركين في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة‪.‬‬ ‫وقالت الحركة إن العدوان البشع ضد المسيرات الشعبية‬ ‫السلمية إنسان هدفه األساسي إجهاض خيار الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬الــذي اختار اليوم أن يواجه االحتالل‬ ‫والدبابة والصاروخ بكلمة الحق‪ ،‬وأداة مقاومة سلمية‬ ‫تعري وتفضح االحتالل الموغل في الجريمة ضد‬ ‫اإلنسانية وضد الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫في الخارج خاصة في ظل سخونة الوضع والتحشيد‬ ‫والفعل السياسي حتى الوصول إلى ‪ 15‬مايو موعد‬ ‫العبور من قبل الجماهير‪ ،‬الفتا إلى أن هناك حراكا‬ ‫مستمرا لتفعيل الحراك في الخارج‪.‬‬ ‫وذكر بيراوي أن القطاع ال يضيره إن لم يقدم العالم‬ ‫نفس القدر من التضحيات فهو دائما في المقدمة‬ ‫والتاريخ يعلمنا أن األوطان ال تحرر دون اثمان‪.‬‬ ‫ويشير بيراوي إلى أنه من الضروري تحشيد الجماهير‬ ‫خــال األسبوعيين القادمين قبل انعقاد الجامعة‬ ‫العربية إلظهار أن الشعب لم ينه مسيرة العودة حتى‬ ‫تحقيق العودة‪.‬‬ ‫ويؤكد أن هناك حمالت تعبئة لتبقى الراية مرفوعة‬ ‫ويخرج الناس بنفس الحماس أكثر من مرة‪ ،‬مبينا أن‬ ‫الدماء التي سالت ستجبر الضفة المحتلة والشتات على‬ ‫التحرك بشكل يليق بالدماء التي اريقت في القطاع‪،‬‬ ‫خاصة وان الشعب ال يملك خيارات كثيرة لذا يجب‬ ‫المضي في طريق العمل الوطني الستعادة الحقوق‪.‬‬ ‫محاكمة مطلقي النار‬ ‫وعن سقوط الشهداء في المسيرات السلمية وكيف نظر‬ ‫لذلك العالم‪ ،‬لفت بيراوي إلى أن ما حدث دق ناقوس‬ ‫الخطر وأيقظ من تغافل عن حقوق الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫وما حدث في مجلس األمــن ومناقشة الحراك رغم‬ ‫عدم صدور إجراء عنه إال أن المستوى السياسي شهد‬ ‫تصريحات مهمة للساسة في العالم الغربي أدانت ما‬ ‫قام بها االحتالل وطالب بالتحقيق فيها‪.‬‬ ‫وأوضح أنهم بدأوا في ترتيب المستلزمات القانونية‬ ‫من أجل جلب مجرمي الحرب الذين أطلقوا النيران‬ ‫وقرروا بالرد بعنف على السلميين للمحاكم الدولية بعد‬ ‫جمع األدلة لتقديمها لالمم المتحدة‪.‬‬ ‫واعرب رئيس اللجنة الدولية لمسيرة العودة الكبرى‬ ‫عن استهجانه من تصريح األمين العام لألمم المتحدة‬ ‫“انطونيو غوتيريس” الذي قال فيه بان شهداء مسيرة‬ ‫العودة الكبرى سقطوا أثناء “اشتباكات” وقعت بين‬ ‫الفلسطينيين وقوات االحتالل‪.‬‬ ‫وشدد بيراوي في هذا السياق أن الشهداء ارتقوا أثناء‬ ‫ممارستهم لحقهم الطبيعي في التجمع السلمي‪ ،‬مبينا أن‬ ‫األمين العام لألمم المتحدة يتحمل جزءا من المسؤولية‬ ‫عما حدث ألننا سبق وأن خاطبناه قبل أسبوع بأن‬ ‫المسيرات سلمية‪.‬‬

‫وثمن دعوة األمين العام إجراء تحقيق مستقل وشفاف‬ ‫في هذا الموضوع‪ ،‬مبديا استعدادهم للتعاون مع هذا‬ ‫التحقيق وتقديم كافة الدالئل والقرائن المتوفرة التي‬ ‫تدين جيش االحتالل‪ ،‬مطالبا األمين العام بممارسة‬ ‫واجباته والضغط على دولة االحتالل لوقف استخدام‬ ‫العنف ضد المدنيين العزل‪.‬‬ ‫وأوضــح بيراوي أن المطالبات العربية جيدة رغم‬ ‫أنها لم تكن بالمستوى المطلوب لكنها أفضل ما قبل‬ ‫المسيرة‪.‬‬ ‫ويعتقد أن الحالة يجب استثمارها سياسيا ودوليا‬ ‫وهذا جار االعداد له بشكل جيد وكذلك على مستوى‬ ‫المنظمات الدولية‪ ،‬منوها إلــى أن االحتالل يدرك‬ ‫المخاطر التي سببتها له المسيرة وحالة الحرج التي‬ ‫وقع فيها‪.‬‬ ‫وعــن أهمية االستثمار السياسي للخطوات ومدى‬ ‫إمكانية تناغم السلطة مع المسيرات ذكر بيراوي‪ ،‬أن‬ ‫السلطة بدأت التناغم ليس بالشكل األمثل لكنه معقول‪،‬‬ ‫مبينا أن الحراك مهم كونه أجبر السلطة على محاولة‬ ‫استثمار العطاء الشعبي ورغم المآخذ إال أنها طالبت‬ ‫بحماية دولية للشعب‪.‬‬ ‫وقــال‪ ”:‬ننظر إلى الجزء المليء من الكأس والسلطة‬ ‫عندما ترى هذا العطاء من الشعب لن تجد خيارا سوى‬ ‫التماهي معه خاصة وان المقاومة سلمية تدعو السلطة‬ ‫إليها وسقفها يسمح بها‪ ،‬معتبرا أن الوحدة في الميدان‬ ‫أثبتت أن المصالحة ممكنة عند التوحد على القواسم‬ ‫المشتركة‪ ،‬متمنيا أن يكون ما حدث دافعا للسلطة أن‬ ‫تتوحد مع رغبات الشعب حتى لو بالمقاومة الشعبية‬ ‫كحد أدنى وقاسم مشترك‪.‬‬

‫األب مسلم‪ :‬سيأتي جيل يثأر لكل قطرة دم نزفت‬ ‫الرسالة‪-‬محمود هنية‬ ‫أك ـدّ األب مانويل مسلم راعي‬ ‫العالم المسيحي فــي منظمة‬ ‫أن‬ ‫الــتــحــريــر الفلسطينية‪ّ ،‬‬ ‫التضحيات والدماء التي تنزف‬ ‫على أرض غــزة فــي مسيرات‬ ‫العودة “لن توقف المطالبة عن‬ ‫حق العودة”‪.‬‬ ‫وقال األب مسلم في تصريحات‬ ‫“إن مسيرات‬ ‫خاصة بـ”الرسالة”‪ّ :‬‬ ‫العودة أحيّت هذا الحق الذي أريد‬ ‫شطبه”‪ ،‬مشددًا على أن كل قطرة دم نزفت سيأتي‬ ‫اليوم التي يثأر لها جيل مقاوم‪.‬‬ ‫بدل من الدم دماء‪،‬‬ ‫وذكر أن هذا الجيل سيؤخذ ً‬ ‫وسيجعل “إسرائيل” تندم على ما تفعله بحق‬ ‫الشعب الفلسطيني األعزل‪ ،‬ومضى يقول‪“ :‬نحن‬ ‫لسنا ضعاف ًا ولكننا نكلم العالم باللغة التي يريد‬

‫أن يفهم بها‪ ،‬وعندما يفسر موقفنا‬ ‫خطأ فإننا سنعود نحدث عدونا‬ ‫باللغة التي يفهمها”‪.‬‬ ‫وأشار إلى أنه لو لم يبق سوى‬ ‫‪ 2‬مليون في غزة ينادون بالحق‬ ‫الفلسطيني فهذا كاف ألن تبقى‬ ‫القضية حية‪“ ،‬فكيف بشعب‬ ‫ينتفض في كل ربــوع الوطن‬ ‫ينادي بهذا الحق السليب”‪.‬‬ ‫وانتفض الشعب الفلسطيني‬ ‫على كافة نقاط التماس مع‬ ‫إحياء لذكرى‬ ‫االحتالل في الضفة وغزة والقدس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يوم األرض وطلب ًا للعودة‪.‬‬ ‫وشارك مئات اآلالف في مسيرات العودة الكبرى‬ ‫التي تزامنت مع ذكرى يوم األرض‪ ،‬وستتواصل‬ ‫فعالياتها حتى الخامس عشر من أيار القادم مع‬ ‫الذكرى السبعين للنكبة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫إسرائيلية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫هذه إنجازات الفلسطينيني‬ ‫من مسرية العودة‬ ‫د‪ .‬صالح النعامي‬

‫حتى بعد ثالثة أيام ىلع انطالقها‪ ،‬يمكن القول إن‬ ‫مسيرة العودة الكبرى والفعاليات املصاحبة لها والتي‬ ‫ستتواصل حتى الخامس عشر من مايو القادم قد حققت‬ ‫انجازات استراتيجية للشعب الفلسطيني وقضيته؛ وهي‬ ‫انجازات لم يكن ألكثر املتفائلين أن يستشرفها‪.‬‬

‫وضمن االنجازات االستراتيجية‪ ،‬التي يمكن رصدها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اســتعادت القضية الوطنية الفلســطينية مكانتها‬ ‫وصوبــت وجهتهــا‪ .‬فقــد أنهــت مســيرة العــودة حالــة‬ ‫التــردي التــي كان قائمــة فــي الســاحة الفلســطينية‬ ‫والتــي عكســها تبــادل االتهامــات بشــأن المســؤولية‬ ‫عــن إفشــال جهــود المصالحــة ومــا رافقــه مــن تهافــت‬ ‫الخطاب السياســي والوطني في الساحة الفلسطينية‪.‬‬

‫ثانيــا‪ :‬عــرت خطــاب قيــادة ســلطة رام اهلل وأظهــرت‬ ‫إفالســه وفضحــت تناقضاتــه؛ حيــث دللت علــى أن هذا‬ ‫النمــط مــن المقاومــة هــو األجــدى في التصــدي لمخطط‬ ‫“صفقــة القــرن” الهادفــة لتصفيــة القضيــة الوطنيــة‬ ‫الفلســطينية‪ .‬وكشــفت أن رفــض قيــادة الســلطة‬ ‫للصفقــة مجــرد رفــض لفظــي‪ .‬فقــد تبيــن أن هــذا‬ ‫الرفــض ليــس فقــط ال يؤثــر‪ ،‬بــل يأتــي للتســتر علــى‬ ‫إجــراءات تقــدم عليهــا الســلطة لتحســين فــرص تطبيق‬ ‫هــذه الصفقــة‪ ،‬ســيما التعــاون األمنــي‪ ،‬وتعمــد رئيســها‬ ‫محمــود عبــاس إحــداث المزيــد مــن الشــرخ فــي الصــف‬ ‫الفلســطيني ممــا يعــزز مــن قــدرة الصهاينــة وترامــب‬

‫واألطــراف اإلقليميــة علــى محاولــة فــرض الصفقــة‪.‬‬

‫ثالثــا‪ :‬أعــادت االعتبــار لغــزة ومقاومتهــا‪ ،‬حيــث‬ ‫أن قيــادة ســلطة رام اهلل قــد عمــدت إلــى تصويــر‬ ‫القطــاع علــى أســاس أنــه مجــرد عــبء عليهــا‪ ،‬فــإذا‬ ‫بالقاصــي والدانــي يقــر بالــدور الريــادي لغــزة‬ ‫فــي حمايــة المشــروع الوطنــي فــي ظــل القناعــة‬ ‫المطلقــة بفشــل قيــادة الســلطة فــي تحقيــق‬ ‫أي اختــراق علــى صعيــد القضيــة الوطنيــة‪.‬‬

‫رابعــا‪ :‬أحرجــت مســيرة العــودة ومــا رافقهــا‬ ‫مــن ســقوط للشــهداء قيــادة الســلطة وأجبرتهــا‬ ‫علــى وقــف إجراءاتهــا العقابيــة ضــد قطــاع غــزة‪،‬‬ ‫إلــى جانــب اضطــرار محمــود عبــاس إلــى تغييــر‬ ‫نمــط خطابــه السياســي علــى الصعيــد الوطنــي‪.‬‬ ‫خامســا‪ :‬أظهــرت حالــة الهشاشــة التــي تعيشــها‬ ‫(إســرائيل) ممــا جعلهــا ال تتــردد فــي التوجــه‬ ‫للقــوة العربيــة اإلقليميــة وإدارة ترامــب وحتــى‬ ‫الســلطة لطلــب مســاعدتها فــي احتــواء الموقــف‪.‬‬ ‫سادســا‪ :‬مثلــت رســالة واضحــة للقــوى اإلقليميــة‬

‫المتهافتــة علــى التعــاون مــع الصهاينــة فــي محاولــة‬ ‫إمضاء صفقة القرن على أن الفلسطينيين قادرون على‬ ‫قلــب الطاولة بشــكل يعيــد خلط األوراق بشــكل جارف‪.‬‬

‫ســابعا‪ :‬مكنــت الفلســطينيين مــن اســتعادة‬ ‫زمــام المبــادرة وحولــت قــوى المقاومــة‬ ‫والقــوى الشــعبية الفلســطينية الحيــة إلــى‬ ‫طــرف مهــم فــي التأثيــر علــى األحــداث وليــس‬ ‫مجــرد حقــل للتأثــر باآلخريــن وسياســاتهم‪.‬‬

‫ثامنــا‪ :‬وســعت الخيــارات أمــام الفلســطينيين‪ .‬ففــي‬ ‫ظل فشــل المصالحة‪ ،‬كان أمام الفلســطينيين في قطاع‬ ‫غــزة خيــاران ال ثالــث لهمــا‪ :‬إمــا التســليم باألمــر الواقع‬ ‫واالنتظــار حتــى يتــم دفعهــم لغمــار حــرب تزهــق‬ ‫فيهــا أرواح اآلالف‪ .‬وإمــا تحويــل القطــاع إلــى مركــب‬ ‫أســاس فــي صفقــة القــرن الهادفــة لتصفيــة القضيــة‬ ‫الوطنيــة مــن بــاب معالجــة الواقــع اإلنســاني الصعــب‪.‬‬ ‫تاســعا‪ :‬أثــرت المســيرات علــى اتجاهــات الجــدل‬ ‫الصهيونــي الداخلــي بشــأن قطــاع غــزة‪ ،‬حيــث‬ ‫بــات القطــاع علــى رأس جــدول األعمــال السياســي‬

‫والعســكري واالجتماعــي واإلعالمــي فــي (إســرائيل)‪.‬‬ ‫وأجبــرت رئيــس األركان الصهيونــي أزنكــوت علــى‬ ‫االعتــراف أن غــزة تعــد مصــدر التهديــد الرئيــس علــى‬ ‫األمــن اإلســرائيلي فــي الوقــت الحالــي‪ .‬ناهيك عــن أنها‬ ‫فضحــت انعــدام ثقــة حكومــة نتنياهــو فــي السياســات‬ ‫التــي تتبعهــا تجــاه غــزة‪ ،‬وهــو مــا عكســه التبايــن فــي‬ ‫الموقــف الرســمية إزاء المســيرة‪ ،‬إلــى جانــب تعاظــم‬ ‫الدعــوات الداخليــة لتغييــر نمــط التعاطــي مــع القطاع‪.‬‬ ‫فــي الوقــت ذاتــه‪ ،‬فقــد أفضت إلى اســتنزاف (إســرائيل)‪،‬‬ ‫كمــا عكــس ذلــك اســتنفار المجلــس الــوزاري المصغــر‪،‬‬ ‫هيئــة األركان‪ ،‬قيــادة المنطقــة الجنوبيــة‪ ،‬التدريبــات‬ ‫الواســعة فــي قاعــدة “تســئليم”‪.‬ويكفي أن نشــير‬ ‫هنــا إلــى مــا قالــه المعلــق الصهيونــي حمــي شــليف‪،‬‬ ‫حيــث قــال‪ :‬حســنت مســيرة العــودة المكانــة الدوليــة‬ ‫للفلســطينيين‪ ،‬وضمنــت لحركة حمــاس تفوقا واضحا‬ ‫فــي المجــال الدعائــي‪ ،‬وســيتبين ان وقــوف ترامــب‬ ‫إلــى جانبنــا ســبب لمواجهتنــا المزيــد مــن الخســائر‬ ‫فــي الســاحة الدوليــة‪ .‬هــذا النمــط مــن المواجهــة الــذي‬ ‫رعتــه حمــاس يمثــل تحديا كبيــرا للجيش اإلســرائيلي‪.‬‬

‫نخب (إسرائيلية)‪ :‬إعدام املتظاهرين كشف وجهنا البشع‬ ‫الرسالة ‪ -‬ترجمة خاصة‬

‫ظهر العديد من األصوات (اإلسرائيلية) املنددة‬ ‫بجرائم االعدام امليدانية التي نفذها جنود‬ ‫االحتالل بحق املتظاهرين السلميين ىلع حدود‬ ‫قطاع غزة‪.‬‬ ‫وأعدم جيش االحتالل ‪ 15‬متظاه ًرا فلسطين ًيا‬ ‫تظاهروا ىلع حدود قطاع غزة الشرقية‪ ،‬واصيب‬ ‫املئات خالل مسيرات العودة التي انطلقت‬ ‫الجمعة املاضي‪.‬‬ ‫زعيمة حــزب ميرتس “تــمــار زانــدبــرج” كــانــت في‬ ‫طليعة المطالبين بتشكيل لجان تحقيق حول جرائم‬ ‫االعدام التي نفذت بحق المتظاهرين‪ ،‬قائلة‪“ :‬من حق‬ ‫الفلسطينيين التظاهر وأدعو الجيش التوقف عن إيذاء‬ ‫األبرياء”‪.‬‬ ‫وشاركها الرأي البروفسور االسرائيلي شاؤول مشعالي‬ ‫لراديو كان ‪ -‬ريشت ب‪ -‬راديو (إسرائيل) بالعبرية “‪،‬‬ ‫الذي قال إن “ حماس تهتم بالرأي العام وظهر ذلك في‬ ‫مسيرة العودة”‪.‬‬ ‫وأضــاف مشعالي‪“ :‬الجيش غير مستعد وغير مبني‬ ‫لمواجهة شعبية‪ ،‬وعلى (إسرائيل) البحث عن طرق‬ ‫إبداعية للحرب الجارية حاليا على الذاكرة الفلسطينية”‪.‬‬ ‫ورفض “التصريحات العدائية التي يطلقها باستمرار‬ ‫بعض القادة االسرائيليين مثل ليبرمان فهي تخدم‬ ‫الفلسطيني في المعركة على الذاكرة”‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرنوت”‬ ‫العبرية‪ ،‬ناحوم برنياع‪“ :‬ليس لنا ان نلومهم على‬ ‫كراهيتهم الشديدة لنا‪ ،‬فهم يسكنون في مخيمات‬

‫الالجئين في غزة ونحن وأمام ناظريهم نسكن ونعمر‬ ‫مزارعهم وبيوتهم وبيوت آبائهم التي أخرجناهم منها‬ ‫بالقوة”‪.‬‬ ‫واســتــشــهــد بــرنــيــاع بــتــصــريــحــات لــوزيــر الــحــرب‬ ‫(اإلسرائيلي) السابق موشيه ديان‪ ،‬الذي “اقترح أن‬ ‫تبقى يد االسرائيلي على الزناد”‪ ،‬معل ًقا‪“ :‬هذا صحيح‬ ‫ولكنه غير كافٍ”‪.‬‬ ‫وأضاف برنياع “رابين كان يحلم ان تغرق في البحر‪،‬‬ ‫وبيغن كان يأمل في أعماق قلبه ان يعيدها لمصر‪،‬‬ ‫شارون أراد الخروج منها وإغالق أبوابها من خلفه‪،‬‬ ‫خمسون عاما وغزة على أبواب (إسرائيل) بدون أي‬ ‫حل”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬قد ينجح الجيش في التعامل مع المسيرة‬ ‫الجماهيرية المتوجهة للحدود اليوم وفي االيام القادمة‪،‬‬ ‫ولكن يكذب على نفسه وعلى جمهور ناخبيه من يظن‬ ‫بأنه يمكن تصفية مشكلة غزة من خالل الوسائل‬

‫العسكرية”‪.‬‬ ‫أمّا آفي يسخاروف الكاتب في موقع “والال” العبري‪،‬‬ ‫فيقول‪“ :‬أحداث الجمعة على حدود غزة يمكن تلخيصها‬ ‫في جملة واحدة‪ :‬لقد حققت حماس إنجازًا كبيرا في‬ ‫الرأي العام الفلسطيني بقدرتها على تحفيز الجماهير‬ ‫بقيادة مسؤوليها‪ ،‬في ظل الركود الواضح من جانب‬ ‫فتح والسلطة الفلسطينية وهذه بمثابة بروفة ليوم ‪15‬‬ ‫مايو “يوم النكبة”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬السنوار هذه المرة لم يكبح نفسه وأرسل‬ ‫أن غزة لن تموت جوعا‪،‬‬ ‫رسالة تحذير لـ(إسرائيل) ّ‬ ‫حتى لو على حساب التصعيد‪ ،‬وأكد أنه وصل إلى‬ ‫مكان الحادث مع زوجته وأوالده وليس “كما يقولون‬ ‫إن قادة حماس يرسلون المتظاهرين ويختبئون في‬ ‫األنفاق‪ ،‬وهذه هي النقطة المهمة بالنسبة لحماس ‪ -‬لقد‬ ‫نجحت المنظمة بينما فشلت السلطة الفلسطينية”‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬علق عضو الكنيست “موشيه راز” من حزب‬

‫ميرتس‪ :‬بالقول “على الجيش التوقف الفوري عن‬ ‫إطالق النار نحو المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”‬ ‫أمّــا عضو الكنيست “دوف حنين” فقال‪ 16“ :‬شهيدا‬ ‫ومئات الجرحى في مسيرات غــزة أراد من خاللها‬ ‫المشاركون تذكير العالم بأنهم يعيشون تحت الحصار”‪،‬‬ ‫مطالبًا بـ”وضع حد فوري إلطالق الذخيرة الحية على‬ ‫المتظاهرين‪ ،‬جولة أخرى من العنف ستكون كارثة لنا‬ ‫جميعا”‪.‬‬ ‫وأكدّ الصحفي آفي بنيامين أن الحل “لمشكلة غزة ليس‬ ‫عسكريًا‪ ،‬ولكن من خالل رفع مستوى المعيشة وتأهيل‬ ‫البنية التحتية من خالل صندوق مساعدات دولية‪ ،‬إنها‬ ‫مصلحةإسرائيلية”‪.‬‬ ‫وشاركه الكاتب في هآرتس روعي اراد الرأي‪ ،‬الذي قال‪:‬‬ ‫“أنا حزين على المصابين واألرامل واأليتام والثكالى‬ ‫بسبب القتل بالجملة برصاص الجيش‪ ،‬يجب أن نرفع‬ ‫الحصار عن غزة”‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬علق المحاضر (اإلسرائيلي) يوناتان ليرنر‬ ‫ جامعة تخنيون‪ -‬بالقول‪“ :‬أحداث غزة كانت نتائجها‬‫مرعبة‪ ،‬قُتل ‪ 16‬فلسطينيا معظمهم إن لم يكن جميعهم‬ ‫“غير مسلحين‪ ،‬وهــذا يعيدنا إلــى أكتوبر ‪ 2000‬حيث‬ ‫األحداث التي ولّدت االنتفاضة الثانية وتسببت بسقوط‬ ‫العشرات من الضحايا الفلسطينيين‪ ،‬آمل أال تكرر القصة‬ ‫نفسها”‪.‬‬ ‫أمّا عاموس هرئيل من هآرتس‪“ :‬بدال من الصواريخ‬ ‫واألنفاق‪ ،‬وجدت حماس طريقة فعالة لالحتكاك مع‬ ‫الجيش‪ ،‬نجحت المنظمة في إعادة غزة إلى الخطاب‬ ‫الدولي وتشتيت انتباه الجيش في وقت متفجر مثل‬ ‫عيد الفصح‪ ،‬هيئة األركان العامة تبرر سياسة النيران‬ ‫الكثيفة‪ ،‬لكن القطاع يبقى قنبلة موقوتة يمكن أن تثير‬ ‫استفزاز الضفة الغربية”‪.‬‬


‫إسرائيلية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪١١‬‬

‫واال العربي‪ :‬ساعة حماس العظيمة‬

‫الرسالة‪ -‬ترجمة خاصة‬ ‫في نهاية «يوم المعركة» في غزة‪ ،‬يمكن لحماس أن‬ ‫تسجل بارتياح إنجازاً رائع ًا‪ :‬جاء عشرات اآلالف من‬ ‫سكان غزة للمشاركة في «مسيرة العودة» ‪ -‬وشاركوا‬ ‫في واحدة من أكبر االحتجاجات الشعبية التي شهدها‬ ‫قطاع غزة أو الضفة الغربية على مدى العقد الماضي‪،‬‬ ‫على الرغم من أن حماس كانت تأمل بمئات اآلالف‪ ،‬ربما‬ ‫حتى مليون‪ ،‬لكن كما قال لي أحد زمالئي في قطاع غزة‪:‬‬ ‫«توقعنا انخفاضا في العدد بكثير وفوجئنا بعشرات‬ ‫اآلالف الذين كانوا هناك‪ ،‬والجميع يفهم أن هذا العدد من‬ ‫المتوقع أن يرتفع بشكل كبير في يوم النكبة «‪.‬‬ ‫والواقع أن قيادة حماس التي زارت مختلف النقاط لم‬ ‫تشهد منذ فترة طويلة هذه النشوة وكان الجميع هناك‪،‬‬ ‫ومع ذلك ال يمكن ايجاد هذه الصورة الفوتوغرافية كل‬ ‫يوم‪ :‬إسماعيل رضوان‪ ،‬خليل الحية‪ ،‬إسماعيل هنية‪،‬‬ ‫وبالطبع يحيى السنوار كانوا هناك‪ ،‬وقام قائد حماس‬ ‫في غزة بجولة في مختلف القطاعات وعندما وصل إلى‬

‫منطقة جباليا حيث كان ينتظره عشرات اآلالف بالقرب‬ ‫من منطقة الحدود‪ ،‬بدأ الحديث في ما بدا أنه تحرك غير‬ ‫مخطط له‪.‬‬ ‫السنوار ليس من هؤالء السياسيين العاديين في حماس‪،‬‬ ‫إنه ال يلقي الكثير من الخطب‪ ،‬وفي األسابيع القليلة‬ ‫الماضية لم يظهر كثيرا للجمهور‪ ،‬وهذه المرة لم يكبح‬ ‫نفسه وأرسل رسالة تحذير إلى دولة (إسرائيل) وقال‪:‬‬ ‫غزة لن تموت جوعا‪ ،‬حتى لو على حساب التصعيد‪ ،‬وأكد‬ ‫أنه وصل إلى مكان الحادث مع زوجته وأوالده وليس‬ ‫«كما يقولون إن قــادة حماس يرسلون المتظاهرين‬ ‫ويختبئون في األنفاق»‪ ،‬وهذه هي النقطة المهمة أمس‬ ‫بالنسبة لحماس ‪ -‬لقد نجحت المنظمة بينما فشلت‬ ‫السلطةالفلسطينية‪.‬‬ ‫«نجحت حماس في إثارة القضية الفلسطينية ووضعها‬ ‫على األجندة العالمية»‬ ‫حماس هي التي دعت دائما إلى «المقاومة» المسلحة‬ ‫وتسير في طريق «اإلرهــاب»‪ ،‬تمكنت من تنفيذ واحدة‬ ‫من أكبر االحتجاجات الشعبية التي عرفتها المناطق منذ‬

‫بداية االنتفاضة الثانية قبل حوالي ‪ 18‬عامًا وقادتها على‬ ‫النقيض من مسؤولي السلطة الفلسطينية‪ ،‬حيث وقفت‬ ‫إلى جانب المتظاهرين وأظهرت نوعًا مختلفًا من القيادة‬ ‫غير التي يسلكه قادة فتح في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫نجحت حماس في إعادة القضية الفلسطينية إلى أجندة‬ ‫المجتمع الدولي‪ ،‬التي لم يعد يهتم بها منذ فترة طويلة‬ ‫وباألحداث في الضفة الغربية أو قطاع غزة‪ ،‬لكن كان‬ ‫الثمن‪ :‬قتل ‪ 16‬وجرح أكثر من ‪ ،1400‬ووفق ًا لوزارة الصحة‬ ‫الفلسطينية فقد أصيب أكثر من ‪ 700‬شخص بالذخيرة‬ ‫الحية ومن المتوقع أن ترتفع هذه األرقام مع اقتراب ‪15‬‬ ‫مايو بعد شهر ونصف‪.‬‬ ‫الفلسطينيون من غزة الذين التقوا بمسؤولين بارزين‬ ‫من حماس أثناء زيارتهم لمنطقة الحدود أعجبوا بأن‬ ‫حماس تنوي استثمار المزيد من الموارد استعدادًا‬ ‫لذكرى النكبة في منتصف مايو حاولت قــوات أمن‬ ‫حماس عدم السماح للمسلحين بالوصول إلى السياج‬ ‫وقد يمتد هذا النجاح إلى قطاعات أخرى ‪ -‬وخاصة في‬ ‫الضفة الغربية في اليوم التالي لنقل السفارة األمريكية‬

‫بدال من األنفاق والصواريخ‪ ..‬حماس وجدت طريقة‬ ‫أكثر فعالية الستفزاز الجيش اإلسرائيلي‬ ‫الرسالة ‪ -‬ترجمة خاصة‬ ‫ال يمكن وصف هذه المسيرات بالهادئة‪ ،‬آالف األشخاص من‬ ‫بين الجموع المحتشدة على طول الحدود مع (إسرائيل) مساء‬ ‫الجمعة الماضي وصلوا إلى األسالك الشائكة‪ ،‬وتم إطالق عدد‬ ‫من القنابل وتم نصب عدة عبوات جانبية باإلضافة إلى إشعال‬ ‫عدد من اإلطارات‪.‬‬ ‫واتسم الرد اإلسرائيلي بالقوة المفرطة ونتج عن ذلك وفاة‬ ‫‪ 17‬متظاهرا معظمهم سقطوا برصاص القناصة بعد أن‬ ‫دخلوا المنطقة األمنية التي تفرضها القوات اإلسرائيلية على‬ ‫الجانب الغزي من الحدود‪ .‬عدة مئات من المتظاهرين أصيبوا‬ ‫بالرصاص وقنابل الغاز‪ .‬أعداد المصابين والقتلى تشير إلى‬ ‫استخدام واسع واستثنائي للرصاص الحي‪ ،‬مما جعل ذلك‬ ‫اليوم هو األسوأ منذ نهاية حرب ‪.2014‬‬ ‫السؤال المطروح اآلن هو ماذا بعد؟ يبدو أن حماس التي شارك‬ ‫ناشطوها في تنظيم المظاهرات وحثهم على االشتباك مع‬ ‫الجيش بالقرب من السياج‪ ،‬نجحت في العثور على أسلوب جديد‬ ‫لالحتكاك بالجيش بدال من إطالق الصواريخ وشن الهجمات‬ ‫عبر األنفاق‪ ،‬التي قد تقود إلى حرب خاصة أن (إسرائيل) تملك‬ ‫حماية جيدة منها متمثلة في القبة الحديدية باإلضافة إلى الجدار‬ ‫المتطور الذي تبنيه (إسرائيل) على طول الحدود‪.‬‬ ‫حتى كتابة هذا التقرير لم يتم إطــاق أي صــاروخ باتجاه‬ ‫(إسرائيل)‪ ،‬رغم ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين‪.‬‬ ‫هذا األحداث أعادت أنظار المجتمع الدولي إلى غزة بعد أشهر‬ ‫من تجاهل أزمتها‪ ،‬فقد طالب األمين العام لمجلس األمن الدولي‬ ‫انتونيو غوتيريتش إلى إجراء تحقيق مستقل في المواجهات‪،‬‬ ‫لكن اهتمام اإلعالم العالمي بغزة أقل من اهتمامه بأخبار القتل‬ ‫اليومية في سوريا والتوتر بين موسكو وواشنطن ومن‬

‫المشكوك فيه أن تدين األخيرة السلوك اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫من غير المتوقع أن يعجب الفلسطينيون بتصريحات الرئيس‬ ‫محمود عباس ضد األعمال اإلسرائيلية فهو وليس أحد غيره من‬ ‫تسبب باألزمة الحالية وهو الذي دفع حماس لتنظيم المسيرات‬ ‫بسبب قراره بفرض العقوبات على غزة‪ .‬عباس يعرف ما يمكن‬ ‫أن يقود إليه الضغط االقتصادي على حماس‪ ،‬التي رفضت‬ ‫نزع سالحها في إطار المصالحة‪ .‬وبعد محاولة اغتيال رئيس‬ ‫الوزراء الفلسطيني رامي الحمداهلل بات من الواضح أن عملية‬ ‫المصالحة قد انتهت‪ ،‬وأن حماس ستفكر في وسائل أخرى‬ ‫للخروج من الوضع المأزوم الذي تعيشه‪.‬‬ ‫لقد حققت حماس نجاحات وأهدافا عديدة من وراء تنظيم تلك‬ ‫المسيرات‪ ،‬فباإلضافة إلى جذب االهتمام الدولي لألزمة في‬ ‫غزة هناك هدف آخر وهو إشغال قوات كبيرة من الجيش‬ ‫اإلسرائيلي على الحدود مع غزة لمواجهة المسيرات وهو األمر‬ ‫الذي يؤثر سلبا على جدول التدريبات المكثفة التي تجريها‬ ‫قوات الجيش‪.‬‬ ‫قادة الجيش اعتبروا أن الطبيعة غير العادية للمظاهرات‬ ‫الحالية تستدعي تعزيز القوات على الحدود رغم العدد الكبير‬ ‫من الضحايا الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وعلى المدى البعيد يمكن أن تتطور المشكلة مما يعيد طرح‬ ‫التساؤل حول عدم استخدام قوات من الشرطة وحرس الحدود‬ ‫لمواجهة مثل هذه األحداث وهي القوات المؤهلة للتعامل مع‬ ‫أعداد كبيرة من المدنيين‪.‬‬ ‫قطاع غزة سيبقى قنبلة موقوتة واألزمة الحالية قد تستمر‬ ‫ألسابيع قادمة وقد تثير ردود فعل من جانب الفلسطينيين في‬ ‫الضفة الغربية والقدس‪.‬‬ ‫عاموس هرئيل‬

‫في القدس المقرر في ‪ 14‬مايو فمسيرة العودة في غزة‬ ‫والخطوة األمريكية بحد ذاتها ستوفران بالتأكيد قدراً من‬ ‫التحفيز للمتظاهرين في الضفة الغربية أيض ًا‪.‬‬ ‫أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «يوم‬ ‫حــداد» في غــزة والضفة الغربية اليوم بعد أحــداث‬ ‫المسيرة‪ ،‬وستغلق جميع مؤسسات السلطة والمحال‬ ‫التجارية‪ ،‬وكما يعرف عن أبو مــازن أن هذا بسيط‬ ‫ومتأخر جداً‪ ،‬الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية‬ ‫وغزة يعرف من «المبادر في الهبة»‪ ،‬ومن الذي يحاول‬ ‫ركوب الموجة اآلن باألحداث األخيرة‪.‬‬ ‫توجّه أبو مازن بطلب إلى الكويت لعقد اجتماع طارئ‬ ‫الليلة في مجلس األمن التابع لألمم المتحدة‪ ،‬هناك‬ ‫بالطبع محافل النفاق ففي سوريا يقتل المزيد من الناس‬ ‫على يد النظام السوري ويتجاهل المجتمع الدولي ذلك‬ ‫ببساطة‪ ،‬لكن ال شيء يشبه جرأة الرئيس التركي رجب‬ ‫طيب أردوغان حيث طالب بالتحقيق في عنف الجيش‬ ‫اإلسرائيلي على حدود غزة‪.‬‬ ‫آيف يسسخاروف‬

