صحيفة الرسالة والعدد ١٥٨٤ ليوم الخميس

Page 1

‫��ت غ�ط ي�� خ��ا�ص�‬ ‫ة‬ ‫�ل ة‬ ‫مس ي�ر� ا�ل‬ ‫ع‬ ‫ود�‬ ‫ة‬ ‫ة‬

‫الخميس‬

‫‪ ٥‬ابريل ‪٢٠١٨‬م‬ ‫‪ ١٨‬رجب ‪١٤٣9‬هـ‬

‫العدد ‪١٥٨٤‬‬

‫السنة الحادية والعشرون‬ ‫‪ 28‬صفحة‬

‫صحيفة يومية تصدر نصف أسبوعية مؤقتا‬

‫‪S‬‬

‫‪P‬‬

‫‪.‬‬

‫‪S A L A H‬‬

‫‪E‬‬

‫‪R‬‬

‫‪. A L‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫‪ 5‬مكاسب فلسطينية في حال شمل الحراك جميع الساحات‬ ‫الشهيد «رحمي»‪..‬‬ ‫نُصب سرادق عزائه‬ ‫بدل فرحه!‬

‫أساليب بدائية‬ ‫ُتفقد قنابل‬ ‫الغاز اإلسرائيلية‬ ‫مفعولها‬

‫قبل استشهاده بأيام قليلة‪ ،‬رأي محمود‬ ‫رحمي ‪ 34 -‬عام ًا‪ -‬أنه محمول على األكتاف‬ ‫ويــزف إلى عروسه‪ ،‬بينما كان ابن عمه‬ ‫يطلق النار صوب السماء ابتهاج ًا‪ ،‬فتحققت‬ ‫رؤيته حينما حملوه شهيداً والزغاريد‬ ‫تطلقها نساء حارته خــال توديعه إلى‬ ‫مثواه األخير قبيل زفافه بشهور قليلة‪،‬‬ ‫ليحل سرادق العزاء مكان خيمة الفرح التي‬ ‫كان يجهزها ‪.....‬‬

‫باستشهاد املبصر الوحيد فيها‬

‫‪3‬‬

‫«الكوشوك»‬ ‫وسيلة متظاهري‬ ‫«العودة» ملواجهة‬ ‫قناصة االحتالل‬

‫‪8‬‬

‫االحتالل يحرم‬ ‫عائلة «أبو جاموس»‬ ‫من َّ‬ ‫عكا ِزها!‬

‫يف ظل تصاعد املسريات‬

‫ثالثة سيناريوهات‬ ‫إسرائيلية للتعامل‬

‫غــادرهــم البصر األخــيــر شــهــيــداً‪ ،‬لتحل‬ ‫البصيرة كمالذٍ أخي ٍر للعائلة‪ ،‬فقد كان جهاد‬ ‫أبو جاموس يعد أفراد عائلته أن يصف لهم‬ ‫قريتهم «سلمة» عند عودتهم إليها‪ ،‬وعدهم‬ ‫أن يكون عكازهم الذي يهش به على حزنهم‬ ‫بفقدهم البصر‪ ،‬ليريهم وطنهم بعينيه‪ ،‬بينما‬ ‫يرونه هم بعيون قلوبهم‪..... ،‬‬

‫التحقيق‬

‫مع قطاع غزة‬

‫‪5‬‬

‫خالل ندوة نظمتها الرسالة‬ ‫مبخيمات العودة‬

‫‪15-14‬‬

‫سماسرة يدفعون‬ ‫نساء للعمل يف‬ ‫مستوطنات الضفة‬ ‫والحكومة غائبة‬

‫‪5‬‬

‫نار‬ ‫ولهب‬

‫فصائل‪ :‬التوطين‬ ‫مرفوض والحراك‬ ‫مستمر حتى رفع‬ ‫الحصار وإعادة الحقوق‬

‫‪4‬‬

‫من خالل استهداف‬ ‫الصحافيني‬

‫محاوالت إسرائيلية‬ ‫محمومة‬ ‫لحجب الرواية‬ ‫الفلسطينية‬

‫‪2‬‬

‫«حراك بال أب»‪..‬‬ ‫الطريق ملواجهة‬ ‫الضغوط االقليمية‬ ‫ضد مسيرات العودة!‬


‫‪2‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫من خالل استهداف الصحافيين في مسيرة العودة‬

‫محاوالت إسرائيلية محمومة لحجب الرواية الفلسطينية‬ ‫رشا فرحات‬

‫من جديد‪ ،‬أثبت الصحافيون بأنهم‬ ‫جنود الصف األول يف الفعاليات‬ ‫الوطنية‪ ،‬السيما مسيرة العودة‬ ‫من خالل صورهم وتقاريرهم‬ ‫ونقلهم لألحداث أوال بأول‪ ،‬حتى‬ ‫وصلت التغطية اإلعالمية إلى كل‬ ‫الوسائل اإلعالمية وانتشرت صورهم‬ ‫وتناقلها الجميع عبر شبكات‬ ‫التواصل‪.‬‬

‫ولعل هذا ما جعلهم في مرمى نيران االحتالل حيث‬ ‫تعرض عدد منهم لإلصابة واالختناق بسبب الغاز‬ ‫المسيل للدموع أو بسبب استهداف االحتالل لهم بشكل‬ ‫مقصود رغــم أن معظمهم يرتدون ال ــدروع الواقية‬ ‫واإلشــارة التي تدل على عملهم اإلعالمي‪ .‬ولكن هذا‬ ‫لم يمنع االحتالل أيضا الذي يبدو أنه يتبع أجندة‬ ‫مقصودة تستهدف الصحافيين بالذات لتحول دون‬ ‫وصول الحقيقة والصورة إلى العالم‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق ندد المكتب اإلعالمي الحكومي في‬ ‫بيان له بما يقوم به االحتالل اإلسرائيلي من قمع‬ ‫للصحافيين والمصورين لمسيرة العودة في محاولة‬ ‫منه لتكميم األفواه وإخفاء الحقيقة‪.‬‬ ‫وقال المكتب في بيانٍ يوم السبت‪ :‬إن االحتالل سعى‬ ‫منذ بداية اإلعالن عن مسيرة العودة الكبرى إلجهاضها‬ ‫بشتى الوسائل‪ ،‬ومن ضمن ما قام به التشويش على‬ ‫شبكات االتصال وسيارات البث الخارجي لوسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬واختراق صفحات وحسابات عدد من القائمين‬ ‫إعالميا على المسيرة”‪.‬‬ ‫وأشار البيان إلى إصابة عدد من الصحافيين بحاالت‬ ‫اختناق بسبب إطالق قنابل الغاز تجاههم وما حدث‬ ‫من خسائر في سيارات البث التابعة لفضائية األقصى‪،‬‬

‫مطالب ًا بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اعتداءات‬ ‫االحتالل ضد الطواقم الصحفية باألراضي الفلسطينية‬ ‫سيما في ظل ازديــاد وتيرتها كما ونوعا في الفترة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫كما استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات‬ ‫االعالمية “مــدى” االستخدام المفرط للقوة المميتة‪،‬‬ ‫وعمليات القمع الواسعة والعشوائية غير المبررة التي‬ ‫واجهت بها قوات االحتالل االسرائيلية االعتصامات‬ ‫والمسيرات السلمية التي انطلقت في قطاع غزة يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬وما أسفرت عنه من استشهاد ‪ 15‬مواطنا‪،‬‬ ‫واصابة المئات بجروح بينهم العديد من الصحافيين‪.‬‬ ‫وحسب تقرير مدى‪ ،‬فقد تم التأكد من إصابة ما ال يقل‬ ‫عن اربعة صحافيين بالرصاص الحي وهم‪ :‬المصور‬ ‫الصحفي احمد سالم بربخ‪/‬معمر‪ ،‬والمصور الصحفي‬ ‫محمود عدنان مــدوخ‪ ،‬والصحفي والمخرج وسام‬ ‫عاطف موسى‪ ،‬فضال عن اصابة عدد لم يتم حصره من‬ ‫الصحافيين بحاالت اختناق شديدة‪.‬‬ ‫وذكر تقرير “مدى” أن االحتالل استخدم في استهدافه‬ ‫للصحافيين القنابل المتفجرة‪ ،‬وهــو ما حــدث مع‬ ‫الصحافي أحمد سالم بربخ الــذي ما زال يرقد في‬ ‫المستشفى بعد استهدافه من مسافة ‪ 200‬متر برصاصة‬ ‫متفجرة في البطن‪ ،‬حيث تم اكتشاف ‪ 30‬شظية في بطنه‬

‫“حراك بال أب”‪ ..‬الطريق ملواجهة الضغوط االقليمية‬ ‫ضد مسريات العودة!‬ ‫حبيب‪ :‬ضغوط إقليمية لوقف مسريات العودة‪ ،‬وهذا أمر مستحيل‬ ‫الثوابتــة‪ :‬احلــراك ســيتواصل حــى حتقيــق أهدافــه الوطنيــة‬ ‫الرسالة‪ -‬محمود هنية‬

‫سبق مسيرات العودة الكبرى رزمة من‬ ‫التحركات واالتصاالت السياسية التي‬ ‫أجرتها أطراف دولية وعربية‪ ،‬من أجل‬ ‫الضغط لوقفها أو العمل ىلع تحديد‬ ‫تأثيرها‪ ،‬بقي بعضها طي الكتمان‪،‬‬ ‫وأخرى ظهرت للعلن مؤخرا يف ظل‬ ‫الحراك السياسي والدبلوماسي الذي‬ ‫تقوده أطراف متعددة للتأثير ىلع‬ ‫الحراك وصوالً لترويضه‪.‬‬

‫الضغوط كشف عنها أكثر من قيادي أولهم عضو‬ ‫المكتب السياسي في حركة “حماس” موسى أبو‬ ‫مــرزوق الذي قال في تغريدة على تويتر “اتصل‬ ‫بي أكثر من مسئول غربي ناصحًا‪ :‬بوقف مسيرة‬ ‫العودة لعدم زيادة التوتر والتصعيد على حدود‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬لكن أشواق أبناء فلسطين في العودة‬ ‫لديارهم تغلب كل التحذيرات والتهديدات”‪.‬‬ ‫عضو الهيئة القيادية للجنة مسيرات العودة خضر‬ ‫حبيب‪ ،‬كشف عن اتصاالت أجرتها بعض األطراف‬ ‫االقليمية والدولية‪ ،‬وقال‪“ :‬هذه االتصاالت تأتي في‬ ‫سياق الضغط لوقف الحراك”‪ ،‬وتابع لـ”الرسالة”‪:‬‬ ‫“إن هناك محاوالت من االقليم العربي للضغط على‬ ‫منظمي مسيرة العودة؛ لوقف الحراك داخل الساحة‬

‫الفلسطينية خدمة لالحتالل واالدارة االمريكية”‪.‬‬ ‫وشدد على أن الشعب الفلسطيني انطلق في هذه‬ ‫الفعالية “وايقافها االن شبه مستحيل وال سيما في‬ ‫ظل التوافق واالجماع الوطني على استمراريتها”‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكدّ عضو الهيئة القيادية لـمسيرة العودة‬ ‫هاني الثوابتة أن الحراك سيظل مُتدرجا وصوال‬ ‫إلى ذكرى النكبة في ‪ 15‬أيار‪ ،‬حيث “ستكون مسيرة‬ ‫شاملة في كافة أنحاء األراضي الفلسطينية ضفة‬ ‫وغــزة وقــدس وفي مخيمات اللجوء‪ ،‬بمعنى أننا‬ ‫سنكون أمــام زحف بشري هــادر في كافة أماكن‬ ‫تواجد الشعب الفلسطيني باتجاه فلسطين”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حول مخيمات اللجوء‬ ‫وذكر أن الشعب الفلسطيني‬ ‫لمخيمات الــعــودة‪ ،‬مشددًا على أن الشعب لديه‬ ‫القدرة على إزالة كل هذه الحواجز الوهمية التي‬ ‫ستزول يومًا ما بإرادة هذا الشعب‪ ،‬مبين ًا أن الشعب‬ ‫الفلسطيني بمختلف أطيافه أكد أن هذه المخيمات‬ ‫هي نقطة البداية نحو العودة‪ ،‬مشيرًا إلى أن مسيرات‬ ‫العودة وحدت كافة اطياف الشعب الفلسطيني تحت‬ ‫العلم الفلسطيني‪ ،‬كما وفتحت طريق التواصل‬ ‫المباشر بين القيادة السياسية وابناء الشعب‬ ‫الفلسطيني‪“ ،‬فكانت هذه القيادة في الميدان تشارك‬ ‫هم الشعب وتصطف إلى جانبه”‪.‬‬ ‫وتستعد الفصائل الفلسطينية لتأبين شهداء يوم‬ ‫األرض الذين بلغ عددهم ‪ 17‬شهيداً‪ ،‬وذلك غداً الجمعة‬ ‫في مخيمات العودة بغزة‪.‬‬ ‫البقية ‪٢٧‬‬

‫ما تسبب في استئصال جزء من أمعائه‪.‬‬ ‫بـــدوره‪ ،‬علق توفيق السيد مدير التجمع‬ ‫اإلعــامــي الفلسطيني على ممارسات‬ ‫االحتالل بأنها تهدف إلى منع الصحافيين من‬ ‫نقل الصورة من الميدان وتخوفه من تصدر‬ ‫الرواية الفلسطينية عبر الوسائل اإلعالمية‬ ‫الدولية لما تسببه من إرباك لرسالتهم غير‬ ‫المقنعة والتي تعتمد على التزوير”‪.‬‬ ‫ورغم أن الصحافيين يعملون بدون وسائل‬ ‫حماية بسبب منع االحتالل لدخول دروع‬ ‫حماية الصحافيين‪ ،‬يؤكد السيد في مكالمة مع‬ ‫“الرسالة” على تواجد الصحافيين في الميدان‬ ‫منذ االنطالقة األولى للمسيرة ونجاحهم في‬ ‫توثيق كل كبيرة وصغيرة واجتهادهم‪ ،‬داعيا‬ ‫المؤسسات الدولية للتدخل لكيال يبقى ظهر الصحافي‬ ‫مكشوفا لقناصة االحتالل ومعرضا للخطر‪.‬‬ ‫ويرى السيد أن مخاطبة الجهات الدولية واجب في هذه‬ ‫اللحظة‪ ،‬وأنه لم يعد هناك وقت للمماطلة وقال‪“ :‬يجب‬ ‫على الجميع االلتحام لمقاضاة االحتالل في المحاكم‬ ‫الدولية وتوثيق لحظات اضطهاد الصحافيين بالصوت‬ ‫والــصــورة ومخاطبة االتــحــاد الــدولــي للصحافيين‬ ‫ومنظمة مراسلون بال حــدود واتحاد الصحافيين‬ ‫العرب‪ ،‬وكل من له يد في المساعدة لفضح ممارسات‬ ‫االحتالل ضد الصحافيين”‪.‬‬ ‫يذكر أن اتفاقية جنيف الرابعة تضمن للصحافيين‬ ‫ممارسة عملهم دون أي مالحقات وال مضايقات‪ ،‬كما‬ ‫أن القرار ‪ 1738‬لمجلس األمن الدولي ينص على إدانة‬ ‫الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل‬ ‫اإلعالم واألفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة‪،‬‬ ‫ويطالب بمساواة سالمة وأمن الصحفيين ووسائل‬ ‫اإلعالم واألطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة‬ ‫بحماية المدنيين هناك‪ ،‬ويعتبر الصحافيين والمراسلين‬ ‫المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه‬ ‫الصفة‪ ،‬كما واعتبر القرار المنشآت والمعدات الخاصة‬ ‫بوسائل اإلعالم أعيانا مدنية ال يجوز أن تكون هدفا‬ ‫ألي هجمات أو أعمال انتقامية‪.‬‬

‫يف قاعة التحرير‬

‫الجمر وورق‬ ‫الفاين‬

‫رامي خريس‬

‫الثورة وإن كانت سلمية فال يعني أنها ستحقق‬ ‫نتائج بال تضحيات‪ ،‬واالنتفاضة وإن كانت شعبية‬ ‫فال يعني أنها ستكون بال ثمن‪.‬‬ ‫صديق كــان يــردد في انتفاضة األقصى عبارة‬ ‫حفظناها منه عــن الــذيــن يهتفون للجهاد دون‬ ‫االستعداد لتقديم ضريبته‪ ”:‬كأنهم يريدون أن‬ ‫يمسكوا الجمر بورقة فاين”‪.‬‬ ‫لربما يجب دراسة الفعل الثوري وجدوى أشكاله‬ ‫المختلفة وتقليل التكلفة لكن من دون المبالغة في‬ ‫(العقالنية) فأهل الميدان لهم حساباتهم‪.‬‬ ‫ممكن الحديث عــن وقــف الخسائر فــي األرواح‬ ‫واالصابات أو تقليلها لكن ال يبدو أن الحديث يستقيم‬ ‫عن المخاطر الصحية من الغبار واألتربة التي يمكن‬ ‫أن تتسلل إلى صــدور المحتشدين جــراء حركتهم‬ ‫وسيرهم في محيط مخيمات العودة شرق قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫نحن أمام ثورة لها تاريخ طويل من المواجهة مع‬ ‫االحتالل جــرب الشعب الفلسطيني فيها أشكال‬ ‫وأدوات كثيرة‪ ،‬ولكل مرحلة كان لها استحقاقات‬ ‫مختلفة اقتضتها الظروف التي أحاطت ببيئة كل‬ ‫مرحلة‪ ،‬وكان الجمهور الفلسطيني مبدع ًا في أغلب‬ ‫مراحل نضاله في اختيار األدوات المناسبة‪ ،‬لكن‬ ‫ربما يحتاج األمر إلى االقتراب من الميدان أكثر حتى‬ ‫نستطيع تقدير الوسائل األمثل للحراك الشعبي في‬ ‫مسيرة العودة الكبرى‪.‬‬ ‫وطالما قلنا إنها هبة شعبية فالخيار هو خيار‬ ‫الشعب المنتفض في ميادين ومخيمات العودة‪،‬‬ ‫وسيختار أدواته التي ترهق االحتالل‪.‬‬ ‫ال مانع من محاوالت التوجيه والتقويم لكن يبدو أن‬ ‫كثرة الكالم في كثير من األحيان تحبط العمل‪.‬‬

‫السعودية تدخل بيت التطبيع من أوسع أبوابه‬ ‫غزة‪-‬شيماء مرزوق‬

‫لم تصدم تصريحات ولي العهد السعودي‬ ‫محمد بن سلمان العالم العربي واالسالمي‬ ‫كونها تأتي بعد جملة من القرارات‬ ‫واملواقف التي اتخذتها السعودية‬ ‫وكشفت بوضوح عن رغبة جامحة بالتطبيع‬ ‫مع االحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وأكد ابن سلمان في تصريحات أدلى بها لمجلة “ذا‬ ‫أتالنتيك” األمريكية‪ ،‬ما وصفه بــ “أح ّقيّة” اليهود‬ ‫بــأرض فلسطين‪ ،‬التي يعتبرونها امــتــداداً لموطن‬ ‫أجدادهم الذين هُجّروا من الجزيرة العربية رغم ًا عنهم‪،‬‬ ‫منذ بزوغ فجر الرسالة اإلسالمية وانتشار دعوة النبي‬ ‫محمد عليه السالم‪ ،‬بحسب ما تذكر وتروّج الصحافة‬ ‫العبرية منذ عقود‪.‬‬ ‫التصريحات المتسارعة البن سلمان وأجرئها تلك التي‬ ‫حملت اعتراف بحق “إسرائيل” في الوجود وألغت‬ ‫الحقوق الفلسطينية حاول أن يقلل من صداها والده‬ ‫الملك حينما أكد على ضــرورة تحريك مسار عملية‬ ‫السالم في الشرق األوســط‪ ،‬كما أضــاف أن مواقف‬ ‫المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق‬ ‫المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة‬ ‫وعاصمتها القدس‪.‬‬ ‫تصريحات الملك التي تؤكد على الموقف السياسي‬ ‫من القضية الفلسطينية ال تنفي مستوى العالقة التي‬ ‫يرغب بها ولي عهده والذي يقود البالد منذ أكثر من‬ ‫عامين بوتيرة متسارعة‪ ،‬إذ يبدو أنها مدفوعة بمصالح‬ ‫يرى أنها مشتركة مع “إسرائيل”‪.‬‬ ‫ويشكل ما يسمى بــ “التهديد اإليراني” والرغبة الجامحة‬ ‫لدى ابن سلمان لقيادة المنطقة ولعب دور الكبير فيها‪،‬‬ ‫إلى جانب العالقات االقتصادية وتطويرها أحد أبرز‬

‫األسباب التي تدفعه لتطبيع العالقات مع “إسرائيل”‪،‬‬ ‫فهو يعتقد أن تحالفه مع “إسرائيل” سيشكل رادعا‬ ‫إليران‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬فإن حالة التماهي مع االحتالل بطريقة غير‬ ‫مسبوقة من المملكة السعودية سيكون لها تداعيات‬ ‫خطيرة على القضية الفلسطينية‪ ،‬خاصة بعدما تردد‬ ‫بأن ابن سلمان هو عراب ترمب وصفقة القرن في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وك ــان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية أحمد مجدالني قال إن المقترحات األميركية‬ ‫نقلت إلى الفلسطينيين عن طريق الجانب السعودي‬ ‫الذي عرض على الفلسطينيين مبادرة سالم جديدة‬ ‫تتضمن اختيار بلدة أبــو ديــس المجاورة لمدينة‬ ‫القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدال من‬ ‫شرقي القدس‪ ،‬وهذا العرض قدمه ابن سلمان للرئيس‬ ‫الفلسطيني محمود عباس اثناء الزيارة األخيرة التي‬ ‫قام بها الى المملكة ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2017‬وهو ما لم تنفيه‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫صحف أميركية كتبت عما أسمته تحوال زلزاليا يشق‬ ‫طريقه بالشرق األوســط‪ ،‬وقالت إحداها ربما تكون‬ ‫المنطقة على وشك تطبيع تاريخي للعالقات بين‬ ‫الدول العربية و”إسرائيل”‪ ،‬وقالت أخرى ربما لن يمر‬ ‫وقت طويل قبل أن نرى سفارة سعودية بالقدس‪.‬‬ ‫وأوردت وول ستريت جورنال في مقال للكاتب والتر‬ ‫راسل ميد‪ ،‬أن الدول العربية وهي تواجه تهديدات من‬ ‫إيــران وتركيا‪ ،‬تندفع حاليا للتطبيع مع “إسرائيل”‬ ‫وللتحالف معها بعد أن تخنق حركة المقاومة اإلسالمية‬ ‫(حماس)‪ ،‬على حد قول الصحيفة‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة بأن القضية الفلسطينية لم تعد الهم‬ ‫األساسي للعرب‪ ،‬إذ حل محلها التوسع اإليراني‪،‬‬ ‫واالنتشار النووي والصاروخي‪ ،‬و”التطرف الجذري”‪،‬‬ ‫وهــذه القضايا الثالث األخــيــرة هي ما تقرّب بين‬ ‫“إسرائيل” والعرب‪.‬‬ ‫البقية ‪٢٧‬‬


‫أخبار وتقارير‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫بالصوت العايل‬

‫أساليـب بدائيــة ُتفقــد قنابــل الغــاز مفعولهــا‬ ‫غزة‪-‬محمد شاهني‬ ‫يواجه املتظاهرون‬ ‫الفلسطينيون إفراط قوات‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي بإطالق‬ ‫قنابل الغاز السام واملسيل‬ ‫للدموع ىلع الحدود الشرقية‬ ‫لقطاع غزة لفضهم عن‬ ‫مسيرات العودة الكبرى‬ ‫باستخدام عدد من األساليب‬ ‫الشعبية والبدائية‪.‬‬ ‫وتترك قنابل الغاز «اإلسرائيلية»‬ ‫أعــراض ـ ًا جانبية لــدى من يستنشق‬ ‫رائحتها‪ ،‬أبــرزهــا اإلغــمــاء والغثيان‬ ‫وضعف الحركة والــصــداع وغيرها‪،‬‬ ‫من األعراض الضارة بالمعتصمين السلميين‪ ،‬ليواصل‬ ‫االحتالل مسلسل االنتهاكات للقانون الدولي اإلنساني‬ ‫الــذي يحظر استخدام مثل هذه المواد ضد المدنيين‬ ‫العزل‪.‬‬ ‫ويؤكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة‬ ‫في قطاع غزة‪ ،‬أن االحتالل يتعمد استخدام قنابل غاز‪،‬‬ ‫تحوي مواداً سامة وغير معروفة لدى الوازرة‪ ،‬وتترك‬ ‫أعراض ًا تتجاوز القنابل التي تم استخدامها خالل الحقبة‬ ‫الماضية‪ ،‬ما جعل أعراضها تتضاعف على المواطنين‬ ‫بصورة كبيرة‪.‬‬ ‫ويوضح القدرة‪ ،‬في حدثيه مع «الرسالة»‪ ،‬أن الذين‬ ‫يعانون من أمراض مزمنة ونقص بالمناعة‪ ،‬تتضاعف‬ ‫نسبة تأثيرهم بغازات قنابل االحتالل‪ ،‬ويصل تأثيرها‬ ‫إلى سرعة دقات القلب ونقص االوكسجين ما يتطلب‬ ‫من طواقم اإلسعاف نقلهم إلى المستشفى لتقديم لهم‬ ‫العالجات الــازمــة‪ ،‬بينما يتم معالجة المعتصمين‬

‫األسوياء ميداني ًا في مكان الحدث‪.‬‬ ‫ويكشف أن الوزارة بغزة طلبت مراراً من المؤسسات‬ ‫الدولية‪ ،‬الكشف عن طبيعة قنابل الغاز التي تلقيها‬ ‫قوات االحتالل‪ ،‬وطبيعة المواد التي تحويها‪ ،‬إذ تعتبر‬ ‫خارجة عن القانون الدولي كونها تستخدم لتفريق‬ ‫التجمعاتالسلمية‪.‬‬ ‫وفي ذات السياق‪ ،‬يؤكد المهندس الزراعي رائد بكر‪ ،‬أن‬ ‫االحتالل أدخل في صناعة قنابل الغاز مواداً كيميائية‪،‬‬ ‫تستعمل تركيبات المبيدات الحشرية‪ ،‬وتــؤدي إلى‬ ‫صعوبة التنفس وشل العصب بالكامل‪.‬‬ ‫ويوضح أن أبرز هذه المواد هي ثنائي (الكلور وثنائي‬ ‫فينيل ثالثي الكلور‪ ،‬واإليثنان)‪ ،‬ما جعل تأثيرها على‬ ‫المتظاهرين يرتفع بصورة حادة‪ ،‬وبأعرض جديدة مثل‬ ‫االسهال والجفاف والتسمم المعوي وغيرها‪.‬‬ ‫ويكشف أن الطريقة األفضل للتخلص من تأثير هذه‬ ‫الغازات «اإلسرائيلية» الجديدة‪ ،‬هي الكربون النشط‬

‫(الفحم)‪ ،‬واستعماله من خالل الكمامات‬ ‫يسهل صنعها‪.‬‬ ‫كيف نحد من ضررها‬ ‫ويـــرى الطبيب بــســام أبـــو ناصر‬ ‫أخصائي الباطنة‪ ،‬أنه يجب اتباع ‪10‬‬ ‫طرق أساسية للحد من الضرر الذي‬ ‫تتركه قنابل الغاز على المعتصمين‬ ‫خالل مسيرات العودة‪ ،‬كون االحتالل‬ ‫شــرع فــي اإلفـــراط باستخدامها مع‬ ‫تصاعد أحداث المسيرات‪.‬‬ ‫ومن أبرز الطرق التي يرصدها أبو‬ ‫ناصر «للرسالة»‬ ‫‪ -1‬يجب غسل الوجه بالماء مباشرة‬ ‫واالمتناع عن حك األعين أو لمس‬ ‫الوجه‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجب عدم االرتباك أو الخوف أو‬ ‫القلق‪ ،‬حيث أن أضرار القنابل المسيلة للدموع وقتية‬ ‫سرعان ما تنتهي والقلق واالضطراب يعمل على فتح‬ ‫مسام الجلد‪ ،‬مما يسمح للمزيد من المواد الكيماوية‬ ‫لدخول الجسم‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال تقف مع اتجاه الريح المحمل بالغازات‪ ،‬وال تدخل‬ ‫أماكن مغلقة‪ ،‬وعندما تبتعد عن مكان الدخان تنفس‬ ‫ببطء وبعمق‪.‬‬ ‫‪ -4‬عند استنشاق الغاز عن طريق الفم أو األنف البد من‬ ‫المبالغة في البصق وحاول قدر اإلمكان أن ال تبلع هذه‬ ‫المواد واطردها عن طريق البصق من الفم واألنف‪.‬‬ ‫‪ -5‬إبعاد المصاب عن المنطقة الملوثة بالغاز‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫عدم دلك العين أو األماكن المصابة لعدم إعادة التلوث‬ ‫إلى العين‪ ،‬كما يراعى ترك العينين مفتوحتين في‬ ‫الهواء وال تغلق عينيك وافرد يديك أيضًا حتى تتخلص‬ ‫وتطير آثار الغازات مع الهواء وال تعلق بجلدك‪.‬‬ ‫‪ -6‬غسل الوجه والجلد عامة بالماء‬ ‫البقية ص‪٢٧‬‬

‫«الكوشوك» وسيلة متظاهري «العودة» ملواجهة قناصة االحتالل‬ ‫غزة‪-‬إسماعيل الغول‬ ‫يعتزم شباب غزة إشهار الكوشوك (إطارات السيارات)‬ ‫في وجه جنود االحتالل خالل فعاليات مسيرة العودة‬ ‫الكبرى يوم غد الجمعة‪ ،‬حيث جمعوا ما يزيد عن ‪ 10‬آالف‬ ‫إطار كوشوك‪ ،‬محاولين بذلك التشويش على قناصة‬ ‫االحتالل الذين أطلقوا نيران حقدهم على المعتصمين‬ ‫وأوقعوا أكثر من ‪ 15‬شهيداً و‪ 1500‬جريح خالل الجمعة‬ ‫األولى لمسيرة العودة‪.‬‬ ‫واستخلص الشباب الغزي بعض العبر‪ ،‬من الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬للتقليل من عدد االصابات عن طريق تشويش‬ ‫رؤية جنود االحتالل‪ ،‬بإشعال الكوشوك واستخدام‬ ‫المرايا لعكس اشعة الشمس الساقطة عليها باتجاه‬ ‫جنود االحتالل المتواجدين على كثبان الرمل الحدودية‪.‬‬ ‫ويعتبر إشعال إطارات السيارات في المظاهرات من‬ ‫ضمن الطرق التي تستخدم في أي مقاومة سلمية‪،‬‬ ‫واشعالها كان أسلوبا لكل المحتجين في كل دول‬ ‫العالم منذ تاريخ طويل تعبيراً عن الغضب‪.‬‬

‫وقال محمد مطر أحد المعتصمين على الحدود الشرقية‪،‬‬ ‫فكرة الكوشوك رائــعــة‪ ،‬مبدي ًا إعجابه بالشبان‬ ‫الذين يواصلون جمع االطــارات المطاطية في غزة‬ ‫تمهيداً الستخدامها الجمعة القادم لتشتيت جنود‬ ‫االحتالل وحجب الرؤية عنهم للحد من جرائمهم بحق‬ ‫المتظاهرينالسلميين‪.‬‬ ‫وأكد في حديثه لـ«لرسالة»‪ ،‬أن النشطاء أطلقوا لقب‬ ‫وحدة الكوشوك‪ ،‬حيث تمكنوا من جمع وتجهيز ما‬ ‫يزيد عن ‪ 10‬آالف «كوشوك»‪ ،‬وتابع «ممكن من خاللها‬ ‫تخفيف قــدر اإلصــابــات‪ ،‬والتقدم أكثر في مواجهة‬ ‫االحتالل»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال محمد العايد أحد الشبان المؤيدين لفكرة‬ ‫إشعال الكوشوك‪« :‬الحظنا ان قناصة االحتالل‬ ‫استهدفوا الــشــبــاب المعتصمين خــال إشعالهم‬ ‫للكوشوك‪ ،‬وهذا دليل انهم يعانون من السحب السوداء‬ ‫التي تنتج عن الكوشوك»‪.‬‬ ‫وأكد العايد في حديثه لـ«الرسالة» أن النشطاء أطلقوا‬

‫مسمى «جمعة الكوشوك‪ ،‬مضيف ًا‪« :‬أحرقوا الكوشوك‪،‬‬ ‫وذكروهم بأن الشهيد عبد الفتاح عبد النبي كان يشعل‬ ‫الكوشوك‪ ،‬وكان صاحب قضية‪ ،‬وصاحب حق»‪.‬‬ ‫وبينّ أن الشباب الفلسطينيين يستخدمون الكوشوك‬ ‫لتشكيل غطاء يعزل رؤيــة جنود االحــتــال‪ ،‬وأنهم‬ ‫يشعلونه على بعد ‪ 300‬متر ضمن مجموعات‪ ،‬بحيث‬ ‫تغطي األدخنة أكبر مساحة ممكنة من السياج‪.‬‬ ‫وتابع العايد‪« :‬يهدف الشباب من إشعال الكوشوك‬ ‫تغطية نقطة المواجهة ولسحب االحتالل إلى نقطة‬ ‫مواجهة أخرى»‪.‬‬ ‫وكشف عن الشبان سيقومون كذلك بتشغيل صفارات‬ ‫االنذار عبر مكبرات الصوت على الحدود لتشتيت العدو‪،‬‬ ‫واستخدام المرايا لتعكس الشمس على القناصين‪.‬‬ ‫يذكر أن الكوشوك المحترق أيقونة ثورية‪ ،‬وعنوان‬ ‫عريض ألي ثورة منذ القدم‪ ،‬واستخدمها األوروبيون‬ ‫وأولها دولة فرنسا وأوكرانيا ومصر خالل ثورات‬ ‫واحتجاجات شعبية سلمية‪.‬‬

‫‪٣‬‬

‫بقلم‬

‫وسام عفيفة‬

‫سلمية على الطريقة‬ ‫الفلسطينية‬

‫مسيرة العودة المستمرة ومخيماتها على طول‬ ‫السياج الفاصل شرق قطاع غزة تؤسس لمدرسة‬ ‫سلمية على الطريقة الفلسطينية تستوحي بعضا‬ ‫من ثورات الماضي التي اجتاحت الكرة األرضية‪،‬‬ ‫وتضيف جديدا سيلهم المقهورين والمحتلين‬ ‫المحاصرين حول العالم اليوم ومستقبال‪.‬‬ ‫ولو حضر المهاتما غاندي فعالية الجمعة ‪ 30‬مارس‬ ‫وما تالها لرفع قبعته احتراما وتقديرا للمنتفضين‬ ‫باجسادهم امام السياج والقناصة‪ ،‬وهو الذي قاد‬ ‫حركة عصيان مدني واسعة النطاق بين عامي‬ ‫بين ‪ 1931-1930‬ضد البريطانيين في الهند‪ ،‬بدأها‬ ‫بإقناع أتباعه بضرورة التوقف عن دفع ضريبة‬ ‫الملح وشراء المالبس والمشروبات‪ ،‬وهي التجارة‬ ‫التي كان يهيمن عليها الراج آنذاك‪ .‬وقد كانت تلك‬ ‫خطوة أولــى في مسيرة طويلة وناجحة من‬ ‫الحراك الشعبي الهندي من أجل االستقالل‪.‬‬ ‫المهاتما غــانــدي المبهور بصالبة وصمود‬ ‫الفلسطينيين سيحرص على دعــوة الناشط‬ ‫وداعية الحقوق المدنية مارثن لوثر كينج‪ ،‬ليرى‬ ‫بأم عينيه كيف يصر هؤالء على تحقيق حلمهم‬ ‫بــالــعــودة‪ ،‬وانــه فــي يــوم مــا سيستطيع أبناء‬ ‫الالجئين على الجلوس تالل فلسطين الخضراء‪،‬‬ ‫ليقرأوا تاريخ ثورات أبائهم ضد االحتالل‪ .‬وكيف‬ ‫دفعوا الثمن كما دفع كينج ثمن حلمه بالحرية‬ ‫والمساواة للسود بامريكا بعدما قاد حملة العنفية‬ ‫عام ‪ 1955‬تواصلت على مدى خمسة عشر عام ًا ضد‬ ‫سياسة التمييز العنصري في الجنوب األمريكي‪،‬‬ ‫مستعينة بشكل أساسي بالمسيرات ونشاطات‬ ‫العصيان المدني والمقاطعة واإلضراب‪.‬‬ ‫وبينما يتطلع المعتصمون في خيام العودة‬ ‫للتحرر من الحدود والسياج التي تحاصرهم‬ ‫سيخرج أمامهم نيلسون مانديال ملوحا بيديه‬ ‫بالتحية بعدما تنسم الحرية في جنوب أفريقيا‬ ‫الــتــي تــوحــدت فيها مجموعة مــن النقابات‬ ‫والتنظيمات والقيادات الدينية عام ‪ ،1983‬في حملة‬ ‫العنفية واسعة ضد سياسة الفصل العنصري‪،‬‬ ‫في الضغط على السلطة إلطالق سراح الزعيم‬ ‫نيلسون مانديال‪ ،‬وبــدأت على إثرها مفاوضات‬ ‫أدت فيما بعد إلى ترسيخ األسس الديمقراطية في‬ ‫البالد وشكلت نهاية لنظام الفصل العنصري‪.‬‬ ‫سيسجل التاريخ اننا لم نترك طريقة او وسيله‬ ‫سلمية اال وسلكناها ابتداء من كمامة البصل‬ ‫التي اخترعها الطفل محمد عياش مرورا بجمعة‬ ‫«الكوشوك» والمرايا العاكسة‪ ،‬والقادم أعظم‪.‬‬

‫مسريات العودة تحرج قادة االحتالل وتدفعهم لتهديد املتظاهرين‬ ‫غزة‪ -‬مها شهوان‬ ‫تسيطر حالة من القلق على حكومة االحتالل خشية تطور‬ ‫األوضاع قرب السياج الحدودي الفاصل مع قطاع غزة‪ ،‬منذ‬ ‫انطالق مسيرة العودة في الثالثين من مارس الماضي‪،‬‬ ‫ويعكس ذلك تهديدات قادة االحتالل للشباب الفلسطيني‬ ‫في محاولة فاشلة لثنيهم عن المشاركة في ظل تزايد أعداد‬ ‫المتظاهرين دون االكتراث ألي تهديد موجه ضدهم‪.‬‬ ‫وعلى ما يبدو‪ ،‬فإن التهديدات اإلسرائيلية دليل على حالة‬ ‫الضغط التي يعيشها القادة هناك‪ ،‬عدا عن الهجوم الالذع‬ ‫الذي تتعرض له الحكومة االسرائيلية بسبب ما ارتكبه‬ ‫الجنود من جرائم ضد المتظاهرين السلميين في قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫وفي هذ السياق‪ ،‬وصب أفيغدور ليبرمان وزير الحرب‬ ‫االسرائيلي لجام غضبه قبل أيام‪ ،‬بعدما زار منطقة غالف‬ ‫غزة لمتابعة حجم االستعدادات العسكرية لجيشه‪ ،‬مهددا‬ ‫ال‪ »:‬كل فلسطيني يقترب من السياج‬ ‫سكان قطاع غزة قائ ً‬ ‫الفاصل يخاطر بحياته»‪ ،‬محذرا من القيام بأي أعمال‬ ‫«استفزازية»‪ ،‬زاعما أن «إسرائيل حــددت قواعد عامة‬ ‫للتعامل مع األحــداث على حدود غــزة»‪ ،‬مطالبا سكان‬

‫القطاع بتوجيه احتجاجاتهم ضد قيادتهم‪ ،‬واستبدالها‪ ،‬بدال‬ ‫من أن تكون ضد «إسرائيل»‪.‬‬ ‫ويتوقع قادة االحتالل أن تشهد الجمعة المقبلة مزيدا من‬ ‫التظاهرات على حدود قطاع غزة‪ ،‬ولديهم استخالص‬ ‫لعدد من الدروس والعبر للتعامل مع تطورات األحداث‪،‬‬ ‫لذا قاموا بتعزيز تعليمات إطالق النار باتجاه المتظاهرين‬ ‫الفلسطينيين الذين يتجاوزن مسافة الـ ‪ 300‬متر من خط‬ ‫الهدنة وايجاد المزيد من العراقيل التي تحول دون‬ ‫اقتحامهم لمنطقة السياج الحدودية وفق ما نقله موقع‬ ‫«ويلال» العبري‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن المهمة األساسية للجيش ستتثمل‬ ‫في تأمين العمل الــجــاري في الــجــدار التحت‪ -‬أرضي‬ ‫لمواجهة األنفاق‪.‬‬ ‫ويقرأ د‪ .‬مأمون أبو عامر المختص في الشأن اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫تهديدات ليبرمان بأنها تــدل على حجم الضغط الذي‬ ‫يتعرض له القادة في «إسرائيل» بعد مسيرة العودة‬ ‫السلمية‪ ،‬مشيرا إلى أن األحــداث التي وقعت الجمعة‬ ‫الماضية أربكت المؤسسة االمنية االسرائيلية ودفعت‬ ‫قادتها للتهديد والوعيد لكل من يقترب من السياج الحدودي‪.‬‬

‫ويوضح أن طبيعة السلوك االسرائيلي في رده على‬ ‫المسيرات السلمية خــال األيـــام الماضية انعكست‬ ‫نتائجه سلبا على الميدان مما وجه له انتقادات دولية‬ ‫أثارت حفيظة القيادات االسرائيلية وجعلتهم يصبون‬ ‫جام غضبهم في محاولة إلخافة الشبان الفلسطينيين‬ ‫وتهديدهم حال اقتربوا من السياج الحدودي‪.‬‬ ‫وبحسب متابعته للواقع االسرائيلي‪ ،‬يقول‪ »:‬إسرائيل‬ ‫تحاول إعطاء انطباع أنها ستلجأ للعنف‪ ،‬وذلك ألن مسيرة‬ ‫العودة أخذت تأثيرا قويا وايجابيا في المجتمع الدولي‬ ‫واعادت القضية الفلسطينية بعدما غيبت بسبب األوضاع‬ ‫في المنطقة»‪.‬‬ ‫وبحسب أبو عامر‪ ،‬فإن أكثر ما أحــرج «إسرائيل» هو‬ ‫استهدافها للمشاركين في المسيرة وقتلهم وهم يحملون‬ ‫االعالم الفلسطينية‪ ،‬وكذلك قنصهم وظهورهم للحدود‬ ‫فكان دليال قاطعا بالفيديو أن جنود االحتالل يتعمدون‬ ‫قتل األبرياء‪.‬‬ ‫وكتب صحفيون وناشطون يساريون اسرائيليون مقاالت‬ ‫يصفون فيها شعورهم بالخجل من دولتهم وأفعالها في‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬ومن بينهم الصحفي أوري افنيري الذي قال‪:‬‬

‫«أخجل من «إسرائيل»‪ ،‬وجيشها‪ ،‬واعالمها‪ ،‬والفلسطينيون‬ ‫سينتصرون (‪ )..‬دولة قبيحة‪ ،‬ففي اليوم األول لالحتجاج‬ ‫في غزة قتل ‪ 17‬فلسطينيا‪ ،‬وأصيب المئات بالرصاص‬ ‫الحي‪ ،‬أحد هؤالء لم يعرض حياة أي مواطن اسرائيلي‬ ‫للخطر»‪.‬‬ ‫وعن الحرج الــذي يعلن عنه الكتاب االسرائيليين في‬ ‫مقالتهم االخيرة بسبب موقف قادتهم‪ ،‬يوضح المختص‬ ‫في الشأن االسرائيلي أبو عامر‪ ،‬أنه جاء بسبب الصور‬ ‫التي فندت الرواية االسرائيلية الرسمية‪ ،‬وأظهرت أن‬ ‫المشاركين كانوا سلميين‪ ،‬بينما جنود االحتالل كانوا‬ ‫يتعمدون قتلهم‪.‬‬ ‫وتجدر االشارة إلى أن هناك تعليمات إسرائيلية بنشر‬ ‫أكثر من ‪ 100‬قناص للتعامل مع مسيرات العودة‪ ،‬وصرح‬ ‫لهؤالء القناصة بفتح النار إذا شعروا بوجود خطر على‬ ‫حياة إسرائيليين»‪ ،‬عدا عن أن جيش االحتالل قد يستخدم‬ ‫«الكثير من القوة» إلبقاء المعتصمين بعيدا‪ ،‬حيث يخشى‬ ‫االحتالل اجتيازهم لـ «خط الهدنة»‪ ،‬وهو السلك الشائك‬ ‫الذي يفصل القطاع عن باقي األراضي الفلسطينية المحتلة‬ ‫عام ‪.48‬‬


‫‪4‬‬

‫سياسية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫ن� ق�ط ة ن� ت ه�‬ ‫� وا ى‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫خالل ندوة نظمتها الرسالة مبخيمات العودة شرق جباليا‬

‫فصائل‪ :‬التوطني مرفوض والحراك مستمر‬ ‫حتى رفع الحصار وإعادة الحقوق الفلسطينية‬

‫بقلم‪ :‬ابراهيم املدهون‬

‫مسرية العودة ما قبلها‬ ‫ليس كبعدها‬

‫غزة‪-‬الرسالة‬ ‫أكدت قيادات وطنية فصائلية‪ ،‬أن مسيرة العودة‬ ‫لن تنتهي اال بتحقيق العودة وكسر الحصار عن‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬مبينة أنه يف حال استمرار الحصار فإن‬ ‫«أحدا ال يمكنه أن يتوقع تداعياته ونتائجه‪ ،‬كما‬ ‫أحدا ال يمكنه أن يتوقع أين ستتجه مسيرات‬ ‫أن ً‬ ‫العودة يف الخامس عشر من الشهر املقبل»‪.‬‬ ‫جاء ذلك في ندوة حوارية نظمتها مؤسسة الرسالة لإلعالم‬ ‫باالشتراك مع الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني‬ ‫«حشد» في مخيم العودة القائم فوق أرض أبو صفية شمال‬ ‫غزة‪ ،‬شارك فيها ممثلون عن الفصائل والقوى الفلسطينية‪،‬‬ ‫والتي أكدت بمجملها على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية‬ ‫واسقاط العقوبات والتوافق على تشكيل مرجعية سياسية‬ ‫فلسطينية بناء على توافقات القاهرة‪.‬‬ ‫ال للوطن البديل‬ ‫بدوره‪ ،‬أكدّ منسق لجنة مسيرة العودة القيادي خالد البطش‪،‬‬ ‫أن أحدًا ال يمكنه أن يتصور ما الذي يمكن أن يحدث خالل‬ ‫المرحلة المقبلة ما لم يرفع الحصار عن غزة‪ ،‬مشددًا على‬ ‫ضــرورة كسر الحصار والتمسك بحق العودة وتخطي‬ ‫صفقة القرن ووقف كافة أشكال التطبيع‪ ،‬ودعم صمود‬ ‫الشعبالفلسطيني‪.‬‬ ‫وقال البطش خالل كلمته في الندوة ّأن الشعب الفلسطيني‬ ‫لن يقبل أي وطن بديل وال أي مشروع ترحيل ال لسيناء وال‬ ‫غيره‪ ،‬وقد أسقط كل هذه الخيارات بصموده واصراره على‬ ‫العودة‪ ،‬مطالب ًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة‬ ‫العمل على استعادة الوحدة الوطنية ووقف كافة االجراءات‬ ‫العقابية‪.‬‬ ‫وأكدّ على ضرورة تأجيل اجتماع المجلس الوطني المزمع‬ ‫عقده في الثالثين من الشهر الجاري في رام اهلل بدون مشاركة‬ ‫كبرى الفصائل الفلسطينية ممثلة بـ «حماس والجهاد‬ ‫والجبهة الشعبية»‪ ،‬مشيراً إلى ضرورة االلتزام بالتوافق‬ ‫الوطني القائم على عقد المجلس ضمن اسس اتفاق القاهرة‬ ‫أو مخرجات لقاءات بيروت التي عقدت العام الماضي‪.‬‬ ‫وحذر منسق القوى الوطنية واالسالمية‪ ،‬من خطورة تجيير‬ ‫الحراك الشعبي واستغالله وتحميله أكثر مما يحتمل‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن هدف هذا التحرك هو اعادة توجيه البوصلة نحو تحميل‬ ‫االحتالل مسؤولية الحصار والقتل والعقوبات الكبرى التي‬ ‫تستهدف الشعب الفلسطيني‪ ،‬مشيرا إلى أن الفلسطينيين‬ ‫سيواصلون خطواتهم باتجاه العودة في شهر مايو المقبل‪.‬‬ ‫رضوان‪ :‬ال نعلم أين ستصل الجماهري يف يوم ذكرى‬ ‫النكبة‬ ‫من جهته‪ ،‬أكدّ عضو الهيئة القيادية لمسيرة العودة اسماعيل‬ ‫رضــوان‪ ،‬استمرار فعاليات المسيرة حتى الخامس عشر‬ ‫من الشهر المقبل‪ ،‬قائال‪« :‬مئات اآلالف التي خرجت في يوم‬ ‫األرض والتي ستخرج في ذكرى يوم النكبة ال أحد يعلم إلى‬ ‫أي مكان ستصل»‪.‬‬ ‫وأضاف رضوان في مداخلته‪ « ،‬القرار متروك للهيئة العليا‬ ‫لكسر الحصار المكونة من كل شرائح المجتمع»‪ ،‬مشددًا على‬ ‫وجود اجماع بإبقاء المسيرات بطابعها الشعبي والسلمي‪.‬‬ ‫وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مشروع توطين‪،‬‬ ‫وأنه سيستعيد حقه بالعودة كحق مقدس ال يسقط بالتقادم‪.‬‬ ‫وشدد رضوان على ضرورة معاقبة ومحاكمة قادة االحتالل‬ ‫على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني‪ ،‬مشيرا في الوقت‬

