be still my soul

Page 1

‫كّف ي يا نفس ي‬ ‫بقلم سام لينغ‬

‫ترجمة روزين ديب‬


‫ةمقّد ةممة‬ ‫"صنع الكّل حسنًا في وقته وأيضًا جعل البدّية في قلبهم التي ِبالاها ل يدرك‬ ‫النسان العمل الذي يعمل ال من البداية إلى النهاية‪) ".‬جامعة ‪.(11 :3‬‬

‫طلب ال منذ البداية عالقة معنا‪ .‬فهو يصبو لن يعرفنا وأن نعرفه‪ .‬ويحكي الكتاب المقّد سس‬

‫قصة محاول ت ال وطلبه لنا‪ .‬عندما ارتكب آدم خطية وحاول أن يختفي من وجه ال في جنة عدن‪،‬‬ ‫ب الله آدم وقال له أين أن ت‪) ".‬تكوين ‪ .(9 :3‬كما ينتهي آخر‬ ‫أتى إليه ال وقال له‪" :‬فنادى الر ّ‬

‫سفر في الكتاب المقّد سس كما ينتهي الّو لسمع ال في شخص يسوع واهو يقول لنا‪،‬‬

‫"َاهنسذا واقف على الباب وأقرع‪ .‬إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه‬ ‫وأتعّش ىس معه واهو معي‪) ".‬رؤيا يوحنا ‪(20 :3‬‬

‫ول يصبو ال لّن يعرفنا فقط فهو خلقنا أيضًا وزرع فينا الرغبة لّن نعرفه نحن أيضًا‪ .‬اهناك‬

‫شيء عميق في داخلنا يتشّو قسإلى ال‪ .‬اهو ميول غير محّد دس وعطش يقودنا وفراغ يبحث عن الملء‪.‬‬ ‫وقد نسعى أن نمل ه بالنشغال والنجازا ت واللذة والنا س ولكن لي س واحدة من اهذ ه كافية‪.‬فنحن‬

‫نسعى ونطمح ونصبو‪ .‬واهذا ما يفّر قسناعن ما تبقى من المخلوقا ت‪ -‬واهذا يعني أّنه من بين كّل ما‬

‫خلقه ال في اهذا العالم نحن الوحيدين المخلوقين على صورته‪ .‬واهذا يفّس رس رغبتنا الجامحة في بناء‬

‫حياتنا والتعّلم وتوسيع آفاقنا إلى أبعد من حياتنا على الرض‪.‬‬

‫ويحاول جزء كبير من اهذا العالم التغاضي عن اهذ ه الحاجة وأن يمل نفسه بأمور أقّل‬ ‫أاهمّية من ال‪ .‬وعندما نفعل ذلك نحكم على أنفسنا بحياة فارغة وسطحّية ومتعبة‪ .‬وقد تظهر باليأ س‬ ‫الصام ت في حياة اهؤلء النا س حول العالم الذين يعيشون بهذ ه الطريقة‪ ،‬أفضل شااهد على عدم‬

‫جدوى البحث عن معنى للحياة بعيدًا عن ال‪.‬‬

‫ولكن اهناك مشكلة أخرى علينا أن نواجهها‪ :‬واهي مشكلة التالميذ الملتزمون الذين فشلوا بأن‬

‫يعرفوا ال بطريقة شخصية وعميقة‪.‬‬ ‫وأنا حزين جّد ًاس بسبب إنعدام الروحانّية والعمق والواقعّية في حياة الكثيرين ممن اهم جزء من‬

‫الملكو ت‪ .‬وقد كّر سسالكثيرين أنفسهم للمسيح ولكّنهم حادوا عن الهدف الحقيقي‪ -‬واهو أّن كّل أعمالنا‬ ‫وحماستنا ومحاولتنا لطاعة ال تنبع من عالقتنا مع ال‪.‬‬

‫ماذا يحدث لنا عندما نحيد عن الهدف؟ نصبح سطحيين‪ .‬نصبح ممثلين ونحاول أن نقوم‬ ‫ل من أن نحاول أّن نرضي ال الب الذي نحب كوننا نحن أولد ه‪ .‬ونشعر كأننا‬ ‫بما اهو صواب بد ً‬

‫‪2‬‬


‫غير حقيقيين‪ .‬ونحن في الواقع كذلك لّن الواجب يحّر كسناولي س العالقة‪ .‬ومن ثم نبدأ بالتساؤل إن‬

‫كان الجميع في الكنيسة غير حقيقيين أيضًا‪.‬‬

‫وعندما نصل إلى اهذا الحّد نصبح قريبين جّد ًاس من النهيار الروحي وسنسقط بالتأكيد‪.‬‬

‫ويصبح صليب حياة التلمذة ثقيل جّد ًاس علينا إن ل نقوم بالمور إنطالقًا من رغبة بمحّبة ال‬

‫إوارضائه‪" .‬اللتزام باللتزام" لن يقودنا إلى النهاية‪ -‬ولكن إلتزامنا بالمسيح سيفعل لّن اهذا اللتزام‬ ‫اهو إلتزام بشخص ولي س للتملذة على أّنها مجرد مفهوم أو مبدأ‪.‬‬ ‫من دون القرب من ال سنشعر بالضعف والقلق‪ .‬وسنشعر كأننا في مركبة متحّر كسةتعلو‬

‫وتهبط لّننا ل نشعر بالستقرار الداخلي الذي ينبع من عالقة يومّية وحميمة مع ال‪ .‬وسنحاول أن‬

‫نرضي التالميذ من حولنا وسنختنق أخي ًار لّنهم يفرضون علينا صليب يفترض أن نحمله من أجل‬

‫المسيح ولي س من أجلهم‪ .‬وسنحاول أن نعيش حياتنا معتمدين على إيمانهم وعلى قّو تسسهم‪ .‬وسيحدث‬ ‫ذلك إعتماد غير سليم على مسيحيين آخرين ونبعد بعيدًا جدًا عن المساعدة والتشجيع من أجل البّر‬ ‫الذي يجب أن تؤمّنه عالقة التلمذة‪.‬‬

‫طته أن يعيش أولد ه عالقة يومّية معه تنمو بعمق وتشجيع مع‬ ‫اهذ ه ليس ت طريقة ال‪ .‬فخ ّ‬

‫الوق ت‪ .‬لذلك قال بول س‪،‬‬

‫ب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغّير إلى تلك‬ ‫"ونحن جميعًا ناظرين مجد الر ّ‬ ‫ب الروح" )كورنثو س الثانية ‪:3‬‬ ‫الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الر ّ‬ ‫‪(18‬‬

‫تلك اهي الطريقة التي ينمو فيها التالميذ القدامى في القّوة والحماسة فيما تمّر السنين وأن ل‬

‫تخّر قوااهم بل "يتجّد دس مثل النسر" شبابهم )مزمور ‪.(5 :103‬‬

‫•‬ ‫ل أذكر تحديدًا النهار في شبابي عندما شعر ت في قلبي لول مّرةعطشي ل‪ .‬ولعلها‬

‫راودتني كولد فقد أبيه الرضي أو كطالب في وق ت صعب الذي رأى الفراغ في كّل شيء‪ .‬ولكّنني‬ ‫أعرف ما يلي‪ :‬لقد قرر ت باك ًار أن أبحث عن ال وابنه لي س فقط لنّني أحتاج إليهم لما قد يفعلونه‬

‫من أجلي ولكن من أجل قيمتهم الكبيرة‪ .‬وقّر رس تأّن أكون قريبًا من ال مهما حصل‪ .‬ولم أعرف ما‬

‫قد يعني ذلك تمامًا ومازل ت ل أعرف ولكنني أعتقد أّنها الطريقة الوحيدة لن أكون صريحًا وواقعيًا‬ ‫في رغبتي أن أصبح من أتباع يسوع‪ .‬وقّر رس تأن ل أّد عسي كوني مسيحيًا بل أن أعيش اهذ ه الحياة‬ ‫من الداخل بفضل عالقة حقيقّية مع ال‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫خالل كتابتي لهذا الكتاب احتفل ت بالعيد التاسع والعشرين لهذا القرار‪ .‬وأشعر بامتنان كبير‬ ‫لّن ال سمح لي أن أعرفه وأن أعيش معه بطريقة حميمة ولّنه استمر بإظهار نفسه بعمق لي مع‬

‫مرور السنين‪ .‬وآمل أن أستطيع أن أشارك معكم في اهذا الكتاب الصغير ما تعّلمته خالل اهذ ه‬

‫السنوا ت وأن تتشّج عسوا لكي تعرفوا أكثر أبيكم الذي في السموا ت وأن تجدوا الراحة والحما س والتغيير‬

‫في اهذ ه العالقة معه‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الجزء الّو ل م‬

‫الوقت ةمع ال‬

‫‪5‬‬


‫الفصل الول‬

‫الوقت ف ي الصباح الباكر‬ ‫كان يسوع من الشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر‪ .‬وفي جملة قصيرة ولكن‬ ‫معّبرة في الفصل الول من إنجيله يدخلنا مرق س إلى تفاصيل حياة يسوع‪:‬‬ ‫"وفي الصبح باك ًار جّد اًس قام وخرج ومضى إلى موضع خالء وكان يصّلي‬ ‫اهناك‪) ".‬مرق س ‪(35 :1‬‬

‫كّر سسيسوع أول جزء من نهار ه للمشاركة مع أبيه‪ .‬عندما تفّك رس بالمر‪ ،‬يتبّين لك أّنها‬ ‫الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خاللها المضي في حياته‪ .‬فلطالما رافقه ضغط خدمة الشخاص‬ ‫المحتاجين وتحدي تعليم تالميذ ه وتدريبهم والتعب من الشفاء ومتطلبا ت الوعظ والتعليم المراهقة‬ ‫والنتقادا ت الالذعة‪ .‬كيف استطاع أن يفعل ما فعله إن لم يكن بفضل عالقة حميمة مع ال وقد‬ ‫دافع عن اهذ ه العالقة طوال حياته؟ وفيما نرى رصانته الرائعة وشجاعته الواضحة وتعاطفه الحنون‬ ‫وصبر ه غير المتنااهي مع أصدقائه وأعدائه على حّد السواء‪ ،‬نتساءل أين يمكن أن يجد اهذا النوع من‬

‫القّوة‪ -‬ويجداها باستمرار‪ .‬والجواب واضح‪ :‬بقي يسوع قريبًا من ال وكّر سسالجزء الول من نهار ه‬ ‫لتجديد اهذ ه العالقة والتمّتع بها‪.‬‬