‫الجولة األوىل من مسرية العودة‬ ‫خصصت لجس النبض‬ ‫ترجمة أطلس‬ ‫مثل مالكميْن تمامًا‪ ،‬خصصت الجولة األولى‬ ‫من مسيرة العودة بيننا وبين حماس لجس‬ ‫النبض‪ ،‬كل طرف تفحص قوة الخصم ونقاط‬ ‫ضعفه‪ .‬الطرفان لخصا اليوميْن األوليْن‬ ‫بارتياح‪ :‬الجيش اإلسرائيلي منع أعمال‬ ‫اجتياز الــجــدار‪ ،‬وكذلك منع نصب عبوات‪،‬‬ ‫وحماس أثبتت قوتها بإحضار عشرات اآلالف‬ ‫إلى الحدث الذي بادرت إليه‪ ،‬وأمام صديقنا‬ ‫أبو مازن؛ عادت لتكون تنظيمًا رائدًا للمقاومة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫في بلدات غالف غــزة‪ ،‬احتفلوا بليلة العيد‬ ‫بهدوء ومن دون إزعــاج‪ ،‬وهــذا في الحقيقة‬ ‫إنــجــاز؛ فقد كــان هناك تخوف من إطالق‬ ‫الصواريخ‪ ،‬وسيستمر هذا التخوف ليرافقنا‬ ‫خالل األسابيع الستة القادمة‪ ،‬كانت هناك‬ ‫محاولة واحدة إلطالق قذائف هاون وأحبطت‪.‬‬ ‫الجنود الكثيرون الذين احتفلوا بليلة العيد‬ ‫على أسوار الغبار أمام غزة أثبتوا هم أيضًا‬ ‫التجهيز الجيد ومنعوا اختراق الجدار‪ ،‬في‬ ‫حادثة واحدة أحبط هؤالء الجنود محاولة‬ ‫خلية مسلحة لنصب عبوات‪.‬‬ ‫يبدو ان حماس لم تنجح في استغالل األحداث‬ ‫لنصب عبوات أخرى على الجدار‪ ،‬األعداد (‪17‬‬ ‫شهيدًا وحوالي ‪ 700‬جريح نتيجة إلطالق‬ ‫النار‪ ،‬وحوالي ‪ 30‬ألف مشارك في المسيرة)‬

‫هذه األرقــام أيضًا تخدم الطرفين‪ ،‬فالجيش‬ ‫اإلسرائيلي يعتبر ذلك إثباتًا على نجاحه في‬ ‫مهمة الدفاع عن الجدار من خالل تدفيع الطرف‬ ‫معقول‪ ،‬وبالنسبة لحماس فهذه‬ ‫الثاني ثمنًا‬ ‫ً‬ ‫الفرصة األولــى منذ سنوات لطرح الحكاية‬ ‫الفلسطينية مجددًا على وعي العالم العربي‪.‬‬ ‫عندنا في اليسار الذي ما يزال يصف نفسه‬ ‫بأنه «صهيوني» كــان هناك من دعــا إلى‬ ‫تحقيق في حــاالت الموت الكثيرة‪ ،‬وكأن‬ ‫المقصود مواطنين أبرياء أطلقت النار عليهم‬ ‫عند قيامهم بمشتريات العيد‪ ،‬وليس أشخاصًا‬ ‫دفعتهم حماس للحدود لكي يقتلوا في سبيل‬ ‫الرواية الفلسطينية‪ .‬لكن يجب ان نذكر أنها‬ ‫مجرد البداية؛ أمامنا سبعة أيام جمعة أخرى‪،‬‬ ‫يوم االستقالل ويوم نقل السفارة األمريكية‬ ‫إلى القدس ويوم النكبة‪.‬‬ ‫حماس تريد طــرح غــزة على جــدول أعمال‬ ‫العالم‪ ،‬وهي مستعدة للتضحية بالكثيرين‬ ‫في سبيل هذا الجهد‪ ،‬ويبدو أنها تنجح ح ًقا‬ ‫في الوقت الحالي‪ ،‬وأبو مازن الذي نكّل بغزة‬ ‫بالدعم اإلسرائيلي ‪ -‬الــذي يصعب تفسيره‬ ‫ يبدو فجأة أنــه غير ذي صلة‪ .‬الطرفان‬‫سيستخلصان العبر من نهاية االسبوع األول‪،‬‬ ‫عبرة حماس يمكن تقديرها بأنها االستمرار‬ ‫ودفع الحدث‪ ،‬وهذا هو الجزء األصعب‪.‬‬ ‫ألون بن دافيد ‪ /‬معاريف‬


‫‪12‬‬

‫دولية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫ترامب واالنسحاب من سوريا‪ :‬نهاية التحالف‬ ‫الروسي التركي اإليراني؟‬

‫أضافت صحيفة «وول ستريت جورنال» األميركية‪،‬‬ ‫جرعة إضافية من الغموض على اإلعالن المفاجئ الذي‬ ‫أطلقه الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس حول قراره‬ ‫سحب قواته «قريب ًا جداً» من سورية‪ ،‬بشكل يناقض كلي ًا‬ ‫السياسة األميركية التي تبلورت منذ أكثر من عام حيال‬ ‫الوضع السوري‪ ،‬والقائمة على التعاطي مع منطقة‬ ‫شرقي الفرات كأرض نفوذ أميركية خالصة‪ ،‬خصوص ًا‬ ‫لجهة قطع طريق إيران من الحدود السورية العراقية‬ ‫باتجاه دمشق والحدود اللبنانية تالي ًا‪ .‬قــرار فاجأ‬ ‫وزارتي الخارجية والدفاع األميركيتين قبل أي طرف‬ ‫آخر‪ ،‬وهو ما ترجم علن ًا بتعليقات من نوع «ال علم لنا‬ ‫أبداً بهكذا انسحاب وال خطط لسحب قواتنا من سورية»‪،‬‬ ‫بحسب تعابير المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر‬ ‫نيورت‪ .‬كالم ترامب‪ ،‬الذي جاء في مهرجان عمالي في‬ ‫أوهايو‪ ،‬كمّله تسريب لـ»وول ستريت جورنال» كشف‬ ‫أن ترامب أصدر تعليمات بتجميد مساعدات قدرها ‪200‬‬ ‫مليون دوالر مخصصة إلعادة إعمار مناطق يسيطر‬ ‫عليها حلفاء أميركا من قوات «سورية الديمقراطية»‬ ‫شرقي الفرات‪ ،‬المنطقة النفطية التي فرضت أميركا‬ ‫رقابة مشددة عليها ومنعت أي اقتراب لمعسكر إيران ــ‬ ‫روسيا ــ النظام السوري منها‪ ،‬وبنت فيها مجموعة من‬ ‫القواعد العسكرية الصغيرة ينتشر فيها نحو ألفين من‬ ‫قوات العمليات الخاصة األميركية‪ .‬وبحسب مسؤولين‬ ‫أميركيينتحدثواللصحيفة‬ ‫إيـــاهـــا‪ ،‬فــــإن الــبــيــت‬ ‫األبيض يــدرس دور‬ ‫الــواليــات المتحدة‬ ‫في مستقبل سورية‪،‬‬ ‫فــجــاء قــــرار تجميد‬ ‫المساعدات المذكورة‬ ‫«ف ــي إطـــار ه ــذا التقييم‪،‬‬ ‫وكــتــرجــمــة لــتــصــريــح‬ ‫ترامب حول انسحاب‬ ‫القوات من سورية»‪.‬‬ ‫وذكــرت الصحيفة‬ ‫أن وصول مكافحة‬ ‫تنظيم «داعش» في‬ ‫سورية إلى طريق‬

‫مسدود‪ ،‬دفع بترامب إلى اتخاذ هذا القرار‪.‬‬ ‫وتخصيص ‪ 200‬مليون دوالر إلعــادة إعمار مناطق‬ ‫سيطرت عليها قوات «سورية الديمقراطية» في دير‬ ‫الزور خصوص ًا‪ ،‬هو قرار أعلنه وزير الخارجية المقال‬ ‫ريكس تيلرسون خــال اجتماع «التحالف الدولي‬ ‫لمكافحة داعش» في الكويت فبراير‪ /‬شباط الماضي‪،‬‬ ‫ونُظر إليه في حينها كتتمة طبيعية الستراتيجية‬ ‫وزارتي الدفاع والخارجية تجاه سورية‪ ،‬لناحية تثبيت‬ ‫منطقة شرق الفرات والبادية السورية لجهة الجنوب‪،‬‬ ‫كمناطق نفوذ أميركية يمنع على حلفاء إيران االقتراب‬ ‫منها‪.‬‬ ‫وهيمن الصمت الكامل في عواصم الدول المعنية في‬ ‫الملف السوري‪ ،‬تحديداً إيران وتركيا وروسيا‪ ،‬حيال‬ ‫مفاجآت االنسحاب األميركي من سورية‪ ،‬عسكري ًا‬ ‫وسياسي ًا‪ .‬صمت يمكن تفسيره برغبة هذه الدول‬ ‫بمعرفة ما إذا كان كالم ترامب وما تاله من تسريبات‬ ‫ال‬ ‫صحافية يندرج في خانة المناورة‪ ،‬أو أنــه فع ً‬ ‫استراتيجية جدية‪ .‬لكن في جميع األحــوال‪ ،‬إن كان‬ ‫الــــــســــــوري‬ ‫االنسحاب األميركي من الملف‬ ‫تـــهـــتـــم‬ ‫و»تـــرك األطـــراف األخــرى‬ ‫ترامب‬ ‫بــاألمــر»‪ ،‬على ح ـدّ تعبير‬ ‫يمكن‬ ‫نفسه‪ ،‬قــراراً جدي ًا‪ ،‬فإنّه‬ ‫أن يثير المخاوف الروسية‬ ‫مــــــــن‬ ‫التركية اإليرانية أكثر‬ ‫مــــع أن‬ ‫االرتــيــاح‪،‬‬ ‫قــــــــــراراً‬

‫ال يفترض أن يترك منطقي ًا‪ ،‬سعادة عند هذا‬ ‫مماث ً‬ ‫المحور‪ ،‬لكونه يترك‪ ،‬نظري ًا‪ ،‬ساحة شرقي الفرات‬ ‫مفتوحة أمام إحدى هذه الدول لملء الفراغ األميركي‬ ‫المتوقع‪ .‬لكن األمور قد ال تكون بهذه البساطة؛ أو ًال أن‬ ‫االنسحاب األميركي‪ ،‬إن تم‪ ،‬قد يثير خالفات كبيرة بين‬ ‫الثالثي الروسي اإليراني التركي حول من هو األحق‬ ‫باحتالل تلك البقعة الجغرافية‪ .‬وكل من روسيا وتركيا‬ ‫وإيــران تعتبر تلك المنطقة شديدة األهمية‪ ،‬لكونها‬ ‫منطقة حدودية‪ ،‬ونفطية تحوي أكبر حقلين للغاز‬ ‫وللنفط في سورية (حقال العمر وكونيكو)‪ ،‬وقريبة من‬ ‫العراق ومن تركيا‪.‬‬ ‫فمن جهة‪ ،‬تركيا قد تعتبر أن من حقها مـدّ حربها‬ ‫السورية ضد المسلحين األكــراد إلى شرقي الفرات‬ ‫لناحية دير الزور‪ ،‬ألن تلك المنطقة ممسوكة من عدوها‬ ‫األول‪ ،‬أي «قوات سورية الديمقراطية»‪ ،‬التي حاربتها‬ ‫وال تزال في منطقة ريف حلب وتهدد بمواصلة القضاء‬ ‫ال‪ .‬كما أن إيران تعتبر‬ ‫عليها حتى في مناطق الحسكة مث ً‬ ‫تلك المنطقة األهم بالنسبة إليها على اإلطالق‪ ،‬من بعد‬ ‫دمشق والحدود اللبنانية ربما‪ ،‬لكونها تعتبر امتداداً‬ ‫رئيسي ًا لما يعرف بـ»طريق طهران ــ بغداد ــ دمشق‬ ‫ــ بيروت»‪ ،‬والتي تختصر حلم إيران التوسعي بربط‬ ‫مناطق سيطرتها في الشرق األوسط‬ ‫البحر األبيض‬ ‫وصو ًال إلى‬ ‫المتوسط‪،‬‬ ‫ليصبح‬ ‫كـــل من‬ ‫الـــعـــراق‬ ‫وسورية‬

‫ولبنان أرض ًا ممسوكة من إيران‪ ،‬ال سياسي ًا فحسب‪،‬‬ ‫بل عسكري ًا أيض ًا‪ ،‬وككتلة جغرافية واحدة مرتبطة‬ ‫ميداني ًا بطريق بري يسهّل نقل األسلحة والمقاتلين‪.‬‬ ‫أما روسيا‪ ،‬فهي بدورها‪ ،‬تودّ أن تكون منطقة البادية‬ ‫والصحراء السوريتين من حصتها‪ ،‬لتوسيع رقعة‬ ‫نفوذها في سورية‪ ،‬لكن ذلك يعرضها لالشتباك شبه‬ ‫الحتمي مع تركيا وإيران‪ ،‬شريكيها في مسار أستانة‪،‬‬ ‫الذي يمكن تسميته مجازاً بمسار إنهاء الثورة السورية‬ ‫وإبقاء نظام بشار األسد صوري ًا‪ ،‬في مقابل تقاسم‬ ‫الدول الثالث هذه مناطق النفوذ السورية في ما بينها‪.‬‬ ‫لكن الغموض الذي رافق وتلى قرار ترامب االنسحاب‬ ‫من سورية «وترك األطراف األخرى تهتم باألمر»‪ ،‬ولّد‬ ‫أسئلة أكثر مما قدّم أجوبة‪ .‬فكيف تنوي أميركا محاربة‬ ‫النفوذ اإليراني في المنطقة وهي تخليها إليران‪ ،‬في‬ ‫حال حصل االنسحاب من منشطقة حدودية مع العراق‪،‬‬ ‫تمسك مليشيات إيران بزمامها من الجهة العراقية؟ أم‬ ‫تصحّ فرضية بعض وسائل اإلعالم األميركية حول‬ ‫أن قرار االنسحاب يوحي برغبة أميركية بضرب إيران‬ ‫ال‪ ،‬بالتالي يجب استباق القصف بانسحاب من‬ ‫فع ً‬ ‫سورية لتفادي ردّ يستهدف األميركيين هناك؟ ثمّ هل‬ ‫وافق مستشار األمن القومي الجديد‪ ،‬جون بولتون‪ ،‬الذي‬ ‫يتسلّم منصبه رسمي ًا في التاسع من إبريل‪/‬نيسان‬ ‫المقبل‪ ،‬على قرار ترامب؟ فبولتون‪ ،‬رجل الحرب ضد‬ ‫إيران‪ ،‬وصقر حقيقي في هذا المجال‪ ،‬هل يكون تمّ‬ ‫التنسيق معه حول الخطوة التي ربما تفتح المجال‬ ‫إليران من أجل توسيع منطقة نفوذها؟ أم يكون‬ ‫قرار ترامب مادة خالف مبكرة مع بولتون‪ ،‬العقائدي‬ ‫اإليــديــولــوجــي فــي كــل مــا يتعلّق بالسياسة‬ ‫الخارجية األميركية الحربية‪ ،‬تحديداً في‬ ‫يبن ترامب‬ ‫ملفات من نوع إيران؟ ثم‪ ،‬ألم ِ‬ ‫خطابه المعادي لسلفه بــاراك أوباما‬ ‫على مهاجمة قرار األخير االنسحاب من‬ ‫العراق عام ‪2011‬؟ فكيف يقرّر مغادرة‬ ‫سورية في عزّ تقاسم الدول المعنية‬ ‫للنفوذ هناك‪ ،‬وفي وقت ال يستبعد‬ ‫كثيرون أن يعود تنظيم «داعــش»‪،‬‬ ‫باسمه الصريح أو باسم جديد؟‬ ‫العربي الجديد‬

‫طرد الدبلوماسيين‪ ..‬هل تقرع طبول الحرب‬ ‫بين الغرب والروس؟‬ ‫أن أجهزة األمن الروسية قادرة على تنفيذ عمليات‬ ‫«أنا أعلم َّ‬ ‫االغتيال في لندن‪ ،‬وفي أي مكان آخر بالعالم‪ ،‬بمجرد أن‬ ‫يصدر القرار بذلك من موسكو‪ ،‬لكني ال يمكنني التفكير في‬ ‫ذلك طوال الوقت»‬ ‫(فالديمير آشكوركوف ‪ -‬معارض روسي‪ ،‬والجئ سياسي‬ ‫ببريطانيا منذ عام ‪)2015‬‬ ‫تنفس «آشكوركوف» الصعداء ألول مرة بعد فــراره من‬ ‫موسكو إلى لندن عام ‪ ،2014‬بعد أشهر من مضايقات ومالحقة‬ ‫أجهزة االستخبارات الروسية لــه‪ ،‬منتقال للعيش بحي‬ ‫«كينسينغتون» متعدد اللغات بعاصمة الضباب‪ ،‬ومعتقدا أنه‬ ‫بإمكانه االستراحة والتوقف عن القلق‪ .‬لم يكن آشكوركوف‬ ‫مبالغا عندما قال بأن أجهزة األمن الروسية قــادرة على‬ ‫الوصول ألي شخص في العالَم‪ ،‬مدركا بعد ستة أشهر من‬ ‫وصوله إلى العاصمة اإلنجليزية أنه ال يـ ُ‬ ‫ـزال مراقبا من‬ ‫االستخبارات الروسية‪ ،‬إثرَ رسالة مثيرة للقلق حملها له‬ ‫صديق قديم جاء من روسيا‪ :‬لقد تعرض الصديق لمساءلة‬ ‫أمنية مفصلة من المسؤولين في موسكو‪ ،‬وأجــروا معه‬ ‫تحقيقا حول مُحادثة خاصة أجراها مع آشوركوف في‬ ‫مقهى بلندن قبل أشهر قليلة‪.‬‬ ‫دفعت الرسالة آشــوركــوف ليعيش في عالم كامل من‬ ‫هواجس المراقبة‪ ،‬وفيما كان يبحث عن حياة آمنة في لندن‪،‬‬ ‫تع َلّم آشوركوف أن يتلفت حوله ويبحث عن عمالء روس‬ ‫بشكل ال إرادي‪ ،‬إلى أن حصل على حق اللجوء السياسي في‬ ‫مارس‪/‬آذار عام ‪ 2015‬ليكون ذلك بمنزلة فرصة السترخاء‬ ‫شبه مؤقت بعد فترة وصفها بأنها كانت مليئة «باالرتياب‬

‫والذعر([‪.)]1‬‬ ‫عاد الشعور بالخطر ليسود بشكل أضخم بين معارضي‬ ‫بوتين في لندن مع مطلع شهر مــارس‪/‬آذار الجاري‪ ،‬لقد‬ ‫وجــدت السلطات البريطانية كال من العميل الروسي‬ ‫السابق «سيرغي سكريبال» وابنته «يوليا» فاقدين للوعي‬ ‫على كرسي بحديقة في مدينة «سالزبري» ببريطانيا‪،‬‬ ‫بعد مرورهما على حانة «ذي ميل» والحصول على وجبة‬ ‫إيطالية من مطعم «زيزي» الشهير هناك‪.‬‬ ‫وألن فقدان الوعي مشهد ليس بالنادر في شوارع بريطانيا‪،‬‬ ‫لم يثر كونهما بال حراك أي شبهة بوجود محاولة اغتيال‬ ‫في الساعات األولى‪ ،‬ولكن التتبّع العكسي لهوية وتاريخ‬ ‫«سكريبال»‪ ،‬الذي أجرته شرطة «ويلتشر» عندما بدأ األمر‬ ‫بإثارة الريبة‪ ،‬كشفَ عن أن الرجل كان عقيدا سابقا في جهاز‬ ‫«اإلف إس بي» الروسي وعميال حاليا في االستخبارات‬ ‫العسكرية البريطانية «إم آي ‪ ،»6‬ما وسع دائرة االحتماالت‪،‬‬ ‫وقفز باالهتمام الرسمي إلى حدوده القصوى‪.‬‬ ‫وكما لو أنها وصلت إلى أدلة قطعية بعد تحقيق طويل‪،‬‬ ‫تصاعدت لهجة بريطانيا الدبلوماسية بشكل مفاجئ ضد‬ ‫موسكو بعد يومين فقط من حادثة سكريبال‪ ،‬وتسلمت‬ ‫شرطة مكافحة اإلرهاب المسؤولية عن التحقيق‪ ،‬وبمرور‬ ‫َ‬ ‫لوحظ‬ ‫عدة ساعات أعلنت الشرطة خبر معالجة ‪ 22‬مدنيا آخر‬ ‫عليهم أعــراضُ إصابة أقل‪ ،‬بينهم شرطي سبق وأن زار‬ ‫سكريبال في منزله قبل أيام وجلس معه‪ ،‬األمر الذي تناقلته‬ ‫وسائل اإلعــام المحلية على نطاق واســع‪ ،‬ورفــع ردود‬ ‫األفعال الشعبية واألصوات داخل الحكومة إلى مستويات‬

‫أعلى‪ ،‬ضاغطة على «تيريزا ماي» رئيسة وزراء بريطانيا‬ ‫التخاذ موقف حازم‪ ،‬وطارحة تساؤالت حول عملية التسميم‬ ‫وأهدافها واألطراف التي تقف وراءها‪.‬‬ ‫بمرور يومين على الحادثة‪ ،‬ومع غموض ال يـ ُ‬ ‫ـزال يغلق‬ ‫المشهد من الخارج‪ ،‬وتداول إعالمي دولي للخبر على نطاق‬ ‫غير مكثف‪ ،‬كانت هنالك كثير من التساؤالت بال أجوبة‪ ،‬إال أن‬ ‫حكومة «تيريزا ماي» استجمعت شكوكها الخاصة‪ ،‬ممسكة‬ ‫بخيوط أولية كافية لتوجيه أصابع االتهام‪.‬‬ ‫بدأت هيئة اإلذاعــة البريطانية «بي بي سي» بفتح دفتر‬ ‫من الملفات الشائكة في الجاسوسية بين كل من روسيا‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬ونشرت مقاال يروي قصة الثمن الباهظ الذي‬ ‫دفعته كل من الواليات المتحدة وبريطانيا إلخراج سيرجي‬ ‫سكريبال وثالثة عمالء غربيين آخرين عام ‪ ،2010‬واصِفَة‬ ‫عملية التبادل تلك بـ «األكبر» منذ نهاية الحرب الباردة‪ ،‬وكان‬ ‫الثمن المدفوع أعلى كُلفة‪ ،‬فقد أخرجت الواليات المتحدة‬ ‫بدال منهم عشرة جواسيس روس‪ ،‬بينهم «آنا تشابمان»‪ ،‬أو‬ ‫الجاسوسة «األكثر سحرا» ([‪ ،)]3‬لكن األمر كان أعمق من‬ ‫ذلك‪ ،‬عائدا بنا إلى جذور العالقات البريطانية الروسية‪،‬‬ ‫وصراع أيادي موسكو للنفاذ إلى العاصمة البريطانية‪.‬‬ ‫ال تمر لندن بحادثة من هذا النوع كل يــوم‪ ،‬لذلك تتبعت‬ ‫الصحافة البريطانية باهتمام بالغ تدهور حالة «ليتفينينكو»‬ ‫الصحية لثالثة أسابيع تلت عملية التسميم وانتهت بموته‪،‬‬ ‫بقدر قليل من المعلومات‪ .‬ولكن اليوم الذي تال الوفاة حمل‬ ‫َ‬ ‫وجعل من حادثة التسميم‬ ‫معه مفاجأة من العيار الثقيل‪،‬‬ ‫حديث الساعة والشارع‪ ،‬حينما كشفت لجنة التحقيق أن السم‬

‫الذي وُجدَ في كأس الشاي األخضر المفضل لـ «ليتفينينكو»‬ ‫لم يكن ســوى مــادة «البلونيوم ‪ »210‬المشعة والسامة‪،‬‬ ‫والمعروفة بأنها متاحة للحكومات فقط‪ ،‬ما عنى وجود‬ ‫عملية اغتيال دولية‪.‬‬ ‫يمتلك البلونيوم آثارا ضارية على الهدف المصاب به‪ ،‬فهو‬ ‫قادر على تدمير جينات خاليا الجسم أو تحويلها إلى خاليا‬ ‫سرطانية‪ ،‬وتستهلك أي محاولة للكشف عنه عدة أسابيع‪،‬‬ ‫وهي إن تمت فلن تكون إال عبر متابعة أعراضه المريرة‬ ‫المؤلمة‪ ،‬ممثلة بضعف مناعة الجسم وتساقط الشعر وهبوط‬ ‫تدريجي في نشاط األعضاء وحدوث اضطرابات هضمية‬ ‫وهزال عام ينتهي بالموت‪ .‬وبمحاولة تجميع الخيوط أخذت‬ ‫المعادلة شكلها األخير لدى البريطانيين‪ ،‬فمن سيستعمل‬ ‫البلونيوم في اغتيال شخص ما فهو بالتأكيد يتعمدُ تعذيبه‬ ‫حتى الموت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يحمل جهاز «اإلف إس بي» ثأرا عميقا مع ليتفينينكو‪ ،‬فمنذ‬ ‫وصل األخير إلى لندن عام ‪- 2000‬فارا من موسكو‪ -‬بدأ بإخراج‬ ‫مجموعة كبيرة من أسرار أجهزة المخابرات السوفياتية‬ ‫وعملياتها في أوروبا‪ ،‬وألنه بقي حيا ألسابيع بعد إصابته‪،‬‬ ‫فقد حظي بوقت كاف ليكشفَ عن هوية الروس الذين قابلهم‬ ‫في المقهى وغادروا إلى روسيا مباشرة بعد االفتراق‪ ،‬ما‬ ‫عنى أن الطرف المدبر يتعمد كشف هويته أمام ليتفينينكو‬ ‫فيما يشبه رسالة وتحذيرا صارمين لكل من تسول له نفسه‬ ‫باتباع المسار نفسه المعادي للكرملين على األرجح‪.‬‬ ‫الجزيرة نت‬


‫جوالت‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫‪13‬‬

‫الغارديان‪ :‬أحداث غزة يمكن أن‬ ‫تشعل الشرق األوسط‬

‫قالت صحيفة «ذا غــارديــان» البريطانية إن‬ ‫األحــداث التي يشهدها قطاع غزة الفلسطيني‬ ‫المحاصر يمكن أن تــؤدي إلى إشعال الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬خاصة أنها تأتي في ظل غياب عملية‬ ‫سالم «صادقة»‪ ،‬وتحول موقف السعودية إلى‬ ‫«تأييد إسرائيل»‪.‬‬ ‫والجمعة الماضية‪ ،‬استشهد‪ 17‬فلسطيني ًا برصاص‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬خالل االعتداء على مسيرات‬ ‫فلسطينية سلمية‪ ،‬انطلقت في محافظات قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬إلحياء ذكرى «يوم األرض» الـ‪.42‬‬ ‫وبحسب الكاتب في الصحيفة‪ ،‬سيمون تيسدال‪،‬‬ ‫فإن ما يجري في غزة يشبه إلى حد كبير ما جرى‬ ‫من مواجهات في عامي ‪( 2000‬انتفاضة األقصى)‪،‬‬ ‫وعام ‪( 2014‬الحرب على غزة)‪.‬‬ ‫ويطرح «تيسدال» سؤا ًال يشغل المراقبين يتمثل‬ ‫في مدى قدرة هذه األحداث على أن تشعل فتيل‬ ‫ال من‬ ‫أزمــة في الشرق األوســط‪ ،‬وأن تجذب ك ً‬ ‫سوريا ولبنان وإيران؟‬ ‫ويقول الكاتب‪« :‬إن قادة إسرائيل من اليمينيين‬ ‫(حــزب الليكود الحاكم)‪ ،‬ال يرغبون‪ ،‬أو غير‬ ‫قادرين على التفكير بحل الدولتين‪ ،‬وهو ما يفسر‬ ‫االستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الجيش»‪.‬‬ ‫ويرى أن احتجاجات «يوم األرض» تختلف عن‬ ‫سابقاتها‪ ،‬من حيث التوقيت والسياق؛ فهي تستمر‬

‫ستة أسابيع‪ ،‬وتنتهي في الذكرى الـ‪ 70‬للنكبة‪،‬‬ ‫بتاريخ ‪ 15‬مايو المقبل (احتالل فلسطين ‪.)1948‬‬ ‫كما أنها تأتي في وقــت تعتزم فيه الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية نقل سفارتها إلــى القدس‬ ‫باعتبارها عاصمة لـ»إسرائيل»‪ ،‬في وقت تتجاهل‬ ‫فيه مطالب الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وهنا يعلّق «تــيــســدال» على مــا ذكــر بالقول‪:‬‬ ‫«باختصار فإن موسم جني النقاط الساخنة صار‬ ‫يلوح في األفق»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬المواجهات السابقة مع قوات االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي تؤكد أنها غالب ًا ما كانت تؤدي إلى‬ ‫نتائج سلبية على عموم المنطقة»‪.‬‬ ‫ولعل أكبر قلق من مواجهة جديدة‪ ،‬بحسب الكاتب‪،‬‬ ‫«يتمثل في حــزب اهلل اللبناني‪ ،‬عــدو إسرائيل‬ ‫وحليف إيران‪ ،‬والمهيمن على المنطقة الحدودية‬ ‫مع إسرائيل»‪.‬‬ ‫ويرى «تيسدال» أن «التهديد الرئيسي بالنسبة‬ ‫للجنراالت اإلسرائيليين يتمثل فــي مخزون‬ ‫حزب اهلل من الصواريخ القصيرة والمتوسطة‬ ‫والطويلة المدى»‪.‬‬ ‫وهذه الصواريخ‪ ،‬كما تقول الصحيفة البريطانية‪،‬‬ ‫يبلغ عددها أكثر من ‪ 130‬ألف صــاروخ‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى أكثر من ‪ 50‬ألف مقاتل‪ ،‬الكثير منهم ما زالوا‬ ‫يقاتلون في سوريا‪.‬‬

‫وإذا ما استمرت المواجهات في غزة واتسعت‬ ‫رقعتها‪ ،‬فإن الكاتب يتوقع «أن يحاول حزب اهلل‬ ‫التدخل‪ ،‬خاصة في ظل وعود إيرانية بمساعدة‬ ‫الحزب في أي مواجهة جديدة»‪.‬‬ ‫وبينما تؤكد إيران دعهما للحزب اللبناني مراراً‬ ‫وتكراراً‪ ،‬فإن «إسرائيل تتوعد بأنها ستستأصله‬ ‫في أي مواجهة»‪.‬‬ ‫ويرى الكاتب أنه ال فائدة من انتظار موقف من‬ ‫مجلس األمن الدولي التابع لألمم المتحدة‪ ،‬فبعد أن‬ ‫اجتمع ليلة الجمعة في جلسة طارئة‪ ،‬لم يستطع‬ ‫أن يخرج حتى ببيان مشترك‪.‬‬ ‫ويشير إلى موقف السعودية‪ -‬التي سبق لها أن‬ ‫تقدمت بمبادرة السالم العربية‪ -‬ووقوفها هذه‬ ‫المرة مع المعسكر المؤيد لـ»إسرائيل» والمعادي‬ ‫إليران‪ ،‬وهو نفس موقف مصر‪.‬‬ ‫ويعتبر «تيسدال» أن «حث (السعودية) األمريكيين‬ ‫للتدخل كوسيط‪ ،‬مضيعة للوقت بعد أن أظهر‬ ‫الرئيس دونــالــد ترامب نفسه كمتحيز وليس‬ ‫كوسيط في هذا النزاع»‪.‬‬ ‫وأعلن ترامب‪ ،‬في ‪ 6‬ديسمبر‪ ،‬القدس المحتلة‬ ‫عاصمة لـ»إسرائيل»‪ ،‬وينتظر تنفيذ قراره بشأن‬ ‫نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة‬ ‫المقدسة في شهر مايو المقبل‪.‬‬

‫واشنطن تحبط بيانًا حول مجزرة غزة‬ ‫أحبطت الواليات املتحدة السبت‬ ‫مشروع بيان قدمته الكويت بشأن‬ ‫األوضاع يف األراضي الفلسطينية‬ ‫بعد املجزرة التي اقترفها جيش‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي الجمعة ضد‬ ‫مشاركين يف مسيرة العودة بقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬التي استشهد‬ ‫فيها ‪ 17‬فلسطين ًيا وأصيب قرابة‬ ‫األلفين‪.‬‬ ‫وأفاد مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه‬ ‫بأن الواليات المتحدة اعترضت بصورة نهائية‬ ‫على مشروع البيان الذي قدمته الكويت باسم‬ ‫المجموعة العربية‪ ،‬حيث خرقت ما يسمى‬ ‫«إج ــراء الصمت» لتحول بذلك دون صدور‬ ‫البيان‪.‬‬ ‫وأشار المراسل إلى أن الكويت كانت سعت إلى‬ ‫استصدار بيان من مجلس األمن خالل جلسة‬ ‫المشاورات التي عقدت مساء الجمعة‪ ،‬وحين‬ ‫عارضت واشنطن ذلك دعت الكويت إلى جلسة‬ ‫مفتوحة عقدت السبت على مستوى المندوبين‪.‬‬ ‫وأوضح أن واشنطن اعترضت على مشروع‬ ‫البيان الكويتي ‪-‬الذي تم توزيعه خالل الجلسة‬ ‫المفتوحة‪ -‬رغم أنه لم يتضمن إدانة الستهداف‬ ‫مسيرة العودة التي انطلقت الجمعة بمناسبة‬ ‫يــوم األرض‪ ،‬وستستمر حتى حلول ذكرى‬ ‫النكبة منتصف مايو‪/‬أيار المقبل‪.‬‬ ‫ووفــق مراسل الجزيرة‪ ،‬فــإن مــداخــات جل‬ ‫المندوبين ركــزت على عــدم التناسب بين‬

‫احمد حسن الزعبي‬ ‫@‪alzoubi_ahmed‬‬ ‫األرض أمٌ أيضًا‪..‬من تحبّه تضمّه إليها‪..‬‬ ‫تحمل ابنها صغيراً ليحملها كبيراً‪..‬‬ ‫لم أرَ فلسطين مبتسمة مثل اليوم!‬ ‫مدّت شال عشبها للمشتاقين فصارت دنيا‪..‬‬ ‫‪.‬أ‪.‬ح‪.‬ز‬ ‫‪#‬يوم_األرض‬ ‫‪ Assaad Taha‬أسعد طه‬ ‫@‪Assaadtaha‬‬ ‫هناك صنف من الناس ال يفعل شيئًا لكن في كل مرة‬ ‫تفعل فيها أنت شيئًا يقول لك متهكمًا وما جدوى ما‬ ‫تفعله؟!‬ ‫‪mirvat khaskieh‬‬ ‫‏ @‪mirvatkhaskieh‬‬ ‫ال يهمنا اذا منعتم من ذكر اسم فلسطين في مساجدكم‪..‬‬ ‫يكفي اننا نركع فوق ترابها ونفديها بدمائنا‪..‬‬ ‫انظروا لهذه الحشود وافهموا‪ ..‬ال صفقة القرن وال غيرها‬ ‫ستمر‪ ..‬وحده الصمود الفلسطيني من سيتصدى لكل‬ ‫المؤامرات‪..‬‬ ‫‪#‬مسيرة_العودة‬ ‫‪#‬يوم_االرض_الفلسطيني‬ ‫فراس أبو هالل‬ ‫@‪FerasAbuHelal‬‬ ‫في كل الثورات الشعبية العربية‪ ،‬في فلسطين أو غيرها‪،‬‬ ‫كان دائما الشعب على األرض هو المحرك‪ ،‬أما من يكتبون‬ ‫من خارج منطقة الحدث فهم مجرد مشجعين محرومين‬ ‫من المشاركة في الفعل الثوري‪ ،‬لذلك فإن اتهام الخارج‬ ‫بالمسؤولية عن أي حراك هو إهانة ألصحاب الفعل‬ ‫الحقيقيين‪.‬‬ ‫‪#‬مسيرة_العودة_الكبرى‬