‫ذاته إلى ضرورة تعزيز المصالحة وتوطيد اللحمة الوطنية‬ ‫ودعم صمود الشعب الفلسطيني في القطاع‪ ،‬بما يتضمن ذلك‬ ‫ضرورة وقف كل االجراءات العقابية بحق غزة‪.‬‬ ‫الثوابتة‪ :‬الشعب قدم إجابة على استفتائه حول حق‬ ‫العودة‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكدّ عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني‬ ‫الثوابتة‪ ،‬أن مسيرات العودة تمثل إجابة الشعب الفلسطيني‬ ‫على استفتائه حول حق العودة‪.‬‬ ‫إن الشعب الفلسطيني وضع حدا‬ ‫وقال ثوابتة في مداخلته‪ّ ،‬‬ ‫لصفقة القرن التي يراد من خاللها تصفية القضية‪ ،‬وأكدّ بأنه‬ ‫ال بديل عن حق العودة وقرر أن يدفع روحه ودمه في سبيل‬ ‫إنفاذ القرار الدولي الذي أقر لهم حق العودة والتعويض عن‬ ‫الظلم التاريخي الذي الحق بهم‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الحراك سيظل مُتدرجا وصوال إلى ذكرى‬ ‫النكبة في ‪ 15‬أيار‪ ،‬حيث «ستكون مسيرة شاملة في كافة‬ ‫انحاء االراضي الفلسطينية ضفة وغزة وقدس وفي مخيمات‬ ‫اللجوء‪ ،‬بمعنى أننا سنكون أمام زحف بشري هادر في كافة‬ ‫أماكن تواجد الشعب الفلسطيني باتجاه فلسطين»‪.‬‬ ‫وذكر أن الشعب الفلسطيني ّ‬ ‫حول مخيمات اللجوء لمخيمات‬ ‫العودة‪ ،‬مشددًا على أن الشعب لديه القدرة على ازالة كل هذه‬ ‫الحواجز الوهمية التي ستزول يومًا ما بإرادة هذا الشعب‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن مسيرات العودة وحّدت كافة اطياف الشعب‬ ‫الفلسطيني تحت العلم الفلسطيني‪ ،‬كما فتحت طريق‬ ‫التواصل المباشر بين القيادة السياسة وابناء الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫عبد العاطي‪ :‬نطالب بإحالة ملفات جرائم االحتالل إىل‬ ‫مدعي الجنائية الدولية‬ ‫حقوقيًا‪ ،‬كشف الحقوقي صالح عبد العاطي عضو اللجنة‬ ‫القانونية في مسيرة العودة ورئيس الهيئة الدولية لدعم‬ ‫الشعب الفلسطيني «حشد»‪ ،‬عن تجهيز اللجنة لبالغ كامل‬ ‫إلى مدعي عام الجنائية الدولية حول جرائم االحتالل بحق‬ ‫المتظاهرين السلميين في غزة وإعدامه لـ ‪ 17‬مواطنًا في‬ ‫القطاع‪.‬‬ ‫وبينّ عبد العاطي في مداخلته‪ ،‬أنه سيتم االعالن عن المذكرة‬ ‫في مؤتمر صحفي سيعقد اليوم الخميس بمختلف اللغات‪،‬‬ ‫أن البالغ يحتوي على افادات كاملة ووثائق حصلت‬ ‫مبين ًا ّ‬ ‫عليها اللجنة‪ ،‬تثبت أن االحتالل ارتكب جرائم حرب موصوفة‬ ‫وفق ميثاق رومــا المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية‪،‬‬ ‫وقواعد حقوق اإلنسان‪ ،‬والقانون الدولي االنساني‪.‬‬ ‫وكشف عن جهود تبذل لتشكيل أوسع ائتالف من الحقوقيين‬ ‫العرب والدوليين؛ للمساهمة في مالحقة مجرمي الحرب‬ ‫اإلسرائيليين‪.‬‬ ‫وأضاف عبد العاطي‪« :‬يدنا مغلولة‪ ،‬لهذه اللحظة لم تقدم‬ ‫أي احالة رسمية من السلطة الفلسطينية للمحكمة الجنائية‬ ‫بشأن محاكمة مجرمي الحرب‪ ،‬والقرار فقط بيد الرئيس‬ ‫محمود عباس»‪ ،‬مطالبا إيــاه بضرورة التحرك الفوري‬ ‫والسريع إلحالة الملفات إلى المدعي العام لبدء فتح تحقيق‬ ‫فوري في جرائم الحرب االسرائيلية وال سيما جرائم االعدام‬ ‫بحق المتظاهرين السلميين‪.‬‬ ‫ونبه إلى ضــرورة الحرص على سلمية الحراك رغم كل‬ ‫الجرائم االسرائيلية التي تستهدف المتظاهرين العزل‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن مسيرات العودة نجحت في استحداث مسار ثالث‬ ‫بديل عن مساري المفاوضات الفاشلة والكلفة المرتفعة‬ ‫لمشروع الكفاح المسلح‪ ،‬على قاعدة «ارفع كلفة االحتالل‬ ‫عدوك يرحل وقلل كلفة الشعب يصمد»‪.‬‬

‫أبو عامر‪ :‬االحتالل يقدر بأن غدا سيكون أكثر حشدا‬ ‫بدوره‪ ،‬قال المختص بالشأن اإلسرائيلي الدكتور عدنان أبو‬ ‫عامر أن االحتالل لم يتعامل جديا مع مسيرات العودة إال مع‬ ‫منتصف مارس‪ ،‬لذلك كان التقدير أن المسيرات لن تخرج حيز‬ ‫التنفيذ لذا فوجئوا بحجم الحشد الجمعة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضــح أن االحــتــال في حالة إربــاك جــدي والتعامل‬ ‫مع المسيرات يأخذ مناحي عدة أهمها الميداني الذي اتسم‬ ‫بالدموية الجمعة الماضية‪ ،‬مشيرا إلى أن (اإلسرائيليين)‬ ‫لديهم تقدير يقوم على أن التعامل الخشن مع المسيرات من‬ ‫شأنه أن يردع الغزيين‪.‬‬ ‫وبحسب أبو عامر فإن االحتالل يقدر بأن الجمعة المقبلة‬ ‫ستكون أكثر حشدا‪ ،‬وعلى ما يبدو أن االحتالل يصر على‬ ‫استخدام القوة مع المتظاهرين رغم عدم وجود يقين على‬ ‫قدرة القوة في كبح جماح المتظاهرين في المنطقة‪.‬‬ ‫أما على المستوى السياسي والدبلوماسي يشير إلى أن‬ ‫(إسرائيل) لم تعهد هذا اإلرباك سوى في الحرب األخيرة‬ ‫على القطاع‪ ،‬منوها إلى أن هناك حالة من اإلدانات السياسية‬ ‫والدبلوماسية على المستوى الدولي‪ ،‬مؤكدا إنها المرة األولى‬ ‫التي تفتقر الرواية (اإلسرائيلية) وجود إجماع في الداخل‬ ‫وهناك مطالبات داخلية بعدم استخدام القوى الخشنة لما‬ ‫لها من مردود سلبي‪.‬‬ ‫وبحسب أبو عامر فإن كل التقديرات (اإلسرائيلية) ذاهبة‬ ‫باتجاه أن تستمر المسيرات في األيام القادمة‪ ،‬موضحا أن‬ ‫االحتالل يستخدم مصطلح الكابوس خاصة وانه لم يتوقع‬ ‫أن يحدث ذلك على أرض الواقع بعد أن كان مجرد تقدير‬ ‫خالل السنوات الماضية‪.‬‬ ‫أبو ضلفة‪ :‬وثقنا انتهاكات االحتالل لنقدمها ملحكمة‬ ‫الجنايات الدولية‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال رفيق أبو ضلفة عضو اللجنة القانونية‬ ‫لمسيرة العودة‪« :‬إن المسيرة شكلت وحدة لكافة شرائح‬ ‫المجتمع الذين أصروا على التمسك بحق العودة وفقا للقرار‬ ‫‪ ،194‬بعد أن سأموا على مدار ‪ 70‬عام من الهجرة والقرارات‬ ‫الدولية التي لم تطبق»‪.‬‬ ‫وذكر أن الحراك جاء لرفض قرار ترمب وصفقته‪ ،‬موضحا أن‬ ‫اللجنة القانونية وثقت بالصوت والصورة كافة االنتهاكات‬ ‫وباالستماع لشهادة الشهود لتقديم طلب لمحكمة الجنايات‬ ‫الدولية وفقا للقانون‪.‬‬ ‫القريوتي‪ :‬املسريات بعثت رسائل سياسية هامة‬ ‫للمجتمع الدولي‬ ‫وأكد لؤي القريوتي عضو الهيئة العليا لمسيرة العودة أنهم‬ ‫وضعوا برنامج للفعاليات لتكون الجمعة القادمة لتأبين‬ ‫الشهداء في كل مخيمات العودة‪ ،‬مبين ًا أن العمل متواصل‬ ‫لنقل جزء من المحاضرات الجامعية للمخيمات‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ترتيب جميع المناسبات الوطنية لتكون داخل المخيمات‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن الجماهير بعثت العديد من الرسائل السياسية‬ ‫موجهة لإلدارة األمريكية بأن قرار نقل السفارة األمريكية إلى‬ ‫القدس مرفوض‪ ،‬وكذلك الرد على ما يتم الترتيب له من خالل‬ ‫صفقة القرن‪.‬‬ ‫وبحسب القريوتي فإن المسيرات وجهت رسالة لإلقليم‬ ‫الذي يسعى للسالم والتطبيع ويتجاوز الشعب الفلسطيني‬ ‫بأن الشعب لن يقبل بأي تسوية تتجاوز حقوقه الوطنية‬ ‫والفلسطينية‪.‬‬ ‫ودعا لتحرك الشعب الفلسطيني في الشتات‪ ،‬موضحا أن‬ ‫هناك تحركات القتحام الحدود في لبنان إال أن الجيش‬ ‫اللبناني حال دون ذلك‪.‬‬

‫ما بعد مسيرة العودة الكبرى ليس كما قبلها‪ ،‬فهي‬ ‫كاالنتفاضة االولى عام ‪ ،87‬حينما خرج شعب غزة‬ ‫فجأة وأربك جميع حسابات التصفية ثم توسعت‬ ‫لتشمل كل المدن الفلسطينية بظهير فلسطيني‪،‬‬ ‫اليوم خــرج الشعب ليقول كلمته أمــام حاالت‬ ‫التصفية والتفتيت وتمييع القضية ومحاولة‬ ‫فرض صفقات على حساب حقوقنا‪ ،‬ولن يعود‬ ‫إلى بيته ولن يترك ميدانه مهما تفننت محاوالت‬ ‫االلتفاف والخداع‪ ،‬فالهدف العودة وإرباك مساعي‬ ‫التصفية‪.‬‬ ‫هذه المسيرة ليست حماس فقط‪ .‬إال أن حماس‬ ‫جزء منها‪ ،‬وما يميز حماس قوة التأثير الكبير‪،‬‬ ‫ففكرة العودة والتحرك تــراود كل فلسطيني‪،‬‬ ‫وعلى حماس اوال إدراك ذلك أنها لن تستطيع‬ ‫وحدها إنجاح هذا التحرك‪ ،‬كما أن أي تحرك من‬ ‫غير حماس يخرج باهتا وضعيفا‪ ،‬كل فلسطيني‬ ‫مهما كان يؤثر في هذا الحراك وينجحه‪ ،‬وكل واحد‬ ‫فينا بداخله حلم العودة ويسعى اليه‪.‬‬ ‫بعد مسيرة العودة لم تعد غزة الحلقة األضعف‪،‬‬ ‫أو على هــامــش االحــــداث وتتلقى الضربات‬ ‫وتستسلم للعقوبات والحصار‪ ،‬هناك إرادة‬ ‫جماهيرية ممتدة واكتشافها وتحريكها يشبه لحد‬ ‫ما اكتشاف الكهرباء واآلالت‪ ،‬ونحن اليوم نشبه‬ ‫لحد ما بداية الثورة الصناعية الكبرى في اوروبا‪،‬‬ ‫وكلما استثمرنا مسيرة العودة ووثقنا بها كلما‬ ‫توسعت وكبرت وفرضت سطوتها واتتنا بنتائج‬ ‫أكثر إبهارا مما نظن‪ ،‬لهذا الحفاظ عليها جماهيرية‬ ‫وعفوية وحضارية وسلمية هو األضمن لنجاح‬ ‫المسيرة والوصول بها الى العودة‪.‬‬ ‫ليست لمسيرة العودة أهداف كثيرة‪ ،‬ولن تتوه‬ ‫في قضايا فقيرة وتفصيلية تافهة‪ ،‬لن تَطرح فك‬ ‫الحصار‪ ،‬ولن نُقايض مسيرتنا على هدف تافه الى‬ ‫هذه الدرجة‪ ،‬هذه المسيرة وإن كانت محصورة‬ ‫اآلن في غزة ولكنها تمثل كل فلسطيني أينما‬ ‫تواجد‪ ،‬وعليه أن يشارك بها بما يستطيع من وقت‬ ‫وجهد ودعاء وصوت ومال‪ ،‬فهي تعبر عن حقه‬ ‫في العودة وستعمل وتستمر حتى ينال هذا الحق‪.‬‬ ‫أثر المسيرة في االبهار واســع‪ ،‬أحد االصدقاء‬ ‫في أوروب ــا قــال لي إن حديث االوربيين على‬ ‫موائد طعام الغداء يوم السبت الماضي جله عن‬ ‫مسيرة العودة بدال ان يتحدثوا عن عيد الفصح‪،‬‬ ‫هناك تفاعل إنساني واسع‪ ،‬علينا الحفاظ عليه‪،‬‬ ‫وتقديم نموذج كبير وقوي‪ ،‬واليوم تضعف رواية‬ ‫االحتالل وترتبك يوما بعد يــوم‪ ،‬فالرصاص‬ ‫ليس أقوى من طفل صغير يصنع كمامته بيده‪،‬‬ ‫ويرفع علمه بعشق‪ ،‬وال من امرأة تدفع صغارها‬ ‫وتتقدمهم لمسيرة العودة‪.‬‬ ‫ستلهم مسيرة العودة الكبرى الكُتاب والروائيين‬ ‫والشعراء والرسامين والمبدعين‪ ،‬إنها ميدان تتفجر‬ ‫فيه اإلبداعات‪ ،‬ليذهب هناك كل مبدع ويتحين‬ ‫التفاصيل المدهشة ويبرزها في أقصوصته‪ ،‬أو‬ ‫تفاصيل حكاياته‪ ،‬ومن خالل رسمة وكاريكاتير‬ ‫وبيت شعر‪.‬‬ ‫النكبة أنجبت لنا غسان كنفاني ومحمود درويش‬ ‫وناجي العلي وسميح القاسم وغيرهم فيا ترى‬ ‫مسيرات العودة ماذا ستضخ إلبداعاتنا ومسيرتنا‬ ‫الثقافيةالفلسطينية?‬ ‫نحن ال نقاتل عدونا إال بالهوية الواضحة‪ ،‬والحياة‬ ‫المتفتحة‪ ،‬والتفوق الثقافي الواسع‪ ،‬والتمسك‬ ‫بأنامل صغارنا فتنموا حتى تزهر‪.‬‬


‫سياسية‬ ‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫في ظل تصاعد مسيرات العودة‬

‫ثالثة سيناريوهات إسرائيلية للتعامل مع غزة‬ ‫غزة‪-‬شيماء مرزوق‬ ‫ألقت غزة بورقتها الرابحة في وجه االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫الجمعة الماضية حينما خرج عشرات اآلالف نحو الخط‬ ‫الفاصل بين القطاع واألراض ــي المحتلة عام ‪،1948‬‬ ‫مطالبين بحق عودتهم إلى قراهم ومدنهم التي هجروا‬ ‫منها‪.‬‬ ‫الخطوة التي شكلت تهديدًا استراتيجيًا بالنسبة‬ ‫لالحتالل خاصة مع الدعوات الستمراها إلى أسابيع‬ ‫جعلت غزة على طاولة النقاش والبحث لدى دوائر‬ ‫صنع القرار في “إسرائيل”‪ ،‬التي لم تتمكن من إخفاء‬ ‫ارتباكها من كيفية صد المتظاهرين السلميين‪.‬‬ ‫وربما النقطة التي اشترك فيها جميع الكتاب والمراقبين‬ ‫اإلسرائيليين أنه من الصعب ردع سكان القطاع أو‬ ‫معاقبتهم ألنهم باختصار يفتقدون لكل مقومات الحياة‬ ‫وال مجال لسحب مزيد منها‪.‬‬ ‫والالفت أن هذه المسيرات بزخمها وقوتها الجماهيرية‬ ‫تدفع االحتالل إلى البحث عن بدائل وسيناريوهات‬ ‫للسياسة التي يتعامل بها مع غزة بعدما أثبتت أكثر‬ ‫من عشر سنوات من الحصار الخانق والتضييق أنها‬ ‫سياسة فاشلة ولم تحقق أهدافها وإنما جاءت بنتائج‬ ‫عكسية على االحتالل‪.‬‬ ‫ويطرح االحتالل اإلسرائيلي ثالثة سيناريوهات‬ ‫للتعامل مع غزة في الفترة المقبلة إلنهاء التهديد القائم‬ ‫من هذه المنطقة‪ ،‬لكن األهم من السيناريوهات هو أن‬ ‫االحتالل وصل إلى قناعة واضحة بأن الوضع في غزة‬ ‫يجب أن يتغير ومن غير الممكن االستمرار هكذا‪ ،‬علم ًا‬ ‫أنه كان يحافظ خالل السنوات الماضية على الوضع‬ ‫القائم دون تغيير “غزة ال تحيا وال تموت” ودون أن‬

‫يمتلك رؤية استراتيجية للتعامل معها‪ ،‬لذا فإن استمرار‬ ‫المسيرات بهذا الزخم والمشاركة الشعبية السلمية‬ ‫الواسعة سيفرض على االحتالل إيجاد الحلول‪.‬‬ ‫السيناريو األول‪ :‬رفــع الحصار وتحسين الوضع‬ ‫االقتصادي لقطاع غزة والسماح بإنشاء المشاريع‬ ‫للسكان والعمل داخل الكيان اإلسرائيلي تحت إشراف‬ ‫المخابرات اإلسرائيلية لمنع أي أعمال مقاومة داخل‬ ‫الكيان‪ ،‬لكن يعتقد االحتالل أن هناك ملفات عالقة يجب‬ ‫أن يتم تسويتها قبل ذلك أهمها ملف الجنود األسرى‬ ‫لدى حماس‪.‬‬ ‫وضمن هذا المنظور‪ ،‬دعا الجنرال غيورا آيالند‪ ،‬الرئيس‬ ‫األسبق لمجلس األمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬في مقال‬ ‫نشرته “يديعوت أحرونوت”‪ ،‬إلى االعتراف من قبل‬ ‫“إسرائيل” بأنها تحادي دولــة مستقلة تسمّى غزة‪،‬‬ ‫الحكم فيها انتخب بشكل ديمقراطي نسبي ًا‪ ،‬وأنه على‬ ‫“إسرائيل” أن تشجع دول الغرب والدول العربية على‬ ‫االستثمار في إعمار غزة‪ ،‬بإشراك حماس وليس من‬ ‫خلف ظهرها‪.‬‬ ‫ويقدر الجنرال آيالند‪ ،‬أنه كلما بنيت في غزة المزيد‬ ‫من محطات توليد الطاقة‪ ،‬منشآت التحلية أو مشاريع‬ ‫إلنقاذ المجاري والصرف الصحي‪ ،‬ستكون حماس أكثر‬ ‫انضباط ًا‪ .‬وهو يواجه الحجة التي تقول إن حماس‬ ‫ستستغل المساعدة فقط كي تبني مزيدًا من األنفاق‪،‬‬ ‫بحجة مضادة مفادها أن هذا بالضبط ما يحصل في‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬في ظل عدم التعامل مع حماس‬ ‫وتقديم األموال واإلمكانيات لها بشكل مباشر‪.‬‬ ‫العكس هــو الصحيح بــرأي آيــانــد‪ ،‬إذ إن حماس‬ ‫ستستثمر أكثر في البنى التحتية المدنية‪ ،‬إذا ما اعترف‬

‫بها كدولة بحكم األمــر الواقع وإذا ما أبرمت معها‬ ‫االتفاقات التي تتطلب رقابة مشددة على اإلسمنت وعلى‬ ‫باقي المساعدات التي تدخل إلى القطاع‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫السيناريو الثاني‪ :‬القاء قطاع غزة نحو الجانب المصري‬ ‫ضمن صفقة القرن والرؤية اإلسرائيلية التي تريد‬ ‫التخلص من القطاع والحاقه بمصر‪ ،‬وقد تحدث عوفر‬ ‫يسرائيلي‪ ،‬البروفسور الخبير في األمن الدولي والشرق‬ ‫األوسط عن استراتيجية إسرائيلية جديدة مقترحة‪ ،‬في‬ ‫كيفية احتواء “إسرائيل” لالحتجاجات المتصاعدة التي‬ ‫انطلقت يوم الجمعة تحت اسم مسيرة العودة الكبرى‪.‬‬ ‫ونــوه بــأن على “إسرائيل العمل في أفقين األول؛‬ ‫احتواء االحتجاجات‪ ،‬والثاني‪ ،‬العمل على “إيجاد حل‬ ‫وإن كان جزئيًا‪ ،‬للوضعية الغزية المتعذرة من ناحية‬ ‫السكان‪ ،‬وبلورة استراتيجية شاملة إلعادة الصالحيات‬ ‫التاريخية لمصر على القطاع‪ ،‬وذلك بالتوازي مع خلق‬ ‫مستقبل اقتصادي أفضل لسكانه‪.‬‬ ‫السيناريو الثالث‪ :‬تشجيع الدول الغربية والمؤسسات‬ ‫الدولية للعمل في القطاع عبر مشاريع واستثمارات‬ ‫تسمح بتحسين الوضع اإلنساني واالقتصادي في‬ ‫القطاع لتفادي االنفجار في وجه “إسرائيل”‪ ،‬وذلك‬ ‫بعيداً عن حماس والسلطة خاصة بعد تعثر المصالحة‬ ‫وإصـــرار عباس على تأزيم الوضع في غــزة عبر‬ ‫العقوبات المفروضة والتي يعتقد انها ستكون المدخل‬ ‫إلحكام قبضته على القطاع‪.‬‬ ‫قبول في المؤتمر االقتصادي‬ ‫وقد القى هذا المقترح‬ ‫ً‬ ‫الذي عقد في واشنطن الشهر الماضي بدعوة من البيت‬ ‫األبيض بمشاركة عدد من الــدول العربية والغربية‬ ‫و”إسرائيل” لمناقشة وضع قطاع غزة‪.‬‬

‫تمثل كابوسا لالحتالل‬

‫‪ 5‬مكاسب فلسطينية يف حال شمل الحراك جميع الساحات‬ ‫غزة‪ -‬شيماء مرزوق‬

‫زحف الشعب الفلسطيني يف قطاع‬ ‫غزة نحو الخط الزائل بين القطاع‬ ‫واألراضي املحتلة عام ‪ 1948‬أعاد‬ ‫القضية الفلسطينية إلى أوجها‬ ‫تمسك الشعب بحق عودته‬ ‫وعكس ُّ‬ ‫الى املدن والقرى التي هجر منها‪،‬‬ ‫وفجأة قفزت القضية الفلسطينية‬ ‫الى صدارة االهتمام الدولي‬ ‫واإلعالمي بعدما بقيت يف األعوام‬ ‫األخيرة يف ذيل االهتمامات‪.‬‬

‫� ف ا �ت‬ ‫�‬ ‫ي� لا ج اه‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫وبرز هذا االهتمام رغم ان الحراك الكثيف والمشاركة‬ ‫الشعبية الواسعة اقتصرت على غزة المحاصرة‪ ،‬بينما‬ ‫كان من المخطط ان تنطلق المسيرات الحاشدة في كل‬ ‫أماكن التواجد الفلسطيني‪ ،‬الضفة الغربية واألراضي‬ ‫المحتلة ‪ 48‬الحدود مع سوريا ولبنان واألردن‪.‬‬ ‫ورغم قوة الحشد التي ظهرت على أطراف القطاع اال‬ ‫ان المشهد كان سيبدو مختلفا وأكثر قوة في حال شهدت‬ ‫كل الساحات ذات المستوى من المشاركة الشعبية‬ ‫والتي تشكل بالنسبة لالحتالل كابوسا حقيقيا وتهديدا‬ ‫استراتيجيا‪ ،‬خاصة أن انطالق المسيرات جاء بالتزامن‬ ‫مع يوم األرض وهي مناسبة فلسطينية وطنية ال‬ ‫تقتصر على غزة فقط‪.‬‬ ‫ومن المهم اإلشارة إلى ان االحتالل نجح في الفصل‬ ‫بين ساحات التواجد الفلسطيني ليس فقط جغرافيا‬ ‫وانما من ناحية االهتمام والمشاكل فأصبح لكل تجمع‬ ‫خصوصيته ومشاكله وهذا ما يفسر المشهد الذي ظهر‬ ‫في غزة التي أعاد االحتالل انتشاره حولها ما سمح‬ ‫بحرية حركة داخل حدوده لتنظيم وتحشد لمثل هذه‬ ‫الفعاليات‪.‬‬ ‫كما ان الحصر الخانق واألزمات تدفع الناس إلى تفجير‬

‫غضبهم واحباطهم في وجه المحتل‪ ،‬على عكس الضفة‬ ‫التي تشهد تغلغال لالحتالل وتقطيع ألوصالها الى‬ ‫جانب التنسيق األمني الذي يحد من أي عمل مقاوم‬ ‫حتى لو كان سلميا وشعبيا‪ ،‬كما أن حالة االستقرار‬ ‫االقتصادي ال تجعل كل مواطن يشعر بتهديد لوجوده‬ ‫كما هو الحال في غزة‪ ،‬لذا فإنها تشهد حالة من الفتور‪.‬‬ ‫الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال ان الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬شهدت تحركات محدودة ال تتناسب مع الحدث‪.‬‬ ‫وهذا يعود إلى أسباب عدة ذاتية وموضوعية‪ ،‬منها أن‬ ‫االحتالل ألغى التمايز الذي كان قائمًا بين األراضي‬ ‫المصنفة (أ) و(ب) و(ج)‪ ،‬وأصبحت جميعها أراضي‬ ‫مستباحة في ظل استمرار تطبيق السلطة الفلسطينية‬ ‫بالتزامات أوسلو من جانب واحد‪ ،‬رغم تهديدها الدائم‬ ‫بالتحرر منه‪ ،‬وهذا ساهم في إضعاف الحركة الوطنية‬ ‫أصل‬ ‫والفصائل المختلفة ‪ -‬المتقادمة والضعيفة‬ ‫ً‬ ‫وجعلها في وضع ال تحسد عليه‪.‬‬‫ولفت في مقال له إلى ان مسيرة عودة في القطاع وحده‬ ‫تطرح قضايا غزة وحدها‪ ،‬أما مسيرة عودة تشهدها‬ ‫تجمعات الشعب الفلسطيني كافة فتطرح حق العودة‬ ‫الذي يعتبر جوهر القضية الفلسطينية وأساسها‪ ،‬وتعيد‬ ‫االعتبار لوحدة القضية والشعب واألرض‪.‬‬

‫ويمكن تحقيق أهــداف فيما لو جرى‬ ‫العمل على الــزحــف نحو األراض ــي‬ ‫المحتلة ‪ 1948‬مــن كــافــة الــجــهــات‬ ‫والتجمعاتالفلسطينية‪:‬‬ ‫األول‪ :‬سيجد االحتالل نفسه أمام تهديد‬ ‫استراتيجي سيعجز عن مواجهته بقوة‬ ‫السالح والترسانة العسكرية التي‬ ‫يملكها وبالتالي سيتم تحييد التفوق‬ ‫العسكري‪ ،‬وهي نقطة قوة لالحتالل‬ ‫والعمل على الجانب الشعبي وهي‬ ‫نقطة قوة مهمة للجانب الفلسطيني‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬تنحية كل مشاريع التصفية‬ ‫التي يتم طرحها وطرح حق العودة‬ ‫الفلسطيني بقوة وفرض هذا الحق على جميع الجهات‬ ‫التي تحاول تجاوزه ومنها أطراف عربية‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬سيحرج الحراك القيادة الفلسطينية التي قد تجد‬ ‫نفسها معزولة عن الشعب بأكمله وفاقدة لشرعيتها ما‬ ‫قد يشكل ضغط حقيقي عليها للعمل الحقيقي والجاد‬ ‫على استعادة الوحدة‪ ،‬بعيدا عن مبدأ االبتزاز السياسي‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬سيضع الحراك القضية على طاولة المجتمع‬ ‫الدولي لما لها من أهمية وتأثير على االستقرار في‬ ‫الشرق األوســط بأكمله وقد يساهم ذلك في تشكيل‬ ‫ضغط حقيقي على االحتالل للقبول بحلول حقيقية‬ ‫وقابلة للتطبيق وتمنح الفلسطينيين حقوقهم‬ ‫المشروعة‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬سيزيل شبح االنفصال الــذي يلوح بقوة‬ ‫بعد كل اإلجراءات التي اتخذها االحتالل في السنوات‬ ‫السابقة والتي تعززت مع إجراءات االنقسام‪ ،‬باإلضافة‬ ‫الي صفقة ترمب التي يرغب في تمريرها لتصفية‬ ‫القضية والقائمة بالدرجة األولى على فصل القطاع‬ ‫وإقامة دولة فلسطينية قد يتم الحاق معازل الضفة بها‬ ‫وقد تنفصل بالكامل ويتم الحاقها بمصر‪.‬‬

‫‪٥‬‬

‫بقلم‪ /‬مصطفى الصواف‬

‫العودة شرعية وقانونية‬ ‫باملفهوم الدولي‬ ‫ال تزال مسيرة العودة مستمرة وفعالياتها على أشدها‬ ‫وصــول إلــى الخامس عشر من مايو الــقــادم‪ ،‬يوم‬ ‫ً‬ ‫العودة‪ ،‬هذا اليوم الذي ينتظره الشعب الفلسطيني‬ ‫منذ سبعين عامًا على أمل العودة إلى دياره وأرضه‬ ‫التي ال يزال يحتفظ بكل ما يثبت أن هذه األرض من‬ ‫حقه قانونًا وشرعًا وواقعًا‪ ،‬وأن هذا االغتصاب الذي‬ ‫وقع على أرض فلسطين هو خارج عن القانون الدولي‬ ‫واإلنساني‪ ،‬وخارج عن األعراف والمواثيق الدولية‪،‬‬ ‫وأن العودة تمت بقرار أممي تحت ما يسمى قرار ‪194‬‬ ‫ومادته الحادية عشر والتي تنص على ‪( :‬تقرر وجوب‬ ‫السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن لالجئين الراغبين‬ ‫في العودة إلى ديارهم والعيش بسالم مع جيرانهم‪،‬‬ ‫ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون‬ ‫عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب‬ ‫بضرر‪ ،‬عندما يكون من الواجب وفق ًا لمبادئ القانون أن‬ ‫يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات‬ ‫أو السلطات المسؤولة‪.‬‬ ‫ وتصدر تعليماتها إلــى لجنة التوفيق بتسهيل‬‫إعادة الالجئين وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم‬ ‫االقتصادي واالجتماعي وكذلك دفع التعويضات‬ ‫وبالمحافظة على االتصال الوثيق بمدير إغاثة األمم‬ ‫المتحدة لالجئين الفلسطينيين‪ ،‬ومن خالله بالهيئات‬ ‫والوكاالت المتخصصة المناسبة في منظمة األمم‬ ‫المتحدة)‪.‬‬ ‫اليوم وبعد عجز األمم المتحدة والعالم عن تحقيق حق‬ ‫العودة قانونًا ووفق قرار األمم المتحدة يتحرك الشعب‬ ‫الفلسطيني في كل مكان ليحقق هذا القرار ويؤكد أن‬ ‫ما يمارسه عمل قانوني بكل معنى الكلمة‪ ،‬وأن حراك‬ ‫قطاع غزة هو لتذكير العالم بهذا الحق القانوني الذي‬ ‫أقره العالم بنفسه معتمدا على اهلل وعلى قرار اتخذه‬ ‫ليلتقط زمام المبادرة وإذا لم يتمكن من تحقيق قرار‬ ‫العودة وفق القانون الدولي وبسبب عجز العالم عن‬ ‫تطبيقه تواطأ مع االحتالل أو بسبب هيمنة الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬بعدها ال تتحدثوا عن شرعية دولية وقرارات‬ ‫األمم المتحدة وهيئاتها ومن حق المظلوم اللجوء إلى كل‬ ‫الوسائل لتحقيق ما يريد‪ ،‬فسبعين عامًا زادت عن الحد‬ ‫عاقل‪ ،‬القرار ينص على (تقرر‬ ‫المعقول الذي يتصوره ً‬ ‫وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن لالجئين‬ ‫الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسالم مع‬ ‫جيرانهم‪ )...‬على العالم وهيئات األمم المتحدة التحرك‬ ‫أو الصمت وترك الشعب الفلسطيني القيام بما عجزت‬ ‫عنه بالطريقة التي يراها مناسبة دون أي توصيف لما‬ ‫يقوم به‪ ،‬فاألمر طال كثيرًا واإلطالة ظن منها البعض‬ ‫أنها كفيلة بالنسيان ولكنهم ال يدركون أن الحقوق‬ ‫ال تسقط وال تُنسى وأن من يحفظ حقه على مدى‬ ‫السبعين عامًا رغم البطش والتنكيل والقتل والتدمير‬ ‫جدير أن يُحترم ويُساعد على تحقيق حقه‪ ،‬وأن العودة‬ ‫للقرار وتطبيقه هو شيء من الخيال‪ ،‬ولكن الفلسطيني‬ ‫له قول آخــر‪ ،‬حيث يقول إذا كان قــرار العودة غير‬ ‫قابل للتطبيق لينسحب األمر على كل قــرارات األمم‬ ‫المتحدة المتعلقة بفلسطين االنتدابية من قرار التقسيم‬ ‫واالعتراف بالكيان الصهيوني المشروط بإقامة الدولة‬ ‫الفلسطينية إلى جوار دولة االحتالل وتعود القضية‬ ‫إلى أصولها التي بدأت منها وهي أن فلسطين كل‬ ‫فلسطين هي للشعب الفلسطيني‪ ،‬وما ترتب بعد ذلك‬ ‫هو باطل‪ ،‬وأن القرارات التي صدرت باطلة‪ ،‬وأن من‬ ‫حق الشعب الفلسطيني مواجهة االغتصاب لتحقيق‬ ‫الحق واستخدام القوة الالزمة لذلك‪.‬‬ ‫نعم مسيرة العودة سلمية بامتياز‪ ،‬هذه السلمية يجب‬ ‫احترامها من المجتمع الدولي ومناصرتها‪ ،‬فإذا لم‬ ‫يفعل‪ ،‬أو لم يستطع فعل ذلك عليه أن يصمت إذا لم‬ ‫يقدر على مساندة الشعب الفلسطيني في تحقيق حقه‬ ‫المشروع‪ ،‬ووقف كافة أشكال المساعدة للغاصب حتى‬ ‫ينصاع للشرعية الدولية‪.‬‬ ‫إذا لم تحقق مسيرة العودة هذا الفهم والناتج عن‬ ‫تعنت االحتالل وانحياز العالم للمحتل فهذا هو إذن‬ ‫للشعب الفلسطيني العمل على استخدام كافة الوسائل‬ ‫دون حرج أو تحسبًا لردود الفعل العالمية أو قرارات‬ ‫األمم المتحدة العاجزة‪.‬‬ ‫مسيرة الــعــودة البداية للتأكيد على حق الشعب‬ ‫الفلسطيني بالعودة‪ ،‬فإن تحققت العودة فكان بها وإن‬ ‫لم تتحقق فالخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني‬ ‫ليقرر الطريقة التي سيعود بها وعلى الجميع أن‬ ‫يصمت‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫محليات‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫خالل نجدتهم للمصابين بمسيرة «العودة»‬

‫فرسان الطواقم الطبية جنود مجهولون يف ميدان املواجهة‬ ‫غزة‪-‬محمد العرابيد‬ ‫رغم إطالق النار الحي وقنابل الغاز‬ ‫املسيل للدموع‪ ،‬يتسلل املسعفون‬ ‫الفلسطينيون بردائهم املميز من‬ ‫بين جموع املتظاهرين لنقل الشبان‬ ‫املصابين بعد تعرضهم لطلقات‬ ‫غادرة من جنود جيش االحتالل خالل‬ ‫مشاركتهم بمسيرات العودة قرب‬ ‫حدود قطاع غزة الشرقية‪.‬‬

‫عمل الطواقم الطبية والمسعفين لم يقتصر‬ ‫على تقديم العالج للمصابين خالل فعاليات‬ ‫مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬بل تعدى ذلــك إلــى اقترابهم من‬ ‫السياج الزائل وإخراج الشبان المحاصرين‬ ‫من بين نيران قناصة جيش االحتالل‪.‬‬ ‫وعلى أعتاب الموت‪ ،‬يعمل المسعف سعيد السردي‬ ‫حامال روحــه على كفه بعد أن تسلل مع زميله من‬ ‫بين المتظاهرين الفلسطينيين شرق غزة‪ ،‬إلخراج أحد‬ ‫المصابين الذي تعرض لطلق من قناص إسرائيلي في‬ ‫المناطق السفلية من جسده‪.‬‬ ‫المسعف السردي لم ترهبه قنابل الغاز المسيل للدموع‬ ‫والرصاص الحي التي أطلقتها قوات االحتالل اتجاههم‬ ‫لعرقلة اقترابهم من السياج الزائل شرق غزة‪ ،‬بل اندفع‬ ‫لتقديم اإلسعافات األولية للمصاب‪ ،‬حيث نجح مع زميله‬ ‫بإخراجه لسيارة اإلسعاف بصعوبة‪.‬‬ ‫ويقول المسعف السردي‪« :‬بعد أن أعلنت الطواقم الطبية‬ ‫حالة االستنفار والتجهيزات لمسيرة العودة‪ ،‬كنت مصراً‬ ‫أن أكون ضمن طواقم اإلسعاف على الحدود»‪.‬‬ ‫وأضاف السردي الذي يبلغ من العمر «‪ 27‬عاما»‪ ،‬في‬ ‫حديث لـ»الرسالة»‪« :‬وجودي مع زمالئي على الحدود‬ ‫لتقديم اإلسعافات للمصابين واجب وطني وإنساني‪،‬‬ ‫وحياتي ليست أغلى من المشاركين في مسيرة العودة»‪.‬‬ ‫وقطع جهاز الالسلكي الذي كان يحمله المسعف السردي‬

‫ـداء عاجال للمسعفين بضرورة‬ ‫حديثنا بعد أن أطلق نـ ً‬ ‫التوجه للخطوط األمامية بالقرب من الخط الزائل لنقل‬ ‫إحدى اإلصابات الخطيرة‪ ،‬فحينها حمل السردي حقيبته‬ ‫الطبية ولبى نداء االستغاثة‪.‬‬ ‫وبعد إعالن وزارة الصحة في غزة حالة الطوارئ في‬ ‫صفوف كوادرها‪ ،‬تقدم عشرات من المواطنين للتطوع‬ ‫لتقديم اإلسعافات األولية للمصابين وذلك في نقاط‬ ‫االعتصام‪.‬‬ ‫وتعمل الشابة رزان النجار‪ ،‬متطوعة ميدانية مع عدد‬ ‫من زمالئها‪ ،‬لتقديم اإلسعافات األولية للشبان المصابين‬ ‫برصاص االحتالل والغاز المسيل للدموع في مخيم‬ ‫العودة المقام على أراضي المواطنين شرق خانيونس‪.‬‬ ‫النجار ذات الــ ‪ 20‬ربيع ًا لم ترهبها كثافة الغاز المسيل‬ ‫للدموع الذي أطلقه جنود االحتالل صوب الطواقم الطبية‪،‬‬ ‫فعملت على مدار أكثر من ‪ 12‬ساعة متواصلة لتقديم‬ ‫اإلسعافات األولية للمصابين قبل نقلهم للمستشفيات‪.‬‬ ‫وقالت المتطوعة النجار في اتصال مع «الرسالة» إنها‬ ‫تقدمت مع عدد من الشبان للتطوع في مجال االسعافات‪،‬‬ ‫وذلك لتقديم الخدمة الطبية للمتظاهرين خالل مسيرة‬

‫العودة شــرق خانيونس‪ ،‬موضحة أنها‬ ‫نجحت مع زمالئها المتطوعين بتقديم‬ ‫الــخــدمــات الطبية واإلســعــافــات األولية‬ ‫لــعــشــرات الــمــصــابــيــن الــذيــن تعرضوا‬ ‫الستنشاق غاز مسيل للدموع وإصابات‬ ‫بالرصاص الحي شرق مدينة خانيونس‪.‬‬ ‫في حين وثقت كاميرات الصحفيين‪ ،‬جرأة‬ ‫المسعف علي حمدونة شمال قطاع غزة بعد‬ ‫أن اقترب من السياج الزائل إلخراج عشرات‬ ‫الشبان الفلسطينيين الذين حاصرتهم‬ ‫رصاصات قناصة جيش االحتالل‪.‬‬ ‫ويقول المسعف حمدونة في اتصال مع‬ ‫«الــرســالــة»‪« :‬فــي تمام الساعة الثالثة‬ ‫والنصف وصلنا نــداء بوجود أكثر من‬ ‫عشرة شبان فلسطينيين محاصرين ولم‬ ‫يستطيعوا االنسحاب بسبب كثافة إطالق النار من جنود‬ ‫االحتالل بجوار الخط الزائل»‪.‬‬ ‫ال حقيبته‬ ‫وأوضح أنه توجه مع زمالئه للسياج حام ً‬ ‫الطبية‪ ،‬مبين ًا أنهم وصلوا إلى المحاصرين وأخرجوهم‬ ‫على الرغم من إطــاق قناصة جيش االحتالل النار‬ ‫وقنابل الغاز صوبهم‪.‬‬ ‫وخالل تقديم الطواقم الطبية الفلسطينية اإلسعافات‬ ‫األولــيــة للمتظاهرين في مناطق تجمع المواطنين‬ ‫بمسيرات العودة‪ ،‬لم يسلموا من إطالق النار وقنابل‬ ‫الغاز اتجاههم من جنود االحتالل‪.‬‬ ‫وسجلت وزارة الصحة إصابة عــدد من المسعفين‬ ‫بقنابل الغاز المسيل للدموع‪ ،‬فيما تعرضت بعض‬ ‫سيارات اإلسعاف إلى طلقات نارية على الرغم من أن‬ ‫الطواقم الطبية والمسعفين يرتدون إشــارات تميزهم‬ ‫عن المواطنين‪ .‬يذكر أن وزارة الصحة رفعت حالة‬ ‫الجهوزية في كافة المستشفيات والمراكز الصحية بقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬وذلك في إطار التعامل مع اإلصابات في صفوف‬ ‫المتظاهرين‪ .‬واستشهد ‪ 17‬فلسطيني ًا وأصيب المئات في‬ ‫فعاليات مسيرة العودة الكبرى‪.‬‬

‫هل هناك فرصة لتقديم قادة االحتالل ملحكمة الجنايات الدولية؟!‬ ‫غزة‪ -‬عماد عفانة‬ ‫مارست قوات االحتالل الصهيوني هوايتها المفضلة‬ ‫في قتل المدنيين العزل‪ ،‬حيث قتلت ‪ 17‬فلسطينيا‪،‬‬ ‫وأصابت أكثر من آلف آخرين‪ ،‬منهم أكثر من ‪ 218‬طفال‬ ‫بجراح‪ ،‬ونحو ‪ 34‬امرأة من المشاركين في مسيرات‬ ‫العودة الكبرى في قطاع غزة‪ ،‬في استخدام مفرط‬ ‫للقوة وبقرار سياسي من أعلى مستوى قيادي في‬ ‫كيان االحتالل لقمع مئات اآلالف من المشاركين في‬ ‫تظاهرات اتسمت بالسلمية على بعد مئات األمتار من‬ ‫الشريط الحدودي‪.‬‬ ‫وعبر رئيس المركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان راجي‬ ‫الصوراني عن إدانته لهذه الجريمة الجديدة التي‬ ‫اقترفتها قوات االحتالل‪ ،‬وأودت بهذا العدد الكبير من‬ ‫الضحايا‪ ،‬والتي كانت نتيجة صمت المجتمع الدولي‬ ‫على الجرائم التي تقترفها تلك القوات بقرار رسمي من‬ ‫أعلى المستويات العسكرية والسياسية‪.‬‬ ‫وأضــاف الصوراني في مقابلة خاصة بالرسالة‪،‬‬ ‫أن االستهداف هذه المرة‪ ،‬كان ضد تجمعات سلمية‬ ‫واضحة تضم مئات اآلالف بما في ذلك آالف النساء‬ ‫واألطفال؛ وعبر استخدام أعيرة نارية حية مباشرة‪،‬‬ ‫ودون تهديد على حياة الجنود‪ ،‬ما يعكس استهتار تلك‬ ‫القوات بحياة مئات اآلالف من المشاركين‪.‬‬ ‫وحث المجتمع الدولي والهيئات األممية على التدخل‬ ‫لوقف جرائم االحتالل وانتهاكاته المتصاعدة‪ ،‬والعمل‬ ‫على توفير حماية دولية للفلسطينيين في األرض‬ ‫المحتلة‪ ،‬مجدداً مطالبته لألطراف السامية المتعاقدة‬ ‫على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة‬ ‫في المادة األولى من االتفاقية والتي تتعهد بموجبها‬ ‫بأن تحترم االتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع‬ ‫األحــوال‪ ،‬كذلك التزاماتها الــواردة في المادة ‪ 146‬من‬ ‫االتفاقية بمالحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة‬ ‫لالتفاقية‪ ،‬علم ًا بأن هذه االنتهاكات تعد جرائم حرب‬ ‫وفق ًا للمادة ‪ 147‬من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية‬

‫المدنيين وبموجب البروتوكول اإلضافي األول لالتفاقية‬ ‫في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في‬ ‫األراضي المحتلة‪.‬‬ ‫وأكد الصوراني قدرة الفلسطينيين على تقديم مجرمي‬ ‫الحرب الصهاينة لمحكمة الجنايات الدولية‪ ،‬أسوة‬ ‫بمجرمي الحرب النازيين ومجرمي الحرب في المذابح‬ ‫االفريقية والصربية وغيرها‪ ،‬نافي ًا ارتباط رفع القضايا‬ ‫أمام محكمة الجنايات بموافقة السلطة أو عبر أدواتها كما‬ ‫يعتقد الكثيرين‪ ،‬مشيرا إلى أن حق االدعاء لدى محكمة‬ ‫الجنايات حقي فردي‪.‬‬ ‫وأوضح أن محكمة الجنايات هي محكمة افراد‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫ذوي كل ضحية بوسعه توكيل محام لرفع قضية أمام‬ ‫محكمة الجنايات‪ ،‬مستدرك ًا أن أحد الشروط الصعبة لدى‬ ‫محكمة الجنايات لقبول أي دعوى هي أن يتم استنفاذ‬ ‫القضاء المحلي ‪ -‬قضاء االحتالل‪ -‬لتحقيق العدالة‪ ،‬فإن‬ ‫لم تتحقق العدالة أمام المحاكم الصهيونية‪ ،‬أو إن أثبت‬ ‫المحامي أن المحاكم الصهيونية ال تستطيع تحقيق‬ ‫العدالة للضحايا بناء على خبرات ووقائع سابقة وأدلة‬ ‫وبينات ال تقبل التأويل‪ ،‬حينها تقبل محكمة الجنايات‬ ‫الدعوة‪ ،‬وتحيلها للتحقيق األولي للتأكد من وجود جرائم‬ ‫حرب أو انتهاكات‪ ،‬قبل أن تحيلها للمحكمة لتقرر النظر‬ ‫في القضية والحكم بتجريم الطرف المدعى عليه‪.‬‬ ‫وأكد الصوراني أنه وفي القضايا التي رفعها أمام محكمة‬ ‫الجنايات أنهى المرحلة األولى وأنه بانتظار المرحلة‬ ‫الثانية التي ستقرر فيها المحكمة إن كان هناك جرائم‬ ‫حرب أم ال‪ ،‬مشيرا إلى الضغوط السياسية الهائلة التي‬ ‫تتعرض لها رئيس المحكمة فاتو بنسودا والتي تستهدف‬ ‫التأثير في قرارها بعدم تجريم قادة العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫يذكر أن العدو استبق المسيرات السلمية باإلعالن‬ ‫عن نشر أكثر من ‪ 100‬من القناصة الذين انتشروا خلف‬ ‫تحصينات رملية داخــل الشريط الــحــدودي‪ ،‬وأطلقوا‬ ‫النار بشكل متقطع ومتعمد تجاه المتظاهرين السلميين‪،‬‬ ‫موقعين عمليات قتل وإصابات مباشرة‪ ،‬في صفوف‬

‫المتظاهرين‪.‬‬ ‫ووثقت عدسات الكاميرات كيف كــان المصابون‬ ‫والشهداء يسقطون الــواحــد تلو اآلخ ــر‪ ،‬على بعد‬ ‫مسافات تزيد عن ‪ 300‬متر من الشريط الحدودي‪ ،‬تنفيذا‬ ‫للقرار الرسمي باقتراف جرائم قتل وتخويف وترهيب‬ ‫انتهجها العدو على مدار األيام الماضية؛ لمحاولة‬ ‫تخفيض أعداد المشاركين في التجمعات السلمية‪.‬‬ ‫تجهيز دعوى‬ ‫من جانبه طالب عضو اللجنة القانونية بمسيرة‬ ‫العودة الكبرى صالح عبد العاطي كل المنظمات‬ ‫الدولية واألم ــم المتحدة وأحـــرار العالم؛ لتحمل‬ ‫مسؤولياتهم تجاه حماية المدنيين‪ ،‬حيث اعلن ان‬ ‫اللجنة القانونية بصدد تجهيز دعوى قضائية لتقديمها‬ ‫الى محكمة الجنايات الدولية‪.‬‬ ‫وبين انهم بصدد استغالل كل الهوامش كمجتمع‬ ‫وقــوى للضغط السلمي على السلطة الفلسطينية‬ ‫بصفتها طرفا ساميا بتحريك قضايا امــام محكمة‬ ‫الجنايات‪ ،‬والعمل على حث الدول األخرى التي تؤيد‬ ‫الحق الفلسطيني برفع قضايا ضد قادة االحتالل امام‬ ‫المحاكم الدولية‪.‬‬ ‫وخالف ًا لرأي الحقوقي الصوراني‪ ،‬قال عبد العاطي أن‬ ‫أيادينا مكبلة الن رفع قضايا امام محكمة الجنايات‬ ‫الدولية هو منوط بالسلطة الفلسطينية التي ترفض‬ ‫تحريك هذه القضايا نظرا العتبارات سياسية‪ ،‬وفق‬ ‫قوله‪.‬‬ ‫وحذّر عبد العاطي من مغبة استمرار الدول والمنظمات‬ ‫الدولية بصمتها تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين‬ ‫وبالذات في قطاع غزة‪.‬‬ ‫إلى ذلك أشــار الناشط الحقوقي في مركز حماية‬ ‫وسيم الشنطي إلى أن أغلب الوسائل المتاحة إلدانة‬ ‫(إسرائيل) أمام المحافل الدولية هي بيد السلطة‪،‬‬ ‫وليس بيد المؤسسات الحقوقية التي تقوم بعمليات‬ ‫توثيق الجرائم واالنتهاكات‪ ،‬وفق قوله‪.‬‬

‫مقاربات‬

‫الجمعة الثانية ملسرية العودة‪..‬‬ ‫جمعة الحد من الخسائر‬ ‫وسام حسن أبو شمالة‬ ‫ما زالت مسيرة العودة الكبرى تفرض نفسها‬ ‫على األجندة الوطنية واإلقليمية والدولية‬ ‫خاصة مع استمرار خيام العودة وتــردد‬ ‫شرائح مختلفة من الجمهور الفلسطيني عليها‬ ‫مع تنظيم فعاليات متنوعة على الرغم من‬ ‫انشغال األهالي في تشييع الشهداء وزيارة‬ ‫الجرحى بعد أحـــداث الجمعة األولـــى مع‬ ‫انطالق مسيرة العودة الكبرى‪ ،‬ومع اقتراب‬ ‫الجمعة الثانية لمسيرة العودة أثيرت العديد‬ ‫من اآلراء حول تقييم ما حدث في الجمعة‬ ‫األولى‪.‬‬ ‫ورغم إجماع الكل الفلسطيني على قوة الدفع‬ ‫الجماهيري في الجمعة األولى وقوة الرسالة‬ ‫الشعبية التي كتبت بدم الشهداء والضحايا‬ ‫الذين قتلوا او أصيبوا بدم بارد من قناصة‬ ‫جيش االحتالل‪ ،‬إال ان حجم الخسائر البشرية‬ ‫الكبير من المعتصمين السلميين يؤكد ما‬ ‫توقعناه مسبقا لجوء دولة االحتالل الستخدام‬ ‫العنف المفرط كوسيلة لــردع الجماهير‬ ‫ومحاولة إفشال استمرار االعتصام المفتوح‬ ‫والحد من المشاركة الشعبية فيه حتى ال يصل‬ ‫ذروته في منتصف مايو المقبل تمهيدا لعبور‬ ‫سلمي حاشد للعائدين إلى بالدهم وفقا للقرار‬ ‫األممي ‪.194‬‬ ‫ورغم تأكيد سلمية الحراك الذي انطلق في ‪30‬‬ ‫مارس وتأكيد مسؤولية االحتالل الكاملة عن‬ ‫سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى‬ ‫دون تعرض جنوده ألدنى خطر على حياتهم‪،‬‬ ‫إال ان المزيد من الحرص على تجنب وقوع‬ ‫مزيد من الخسائر مطلوب بشكل كبير في هذه‬ ‫المرحلة وذلك من أجل إفشال مخطط االحتالل‬ ‫لتصوير ما يحدث بالقرب من السياج الفاصل‬ ‫بأنه اشتباكات بين طرفين‪ ،‬لذا من المهم ان‬ ‫نشير إلى مجموعة من النقاط التي قد تساهم‬ ‫في تقنين الخسائر البشرية في المستقبل‬ ‫عموما وفي الجمعة الثانية القادمة خصوصا‪،‬‬ ‫أهمها‪ :‬التمسك بالمبادئ العامة الناظمة‬ ‫لمسيرة العودة الكبرى‪ ،‬والحفاظ على شكل‬ ‫ومضمون الحراك الشعبي‪ ،‬والحد من االقتراب‬ ‫من السياج الفاصل في هذه المرحلة‪ ،‬وبقاء‬ ‫االعتصام واالحتشاد في مخيمات العودة‬ ‫بالتوازي مع تنظيم فعاليات متنوعة تعكس‬ ‫الحياة الطبيعية فيها مع ضرورة تفعيل أكبر‬ ‫للجان الضبط المشكلة ميدانيا من المعتصمين‬ ‫أنفسهم وتنحصر مهامهم في الحفاظ على‬ ‫سالمة الجماهير‪ ،‬والحد من استخدام األدوات‬ ‫التقليدية الشعبية مثل إلقاء الحجارة واشعال‬ ‫اإلطارات وغيرها من وسائل التعبير الشعبية‬ ‫السلمية التقليدية غير المقرة في وثيقة‬ ‫المبادئ‪ ،‬رغم أنها وسائل سلمية غير عنيفة‬ ‫ال تمنح االحتالل مسوغا الستخدام الرصاص‬ ‫الحي المباشر‪ ،‬إال ان الحفاظ على منطلقات‬ ‫وآليات المسيرة المعتمدة والمقرة مهم جدا‬ ‫وهي تعتمد على االعتصام المفتوح والتقدم‬ ‫السلمي المتدرج والتحشيد المتصاعد وصوال‬ ‫للذكرى السبعين للنكبة ودعــوة وسائل‬ ‫اإلعالم الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية‬ ‫لمتابعة العبور السلمي للعائدين إلى أرضهم‬ ‫انفاذا للقانون الدولي‪.‬‬