‫ما الذي يجعلنا نعتقد أّننا قد نكون مختلفين؟ إن كان يسوع واهو ابن ال والذي عرف ال في‬

‫السماء‪ ،‬يحتاج أن يبدأ نهار ه مع الب فماذا عنا نحن!‬

‫وجميعنا يعرف العذار‪" :‬ل أستطيع النهوض باك ًرا‪" ".‬يجب أن أغادر المنزل باك ًار جّد ًاس‬

‫بسبب عملي‪" ".‬علي أن أقّل الولد إلى المدرسة‪" ".‬ل أريد أن أكون متدّينًا‪" ".‬أصلي خالل النهار"‪.‬‬ ‫ولكّنها كّلها مجرد أعذار‪.‬‬ ‫ولي س اهناك وصية من الكتاب المقّد سس أعرفها تفرض الوق ت في الصباح مع ال‪ .‬ولكن‬

‫يمكنني أن أشير إلى مثل يسوع ومثل شخصيا ت أخرى من الكتاب المقّد سس كداود )إق أر مزمور ‪:5‬‬

‫‪ 8 :57 ،3‬و ‪ (16 :59‬إوالى صو ت المنطق الصارخ‪ .‬ويمكنني أن أشارك معكم مالحظاتي خالل‬

‫سنوا ت طويلة في ملكو ت ال‪ :‬فالنساء والرجال الذين أعرفهم واهم روحانيين والذين يستمرون في‬ ‫النمو اهم الذين يكّر سسونصلواتهم في الصباح وفي دراسة الكلمة‪.‬‬

‫كيف يمكن أن تساعد اهذ ه الوقا ت الصباحّية مع ال على بناء عالقة أقرب معه؟‬

‫ي شيء في حياتنا‪.‬‬ ‫• في قضاء أوقا ت الصباح مع ال‪ ،‬نظهر أولوّية اهذ ه العالقة قبل أ ّ‬ ‫‪6‬‬


‫• وبما أّن أفكارنا في الصباح تحّد دس وتيرة اهذا النهار ومجرا ه‪ ،‬تساعد الوقا ت مع ال على‬ ‫تركيز أفكارنا وقلوبنا على ما اهو أاهّم منذ البداية‪.‬‬

‫• الوقا ت في الصباح الباكر اهي أحد أاهدأ الوقا ت خالل النهار وتعطينا الفرصة للتركيز‬ ‫والتفكير من دون إزعاج‪.‬‬ ‫• نكون قد ارتحنا من خالل النوم خالل الليل وقد استطاع ت عقولنا أن تستعيد نشاطها من‬ ‫بعد تعب النهار السابق‪.‬‬ ‫• يمكننا أن نصّفي ضمائرنا من ذنب الخطّية قبل أن نبدأ نهارنا‪.‬‬ ‫ب قبل أن يبدأ نهارنا‪.‬‬ ‫• يمكننا أن نلقي اهمومنا على الر ّ‬

‫• يمكننا أن نلتم س قّوة ال لتقّو يسستنا لما ينتظرنا )مزمور ‪.(3-1 :5‬‬ ‫يجد بعضنا صعوبة في النهوض من السرير في الصباح‪ .‬وكمحارب في اهذ ه المعركة‬ ‫دعوني أشارك معكم بعض المور التطبيقّية‪:‬‬ ‫أخلد إلى النوم في وق ت مبّك رس نسبيًا‪ .‬فالخلود المتأخر إلى النوم وغير المنتظم اهو إشارة إلى‬

‫كونك تعمل بجهد ولكّنك ل تتحّلى بالسيطرة على الذا ت‪ .‬فمعظم نشاطاتنا الليلّية تقتصر على‬

‫المور المنزلية أو مشااهدة التلفاز أو التلكأ في العمل‪ .‬وبعضنا يحتاج إلى أن يتخّلص من عادة‬

‫السهر وكونه شخص ليلي وأن يتعّلم أن يخلد إلى النوم في وق ت مبّك رس لكي نستطيع أن نستيقظ قبل‬

‫شروق الشم س فيكون النهار بطوله أمامنا‪ .‬وبعضنا يعاني من جدول عمل غير اعتيادي ولكن‬ ‫بالرغم من ذلك يجب أن نكّر سسأول أوقا ت نهارنا ل‪.‬‬

‫حّ‍دد وق ت معّين لتستيقظ فيه ومن المفضل أن يكون الوق ت عينه في كّل صباح‪ .‬إن دّر بسنا‬ ‫الجسم أن يخلد إلى النوم ويستيقظ في أوقا ت محّد دسة‪ ،‬نتمّتع بنوم أفضل ونشعر بتحّس نس‪.‬‬ ‫ل عن نهوضك من الفراش‪ٍ .‬ل تعتمد على زوجتك أو أاهلك أو صديقك‪ .‬فقد‬ ‫كن مسؤو ً‬

‫ينسون فهو لي س عملهم‪ .‬فهذا أّو لسقرار )أو أّو لسمعركة( في النهار‪ -‬تحّم لس كامل المسؤولية‪.‬‬ ‫إفعل كّل ما يلزم لكي تستيقظ‪ .‬إن كن ت بحاجة إلى آيا ت لتبني يقينك إق أر أمثال ‪11-6 :6‬‬

‫وأمثال ‪ .14 :26‬على الصعيد العملي أنصحك "طريقة منبهّي لينغ‪ ".‬واهي طريقة رائعة )!( قم ت‬ ‫بتطويراها عندما كن ت طالبًا‪ .‬واهي تعمل كالتالي‪ :‬أشّغ لس أحد المنبها ت على محطة راديو جّيدة على‬ ‫الوق ت الذي أرغب أن أستيقظ فيه وأضعه بقربي‪ .‬وأشّغ لس منّبه آخر في الجهة الخرى من الغرفة بعد‬

‫خمسة دقائق من الّو لسس‪ .‬والمنّبه الخر يعمل على البطاريا ت كي ل يتعطل بسبب الكهرباء واهو‬ ‫منّبه مزعج‪ .‬واهو بعيد عن السرير وعلي أن أنهض من الفراش لكي أطفئه )والصو ت مزعج لدرجة‬ ‫أّنني ل أستطيع أن أكمل نومي معه(‪ .‬وقد ساعدتني اهذ ه الطريقة في وضع أحد أاهم النظمة في‬

‫‪7‬‬


‫حياتي‪ :‬النهوض من السرير مباشرة وبنف س الوق ت كّل يوم‪ .‬والفرق الذي أحدثته اهذ ه العادة في‬ ‫عالقتي مع ال ل يوصف‪.‬‬

‫أقترح أيضًا حمامًا في الصباح الباكر أو نزاهة أو فنجان قهوة إن كن ت مازل ت تشعر‬

‫بالنعا س‪ .‬وأنا أشغل آلة صنع القهوة على وق ت محّد دس لكي تكون القهوة جااهزة عندما أنزل من الغرفة‬ ‫واهي تساعدني لتغيير نمطي من نمط بطيء إلى الحيوّية‪.‬‬ ‫ماذا يحدث إن لم نستطع الحصول على وقتنا الصباحي؟ إن كنا ل نستطيع تفادي السبب‬

‫)لقد حصل ذلك مع يسوع أيضًا‪ -‬إق أر مرق س ‪ (37-35 :1‬فال تدع ذلك يفسد نهارك أو نفسّيتك‪.‬‬ ‫فمازال ال في السموا ت وما زل ت ستذاهب إليه بالرغم من أّنك فّو تساهذا الوق ت عليك! إوان لم تستطع‬ ‫القيام به بسبب عدم النتظام صّح حس المور مع ال قبل أن تخرج في أسرع وق ت‪ .‬ومّرةأخرى ل‬

‫تسمح لهذا المر أن يوّترك أو يزعجك فيتنهي بك المر أن تخطئ بطرق أبشع في وق ت لحق‪.‬‬ ‫وأعرف تالميذ من السهل أن يغرقوا في حالة من العبودية والذنب بسبب اهذ ه الوقا ت وأصبح ت‬ ‫مصدر يأ س بالنسبة إليهم‪ .‬إحصل على المساعدة والنصح من مسيحيين آخرين إن كن ت بحاجة إلى‬ ‫ذلك ول تسمح لن يصبح اهذا المر مشكلة مستمرة‪.‬‬ ‫اهناك شيء مشّج عس ومحّم سس في النهوض باك ًرا‪ .‬فنصف العالم مازال نائمًا‪ .‬والمنزل اهادئ‬

‫عن غير عادة‪ .‬وحتى الخارج اهادئ أيضًا قبل خاصة قبل شروق الشم س‪ .‬فنحن متأكدين أّننا‬ ‫نعطي ال المنزلة التي يستحقها في حياتنا لّننا نعطيه الولوّية في جدولنا‪ .‬والنتائج قوّية لدرجة أّنك‬ ‫لن ترغب في أّن تهمل اهذا الوق ت مع ال أو أن ترجأاها إلى وق ت آخر من النهار بعد الن‪.‬‬

‫وأنا أدعوكم من أجل عالقتكم مع ال أن تمضوا معه وق ت كّل يوم "في الصبح باك ًرا"‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫الفص ل الثان ي‬

‫الخلوات الصباحّية‬ ‫كان يسوع يقّد رس وقته مع ال بمفرد ه بعمق‪ .‬وسبق أن رأينا كيف كان يكّر سسساعا ت الصباح‬

‫الباكر للصالة‪ .‬دعونا نتوّس عس بهذ ه الفكرة فيما نناقش الحاجة إلى الخلوا ت الصباحّية اليومّية‪.‬‬ ‫سعى يسوع لهذ ه الخلوا ت الصباحّية‪ .‬فقد شعر بالحاجة إلى الخلوة والعزلة وتأّك دس أّنه كان‬ ‫يحصل عليها‪ .‬إذ كان ينعزل باستمرار‪ .‬وكان نصيحته لتالميذ ه المراهقين كالتالي‪" :‬تعالوا أنتم‬

‫ال‪) "...‬مرق س ‪ .(31 :6‬وقيل عن يسوع أّنه كان "يعتزل في‬ ‫منفردين إلى موضع خالٍء واستريحوا قلي ً‬ ‫البراري ويصّلي" )لوقا ‪.(16 :5‬‬