‫انستا الرسالة‬

‫طبيعة االحتجاجات من الطرف الفلسطيني‬ ‫وبين استخدام القوة من الجانب اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وأفاد بأنها ليست المرة األولى التي تمنع فيها‬ ‫واشنطن إدانــة إسرائيل في مجلس األمــن‪،‬‬ ‫موضحًا أن الموقف األميركي بات أكثر رسوخًا‬ ‫منذ تولي المندوبة األميركية لدى األمم المتحدة‬ ‫نيكي هيلي مهامها‪.‬‬ ‫وكان مشروع البيان الذي جرى إحباطه يعرب‬ ‫عن قلق المجلس البالغ إزاء الوضع على حدود‬ ‫غزة‪ ،‬وتأكيد حق االحتجاج السلمي‪ ،‬كما ينص‬ ‫على أسف المجلس لفقد أرواح الفلسطينيين‬ ‫األبرياء‪ ،‬ودعوة إلى إجراء تحقيق في أحداث‬ ‫الجمعة في غزة‪.‬‬ ‫كما كان يعرب عن قلق مجلس األمن البالغ‬ ‫إزاء الوضع على حدود غزة‪ ،‬ويتضمن دعوة‬

‫مجلس األمن إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف‬ ‫في هذه األحــداث‪ ،‬واحترام القانون الدولي‬ ‫لحقوق اإلنسان والقانون اإلنساني الدولي‪،‬‬ ‫بما في ذلك حماية المدنيين‪ .‬وهو يتضمن‬ ‫أيضًا دعوة مجلس األمن جميع األطراف إلى‬ ‫ممارسة ضبط النفس ومنع مزيد من التصعيد‪.‬‬ ‫وكــان وزيــر الخارجية الفلسطيني رياض‬ ‫المالكي الجمعة قال إنه تم التقدم بطلب لعقد‬ ‫جلسة طارئة لمجلس األمــن لوقف وإدانــة‬ ‫المجزرة التي ترتكب في قطاع غــزة‪ ،‬بينما‬ ‫كلف الرئيس محمود عباس مندوب فلسطين‬ ‫الدائم لدى األمم المتحدة السفير رياض منصور‬ ‫باتخاذ اإلجــــراءات الفورية الــازمــة لطلب‬ ‫الحماية الدولية للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫املصدر ‪ :‬الجزيرة ‪ +‬وكاالت‬

‫اقتحامات جماعية للمسجد األقصى بحماية االحتالل‬


‫‪١٤‬‬

‫مرايا‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫الشهيد «عبد النبي» حاول إنقاذ صديقه فارتقى شهيد ًا‬ ‫غزة‪-‬محمد شاهني‬

‫يف أقرب نقطة من قريته املحتلة‬ ‫«سمسم»‪ ،‬تواجد الشهيد عبد الفتاح‬ ‫عبد النبي برفقة عدد من أصدقائه الذي‬ ‫قرر مشاركتهم يف مسيرات العودة‪،‬‬ ‫حام ً‬ ‫ال بيده إطارًا مطاطيًا إلشعاله بوجه‬ ‫جنود االحتالل من أجل التشويش ىلع‬ ‫القناصة الذين يستهدفون املعتصمين‬ ‫السلميين بحقد ووحشية عالية‪.‬‬ ‫كان الشهيد قبل اصابته يحلم بالوصول إلى قريته‬ ‫مشيا على األقدام ليستظل بشجرها ويشتم رائحتها‬ ‫التي لطالما سمع عنها من جده وهو يحكي لهم عن‬ ‫بيتهم هناك قبل أن تهجرهم (إسرائيل) من قريتهم‬ ‫«سمسم»‪ ،‬فآثر عبد الفتاح المشاركة في مسيرات‬ ‫العودة وتحمس كثيرا ليتعدى السلك الحدودي دون أن‬ ‫يعتريه الخوف من رصاص االحتالل الذي كان يوجه‬ ‫بعشوائية لكل من يقترب ويتظاهر سلميا‪.‬‬ ‫اللحظات األخرية‬ ‫يقول صديقه أحمد الذي رافقه في المسيرات‪ « ،‬انتزع‬ ‫عبد الفتاح الخوف من قلبه‪ ،‬منذ وصوله إلى مكان‬ ‫المسيرات‪ ،‬وتركنا مسرع ًا ليتقدم صفوف المعتصمين‬ ‫ويحرص على الوقوف في أقــرب نقطة من بلدته‬ ‫المحتلة التي خــرج منها دون أن يحمل أي سالح‬ ‫ليطالب بعودته إليها»‪.‬‬ ‫ويضيف في حديثه مع «الرسالة»‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تحذيرنا له بأال يتقدم امام قناصة االحتالل‪ ،‬إال أنه‬ ‫أخبرنا بأنه سيعمل على التشويش على قــوات‬

‫االحتالل من خالل اشعال اإلطــار المطاطي‪ ،‬فهي ال‬ ‫تفرق بين كبير أو صغير وستقتل المشاركين دون‬ ‫رحمة»‪.‬‬ ‫ويكشف صديق الشهيد‪ ،‬أنه شاهد أحد المشاركين‬ ‫يتعرض لوابل الرصاص «اإلسرائيلي» فلم يستطع‬ ‫فريسة لها‪ ،‬فهب لمساعدته مستعين ًا بسرعته‬ ‫تركه‬ ‫ً‬ ‫العالية‪ ،‬ونجح في الوصول إليه وساعده في الهروب‬ ‫بعد أخذه اإلطار المطاطي عن صديقه الذي أفلت من‬ ‫حقد االحــتــال‪ ،‬إال أن رصاصة ســوداء استطاعت‬ ‫اختراق رأسه ليرتقي عبد النبي شهيداً على الفور‪.‬‬ ‫ووثقت كاميرات النشطاء المشاركين في المسيرة‬ ‫حادثة استشهاد عبد النبي‪ ،‬وإصرار جنود االحتالل‬ ‫على قتله بدم بارد‪ ،‬رغم أنه لم يكن يحمل أي سالح‪،‬‬ ‫وعلق النشطاء بأنه أحد الشواهد الحية على الوحشية‬ ‫«اإلسرائيلية» المرتكبة بحق المدنيين األبرياء‪ ،‬والتي‬ ‫يجب أن تصل لكل دول العالم لتضاف إلى سلسلة‬ ‫الجرائم بحق اإلنسانية‪.‬‬ ‫بشكل واسع صورة للشهيد على مواقع‬ ‫وانتشرت‬ ‫ٍ‬

‫التواصل االجتماعي‪ ،‬قبل استشهاده‬ ‫بلحظات قليلة‪ ،‬وهو يحمل بيده إطاراً‬ ‫مطاطي ًا واالبتسامة ترتسم على‬ ‫محياه‪ ،‬وكتب أحــد الناشطين على‬ ‫صفحته بالفيس بــوك «هــذا الوجه‬ ‫الثائر يثبت للعالم بأن فلسطين ال‬ ‫يمكن التفريط بذرة من ترابها‪ ،‬ويعلي سيف الثوار‬ ‫بوجه صفقة القرن»‪.‬‬ ‫ويتسلح والد الشهيد بهجت عبد النبي بالصبر الممزوج‬ ‫بالفخر‪ ،‬ويؤكد «للرسالة»‪ ،‬أن فلذة كبده ارتقى وهو‬ ‫يعلي صــوت فلسطين فــوق كل األصــوات الحاقدة‬ ‫ويكسر كل الجهود التي تسعى إليها اإلدارة األمريكية‬ ‫و(إسرائيل) ألجل محو حق العودة وسرقته من أذهان‬ ‫الشبابالفلسطيني‪.‬‬ ‫وعن حياته الشخصية‪ ،‬يقول «ترعرع عبد الفتاح منذ‬ ‫نعومة أظافره على حب فلسطين والمقاومة‪ ،‬ولم‬ ‫يكن يدخر جهداً للمشاركة بجميع الفعاليات الهادفة‬ ‫للدفاع عنها‪ ،‬وأخبرني منذ اإلعالن عن مسيرات العودة‬

‫المشاركة بها ووافقت على ذلك كونه واجب ديني‬ ‫ووطني»‪.‬‬ ‫ويضيف بالرغم من أن خبر استشهاده كان صادم ًا‪ ،‬إال‬ ‫أننا احتسبناه عند اهلل شهيداً‪ ،‬وتقبلناه فداء لفلسطين‬ ‫التي لن نفرط بترابها مهما كان الثمن‪ ،‬وسنواصل‬ ‫تقديم مزيد من الشهداء حتى تحريرها من االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي الحاقد‪.‬‬ ‫وزف الشهيد عبد الفتاح إلى مثواه األخير‪ ،‬ودفن جثمانه‬ ‫في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة‪ ،‬لتبقى صورته‬ ‫محفورة في تاريخ النضال الفلسطيني وشاهداً بارزاً‬ ‫على الجرائم اإلسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب‬ ‫الفلسطينيبوحشية‪.‬‬

‫غزة تضيء خمسة عشر نجم ًا في طريق العودة‬ ‫غزة‪-‬رشا فرحات‬ ‫بدأ النهار خفيفًا‪ ،‬أو ثقي ً‬ ‫ال‪ ،‬وبدأنا بأحالمنا‪،‬‬ ‫أو حتى بدونها‪ ،‬ال فرق‪ ،‬لم يعد يعنينا‬ ‫كثيرًا‪ ،‬إال غزة‪ ،‬صورة وضعت داخل برواز‬ ‫يتناسب مع املساحة الضيقة‪ ،‬والصدر‬ ‫الواسع‪ ،‬برواز من حديد صدئ يتمدد صدؤه‬ ‫إلى داخل الصورة‪ ،‬ويف كل مرة قبل أن‬ ‫تصل رائحته النتنة إلى القلوب الغزية‪،‬‬ ‫تنفجر غزة يف وجه الجميع‪ ،‬وتقول‬ ‫للعالم‪ ،‬هنا نحن‪ ،‬هنا باقون‪ ،‬كشجر اللوز‬ ‫والصنوبر والزيتون‪.‬‬ ‫في يوم الجمعة‪ ،‬الثالثون من مارس‪ ،‬في الذكرى الثانية‬ ‫واألربعين ليوم األرض وبعد تحضيرات ألشهر‪ ،‬وحشد‬ ‫اآلالف‪ ،‬يخرج أهالي غــزة‪ ،‬باسم الوطن المسلوب‪،‬‬ ‫وباسم الحصار الجائر‪ ،‬وباسم الصبر الطويل الذي‬ ‫صبروه‪ ،‬وباسم القمع والحروب الثالثة‪ ،‬وباسم القدس‬ ‫عاصمة فلسطين المغتصبة‪ ،‬وباسم الرافضين لصفقة‬ ‫ترامب‪ ،‬باسم كل الصامتين حتى اللحظة‪ ،‬والمنتظرين‬ ‫لمعجزة من السماء‪.‬‬ ‫خرج هذا العدد المهول عبر الحدود رافعين علم فلسطين‬ ‫الذي لم يرفع وحيدا منذ سنوات‪ ،‬عشرات‪ ،‬مئات وألوف‪،‬‬ ‫أمهات وأبناء‪ ،‬يلفون حول رقابهم الكوفية‪ ،‬يحملون في‬ ‫الصدر قلبا أتعبه حصار ثالثة عشر عاما من الهوان‪،‬‬ ‫وكأن غزة كتب عليها دون كل الباقين أن تثور في وجه‬ ‫كل شيء‪ ،‬اللسان األكثر جرأة على الرفض‪ ،‬واليد األكثر‬ ‫قدرة على البطش‪ ،‬وفي كل نبض للحرية تجدها تسقي‬ ‫األرض بدماء أبنائها‪.‬‬ ‫هذه الصورة التي بدأت مع ساعات الصباح األولى‪ ،‬لم‬ ‫تتطلب وقتا طويال ليكتمل المشهد‪ ،‬فما هي إال ساعات‬ ‫وبدأت أصداء الخوف تتردد في الوسط اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وبدأ بإخالء مستوطنات غالف غزة‪ ،‬هروب جماعي‬ ‫لقطعان يعرفون أن المكان ليس لهم‪ ،‬واألرض ألهلها‬ ‫مهما طال الزمن‪ ،‬خوف ثم رعب‪ ،‬ثم هروب‪ ،‬حتى امتد‬

‫بهم الرعب ألن ينشروا عبر صحفهم اليومية الصادرة‬ ‫في يوم الجمعة نــداءات استغاثة واستجداء باللغة‬ ‫العربية إلى جانب العبرية‪ ،‬يوجهون فيها رسائل‬ ‫إلى أهل غــزة‪ ،‬دون غيرهم يطلبون منهم التروي‪،‬‬ ‫ويصفونهم بجيرانهم األعزاء‪ ،‬وتصر (إسرائيل) على‬ ‫تصدير وحشيتها وتحميلها لحركة حماس‪ ،‬وتطالب‬ ‫بكل صفاقة ووقاحة أهالي غزة بالتروي!!‬ ‫التروي‪ ،‬من أجل ماذا؟ من أجل سلب المزيد من الحقوق؟؟‬ ‫وفرض المزيد من المعادالت الكاذبة‪ ،‬واالنجرار حول‬ ‫المفاوضات الخداعة لسرقة األرض‪.‬‬ ‫والمشهد هناك على دوار ملكة في آخر حي الشجاعية‬ ‫شرق غزة يصور العزة بكل معانيها‪ ،‬مئات اآلالف‬ ‫في مقر انطالق مسيرة العودة‪ ،‬يفترشون األرض‪ ،‬أو‬ ‫يقفون‪ ،‬أو يسيرون معا في جماعات‪ ،‬يرقصون الدبكة‪،‬‬

‫ويخبز النساء خبز الطابون‪ ،‬ويتناولون فطورهم‬ ‫وغداءهم سويا‪ ،‬يسيرون نحو العودة‪ ،‬عشرات اآلالف‬ ‫نحو هدف واحــد‪ ،‬وتحت راية واحــدة ال يلوون على‬ ‫شيء‪ ،‬في ذهنهم حلم العودة يبدو ممتدا عبر األفق‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر في رفح وخان يونس والشمال‬ ‫نقاط للعودة مشابهة‪ ،‬وفي كل منهم جيش يجر أقدامه‬ ‫نحو العودة‪ ،‬قبل أن تزداد مخاوف الجيش اإلسرائيلي‬ ‫الجبان‪ ،‬والــذي لم يتوقع الصورة التي كانت عليها‬ ‫العزيمة في قلوب الغزيين فأوكل رئيس أركان الجيش‬ ‫اإلسرائيلي غادي أيزنكوت بنفسه لإلشراف على قمع‬ ‫المتظاهرين على الحدود‪.‬‬ ‫ثم ما قبل صالة الجمعة ومع ازديــاد التقدم ازداد‬ ‫خوف االحتالل من تلك األقدام المصرة على الوصول‬ ‫فبدأ برش غازاته السامة من الطائرات المنتشرة في‬

‫السماء‪ ،‬بينما توزع ألف قناص إسرائيلي على الحدود‬ ‫يقتنصون الشهيد تلو اآلخر‪ ،‬بمزاجية مطلقة‪ ،‬فارتقى‬ ‫القائد والطفل والفنان واالبن واألب والزوج‪ ،‬ومع كل‬ ‫شهيد سقط حلم من أحالم غزة فداء لحلم العودة‪.‬‬ ‫ورغم ذلك أكملت المسيرة تدفقها نحو الوطن‪ ،‬نحو‬ ‫الجورة‪ ،‬والمسمية‪ ،‬والقدس‪ ،‬نحو يافا وحيفا واللد‪،‬‬ ‫نحو المجدل‪ ،‬ودير ياسين‪ ،‬بدون وجل أو خوف‪ ،‬أجل‪،‬‬ ‫وطائرات االستطالع تحلق‪ ،‬وتقذف غازاتها المسيلة‬ ‫للدموع‪ ،‬والرصاص يخترق األسماع والعقول‪ ،‬والخيام‬ ‫منتصبة على طول الخط في دوار من شمال غزة حتى‬ ‫جنوبها‪ ،‬وكل خيمة تحمل اسم مدينة أو قرية‪ ،‬يتلهف‬ ‫أصحابها لنصبها على أرض البالد بعد العودة‪.‬‬ ‫سترى في داخل المشهد كهال يتوكأ على عصاه‪ ،‬في‬ ‫مشهد عاشه قبل سبعين سنة‪ ،‬يقف إلى جانب خيمته‬ ‫ويشير إلى اسم قريته‪ ،‬وتجد عجوزاً من بئر السبع‬ ‫تحمل فوق رأسها صرة مالبسها القديمة‪ ،‬وتعلق مفتاح‬ ‫بيتها وتلف وجهها ببرقع ورثته عن أمها بعد أن قطعت‬ ‫على نفسها وعداً بأن تعود إلى بئر السبع‪.‬‬ ‫وهناك أيضا بين الخيام‪ ،‬أطفال كثر‪ ،‬جاءوا مع أمهاتهم‪،‬‬ ‫يلفون حــول أكتافهم أعــامـ ًا أطــول من أجسادهم‬ ‫الصغيرة‪ ،‬ويسيرون مع المسير‪.‬‬ ‫ثم بدأ االحتالل يزيد من استنفاراته‪ ،‬فسقط الشهيد تلو‬ ‫الشهيد‪ ،‬حتى وصلوا لسبعة عشر شهيدا تلقفتهم ثالجة‬ ‫الموتى في مستشفيات غزة‪.‬‬ ‫خمسة عشر نجما أضاءوا طريق العودة‪ ،‬أحالمهم كانت‬ ‫تسبقهم‪ ،‬فمحمد أبو عمر نحات غزي‪ ،‬نحت بالرمال حلم‬ ‫العودة قبل أن يرحل‪ ،‬والشهيد زهير أبو جاموس ترك‬ ‫وراءه عائلة كلها من المكفوفين وكان هو فقط عينهم‬ ‫المبصرة‪.‬‬ ‫خمسة عشر شهيدا بكتهم أمهاتهم في ثالجة الموتى‪،‬‬ ‫ورثيناهم كما ينبغي أن يكون الرثاء‪ ،‬خمسة عشر‬ ‫شهيدا ليسوا أرقاما‪ ،‬وإنما نجوما ستضيئ لنا الطريق‪،‬‬ ‫وسنكمل نحن المسير‪.‬‬


‫مرايا‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫‪١٥‬‬

‫الشهيد «عودة»‪..‬‬

‫ستفقده مكبرات الفجر وجارته الفقيرة!‬ ‫غزة‪ -‬ياسمني عنرب‬ ‫عال‬ ‫«فكيف سنوقف حزن املآذن حين تنادي‬ ‫ً‬ ‫صباحا عليك وال تستجيب»‪ ،‬نشيد يصدح بصوت ٍ‬ ‫أحدا ألن‬ ‫يف أحد أزقة مخيم الشاطئ يدلك ىلع بيت الشهيد «أحمد عودة» فال يلزمك أن تسأل ً‬ ‫صوت مرثيات الوداع وحدها ستكون املرشد لك!‬ ‫شراب التوت الذي يوزع للمهنئين يف عرس الشهيد «عودة» حين تقدمه لك أخت الشهيد‬ ‫تماما كما عيون أمه التي تخبئ حكايا وذكريات ابنها‪ ،‬وقد كانت تود لو توزع‬ ‫موجعا‪،‬‬ ‫باسمة كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الشراب نفسه حين تزفه إلى عروسه‪.‬‬

‫اقتربت مراسلة «الرسالة» ببطء من أمه للحديث معها‬ ‫خشية من سقوط دمعاتها بمجرد الحديث عن «أحمد»‬ ‫الذي كانت تخجل أن تطلب منه شيئًا ألن «ال» لم تكن‬ ‫في قواميس حياته‪.‬‬ ‫بمجرد أن تبدأ أم الشهيد بسرد حكاياه وذكرياته‪ ،‬تيقنُ‬ ‫أن االصطفاء ال يكون للشهداء فقط‪ ..‬بل ألمهاتهم أيضًا!‬ ‫«أحمد عودة» (‪ 19‬عامًا) كان خامس الشهداء الذين لحقوا‬ ‫بشهداء يوم األرض عام ‪ 1976‬في سخنين وعرابة‬ ‫البطوف ودير كنا ومخيم نور شمس‪.‬‬ ‫«ايــش بــدي أحكي عن أحمد لما أحكي»‪ ،‬تحكي أم‬ ‫عاشور والدة الشهيد «أحمد» لـ«الرسالة» حين الحظت‬ ‫أننا بدأنا كتابة ما تسرده من قصص وصفات‪ ،‬مدركة‬ ‫أن كل أوراق الدنيا ال تكفي لحصر الحديث عنه‪.‬‬ ‫كانت أم عاشور ترد على المعزين بأحمد بقولها «اهلل‬ ‫يبارك فيكم هادا عرسه» وكأنها تتلقى التهاني بفرحتها‬ ‫به‪.‬‬ ‫«كيف تلقت أمه خبر استشهاده؟» كان سؤال الجميع‪،‬‬ ‫غير أن جــارة لها سألتها أثناء الحديث معها وهي‬ ‫مترددة‪ ،‬لترد أم الشهيد ضاحكة‪« :‬كنت البسة ثوب‬ ‫المجدل المزركش ورايحة أشم ريحة بالدي»‪ ،‬غير أن‬ ‫اتصال من ابنها األكبر في طريقها إلى الحدود أرجعها‬ ‫ً‬ ‫حين أخبرها باستشهاد «أحمد»‪.‬‬ ‫«ربنا أعطاني خمسة ونــذرت له واحد منهم»‪ ،‬كانت‬ ‫ترددها أم الشهيد «عودة» كثيرًا‪ ،‬تحكي‪« :‬أنا ابنة شهيد‬ ‫وخالة شهيدين قبل أن أصبح أم الشهيد»‪.‬‬ ‫لم نرَ دمعها إال حين جاءت أم صديق ابنها الشهيد‪،‬‬ ‫وأخبرتها أنه حادثها قبل ثالثة أيام من استشهاده‬ ‫ليقول لها عن رؤيا في منامه بأنه التقى بابنها الشهيد‬ ‫في الجنة وبشره بأن له مقعدًا بجانبه وهو يرتدي‬ ‫ثيابًا ناصعة البياض‪.‬‬ ‫«حرق لي الكعكات فخاف أزعــل»‪ ،‬تروي أم عاشور‬

‫أن «أحمد» ساعدها في صنع الكعكات قبل يومين من‬ ‫استشهاده‪ ،‬فأوصته بأال يحرقه‪ ،‬غير أن شيئًا شغله‬ ‫قليل‪ ،‬فقلب الكعكات على الوجه اآلخر وجاءها‬ ‫فحُرق ً‬ ‫ممازحًا‪« :‬كله إال زعلك» وتكمل‪« :‬كان أهم شيء عنده‬ ‫بالحياة رضاي أنا وأبوه»‪.‬‬ ‫وصايا «عــودة» ألبنائها بــأال يتأخروا على مائدة‬ ‫الجمعة‪ ،‬قطعها قول ابنها األكبر‪« :‬يمكن ناكل بالجنة»‪،‬‬ ‫فقد كانت مجرد مزحة إال أنها باستشهاد أحمد كانت‬ ‫حقيقة‪ ،‬كما واقع «لمة الجمعة» التي ستكون فارغة من‬ ‫ضحكات أحمد كفراغ مقعده الذي لن يمأله أحد!‬ ‫كانت ابتسامة الشهيد «أحمد» حاضرة في وجه أمه تمأل‬ ‫قسماته‪ ،‬كلما سردت عن حكاياه شيئًا‪ ،‬تمامًا كمالمحه‬ ‫التي يتقاسمها وأخته «سلوى»‪.‬‬ ‫تكبيرات العيد كانت أول مراسم صباح الجمعة _يوم‬ ‫استشهاده_ في يوم «سلوى»‪ ،‬التي استيقظت ووجدت‬ ‫نفسها ترددها ولشدة استغرابها هاتفت أمها وأخبرتها‬ ‫«حاسة اليوم زي العيد»‪ ،‬لتبوح لها أمها أيضًا أن‬ ‫قلبها يرقص فرحًا بينما عيناها تدمعان بال سبب منذ‬ ‫استيقاظهاصباحًا‪.‬‬ ‫غصة كبيرة استقرت في نفس «سلوى» أرهقتها بمجرد‬ ‫وصولها الخبر‪ ،‬إال أنها ابتسمت حين قالت لـ»الرسالة»‪:‬‬ ‫«بمجرد رؤيتي لنور وجهه وهو شهيد كأن أحدهم صب‬ ‫ماء باردًا بداخلي وأثلج صدري»‪.‬‬ ‫«كيف شعورك لو أصبحتِ أخت الشهيد» كان سؤال‬ ‫«أحمد» لسلوى قبل استشهاده بيومين‪ ،‬تحكي وهي‬ ‫شاشة لجوالها‪:‬‬ ‫تنظر إلى صورته التي خصصتها‬ ‫ً‬ ‫«كان سندي ويميني يساعدني في كل شيء وحنانه‬ ‫كان ال يوصف»‪.‬‬ ‫لم تنسَ «الرسالة» وجعًا يسكن قلوبًا بعيدة عن العائلة‬ ‫واألم‪ ،‬فتلمست ألم الفراق في قلب صديق الشهيد «لقمان‬ ‫األستاذ» والــذي كانت لحظاته األخيرة معه‪ ،‬وعلى‬

‫وجهه سالت أول الدمعات عليه‪.‬‬ ‫فمنذ ساعات الفجر األول ــى تجهز «أحمد»‬ ‫ومجموعة من شباب مسجد «مرج الزهور»‬ ‫لالنطالق إلى الحدود‪ ،‬وفي قلب كل واحد‬ ‫منهم حلم بأن يكون المسير قريبًا ليس‬ ‫من بيوتهم إلى الحدود‪ ،‬بل‬ ‫من الحدود إلى بلداتهم‬ ‫األصلية‪.‬‬ ‫بــمــجــرد وصــولــهــم‬ ‫الــــحــــدود مــازحــهــم‬ ‫واحــد منهم كما يقول‬ ‫«لــقــمــان»‪« :‬اجــيــنــا ‪20‬‬ ‫وحنروح ‪ ،»19‬ليضحك‬ ‫«أحمد» ويقول‪« :‬يمكن‬ ‫أنا ما أرجع»!‬ ‫عــلــى حــــدود غــزة‬ ‫وعلى بعد أمتار من البالد المحتلة وقــف «أحمد»‬ ‫وأصدقاؤه‪ ،‬يحكي «األستاذ»‪« :‬الحظنا أن هناك طائرة‬ ‫تلقي قنابل الغاز باتجاهنا‪ ،‬فابتعدنا وأحمد رفض‬ ‫وقال لنا «ال أهاب الموت»‪ ،‬وما أن رفع رأسه ينظر‬ ‫للطائرة حتى أصيب برصاصة في جبينه وبعد دقائق‬ ‫استشهد»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أزقة ذاكرة «لقمان» ومصطبات روحه مليئة بضحكات‬ ‫أحمد‪ ،‬وابتسامته التي كان يتحدث عنها بسعادة‪ ،‬إال أن‬ ‫األلم غص قلبه حين روى حكاية «جارة أحمد»!‬ ‫فما أن نُشر خبر استشهاده‪ ،‬حتى جاءت جارة لهم في‬ ‫الحارة تهرول مسرعة‪ ،‬لتتأكد إذا كان أحمد هو الشهيد‬ ‫أم اختلط اسمه بآخر‪ ،‬وحين تأكدت بكت بكاء شديدًا‪.‬‬ ‫«لقمان» الذي كان متماس ًكا حين كان يسرد قصص‬ ‫«الشهيد»‪ ،‬بكى كثيرًا حين حكى أن «أحمد» كان يتصدق‬ ‫على جارته الفقيرة يوميًا لتطعم أطفالها‪ ،‬ليدرك أنها‬

‫هي الخبيئة التي بينه وبين اهلل ولم يد ِر فيها أحد حتى‬ ‫أقرب الناس إليه!‬ ‫«راديو صغير» كان قد اشتراه «أحمد» لم ينس «لقمان»‬ ‫حكايته‪ ،‬فقد اشتراه قبل استشهاده وخصصه لتشغيل‬ ‫القرآن عليه طوال ساعات الليل والنهار‪.‬‬ ‫مكبرات الصوت التي كان ينادي عليها «أحمد» إليقاظ‬ ‫أهل حيه لصالة الفجر ستفقده‪ ،‬كما مئذنة مسجد «مرج‬ ‫الزهور» التي تربى بين جدرانه حين تنادي عليه‬ ‫صباحًا ولن يستجيب‪.‬‬ ‫غادرنا عرس الشهيد وأنهينا المحادثة مع صديقه‪،‬‬ ‫ونحن نتيقن أن الضحكة التي رسمت على وجه «أحمد»‬ ‫حين التفت لصديقه «لقمان» قبل أن تخرج روحه‬ ‫ستبقى حاضرة لن تغادر ذاكرته‪ ،‬كما ستبقى مرثيات‬ ‫الوداع تصدح في قلب محبيه‪.‬‬

‫والدة الشهيد النجار‪«:‬طلعوه من الثالجة برد كثير عليه»‬ ‫غزة ‪ -‬أحمد أبو قمر‬ ‫«طلعوه من الثالجة‪ ،‬الدنيا‬ ‫برد كثير عليه» رددتها والدة‬ ‫الشهيد محمد النجار وهي‬ ‫تودع فلذة كبدها إلى مثواه‬ ‫شهيدا‬ ‫األخير بعدما ارتقى‬ ‫ً‬ ‫يف مسيرة العودة قرب‬ ‫الحدود‪ ،‬ثم عاودت القول‬ ‫وهي تمسح ىلع وجهه « اهلل‬ ‫يرحمك يما»‪.‬‬ ‫لم تستوعب والدة الشهيد النجار فقدان‬ ‫والــدهــا‪ ،‬فخشيت عليه مــن ثالجات‬ ‫الموتى أن تكون بــاردة على جسده‬ ‫النحيل‪ ،‬فراحت تقبله َّ‬ ‫عل دفئًا يصل إليه‪،‬‬ ‫مرددة « الحمدهلل اصطفاك شهيد»‪.‬‬ ‫ارتقى الشهيد ذو الخامسة والعشرين من عمره في‬ ‫اليوم األول من مسيرات العودة الكبرى وتزامنًا‬ ‫مع ذكرى يوم األرض الذي رحل فيه يوم الجمعة‬

‫الماضية ‪ 17‬شهيدًا وأكثر من ‪ 1500‬جريح‪.‬‬ ‫صديق النجار «خالد» حكى «للرسالة» خالل زيارتها‬ ‫لبيت عزائه في منطقة تل الزعتر شمال القطاع عن‬ ‫اللحظات األخيرة التي قضاها رفقة الشهيد على حدود‬

‫غزة‪ ،‬وكيف اتفقا قبلها بأيام على المشاركة‬ ‫في مسيرات العودة على الحدود الشرقية‬ ‫لقطاع غزة‪.‬‬ ‫يقول خالد وهو يراقب المعزِّين في صديقه‬ ‫المقرب الذي يعمل معه في تصليح إطارات‬ ‫السيارات‪ »:‬سنذهب يوميًا بعد انتهاء دوامنا‬ ‫في البناشر‪ ،‬سنشعل اإلطارات يوميًا ولن‬ ‫نرتاح حتى تحقق المسيرات أهدافها»‪.‬‬ ‫كلمات الشهيد محمد كانت األخيرة‪ ،‬حيث‬ ‫كان الشهيد األول في المسيرات ليرتقي‬ ‫صباح الجمعة‪ ،‬في وقت لم يستطع خالد‬ ‫من إسعاف صديقه الــذي لفظ أنفاسه‬ ‫األخيرة لحظة إصابته مباشرة‪.‬‬ ‫وفي تفاصيل إصابته‪ ،‬يــروى صديقه‪:‬‬ ‫«اقتربت مع الشهيد محمد على بعد أمتار‬ ‫قليلة من السياج الــزائــل‪ ،‬وكــان يرافقنا‬ ‫بضعة أشــخــاص‪ ،‬وفــي لحظة ه ـمّ أحد‬ ‫الشباب بإشعال احدى اإلطــارات ليتلقى إصابة في‬ ‫ساقه»‪ ،‬مضيفًا‪« :‬توجه الشهيد محمد إلسعاف المصاب‬ ‫وما أن بدأ برفعه‪ ،‬اغتاله رصاصة أسفل بطنه رفعته‬

‫شهيدًا إلى السماء»‪.‬‬ ‫وأكد أن استشهاد صديقه لن يمنعه من مواصلة‬ ‫المشاركة في المسيرة بعد انتهاء جنازته التي‬ ‫انطلقت من تل الزعتر‪ ،‬وسيعمل بوصية الشهيد‬ ‫وسيشارك يوميًا بالمسيرات بعد عودته من العمل‪.‬‬ ‫وفــي الوقت الــذي كــان يسرد فيه صديق الشهيد‬ ‫اللحظات األخيرة‪ ،‬عال صوت نحيب أحد األشخاص‬ ‫المجاورين لنا في بيت عزاء الشهيد فكان «فادي» ابن‬ ‫عم الشهيد‪ ،‬اقتربت «الرسالة» منه ليتحدث‪« :‬جميعنا‬ ‫يعلم أن محمد لم يفوّت أي مواجهة ضد االحتالل‪،‬‬ ‫ودومًا كان يتعرض لإلصابة»‪.‬‬ ‫وأعلنت وزارة الصحة مساء الجمعة‪ ،‬عن استشهاد‬ ‫‪ 17‬مواطنًا وهم‪ :‬محمد كمال النجار ووحيد نصر اهلل‬ ‫أبو سمور وأمين أبو معمر ومحمد أبو عمرو وأحمد‬ ‫إبراهيم عودة وجهاد فرينه ومحمود سعدي رحمي‬ ‫وإبراهيم صالح أبو شعر وعبد الفتاح بهجت عبد‬ ‫النبي وعبد القادر مرضي الحواجري‪ ،‬وساري وليد‬ ‫أبو عودة‪ ،‬وحمدان إسماعيل أبو عمشة وجهاد زهير‬ ‫أبو جاموس وبادر فايق الصباغ وناجي عبداهلل أبو‬ ‫حجير‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫اقتصادية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫ف�لا ش� ا �ق�صت‬ ‫اد ي�‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫الشركة القابضة‬

‫الشركة أو املؤسسة التي تمتلك األسهم املتداولة لشركات‬ ‫أخرى‪ .‬وغالبا ما يشير املصطلح بشكل أساسي إلى الشركة‬

‫التي ال ُتنتج السلع أو الخدمات بنفسها‪ ،‬وإنما الغرض منها‬ ‫فقط تمّلك أسهم الشركات األخرى‪ .‬وتمتلك الشركة القابضة‬ ‫عادة أغلبية األسهم يف الشركة التابعة‪.‬‬

‫مخيمات العودة الحدودية تخلق فرص عمل للعاطلني‬ ‫غزة‪ -‬أحمد أبو قمر‬ ‫استعد بائع املشروبات الغازية أبو أحمد زقوت‪،‬‬ ‫مساء الخميس املاضي‪ ،‬للمشاركة يف مسيرة‬ ‫العودة شرق مخيم جباليا باصطحاب عربته‬ ‫التي يجرها يوميا لكسب قوت يومه‪.‬‬ ‫جهز البائع زقوت عربته واشترى ما يلزمه من‬ ‫ّ‬ ‫املشروبات الغازية والعصائر بمختلف أنواعها‪،‬‬ ‫وجّرها صباح الجمعة املاضي للحدود الشرقية‬ ‫لبيع العصائر‪.‬‬