‫شوارع الوطن‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫ً‬ ‫تعليقا‬ ‫هنا نلتقط لك منشوًرا أو‬ ‫وقد نحلق معك بتغريدة!‬

‫‪#‬‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ي‬

‫‪٧‬‬

‫أمل حبيب‬

‫‪ #‬توليع وتلوين‬

‫حلم الشهيد‪..‬‬ ‫حارسه «أسامة»‬ ‫و«كريك» محمد!‬ ‫غزة_أمل حبيب‬ ‫وهل للحلم من حارس؟ في غزة نعم‪ ،‬كان أسامة وأصدقاء محمد وكل‬ ‫األحالم تتحقق بالوفاء هنا!‬ ‫كان الرمل وجهتنا في اللقاء األول لسرد قصة الشهيد الفنان محمد أبو‬ ‫عمرو بين صفحات “الرسالة”‪ ،‬وفي والدة حلمه بعد الغياب كان الرمل‬ ‫كذلك‪ ،‬حيث نحت صديقه الفنان أسامة سبيته خريطة فلسطين حبًا‬ ‫لمحمد!‬ ‫يومان فقط على مغادرتنا لخيمة العزاء في حي الشجاعية‪ ،‬وحديث‬ ‫والده لنا‪ ”:‬ابني كان يحلم أن ينحت أكبر خريطة فلسطين على رمل‬ ‫بحر غزة‪ ،‬بذل جهده ووقته لتحقيقها ولكن لم يستطيع فلم يساعده أحد‬ ‫أو تدعمه أي جهة”‪.‬‬ ‫“كريك” الفنان محمد كان حاضرًا فوق الرمل‪ ،‬أحكم بقبضته عليه شقيقه‬ ‫أحمد الذي وصل منذ الصباح ورفقاء محمد لمساعدة أسامة في تنفيذ‬ ‫حلم الشهيد‪ ،‬يشير اليه ويقول‪“ :‬هذا لمحمد‪ ..‬كان يحفر به ثم ينحت على‬ ‫باق على الشاطئ هنا”‪.‬‬ ‫الرمل‪ ،‬مسيرة محمد مستمرة‪ ،‬وفنه ٍ‬ ‫في وطني الشهيد ال يموت‪ ،‬ذكراه تبقى‪ ،‬فكرته تبقى‪ ،‬وحلمه كذلك يبقى‬ ‫ويصبح واقعًا كما فكرة الخريطة‪ ،‬التي تجولنا بين مدنها‪ ،‬التي أبرزها‬ ‫أسامة بألوان العلم الفلسطيني‪.‬‬ ‫اللون األحمر لون بها مدينة صفد ومخيم جنين‪ ،‬ذات اللون هو دم محمد‬ ‫الذي تشبع به رمل السياج الحدودي‪ ،‬حيث قتله المحتل اإلسرائيلي‬ ‫باستهداف مباشر!‬ ‫اغتالت الرصاصة الجسد لكنها لم تغتل الحلم‪ ،‬انشغال رفاق الشهيد‬ ‫وأسامة بالعمل منذ فجر يوم االثنين الثاني من ابريل‪ ،‬انحناءة الظهر‪،‬‬ ‫عرق الجبين‪ ،‬جميعها كانت الحلم!‬ ‫صاحب الفكرة ابن الشجاعية التي ينتمي اليها الشهيد كذلك‪ ،‬رفيق‬ ‫مقعده الدراسي في المرحلة االبتدائية الذي لم ينتظر انتهاء عزاء محمد‬ ‫حتى قرر أن يحقق الحلم‪ ،‬يقول أسامة‪“ :‬محمد تواصل معي قبل أيام‬

‫من استشهاده‪ ،‬أخبرني بحلمه إلنجاز خريطة بمساحة ‪ 100‬متر‪ ،‬حققنا‬ ‫وفاء لمحمد”‪.‬‬ ‫نحن كأصدقاء الشهيد هذه المنحوتة بمساحة ‪800‬‬ ‫ً‬ ‫كان يتناوب أسامة وشقيق الشهيد أحمد باستخدام “كريك” “مجرفة‬ ‫الرمل” الخاصة بمحمد هو نفسه الذي استخدمه في نحت أسماء الشهداء‬ ‫واألسرى‪ ،‬وهنا يؤكد أسامة بعد أن غرس ساقه في الرمل بقوله‪ ”:‬نحن‬ ‫كفنانين متمسكين بحق العودة لفلسطين كل فلسطين‪ ،‬بكل الطاقات‬ ‫واألساليب ستكون حرة عربية”‪.‬‬ ‫تمام الخامسة عصرًا اسدلت الفتة كبيرة تضمنت كلمتين “حلم شهيد”‬ ‫يقابلها صورة لمحمد يبتسم ابتسامة عريضة‪ ،‬وكأن الشمس لتوها‬ ‫أشرقت على بحر غزة!‬ ‫وصل والد محمد‪ ،‬كنا على يقين بأن لقاءنا الثاني به سيكون مختلفًا‪،‬‬ ‫بان ذلك على وجهه‪ ،‬خذلته عيناه فبكى أمام عدسات المصورين‪ ،‬كانت‬ ‫غصة قلبه واضحة‪ ،‬كان الحلم ولم يكن محمد!‬ ‫قال كما لم يقل من قبل بهذه الفرحة والحسرة معًا‪“ :‬هذا الحلم الذي كان‬ ‫يراود ابني قبل استشهاده بعشرة أيام”‪.‬‬ ‫اعتدل أكثر في وقفته وكأنها هيبة الرسائل لمن فقدناهم فاتخذهم اهلل من‬ ‫الشهداء‪ ”:‬أقول له يا محمد هذه الخريطة التي كنت تحلم بها‪ ،‬قد تحققت‬ ‫يا ولدي على أيدي أصدقائك‪ ،‬هذا حلمك وهذا فكرك‪ ،‬هذه الخريطة التي‬ ‫كنت تود أن تنحتها بيدك ها هي اآلن بجواري”‪.‬‬ ‫لم يتوقف عن رسالته‪ ،‬كانت الحروف تخرج وكأنه يرسلها البنه‬ ‫المسافر‪ ،‬كان على يقين بأنه يسمعه‪ ”:‬يا محمد أدرك أن صوتي‬ ‫سيصلك‪ ،‬كما الخريطة ستصل روحك الطاهرة‪ ،‬نحن مرتاحون جدا‬ ‫لتحقيق حلمك الكبير‪ ،‬نم قرير العين”‪.‬‬ ‫ابتسامة محمد‪ ،‬المستقرة على الالفتة المعلقة أمام منحوتة الخريطة‬ ‫الرملية‪ ،‬تدفعك للتساؤل قبل أن تغادر الشاطئ‪ ”:‬لماذا يمتلك الشهداء‬ ‫ابتسامة جميلة‪ ،‬حسنًا لديك إجابة واحدة‪ ”:‬ألنهم يتركوها لنا لتقوينا‬ ‫وتقوينا‪ ،‬ونكمل بها أحالمهم وأحالمنا”‪.‬‬

‫ال حدود للتعبير عن الحياة والفرح يف غزة‪ ،‬املواطنين يشاركون يف حفل زفاف أحد‬ ‫الشباب يف مخيم العودة أمام السياج شرق جباليا شمال قطاع غزة ‪.‬‬ ‫تصوير ‪ /‬أنس جمال الشريف‬

‫بين توليع الكوشوك وتلوينه كان االختالف‪ ،‬أما االتفاق أن الخروج نحو‬ ‫السياج الفاصل للمطالبة بالحق الفلسطيني وعودة الالجئين كان واحدًا‬ ‫بين الجميع‪.‬‬ ‫وأطلق ناشطون وسم “جمعة الكوشوك” على مسيرات الجمعة المقبل‪،‬‬ ‫االمر الذي القى تفاعال كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫في حين تداول آخرون صورًا لمجموعة من الشباب يجمعون اطارات‬ ‫السيارات من أجل اشعالها على طول الحدود الفاصلة‪ .‬أكثر ما عبر عما‬ ‫يجول من أفكار للكثير‪ ،‬وكان بمثابة الخالصة هو ما كتبته الناشطة‬ ‫أسماء نعيم‪“ :‬تبايننا كثيراً بين مؤيدٍ لتوليع الكوشوك أو تلوينه‪،‬‬ ‫واختلفنا على الطريقة واألسلوب والفعالية األكثر تأثيراً في إيصال‬ ‫صورة المسيرة للعالم‪ ،‬لكن جميعنا اتفق على وجوب المشاركة‪ ،‬ولعوا‬ ‫كوشوك أو لونوه‪ ،‬اعملوا جلسات قرآن أو احتفاالت دبكة‪ ،‬اعقدوا خطب‬ ‫دعوية أو مطارحات شعرية‪ ،‬اعزموا على غدا وعشا وسهرات‪ ،‬أو تعالوا‬ ‫بس اتفرجوا‪ ،‬كل واحد يعمل اللي بريحه‪ ،‬المهم إنه المتواجدين في الميدان‬ ‫هم أصحاب القرار!‬ ‫مع ‪#‬مسيرة_العودة_الكبرى منتصرة أو‪ ...‬ال خيار لها ِإ َّل االنتصار! “‪.‬‬

‫طفل كمامة بصلة!‬

‫أيــقــونــة جـــديـــدة‪ ،‬عــفــويــة‪،‬‬ ‫شجاعة‪ ،‬تحدثت لقناة الجزيرة‬ ‫الفضائية فأوصلت صوت‬ ‫غزة ببراءة ويقين بالعودة‪.‬‬ ‫الطفل محمد عياش الذي صنع‬ ‫كمامة بدائية للتغلب على‬ ‫أثر قنابل الغاز التي أطلقها‬ ‫االحـــتـــال عــلــى متظاهري‬ ‫‪#‬مسيرة_العودة_الكبرى‪،‬‬ ‫باتت أيقونة جديدة في أساليب‬ ‫الصمود والنضال الفلسطيني‪.‬‬ ‫وانتشر مقطع الفيديو على‬ ‫منصات التواصل االجتماعي‬ ‫خــال مقابلة الجزيرة معه‪،‬‬ ‫حيث ظهر واث ـ ًقــا من نفسه‪،‬‬ ‫ومتحدثًا بشكل الفت‪ ،‬أثنى عليه المتابعون والمغردون‪.‬‬ ‫وقال الطفل محمد على سؤال المذيع‪“ ”:‬أنا ما بخافش منهم‪ ،‬هم اللي‬ ‫بخافوا منا‪ ،‬هم جبناء‪ ،‬قرب منهم بخافوا”‪.‬‬ ‫وأضــاف‪“ :‬هم إجوا من أرض ثانية عشان ياخذوا القدس‪ ،‬وأنا لو‬ ‫استشهدت في حدا غيري”‪.‬‬


‫‪٨‬‬

‫مقاومة‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫باستشهاد المبصر الوحيد فيها‬

‫االحتالل يحرم عائلة «أبو جاموس» من َّ‬ ‫عكا ِزها!‬ ‫أخير للعائلة‪ ،‬فقد كان جهاد‬ ‫كمالذ‬ ‫غادرهم البصر األخير شهيدًا‪ ،‬لتحل البصيرة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أبو جاموس يعد أفراد عائلته أن يصف لهم قريتهم «سلمة» عند عودتهم إليها‪،‬‬ ‫وعدهم أن يكون عكازهم الذي يهش به ىلع حزنهم بفقدهم البصر‪ ،‬ليريهم‬ ‫وطنهم بعينيه‪ ،‬بينما يرونه هم بعيون قلوبهم‪ ،‬أما اآلن فلن يجدوا من يصف لهم‬ ‫بيتهم القديم‪ ،‬وأبوابه الخشبية‪ ،‬وحاكورة جدهم‪.‬‬ ‫غزة‪-‬ياسمني عنرب‬ ‫بمجرد وصولك بيت الشهيد «أبو جاموس» تشعر أنك‬ ‫في أزقة قرية «سلمة» التي هجروا منها‪ ،‬حيث منطقتهم‬ ‫تقسم إلــى أحــيــاء‪ ،‬في كـ ّ‬ ‫ـل حـيّ عشيرة أو فــرع من‬ ‫عشيرة‪ ،‬عدا عن البيوت المبنية قرب بعضها البعض‪،‬‬ ‫بينما تتحلّق منازل كل عشيرة أو فرع من عشيرة حول‬ ‫حوش فسيح ذي مدخل واحد مشترك‪.‬‬ ‫مدخل واحــد فقط بمنطقة «بني سهيال» في مدينة‬ ‫خانيونس‪ ،‬تضم عشائر عائلة «النجار» والتي تعد‬ ‫«عائلة أبو جاموس» فرعًا عنها‪.‬‬ ‫يكون باستقبالك في مدخل الحي حوالي ‪ 15‬ملثمًا‬ ‫يصطفون على جانبي الطريق إلى بيت الشهيد‪ ،‬فقد‬ ‫تزامن وصول «مراسلة الرسالة» مع حفل تأبينه‪.‬‬ ‫زغاريد النسوة حين صدح نشيد «زغردي يا ام الشهيد»‬ ‫كانت حاضرة في مراسم التأبين‪ ،‬بينما أمه استهلت‬ ‫حديثها لـ»الرسالة»‪« :‬كان يساعد أبوه وخواته‪ ،‬هو‬ ‫الوحيد المبصر بينهم»‪.‬‬ ‫ذكريات الشهيد «جهاد» تراكمت دفعة واحدة في قلب‬ ‫أمه‪ ،‬وأخذت تسردها وما فتئت تردد «كان نور عينينا‬ ‫ونور البيت كله»‪ ،‬فلم يكن يتضجر من كثرة الطلبات من‬ ‫أبيه وأخواته «ولم يعبس في وجوههن أبدًا»‪.‬‬ ‫تبتسم «أم جهاد» كلما ذكرت عنه موقفًا ولم تتوقف‬ ‫عن سردها لذكرياته إال قول كانت تكرره‪« :‬قلبي رضي‬ ‫عنك يما دنيا وآخرة»‪ ،‬وتكمل‪« :‬لم يشعر جهاد أخواته‬ ‫ولو للحظة أنهن معاقات‪ ،‬بل تعامل معهن كأنهن‬ ‫مبصرات تمامًا»‪.‬‬

‫جارة «الشهيد» كانت تجلس في سرادق العزاء حيث‬ ‫كنا نتحدث مع أمه‪ ،‬فشاركتنا الحديث قائلة‪« :‬نور‬ ‫وجهه وهو مستشهد بيرد الروح»‪ ،‬لترد إحدى أخواته‪:‬‬ ‫«نيالك»‪.‬‬ ‫أخت الشهيد الكفيفة «شيماء» (‪ 16‬عامًا) التي قالت‬ ‫لجارتها «نيالك» كانت قد أتت وقتها من حفل تأبين‬ ‫أخيها‪ ،‬وقــد تعثرت بأحد األطــفــال الجالسين على‬ ‫الرصيف‪ ،‬ألنها رفضت أن ترتكز على أحد غريب بعد‬ ‫رحيل «جهاد» الذي كان بمثابة عكاز لها‪.‬‬ ‫وعند سؤال «شيماء» عن سبب غبطتها لجارتها‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫«أول مرة بحياتي يكون نفسي أكون مبصرة عشان‬ ‫أشوف أخويا وهو شهيد‪ ،‬أنا حسست عليه بس ما‬ ‫عرفت أودعه زي باقي الناس»‪.‬‬ ‫كانت «شيماء» حريصة أن تمسح دموعها كلما خانتها‬ ‫وسالت على وجهها كحرصها أن تبقى متماسكة أثناء‬ ‫الحديث‪ ،‬تدرك ذلك حين تقول‪« :‬جهاد ما كان يرضى‬ ‫أعيط وكان لما أحزن يخفف عني»‪.‬‬ ‫طريق المدرسة التي كانت تذهب به «شيماء» برفقة‬ ‫طويل‪ ،‬كما تحكي‪ ،‬فقد اعتادت‬ ‫أخيها الشهيد سيصبح‬ ‫ً‬ ‫أن يهون بضحكات جهاد قبل أن تقتل (إسرائيل) هذه‬ ‫بدل منها‪.‬‬ ‫الضحكات‪ ،‬وتسكن في قلبها «قهرًا» ً‬ ‫«كــان الصباح الحلو لما أتصبح في جهاد»‪ ،‬تحكي‬ ‫«شيماء» وهي تسرد موقفًا قبل أيام من استشهاده‪،‬‬ ‫بدل من جهاد‪ ،‬لكنه‬ ‫إذ رافقتها صديقة لها إلى المدرسة ً‬ ‫أصر أن يمر على البيت يطمئن عليها ويلقي عليها‬ ‫الصباح‪ ،‬وتكمل‪« :‬أول ما اجى حكيت له ما دام تصبحت‬ ‫فيك يبقى نهاري حلو وامتحاني سهل»‪.‬‬

‫نفس اليد التي كانت تمسك بيد «شيماء» كانت بمثابة‬ ‫«عكاز» ألبيها الكفيف‪ ،‬فقد اعتاد أن يأخذه جهاد إلى‬ ‫ٍ‬ ‫المسجد كل صالة‪ ،‬وهي أيضًا نفس اليد التي تعارك‬ ‫في الحياة لتوفير قوت يوم لعائلته‪.‬‬ ‫«كــان يعامل أبــوه زي الطفل الصغير» تحكي أمه‬ ‫والحسرة لم تفارق مالمح وجهها‪ ،‬قبل أن تبكي حين‬ ‫رأت أصدقاء «جهاد» قد علقوا صورة كبيرة كتب عليها‬ ‫«بيت الشهيد جهاد أبو جاموس»‪ ،‬وتابعت‪« :‬صار مهجة‬ ‫قلبي صورة فقط»‪.‬‬ ‫في آخر الكراسي في سرادق العزاء‪ ،‬كانت تجلس غدير‬ ‫أبو جاموس زوجة الشهيد‪ ،‬يحيطها أبناؤها األربعة‪:‬‬ ‫«رغــد‪ ،‬واستبرق‪ ،‬ومعتصم‪ ،‬ومحمد»‪ ،‬كانت ذابلة‬ ‫كالشجرة التي أرهقها الوقوف في وجه الريح‪ ،‬فانهارت‬ ‫ورقة ورقة‪.‬‬ ‫لم تعطِنا «غدير» فرصة للحديث‪ ،‬بل لخصت بوحَها بأن‬ ‫رحيله بمثابة «كسر الظهر»‪ ،‬بعد أن كان السند والمتكأ‪،‬‬ ‫عدا عن أنها أخبرتنا أن ذكرياتها مع «جهاد» ال يمكن‬ ‫حصرها بحديث لدقائق وال حتى لساعات‪.‬‬ ‫معتصم الذي لم يتجاوز عشرة أعــوام‪ ،‬كان يطبطب‬ ‫على أمه وما فتئ يردد «أنا بحميكِ بعد ما راح بابا»‪،‬‬ ‫أما استبرق ذات السبعة أعوام فتحكي أمها أنها طلبت‬ ‫من أبيها قبل دقائق من استشهاده أن يعودوا إلى البيت‬ ‫ألنها تشعر أن رصاصة ما ستصيبه فيرحل «لكنه‬ ‫ضحك وحكالها تخافيش يا بابا»‪.‬‬ ‫قُطع حدي ُثها عن تنبؤ استبرق وخوفها على أبيها‪ ،‬حين‬ ‫جاءت طفلتها «غزل» (‪ 5‬أعــوام) تبكي وقد بدا عليها‬ ‫اإلعياء والمرض‪ ،‬فحضنتها وقالت لـ«الرسالة»‪« :‬مين‬

‫بدو يجري فينا لما نحتاج مستشفيات (‪ )...‬راح الغالي‬ ‫وانكسر الظهر»‪.‬‬ ‫وصفت «أبو جاموس» آخر اللحظات التي عاشتها مع‬ ‫«جهاد» على الحدود‪ ،‬حيث اصطحبها وأبناءه األربعة‬ ‫إلى مسيرة العودة‪ ،‬وطــوال الطريق لم يتوقف عن‬ ‫سرد القصص لهم عن قرية «سلمة» التي حدثه عنها‬ ‫جده كثيرًاـ وتقول‪« :‬كان يهتف شعارات للوطن ونردد‬ ‫وراه»‪.‬‬ ‫نظرات «جهاد» األخيرة لزوجته‪ ،‬كانت تستغربها‬ ‫«غدير»‪ ،‬تحكي لـ»الرسالة» وهي تحاول أن تُسكت بكاء‬ ‫طفلتها «استبرق» أن صديقه أعلمها أنه جاء ليبحث‬ ‫عنها‪ ،‬فأخبرته النسوة أنها كانت تصنع خبز الصاج‬ ‫معهن للمعتصمين في المسيرة‪ ،‬بعد أن قال ألصدقائه‪:‬‬ ‫«كل واحد يجيب زوجته عشان يستشهدوا سوا وما‬ ‫يتحسروا على بعض»‪.‬‬ ‫لم تقوَ «غدير» على الحديث أكثر‪ ،‬لكنها ختمت كالمها‬ ‫بأن هموم الحياة أمامها كثيرة‪ ،‬والحمل الذي تركه لها‬ ‫«جهاد» أكبر مما تتحمل «لكني فخورة بأنه شهيد فقد‬ ‫نال ما كان يتمنى» تحكي‪.‬‬ ‫صدى ضحكات «جهاد» ما زالت تدوي في سمع «غدير»‬ ‫ال سيما أثناء لعبه ومرحه مع أطفاله يوم الجمعة‪،‬‬ ‫لكنها لم تخَل أن هذا الصدى سيبكيها يومًا‪.‬‬ ‫من خيمة عزاء الشهيد «أبو جاموس» انتقلت النسوة‬ ‫برفقة أمه‪ ،‬إلى سرادق عزاء الشهيد «فارس الرقب» الذي‬ ‫كان قد استشهد لتوه‪ ،‬والتي أصرت أن تذهب لمواساة‬ ‫أمه‪ ،‬ما أثار استغراب النسوة‪ ،‬لترد عليهم أم «جهاد»‪:‬‬ ‫«الوجع واحد والهم واحد»‪.‬‬

‫الشهيد «رحمي»‪ُ ..‬نصب سرادق عزائه بدل فرحه!‬ ‫غزة‪ -‬مها شهوان‬ ‫قبل استشهاده بأيام قليلة‪ ،‬رأي محمود رحمي ‪34 -‬‬ ‫عام ًا‪ -‬أنه محمول على األكتاف ويزف إلى عروسه‪،‬‬ ‫بينما كان ابن عمه يطلق النار صوب السماء ابتهاج ًا‪،‬‬ ‫فتحققت رؤيته حينما حملوه شهيداً والزغاريد تطلقها‬ ‫نساء حارته خالل توديعه إلى مثواه األخير قبيل‬ ‫زفافه بشهور قليلة‪ ،‬ليحل سرادق العزاء مكان خيمة‬ ‫الفرح التي كان يجهزها برفقة أقاربه وأصدقائه‪.‬‬ ‫بمجرد السؤال عن بيت الشهيد «رحمي» يسارع‬ ‫الصغار ليدلوك عليه‪ ،‬فهو المسيطر على أحاديثهم‬ ‫منذ استشهاده‪ ،‬فكل واحد منهم يتذكر موقفًا معه‬ ‫يحاول أن يرويه لكل سائل عن «القائد الحكيم» كما‬ ‫يصفونه في منطقته‪.‬‬ ‫بعد عدة أزقة‪ ،‬قطعتها «الرسالة» في حي الشجاعية‪،‬‬ ‫وصلت إلى بيت العزاء الذي أقيم لدى الجيران نظرًا‬ ‫لضيق منزل عائلة الشهيد‪ ،‬كانت نسوة حارته يتحدثن‬ ‫عنه أكثر من شقيقاته وأفراد عائلته فهم ال يزالون في‬ ‫حالة صمت لم يستوعبوا رحيله‪.‬‬ ‫تقول جارته‪ »:‬ما كان ينام الليل إال لمن يرجع أخوه‬ ‫(‪ )..‬كنا نسمع صوت اقدامه وهو يمشي منتظرًا‬ ‫عودته»‪ ،‬فتقاطعها الحديث طفلتها الصغيرة «عمو‬ ‫محمود كانت ريحته حلوة»‪ ،‬فتضحك والدتها مرددة‬

‫«ربنا يرحمه»‪.‬‬ ‫تحمست شقيقته «نسرين» لتتحدث عن «محمود»‬ ‫الذي يصغرها بأعوام قليلة‪ ،‬فهو رغم أن له أشقاء‬ ‫أكبر منه لكنه تحمل المسئولية منذ وفاة والدته‪،‬‬ ‫وهو في سن صغير فكان يرعى أخواته ويساعد‬ ‫والده في توفير لقمة العيش‪.‬‬ ‫تمسح دموعها لتحكي عن شقيقها بفخر‪ »:‬كان‬ ‫حلمه الزواج كباقي أصدقائه‪ ،‬لكن اهلل اصطفاه‬ ‫ال لغصة‬ ‫شهيدًا كما كان يتمنى دومًا»‪ ،‬تصمت قلي ً‬ ‫في حلقها ثم تمضي بالقول‪ »:‬قبل استشهاده‬ ‫كان يحشد الشباب ويشجعهم على المشاركة في‬ ‫مسيرة العودة‪ ،‬فدومًا كان يشارك بالمسيرات‬ ‫السلمية ويذهب إلــى الــحــدود بصحبة شباب‬ ‫حارته»‪.‬‬ ‫وتصف «نسرين» شقيقها بالمكافح‪ ،‬فهو لم يترك‬ ‫صنعة إال وعمل بها ليعيل نفسه وأشقاءه‪ ،‬فكان‬ ‫يبيع في األســواق الشعبية «الزعتر والزيت»‪،‬‬ ‫محاول أن يدخر القليل لتجهيزات فرحه‪ ،‬دون أن‬ ‫ً‬ ‫يبخل على أحد يطلب مساعدته‪.‬‬ ‫لم يكن الشهيد الضحوك «محمود» كما يصفه أقاربه‪،‬‬ ‫يرمي الحجارة على جنود االحــتــال على الحدود‬ ‫الشرقية حينما أصابته رصاصة أدت إلى استشهاده‪،‬‬

‫كل ما كان يفعله أنه حاول التقدم إلنقاذ شقيقه «محمد»‬ ‫الذي أصيب بعيار ناري في قدمه‪.‬‬ ‫زحف «محمود» حتى وصل شقيقه محاو ًال سحبه إلى‬ ‫المنطقة اآلمنة‪ ،‬لكن قناصة االحتالل اإلسرائيلي كانت‬ ‫األسرع فارتقى شهيدًا‪.‬‬

‫خــال عــودة «محمد» الجريح إلــى بيته بعد‬ ‫مكوثه يومًا في المستشفى لتلقي العالج الالزم‬ ‫بعد إصابته في قدمه‪ ،‬تحدث «للرسالة» باكيًا‬ ‫شقيقه الشهيد «فقدت سندي ورفيقي في الحياة‪،‬‬ ‫«محمود» فهو من كان يرعاني منذ وفاة والدتي‬ ‫مسترسل « آلمني فقدانه‬ ‫وأنا في سن صغير»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرًا‪ ،‬فرغم ما قدمه لي في حياتي‪ ،‬ختم حياته‬ ‫وهو يحاول حمايتي وإنقاذي»‪.‬‬ ‫وعن ليلته األولى في الغرفة التي يتقاسمها مع‬ ‫شقيقه الشهيد‪ ،‬يروي أنه نام على سرير شقيقه‪،‬‬ ‫وطيلة الليل من شدة األلم كان ينادي عليه ظانًا‬ ‫أنه بجانبه‪ ،‬ويتابع‪ »:‬طوال الليل كان بجانبي‬ ‫ونحكي مع بعضنا ويخفف ألمي (‪ )..‬حينما جاء‬ ‫الصباح وجدت صورته على باب الخزانة مكتوب‬ ‫«الشهيد محمود»‪ ،‬فلم أصــدق‪ ..‬حاولت ضرب‬ ‫رأسي بالحائط عله كابوسًا أعيشه لكنه كان‬ ‫واقعًا مريراً»‪.‬‬ ‫ربما حكاية حياة الشهيد الثالثيني «محمود»‬ ‫ـراغــا لــدى عائلته‬ ‫بسيطة‪ ،‬لكن رحيله سيترك فـ ً‬ ‫وجيرانه ورفقاء حارته الذين سيبقون يذكرونه‬ ‫في كل مرة يجتمعون على باب الزقاق ويتذكرون‬ ‫مواقفهم معه‪.‬‬


‫حوار‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪9‬‬

‫الشيخ ناجح بكيرات رئيس أكاديمية األقصى للوقف والتراث للرسالة‪:‬‬

‫مسرية العودة أعادت القضية الفلسطينية إىل الصدارة‬ ‫روح مســرة العــودة وصلــت املســجد األقصــى وأعــادت األمــل بالتحريــر‬ ‫مســرة العــودة ســطرت منوذجــا رائعــا يف تاريــخ القضيــة الفلســطينية‬ ‫القدس ـ محمد عطا اهلل‬ ‫أشاد الشيخ ناجح بكيرات رئيس أكاديمية األقصى‬ ‫للوقف والــتــراث‪ ،‬بــآالف الغزيين الــذيــن شاركوا‬ ‫يوم الجمعة الماضية بمسيرة العودة الكبرى على‬ ‫حدود قطاع غزة‪ ،‬مؤكداً أن المسيرة حققت نجاحا‬ ‫سياسيا مهما كونها أعادت القضية الفلسطينية إلى‬ ‫سلم أولويات العالم‪ ،‬وساهمت في حشر االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي في الزاوية وفضحت جرائمه أمام الجميع‪.‬‬ ‫وقال بكيرات في حوار مع صحيفة “الرسالة”‪ ،‬إن‬ ‫“المقدسيين شعروا بوصول مسيرة العودة إلى أبواب‬ ‫المسجد األقصى وأن األعالم التي رفعت في المسيرة‬ ‫باتت قاب قوسين أو أدنى من أن ترفع على أسوار‬ ‫المسجد المبارك‪ ،‬بعد أن امتزجت دماء الشهداء الغزيين‬ ‫وإخوانهم في القدس”‪.‬‬ ‫وأض ــاف “ مسيرة الــعــودة ورب ــاط آالف الغزيين‬ ‫على الحدود يؤكد وحدة الجسد الفلسطيني المتكامل‬ ‫الذي يختلط اليوم بروح االنتصار التي أعقبت رباط‬ ‫المقدسيين واالنتصار الــذي تحقق بكسر البوابات‬ ‫اإللكترونية قبل أشهر قليلة”‪.‬‬ ‫وأوضــح أن المقدسيين تابعوا بأمل كبير السيل‬ ‫البشري الكبير الذي خرج على حدود قطاع غزة‪ ،‬ال‬ ‫سيما وأن ما جرى أعاد روح األمل بأن التحرير قادم ال‬ ‫محالة‪ ،‬وأن روح المقاومة قد بعثت من جديد‪ ،‬وهو ما‬ ‫أقلق االحتالل‪.‬‬ ‫وشدد على أن الشعب الفلسطيني بغزة أثبت للعالم أنه‬

‫يمتلك اإلرادة‪ ،‬وأن مقاومته حاضرة بشتى الوسائل؛‬ ‫إلحباط ما يحاك ضد قضيته في ظل المؤامرة الكبيرة‬ ‫عليه ومحاولة تصفيته‪ ،‬وتابع أن الفلسطينيين‬ ‫انتصروا سياسي ًا بعد اعتقاد االحتالل أنه انتصر بقمعه‬ ‫للمسيرة واستهدافه للمتظاهرين السلميين وارتقاء‬ ‫الشهداء وآالف الجرحى‪ ،‬لكن سرعان ما انقلب السحر‬ ‫على الساحر بعد أن أصبح كل العالم يتحدث عن ظلم‬ ‫االحتالل وجرائمه بقتل األبرياء‪.‬‬ ‫وبيّن بكيرات أن الرابح األول من مسيرة العودة هو‬ ‫الشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان غزة بشكل للمسيرة تمثلت في أن االنتصار قريب جدا‪ ،‬وأن القضية‬ ‫خاص بعد أن أجبروا كل العالم على الوقوف بجانب الفلسطينية ال تتجزأ وال تقبل التقسيم دون استرداد‬ ‫القضية الفلسطينية وإجبار المساندين لالحتالل على كافة الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس‬ ‫االعتراف بالجرائم التي ارتكبها ولو كان خجال ونفاقا‪.‬‬ ‫والالجئين‪.‬‬ ‫وأشــــار إلـــى أن مسيرة‬ ‫ودعا الغزيين إلى ضرورة‬ ‫الــعــودة أرســلــت رسائل‬ ‫الرباط والبقاء متمترسين‬ ‫متعددة وأعــادت القضية‬ ‫الشعب الفلسطيين لن ُيسلّم‬ ‫على حــدودهــم للمطالبة‬ ‫الفلسطينية إلى إسالميتها‬ ‫بحقهم فــي الـــعـــودة‪ ،‬ال‬ ‫الراية وسيحقق االنتصار ويعود‬ ‫ومقاومتها وقوتها‪ ،‬وأن‬ ‫سيما وأن المسيرة أعادت‬ ‫الطريق‬ ‫الــمــقــاومــة هــي‬ ‫إىل أرضه عاجال أم آجال‬ ‫القدس إلى قلوب الماليين‬ ‫الوحيد للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫ومسحت اآلالم عن المسجد‬ ‫الفــتــ ًا إلـــى أن الــرســالــة‬ ‫األقــصــى ب ــأن مناصريه‬ ‫األخرى من المسيرة كانت‬ ‫واضحة لجميع دول العالم على رأسها أمريكا بأن باتوا على مقربة منه‪.‬‬ ‫الشعب الفلسطيني لن يسلم الراية وسيحقق االنتصار وعن المطلوب على الصعيد المحلي والدولي‪ ،‬شدد‬ ‫بكيرات على ضرورة دعم وإسناد مسيرة العودة في‬ ‫وسيعود إلى أرضه ودياره آجال أم عاجال‪.‬‬ ‫وبين رئيس أكاديمية األقصى أن الرسالة األخيرة الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية؛ عبر الخروج‬

‫إثر اقتحام المستوطنين لباحاته‬

‫الشيخ حسني‪ :‬ما يجري باملسجد األقصى لعب بالنار‬

‫أبو عون‪ :‬الصفقة لن تمر وال حل إال بالعودة‬ ‫الرسالة ‪-‬خاص‬

‫أكد القيادي يف حركة املقاومة‬ ‫اإلسالمية “حماس” نزيه أبو عون‪ ،‬أن‬ ‫مسيرة العودة الكبرى أعادت األمل‬ ‫للفلسطينيين‪ ،‬وصوبت اتجاه البوصلة‬ ‫التي تاهت منذ زمن بعيد يف دهاليز‬ ‫التفاوض العبثي مع االحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬

‫الرسالة‪-‬خاص‬

‫حذر الشيخ محمد حسين‪ ،‬مفتي‬ ‫القدس والديار الفلسطينية‪ ،‬من محاولة‬ ‫حكومة االحتالل “اإلسرائيلي” فرض‬ ‫سياسة األمر الواقع ىلع املسجد‬ ‫األقصى املبارك بقانون القوة والعربدة‪.‬‬ ‫وأكد حسين‪ ،‬في تصريح خاص لـ”الرسالة”‪ ،‬أن ما‬ ‫يجري داخل المسجد األقصى ومحيطه من اقتحامات‬ ‫واعتداءات وتدنيس وعربدة وإقامة طقوس تلمودية‪،‬‬ ‫كلها محاوالت لتغيير الطابع اإلسالمي للمسجد األقصى‬ ‫ومحاولة تغيير لواقع يهودي متطرف‪.‬‬ ‫وأضــاف “ما يجري باألقصى لعب بالنار وحكومة‬ ‫االحتالل تسعى جاهدة من خالل خطواتها إلى تصعيد‬ ‫الوضع القائم في مدينة القدس والمسجد األقصى‪،‬‬ ‫وتوتير األجواء وتصعيدها لصرف األنظار عن الجرائم‬ ‫التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في غزة والضفة”‪.‬‬ ‫وأوضح مفتي القدس والديار الفلسطينية‪ ،‬أن المسجد‬ ‫األقصى يعاني من المخططات “اإلسرائيلية” الخطيرة‬ ‫التي تحيط به من كل جانب‪ ،‬خاصة في ظل الوضع‬ ‫العربي واإلسالمي المتردي والذي شكل ضوءا أخضر‬ ‫لالحتالل لممارسة عدوانه‪.‬‬ ‫وحمل الشيخ حسين حكومة االحتالل المسؤولية‬ ‫الكاملة عما سيجري في المسجد األقصى وتبعيات‬

‫بمسيرات وفعاليات مساندة ومماثلة على نقاط التماس‬ ‫للتأكيد أن الشعب الفلسطيني جسد واحد‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن استمرار الفعاليات والمقاومة السلمية‬ ‫تفضح االحتالل وتجبره على التراجع عن عنجهيته‬ ‫وتربك حساباته‪ ،‬إلى جانب أنها تكسب القضية تعاطفا‬ ‫دوليا وإسنادا عالميا‪.‬‬ ‫وحول الدور العربي‪ ،‬أكد بكيرات أن اإلرادة العربية ال‬ ‫تزال مسلوبة‪ ،‬وتحتاج إلى هبة من الشعوب العربية‬ ‫التي تناصر القضية الفلسطينية‪ ،‬ولم تتخل عنها رغم‬ ‫محاولة كي الوعي التي تمارسها األنظمة بحقهم‪.‬‬ ‫وأضــاف أن المسيرة تحمل رسالة إلى العالم بأن‬ ‫للشعب الفلسطيني حقوقا مشروعة ويجب أن ينالها‪،‬‬ ‫وال بد أن يسمع العالم الصوت الحقيقي الفلسطيني‪،‬‬ ‫موضح ًا أن هذه المسيرات تحمل رسائل واضحة بأنه‬ ‫يجب أن ينتصر العالم للقانون الدولي‪.‬‬ ‫وتابع “ الشعوب معنا‪ ،‬وعلينا كفلسطينيين أال نمل من‬ ‫حاضنتنا العربية التي تؤمن أن المقاومة هي السبيل‬ ‫الوحيد السترداد الحقوق‪ ،‬وأن ما تفعله (إسرائيل)‬ ‫محاولة لسلب الحقوق الفلسطينية عقائديا وتاريخي ًا‬ ‫وحقوقي ًا وسياسي ًا”‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تعاني من الخذالن‬ ‫على المستوى العالمي الذي يحاول خطب ود االحتالل‬ ‫واالصطفاف بجانبه‪ ،‬الفتا إلى أن هذا النفاق ال يمكن‬ ‫ال‪ ،‬مشدداً على ضــرورة أن تتحمل‬ ‫أن يستمر طوي ً‬ ‫الدول األوروبية مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني‬ ‫ووضع حد لالحتالل وجرائمه بحق المدنيين والعزل‪.‬‬ ‫وشارك مئات اآلالف في مسيرات العودة التي انطلقت‬ ‫على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫الماضي في ذكرى يوم األرض الموافق للثالثين من‬ ‫آذار‪ ،‬وارتقى ‪ 15‬شهيدًا وأصيب المئات في المظاهرات‬ ‫الحاشدة التي شاركت فيها مختلف االطياف السياسية‬ ‫والشعبيةالفلسطينية‪.‬‬

‫تصعيدها القائم‪ ،‬مؤكداً أن “األقصى خط أحمر وشرارة‬ ‫تصعيده قد تشعل المنطقة بأكملها”‪.‬‬ ‫واقتحم أكثر من ‪ 205‬مستوطنين متطرفين صباح األحد‬ ‫المسجد األقصى المبارك‪ ،‬من باب المغاربة بحراسة‬ ‫مشددة من شرطة االحتالل الخاصة‪ ،‬ووســط قيود‬ ‫مشددة على دخول المصلين المسلمين للمسجد‪.‬‬ ‫وتأتي هذه االقتحامات تزامنًا مع عيد “الفصح” العبري‬ ‫الــذي يستمر لمدة أسبوع‪ ،‬ووســط دعــوات يهودية‬ ‫لتكثيف اقتحامات المستوطنين للمسجد األقصى‪.‬‬ ‫وكانت شرطة االحتالل حولت منذ يوم الخميس مدينة‬ ‫القدس وبلدتها القديمة ومحيطها‪ ،‬إلى ما يشبه الثكنة‬ ‫العسكرية‪ ،‬وأعلنت حالة التأهب واالستنفار خالل أيام‬ ‫“الفصح العبري”‪.‬‬

‫وقال أبو عون‪ ،‬في تصريح خاص لـ”الرسالة”‪“ :‬في‬ ‫هذا الوقت جــاءت مسيرة العودة لتعيد األمــل أوال‬ ‫لفلسطين ولتصوب اتجاه البوصلة التائهة منذ زمن‬ ‫بعيد في متاهات التفاوض العبثي مع االحتالل‪،‬‬ ‫ولترسل برسالة للعالم أن القضية الفلسطينية حية‬ ‫رغم الحديث عن تذويبها عبر ما يسمى بصفقة القرن”‪.‬‬ ‫وأضاف “صفقة القرن لن تمر وأصحاب األرض ال‬ ‫يرضون بأقل من العودة طال الزمن او قصر‪ ،‬وفي هذا‬ ‫تنبيه للعالم أن أعيدوا االعتبار ألعقد قضية وطنية‬ ‫لم يتنازل أهلها عنها ولن يتنازلوا رغم كل المؤامرات‬ ‫التي تحاك ضدهم”‪.‬‬ ‫وبين أن هناك مــحــاوالت لفرض برامج بالقهر‬ ‫واستغالل الحاجات اإلنسانية وصــوال لتركيع‬ ‫الطرف الفلسطيني خاصة في الظروف التي تمر بها‬ ‫المنطقة العربية من حروب أهلية‪ ،‬وتخلي الكثيرين‬ ‫عن دعم القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وأشــار القيادي في حماس إلى أن ذلك يعبر عن‬

‫روح االنتقام واإلقصاء خصوصا بعد قرار الرئيس‬ ‫األمريكي دونالد ترامب وعدم وجود أفق سياسي‬ ‫للوصول إلى تسوية مع االحتالل‪ ،‬موضح ًا أن كل هذا‬ ‫وغيره يبعث على القلق واليأس من جانب المواطن‬ ‫المثقل أصال بالهموم اليومية‪.‬‬ ‫ودعــا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس‪،‬‬ ‫وحركة “فتح” للتراجع عن سياساتهم تجاه غزة‬ ‫وتجاه الشراكة السياسية‪.‬‬ ‫وذكر أن ضعف غزة وحصارها انقلب إلى مصدر قوة‪،‬‬ ‫قلب حسابات الكثيرين‪ ،‬داعي ًا الفصائل الفلسطينية‬ ‫لتكريس اهتمامها بالقضية وتنأى عن التجاذبات‬ ‫فيما بينها‪ ،‬وأن يكون الهم الفلسطيني هو محور عمل‬ ‫الفصائل‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫إسرائيلية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫هكذا تسلل «باراك» لزرع جهاز تنصت يف سوريا ومصر‬ ‫أنهى رئيس الوزراء اإلسرائيلي السابق‬ ‫“إيهود باراك” إعداد كتاب سيصدر قريبًا‬ ‫باللغة اإلنجليزية‪ ،‬يف الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫يكشف فيه عن عمليات تجسس‬ ‫واغتياالت سرية تم تنفيذها بأيدي جنود‬ ‫الكوماندوز‪ ،‬والتي قادها ضمن نشاطه‬ ‫العسكري يف دول عربية عدة‪ ،‬مثل مصر‬ ‫وسوريا ولبنان وغيرها‪.‬‬ ‫وكشف “بــاراك” في كتابة الــذي حمل اسم “بــادي‪،‬‬ ‫حياتي‪ :‬القتال من أجل (إسرائيل)‪ ،‬البحث عن السالم”‪،‬‬ ‫عن عمليات كانت مجهولة طوال أكثر من ‪ 50‬سنة‪ ،‬وقد‬ ‫سمح أعضاء اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي “بنيامين نتنياهو”‪ ،‬التي تفحص الكتب‬ ‫التي يؤلفها كبار المسؤولين السابقين‪ ،‬لزميلهم السابق‬ ‫إيهود بــاراك بالوصول إلى أماكن في األرشيفات‬ ‫السرية‪ ،‬لم يُسمح ألي كاتب اإلسرائيلي بوصولها‪.‬‬ ‫وبينها عمليات جمع معلومات استخبارية هي‬ ‫األكثر سرية في (إسرائيل)‪ ،‬وساهمت في االنتصار‬ ‫اإلسرائيلي في حرب األيام الستة سنة ‪ ،1967‬وكان‬ ‫من الممكن أن تمنع فشل (إسرائيل) في حرب أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) ‪.1973‬‬ ‫ويحكي الكتاب‪ ،‬هذه القصص من خالل عرض قصة‬ ‫“بــاراك” نفسه الشخصية‪ ،‬كواحد من القادة األوائل‬ ‫لوحدة القيادة الخاصة “سييرت متكال (الكوماندو‬ ‫التابع لرئاسة أركان الجيش) وشعبة االستخبارات‬ ‫العسكرية (أمان)‪ ،‬وقد قاد باراك العمليات األولى من‬ ‫هذا النوع‪ ،‬التي نفذت في عمق األراضــي السورية‬ ‫والمصرية‪.‬‬ ‫وفي كتابه يصف باراك ألول مرة‪ ،‬بالتفصيل‪ ،‬ومن‬ ‫وجهة نظر شخصية‪ ،‬العمليات االستخباراتية التي‬ ‫شارك فيها‪ ،‬كيف تسلل إلى األراضي السورية مشيا‬ ‫على قدميه في أغسطس (آب) ‪ ،1963‬عندما تلقى أمراً‬ ‫بالتخطيط لتسلل مجموعة من خمسة جنود إلى‬ ‫مرتفعات الجوالن‪ ،‬من أجل ربط جهاز تنصت بخط‬ ‫اتصاالت للجيش السوري‪ .‬وتم إرسال المالزم الشاب‬

‫أنا أخجل‬ ‫الرسالة ـ ترجمة خاصة‬ ‫أنا أخجل من الجيش الذي أقسمت بالوالء له في يوم‬ ‫تأسيسه أشعر بالخجل من بلدي الذي ساعدت في‬ ‫إقامته والدفاع عنه في اليوم الذي تأسس فيه لقد‬ ‫أصبح هذا البلد بلدا قبيحا‪ .‬أنا قلق‪.‬‬ ‫في اليوم األول من االحتجاج في غزة‪ ،‬قُتل ‪ 17‬شخصًا‬ ‫بالرصاص وأصيب المئات بالذخيرة الحية ال أحد منهم‬ ‫ع ّرَض حياة مواطن إسرائيلي للخطر بالتأكيد وال حياة‬ ‫الجنود ال أحد منهم يحمل السالح لم يكن أي منهم على‬ ‫مقربة من السياج المقدس شاهدنا الصور على محطات‬ ‫التلفزيون من جميع أنحاء العالم‪ ،‬العالم العربي رآهم‬ ‫في الجزيرة‪ ،‬األمريكيون رأوهم في سي إن إن‪ :‬إطالق‬ ‫النار من مسافة بعيدة طلقات في الصدر طلقات في‬ ‫الجزء الخلفي ألناس يفرون‪.‬‬ ‫قبل أسبوع من حدوث المسيرة سئلتُ كيف سترد‬ ‫الحكومة اإلسرائيلية على معركة غير عنيفة أجبت‪:‬‬ ‫بالذخيرة الحية ليس لدى الحكومة اإلسرائيلية جواب‬ ‫آخر على المقاومة الالعنفية ستحاول الحكومة تحويل‬ ‫المقاومة الالعنفية إلى مقاومة عنيفة ألن العنف له‬ ‫إجابة‪ :‬العنف المزدوج والمتعدد كان ذلك في بداية‬ ‫االنتفاضة الثانية بدأت االنتفاضة بمقاومة العنفية‬ ‫فتح الجيش اإلسرائيلي النار فتحولت الى مقاومة‬ ‫عنيفة‪.‬‬ ‫أفكر في “القناصة”‪ ،‬القنص مهنة عسكرية محترمة‬ ‫قناص يطلق النار على عدو مسلح مطلق النار مرة‬ ‫أخــرى‪ ،‬القناص مدرب يطلق النار من بندقية قنص‬ ‫على شعب أعزل من مسافة آمنة وال يخاطر بنفسه‬ ‫بأي شكل من األشكال وليس قناص وليس جنديا ماذا‬

‫الطالع رئيس األركان تسفي تسور‪ ،‬وهو اإلجراء الذي‬ ‫أصبح‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬معياراً للعديد من عمليات الدورية قبل‬ ‫إعطاء الضوء األخضر للمخاطرة بحياة خمسة جنود‬ ‫في أراضي العدو‪ ،‬ويفصل باراك في كتابه‪ ،‬ألول مرة‪،‬‬ ‫تفاصيل العملية التي أدت إلى اختراق استراتيجي‬ ‫وتاريخي للمخابرات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫وقد عبر أفراد الطاقم‪ ،‬الذين حمل كل واحد منهم رشاش‬ ‫عوزي وقنبلتين‪ ،‬الحدود إلى الشمال من كيبوتس دان‬ ‫بعد حلول الظالم‪ ،‬كانت لديهم أوامر بالعودة في الساعة‬ ‫‪ 1:15‬بعد منتصف الليل‪ ،‬ولكنهم مروا في طريقهم بثالثة‬ ‫جنود سوريين نائمين‪ ،‬واضطروا لعبور نهر بانياس‪،‬‬ ‫الذي كانت مياهه مستعرة منذ األمطار األخيرة‪ ،‬وكان‬ ‫النهر عميقا وأوسع من المتوقع في النقطة التي اختار‬ ‫باراك عبورها‪.‬‬ ‫وعندما تلقى باراك األمر بالعودة‪ ،‬أمر رجاله بإطفاء‬ ‫جهاز االتصال‪ ،‬وبعد ربط جهاز التنصت على رأس‬ ‫عمود الهاتف‪ ،‬عادوا إلى (إسرائيل) دون أن يراهم أحد‪،‬‬ ‫ولكن بعد ثالث ساعات من الموعد المحدد‪ ،‬وكان في‬ ‫استقبالهم على الحدود‪ ،‬رئيس المخابرات العسكرية‪،‬‬ ‫“مئير عميت”‪ ،‬وفــي اليوم التالي‪ ،‬وصــل صندوق‬ ‫زجاجات شمبانيا فرنسية إلى قاعدة (سييرت متكال)‬ ‫مع تهنئة من رئيس األركان‪ ،‬ويروي كذلك‪ ،‬كيف نفذ‬