‫اهناك حاجة إلى وق ت سّريومقّد سس مع ال يكون مكّر سسله وحد ه‪ .‬ولي س من أحد آخر‬

‫مدعو إلى اهذا الوق ت‪ .‬نستطيع خالله أن نسترخي ونتنف س بحرّية ونفّك رس بوضوح ونتشارك من دون‬ ‫أّية مقاطعة‪ .‬والخلوا ت الصباحّية مع الخرين لها مكانتها في مساعدتهم وفي تنمية النتظام أو‬ ‫لتعليم أو تعّلم كيف نستخدم اهذا الوق ت بأفضل طريقة ولكن يجب أن ل تأخذ اهذ ه الوقا ت مكان‬ ‫وقتنا المنفرد مع ال‪.‬‬

‫وجد يسوع المكان الهادئ‪ .‬فقد خرج إلى الغابة أو وجد حديقة في المدينة )يوحنا ‪-1 :18‬‬

‫‪ .(2‬وقد طلب بإلحاح أن نجد الخصوصّية في منازلنا‪:‬‬

‫"وأما أن ت فمتى صّلي ت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصّل إلى أبيك الذي‬ ‫في الخفاء‪ .‬فأبوك الذي في الخفاء يجازيك عالنيًة‪) .‬متى ‪.(6 :6‬‬

‫فالكثير من بيننا محدود في مسيرته مع ال لّنه يفشل في اهذا المر‪ .‬فنحن ل نؤّم نس مكانًا‬

‫ل‪ .‬إذ نحاول أن نق أر أو نصّلي في مكان مكتظ في المنزل‪ ،‬ونحن قريبين من التلفاز أو الهاتف‬ ‫منعز ً‬ ‫أو حيث نستطيع أن نسمع أحاديث الاهل أو الصدقاء‪ .‬فقد يقاطعنا النا س ويدخلون ويخرجون‬ ‫ويكملون أعمالهم‪ .‬ول نستطيع أبدًا في ظّل اهذا الجو أن نكّر سسكامل أفكارنا للتشارك مع ال‪.‬‬

‫دعوني أقول أمر بكّل وضوح‪ :‬إن لم يكن لديكم مكان منعزل تستطيعون أن تكونوا فيه بمفردكم‬ ‫وبعيدين عن الزعاج‪ ،‬فستكون عالقتكم مع ال سطحّية ومحدودة‪.‬‬

‫ل‪ .‬فقد تكون الغرفة مع‬ ‫اهناك الكثير من الماكن للذاهاب إليها وطرق عديدة لنجد مكانًا منعز ً‬

‫الباب المغلق التي أوصى بها يسوع‪ ،‬غرفتك الخاصة أو غرفة مهجورة أو غرفة دراسة أو ما شابه‪.‬‬ ‫أو لعلها غرفة مع شباك )إق أر دانيال ‪ .(10 :6‬وقد تحّو لسالموسيقى الروحّية أو الكالسيكّية الغرفة‬

‫‪9‬‬


‫العادّية إلى مالذ روحي مشّج عسس‪ .‬وقد تكتشف أّن حديقتك أو الرواق يستطيع أن يلبي حاجتك‪ .‬وقد‬ ‫يصبح المشي في حديقة عامة أو في الجبل أو على الشاطئ اهو مكانك المنعزل‪ .‬أو إن كن ت مثلي‬ ‫ستجد أّنك تتمّتع بالكثير من الماكن المنعزلة واهذ ه التشكيلة مهّم ةس جّد ًاس لتقوّية التقّر بسمن ال في‬ ‫أماكن مختلفة‪.‬‬

‫طلب يسوع التيّقظ بإلحاح‪ .‬في آخر ليلة له مع الرسل في جيثسماني‪ ،‬طلب منهم بإلحاح أن‬ ‫يصحوا ويتيقظوا في الصالة خالل اهذ ه الليلة لكي يتغّلبوا على التجربة )مرق س ‪ .(42-37 :14‬وقد‬

‫تعّلم بطر س الذي كان موجودَاً اهذ ه الليلة والذي غفا بدل من أن يصّلي‪ ،‬اهذا الدر س جّيدًا‪ .‬وفي‬ ‫كالم يذّك رسنا بكلما ت يسوع في اهذ ه الليلة‪ ،‬يدعونا في رسالته الولى ويقول "اصحوا واسهروا"‬ ‫)بطر س الولى ‪ (8 :5‬و "تعّقلوا واصحوا" لكي نستطيع أن نصّلي )بطر س الولى ‪.(7 :4‬‬

‫وقد يملك بعضنا مكان منعزل ووق ت اهادئ ولكن يجب أن يعترفوا بإنعدام التيّقظ‪ .‬ونحن‬ ‫نحيد في أوقا ت خلوتنا من دون أن نشّغ لس جميع قوانا العقلّية والروحّية والعاطفّية‪ .‬ويجب أن ندعو‬ ‫ك من أجل وقتك مع ال‪.‬‬ ‫اهذا المر باسمه‪ -‬الكسل‪ .‬قّم بكّل ما يلزم لتستيقظ في أفضل حّلة ل ّ‬

‫كم من الوق ت يكفيك؟ يتصارع الكثير من التالميذ مع اهذا المر واهناك من جهة العبودية‬

‫للتدّين ومن جهة أخرى الكسل الذي يؤدي إلى الضعف والسطحّية‪ .‬والجواب المثل الذي يمكن أن‬ ‫أعطيه اهو بكّل بساطة أن أقنعكم بأن تستثمروا ما يكفي من الوق ت لبناء عالقة حميمة مع ال‪.‬‬

‫يجب أن تحظى بما يكفي من الوق ت لكي تترك اهذا الوق ت وأن تشعر بسالم وبقرب من ال وشعور‬ ‫بأّنك تغّذ يس ت بالكلمة وأّنك ألقي ت الهموم من قلبك‪ .‬ومع أّنني قد أبدو متّد يسنًا ولكّنني أنصح بنصف‬

‫ساعة كبداية ويجب أن يزيد اهذا الوق ت مع الزمن )وأن تصبو إليه( فيما ننضج في مسيرتنا مع ال‪.‬‬ ‫وعلينا أن ندرك أيضًا أّنه اهناك مواسم في حياتنا سنحتاج فيها إلى مزيد من الوق ت وأوقا ت أخرى‬

‫يكفينا فيها الوق ت المحّد دس عادًة‪ .‬على القادة الذين يحملون مسؤوليا ت أكثر في الكنيسة وفي حياة‬ ‫الخرين‪ ،‬أن يخططوا لوق ت أكبر كّل يوم من أجل الصالة )أعمال الرسل ‪.(4-3 :6‬‬

‫كيف علينا أن نحّد دس الوقا ت؟ كيف نقّس مس الوق ت بين الصالة ودراسة الكتاب المقّد سس؟ واهنا‬

‫أيضًا يجب أن يطغى اهدف التقّر بسمن ال على التدّين‪ .‬أنا أحاول أن أقّس مس الوق ت بالتساوي بين‬ ‫ي نوع آخر من‬ ‫الدراسة والصالة ولكّنني أعتقد أّن الصالة الاهم‪ .‬فالصالة حميمة أكثر من أ ّ‬

‫المشاركة مع ال واهي تصلنا أكثر من غيراها بقلب ال‪ .‬وبعضنا يرتكب خطأ بان يدر س الكلمة لمّد ةس‬

‫طويلة ويترك وق ت محدود للصالة‪ .‬فينتهي بنا المر أن نشعر بثقل أكبر بعد اهذا الوق ت‪ .‬والحّل‬ ‫بسيط‪ :‬خذ ما يكفي من الوق ت للصالة مهما حصل!‬

‫ي قانون‪ .‬يجب أن ل نسمح لعالقتنا‬ ‫اهل نصّلي أو نق أر أّو ً‬ ‫ل؟ واهنا أيضًا يجب أن ل نضع أ ّ‬ ‫ي شيء لنحافظ على حيوّيتها ونشاطها‪ .‬بعض اليام‬ ‫مع ال أن تصبح ممّلة وعلينا أن نقوم بأ ّ‬

‫ل ومن ثم أصّلي‪ .‬ولكن إن بدأ ت أشعر بالملل أو العادة أغّير الترتيب‪.‬‬ ‫)وأحيانًا ليام طويلة( أق أر أو ً‬ ‫‪10‬‬


‫ي شيء لكي تحصلوا على وق ت منعش مع ال وأن تغّيروا ممارساتكم للبقاء‬ ‫وأدعوكم لّن تفعلوا أ ّ‬

‫على ذلك‪.‬‬

‫إوانعدام النمو في أن نصبح مثل يسوع في حياة الكثيرين من بيننا اهي شهادة حّية لعدم‬

‫إلتزامنا بالخلوا ت الصباحّية‪ .‬ويجب أن تعلمنا عقولنا المشّو شسسة وقلوبنا المثقلة وضمائرنا المذنبة‬ ‫ي ثمر لتبشيرنا‪ ،‬عك س ذلك ولكّننا ما زلنا نفشل في إعطاء الاهمية إلى‬ ‫وفشلنا المستمر وعدم وجود أ ّ‬

‫إنذار يسوع التالي‪:‬‬

‫"اثبتوا فّي وأنا فيكم‪ .‬كما أّن الغصن ل يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثب ت‬

‫في الكرمة كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فّي ‪.‬س أنا الكرمة وأنتم الغصان‪ .‬الذي‬

‫يثب ت فّي وأنا فيه اهذا يأتي بثمر كثير‪ .‬لّنكم بدوني ل تقدرون أن تفعلوا شيئًا‪.‬‬

‫ف ويجمعونه ويطرحونه‬ ‫إن كان أحد ل يثب ت فّي يطرح خارجاُ كالغصن فيج ّ‬ ‫في النار فيحترق‪ .‬إن ثبّتم فّي وثب ت كالمي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون‬

‫لكم‪ .‬بهذا يتمّج دس أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تالميذي‪) ".‬يوحنا ‪-4 :15‬‬ ‫‪(8‬‬

‫ي شيء لكي تستطيع أن تحصل على وق ت مع ال! ل تسمح بالعذار فيما بعد ول‬ ‫إفعل أ ّ‬

‫بالمنطق ول بعدم النتظام الذي منعك من أن تكون قريبًا من الب الذي في السموا ت‪ .‬إوان كان‬ ‫يسوع بحاجة إلى خلوة مع أبيه فماذا عنك أن ت؟‬