‫وأكد أن بيع المشروبات خالل مسيرات العودة‬ ‫جلب له الكثير من الرزق‪ ،‬وأنه ينوي نصب بسطة‬ ‫شرقا بشكل مستمر‪ ،‬في ظل شح حالة البيع‬ ‫وكثرة الباعة في حيّه‪.‬‬ ‫وأوضــح زقــوت الــذي قابله مراسل «الرسالة»‬ ‫أمام بسطته بمسيرة العودة‪ ،‬أن كمية المشروبات‬ ‫التي باعها الجمعة الماضية‪ ،‬لم يبيعها على مدار‬ ‫األسبوع الماضي بأكمله‪.‬‬ ‫وعلى بعد أمتار قليلة من البائع زقوت‪ ،‬يقف بائع‬ ‫أعالم فلسطين أبو ماهر‪ ،‬ينادي على بضاعته‬ ‫بسعر رمــزي‪ ،‬وقــال‪« :‬أبيع الرايات في مكتبتي‬ ‫الواقعة في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا‪،‬‬ ‫ومثل هذه السلع ال تباع إال في المناسبات‪ ،‬فجاءت‬ ‫هذه الفعالية فرصة جيدة لبيع الرايات وبهامش‬ ‫ربح بسيط جدا»‪.‬‬ ‫ولفت أبو ماهر إلى أن كمية كبيرة من الرايات‬ ‫نفدت‪ ،‬حيث أقدم المواطنون على شرائها رغم‬ ‫الوضع االقتصادي الصعب الذي يمرون به‪.‬‬ ‫الشاب الثالثيني ميسرة‪ ،‬سائق «توكتوك»‪،‬‬

‫أعـــــــــرب عــن‬ ‫سعادته لكثرة‬ ‫الـــطـــلـــبـــيـــات‬ ‫الــتــي أجــراهــا‬ ‫يـــوم الجمعة‬ ‫الــمــاضــي من‬ ‫نقل الكراسي‬ ‫والــمــعــرشــات‪،‬‬ ‫مؤكدا أن استمرار مسيرات العودة يمثل فرصة‬ ‫عمل ممتازة له في ظل صعوبة حصوله على أكثر‬ ‫من عمليتي نقل فقط يومي ًا‪.‬‬ ‫وبجانب نقل المعرشات ومعدات نصب الخيم‪،‬‬ ‫ينوي ميسرة نقل مواطنين إلى المناطق الشرقية‬ ‫عبر «التوكتوك»‪.‬‬ ‫ويعيش قطاع غزة أوضاعا اقتصادية متدهورة‪،‬‬ ‫بدأت بحصار مفروض منذ ‪ 11‬عاما‪ ،‬واصطدمت‬ ‫بعقوبات اقتصادية شديدة فرضها رئيس السلطة‬ ‫محمود عباس قبل عام‪.‬‬ ‫وبدأ المواطن أبو عطية منذ األربعاء الماضي‪،‬‬

‫بنصب المعرشات شرقا‪ ،‬بناء على اتفاق مع‬ ‫القائمين على مسيرة العودة‪ ،‬مؤكدا أنه يجني‬ ‫ربحا وفيرا في ظل ركود حركة االيجار في الفترة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫ويأمل أبــو عطية أن تستمر المخيمات شرقا‬ ‫ليجني مزيدا من الربح‪ ،‬موضحا أنه خالل العام‬ ‫األخير اضطر لتخفيض سعر االيجار بشكل كبير‬ ‫بسبب شح السيولة لدى المواطنين وصعوبة‬ ‫توفير سعر ايجار المعرشات والكراسي‪.‬‬ ‫كما جنى سائق الباص أبــو خالد أرباحا يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬بنقله المشاركين في مسيرات العودة من‬

‫المدن والمخيمات إلى الحدود الشرقية‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أنه ينتظر المناسبات واالحتفاليات والتي تكون‬ ‫بمثابة رزق ألطفاله السبعة‪.‬‬ ‫وكسابقيه يرى أبو خالد أن استمرار المخيمات‬ ‫الحدودية‪ ،‬تصنع له فرصة عمل بشكل مستمر‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعمل على عملية نقل طالب المدارس‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ويبدو أن استمرار المخيمات ومسيرات العودة‬ ‫الحدودية‪ ،‬يخلق فرص عمل لمئات المواطنين في‬ ‫القطاع‪ ،‬في ظل انعدام فرص العمل وتعدي نسبة‬ ‫البطالة ‪ ،%60‬وارتفاع نسبة الفقر لقرابة الـ ‪.%80‬‬

‫تعرف إىل نصيبك من الناتج‬ ‫املحلي يف ‪2017‬‬ ‫رام اهلل ‪ -‬الرسالة‬ ‫كشف إحصاء‪ ،‬أن نصيب الفرد الفلسطيني من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة‪ ،‬بلغ ‪ 2322‬دوالرا‬ ‫أمريكيا‪.‬‬ ‫جاء ذلك‪ ،‬وفقا للبيانات الفصلية التي يصدرها الجهاز‬ ‫المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬بشكل ربعي‪.‬‬ ‫وأظهر المسح أن حصة الفرد الفلسطيني في الضفة‬ ‫المحتلة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬خالل العام‬ ‫الماضي بلغ ‪ 2992‬دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬بلغ نصيب الفرد الفلسطيني الواحد من‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة في قطاع‬ ‫غزة خالل العام الماضي‪ ،‬نحو ‪ 1395‬دوالر‪.‬‬ ‫ودفع حصار غزة منذ ‪ 2007‬والحروب الثالثة الالحقة‬ ‫إلى تدمير البنى التحتية والفوقية‪ ،‬وتدمير مقومات‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬يضاف إليها الخسائر الناتجة عن انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي‪ ،‬والعقوبات التي يفرضها رئيس السلطة‬ ‫محمود عباس على القطاع‪.‬‬ ‫بالمجمل‪ ،‬بلغت قيمة الناتج المحلي اإلجمالي في‬ ‫فلسطين ككل (الضفة الغربية وقطاع غزة)‪ ،‬نحو ‪11.03‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وفي الربع األخير من العام الماضي‪ ،‬بلغت قيمة الناتج‬ ‫المحلي باألسعار الثابتة في الضفة المحتلة ‪ 2.643‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وفي قطاع غزة‪ ،‬بلغت قيمة الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫باألسعار الثابتة ‪ 833.1‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫في حين‪ ،‬ارتفع الناتج المحلي اإلجمالي خالل العام‬ ‫‪ 2017‬بنسبة ‪ %3.1‬في فلسطين مقارنة مع العام ‪2016‬‬ ‫باألسعار الثابتة‪.‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫شبكات الطاقة الصناعية على رأس أهداف‬ ‫الهجمات اإللكترونية‬

‫عرضت ‪ 40‬يف املئة تقري ًبا من جميع‬ ‫أنظمة الرقابة الصناعية يف شركات‬ ‫الطاقة التي تعتمد يف حماية أنظمتها‬ ‫ىلع حلول كاسبرسكي الب إلى هجمات‬ ‫من ِقبل برمجيات خبيثة مرة واحدة‬ ‫ىلع األقل خالل األشهر الستة األخيرة‬ ‫من العام ‪ ،2017‬تلتها عن قرب وبنسبة‬ ‫‪ 35.3‬يف املئة شركات الهندسة وتكامل‬ ‫أنظمة الرقابة الصناعية‪ ،‬وذلك ضمن أبرز‬ ‫النتائج التي أوردها أحدث تقرير صادر‬ ‫عن كاسبرسكي الب بعنوان «مشهد‬ ‫التهديدات املحدقة بأنظمة األتمتة‬ ‫الصناعية يف النصف الثاني من ‪.»2017‬‬ ‫دراسات وتقارير‬

‫التقرير وجد أن عدد الهجمات التي شُنّت على هذين‬ ‫القطاعين يفوق بشكل ملحوظ تلك التي شُنّت على‬ ‫القطاعات األخرى التي شهدت هجمات استهدفت‬ ‫ما يتراوح بين ‪ 26‬و‪ 30‬في المئة في المتوسط من‬ ‫أجهزة الحاسوب ضمن أنظمة الرقابة الصناعية في‬ ‫الشركات العاملة بها‪ ،‬وقد كانت الغالبية العظمى من‬ ‫الهجمات المكتشفة محاوالت هجوم عرَضية‪.‬‬ ‫وال يزال األمن اإللكتروني في المنشآت الصناعية‬ ‫يمثل مشكلة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة‬ ‫ال عن تسببها‬ ‫للغاية على العمليات الصناعية‪ ،‬فض ً‬ ‫بخسائر مادية‪ ،‬واستطاع فريق االستجابة لحاالت‬ ‫الطوارئ اإللكترونية في نظم الرقابة الصناعية‬ ‫لدى كاسبرسكي الب ‪Kaspersky Lab ICS‬‬ ‫‪ ،CERT‬أثناء تحليله مشهد التهديدات في قطاعات‬ ‫مختلفة‪ ،‬أن يسجل وقوع هجمات إلكترونية في‬ ‫جميع القطاعات تقريب ًا استهدفت أجهزة الحاسوب‬ ‫الخاصة بأنظمة الرقابة الصناعية فيها‪.‬‬ ‫لكن السجالت أظهرت أن قطاعين من تلك القطاعات‬ ‫قد تعرضا لهجمات أكثر من غيرهما‪ ،‬وهما شركات‬ ‫الطاقة بنسبة ‪ 38.7‬في المئة وشركات الهندسة‬ ‫وتكامل أنظمة الرقابة الصناعية بنسبة ‪ 35.3‬في‬ ‫المئة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫إكس تاتش تطلق هاتف‬ ‫‪XTOUCH X‬‬

‫أطلقت ‪ XTOUCH‬إك ــس تــاتــش هاتفها‬ ‫الذكي الجديد ‪ XTOUCH X‬وحلول التجارة‬ ‫اإللكترونية التي تساهم في تعزيز تجربة‬ ‫العمالء‪ ،‬وانطلق الهاتف الجديد في دولة اإلمارات‬ ‫أوالً‪ ،‬وهو متوفر بخيارات قياسية وبخيار الهدايا‬ ‫كاملة اإلضافات‪.‬‬

‫هاتف هواوي نوفا ‪ 3‬إي ينفد من‬ ‫رفوف البيع‬

‫أما القطاع الذي أظهر أكبر نمو في أعداد حواسيب‬ ‫أنظمة الرقابة الصناعية التي تعرضت لهجمات‬ ‫خالل النصف الثاني من ‪ ،2017‬بالمقارنة مع النصف‬ ‫األول من العام نفسه‪ ،‬فكان قطاع البناء والتشييد‬ ‫بنسبة بلغت ‪ 31.1‬في المئة‪ ،‬وقد تراوحت نسبة‬ ‫األجــهــزة التي تعرضت لهجمات في القطاعات‬ ‫األخرى المعنية بالدراسة‪ ،‬والتي شملت التصنيع‬ ‫والنقل والمرافق واألغــذيــة والرعاية الصحية‬ ‫وغيرها‪ ،‬بين ‪ 26‬و‪ 30‬في المئة في المتوسط‪.‬‬ ‫وأشار الخبراء إلى أن قطاع الطاقة كان أحد أول‬ ‫القطاعات التي بدأت على نطاق واسع في استخدام‬ ‫مختلف حلول األتمتة‪ ،‬حتى أصبح اآلن واحدًا من‬ ‫أكثرها تقدمًا في الحوسبة‪ ،‬وتشكل حوادث األمن‬ ‫اإللكتروني والهجمات الموجهة على مدى العامين‬ ‫الماضيين‪ ،‬إلى جانب المبادرات التنظيمية‪ ،‬حالة‬ ‫توضح بقوة لشركات الطاقة والكهرباء أهمية‬ ‫البدء في تبني منتجات األمن اإللكتروني وإجراءاته‬ ‫لحماية أنظمة التقنيات التشغيلية فيها‪.‬‬ ‫وعــاوة على ذلــك‪ ،‬تعد شبكات الطاقة الحديثة‬ ‫واحدة من أكثر أنظمة األشياء الصناعية المترابطة‬ ‫اتساعًا‪ ،‬إذ تشتمل على عدد كبير من أجهزة الحاسوب‬ ‫المتصلة بالشبكة مع كونها عرضة بدرجة عالية‬ ‫للتهديدات اإللكترونية‪ ،‬وفق ما أظهرت إحصائيات‬ ‫فريق االستجابة لحاالت الطوارئ اإللكترونية في‬

‫نظم الرقابة الصناعية لدى كاسبرسكي الب‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬يشكل ارتفاع نسبة األجهزة المتصلة‬ ‫بأنظمة الرقابة الصناعية في شركات الهندسة‬ ‫وتكامل أنظمة الرقابة الصناعية‪ ،‬والتي تعرضت‬ ‫لهجمات‪ ،‬مشكلة خطيرة أخــرى نظرًا لحقيقة‬ ‫اللجوء إلى استخدام نواقل هجمات سالسل التوريد‬ ‫في بعض الهجمات المدمرة في السنوات القليلة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ويمكن أن تشير النسبة المئوية المرتفعة نسبيًا‬ ‫ألجهزة الحاسوب في أنظمة الرقابة الصناعية‬ ‫التي هوجمت في قطاع البناء والتشييد‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع النصف األول من ‪ ،2017‬إلى افتقار هذه الشركات‬ ‫للخبرة الكافية لدفعها إلــى االهتمام بحماية‬ ‫الحواسيب الصناعية‪ ،‬وقد تكون أنظمة األتمتة‬ ‫المحوسبة لديها جديدة نسبيًا‪ ،‬وثقافة األمن‬ ‫الصناعي اإللكتروني قيد النمو والتطور في هذه‬ ‫الشركات‪.‬‬ ‫وقد وُجد أن أقل نسبة من الهجمات على أنظمة‬ ‫الــرقــابــة الصناعية كانت فــي قطاع الشركات‬ ‫المتخصصة بتطوير برمجيات أنظمة الرقابة‬ ‫الصناعية‪ ،‬وهذا يعني أن مختبرات البحث والتطوير‬ ‫فيها‪ ،‬ومنصات االختبار والعروض التجريبية‬ ‫وبيئات التدريب التابعة لها‪ ،‬تتعرض أيضًا لهجمات‬ ‫البرمجياتالخبيثة‪.‬‬

‫واحدة من الميزات األكثر إثارة لالهتمام في هواتف أبل‬ ‫هي ميزة الصور الحيّة «‪ ،»Live Photos‬والتي بدورها‬ ‫تسمح للمستخدم بتسجيل لحظات مدتها ‪ 1.5‬ثانية قبل وبعد‬ ‫أخذ الصورة‪،‬مع القدرة على تسجيل وتشغيل الصوت‬ ‫أيضا‪ .‬تطبيق الكاميرا ‪ Camera NX‬يعيد وضع‬ ‫‪ +HDR‬لهواتف بيكسل وأكثر‬ ‫تم إطالق اإلصدار الجديد من تطبيق كاميرا قوقل األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬ومعه تم إزالة بعض الوظائف من على هاتف‬ ‫‪ 6P Nexus‬وهاتف ‪ ،»2015« 5X Nexus‬بما في ذلك‬ ‫وضع التصوير ‪ +HDR‬ووضع التصوير اآلخر ‪Lens‬‬ ‫‪ Blur‬الذي تم استبداله بوضع ‪« Portrait‬بوتريه»‪ ،‬لكن‬ ‫آخر تحديث من تطبيق ‪ 7.2 Camera NX‬قد أعادهم‪.‬‬

‫حيث هناك وضع ‪ + HDR‬إلى هواتف ‪5X Nexus‬‬ ‫فضل‬ ‫‪ ،6P /‬وتم إرجاع وضع أو نمط التصوير ‪Blur‬‬ ‫ً‬ ‫عن عدم حذف نمط التصوير بوتريه‪ ،‬مع ميزة استخدام‬ ‫فضل عن‬ ‫خدمة صور قوقل لعرض النتائج مرة أخرى‪ً ،‬‬ ‫إعادة ‪ EIS‬إلى الوضع الطبيعي حيث سيتم تعطيل‬ ‫‪ EIS‬عندما يتعلق األمر بالجودة الخارقة ‪.4K‬‬ ‫كما هناك مجموعة واسعة من التحسينات واإلصالحات‬ ‫للقضايا التي كانت حيّة في اإلصدار السابق‪ ،‬أخيرًا من‬ ‫المعروف أن تطبيق ‪ Camera NX‬غير متاح على‬ ‫متجر قوقل بالي‪ ،‬وهو يعمل فقط مع هواتف قوقل‪.‬‬

‫تحديث لوحة مفاتيح ‪SwiftKey‬‬ ‫حصلت لوحة مفاتيح ‪ SwiftKey‬والــتــي تمتكلها‬ ‫مايكروسوفت على تحديث جديد وكبير‪ ،‬والــذي أتى‬ ‫معه شريط أدوات جديد يسمح لك كمستخدم للوحة‬ ‫باستدعاء الملصقات والصور المتحركة ‪ GIF‬وحتى‬ ‫الموقع والتقويم وغيرها من األمور بسرعة كبيرة‪.‬‬ ‫ومن المميزات األخرى سهّلت ‪ SwiftKey‬أمر مشاركة‬ ‫أحــداث التقويم من اللوحة مباشرة‪ ،‬والميزة الثالثة‬ ‫مطول على تنبؤات‬ ‫واألخــيــرة‪ ،‬يمكنك اآلن الضغط‬ ‫ً‬ ‫الكلمات الثنائية «‪ »Double-Word‬وحذفها‪ ،‬أخيرًا‬ ‫التحديث متاح على صفحة اللوحة من على متجر قوقل‬ ‫بالي‪.‬‬ ‫ومنذ إعــان الشركة عن ميزتها هذه رأينا الكثير من‬

‫وخاصة تطبيقات محررات‬ ‫التطبيقات المساعدة لها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الــصــور‪ ،‬الــيــوم معنا فــي هــذا الــمــوضــوع أحــد هذه‬ ‫التطبيقات وهو تطبيق ‪ GIFMyPhoto‬صاحب فكر‬ ‫إنشاء صورة متحركة ‪ GIF‬باستخدام الصور الحيّة‪.‬‬ ‫بــدوره يدعم تطبيق ‪ GIFMyPhoto‬اختصارات‬ ‫‪ 3D Touch‬بالتالي ستتمكن من انشاء صورة ‪GIF‬‬ ‫بسرعة دون اهــدار وقتك‪ ،‬أخيرًا بما أن األمــر يتعلق‬ ‫بالصور الحيّة «‪ »Live Photo‬فسوف تحتاج للهواتف‬ ‫التالية الستخدام التطبيق « ‪ ،iPhone X‬ايفون ‪،8‬‬ ‫ايفون ‪ 8‬بلس‪ ،‬ايفون ‪ ،7‬ايفون ‪ 7‬بلس‪ ،‬ايفون ‪ ،6S‬ايفون‬ ‫‪ 6S‬بلس‪ ،‬ايفون ‪ ،»SE‬وأجدر باإلشارة ان التطبيق غير‬ ‫مجاني فهو متاح بسعر ‪.$1.99‬‬

‫نفد هاتف هــواوي نوفا ‪ 3‬إي ‪HUAWEI‬‬ ‫‪ 3e nova‬الجديد من رفوف البيع في اليوم‬ ‫األول من طرحه في أســواق دولــة اإلمــارات‪،‬‬ ‫حيث تم طــرح الهاتف الجديد للشراء في ‪29‬‬ ‫مارس الحالي‪ ،‬وبدأ العمالء المتحمسون بالتوافد‬ ‫واالنتظام ضمن طوابير طويلة خارج متجر‬ ‫«هواوي إكسبيرينس» في دبي مول‪.‬‬

‫قوقل تطور خدمة اختصار الروابط‬

‫بــدءاً مــن ‪ 13‬ابريــل المقبــل فــإن قوقــل ستســتبدل خدمــة اختصــار‬ ‫الروابــط ‪ goo.gl‬بخدمــة روابــط ‪Firebase‬‬ ‫الديناميكيــة ‪ FDL‬بحيــث يمكــن إنشــاء روابط‬ ‫تــؤدي ليــس فقــط إلــى صفحــات الويــب‬ ‫ كمــا تفعــل الخدمــة الســابقة ‪ -‬بــل حتــى‬‫صفحــات وأماكــن معينــة ضمــن تطبيقــات‬ ‫الهواتــف الذكيــة ســواء أندرويــد أو ‪.iOS‬‬

‫فيسبوك ُتغير سياسة اإلعالنات‬ ‫ىلع الشبكة‬

‫أعلنت شركة فيسبوك في بيان جديد عن‬ ‫إغالق خدمة «فئات الشركاء» أو « ‪Partner‬‬ ‫‪ »Categories‬والتي تُتيح للشركات المعلنة‬ ‫االستفادة من خدمات الطرف الثالث الختيار‬ ‫الجمهور المستهدف في إعالناتها‪.‬‬

‫نمط «التوثيق بد ًال من اإلنشاء»‬ ‫في صناعة المحتوى الرقمي‬ ‫عالم التقنية ‪ -‬عمر الحمدي‬ ‫صناعة المحتوى الرقمي أصبح حرفة يمكن ألي شخص القيام بها‪ ،‬أيض ًا يمكن ‪-‬في كثير‬ ‫من الحاالت‪ -‬تحويلها من هواية وشغف إلى مصدر للرزق وكسب للمال‪ ،‬ولم يعد سؤال‪:‬‬ ‫هل يمكن ألي شخص أن يصبح صانع محتوى؟ مطروح ًا في الساحة‪ ،‬ألن اإلجابة عليها‬ ‫أصبحت سهلة‪ ،‬وهي (نعم)‪.‬‬ ‫نعم يمكن ألي شخص أن يصبح صانع محتوى رقمي‪ ،‬فالمحتوى لم يعد بالضرورة نصيًا‪،‬‬ ‫وليس من الضروري امتالك مدونة شخصية واستضافة سنوية واإللمام ببعض األمور‬ ‫التقنية‪ ،‬إن لم تكن قادراً على صياغة الجمل والعبارات بشكل جميل وأسلوب بليغ‪ ،‬فال‬ ‫مشكلة أبداً‪ ،‬يمكن ببساطة أن تصور نفسك وأنت تعطي بعض التلميحات السريعة ثم‬ ‫تنشرها تباع ًا في إنستقرام‪ ،‬وإن كان لديك كثير لتقوله‪ ،‬فارفع الفيديوهات إلى اليوتيوب‪،‬‬ ‫هكذا بكل بساطة‪.‬‬ ‫ليس من الصعب فتح حساب في أكبر منصة الستضافة المحتوى المرئي (يوتيوب) كما لم‬ ‫يعد من الصعب امتالك كاميرا رقمية في هذا العصر‪ ،‬في حقيقة األمر تلك الكاميرات أصبحت‬ ‫مرافقة لنا دائم ًا وال تفارق جيوبنا‪ ،‬إذاً األدوات متوفرة ومتاحة بكل بساطة‪ ،‬يبقى هنالك‬ ‫الشيء األساسي‪ :‬المحتوى‪.‬‬ ‫(قــاري فيي) هو أحد رواد األعمال والعصاميين الذين ينشطون في شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬فرغم أنه مشغول بشركته المتخصصة في اإلعالم الجديد وبأنشطته المختلفة‪،‬‬ ‫إال أنه ال يتوقف عن النشر اليومي في عدة منصات وشبكات اجتماعية أهمها اليوتيوب‪ ،‬فهو‬ ‫يركز «قاري» على صناعة المحتوى المرئي على وجه الخصوص‪ ،‬فهو فيركز على المحتوى‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف صناعة المحتوى الرقمي ليس سوى مشاركة في المعرفة والخبرة‪،‬‬ ‫صحيح أن هنالك كمًا كبيرًا من المحتوى الذي يخرج عن هذا التعريف‪ ،‬المحتوى الذي يمكن‬ ‫وصفه بأنه «تافه» والذي لألسف يجذب كثيرًا من المشاهدين والمتابعين‪ ،‬لهذا السبب ولغيره‬ ‫من األسباب‪ ،‬أصبح من الضرورة أن تنشر وتصنع المحتوى أنت كذلك إن كان لديك ما‬ ‫يستحق النشر‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫الشريعة حياة‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫االبتزاز اإللكرتوني‬

‫منرب‬

‫األوقاف‬

‫أ‌‪ .‬محمد أسعد الصفطاوي‬

‫يعتبر االبتزاز االلكتروني من أخطر اآلفــات المرتبطة باستخدام‬ ‫التكنلوجيا الحديثة وتتربع هذه الجريمة في خطورتها وآثارها المدمرة‬ ‫على رأس الطوام الناجمة عن االستخدام السيء لهذه التكنلوجيا‬ ‫التي تعتبر بال شك رمزا للنمو والتقدم التقني والتكنلوجي في مجال‬ ‫اإلتصاالت في العصر الحديث ‪ ..‬وقد جعلت من العالم قرية صغيرة‬ ‫مترابطة األوصال قريبة المسافات ‪ ..‬ومع ذلك فإنها تشكل سالحا ذو‬ ‫حدين ‪ ..‬حد إيجابي نافع وحد سلبي مظلم يشكل اإلبتزاز اإللكتروني‬ ‫طليعته ويتصدر أخطاره ‪ ..‬ولعل وسائل التواصل اإلجتماعي‬ ‫(كالفيس بوك ‪ ..‬وتويتر ‪ ..‬وواتس أب) وما سواهم من الوسائل هي‬ ‫المسرح األبرز إلرتكاب هذه الجريمة الخطيرة وذلك بالنظر لسهولة‬ ‫الوصول والتواصل بين األشخاص عبر هذه الوسائل ومشاركة‬ ‫البيانات والصور والمقاطع الصوتية والمرئية من خاللها ‪ ..‬فاإلبتزاز‬ ‫اإللكتروني في حقيقته ما هو إال شكل من أشكال التهديد والضغط‬ ‫على الضحية وأسلوب لمساومته على بعض خصوصياته أو أسراره‬ ‫بهدف إخضاعه لمطالب المبتزين وعلى رأسها الحصول منه على أموال‬ ‫نظير عدم الكشف أو النشر لتلك الصور أو المقاطع أو البيانات والتي‬ ‫ربما كانت مشروعة بحد ذاتها وقد تم اإلستيالء عليها من المبتز عبر‬ ‫إحدى وسائل التواصل اإلجتماعي خلسة منه ‪ ..‬وغالبا ما يتم ذلك‬ ‫بتقصير من الضحية في التحوط لنفسه وخصوصياته وقبول صداقات‬ ‫مشبوهة أو ملفات بها برامج للتلصص والتجسس ‪ ..‬فتحدث من وراء‬

‫ذلك الكوارث اإلجتماعية التي ال يعلم مداها وآثارها الوخيمة اال اهلل‬ ‫عز وجل ‪.‬وإن الشارع سبحانه وتعالى جعل من حفظ العرض أحد‬ ‫الكليات الخمس للشريعة وأحد أهم مقاصدها لذلك فقد شدد الشارع‬ ‫في العقاب على اي انتهاك لقيم العرض والشرف في المجتمع المسلم‬ ‫فمثلما أوجد حد الزنا ضد الزاني سواء كان محصنا أم غير محصن أوجد‬ ‫كذلك حد القذف لكل من يرمي مؤمن أو مؤمنة بتهمة الزنا دون دليل‬ ‫أو بينة دامغة محددة شرعا على سبيل الحصر وذلك بهدف الحد من‬ ‫ُون‬ ‫إشاعة هذه الثقافة السيئة في المجتمع ‪ ..‬يقول تعالى (ِإ َّن َّالذِينَ يَرْم َ‬ ‫ا ْلمُحْصَنَاتِ ا ْلغَاف َِلتِ ا ْلمُؤْمِنَاتِ ُلعِنُوا فِي الدُّنْيَا و َْالخِرَةِ وَ َلهُمْ عَذَابٌ‬ ‫عَظِيمٌ (‪ )23‬النور‪ .‬وجعل سبحانه وتعالى السعي إلشاعة الفاحشة‬ ‫سبب مورد للتلهكة والولوج لنار جهنم والعياذ باهلل فقال تعالى ( ِإ َّن‬ ‫ِبُّون َأن تَشِيعَ ا ْلفَاحِش َُة فِي َّالذِينَ آمَنُوا َلهُمْ عَذَابٌ َألِيمٌ فِي‬ ‫َّالذِينَ يُح َ‬ ‫الدُّنْيَا و َْالخِرَةِ ۚ و َّ ُ‬ ‫ُون) النور ‪19‬‬ ‫َالل يَعْ َلمُ و َ​َأنتُمْ َل تَعْ َلم َ‬ ‫وإن المتمعن في جريمة اإلبتزاز اإللكتروني يجدها تصب في هذا الباب‬ ‫‪ ..‬باب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين والتشهير بأعراضهم وأسرارهم‬ ‫المصانة التي كفلت الشريعة اإلسالمية الحفاظ عليها وعدم انتهاكها‬ ‫بالتجسس أو بالتلصص أو بغيره ‪..‬قال تعالى (وال تجسسوا) الحجرات‬ ‫(‪ )١٢‬فهي كبيرة عظيمة من أعظم الكبائر المرتكبة وهي باب من أبواب‬ ‫الفساد واإلفساد في األرض بغير الحق ‪ ..‬وقد قال اهلل عز وجل في‬ ‫ْسدُوا فِي ْ َ‬ ‫محكم التنزيل (و َ​َل تُف ِ‬ ‫ْض بَعْدَ ِإص َْلحِهَا) األعراف (‪.. )56‬‬ ‫الر ِ‬

‫وهي خيانة هلل ورسوله‪ ..‬قال تعالى (يَا َأيُّهَا َّالذِينَ آمَنُوا َل تَخُونُوا َّ َ‬ ‫الل‬ ‫وَالرَّس َ‬ ‫ُون) األنفال (‪.. )٢٧‬‬ ‫ُول وَتَخُونُوا َأمَانَاتِ ُكمْ و َ​َأنتُمْ تَعْ َلم َ‬ ‫والمطلع على ما يعرض في النيابات والمحاكم من أمثلة هذا النوع‬ ‫من القضايا يعلم مقدار ما تتركه هذه الجريمة على النسيج االجتماعي‬ ‫والتماسك األسري والترابط المجتمعي ‪..‬وتكون دافعا الرتكاب العديد‬ ‫من الجرائم المروعة كجريمة القتل ومحاولة القتل ‪ ..‬بل إن هذا النوع‬ ‫من الجرائم له عالقة مباشرة بارتفاع نسبة الطالق في المجتمع ألن‬ ‫جزءا كبيرا من ضحايا هذه الجريمة أزواج وزوجات وقعوا بغفلتهم في‬ ‫شرك المبتز وما ترتب على ذلك من عواقب وخيمة ‪..‬‬ ‫والناظر لقانون العقوبات المطبق لدينا في قطاع غزة لعام ‪1936‬م‬ ‫والتعديل الحادث عليه بإضافة مادة مكررة للمادة ‪ 262‬قد اصطلح‬ ‫على تسميتها (اساءة استخدام التكنلوجيا الحديثة) وهي جريمة من‬ ‫نوع جنحة ال تزيد عقوبتها عن مدة ثالث سنوات حبس تعتبر بنظرنا‬ ‫غير رادعة لهذا النوع الخاص من الجرائم الخطيرة‪ ..‬وبما أن القانون‬ ‫هو مرآة المجتمع فإن الضرورة تقتضي سن قانون متخصص يعالج‬ ‫الجريمة االلكترونية بكافة جوانبها كما تم في الضفة الغربية ‪..‬‬ ‫ووضع نص خاص منظم لهذه الجريمة الخطيرة لتصبح في مصاف‬ ‫الجنايات التي تزيد عقوبتها عن ثالث سنوات فأكثر ‪ ..‬وذلك بالنظر‬ ‫لخطورتها وآثارها المدمرة على المجتمع المسلم وتماسكه واستقراره‪.‬‬

‫احذروا بدع رجب!‬ ‫إن اهلل تعالى قــد شــرع شرائع‬ ‫وحدّ حدوداً‪ ،‬وأمرنا باتباع شرعه‬ ‫وتجنب البدع في الــديــن‪ ،‬فاألمر‬ ‫هلل وحــده والطاعة لــه سبحانه‬ ‫والمتابعة لرسوله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وإذا صدر أمر اهلل ورسوله‬ ‫َان لِمُؤْم ٍِن‬ ‫فليس لنا خيرة‪{ :‬وَمَا ك َ‬ ‫و َ​َل مُؤْمِنَةٍ ِإذَا َقضَى َّ ُ‬ ‫الل وَرَسُو ُلهُ‬ ‫َ‬ ‫ُون َلهُمُ ا ْلخِيَر َُة مِنْ أمْ ِرهِمْ‬ ‫َأمْرًا َأن يَك َ‬ ‫َّ‬ ‫ْص َ‬ ‫الل وَرَسُو َلهُ َف َقدْ ض ََّل‬ ‫وَمَن يَع ِ‬ ‫ض َ​َلًل مُّ ِبينًا }(األحزاب‪. )36:‬‬ ‫والشك أن لشهر رجب مكانة عند‬ ‫اهلل تبارك وتعالى‪ ،‬فهو أحد األشهر‬ ‫الحرم التي كرَّمها اهلل جل ذكره في‬ ‫كتابه ونهى الناس عن الظلم فيها‪،‬‬ ‫واليعني هذا أنه يجوز تخصيصه‬ ‫بــعــبــادة معينة دون غــيــره من‬ ‫الشهور؛ ألنه لم يثبت عن النبي ‪-‬‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬شيء من ذلك‪ .‬وقد قرر العلماء أن تخصيص العبادات‬ ‫بأوقات لم يخصّصها بها الشرع اليجوز ألنه ال فضل ألي وقت على وقت آخر إال‬ ‫ما فضله الشرع‪.‬‬ ‫والعبادات توقيفية؛ ال يجوز فعل شيء منها إال إذا ورد دليل من الكتاب و‬ ‫صحيح السنة‪ ،‬ولم يصح عن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬في تخصيص‬ ‫رجب بعبادة معينة حديث صحيح كما نصَّ على ذلك كبار العلماء قال الحافظ‬ ‫ابن حجر‪« :‬لم يرد في فضل شهر رجب‪ ،‬وال في صيامه‪ ،‬وال في صيام شيء منه‬ ‫معين‪ ،‬وال في قيام ليلة مخصوصة فيه‪ ..‬حديث صحيح يصلح للحجة»‪.‬‬ ‫ومن البدع التي يفعلها بعض الناس‪ :‬صالة الرغائب ‪ ،‬صالة أم داود في نصف‬ ‫رجب‪ ،‬التصدق عن روح الموتى في رجب‪ ،‬األدعية التي تقال في رجب بخصوصه‬ ‫كلها مخترعة ومبتدعة‪ ،‬تخصيص زيارة المقابر في رجب ‪ -‬علم ًا أن زيارة القبور‬ ‫لالتعاظ والعبرة تكون في أي وقت من العام‪ -‬وإننا نشاهد طوائف من الفرق‬ ‫الفجر ‪٥:00‬‬