‫بقلم‪ :‬أوري افنريي‬ ‫نسميه؟ أتساءل ما كنت سأفعل‬ ‫لو أنني أمــرت بإطالق النار‬ ‫على أشخاص غير مسلحين‬ ‫هل أرفض االمتثال ألمر؟ آمل أن‬ ‫تكون لدي الشجاعة للقيام بذلك‬ ‫نشطاء حماس الذين ال يحملون السالح ليسوا إرهابيين‬ ‫انهم يخدمون هيئة سياسية والتي هي اآلن حكومة‬ ‫األمر الواقع في قطاع غزة والحكومة اإلسرائيلية تدير‬ ‫اتصاالت رسمية أو غير رسمية معها وهل من الممكن‬ ‫ان نفكر في ان نشطاء حماس سيبقون في المنزل عندما‬ ‫يخرج جيرانهم استجابة لدعوة حركة حماس للتظاهر؟‬ ‫مثال واحــد‪ :‬لبعض الوقت لم يعد هناك في وسائل‬ ‫اإلعــام “أنفاق” اآلن يتم استخدام مصطلح “أنفاق‬ ‫إرهابية” فقط في جميع وسائل اإلعالم هذا هو ما تمليه‬ ‫الحكومة والــذي يجب على الجميع أال ينحرف عنه‬ ‫جميع المذيعين والمذيعات كما هو الحال في روسيا‬ ‫السوفيتية‪.‬‬ ‫إذن من الــذي انتصر حتى اآلن؟ ليس هناك شك‪:‬‬ ‫انتصر الفلسطينيون كان من المستحيل فتح محطة‬ ‫تلفزيونية أجنبية في ذلك اليوم دون أن ترى رفع‬ ‫أعالم فلسطين أمام عينيك بعد سنوات اختفت فيها‬ ‫القضية الفلسطينية من اإلعالم العالمي عادت بشكل‬ ‫كبير جلبت حماس القضية الفلسطينية إلى األجندة‬ ‫الدولية‪ ،‬األعالم حشد من المتظاهرين‪ ،‬األعالم “القتلى”‪،‬‬ ‫األعالم الجرحى‪ ،‬لم يدافع أحد في األمم المتحدة عن‬ ‫(إسرائيل) حتى اصدقاؤنا ممثلوهم في مجلس االمن‬ ‫اختفوا‪.‬‬ ‫انتصر المهاتما غاندي ومارتن لوثر كنغ‪ .‬الفلسطينيون‬ ‫سينتصرون أيضا في هذه المعركة‪.‬‬

‫بعدها عمليات أخرى في الجوالن‪ ،‬وأصبحت المعلومات‬ ‫ال مركزي ًا‬ ‫الــواردة من الجهاز الــذي تم تركيبه‪ ،‬عام ً‬ ‫بعد أقل من أربــع سنوات‪ ،‬عندما استولى الجيش‬ ‫اإلسرائيلي على مرتفعات الجوالن في حرب األيام‬ ‫الستة خالل ‪ 36‬ساعة‪.‬‬ ‫لكن الجبهة السورية لم تكن مصدر القلق الرئيسي‬ ‫“لـ(إسرائيل) في الستينيات‪ ،‬فمصر كان لديها أكبر‬ ‫جيش عربي‪ ،‬وكانت مصممة على توحيد العالم العربي‬ ‫ضد (إسرائيل)‪.‬‬ ‫وكان التنصت على الجيش المصري في عمق سيناء‬ ‫يتطلب جهازا أكبر وأقوى بكثير‪ ،‬وليس جهازا يمكن‬ ‫حمله على ظهر جنود الكوماندوس‪ ،‬في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫تسلمت القوات الجوية أول مروحيات نقل كبيرة من‬ ‫طراز سيكورسكي ‪ ،58s - S‬وتقرر أن يقود باراك‬ ‫العملية األولــى لوحدة “سييرت متكال” التي سيتم‬ ‫تنفيذها بواسطة المروحيات‪ ،‬ويكتب‪“ :‬ال تزال معظم‬ ‫تفاصيل برنامج التنصت على االتصاالت المصرية‬ ‫سرية”‪ ،‬ومع ذلــك‪ ،‬فإنه يوفر الكثير من التفاصيل‬ ‫الجديدة‪ ،‬بما في ذلك حقيقة أن المخططين تشاوروا‬ ‫مع الجيولوجيين‪ ،‬لتحديد أفضل األماكن لوضع أجهزة‬ ‫التنصت‪ ،‬واألساليب التي تم تطويرها إلخفائها عن‬ ‫أنظار جنود الصحراء المصريين‪.‬‬

‫وال يذكر باراك كيف تم توصيل الجهاز في بداية عام‬ ‫‪ 1964‬بخط االتصاالت المصري وإخفاؤه‪ ،‬لكنه يكشف أن‬ ‫جميع أعضاء الفريق الخمسة‪ ،‬طولبوا بالتأكد من أنه تم‬ ‫تركيبه قبل العودة إلى نقطة االلتقاء مع المروحية‪ ،‬لكن‬ ‫اللقاء مع المروحية‪ ،‬لم يتم ألن الضباب الكثيف خيم‬ ‫على الصحراء‪ ،‬وكادت المروحية تتحطم قبل هبوطها‪.‬‬ ‫وكانت هذه المهمة هي األولــى لباراك‪ ،‬التي وافق‬ ‫عليها رئيس األركان الجديد‪ ،‬إسحق رابين‪ ،‬وتبعتها‬ ‫عمليات مشابهة أخرى سمحت للمخابرات اإلسرائيلية‬ ‫بالحصول على صورة واضحة عن تحركات الجيش‬ ‫المصري‪.‬‬ ‫وأما العملية الثالثة لتركيب معدات التنصت‪ ،‬التي شارك‬ ‫فيها إيهود باراك‪ ،‬فقد وقعت في أوائل السبعينيات‪ ،‬في‬ ‫هذه العملية‪ ،‬كانت هناك حاجة إلى مروحيات أكبر‪،‬‬ ‫وشملت العملية الهجوم على منشآت مصرية من أجل‬ ‫إخفاء المهمة الحقيقية‪.‬‬ ‫وحلقت المروحيات فوق قناة السويس‪ ،‬وكما في مهام‬ ‫سابقة‪ ،‬اكتشف فريق باراك أن تركيب جهاز التنصت‬ ‫وإخفاءه كانا أصعب بكثير من المتوقع‪ ،‬وكاد يتم إلغاء‬ ‫العملية قبل انتهائها تقريبا‪.‬‬ ‫لكن كبار القادة في مركز القيادة‪ ،‬أبلغوا الطاقم عبر‬ ‫جهاز االتصال‪ ،‬بأن أمامه الكثير من الوقت‪ ،‬وهكذا‬ ‫اكتملت العملية قبل شــروق الشمس‪ ،‬وكتب بــاراك‪:‬‬ ‫“للمرة األولــى منذ أن قمنا باحتالل سيناء‪ ،‬حصلت‬ ‫(إسرائيل) مرة أخرى على اتصاالت في بث مباشر من‬ ‫داخل مصر”‪ .‬لقد تمت تسمية هذه األجهزة وغيرها بأنها‬ ‫“المصادر الخاصة”‪ ،‬وتستخدمها (إسرائيل) للحد قدر‬ ‫اإلمكان من خطر اكتشافها‪ .‬عشية حرب يوم الغفران‬ ‫تم تفعيلها لفترة قصيرة جــداً‪ ،‬ولو تم استخدامها‬ ‫على نطاق أوسع‪ ،‬لربما تمكنت من توفير معلومات‬ ‫استخباراتية حيوية حول الخطة المصرية السورية‬ ‫للهجوم في يوم الغفران عام ‪.1973‬‬ ‫وعلق مكتب بــاراك على هــذا النشر قائال‪ :‬المقالة‬ ‫بتفاصيلها‪ ،‬ال تعكس بدقة ما سيظهر في الكتاب الذي‬ ‫تجري طباعته‪ ،‬حاليا‪ ،‬وسيتم تسويقه بعد خمسة‬ ‫أسابيع‪ ،‬نحن نوصي باالنتظار وقراءة الكتاب نفسه‪،‬‬ ‫غني عن التذكير أن الكتاب اجتاز الرقابة العسكرية‬ ‫واللجنة الوزارية‪.‬‬ ‫عكا للشؤون اإلسرائيلية‬

‫(إسرائيل) تتحضر لتصعيد متزايد ملسريات العودة‬ ‫غزة ـ الرسالة‬ ‫تواصلت التغطية الصحفية اإلسرائيلية لمسيرات‬ ‫العودة في قطاع غــزة‪ ،‬وسط مخاوف من اتساعها‬ ‫جغرافيا‪ ،‬واستقطابها للمزيد من الفلسطينيين للمشاركة‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫فقد ذكر أليئور ليفي الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت‬ ‫أن غزة تتحضر للمسيرة القادمة يوم الجمعة المقبل‪،‬‬ ‫في ظل تحضيرات جديدة للمتظاهرين تتمثل بإحضار‬ ‫مرايا وإشعال إط ــارات السيارات للتشويش على‬ ‫القناصة اإلسرائيليين‪ ،‬من خالل انتشار الدخان في‬ ‫األجواء‪ ،‬وبذلك يتم التعمية على الجنود اإلسرائيليين‬ ‫الذين يطلقون النار على المشاركين في هذه المسيرات‪.‬‬ ‫وأضاف في تقرير ترجمته “عربي‪ ”21‬أن (إسرائيل)‬ ‫تترقب المرحلة الثانية من المسيرات الفلسطينية في‬ ‫ظل قناعة فلسطينية تتعزز بأن مسيرات الجمعة‬ ‫الماضي حصلت على دعم دولي لنضال سلمي شعبي‪.‬‬ ‫وأوضح أن الجيش اإلسرائيلي بدأ يتجهز ألسابيع‬ ‫طويلة من أحداث العنف‪ ،‬على طول حدود قطاع غزة‪،‬‬ ‫وسيسعى الستخالص الــدروس والعبر من أحداث‬ ‫الجمعة الماضي‪ ،‬وتبقى المهمة األساس للجنود متمثلة‬ ‫بمنع اجتياز الفلسطينيين لخط الهدنة‪ ،‬والمحافظة على‬ ‫الحد األدنى من القتلى‪ ،‬مع بدء توافد المزيد من الكتائب‬ ‫والفرق العسكرية لتعزيز القوات الموجودة أساسا‬ ‫على طول حدود غزة‪.‬‬ ‫أما يوآف زيتون الخبير العسكري في الصحيفة ذاتها‪،‬‬ ‫فقال إن الجيش اإلسرائيلي سيبذل قصارى جهده في‬ ‫األيام القادمة لحرمان الفلسطينيين من الحصول على‬ ‫ما وصفها صورة النصر‪ ،‬والمتمثلة بأعداد كبيرة من‬ ‫المتظاهرين‪ ،‬ليسوا مسلحين بأسلحة نارية يذهبون‬

‫باتجاه خط الهدنة‪ ،‬ما قد يعرضهم للموت بنيران‬ ‫الجنوداإلسرائيليين‪.‬‬ ‫أمير أورن الخبير العسكري بموقع ويلال زعم أن‬ ‫المتظاهرين الفلسطينيين يجب أال يحملوا (إسرائيل)‬ ‫وحدها المسؤولية عما آلت إليه األوضــاع في قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬فقطاع غزة بالنسبة لـ(إسرائيل) يعتبر كيانا‬ ‫معاديا لها‪ ،‬ألن حماس هي التي تسيطر عليه‪ ،‬وترفض‬ ‫االعتراف بها‪ ،‬أو التصالح معها‪.‬‬ ‫وأضاف في مقال ترجمته “عربي‪ ”21‬أن األزمة اإلنسانية‬ ‫في غزة حقيقية‪ ،‬والقيادة األمنية اإلسرائيلية ال تنكرها‪،‬‬ ‫بل إنها معنية بالتخفيف عن السكان هناك‪ ،‬كي ال يتم‬ ‫تصدير أزمة الجوع والفقر في غزة لصحراء النقب من‬ ‫خالل إطالق الصواريخ عليها‪.‬‬ ‫وأشار أن المسيرات الفلسطينية في األيام األخيرة هي‬ ‫مظاهرات سياسية بشعارات عالية تعود إلى أحداث‬ ‫العام ‪ ،1948‬حيث فلسطين المحتلة‪ ،‬ما يعني إبادة‬ ‫(إسرائيل)‪ ،‬وهو ما ال يحظى بموافقة أي صهيوني في‬ ‫الجمهور اإلسرائيلي‪ ،‬ألنه يعني إخالء كل المستوطنات‬ ‫اإلسرائيلية في الضفة الغربية‪ ،‬وبالتالي فإن هذه‬ ‫المطالبة تتجاوز االنسحاب حتى حدود العام ‪ 1967‬إلى‬ ‫العودة لما قبل العام ‪.1948‬‬ ‫وختم بالقول‪ :‬السياسة التي يتبعها الجيش اإلسرائيلي‬ ‫إزاء هذه المظاهرات تعود باألساس لنشر القناصة‪،‬‬ ‫ما يحمل في طياته دفــع أثمان بشرية فلسطينية‪،‬‬ ‫في حين أن البديل لذلك تنفيذ عملية عسكرية كبيرة‬ ‫للجيش‪ ،‬وهي مسألة ترى أوساط واسعة في الجمهور‬ ‫اإلسرائيلي أنها لن تحل المشكلة القائمة في قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ولن يحصل شيء سوى تكرار لعمليات عسكرية‬ ‫سابقة‪.‬‬


‫إسرائيلية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫‪١١‬‬

‫الرببرية اإلسرائيلية الحديثة هي القديمة لكن دون خجل!‬ ‫بماذا تختلف «البربرية اإلسرائيلية‬ ‫الحديثة» عن «البربرية القديمة»‬ ‫يف كل ما يتعلق بواقع االحتالل‬ ‫واالستيطان املستمرين يف املناطق‬ ‫الفلسطينية وما يترتب عليهما يف‬ ‫املجاالت واملستويات كافة اإلنسانية‪،‬‬ ‫االقتصادية والسياسية؟‬

‫قد يبدو هذا السؤال في نظر كثيرين سؤاال عبثيا غير‬ ‫ذي صلة بالواقع‪ ،‬بل أقرب إلى «السفسطائية»‪ ،‬ربما‪،‬‬ ‫في ظــروف ومعطيات ال تسمح بذلك‪ ،‬على األقــل!‬ ‫لكن أستاذ اللسانيات اإلسرائيلي (في «جامعة بن‬ ‫غوريون» في مدينة بئر السبع في النقب)‪ ،‬البروفسور‬ ‫عيدان الندو‪ ،‬يعطي لهذا السؤال معاني ودالالت تتجاوز‬ ‫حرفيته وتوفر مرساة ومنطلقا جديدين في مقاربة‬ ‫الواقع االحتاللي ـ االستيطاني ومقابله الموضوعي ـ‬ ‫الواقع الفلسطيني‪ ،‬في السنوات األخيرة بوجه خاص‪.‬‬ ‫في مقال تحت عنوان «البربرية الحديثة»‪ ،‬نشره على‬ ‫مدونته الشخصية‪ ،‬يرى الندو أن «البربرية (الوحشية‪/‬‬ ‫الهمجية) الحديثة هي البربرية القديمة‪ ،‬لكن من دون‬ ‫خجل»! ثم يقدم بضعة نماذج بارزة من الفترة األخيرة‬ ‫تحديدا ترسم سمات هذه «البربرية الحديثة»‪ ،‬من خالل‬ ‫التأكيد على أن «مستنقع االحتالل يخلع شكال ويرتدي‬ ‫آخر‪ .‬فهو هنا منذ سنوات طويلة ونحن غارقون فيه‬ ‫لدرجة أصبح من الصعب أن نرى التغييرات الحاصلة‬ ‫فيه‪ .‬ينبغي االبتعاد قليال‪ ،‬أقصى المستطاع‪ ،‬كي تصبح‬ ‫الرؤية أوضح‪ .‬ذراعاه اللزجتان‪ ،‬الدبقتان‪ ،‬تشدّ علينا‬ ‫وال ترخيان‪ .‬يتحدثون عن وضع روتيني أحيانا‪ ،‬وعن‬ ‫انفجارات أحيانا أخرى‪ .‬موجات من العنف‪ ،‬حالة من‬ ‫الهدوء»‪.‬‬ ‫وهذا كله‪ ،‬ألن «اإلسرائيليين توقفوا عن رؤية أو سماع‬ ‫أي شيء هناك‪ .‬يمكن القول إنهم قد أصيبوا بالصمم‬ ‫وبالعمى التامّين‪ ،‬تقريبا‪ ،‬في كل ما يتعلق بالمناطق‬ ‫الفلسطينية وباالحتالل‪ .‬نــوع من الظالم الحسّي‬ ‫المكتسَب‪ ،‬المذوَّت‪ ،‬المستدخّل عميقا»‪ .‬أما مَن يصرّ‪ ،‬في‬ ‫إسرائيل‪ ،‬على محاولة إظهار أو إسماع ما يجري هناك‬ ‫(في المناطق الفلسطينية) «فهو يصطدم بسور شاهق‬ ‫من عدم المعرفة المتعمّد والقاطع»!‬ ‫ما من شكّ‪ ،‬في نظر الندو‪ ،‬بأن «االحتالل يرتدي اآلن‬ ‫ال أكثر وحشية»‪ ،‬لكنه «أكثر بقليل فقط»‪ ،‬ألن هذه‬ ‫شك ً‬ ‫سيرورة ثابتة ومتواصلة‪« :‬في كل مرة‪ ،‬أكثر بقليل‬ ‫فقط»! ولهذا‪ ،‬يصبح من الصعب جدا‪ ،‬حقا‪« ،‬رؤية الفارق‬ ‫من يوم إلى آخر»! خالفا لما كان عليه الحال قبل ‪ 20‬أو‬ ‫‪ 30‬سنة خلت‪ :‬فـ «األحداث التي تمر اآلن سريع ًا ودون‬ ‫أن ينتبه لها أو يتوقف عندها أحد‪ ،‬كانت تهز الدولة كلها‬ ‫آنذاك»!‬ ‫يورد الندو‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬عدة نماذج عن «البربرية الحديثة»‬ ‫التي يتولى ممارستها في المناطق الفلسطينية ذراعا‬ ‫االحتالل األساسيان‪« :‬الجيش اإلسرائيلي الذي يعمل‬ ‫في المناطق دون أية كوابح» («فالجنود يعلمون جيدا‬ ‫أن كل شيء مباح‪ ،‬إذا كان عنوان عمليتهم القبض على‬

‫مطلوبين») و»المستوطنون الذين يُفرغون غضبهم منذ إعالن الرئيس األميركي‪ ،‬دونالد ترامب‪ ،‬االعتراف‬ ‫بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل‪ ،‬في كانون األول ‪،2017‬‬ ‫بالفلسطينيين وممتلكاتهم‪ ،‬دون وازع أو رادع»!‬ ‫من بين هذه النماذج‪ ،‬مثال‪ :‬قتل الشهيد ياسين السراديح قتل الجيش اإلسرائيلي ‪ 20‬فلسطينيا وأصاب نحو ‪5‬‬ ‫الذي أعدمه جنود االحتالل في مدينة أريحا ميدانيا‪ ،‬آالف آخرين بجراح في المناطق الفلسطينية المحتلة‬ ‫بسبق إصرار وتعمد‪ ،‬إذ واصلوا ضربه بوحشية حتى (الضفة الغربية وقطاع غزة) «وهو عدد مرتفع جدا‬ ‫الموت‪ ،‬ثم «حملة االنتقام الوحشية» التي نفذتها قوات لفترة شهرين‪ ،‬حسب كل اآلراء والتقييمات»‪ ،‬كما يقول‬ ‫االحتالل في أعقاب مقتل المستوطن رازيئيل بن شيفح‪ ،‬الندو مضيف ًا‪« :‬ينبغي القول بأقصى الوضوح‪ ،‬مرة‬ ‫أخــرى‪ :‬إطــاق النار المتعمد على‬ ‫والــتــي طــالــت عـــددا مــن المنازل‬ ‫أناس غير مسلحين ال يشكلون أي‬ ‫والعائالت في قرى محافظة جنين‬ ‫خطر هو جريمة قتل‪ ،‬بكل المعايير»!‬ ‫بحثا عن (الشهيد) أحمد نصر جرار‪،‬‬ ‫احلصار الربي على قطاع‬ ‫فيمايتعلقبممارساتالمستوطنين‬ ‫وما تخلل ذلك من نسف للمنازل‬ ‫غزة «فمن الصعب تقييم‬ ‫واعتداءاتهم المتكررة على السكان‬ ‫وتهديم وترويع للنساء واألطفال‬ ‫أضراره وحتديد أبعاده‬ ‫الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة‬ ‫في ساعات الليل المتأخرة‪ ،‬حتى‬ ‫«حققت الحملة هدفها‪ :‬مجموعة من وانعكاساته»‪ ،‬يقول الندو‪ ،‬لكن الغربية‪ ،‬يشير النـــدو إلــى واقــع‬ ‫الرجال والنساء الجرحى‪ ،‬المُهانين‪« ،‬باإلمكان التركيز على جانب «تنفيذ المستوطنين اعتداءاتهم هذه‬ ‫أمام أعين الجيش اإلسرائيلي الذي‬ ‫واألطــفــال المنكوبين بالصدمات‬ ‫سادي بشكل‬ ‫والبيوت المهدمة»! ويضيف الندو‪ :‬واحد ضيق منه‪ّ ،‬‬ ‫يقف جانبا متفرجا‪ .‬وحين يحتاج‬ ‫خاص‪ ،‬هو‪ :‬منع تصاريح‬ ‫المستوطنون إلــى مــســاعــدة‪ ،‬أو‬ ‫«إياكم من تضليل ما تبثه وسائل‬ ‫حماية‪ ،‬ال يتوانى الجيش عن إطالق‬ ‫اإلعالم‪ ،‬نقال عن السلطات الرسمية‪ :‬اخلروج من قطاع غزة لتلقي‬ ‫قنابل الغاز المسيل للدموع»! و»إذا‬ ‫فالهدف من وراء هذه الحملة لم يكن‬ ‫العالج الطيب يف إسرائيل»‬ ‫لم يكن بإمكان المستوطنين الدخول‬ ‫إلقاء القبض على القاتل أو تحقيق‬ ‫إلــى قرية ما (أنظر قرية بورين‪،‬‬ ‫العدالة‪ ،‬حقا‪ ،‬وإنما الهدف هو بث‬ ‫مثاال)‪ ،‬ألي سبب كان‪ ،‬فهم يلجأون‬ ‫الرعب بين الفلسطينيين‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن جريمة القتل العينية ـ رعب عام وشامل‪ ،‬إلى إحراق حقولها‪ ،‬دون أن يلقى القبض على أي منهم‬ ‫جماعي‪ ،‬دون تمييز‪ ،‬يتجسد في استخدام الكالب أو تقديم أي منهم للمحاكمة»!‬ ‫الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة‬ ‫المفترسة‪ ،‬القنابل الصوتية والجرافات»!‬ ‫ثم يسترسل في طرح النماذج‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬فيأتي على «يجبي ثمنا باهظا‪ ،‬استثنائيا»‪ ،‬يقول الندو‪ .‬فباإلضافة‬ ‫جريمة قتل الشهيد ابراهيم أبو ثريا‪ ،‬المُقعد على كرسي إلى تدمير قطاع الصيد في القطاع ـ بفرض قيود على‬ ‫العجالت‪ ،‬بالقرب من حاجز «ناحل عوز» عند حدود الصيد لمسافة ستة أميال فقط‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬وبضخ‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬ويعتبر هذه الجريمة االحتاللية «ردا جيدا المياه العادمة إلى البحر‪ ،‬من جهة ثانية ـ يقوم سالح‬ ‫على مدّعي األخــاق في الجانب اإلسرائيلي الذين البحرية اإلسرائيلي بمهاجمة قوارب الصيد التي يمتلكها‬ ‫ويشغلها سكان من قطاع غزة‪ ،‬باستمرار وبصورة‬ ‫يطالبون الفلسطينيين بتبني المقاومة غير العنيفة»!‬

‫دائمة‪ .‬وخالل العام ‪ 2017‬وحده‪ ،‬قتل سالح البحرية‬ ‫اإلسرائيلي صيادين فلسطينيين اثنين وأصــاب ‪21‬‬ ‫آخرين بإطالق النار على قواربهم مباشرة وبصورة‬ ‫متعمدة‪ .‬واعتقل الجيش اإلسرائيلي ‪ 39‬صيادا غزّيّ ًا‬ ‫للتحقيق‪ ،‬دمّر ثالثة قوارب صيد تدميرا تاما‪ ،‬دمّر ‪6‬‬ ‫قوارب أخرى تدميرا جزئيا أدى إلى تعطيلها وصادر ‪13‬‬ ‫قاربا آخر‪ .‬وإلى جانب هذا كله‪ ،‬صادر سالح البحرية‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬عشرات األطنان من أدوات الصيد المختلفة وهو‬ ‫ما يشكل «عقابا جماعيا وحشيا ضد صيادين يدفعهم‬ ‫الجوع‪ ،‬وحده‪ ،‬إلى المخاطرة والبحث عن صيد لهم‬ ‫بعيدا عن الشاطئ»‪ ،‬كما يؤكد الندو‪.‬‬ ‫جميع الشهداء والمصابين الذين أوقعهم سالح البحرية‬ ‫اإلسرائيلي من خالل الحصار البحري «لم يكونوا‬ ‫ضالعين في أي عمل إرهابي ضد إسرائيل»‪ ،‬بل إن‬ ‫«الحصار البحري يقتل ويجوّع ـ وهــذا هو هدفه»‪،‬‬ ‫حسبما يقول الندو ويضيف‪« :‬تحول نشر الرعب من‬ ‫نتيجة ثانوية مترتبة على عمل ما إلى هدف مركزي»!‬ ‫وهذه سمة أخرى من سمات «البربرية الحديثة» في‬ ‫المناطقالفلسطينية‪.‬‬ ‫أما الحصار البري على قطاع غزة «فمن الصعب تقييم‬ ‫أضراره وتحديد أبعاده وانعكاساته»‪ ،‬يقول الندو‪ ،‬لكن‬ ‫«باإلمكان التركيز على جانب واحد ضيق منه‪ ،‬ساديّ‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬هو‪ :‬منع تصاريح الخروج من قطاع‬ ‫غزة لتلقي العالج الطبي في إسرائيل»‪ .‬فخالل العام‬ ‫‪ ،2017‬توفي ‪ 54‬فلسطينيا من سكان قطاع غزة من جراء‬ ‫رفض منحهم تصاريح كهذه‪ ،‬أو المماطلة في منحها‪.‬‬ ‫ويضيف الندو‪« :‬سأقولها وأكررها مرة أخرى‪ :‬في كل‬ ‫أسبوع‪ ،‬تقتل إسرائيل مواطنا واحدا من قطاع غزة‪ ،‬في‬ ‫المتوسط‪ ،‬بإجراء بيروقراطي بسيط جدا ـ منع الخروج‬ ‫من قطاع غزة لتلقي العالج الطبي في إسرائيل»!‬ ‫تتمثل سمة أخــرى إضافية من سمات «البربرية‬ ‫الحديثة»‪ ،‬كما يرى الندو‪ ،‬في عمليات هدم البيوت وهي‬ ‫(هذه العمليات) التي وصفتها من قبل بأنها «ضجيج‬ ‫الخلفية الدائم الذي يواكب الصهيونية»‪ ،‬كما يقول‪ .‬وهي‬ ‫عمليات تتواصل بوتائر مذهلة‪ ،‬وخاصة في ثالث‬ ‫مناطق مرشحة‪ ،‬ومعرضة فعليا‪ ،‬للترانسفير (التهجير‬ ‫الجماعي) اإلثني‪ ،‬هي‪ :‬جنوب جبال الخليل‪ ،‬غور األردن‬ ‫ومنطقة معاليه أدوميم‪ .‬نحو ‪ 180‬ألف إنسان فلسطيني‬ ‫معرضون لخطر التهجير الجماعي في هذه المناطق‬ ‫الثالث التي «تنظر إسرائيل إليها بوصفها مصدر‬ ‫إزعاج يتعين التخلص منه»‪ ،‬كما يقول الندو‪.‬‬ ‫فــي المحصلة‪ ،‬يــرى الن ــدو أن «البربرية الحديثة‬ ‫اإلسرائيلية تمثل تدهورا إضافيا آخر في سلم اإلنسانية‬ ‫اإلسرائيلي‪ ...‬ال يمكن وقفه والبراء منه إال بالنظر إلى‬ ‫الفلسطينيين كبشر يستحقون الحياة والحقوق‪ ،‬مثل ما‬ ‫يستحقها هو (اإلسرائيلي) واآلخرون‪ ...‬عندئذ فقط‪ ،‬يمكن‬ ‫التحرر من العبودية التي تفرضها نظرية «المجموع‬ ‫الصِّفري» التي تعني‪ :‬فائدة طــرف ما ومصلحته‬ ‫مرهونتان بهزيمة الطرف اآلخر واستسالمه»!‬ ‫املركز الفلسطيني للدراسات اإلسرائيلية‬

‫هآرتس ‪( /‬إسرائيل) يف غزة تمارس «السادية»‬ ‫ترجمة أطلس‬ ‫تكشف (إسرائيل) في قطاع عن خبثها‪ .‬ليس في هذه االقوال ما يقلل من‬ ‫الشر المخطط والعارض الذي يميز سياستها نحو باقي الفلسطينيين في‬ ‫(إسرائيل) والضفة وبما في ذلك شرقي القدس‪ ،‬أو يقلل من فظاعة اعمال‬ ‫االنتقام في الضفة قبل العام ‪ 1967‬ومهاجمة مواطنين في لبنان‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫في القطاع (إسرائيل) تترفع عن شرها المعياري‪ .‬هناك بشكل خاص‬ ‫تجعل الجنود والضباط والموظفين والمدنيين يخرجون من أنفسهم‬ ‫صفات وتصرفات هي في أي سياق آخر تعتبر سادية واجرامية‪ ،‬وفي‬ ‫أفضل الحاالت‪ ،‬ال تناسب الناس المتحضرين‪.‬‬ ‫هذا المكان يكفي فقط لذكر أربــع ذكريات‪ :‬مذبحتين نفذهما الجيش‬ ‫االسرائيلي ضد سكان القطاع في حرب سيناء‪ ،‬اختفتا من وعينا وكأنهما‬ ‫لم تحدثا رغم التوثيق‪ .‬في تقرير لمدير «االونروا»‪ ،‬الذي قدم لألمم المتحدة‬ ‫في كانون الثاني ‪ 1957‬كتب أنه في ‪ 3‬تشرين الثاني عند احتالل خانيونس‬ ‫(في عملية جمع السالح وتجميع مئات الرجال من اجل تشخيص الجنود‬ ‫المصريين والمقاتلين الفلسطينيين) قتل الجنود ‪ 275‬فلسطينيا‪ 140 :‬الجئا‬ ‫و‪ 135‬من السكان غير الالجئين‪.‬‬ ‫في ‪ 12‬تشرين الثاني (عند انتهاء المعارك) قتل الجنود في رفح ‪ 103‬الجئين‪،‬‬ ‫‪ 7‬من السكان المحليين ومصري واحد‪ .‬ذكريات الناجين وثقت في كتاب‬

‫للصحافي الباحث جو ساكو‪ :‬جثث متناثرة في الشوارع‪ ،‬توقيف على‬ ‫الحائط وإطالق نار‪ ،‬اشخاص يركضون وأيديهم مرفوعة وخلفهم جنود‬ ‫يصوبون البنادق نحوهم ورؤوس مهشمة‪ .‬في ‪ 1982‬تذكر الصحافي مارك‬ ‫غيفن من صحيفة «عل همشمار» خدمته العسكرية في ‪ ،1956‬هذه الرؤوس‬ ‫المهشمة والجثث المتناثرة في خانيونس («هآرتس»‪.)2010/2/5 ،‬‬ ‫في االشهر االولى بعد احتالل غزة في ‪ 1967‬كتب الصحافي الباحث يزهار‬ ‫بار‪« :‬لقد تم اتخاذ خطوات عملية من اجل تقليص عدد السكان في القطاع‪،‬‬ ‫في شباط ‪ 1968‬قرر رئيس الحكومة ليفي اشكول تعيين عيدا سيرني‬ ‫رئيسا لمشروع التهجير‪ .‬مهمتها كانت ايجاد دول تستوعبهم‪ ،‬وتشجيع‬ ‫الهجرة اليها دون مالحظة بصمات حكومة (إسرائيل)‪ .‬سيرني اختيرت‬ ‫لهذه المهمة نظرا لعالقتها مع ايطاليا وتجربتها في تنظيم هجرة سرية‬ ‫للناجين اليهود من الكارثة بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ويواصل بار «في احد اللقاءات سأل اشكول سيرني بقلق‪ :‬كم عدد العرب‬ ‫الذين قمت بإرسالهم؟»‪ ،‬سيرني اجابته أنه يوجد في غزة ‪ 40‬ألف عائلة‬ ‫الجئة‪« .‬اذا تم تخصيص ‪ 1000‬ليرة للعائلة فيمكن حل المشكلة‪ .‬هل كنت‬ ‫ستوافق على انهاء مشكلة القطاع بمبلغ ‪ 40‬مليون ليرة؟ سألت‪ ،‬وأجابت‬ ‫«حسب رأيي هذا ثمن معقول جدا» (موقع البقرات المقدسة‪ 26 ،‬حزيران‬ ‫‪.)2017‬‬

‫في ‪ 1991‬بدأت (إسرائيل) عملية السجن الفعلي لجميع سكان القطاع‪ .‬في‬ ‫ايلول ‪ 2007‬قررت حكومة اهود اولمرت فرض حصار كامل‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تحديد المواد الغذائية والمواد الخام ومنع التصدير‪.‬‬ ‫الموظفون في مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق‪ ،‬بمساعدة وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬قاموا بحساب عدد السعرات اليومية الضرورية من اجل عدم‬ ‫وصول المعتقلين في أكبر سجن في العالم الى الخط االحمر لسوء‬ ‫التغذية‪ .‬السجانون‪ ،‬أي الموظفون والضباط‪ ،‬اعتبروا عملهم هذا خطوة‬ ‫انسانية‪.‬‬ ‫في الهجمات على قطاع غزة منذ العام ‪ 2008‬تم شحذ المعايير االسرائيلية‬ ‫للقتل المسموح والمتناسب حسب االخالق اليهودية‪ .‬مقاتل من الجهاد اثناء‬ ‫نومه هو هدف مناسب‪ ،‬نشيط من حماس وعائلته‪ ،‬بمن فيهم االطفال‪،‬‬ ‫يستحقون الموت‪ ،‬ومثلهم ايضا الجيران ومن يغلون المياه لصنع الشاي‬ ‫على الحطب ومن يعزفون في فرقة الشرطة الموسيقية‪.‬‬ ‫هذا يعني أن مواطني (إسرائيل) اجتازوا تدريجيا عملية تحصين من‬ ‫االحــداث التاريخية‪ .‬لذلك‪ ،‬ليس من الغريب أن يبرروا بضمير مرتاح‬ ‫إطالق النار على المتظاهرين غير المسلحين‪ ،‬وأن اآلباء يفخرون بأبنائهم‬ ‫الجنود الذين أطلقوا النار على ظهور متظاهرين وهم يهربون‪.‬‬ ‫عمريه هس‬


‫‪12‬‬

‫دولية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫في بيان لقادة من األمن القومي األمريكي‬

‫عشرة أسباب وجيهة للحفاظ على الصفقة النووية اإليرانية‬ ‫أصدرت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي‬ ‫تضم ‪ 115‬من قادة األمن القومي األمريكي بيانا يؤيدون‬ ‫الصفقة النووية اإليرانية‪ ،‬بينهم ‪ 49‬ضابط ًا متقاعداً من‬ ‫الجيش األمريكي‪ .‬و‪ 19‬عضواً ساب ًقا في الكونغرس و‪29‬‬ ‫سفيرًا أمريكيًا ساب ًقا‪ ،‬بينهم خمسة سفراء أمريكيين‬ ‫سابقين في (إسرائيل)‪ ،‬وكان الرئيس دونالد ترامب‬ ‫ألمح إلى أنه قد يتخلى عنها‪ ،‬بدعم من مستشاره الجديد‬ ‫لألمن القومي‪ ،‬السفير جون بولتون‪.‬‬ ‫يقول الموقعون أنه يجب على الرئيس ترامب الحفاظ‬ ‫على التزام الواليات المتحدة باالتفاق النووي اإليراني‪.‬‬ ‫وهــذا سيجلب فوائد كبيرة ويعزز موقف الواليات‬ ‫المتحدة في التعامل مع كوريا الشمالية‪ ،‬وكذلك إيران‪،‬‬ ‫والمساعدة في الحفاظ على مصداقية االلتزامات‬ ‫األمريكية ونفوذها كقيادة عالمية‪:‬‬ ‫‪ .1‬سيتم منع إيران من تجاوز حدود خطرة لبرنامجها‬ ‫الــنــووي في ظل المراقبة الدولية المستمرة وغير‬ ‫المسبوقة‪ ،‬مما يمنعها من التقدم نحو امتالك السالح‬

‫النووي طــوال مدة االتفاق‪ .‬إذا لم يكن هناك اتفاق‬ ‫متابعة للموضوع يحافظ على القيود المفروضة على‬ ‫إيران‪ ،‬وإذا كانت إيران ستتحرك باتجاه الحصول على‬ ‫سالح نووي‪ ،‬ال شيء حينها يمنع الواليات المتحدة من‬ ‫اتخاذ أي اجراءات‪.‬‬ ‫‪ .2‬سيكون من األفضل الحفاظ على االتصاالت المباشرة‬ ‫بين الواليات المتحدة وإيران من أجل إدارة األزمات إذا كان‬ ‫االتفاق النووي ال يزال قائم ًا‪ .‬احتمال المواجهة العسكرية‪،‬‬ ‫حدوث أشياء غير مقصودة والقرارات الخاطئة المترتبة‬ ‫على ذلك في مناطق مثل سوريا والخليج تتطلب استمرار‬ ‫االتصاالت في حاالت الطوارئ وهذا األمر ممكن من خالل‬ ‫اللجنة المشتركة لالتفاق النووي‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال تستطيع كوريا الشمالية أن تدعي أن الواليات المتحدة‬ ‫تلغي االتفاقيات بدون سبب‪ ،‬وستكون هناك احتمالية أكبر‬ ‫ألن التفاوض على إنهاء برنامجها النووي‪ .‬وسيتم تعزيز‬ ‫جهود الحد من االنتشار النووي‪.‬‬ ‫‪ .4‬ستضعف الرغبة والدافع لدى دول عديدة في المنطقة‬

‫لتطوير األسلحة النووية؛ إذا ما بقي برنامج إيران تحت‬ ‫رقابة وقيود شديدة‪.‬‬ ‫‪ .5‬ستزداد عالقات الواليات المتحدة مع الحلفاء األوروبيين‬ ‫الرئيسيين ‪-‬الذين يعارضون انسحاب الواليات المتحدة‬ ‫من االتفاق‪-‬متانة بما يخدم تعزيز مصالح األمن القومي‬ ‫للواليات المتحدة التي تتجاوز الصفقة النووية‪.‬‬ ‫‪ .6‬ستعزز الواليات المتحدة مصداقيتها وستحافظ على‬ ‫نفوذها مع شركائها التفاوضيين لضمان تنفيذ االتفاق‬ ‫بشكل صارم‪ ،‬وستكون قادرة على قيادة الجهود الرامية‬ ‫إلى تعزيز االتفاقية‪ ،‬أو حشد دعم قوي لفرض عقوبات‬ ‫إضافية إذا لزم األمر‪ .‬إذا فشلت الجهود األمريكية مع‬ ‫الحلفاء في التوصل إلى تفاهمات بشأن البقاء في‬ ‫االتفاق‪ ،‬فإن التحالف الغربي سيواجه توتراً إضافي ًا‪.‬‬ ‫‪ .7‬سيتم حرمان إيــران من فرصة إلقاء اللوم على‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬لكن في حال جددت برنامجها النووي‬ ‫رداً على انسحاب الواليات المتحدة‪ .‬سيتم حرمان‬ ‫روسيا والصين من فرصة االدعــاء بأنهم األوصياء‬

‫الحقيقيون على النظام الدولي‪.‬‬ ‫يوفر الحفاظ على االتفاق فرصًا لتقليل التوترات في‬ ‫المنطقة‬ ‫‪ .8‬لن يتآكل التأثير السياسي والدبلوماسي للواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬بل ستتحسن قدرة الواليات المتحدة على تقديم‬ ‫حلول للنزاعات اإلقليمية‪ .‬ال توجد حلول عسكرية للصراعات‬ ‫في الشرق األوســط‪ .‬يجب أال تتنازل الواليات المتحدة‬ ‫لروسيا أو إيران أو غيرها‪ ،‬في فرض حلول سياسية في‬ ‫سوريا واليمن والعراق‪.‬‬ ‫‪ .9‬سيثبت خطأ المتشددين اإليرانيين الذين يدعون أن‬ ‫الواليات المتحدة ال يمكن الوثوق بها أبــداً‪ ،‬وسيضعف‬ ‫تأثيرهم‪.‬‬ ‫‪ .10‬ستجد الصين وروسيا صعوبة أكبر في االقتراب‬ ‫من إيران سياسي ًا واقتصادي ًا وعسكريا‪ ،‬إذا حدث هذا‬ ‫فسيؤدي إلى زيادة عمليات نقل األسلحة التقليدية‬ ‫وبناء تحالف استراتيجي بين روسيا وإيران‪.‬‬ ‫خاص‪ :‬ترجمة مركز الدراسات السياسية والتنموية‬

‫فايننشال تايمز‪ :‬السعودية تبحث عن حلفاء‬ ‫«شيعة» أقوياء بالعراق‬ ‫كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية‬ ‫مساع سعودية إليجاد حلفاء لها من‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫الشيعة يف العراق‪ ،‬مشيرة يف هذا الصدد‬ ‫إلى زيارة عدد من املسؤولين السعوديين‬ ‫ملدينة النجف الشيعية‪ ،‬جنوبي البالد‪،‬‬ ‫لنقل رسائل إلى عدد من الشخصيات‬ ‫الدينية يف املدينة املقدسة لدى‬ ‫الشيعة‪.‬‬ ‫وتابعت الصحيفة تقول‪ :‬إنه «لعقود من الزمن‬ ‫استغلت السعودية وإيـــران االنقسام المذهبي‬ ‫لخدمة صراعاتهما على السلطة والنفوذ‪ ،‬واآلن‬ ‫يعمل المسؤولون السعوديون على نقل الرسائل‬ ‫إلى رجال الدين الشيعة البارزين في النجف‪ ،‬الذين‬ ‫رغم قلقهم من االنجرار إلى صراع بالوكالة يريدون‬ ‫سماع الرياض»‪.‬‬ ‫وذكرت أنه «في العام الماضي زار وزير الخارجية‬ ‫السعودي عــادل الجبير بــغــداد‪ ،‬في أول زيــارة‬ ‫لمسوؤل رفيع من المملكة إلى العراق منذ عام ‪،1990‬‬ ‫وترددت أنباء داخل بغداد عن نية ولي العهد محمد‬ ‫بن سلمان زيــارة البالد قريب ًا‪ ،‬وأن تلك الزيارة‬ ‫إن تمت فستشمل النجف‪ ،‬غير أن وزارة الخارجية‬ ‫السعودية أصدرت السبت (‪ 31‬مارس الماضي) نفي ًا‬ ‫لمثل هذه الزيارة؛ وذلك عقب احتجاجات نظمتها‬ ‫فصائل شيعية تعارض التقارب العراقي السعودي»‪.‬‬ ‫وتنقل الصحيفة عن السياسي العراقي الشيعي علي‬ ‫األديب‪ ،‬قوله‪ :‬إن «الصراع بين السعودية وإيران‬ ‫وصل ذروتــه‪ ،‬وال أرى أيـ ًا من الطرفين مستعداً‬ ‫للحوار‪ ،‬ولكن هذه المنطقة مليئة بالمفاجآت»‪.‬‬

‫وطالما شجعت الدول الغربية وال سيما الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬التقارب السعودي مع العراق‬ ‫بعد قطيعة منذ حرب الخليج عام ‪ 1991‬التي جاءت‬ ‫في أعقاب دخول العراق للكويت‪ ،‬بحسب الصحيفة‪.‬‬ ‫وبينت أن «الجهود األمريكية تكللت العام الماضي‬ ‫بزيارة لزعيمين شيعيين عراقيين بارزين إلى‬ ‫الــريــاض؛ حيث زاره ــا مقتدى الــصــدر‪ ،‬القيادي‬ ‫السياسي ورجل الدين البارز‪ ،‬وأيض ًا زيارة رئيس‬ ‫الوزراء العراقي حيدر العبادي‪ ،‬القيادي في حزب‬ ‫الــدعــوة الشيعي‪ .‬ومــن الــواضــح أن ولــي العهد‬ ‫السعودي محمد بن سلمان يتبنى هذه االستراتيجية‬ ‫كوسيلة لتحدي النفوذ اإليراني اإلقليمي»‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى من ذكرتهم الصحيفة‪ ،‬زار المملكة‬ ‫أيض ًا وزير الداخلية قاسم األعرجي‪ ،‬المعروف بأنه‬ ‫قاتَل إلى جانب صفوف الجيش اإليراني الجيشَ‬ ‫العراقي‪ ،‬إبان حرب الثمانينيات بين البلدين‪ ،‬وبات‬ ‫يُعرف حتى اآلن بأنه «أحد أبرز جنود قائد الحرس‬ ‫الثوري اإليراني قاسم سليماني»‪ ،‬حسبما تشير‬ ‫وسائل اإلعالم العراقية‪.‬‬ ‫وتابعت الصحيفة‪« :‬يقول القيادي في التيار الصدري‬ ‫والبرلماني السابق ضياء األســدي إن السعودية‬ ‫أدركت أنها ال تستطيع االستغناء عن التعايش مع‬ ‫الشيعة أو عن التسامح معهم‪ ،‬اآلن يريد السعوديون‬ ‫إخبار الناس أنهم ليسوا ضد الشيعة‪ ،‬لكن ضد‬ ‫الشيعة المتأثرين بإيران»‪.‬‬ ‫هذا النهج السعودي الجديد‪ ،‬بحسب فايننشال تايمز‪،‬‬ ‫ينسجم مع بعض الشيعة الذين يشعرون بالقلق‬ ‫من الدور اإليراني القوي في البالد‪« ،‬فرجال الدين‬ ‫في النجف طالما كانوا متيقظين للتدخل اإليراني‪،‬‬ ‫وأيض ًا فــإن بعضهم يركبون الموجة من خالل‬ ‫استغالل الهوية العراقية؛ لكون العراق جزءاً من‬

‫دول الخليج العربي وما قد يتبع ذلك من حصول‬ ‫بغداد على دعم دول الخليج»‪.‬‬ ‫وتستطرد الصحيفة البريطانية في استعراض أهمية‬ ‫مدينة النجف‪ ،‬مبينة أنه «بسبب المكانة الرمزية‬ ‫الكبيرة للنجف لدى الشيعة‪ ،‬فقد كانت مستهدفة من‬ ‫السعودية؛ فالمدينة تضم أكبر رجال الدين الشيعة‬ ‫البارزين الذين لديهم نفوذ هائل في العراق والعالم‬ ‫الشيعي‪ ،‬ومن شأن مساعي السعودية أن تنجح‬ ‫في توطيد العالقة مع المرجع الشيعي األعلى علي‬ ‫السيستاني الذي يقيم في النجف»‪.‬‬ ‫الصحيفة نقلت عن مسؤولين محليين أن «مكتب‬ ‫السيستاني ما زال حذراً من التعامل مع المبادرات‬ ‫السعودية‪ ،‬ولكن توجد هناك اتصاالت خلفية»‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬السعودية وفي إطار سعيها للتقارب‬ ‫مع العراق‪ ،‬أرسلت فريقها الوطني لكرة القدم للعب‬ ‫مباراة ضد نظيره العراقي في البصرة جنوبي‬ ‫البالد في فبراير الماضي‪ ،‬وهي أول مباراة للعراق‬ ‫على أرضه منذ ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬وحضرها‬ ‫‪ 60‬ألف متفرج عراقي‪ ،‬تبعها إعالن عن تبرع الملك‬ ‫السعودي سلمان بن عبد العزيز لبناء ملعب كرة قدم‬ ‫في بغداد يتسع لـ‪ 100‬ألف متفرج»‪.‬‬ ‫واستطردت تقول‪« :‬أرسلت السعودية وفوداً من‬ ‫رجال األعمال والصحفيين‪ ،‬في خطوة غير مسبوقة‬ ‫منذ عقود‪ ،‬وهو ما أذكى مشاعر الحنين إلى الحقبة‬ ‫القديمة قبل أن تمزق المنطقة الحروب والخالفات»‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن أدهم فاخر‪ ،‬وهو خبير اقتصادي‬ ‫عراقي‪ ،‬قوله‪ :‬إن «بعض المندوبين السعوديين بكوا‬ ‫عندما شاهدوا العراقيين يرحبون بهم‪ ،‬لقد فوجئت‬ ‫بهم حق ًا‪ ،‬هذان المجتمعان كانت لديهما حماسة كبيرة‬ ‫لاللتقاء»‪.‬‬

‫وأشارت إلى أن مشاعر اللقاء المؤثرة سرعان ما‬ ‫بردت؛ بعد أن بدأت الوفود االقصادية السعودية‬ ‫تصل بغداد وتبدأ إجراءات االستثمار هناك؛ بسبب‬ ‫الفساد والبيروقراطية والمخاوف من النظام‬ ‫المصرفي العراقي واألمن‪.‬‬ ‫وأوضحت أنه «في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي‬ ‫عقد في الكويت (فبراير ‪ ،)2018‬قدمت دول الخليج‬ ‫القليل من المساعدات‪ ،‬جــاءت على شكل قروض‬ ‫وتسهيالت ائتمانية»‪ ،‬مضيفة‪« :‬يقول مصرفي‬ ‫عراقي‪« :‬كنا نظن أن المال سيتدفق في مؤتمر‬ ‫الكويت‪ ،‬ولكننا شعرنا باإلحباط»‪.‬‬ ‫ونقلت أيض ًا عن صالح العبيدي‪ ،‬أحد المقربين‬ ‫من مقتدى الصدر‪ ،‬قوله‪« :‬ال نريد للعراق أن يكون‬ ‫صــنــدوق قمامة للخالف اإلقليمي والخالفات‬ ‫األمريكية اإليرانية»‪.‬‬ ‫وواصلت الصحيفة الحديث عن الدور اإليراني بأن‬ ‫طهران «على ما يبدو تحاول أن تقيّم الفائدة التي‬ ‫يمكن أن تأتي من وجود خليجي في العراق‪ ،‬خاصة‬ ‫أن محاولتها تشكيل تكتل انتخابي شيعي للدخول‬ ‫في انتخابات مايو المقبل‪ ،‬فشلت»‪.‬‬ ‫ونقلت فايننشال تايمز عن دبلوماسي غربي لم‬ ‫تسمه‪ ،‬قوله‪ :‬إن «هــذا األمــر يبين أننا ال يجب أن‬ ‫نصدق من يقول إن إيران تسيطر على كل شيء في‬ ‫العراق»‪.‬‬ ‫وختمت الصحيفة البريطانية بالقول‪ :‬إن «قادة‬ ‫شيعة بارزين قالوا إن نيات الرياض يجب أن تختبر‬ ‫أو ًال في السعودية من خالل تحسين أوضاع الشيعة‬ ‫في بالدها‪ ،‬وأيض ًا إنهاء الحرب في اليمن‪ ،‬ومطالبة‬ ‫رجال الدين في السعودية بإصدار فتوى تعلن أن‬ ‫الشيعة مذهب إسالمي»‪.‬‬ ‫الخليج أون الين‬