‫‪11‬‬


‫الفص ل الثالث‬

‫الوقت بعيداً‬ ‫اهذا الوق ت بعيدًا عن الروتين والجو العام مهّم جّد ًاس لتطوير عالقة حميمة مع ال‪ .‬يمكننا أن‬

‫نرى ذلك من مثل رجال ونساء رائعين من الكتاب المقّد سس‪ .‬إلّ أّن حياة يسوع اهي التي تؤثر فينا‬ ‫أكثر من غيراها‪ .‬لحظ اهذ ه المثلة من حياته‪.‬‬ ‫"وأما اهو فكان يعتزل في البراري ويصّلي" )لوقا ‪(16 :5‬‬ ‫"وفي تلك اليام خرج إلى الجبل ليصّلي‪ .‬وقضى الليل كّله في الصالة ل‪".‬‬

‫)لوقا ‪(12 :6‬‬

‫"وفيما اهو يصّلي على انفراد‪) "...‬لوقا ‪(18 :9‬‬ ‫"وبعد اهذا الكالم بنحو ثمانية أيام أخذ بطر س ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل‬ ‫ليصّلي" )لوقا ‪(28 :9‬‬ ‫ب عّلمنا أن‬ ‫إ‬ ‫"واذ كان يصّلي في موضع لما فرغ قال واحد من تالميذ ه يا ر ّ‬ ‫نصّلي كما عّلم يوحنا أيضًا تالميذ ه‪) ".‬لوقا ‪(1 :11‬‬

‫"وأما يسوع‪...‬انصرف أيضًا إلى الجبل وحد ه" )يوحنا ‪(15 :6‬‬ ‫"وللوق ت ألزم تالميذ ه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر إلى بي ت صيدا حتى‬ ‫يكون قد صرف الجمع‪ .‬وبعد ما وّد عسهم مضى إلى الجبل ليصّلي‪ .‬ولما صار‬ ‫المساء كان ت السفينة في وسط البحر واهو على البّر وحد ه‪) ".‬يوحنا ‪-45 :6‬‬ ‫‪(47‬‬

‫ال‪ .‬لّن القادمين‬ ‫"فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خالء واستريحوا قلي ً‬ ‫والذااهبين كانوا كثيرين‪ .‬ولم تتيسر لهم فرصة للكل" )مرق س ‪(31 :6‬‬

‫ ت لكثرة الوق ت الذي قضا ه يسوع بمفرد ه‪ .‬إوان فكّر نسابإنجازاته العظيمة في قيادة‬ ‫لقد انداهش ُ‬

‫النا س‪ ،‬ل يزال المر مداهشًا‪ .‬كيف يمكننا أن نق أر قصة حياة يسوع وان ل نتوّقف عند اهذا المر؟‬

‫فنحن إن أدركنا اهذا المر نكتشف الكثير عن سّر عظمته وقّو تسسه كقائد وعالقته الفريدة والحميمة مع‬

‫‪12‬‬


‫ال‪ .‬يتطلب المر بعض الوق ت فقط‪ -‬وق ت نقضيه بمفردنا‪ ،‬أقصد الكثير من الوق ت ووق ت نقضيه‬ ‫في مكان منعزل من دون تقطيع أو تشويش‪.‬‬ ‫ب ؟ ساهل سبق لك أن‬ ‫اهل سبق لك أن قضي ت اليوم بطوله بعيدًا عن النا س وحدك مع الر ّ‬

‫قضي ت ليلة بكاملها في الصالة ودراسة الكلمة والتأّم لس؟ اهل سبق لك أن ذاهب ت في خلوة شخصّية‪-‬‬ ‫لوحدك بهدف التقّر بسمن ال؟‬ ‫مضى على كون البعض منا تالميذ الكثير من الوق ت ولم يفعل شيئًا من اهذا القبيل‪.‬‬

‫ونتساءل لماذا نحن متعبين وغير متحّم سسين وغير فرحين ولماذا لم ننمو في إيماننا!‬

‫عندما كان ت عائلتي تعيش في بوسطن‪ ،‬صم ت لمّد ةس أسبوعين وقضي ت آخر ليلة كّلها في‬

‫الصالة‪ .‬وقد إنضم إلّي الخوة من الكنيسة كّل ساعة‪ .‬كان وق ت نمو رائع لنا جميعًا‪ .‬فقد تقّر بس تمن‬ ‫ال بطريقة رائعة وقد ساعد ت التغييرا ت التي أدخلتها إلى حياتي وخدمتي بفضل ليلة الصالة اهذ ه‪،‬‬ ‫على إعادة بناء مستقبلي‪.‬‬ ‫بعد مرور سنوا ت وقبل إجتماع مهّم لقادة الكنيسة في أورشليم‪ ،‬أخذ ت الجزء الكبر من‬

‫النهار للصالة‪ .‬وقبل أيام عديدة من بداية الجتماع‪ ،‬ذاهب ت بمفردي وقضي ت ساعا ت مع ال‬

‫لصّلي من أجل المؤتمر وقادته والمشاركين فيه ولقلبي ليشعر برسالة ال‪ .‬فذاهب ت إلى المؤتمر‬

‫ي مؤتمر آخر‪ -‬ونتيجة لذلك شعر ت بوق ت‬ ‫بتركيز أفضل وبرّد ةس فعل أفضل من أي رّد ةس فعل في أ ّ‬ ‫نمو منعش‪.‬‬

‫ ت قادة الرجال في الكنيسة تحدّيًا أن يقضوا ليلة كاملة خارجًا في‬ ‫في الخريف الماضي أعطي ُ‬

‫خلوة روحّية‪ .‬وجميعهم عاد بتغيير وحما س‪ .‬وقد شارك الكثير منهم كم من الوق ت استغرقوا لينفصلوا‬ ‫عن العالم والتشويش ولكن فيما فعلوا ذلك استطاعوا أن يصلّوا ويرفعوا خلواتهم الصباحّية إلى‬ ‫مستوى أعلى‪ .‬وأنا أتحداكم بأن تخططوا لهذا النوع من الخلوا ت في أسرع وق ت ممكن‪.‬‬

‫سأظّل أتذّك رس الليلة التي قضيتها أنا خارجًا‪ .‬قّر رس تأن أنام في العراء وبعد أن قضي ت وقتًا‬

‫في الصالة قّر رس تأن أنام باك ًرا‪ .‬كان ت السماء مليئة بالنجوم وكان نسيم الخريف البارد يصفق بين‬ ‫أوراق الشجر‪ .‬وقد استيقظ ت خالل الليل لكي أرى النجوم وأستمع إلى صو ت النسمة اللطيفة‪.‬‬

‫استيقظ ت قبل الفجر وذاهب ت إلى النهر لق أر وأصّلي ولكي أشااهد شروق الشم س‪ .‬لقد رّنم ت‬ ‫ال عن كّل ما في قلبي‪ .‬وبدأ ت السماء تعج بالحياة واللوان ببطء‪.‬‬ ‫وابتسم ت وصرخ ت وصلي ت طوي ً‬

‫ب لم يبطئ‬ ‫وانتظر ت ظهور الشم س ولكن بدا لي أّنه تأّخ رسس‪ .‬وتأكد ت من ساعتي لكي أتأّك دس أّن الر ّ‬

‫ي أحد‪.‬‬ ‫المور كما فعل في أيام يشوع‪ .‬وفيما كن ت أنتظر أدرك ُ‬ ‫ ت أم ًرا‪ :‬ل يسرع ال من أجل أ ّ‬

‫وكان ت تلك أعظم الدرو س التي تعلمتها خالل اهذ ه الليلة والصباح التالي‪ .‬وقد ل يبدو أم ًار مهمًا جّد ًاس‬

‫بالنسبة إليكم ولكن بالنسبة إلّي ‪-‬س أنا القلق والمسرع والذي يعيش من أجل ما سيحصل في المستقبل‬ ‫ومستعد دائمًا لمساعدة ال في تغيير توقيته من أجل ما أريد ه‪ -‬كان ذلك درسًا مهمًا‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫بعض اهؤلء الرجال تحدث عن أوقا ت مضحكة‪ .‬فقد سمع أحد الخوة خالل الليل صوتًا‬

‫ل أن يطرد الخوف وأن يكون رجل ال القوي‪ ،‬حاول أن يتجااهل المر إلّ‬ ‫متوّج هسًا نحو خيمته‪ .‬ومحاو ً‬ ‫أّن الصو ت بدأ يزيد ويصبح أكثر وضوحًا‪ .‬وأخي ًار وبخوف كبير خرج من الخيمة ليواجه المتعّد يس‪.‬‬

‫فوجد نفسه أمام ضفدعة خائفة تحاول أن تجد طريقها عبر مخيمه إلى النهر في الجهة المجاورة‪.‬‬

‫أكتب اهذ ه الفقرة بعد عودتي من ستة أيام وخمسة ليالي قضيتها في مكان منعزل لكتب اهذا‬ ‫الكتاب‪ .‬وشعر ت أّنني بحاجة إلى مكان مريح لكتب كتاب من اهذا النوع وأن أكون قريب من ال‬

‫بشكل خاص‪ .‬كان ت اهذ ه الخلوة وق ت لن أنسا ه أبدًا‪ .‬إواضافة إلى الكتابة‪ ،‬قضي ت ساعا ت في التنّز ه‬ ‫والتفكير والدراسة والصالة والتمّتع بعالقة مع ال‪ .‬ولم أكتب معظم اهذا الكتاب فقط بل وأاهّم من ذلك‬ ‫لقد تجّد دس ت روحيًا وعاطفّيًا‪.‬‬

‫وأنا أكتب اهذ ه الكلما ت بعد عودتي إلى المنزل وجال س على مكتبي‪ .‬ومنذ بضعة دقائق‬

‫سمع ت أول صو ت رنة اهاتف منذ ستة أيام! ومن المداهش الوضوح الذي يمكنك أن تفّك رس فيه وكم‬

‫تستطيع أن تتعّلم وكم يمكن أن تكون قريبًا من ال عندما تكون بعيدًا عن التشويش وواجبا ت الحياة‪.‬‬ ‫لعل مسؤولياتك لن تسمح لك بأن تنعم بهذا الوق ت الطويل‪ .‬ولكن حان الوق ت أن نكون‬

‫جميعًا جّد يسين في أخذ بعض الوق ت بعيدًا وأن نكون مع ال‪ .‬قد تكون اهذ ه فكرة جيدة لستغالل‬