‫مواقيت الصالة‬

‫العصر ‪٤:18‬‬

‫الشروق ‪٦:29‬‬ ‫املغرب ‪٧:06‬‬

‫الظهر‬ ‫العشاء‬

‫المنتسبة إلــى اإلســام يخصون‬ ‫زيارة قبر النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ -‬والبقيع شهداء بدر وأحد‬ ‫بالزيارة في رجب وهو من البدع‬ ‫المذمومة بل إن بعضهم يغلو في‬ ‫تلك القبور حتى يقع في الشرك‬ ‫الصريح عياذاً باهلل ‪.‬‬ ‫ومن البدع‪ :‬االحتفال بليلة السابع‬ ‫والعشرين منه التي يزعم بعضهم‬ ‫أنها ليلة اإلســراء والمعراج وكل‬ ‫ذلــك بدعة ال يجوز ‪ ،‬وليس له‬ ‫أصل في الشرع ‪ ،‬وقد نبه على ذلك‬ ‫المحققون من أهل العلم ‪ ،‬وليلة‬ ‫اإلسراء والمعراج لم تعلم عينها ‪،‬‬ ‫وحتى لو ثبت تعيين تلك الليلة‬ ‫أن‬ ‫لم يجزْ لنا أن نحتفل بها‪ ،‬وال ْ‬ ‫نُخصِّصها بشيء لم يشرعه اهلل‬ ‫وال رسوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ ولم يحتفل بها خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي اهلل عنهم ‪ ،‬ولو كان‬‫ذلك سنة لسبقونا إليه ‪.‬‬ ‫ُون‬ ‫والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال اهلل عز وجل ‪ { :‬وَالسَّا ِبق َ‬ ‫َاج ِرينَ و ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َالنْصَا ِر و ََّالذِينَ اتَّبَعُوهُمْ ِب ِإحْسَانٍ رَضِيَ َّ ُ‬ ‫الل عَنْهُمْ‬ ‫الوَّل َ‬ ‫ُون مِنَ ا ْلمُه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وَرَضُوا عَنْهُ وَأعَدَّ َلهُمْ جَنَّاتٍ تَجْ ِري تَحْتَهَا النْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبَدًا َذلِكَ ا ْل َفوْزُ‬ ‫ا ْلعَظِيمُ } وقد صح عن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أنه قال‪« :‬من أحدث‬ ‫في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه‪.‬‬ ‫أيه المسلمون‪ :‬إن الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إال غلبه‪ ،‬وإن هذه البدع التي‬ ‫يلتزمها بعض الناس هي من اإلصرار واألغالل التي رفعها اهلل عن هذه األمة‪،‬‬ ‫فلماذا يأتي اإلنسان ما فيه مشقة ويترك ما هو مأمور به ميسر له فعله؟ ولماذا‬ ‫يترك ما يحبه اهلل‪ ،‬ويفعل ما يبغضه اهلل ؟!!!‬ ‫إن ما يعيشه المسلمون اليوم من ضعف وتسلط األعداء عليهم هو أحد العقوبات‬ ‫التي ينزلها اهلل على من اشتغل بالبدع واألمور التي ال ترضي‬ ‫اهلل‪ ،‬أو ترك فعل الواجب وما يحبه اهلل تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫ال‬ ‫اللهم أرنــا الحق حق ًا وارزقنا اتباعه وأرنــا الباطل باط ً‬ ‫‪١٢:46‬‬ ‫وارزقنا اجتنابه‪.‬‬ ‫‪٨:22‬‬ ‫صيد الفوائد‬

‫ويسألونك؟‬

‫ما الفرق بني املغفرة والسرت‬ ‫والعفو والصفح؟‬ ‫الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫فاأللفاظ المذكورة ألفاظ متقاربة المعنى في اللغة‪،‬‬ ‫والفرق بين الغفر والستر كما جاء في معجم الفروق‬ ‫اللغوية ألبي هالل العسكري قال‪ :‬الفرق بين الغفران‬ ‫والستر‪ :‬أن الغفران أخص‪ ،‬وهو يقتضي إيجاب الثواب‪.‬‬ ‫والستر‪ :‬سترك الشيء بستر‪ ،‬ثم استعمل في اإلضراب‬ ‫عن ذكر الشيء؛ فيقال‪ :‬ستر فالن على فالن إذا لم يذكر‬ ‫ما اطلع عليه من عثراته‪ ،‬وستر اهلل عليه خالف فضحه‪.‬‬ ‫وكذلك العفو والصفح معناهما متقارب أيضا‪ ،‬والفرق‬ ‫بينهما ‪-‬كما قال أهل اللغة‪ :-‬أن العفو ترك العقاب‪،‬‬ ‫والصفح اإلعــراض عن الذنب‪ ،‬أو أن العفو يقتضي‬ ‫إسقاط اللوم والــذم‪ ،‬والصفح‪ :‬التجاوز عَن الذَّنب‬ ‫بالكلية‪ ،‬وهو أبلغ من العفو؛ جاء في معجم الفروق‪:‬‬ ‫الفرق بين العفو والصفح‪ :‬هما بمعنى في اللغة‪ .‬وقال‬ ‫الراغب‪ :‬الصفح‪ :‬ترك التثريب‪ ،‬وهو أبلغ من العفو‪ ،‬وقد‬ ‫يعفو اإلنسان وال يصفح‪ .‬وقال البيضاوي‪ :‬العفو ترك‬ ‫عقوبة المذنب‪ ،‬والصفح‪ :‬ترك لومه‪.‬‬ ‫وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير عند قول اهلل‬ ‫تعالى‪ :‬فاعفوا واصفحوا قال‪ :‬وَا ْلعَ ْفوُ تَرْكُ عُقُوبَةِ‬ ‫ِب‪ .‬وَالصَّ ْفحُ ‪-‬ب َفت ِْح الصَّادِّ‪ -‬مصدر صفح صَ ْفحًا‬ ‫ا ْلمُ ْذن ِ‬ ‫ِإذَا َأعْرَضَ؛ ِ َل َّن ِْ‬ ‫َان ِإذَا َأعْرَضَ عَنْ شَيْ ٍء و ََّلهُم‬ ‫النْس َ‬ ‫منْ صَ ْفحَةِ وَجْ ِههِ‪ ،‬وَصَ َفحَ وَجْهَهُ َأيُّ جَا ِنبَهُ وَعَرْضَهُ‪،‬‬ ‫الذن ِْب َأيْ عَد َِم‬ ‫وَهُوَ مَجَازٌ فِي عَد َِم مُوَاجَهَتِهِ ِبذ ِْك ِر َذلِكَ َّ‬ ‫َلوْمِهِ وَتَ ْث ِري ِبهِ عَ َليْهِ‪ ،‬وَهُوَ َأبْل ُ‬ ‫ْو َكمَا نُق َِل ع َِن‬ ‫َغ مِنَ ا ْلعَف ِ‬ ‫ْ‬ ‫المْرَ ِبهِ عَلَى َ‬ ‫الرَّاغ ِ​ِب‪ ،‬وَلِ َذلِكَ ع َ​َطفَ ْ َ‬ ‫ْو ِ َل َّن‬ ‫المْ ِر ِبا ْلعَف ِ‬ ‫َْ‬ ‫ْو َل يَسْتَ ْل ِزمُهُ‪ ،‬وَ َلمْ يَسْتَغْنَ ِبـ‪ :‬اصْ َفحُوا لِ َقصْدِ‬ ‫المْرَ ِبا ْلعَف ِ‬ ‫يج‪ ...‬اهـ‬ ‫التَّدْ ِر ِ‬ ‫اسالم ويب‬

‫نسعد بتواصلكم وأسئلتكم واقتراحاتكم عبر صفحة «الرسالة لإلعالم» ىلع الفيس بوك ‪www.facebook.com/alresalah‬‬


‫أمن وعسكر‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪19‬‬

‫ملاذا َّ‬ ‫نفذت حماس تدريبات عسكرية واسعة النطاق يف غزة؟‬ ‫ترجمة مركز الدراسات السياسية والتنموية‬

‫يف ‪ 25‬مارس ‪ ،2018‬قامت كتائب القسام‪،‬‬ ‫الجناح العسكري التابع لحركة حماس‪،‬‬ ‫بتدريبات عسكرية تحمل االسم الرمزي‬ ‫«مناورات الصمود والتحدي»‪.‬‬ ‫ووفــقـ ًا لإلعالن الرسمي للكتائب‪ ،‬كــان الهدف من‬ ‫التدريبات العسكرية اختبار مدى استعداد القوات‬ ‫كجزء من خطة دفاعية لقطاع غزة‪ .‬تم اختبار العديد‬ ‫من السيناريوهات‪ ،‬بما في ذلك الدفاع عن المناطق‬ ‫األساسية‪ ،‬وصد الهجمات البحرية والجوية‪ ،‬ومقاومة‬ ‫القوات المدرعة‪ ،‬وضرب قوات المهاجمين في «مناطق‬ ‫آمنة»‪ ،‬وهو ما يعني داخل األراضي اإلسرائيلية‪ .‬تم‬ ‫بناء نماذج مفصلة للدبابات اإلسرائيلية و»تم االستيالء‬ ‫عليها»‪.‬‬ ‫وأظهر مقطع فيديو نشرته كتائب القسام مشاهد من‬ ‫المناورات العسكرية‪ ،‬بما في ذلك األلوية المناورة مثل‬ ‫الجيش النظامي‪ ،‬ومهاجمة مواقع الجيش اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫والقوات المدرعة‪ ،‬وخطف الجنود وجرهم إلى أنفاق‪،‬‬ ‫وعمليات ضد الدبابات‪ ،‬وإطالق النار على الطائرات (مع‬ ‫ﺻﻮارﻳﺦ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻄﺎﺋﺮات ورﺷﺎﺷﺎت ﺛﻘﻴﻠﺔ‪ ،‬وإﻧﺰال‬ ‫ﻗﻮة كومندوز ﺑﺤﺮﻳﺔ لمهاجمة األهداف اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫في ملخص التدريبات‪ ،‬صرحت حماس بأن كتائب‬ ‫القسام أظهرت قدرة قتالية قوية‪ ،‬واستجابة سريعة‪،‬‬ ‫واستعدادًا عسكريًا‪ ،‬ومستوىً عاليًا من التنسيق بين‬ ‫القوات‪ .‬كان الغرض المعلن من التمرين هو إرسال‬ ‫رسالة ردع إلى (إسرائيل) تحذرها من أي عمل عدواني‬ ‫تجاه الشعب الفلسطيني‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أعربت‬ ‫كتائب القسام عن استعدادها لمساعدة أي عناصر‬ ‫عربية وإسالمية تتعرض ل «تهديد العدو الصهيوني‬

‫على جميع الجبهات»‪ ،‬وكذلك التزامها بتحرير جميع‬ ‫األراضيالفلسطينية‪.‬‬ ‫أظهرت المناورات أن كتائب القسام لم تعد مجرد‬ ‫مجموعة مسلحة‪ .‬بــدال من ذلــك‪ ،‬نمت تدريجي ًا إلى‬ ‫جيش نظامي‪ ،‬وجنوده مدرّبون ومسلحون باألسلحة‬ ‫التي تعطيهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد جميع‬ ‫أنواع التهديدات‪ ،‬والرد في عمق أراضي العدو من خالل‬ ‫الصواريخ والتسلل البحري واألرضي‪.‬‬ ‫اآلثار السياسية‬ ‫مــن وجهة النظر السياسية‪ ،‬يوضح هــذا التمرين‬ ‫العسكري مرة أخرى حقيقة سيطرة حماس الكاملة‬ ‫على قطاع غزة‪ .‬ترفض قيادة حماس تماما شروط‬ ‫رئيس السلطة محمود عباس للمصالحة‪ ،‬وأولها‬

‫نقل قــوة حماس العسكرية إلــى سيطرة السلطة‬ ‫الفلسطينية‪ .‬الجيش هو عماد سيطرة حماس على‬ ‫اإلدارة الحكومية‪ ،‬ويمكّنها من القضاء على أي تعبير‬ ‫عن المعارضة بفعالية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن حماس‬ ‫تنتهج سياستها الخارجية الخاصة بها‪ ،‬كما يتبين من‬ ‫اتصاالتها الوثيقة مع الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬وحتى‬ ‫العديد من الدول الغربية‪.‬‬ ‫إن نهج حماس في قيادة الكفاح الشعبي واالنتفاضة‬ ‫ضد (إسرائيل) هو في المقام األول اكتساب مكانة‬ ‫قيادية بين الشعب الفلسطيني في األراضي الفلسطينية‬ ‫والشتات‪ .‬تسعى حماس إلى خلق عدم استقرار في‬ ‫السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية‪ ،‬بهدف تقويض‬ ‫حكم محمود عباس‪ ،‬والسيطرة على منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬واالستيالء على منصب تمثيل القضية‬

‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫الخطة السياسية األمريكية التي يتم إعدادها‪« ،‬صفقة‬ ‫القرن» لحل النزاع في الشرق األوسط‪ ،‬تهدف إلى تقديم‬ ‫مسودة للتسوية بين (إسرائيل) والفلسطينيين على‬ ‫أساس حل الدولتين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يزال هناك نقص في‬ ‫القيادة الفلسطينية القادرة على قبول قرارات ملزمة‬ ‫لصالح الشعب الفلسطيني‪ .‬في الوضع الحالي‪ ،‬حماس‬ ‫تملك حق الفيتو على أي اتفاق سياسي مع (إسرائيل)‪،‬‬ ‫والذي تعززه قوتها العسكرية‪ ،‬وكذلك دعم العديد من‬ ‫الفلسطينيين لها‪ ،‬ودعم مؤيدي اإلخوان المسلمين لها‬ ‫مثل تركيا وقطر‪.‬‬ ‫الكولونيل املتقاعد جوناثان دي هاليفي‬ ‫مركز القدس للشؤون العامة‬

‫أسئلة حرجة يطرحها تكرار عمليات التسلل من غزة‬ ‫غزة‪ -‬الرسالة‬

‫قال أمير بوخبوط‪ ،‬الخبير‬ ‫العسكري الصهيوني يف موقع‬ ‫والال اإلخباري‪ ،‬إن تكرار عمليات‬ ‫التسلل من قطاع غزة باتجاه‬ ‫الحدود الصهيونية يجب أن‬ ‫يشعل األضواء الحمراء يف‬ ‫الجيش الصهيوني‪.‬‬

‫وأضــاف في مقال له أنــه في الوقت الــذي كانت‬ ‫تتجهز فيه القوات العسكرية الصهيونية لمسيرات‬ ‫الفلسطينيين يوم الجمعة‪ ،‬تتلقى فرقة غزة ضربات‬ ‫قوية تحت الحزام بسبب عمليات التسلل‪ ،‬ما يمكن‬ ‫ال عسكري ًا عملياتي ًا بامتياز‪.‬‬ ‫اعتباره فش ً‬ ‫وأوضح أن نجاح عمليات التسلل األخيرة يشير إلى‬ ‫معرفة الفلسطينيين الجيدة بطرق وأساليب عمل‬ ‫الجنود الصهاينة على الحدود‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن األسئلة الصعبة ما زالت لم تطرح بعد‬ ‫على الضباط المناوبين في هذه المنطقة الحدودية‬ ‫الحرجة‪ ،‬ال سيما في مثل هذه األوقات الحساسة‪،‬‬ ‫ومن هذه األسئلة‪:‬‬ ‫هــل تسلل الفلسطينيون داخ ــل الــحــدود بسبب‬ ‫حصولهم على معلومات استخبارية؟ وكيف عثروا‬ ‫على نقطة الضعف على طول الجدار الحدودي مع‬ ‫غزة؟‬ ‫لكن السؤال األكثر حرجا‪ :‬لماذا حمل الشبان الثالثة‬ ‫معهم القنابل والسكاكين‪ ،‬ولم يستخدمونها لتنفيذ‬ ‫هجوم على الجنود أو المستوطنين؟‬ ‫كما سيتم طرح سؤال حول إمكانية استعانة هؤالء‬ ‫الشبان بأحد الصهاينة‪ ،‬أو حصولهم على مركبة‬ ‫نقلتهم داخل الحدود الصهيونية‪.‬‬

‫وهــنــاك ســؤال يتعلق بسبب عــدم كشف هــؤالء‬ ‫المتسللين من خالل الطائرات االستطالعية التي‬ ‫تحلق في األجواء على مدار الساعة‪.‬‬ ‫رون بــن يــشــاي‪ ،‬الخبير العسكري الصهيوني‬ ‫بصحيفة يديعوت أحرونوت‪ ،‬قال إن حوادث التسلل‬ ‫هذه تشير إلى أن من ينجح من الفلسطينيين في‬ ‫الوصول لقاعدة تسآليم جنوب الكيان الصهيوني‬ ‫على حدود غزة‪ ،‬سينجح في وصول إلى (تل أبيب)‪،‬‬ ‫ألن تكرار هذه الحوادث يؤكد أن اإلجراءات األمنية‬ ‫على طول الحدود مع القطاع ليست محكمة بما فيه‬ ‫الكفاية‪.‬‬ ‫وأضاف في مقاله أنه بغض النظر عن دوافع الشبان‬ ‫المتسللين فإننا أمام فشل خطير في إجراءات حماية‬ ‫الحدود‪ ،‬مع العلم أن السنوات األخيرة شهدت تكراراً‬ ‫لمثل هذه الحوادث كلما زادت الضائقة المعيشية‬ ‫أكثر في غزة‪ ،‬حيث يسعى الشبان الفلسطينيون‬ ‫للخروج منها‪.‬‬ ‫وختم بالقول‪ :‬حتى لو انتهى حادث تسلل الشبان‬ ‫هذا دون خسائر بشرية صهيونية‪ ،‬فإننا ملزمون‬ ‫بالتنبه إلى حقيقة مفادها أن هؤالء المتسللين كان‬ ‫بإمكانهم بلوغ قلب (تل أبيب) خالل ساعات قليلة‪،‬‬ ‫ومع تزودهم بسكاكين وعدة قنابل‪ ،‬فهذا يعني أنه‬ ‫كان باإلمكان أن تنتهي هذه الحادثة بضحايا كثر‪.‬‬


‫‪٢٠‬‬

‫رياضية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫بعد تأهل شباب األمعري‬

‫أبناء القدس ومركز طولكرم يتصارعان على البطاقة الثانية للمحترفين‬ ‫غزة ‪ -‬فادي حجازي‬

‫‪٢‬ـ مركز طولكرم‪:‬‬

‫وصلت منافسات دوري املحترفين‬ ‫الجزئي ملحطتها الختامية‪ ،‬عقب نهاية‬ ‫منافسات األسبوع الحادي والعشرين‬ ‫وقبل األخير‪.‬‬

‫يأتي في المركز الثالث برصيد ‪ 41‬نقطة‪ ،‬ويأمل تحقيق‬ ‫االنتصار على أبناء القدس في الجولة األخيرة‪ ،‬ألجل‬ ‫العودة للعب في دوري المحترفين مجددا‪.‬‬ ‫وكــان مركز طولكرم قد هبط من المحترفين نهاية‬ ‫موسم ‪ ،2017-2016‬باحتالله المركز الحادي عشر وقبل‬ ‫األخير برصيد ‪ 21‬نقطة‪.‬‬ ‫ويعدّ هذا الموسم فرصة كبيرة للفريق لضمان الرجوع‬ ‫للمحترفين‪ ،‬ال سيما أنه حافظ على حظوظه كاملة‬ ‫بعد الفوز على شباب األمعري (‪ )0-1‬في األسبوع قبل‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫وحقق مركز طولكرم نتائج جيدة هذا الموسم‪ ،‬إذ فاز‬ ‫‪ 11‬مرة‪ ،‬وتعادل ‪ 8‬مرات‪ ،‬بينما خسر مرتين فقط‪ ،‬كأقل‬ ‫فريق في دوري المحترفين الجزئي‪.‬‬ ‫وسجل هجومه ‪ 32‬هدفا‪ ،‬وهو رقم جيد نوعا ما في‬ ‫المسابقة‪ ،‬واهتزت شباكه ‪ 13‬مرة كثاني أقوى خط‬ ‫دفاع‪ ،‬بفارق هدفين خلف شباب األمعري األفضل‪.‬‬ ‫ويتسلح الفريق بعدد من النجوم لضمان الفوز على‬ ‫أبناء القدس‪ ،‬أبرزهم محمد ناطور الذي سجل ‪ 7‬أهداف‪،‬‬ ‫ومعن جمال (‪ 6‬أهداف)‪ ،‬ومنصور مصلح (‪ 5‬أهداف)‪،‬‬ ‫وخالد سالم (‪ 5‬أهداف)‪.‬‬

‫ومع نجاح شباب األمعري في خطف البطاقة األولى‬ ‫للوصول للمحترفين الموسم المقبل‪ ،‬اشتد الصراع‬ ‫بين أبناء القدس ومركز طولكرم على اقتناص البطاقة‬ ‫الثانية واألخيرة‪.‬‬ ‫ويلعب أبناء القدس مع مركز طولكرم على ملعب‬ ‫“جمال غانم” بطولكرم شمال غرب الضفة المحتلة‪،‬‬ ‫الخميس المقبل‪ ،‬في صراع قوي وطاحن بين الطرفين‪.‬‬ ‫‪١‬ـ أبناء القدس ‪:‬‬ ‫يحتل المركز الثاني برصيد ‪ 42‬نقطة‪ ،‬بفارق ‪ 6‬نقاط‬ ‫خلف شباب األمعري المتصدر‪ ،‬ويملك فرصة كبيرة‬ ‫للتواجد في دوري المحترفين ألول مرة في تاريخه‪.‬‬ ‫ويحتاج الفريق لنقطة واحــدة فقط ألجل الوصول‬ ‫للمحترفين‪ ،‬خاصة بعد فوزه الكبير على بيت أمر (‪،)1-9‬‬ ‫في األسبوع الحادي والعشرين‪.‬‬

‫ويعتبر أبناء القدس من األندية التي حققت نتائج‬ ‫جيدة هذا الموسم‪ ،‬كونه انتصر ‪ 12‬مرة‪ ،‬وتعادل ‪ 6‬مرات‪،‬‬ ‫وخسر في ‪ 3‬لقاءات فقط‪.‬‬ ‫كما يملك ثاني أقوى خط هجوم برصيد ‪ 42‬هدفا‪ ،‬بفارق‬ ‫هدف خلف شباب األمعري‪ ،‬ولديه ثالث أفضل خط‬

‫«‪ »6‬لقاءات‬ ‫بافتتاح دور‬ ‫الـ‪ 32‬لكأس‬ ‫غزة اليوم‬

‫دفاع‪ ،‬بعدما تلقت شباكه ‪ 18‬هدفا‪.‬‬ ‫ويضم الفريق عددا من الالعبين المميزين‪ ،‬في مقدمتهم‬ ‫عمر أردنية صاحب الـ‪ 6‬أهداف في الــدوري‪ ،‬وناصر‬ ‫صيام (‪ 5‬أهداف)‪ ،‬ومحمد الحوتري‪ ،‬وهشام الصالحي‪،‬‬ ‫ومحمد عناية‪.‬‬

‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫تجري مساء اليوم االثنين‪ ،‬ست مباريات قوية‪،‬‬ ‫في افتتاح منافسات دور الـ‪ 32‬لكأس المحافظات‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫ويلعب الهالل مع التفاح على ملعب فلسطين في‬ ‫غزة‪ ،‬ويواجه شباب جباليا منافسه بيت الهيا على‬ ‫ملعب بيت الهيا شمال القطاع‪.‬‬ ‫ويتحدى المجمع اإلسالمي نظيره شباب معن على‬ ‫ملعب النصيرات البلدي في المنطقة الوسطى‪ ،‬بينما‬ ‫يتأهب شباب رفح لمواجهة بيت حانون األهلي على‬ ‫ملعب الدرة في دير البلح بالمنطقة الوسطى‪.‬‬ ‫ويلتقي جمعية الصالح مع األمل على التفاح شرق‬ ‫غــزة‪ ،‬في حين يالقي القادسية خصمه خدمات‬ ‫المغازي على ملعب المدينة الرياضية شرق‬ ‫خانيونس جنوب القطاع‪.‬‬ ‫يشار إلى أن شباب رفح أحرز لقب كأس القطاع‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬بعدما تفوق على خدمات رفح (‪-2‬‬ ‫‪ )0‬في النهائي‪.‬‬

‫خدمات النصريات يطوي أحزانه ويتأهب لـ«النشامى»‬ ‫الوسطى ‪ -‬الرسالة‬ ‫أغــلــق فــريــق خــدمــات النصيرات ملف لــقــاء خدمات‬ ‫خانيونس‪ ،‬الذي خسره (‪ )2-1‬األسبوع الماضي‪ ،‬وبات‬ ‫يتأهب لموقعة صعبة مع شباب خانيونس غدا الثالثاء‬ ‫على ملعب فلسطين في غزة‪ ،‬ضمن منافسات دور الـ‪32‬‬ ‫من كأس القطاع‪.‬‬ ‫وتلقى “الغواصة الصفراء” صدمة قوية بالخسارة أمام‬ ‫خدمات خانيونس في الجولة األخيرة من دوري الدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬ما جعله يفقد فرصة الصعود للدرجة الممتازة‪.‬‬ ‫ودخل العبو خدمات النصيرات في موجة حزن كبيرة بعد‬ ‫الهزيمة‪ ،‬قبل أن يستعيد الفريق عافيته في األيام القليلة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ويطمح الالعبون للظهور بصورة قوية أمام “النشامى”‪،‬‬ ‫ألجل إسعاد جماهيرهم الوفية‪ ،‬وتعويضها عن صدمة‬ ‫اإلخفاق بالوصول للممتازة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن خدمات النصيرات أنهى دوري األولى في‬ ‫المركز الثالث برصيد ‪ 36‬نقطة‪ ،‬بفارق نقطتين خلف‬ ‫خدمات خانيونس الوصيف‪ ،‬و‪ 3‬خلف بيت حانون األهلي‪.‬‬

‫رقم مميز للمدافع مهنا‬ ‫يف البطوالت الغزية‬ ‫غزة ‪ -‬فادي حجازي‬ ‫سجل محمد مهنا مدافع فريق غزة الرياضي‪ ،‬رقما‬ ‫مميزا‪ ،‬إثر عدم حصوله على أي بطاقة ملونة خالل‬ ‫الموسمين األخيرين‪.‬‬ ‫وخ ــاض مهنا حــوالــي ‪ 38‬مــبــاراة فــي الموسمين‬ ‫األخيرين برفقة التفاح وغزة الرياضي تواليا‪ ،‬دون‬ ‫نيله أي بطاقة ملونة‪.‬‬ ‫ورغــم أن الالعب يشارك في مركز المدافع‪ ،‬إال أنه‬ ‫حافظ على ثبات أدائه داخل “المستطيل األخضر” في‬ ‫آخر موسمين (‪ 24‬مباراة مع التفاح و‪ 14‬مباراة مع غزة‬ ‫الرياضي)‪ ،‬بفضل هدوئه خالل المباريات‪.‬‬ ‫ويأمل مهنا أن يواصل أرقامه الرائعة مع غزة الرياضي‬ ‫في مسابقة الكأس أيضا‪ ،‬لضمان إنهاء الموسم الحالي‬ ‫دون أي بطاقة على غرار الموسم الماضي‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مهنا سجل هدف واحدا مع غزة الرياضي‬ ‫في الدوري‪ ،‬في حين أحرز مع التفاح ‪ 4‬أهداف‪.‬‬


‫رياضية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l re s a l a h . p s‬‬

‫‪٢١‬‬

‫العب سلة غزي يدخل‬ ‫التاريخ من أوسع أبوابه‬

‫تحديد موعد انطالق دوري كرة القدم‬ ‫الشاطئية بغزة‬ ‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫دعا األمين العام المساعد باتحاد كرة القدم سامي أبو‬ ‫الحصين أندية الدرجتين الممتازة واألولــى بضرورة‬ ‫تقديم طلب المشاركة في بطولة الكرة الشاطئية من‬ ‫عدمه‪ ،‬حتى العاشر من أبريل الجاري بكتاب خطي يُقدم‬ ‫لألمانة العام باالتحاد‪.‬‬ ‫وتنطلق بطولة الكرة الشاطئية يوم السبت الثامن‬ ‫والعشرين من إبريل الجاري‪ ،‬حيث تقام قرعة البطولة‬

‫يوم الثالثاء الموافق ‪ 2018/4/24‬بمقر االتحاد‪.‬‬ ‫وشدد أبو الحصين على أهمية تقديم طلبات المشاركة‬ ‫من عدمها من قبل أندية الدرجتين الممتازة واألولى‬ ‫حسب الموعد المحدد لكي يتمكن االتحاد من ترتيب كافة‬ ‫اإلجراءات الالزمة النطالق البطولة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن شباب خان يونس حصل على لقب بطولة‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬فيما حصل نادي الصداقة على اللقب‬ ‫في نسختها األولى‪.‬‬

‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫أضحى الالعب ثائر عيسى نجم خدمات البريج‬ ‫الالعب الفلسطيني الوحيد الذي جمع ألقاب‬ ‫بطولتين جماعيتين في موسم رياضي واحد‪.‬‬ ‫السالح متعدد األغراض عيسى نجح بقيادة‬ ‫فريقه خدمات البريج للتتويج ببطولة‬ ‫الدوري العام لكرة السلة وحصل على‬ ‫أفضل العب وأكثر الالعبين تسجيال‬ ‫للرميات الثالثية‪.‬‬ ‫وواصل النجم عيسى ابراز قدراته‬ ‫بقيادة فريق كرة اليد بالنادي‬ ‫للتتويج بدرع بطولة الدوري‬ ‫الــعــام لــكــرة الــيــد فــي نفس‬ ‫الموسم ليسجل لنفسه مجدا‬ ‫شخصيا لم يحققه أي العب‬ ‫من قبل‪ ،‬بالجمع بين لقبي‬ ‫بطولتين جماعيتين في موسم‬ ‫رياضي واحد‪.‬‬

‫نادي القدس ينظم بطولة «شبيطة» للشطرنج‬ ‫القدس املحتلة ‪ -‬الرسالة‬ ‫نظم نادي القدس بطولته األولى في لعبة الشطرنج‪،‬‬ ‫وحملت اسم العب المنتخب الفلسطيني‪ ،‬ونادي‬ ‫القدس المرحوم أحمد شبيطة والذي رحل قبل أيام‪.‬‬ ‫وشارك في البطولة عشرون العبا مقدسيا‪ ،‬وأشرف‬ ‫عليها عضو الهيئة اإلداريــة لنادي القدس‪ ،‬وعضو‬ ‫اتحاد اللعبة الخبير زياد المصري‪ ،‬وقاد التحكيم‬ ‫الالعب عــاء األنــصــاري‪ .‬وأقيمت البطولة للفئة‬ ‫العمرية تحت (‪ )18‬عاما ولعب كل العب خمس جوالت‪.‬‬ ‫وجاءت النتائج على النحو التالي‪:‬‬

‫المركز األول الالعب إبراهيم ناصر الدين‪ ،‬والمركز‬ ‫الثاني الالعب محمد حمدان‪ ،‬والمركز الثالث أحمد‬ ‫جويلس‪ ،‬وهم من العبي نادي القدس‪.‬‬ ‫وجــرى توزيع الجوائز بحضور رئيس مجلس‬ ‫اإلدارة نعمان ادكيدك وأعضاء الهيئة اإلدارية خميس‬ ‫ادكيدك وعبد الجليل الرازم وعريب النشاشيبي‪.‬‬ ‫وألقى الخبير زياد المصري كلمة تحدث فيها عن‬ ‫مناقب الراحل وأخالقه‪ ،‬وعن إنجازاته التي حققها‬ ‫كبطل فلسطيني داعيا الالعبين للسير على خطاه‬ ‫والتحلي بأخالقه‪.‬‬

‫تأجيل لقاءات دوري‬ ‫الطاولة ملوعد الحق‬

‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫أعلن االتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة‪ ،‬عن تأجيل‬ ‫لــقــاءات األســبــوع الخامس من دوري الدرجة‬ ‫الممتازة‪.‬‬ ‫وأوضح االتحاد أن اللقاءات التي كانت مقررة‬ ‫أول أمس السبت‪ ،‬تم ترحيلها لموعد آخر‪ ،‬بسبب‬ ‫األحداث الجارية في قطاع غزة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن يعلن االتحاد عن موعد المباريات‬ ‫المؤجلة‪ ،‬خالل األيام المقبلة‪.‬‬


‫‪٢٢‬‬

‫رياضية‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫بنزيما‪ ..‬الالعب المظلوم في ريال مدريد!‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫يواجه كريم بنزيما ضغوطا ربما ال يواجهها‬ ‫أي العب آخر في العالم‪ ،‬كونه ال يلقى الدعم‬ ‫من جماهير ريــال مدريد بسبب تفننه في‬ ‫إهدار الفرص السهلة وندرة أهدافه‪ ،‬كما دخل‬ ‫القائمة السوداء لمنتخب فرنسا في عهد‬ ‫المدرب ديدييه ديشامب‪.‬‬ ‫ولكن بنزيما يبرهن على أنه ال يتجنب‬ ‫األخطاء وحسب‪ ،‬بل يملك أرقاما جيدة‬ ‫تشفع له‪ ،‬رغم أحقية تعرضه لالنتقادات‬ ‫في كثير من الفترات‪.‬‬ ‫وربما ال يدعم الالعب الفرنسي في الوسط الرياضي‬ ‫سوى مواطنه ومدربه زين الدين زيدان الذي يصرّ على‬ ‫الدفع به في كل المباريات تقريبا وبصفة أساسية‪ ،‬وكذلك‬ ‫زميله كريستيانو رونالدو وله ما يبرر ذلك‪.‬‬

‫صانع أهداف‬ ‫وإذا غض الجمهور والنقاد النظر عن قلة أهداف بنزيما‪ ،‬فإنه‬ ‫بلغة األرقام أفضل صانع ألعاب في ريال مدريد بـ”الليغا”‪،‬‬ ‫وأكثر العب يمول رونالدو باألهداف رغم وجود أسماء المعة‬ ‫مثل إيسكو‪ ،‬وماركو أسينسيو‪ ،‬ولوكاس فاسكيز‪.‬‬ ‫وصنع بنزيما ‪ 8‬أهداف في “الليغا” أكثر من أي العب آخر‬ ‫في الريال‪ ،‬وإجماال صنع ‪ 9‬أهــداف هذا الموسم أي أقل‬ ‫بتمريرة حاسمة واحدة من فاسكيز‪.‬‬ ‫ويحاول النجم الفرنسي التفوق في صناعة الهجمات عوضا‬ ‫عن إفسادها في كثير من األحيان‪ ،‬علما أنه اكتفى بتسجيل‬ ‫‪ 9‬أهــداف فقط هذا الموسم‪ ،‬أي أقل من غاريث بيل كثير‬ ‫اإلصابات (‪ 13‬هدفا)‪ ،‬وأسينسيو الذي يشارك بديال في أغلب‬ ‫األوقات (‪ 10‬أهداف)‪.‬‬ ‫ويتمنى جمهور الريال أن يضم الفريق مهاجما كالسيكيا‬ ‫وقناصا لألهداف‪ ،‬كما كان الحال قبل سنوات قليلة مع راؤول‬ ‫غونزاليس‪ ،‬ورود فان نيستلروي‪ ،‬لكن بنزيما احتفظ بمركزه‬ ‫طوال السنوات الماضية رغم تعاقب العديد من المدربين‪.‬‬

‫شريك رونالدو‬ ‫ويبدو أن الميزة األهم لدى بنزيما والسر في استمراره‬ ‫كل هذه السنوات‪ ،‬هو أنه أفضل شريك لرونالدو الهداف‬ ‫التاريخي للنادي “الملكي”‪ ،‬والذي سجل ‪ 37‬هدفا هذا الموسم‪.‬‬ ‫وأهــدى بنزيما ‪ 4‬تمريرات حاسمة لرونالدو في الموسم‬ ‫الحالي متفوقا على بقية الالعبين‪ ،‬لذا ليس بغريب أن‬ ‫يتنازل له “صاروخ ماديرا” عن ركلة جزاء أمام أالفيس‪ ،‬كما‬ ‫طالب الجماهير في “سانتياغو برنابيو” بالتصفيق له بدال‬ ‫من توجيه صيحات استهجان ضده‪.‬‬ ‫وقال بنزيما عند تجديد عقده في سبتمبر ‪“ :2017‬بالنسبة‬ ‫لي المهاجم ال يسجل أهدافا وحسب”‪ ،‬واتفق معه زيدان‬ ‫الذي قال‪“ :‬ال أعتقد أن مهمة المهاجم هي هز الشباك فقط‬ ‫وبالنسبة لي بنزيما هو األفضل”‪.‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬يحتاج بنزيما إلى تحسين أرقامه التهديفية بال‬ ‫شك‪ ،‬ألن الموسم المقبل سيكون مصيريا بالنسبة له‪ ،‬وسط‬ ‫تطلعات ريال مدريد لضم هاري كين نجم توتنهام‪.‬‬