‫‪١٤‬‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫التحقيق‬

‫‪w w w w ww . . aa l l rr e s aa l l aa hh . . p p s s‬‬

‫التحقيق‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪15‬‬

‫سماسرة يدفعون نساء للعمل‬ ‫في مستوطنات الضفة والحكومة غائبة‬ ‫غزة‪-‬محمود فودة‬ ‫ال تزال السيدة الفلسطينية‬ ‫نهاد عواد ‪ 47‬عامًا طريحة‬ ‫الفراش منذ ‪ 40‬شهرًا إثر‬ ‫سقوطها عن سلم أثناء قطفها‬ ‫البلح بمستوطنة إسرائيلية‬ ‫يف منطقة األغوار‪ ،‬متجرعة‬ ‫آالم الكسور التي مستها ومرارة‬ ‫عدم تلقيها أي تعويض مالي‬ ‫من (اإلسرائيلي) صاحب املزرعة‪،‬‬ ‫وتجاهل السمسار الفلسطيني‬ ‫الذي كان وسيطًا لعملها الذي‬ ‫اضطرت إليه‪.‬‬ ‫ويف حديثها ملعد التحقيق‪،‬‬ ‫تؤكد السيدة عواد التي تعيل‬ ‫ستة من األبناء أنها اضطرت‬ ‫للعمل يف املستوطنة لعدم‬ ‫توافر فرصة عمل يف أي شركة‬ ‫فلسطينية لعدم نيلها ىلع‬ ‫ً‬ ‫مضيفة أن‬ ‫شهادة علمية‪،‬‬ ‫السمسار الفلسطيني الذي‬ ‫كان وسيطًا يف عملها تجاهل‬ ‫االتصاالت الواردة من أهلها‬ ‫بعد إصابتها‪ ،‬فيما لم تستطع‬ ‫مقاضاة املشغل اإلسرائيلي‬ ‫ىلع تركها دون عالج لعدم‬ ‫امتالكها تصريحا بالعمل يف‬ ‫املستوطنة مما يعني أنها‬ ‫دخلت بشكل غير قانوني‪،‬‬ ‫وعليه ال تستطيع فعل شيء‬ ‫ضد املشغل‪.‬‬ ‫ورغم حالة الرفض الوطني والشعبي والحكومي‬ ‫للعمل في المستوطنات‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‬ ‫للنساء‪ ،‬أرتــأت «الرسالة» الحديث عن معاناة‬ ‫الفلسطينيات العامالت في المستوطنات‪ ،‬بعد‬ ‫أن وقعن ضحية للواقع الفلسطيني المتجاهل‬ ‫الحتياجات عائالتهن‪ ،‬وكذلك ضحية للمشغل‬ ‫اإلسرائيلي الــذي يستغل حاجتهن‪ ،‬وتقصير‬ ‫الجهات الحكومية الفلسطينية فــي متابعة‬ ‫شكواهن‪.‬‬ ‫ووفق ًا التحاد نقابات عمال فلسطين فإن ما ال‬ ‫يقل عن ‪ 5000‬فلسطينية تعمل في مستوطنات‬ ‫الضفة‪ ،‬في مجاالت متنوعة منها الخدمة في‬ ‫منازل المستوطنين‪ ،‬والزراعة في مناطق األغوار‪،‬‬ ‫وبعض الصناعات الغذائية في المدينة الصناعية‬ ‫«بركان» قرب مدينة سلفيت‪ ،‬فيما يفتقدن لجميع‬ ‫أنــواع الحقوق الممنوحة للعمال وفق ًا لقانون‬ ‫العمل (اإلسرائيلي)‪.‬‬ ‫ومـــن أهـــم االنــتــهــاكــات الــتــي تــتــعــرض لها‬ ‫الفلسطينيات العامالت في المستوطنات‪ ،‬ضياع‬ ‫حقوقهن كعامالت لعدم التعامل معهن وفق قانون‬

‫وكيل وزارة العمل‪ :‬نتواصل‬ ‫مع مؤسسات حقوقية‬ ‫إسرائيلية للحصول على‬ ‫حقوق العامالت‬

‫العمل اإلسرائيلي أو الفلسطيني‪ ،‬والتعرض لمضايقات‬ ‫ومحاوالت التحرش الجنسي اللفظي والجسدي بشكل‬ ‫واسع‪ ،‬ومنعهن من حقوقهن المالية واإلدارية وبدل‬ ‫نهاية خدمة‪ ،‬وإصابات العمل‪.‬‬ ‫استغالل العمالة‬ ‫وفي التفاصيل‪ ،‬قال شاهر سعد أمين عام االتحاد العام‬ ‫لنقابات عمال فلسطين‪« :‬إن العمال في المستوطنات‬ ‫بشكل عــام يتعرضون الستغالل واضــح من قبل‬ ‫السماسرة الفلسطينيين والمشغلين اإلسرائيليين‪،‬‬ ‫سواء فيما يتعلق بالمبالغ التي يتقاضونها أو حقوق‬ ‫العمل في حال وقوع إصابات‪ ،‬أو االجازات وحقوق‬ ‫العمال بعد إنهاء العمل»‪.‬‬ ‫وعــن دور االتــحــاد فــي تحصيل حقوق العاملين‬ ‫والعامالت في المستوطنات‪ ،‬أضاف سعد في اتصال‬ ‫هاتفي مع «الرسالة» من رام اهلل‪ ،‬أن االتحاد ال يستطيع‬ ‫المطالبة بحقوقهم نظراً لعملهم في مستوطنات تعتبر‬ ‫مناطق عسكرية يحظر على محامي االتحاد الدخول‬ ‫إليها‪ ،‬ويتطلب ذلك التعاون مع المحامين اإلسرائيليين‪،‬‬ ‫وبذلك يضيع الحق الفلسطيني لعدم وجود طرف‬ ‫نزيه ينصف العامل‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن المشغلين اإلسرائيليين يتجهون إلى‬ ‫خدع للهروب من حقوق العمال الفلسطينيين‪ ،‬من خالل‬ ‫إعالنهم عن إفالس المصنع وبالتي تسقط الحقوق‬ ‫المستحقة للعمال‪ ،‬مشيرا إلى أن ذلك وقع أكثر من مرة‬ ‫في مصانع مستوطنة «بركان» قرب سلفيت‪ ،‬حيث أكبر‬ ‫منطقة صناعية ويعمل فيها ‪ 4000‬فلسطيني من أصل‬ ‫‪ 7500‬عامل في المنطقة‪ ،‬ويعملون في المواد الغذائية‬ ‫والنسيج وغيرها‪.‬‬ ‫وبيّن سعد أن الكنيست اإلسرائيلي أقر التعامل بقانون‬ ‫العمل اإلسرائيلي في المستوطنات لكن المستوطنين‬ ‫يهربون من ذلك بالتعامل وفق ًا لقانون العمل األردني‬ ‫في الضفة على أســاس أنهم الجئون في مناطق‬ ‫عام ‪ ،1967‬مما يوقع العامل الفلسطيني بين المطرقة‬ ‫والسنديان‪.‬‬ ‫وذكر أن العدد اإلجمالي للعاملين في المستوطنات‬ ‫يبلغ ‪ 38 - 36‬ألفا في المستوطنات فقط‪ ،‬ويبلغ عدد‬ ‫النساء العامالت أكثر من ‪ 5000‬عاملة‪ ،‬منهن ‪ 2500‬إلى‬ ‫‪ 3000‬عاملة في مجال الخدمات بالمنازل والمدارس‬ ‫والفنادق‪ ،‬و‪ 2000‬إلى ‪ 2200‬في الزراعة خصوصا مناطق‬ ‫األغوار‪ ،‬مشيرا إلى أن األعداد تزداد في المواسم‪.‬‬ ‫وأوضح أنه تم تقديم شكاوى للجهات المختصة في‬ ‫بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية‪،‬‬ ‫السيما حــول تعرض العامالت لتحرش جنسي‪،‬‬ ‫مؤكدا أن ثقافة الشعب الفلسطيني المحافظة تحول‬ ‫دون إكمال القضايا والحديث بشكل واضح وصريح‬

‫عما يحصل مــن مضايقات وانتهاكات فــي العمل‬ ‫بالمستوطنات‪.‬‬ ‫وأشار أمين عام االتحاد العام لنقابات عمال فلسطين‬ ‫إلــى أن عــدم وجــود حــدود واضحة وضبط أمني‬ ‫للحركة في الضفة يحول دون معرفة العاملين في‬ ‫المستوطنات وطبيعة العمل‪ ،‬ورصد االنتهاكات التي‬ ‫يتعرضون لها خالل العمل‪ ،‬مما يضيع حق العمال‬ ‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫وزارة العمل ترد‬ ‫ولم تكن حالة السيدة فدوى أبو إسماعيل أفضل حا ًال‬ ‫من سابقتها‪ ،‬إذ فقدت فرصة العمل في إحدى شركات‬ ‫مستوطنة «بركان» قرب سلفيت‪ ،‬بعد أن أعلن صاحب‬ ‫الشركة اإلفالس بغية الهروب من دفع المستحقات‬ ‫المالية للعمال الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وقالت األربعينية أبو إسماعيل لـ»الرسالة»‪« :‬إن‬ ‫مصيبتها مضاعفة بأنها فقدت فرصة العمل بإغالق‬ ‫رجل األعمال اإلسرائيلي للمصنع الــذي تعمل به؛‬ ‫بحجة اإلفالس‪ ،‬وأنها لم تتلقَ أي مكافآت نهاية خدمة‬ ‫من المشغل اإلسرائيلي‪ ،‬أو السمسار الفلسطيني الذي‬ ‫أحضرها للعمل في المصنع منذ ثالث سنوات مضت‪،‬‬ ‫مما أجلسها في المنزل في انتظار الحصول على فرصة‬

‫تفتيش العامالت أثناء دخولهن املستوطنات‬

‫احتاد النقابات‪ :‬تعرض‬ ‫العامالتللمضايقات‬ ‫يف املستوطنات ظاهرة‬ ‫واضحة‬

‫عمل جديدة»‪.‬‬ ‫وفي الرد الحكومي على القضية‪ ،‬تواصل معد التحقيق‬ ‫مع وكيل وزارة العمل بحكومة رام اهلل سامر سالمة‬ ‫الذي أكد أن عدد العمال الفلسطينيين في المستوطنات‬ ‫يقدر ما بين ‪ 30‬الفا الى ‪ 35‬ألفا‪ ،‬مبين ًا أن المفترض أن‬

‫عاملةباملستوطنات‪:‬‬ ‫أكثر من مرة تعرضت‬ ‫للتحرش من مديري‬ ‫بالفندق‬ ‫تكون حقوق العمال الفلسطينيين في المستوطنات‬ ‫وفق ًا لما صدر من قرار لمحكمة العدل العليا بتاريخ‬ ‫‪ 2007/10/10‬القاضي بتطبيق القانون االسرائيلي على‬ ‫العمال الفلسطينيين أسوة بالعمال الفلسطينيين داخل‬ ‫الخط األخضر‪ ،‬حيث كان يطبق قبل ذلك قانون العمل‬

‫مرصد حقوقي‪ :‬انتهاكات‬ ‫كبرية تتعرض هلا‬ ‫العامالت من املشغلني‬ ‫والسماسرة‬

‫األردني الساري المفعول منذ ‪.1967/6/7‬‬ ‫وفي الرد على أسئلة «الرسالة» التي أرسلت بواسطة‬ ‫البريد االلكتروني‪ ،‬لم يخفِ وكيل الــوزارة تعرض‬ ‫العامالت الفلسطينيات الى انتهاكات أهمها عدم دفع‬ ‫الحد األدنى لألجور لهن وهذا يتركز في منطقة األغوار‬ ‫وأريحا‪.‬‬ ‫وعــن دور الـــوزارة في متابعة حقوق العامالت‪،‬‬ ‫قــال إن وزارة العمل تقوم بعمليات التشبيك مع‬ ‫المؤسسات الحقوقية اإلسرائيلية مثل جمعية عنوان‬ ‫العامل وغيرها من أجل تحصيل حقوق العامالت‬ ‫الفلسطينيات في سوق العمل اإلسرائيلي‪ ،‬إال أنه في‬ ‫الوقت نفسه قلل من أهمية القضية بالنظر إلى أن‬ ‫عددهن قليل‪ ،‬رغم تأكيد اتحاد نقابات عمال فلسطين‬ ‫أن العدد ال يقل عن ‪ 5000‬عاملة‪ ،‬فيما يبدو أن الوزارة ال‬ ‫تعلم بالرقم المذكور‪.‬‬ ‫وأضاف أن القروض التي تمنحها الوزارة للمواطنين‬ ‫المحتاجين لفتح مصدر دخل تمثل نسبة فائدة تساوي‬ ‫صفرا وفترة سداد تصل لثالث سنوات وفترة إعفاء ‪6‬‬ ‫شهور من تاريخ بدء عمل المشروع‪.‬‬

‫مبلغ مالي‪ ،‬وهذا يتطلب بحثا أوسع عن العمل في‬ ‫القرى المحتاجة‪ ،‬واآلخر يعتمد على الوصول التفاق‬ ‫مــع المشغل اإلسرائيلي يقضي بالحصول على‬ ‫مكافئات مالية ذات قيمة مقابل العمل الذي سيقدمه‬ ‫الفلسطينيون‪.‬‬ ‫وعن االتجاه لالعتماد على الفلسطينيات للعمل في‬ ‫المستوطنات‪ ،‬أوضح السمسار أن للعاملة الفلسطينية‬ ‫عدة ميزات تدفع السمسار للبحث عنهن بدال من الرجال‪،‬‬ ‫أولها الرغبة في العمل لتحصيل المال مهما كان‬ ‫نوعه وتوقيته‪ ،‬فال يرفضن أي نوع عمل زراعي أو‬ ‫خدماتي على عكس الرجال الذين يرفضون العمل لدى‬ ‫المستوطنين في بعض أشكال األعمال التي يرونها‬ ‫انتقاصا لكرامتهم‪ ،‬وكذلك عدم معرفتهن بحقوق العمال‬

‫السمسار يتهرب‬ ‫استغل معد التحقيق‪ ،‬منشورا عثر عليه أثناء البحث‬ ‫في مجموعات موقع التواصل االجتماعي‬ ‫«فــيــســبــوك» المعنية بــأخــبــار الــطــرق‬ ‫والمستوطنات‪ ،‬لسمسار يبحث عن فتيات‬ ‫للعمل فــي مجال التنظيف فــي مــدارس‬ ‫إحدى المستوطنات‪ ،‬ليتواصل معه ويطرح‬ ‫االتهامات التي توجهها العامالت والجهات‬ ‫المعنية بالقضية للسماسرة بأكل حقوق‬ ‫العمال‪ ،‬وتركهم فريسة للمشغل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫مقابل زيادة الربح لصالح السمسار‪.‬‬ ‫في البداية رفض السمسار «أ‪.‬م» من سكان‬ ‫مدينة القدس المحتلة الحديث‪ ،‬إلى أن تم‬ ‫إقناعه بذلك مقابل عــدم نشر اسمه أو‬ ‫معلومات قد توصل إليه‪ ،‬كاشفا في حديثه‬ ‫لـ«الرسالة» أن عدد السماسرة المعتمدين‬ ‫لدى المستوطنين يتجاوز الـ ‪ 200‬سمسار‬ ‫موزعين على مدن الضفة والقدس‪ ،‬ومع‬ ‫كثرة عــددهــم فــي اآلونـــة األخــيــرة‪ ،‬قلّت‬ ‫نسبة األرب ــاح التي يحصلون عليها من‬ ‫وراء تشغيل العمال الفلسطينيين‪ ،‬إذ باتوا‬ ‫يتعرضون لالبتزاز من المشغل اإلسرائيلي‬ ‫أن بإمكانه التواصل مع سمسار آخر‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن ازدياد ربح السمسار يعتمد‬ ‫على أمرين هما أن يكون العامل محتاجا‬ ‫للعمل بشكل مُلح‪ ،‬ومضطر للعمل بأي‬

‫مسسار‪ :‬حنن ال‬ ‫نتحمل مسؤولية ما‬ ‫تتعرض له العامالت‬ ‫من املستوطنني‬ ‫والقوانين‪ ،‬إضافة إلى قبولهن بأي مبلغ يقدم لهن‬ ‫وليس كالرجال يشترطون مبالغ أعلى قبل بدء العمل‪.‬‬ ‫ولم يخفِ السمسار أنه يتحرج من تشغيل عامالت من‬ ‫أبناء منطقته‪ ،‬بل يتجه لمناطق أخرى بعيدة عن منطقة‬ ‫سكناه‪ ،‬حتى ال يتعرض ألي مشاكل من العائالت في‬ ‫حال وقوع أي حــوادث إصابات أو تحرش جنسي‬ ‫بحق العامالت من قبل المستوطنين‪ ،‬مؤكدا في الوقت‬ ‫نفسه أن السمسار ال عالقة له بتعرض العامالت‬ ‫للتحرش وال يتدخل للدفاع عن العاملة‪ ،‬بل يبقى األمر‬ ‫وردة الفعل بين العاملة والمشغل اإلسرائيلي؛ حرص ًا‬ ‫على مصلحته المالية‪.‬‬ ‫تقصري حكومي‬ ‫وفي المتابعة الميدانية لواقع عمل الفلسطينيات في‬ ‫مستوطنات الضفة‪ ،‬تواصل معد التحقيق مع مرصد‬ ‫السياسات االجتماعية واالقتصادية في القدس‪،‬‬

‫ليتحدث مع الباحث إياد الرياحي الذي أكد بدوره‬ ‫التقصير الحكومي الواضح في معالجة مشكلة العمالة‬ ‫الفلسطينية في المستوطنات‪ ،‬خصوصا النساء؛‬ ‫لما يتعرضن له من انتهاكات جسيمة ومتنوعة منذ‬ ‫سنوات طويلة‪.‬‬ ‫وأوضح الرياحي في اتصال هاتفي مع «الرسالة»‬ ‫أن المشغلين اإلسرائيليين يميلون لتشغيل النساء‬ ‫بدال من الرجال لسهولة السيطرة عليهن‪ ،‬والقدرة على‬ ‫إجبارهن على التكيف مع أي نوع عمل يطلب منهن‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن المرصد سجل انتهاكات جنسية متكررة‬ ‫بحق النساء الفلسطينيات العامالت في المستوطنات‪.‬‬ ‫وفي الوضع القانوني للعامالت الفلسطينيات‪ ،‬قال‬ ‫الرياحي إن المشغل اإلسرائيلي يتجه دائما للتعاقد‬ ‫مع السمسار الفلسطيني بصيغة بينهما‪ ،‬تضيع حق‬ ‫العامل الفلسطيني‪ ،‬حيث ال يتحمل المشغل أي تبعات‬ ‫قانونية أو حقوق لصالح العمال‪ ،‬وينهي ذلك كله‬ ‫باتفاق سري بينه وبين السمسار الفلسطيني‪ ،‬يعود‬ ‫بالنفع على األخير‪ ،‬بينما يكون على حساب العمال‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الحد األدنى لألجور في (إسرائيل) يبلغ‬ ‫‪ 5300‬شيكل تقريب ًا‪ ،‬فيما مجموع ما تتلقاه العاملة في‬ ‫المستوطنات على مدار الشهر يقارب ‪ 1600‬شيكل‪ ،‬فيما‬ ‫يأخذ السمسار الفلسطيني نفس المبلغ مقابل وساطته‬ ‫للعمل بين العامل والمشغل اإلسرائيلي‪ ،‬فيما يتهرب‬ ‫المشغل من قانون العمل اإلسرائيلي بالصيغة التي‬ ‫توصل إليها مع السمسار الفلسطيني‪ ،‬دون أن يظهر‬ ‫العمال في أي مواجهة قانونية أو إدارية‪ ،‬مؤكدا عدم‬ ‫وجود أي قضايا امام المحاكم اإلسرائيلية لعدم توافر‬ ‫أوراق تثبت حق العمال‪.‬‬ ‫ووفقا لما حصلت عليه «الرسالة» من إفادات لعمال‬ ‫فلسطينيين في المستوطنات‪ ،‬فإن السمسار يحصل‬ ‫على ما ال يقل عن ‪ 2000‬شيكل شهريا عن كل عامل أو‬ ‫عاملة مقابل تشغيله لدى صاحب العمل (اإلسرائيلي)‪،‬‬ ‫مما يشير إلى أن السمسار يتلقى مبالغ مجزية‪ ،‬مما‬ ‫يدفعه للتغاضي عن أي انتهاكات يتعرض لها العامل‬ ‫الفلسطيني من قبل المشغل (اإلسرائيلي)‪.‬‬ ‫وأوضــح أن تقصير الحكومة في االهتمام بقضايا‬ ‫العمال يعود إلى تجريمها العمل في المستوطنات‬ ‫بالضفة‪ ،‬واعتباره نشاطا تجاريا غير شرعي‪ ،‬فال‬ ‫تترافع عنهم في المحاكم‪ ،‬أو تطالب بحقوقهم بصفتها‬ ‫حكومتهم‪ ،‬في المقابل فإنها ال توفر أي فرص عمل‬

‫للمواطنين المحتاجين للعمل في مدن الضفة‪ ،‬في‬ ‫ظل ازدياد نسب البطالة‪ ،‬وكذلك فإن الحكومة‬ ‫وعدت بتوفير ‪ 40 - 30‬ألف فرصة عمل للعاملين‬ ‫في المستوطنات إال أن ذلك بقي حبرا على ورق‬ ‫دون تنفيذ‪.‬‬ ‫ووفقا إلحصائية حديثة أعدها المركز اإلحصائي‬ ‫الفلسطيني فإن معدل البطالة وصل إلى ‪%26.3‬‬ ‫في قطاع غزة والضفة المحتلة‪ ،‬وهي تتركز في‬ ‫فئة الشباب الخريجين‪ ،‬حيث نصفهم عاطلون‬ ‫عن العمل‪ ،‬مما يستدعي تحركا استراتيجيا من‬ ‫الحكومة إلنهاء أزمة البطالة دون اللجوء للعمل‬ ‫في المستوطنات‪.‬‬ ‫وأكد الباحث الرياحي أن مؤسسات تمكين المرأة‬ ‫ذاتها ال تجد أثــرا لبرامج التمكين االقتصادي‬ ‫للمرأة على أرض الواقع‪ ،‬مضيفا أنها ال توفر‬ ‫فرص عمل إال لعدد محدود للغاية‪ ،‬مما يزيد أعداد‬ ‫الفلسطينيات المضطرات للعمل في المستوطنات‬ ‫في ظل تردي األوضاع المعيشية‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫معيل لألسرة‪.‬‬ ‫وكشف أن صندوق التشغيل الفلسطيني لم يشغل‬ ‫أي شخص من العاملين في المستوطنات بعد‬ ‫تجريم العمل فيها‪ ،‬وكذلك ال توجد خطة مكافحة‬ ‫العمالة في المستوطنات‪ ،‬مشيرا إلى أن الحكومة‬ ‫أنشأت صندوق الكرامة الفلسطيني إليجاد فرص‬ ‫عمل للمواطنين الذين يعملون في المستوطنات‬ ‫في حال تركهم لها التزام ًا بقرار تجريم العمل في‬ ‫المستوطنات‪ ،‬إال أن قيمة المساهمة في الصندوق‬ ‫لم تتجاوز ‪ 40‬ألف دوالر وكانت من شركتين‬ ‫خاصتين‪ ،‬وبالتالي لم تقدم أي فرصة عمل ألي‬ ‫مواطن لجأ للعمل في المستوطنات‪.‬‬ ‫وفــي ختام تحقيقها‪ ،‬تــرى «الرسالة» انــه من‬ ‫الضروري بذل كل الجهود الممكنة للحيلولة دون‬ ‫اضطرار الفلسطينيات للعمل في المستوطنات‪،‬‬ ‫والحرص على إشراكهن في الوظائف الحكومية‬ ‫أو القطاع الخاص الفلسطيني‪ ،‬وذلك يحتاج إلى‬ ‫اهتمام حكومي عالي المستوى بالقضية لما لها‬ ‫من تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وآثار‬ ‫سلبية على الفلسطينية العاملة‪ ،‬وعلى عائلتها‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬السيما في ظل الرفض‬ ‫الوطني والشعبي لهذه الظاهرة‪.‬‬


‫‪w w w w ww . . aa l l rr e‬‬

‫التحقيق‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪15‬‬

‫عمل‬ ‫مة غائبة‬ ‫مرصد حقوقي‪ :‬انتهاكات‬ ‫كبرية تتعرض هلا‬ ‫العامالت من املشغلني‬ ‫والسماسرة‬

‫األردني الساري المفعول منذ ‪.1967/6/7‬‬ ‫وفي الرد على أسئلة «الرسالة» التي أرسلت بواسطة‬ ‫البريد االلكتروني‪ ،‬لم يخفِ وكيل الــوزارة تعرض‬ ‫العامالت الفلسطينيات الى انتهاكات أهمها عدم دفع‬ ‫الحد األدنى لألجور لهن وهذا يتركز في منطقة األغوار‬ ‫وأريحا‪.‬‬ ‫وعــن دور الـــوزارة في متابعة حقوق العامالت‪،‬‬ ‫قــال إن وزارة العمل تقوم بعمليات التشبيك مع‬ ‫المؤسسات الحقوقية اإلسرائيلية مثل جمعية عنوان‬ ‫العامل وغيرها من أجل تحصيل حقوق العامالت‬ ‫الفلسطينيات في سوق العمل اإلسرائيلي‪ ،‬إال أنه في‬ ‫الوقت نفسه قلل من أهمية القضية بالنظر إلى أن‬ ‫عددهن قليل‪ ،‬رغم تأكيد اتحاد نقابات عمال فلسطين‬ ‫أن العدد ال يقل عن ‪ 5000‬عاملة‪ ،‬فيما يبدو أن الوزارة ال‬ ‫تعلم بالرقم المذكور‪.‬‬ ‫وأضاف أن القروض التي تمنحها الوزارة للمواطنين‬ ‫المحتاجين لفتح مصدر دخل تمثل نسبة فائدة تساوي‬ ‫صفرا وفترة سداد تصل لثالث سنوات وفترة إعفاء ‪6‬‬ ‫شهور من تاريخ بدء عمل المشروع‪.‬‬

‫مبلغ مالي‪ ،‬وهذا يتطلب بحثا أوسع عن العمل في‬ ‫القرى المحتاجة‪ ،‬واآلخر يعتمد على الوصول التفاق‬ ‫مــع المشغل اإلسرائيلي يقضي بالحصول على‬ ‫مكافئات مالية ذات قيمة مقابل العمل الذي سيقدمه‬ ‫الفلسطينيون‪.‬‬ ‫وعن االتجاه لالعتماد على الفلسطينيات للعمل في‬ ‫المستوطنات‪ ،‬أوضح السمسار أن للعاملة الفلسطينية‬ ‫عدة ميزات تدفع السمسار للبحث عنهن بدال من الرجال‪،‬‬ ‫أولها الرغبة في العمل لتحصيل المال مهما كان‬ ‫نوعه وتوقيته‪ ،‬فال يرفضن أي نوع عمل زراعي أو‬ ‫خدماتي على عكس الرجال الذين يرفضون العمل لدى‬ ‫المستوطنين في بعض أشكال األعمال التي يرونها‬ ‫انتقاصا لكرامتهم‪ ،‬وكذلك عدم معرفتهن بحقوق العمال‬

‫السمسار يتهرب‬ ‫استغل معد التحقيق‪ ،‬منشورا عثر عليه أثناء البحث‬ ‫في مجموعات موقع التواصل االجتماعي‬ ‫«فــيــســبــوك» المعنية بــأخــبــار الــطــرق‬ ‫والمستوطنات‪ ،‬لسمسار يبحث عن فتيات‬ ‫للعمل فــي مجال التنظيف فــي مــدارس‬ ‫إحدى المستوطنات‪ ،‬ليتواصل معه ويطرح‬ ‫االتهامات التي توجهها العامالت والجهات‬ ‫المعنية بالقضية للسماسرة بأكل حقوق‬ ‫العمال‪ ،‬وتركهم فريسة للمشغل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫مقابل زيادة الربح لصالح السمسار‪.‬‬ ‫في البداية رفض السمسار «أ‪.‬م» من سكان‬ ‫مدينة القدس المحتلة الحديث‪ ،‬إلى أن تم‬ ‫إقناعه بذلك مقابل عــدم نشر اسمه أو‬ ‫معلومات قد توصل إليه‪ ،‬كاشفا في حديثه‬ ‫لـ«الرسالة» أن عدد السماسرة المعتمدين‬ ‫لدى المستوطنين يتجاوز الـ ‪ 200‬سمسار‬ ‫موزعين على مدن الضفة والقدس‪ ،‬ومع‬ ‫كثرة عــددهــم فــي اآلونـــة األخــيــرة‪ ،‬قلّت‬ ‫نسبة األرب ــاح التي يحصلون عليها من‬ ‫وراء تشغيل العمال الفلسطينيين‪ ،‬إذ باتوا‬ ‫يتعرضون لالبتزاز من المشغل اإلسرائيلي‬ ‫أن بإمكانه التواصل مع سمسار آخر‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن ازدياد ربح السمسار يعتمد‬ ‫على أمرين هما أن يكون العامل محتاجا‬ ‫للعمل بشكل مُلح‪ ،‬ومضطر للعمل بأي‬

‫مسسار‪ :‬حنن ال‬ ‫نتحمل مسؤولية ما‬ ‫تتعرض له العامالت‬ ‫من املستوطنني‬ ‫والقوانين‪ ،‬إضافة إلى قبولهن بأي مبلغ يقدم لهن‬ ‫وليس كالرجال يشترطون مبالغ أعلى قبل بدء العمل‪.‬‬ ‫ولم يخفِ السمسار أنه يتحرج من تشغيل عامالت من‬ ‫أبناء منطقته‪ ،‬بل يتجه لمناطق أخرى بعيدة عن منطقة‬ ‫سكناه‪ ،‬حتى ال يتعرض ألي مشاكل من العائالت في‬ ‫حال وقوع أي حــوادث إصابات أو تحرش جنسي‬ ‫بحق العامالت من قبل المستوطنين‪ ،‬مؤكدا في الوقت‬ ‫نفسه أن السمسار ال عالقة له بتعرض العامالت‬ ‫للتحرش وال يتدخل للدفاع عن العاملة‪ ،‬بل يبقى األمر‬ ‫وردة الفعل بين العاملة والمشغل اإلسرائيلي؛ حرص ًا‬ ‫على مصلحته المالية‪.‬‬ ‫تقصري حكومي‬ ‫وفي المتابعة الميدانية لواقع عمل الفلسطينيات في‬ ‫مستوطنات الضفة‪ ،‬تواصل معد التحقيق مع مرصد‬ ‫السياسات االجتماعية واالقتصادية في القدس‪،‬‬

‫ليتحدث مع الباحث إياد الرياحي الذي أكد بدوره‬ ‫التقصير الحكومي الواضح في معالجة مشكلة العمالة‬ ‫الفلسطينية في المستوطنات‪ ،‬خصوصا النساء؛‬ ‫لما يتعرضن له من انتهاكات جسيمة ومتنوعة منذ‬ ‫سنوات طويلة‪.‬‬ ‫وأوضح الرياحي في اتصال هاتفي مع «الرسالة»‬ ‫أن المشغلين اإلسرائيليين يميلون لتشغيل النساء‬ ‫بدال من الرجال لسهولة السيطرة عليهن‪ ،‬والقدرة على‬ ‫إجبارهن على التكيف مع أي نوع عمل يطلب منهن‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن المرصد سجل انتهاكات جنسية متكررة‬ ‫بحق النساء الفلسطينيات العامالت في المستوطنات‪.‬‬ ‫وفي الوضع القانوني للعامالت الفلسطينيات‪ ،‬قال‬ ‫الرياحي إن المشغل اإلسرائيلي يتجه دائما للتعاقد‬ ‫مع السمسار الفلسطيني بصيغة بينهما‪ ،‬تضيع حق‬ ‫العامل الفلسطيني‪ ،‬حيث ال يتحمل المشغل أي تبعات‬ ‫قانونية أو حقوق لصالح العمال‪ ،‬وينهي ذلك كله‬ ‫باتفاق سري بينه وبين السمسار الفلسطيني‪ ،‬يعود‬ ‫بالنفع على األخير‪ ،‬بينما يكون على حساب العمال‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الحد األدنى لألجور في (إسرائيل) يبلغ‬ ‫‪ 5300‬شيكل تقريب ًا‪ ،‬فيما مجموع ما تتلقاه العاملة في‬ ‫المستوطنات على مدار الشهر يقارب ‪ 1600‬شيكل‪ ،‬فيما‬ ‫يأخذ السمسار الفلسطيني نفس المبلغ مقابل وساطته‬ ‫للعمل بين العامل والمشغل اإلسرائيلي‪ ،‬فيما يتهرب‬ ‫المشغل من قانون العمل اإلسرائيلي بالصيغة التي‬ ‫توصل إليها مع السمسار الفلسطيني‪ ،‬دون أن يظهر‬ ‫العمال في أي مواجهة قانونية أو إدارية‪ ،‬مؤكدا عدم‬ ‫وجود أي قضايا امام المحاكم اإلسرائيلية لعدم توافر‬ ‫أوراق تثبت حق العمال‪.‬‬ ‫ووفقا لما حصلت عليه «الرسالة» من إفادات لعمال‬ ‫فلسطينيين في المستوطنات‪ ،‬فإن السمسار يحصل‬ ‫على ما ال يقل عن ‪ 2000‬شيكل شهريا عن كل عامل أو‬ ‫عاملة مقابل تشغيله لدى صاحب العمل (اإلسرائيلي)‪،‬‬ ‫مما يشير إلى أن السمسار يتلقى مبالغ مجزية‪ ،‬مما‬ ‫يدفعه للتغاضي عن أي انتهاكات يتعرض لها العامل‬ ‫الفلسطيني من قبل المشغل (اإلسرائيلي)‪.‬‬ ‫وأوضــح أن تقصير الحكومة في االهتمام بقضايا‬ ‫العمال يعود إلى تجريمها العمل في المستوطنات‬ ‫بالضفة‪ ،‬واعتباره نشاطا تجاريا غير شرعي‪ ،‬فال‬ ‫تترافع عنهم في المحاكم‪ ،‬أو تطالب بحقوقهم بصفتها‬ ‫حكومتهم‪ ،‬في المقابل فإنها ال توفر أي فرص عمل‬

‫للمواطنين المحتاجين للعمل في مدن الضفة‪ ،‬في‬ ‫ظل ازدياد نسب البطالة‪ ،‬وكذلك فإن الحكومة‬ ‫وعدت بتوفير ‪ 40 - 30‬ألف فرصة عمل للعاملين‬ ‫في المستوطنات إال أن ذلك بقي حبرا على ورق‬ ‫دون تنفيذ‪.‬‬ ‫ووفقا إلحصائية حديثة أعدها المركز اإلحصائي‬ ‫الفلسطيني فإن معدل البطالة وصل إلى ‪%26.3‬‬ ‫في قطاع غزة والضفة المحتلة‪ ،‬وهي تتركز في‬ ‫فئة الشباب الخريجين‪ ،‬حيث نصفهم عاطلون‬ ‫عن العمل‪ ،‬مما يستدعي تحركا استراتيجيا من‬ ‫الحكومة إلنهاء أزمة البطالة دون اللجوء للعمل‬ ‫في المستوطنات‪.‬‬ ‫وأكد الباحث الرياحي أن مؤسسات تمكين المرأة‬ ‫ذاتها ال تجد أثــرا لبرامج التمكين االقتصادي‬ ‫للمرأة على أرض الواقع‪ ،‬مضيفا أنها ال توفر‬ ‫فرص عمل إال لعدد محدود للغاية‪ ،‬مما يزيد أعداد‬ ‫الفلسطينيات المضطرات للعمل في المستوطنات‬ ‫في ظل تردي األوضاع المعيشية‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫معيل لألسرة‪.‬‬ ‫وكشف أن صندوق التشغيل الفلسطيني لم يشغل‬ ‫أي شخص من العاملين في المستوطنات بعد‬ ‫تجريم العمل فيها‪ ،‬وكذلك ال توجد خطة مكافحة‬ ‫العمالة في المستوطنات‪ ،‬مشيرا إلى أن الحكومة‬ ‫أنشأت صندوق الكرامة الفلسطيني إليجاد فرص‬ ‫عمل للمواطنين الذين يعملون في المستوطنات‬ ‫في حال تركهم لها التزام ًا بقرار تجريم العمل في‬ ‫المستوطنات‪ ،‬إال أن قيمة المساهمة في الصندوق‬ ‫لم تتجاوز ‪ 40‬ألف دوالر وكانت من شركتين‬ ‫خاصتين‪ ،‬وبالتالي لم تقدم أي فرصة عمل ألي‬ ‫مواطن لجأ للعمل في المستوطنات‪.‬‬ ‫وفــي ختام تحقيقها‪ ،‬تــرى «الرسالة» انــه من‬ ‫الضروري بذل كل الجهود الممكنة للحيلولة دون‬ ‫اضطرار الفلسطينيات للعمل في المستوطنات‪،‬‬ ‫والحرص على إشراكهن في الوظائف الحكومية‬ ‫أو القطاع الخاص الفلسطيني‪ ،‬وذلك يحتاج إلى‬ ‫اهتمام حكومي عالي المستوى بالقضية لما لها‬ ‫من تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وآثار‬ ‫سلبية على الفلسطينية العاملة‪ ،‬وعلى عائلتها‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬السيما في ظل الرفض‬ ‫الوطني والشعبي لهذه الظاهرة‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫اقتصادية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫ف�لا ش� ا �ق�صت‬ ‫اد ي�‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬ ‫الدين الرديء مبلغ مستحق للدائن الذي من غير املرجح أن‬ ‫مستعدا التخاذ إجراء لجمعه‬ ‫ُيدفع له‪ ،‬أو الذي ال يكون الدائن‬ ‫ً‬

‫ألسباب مختلفة‪ ،‬ىلع سبيل املثال بسبب شركة تصفي‬ ‫الديون أو تتعرض لإلفالس‪.‬‬

‫بسبب تصعيد االحتالل‬

‫الزراعة‪ :‬خسائر كبرية للمزارعني على الحدود‬

‫الشوا‪ :‬انخفاض أسعار غاز الطهي يف أبريل‬ ‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫قال المدير العام لإلرشاد والتنمية في وزارة الزراعة‬ ‫بغزة نزار الوحيدي‪ ،‬إن هناك دمارًا كبيرًا في األراضي‬ ‫الزراعية المتاخمة للمناطق الحدودية خاصة الشرقية‪،‬‬ ‫بسبب التصعيد الهمجي من االحتالل على المسيرة‬ ‫السلمية المتاخمة للخط الزائل شرق القطاع‪.‬‬ ‫وأوضح الوحيدي أن المحاصيل تعرضت للتلف جراء‬ ‫إطالق قوات االحتالل األعيرة النارية وقنابل الغاز‬ ‫السامة تجاه المواطنين‪ ،‬إضافة إلى تعرض شبكات‬ ‫الري للتدمير‪.‬‬ ‫وطالب الحكومة والمؤسسات الزراعية المهتمة بحصر‬ ‫أضرار المزارعين والعمل على تعويضهم بسرعة‪ ،‬من‬ ‫أجل مساعدتهم على الصمود أمام غطرسة االحتالل‪.‬‬

‫وأشار إلى أن المساحة الزراعية في المناطق الحدودية‬ ‫تقدر بــ ‪ 22500‬دونم‪ ،‬وتعد من المناطق الخصبة وسلة‬ ‫غذائية خضراء‪.‬‬ ‫وبين الوحيدي أن األراضــي الحدودية مزروعة في‬ ‫الوقت الراهن بمحاصيل عدة أهمها‪ ،‬البطيخ‪ ،‬الشمام‪،‬‬ ‫الشعير‪ ،‬القمح‪ ،‬الكوسا‪ ،‬الذرة‪ ،‬والبقدونس‪.‬‬ ‫ويمنع االحتالل المزارعين من زراعة محاصيل تزيد‬ ‫ارتفاعها عن المتر‪ ،‬بحجة تشكيلها خطرًا أمنيًا على‬ ‫تواجد عناصره في مناطق التماس‪.‬‬ ‫ودائمًا ما تتعرض األراضــي الزراعية في المناطق‬ ‫الحدودية لخسائر في ظل االجتياحات (اإلسرائيلية)‬ ‫المتكررة والحروب‪ ،‬كما أن المزروعات تتعرض للتلف‬ ‫والحرق جراء رش طائرات االحتالل مبيدات سامة‬ ‫للمناطق الحدودية‪.‬‬

‫الحرب التجارية تهبط بالدوالر والذهب‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫هبط الدوالر نتيجة المخاوف من التوترات التجارية بين‬ ‫الواليات المتحدة والصين‪ ،‬رغم استقرار أسواق العملة‬ ‫إلى حد بعيد وتجاهلها التأثير المحتمل للنزاع على النمو‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫وتراجع ال ــدوالر مقابل الين‪ ،‬الــذي يستفيد عــادة من‬ ‫أوقات الضبابية االقتصادية‪ ،‬لليوم الثالث على التوالي‪،‬‬ ‫وانخفض مؤشر الدوالر‪ ،‬الذي يقيس أداء العملة األميركية‬ ‫مقابل سلة من العمالت‪ ،‬بنسبة ‪ ،%0.2‬بينما ارتفع اليورو‬ ‫بنسبة ‪.%0.2‬‬ ‫أمــا العمالت عالية العائد مثل الــــدوالرات الكندية‬

‫والنيوزيلندية واألسترالية‪ ،‬فارتفعت مقابل الدوالر‪ ،‬بما‬ ‫يشير إلى أن السوق ليست قلقة كثيرًا في الوقت الحالي‬ ‫من أن يقوض النزاع التجاري النمو االقتصادي العالمي‪.‬‬ ‫كذلك انخفضت أسعار الذهب بعدما ارتفعت بأكثر من‬ ‫‪ %1‬مؤخرًا‪ ،‬فيما تظل خسائر األسهم العالمية نتيجة‬ ‫للمخاوف من نشوب حرب تجارية بين الصين والواليات‬ ‫المتحدة تدعم المعدن األصفر‪ ،‬الذي يعد مال ًذا آمنًا‪.‬‬ ‫وتراجع الذهب في المعامالت الفورية بنسبة ‪ %0.1‬إلى‬ ‫‪ 1339.60‬دوالرًا لألوقية (األونصة)‪ .‬وتراجع الذهب في‬ ‫العقود األميركية اآلجلة بنسبة ‪ %0.3‬إلى ‪ 1343.60‬دوالرًا‬ ‫لألوقية‪.‬‬

‫أعلن رئيس جمعية موزعي البترول في قطاع غزة‬ ‫محمود الشوا انخفاض أسعار غاز الطهي للمستهلك‪،‬‬ ‫ابتداء من شهر أبريل الجاري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال الشوا إن الهيئة العامة للبترول حددت ثمن‬ ‫شيكل‪،‬‬ ‫أسطوانة الغاز التي وزنها ‪ 12‬كغم بـــ‪57‬‬ ‫ً‬ ‫وأسطوانة الغاز زنة ‪ 8‬كغم بـ‪ 38‬شيكال‪ ،‬وأسطوانة‬ ‫الغاز زنة ‪ 5‬كغم بـ‪ 24‬شيكال‪ ،‬واألسطوانة ذات الوزن‬

‫‪ 48‬كغم بـ‪ 228‬شيكال‪.‬‬ ‫ويبلغ احتياج سكان القطاع من غاز الطهي نحو‬ ‫‪ 400‬طن يوميًا‪ ،‬وتزداد تلك الكمية في فصل الشتاء‬ ‫الستخدام الغاز في أغراض الطهي وتدفئة مزارع‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫ولم يطرأ تغير على أسعار بيع السوالر والبنزين‬ ‫للمستهلك‪ ،‬وقال الشوا‪« :‬إن لتر السوالر يباع بسعر‬ ‫شيكل»‪.‬‬ ‫شيكل‪ ،‬والبنزين بسعر ‪5.6‬‬ ‫‪4.72‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫«التجارة العاملية» تحذر‪ :‬العالم سيدفع ثمن الحرب التجارية‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫حذر رئيس منظمة التجارة العالمية‬ ‫من األض ــرار االقتصادية التي قد‬ ‫تنشأ مــن حــرب تجارية عالمية‪،‬‬ ‫مناشدًا الــدول بالتراجع‪ ،‬وتجنب‬ ‫تصعيد التوتر‪ ،‬بالتزامن مع ارتفاع‬ ‫حدة الصراع التجاري بين الواليات‬ ‫المتحدة والصين‪.‬‬ ‫وكانت الصين قررت‪ ،‬األحد الماضي‪،‬‬ ‫تطبيق رسوم جمركية على واردات‬ ‫‪ 128‬منتجًا أمريكيًا‪ ،‬كخطوة انتقامية‬ ‫ضد الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وقال روبرتو أزيفيدو‪ ،‬وف ًقا لوكالة «بلومبيرغ» لألنباء‪،‬‬ ‫إن الوضع اآلن يمر بلحظة «حاسمة وحساسة» فيما‬ ‫يخص العالقات التجارية بين بعض االقتصاديات‬ ‫الكبيرة في العالم‪.‬‬ ‫وأضــاف أن تصعيد تلك االحتكاكات سيكون له‬ ‫عواقب سلبية للغاية على النمو االقتصادي العالمي‪،‬‬ ‫وخلق الوظائف‪ ،‬مشيرًا إلى أنه يجب القلق بشأن‬

‫الدوافع وراء التوترات والعواقب النظامية المحتملة‪،‬‬ ‫مشددًا على ضرورة تجنب تصعيد تلك األزمة الراهنة‪.‬‬ ‫وفي الشهر الماضي‪ ،‬قررت الواليات المتحدة تطبيق‬ ‫تعريفات جمركية على واردات بقيمة ‪ 50‬مليار دوالر‬ ‫من الصين‪.‬‬ ‫وتابع «أزيفيدو» بأنه على اتصال بممثلي الدول كافة‪،‬‬ ‫دون ذكر ألي بلد‪ ،‬مشيرًا إلى أنه من الضروري أن‬ ‫تكون خطوط االتصال مفتوحة للتوصل إلى حلول‬ ‫بناءة‪« ،‬هذا أهم وأخطر تحدّ لدينا اليوم»‪.‬‬


‫تكنولوجيا‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫إنترنت األشياء (‪ )IoT‬وأهميته في حياتنا‬ ‫من األدوات الذكية إلى‬ ‫املنازل واملدن الذكية‪،‬‬ ‫تمك ّنا يف الوقت الحالي‬ ‫من التوصل لدمج كل‬ ‫ما حولنا إلى أجهزتنا‬ ‫الذكية؛ للتحكم بكل‬ ‫األمور التي تهمنا كأفراد‪،‬‬ ‫كإغالق الفرن عن بعد‬ ‫ً‬ ‫بدل من العودة جر ًيا إلى‬

‫املنزل‪ ،‬وتجنب األزمة‬ ‫القلبية الناجمة عن هلع‬ ‫نسيان األمور البسيطة‬ ‫يف املنزل‪ ،‬لكن األمر‬ ‫أكثر من ذلك بكثير ‪ ...‬فما‬ ‫هو إنترنت األشياء‪ ،‬وإلى أين يتجه‬ ‫ً‬ ‫مستقبل؟‬ ‫آراجيك ‪ -‬والء الحايك‬ ‫وقد صيغ مصطلح «إنترنت األشياء» في أواخر‬ ‫عام ‪ 1990‬من قبل رجل األعمال كيفين إشتون‬ ‫‪ ،Kevin Ashton‬وكــان أحــد أفــراد الفريق‬ ‫الــذي ربط األشياء عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬وقال‬ ‫بأنّه استخدم مصطلح إنترنت األشياء ألول مرّة‬ ‫في العرض الذي قدّمه في عام ‪ ،1999‬وبقي هذا‬ ‫المصطلح مراف ًقا له منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫لماذا يعتبر مهمًا؟‬ ‫ستُفاجَأ عندما تعلم بعدد األشياء المرتبطة‬ ‫باإلنترنت‪ ،‬ومقدار الفائدة االقتصادية التي يمكن‬ ‫أن تُجنى من تحليل تدفقات البيانات‪ ،‬وهنا بعض‬ ‫األمثلة التي ستبين تأثير إنترنت األشياء على‬ ‫كثير من الصناعات‪:‬‬ ‫أول‪ :‬حلول النقل الذكيّة لتسريع تدفق حركة‬ ‫ً‬ ‫المرور‪ ،‬مما يؤدي إلى توفير استهالك الوقود‪،‬‬ ‫وإعطاء األولوية في المواعيد إلصالح المركبات‬ ‫وإنقاذ األرواح‪.‬‬ ‫كفاءة في‬ ‫ثانيًا‪ :‬شبكات الكهرباء الذكيّة األكثر‬ ‫ً‬ ‫وصــل الــمــوارد المتجددة‪ ،‬وتحسين مصداقيّة‬

‫النظام وإلزام العمالء باستهالك أقل‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬أجهزة حسّاسات المراقبة التشخيصيّة‬ ‫والتنبؤية‪ ،‬وانتظار مشاكل الصيانة وحاالت نفاذ‬ ‫المخزون على المدى القريب‪ ،‬وكذلك تحديد مواعيد‬ ‫لطاقم الصيانة من أجل إصالح المعدّات وتلبية‬ ‫االحتياجاتاإلقليمية‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬بناء الشبكات المعتمدة على البيانات‬ ‫في البنية التحتيّة للمدن الذكيّة‪ ،‬مما يسهل على‬ ‫مجالس البلديّات إدارة تصريف البيانات وتطبيق‬ ‫القانون‪ ،‬وغيرها من البرامج بكفاءة أكبر‪.‬‬ ‫خامسًا‪ :‬عندما ال يتواجد الحليب في ثالجتك‪ ،‬وفي‬ ‫أثناء عودتك من العمل ستحصل على تذكير من‬ ‫ثالجتك بضرورة التوقف عند المتجر لشرائِه‪.‬‬ ‫سادسًا‪ :‬نظام األمن المنزلي الخاص بك‪ ،‬والذي‬ ‫يُتيح لك بالفعل التحكم عن بعد باألقفال‪ ،‬ونظام‬ ‫الحرارة في المنزل‪ ،‬وكذلك يمكن تبريد المنزل‬ ‫وفتح النوافذ‪ ،‬كما تريد‪.‬‬ ‫حيث يُستخدم إنترنت األشــيــاء فــي كثير من‬ ‫الــمــجــاالت مثل‪ :‬الــخــدمــات الصحيّة‪ ،‬وتجارة‬ ‫التجزئة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والنقل‪ ،‬وفي المرافق العامة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى االتصاالت السلكية والالسلكية‪.‬‬ ‫أبسط األشياء التي نعتمد بها على إنترنت األشياء‬ ‫في حياتنا العملية‪ :‬تتيح لك هذه التقنية أن‬ ‫تطمَئِن على طفلك على سبيل المثال‪ ،‬حيث تهدف‬ ‫إلى مساعدة األهل في البلدان النامية‪ ،‬وتوفير‬

‫مــعــلــومــات فــوريــة لــهــم عن‬ ‫تنفس الطفل‪ ،‬ودرجة حرارته‪،‬‬ ‫ومــوضــعــه‪ ،‬بــاإلضــافــة إلــى‬ ‫مستوى نشاطه على الهواتف‬ ‫الذكية‪.‬‬ ‫كذلك يمكن أن تذكرك بأخذ‬ ‫أدويتك‪ ،‬حيث توجد الجلوكابز‬ ‫‪ glowcap‬الــتــي تــضــيء‪،‬‬ ‫إيميل بأسماء‬ ‫وتــرســل لــك‬ ‫ً‬ ‫زجاجات الدواء المناسبة لك‪،‬‬ ‫وتــقــدم عــن طــريــق شــرائــح‬ ‫السلكية خدمات لوصف حمية‬ ‫لمساعدة الناس المرضى‪.‬‬ ‫يمكنك أيضًا تتبع مستوى‬ ‫الــنــشــاط لــديــك‪ ،‬باستخدام‬ ‫مجموعة مــن الــحـسّــاســات‬ ‫وخيارات التوصيل‪ ،‬حيث سيتوفر لديك في جيبك‬ ‫جهاز إنترنت أشياء ذو كفاءة عالية يمكنه بصورة‬ ‫آلية مراقبة حركاتك‪ ،‬وموقعك‪ ،‬وتدريباتك طوال‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫باإلضافة لمراقبة أحد أفــراد األســرة المسنين‪،‬‬ ‫وذلك باستخدام زر التنبيه المحمول‪ ،‬وغيرها من‬ ‫أجهزة االستشعار الالسلكية المنفصلة المتوزعة‬ ‫في جميع أنحاء المنزل‪.‬‬ ‫ثانية للتأكد من‬ ‫وعدت‬ ‫المنزل‬ ‫مرة خرجت من‬ ‫كم ً‬ ‫ً‬ ‫أن الفرن مغلق؟ أو بقيت كل النهار قل ًقا من احتراق‬ ‫ّ‬ ‫منزلك بسبب الفرن؟ تسمح المنافذ الذكية مثل‪:‬‬ ‫حال‬ ‫وايمو بتشغيل وإطفاء أي جهاز موصول ً‬ ‫من شتى أنحاء العالم‪ ،‬أو حتى من غرفة جلوسك‬ ‫ببساطة!‬ ‫ومن أهم األمور بالنسبة لمعظمنا تعقب المفاتيح‬ ‫المفقودة‪ ،‬حيث يمكنك بسهولة تعقب المفاتيح‬ ‫المفقودة أو الهاتف الخليوي في منزلك باستخدام‬ ‫البلوتوث‪ ،‬وغيرها من أجهزه التكنولوجيا‬ ‫بدل من‬ ‫الالسلكية مثل‪ :‬وسِم كوبرا ‪ً ،Cobra‬‬ ‫البحث في كل مكان والتأخر عن مواعيدك!‬ ‫الشيء األخير الذي من المهم ح ًقا التحدّث عنه‪ ،‬هو‬ ‫أكبر من إنترنت األشياء ولكنه متعلق به‪ ،‬وهي‬ ‫اآلثار االقتصادية المترتبة على اإلنترنت بعد ‪50‬‬ ‫عامًا‪ ،‬فاإلنترنت بشكل أساسي يجعل كل شيء‬ ‫كفاءة‪.‬‬ ‫يالمسه أكثر‬ ‫ً‬