‫ف جداول أعمالنا بفعل معجزة‪ .‬عليك أن‬ ‫بعض أيام العطل! لن يحصل المر بالصدفة ولن تخ ّ‬

‫طط للمر وأن تقّر ر سأن تقوم به‪ .‬وما إن تقوم بالمر ستطلب المزيد من الوق ت بعيدًا بمفردك مع‬ ‫تخ ّ‬ ‫ال‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫الوقت خارجاً‬ ‫اهل تعلم أّن جميع الشخاص الذين نق أر عنهم في الكتاب المقّد سس قضوا معظم وقتهم‬

‫ل إلى موسى وداود ويسوع فالشخاص في الكتاب المقّد سس كانوا‬ ‫خارجًا؟ من آدم إلى إبرااهيم وصو ً‬ ‫ل قضوا معظم حياتهم في إتصال مباشر مع العالم الذي خلقه ال‪.‬‬ ‫نساًء ورجا ً‬

‫وقد أّثر ت تجربتهم مع الطبيعة بعمق على نظرتهم ل ومن خالل اهذا عالقتهم معه‪ .‬وقد‬

‫استوحى يسوع المثال التي أعطااها مما رأى فيما مشى في شوارع وغابا ت الجليل‪ .‬وقد أخذ ال‬

‫إبرااهيم خارجًا لكي يريه المنظر الرائع للسماء المليئة بالنجوم ولكي يخبر ه كم سيكون عظيم عدد‬

‫نسله )تكوين ‪ .(5 :15‬وقد إتضع كبرياء أيوب عندما أرا ه ال عظمة الخليقة )أيوب ‪.(7-4 :38‬‬ ‫ض رسين‪ .‬فنحن‬ ‫إلّ أّن الزمن وطريقة العيش قد تغّي ار على القل بالنسبة إلى التالميذ المتح ّ‬ ‫ناد ًار ما نذاهب خارجًا إوان فعلنا سرعان ما ندخل إلى سيارتنا حتى نصل إلى البناية المجاورة‪.‬‬ ‫والبعض مّنا يخرج من شّقته ويمشي في المدينة وعبر الشوراع المزدحمة ويستقل باصًا مكتظًا‬

‫ويعتبر نفسه محظوظًا إن أستطاع أن يلمح بعض الخضار من خالل كّل اهذا‪ .‬وأنا متأّك دس أّن الكثير‬ ‫ممن يق أر اهذا الكتاب لم يم ِ‬ ‫ض يومًا في العراء وقد تشّك لس الخيمة تحّد يسًا بالنسبة إليهم ويعتبرون العراء‬

‫ضربًا من ضروب الخيال! واهل من عجب أّننا فقدنا شعور عظمة ال؟ واهل من الصعب أّن نفهم‬ ‫تركيزنا على أنفسنا وعدم إيماننا‪ -‬ونحن ناد ًار ما نأخذ الوق ت لكي نكون أمام جمال ال وعظمته؟‬ ‫فيما أكتب اهذ ه الكلما ت أنا جال س في غرفة فيها جدران من زجاج فقد انتقل ت إلى أحد‬

‫الفنادق في جبال شمال كارولينا لكي أعمل من دون تشويش‪ .‬وقد ذاهب ت في الصباح للتنز ه في‬ ‫شوارع القرية عبر المزارع الجميلة‪ .‬وقد رأي ت سيارة واحدة‪ -‬واهي تعود لساعي البريد‪ .‬كن ت محاطًا‬

‫بالغابا ت الخضراء والشجار وأصوا ت القرية وروائحها‪ .‬شعر ت بالكتفاء والراحة والسالم‪ .‬وفيما‬

‫كن ت أركض سّبح ت ال لخلق اهذا الجمال ولّنه سمح لي أن أكون اهناك لرااها ولكّنني تمّتع ت بكبر‬ ‫وعظمة وحكمة اهذا الله الذي يخلق اهذ ه المور‪.‬‬

‫ال لبعضكم‪ -‬أخرج من منزلك‬ ‫أنا أدعوكم أن تخرجوا إلى الطبيعة وقد يكون المر سه ً‬

‫واكتشف جمال حديقتك! وبالنسبة إلى الخرين الذين يعيشون في المدينة قد يتطّلب المر جهدًا‬

‫أكبر إلّ أّن النتائج عظيمة جّد اًس‪ .‬وكما قال وينستن شيرشل يومًا‪" ،‬العالم بأكمله مفتوح بكنوز ه‪ .‬وأبسط‬ ‫المور لها جمالها الخاص‪ ".‬إبحث عن الحدائق والماكن المفتوحة‪ .‬إذاهب من وق ت‬ ‫إلى آخر إلى القرية لكي تعيد تجديد مشاعرك ورؤياك لعظمة ال‪ .‬ويعني اهذا المر لجميعنا أن نفتح‬ ‫أعيننا ونستمع إلى آذاننا ونتنّش قس رائحة عالم مليء بالجمال‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫متى كان آخر وق ت نظر ت فيه إلى شروق الشم س أو غروبها عند المحيط أو عند أحد‬ ‫النهر؟ أو متى آخر مّرةلحظ ت فيها تغيير أشكال الغيوم التي تتكّد سس في السماء مثل القصور؟‬

‫متى كان ت آخر مرة توقف ت فيها لتشااهد الطيور الجميلة التي تطير من حولنا أو لتنص ت إلى‬

‫نشيداها؟ اهل سبق لك أن مشي ت على أوراق الشجار في الخريف أو تنّزاه تفي الغابة عند تساقط‬ ‫الثلوج وسمع ت صو ت الثلج يتساقط في اهدوء الغابة؟ اهل سبق لك أن أخذ ت بعضًا من الوق ت‬

‫لتنظر إلى زاهور الربيع أو اهل سبق لك أن نظر ت إلى إحدى الزاهار وانداهش ت باللوان التي ل‬ ‫يستطيع النسان أن يوّلداها؟ اهل توقف ت يومًا لتشااهد عظمة العاصفة المرعبة أو قّوة البرق والرعد؟‬ ‫اهل سبق لك أن خرج ت في الليل بعيدًا عن أضواء المدينة ووقف ت أمام عظمة النجوم والكون غير‬

‫المتنااهي؟‬

‫عندما تفعل ذلك ستكون أقرب إلى ال‪ .‬إذ سيتكّلم معك كما تكّلم مع إبرااهيم عندما أرا ه‬

‫النجوم‪ .‬وسيّتحد معك كما فعل مع يسوع فيما كانا يمضيا أيام وليال بمفرداهما بعيدًا عن متطلبا ت‬

‫العالم‪ .‬سيتكّلم معك كما تكّلم مع ارٍع يافٍع وحيدًا في براري بي ت لحم والذي تأثر برؤيا ال في اهذا‬

‫العالم لدرجة أّنه أخذ قيثارته وسكب قلبه في التسبيح‪:‬‬

‫"السموا ت تحّد ثس بمجد ال‪ .‬والفلك يخبر بعمل يديه‪ .‬يوم إلى يوٍم يذيع كالمًا‬

‫وليل إلى ليل يبدي علمًا‪ .‬ل قول ول كام‪ .‬ل يسمع صوتهم‪ .‬في كّل الرض‬ ‫خرج منطقهم إوالى أقصى المسكونة كلماتهم‪ .‬جعل للشم س مسكنًا فيها"‬

‫)مزمور ‪(4-1 :19‬‬

‫"وتخاف سكان القاصي من آياتك‪ .‬تجعل مطالع الصباح والمساء تبتهج‪.‬‬ ‫تعّهد ت الرض وجعلتها تفيض‪ .‬تغنيها جّد اًس‪ .‬سواقي ال ملنة ماًء‪ .‬تهيء‬ ‫طعامهم لّنك اهكذا تعّد اهسا‪ .‬أرو أتالمها مهد أخاديداها‪ .‬بالغيوث تحّللها‪ .‬تبارك‬

‫غّلتها‪ .‬كّلل ت السنة بجودك وآثارك تقطر دسمًا‪ .‬تقطر مراعي البّر يسةوتنطق‬

‫طف بّرًا‪ .‬تهتفوأيضًا تغّني"‬ ‫الكام بالبهجة‪ .‬اكتس ت المروج غنمًا والودية تتع ّ‬ ‫)مزمور ‪(13-8 :65‬‬

‫يحتاج معظمنا إلى بعض الوق ت خارجًا مع ال‪ .‬والمر لي س معّقدًا كما تعتقدون‪ :‬فقد ل‬

‫يكون اللم الذي ل تستطيع أن تحّد دس ه في قلبك والوحدة التي تشعر بها‪ ،‬إلّ الحاجة إلى الخروج إلى‬ ‫الطبيعة تح ت السماء وأن تكون بمفردك مع ال‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫الفصل الخام س‬

‫أوقات الصوم‬ ‫الصوم أمر لي س بغريب في الكتاب المقّد سس‪ .‬فأمثال الصوم اهذ ه كثيرة جّد ًاس ولكن قد تساعدنا‬ ‫بعض اهذ ه المثال المذكورة فيما بعد لنرى وتيرة اهذ ه الممارسة بين من َم َشسوسا بالقرب من ال‪:‬‬ ‫• صام موسى لمّد ةس أربعين يومًا قبل أن يحصل على الشريعة )خروج ‪.(28 :34‬‬ ‫• صام داود من أجل حياة مولود ه الجديد )صموئيل الثاني ‪.(22-15 :12‬‬

‫• أعلن الملك يهوشافاط ملك يهوذا عن صيام عام في وق ت الحرب )أخبار اليام الثاني‬ ‫‪.(20‬‬ ‫• دع ت الملكة أستير شعب ال إلى صوم عندما تهددوا بالبادة )أستير ‪.(4‬‬ ‫• صام دانيال لكي يعترف بخطايا ه وخطايا شعبه )دانيال ‪.(9‬‬ ‫• صام نحميا عندما سمع بوضع بقايا أورشليم المزرية )نحميا ‪.(1‬‬ ‫• صام يسوع لمّد ةس أربعين يومًا قبل أن يبدأ بخدمته )متى ‪.(2 :4‬‬

‫• صام القادة في كنيسة أنطاكيا وتعبّد وسا ل فيما طلبوا بركا ت ال من أجل جهوداهم في‬ ‫الخدمة )أعمال الرسل ‪.(3-1 :13‬‬

‫• كّر سسبول س وبرنابا الشيوخ الجدد في الكنيسة ل من خالل الصالة والصوم )أعمال الرسل‬ ‫‪.(34-23 :14‬‬