‫المنتخب التونسي ينهي إشكال حراس المونديال‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫أكــدت مصادر مقربة من االتحاد التونسي لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬أن المنتخب سيصطحب معه ‪ 4‬حراس مرمى‬ ‫خالل كأس العالم في روسيا ‪ ،2018‬عكس ما جرت‬ ‫عليه العادة باالستعانة بـ‪ 3‬حراس فقط‪.‬‬ ‫وسيكون بإمكان ‪ 3‬حــراس فقط المشاركة في‬ ‫المباريات طبقا للوائح االتحاد الدولي لكرة القدم‬ ‫“الفيفا”‪ ،‬بينما سيكون الحارس الرابع حاضرا مع‬ ‫بقية زمالئه في المعسكر وفي التدريبات‪ ،‬وذلك‬ ‫العتبارات نفسية‪.‬‬ ‫ويسعى االتحاد التونسي لكرة القدم من خالل‬ ‫هذه الخطوة لرفع الحرج عن الجهاز الفني‪ ،‬بحكم‬

‫المستوى المتقارب بين حراس المرمى األربعة‪،‬‬ ‫وهم‪ :‬أيمن المثلوثي‪ ،‬والمعز بن شريفية‪ ،‬وفاروق‬ ‫بن مصطفى‪ ،‬ومعز حسان‪.‬‬ ‫وشــارك بن شريفية والمثلوثي في مباريات‬ ‫التصفيات المؤهلة لنهائيات مونديال ‪ ،2018‬في‬ ‫حين قدم بن مصطفى وحسان مستويات رائعة‬ ‫في وديتي إيران وكوستاريكا األخيرتين‪ ،‬وهو ما‬ ‫يجعل من االستغناء عن واحد منهم عملية محيرة‪.‬‬ ‫وبــات منتخب تونس جاهزا كأفضل ما يكون‬ ‫لمسابقة المونديال‪ ،‬بعدما نجح الوافدون الجدد من‬ ‫أصحاب الجنسية المزدوجة التونسية والفرنسية‬ ‫في تقديم إضافة فنية وتكتيكية نوعية‪.‬‬

‫سيناريوهات‬ ‫عودة أبو تريكة إلى‬ ‫مصر ومستقبله‬ ‫امللك جيمس يدخل التاريخ بتحطيم‬ ‫رقم األسطورة جوردن‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫دخل النجم األمريكي ليبرون جيمس تاريخ دوري‬ ‫السلة للمحترفين في بــاده “‪ ،”NBA‬بعدما قاد‬ ‫فريقه كليفالند كافالييرز للفوز على نظيره نيو‬ ‫أورليانز بيليكانز (‪ ،)102-107‬مسجال ‪ 27‬نقطة و‪11‬‬ ‫تمريرة حاسمة و‪ 9‬متابعات‪ ،‬ليحطم الرقم المسجل‬ ‫باسم األسطورة مايكل جوردن‪.‬‬ ‫وبات “الملك” جيمس أول العب في تاريخ الدوري‬ ‫األمريكي للمحترفين يُسجل ‪ 10‬نقاط وأكثر في ‪867‬‬ ‫مباراة متتالية‪ ،‬وفعل هذا األمر قبل نهاية الربع‬ ‫األول‪ ،‬ليتوقف اللعب من أجل تقديم كرة المباراة له‬

‫كتذكار على هذا اإلنجاز الكبير‪ ،‬ويتلقى تصفيقا حارا‬ ‫من جماهير فريقه التي حضرت بكثافة وتجاوز‬ ‫عددها العشرين ألفا‪.‬‬ ‫ويبدو أن رقم النجم األمريكي سيصمد لوقت طويل‪،‬‬ ‫فصاحب المركز الثاني من الالعبين المتواجدين في‬ ‫المالعب هو نجم هيوستن روكتس‪ ،‬الذي أحرز أكثر‬ ‫من ‪ 10‬نقاط في ‪ 257‬مباراة متتالية‪.‬‬ ‫وكان جوردن صاحب الرقم القياسي قد حقق هذا‬ ‫األمر بين ‪ 1986‬و‪ ،2001‬علما أن صاحب المركز الثالث‬ ‫في هذه الفئة هو األسطورة كريم عبد الجبار بـ‪787‬‬ ‫مباراة‪.‬‬

‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫أثارت قضية عودة النجم المصري محمد أبو تريكة إلى بالده‪،‬‬ ‫جدال كبيرا في األوساط الجماهيرية وترقبا حول مستقبله‪ ،‬بعدما‬ ‫كان ممنوعا من السفر إلى هناك‪ ،‬بسبب إدراج اسمه على لوائح‬ ‫اإلرهاب بتهمة تمويل جماعة “اإلخوان المسلمين”‪.‬‬ ‫وتحدثت وسائل اإلعالم عن عودة أبو تريكة في األيام القليلة‬ ‫المقبلة إلى مصر‪ ،‬لكن هذا األمر اعتبره كثر مستبعدا‪ ،‬إذ يُرجح‬ ‫انتظار الالعب إلى ما بعد صدور حكم محكمة النقض المصرية‬ ‫يوم ‪ 18‬أبريل الجاري‪ ،‬كي ال يتعرض ألي موقف محرج قد يؤدي‬ ‫إلى سجنه‪.‬‬ ‫وأكدت بعض التقارير أن النجم المصري لم يقرر بعد مستقبله‬ ‫في مجال التحليل الرياضي‪ ،‬وهو الذي يعمل في قناة “بي إن‬ ‫سبورت” القطرية‪ ،‬إال أنه قد يضطر لالنفصال عنها في حال قرر‬ ‫االستقرار في بالده‪.‬‬ ‫وتسعى عدة قنوات مصرية فضائية للتعاقد مع أبو تريكة الذي‬ ‫يملك شعبية جارفة في العالم العربي وفي بالده‪ ،‬ورغم قرار‬ ‫المحكمة السابق بحقه لم يخسر حب ماليين المصريين‪ ،‬الذين‬ ‫ساندوه ورفضوا التهم الموجهة له‪.‬‬


‫لكل األسرة‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫طرق إزالة الوبر من املالبس‬

‫أشياء يجب‬ ‫قولها كل‬ ‫يوم ألبنائكم‪..‬‬ ‫وستغيرون‬ ‫حياتهم!‬ ‫إليكم بضع عبارات أضيفوها إلى حواراتكم اليومية مع أوالدكم‪ ،‬هذه‬ ‫العبارات سوف تغير الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم والناس‬ ‫الذين يحيطون بهم‪.‬‬ ‫‪ .1‬أنت من عليه أن يختار‬ ‫عندما تعطون ولدكم عدة خيارات‪ ،‬حتى ولو في عمر مبكر جداً‪ ،‬في‬ ‫خالل نموه‪ ،‬ستزرعون في فكره الثقة في نفسه وفي قدراته على‬ ‫الحكم‪ .‬أن تقولوا له إن لديه الخيار‪ ،‬حرية الخيار بين عدة بدائل‪ ،‬وإنكم‬ ‫تدعمونه‪ ،‬شيء ال يقدر بثمن بالنسبة له!‬ ‫‪ .2‬هي جرب !‬ ‫شجعوا الصغار جداً على تجربة أشياء جديدة‪ ،‬على اكتساب تجارب‬ ‫جديدة‪ ،‬على أن يكونوا فضوليين ويحبوا أن يكتشفوا أشياء جديدة‪.‬‬ ‫يمكنكم ربما أن تمسكوا يدهم في البداية‪ ،‬ولكن ال تخافوا من أن‬ ‫تفلتوهم وتتركوهم يتدبروا أمرهم وحدهم‪ .‬العالم ضخم‪ ،‬ساحر ومليء‬ ‫بالمفاجآت بالنسبة لهم‪ ،‬ويجب أن يستفيد أوالدكم من كل هذا!‬ ‫‪ .3‬أنا أثق بك‬ ‫أوالدكم بحاجة دائم ًا إلى موافقتكم‪ ،‬وهم ال يكتفون أبداً من تشجيعكم‪.‬‬ ‫ولهذا يجب أال تترددوا في أن تبدأوا في عمر باكر جداً‪ ،‬وأن ال تتوقفوا‬ ‫خصوص ًا عند هذا! هذا ال يعني بكل تأكيد أن نتركهم يفعلون كل ما‬ ‫يريدون‪ ،‬لكن أن نجعلهم يثقون بأنفسهم ونشجعهم عندما يقومون‬ ‫بخيارات إيجابية‪ .‬عباراتكم يمكن أن تبنيهم كما يمكن أن تدمرهم‪ ،‬وفي‬ ‫كل الحاالت سينتهون بأن يجدوا مكانهم في هذا العالم‪.‬‬ ‫‪ .4‬أنت تجعلني سعيدا‬ ‫صحيح أن أوالدنا يجلبون لنا فرح ًا بدون حدود‪ ،‬لكنهم يسببون لنا‬

‫إزالة الوبر باستخدام شفرات الحالقة‬ ‫مستو‪ ،‬ونتأكد من‬ ‫سطح‬ ‫نفرد قطعة القماش المتكون عليها الوبر على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خلو القطعة من الكسرات أو التجاعيد‪.‬‬ ‫نستعين بشفرة حالقة جديدة‪ ،‬ونمررها على قطعة المالبس بحذر‬ ‫شديد‪ ،‬مع الحرص على تحريك الشفرة باتجاه واحد‪ ،‬وتجنب غرس‬ ‫الشفرة بين أنسجة القماش أو داخل القطعة كي ال نسبب تلفها‪.‬‬ ‫يمكن قبل تمرير الشفرة فرد القطعة وتثبيتها باليدين للتأكد من عدم‬ ‫وجود أي ثنيةٍ فيها‪.‬‬ ‫إزالة الوبر باستخدام مشط بأسنانٍ رفيعة‬ ‫وقاس‪.‬‬ ‫مستقيم‬ ‫نفرد القطعة المتكون عليها الوبر على سطح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نستخدم مشطا ناعما ورفيع األسنان‪ ،‬ونمشط القطعة القماشية‬ ‫بلطف بالغ وباتجاه واحد‪ ،‬بحيث يكون اتجاه التمشيط من األعلى‬ ‫لألسفل‪ ،‬أي بعكس اتجاه الوبر‪.‬‬ ‫نتخلص من الوبر المتجمع بين أسنان المشط‪ ،‬ونعاود الكرة مراتٍ‬ ‫عدة حتى نتخلص من جميع الوبر‪.‬‬ ‫أيض ًا وجع رأس من وقت آلخر‪ .‬نحن نميل فقط للتعبير عن أنفسنا في‬ ‫اللحظات التي نريد أن يبقوا فيها هادئين‪ ،‬أو أن يهدأوا‪ ،‬أو أن يذهبوا‬ ‫إلى السرير‪ .‬إلى جانب هذا‪ ،‬يجب أال ننسى أن نجعلهم يعرفون في كل‬ ‫مناسبة إلى أي درجة يجعلوننا سعداء‪ ،‬وأننا ال نستطيع أن نتخيل‬ ‫حياتنا بدونهم‪.‬‬ ‫‪ .5‬كل الناس يرتكبون األخطاء‬ ‫عندما نكون أطفاالً‪ ،‬نرتكب غالب ًا حماقات‪ ،‬وأحيان ًا من دون قصد‪ .‬يمكن‬ ‫أن يشعر األوالد بالذنب وبحالة انفعال من أجل أشياء صغيرة مثل‬ ‫كوب حليب قد انسكب‪ .‬هناك أشياء يتصرفون معها بشكل أخرق بسبب‬ ‫صغر سنهم‪ ،‬فال داعي أن تفقدوا أعصابكم ألن أصابعهم الصغيرة ال‬ ‫تتوصل إلى التمسك باألشياء‪ .‬من األفضل كثيراً في هذا الحاالت‪ ،‬أن‬ ‫نقول لهم إن هذا النوع من األخطاء يمكن أن يحدث‪ ،‬وإن الطريقة التي‬ ‫نصلّح بها األخطاء هي التي يجب أن نحسب حسابها فعلي ًا‪ .‬وستظهرون‬ ‫لهم ربما أنتم بأنفسكم كيف تصلحون األخطاء في حياتكم الخاصة!‬ ‫‪ .6‬أنت محبوب‪ ،‬وأنت بأمان معي‬ ‫أنا موافقة معكم‪ ،‬هذه الجملة تبدو غريبة‪ ،‬وحتى غير طبيعية‪...‬ولكن‬ ‫أؤكد لكم أن هناك طرقا ال تعد وال تحصى لقولها! عندما ترسلون للولد‬ ‫رسالة األمان هذه أنه ليس عليه أن يخشى شيئ ًا عندما يكون معكم‪،‬‬ ‫فإنها تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة له‪ .‬بالتأكيد‪ ،‬توفير األمان واالزدهار‬ ‫لألوالد هو الدور الطبيعي والهدف الجوهري لكل أهل‪...‬لكن عملية‬ ‫الشرح له بشكل ملموس من وقت آلخر تغير كل شيء‪ ،‬فهذا يكشف له‬ ‫عن قيمته بالنسبة لكم ويشعره بأمانه الخاص به‪.‬‬ ‫‪http://www.alterbia.co.uk‬‬

‫‪ 6‬أطعمة تفسد الرجيم وتولد الجوع بعد تناولها‬ ‫للجوع دورٌ في إفشال الـرجيم الهادف إلى خسارة الوزن‪،‬‬ ‫مباشرة يرجع إلى‬ ‫علمًا أن الجوع بعد تناول وجبة الطعام‬ ‫ً‬ ‫أنَّها مشبَّعة بالسعرات الحرارية‪ ،‬ما يرفع مؤشِّر السكر بالدم‬ ‫ومستويات اإلنسولين‪ ،‬األمــر الــذي يمنع تأثير الـ»لبتين»‪/‬‬ ‫هرمون الشبع‪.‬‬ ‫‪ .1‬العصير‪ :‬العمليَّة المُستخدمة في تصنيع العصير تُفقده‬ ‫غالبيَّة العناصر المُغذِّية فيه‪ ،‬كاأللياف‪ ،‬وتحوِّله إلى سائل‬ ‫سُكَّري غنيّ بالسعرات الحرارية التي ترفع سكر الدم‪ ،‬فيؤدي‬ ‫شربه إلى الشعور بالجوع‪ .‬لذا‪ ،‬ابعدي العصير عن أغذية الرجيم‬ ‫اليومي‪ ،‬وتناولي ثمار الفواكه الكاملة‪.‬‬ ‫أن الزبادي‬ ‫فيه‬ ‫ُروَّج‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫‪ .2‬الزبادي قليل الدسم ‪:‬في الوقت‬ ‫َّ‬ ‫إن وفرة الكربوهيدرات‬ ‫وجبة خفيفة صحيَّة ومفيدة في الرجيم‪َّ ،‬‬ ‫في هذا المنتج ومحتواه قليل الدسم يجعالن الجسم يرغب‬ ‫بمزيد من الطعام‬ ‫‪ .3‬ألواح الجرانوال‪ :‬غالبًا ما تُصنع ألواح الجرانوال التقليديَّة من‬ ‫السكَّر والزيوت المهدرجة‪ ،‬وهي خالية من البروتين‪ ،‬وأقل في‬ ‫السعرات الحرارية مقارنة بالوجبات األخرى‪ ،‬وتحمل نكهة قد‬ ‫ترضي الشهيَّة‪ ،‬بيد أنَّها لن تشعر مُتناولها بالشبع‪.‬‬ ‫‪ .4‬الـ»كاتشب»‪ :‬يُنصح بالتفكير مرَّتين قبل إضافته إلى‬ ‫البطاطس أو غيرها من المأكوالت‪ ،‬فالـ»كاتشب» أو أي طعام‬ ‫مصنوع من شراب الذرة عالي الفركتوز يزيد الشهيَّة‪ ،‬إذ يعمل‬ ‫شراب الذرة على إيقاف عمليَّة التمثيل الغذائي في الجسم‬ ‫ويُبطئ إنتاج الـ»ليبتين» الذي يُساعد في الشعور بالشبع‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬ال يتمُّ إرسال أي إشارة ُّ‬ ‫تدل على أن الوقت قد‬

‫‪٢٣‬‬

‫حان للتوقُّف عن األكل‪.‬‬ ‫‪ .5‬حبوب الفطور (كورنفليكس) الم َّ‬ ‫ُحلة بالسكَّر هي تخلو من‬ ‫األلياف والبروتين‪ ،‬وهما المادتان المُغذِّيتان اللتان يحتاجهما‬ ‫الجسم في الصباح للحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم‪،‬‬ ‫أن‬ ‫وتجنُّب حدوث «صدمة» جوع عند منتصف الصباح‪ .‬كما َّ‬ ‫إقران حبوب الفطور السكَّرية بالحليب الخالي من الدسم يعني‬ ‫فقدان الدهون الالزمة لمدِّ الجسم بالشبع‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجب‬ ‫اختيار حبوب الفطور التي تحتوي على أكثر من ‪ 5‬جرامات من‬ ‫األلياف الطبيعيَّة في ِّ‬ ‫كل حصَّة منها‪ ،‬مع صنف آخر يحوي‬ ‫إن‬ ‫عينه‪،‬‬ ‫السياق‬ ‫وفي‬ ‫بالمقابل‪.‬‬ ‫البروتين‪،‬‬ ‫الدهون المفيدة أو‬ ‫َّ‬ ‫حبوب الفطور الخاصَّة بالحمية منخفضة السعرات الحراريَّة‬ ‫والسكر واأللياف والبروتين‪.‬‬ ‫‪ .6‬الوجبات الخفيفة المالحة‪ :‬من غير المُمكن االكتفاء بتناول‬ ‫حصَّة واحدة منها‪ ،‬نظرًا الحتواء هذه الوجبات على كمٍّ زائدٍ‬ ‫من الصوديوم‪ ،‬وهي غالبًا ما تخلو من األلياف أو البروتين‪.‬‬ ‫فالمحتوى العالي للملح في هذه األطعمة يتسبَّب بالجفاف‪ ،‬ما‬ ‫ُّ‬ ‫ويحثه على طلب مزيد من الوجبات الخفيفة‬ ‫قد يخدع الجسم‬ ‫بدل من شرب كوب من الماء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نقص البروتين واأللياف في الوجبة الخفيفة يعني بالمُقابل‬ ‫أن الكربوهيدرات فيها كثيرة وغير متوازنة‪ ،‬ما يرفع السكر‬ ‫َّ‬ ‫في الدم بصورة حادَّة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تُظهر فحوص الدماغ‬ ‫أن الصوديوم يُطلق الـ»دوبامين»‪ ،‬الناقل العصبي المرتبط‬ ‫َّ‬ ‫بالمتعة‪ ،‬وهذا يعني أنَّه كلَّما تناول المرء مزيدًا من الملح‪ ،‬كلَّما‬ ‫رغب بأكثر‪.‬‬

‫إزالة الوبر باستخدام األشرطة الالصقة‬ ‫تعتبر هذه الطريقة من أسهل وأسرع الطرق للتخلص من وبر‬ ‫المالبس‪ ،‬ويمكن استخدامها على كافة أنواع األقمشة بأمانٍ كبير‬ ‫دون الخوف من التسبب بتلف قطعة المالبس‪.‬‬ ‫نُحضر شريطا الصقا بحيث يكون عريضا ومتينا‪ ،‬ونُلصقه‬ ‫بقطعة المالبس ومن ثمّ ننزعه بسرعة عنها‪.‬‬ ‫يعلق بالشريط الالصق الوبر والشعر الملتصق بقطع‬ ‫المالبس‪ ،‬فتصبح وكأنها جديدة خالية من أي آثار للوبر‪.‬‬ ‫‪http://weziwezi.com‬‬

‫‪ 7‬نصائح لتنمية الحماس‬ ‫وعالج الالمباالة‬

‫‪-1‬اإليمان بقدراتك ‪:‬‬ ‫لو قللت من قدراتك‪ ،‬فلن تنجح في أي شيء حتى لو كان بسيطا‪ ،‬ألن‬ ‫النجاح والجدارة والرغبة في اإلنجاز ينبع من داخل الشخص نفسه‬ ‫وإيمانه بقدراته‪ ،‬فيصدر أمرا من العقل إلى كل خاليا الجسم حتى تعمل‬ ‫بكفاءة فيصل الشخص إلى النجاح‪.‬‬ ‫‪-2‬ركز على مميزاتك ‪:‬‬ ‫أكبر خطأ هو أن تنظر لنفسك على أنك شخص عادى ليس له أهمية‪،‬‬ ‫والحقيقة أنك مميز في أشياء كثيرة ليست موضع اهتمامك‪.‬‬ ‫وتأكد من أن ما تؤديه لن يستطيع شخص آخر إنجازه ألنك مؤهل له‬ ‫ذهنيا وجسديا أكثر من غيرك‪ ،‬وأن كل إنسان له جوانبه اإليجابية‪ ،‬ولكن‬ ‫لألسف نتجاهلها وننظر إلى جوانبنا السلبية‪.‬‬ ‫‪-3‬ابتعد عن التكاسل‪:‬‬ ‫الكسل هو العدو األول للحماس‪ ،‬فهو يقتل المبادرة ويغذى التخاذل‪ ،‬وإذا‬ ‫شعرت بالكسل شجع نفسك بكلمات إيجابية تحفز حماسك وتبعدك عن‬ ‫الكسل‪.‬‬ ‫‪-4‬ال تقف طويال أمام المشاعر السلبية‪:‬‬ ‫كثيرا ما نشعر بساعات من الظالم وفقدان الحماس مما يؤثر على األداء في‬ ‫العمل‪ ،‬فالفرد الذي يكسب المعركة ليس الفرد الذي ال يخسر أبدا أي معركة‪،‬‬ ‫ولكنه الشخص الذي ال يفقد حماسه أثناء تنفيذ مهامه وتحقيق أهدافه‪،‬‬ ‫فالشخص الناجح هو الذي لديه القدرة على الحركة من نكسه ألخرى دون‬ ‫أن يفقد حماسه‪.‬‬ ‫‪-5‬انشر حماسك على اآلخرين‪:‬‬ ‫الحماس معدٍ‪ ،‬حيث ال يتبع الناس الشخص الذي لديه أفكار رائعة ولكن‬ ‫يتبعون المتحمس لتنفيذ هذه األفكار‪.‬‬ ‫‪-6‬اهتم بالمهمات الصغيرة والكبيرة‪:‬‬ ‫إن أفضل وسيلة لزرع الحماس داخلك هي أن تتصرف بحماس حتى‬ ‫مع أصغر المهمات‪ .‬وانظر داخلك وابحث عن اإلمكانات التي تساعدك‬ ‫واإلمكانات دائما موجودة وعندما تركز ستجدها ويشتعل الحماس داخلك‬ ‫على المواجهة والخروج من األزمة‪.‬‬ ‫‪-7‬ابتعد عن األشخاص المتشائمين‪:‬‬ ‫ابتعد عن األشخاص الذين يركزون دائما على المشاكل وال يبحثون عن‬ ‫الحلول‪ .‬واقترب من األشخاص الذين يحثونك على االجتهاد والبحث عن‬ ‫الحلول‪ ،‬فهم قادرون على تجديد شعلة الحماس داخلك‪.‬‬ ‫وأخيرا تمسك بالحماس‪ ،‬فهو السمة الثابتة التي تميز شخصيتك وقوتها‬ ‫وتدفعك لحل المشاكل وهي السبيل األكيد للنجاح في الحياة‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬اليوم السابع‬


‫‪٢٤‬‬

‫واحة الثقافة‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫إلى أن نموت‬ ‫يف عتمة املكان أسير قاصدا‬ ‫منزل أبو أحمد‪ ،‬تعود أن يراني يف‬ ‫كل ليلة باستثناء تلك‪ ،‬التي تمن‬ ‫علينا فيها شركة الكهرباء بأربع أو‬ ‫ست ساعات مسائية من الكهرباء‬ ‫أقضي فيها ساعات أمام شاشة‬ ‫التلفاز ألتابع كل النشرات اإلخبارية‬ ‫يف العالم‪ ،‬لعلها تأتي ىلع خبر‬ ‫بانفراجه أو مصالحة وطنية‪.‬‬

‫وحين ال أجد شيئا ألعن وأسب كل العالم على‬ ‫متعة القتل التي تسري في عروقه‪ ،‬قبل أن أقفله‬ ‫وأخلد إلى نوم عميق‪ ،‬أعد قبله األيــام التي‬ ‫تسبق فرصة أخرى لسهرة مشابهة‪ ،‬ثم أحمد اهلل أن أبو‬ ‫أحمد يجلس يوميا على رأس الحارة‪ ،‬منتظر زائرا مثلي‬ ‫أرسلته العتمة‪ ،‬ليقضي ساعاتها بجوار كانون النار‬ ‫مثرثرا‪ ،‬مقلبا أحوال المدينة المتشابهة‪.‬‬ ‫أشعل سيجارتي من بعيد‪ ،‬من شعلتها يعرف أبو أحمد‬ ‫أني قد سلكت أول الطريق المؤدي إلى كانونه‪.‬‬ ‫أسلم عليه وأجلس مستمع ًا إلى درس الحالل والحرام‬ ‫الذي يكرره على مسمعي كلما رآني‪ ،‬وثمن السيجارة‬ ‫الــذي تجاوز النصف شيكل‪ ،‬واألفــواه التي تستحق‬ ‫رغيفين من الخبز أكثر من استحقاقي لتلك األنفاس‬ ‫المحرمة‪.‬‬ ‫أحيانا أرى كل شيء محرما في هذه البقعة‪ ،‬وإن لم‬ ‫يحرمه أبو أحمد حرمه العالم الذي ينظر إلينا بعين‬ ‫الحالل والحرام‪ ،‬حين يتعلق األمر بسعادة أو بصيص‬ ‫أمل‪.‬‬ ‫مع أن أبو أحمد يرى جوعنا‪ ،‬وبرد أطفالنا‪ ،‬وحلقات‬ ‫الموت التي ندور فيها مفرغين من األمل‪ ،‬ورواتبنا التي‬ ‫لم تأت منذ عام‪ ،‬ويعرف أيضا نظرات زوجتي الصامتة‪،‬‬ ‫وهي تتمتم غير مكترثة ألي شيء‪ ،‬وكيف تكترث لطعام‬ ‫أو شــراب‪ ،‬وهي التي فقدت والديها وأشقاءها دفعة‬ ‫واحدة في لعنة حرب‪.‬‬ ‫أخاف أن تنفجر فتهرب من عجزي يوما‪ ،‬لتنقذ ما تبقى‬ ‫من إنسانية في جسدها الذي لم يعد يحتمل ذ ًال آخر‪.‬‬ ‫وأنا أتقنت فن الهروب‪ ،‬سيجارة وكرسي بجانب أبو‬ ‫أحمد‪ ،‬أنسى بها البرد‪ ،‬والجوع‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬وربما نظرات‬

‫فكر بغيرك‬ ‫محمود درويش‬ ‫وأنتَ تُعِدُّ فطورك‪ ،‬فكِّر بغيركَ‬ ‫ال تَنْسَ قوتَ الحمام‬ ‫وأنتَ تخوضُ حروبكَ‪ ،‬فكِّر بغيركَ‬ ‫ال تنس مَنْ يطلبون السالم‬ ‫َ‬ ‫فاتورة الماء‪ ،‬فكِّر بغيركَ‬ ‫وأنتَ تسدد‬ ‫الغمام‬ ‫مَنْ يرضَعُون‬ ‫ٍ‬ ‫وأنتَ تعودُ إلى البيت‪ ،‬بيتكَ‪ ،‬فكِّر‬ ‫بغيركَ‬ ‫ال تنس شعب الخيامْ‬ ‫وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ‪ ،‬فكِّر‬ ‫بغيركَ‬ ‫ثم َّة مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام‬ ‫وأنت تحرّر نفسك باالستعارات‪ ،‬فكِّر‬ ‫بغيركَ‬ ‫مَنْ فقدوا حقَّهم في الكالم‬ ‫وأنت تفكر باآلخرين البعيدين‪ ،‬فكِّر‬ ‫بنفسك‬ ‫قْ‬ ‫ُ‬ ‫شمعة في الظالم‬ ‫ُل‪ :‬ليتني‬

‫زوجتي‪.‬‬ ‫انضم إلينا عطا حامال أرجيلته ونظرت إليه غامزا‬ ‫ضاحكا بينما زم أبو أحمد شفتيه متمتما‪“ :‬هيك كملت‬ ‫أقلبوها كرخانه أحسن‪ ،‬يعدمك صحتك أنت وياه”‪.‬‬ ‫عطا شاب يلفه الصمت‪ ،‬وال تثيره كلمات أبو أحمد وال‬ ‫أي كلمة يمكنك أن تلقيها تعليقا على أسلوبه الغريب‬ ‫في الحياة‪ ،‬تخرج من كلية الهندسة متفوقا‪ ،‬وينتظر‬ ‫فرصة تلقيه خارج األقدار التي يحياها‪ ،‬يقدم في كل‬ ‫منحة دراسية في الخارج‪ ،‬لعله يعثر على طاقة فرج‪،‬‬ ‫وفي كل مرة يحول معبر رفح دون خروجه‪ ،‬فيجلس‬ ‫منتظرا المرة القادمة!‬ ‫قبل شهر عرض عليه أحد سماسرة المعبر أن يخرجه‬ ‫المرة القادمة إذا ما دفع له ثالثة آالف دوالر‪ ،‬حينها‬ ‫ضحك عطا كثيرا فلو كان يمتلك نصفها لما فكر في‬ ‫مهرب من غزة‪.‬‬ ‫وأبو أحمد رجل خمسيني أكل منه الدهر ما أكل وتركه‬ ‫على أعتاب بيت من طابقين أكمل تبليط أرضيته دينا‬ ‫ولم يكتمل‪ ،‬وفي كل جلسة يترحم على يوميته التي‬ ‫كانت تصل إلى ثالثمائة شيكل حينما كان يعمل في بناء‬ ‫المستوطنات اإلسرائيلية ويردد جملته التي حفظناها‬ ‫عن ظهر قلب‪“ :‬كانت أيام عز‪ ،‬أرجع لخالتك أم أحمد‬ ‫وكيلو الجبنة البلدية معي أتعشى فيه على قعده‪ ،‬اهلل‬ ‫وكيلك‪ ،‬ال ضغط وال سكر‪ ،‬وال هموم‪ ،‬وفي جيبتي‬ ‫يومية بمية دوالر!”‬ ‫هل يعقل أن العمل في (إسرائيل) كان بدون هموم‪ ،‬هل‬

‫رشا فرحات‬ ‫يعقل‪ ،‬أم أن أبا أحمد خرفن ولم يعد يذكر‬ ‫سوى عد الشواكل‪ ،‬بعد أن أعمى الفقر‬ ‫بصيرته؟!‬ ‫أحــاول أنــا عبثا بينما ينكب عطا على‬ ‫نارجيلته صامتا‪ ،‬إقناع أبــو أحمد بأن‬ ‫المنطق الذي يحرم السيجارة هو نفسه‬ ‫الذي يحرم بنائه لمستوطنات إسرائيلية‬ ‫مقابل ثالثمائة شيكل في اليوم‪.‬‬ ‫صراخ زوجته يرتفع‪ ،‬وقد أضحى الصراخ‬ ‫في مدينتنا يرتفع ألتفه األسباب‪ ،‬وتمرد‬ ‫أبنائه يزداد‪ ،‬فلم يعد يكفيهم بيت بنصف‬ ‫تبليط‪ ،‬كانوا يودون لو كان والدهم موظفا‬ ‫في السلطة لكان وضعه اآلن أفضل‪.‬‬ ‫وأبو أحمد يردد مؤكدا كما في كل ليلة‬ ‫أن هذا لم يكن رأي أم أحمد قبل أن تغلق‬ ‫(إسرائيل) أبوابها في وجه عمال القطاع‪.‬‬ ‫تسمع همساته لنا فيرتفع صوتها مكذبة كالمه‪ ،‬يصرخ‬ ‫في وجهها‪ ،‬فتنقلب جلسة الكانون إلى شجار عائلي‪،‬‬ ‫يدخله أبناء أبو أحمد بحركة اعتيادية‪ ،‬فيعبثون بعقل‬ ‫أمهم حتى تهدأ ويهدئون من روع والدهم الذي يلقفهم‬ ‫بأوسخ الدعوات‪.‬‬ ‫يمر من أمامنا طيف أسود فنعرف أن شاهر عاد لتوه‬ ‫من رباطه‪ ،‬يلقي تحية بيده ويغيب‪ ،‬بينما نحملق به‬ ‫ثالثتنا ونستذكر حربا فقد فيها ثالثة من اخوته في‬ ‫الرباط‪ ،‬ولكنه رغما عن ذلك لم يتوقف‪ ،‬ينظر إلي عطا‪،‬‬ ‫ويقول‪ “ :‬فكرك يا ابن عم‪ ،‬احنا لسة واقفين على رجلينا‬ ‫بحس شاهر! شاهر بس الي مخلينا عايشين لليوم! “‬ ‫اهز رأسي‪ ،‬حينما استذكر ابتسامة شاهر التي ال تفارق‬ ‫وجهه رغم الوجع‪ ،‬واصراره رغم كل اليأس الذي يحيط‬ ‫بنا‪ ،‬وأتساءل‪ ،‬هل يرى شاهر عالما آخر ال نراه نحن؟!‬ ‫تقطع حبال تأمالتنا عودة صرخات أم احمد‪ ،‬وردود‬ ‫زوجها التي ال تخلو من ردح‪ ،‬وعدم اكتراثهما للتوقيت‬ ‫وازعاج الجيران!‬ ‫أنسحب أنا وعطا كما في كل ليلة‪ ،‬أضحك بأعلى‬ ‫صوتي‪ ،‬فيرتد صوت الضحكات في العتمة‪ ،‬حتى عطا‪،‬‬ ‫يضحك أيضا‪ ،‬وفي كل ليلة نأتي إلى هنا لنضحك على‬ ‫أبو أحمد‪ ،‬ونتأمل عودة شاهر‪ ،‬وندعو اهلل أن يفتح‬ ‫المعبر حتى يخرج عطا‪ ،‬ثم نضحك مجددا‬ ‫ونظل هكذا‪ ،‬نضحك ونبكي‪ ،‬ثم ندعو اهلل‪ ،‬ثم نضحك‪ ،‬ثم‬ ‫نبكي ربما سنظل هكذا أيضا إلى أن نموت!‬

‫“ما تبقى لكم”‪ ..‬ليست مجرد رواية‬ ‫ما تبقى لكم‪ ،‬هي اسم رواية لألديب الفلسطيني الشهيد‬ ‫غسان كنفاني‪ ،‬وهي التجربة الثانية لألديب في عالم‬ ‫الرواية‪ ،‬وقبل الحديث عن الرواية سأتحدث باختصار‬ ‫عن األديب البطل غسان كنفاني‪ ،‬وهو من مواليد عكا‬ ‫عام ‪1936‬م‪ ،‬صحفي وقــاص وروائ ــي‪ ،‬قام الموساد‬ ‫اإلسرائيلي في بيروت عام ‪1972‬م‪ ،‬وكان يبلغ من العمر‬ ‫‪ 36‬عام ًا‪ ،‬وذلك عن طريق تفجير سيارته‪.‬‬ ‫عرف عن كنفاني تناوله لمواضيع النضال والتحرر‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وكان عضواً في المكتب السياسي لجبهة‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬نزح مع عائلته عام ‪ ،1948‬وأقام في‬ ‫سوريا‪ ،‬ومن ثم أقام في لبنان‪ ،‬وحصل على الجنسية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬لم يكمل دراسته الجامعية‪ ،‬حيث انقطع عن‬ ‫دراســة األدب العربي في جامعة دمشق في سنته‬ ‫الدراسية الثانية‪ ،‬وقام جورج حبش بضمه إلى حركة‬ ‫القوميين العرب عام ‪1953‬م‪ ،‬عمل في مهنة التدريس‬ ‫االبتدائي في دولة الكويت‪ ،‬ليعود بعدها للعمل في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫تتحدث الرواية عن أسرةٍ فلسطينية من غزة‪ ،‬نزحت إلى‬ ‫غزة من مدينة يافا بعد أن استولى اليهود على المدينة‪،‬‬ ‫وأدى هذا النزوح إلى تشتت األسرة وتفتتها‪ ،‬الشخصية‬ ‫الرئيسية في الرواية هو حامد‪ ،‬واحدٌ من الشباب الذين‬ ‫يمثلون فلسطين‪ ،‬والذين كابدوا مأساة النزوح عام‬ ‫‪1948‬م‪ ،‬لم يستوعب حامد تلك األحداث لسرعة حدوثها‪،‬‬ ‫وكانت الشخصية الثانية مريم شقيقة حامد‪ ،‬ضاعت‬