‫خرائط قوقل تُطلق لعبة ‪ where s Waldo‬بمناسبة‬ ‫كذبة أبريل‬ ‫أطلقت قوقل لعبة تدعى ‪ Where›s Waldo‬مُضمّنة‬ ‫داخل خرائطها بمناسبة كذبة أبريل‪ ،‬يمكنك تجربة اللعبة‬ ‫عن طريق تحديث تطبيق ‪ Google Maps‬بواسطة‬ ‫هاتفك ‪ iOS‬أو ‪ Android‬أو تجربة اللعبة من خالل‬ ‫صفحة الويب الخاصة بـ ‪.Google Maps‬‬ ‫فكرة اللعبة تقوم على البحث عن أصدقاء الرحالة المدعو‬ ‫‪ Waldo‬من خالل صور يتم عرضها تُظهر عددا كبيرا من‬ ‫األشخاص من بينهم أصدقاء ‪ ،Waldo‬حيث يتوجب عليك‬ ‫البحث عن أصدقائه وهم الرجل صاحب اللحية البيضاء‬ ‫والساحر‪ ،‬وآخرون‪.‬‬

‫تحديث تطبيق ‪Telegram X‬‬ ‫لمن ال يعرف ماهية تطبيق ‪ ،Telegram X‬هو عبارة عن‬ ‫بديل‬ ‫تطبيق مبني على منصة تيليجرام ‪ TDLib‬ليكون ً‬ ‫غير رسمي للتطبيق الرئيسي تيليجرام‪ ،‬ويشمل هذا التطبيق‬ ‫جميع الميزات االساسية التي يُقدّمها تيليجرام‪ ،‬والحقيقة أنه‬ ‫يتضمن ميزات أكبر وأكثر فائدة‪ ،‬ومع آخر تحديث للتطبيق‬ ‫لمسنا ذلك‪ ،‬حيث في هذا التحديث الضخم والذي يدعم أندرويد‬ ‫فقط‪ ،‬وفّر معه العشرات من الميزات الجديدة معظمها غير‬ ‫موجودة في تيليجرام‪.‬‬ ‫يمكنك الحصول على تحديث ‪ Telegram X‬من متجر قوقل‬ ‫بالي‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫آبل تطلق أداة جديدة للبطارية‬ ‫إلصالح بطء الهواتف‬ ‫عملت آبل على إصالح إبطاء هواتفها‪ ،‬بإطالق‬ ‫أداة جديدة للبطارية ضمن تحديث نظام التشغيل‬ ‫«‪ ،″11.3 iOS‬التي ستسمح لك بإصالح مشكلة‬ ‫إبطاء هاتفك اآليفون‪ ،‬حيث سَتمكنك األداة‬ ‫الخاصة بالبطارية والتي تُسمى «‪Battery‬‬ ‫‪ ،»Health‬من التعرف على مدى جودة وظائف‬ ‫البطارية‪.‬‬

‫مايكروسوفت تتيح التحكم‬ ‫باألجهزة عن بعد‬

‫أعلنت شركة مايكروسوفت مؤخرًا عن نسخة‬ ‫المعاينة من خدمة ‪Remote Desktop‬‬ ‫المخصصة لمتصفحات الويب‪ ،‬والتي ستمكن‬ ‫المستخدم من التحكم في أي جهاز حاسوب‬ ‫وإدارة تطبيقاته عن بعد من خالل متصفح‬ ‫اإلنترنت الخاص به‪ ،‬من غير الحاجة إلى تنصيب‬ ‫أية أدوات أو برامج إضافية على حاسوبه‪.‬‬

‫واتساب يطلق عددا من امليزات‬ ‫الجديدة‬

‫يعمل تطبيق واتساب خالل الفترة الراهنة‬ ‫على تفعيل بعض الميزات الجديدة‪ ،‬ويتجه‬ ‫حاليا لتقديم ميزة مفقودة منذ إطالقها في عام‬ ‫‪ 2009‬وهي تغيير الرقم‪ ،‬التي تسمح للمستخدمين‬ ‫بنقل مــعــلــومــات حسابهم ومجموعاتهم‬ ‫وإعداداتهم إلى رقم جديد تمامًا‪.‬‬

‫متجر كروم يحظر إضافات تعدين‬ ‫العمالت الرقمية‬ ‫مؤخراً بدأ التوجه يزداد نحو تعدين العمالت‬ ‫الرقمية‪ ،‬وظهرت سكربتات تحقن في مواقع أو‬ ‫تطبيقات أو حتى إضافات متصفحات تقوم‬ ‫باستغالل معالج جهاز المستخدم لتعدين‬ ‫العمالت‪ ،‬لكن قوقل أعلنت أنها ستمنع مثل‬ ‫هذه الممارسات فيما يتعلق بإضافات متصفح‬ ‫كروم‪.‬‬

‫أبرز مشاركات قوقل في‬ ‫كذبة أبريل‬ ‫عالم التقنية ‪ -‬محمد فقيهي‬ ‫يشتهر شهر أبريل بمناسبة عالمية تدعى كذبة أبريل‪ ،‬استغلت الشركات هذه المناسبة‬ ‫في صنع كذبات على شكل إعالنات ذكية طمعًا في التسويق للعالمة التجارية‪ ،‬تعد‬ ‫نشاطا من حيث المشاركة في هذه المناسبة‪ ،‬حصرنا في هذا‬ ‫قوقل من أكثر الشركات‬ ‫ً‬ ‫المقال أبرز مشاركات قوقل لعام ‪.2018‬‬ ‫لوحة مفاتيح ‪ :Gboard‬تتكون اللغة اليابانية من ‪ 46‬حرفا لذلك تعتقد قوقل أنه‬ ‫من الصعب حفظ جميع أماكن األحرف‪ ،‬لذلك اخترعت جهازا صغيرا لربطه بجهاز‬ ‫الكومبيوتر‪ ،‬وبذلك تستطيع المسح أو التمرير على أحرف لوحة المفاتيح لرسم‬ ‫األحرف اليابانية بسهولة‪ ،‬كما تزعم أن الجهاز قد حلل أكثر من ‪ 100‬ألف عملية رسم‬ ‫وبذلك يستطيع التنبؤ باألحرف الصحيحة بسهولة‪ ،‬كانت هذه الكذبة بمثابة إعالن‬ ‫لتطبيق ‪ Gboard‬الفعلي المتوفر على ‪ iOS‬و‪ Android‬حيث أنه بالفعل يستخدم‬ ‫عملية الرسم في كتابة األحرف اليابانية‪.‬‬ ‫تطبيق ‪ Files Go‬يحذف أي نكتة سيئة من هاتفك‪ :‬تقول قوقل أن تطبيق ‪Files‬‬ ‫‪ Go‬ال يقوم فقط على تحرير هاتفك من الملفات الغير ضرورية فقط لزيادة مساحة‬ ‫التخزين‪ ،‬إنما قام بتصميم شبكة عميقة للغات كثيرة منها اللغة اإلنجليزية واإلسبانية‬ ‫لتحليل وتصفية النكات الجيدة عن السيئة وبذلك يقوم التطبيق بمسح أي نكتة سيئة‬ ‫في هاتفك لتحافظ على مزاجك طوال اليوم‪ ،‬كانت هذه الكذبة بمثابة إعالن لتطبيق‬ ‫‪ Files Go‬الخاص بحذف الملفات والتطبيقات القديمة غير الضرورية من هاتفك‬ ‫لزيادة مساحة التخزين‪.‬‬ ‫‪ :Googz‬تريد الشركة إعادة تصميم شعار واسم متصفح ‪ Google‬أستراليا ليكون‬ ‫‪ Googz‬حيث يقول المصمم االسترالي ‪ Jazza‬أنه تم قبول طلب قوقل في إعادة‬ ‫تصميم الشعار وأضاف أن طريقة نطق االسم ليست طريقة كسولة إنما ثقافة متأصلة‬ ‫داخل الشعب االسترالي وأنه من الواجب على شركة ‪ Google‬التماشي مع ثقافة ذلك‬ ‫الشعب‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫الشريعة حياة‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫منرب‬

‫األوقاف‬

‫مسرية العودة بني الغايات العظام‬ ‫والتضحيات الجسام‬ ‫د‪.‬شادي حمزة طبازة‬ ‫أستاذ الحديث الشريف وعلومه املساعد‬

‫إنه مع مرور األيام ومضي السنوات‪ ،‬واختالف حال‬ ‫المسلمين عن إخوانهم األوائل الذين كانوا مع رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومن تبعهم‪ ،‬ومع ظهور الفتن‬ ‫التي أخبر بها النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتساقطها‬ ‫كالمطر‪ ،‬فقد روى ُأسَام َُة بنُ زَيْدٍ رضي اهلل عنه‪ ،‬ق َ‬ ‫َال‪:‬‬ ‫َأشْرَفَ النَّ ِبيُّ صلى اهلل عليه وسلم عَلَى ُأ ُط ٍم مِنْ َ‬ ‫ام‬ ‫آط ِ‬ ‫ا ْلمَدِينَةِ‪َ ،‬فق َ‬ ‫َال‪« :‬ه َْل تَرَو َْن مَا َأرَى؟ ِإنِّي َ َلرَى مَوَاقِعَ‬ ‫ا ْلفِت َِن خ َِل َل بُيُوتِ ُكمْ َكمَوَاق ِ​ِع ا ْلق ْ‬ ‫َط ِر»‬ ‫ومع انتشار الظلم وانقالب الموازين وتسلط الظالمين‬ ‫مكذبًا‪،‬‬ ‫على المستضعفين‪ ،‬حتى أصبح الــصــادق َّ‬ ‫والكاذب مص ّدَ ًقا‪ ،‬ومن سُفِك دمه إرهابيًا‪ ،‬ومن قتل‬ ‫األبرياء يدعي محاربة اإلرهاب‪ ،‬ومع وجود غير ذلك‬ ‫مما يدمي القلب‪.‬‬ ‫لكننا مع هذا كله نثق بنصر اهلل تعالى الذي وعد به‬ ‫عباده المؤمنين‪ ،‬قال تعالى‪ِ« :‬إ َّن َّ َ‬ ‫الل يُدَافِعُ ع َِن َّالذِينَ‬ ‫ُ‬ ‫آمَنُوا ِإ َّن َّ َ‬ ‫الل َل يُحِبُّ ك َّ‬ ‫ُل خَــوَّانٍ َكفُو ٍر‪ ،‬أذ َِن ل َِّلذِينَ‬ ‫َّ‬ ‫ُون ِب َأنَّهُمْ ُظلِمُوا وَ ِإ َّن َ‬ ‫الل عَلَى نَصْ ِرهِمْ َل َقدِيرٌ»‪ ،‬قال‬ ‫يُقَاتَل َ‬ ‫ابن كثير رحمه اهلل تعالى‪« :‬هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير‬ ‫قتال‪ ،‬ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته»‪ ،‬بل لقد كتب‬ ‫اهلل النصر لرسلهِ ولجندهِ ولو بعد حين‪ ،‬قال تعالى‪« :‬وَ َل َقدْ سَبَ َقتْ َكلِمَتُنَا‬ ‫ُون»‪،‬‬ ‫ُون ‪ ،‬وَ ِإ َّن جُنْدَنَا َلهُمُ ا ْلغَالِب َ‬ ‫لِعِبَادِنَا ا ْلمُرْسَلِينَ‪ِ ،‬إنَّهُمْ َلهُمُ ا ْلمَنْصُور َ‬ ‫فمهما كان تغير الزمان ومهما انقلبت الموازين إال أن نصر اهلل متحقق ال‬ ‫محالة‪ ،‬فهو القادر على نصر عباده‪ ،‬ولن نيأس يوما من رحمته ونصره‬ ‫سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ولقد لقد شهد قطاع غزة الحبيبة في فلسطين المباركة في األيام‬ ‫الماضية حدث ًا كبيراً سيظل محفوراً في ذاكرة التاريخ الفلسطيني‪،‬‬

‫إنها مسيرات العودة‪ ،‬ذلك المشهد الجميل الذي تجلت فيها وحدة شعبنا‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وذاكرته الحية نحو األرض والوطن‪ ،‬حيث يمثل هذا االبداع‬ ‫تحو ًال استراتيجي ًا في صراعنا مع المحتل أثبت أهل فلسطين من‬ ‫خاللها أن الحق لن يضيع مهما تقادمت السنوت‪.‬‬ ‫وإن من سنن اهلل تعالى في خلقه سنة المدافعة بين الحق والباطل‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪« :‬وَ َلو َْل دَ ْفعُ َّ ِ‬ ‫ْض َلهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَ ِبيَعٌ‬ ‫الل النَّاسَ بَعْضَهُمْ ِببَع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الل َكثِيرًا وَ َليَنْصُر ََّن ُ‬ ‫َاجدُ يُ ْذ َكرُ فِيهَا اسْمُ ِ‬ ‫الل مَنْ يَنْصُرُهُ ِإ َّن‬ ‫وَصَ َلوَاتٌ وَمَس ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫َويٌّ عَ ِزيٌز»‪ ،‬فلوال هذه السنة الربانية لفسدت األرض‪ ،‬أي لطغى‬ ‫الل َلق ِ‬ ‫الباطل على الحق‪ ،‬وعم الفساد وانتشر الباطل‪ ،‬لكن اهلل بحكمته مدَّ‬

‫هذا الصراع بين الحق والباطل منذ أن خلقَ الخلق‬ ‫إلى أن يرث األرض ومن عليها‪ ،‬فإن أهل الحق في‬ ‫صراع ومدافعة مع أهل الباطل على اختالف ألوانهم‬ ‫وأجناسهم‪ .‬وما يقوم به شعب فلسطين في هذه األيام‬ ‫إال صورة من صور التدافع بين الحق والباطل‪ ،‬ومما‬ ‫ال شك فيه‪ ،‬أن العالم اإلسالمي يعيش في هذه األيام‬ ‫هجمة شرسة منقطعة النظير‪ ،‬أساسها السيطرة‬ ‫على هذه األمة وأخالقها وأجيالها وعقولها ومقدراتها‬ ‫وخيراتها‪ ،‬وغزوها ألجل ذلك عسكريًا وفكريًا وثقافيًا‬ ‫وسياسيًا واقتصاديًا‪.‬‬ ‫ولما كان اإلسالم دين العزة‪ ،‬فال يصح أن يكون أتباعه‬ ‫أذالء مستضعفين‪ ،‬لذا شرع اهلل عز وجل لهم مواجهة‬ ‫سواء أكانت بالطرق‬ ‫أعدائهم بشتى الطرق المتاحة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫العسكرية أم الفكرية أم الثقافية أم السياسية أم غيرها‪،‬‬ ‫مما يستخدمه الكفار في غزو هذه األمة إلذهاب عزها‪،‬‬ ‫وتوهين قواها‪ ،‬وتصديع صفوفها‪.‬‬ ‫فهذه دعوة لكل صاحب حق أن يسعى السترداد حقه‬ ‫رغم كل الجراح‪ ،‬وكل التضحيات‪ ،‬فلقد تحرك أصحاب النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم رغم الجراح واآلالم بعد غزوة أحد لغزوة عرفت في‬ ‫كتب السيرة باسم حمراء األسد‪ ،‬ق َ‬ ‫َبَّاس رضي اهلل عنه‪« :‬لَمَّا‬ ‫َال ابْنُ ع ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُون عَنْ ُأحُدٍ وَبَ َلغُوا الرَّوْح َ​َاء‪ ،‬قَالُوا‪ :‬ل مُحَمَّدًا َقتَ ْلتُمُوهُ‪،‬‬ ‫انْصَرَفَ ا ْلمُشْ ِرك َ‬ ‫و َ​َل ا ْل َكوَاعِبَ َأرْدَ ْفتُمْ‪ ،‬وَ ِب ْئسَ مَا صَنَعْتُمُ ار ِْجعُوا‪َ ،‬فبَل َ‬ ‫َغ َذلِكَ رَس ُ‬ ‫ُول َّ ِ‬ ‫الل‬ ‫الل عَ َليْهِ وَس ََّلمَ َفنَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبُوا حَتَّى بَ َلغُوا حَمْرَاء ْ َ‬ ‫صَلَّى َّ ُ‬ ‫السْدِ‬ ‫َ‬ ‫وَ ِب ْئرَ َأ ِبي عِنَبَةَ‪ ،‬فليكن شعارنا دومًا «حَسْبُنَا َّ ُ‬ ‫الل وَ ِنعْمَ ا ْلوَك ُ‬ ‫ِيل» ورحم‬ ‫اهلل شهدائنا وشفى اهلل جرحانا وردنا لديارنا سالمين غانمين‪.‬‬

‫التدين املغشوش(‪)1‬‬ ‫بات موضوع أمراض التدين أو انحرافات التدين‪ ،‬من المواضيع التي استسهل لفلسفة اإلسالم في بناء شخصية المسلم‪ ،‬وهي ليست فلسفة قائمة على العنت‬ ‫غرباء على المجال اإلسالمي السطو عليها‪ ،‬وكما اقتحم «مثقفون» معاصرون وال على الحرج (وجاهدوا في اهلل حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في‬ ‫مجردون من األدوات المنهجية اإلسالمية (علوم آلة ومنهجا) حقل العلوم الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا‪78( )..‬‬ ‫اإلسالمية والتراث اإلسالمي‪ ،‬سطا نقاد متعالمون على القول اإلصالحي ‪ -‬الحج) (الذين يتبعون الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في‬ ‫والنقد االجتماعي اإلسالمي في الوقت الذي كانوا يَصدرون عن مزاج حضاري التوراة واإلنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات‬ ‫مباين‪ ،‬ولم تكن لهم ‪ -‬باألحرى ‪ -‬صِلة بالمعاناة الدعوية أو بالعقلية اإلسالمية ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي كانت عليهم فالذين‬ ‫آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)‬ ‫األصيلة‪.‬‬ ‫وقد كان من نتاج هذا السطو في موضوعنا حرف أسباب التدين المنحرف عن (‪157‬ـ األعراف)‪( .‬يريد اهلل أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا (‪28‬ـ النساء)‪.‬‬ ‫حقيقته‪ ،‬ونشر أدبيات فيها كالم يطلق على عواهنه من غير أثارة من علم أو فلسفة التدين إذن قائمة على االستجابة للفطرة‪ ،‬وعلى التعامل مع أشواق‬ ‫سلطان من حقيقة‪ ،‬وقد أصابت تلك األدبيات بعض الناس الصادقين مِن مَن وضــرورات ومطالب اإلنسان‪ ،‬وألن اإلنسان مكون من ثنائيات ومركب من‬ ‫لم يتشربوا حقائق التصور اإلسالمي بالقلق وربما بما هو أخطر من ذلك‪ ..‬وقد متقابالت‪ ،‬كان ال بد من العناية بهذه التركيبة؛ ومن ثم صدرت التكاليف‬ ‫الربانية والتصورات الدينية الصحيحة من هذا المنطلق وعلى هذا األساس‪..‬‬ ‫حاولت تلك األدبيات الوصول إلى واحدة من نتيجتين سيئتين‪:‬‬ ‫ الغمز من قناة القيم الدينية نفسها‪ ،‬واعتبارها ‪ -‬هي بطبيعتها ‪ -‬المسؤولة ففضال عن التعامل مع هذه التركيبة بما تتطلب‪ ،‬فإن التكاليف الشرعية‬‫والوصايا األخالقية اإلسالمية سعت إلى إغناء هذا الكائن المشكل من نفخة‬ ‫عن هذا االنحراف‪..‬‬ ‫ تشويه المتدينين عموما‪ ،‬وتقديمهم باعتبارهم قوما منافقين‪ ،‬وبالتالي تدليك الروح وقبضة الطين‪ ،‬من خالل أبعاد ثالثة‪:‬‬‫ضمير المصرين من الشاردين واإليحاء لهم بأن طريق االستقامة طريق نفاقي روحي ونفسي؛ يغتني بأخالق الخير والجمال‪ ،‬ويكسب الصحة القلبية الدائمة‬ ‫بالخوف من اهلل عز وجل ومراقبته‪ ،‬وترتفع أخالقه إلى مستوى العبادة‬ ‫وأنهم في حال أفضل ‪!..‬‬ ‫وكل هذه المعالجات تجافي الحقيقة‪ ،‬أوال ألن التدين المغشوش وإن كان انطالقا من هذا االعتبار فيدين بها هلل عز وجل‪.‬‬ ‫ظاهرة تطال المجتمعات المسلمة فهي تطالها كظاهرة ‪ -‬تشهد مدا وجزرا تبعا وعقلي؛ غذاؤه الصحيح سالمة التصور‪ ،‬عن المصير والنشأة والغاية‪ ،‬والعلم‬ ‫لجهود اإلصالح والتعليم ‪ -‬وليس كحالة عامة‪ ،‬وألن هذه الظاهرة تعالج في باهلل وبصفاته وبمراضيه من خالل شريعته‪..‬‬ ‫نسقها اإلسالمي الصحيح ثانيا‪ ،‬وهو ما سنحاول تلمس بعض جوانبه في وجسمي؛ مادي؛ صالحه االلتزام السلوكي الفردي‪ ،‬وعلى مستوى العالقة مع‬ ‫الناس بالبعد عن العدوان؛ والظلم‪.‬‬ ‫هذا السطور‪.‬‬ ‫ابتداء يحسن بنا التوقف قليال عند المفهوم السليم للتدين‪ ..‬فالتديّن هو انعكاس هذه مؤسّسات معلومة يحسن التذكير بها‪ ،‬مع التأكيد على أن التدين ال يعني‬ ‫الكمال وال العصمة‪ ،‬ولكنه يعني أن يغلب على اإلنسان‬ ‫الصالح؛ ظاهرا وباطنا‪ ،‬وال يتصور صالح الباطن وفساد‬ ‫الظاهر‪ ،‬ولكن غالبا ما يحدث العكس‪.‬‬ ‫الفجر ‪ ٥:03‬الشروق ‪ ٦:26‬الظهر ‪١٢:45‬‬ ‫للحديث بقية‪،،،‬‬ ‫املغرب ‪ ٧:06‬العشاء ‪٨:23‬‬ ‫العصر ‪٤:19‬‬ ‫مقاالت اسالمية‬ ‫مواقيت الصالة‬

‫ويسألونك؟‬

‫ما حكم إخراج القيمة بدال من‬ ‫الطعام يف كفارة اليمني؟‬ ‫كفارة اليمين هي أحد أمور ثالثة‪ :‬إطعام عشرة مساكين من‬ ‫أوسط ما يطعم الحانث هو وأهله‪ ،‬ومن صور ذلك أن يعطي‬ ‫كل مسكين مدا من غالب قوت البلد‪ .‬األمر الثاني ‪-‬كسوة عشرة‬ ‫مساكين‪ .‬للرجل ثوب يصلح للصالة وللمرأة درع وخمار‪.‬‬ ‫األمر الثالث‪ -‬عتق رقبة مؤمنة‪ ،‬وهذه األمور الثالثة على‬ ‫التخيير‪ ،‬يفعل الحانث أيها شاء فإن عجز عنها جميع ًا انتقل‬ ‫إلى األمر الرابع وهو‪ :‬صيام ثالثة أيام‪ ،‬والمقدار الذي يجب‬ ‫دفعه للمسكين الواحد هو مد من أمداد النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم وهو ما يقدر بالوزن الحالي ب‪ 750:‬جراما وقيل كيلو‬ ‫ونصف ‪ ،‬والواجب عند جمهور أهل العلم في حالة الكفارة‬ ‫باإلطعام هو إطعام المسكين أو دفع الطعام له ال دفع قيمة‬ ‫الطعام‪ ،‬وقد ذهب أبو حنيفة إلى جواز إخراج القيمة في‬ ‫الكفارات والزكاة‪ ،‬ووافقه شيخ اإلسالم ابن تيمية إذا كان‬ ‫في إخراج القيمة حاجة ومصلحة للمساكين‪ ،‬ومنعها في حال‬ ‫عدم وجود ذلك وكيفية معرفة قيمة اإلطعام هي أن ترجع‬ ‫إلى سعر الكيلو من الطعام الغالب اقتياته في البلد ثم تخرج‬ ‫من الدرهم مثال قيمة ‪ 750‬جراما طعاما مضروبة في عشرة‬ ‫بالنسبة للكفارة الواحدة وهكذا‪ ،‬ويجوز دفع كفارة اليمين‬ ‫على حال إلى جهة موثوق بها كالجمعيات الخيرية لتوزعها‬ ‫على المساكين لكن ال بد من اإلخبار بأن هذا المبلغ كفارة‬ ‫يمين مثال ليتم توزيعها وفقا للمطلوب شرعا‪.‬‬ ‫اسالم ويب‬

‫نسعد بتواصلكم وأسئلتكم واقتراحاتكم عبر صفحة «الرسالة لإلعالم» ىلع الفيس بوك ‪www.facebook.com/alresalah‬‬


‫أمن وعسكر‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫قبولك اتصال املخابرات يعني الخطوة األوىل للسقوط‬ ‫غزة‪ -‬الرسالة‬

‫يستخدم االحتالل شتى الوسائل يف‬ ‫سبيل إسقاط أكبر عدد ممكن من أبناء‬ ‫الشعب الفلسطيني يف وحل العمالة‪،‬‬ ‫حيث يعمل االحتالل ىلع تجديد هذه‬ ‫الوسائل وتحديثها والبحث عن بدائل‬ ‫بشكل مستمر‪ ،‬بما يتماشى مع طبيعة‬ ‫الصراع مع املقاومة الفلسطينية وتطور‬ ‫أساليبها‪.‬‬

‫ومع التطور التكنولوجي وتوفر وسائل االتصال مع‬ ‫غالبية أفــراد المجتمع الفلسطيني‪ ،‬أصبح االحتالل‬ ‫يركز على هذا المجال بشكل وثيق ويبتكر من طرق‬ ‫العمل وأساليب اإلسقاط ما يحقق أهدافه بتطوير‬ ‫قدراته ومالءمتها إلسقاط العديد من أبناء المجتمع‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫وقد ركز االحتالل في الفترة األخيرة على أسلوب‬ ‫االتصال المباشر على هواتف عدد من المواطنين‬ ‫والضغط عليهم بأساليب متعددة بهدف استدراجهم‬ ‫في وحل العمالة‪ ،‬وقد تنوعت طرق هذا األسلوب بين‬ ‫االتصال المباشر على الشخص المستهدف وتعريف‬ ‫ضابط المخابرات الصهيوني بنفسه بــأن ضابط‬ ‫صهيوني‪ ،‬والعرض على الشخص المستهدف االرتباط‬ ‫مع االحتالل‪ ،‬أو من خالل اتصال ضابط المخابرات‬ ‫تحت مسميات وهمية كمدخل لعميلة اإلسقاط‪.‬‬ ‫وقد أكدت أجهزة األمن على ضرورة عدم الرد على تلك‬ ‫االتصاالت‪ ،‬خاصة بعد أن يكتشف الشخص المستهدف‬ ‫أنه يتكلم مع ضابط مخابرات‪ ،‬مؤكدة على ضرورة‬ ‫عدم التماهي في الحديث مع الضابط الصهيوني ألي‬ ‫سبب كان‪ ،‬ألن ذلك يمنح الضابط الصهيوني القدرة‬

‫‪19‬‬

‫عائلة «منغستو»‬ ‫تتهم حكومة االحتالل‬ ‫بتجاهل ابنها يف غزة‬ ‫غزة‪-‬الرسالة‬

‫على فتح تواصل مع ذلك الشخص والتعرف على‬ ‫شخصيته بشكل أكبر‪.‬‬ ‫إن عدم قطع االتصال مع ضابط المخابرات بمجرد‬ ‫التعرف عليه والتماهي معه في الحديث يعتبر نجاح ًا‬ ‫لضابط المخابرات (نجاح الخطوة األولى) بمعنى أنه‬ ‫نجح في فتح اتصال مع ذلك الشخص حتى لو أبدى‬ ‫رفضه للتعامل مع االحتالل الصهيوني‪ ،‬وبذلك فإن‬ ‫لدى الشخص المستهدف قابلية للحديث مع الضابط‬ ‫ال‪.‬‬ ‫الصهيوني يمكن للضابط أن يستثمرها مستقب ً‬ ‫القضية األخــرى‪ ،‬أن تماهي الشخص المستهدف مع‬ ‫اتصال المخابرات الصهيونية يفتح المجال أمام ضابط‬ ‫المخابرات الستخدام أساليب االبتزاز والضغط على‬ ‫ذلك الشخص‪ ،‬واستغالل نقاط الضعف لديه‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر هذا نجاحا آخر لضابط المخابرات‪.‬‬ ‫إن تماهي الشخص المستهدف مع ضابط المخابرات‬ ‫يُـمَـ ِّـكــن األخــيــر مــن التعرف على نفسية الشخص‬

‫المستهدف بشكل مباشر‪ ،‬وبالتالي القدرة على استخدام‬ ‫ال في‬ ‫األبعاد النفسية في عمليات ضغط وابتزاز مستقب ً‬ ‫حال توفر الفرصة السانحة‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬إن تماهي أي شخص مع اتصاالت‬ ‫العدو ولو على سبيل التسلية أو الفضول يعتبر نجاح‬ ‫لضابط المخابرات الصهيوني‪ ،‬حيث يعتبر ضابط‬ ‫المخابرات أنه حقق اختراق ًا في عملية التواصل يمكن‬ ‫ال‪ ،‬وأهمها أن ذلك الشخص لم يلتزم‬ ‫البناء عليها مستقب ً‬ ‫بالتعليمات األمنية ألجهزة أمن المقاومة‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫ذلك يشكل نجاح ًا للمخابرات الصهيونية‪.‬‬ ‫وعليه فإننا في موقع المجد نحذر من أي تماهي مع‬ ‫اتصاالت االحتالل الصهيوني‪ ،‬ونؤكد على ضرورة‬ ‫قطع التواصل بشكل مباشر حال تعرفك على أنه‬ ‫ضابط صهيوني‪ ،‬مع ضرورة إعالم األجهزة األمنية‬ ‫عن ذلك االتصال بما يشكل حماية لك ولعائلتك‪.‬‬ ‫بالتعاون مع موقع املجد األمني‬

‫اتهمت عائلة (اإلسرائيلي) األسير لدى المقاومة‬ ‫في قطاع غزة “أبارا منغستو” حكومة االحتالل‬ ‫الصهيوني بتجاهل وإهمال ابنها‪ ،‬وتركه ليواجه‬ ‫مصيراً مجهوالً‪.‬‬ ‫يوم من نصب العائلة‬ ‫جاءت هذه االتهامات بعد ٍ‬ ‫خيمة احتجاج قبالة ديــوان رئيس الــوزراء‬ ‫الصهيوني بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة‪.‬‬ ‫واشتكت العائلة من عدم زيــارة أي مسؤول‬ ‫حكومي الخيمة للتضامن‪ ،‬وأن الحكومة ال‬ ‫تتحرك إذا لم يتحرك الشارع‪ ،‬إذ خلت سنوات‬ ‫سجنه الــتــي شــارفــت على األربــعــة مــن أي‬ ‫محاوالت لإلفراج عنه وف ًقا للعائلة‪.‬‬ ‫وفي يوليو ‪ 2015‬سمحت الرقابة الصهيونية‬ ‫بنشر نبأ اختفاء “منغستو” من ذوي األصول‬ ‫األثيوبية‪ ،‬وذلك بعد تسلله إلى غزة عبر السياج‬ ‫األمني بعد حرب ‪ 2014‬بشهر‪.‬‬ ‫وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام‬ ‫الجناح العسكري لحركة حماس ظهر قبل نحو‬ ‫عامين في تصريح وُضعت في خلفيته صورة‬ ‫ألربعة جنود صهاينة ‪-‬أحدهم منغستو‪ -‬مؤكدًا‬ ‫أن المقاومة لن تقدم معلوماتٍ حــول هؤالء‬ ‫الجنود األربعة دون ثمن‪.‬‬

‫تعرف على شعب هيئة األركان (اإلسرائيلية)‬ ‫غزة‪ -‬الرسالة‬

‫تتكون هيئة األركان العامة الصهيونية‬ ‫من أىلع الرتب العسكرية يف الدولة‪،‬‬ ‫ويقف ىلع رأسها ضابط يحمل أىلع رتبة‬ ‫يف الدولة وهي رتبة فريق (جنرال)‪ ،‬ثم‬ ‫يأتي بعده نائب رئيس هيئة األركان وهو‬ ‫ضابط برتبة لواء‪.‬‬

‫وتعتبر هيئة األركــان العامة بمنزلة القيادة العليا‬ ‫للجيش الصهيوني‪ ،‬فهي تقوم بمهام (التخطيط‬ ‫والتنسيق والقيادة) وتحدد العقيدة العسكرية للجيش‬ ‫استناداً لسياسة الحكومة‪ ،‬وهي المسئولة عن إعداد‬ ‫الجيش للحرب وتحديد احتياجاته اللوجستية وإقرار‬ ‫الخطط وتنفيذها‪ ،‬والتدريب في إطار السياسة التي‬ ‫تقررها الحكومة‪.‬‬ ‫وتنقسم شعب هيئة األركان في المؤسسة العسكرية‬ ‫الصهيونية إلى (‪ )6‬شعب‪ ،‬لكل شعبةٍ منها أقسام‬ ‫ووحدات ومهام وأهداف مختلفة عن األخرى‪ ،‬حسب‬ ‫طبيعة الهدف الذي تأسست من أجله كل شعبة‪.‬‬ ‫وتنقسم هذه الشعب إلى‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬شعبة األركان العامة (شعبة العمليات)‬ ‫تعتبر أهم شعبة في هيئة األركــان العامة‪ ،‬يحمل‬ ‫رئيسها رتبة لواء ويعتبر الشخص الثاني في األهمية‬ ‫بعد رئيس األركان‪ .‬وهي مسئولة أمام هيئة األركان‬ ‫العامة عن التخطيط وتشغيل قوات الجيش بواسطة‬ ‫قيادات المناطق اإلقليمية‪ .‬وكذلك عن تشغيل ذراعي‬ ‫الجو والبحر والشعب األخرى التابعة لرئاسة األركان‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬شعبة التخطيط‬ ‫هي الشعبة التي تتعامل مع التخطيط االستراتيجي‬

‫في بناء قــوة الجيش وتنظيمه‪ ،‬ورســم سياسته‬ ‫الخارجية‪ ،‬وتأسست مع تأسيس الجيش الصهيوني‬ ‫في مايو (‪1948‬م)‪ ،‬بمبادرة من ديفيد بن غوريون‪،‬‬ ‫وكانت وظيفتها وضع هيكلية منظمة للجيش‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬شعبة االستخبارات العسكرية‬ ‫وهي المعروفة باسم “أمــان”‪ ،‬وتعتبر األكثر كلفة‬ ‫على ميزانية دولة العدو‪ ،‬ويعتمر جنود الشعبة قبعة‬ ‫خضراء غامقة‪ .‬وتعتمد “أمان” على التقنيات المتقدمة‪،‬‬ ‫إلــى جانب المصادر البشرية في الحصول على‬ ‫معلوماتها االستخبارية‪ ،‬والتي توظفها في صياغة‬ ‫تقييماتهااالستراتيجية‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬شعبة القوى البشرية‬ ‫تتولى هذه الشعبة مسئولية تنمية الطاقة البشرية‬ ‫في الجيش الصهيوني‪ ،‬سواء أكانت من القوات الدائمة‬ ‫أو من االحتياطية‪ ،‬كما تُعنى بتنظيم التجنيد والخدمة‬ ‫في الجيش‪ ،‬وشئون نظام الجيش‪ .‬وهي مسئولة عن‬ ‫استدعاء القوات االحتياطية وغيرها من خالل أقسام‬ ‫الشعبةالمختلفة‪.‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬شعبة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬ ‫وهي المسؤولة عن االتصاالت والحاسوب والرقابة‬ ‫عن أمن المعلومات في الجيش‪ ،‬تأسست في مارس‬ ‫من عام (‪2003‬م)‪ ،‬خلفًا لسالح اإلشارة واإللكترونيات‬ ‫والحاسوب‪.‬‬ ‫سادس ًا‪ :‬شعبة التكنولوجيا والدعم اللوجستي‬ ‫شعبة التكنولوجيا والنقل واالمــداد هي شعبة في‬ ‫األركــان العامة في جيش العدو‪ ،‬مهمتها األساسية‬ ‫توفير كل ما يحتاجه الجيش من دعــم لوجستي‬ ‫لتمكينه من إدارة مهامه المتنوعة‪.‬‬ ‫بالتعاون مع موقع املجد األمني‬


‫‪٢٠‬‬

‫رياضية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫شباب رفح‪ ..‬بين أحقية الظهور في البطولة العربية وقرار الرجوب‬ ‫غزة ‪ -‬فادي حجازي‬

‫أثار قرار جبريل الرجوب رئيس االتحاد‬ ‫الفلسطيني لكرة القدم‪ ،‬بوجود فريق‬ ‫“نجوم فلسطين” يف البطولة العربية‬ ‫لألندية ‪ ،2018‬غضب نادي شباب رفح‪،‬‬ ‫نظرا ألحقيته بالظهور يف املسابقة‪.‬‬ ‫وتوّج شباب رفح بلقب كأس فلسطين الصيف الماضي‪،‬‬ ‫ما جعل له حق األولوية بالمشاركة في البطولة العربية‪،‬‬ ‫غير أن قرار الرجوب شكّل صدمة للنادي وجماهيره‪.‬‬ ‫حق شرعي‬ ‫خالد كويك رئيس شباب رفح‪ ،‬شدد على أن ناديه لن‬ ‫يتنازل عن حقه بالظهور في البطولة العربية‪ ،‬بصفته‬ ‫بطال لكأس فلسطين‪.‬‬ ‫وتنطلق البطولة في الفترة من أغسطس المقبل وحتى‬ ‫أبريل ‪ ،2019‬بمشاركة ‪ 32‬فريقا‪ ،‬وستقام المباريات بنظام‬ ‫الذهاب واإلياب بخروج المغلوب‪ ،‬بينما تجري المواجهة‬ ‫النهائية أحد يومي ‪ 28‬أو ‪ 29‬أبريل من العام المقبل‪.‬‬ ‫وقال كويك‪“ :‬حصلنا على وعود رسمية من الرجوب‬ ‫أثناء االحتفال بلقب كأس فلسطين في الضفة بالظهور‬ ‫في المشاركات الخارجية‪ ،‬وتأكدنا من ذلك عندما جلسنا‬ ‫مع الرئيس محمود عباس‪ ،‬لكن حتى اللحظة ال نعلم ما‬ ‫هو دورنا في البطولة العربية”‪.‬‬ ‫وأضــاف‪“ :‬األمــور ستتضح خالل حوالي أسبوعين‪،‬‬ ‫وننتظر القرار الرسمي من اتحاد كرة القدم ألجل اتخاذ‬ ‫الخطوة المناسبة”‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بمشاركة فريق يجمع “نجوم فلسطين”‬ ‫في البطولة العربية‪ ،‬ذكر رئيس نادي شباب رفح‪ ،‬أن‬

‫هذا القرار مجرّد اجتهادات إعالمية‪ ،‬مشيرا إلى أن ناديه‬ ‫تواصل مع االتحاد بخصوص األمر‪ ،‬إال أنه لم يحصل‬ ‫على رد حاسم حتى اآلن‪.‬‬ ‫بطوالت ساحات شعبية‬

‫واتفق رأفت القن مدافع شباب رفح مع رئيس ناديه‪،‬‬ ‫حول أحقية ناديه بتمثيل فلسطين في البطولة العربية‪.‬‬ ‫وأوضــح القن أنه ليس من حق أي جهة اللعب في‬ ‫البطولة العربية‪ ،‬سوى شباب رفــح‪ ،‬قائال‪“ :‬إذا لم‬ ‫نشارك أعتقد أن بطوالت الساحات الشعبية ستكون‬ ‫أفضل من اللعب في المسابقات الرسمية بغزة”‪.‬‬ ‫وبـيّــن أنــه يترقب برفقة زمــائــه الالعبين وإدارة‬ ‫وجماهير ناديه‪ ،‬قرار اتحاد القدم النهائي‪ ،‬مطالبا بحق‬ ‫ناديه أسوة بفرق دوري المحترفين بالضفة المحتلة‪.‬‬

‫دعم غزي واسع‬ ‫وحصل شباب رفح على دعم العديد من األندية الغزية‪،‬‬ ‫بعدما رفعت جماهيرها يافطات تحمل عبارات الدعم‬ ‫والتأكيد على حق “الزعيم” بتمثيل فلسطين خارجيا‪.‬‬ ‫وظهرت في عــدد من المالعب‪ ،‬الفتات تطالب بحق‬ ‫الفريق الرفحي بالمشاركة في البطولة العربية‪ ،‬خاصة‬ ‫أن اإلدارة تلقت وعدا من الرجوب بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫وشهدت مباراة شباب رفح وبيت حانون األهلي في‬ ‫دور الـ‪ 32‬لكأس غزة‪ ،‬موجة تضامنية واسعة‪ ،‬بعدما‬ ‫رُفعت الفتات كتب عليها‪“ :‬ال لحرمان شباب رفح بطل‬ ‫كأس فلسطين من المشاركات الخارجية”‪.‬‬ ‫القرار النهائي‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد سامي أبو الحصين األمين العام المساعد‬

‫باالتحاد الفلسطيني لكرة القدم‪ ،‬أن األمور غير واضحة‬ ‫حتى اللحظة بخصوص هوية الفريق الذي سيم ّثل‬ ‫الوطن في البطولة العربية‪.‬‬ ‫وذكر أبو الحصين أن القرار النهائي‪ ،‬سيصدر يوم‬ ‫الثاني والعشرين من أبريل الجاري‪ ،‬في اجتماع المكتب‬ ‫التنفيذي لالتحاد‪.‬‬ ‫وبيّن أن الرجوب وقّع على قرار مشاركة فلسطين في‬ ‫البطولة العربية‪ ،‬دون أن يحدد هوية الفريق حتى اآلن‪،‬‬ ‫موضحا أن ما يقال هو مجرّد اجتهادات إعالمية‪.‬‬ ‫يشار إلى أن االتحاد العربي أعلن عن زيــادة قيمة‬ ‫الجوائز المالية للبطولة‪ ،‬إذ سيحصل البطل على ‪5‬‬ ‫ماليين دوالر‪ ،‬بينما سينال الوصيف ‪ 2.5‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫مقابل مليون دوالر للثالث‪.‬‬

‫دوري المحترفين الجزئي‬

‫«مهاجم األمل»‬ ‫يخطف األضواء‬ ‫في كأس القطاع‬ ‫غزة ‪ -‬فادي حجازي‬ ‫خطف تامر مكرم مهاجم فريق‬ ‫األمــل‪ ،‬األضــواء في بطولة كأس‬ ‫القطاع‪ ،‬عقب قيادته ناديه للفوز‬ ‫على جمعية الصالح (‪ ،)4-5‬ضمن‬ ‫منافسات دور الـ‪ 32‬من المسابقة‪.‬‬ ‫وســجــل مــكــرم ربــاعــيــة لألمل‬ ‫“سوبر هاتريك” ضد الصالح‪،‬‬ ‫ما جعله يتصدر ترتيب هدافي‬ ‫البطولة برصيد ‪ 7‬أهـــداف‪ ،‬بعدما‬ ‫أحرز ‪ 3‬أهداف في األدوار التمهيدية‪.‬‬ ‫ويعدّ الالعب أحد أكثر المهاجمين تسجيال‬ ‫لألهداف في قطاع غزة هذا الموسم‪ ،‬إذ‬ ‫سبق له الحصول على لقب هداف دوري‬ ‫الدرجة الثانية فرع “الوسطى والجنوب”‬ ‫برصيد ‪ 10‬أهداف‪.‬‬ ‫يشار إلى أن األمل سيلعب في دور الـ‪ 16‬من‬ ‫كأس القطاع مع القادسية‪ ،‬وتم ّثل المواجهة‬ ‫فرصة أخــرى لمكرم لمواصلة ظهوره‬ ‫القوي في المسابقة‪.‬‬

‫«‪ »5‬فرق تسعى للنجاة من الهبوط اليوم‬ ‫الضفة املحتلة ‪ -‬الرسالة‬ ‫تجري مساء اليوم الخميس‪ ،‬خمس مباريات حاسمة في دوري‬ ‫المحترفين الجزئي‪ ،‬لتحديد هوية الهابط الثالث لدوري الدرجة‬ ‫الثانية بالضفة المحتلة‪ ،‬بعد سقوط سلوان وبيت أمر‪.‬‬ ‫ويلعب طوباس (السادس ‪ 28‬نقطة) مع نظيره شباب العبيدية‬ ‫(الرابع ‪ 33‬نقطة)‪ ،‬وفيها يكفي التعادل لبقاء األول في المسابقة‪.‬‬ ‫ويلتقي بيت أمر (الثاني عشر واألخير ‪ 7‬نقاط) مع جنين‬ ‫(السابع ‪ 27‬نقطة)‪ ،‬إذ يطمح األخير لالنتصار‪ ،‬لضمان نجاته‬ ‫من الهبوط‪.‬‬ ‫كما يواجه القوات الفلسطينية (الثامن ‪ 27‬نقطة) منافسه‬ ‫هالل أريحا (الخامس ‪ 29‬نقطة)‪ ،‬وعينه على النقاط الثالث‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ويتحدى إسالمي قلقيلية (التاسع ‪ 27‬نقطة) نظيره شباب‬ ‫األمعري (األول ‪ 48‬نقطة)‪ ،‬في موقعة مصيرية لألول‪.‬‬ ‫وتختتم لقاءات اليوم‪ ،‬بمواجهة شباب يطا (العاشر ‪ 25‬نقطة)‬ ‫وسلوان (الحادي عشر وقبل األخير ‪ 12‬نقطة)‪ ،‬حيث يسعى يطا‬ ‫لالنتصار من جهة‪ ،‬وترقب خسارة أحد األندية األربعة األخرى‬ ‫ألجل بقائه في المسابقة من جهة أخرى‪.‬‬

‫الهندي أصغر مسجل لألهداف يف الكأس‬ ‫غزة ‪ -‬الرسالة‬ ‫صعد الهالل لدور الـ‪ 16‬من كأس قطاع غزة‪ ،‬إثر انتصاره الغالي على نظيره‬ ‫التفاح (‪ ،)1-2‬ضمن منافسات دور الـ‪ 32‬من المسابقة‪.‬‬ ‫ويدين الهالل بفوزه إلى إبراهيم الهندي‪ ،‬الذي سجل الهدف الثاني للفريق في‬ ‫الدقيقة ‪ 54‬من ضربة رأسية‪ ،‬عندما كانت النتيجة تشير للتعادل اإليجابي (‪.)1-1‬‬ ‫ويعتبر الهندي أصغر مسجل لألهداف في مسابقة الكأس هذا الموسم‪ ،‬إذ يبلغ‬ ‫من العمر “‪ 17‬عاما” فقط‪.‬‬ ‫وتدرّج الالعب ضمن فئات الناشئين في الهالل‪ ،‬حتى وصل الفريق األول هذا‬ ‫الموسم‪ ،‬قبل أن يحصل على ثقة حازم الوزير المدير الفني للفريق بالظهور‬ ‫في بعض لقاءات الدوري والكأس‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الهالل سيلعب في الدور المقبل مع نظيره شباب معن الفائز‬ ‫على المجمع اإلسالمي (‪ )2-3‬بركالت الترجيح‪ ،‬عقب التعادل (‪ )2-2‬في الوقت‬ ‫األصلي‪.‬‬


‫رياضية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l re s a l a h . p s‬‬

‫شهداء مسيرة العودة حاضرون‬ ‫في دوري المحترفين‬

‫دغش يحرز‬ ‫برونزية‬ ‫البطولة‬ ‫المتوسطية‬ ‫للمصارعة‬ ‫بالجزائر‬

‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬

‫مع عودة قطار دوري‬ ‫املحترفين لكرة القدم‪ ،‬حضر‬ ‫شهداء مسيرة العودة الذي‬ ‫سقطوا ىلع أرض غزة العزة‬ ‫إحيا ًء ليوم األرض‪ ،‬فكان‬ ‫املشهد حاضرا خالل لقاء‬ ‫جبل املكبر وشباب الخضر‬ ‫ىلع ملعب الحسين بن‬ ‫علي يف الخليل‪.‬‬ ‫مع إطاللة أول هدف أحرزه الخضر عن طريق العبه حازم‬ ‫الرخاوي‪ ،‬غابت االحتفاالت واقتصرت على قراءة الفاتحة‬ ‫على أرواح الشهداء والحال ذاته مع تسجيل الهدف الثاني‬ ‫عن طريق نفس الالعب‪.‬‬ ‫يقول الرخاوي‪« :‬نزلت أرضية الملعب وفكري منصب حول‬ ‫ما يجري في قطاع غزة الحبيبة‪ ،‬كنت أتوقع في كل لحظة‬ ‫أن يأتي خبر استشهاد قريب أو صديق أو جار أو حبيب‪،‬‬ ‫وعليه األمور كانت هناك ضبابية في التفكير في مجريات‬ ‫اللعب‪ ،‬فلم أجد أفضل من أن نقرأ الفاتحة على أرواحهم»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬قبل أن ننزل إلى أرض الملعب تحدثت مع كافة‬ ‫الالعبين وقلت لهم احتفالنا بأي هدف نسجله سيكون‬ ‫قراءة الفاتحة ال غيره وبالفعل كان ما خطط له‪ ،‬فحضر‬ ‫معنا الشهداء وكانوا الدافع األكبر لي شخصيا بأن ألعب‬ ‫بــروح عالية وأحــرز الهدفين وأقــود فريقي إلى جانب‬ ‫زمالئي اآلخرين إلى الفوز وترك المركز األخير»‪.‬‬ ‫وحول مجريات المباراة قال الرخاوي‪« :‬نزلنا أرضية‬ ‫الملعب وال يوجد شيء نخسره‪ ،‬لعبنا بأعصاب هادئة‬

‫الجزائر ‪ -‬الرسالة‬ ‫وبخطة شاملة وضعها المدرب المحنك عبد اهلل الصيداوي‬ ‫ولعبنا على قلب رجل واحــد‪ ،‬وبحمد اهلل كان التوفيق‬ ‫حليفنا‪ ،‬وال أخفي على أحد أننا خالل فترة توقف الدوري‬ ‫لم نتوقف عن التدريبات سوى ‪ 6‬أيام»‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الروح القتالية برزت لدى كافة الالعبين ولو‬ ‫حالفنا الحظ ألحرزنا غلة من األهداف‪ ،‬لكن غياب الخبرة‬ ‫عن بعض الالعبين حال دون ذلــك‪« ،‬لكن هذا ال يمنع‬ ‫أن نقول كلمة حق وهو أن الخضر كسب فريقا سيكون‬ ‫له الشأن الكبير مستقبال إذا حافظ على العناصر وذلل‬ ‫القائمون الصعاب التي من شأنها أن تعيق التقدم»‪.‬‬ ‫وأشاد الرخاوي بأداء المدير الفني الصيداوي‪ ،‬وقال في هذا‬ ‫الصدد‪« :‬لو تواجد منذ البداية لراهنت أنا واآلخرون على أن‬ ‫الخضر سيكون أقل شيء في منتصف الالئحة‪ ،‬وأن هبوط‬ ‫الفرق إذا ما حدث لن يكون نهاية المشوار‪ ،‬سيعود بسرعة‬ ‫إلى المحترفين لكن يحتاج إلى وقفة جادة من القائمين‬ ‫والالعبين والحريصين بمعنى على الجميع االلتفاف حوله‬ ‫وعدم تركه وحده»‪.‬‬