‫ص لسسة عن كيفّية الصوم‪ .‬إلّ أّننا نجد الكثير من‬ ‫ي إرشادا ت مف ّ‬ ‫ل يوجد في الكتاب المقّد سس أ ّ‬ ‫المثلة لشخاص صاموا ووجدوا نتيجًة لصيامهم‪ .‬وقد أعلن يسوع أّن الصوم لي س مفروضًا على‬

‫من يتبعه خالل خدمته على الرض إلّ أن تالميذ ه المستقبليون سيمارسونه )لوقا ‪.(35-33 :5‬‬

‫وقد حذر من الصوم فقط من أجل المظااهر وقال أّن الصوم جزء من حياة المؤمن )متى ‪-16 :6‬‬ ‫‪ ،18‬لوقا ‪ .(14-9 :18‬وقد حّذ رس يسوع والنبياء من قبله أّن الصوم ل يعني شيئًا بحّد ذاته إن لم‬

‫يكن نتيجًة لحياة البّر أو إن لم ينبع من قلب بار )إشعياء ‪ ،6-3 :58‬إرميا ‪.(12 :14‬‬

‫اهل يجدر بنا أن نصوم اليوم؟ مثل القديسين في العهد القديم والجديد ومثل يسوع وتعاليمه‬

‫تجمتع لتجيب ب"نعم" على اهذا السؤال‪ .‬ومع اهذا اليقين دعونا نعود لنكسب فهم أعمق لهذ ه‬ ‫الممارسة الروحّية التي أاهملنااها وأسأنا فهمها‪.‬‬

‫ما اهو الصوم؟ اهو المتناع الرادي عن الطعام بغية التقرب من ال‪ .‬والصوم الطول الذي‬

‫نعرف عنه اهو صوم يسوع وموسى‪ .‬ومعظم الصيام كان أقصر بكثير يتراوح بين يوم وعّد ةس أيام‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫أعتقد أّنه عندما نصوم علينا أن نقّر ر سبمفردنا ما الذي يقّر بسنامن ال ويشّج عسسنا‪ .‬والمتناع‬ ‫عن الكل اهو الوضح‪ ،‬والمتناع عن الشرب ممكن أيضًا‪) .‬وأنا ل أنصحكم أن تتمثلوا بإمتناع‬

‫موسى عن الشرب لربعين يوم‪ -‬أظن أّنه حظي بدعم للمثابرة من مصدر يفوق الطبيعة على اهذا‬ ‫الجبل!( لقد أكتشف ت أّنه بالنسبة إلّي فالمتناع عن الطعام والشرب فقط بما فيها العصير‪ ،‬مفيد‬

‫جّد اًس‪ .‬ومن الحكمة أيضًا أن تبدأ بالصوم لفترة قصيرة لمّد ةس يوم أو يومين إن لم تصم من قبل‪ .‬فبعض‬ ‫الشخاص ل يتجاوب جّيداً مع الصوم وعليهم أن يتوّخ واس الحذر‪ .‬استعملوا بعض المنطق‪ .‬إوان كن ت‬

‫مريضًا منذ فترة قصيرة يجب أن تنتظر حتى ُتشفى‪ .‬إوان كن ت تأخذ الدوية إق أر الرشادا ت جّيدًا‬ ‫وخذ نصيحة طبيبك‪ .‬إوان كن ت قد عاني ت في الماضي من مرض البوليميا أو النوركسيا فيجب أن‬

‫ل تمتنع عن الطعام بل عليك أن تجد طريقة أخرى للصوم‪ .‬إليكم كلمة تطبيقّية أخيرة‪ :‬ل تأكل وجبة‬

‫كبيرة بعد صوم لفترة‪ -‬فقد يكون الكثير من الكل وبسرعة بمثابة صدمة لنظامك!‬

‫ما اهي بعض أنواع الصوم التي يمكن أن نمارسها؟ سمع ت عن الكثير من أنواع الصوم من‬ ‫الكثير من التالميذ‪ :‬الصوم عن الفالم وعن الرياضة وعن مشااهدة التلفاز وعن الجريدة وعن‬ ‫مختلف أنواع الطعمة )اللحم والحلويا ت والكحول إق أر دانيال ‪ .(16-8 :1‬أحد أكثر أنواع الصوم‬ ‫التي ساعدتني شخصيًا‪ ،‬اهو الصوم الذي نصحني به أحد أصدقائي ومتلمذي ستيف ساب‪ .‬فقد قام‬ ‫لمّد ةس شهر كامل بالصوم عن العالم حيث امتنع عن كّل تأثير من العالم‪ :‬التلفاز والجريدة والراديو‬

‫والفالم وأي من نوع من القراءة غير الروحي‪ .‬وقد تشّج عسس ت كثي ًار من اهذا النوع من الصوم لدرجة‬

‫أّنني قم ت به أنا لمّد ةس شهر وكان ت النتائج رائعة! فأصبح تركيزي أكثر روحانية وأتمم ت كّم ًاس كبي ًار‬

‫من العمل وأصبح ت أكثر فعالية في قيادة الكنائ س وتوّس عس كثي َاًر تأثيري الروحي‪ .‬وأنا أنصحكم كثي ًار‬

‫"بالصوم عن العالم" وخاصة عندما ل يكون تركيزك الروحي كبي ًرا‪.‬‬

‫لماذا نصوم؟ لعل اهذ ه الالئحة البسيطة أفضل طريقة للقاء نظرة على السباب‪:‬‬

‫• للتواضع أمام ال ولظهار اعتمادنا عليه‪.‬‬ ‫• لعطاء المزيد من الوق ت للتركيز على حياتنا الروحّية‪ .‬يمكن إستعمال الوق ت الذي كان‬ ‫من المفترض أن نقضيه في تناول الطعام أو تحضير ه‪ ،‬للصالة ودراسة الكتاب المقّد سس‪.‬‬ ‫وأيضًا في كّل مّرةنذكر فيها أّننا ل نأكل )والذي يحصل باستمرار خاصة عند بداية‬

‫الصوم( نذكر السبب الذي نصوم لجله وأن نرّك زس أفضل عندما تكون أفكارنا مشّو شسسة‪.‬‬

‫• لطلب مشورة ال في مواجهة ق اررا ت مهّم ةس‪.‬‬ ‫• لطلب مساعدة ال في محنة ما‪.‬‬

‫• لطلب مساعدة ال خالل التجربة أو الصعاب‪.‬‬ ‫• لطلب مساعدة ال في التغّلب على الضعف الروحي‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫• لتخطي وق ت من الفتور الروحي أو ضياع حّبنا الول‪.‬‬

‫• لمساعدتنا على إعادة بناء عالقتنا مع ال إن كنا قد سقطنا أو أخطأنا‪.‬‬ ‫• للحصول على وق ت ممّيز للصالة أسبوعيًا أو شهريًا )من أجل الرساليا ت في العالم أو‬ ‫إاهتداء العائال ت(‪.‬‬

‫• للصالة من أجل حاجة معّينة في الكنيسة أو كطريقة للتوبة الجماعّية )قد يدعوا قادة‬ ‫الكنائ س إلى صوم جماعي(‪.‬‬

‫• للتعبير عن المتنان والشكر لبركة واضحة أو من أجل صالة مستجابة أو نصر روحي‪.‬‬ ‫• أو لطلب إنتصار من ال في مشاركة اليمان أو من أجل تغيير قلب شخص ضائع‪.‬‬ ‫• للحصول على تغيير عندما نشعر أّننا وصلنا إلى سقف ونحن بحاجة للحفر بطريقة‬ ‫أعمق من البار الروحّية لتحقيق التغييرا ت المطلوبة في حياتنا‪.‬‬

‫لقد كان الصوم مفيدًا جّد ًاس في مسيرتي مع ال‪ .‬فما كن ت لكون ما أنا عليه اليوم من دون‬

‫الصوم ولم أكن لقوم بهذ ه التغييرا ت في شخصيتي التي بد ت مستحيلة‪ .‬وقد مّر تسأوقا ت شعر ت‬

‫فيها بالضغط من جراء المشاكل أو شعر ت فيها بالحيرة أمام أحد التجااها ت وقد أمن لي الصوم‬

‫عالقة حميمة مع ال واعتماد عليه الّلذان قاداني إلى النصر‪ .‬وغالباً ما كان ت بضعة أيام من الصوم‬

‫التي انتشلتني من الخمول الروحي‪ .‬وأنا مقتنع أّن أوقا ت الصوم قد ساعد ت الكنائ س التي قّد تسها‬ ‫للحصول على تأثير أكبر وروحانية أكثر‪.‬‬

‫أينما كن ت أن ت اليوم روحّيًا‪ ،‬سيحدث الصوم تأثي ًار كبي ًار في حياتك وقد يكون ما أن ت بحاجة‬

‫إليه لتصل إلى مستوى جديد من القرب والعالقة الحميمة في عالقتك مع ال‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫الفصل الساد س‬

‫كّ ل الوقت‬ ‫في الواقع‪ ،‬يجب أن تكون العالقة موجودة في كّل وق ت من حياتنا ولي س بعض الوق ت‪.‬‬

‫بعضنا يفّك رس الن أّن عالقتنا مع ال تعتمد اعتمادًا كلّيًا على الوقا ت الممّيزة مثل الخلوة الصباحيذة‬ ‫أو الوق ت خارجًا أو الصوم‪ .‬والتفكير بهذ ه الطريقة يعني تقسيم مسيرتنا مع ال وسيؤّثر اهذا المر‬

‫سلبيًا على عالقتنا معه‪ .‬لذلك يتصارع الكثير من بيننا في عالقته مع ال‪ :‬إذ نشعر أّننا إن لم نكن‬

‫في غرفة ممّيزة خالل وق ت ممّيز ل يمكننا أن نكون قريبين من ال‪.‬‬

‫يريد ال أن يكون قريبًا منا في كّل وق ت ولي س فقط خالل المناسبا ت الممّيزة‪ .‬قال يسوع‪،‬‬ ‫"واها أنا معكم كّل اليام إلى انقضاء الداهر‪) ".‬متى ‪ .(20 :28‬واهذا يعني أّنه خالل النهار سواء كنا‬

‫منعزلين بمفردنا مع ال أو سواء كنا خارجًا نعمل‪ ،‬يسوع معنا‪ .‬ويقول لنا بول س أن نصّلي "بال‬