‫أحالمها وآمالها وأموالها بضياع أرضها‪ ،‬ودخلت إلى‬ ‫حياة المعاناة والشقاء التي فرضت عليها بفعل النزوح‪.‬‬ ‫الشخصية الثالثة هو الخائن زكريا‪ ،‬وهو من دل الجنود‬ ‫الصهاينة على مكان سالم‪ ،‬وقام باستغالل غياب حامد‬ ‫عن البيت لينقض على مريم ويغتصبها‪ ،‬وانتهى به األمر‬ ‫إلى أن قتل على يد مريم الحرة الطاهرة‪ ،‬وهنا يظهر‬ ‫كنفاني بأن المرأة الفلسطينية رمز لألرض وصورة‬ ‫لفلسطين عندما تثور وتغضب‪.‬‬ ‫لم تأخذ الــروايــة الشكل التقليدي بتطور األحــداث‬ ‫وتسلسلها‪ ،‬بل بنيت على حدث تتقاطع فيه األمكنة‬ ‫واألزمنة وتتوافق وتتوازى تلك األحداث‪ ،‬قام كنفاني‬ ‫بخلق شخصيات روايته بعد مالحظته الدقيقة ألنماط‬ ‫سلوك ونفسيات األشخاص العاديين الذين يراهم‬ ‫ويتعامل معهم في يومه العادي‪ ،‬واستطاع غسان‬ ‫إلباس تلك الشخصيات ثوب الخلود في الساحة األدبية‬ ‫العظيمة‪ ،‬ألن تلك الشخصيات تجاوزت صفحات النقد‬ ‫ليتحدث الناس عنهم وكأنهم أشخاص حقيقيون كانوا‬ ‫بالفعل معهم‪.‬‬ ‫غسان كنفاني كان يشعر برحيله المبكر شأنه شأن‬ ‫مناضل فلسطيني‪ ،‬وتعلم بأن القلم هو البندقية‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫األقــوى‪ ،‬وكان هذا بالفعل‪ ،‬لتنتظره يد الغدر وتقوم‬ ‫بتفتيت جسده‪ ،‬لكنها لم تستطع محو كلماته وال اسمه‬ ‫من القلوب أو الذاكرة‪.‬‬ ‫‪http://mawdoo3.com‬‬

‫رغبة من ّا يف التفاعل والتواصل مع القراء واملهتمني الكرام ‪ ..‬يمكننا استقبال مشاركاتكم وآرائكم عرب الربيد االلكرتوني التالي ‪:‬‬

‫بديع‬ ‫الكالم‬ ‫إعداد‪ :‬ياسمين عنبر‬

‫الطباق‪:‬‬

‫يعين اجلمع بني معنيني متقابلني‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫أيقاظا‬ ‫( حييي ومييت)‪ ( ،‬وحتسبهم‬ ‫ً‬ ‫وهم رقود)‪.‬‬ ‫ومنه السماوات الطباق‪ :‬طبقة فوق‬ ‫طبقة‪.‬‬ ‫وقد جند للطباق مسميات أخرى عند‬ ‫أهل اللغة منها‪ :‬املطابقة‪،‬والتطبيق‪،‬‬ ‫والتضاد‪ ،‬والتكافؤ‪.‬‬ ‫ويقسم أهل اللّغة الطباق إىل حقيقي‬ ‫وجمازي‪ ،‬وكل منهما إما لفظي أو‬ ‫معنوي‪ ،‬وإما طباق إجياب أو طباق‬ ‫سلب‪.‬‬ ‫والطباق احلقيقي هو أن تأيت بألفاظ‬ ‫حقيقية كاجلمع بني امسني مثل‪(:‬‬ ‫أيقاظا وهم رقود)‪ ،‬أو بني‬ ‫وحتسبهم‬ ‫ً‬ ‫فعلني حنو قوله تعاىل‪( :‬تؤيت امللك من‬ ‫تشاء وتزنع امللك ممن تشاء)‪.‬‬

‫أقالم‬ ‫الشبكة‬

‫إبراهيم نصراهلل‬

‫ليست الرمزية قائمة يف األدب‬ ‫فقط‪ ،‬بل يف كثري من األشياء اليت‬ ‫نرضى هبا فرحني‪ ،‬مكتفني من‬ ‫ِ‬ ‫والشتاء بغيمة‬ ‫احلصان بصهيله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واحلرية باألغنية اليت‬ ‫عابرة‪،‬‬ ‫متتدح مجاهلا!‬ ‫نبال قندس‬ ‫نرحل عن‬ ‫حنن يا صديقيت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القلوب اليت تُوشك أن تتعلق بنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألننا يومًا ذُقنا طعم اخلُذالن املُ ِّر‬ ‫فنخشى على قلو ِبهم‪.‬‬ ‫‪Warda Alshanti‬‬ ‫من يقول حلقوق االنسان‪ ،‬ان‬ ‫الشهيد جهاد زهري ابو جاموس‪ ،‬هو‬ ‫الوحيد يف عائلته مبصر‪ ،‬وباقي‬ ‫العائلة من اب واخوة مكفوفني؟‬

‫‪Rash.Farahat222@gmail.com‬‬


‫مختارات‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫‪25‬‬

‫مسريات العودة‪ ..‬الشعب الفلسطيني يأخذ زمام املبادرة‬ ‫بعد سبعين عام ًا من االنتظار قرر الشعب الفلسطيني‬ ‫ال‬ ‫في الوطن والشتات‪ -‬أخذ زمام المبادرة بيده‪ ،‬متمث ً‬‫بالقول العربي المشهور «ما حكّ جلدَك ُ‬ ‫مثل ظف ِرك»‪،‬‬ ‫ومستنداً إلى تجارب شعوب كثيرة خاضت مثل هذا‬ ‫النوع من النضال السلمي ضد الظلم والعدُوان‪ ،‬ومنطلق ًا‬ ‫من بعض الحقائق‪.‬‬ ‫أولــى هذه الحقائق؛ مضيّ عقود من االنتظار في‬ ‫المنافي والشتات ذاق فيها كل أنواع األلم والمعاناة‬ ‫والحرمان‪ ،‬على أمل أن يتمكن من العودة إلى قراه‬ ‫ومدنه التي طرد منها بالقوة‪ ،‬ولم يتمكن الجئ واحد‬ ‫من تحقيق ذلك الحلم‪ ،‬بل الحق الطبيعي‪.‬‬ ‫فكم خاضت األنظمة العربية الرسمية من الحروب‬ ‫بهدف اقتالع (إسرائيل)‪ ،‬وتحرير فلسطين‪ ،‬وإرجاع‬ ‫الالجئين إلى ديارهم؛ بل إنها كلها فشلت في تحقيق‬ ‫أي هدف منها‪ ،‬واألدهى واألمر أننا كفلسطينيين كنا‬ ‫ندفع ‪-‬في كل مرة‪ -‬أثمانا باهظة لتسديد فاتورة الفشل‬ ‫الرسمي العربي‪.‬‬ ‫فكانت النكبة والنكسة وكان اللجوء والنزوح‬ ‫والرحيل والشتات‪ ،‬وما زال األمر مستمرا حتى‬ ‫األمس القريب‪ ،‬عندما دفع الفلسطينيون أثمان ًا‬ ‫عالية من األرواح والممتلكات‪ ،‬نتيجة الصراع في‬ ‫المنطقة بين الثورات والثورات المضادة‪.‬‬ ‫وثانيتها تتعلق بالقانون الدولي؛ فرغم كل ما‬ ‫يعتري المجتمع الدولي من االنحياز ‪-‬وخاصة‬ ‫فإن القرارات الدولية سواء‬ ‫في حالة (إسرائيل)‪ّ -‬‬ ‫الصادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‬ ‫أو مجلس األمــن؛ جــاءت لتؤكد في مناسبات‬ ‫عديدة حقَّ الفلسطينيين الثابت في عودتهم إلى‬ ‫أراضيهم وديارهم التي هجروا منها‪.‬‬ ‫ولعل أشهر هذه الوثائق هو القرار األممي رقم ‪١٩٤‬‬ ‫والصادر في ديسمبر‪/‬كانون األول من عام ‪ ،١٩٤٨‬أي‬ ‫بعد النكبة بشهور فقط‪ .‬ومؤخراً أكد هذا الحق مدير‬ ‫عمليات وكالة غوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين‬ ‫(األونروا) في غزة ماتياس شمالي‪ ،‬وذلك في رسالة‬ ‫موجهة إلى اللجنة الوطنية لمسيرة العودة‪ ،‬ردّاً على‬ ‫رسالة وجهتها األخيرة إلى األمين العام لألمم المتحدة‬ ‫أنطونيو غوتيريش طلب ًا للدعم الدولي‪.‬‬ ‫فقد قال شمالي في رسالته إن «فكرة المسيرة الكبرى‬

‫من الممكن أن تتحول إلى مبادرة قوية إذا تم تبينها الدولي ‪-‬بكل مكوناته‪ -‬أمام مرآة الحقيقة‪ ،‬وأن يواجه‬ ‫بصدق»‪ ،‬وأضاف أن «وكالة األمم المتحدة تدعم حق هذا الكيان العنصري بصدوره العارية ويديه الفارغتين‬ ‫الفلسطينيين في التجمع واالحتجاج السلمي»‪ ،‬ولمَ ال في مسيرات سلمية بالمطلق‪ ،‬وهذا ما أكدته كل أدبيات‬ ‫«مسيرة العودة الكبرى» الخاصة والعامة‪.‬‬ ‫فهي من أهم الشواهد الباقية على قضية الالجئين‪.‬‬ ‫أما حقيقة وواقع اإلجماع الوطني ‪-‬بما فيه أصحاب فشعبنا يعلم مسبق ًا ويقين ًا أن (إسرائيل) ستفشل في‬ ‫المشروع أنفسهم‪ -‬فقد اعترفوا بأن مشروع التسوية اختبار الحقيقة‪ ،‬ولن تصمد كل مساحيقها التجميلية‬ ‫شعب بحقه األصيل في العودة‬ ‫ال ذريع ًا في تحقيق أمــام حــرارة إيمان‬ ‫ٍ‬ ‫السلمية عبر المفاوضات فشل فش ً‬ ‫وطن حُرّ‪ ،‬ولعل القيادة اإلسرائيلية لم تتمكن من‬ ‫إلى‬ ‫ٍ‬ ‫أي من أهداف شعبنا‪ ،‬ولو بالحد األدنى‪.‬‬ ‫إخفاء مظاهر القلق الصهيوني من هذا النشاط الشعبي‬ ‫وهذا اإلجماع يتزامن مع إدراك الغالبية أن المقاومة‬ ‫السلمي‪ ،‬وذلك منذ اليوم األول لإلعالن عنه؛ حيث‬ ‫المسلحة ‪-‬في ظل األجــواء المعقدة وطنيا وإقليميا‪،‬‬ ‫كثفت القيادة األمنية اإلسرائيلية أنشطتها في المناطق‬ ‫واالنشغال الدولي بإعادة رســم النظام العالمي‪-‬‬ ‫الحدودية لدراسة السيناريوهات المتوقعة‪.‬‬ ‫ستكون تكلفتها باهظة جداً‪ ،‬وقد ال تحقق أهدافها اآلنية‪.‬‬ ‫كما أن المتابع لألمر يلحظ وجــود اتصاالت دولية‬ ‫بكل‬ ‫أن المقاومة‬ ‫طبع ًا هذا اإلدراك يأتي على قاعدة ّ‬ ‫مكثفة مع القيادات في غزة‪ ،‬لالستفسار عن طبيعة هذا‬ ‫يقرر‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫فقط‬ ‫أشكالها حق مشروع لشعبنا‪ ،‬وشعبنا‬ ‫النشاط والضمانات الكفيلة بسلميته‪ ،‬و»التحذير» من أي‬ ‫اختيار شكل المقاومة الصالح لهذه اللحظة أو تلك‪ ،‬فهو تطورات قد تحرف األمور عن المسار المرسوم لها‪ ،‬بل‬ ‫إن األمر تطور إلى‬ ‫استعمال البعض‬ ‫لــغــة «الــتــهــديــد‬ ‫«حنن الفلسطينيني أمام خطوة إستراتيجية يف إدارة الصراع‬ ‫َّ‬ ‫المبطن بحرمان‬ ‫غزة من أي فرص‬ ‫مع االحتالل‪ ،‬ويسعى اجلميع إلجناحها وحتقيق أهدافها‪ ،‬وهذا‬ ‫لتخفيف الحصار‬ ‫النجاح ‪-‬من وجهة نظري‪ -‬حيتاج إىل مقومات يتوافق عليها‬ ‫ال»‪.‬‬ ‫مستقب ً‬ ‫اجلميع‪ ،‬ليس أقلها‪ :‬وطنية احلراك وجتنب أي مظاهر حزبية‪،‬‬ ‫وقــد بــدت مظاهر‬ ‫الـــقـــلـــق بــشــكــل‬ ‫إىل جانب االستمرارية»‬ ‫أوضـــــــــــح فــي‬ ‫حـــجـــم الــعــمــل‬ ‫االســـتـــخـــبـــاري‬ ‫مــن طــرف العدو‬ ‫االنتقال من مربع إلى مربع آخر فقط‪.‬‬ ‫إلحباط هذا الحراك‪ ،‬حيث اعترف مؤخرا أحد العمالء‬ ‫شعبنا‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫كما تزامن ذلك مع إدراك الغالبية‬ ‫يعمل سائق تاكسي بأنه مكلف بنشر الشائعات بين‬ ‫يمتلك‬ ‫عدونا‬ ‫أن‬ ‫واألصدقاء‪-‬‬ ‫ومعهم الكثير من الحلفاء‬‫ّ‬ ‫الناس لتخذيلهم عن المشاركة‪ ،‬كما قام ضباط أمن‬ ‫على‬ ‫وقهره‬ ‫ظلمه‬ ‫ليمارس‬ ‫الكثير من عناصر القوة‬ ‫إسرائيليون باالتصال مع شركات النقل وتهديدهم‬ ‫شعبنا‪ ،‬ولكنه في نفس الوقت يعاني من نقاط ضعف وأسرهم بالويل والثبور وعظائم األمور إن هم شاركوا‬ ‫كثيرة‪ ،‬ولعل من أبرزها الصورة التي سوّقها لنفسه في نقل المتظاهرين‪.‬‬ ‫بوصفه «الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة‪ ،‬ورغم كل محاوالت االحتالل إلفشال هذه المسيرات‬ ‫والتي تدافع عن حقوق اإلنسان وتُعنى بحرية التعبير»‪ .‬فإنها جاءت حراكا وطنيا بامتياز‪ ،‬يشارك فيه الجميع‪:‬‬ ‫ولذا جاء قرار الشعب هذه المرة بأن يضع المجتمع فصائل وقوى‪ ،‬ومؤسسات رسمية وأهلية‪ ،‬وشباب‬

‫باسم نعيم‬ ‫عضو مكتب العالقات‬ ‫الدولية يف حركة حماس‬ ‫وشيوخ‪ ،‬ورجال ونساء وأطفال‪ ،‬في الوطن والشتات‪.‬‬ ‫وهذه المرة لن يُرفع إ ّال العلم الفلسطيني‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫إصــرار كل المشاركين على سلمية المسيرات‪ .‬وهنا‬ ‫يأتي التركيز األكبر على ساحة غزة ألسباب كثيرة‪،‬‬ ‫لها عالقة بالجغرافيا والمعادلة السياسية الداخلية‪،‬‬ ‫وإمكانيات العمل على الحدود في اإلقليم‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫كله موقف االحتالل وإمكانيات انفجار الهدوء الحذر في‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫فرغم أننا ‪-‬نحن الفلسطينيين‪ -‬أمام خطوة إستراتيجية‬ ‫في إدارة الصراع مع االحتالل‪ ،‬يسعى الجميع إلنجاحها‬ ‫وتحقيق أهدافها؛ فإن هذا النجاح ‪-‬من وجهة نظري‪-‬‬ ‫يحتاج إلى مقومات يتوافق عليها الجميع‪ ،‬ليس أقلها‪:‬‬ ‫وطنية الحراك وتجنب أي مظاهر حزبية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫االستمرارية واالستدامة‪.‬‬ ‫واألهم هو سلمية الحراك‪ ،‬فأي عنف ‪-‬مقصود أو غير‬ ‫مقصود‪ -‬سيكون هدية من السماء لالحتالل‪ ،‬ليبرر‬ ‫عدوانه وإجهاض هذه الخطوة التاريخية التي يمكن أن‬ ‫تحشره في الزاوية على المستوى الدولي‪.‬‬ ‫فياله من مشهد تاريخي يبعث في النفس نشوة وطنية؛‬ ‫أن نشاهد الجموع تتحرك (شيبا وشبان ًا‪ ..‬رجا ًال ونساء)‬ ‫نحو السلك الزائل‪ ،‬ليعيد الفلسطينيون صياغة القصة‬ ‫التي س ُّطرت قبل آالف السنين‪ ،‬ولينتصر داود الفلسطيني‬ ‫على جالوت اإلسرائيلي ويهزم الكفُّ المِخرزَ‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬الجزيرة نت‬

‫يحمون الذاكرة الفلسطينية أيضاً‬ ‫غيرها‪ ،‬الهم األســاس‪ ،‬والموضوع المركزي‪ ،‬وإذا ما‬ ‫خير ياسين‪ ،‬رجا أبو ريــة‪ ،‬خديجة شواهنة‪ ،‬رأفت على األرض‪ ،‬بال مهادنة أو مساومة‪.‬‬ ‫الــزهــيــري‪ ،‬حسن طــه‪ ،‬خضر خــايــلــة‪ ،‬هــم شهداء يذكّرنا مشهد السائرين إلى حيث أمكنتهم األولى‪ ،‬آالفا استعادت القضية الفلسطينية عناوينها األولى‪ ،‬بعد‬ ‫احتجاجات يوم عظيم من أيام شعب فلسطين الصامد من سكان غزة‪ ،‬ومشاهد التظاهرات ضد االحتالل في أن خيض كثيرا في أسئلة السلطة والتنازع عليها بين‬ ‫في أرضه التي قامت عليها دولة (إسرائيل)‪ ،‬بالنهب بعض الضفة الغربية‪ ،‬وكذا مسيرات حرّاس الداخل هنا وهناك‪ ،‬بين هذه وتلك‪ ،‬بين هذا وذاك‪ ،‬كما شوهد‬ ‫والضم والطرد في ‪ ،1948‬لمّا أقدمت هذه على مصادرة الفلسطيني إلحياء ذكــرى يــوم األرض‪ ،‬وقــد زارت ويُشاهد منذ أزيد من عقد‪ ،‬في غضون االنقسام المخزي‪.‬‬ ‫دونماتٍ في سخنين وعرّابة وغيرهما‪ .‬وارتقى‪ ،‬يوم فاعلياتٌ منهم قبور شهداء ذلك النهار‪ ،‬تذكّر هذه كلها صحيحٌ أن الفلسطينيين مولعون بالرموز‪ ،‬بالتناجي‬ ‫الجمعة شهداء‪ ،‬في ذكــرى تلك الجريمة‪ ،‬في «يوم بالحقيقة التي يُراد إهمالها‪ ،‬وهي أن النضال الفلسطيني‪ ،‬الوجداني‪ ،‬بالفلكلوري والموروث‪ ،‬بالغنائيات‪ .‬ولعل‬ ‫األرض» ذاك قبل ‪ 42‬عاما‪ ،‬محمد النجار ووحيد أبو كفاحا مسلحا وحفاظا على الهوية ضد المحو والتغييب‪ ،‬هذا ما يجعلهم منشدّين دائما إلى هذه الذكرى وتلك‬ ‫كالم‬ ‫سمور ومحمود أبو معمر ومحمد أبو عمر وأحمد عودة كان من أجل إعادة الالجئين إلى ديارهم‪ ،‬وتحرير حيفا الذكرى‪ ،‬لالستيحاء من كل واحــدة ما يلزم من ٍ‬ ‫وإنشا ٍء يُرضي الــذات الجريحة‪،‬‬ ‫وجهاد قرنية ومحمود سعدي وإبراهيم‬ ‫ّ‬ ‫ويغطي على عج ٍز مقيم وقائم‪.‬‬ ‫أبو شعر وعبد الفتاح بهجت وعبد القادر‬ ‫ولكن ما حدث نهار الجمعة غير‬ ‫الحواجري وحمدان أبو عمشة وجهاد أبو‬ ‫سكان‬ ‫من‬ ‫آالفا‬ ‫األوىل‪،‬‬ ‫أمكنتهم‬ ‫حيث‬ ‫إىل‬ ‫السائرين‬ ‫مشهد‬ ‫ّرنا‬ ‫ك‬ ‫يذ‬ ‫وإن يبدو‬ ‫كبير‪،‬‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫إلــى‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫جاموس ونــادر الصباغ وناجي عبداهلل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫غزة‪ ،‬ومشاهد التظاهرات يف بعض الضفة الغربية‪ ،‬وكذا مسريات‬ ‫مشحونا بتعبيراتٍ رمزيةٍ ماثلةٍ‬ ‫قضوا برصاص المعتدي نفسه‪ ،‬جيش‬ ‫في «ذك ــرى يــوم األرض»‪ .‬ليس‬ ‫مهنة له‪.‬‬ ‫االحتالل الذي ال يعرف غير القتل ً‬ ‫حراس الداخل الفلسطيين‪ ،‬تذكّر هذه كلها باحلقيقة اليت ُيراد‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينيون مغرمين بالموت‬ ‫في‬ ‫كانت التظاهرات الشعبية ذلك النهار‬ ‫إمهاهلا‪ ،‬وهي أن النضال الفلسطيين‪ ،‬كفاحا مسلحا وحفاظا على‬ ‫إلى الحد الــذي يأخذون شبابهم‬ ‫‪ 1976‬سلمية‪ ،‬في إضــراب عام ومسيرات‬ ‫اهلوية ضد املحو والتغييب‪ ،‬كان من أجل إعادة الالجئني‬ ‫إليه‪ ،‬عندما يتوجه آالفٌ منهم‬ ‫حاشدة‪ ،‬وكانت مسيرة نهار الجمعة‪ ،‬عند‬ ‫حزام حدودي مع قطاع غزة‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫حــدود قطاع غــزة مع األراضــي المحتلة‬ ‫ٍ‬ ‫يقابل جيش االحتالل ودولته التي‬ ‫في ‪ ،1948‬سلمية أيضا‪ ،‬بمشاركة آالف‬ ‫ليس هناك ما هو أيسر عليها من‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬غالبيتهم من الفتية والشبان‬ ‫الذين عرفوا معاني اللجوء والطرد من بلداتهم ومدنهم وعكا والناصرة‪ ،‬وعموم األرض التي أرادها الصهاينة استخدام الرصاص‪ .‬ولكن أقدار الفلسطينيين هكذا‪ ،‬أن‬ ‫وقراهم األصلية من ذويهم وكبار عائالتهم‪ .‬وبذلك‪ ،‬األوائل لدولتهم التي لم يعترض هيرتزل أن تقوم في يكونوا منذورين لشهوة القتل عند عدوهم المتوحش‬ ‫يصبح الجوهري في فعاليات «مسيرة العودة وكسر أوغندا‪ .‬وتذكّرنا مشاهد نهار الجمعة‪ ،‬وهو يومٌ عظيمٌ الذي يستأنس المتحدث باسم جيشه‪ ،‬أفيخاي أدرعي‪،‬‬ ‫الحصار»‪ ،‬التي بدأت الجمعة‪ ،‬والمرتقب استمرارها إلى جديدٌ في مسار الكفاح الفلسطيني المديد والصعب‪ ،‬بأن عشية مسيرة الجمعة‪ ،‬بفتاوى مشايخ سعوديين‬ ‫يوم ذكرى النكبة في منتصف مايو‪ /‬أيار المقبل‪ ،‬هو في وسع الفلسطينيين أن يكونوا بدنا واحدا ويحملوا عن حرمة المظاهرات باعتبارها من أمور الكفار‪ .‬ثم‬ ‫راية واحدة‪ ،‬إذا ما صارت مقاومة (إسرائيل)‪ ،‬وال شيء في ظهيرة الجمعة‪ ،‬يغادر سماجته هذه‪ ،‬ويكذب قدّام‬ ‫حماية األساسي في الصراع مع (إسرائيل)‪ ،‬أي الوجود‬ ‫ً‬

‫معن البياري‬ ‫كاتب وصحفي من األردن‬ ‫مشاهدي «الجزيرة» إن (إسرائيل) تحافظ على أمنها‬ ‫وسيادتها‪.‬‬ ‫كيف سيبني الفلسطينيون في أرضهم هناك‪ ،‬الموحدة‬ ‫الوجدان‪ ،‬في القطاع والضفة والداخل‪ ،‬حركيتهم بعد‬ ‫الذي صار يوم الجمعة؟ ما الذي ستتجه إليه الفعاليات‬ ‫النضالية والكفاحية‪ ،‬المدنية والشعبية‪ ،‬في أفق‬ ‫المخطط له ضمن تظاهرات «مسيرة العودة وكسر‬ ‫الحصار»؟ سؤاالن برسم من هم أدرى باإلجابة عنها‪،‬‬ ‫واألدرى بشعاب المسألة كلها‪ ،‬فليس من األخالق أن‬ ‫يُصدر واحدنا‪ ،‬منا نحن البعيدين عنهم‪ ،‬المقيمين على‬ ‫همهم ووجدانهم‪« ،‬ينبغياتٍ» إليهم‪ ،‬ليفعلوا هذا وال‬ ‫يفعلوا ذاك‪ ..‬ال‪ ،‬هم الذين يقدّمون لنا الدروس‪ ،‬بالثبات‬ ‫في الوطن‪ ،‬وبحماية العزيمة‪ ،‬وقبل ذلكما وبعدهما‪،‬‬ ‫بحماية الذاكرة الفلسطينية أوال ودائما‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬صحيفة العربي الجديد‬


‫‪26‬‬

‫رأي‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫رسائل دماء شهداء العودة ‪..‬‬ ‫عائدون عائدون‬ ‫غسان الشامي‬ ‫خرج الفلسطينيون عن بكرة أبيهم مشتاقين إلى أرضهم وديارهم مشتاقين‬ ‫إلى تراب حيفا وعكا والمجدل ويافا وصفد وبربرة وبرير وكافة قرانا‬ ‫وديارنا التي هجرنا منها تحت سياط المجازر والقتل والقنابل في نكبة عام‬ ‫‪. ١٩٤٨‬‬ ‫إن الدماء الطاهرة الزكية التي سالت في مسيرات العودة الكبرى على حدود‬ ‫قرانا ومددنا المحتلة وروت ثرى هذه األرض الطيبة حملت رسائل الثبات‬ ‫والصمود والوفاء والتحدي من قلب الميدان‪ ،‬هذه الدماء حملت رسائل في‬ ‫وجه االحتالل الصهيوني وفي وجه العالم والمجتمع الدولي أننا لن نفرط‬ ‫في أرضنا وثوابتنا وأننا سنواصل مقاومتنا في وجه الكيان؛ ورسالة‬ ‫أخرى مهمة للعالم وأن الضغط واالنفجار الشعبي في غزة لن يكون إال في‬ ‫وجه االحتالل‪ ،‬وسيقتلع شعبنا الحدود والسدود واألسالك الزائلة من أجل‬ ‫أرضنا ومن أجل ديارنا التي هجرنا منها عام ‪1948‬م‪.‬‬ ‫إن مسيرات العودة أحدثت صدى كبيرا في كافة أرجــاء العالم‪ ،‬بل إن‬ ‫الدماء التي سالت والحشود التي خرجت هي رسالة شعب ينبض بالجهاد‬ ‫واالستشهاد والمقامة‪ ،‬حملت رسالة رفض لكافة مشاريع التسوية والتوطين‬ ‫والتشريد ورسالة رفض واستنكار لمشروع صفقة القرن األمريكية‪ ،‬بل‬ ‫حملت رسالة للقدس والمسجد األقصى المبارك أننا عائدون عائدون‪ ،‬وبإذن‬ ‫اهلل سترجع أرضنا وستزول الحدود والحواجز اإلسمنتية التي تفصلنا عن‬ ‫قرانا ومدننا التاريخية‪.‬‬ ‫إن األرض هي العمق االستراتيجي لإلنسان الفلسطيني المتجذر فيه منذ‬ ‫آالف السنين‪ ،‬هذه األرض رغم ما تمر به من أحداث وأعاصير سياسية‬ ‫كبرى لها جاذبية خاصة تجذب اإلنسان الفلسطيني‪ ،‬وال يدوم عليها محتل‪،‬‬ ‫ومنذ فجر التاريخ تعرضت للنكبات السياسية‪ ،‬وتعرضت للغزوات الكثيرة‬ ‫وحررت‪ ،‬ولم يتبقَ على أرضنا سوى الصهاينة اليهود وستحرر بإذن اهلل ‪..‬‬ ‫إن شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده ضرب في يوم األرض عبر حشْد‬ ‫مسيرات العودة في الداخل والخارج ‪ -‬أروع معاني العزة والصمود والبقاء‬ ‫والدفاع عن أرضه كما هويته الوطنية‪ ،‬من خالل بقاءه وصموده فوق أرضه‬ ‫ودفاعه عنها‪ ،‬وإصراره على هويته الوطنية‪ ،‬بكل مكوناتها‪ ،‬أمام هذه الهجمة‬ ‫الصهيونية ‪ -‬األمريكية على أرضنا ومقدساتنا وعلى كل مكونات مورثنا‬ ‫الثقافي وفي مقدمته القدس‪.‬‬ ‫لقد شكلت مسيرات العودة قلقا وإزعاجا للعدو وللجنود المدججين بالسالح‬ ‫والذين واجهوا الحشود البشرية بالنار والرصاص من خلف الجدر و التالل‬ ‫الرملية ‪ ..‬هذه المسيرات السلمية أزعجت الكيان أمام المجتمع الدولي؛ عندما‬ ‫يقتل الجنود الصهاينة ‪ 16‬فلسطينيا ويصيب أكثر من ‪ 1500‬مواطن خالل هذه‬ ‫المسيرات خرجوا مسلمين وبصدورهم العارية مطالبهم هي العودة إلى‬ ‫أرضهم وأرض أجدادهم وآبائهم‪.‬‬ ‫لقد شهد العدو بنجاح مسيرات العودة ووصول رسالتها للعالم والمجتمع‬ ‫الدولي بل وأزعجت هذه الحشود الجنراالت الصهاينة وأرهبت من الجماهير‬ ‫التي وصلت الحدود خاصة األجيال الجديدة عندما يشاهد أرضه السليبة؛‬ ‫فقد قال الصحفي (اإلسرائيلي) (عاموس هرائيل) في صحيفة (هآرتس)‬ ‫العبرية إن أحداث غزة جلبت قدرا من االهتمام الدولي بعد أشهر من عدم‬ ‫االكتراث بما يحدث من مأساة في غزة حيث طالب األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة (أنطونيو غواتيريز) بإجراء تحقيق مستقل في مالبسات القتل في‬ ‫غزة‪ ،‬وأوضح (هرائيل) أن حركة حماس نجحت في إعادة غزة إلى واجهة‬ ‫الخطاب الدولي‪ ،‬ونجحت في تشتيت رأي الجيش اإلسرائيلي في وقت متفجر‬ ‫مثل (عيد الفصح)‪ ،‬وقد وجدت حماس طريقة أكثر فعالية لالحتكاك مع‬ ‫الجيش اإلسرائيلي‪ ،‬مقارنة بنيران الصواريخ والهجمات باستخدام األنفاق‪،‬‬ ‫وقال الجنرال الصهيوني ( تال ليف‪-‬رام ) الضابط العسكري الصهيوني‪ ،‬أن‬ ‫المسيرات الفلسطينية في كشفت أن غزة تجد نفسها في هذه المرحلة في‬ ‫النقطة األكثر حرجا لها منذ انتهاء الحرب األخيرة عام ‪ ،2014‬مما يجعل الكيان‬ ‫الصهيوني معني أكثر من سواها في البحث عن طرق وأساليب لتقليص‬ ‫المخاطر المتوقعة عن حدوث تصعيد عسكري في القطاع مشددا على أن‬ ‫مسيرات العودة تصدرت الجدل السياسي واإلعالمي في الكيان‪ ،‬وفرضت‬ ‫على الجيش حالة من االستنفار واالستعداد غير المسبوقة منذ سنوات‪ ،‬فيما‬ ‫رأى «يوآف ليمور» الخبير العسكري إن مسيرات العودة الفلسطينية شكلت‬ ‫تحديا حقيقيا وجادا للقوات العسكرية الصهيونية‪ ،‬و أن هذه المسيرات‬ ‫أدخلت الكيان مرحلة من عدم اليقين اتجاه األوضاع المتفجرة في غزة‪،‬‬ ‫والخشية من التدحرج لمرحلة من التصعيد التدريجي اآلخذ باالتساع مع‬ ‫مرور الوقت‪ ،‬السيما وأن هذه المظاهرات لها أبعاد استراتيجية‪.‬‬ ‫وختاما ‪ ..‬سنعود إلى أرضنا حتما بإذن اهلل‪ ،‬ولن يمنعنا عن حقنا في أرضنا‬ ‫أحدا‪ ،‬وسنواصل جهادنا وكفاحنا ضد العدو في كل الساحات والميادين‪،‬‬ ‫وستكون الحدود الزائلة هي ميادين المواجهة المتواصلة مع الكيان‬ ‫الصهيوني وسنقتلع هذه األسالك الشائكة بأسناننا وأظافرنا حتى نصل‬ ‫إلى أرضنا ومدننا وقرانا المهجرة ‪ ..‬رحم اهلل شهداء مسيرات العودة والشفاء‬ ‫العاجل للجرحى والمصابين وستتواصل الحشود وستتواصل المواجهات‬ ‫واالشتباك مع العدو الصهيوني من المسافات القريبة‪.‬‬