‫‪٢١‬‬

‫نــجــح العـــب فــريــق االتـــحـــاد الــريــاضــي‬ ‫الفلسطيني األميركي للمصارعة‪ ،‬مالك‬ ‫دغش‪ ،‬في حصد الميدالية البرونزية‪ ،‬ضمن‬ ‫منافسات النسخة الثالثة من بطولة البحر‬ ‫األبيض المتوسط للمصارعة التي أقيمت في‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫وتغلب دغش على مصارعين من الجزائر‬ ‫وفرنسا وإيطاليا‪ ،‬في وزن تحت ‪ 74‬كغم‪،‬‬ ‫قبيل وصوله إلى الدور النهائي لمنافسات‬ ‫مجموعته التي خسر فيها المركز األول أمام‬ ‫المصارع السوري محمد األسطة‪ ،‬والمركز‬ ‫الثاني أمام أحد العبي المنتخب اليوناني‪.‬‬ ‫وكان فريق المصارعة في االتحاد الفلسطيني‬ ‫األميركي‪ ،‬قد حظي بفرصة تاريخية لتمثيل‬ ‫دولة فلسطين‪ ،‬في إحدى أهم البطوالت التي‬ ‫تجري على الصعيد الدولي‪ ،‬حيث شارك‬ ‫ثالثة مصارعين في المنافسات‪ ،‬إلى جانب‬ ‫‪ 227‬مصارعا من ‪ 10‬دول مُطلة على ساحل‬ ‫المتوسط‪.‬‬

‫وقدم رئيس االتحاد الرياضي الفلسطيني‬ ‫األميركي‪ ،‬الدكتور علي أبو هاللة‪ ،‬شكره‬ ‫الكبير لالعبين‪ ،‬وائل الحاج‪ ،‬محمد الخطيب‪،‬‬ ‫مالك دغش‪ ،‬على األداء الرجولي الكبير الذي‬ ‫قدموه خالل المنافسات‪ ،‬مؤكدا على أهمية‬ ‫الفرصة التي أتيحت لالعبين لالحتكاك‬ ‫بالعبين مميزين من العديد من دول العالم في‬ ‫تجمع رياضي كبير‪.‬‬ ‫وكان رئيس االتحاد الفلسطيني للمصارعة‪،‬‬ ‫محمد هندة‪ ،‬قد حضر منافسات البطولة‪ ،‬حيث‬ ‫أعرب في تغريدة له على حسابه على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬عن فخره بالالعب‬ ‫دغش‪ ،‬وبجهود االتحاد الرياضي الفلسطيني‬ ‫األميركي‪ ،‬وبالتعاون الوثيق والمتواصل معه‬ ‫من أجل ترتيب المشاركات الفلسطينية في‬ ‫المحافل الرياضية القارية والدولية في كافة‬ ‫األلعاب وإعطاء الفرصة الكافية لالعبينا في‬ ‫الشتات لتمثيل وطنهم في تلك المسابقات‪.‬‬ ‫وكانت الجزائر البلد المُضيف للبطولة قد‬ ‫حصدت ‪ 99‬ميدالية في المنافسات منها ‪41‬‬ ‫ذهبية‪ 40 ،‬فضية‪ 18 ،‬برونزية‪.‬‬


‫‪٢٢‬‬

‫رياضية‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫كم نقطة أهدى ميسي برشلونة في «الليغا»؟‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫يفكر جمهور برشلونة بعد كل مباراة يتألق فيها ليونيل ميسي‬ ‫بعزف منفرد‪ ،‬كيف سيكون حال الفريق بعد اعتزاله‪ ،‬وأكبر‬ ‫دليل على ذلك وضع الفريق أمام إشبيلية في الدوري اإلسباني‬ ‫وتأخره بهدفين‪ ،‬قبل أن ينزل “البرغوث” بديال ليقود انتفاضة‬ ‫في دقيقة واحدة بهدفين أحدهما له‪ ،‬ليجنب فريقه أول خسارة في‬ ‫الدوري اإلسباني هذا الموسم‪ ،‬رغم أنه ليس في كامل لياقته البدنية‪.‬‬ ‫ومنح ميسي برشلونة نقطة ثمينة ليقترب أكثر من حسم لقب “الليغا”‬ ‫ورفع رصيده إلى ‪ 25‬هدفا في صدارة هدافي المسابقة‪ ،‬لكن‬ ‫هل يمكن معرفة كم نقطة بالتحديد تسبب فيها األسطورة‬ ‫األرجنتيني هذا الموسم‪ ،‬سواء بأهدافه أو بتمريراته‬ ‫الحاسمة؟‪.‬‬ ‫في الواقع تشير لغة األرقــام إلى أن ميسي حسم‬ ‫لـ”البرشا” ‪ 17‬نقطة على األقــل بشكل مباشر‪ ،‬فمن‬ ‫بين ‪ 25‬هدفا سجل ميسي ‪ 7‬أهداف‪ ،‬حسمت ‪ 12‬نقطة‬ ‫للفريق‪ ،‬وذلك بتسجيله هدفين في الفوز على أالفيس‬ ‫(‪ ،)0-2‬وهدف التعادل مع سيلتا فيغو (‪ ،)2-2‬وهدف‬ ‫الفوز من ركلة ثابتة على أالفيس أيضا (‪ ،)1-2‬وبنفس‬ ‫الطريقة خالل التعادل مع الس بالماس (‪.)1-1‬‬ ‫وأمام أتلتيكو مدريد سجل هدف الفوز (‪ )0-1‬من ركلة‬ ‫حرة رائعة‪ ،‬وهو الهدف الذي حسم صراعات الصدارة‬ ‫بنسبة كبيرة‪ ،‬وأخيرا هدفه الذي منح “البرشا” التعادل‬ ‫‪ 2-2‬مع إشبيلية في الوقت القاتل قبل أيام قليلة‪.‬‬ ‫وتــم استبعاد “هاتريك” ميسي أمــام إسبانيول‪،‬‬ ‫ورباعية أمــام إيبار‪ ،‬وثنائية أمــام ريــال بيتيس‪،‬‬ ‫وهدفه أمــام ريــال مدريد‪ ،‬ألن “البرشا” كان‬ ‫سيحقق نفس النقاط إذا لم يسجل في هذه‬ ‫المباريات‪.‬‬ ‫أما على صعيد التمريرات الحاسمة فقد صنع‬ ‫“البرغوث” ‪ 12‬هدفا‪ ،‬منها ‪ 3‬تمريرات حسمت ‪5‬‬ ‫نقاط‪ ،‬وذلك خالل الفوز على خيتافي (‪)1-2‬‬ ‫بصناعة هدف لباولينيو‪ ،‬كما مرر لجوردي ألبا‬ ‫خالل التعادل مع فالنسيا (‪ ،)1-1‬ولجيرارد‬ ‫بيكيه في التعادل مع إسبانيول (‪.)1-1‬‬ ‫ولعب نفس الدور في أكثر من لقاء‪ ،‬عندما‬ ‫سجل هدفين وصنع آخر خالل الفوز على‬ ‫الس بالماس (‪ ،)0-3‬كما سجل من ركلة حرة‬ ‫وصنع لسواريز في الفوز المثير على ريال سوسييداد (‪.)2-4‬‬

‫«‪ »4‬عرب ضمن التشكيل املثالي‬ ‫ألفضل األفارقة يف أوروبا‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫حجز ‪ 4‬العبين عرب ضمن التشكيل المثالي الخاص‬ ‫بأفضل النجوم األفــارقــة المتألقين في منافسات‬ ‫الجولة الماضية من الدوريات األوروبية‪ ،‬والصادر‬ ‫عن موقع “أفريكا فوتبول دايلي”‪ ،‬المتخصص في‬ ‫متابعة كرة القدم األفريقية‪.‬‬ ‫وشهد التشكيل المثالي وجود كل من المصري محمد‬ ‫صالح نجم ليفربول اإلنجليزي‪ ،‬والتونسي إلياس‬ ‫السخيري العــب خط وســط مونبلييه الفرنسي‪،‬‬ ‫والجزائري عيسى ماندي مدافع بيتيس اإلسباني‪،‬‬

‫والمغربي مهدي بنعطية مدافع يوفنتوس اإليطالي‪.‬‬ ‫وتشهد دوريات “القارة العجوز” تألقا الفتا للنجوم‬ ‫العرب‪ ،‬ولو أن صالح متصدر ترتيب الهدافين في‬ ‫الدوري اإلنجليزي‪ ،‬يظل بكل تأكيد األفضل‪ ،‬بفضل‬ ‫مساهمته في ‪ 39‬هدفا ما بين صناعة وتسجيل من‬ ‫جملة ‪ 75‬هدفا سجلها ليفربول في “البريميرليغ”‪.‬‬ ‫ويعتبر صالح المرشح األبرز للفوز من جديد بلقب‬ ‫أفضل العب إفريقي‪ ،‬خاصة إذا ما نجح في الحفاظ‬ ‫على مستواه الحالي خالل منافسات كأس العالم‬ ‫التي سيواجه فيها مع منتخب بالده في الدور األول‪،‬‬ ‫منتخبات السعودية‪ ،‬وأوروغواي‪ ،‬وروسيا‪.‬‬

‫“وجبة هامبورغر” تتسبب يف‬ ‫التحقيق مع مالك ناد إنجليزي‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫تسببت وجبة هامبورغر‪ ،‬دعا لها أندي هولت مالك فريق إكرينجتون‬ ‫ستانلي‪ ،‬الذي يتصدر دوري الدرجة الرابعة اإلنجليزي‪ ،‬العبيه‪ ،‬في‬ ‫التحقيق معه‪ ،‬بعدما جعلها مكافأة لهم في حال فوزهم بأي مباراة‪.‬‬ ‫وال يستند التحقيق إلى أن هذه الممارسة قد تكون ضد النظام الغذائي‬ ‫الذي يفترض أن يتبعه العب كرة القدم المحترف‪ ،‬لكن إلى المادة (‪ )61.6‬من‬ ‫الئحة األندية المحترفة بالدوريات األدنى في إنجلترا‪ ،‬والتي تنص على‬ ‫أن جميع الحوافز والمكافآت التي تدفع لالعبي كرة القدم يجب أن يكون‬ ‫منصوصا عليها في العقد‪.‬‬ ‫وتلقى هولت رسالة من رابطة الدوري اإلنجليزي لشرح الوضع عما‬ ‫يفعله على موقع التواصل االجتماعي “تويتر”‪ ،‬مدعيا أنه في حالة‬ ‫الفوز يعطي ‪ 200‬جنيه إسترليني لالعبيه لتناول الطعام‪ ،‬لكن إذا خسروا‬ ‫يدفعون هم ثمن الطعام‪.‬‬ ‫وقال هولت‪“ :‬إنها طريقتنا لالحتفال‪ ،‬إنها أموالي‪ ،‬وليست أموال النادي‪،‬‬ ‫وأنا أحتفظ بحقي في شراء الهامبورغر ألي شخص أريده”‪.‬‬ ‫يشار إلى أن إكرينجتون يتصدر دوري الدرجة الرابعة اإلنجليزي برصيد‬ ‫‪ 80‬نقطة‪ ،‬متقدما بفارق ‪ 3‬نقاط عن أقرب مالحقيه فريق لوتون تاون‬ ‫صاحب المركز الثاني‪.‬‬

‫توتنهام حقق أرباحا قياسية يف املوسم املاضي‬ ‫الرسالة ‪ -‬وكاالت‬ ‫أكد نادي توتنهام أنه حقق أرباحا قياسية خالل‬ ‫السنة المالية المنتهية في ‪ 30‬يونيو ‪ ،2017‬مسجال‬ ‫‪ 306.3‬مليون جنيه إسترليني (‪ 431‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫بعد وصوله ألعلى مركز في تاريخه بالدوري‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬وتأهله إلى دور المجموعات في دوري‬ ‫أبطال اوروبا‪.‬‬ ‫ومع بدء سريان عقد البث التلفزيوني لمباريات‬ ‫الــدوري اإلنجليزي‪ ،‬الــذي تبلغ مدته ‪ 3‬سنوات‪،‬‬ ‫حصل توتنهام على أرباح تلفزيونية واعالمية‬ ‫بقيمة ‪ 149.8‬مليون جنيه إسترليني‪ ،‬أي أكثر من‬ ‫‪ 94.8‬مليون جنيه إسترليني في الموسم السابق‪،‬‬

‫عندما احتل المركز الثاني خلف البطل تشيلسي‪.‬‬ ‫وحــصــل توتنهام نتيجة مشاركته فــي دور‬ ‫المجموعات بدوري األبطال‪ ،‬ودور الـ‪ 32‬في الدوري‬ ‫األوروبـــي‪ ،‬على مكافأة تبلغ ‪ 44.6‬مليون جنيه‬ ‫إسترليني‪.‬‬ ‫ورغــم بيع التذاكر بالكامل في كل مباراة‪ ،‬فإن‬ ‫األرباح انخفضت من ‪ 22.2‬مليون إلى ‪ 19‬مليون جنيه‬ ‫إسترليني‪ ،‬بعد هدم المدرج الشمالي الشرقي بملعب‬ ‫“وايت هارت لين” خالل الموسم الماضي‪.‬‬ ‫وأوضــح الــنــادي أن التكلفة اإلجمالية إلنشاء‬ ‫االستاد الجديد الــذي تبلغ سعته ‪ 62‬ألف مقعد‪،‬‬ ‫ارتفعت من ‪ 115.3‬مليون جنيه إسترليني إلى ‪315.1‬‬ ‫مليون خالل هذه الفترة‪.‬‬


‫لكل األسرة‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫أخالقيات غائبة في خالفات الزوجين‬ ‫د‪ .‬خالد رُوشه‬

‫بابا وماما‬ ‫رشا فرحات‬

‫لحظات الغضب لحظات كاشفة‬ ‫لحقيقة القيم واملبادئ والطبائع‪،‬‬ ‫وأوقات الشدائد مسفرة عن معدن‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والخالفات موطن مناسب‬ ‫لبيان القدرة ىلع االستمساك‬ ‫بالتعاليم والثوابت‪.‬‬ ‫وفــي تلك اللحظات الملتهبة تُنسى الوصايا‬ ‫النبوية ويغفل الناس عن كريم المعاني التي أمر‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم فيها أن يحسن الرجل‬ ‫إلى زوجته إحسانا‪ ،‬فقال « خيركم خيركم ألهله‬ ‫وأنا خيركم ألهله «‪ ،‬وقال‪« :‬استوصوا بالنساء‬ ‫خيرا»‪ ،‬وقال‪« :‬ال يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها‬ ‫خلقا أحب منها آخر» اخرجه مسلم‪ ،‬ووصف المرأة‬ ‫الصالحة بأنها « إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها‬ ‫حفظته»‪.‬‬ ‫بل أمر بأن يكون عمل الزوجين في الخالف سائرا‬ ‫نحو الصلح والتصالح فقال سبحانه «والصلح‬ ‫خير وأحضرت األنفس الشح»‪.‬‬ ‫وأنا ههنا اؤكد على خمسة اخالق في الخالفات‪:‬‬ ‫فاألول‪ :‬العدل‪ ،‬فكثير من الرجال يطلب حقه وينسى‬ ‫واجباته‪ ،‬وهذا خلل في مطلب العدل‪.‬‬ ‫وكثير من النساء ال ترى في زوجها عند الخالف‬ ‫إال كل نقيصة‪ ،‬وتنسى الخير‪ ،‬فتكون كما قال النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم عن النساء «يكفرن العشير»‪.‬‬ ‫فالعدل مطلب أساسي عند الــخــاف‪ ،‬ومطلب‬ ‫أخالقي إسالمي يبنى على أساسه الصلح‪ ،‬وينشأ‬

‫‪٢٣‬‬

‫همة عالية‬

‫الحق‪ ،‬ويتم الرضى والتراضي بين الزوجين‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬كظم الغيظ‪ ،‬فاهلل عز وجل قد وكل القوامة‬ ‫للرجل واوكل بها صالحية التطليق‪ ،‬ولكنه سبحانه لم‬ ‫يعط الرجل أهلية التطليق كي يستخدم ذلك كلما غضب‪.‬‬ ‫وكم من بيت تهدم ألجل عدم قدرة الزوج على كظم‬ ‫الغيظ‪ ،‬فكثر تطليقه لزوجته‪ .‬ومن كظم الغيظ عدم‬ ‫التجرؤ على إيذاء الزوجة‪ ،‬وعدم اإلقدام على سبابها أو‬ ‫االنتقاص منها أو تقبيحها‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬الوفاء‪ ،‬قال سبحانه منبها إلى هذا الخلق‬ ‫العظيم «وال تنسوا الفضل بينكم»‪.‬‬ ‫فليس بمجرد الخالف بين الزوجين يتناسى أحدهما‬ ‫وفاءه تجاه زوجه‪ ،‬فالوفاء خلق يعمل عمل الجاذب‬ ‫للفرقاء في لحظة الخالفات‪ ،‬وعمل المطهر لما قد يحيك‬ ‫في النفس‪ ،‬فيذكر كل منهما لحظات الفضل‪ ،‬ولحظات‬

‫طفلك‬ ‫هل لدى ولدك مكان خاص ألداء‬ ‫واجباته املدرسية؟‬ ‫إذا كان جوابك ال‪ ،‬فعليك إذا أن تفكري جدّيًا في هذه المسألة‪ .‬ابدئي‬ ‫بتخصيص ركن خاص به في المنزل تضعين فيه كل ما يلزمه من‬ ‫أدوات يحتاج إليها أثناء قيامه بالفروض المدرسية‪ .‬فأنت بذلك‬ ‫تجعلين من فترة الواجبات المدرسية عادة يتخذها طوال المرحلة‬ ‫المدرسية‪.‬‬ ‫ويؤكد التربويون أن التالمذة الذين اعتادوا القيام بواجباتهم المدرسية‬ ‫في ركن خاص بهم‪ ،‬يكون أداؤهم المدرسي أفضل بكثير من أولئك‬ ‫الذين ليس لديهم ركن خاص بهم‪ .‬وهذه بعض اإلرشادات التي يمكنك‬ ‫اتباعها للقيام بذلك‪:‬‬ ‫ حددي مكانًا مالئمًا في المنزل‪ ،‬واجعلي ولدك يساهم في اختياره‪.‬‬‫فهناك أوالد يفضلون المكان الهادئ وبعضهم يفضل األمكنة القريبة من‬ ‫التلفزيون‪ ،‬وآخرون يفضلون سماع الموسيقى‪ .‬فكري بالطريقة التي‬ ‫تريح ابنك في القيام بواجباته‪ ،‬واسمحي له بأن يضع لمساته الخاصة‬ ‫به‪ ،‬كأن تسمحي له بوضع ملصق يعجبه على الجدار أو أن يضع لعبة‬ ‫مفضلة لديه على المكتب‪ ،‬فإن ذلك سيشعره بخصوصية الركن‪ .‬ولكن‬ ‫تذكري أن هذا الركن يجب أن يكون في مكان شبه معزول عن كل ما يلهيه‪.‬‬ ‫ اختاري مكتبًا وكرسيًّا يستطيع ابنك أن يلمس األرض برجليه عند‬‫جلوسه‪ ،‬وأن يكون علو المكتب يالئم يديه وكتفيه‪ ،‬ما يشعره بالراحة‬ ‫وعدم االنزعاج إذا كانت لديه فروض كثيرة تتطلب منه الجلوس لفترة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ اجعلي كل األدوات التي يحتاج إليها‪ ،‬كالقرطاسية والمراجع‬‫والقواميس‪ ،‬متاحة بين يديه‪ ،‬كي ال يضيع‬ ‫الوقت في البحث عنها‪.‬‬ ‫‪http://www.lahamag.‬‬ ‫‪com‬‬

‫كيك‬ ‫بالبسكويت‬ ‫والشوكوالتة‬

‫المودة‪ ،‬ولحظات العطاء السابقة للخالفات‪ ،‬فتلين‬ ‫قلوبهما‪ ،‬ويتراضيا‪ ،‬وينبذا الشيطان‪.‬‬ ‫والرابع‪ :‬العفو‪ ،‬إذ يقول سبحانه وتعالى «وأن‬ ‫تعفو أقرب للتقوى»‪ ،‬فليعف كل صاحب حق من‬ ‫الزوجين عن اآلخر‪ ،‬فإن العفو مكرمة‪ ،‬وهو مذيب‬ ‫لكل خالف‪ ،‬والعفو والوفاء قرينان‪ ،‬فمن كان لديه‬ ‫وفاء سهل عليه العفو‬ ‫والخامس‪ :‬العطاء‪ ،‬فعلى الزوج أن يكون معطاء‬ ‫لزوجته حتى لو خالفته‪ ،‬وحتى لو حصل بينهما‬ ‫فراق‪ ،‬فعليه أن يذكر سابق الحسنى‪ ،‬وعليه أن‬ ‫يرعى إن كان بينهما أوالد‪ ،‬أن يحسن إليهم‪ ،‬وأن‬ ‫ينفق عليهم‪ ،‬وأن يداوم السؤال عليهم‪.‬‬ ‫‪http://www.almoslim.net‬‬

‫سفرتي‬

‫املكوّنات‬ ‫بسكويت شاي مستطيل‬ ‫الشكل ‪ 4 -‬علب‬ ‫للحشوة‪:‬‬ ‫زبدة ‪ 200 -‬غرام‬ ‫ك ــاك ــاو ‪ 100 -‬مالعق‬ ‫كبيرة‬ ‫ك ــري ــم كــرامــيــل ‪4 -‬‬ ‫ظروف‬ ‫قشطة ‪ 6 -‬علب‬ ‫للتغليفة‪:‬‬ ‫حبيبات شوكوالتة ‪ 400 -‬غرام‬ ‫كريمة سائلة للحلويات ‪ -‬كوبان‬ ‫سكر ‪ -‬ملعقتان كبيرتان‬ ‫زبدة ‪ -‬ملعقتان صغيرتان‬ ‫للتزين‪:‬‬ ‫جوز الهند ‪ -‬بحسب الرغبة‬ ‫شــوكــوالتــة مبشورة بحسب‬ ‫الرغبة‬ ‫طريقة العمل‬ ‫‪ -1‬لتحضير الحشوة‪ :‬في قدر‬ ‫على نــار متوسطة‪ ،‬ضعي‬ ‫الــزبــدة والــكــاكــاو والكريم‬ ‫كراميل والقشطة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخــلــطــي الــمــكــونــات‬

‫بواسطة خفاق يدوي حتى تتجانس‪.‬‬ ‫‪ -3‬لتحضير التغليفة‪ :‬في قدر على‬ ‫النار‪ ،‬ضعي الكريمة حتى الغليان‪.‬‬ ‫‪ -4‬أخــفــقــي فـــــوراً الــكــريــمــة فــوق‬ ‫الشوكوالتة الموضوعة في وعاء‬ ‫مقاوم للحرارة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أضيفي السكر والزبدة واخلطي‬ ‫جيداً حتى تذوب الشوكوالتة بالكامل‪.‬‬ ‫‪ -6‬ضعي مــقــدار ملعقة كبيرة من‬ ‫الحشوة على قطعة البسكويت‪.‬‬ ‫‪ -7‬وزّعي البسكويت في قالب تشيز‬ ‫كيك متحرك القاعدة حتى تملئيه‪.‬‬ ‫‪ -8‬أسكبي خليط التغليفة على وجه‬ ‫القالب‪.‬‬ ‫‪ -9‬وزّعــي جوز الهند والشوكوالتة‬ ‫المبشورة على وجه القالب‪.‬‬ ‫‪ -10‬أدخلي القالب إلى الثالجة لساعة‬

‫تأمل معي هذه البقعة الصغيرة التي حيرت‬ ‫العالم‪ ،‬والتي أقلقت أمن (إسرائيل)‪ ،‬فعاقب اهلل‬ ‫هذا العالم بداء القلق على (إسرائيل)! هذه غزة‬ ‫الوالدة‪ ،‬التي تهب كل حين بعدما يعتقد العالم‬ ‫بانها استسلمت!‬ ‫الــيــوم ســأتــحــدث عــن مــشــاركــة األبــنــاء في‬ ‫المناسباتالوطنية‬ ‫نحن ال نستطيع أن ننفصل أو نفصل أبناءنا‬ ‫عن المشاركة في كل الفعاليات الوطنية‪ ،‬حتى‬ ‫لو لم نقبل‪ ،‬أو طنشنا‪ ،‬أو لم يخطر ببالنا أن‬ ‫نشاركهم‪ ،‬فأبناؤنا يعودون لنا كل يوم وهم‬ ‫يعلمون من المدرسة أو األصدقاء أو الشارع‪،‬‬ ‫أن اليوم هو يوم األسير‪ ،‬أو يوم األرض‪ ،‬أو‬ ‫االستقالل‪.‬‬ ‫فرغم كــل مطالبات (إســرائــيــل) بــأن نفلتر‬ ‫المناهج‪ ،‬ورغــم ما يطول هذه المناهج من‬ ‫فلترة حقيقية في بعض المدارس‪ ،‬سواء على يد‬ ‫المدير أو المعلم‪ ،‬او سياسة المنظمة التعليمية‪،‬‬ ‫أو كل من له يد في توصيل المعلومة إلى‬ ‫الطفل‪ ،‬لكن يبقى الواقع هو ما يفرض األفكار‬ ‫على الطفل‪ ،‬ففي واقع يراه ويعيشه‪ ،‬ستفرض‬ ‫عليه المناسبات الوطنية فرضا‪ ،‬وسيشارك‬ ‫فيها بشكل او بآخر وبنسب متفاوتة‪.‬‬ ‫فمنذ يــوم األرض وأنــا أرى صــورا ألطفال‬ ‫يعبرون بطرقهم البسيطة الطريفة عن حبهم‬ ‫للوطن‪ ،‬وإذا سألتهم يقولون تعلمناها من بابا‬ ‫أو ماما‪ ،‬ودائما األب واألم هما الدليل األول‬ ‫للطفل‪ ،‬بالفطرة هيك‪ ،‬ولكن أيضا منهم من تعلم‬ ‫من تجارب أصدقائه في المدرسة‪.‬‬ ‫فمحمد عياش‪ ،‬الطفل الذي وضع بصلة أسفل‬ ‫الكمامة وظهر عبر كل الشاشات والصحف‪ ،‬هو‬ ‫صنيع والده الذي يحمل خبرة من مشاركته‬ ‫في االنتفاضة األولــى‪ ،‬وعلمه طــرق تفادي‬ ‫استنشاق الغاز المسيل للدموع‪.‬‬ ‫ورغم أننا طوال هذا الوقت من الزمن منذ يوم‬ ‫الهجرة إلى اليوم‪ ،‬نغيب أحيانا‪ ،‬ونتجاهل‬ ‫أحيانا‪ ،‬لكننا نعود للتوهج من جديد‪ ،‬ولو‬ ‫كانت (إسرائيل) تعلم المعنى الحقيقي للوطن‬ ‫المسلوب‪ ،‬الحتارت في وضع حلول لتعويضنا‪،‬‬ ‫ولكنها عوضا عن ذلك زادت من التضييق على‬ ‫أصحاب الحق‪ ،‬فكيف لهم أن ينسوا؟!! وهم‬ ‫يدفعون كل يوم ضريبة جديدة على مطالبتهم‬ ‫بحقهم‪ ،‬أي ظلم هذا‪ ،‬وكيف له أن ينسى؟!‬ ‫وكــأن اهلل سخر ظلمها دافعا لنتوارث في‬ ‫داخلنا أبا عن جد قصصنا وحلمنا بالعودة‪،‬‬ ‫ودافعا الستمرارية هذا الحلم‪.‬‬ ‫لن أقــول لكم اصطحبوا أبناءكم إلــى خيام‬ ‫العودة على الحدود كل جمعة‪ ،‬إذا كنتم تخافون‬ ‫عليهم من رصاصة طائشة‪ ،‬ال تفعلوا! ال‬ ‫تعلموهم فنون حب الوطن‪ ،‬ال تحتاج إلى تعلم‪،‬‬ ‫فهي فطرة‪ ،‬وتذكروا ما قاله محمد عليه الصالة‬ ‫والسالم في حب مكة‪« :‬واهلل يا مكة ألنت أحب‬ ‫البالد إلى اهلل‪ ،‬وأحب البالد إلى قلبي» مع أنه لم‬ ‫يعد إليها ولم يدفن فيها‪.‬‬ ‫ولــن أق ــول لكم شــاركــوهــم فــي الفعاليات‬ ‫الوطنية السنوية‪ ،‬فربما ستوقف المدارس‬ ‫الفعاليات يوما وفي أي عام من األعوام‪ ،‬وكله‬ ‫وفقا للسياسات‪.‬‬ ‫فقط أحكوا لهم قصص األجداد‪ ،‬وراقبوهم وهم‬ ‫يدفعون ثمن الحصار الجائر على قطاع غزة‪،‬‬ ‫من أحالمهم وأحالم رفقاء دربهم‪ ،‬وسيخرج‬ ‫هذا االضطهاد لنا بجيل جديد خلق من رحم‬ ‫المعاناة‪ ،‬جيل بعد جيل‪ ،‬يعيشها‪ ،‬وهذه المعاناة‬ ‫هي التي صنعت بداخله همة عالية‪ ،‬همة ال‬ ‫يمكن أن تقف إال بــإعــادة الحق ألصحابه‪،‬‬ ‫وسيعود حتما‪ ،‬ألن هذه المأساة ال يمكن أن‬ ‫نتوارثها أكثر من ذلك‪ ،‬لم نعد نحتمل‪.‬‬


‫‪٢٤‬‬

‫واحة الثقافة‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫«العراب» أحمد خالد توفيق‬ ‫مصر تودع‬ ‫ّ‬

‫بديع‬ ‫الكالم‬

‫تويف الطبيب والكاتب املصري أحمد‬ ‫خالد توفيق يوم االثنين عن عمر ناهز‬ ‫‪ 55‬عاما يف إحدى مستشفيات العاصمة‬ ‫املصرية القاهرة إثر أزمة صحية مفاجئة‪.‬‬ ‫وكان توفيق من الكتاب العرب القالئل‬ ‫الذين برعوا يف كتابة روايات الخيال‬ ‫العلمي وقصص الرعب فأصدر أكثر من‬ ‫سلسلة قصصية مثل “ما وراء الطبيعة”‬ ‫و”فانتازيا” و”سافاري”‪.‬‬ ‫أطلق عليه محبوه لقب “العراب” وهو ما رفضه مرارا‬ ‫قائال إن “الهالة التي يضفيها قراؤه عليه تزعجه عندما‬ ‫يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر من إمكاناته”‪.‬‬ ‫ولــد توفيق في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في‬ ‫العاشر من يونيو‪ /‬حزيران ‪ ،1962‬وتخرج في كلية‬ ‫الطب عام ‪ 1985‬وحصل على الدكتوراه في طب المناطق‬ ‫الحارة عام ‪.1997‬‬ ‫وأصدر العديد من الروايات منها “السنجه” و”يوتوبيا”‬ ‫و”مثل إيكاروس” و”في ممر الفئران”‪ ،‬كما صدر له عدد‬ ‫من القصص القصيرة منها “قوس قــزح”‪ ،‬و”عقل بال‬ ‫جسد”‪ ،‬و”حظك اليوم”‪“ ،‬اآلن نفتح الصندوق”‪ ،‬و”لست‬ ‫وحدك”‪.‬‬ ‫وترجم عشرات الكتب والروايات وكان يكتب مقاالت في‬ ‫بعض الصحف والمواقع اإللكترونية‪.‬‬ ‫اتسمت كتابات توفيق بالسخرية وسهولة السرد‪ ،‬وهو‬ ‫ما أثار كثيرا من االنتقادات له لكنه كان يرى أن الكتابة‬ ‫ال يجب أن “تعذب القارئ أو أن تشعره بالهزيمة أو‬ ‫الفشل”‪.‬‬ ‫كان توفيق مشغوال بمجتمعه وصور بعضا من أزماته‬ ‫في كتاباته حيث تناول قضايا مثل “االستقطاب”‬

‫بوابة الدموع‬

‫إعداد‪ :‬ياسمين عنبر‬

‫الترادف‪:‬‬

‫و”اتساع الفجوات االجتماعية والطبقية”‪ ،‬وتنتمي معظم‬ ‫أعماله لما يسمى باألدب الغرائبي‪ ،‬ومن أهمها سلسلة‬ ‫“ما وراء الطبيعة” التي ينظر إليها على أنها شكلت‬ ‫وجدان جيل من الشباب في مصر والعالم العربي‪.‬‬ ‫كما استخدم في أعماله ثيمة “الديستوبيا” أو أدب‬ ‫“المدينة الفاسدة” وهي نقيض اليوتوبيا ‪ -‬إذ تتحدث‬ ‫عن المستقبل‪ ،‬من خالل تصورات مظلمة يفقد فيها‬ ‫البشر الكثير من حريتهم‪ ،‬ومشاعرهم‪ ،‬ومواردهم مثل‬ ‫روايته “يوتوبيا”‪.‬‬ ‫وكــان معظم أبطاله من مدرسة “نقيض البطل” أو‬ ‫‪ Antihero‬وهــي الشخصيات التي تفتقر إلى‬ ‫مواصفات البطولة التقليدية كالمثالية والوسامة أو‬ ‫التمتع بجسد رياضي أو الشجاعة‪.‬‬

‫وفــي مقابلة مع بي بي ســي‪ ،‬فسر توفيق “النبرة‬ ‫التشاؤمية” التي اتسمت بها أعماله باليأس واإلحباط‬ ‫اللذين شعر بهما في أعقاب “فشل ثورة ‪ 25‬يناير”‪.‬‬ ‫شغلت فكرة الموت تفكير توفيق‪ ،‬خاصة بعد أن توقف‬ ‫قلبه ‪ 4‬مرات لكنه في كل مرة عاد لينبض بالحياة من‬ ‫جديد‪ ،‬وقال عن ذلك “لقد عدت للحياة يجب أن أتذكر هذا‬ ‫ربما كانت لعودتي داللة مهمة ال أعرف ربما كان هناك‬ ‫عمل مهم جدًا سوف أنجزه لكن ما هو؟ أخشى أن أكون‬ ‫قد عدت ألتلف ما قمت به في حياتي األولى”‪.‬‬ ‫وانتشر وسم باسمه على مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بعد اعــان خبر وفاته‪ ،‬ونعاه محبوه‪ ،‬مستخدمين‬ ‫اقتباسات من رواياته وكتاباته‪.‬‬ ‫املصدر‪BBC :‬‬

‫قصص قصيرة جدا‬

‫صالح عبد الستار الشهاوى‬

‫سميح القاسم‬ ‫أحبابنا‪ ..‬خلف الحدود‬ ‫ينتظرون في أسى ولهفة مجيئنا‬ ‫أذرعهم مفتوحة لضمنا لِشَمِّنا‬ ‫قلوبُهم مراجل األلم‬ ‫تدقّ‪ ..‬في تمزّق أصم‬ ‫تحارُ في عيونهم‪ ..‬ترجف في شفاههم‬ ‫أسئلة عن موطن الجدود‬ ‫غارقة في أدمع العذاب والهوان والندم‬ ‫***‬ ‫أحبابنا‪ ..‬خلف الحدود‬ ‫ينتظرون حب ًّة من قمحهم‬ ‫كيف حال بيتنا التريك‬ ‫و كيف وجه األرض‪ ..‬هل يعرفنا إذا‬ ‫نعود؟!‬ ‫يا ويلنا‪..‬‬ ‫حطامَ شعب الجئ شريد‬ ‫يا ويلنا‪ ..‬من عيشة العبيد‬ ‫فهل نعود؟ هل نعود؟!‬

‫أدعية‪:‬‬ ‫أشرت إليه قائال‪ :‬آخر البحر‪،‬‬ ‫فوقف قائال‪ :‬تفضل يا أستاذ‪..‬‬ ‫ثم بدأ حديثه موجها إياه إلى‬ ‫المقعد الخلفي الــذي أجلس‬ ‫فيه‪ ،‬حاكيا كيف أنــه يخرج‬ ‫صباحا إلــى عمله‪ :‬يا فتاح‬ ‫يــا عليم يــا رزاق يــا كريم‪،‬‬ ‫ويخرج شرطي المرور إلى‬ ‫عمله قائال أيضا‪ ،‬يا فتاح يا‬ ‫عليم يا رزاق يا كريم‪ .‬وفى‬ ‫آخــر الــيــوم يعود الشرطي‬ ‫فرحا مبتسما‪ ،‬بينما يعود‬ ‫هو باكيا بسبب قلة ما حصل‬ ‫عليه وضغوط األقساط وعدد‬ ‫مخالفات السير‪ .‬لــذا فهو دائما‬ ‫يدعو اهلل أن يرزقه براكب آخر وثالث‬ ‫في نفس المشوار‪ ،‬ساعتها لم أتابع حديثه إال قليال‪،‬‬ ‫فقد كنت أتمنى أال يصعد راكب آخر كي ابقى منفردا‬ ‫بالكرسي‪ ،‬كالنا أدرك أننا نلتقي في نقطة واحدة‪،‬‬ ‫وهى أن كلينا يدعو أن نصل بسرعة وأمان‪.‬‬ ‫عطش‪:‬‬ ‫ال‬ ‫في مساء الخميس الماضي ونحن ساهرون لي ً‬ ‫في الحقول في انتظار وصــول نوبة الــري التي‬ ‫مُدتها أربعة أيام (‪ -‬لوال سهرنا إلدراك أول وصول‬ ‫للنوبة ال نستطيع ري األرض‪ .‬فعند انتباه اآلخرين‬ ‫للماء يخرجون للري ونحن في نهاية الترعة نقضي‬ ‫لياليها سهارى حتى يأذن اهلل بوصول الماء الذي ال‬ ‫يصلنا نهاراً‪ ) -‬تركنا أبو أحمد بحثا عن بقايا من‬

‫هو داللة عدد من الكلمات املختلفة على‬ ‫معىن واحد‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ اجلود‪ ،‬والسخاء‪ ،‬واألرحيية‪ ،‬والندى‪،‬‬‫والسماحة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والبذل‪.‬‬ ‫ رأيت الشيء‪ ،‬وأبصرته‪ ،‬وعاينته‪،‬‬‫وشاهدته‪.‬‬ ‫ عام‪ ،‬سنة‪ ،‬حول‪.‬‬‫ طبيعة فالن‪ ،‬وخلقه‪ ،‬وسجيته‪،‬‬‫وسليقته‪،‬ونقيبته‪.‬‬ ‫ وجدت فالنا مسرورا‪ ،‬حمبورا‪ ،‬فرِحًا‪،‬‬‫ِ‬ ‫جذالً‪ ،‬بلجًا‪ ،‬مستبشرًا‪.‬‬ ‫ احلزن‪ ،‬الغم‪ ،‬الغمة‪ ،‬األسى‪ ،‬والشجن‪،‬‬‫الترح الوجد‪ ،‬الكآبة‪ ،‬اجلزع‪ ،‬األسف‪،‬‬ ‫اللهفة‪ ،‬احلسرة‪ ،‬اجلوى‪ ،‬احلرقة‪،‬‬ ‫واللوعة‪.‬‬ ‫ خاف الرجل‪ ،‬وفزع‪ ،‬وخشي‪ ،‬ووجل‪،‬‬‫وفرق‪ ،‬ورهب‪ ،‬وارتاع‪ ،‬وارتعب‪ ،‬وانذعر‪.‬‬ ‫ الرمحة‪ ،‬والرقة‪ ،‬والشفقة‪ ،‬واحلنو‪،‬‬‫واحلنان‪ ،‬والعطف‪ ،‬والرأفة‪.‬‬

‫أقالم‬ ‫الشبكة‬ ‫يامن نوباني‬

‫شيء ما يدعونا ألن نواصل‬ ‫ٌ‬ ‫احلياة وكأننا ننتظر فرحًا رمبا‬ ‫لن يأيت أبدًا‪ ،‬لكن هناك متعة يف‬ ‫انتظار أشياء ليست باحلسبان‬

‫أيمن العتوم‬

‫فروع شجر ناشف إلشعال النار لعمل الشاي‪ ،‬ولم‬ ‫ال حتى عاد يرتعد مُقسما بأغلظ األيمان انه‬ ‫يلبث قلي ً‬ ‫سمع ما يشبه الهاتف‪ -‬صوتا ليس له ِوجهة ولم‬ ‫يُعرف له مصدر‪ -‬ينادي‪ :‬يا هذا‪ .‬أي شأى تريدون أن‬ ‫تشربوا وزرعكم قُتل عطشا؟‬ ‫عادة‪:‬‬ ‫كــان من عادتها معي أن تقول ما تريد منى من‬ ‫خالل مقدمات وشروح وتفاسير‪ ،‬وكان من عادتي‬ ‫أ ّال أصغي إال للجزء األخير من حديثها‪ ،‬إال أنها هذه‬ ‫المرة أرادت أن تستولى على إصغائي منذ الوهلة‬ ‫األولى فقالت لي مباشرة ما تريد من دون مقدمات‬ ‫أو شروحات أو تفاسير‪ ،‬ولكن‪ -‬يا لألسف‪ -‬لم أكن‬ ‫أصغي في انتظار الجزء األخير من حديثها‪.‬‬

‫رغبة من ّا يف التفاعل والتواصل مع القراء واملهتمني الكرام ‪ ..‬يمكننا استقبال مشاركاتكم وآرائكم عرب الربيد االلكرتوني التالي ‪:‬‬

‫“ حنن مدفوعون بنداء أخالقي‬ ‫داخلي من أجل أن حنوز أكرب‬ ‫قدر من الرضى عن النفس؛‬ ‫بالعمل احلسن‪”..‬‬

‫سماح العيسى‬ ‫يف الباحة اخللفية‬ ‫من عمري‪..‬‬ ‫باقة أحال ٍم جمففة‬ ‫وحزن عظيم‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫‪Rash.Farahat222@gmail.com‬‬


‫مختارات‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪www. alresalah. ps‬‬

‫‪25‬‬

‫مسرية العودة‪ ..‬نحو الوحدة أم االنفصال؟‬ ‫أعادت مسيرة العودة‪ ،‬التي جرت يف ذكرى يوم األرض‪،‬‬ ‫األمور إلى نصابها‪ ،‬إذ ظهر الصراع ىلع حقيقته باعتباره‬ ‫صراعا بين شعب تحت االحتالل يناضل من أجل حقوقه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبين احتالل استعماري استيطاني‪.‬‬ ‫أبعادا كبيرة يف قطاع غزة‪ ،‬حيث تظاهر‬ ‫أخذت املسيرة‬ ‫ً‬ ‫عشرات اآلالف ‪ -‬يف أقل التقديرات ‪-‬ضمن فعاليات‬ ‫مخطط لها أن تستمر وتصل إلى ذروتها يف منتصف‬ ‫أيار‪ ،‬يف الذكرى السبعين للنكبة‪ ،‬ما يعني أن القضية‬

‫الفلسطينية التي ُه ّمشت عادت إلى الصدارة‪.‬‬ ‫تميزت ردة الفعل اإلسرائيلية ىلع املسيرة باالرتباك‬ ‫والغضب‪ ،‬كون ما جرى أصاب دولة االحتالل يف مقتل دون‬ ‫جرح إسرائيلي واحد‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ذكر العالم بحقيقة (إسرائيل)‬ ‫بأنها كيان غاصب غير شرعي‪ ،‬قام ىلع حساب أرض‬ ‫وتشريد شعبها‪ ،‬وسالحه استخدام القوة وارتكاب املجازر‬ ‫والقتل والتدمير والتمييز العنصري لطمس جرائمه‪ ،‬ولدفع‬ ‫الضحية ىلع نسيان ما يفعله الجالد بها‪.‬‬

‫هاني املصري‬

‫إن انهيار قطاع غزة ج ـرّاء الحصار والعدوان واالخــتــاف‪ ،‬وهــذا احتمال ليس مرجحًا حتى وفصائلية‪ ،‬والخلط ما بين الممكن وغير الممكن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬ملاذا اقتصرت‬ ‫والعقوبات ال يفتح طريق سقوط حكم «حماس» اآلن على األقل‪ ،‬مع ضرورة بذل أقصى الجهود والهدف اإلستراتيجي البعيد عن التحقيق اآلن‬ ‫مسرية العودة بهذا الزخم الكبري على‬ ‫أو استسالمها بما يؤدي إلى عودة السلطة ‪ -‬كما الضغوط لتحقيقه‪.‬‬ ‫واألهداف التكتيكية ممكنة التحقيق‪ ،‬لتكون قيادة‬ ‫القطاع؟‬ ‫فعل ‪ -‬وليس شكليًا ‪ -‬بقيادة العمل‬ ‫إن تفسير ذلك يعود إلى خصوصية القطاع بعد يتوهم البعض ‪ -‬ألنها ببساطة غير قادرة على أو باتجاه استمرار االنقسام وتحوله تدريجيًا ميدانية تقوم ً‬ ‫إعادة نشر القوات المحتلة‪ ،‬ما أعطى حرية حركة استالمه‪ ،‬بل هي تحتاج إلى سنوات من العمل إلى انفصال‪ .‬وفي هذه الحالة يمكن رمي غزة في الــذي جسد التحام الشعب بقواه ومؤسساته‬ ‫واالستعداد والتدريب وتغيير عالقات القوة في حضن مصر‪ ،‬أو تقوم دويلة غزة‪ ،‬مع أو من دون المختلفة‪.‬‬ ‫داخله سمحت بالتحرر‪ ،‬إلى حد معين‪،‬‬ ‫إلــحــاق معازل هناك مسألة أثارت الكثير من النقاش‪ ،‬وهي الثمن‬ ‫من قيود أوسلو والتزاماته‪ ،‬وبمراكمة‬ ‫الضفة بها إن لم الباهظ المتمثل بسقوط ‪ 17‬شهيدًا وأكثر من ‪1500‬‬ ‫عناصر القوة والمقاومة‪ ،‬وما أدى إليه‬ ‫تُربط باألردن‪.‬‬ ‫جريح‪ ،‬العديد منهم في حالة خطرة‪ ،‬أو سيعيش‬ ‫ذلك من فرض حصار جائر مستمر للعام‬ ‫ما حدث يوم اجلمعة وميكن أن حيدث يف األيام واألسابيع القادمة قد‬ ‫فــأول‪ ،‬يجب تحميل (إسرائيل)‬ ‫مسيرة العودة بإعاقة دائمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثاني عشر على التوالي‪.‬‬ ‫يقود إىل حترك دويل ومن الدول املعنية واملحيطة‪ ،‬وهذا سيؤدي إىل‬ ‫فــرصــة نـــادرة كامل المسؤولية عن هذه المجزرة‪ ،‬ألن قواتها‬ ‫وتفاقم هــذا الوضع بعدم فتح معبر‬ ‫فتح الطريق للوحدة الفلسطينية‪ ،‬وهذا حباجة إىل أن ترتقي القيادة‬ ‫ســـتـــســـتـــمـــر استهدفت المتظاهرين قبل وصولهم إلى الخط‬ ‫رفــح إال أليــام مــعــدودات طــوال العام‪،‬‬ ‫ألســابــيــع عــدة‪ ،‬الفاصل ما بين غزة ودولة االحتالل‪ ،‬في محاولة‬ ‫والفصائل والنخب إىل مستوى التحديات‪ ،‬أو إضافة سبب جديد‬ ‫وفرض اإلجــراءات العقابية‪ ،‬ما أوصل‬ ‫ويجب التقاطها إلرهابهم ومنعهم من مواصلة المسيرة غير آبهة‬ ‫أهل القطاع إلى حد ينذر باالنفجار‪ ،‬الذي‬ ‫لتعميق االنقسام وحتوله إىل انفصال حتت يافطة ختفيف احلصار‪.‬‬ ‫لتحقيق الوحدة بالقوانين الدولية التي تحرم استهداف المدنيين‬ ‫ال يعرف أحد إلى أين سيلقي بحممه‪،‬‬ ‫الــــضــــائــــعــــة‪ ،‬العزل وتضمن حقهم في التظاهر السلمي‪.‬‬ ‫فاختاروا التحرك باالتجاه الصحيح‬ ‫ألنـــهـــا جــســدت وثانيًا‪ ،‬علينا أن نختار بين أن تكون المسيرة‬ ‫قبل وصول األمور إلى لحظة االنهيار‬ ‫الوحدة وأهمية جماهيرية وسلمية وقـــادرة على االستمرار‬ ‫واالنفجار‪.‬‬ ‫كــان عنوان التحرك حق الــعــودة‪ ،‬مع إدراك القطاع‪ ،‬حتى تتمكن من ذلك إذا سارت األمور المقاومة الشعبية السلمية التي تشارك فيها والتعاظم‪ ،‬وتقديم نموذج قابل للتعميم في‬ ‫على ما يرام من دون منغصات‪.‬‬ ‫جــمــوع كبيرة وتضغط على نــقــاط الضعف التجمعات الفلسطينية األخرى‪ ،‬مع بذل كل الجهود‬ ‫الجميع أنها لن تتحقق اآلن‪ ،‬ولكن من المهم إحياء‬ ‫«حماس»‬ ‫حكم‬ ‫البديل الممكن والمنطقي عن‬ ‫اإلسرائيلية وتسعى لتحييد نقاط القوة‪ ،‬وتستند لتفادي وقوع ضحايا‪ ،‬أو تقليلها إلى أدنى حد‬ ‫قضية الالجئين بعد محاوالت تصفيتها‪ ،‬في حين‬ ‫كان الهدف المباشر رفع الحصار والعقوبات‪ ،‬االنفرادي إما حكومة وحدة أو وفاق وطني في إلى المقاومة المسلحة التي تكبح قوات االحتالل ممكن‪ ،‬وخصوصًا في ظل أن الظروف غير مهيأة‬ ‫إطــار شــراكــة حقيقية كاملة‬ ‫حاليًا لتحقيق أهــداف‬ ‫ومنع فرض عقوبات جديدة‪.‬‬ ‫وبــرنــامــج قــواســم مشتركة‬ ‫جــوهــريــة‪ ،‬مثل تجسيد‬ ‫أما الضفة الغربية‪ ،‬فشهدت تحركات محدودة‬ ‫متفق عليه‪ ،‬أو انتشار الفوضى‬ ‫مسرية العودة فرصة نادرة ستستمر ألسابيع عدة‪ ،‬وجيب التقاطها‬ ‫الدولة أو العودة‪ ،‬وبين‬ ‫ال تتناسب مع الحدث‪ .‬وهذا يعود إلى أسباب‬ ‫الــتــي ستتحكم بــهــا مختلف‬ ‫غض النظر أو تشجيع‬ ‫لتحقيق الوحدة الضائعة‪ ،‬ألهنا جسدت الوحدة وأمهية املقاومة الشعبية‬ ‫عدة ذاتية وموضوعية‪ ،‬منها أن االحتالل ألغى‬ ‫القوى‪ ،‬والمجموعات واألفكار‬ ‫المتظاهرين على اقتحام‬ ‫التمايز الذي كان قائمًا بين األراضي المصنفة (أ)‬ ‫السلمية اليت تشارك فيها مجوع كبرية وتضغط على نقاط الضعف‬ ‫المتطرفة التي تفتح األبواب‬ ‫خــطــوط الــتــمــاس مهما‬ ‫و(ب) و(ج)‪ ،‬وأصبحت جميعها أراضي مستباحة‬ ‫اإلسرائيلية و تكبح قوات االحتالل من اقتحام القطاع واحتالله‪ ،‬فلو‬ ‫لكل أنواع التدخالت‪ ،‬بما يفاقم‬ ‫كانت األثمان‪ ،‬على أمل‬ ‫في ظل استمرار التزام السلطة الفلسطينية‬ ‫فعلت ذلك لتفريق املتظاهرين ومنع قيامهم مبواصلة مسرية العودة‬ ‫بالتزامات أوسلو من جانب واحد‪ ،‬رغم تهديدها عــدم االســتــقــرار واألم ــن الــذي‬ ‫أن تحرك الدماء الغالية‬ ‫ستجازف بوقوع حرب ال تريدها اآلن‪.‬‬ ‫الدائم بالتحرر منه‪ ،‬وهــذا ساهم في إضعاف تعاني منه المنطقة‪ ،‬ويؤدي‬ ‫األطراف المختلفة إلنقاذ‬ ‫الحركة الوطنية والفصائل المختلفة ‪ -‬المتقادمة إلــى مزيد من تدهور القضية‬ ‫غزة قبل االنهيار‪.‬‬ ‫والضعيفة أصل ‪ -‬وجعلها في وضع ال تحسد الفلسطينية‪.‬‬ ‫نــعــم يــجــب ب ــذل أقصى‬ ‫ً‬ ‫على‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫تبقى‬ ‫ال يمكن أن‬ ‫الجهود لمنع أو تقليل‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫مسيرة عــودة في القطاع وحــده تطرح قضايا حالها‪ ،‬فهي ستسير إما باتجاه الوحدة الوطنية من اقتحام القطاع واحتالله‪ ،‬فلو فعلت ذلك وقــوع ضحايا ليس لعدم االســتــعــداد لتقديم‬ ‫القطاع وحده‪ ،‬أما مسيرة عودة تشهدها تجمعات التي تحبط مخططات تصفية القضية‪ ،‬وتتجسد لتفريق المتظاهرين ومنع قيامهم بمواصلة األثمان‪ ،‬فال حرية لإلنسان وال األوطان من دون‬ ‫الشعب الفلسطيني كافة فتطرح حق العودة من خــال قيام مؤسسة وطنية جامعة على مسيرة العودة ستجازف بوقوع حرب ال تريدها تضحيات‪ ،‬بل لمنع الوقوع في مصيدة االحتالل‬ ‫أســاس رؤيــة واحــدة ومسار جديد‪ ،‬وبرنامج اآلن‪.‬‬ ‫الذي يريد تصوير ما يجري وكأنه مواجهة بين‬ ‫الـــذي يعتبر جــوهــر القضية‬ ‫الـــدروس‬ ‫أهـــم‬ ‫مــن‬ ‫إن‬ ‫طرفين متساويين‪ ،‬وليس بين ضحية وجالد‪،‬‬ ‫الفلسطينية وأساسها‪ ،‬وتعيد‬ ‫المستفادة من المسيرة ومن خالل إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا‬ ‫االعتبار لوحدة القضية والشعب‬ ‫نعم جيب بذل أقصى اجلهود ملنع أو تقليل وقوع ضحايا ليس لعدم‬ ‫ُ‬ ‫أهمية الفصل مــا بين لكي وعي الفلسطينيين وجعلهم يفكرون ألف‬ ‫واألرض‪.‬‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـاه‬ ‫ـ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫الــعــمــل‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫األوطان‬ ‫وال‬ ‫لإلنسان‬ ‫حرية‬ ‫فال‬ ‫األمثان‪،‬‬ ‫لتقدمي‬ ‫االستعداد‬ ‫مرة قبل مواصلة المسيرة والمقاومة‪.‬‬ ‫ما حــدث يــوم الجمعة ويمكن‬ ‫تضحيات‪ ،‬بل ملنع الوقوع يف مصيدة االحتالل الذي يريد تصوير ما‬ ‫السلمي والمسلح‪ ،‬بحيث كما يجب عمل كل ما يتطلبه ذلك من إجراءات‬ ‫أن يحدث في األيام واألسابيع‬ ‫يستخدم كــل شكل في واحتياطات‪ ،‬مثل تشكيل لجان لمنع األطفال‬ ‫الــقــادمــة يمكن أن يــقــود إلى‬ ‫جيري وكأنه مواجهة بني طرفني متساويني‪ ،‬وليس بني ضحية وجالد‪،‬‬ ‫وقته المناسب‪ ،‬وطرح والشباب المندفع من اجتياز السياج‪ ،‬وعمل‬ ‫تحرك دولي ومن الدول المعنية‬ ‫ومن خالل إيقاع أكرب عدد ممكن من الضحايا لكي وعي الفلسطينيني‬ ‫أهــداف ووسائل نضال نشاطات ثقافية وسياسية واجتماعية وتعليمية‬ ‫والــمــحــيــطــة‪ ،‬وهــــذا ســيــؤدي‬ ‫وجعلهم يفكرون ألف مرة قبل مواصلة املسرية واملقاومة‪.‬‬ ‫جامعة‪ ،‬مثل الــعــودة‪ ،‬ورياضية وفنية‪ ،‬وإيقاف التنافس على تبني‬ ‫إلـــى فــتــح الــطــريــق لــلــوحــدة‬ ‫ورفع الحصار‪ ،‬وسلمية الشهداء وتضخيم دور الفصائل‪ ،‬أو هذا الفصيل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وهذا بحاجة إلى‬ ‫وجماهيريته‪.‬‬ ‫الكفاح‬ ‫أو ذاك‪ ،‬على حساب اآلخرين‪ ،‬ألن هذا يضرب‬ ‫أن ترتقي القيادة والفصائل‬ ‫كــمــا أكـــــدت األحـــــداث عظمة المسيرة وأهميتها كونها مسيرة شعب‬ ‫والنخب إلى مستوى التحديات‪،‬‬ ‫واحد يجسد القواسم المشتركة‪ ،‬وقيادة واحدة‪.‬‬ ‫محورية إيجاد قيادة موحدة تبتعد عن التجيير جسّدت الــوحــدة‪ ،‬وصوبت العمل في االتجاه‬ ‫أو إضافة سبب جديد لتعميق االنقسام وتحوله‬ ‫وفــي إطــار الــوحــدة يجري التنافس والتنوع‬ ‫واالستثمار السريع للمسيرة لمصالح فئوية الصحيح‪.‬‬ ‫إلى انفصال تحت يافطة تخفيف الحصار‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫رأي‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w. alresalah. ps‬‬