‫انقطاع" )تسالونيكي الولى ‪ .(17 :5‬ومن الواضح أّنه ل يعني أّنه علينا أن نوقف جميع أعمالنا‬

‫ونقضي كّل وقتنا في الصالة بل يعني أن نكون مّتصلين باستمرار مع ال وبروح مصّلية مهما كّنا‬ ‫نفعل‪.‬‬ ‫ل تمزج عالقتك مع ال بحصولك على خلوة صباحّية‪ .‬فعالقتك مع ال ل تعتمد على ما‬ ‫تشعر به بعد الخلوة أو حتى إن لم تحصل على اهذ ه الخلوة‪ .‬وأنا ل أقصد أّنه ل يجدر بنا أن نسعى‬ ‫للستمرارّية في عالقتنا اليومّية مع ال بل أقصد أّن مسيرتنا مع ال أعظم بكثير مما نقوم به خالل‬

‫اهذ ه الوقا ت الممّيزة‪ .‬علينا أن نطّو رسشعو ًار بحضور ال أينما كّنا ومهما كّنا نفعل‪ .‬علينا أن نتعّلم‬ ‫ب ونتأمل بكالمه‪.‬‬ ‫كيف نصّلي صلوا ت قصيرة فيما نقوم بأعمالنا وأن نتوّقف خالل النهار لنذكر الر ّ‬ ‫إن لم نتعّلم اهذا المر سنشعر بعدم المان في مسيرتنا مع ال وسنهدم يومنا كّله بسبب‬

‫خلوة قصيرة أو عادّية أو حتى بسبب عدم حصولنا على خلوة‪.‬‬

‫تعّلم أن تخرج من وق ت الصالة ودراسة الكلمة وسّر مع ال خالل كّل النهار‪ .‬إوان كن ت‬

‫تمّتع ت بقضاء ليلة خارجًا مع ال فال تترك ال اهناك في الطبيعة بل أحضر ه معك إلى المدين‍ة!‬ ‫أذكر حادثة في حياة نحميا تمّثل ذلك‪ .‬فقد صّلى نحميا وبكى وصام لمّد ةس أيام بخصوص‬ ‫الوضع الراهيب لبقايا أورشليم‪ .‬فطلب من ال أن يسامحه ويسامح شعبه وصّلى بإلحاح من أجل‬

‫خالصهم‪ .‬وبعد أن أنهى صالته أكمل واجباته اليومّية كساقي للملك أرتحشستا‪ .‬فالحظ الملك حزن‬

‫نحميا وسأله عن سبب حزنه‪ .‬ويقول نحميا "‪...‬فصلي ت إلى إله السماء‪) ".‬نحميا ‪ .(4 :2‬وبالرغم‬

‫من أيام الصالة السابقة‪ ،‬صّلى نحميا مّرةأخرى قبل أن يفتح فا ه ليجيب على سؤال الملك‪ .‬تلك اهي‬

‫ب خارج فترة الصوم إلى عمله اليومي في العالم‬ ‫عالقة كّل الوق ت مع ال! فقد أحضر نحميا معه الر ّ‬ ‫‪20‬‬


‫حيث فرص خدمة ال واقعّية‪ .‬وبالرغم من أّن صالته لم تدوم أكثر من براهة إلّ أّنه طلب خاللها‬ ‫مساعدة إلهه إوارشاد ه‪.‬‬ ‫ي شكل أن ل تبذلوا الجهد في خلواتكم الصباحّية مع ال وفي إيجاد أوقا ت‬ ‫وأنا ل أدعوكم بأ ّ‬

‫ممّيزة معه تساعدكم على التقّر بسمنه‪ .‬ولكن ل يمكن لهذ ه الوقا ت أن تأخذ مكان المسيرة اليومّية‬ ‫والقرب الذي يجب أن يكون بينكم وبين ال كّل الوق ت‪ .‬وكالاهما مطلوبان ويجب أن يساعد الواحد‬ ‫الخر‪ .‬فلنقّر ر سأن نكون قريبين من ال أينما كّنا ومهما كّنا نفعل‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫الجزء الثان ي‬

‫الصغاء ل‬

‫‪22‬‬


‫الفصل السابع‬

‫ب ةمع الكلةمة‬ ‫علقة ح ّ‬ ‫ ت الكثير من الكتب الرائعة وبعضها قرأتها مرا ت عديدة‪ .‬ومعظمها كتب روحّية‬ ‫لقد ق أر ُ‬ ‫عّلمتني حقائق أساسّية عن ال وكلمته‪ .‬ولكن اهناك كتاب واحد عد ت إليه مرا ت كثيرة وقرأته كّل يوم‬

‫من حياتي‪ .‬واهذا الكتاب اهو الكتاب المقّد سس‪.‬‬

‫فحاول ت أن أغوص إلى عمق أعماقه‪ -‬ولم أصل يومًا إلى القعر‪ .‬وحاول ت أن أصل إلى‬

‫آخر حدود ه وأحيانًا كثيرة تعب ت خالل محاولة الصعود‪ -‬ولكّنني لم أصل يومًا إلى القمة‪ .‬وقد‬

‫ل أن أجد حدود حكمته ومعلوماته ولكن خالل حياتي كّلها بدأ ت أخي ًار‬ ‫تصّفح ت صفحاته محاو ً‬ ‫أكتشف عجائب مدا ه‪.‬‬

‫لقد قرأ ت مقاطع لسنوا ت واكتشف ت فجأة يومًا ما أّنه اهناك في المقطع أكثر بكثير مما كن ت‬

‫أعتقد‪" .‬اهذ ه المرة فهم ت‪ ،‬وفهم ت كّليًا" قل ت ذلك لنفسي م ار ًار في دراستي لمقطع ما وعندما كن ت‬

‫أحاول أن أفهم طرق ال كما اهي موجودة في قصة في الكتاب المقّد سس‪ .‬ولكن أسمع فيما بعد أحداهم‬ ‫يشارك تأّم لس أو عندما أعود لقرأ ه مّرةأخرى‪ ،‬كن ت أقول "لماذا لم أَر ذلك من قبل؟"‬ ‫ي كتاب يستطيع أن يقترب من ذلك؟ فالكّتاب وأعمالهم يأتون‬ ‫اهذ ه اهي عظمة ال‪ .‬أ ّ‬

‫ويذاهبون‪ .‬والشعراء يرتفعون ويسقطون وحتى الكتب الروحّية العظيمة قد تزول وتصبح بالية‪ .‬إلّ أّن‬ ‫الكتاب المقّد سس يستمر في الحضور بعظمة بالرغم من مرور مئا ت وآلف السنين‪ .‬فرسالته عندما‬

‫تكرز بأمانة من خالل رجال أبرار في كّل مجتمع أو ثقافة‪ ،‬تجلب النا س إلى ال‪.‬‬

‫لماذا ل نفتح كتبنا المقّد سسة أو لماذا نقرأاها من وق ت إلى آخر؟ كيف يمكننا أن نهمله نحن‬

‫المخّلصين من خالل رسالته؟‬

‫ب ال يجب أن يتلّذ ذس في كلمة ال ويتأمل فيها )مزمور ‪ .(2 :1‬وكاتب‬ ‫يقول داود أن من يح ّ‬

‫المزمور ‪ 119‬يقول أّنه يجب أن ل نهمل شريعة )الكلمة( ال )آية ‪ .(6‬فهو يتوّس لس إلى ال أن يفتح‬

‫له عينيه ليرى عجائبه )آية ‪ (18‬ويعلن أّن الكلمة أحيته عندما سقط في الوحل وشعر باليأ س )آية‬ ‫‪ .(25‬ويعلن في وق ت لحق في المزمور عن حّبه الشغوف للكلمة )آية ‪.(97‬‬

‫ب مع كتابك المقّد سس؟ اهل تتحّم سس لفكرة القراءة طوال النهار‬ ‫ماذا عنك؟ اهل لديك عالقة ح ّ‬

‫من الكتاب المقّد سس أو تشعر أّنه واجب ثقيل؟‬

‫‪23‬‬


‫ل يمكن أن نكون قريبين من ال من دون الصغاء إليه‪ .‬ول يمكننا أن نصغي إليه من دون‬ ‫ب قضاء الوق ت مع‬ ‫ب ال ما لم نح ّ‬ ‫أن نقضي وق ت في قراءة الكتاب المقّد سس‪ .‬ول يمكننا أن نح ّ‬ ‫الكلمة‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫الفصل الثامن‬

‫ص يمة ةمحّةم سمة‬ ‫دراسة شخ ّ‬ ‫ةمن الكتاب الةمقّد سم‬

‫فّك رس وتذّك رس عندما درس ت الكتاب المقّد سس لتصبح تلميذاً للمسيح‪ .‬استعد الحما س الذي‬

‫شعر ت به فيما كن ت تق أر الكتاب المقّد سس للمّرةالولى أو فيما كن ت تفهم لول المّرةالرسالة من ورائه‪.‬‬ ‫فقد بدا لك وكأن الكلما ت تقفز من الصفحا ت وتغوص في عمق قلبك ويقين عميق‪ ،‬فقد أنارتك‬

‫بفراسة ل مثيل لها وأعطتك رؤيا جديدة‪ .‬وفيما تعّلم ت اتخذ ت الق اررا ت وتعّلم ت بذلك المزيد‪ .‬فقد‬

‫كان ت الفكار تتطاير من صفحا ت اهذا الكتاب وتغزو تفكيرك لدرجة أّنه كان من الصعب عليك أن‬

‫تضع الكتاب المقّد سس جانبًا لّنك منداهش جّد ًاس من الرسالة الجديدة التي تعّلمتها‪.‬‬

‫ماذا حّل بهذ ه اليام؟ ماذا حصل لهذ ه التجارب؟ متى حصل ت على اكتشاف فريد في‬

‫دراستك الشخصّية للكتاب المقّد سس؟ متى كان ت آخر مّرةلم ترغب بترك الكتاب المقّد سس لتقوم‬

‫بواجباتك اليومّية؟ متى كان ت آخر مّرةدفع ت نفسك لتجد المزيد من الوق ت لتدر س الكلمة؟ متى آخر‬ ‫مّرةأحّس سس ت بها باليأ س أو ارتكب ت فيها خطّية وتصارع ت مع اليا ت لتخرج من اهذ ه المرحلة؟‬

‫إن كان ت اهذ ه التجارب في الماضي البعيد أو لم تحصل إلّ ناد ًار في حياتك فعليك أن تدرك‬