‫مسرية العودة الكربى وحرب الحدود السلمية‬ ‫معاذ العامودي‬ ‫بعد النكبة ‪ 1948‬واكب الفلسطينيون الفالحون في القرى المجاورة لغزة‬ ‫العودة لها بشكل شبه يومي لسقايتها وعنايتها وتفقّد زراعتها‪ ،‬يتسلّلون‬ ‫ويتسلسلون لها‪ ،‬انتبه وقتها أرئيل شارون لهذا الذهاب المستمر إلى البالد‪،‬‬ ‫حيث بدأت الحالة تكبر وتتخذ طابعًا إنسانيًا محرجًا لالحتالل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫فشكل الوحدة ‪ 101‬لتنفيذ حالة قذرة خارجة عن سياق القانون‪ ،‬تضمنت‬ ‫مهاجمة الفلسطينيين العائدين أو الذاهبين لقراهم التي هجروا منها‬ ‫وقتلهم‪ ،‬حتى انتهت الحالة وتوقفت‪ ،‬هكذا كتب محمود درويش عن الشهيد‬ ‫أحمد الزعتر الذي عاش مترددًا على أرضه بين اللجوء والغربة والعودة‬ ‫قائل‪« :‬وأنا الذهاب المستمر إلى البالد» أي ال تقطعوها بهجرانكم‬ ‫المتقطعة ً‬ ‫لها‪ ،‬وأسرجوا على حدودها قناديلكم‪.‬‬ ‫أين ذهبت الرواية األصلية؟‬ ‫طبيعي ما حصل اليوم‪ ،‬فحين يطول أمد االحتالل تبدأ الرواية األصلية‬ ‫بالتقادم‪ ،‬وينشئ االحتالل روايات فرعية يروجها عبر تجييش مناصريه‬ ‫ومحيطه لروايات‪ ،‬يقلب من خاللها الحقائق ويحول المظلوم إلى ظالم‪،‬‬ ‫كما حصل تمامًا في القضية الفلسطينية حين يصوِّر االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫المستوطنين بـ»المدنيين» والفلسطينيين أصحاب األرض الحقيقيين‬ ‫بـ»اإلرهابيين» الذين يقتلون المدنيين‪.‬‬ ‫في هذه المرحلة تظهر حاجة الضعيف للمظاهرات السلمية إلعادة الرواية‬ ‫األصلية إلى الناس من جديد‪ ،‬ال يعني ذلك أن الخيار المسلح مرفوض‪،‬‬ ‫بل هو الخيار الذي يغذي الحركات السلمية بعد عودة الرواية األصلية‬ ‫ألصحاب األرض والناس‪.‬‬ ‫ليس بالضرورة أن تتطابق نتائج مسيرة العودة الفلسطينية لنتائج‬ ‫مسيرة الملح في الهند أو مسيرة سقوط جدار برلين أو المسيرة الخضراء‬ ‫في المغرب‪ ،‬لكن الضروري أن تعود الرواية األصلية بفاعليها الجدد‬ ‫للواجهة من جديد‪ ،‬فلسطين القضية المركزية‪ ،‬األرض على بعد أمتار‬ ‫والعودة‪.‬‬ ‫أين ذهب جيل النكبة؟‬ ‫تقادَم جيل النكبة الفلسطينية حتى ذهب معظمه‪ ،‬مع هذا التقادم تعايش‬ ‫الجيل الجديد بالوقائع التي تشكلت معه وغابت عنه ارتباطات التاريخ‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كان عليه أن يعود لمفهوم الصراع‪ ،‬ال أن يعيد مفهوم االحتالل‪،‬‬ ‫وهنا يلزمه مواجهة االحتالل وإدارة صراعه بأساليب جديدة‪ ،‬ولعل الزخم‬ ‫المحيط بالحدث يعطي الحدث زخمًا أيضًا‪ ،‬غابت حدود القرية والمدينة‪،‬‬ ‫حين تعايش الفلسطيني بواقعه الجديد‪ ،‬تأقلم‪ ،‬وقدم أكبر تنازل‪ ،‬وغابت‬ ‫عنه تساؤالت مهمة طرحها أجداده‪ :‬من أعدم الشبان الثالثة في سجن عكا؟‬ ‫من أين جاء عز الدين القسام ألحراش يعبد؟ وكيف قتل مصطفى حافظ؟‬ ‫كيف حدثت النكبة؟‬ ‫عليه أن يعود ليرتبط جذريًا باألحداث‪ ،‬ومسيرات العودة التي خرجت‬ ‫جاءت قبل أن تتقادم الجغرافيا كما تقادم التاريخ على الفلسطيني والعربي‪.‬‬ ‫في مشهد اليوم من مسيرات العودة وحّد الغاز الذي ألقته الطائرات‬ ‫اإلسرائيلية الجيل الجديد‪ ،‬ونزعت منه حدة اإليديولوجيا الداخلية تجاه‬ ‫نظرته للتفاصيل الحياتية واالنقسام السياسي واالجتماعي‪ ،‬إلى منهج‬ ‫الذهاب المستمر نحو بالده التي شرّد منها‪ ،‬هذا الحدث يخلخل من جديد‬

‫عقدة االحتالل اإلسرائيلي التي صاحبته على مدار نشأته منذ التكوين‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬عقدة الشرعية باعتباره ليس مدافعًا عن أرض له‪ ،‬بل معتديًا‬ ‫على من يريد العودة ألرضه‪.‬‬ ‫أين ذهبت فعالية القيادة؟‬ ‫كان االحتالل اإلسرائيلي يراهن على المرحلة التي تفقد فيها القيادة‬ ‫الفلسطينية فعاليتها‪ ،‬وتفلت من يدها زمام مبادرة األحداث‪ ،‬وتتشنج في‬ ‫حل األزمات التي تنشطر عنها كل يوم أزمة جديدة‪ ،‬لكن مسيرات اليوم‬ ‫أعادت الحراك للقيادة‪ ،‬ونقلتها من طور رد الفعل إلى الفعل بحد ذاته‪.‬‬ ‫فالذي يجلس في قائمة االنتظار لألحداث هو االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وإن‬ ‫تطابق الفعل الشبابي مع الفعل القيادي الفلسطيني سيضع االحتالل في‬ ‫موضع الضعف من جديد‪ ،‬وهو الذي غذى االنقسامات على طول مسار‬ ‫الصراع الفلسطيني العربي معه‪ ،‬وغذى كل األقليات في الدول العربية‬ ‫لتنمو بعيدًا عن فعالية القيادة الفلسطينية بمركزية مطالبها نحو التحرر‪،‬‬ ‫وظهور أي قيادة جديدة تنطلق من مسار الذهاب المستمر على البالد‬ ‫سيقضي على آمال االحتالل اإلسرائيلي في أي صفقات دائمة ونهائية‬ ‫يحاول تمريرها للخالص من الفلسطيني‪.‬‬ ‫أين ذهبت املدركات الجمعية العربية؟‬ ‫السؤال األخير المطروح في هذا المقال‪ ،‬بعد سنوات االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫مقبول في البيئة العربية المحيطة‪ ،‬بعدما‬ ‫السبعين هل نجح باعتباره جسمًا‬ ‫ً‬ ‫حقق تقدمًا في مجاالت مختلفة ترابط فيها مع بعض مصالح العرب؟ وهل‬ ‫نجح في تغييب صورة الصراع عن الذاكرة اآلنية التي تتشكل لألجيال‬ ‫العربية الجديدة؟‬ ‫فقضية فلسطين برمزياتها ظلت حاضرة في بيوت العرب من الغرب‬ ‫إلى الشرق‪ ،‬لكنها غابت عن الذاكرة الجمعية الحديثة‪ ،‬وقد جاءت مسيرات‬ ‫الحدود لتعيد تنشيط اللوحات المعلقة لفلسطين واألوشحة المطرزة‬ ‫للكوفية السمراء والكتب المتغبّرة لمحمود درويش في بيوت الشباب‬ ‫العربي‪ ،‬أعادت المسيرات إحيائها من جديد وتطوير فعاليتها‪ ،‬بما يستوجب‬ ‫استجالب األدوات الجديدة الالزمة إلحياء هذا الصراع الطويل معها‬ ‫وبحضور المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫جاءت المسيرات كاشفة‪ ،‬راهن الجميع على إخمادها بعد قرار ترامب بإعالن‬ ‫القدس عاصمة لالحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬جاءت واضحة بحيث ال يستطيع‬ ‫أي رئيس أو زعيم عربي تحمل تبعيات والئه في الصف المضاد للذاكرة‬ ‫الجمعية للشعوب العربية التي أحيتها المسيرات‪ ،‬ولعل توسع بقعة‬ ‫المسيرات نحو الضفة والداخل والخارج هو إعادة إحياء المدركات الجمعية‬ ‫العربية‪ ،‬من خالل الذهاب الفلسطيني المستمر إلى البالد‪.‬‬ ‫شكل أكثر تطورًا‪ ،‬وسينتقل لدول عربية‬ ‫سيستمر الحراك إلى أن يتخذ ً‬ ‫وأوروبية‪ ،‬يحاصر من خالله االحتالل اإلسرائيلي بشكل كاف ألن يتآكل‬ ‫بنفسه أمام أي مواجهة عسكرية قد تفرض عليه تنازالت أو حلول سريعة‬ ‫أول أن يعرف‬ ‫أو حروب خاطفة يطلب هدنة فورية لها‪ ،‬لكن على المقاتل ً‬ ‫كيف ينتقل من سلميته المستمرة وذهابه المستمر نحو الحدود والبالد إلى‬ ‫شكل الدفاع‪ ،‬وحرب ‪ 2012‬خير شاهد‪.‬‬ ‫فال توقفوا الذهاب املستمر إىل البالد‬

‫فيتو فلسطيني على صفقة القرن‬ ‫محمد إسماعيل ياسني‬ ‫مجدداً‪ ،‬سطرت جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة‪ ،‬يوم الجمعة‪،‬‬ ‫ملحمة عكست مدى تعطشها للعودة إلى الديار واستعدادها لبذل‬ ‫التضحيات‪ ،‬مترجمة بذلك رفضها المطلق لصفقة القرن األمريكية الرامية‬ ‫لتصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬ومتمردة على عقود الهجرة القسرية‪،‬‬ ‫مفضلة قرع أجــراس العودة‪ ،‬ومعلنة مفارقة مربع انتظار إنصاف‬ ‫المجتمع الدولي‪ ،‬ومبتعدة عن التعويل على الموقف الرسمي العربي‬ ‫الذي انتقل من مربع الخذالن إلى دائرة التواطؤ والتآمر الواضح‪.‬‬ ‫ال يختلف اثنان أن مسيرات العودة التي شارك فيها الصغير والكبير‬ ‫والالجئ والمواطن‪ ،‬نجحت قبل انطالقها‪ ،‬إذ فرضت نفسها على أجندة‬ ‫مختلف األطراف المحلية واإلسرائيلية واإلقليمية والدولية‪ ،‬بل إنها باتت‬ ‫الشغل الشاغل حتى لألطفال في قطاع غزة وسط تنافس محموم بينهم‬ ‫على المشاركة والتقدم أكثر في مواجهة جنود جيش االحتالل المدججين‬ ‫بأسلحتهم الحديثة التي عجزت عن ستر عورة نفسياتهم الواهية‪،‬‬ ‫وعزائمهم الخائرة في مواجهة شعب أراد الحياة رغم كل صنوف‬ ‫الحصار الممتد ألكثر من عقد‪.‬‬ ‫ومن أبرز نجاحات مسيرات العودة‪ ،‬أنها تجاوزت خالفات الفصائل‪،‬‬ ‫وقفزت عن مناكفات االنقسام البغيض‪ ،‬وحلقت في الفضاء الوطني‬ ‫الرحب‪ ،‬وجمعت مختلف األطياف والشرائح على كلمة سواء‪ ،‬إنها العودة‪،‬‬ ‫وال شيء غير العودة‪ ،‬مثيرة بذلك حنق االحتالل وأعوانه الذين تبخرت‬ ‫أحالمهم بسيادة مشهد االنقسام والمناكفات الفلسطينية الداخلية‪ ،‬إذ إن‬ ‫االنقسام حالة طارئة على الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهو صناعة إسرائيلية‬ ‫بحتة يعمل صانع القرار اإلسرائيلي وداعموه ليل نهار من أجل إدامتها‬ ‫باعتبارها بيئة مثالية وتربة خصبة لمواصلة نهب األرض في الضفة‬ ‫الغربية المحتلة واستمرار االستفراد بمدينة القدس المحتلة‪.‬‬ ‫إن مسيرات العودة عكست مدى االلتفاف الشعبي الفلسطيني حول‬ ‫الثوابت الوطنية‪ ،‬وأبرزت مدى اإلصرار الفلسطيني على رفض مشاريع‬

‫التوطين وحلول التصفية المفصلة على المقاس اإلسرائيلي‪ ،‬محطمة‬ ‫بذلك أوهام اإلدارة األمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب الذي منى‬ ‫نفسه بفرض الحلول على الشعب الفلسطيني‪ ،‬محاو ًال ابتزازه وإرهابه‬ ‫بشتى الوسائل‪ ،‬غير أن مسيرات العودة شكلت فيتو شعبيا فلسطينيا‬ ‫على مؤامرات التصفية‪.‬‬ ‫كما أن مسيرات العودة أجادت وأعادت رسم المشهد الحقيقي لطبيعة‬ ‫الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬فهو صراع يخوضه شعب حر أبيّ‬ ‫يواجه أبشع استعمار في العصر الحديث‪ ،‬ويطمح لتقرير مصيره أسوة‬ ‫بشعوب العالم الحر‪ ،‬ويأبى الخضوع والركوع والتفريط بحقوقه رغم‬ ‫حجم التآمر واإلرهــاب الممارس بحقه‪ ،‬متحدي ًا بذلك حرب التجويع‬ ‫والتركيع‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن مسيرات الــعــودة أعــادت تصحيح البوصلة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فارضة الحقوق والثوابت الوطنية على سلم األولويات‬ ‫التي اجتهد االحتالل وأعوانه على تبديلها‪ ،‬ليكون الحصار وأزمات قطاع‬ ‫غزة المتتالية سيدة الموقف‪ ،‬السيما الكهرباء والرواتب والمعابر وغير‬ ‫ذلك كثير‪ ،‬فجاءت مسيرات العودة لتعيد ترتيب األولويات بالمنطق‬ ‫الوطني الصرف‪ ،‬متعالية على عذابات الواقع األليم‪.‬‬ ‫إن ترسيخ حق العودة في وعي األجيال الفلسطينية من أهم المكاسب‬ ‫التي أنجزتها مسيرة العودة‪ ،‬وال اكشف سراً أن حماس ولدي عبد الرحمن‬ ‫ذو األعــوام العشرة فاق حماسي للمشاركة بالمسيرة‪ ،‬بل إن طفلي‬ ‫الصغير أرهقني باألسئلة حول المسيرة‪ ،‬لهذا وغيره‪ ،‬يجب أن تتواصل‬ ‫الجهود من أجل ضمان استمرار مسيرة العودة‪ ،‬بل ومضاعفة الجهود‬ ‫أكثر وأكثر‪ ،‬فالمعركة مع االحتالل اإلسرائيلي متواصلة ومستمرة‪،‬‬ ‫وال شك أن االحتالل يراهن على عامل الوقت النفضاض الجماهير عن‬ ‫مسيرات العودة‪ ،‬وهذا ما ينبغي مجابهته عبر برنامج عملي للتحشيد‬ ‫الشعبي‪ ،‬وإنا لعائدون طال الزمن أو قصر‪.‬‬


‫أخبار وتتمات‬

‫اإلثنني ‪ ٢٠١٨/٤/٢‬العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪٢7‬‬

‫طالبات “بشري الريس” يرتجمن تراث فلسطني للعالم الغربي يديعوت أحرونوت‪« :‬هذه مجرد رسالة البدء فقط»‬ ‫غزة‪ -‬مها شهوان‬ ‫على قدم وســاق‪ ،‬كانت استعدادات طالبات مدرسة‬ ‫بشير الريس غرب مدينة غزة إلحياء ذكرى يوم األرض‬ ‫في الثالثين من آذار‪ ،‬والمشاركة بالفعاليات الوطنية‪،‬‬ ‫فعملن على تجهيز الزوايا الوطنية للتعريف بقضايا‬ ‫وطنهن المحتل لكن بطريقتهن‪.‬‬ ‫في المدارس تقتصر الفعاليات الوطنية على الكلمات‬ ‫والدبكة الشعبية‪ ،‬لكن طالبات “بشير الريس” جهزن‬ ‫برفقة معلمة اللغة االنجليزية “ليلى عبد الرحيم” زاوية‬ ‫باللغة االنجليزية زارتها الوفود من خارج المدرسة‬ ‫عدا عن الطالبات اللواتي جئن للتعرف على قراهن‬ ‫المحتلة وقضيتهن الفلسطينية لكن هذه المرة باللغة‬ ‫االنجليزية‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على شخصيات‬ ‫فلسطينية كانت لها بصمتها في المجتمع الغربي‪.‬‬ ‫نصبت خيمة من “بيت الشعر” وأمامها صاج راحت‬ ‫الفتيات يخبزن “الطابون” كما تعلمنه من جداتهن‪،‬‬ ‫وكانت بجانبهن معلمة أخرى تعد المفتول و”اليخني”‬ ‫باعتباره من االكالت الفلسطينية المشهورة وتصر‬ ‫األمهات على تعليمه لبناتهن فيتوارثن إعداده جيال بعد‬ ‫جيل‪ ،‬عدا عن وجود الجمل الذي يبرك بجانب الخيمة‪.‬‬ ‫ورصت بعض األكالت الشعبية والمحاصيل الشعبية‬ ‫بجانب بعضها‪ ،‬منسوبة إلى كل قرية تشتهر في إعدادها‬ ‫أو زراعتها‪.‬‬ ‫تقول المعلمة “ليلى”‪ ”:‬الطالبات يتشجعن بالمشاركة‬ ‫في الفعاليات الالمنهجية كنوع من الترفيه‪ ،‬لكن‬ ‫بالنسبة لترجمة الفعاليات باللغة االنجليزية وجدت‬ ‫بعضهن صعوبة فيه لكن مع التشجيع تحمسن ورحن‬ ‫يبحثن عن شخصيات فلسطينية باللغة االنجليزية”‪.‬‬ ‫ومضت بالقول وهي تستعرض الخريطة الفلسطينية‬ ‫وعليها القرى باللغة االنجليزية‪ ”:‬اللغة األجنبية مهمة‬ ‫للقضية الفلسطينية وتعد بمثابة جسر لنقل ثقافتنا‬ ‫وتراثنا وأسماء البلدات والقرى التي نسبها االحتالل‬ ‫إليه وغيروا فيها”‪.‬‬ ‫وعن كيفية إعداد المعرض‪ ،‬كانت تطلب المعلمة “ليلى”‬ ‫منهن البحث عن شخصيات فلسطينية لها دور بارز‬ ‫في نقل القضية الفلسطينية للعالم الغربي‪ ،‬في البداية‬ ‫اقتصر بحثهن على القيادات المعروفة‪ ،‬لكن بعد ذلك‬

‫أصبحن أكثر واعيا فسلطن الضوء على “ادوارد سعيد‬ ‫والشاعر محمود درويش وغيرهم ممن كان لهم بصمة‬ ‫مميزة‪.‬‬ ‫وعلقت في زوايا المعرض مقوالت لحكام وقادة أجانب‬ ‫دعموا القضية الفلسطينية كغاندي ونيسلون مانديال‪،‬‬ ‫وجميعها أيضا خطته الطالبات باللغة االنجليزية‪.‬‬ ‫وتفاعلت الطالبات مع المعرض الذي حضرن له قبل‬ ‫شهر من بدأه حيث األهازيج الشعبية والشعر ونشيد‬ ‫موطني أيضا‪ ،‬عــدا عن حفظهن لمعاني الكثير من‬ ‫األدوات القديمة التي كانت تستخدمها المرأة الفلسطينية‬ ‫في إعداد الطعام وذلك باللغة االنجليزية‪.‬‬ ‫والالفت في زوايا المعرض أدوات تراثية قديمة تعود‬ ‫لألجداد أحضروها حينما رحلوا من قراهم المهجرة‪،‬‬ ‫وكذلك منحوتات تراثية‪ ،‬وراديو كان منظره الفتا هو‬ ‫معلقا في أحد الزوايا يعود لخمسة أجيال أحضره‬ ‫رجل هجر من قريته‪ ،‬فكان ونيسه حينها لالستماع إلى‬ ‫االخبار‪ ،‬كما تحدثت المعلمة “ليلى” للرسالة‪.‬‬ ‫إحدى الطالبات المشاركات داليا المسلمي من الصف‬ ‫العاشر تحكي “للرسالة” وهي ترتدي الثوب المطرز‬ ‫“ المعرض علمنا التمسك باألرض وكيف ندافع عنها‬ ‫(‪ )..‬كل يوم الزم نتذكر اسم القرى والمدن التي احتلها‬ ‫اليهود”‪ ،‬مضيفة‪“ :‬تحمست كثيراً للمشاركة بمعرض‬ ‫اللغة االنجليزية لنوصل رسالة إلى العالم كله أننا‬ ‫ندرك حقوقنا ولن نتنازل عنها”‪.‬‬ ‫قاطعتها الحديث زميلتها فــرح النجار لتحكي أن‬ ‫مشاركتهم تلغي مقولة االسرائيليين “يموت الكبار‬ ‫وينسى الصغار”‪ ،‬مضيفة “نريد أن نرسل للعالم أجمع‬ ‫من خالل المعرض وننشر ما تم تجهيزه عبر صفحات‬ ‫التواصل االجتماعي لنؤكد أننا سنواصل رسالة‬ ‫األجداد ونحفظ تراثنا حتى عودتنا إلى بلداتنا التي‬ ‫هجرنا منها”‪.‬‬ ‫وتروي أنها وزميالتها استغلن ترجمة بعض المقوالت‬ ‫الوطنية باللغة االنجليزية ونشرنها عبر صفحات‬ ‫الفيسبوكوالتويتر‪.‬‬ ‫وتؤكد المشاركات في المعرض استمرارية استثماره‬ ‫باللغة االنجليزية ونشر التراث الفلسطيني الذي‬ ‫تحاول “إسرائيل” سرقته ونسبه إليها لمسح الهوية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬

‫إعــالن تلزيم‬ ‫مناطق االصطياف (االســــرتاحات) ‪ +‬دكان لبيع‬ ‫الحاجيات يف النادي البحري‬ ‫على شاطئ بحر مدينة غـزة ملوسم صيف العام‪2018/‬م‬ ‫تعلـن بلديـة غـزة عـن رغبتهـا فـي تلزيـم المناطـق التاليــة لمدة (ستة أشهر) من تاريخ التوقيع على العقد وهى‪-:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تلزيم عـدد من مناطق االصطياف (االستراحات) علي شاطـئ بحـر مدينة غزة ضمن المنطقة الممتـدة من‬ ‫الشاليهـات شما ًال وحتـى محطـة الجعـل للبتـرول “ سابقـ ًا “ حسب مخطط البلدية المرفق بالئحة المزاودة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تلزيم عدد من المساحات المقابلة للفنادق على شاطئ بحر غزة إلقامة (استراحات) عليها وهي من المنطقة‬ ‫الممتدة من (فندق فينا شما ًال حتى فندق آدم جنوباً) وبمساحات متفاوته حسب مخطط البلدية وسيتم تحديدها‬ ‫بمعرفة البلدية وحسب التفاصيل الموضحة بالئحة المزاودة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دكان لبيع الحاجيات في النادي البحري التابع لبلدية غزة‪.‬‬ ‫فعلى مـن يرغـب بالدخول لهـذه المـزاودة مراعاة الشـروط التالية والتقيـد بهـا‪:‬‬ ‫‪ .1‬استـالم الئحـة المـزاودة وشروطها من قسـم إيجارات أمالك البلدية‪/‬الدائرة المالية أثناء الدوام الرسمي خالل الفترة‬ ‫من ‪2018/4/01‬م وحتى ‪2018/4/08‬م قبل موعد فتح المظاريف مقابل الرسوم المحددة بالئحة التلزيم عن كل الئحة من‬ ‫لوائح التلزيم المذكورة أعاله‪.‬‬ ‫‪ .2‬تقديم الئحة المزاودة وتعبئة نموذج المزاودة والتوقيع عليها مصحوب ًا بكامل مبلغ التلزيم نقداً أو بموجب شيك‬ ‫بنكي ضمن الظرف المختـوم الـذي سيتقـدم بـه المـزاود‪.‬‬ ‫‪ .3‬على الملتزم دفع مبلغ التأمين المسترد المحدد بالئحة التلزيم عن كل استراحة وهو ‪ %10‬من قيمة العطاء المقدم من‬ ‫الملتزم‪.‬‬

‫ترجمة‪ :‬مؤمن مقداد‬ ‫سجلت قيادة حماس من خالل أحداث نهاية األسبوع‬ ‫نجاحا كبيرا‪ ،‬صحيح أن ‪ 100‬ألف شخص لم يصلوا كما‬ ‫وعدوا‪ ،‬لكن حتى ‪ 30‬ألف فلسطيني ‪ -‬بمن فيهم النساء‬ ‫واألطفال ليس جميعهم من عناصر حماس وبعضهم‬ ‫من المتظاهرين الحقيقيين ‪ -‬هو بالتأكيد إنجاز للموجة‬ ‫األولى من التظاهرات‪ ،‬لكن أهم إنجاز بالنسبة لحماس‬ ‫هو استجابة الساحة الدولية‪ :‬لقد عادت األزمة في‬ ‫غزة إلى الوعي‪ ،‬مصر واألردن تدينان القتلى‪ ،‬االتحاد‬ ‫األوروبــي يصدر بيانا‪ ،‬األمريكيون قلقون‪ ،‬يطالب‬ ‫األمين العام لألمم المتحدة بإجراء تحقيق ‪ -‬نتائج‬ ‫جيدة‪ ،‬هذا حتى قبل أن تبدأ “إسرائيل” في دفع ثمن‬ ‫القتلى ومئات الجرحى في الساحة الدولية ويطلب‬ ‫منهم تقديم توضيحات‪.‬‬ ‫ستة عشر قتيال لم يؤدِّ ذلك إلى النفور وبالتأكيد ليس‬ ‫إلى صدمة وطنية على الجانب الفلسطيني‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لحماس هذه هي المادة القابلة لالشتعال للجولة‬ ‫القادمة‪ ،‬لقد أجبرت حماس الجيش اإلسرائيلي على‬ ‫تعطيل جزء كبير من قواته من أجل مواجهة المدنيين‪،‬‬ ‫وليس أقل أهمية‪ :‬قد تؤثر هذه األحداث على معدل بناء‬ ‫الجدار حول قطاع غزة‪ ،‬وأنماط العمل التي سيتعين‬ ‫علينا التكيف معها في األسابيع واألشهر المقبلة‪،‬‬ ‫الخيام التي أقيمت على بعد ‪ 700 - 800‬متر من الحدود‬ ‫اإلسرائيلية بما في ذلك مستشفى ميداني‪ ،‬ستكون‬ ‫مليئة في عطالت نهاية األسبوع وفي األحداث الكبرى‬ ‫مثل يوم األسير‪ ،‬يوم النكبة‪ ،‬وخاصة في يوم نقل‬ ‫السفارة إلى القدس حيث ستظهر صورة النتفاضة‬ ‫شعبية كبيرة‪.‬‬ ‫في هذه األثناء يطلق القناصة النار على المتظاهرين‬ ‫ألن الجيش ال يمتلك أداة جيدة أخرى لمنع دخول‬ ‫آالف الفلسطينيين إلى األراضي اإلسرائيلية وال يوجد‬ ‫أي تأثير آخر للردع تجاه الفلسطينيين في غزة‪ :‬ال‬ ‫يمكن سحب تصاريح عمل أو كهرباء أو مياه ألنهم‬ ‫ال يملكون ذلك على أي حال وهذا هو حال السكان‬ ‫اليائسين حيث لم تعد هــذه اضطرابات في نقاط‬ ‫االحتكاك المعترف بها مثل الضفة الغربية أو أمام‬

‫‪ .4‬الحد األدنى للدخول ملزاودة االسرتاحات كالتالي‪:‬‬ ‫اسرتاحة رقم (‪ $8,000 :)1‬اسرتاحة رقم (‪ $30,000 :)2‬اسرتاحة رقم (‪ $6,000 :)3‬اسرتاحة رقم (‪$5,000 :)4‬‬ ‫‪ .5‬الحد األدنى للدخول ملزاودة دكان يف النادي البحري هي (‪ )1,500‬دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪ .6‬في حالة عدم بلوغ المزاودة السعر الوارد في البند رقم (‪ )5 + 4‬يحق للبلدية إلغاء المزاودة وترسيتها بالطريقة‬ ‫التي تراها مناسبة ألي شخص من المتنافسين في المزاودة الملغاة أو من غيرهم وفقا” للمصلحة العامة للبلدية دون‬ ‫إعادتها مرة أخرى‪.‬‬ ‫‪ .7‬أن يقـوم المزاود بوضـع الظـرف المختـوم بالمـزاد الخاص بـه قبـل الساعة الثانية عشر ظهراً من يـوم األحد‬ ‫الموافـق ‪2018/4/08‬م وذلك في صنـدوق العطـاءات المخصص لذلك في مكتب السيد‪ /‬مدير عام اإلدارة العامة للشئون‬ ‫المالية ولن يسمـح ألي شخـص تقديـم الظـرف الخاص به بعد هذا الموعد ولن يلتفت إليه‪.‬‬ ‫‪ .8‬فتح المظاريف يوم األحد الموافـق ‪2018/4/08‬م الساعة الثانية عشرة مباشرة بمكتب السيد‪ /‬مدير عام اإلدارة العامة‬ ‫للشئون المالية‪.‬‬ ‫‪ .9‬علـي المتقـدم إحضار شهادة عـدم ممانعة مـن وزارة الداخلية (جهات االختصاص) قبل الدخول بالمزاودة‪.‬‬ ‫‪ .10‬يحـرم من دخــول هــذا المـزاد كل مـن عليـه مستحقـات أو عوائـد ماليـة للبلديـة إال بعـد تسديدهـا بالكامل عند شراؤه‬ ‫الالئحة‪.‬‬ ‫‪ .11‬يلتـزم جميع مـن يرسـو عليهم المـزاد بدفـع تكاليـف نشـر هـذا اإلعـالن‪.‬‬

‫بلدية غزة‬

‫إعــالن بيــع‬ ‫تعلن جمعية السطر الغربي لتطوير الريف و‬ ‫تنمية المزارع عن بيع مستلزمات نحل ‪ +‬ثالجة‬ ‫عدد ‪ + 2‬قبان‬ ‫إلكتروني ‪ +‬ماكنة تصوير ‪Konica7115‬‬ ‫للمراجعة و االستفسار االتصال على الرقم‬ ‫‪0598880146‬‬

‫بضع عشرات من المتظاهرين على السياج في قطاع‬ ‫غزة كما في السابق‪ ،‬وبالنسبة إلسرائيل هذا أمر هام‬ ‫جدا يمثل محاولة لفعل حدث استراتيجي بهدف خلق‬ ‫انتفاضة في قطاع غزة وإن افتتاح المظاهرات يوم‬ ‫الجمعة الماضي حيث تم البدء بها في يوم األرض كان‬ ‫محاولة لربط عرب “إسرائيل” بصور االنتفاضة‪ :‬كلنا‬ ‫معا الجئو ‪ 1948‬و‪.1967‬‬ ‫في االنتفاضة األولــى قبل ثالثين عاما‪ ،‬لم تفهم‬ ‫“إسرائيل” أن أعمال “الشغب” كانت بداية انتفاضة‬ ‫شعبية ونفس ضباط الجيش اإلسرائيلي قالوا‪:‬‬ ‫“دعونا نفرق المظاهرات الجماهيرية بالقوة والتي‬ ‫تسبب بسقوط الكثير من الضحايا وكانت النتيجة‪:‬‬ ‫سنوات االنتفاضة وآالف الضحايا على كال الجانبين‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ 2000‬كانت هذه انتفاضة مسلحة ويدرك‬ ‫الجيش اإلسرائيلي في عام ‪ 2018‬أنه إذا لم ينجح‬ ‫في قمع أعمال “الشغب” حول القطاع قد تؤدي إلى‬ ‫التدهور العام ألن “إسرائيل” ستكون مذنبة على أي‬ ‫حال واختبار الجيش اليوم هو محاولة كسر الصيغة‬ ‫التي تمليها حماس وإال فإنه سيتعين على كل عطلة‬ ‫نهاية أسبوع وكل عطلة مواجهة تلك التظاهرات وهدر‬ ‫طاقة نصف الجيش ضد قطاع غزة وهذا قد يستغرق‬ ‫شهوراً سيحسب فيه العالم كل أسبوع االصابات‬ ‫على الجانب الفلسطيني‪ ،‬وعالوة على ذلك إذا بدأ‬ ‫الطرف اآلخر في استخدام األسلحة النارية مثل نيران‬ ‫القناصة على سبيل المثال ‪ -‬لن يكون لدى الجيش‬ ‫أي خيار وسيتعين عليه أن يزيد من حالة نشاطه‬ ‫االنتقامي حول الشريط الحدودي إلى نشاط عسكري‬ ‫داخل قطاع غزة‪.‬‬ ‫يجب أال نتجاهل إنجازات الجيش اإلسرائيلي حتى‬ ‫اآلن‪ :‬تستمر الحياة في غالف غزة كالمعتاد ولم يدخل‬ ‫أي فلسطيني مستوطنة إسرائيلية‪ ،‬وخطة حماس‬ ‫لقيادة المسيرات المدنية الجماعية إلى األراضــي‬ ‫اإلسرائيلية توقفت‪ ،‬ويقدر أنه سيكون هناك انخفاض‬ ‫في الطاقة بمرور الوقت حتى على مستوى “الحرب‬ ‫الناعمة” أو الحرب النفسية التي ستمنع المزيد من‬ ‫التعبئة الجماهيرية كما أيضا تم تسجيل إنجاز يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬حيث أن ‪ 2‬من القتلى الفلسطينيين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ 33‬سنة كانوا مسلحين ببنادق‬ ‫الكالشنكوف والعبوات‪ ،‬وصلوا إلى السياج وحاول‬ ‫ثالثة آخرين اختراق األراضي اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫بعد يوم عاصف عادت األحداث في يوم السبت إلى‬ ‫النمط “العادي” من أعمال “الشغب” على سور قطاع‬ ‫غزة‪ .‬لكن حتى ال نكون مخطئين ال يوجد تغيير في‬ ‫خطط حماس إذا لم يجد الجيش طريقة لتغيير قواعد‬ ‫اللعبة‪ ،‬أو على األقل لمسافة المظاهرات من السياج‪،‬‬ ‫سنلتقي مرة أخرى في األسبوع المقبل واألسبوع‬ ‫الذي بعده مثلها‪ ،‬ومع استمرار هذه القصة فإن الثمن‬ ‫السياسي الــذي ستدفعه “إسرائيل” بمرور الوقت‬ ‫سيكون أعلى‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬اليكس فيشمان‬

‫فقد هوية‬ ‫أعلن انا حنان رباح احمد مسعود وأحمل هوية‬ ‫رقم ‪927553339‬عن فقد هويتي فعلى من‬ ‫يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬


‫األخرية‬

‫اإلثنني ‪٢٠١٨/٤/٢‬‬ ‫العدد (‪)١٥٨٣‬‬

‫هنية يكرّم صاحب‬ ‫«كمامة البصل» يف مسرية العودة‬

‫غزة‪-‬الرسالة‬ ‫كرم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل‬ ‫هنية الطفل محمد بسام عياش صاحب الصورة األوسع‬ ‫انتشارا في مسيرة العودة الكبرى يوم الجمعة الماضي‪.‬‬ ‫كمامة طبية وبداخلها رأس بصل اخضر الجهاز الجديد‬ ‫الذي اخترعه الطفل محمد بسام عياش‪ 9( ،‬أعوام) دون ان‬ ‫يدرك ان اختراعه المتواضع سيالقي صدى إعالميا كبيراً‪.‬‬ ‫وعلق عليها الفلسطينيون بالقول‪« ،‬لن يهزم شعب فيه‬ ‫طفل كمحمد»‪ ،‬يعرف كيف يواجه آلة االحتالل ويحمي‬ ‫نفسه ويقهر عدوه‪ ،‬فيما قال آخرون إن هذا الطفل سبق‬ ‫كل تكنولوجيا العالم‪ ،‬ولم يملك وقتا للعب مثل غيره من‬ ‫األطفال ولكنه ملك وقتا أفضل بكثير من المفكرين‪.‬‬

‫الرسالة‬

‫الرسالة لالعالم‬ ‫‪@Alresalahpress‬‬

‫‪+970598412263‬‬

‫‪31-7-2014‬‬

‫رئيس جملس اإلدارة ‪ :‬م‪ .‬كنعان عبيد‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬رامي خريس‬

‫املقر الرئيسي‬ ‫غزة ‪ -‬شارع عز الدين القسام‬ ‫عمارة العجرمي‬

‫جوال ‪٠٥٩٩٥٢٧٨٥٢ :‬‬ ‫ت ‪٢٨٥٤٠٠٣ - ٢٨٥٤٠٠٢ -‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪١٣٨٢‬‬

‫تابعنا عرب وسائل االعالم اجلديد‬

‫شهيد الرسالة‬

‫محمد ضاهر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.