‫يف القراءة اإلسرائيلية ملسرية العودة‬

‫يف رحاب آية‬

‫عادل شديد‬

‫بقلم‪ :‬د‪.‬يونس األسطل‬

‫( دما ُء مسير ِة العودة ُت َب ُّ‬ ‫ش ُر‬ ‫َ‬ ‫الصهاينة ِبسير ِة بني ُقريظة )‬ ‫َّل ا ْلحَشْ ِر مَا َظنَنْتُمْ َأ ْن‬ ‫َاب مِنْ دِيَا ِرهِمْ ِ َلو ِ‬ ‫( هُوَ َّالذِي َأخْرَجَ َّالذِينَ َك َفرُوا مِنْ َأه ِْل ا ْلكِت ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يَخْرُجُوا و َ​َظنُّوا َأنَّهُمْ مَا ِنعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ ِ‬ ‫الل فَأتَاهُمُ الل مِنْ حَي ُْث لمْ يَحْت َِسبُوا‬ ‫ُون بُيُوتَهُمْ ِب َأيْدِي ِهمْ و َ​َأيْدِي ا ْلمُؤْمِنِينَ فَاعْتَ ِبرُوا يَا‬ ‫وَ َق َذفَ فِي ُقلُو ِب ِهمُ الرُّعْبَ يُخْ ِرب َ‬ ‫ُأولِي ْ َ‬ ‫البْصَا ِر (الحشر (‪)2‬‬ ‫إن الهستيريا التي واجهتْ بها القوات الصهيونية مسيرة العودة ُّ‬ ‫تدل على مدى‬ ‫مائة في المائة‪،‬‬ ‫إن المسيرة كانت‬ ‫سلمية ً‬ ‫ً‬ ‫ما يعتمل في صدورهم من الرعب؛ إذ َّ‬ ‫َ‬ ‫خمسة عشرَ شهيداً‪ ،‬وقد يكون العدد مرشَّح ًا للزيادة‬ ‫ومع ذلك فقد تمخَّضتْ عن‬ ‫في مقبل األيام؛ إما باستهدافاتٍ جديدة‪ ،‬وإما باستشهاد أحدٍ من ذوي اإلصابات‬ ‫الخطرة‪ ،‬ممن يرقدون في العناية المكثفة‪ ،‬إضافة إلى أن عدد الجرحى قد وازى‬ ‫عدد الشهداء مضروب ًا في مائة؛ فهل أراد العدو بذلك أن يستبق المسيرة الكبرى‬ ‫في منتصف الشهر القادم في ذكرى ضياع فلسطين قبل سبعين من عجاف‬ ‫السنين‪ ،‬خاصة وأن الثور الهائج قد اتخذ تلك الذكرى ميقات ًا لنقل سفارته إلى‬ ‫مدينة القدس؛ تأكيداً عملي ًا لقراره الطائش بإهدائها عاصمة أبدية لالحتالل‪ ،‬وهذا‬ ‫عاصفة على الصهاينة‪ ،‬غير أن المغفَّل ترامب قد أراد أن‬ ‫أقرب إلى أن يكون‬ ‫ً‬ ‫يخطب وُدَّهم في معركة الشرعية التي يوشك أن يُسْ َلخَ منها‪ ،‬بعد أن تأكد أن‬ ‫تقدمه في انتخابات البيت األبيض أو ا َألسْوَد قد حاقتْ به شكوكٌ قوية أنه قد‬ ‫حصل بفعل التنسيق مع المخابرات المعادية الروسية‪.‬‬ ‫وباإلياب إلى آية المقال؛ فإنها تحدثنا عن مظه ٍر من مظاهر قدرة اهلل‪ ،‬وعجائب‬ ‫َقدَره؛ فقد أخرج بني النضير الذين كفروا ِبنبيِّنا محمدٍ صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيَّن لَهم الحقُّ‪ ،‬وقد كانوا من ُ‬ ‫قبل يستفتحون‬ ‫به على أهل يثرب‪ ،‬بأنه قد َّ‬ ‫أظل زمان نبيٍّ سنتبعه‪ ،‬ونقتلكم معه َقت َْل عادٍ وِإرَم‪،‬‬ ‫فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به‪ ،‬فلعنة اهلل على الكافرين‪ ،‬وقد سبقهم األنصار إلى‬ ‫اإليمان‪ ،‬فكانوا هم الغالبين‪.‬‬ ‫إن الصحابة األولين ما كانوا يظنون أن أصحاب تلك الحصون يُهزمون‪،‬‬ ‫ويقرِّرون القبول بقرار الجالء والرحيل‪ ،‬أو مواجهة الحصار والقتل‪ ،‬كما أن‬ ‫اليهودَ أنفسَهم قد استبدَّ بهم الغرور حتى اعتقدوا أن حصونهم مَا ِنعَتُهم من بأس‬ ‫اهلل؛ فقد كانوا في ُقرَىً محصنةٍ‪ ،‬ومن وراء جُدُر‪ ،‬كما كان فيها من الماء والغذاء‬ ‫ما يستطيعون به أن يصمدوا حَوْ ًال أو يزيد‪ ،‬لكنها أيامٌ معدوداتٌ من الحصار‬ ‫حتى غزاهم الرُّعْبُ مُشْ ِبه ًا القذائف التي تصيب األفئدة‪ ،‬وكان اهلل عز َّ‬ ‫َّوجل بذلك‬ ‫حيث لم يحتسبوا؛ فإنه سبحانه يَح ُ‬ ‫ُول بين المرء وقلبه‪ ،‬وقد تكفَّل‬ ‫قد أتاهم من ُ‬ ‫أن يلقيَ في قلوب الذين كفروا الرُّعبَ؛ بما أشركوا باهلل ما لم ينزل به سلطان ًا‪.‬‬ ‫وفي هذه األثناء كان الصحابة رضي اهلل عنهم قد تمكَّنوا من فتح ثغراتٍ في‬ ‫تلك الحصون‪ ،‬وحين تزلزلتْ قلوبهم‪ ،‬ورضوا بالنزوح‪ ،‬راحوا يُخْ ِربون كثيراً‬ ‫َ‬ ‫ارتحل كثيرٌ منهم إلى‬ ‫من البيوت والحصون؛ حتى ال ننتفع بها من بعدهم‪ ،‬وقد‬ ‫أول أرض الحشر‪ ،‬وهي منطقة أذرعات بأطراف الشام‪ ،‬بينما ذهب بعض أكابر‬ ‫مجرميهم إلى خيبر‪.‬‬ ‫والسؤال هنا‪ :‬ما الذي اقترفه بنو النضير حتى استحقوا أن يخرجوا من المدينة‬ ‫مَ ْذؤُومِينَ مدحورين‪ ،‬عليهم لعنة اهلل‪ ،‬والمالئكة‪ ،‬والناس أجمعين؟‬ ‫ويتلخص الجواب في أنهم هَمُّوا بما لم ينالوا‪ ،‬فقد مكروا برسولنا محمدٍ صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ليقتلوه‪ ،‬فأنجاه اهلل من القتل‪ ،‬كما تعهَّد بأن يُنَجِّيَ رسلَه والذين‬ ‫آمنوا‪ ،‬وقال‪« :‬كذلكَ ح ََّق ًا علينا نُن ِْج المؤمنين» ‪( .‬يونس ‪)103‬‬ ‫جزاءهم لمجرد الهمِّ بالقتل؛ فكيف كان العقاب لو أنهم تمكَّنوا من‬ ‫وإذا كان هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مؤتة التي كانت سبب مقتل الحارث‬ ‫قتله جدالً؟!‪ ،‬هنا البُدَّ من استحضار غزوة‬ ‫حامل رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى حاكم بصرى‬ ‫بن عمير األزدي‬ ‫ِ‬ ‫التابع لقيصر الروم‪ ،‬يدعوه فيها إلى اإلسالم‪ ،‬ثم كانت من بعدها غزوة العُسرة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫لواءه‬ ‫ثم كان جيش‬ ‫أسامة ِ‬ ‫بن زيدٍ الذي عقد َ‬ ‫وأنفذه أبو بكر رضي اهلل عنه؛ رغم ارتداد معظم العرب‪ ،‬وأصبح الخطر يتهدد‬ ‫المدينة من ِّ‬ ‫كل مكان‪.‬‬ ‫عفان رضي اهلل عنه يوم‬ ‫هنا البُدَّ من التذكير بأنه لمجرد شائعة مقتل‬ ‫بن َ‬ ‫َ‬ ‫عثمان ِ‬ ‫الحديبية كانت البيعة تحت الشجرة؛ لتحويل المسيرة السلمية بثياب اإلحرام‬ ‫إلى قرار مجابهة عسكرية‪ ،‬واعتبارها كمسيرة األكفان‪ ،‬حين يستأسد السِّلميون‪،‬‬ ‫ويُ َقرِّرون أن يعيشوا بعزة‪ ،‬أو أن يُقتلوا بكرامة‪ ،‬ما يجعل أعداءهم يُهزمون‬ ‫بالرعب‪ ،‬ويجنحون إلى الخضوع لمطالب الثائرين‪.‬‬ ‫ولعله من المناسب أن أتساءل عن مصير بني قريظة؛ لمجرد نقضهم عهدَهم‪،‬‬ ‫وقبولهم باالنضمام لألحزاب يوم الخندق‪ ،‬وماذا عساه يكون عقابهم لو أنهم‬ ‫كانوا شاركوا في القتال؛ فقد عَذَّبهم ربُّهم في الدنيا‪ ،‬حين أنزلهم من صياصهم‪،‬‬ ‫وقذف في قلوبهم الرعب‪ ،‬فريق ًا تقتلون‪ ،‬وتأسرون فريق ًا‪ ،‬وكان هذا ‪ -‬والزال ‪ -‬هو‬ ‫ح ُْكمَ اهلل فيهم من فوق سبع سموات َ؟!!‪.‬‬ ‫إنني لعلى يقين أن دماء شهداء مسيرة العودة‪ ،‬وأن نزيف جرحاها‪ ،‬قد أفضتْ‬ ‫إلى قناعةٍ عارمةٍ عند جمهور الشعب الفلسطيني‪ ،‬وكثي ٍر من أبناء األمة اإلسالمية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫االحتالل‬ ‫أنه ال مَ َفرَّ من بيعةٍ جديدةٍ على شاكلة بيعة الرضوان؛ فإما أكرهتِ‬ ‫على رفع الحصار‪ ،‬وفتح المعابر‪ ،‬وإعادة الحاجات اإلنسانية‪ ،‬وإيصال الموازنات‬ ‫إلى القطاع‪ ،‬أو َفلْينتظرْ مصيراً كمصير بني قريظة‪ ،‬أو زحف ًا كغزوة العسرة‪،‬‬ ‫يُهزم فيها بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وحتى لو حصلت المجابهة َفرَضَ ًا‪ ،‬فسوف يكون‬ ‫مصيرهم كالذي خَرَّ من السماء‪ ،‬فتخطفه الطير‪ ،‬أو تهوي به الريح في مكانٍ‬ ‫سحيق‪.‬‬

‫اعتبر مراقبون أن (إسرائيل) تغالي كثيراً‪ ،‬إلى درجة التهويل‪ ،‬في‬ ‫التعبير عن القلق والخوف من «مسيرة العودة وكسر الحصار»‪ ،‬حتى‬ ‫قبل انطالقها بأسابيع‪ ،‬بسبب عدم فهمهم معنى المسيرة التكتيكية‬ ‫وتداعياتها االستراتيجية من وجهة نظر إسرائيلية‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫(إسرائيل)‪ ،‬منذ أسابيع‪ ،‬بحملة إعالمية ضخمة‪ ،‬شاركت فيها كل‬ ‫األجهزة األمنية والسياسية واإلعالمية‪ ،‬بالتحذير من المشاركة في‬ ‫المسيرة‪ ،‬عبر التهديد باتخاذ إجراءات قاسية‪ ،‬في حال انطالق المسيرة‬ ‫ووصولها إلى الحدود التي تعزل قطاع غزة عن األراضي المحتلة‬ ‫في ‪.1948‬‬ ‫ما عمّق من قلق (إسرائيل) وخشيتها من المسيرة أنها تزامنت مع‬ ‫الذكرى الثانية واألربعين ألحــداث يوم األرض الخالد في ‪،1976‬‬ ‫في مناطق المثلث والجليل في أراضــي ‪ ،1948‬حين فتحت القوات‬ ‫اإلسرائيلية النار على متظاهرين فلسطينيين خرجوا في مظاهرات‬ ‫احتجاجية على مصادرة أراض في بلداتهم‪ ،‬ما أدى إلى استشهاد ستة‬ ‫منهم‪ ،‬وإصابة عشرات‪ ،‬فال تريد (إسرائيل) خروج مظاهرات ومسيرات‬ ‫معا من مختلف التجمعات الجغرافية‪ ،‬ألن سياساتها مبنية على تقسيم‬ ‫الشعب الفلسطيني وتفكيكه‪ ،‬وإحداث تغييرات وتبدالت في أولويات‬ ‫التجمعات الفلسطينية‪ ،‬لمنع الشعب الفلسطيني من بناء رواية وطنية‬ ‫جامعة للكل الفلسطيني‪ ،‬في كل أماكن وجوده‪ .‬ولكن ما حدث أنه عكس‬ ‫ما تعمل (إسرائيل) على تحقيقه‪ ،‬فمع انطالق مسيرة العودة وكسر‬ ‫الحصار من غزة‪ ،‬شهدت مختلف أنحاء فلسطين التاريخية مظاهرات‬ ‫ومسيرات‪ ،‬في النقب والمثلث والجليل‪ ،‬كما في الضفة الغربية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى مسيرات في لبنان‪ ،‬لتتشكل بذلك نقلة جديدة ونوعية في النضال‬ ‫الوطني الفلسطيني‪ ،‬وفي معركة األجيال الفلسطينية‪ ،‬جيال بعد آخر‪،‬‬ ‫والذي يؤكد عمق انتماء هذه األجيال ألرضها ووطنها‪ ،‬حتى التي لم‬ ‫تولد في فلسطين‪ ،‬ولم يرها نهائيا‪.‬‬ ‫أكثر ما تخشاه (إسرائيل) أن تؤدي مسيرة العودة في قطاع غزة إلى‬ ‫إعادة تصويب المسار الوطني الفلسطيني‪ ،‬وتراجع حدة التناقضات‬ ‫والمناكفات الداخلية بين حركتي فتح وحماس‪ ،‬والعودة إلى التناقض‬ ‫الحقيقي مع االحتالل‪ ،‬وتحويل فكرة حق العودة إلى ثقافة ووعي‬ ‫جمعاني فلسطيني‪ ،‬بعد سبعة عقود من النكبة والتهجير واللجوء‪،‬‬ ‫خصوصا أن أغلبية المشاركين في المسيرة هم من أحفاد جيل النكبة‬ ‫األول‪ ،‬بالتزامن مع محاوالت الواليات المتحدة و(إسرائيل) فرض‬ ‫صفقة الرئيس األميركي‪ ،‬دونالد ترامب‪ ،‬والتي تتضمن تصفية قضية‬ ‫الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬بتوطينهم في الدول التي يقيمون فيها‪ ،‬أو بنقل‬ ‫بعضهم إلى قطاع غزة‪ ،‬بعد ضم أجزاء من سيناء إليه‪ ،‬لتأتي مسيرة‬ ‫العودة‪ ،‬وتتجه الجماهير الفلسطينية صوب أراضي فلسطين عام‬ ‫‪ ،1948‬لتكون رسالتها إلى اإلسرائيليين أن هذه أرضنا‪ ،‬وليست أرضكم‪،‬‬ ‫وإن حصلتم على شرعية األميركي وبعض العرب‪ .‬نحن أصحاب‬ ‫القضية والقرار‪ ،‬وال شرعية لكم في وطننا‪ ،‬وسنعود مهما طال الزمان‪،‬‬ ‫ومهما قست الظروف وبلغت التضحيات‪.‬‬ ‫شكلت مسيرة العودة الفلسطينية ضربة قوية لمشروع التطبيع‬ ‫والتقارب اإلسرائيلي مع دول عربية‪ ،‬ففي وقت كان رئيس أركان‬ ‫جيش االحتالل‪ ،‬جادي أيزنكوط‪ ،‬يعطي تعليماته بإطالق النار على‬ ‫المشاركين في المسيرة‪ ،‬كُشف عن عقد لقاء بين ولي العهد السعودي‪،‬‬ ‫محمد بن سلمان‪ ،‬مع رئيس مجلس األمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬مائير‬

‫بن شبات‪ .‬ويعكس االجتماع‪ ،‬أيا كان مكانه‪ ،‬المستوى المتقدم الذي‬ ‫وصلت فيه العالقة بين السعودية و(إسرائيل)‪ ،‬حيث تخشى دولة‬ ‫االحتالل أنه‪ ،‬وبعد نجاح مسيرة العودة‪ ،‬وما تشكله من بدايةٍ إلعادة‬ ‫بناء الحركة الوطنية‪ ،‬وأن يشكل عائقا أمام االستمرار في محاوالت‬ ‫التطبيع بينهما‪ ،‬إذ تخشى (إسرائيل) أن تتراجع حافزية‬ ‫أطــراف عربية عن االستمرار في هرولتها باتجاه التطبيع‪ ،‬طالما‬ ‫بقيت العالقة الفلسطينية اإلسرائيلية في اشتباك مستمر‪ .‬ولذلك‬ ‫تعمل (إسرائيل)‪ ،‬وبكل الوسائل‪ ،‬على عدم عودة القضية الفلسطينية‬ ‫إلى الحراك واالهتمام الدولي‪ ،‬لما له من تداعيات‪ ،‬وآثار سلبية على‬ ‫مصالح (إسرائيل) السياسية واألمنية واالقتصادية‪.‬‬ ‫كشفت المجزرة اإلسرائيلية ضد مسيرة العودة عن خوف وقلق‬ ‫إسرائيلي كبير من أية مظاهر سلمية وشعبية للنضال الفلسطيني‬ ‫الذي سيفشل حكومة االحتالل اليمينية من االستمرار في سياسة‬ ‫تخويف المجتمع اليهودي من الفلسطينيين‪ ،‬ومن إقناعه بعدم وجود‬ ‫شريك فلسطيني يستحق التفاوض معه‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يستمر المجتمع‬ ‫اليهودي في دعم اليمين ورئيسه بنيامين نتنياهو‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫مصلحة نتنياهو في التصعيد األمني والميداني مع الفلسطينيين‪ ،‬في‬ ‫محاولة منه إلعادة الملف األمني إلى السطح‪ ،‬في ظل شبهات الفساد‬ ‫والتحقيقات التي يتعرّض لها‪ ،‬هو وأفراد عائلته‪ ،‬كما أن (إسرائيل)‬ ‫تخشى من تزايدٍ في حملة التضامن الدولية للشعب الفلسطيني‪ ،‬في‬ ‫حال تصاعد المقاومة الشعبية السلمية‪ ،‬وحمالت المقاطعة التي‬ ‫تتعرّض لها (إسرائيل) في العالم‪.‬‬ ‫على الرغم من سقوط الشهداء‪ ،‬وإصابة أكثر من ‪ 1500‬فلسطيني‪،‬‬ ‫وعدم إصابة أي إسرائيلي‪ ،‬إال أن دولة االحتالل عاشت في حالة‬ ‫توتر شديد‪ ،‬حيث الموجات اإلذاعية المفتوحة والمباشرة‪ ،‬وكأن‬ ‫حربا ضروسا تحدث‪ ،‬مما دفع إسرائيليين كثيرين في المستوطنات‬ ‫المحيطة بقطاع غزة إلى مغادرتها‪ ،‬لقضاء عطلة عيد الفصح بعيدا عن‬ ‫غزة‪ .‬كما فرضت مسيرة العودة على آالف الجنود اإلسرائيليين البقاء‬ ‫في وحداتهم العسكرية على مشارف القطاع‪ ،‬وأن يبقوا بعيدين عن‬ ‫أسرهم في العيد‪ ،‬األمر الذي يعيد طرح القضية الفلسطينية إلى الحراك‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬بعد أن غابت القضية الفلسطينية عن النقاش‪ ،‬والحراك‬ ‫العام اإلسرائيلي‪ ،‬وأصبح االحتالل رخيصا وغير مكلف نهائيا‪ ،‬ما‬ ‫حدا بكبار القادة العسكريين والسياسيين إلى أن يعبروا عن قلقهم‬ ‫وخوفهم الحقيقي من أن مسيرة العودة قد تشكل محطة للعودة إلى‬ ‫النضال الوطني الفلسطيني‪ .‬وما مشاركة عشرات آالف الفلسطينيين‬ ‫في المسيرة‪ ،‬على الرغم من كل أشكال التخويف والتهديد‪ ،‬إال فشال‬ ‫في سياسة كيّ الوعي الفلسطيني‪ ،‬وأن مرحلة السنوات الماضية‬ ‫من غياب العمل الجماعي المنظم‪ ،‬وما رافقها من تراجع كبير في‬ ‫الفعل والمد الثوري الشعبي التحرّري‪ ،‬وتحييد الشارع الفلسطيني‬ ‫عن المواجهة قد اقتربت من نهايتها‪ .‬واالنتقال إلى مرحلة جديدة من‬ ‫النضال الوطني‪ ،‬وجعل االحتالل يدفع ثمن احتالله واستيطانه‪،‬‬ ‫واستنزافه عسكريا واقتصاديا‪ ،‬ما سيربك خطط االحتالل بالتصعيد‬ ‫العسكري على الجبهات المختلفة‪ ،‬وخصوصا الشمالية‪ ،‬بعد أن كشفت‬ ‫مسيرة العودة مدى اإلرباك والتخبط الذي أصاب المؤسسة العسكرية‬ ‫واألمنية في (إسرائيل)‪ ،‬وأنها غير قادرة على مواجهة عدة جبهات معا‪.‬‬ ‫العربي الجديد‬

‫مسرية «العودة الكربى»‪ ..‬ثمانية اعتبارات اسرتاتيجية‬ ‫محمد أبو ليلى‬ ‫حملت مسيرة العودة الكبرى أكثر من رسالة ومدلول استراتيجي‬ ‫انعكست إيجاب ًا على مسار القضية الفلسطينية التي تمر اليوم أصعب‬ ‫مراحلها في ظل إدارة أمريكية تعمل ضمن أجندة واضحة لتكريس‬ ‫واقعًا جديد على حساب الشعب الفلسطيني الذي عانى وعلى مدار ‪70‬‬ ‫عامًا من التشريد والحرمان واأللم‪.‬‬ ‫ثمانية اعتبارات استراتيجية اعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة‬ ‫وأخذ الشعب الفلسطيني يستلم زمام المبادرة من جديد في تحدٍ‬ ‫ـح لكل من يحاول العبث بالقضية على حسابه مقدما خدمة‬ ‫واضـ ٍ‬ ‫مجانية للكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫االعتبارات الثمانية هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬اعادت قضية الالجئين الفلسطينيين وحقهم المشروع بالعودة إلى‬ ‫القرى والبلدات التي اقتلع منها بسبب االحتالل الصهيوني‪.‬‬ ‫‪ .2‬حملت عدة رسائل مهمة للمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني ما‬ ‫زال متمسكا بأرضه ومقدساته ولن يتنازل أو يفرّط أو يقبل باي حل‬ ‫ال يعيد للشعب الفلسطيني حقه المشروع بفلسطين كل فلسطين‪.‬‬ ‫‪ .3‬كانت بمثابة الصفعة الكبرى للمشروع االمريكي تجاه القضية‬ ‫الفلسطينية «صفقة القرن» التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية‬ ‫وانهاء ملف الالجئين الفلسطينيين من بوابة انهاء عمل وكالة غوث‬

‫وتشغيل الالجئين الفلسطينيين «االونروا»‪.‬‬ ‫‪ .4‬اعادت االعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي واالقليمي‬ ‫والمحلي ال سيما معاناة اهالي قطاع غزة نتيجة للحصار الخانق الذي‬ ‫يفرضه المحتل الصهيوني‪.‬‬ ‫‪ .5‬سلمية مسيرة العودة الكبرى قابلها رد صهيوني اجرامي جعل‬ ‫مجلس االمن الدولي واالتحاد االوروبــي يطالب بالتحقيق وأجبر‬ ‫بالحديث بإيجابية عن القضية الفلسطينية ال سيما حق العودة‪.‬‬ ‫‪ .6‬عززت فكرة العمل الفلسطيني المشترك بعيداً عن جدلية السلطة‬ ‫والحكم‪ ،‬والعودة ألصل القضية وهو التحرر من االحتالل‪.‬‬ ‫‪ .7‬جعلت الكيان الصهيوني يتخبط يمين ًا ويساراً أمام السالح الجديد‬ ‫الذي ابتكره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في المواجهة الميدانية‬ ‫مع هذا العدو المتغطرس الذي ظن أن السكان في غزة قد ركنوا إلى‬ ‫اليأس واإلحباط‪.‬‬ ‫‪ .8‬خصصت الصحافة العبرية مساحة كبيرة من تغطيتها لمسيرة‬ ‫العودة الكبرى في داللة واضحة على تخوف الكيان الصهيوني من‬ ‫هذه المسيرة‪ .‬ذكرت صحيفة «معاريف»‪ ،‬بأن األزمة في غزة التي‬ ‫عبرت عنها المسيرات تستلزم انتباه (إسرائيل)‪ ،‬ألنها من سيدفع ثمن‬ ‫المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع‪.‬‬


‫أخبار وتتمات‬

‫اخلميس ‪ ٢٠١٨/٤/٥‬العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫‪w w w . a l r e s a l a h . p s‬‬

‫«الرسالة» وكتلة الصحفي تفتتحان دورة الصحافة االستقصائية‬ ‫غزة‪ -‬الرسالة‬ ‫افتتح مركز الرسالة للتدريب اإلعالمي التابع‬ ‫لمؤسسة الرسالة لإلعالم بالتعاون مع كتلة‬ ‫الصحفي الفلسطيني‪ ،‬اليوم الثالثاء‪ ،‬دورة‬ ‫«الصحافةاالستقصائية»‪.‬‬ ‫وتــهــدف الـــدورة إلــى المساهمة فــي صناعة‬ ‫صحافيين استقصائيين؛ من خالل منهج علمي‬ ‫سليم‪ ،‬وتستهدف الصحافيين العاملين في مجال‬ ‫التحقيقات‪.‬‬ ‫وقال مدير عام مؤسسة الرسالة لإلعالم رامي‬ ‫خريس‪ ،‬إن الدورة تهدف إلى االرتقاء والنهوض‬ ‫بالصحفيين العاملين في المجال االستقصائي‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن برنامج الــدورة متنوع وشامل‬ ‫ويعتمد على خبرات متنوعة‪.‬‬ ‫وأضاف خريس أن الدورة تعتمد بصورة أساسية على‬ ‫«المهارات العملية»‪ ،‬خاصة أنه سيحاضر فيها مجموعة‬ ‫من الصحافيين الذين أنجزوا تحقيقات استقصائية‪،‬‬ ‫وحصلوا على جوائز عربية ودولية‪.‬‬ ‫وأوضح أنه سيجري رعاية التحقيقات واألفكار التي‬

‫سيطرحها الصحافيين المشاركين ونشرها‪ ،‬على أن‬ ‫تجتاز المعايير المهنية‪.‬‬ ‫وفتح خريس للمتدربين بــاب مواصلة التدريب‬ ‫بمؤسسة «الرسالة» في إعــداد وكتابة التحقيقات‬ ‫الصحفية‪ ،‬ونشرها اعداد الصحيفة التي تصدر مرتين‬ ‫في االسبوع‪.‬‬ ‫من ناحيته قال محمد الدلو منسق مركز الرسالة للتدريب‬

‫حراك بال أب ـ بقية‬ ‫سياسيًا‪ ،‬ثمة ما ينبغي فعله لمواجهة الضغط االقليمي‪،‬‬ ‫في مقدمته التأكيد على جماهيرية الحراك وسلميته‪،‬‬ ‫وترك المجال والفعل للشباب في الميدان‪ ،‬دون تبنيه‬ ‫من أي طرف سياسي‪ ،‬وف ًقا لما ذهب إليه أصحاب‬ ‫المبادرات الميدانية الشبابية‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب والباحث السياسي رامي ابو زبيدة‪ ،‬أن‬ ‫الحل الوحيد لمواجهة هذه الضغوط في ترك الفرصة‬

‫فقد هوية‬

‫أعلن انا شمس محارب ابراهيم ابو نصر وأحمل‬ ‫هوية رقم عن ‪ 935343210‬فقد هويتي فعلى‬ ‫من يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬

‫فقد هوية‬ ‫أعلن انا ابراهيم عبد الحي ابراهيم ابو نصر‬ ‫وأحمل هوية رقم‪ 802183491‬عن فقد هويتي‬ ‫فعلى من يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬

‫إعـــــــالن‬ ‫صادر عن اللجنة املركزية لألبنية وتنظيم املدن‬ ‫مبحافظات غزة‬ ‫بإيداع خمطط تفصيلي لشارع الرشيد رقم (‪)16‬‬ ‫بعرض (‪ )40‬متر بدون ارتداد‬

‫منطقة تنظيم رفح – خانيونس‬ ‫قانون تنظيم املدن رقم (‪ ) 28‬لسنة ‪1936‬‬ ‫تعلن اللجنة المركزية لألبنية وتنظيم المدن بمحافظات غزة‬ ‫بجلستها رقم ‪ 2017/26‬المنعقدة بتاريخ ‪ 2017/11/23‬عن إيداع‬ ‫المخطط التفصيلي لمسـار الشارع رقم (‪ )16‬بعرض (‪ )40‬متر بدون‬ ‫ارتداد والمار بالقسائم الواقعة ضمن نفوذ بلدية رفح رقم (‪)6‬‬ ‫من القطعة رقم (‪ )2360‬والقسائم رقم (‪ )40-29-38‬من القطعة رقم‬ ‫(‪ )2359‬والقسائم رقم (‪ )8-6‬من القطعة رقم (‪ )2376‬والقسائم رقم‬ ‫(‪ )27-24-33-19-20-3-2-1‬من القطعة (‪ )2358‬والقسائم الواقعة‬ ‫ضمن نفوذ بلدية خانيونس رقم (‪-7-8-5-16-17-18-22-21-23-1‬‬ ‫‪ )6‬من القطعة رقم (‪ )92‬والقسائم رقم (‪ )27-23-1‬من القطعة رقم‬ ‫(‪ )96‬والقسائم رقم (‪ )31-12-11-1‬من القطعة رقم (‪ )95‬والقسائم‬ ‫رقم (‪ )32-21-25-26-1‬من القطعة (‪ )94‬والقسائم رقم (‪)6-5-4-3-1‬‬ ‫من القطعة رقم (‪ )93‬والقسائم رقم (‪ )25-24‬من القطعة رقم (‪)92‬‬ ‫لالعتراض خالل مدة شهرين من تاريخ هذا اإلعالن‬ ‫وعليه فانه يجوز لجميع أصحاب الحقوق في األراضــي‬ ‫واألبنية واألمالك األخرى المشمولة بهذا المشروع اإلطالع على‬ ‫خارطة المشروع مجان ًا خالل ساعات الدوام الرسمي وتقديم‬ ‫االعتراضات عليه إلى مكتب اللجنة المحلية للبناء والتنظيم‬ ‫ببلدية رفح أو بلدية خانيونس أو لدى مكتب سكرتير اللجنة‬ ‫المركزية بوزارة الحكم المحلي‬ ‫((وســوف لن يلتفـــت ألي اعتــراض يــرد بعد هذا التاريـــخ ))‪.‬‬ ‫اللجنة املركزية لألبنية وتنظيم املدن‬ ‫مبحافظات غـزة‬

‫أساليب‬ ‪‭‬بدائي ‬ة ‪‭-‬بقية‬ ‫البار ‬د ‪‭‬ذ‬ا ‪‭‬التركيب ‬ة ‪‭‬والطع ‬م ‪‭‬المالح‬‪‭ ،‬وممنو ‬ع ‪‭‬استخدا ‪‭‬م‬ ‫ح‪‭‬المسا ‪‭‬م‬ ‫ى‪‭‬تفتي ‬‬ ‫ن‪‭‬ألن ‬ه‪‭‬يعم ‬ل‪‭‬عل ‬‬ ‫ئ‪‭‬أ ‬و‪‭‬الساخ ‬‬ ‫‬الما ‬ء‪‭‬الداف ‬‬ ‫ب‪‭‬الموا ‬د‪‭‬الكيماوي ‬ة‪‭‬داخ ‬ل‪‭‬الجس ‬م‪‭.‬‬ ‫‬وتسر ‬‬ ‫ج‬ ‫ى ‪‭‬الخار ‪‭‬‬ ‫ن ‪‭‬الداخ ‬ل ‪‭‬إل ‬‬ ‫ن ‪‭‬يت ‬م ‪‭‬م ‬‬ ‫ب ‪‭‬أ ‬‬ ‫ن ‪‭‬يج ‬‬ ‫‪‭ -‬ 7‬غس ‬ل ‪‭‬العي ‬‬ ‫ن‬ ‫ن ‪‭‬تجع ‬ل ‪‭‬الميا ‬ه ‪‭‬تدخ ‬ل ‪‭‬العي ‪‭‬‬ ‫ى ‪‭‬أ ‬‬ ‫س ‪‭‬بمعن ‬‬ ‫س ‪‭‬العك ‬‬ ‫‬ولي ‬‬ ‫ي‪‭‬بداي ‬ة‪‭‬األم ‬ر‪‭‬ستؤل ‪‭‬م‬ ‫ى‪‭‬الخ ‬د‪‭‬بع ‬د‪‭‬ذلك‬‪‭،‬ف ‬‬ ‫‬أو ‬ال‪‭‬وتطر ‬د‪‭‬عل ‬‬ ‫ت‪‭‬ولكنه‬ا‪‭‬تطه ‬ر‪‭‬سريع‬ا‪‭‬جدً‬ا‪‭.‬‬ ‫‬للحظا ‬‬ ‫ت‪‭‬أكما ‬م‪‭‬طويل ‪‭‬ة‬ ‫س‪‭‬فاتح ‬ة‪‭‬األلوان‬‪‭،‬ذا ‬‬ ‫س‪‭‬مالب ‬‬ ‫ب‪‭‬لب ‬‬ ‫‪‭-‬ 8‬يج ‬‬ ‫ق‬ ‫ن‪‭‬اخترا ‪‭‬‬ ‫ت‪‭‬حرار ‬ة‪‭‬الج ‬و‪‭‬وم ‬‬ ‫ن‪‭‬ارتفا ‬ع‪‭‬درجا ‬‬ ‫‬للحماي ‬ة‪‭‬م ‬‬ ‫ت‪‭‬آخ ‬ر‪‭‬قطع ‬ة‪‭‬خارجي ‪‭‬ة‬ ‫ت‪‭‬السامة‬‪‭،‬ويفض ‬ل‪‭‬ل ‬و‪‭‬كان ‬‬ ‫‬الغازا ‬‬ ‫ب‬ ‫ى‪‭‬الجسم‬‪‭،‬وبج ‪‭‬‬ ‫ت‪‭‬إل ‬‬ ‫ب‪‭‬الغازا ‬‬ ‫ع‪‭‬تسر ‬‬ ‫ك‪‭‬لمن ‬‬ ‫ن‪‭‬البالستي ‬‬ ‫‬م ‬‬ ‫ب‪‭‬استبدا ‪‭‬ل‬ ‫ش‪‭‬ويج ‬‬ ‫ن‪‭‬القما ‬‬ ‫ت‪‭‬بالستيكي ‬ة‪‭‬أ ‬و‪‭‬م ‬‬ ‫س‪‭‬قبعا ‬‬ ‫‬لب ‬‬ ‫ق‬ ‫ن ‪‭‬الغا ‬ز ‪‭‬يلتص ‪‭‬‬ ‫ب ‪‭‬فرص ‬ة ‪‭‬أل ‬‬ ‫ي ‪‭‬أقر ‬‬ ‫س ‪‭‬الملوث ‬ة ‪‭‬ف ‬‬ ‫‬المالب ‬‬ ‫س‪‭.‬‬ ‫‬بالمالب ‬‬ ‫ت ‪‭‬واقــيــة‬‪‭ ،‬وتبليله‬ا ‪‭‬بخ ‬ل ‪‭‬الطعام‪،‭‬‬ ‫‪‭ -‬ 9‬تجهي ‬ز ‪‭‬كماما ‬‬ ‫ن‬ ‫ف ‪‭‬والفم‬‪‭ ،‬فهذ‬ا ‪‭‬يقل ‬ل ‪‭‬م ‪‭‬‬ ‫ي ‪‭‬تغطي ‬ة ‪‭‬األن ‬‬ ‫‬واستخدامه‬ا ‪‭‬ف ‬‬ ‫ن ‪‭‬استخدا ‬م ‪‭‬البص ‪‭‬ل‬ ‫س ‪‭‬كم‬ا ‪‭‬يمك ‬‬ ‫ى ‪‭‬التنف ‬‬ ‫‬تأثي ‬ر ‪‭‬الغا ‬ز ‪‭‬عل ‬‬ ‫ن‪‭‬تأثيره‬ا‪‭.‬‬ ‫‬أيض‬ا‪‭‬للح ‬د‪‭‬م ‬‬ ‫ك‪‬ ‭‬ال‪‭‬تجع ‪‭‬ل‬ ‫ق‪‭‬ب ‬ه‪‭‬الغا ‬ز‪‭‬ه ‬و‪‭‬الشع ‬ر‪‭‬لذل ‬‬ ‫ن‪‭‬يتعل ‬‬ ‫‪‭-‬ 10‬أكث ‬ر‪‭‬مكا ‬‬ ‫ق‪‭‬االستحما ‪‭‬م‬ ‫ن‪‭‬طري ‬‬ ‫ك‪‭‬ع ‬‬ ‫ى‪‭‬عيني ‬‬ ‫‬الموا ‬د‪‭‬المسيل ‬ة‪‭‬تنتق ‬ل‪‭‬ال ‬‬ ‫ك‪‭‬بطريق ‬ة‪‬ ‭‬ال‪‭‬تجع ‬ل‪‭‬الما ‪‭‬ء‬ ‫س‪‭‬واغس ‬ل‪‭‬رأس ‬‬ ‫‬أ ‬و‪‭‬غس ‬ل‪‭‬الرأ ‬‬ ‫ك‪‭.‬‬ ‫ك‪‭‬أ ‬و‪‭‬عين ‬‬ ‫ى‪‭‬وجه ‬‬ ‫‬ينز ‬ل‪‭‬عل ‬‬

‫السعودية تدخل ـ بقية‬ ‫للفعل الجماهيري‪ ،‬ليبقى بدون أب أو قيادة واضحة‬ ‫ومحددة‪“ ،‬ولتغلق القيادات هواتفها في هذه الفترة‬ ‫تجنبًا ألي حرج سياسي لها”‪.‬‬ ‫ويشير أبو زبيدة في حديثه لـ”الرسالة” إلى أن هذه‬ ‫الــوســاطــات ال تتحرك إال كلما استشعرت وجــود‬ ‫االحتالل فوق فوهة البركان‪ ،‬مبين ًا أن مسيرات العودة‬ ‫أوجدت فعل نضالي لم يتمرس االحتالل على مواجهته‪،‬‬ ‫“ومهما امتلك االحتالل من قوة فإنه يظل عاجزا عن‬ ‫مواجهة الصدور العارية”‪.‬‬ ‫وكانت صحف إسرائيلية قد كشفت عن وساطة مصرية‬ ‫للعمل على تهدئة األوضاع في قطاع غزة‪.‬‬

‫فقد هوية‬ ‫أعلن انا ابراهيم ماهر احمد البرعي وأحمل‬ ‫هوية رقم ‪ 403002751‬عن فقد هويتي‬ ‫فعلى من يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬

‫فقد هوية‬

‫( نموذج رقم ‪-4‬أ) المعدل‬ ‫( المعاملة رقم ‪)2017- 26 - 5‬‬

‫اإلعالمي‪ ،‬إن الــدورة الصحافة تهدف إلى نقل‬ ‫المهارات‪ ،‬وإعداد التحقيقات الصحفية لصحفيي‬ ‫قطاع غزة‪.‬‬ ‫وأوضح الدلو أن مدربي الدورة من الصحفيين‬ ‫االستقصائيين لدى مؤسسة الرسالة‪ ،‬كان لهم‬ ‫دور بارز في إعداد التحقيقات الصحفية بقطاع‬ ‫غزة ونالوا عــدداً من الجوائز محلية ودولية‬ ‫كان أخرها جائزتي االئتالف من أجل النزاهة‬ ‫والمساءلة ‪ -‬أمان‪.‬‬ ‫بدوره أكد مسؤول التدريب في كتلة الصحفي‬ ‫وائل جروان أن هذه الدورة هي ضمن باكورة‬ ‫مــن الــــدورات التي أطلقتها كتلته للنهوض‬ ‫بالصحفيينوالخريجين‪.‬‬ ‫وأشاد جروان بدور صحيفة الرسالة في التحقيقات‬ ‫االستقصائية‪ ،‬معتبر أنها مدرسة عمالقة ترسخ الفن‬ ‫الصحفي‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن الدورة ستقدم برامج متميزة من شأنها أن‬ ‫تنهض بالمتدربين وتكسبهم مهارات كبيرة في الجانب‬ ‫العملي‪.‬‬

‫‪٢7‬‬

‫أعلن انا عالء عز الدين األشقر وأحمل هوية‬ ‫رقم ‪406111963‬عن فقد هويتي فعلى من‬ ‫يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬

‫فقد هوية‬ ‫أعلن انا سماح نايف موسى أبو موسى وأحمل‬ ‫هوية رقم ‪903166197‬عن فقد هويتي فعلى‬ ‫من يجدها تسليمها ألقرب مركز شرطة‬

‫تحذير لعموم مدققي الحسابات‬ ‫إلى السادة مدققي الحسابات في فلسطين (األفراد‬ ‫والشركات)‬ ‫يرجى العلم أن الجهة الوحيدة المخولة بمنح‬ ‫التراخيص لمدققي الحسابات‬ ‫هي مجلس مهنة تدقيق الحسابات وذلك حسب‬ ‫نص المادة رقم (‪ )2‬من قانون رقم (‪ )9‬لعام ‪2004‬م‬ ‫وتعديالته‬ ‫والمجلس غير مسؤول عن التعامل مع أي جهات‬ ‫أخرى‬

‫التغييرات الالفتة التي تشهدها منطقة الشرق األوسط‬ ‫يبدو أن القيادة السعودية الحالية هي المحرك األبرز‬ ‫فيها بالتعاون مع إدارة ترمب‪ ،‬والتي ستدعم باتجاه‬ ‫تعزيز العالقة بين الجانبين السعودي واإلسرائيلي‪،‬‬ ‫فالتغيير في الموقف السعودي متسارع بطريقة الفتة‬ ‫حتى أن المؤشرات على ذلك باتت شبه يومية‪.‬‬ ‫استمرار السعودية في هذا السلوك سيترتب عليه‬ ‫تغييرات مفصلية لن تكون القضية الفلسطينية بمعزل‬ ‫عنها بل في صلبها‪ ،‬فقد أكد السعوديون في مرات عديدة‬ ‫أن أي تطبيع للعالقات يجب أن يسبقه تسوية للقضية‬ ‫الفلسطينية أو الدخول في عملية تسوية حتى لو‬ ‫اقتصرت على شكل مفاوضات تبدأ بتطبيع العالقات‬

‫العربية اإلسرائيلية بغض النظر عما ستؤول إليه تلك‬ ‫المفاوضات‪ ،‬على مبدأ “التطبيع قبل التوقيع”‪.‬‬ ‫ومن هنا تظهر خطورة الدور السعودي على القضية‬ ‫فمن المتوقع ان تمارس السعودية ضغوط على الطرف‬ ‫الفلسطيني للقبول بالرؤية األمريكية لحل القضية‬ ‫والتي تشكل جسر عبور المملكة نحو التطبيع المدفوع‬ ‫بمصالح مشتركة مع الطرف اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫الموقف السعودي بات أكثر صراحة ووضــوح في‬ ‫رغبته إبرام اتفاق سالم مع “إسرائيل”‪ ،‬للمحافظة على‬ ‫مصالح المملكة في المنطقة ومحاربة النفوذ اإليراني‬ ‫التي ترى أنه الخطر الحقيقي على وجودها وعدوها‬ ‫األول‪.‬‬

‫الرسالة‪ ..‬عقد من الزمن‬


‫األخرية‬

‫اخلميس ‪٢٠١٨/٤/٥‬‬ ‫العدد (‪)١٥٨٤‬‬

‫تحذير‪ ..‬القهوة قد تسبب‬ ‫السرطان فقط يف أمريكا!‬

‫الرسالة‪ -‬وكاالت‬ ‫لم يصدر العلماء بعد حكم ًا قاطع ًا حول ما إذا كانت القهوة جيدة‬ ‫أو سيئة للبشر‪ ،‬لكن قاضي ًا في كاليفورنيا فعل ذلك‪.‬‬ ‫فقد قال إنه يتعين على بائعي القهوة في الوالية التحذير من أنها‬ ‫قد تسبب السرطان‪.‬‬ ‫السبب في ذلك مادة كيمياوية تنتج في عملية تحميص القهوة‪،‬‬ ‫وهي مادة مسرطنة معروفة وكانت سبب ًا رئيسي ًا في صراع‬ ‫قانوني استمر لمدة ‪ 8‬سنوات بين منظمة صغيرة غير ربحية‬ ‫وكبرى شركات القهوة‪.‬‬ ‫مجلس تعليم وأبحاث المواد السامة أراد من هذه الشركات‬ ‫إزالة مادة «األكريالميد» من منتجاتهم ‪ -‬مثلما فعل صناع رقائق‬ ‫البطاطس عندما رفعت دعوى ضدهم منذ سنوات ‪ -‬أو كتابة‬ ‫تحذير على العبوات لكنها رفضت‪.‬‬

‫تهنئة بالمولودة‬ ‫تتقدم مؤسسة الرسالة لإلعالم بأحر التهاني‬ ‫والتبريكات من‬

‫الزميل ‪/‬محمد العربيد (أبو حسني)‬ ‫بمناسبة املولودة (راما)‬

‫بورك لكما في الموهوبة وشكرتم الواهب وبلغت‬ ‫رشدها ورزقت برها‬ ‫وألف مبارك‬ ‫مؤسسة الرسالة لإلعالم‬

‫الرسالة‬

‫الرسالة لالعالم‬ ‫‪@Alresalahpress‬‬

‫‪+970598412263‬‬

‫‪31-7-2014‬‬

‫رئيس جملس اإلدارة ‪ :‬م‪ .‬كنعان عبيد‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬رامي خريس‬

‫املقر الرئيسي‬ ‫غزة ‪ -‬شارع عز الدين القسام‬ ‫عمارة العجرمي‬

‫جوال ‪٠٥٩٩٥٢٧٨٥٢ :‬‬ ‫ت ‪٢٨٥٤٠٠٣ - ٢٨٥٤٠٠٢ -‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪١٣٨٢‬‬

‫تابعنا عرب وسائل االعالم اجلديد‬

‫شهيد الرسالة‬

‫محمد ضاهر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.