‫أّنك لس ت في أفضل حال روحّيًا‪ .‬فأن ت فريسة سهلة للشيطان ومازل ت غير ناضج ولم تنمو أكثر من‬ ‫الطفولة الروحّية وتوّقف ت عن النمو كتلميذ‪.‬‬ ‫جميعنا لديه أعذار ه ومنطقه‪ .‬ونظن أن أوقا ت الحما س ليس ت إل للمسيحيين الجدد‪ -‬ونعتقد‬

‫أّن "النضج" يعني أن نكون أموا ت وبال حيوّية! وقد نكون رأينا تالميذ قدامى على اهذ ه الحالة‬ ‫واعتقدنا أّنه علينا أن نكون جميعًا كذلك‪ .‬ولكن كال! فكروا ببول س الذي قال ما يلي بعد أن مضى‬ ‫على كونه تلميذ فترة طويلة‪،‬‬

‫ال ولكّني أسعى لعّلي أدرك الذي لجله أدركني‬ ‫"لي س أّنيس قد نل ت أو صر ت كام ً‬

‫ ت ‪ .‬س ولكّنيس‬ ‫ ت أحسب نفسي أّنيس قد أدرك ُ‬ ‫أيضًا المسيح يسوع‪ .‬أّيها الخوة أنا لس ُ‬

‫أفعل شيئًا واحدًا إذ أنا أنسى ما اهو وراء وأمتد إلى ما اهو قّد اسم أسعى نحو‬

‫الغرض لجل جعالة دعوة ال العليا في المسيح يسوع‪ .‬فليفتكر اهذا جميع‬ ‫الكاملين مّنا إوان افتكرتم شيئًا بخالفه فال سيعلن لكم اهذا أيضًا‪ .‬وأّم اس ما قد‬

‫أدركنا ه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذلك عينه" )فيلبي ‪-12 :3‬‬ ‫‪(16‬‬

‫‪25‬‬


‫والطريقة الوحيدة التي يمكن فيها أن نحيا اهكذا اهي أن نتمّتع بعالقة عميقة مع ال وأن تنمو‬

‫اهذ ه العالقة مما يعني أن نستمر في الغوص في كلمته‪.‬‬

‫وقد أصبح بعضنا كسول‪ .‬فلم نعد نبذل الجهد الفكري والروحي لنتفّح صس اليا ت ولنبحث‬

‫عن أفكار أعمق‪ .‬ونشعر بالرضا لما نعرفه‪ .‬ونكتفي بأن يطعمنا الخرين‪ :‬أي أن يتصارع المبشرين‬ ‫والشيوخ والمتلمذين مع اليا ت )ومعنا!( لكي نتقّوى نحن وكّل ذلك لّننا ل نبذل الجهد لتقوية أنفسنا‪.‬‬

‫فالوعظ والتعليم في إجتماعا ت الكنيسة والتعّلم من جلسا ت التلمذة اهي أمور رائعة ومن دونها ل‬

‫نستطيع أن نكمل‪ -‬ولكن معظمنا يكتفي بهذ ه المور ويعجز أن يتّم مس واجبه‪ .‬ويبدو أّننا نسينا أّن‬ ‫يسوع يدعونا إلى نكران أنفسنا )مرق س ‪ (34 :8‬ونتوّقع من أن يساعدنا كّل من في الكنيسة! واهذا‬

‫بحّد ذاته تحديد للكسل وعدم النضج‪ .‬ونحتاج أن نستمع إلى تحذير المسيحيين القدامى في الرسالة‬ ‫إلى العبرانيين‪:‬‬

‫"الذي من جهته الكالم كثير عندنا وعسر التفسير لننطق به إذ قد صرتم‬

‫متباطئي المسامع‪ .‬لّنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معّلمين لسبب طول الزمان‬ ‫تحتاجون أن يعّلمكم أحد ما اهي أركان بداءة أقوال ال وصرتم محتاجين إلى‬

‫ي ‪.‬س لّن كّل من يتناول اللبن اهو عديم الخبرة في كالم‬ ‫اللبن ل إلى طعام قو ّ‬

‫البّر لّنه طفل‪ .‬وأّم اس الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمّر نسقد صار ت لهم‬ ‫الحوا س مدّر بسةعلى التمييز بين الخير والشّر‬ ‫لذلك ونحن تاركون كالم بداءة المسيح لنتقّد مس إلى الكمال غير واضعين أيضًا‬ ‫أسا س التوبة من العمال الميتة واليمان بال تعليم المعمودّيا ت ووضع‬

‫اليادي قيامة الموا ت والدينونة البدّية‪ .‬واهذا سنفعله إن أذن ال‪) ".‬عبرانيين‬ ‫‪(3 :6-11 :5‬‬

‫اهناك حاجة لن ندّر بسأنفسنا كتالميذ )تيموثاو س الولى ‪ ،17 :4‬عبرانيين ‪ (14 :5‬واهنا‬

‫بالتحديد أخفق الكثير من التالميذ القدامى واهذا اهو سبب عدم نمّواهم الروحي‪ .‬وتدريب أنفسنا يعني‬ ‫بالجواهر أن نعود إلى كلمة ال بمفردنا‪ .‬وقد تكون اهذ ه الخطوة الولى لخذ وق ت من التجديد‬ ‫ال‪.‬‬ ‫الروحي والذي قد يدوم طوي ً‬ ‫جّد دس إلتزامك لتمضية الوق ت مع كلمة ال وضع قلبك فيها‪ .‬أطلب من ال أن يقودك إلى‬

‫المقاطع المناسبة وأن يفتح عينيك لتفهم‪ .‬وأطلب أن تسمع ما يقوله لك الروح القد س فيما تقرأ‪ .‬تذكر‬ ‫كالم ال من خالل إشعياء‪:‬‬

‫‪26‬‬


‫"‪...‬والى اهذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كالمي‪".‬‬ ‫إ‬ ‫)إشعياء ‪(2 :66‬‬

‫تواضع أمام كلمة ال‪ .‬وافتح نفسك لها‪ .‬وعندما تفعل ذلك ستصبح حّية بالنسبة إليك من‬

‫جديد لّن الكلمة لم تخسر يومًا قّو تسسها بل أن ت خسر ت قلبك‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الفصل التاسع‬

‫كتابة يوةمّيات‬ ‫لقد حصل ت في بداية حياتي المسيحّية على دفتر يوّم يسا ت دّو نسس ت فيه أفكاري وأاهدافي‪ .‬ول‬

‫أستطيع أن أصف الثر الكبير الذي وّلد ه اهذا المر في حياتي وفي حياة الكثير من التالميذ‪ .‬إليكم‬ ‫بعض السباب لهذا التأثير‪:‬‬

‫تساعد في دراستك للكتاب المقّد سس كّل صباح‪ .‬كن ت أنداهش للسرعة التي كن ت أنسى فيها‬

‫ما تعّلمته في خلوتي الصباحّية‪ .‬وغالبًا ما كن ت أفتح دفتر يومّياتي وأنداهش لنسياني ما تعّلمته في‬ ‫الصباح الماضي‪ .‬ولكن عندما ندّو نساهذ ه المور لن تستطيع الذاكرة النسانّية الضعيفة أن تقّلل من‬ ‫الجهد الذي بذلنا ه‪.‬‬

‫عندما نستعمل دفتر يومّيا ت‪ ،‬نستطيع أن نبني فكرة أو موضوع ما‪ .‬قد نحتاج لدراسة بعض‬

‫المواضيع والتفكير فيها ليام عديدة )أسابيع أو شهور!( قبل أن نبدأ بفهمها واليمان بها كما يجدر‬ ‫بنا‪ .‬يساعدنا دفتر اليوميا ت أن ل نكون تالميذ سطحّيين ينتقلون من فكرة إلى الخرى من دون أن‬ ‫ي شيء‪.‬‬ ‫يتعلموا أ ّ‬

‫يتحّو لسدفتر اليوميا ت إلى مذّك رسا ت تظهر لنا نمونا الروحي‪ .‬أحد أفضل الطرق التي‬

‫أستعمل فيها دفتر المذكرا ت اهذا اهي للمراجعة‪ .‬ففيما أعود إلى الفكار وأقرأاها أستطيع أن أحدد‬ ‫الطريقة التي أّتبعها في التفكير وأنواع التحديا ت والتجارب التي أواجهها‪ .‬وأستطيع أيضًا أن أذكر‬

‫النتصارا ت التي عرفتها والتي قد أكون قد نسيتها‪.‬‬

‫يبقي دفتر المذكرا ت تركيزنا على أاهدافنا ويقيننا‪ .‬غالبًا ما نصل إلى يقين عميق بفضل‬

‫در س ما أو وق ت تلمذة أو بفضل حدث ما في حياتنا أو دراستنا الخاصة للكلمة‪ .‬ولكن سرعان ما‬ ‫ننسى! فسرعان ما يخسر اليقين العميق وطأته إن لم نراجعه ونتذّك ر هس باستمرار‪ .‬عادة يكون عندنا‬

‫ضعف لمر ما لننا معمّيين عنه بسبب خطّيتنا وجهلنا‪ .‬فغالبًا ما نفضل نسيان التحديا ت في‬ ‫حياتنا فنّر كسزعلى ما نحصل عليه بسهولة‪ .‬وتلك اهي الحالة فيما يتعّلق بالق اررا ت والاهداف‪ .‬فنّيتنا‬

‫طّيبة ولكن ينقصنا النتظام والتركيز والعزم في المحافظة على ق ارراتنا‪ .‬فدفتر المذكرا ت الذي ندّو نس‬ ‫فيه يقيننا وتوبتنا وأاهدافنا‪ ،‬يبقي أعيننا على ما اهو أساسي‪.‬‬

‫ ت بها‬ ‫يعطي دفتر اليوميا ت الوحي والفراسة‪ .‬أستطيع أن أعود إلى الدراسا ت الغنّية والملهمة التي قم ُ‬ ‫وأجد في دفتر اليوميا ت المكان الذي انطلق ت منه في اهذ ه الرحلة‪ .‬فناد ًار ما شعر ت أن ال سيعطيني‬ ‫وحي جديد وأّنني في طريقي إلى اكتشاف أمر عظيم‪ ،‬عندما أدوّن باكورة أفكاري‪ .‬فغالبًا ما كان ت‬ ‫‪28‬‬


‫الكلما ت التي كتبتها تبدو عادّية‪ .‬ولكن عندما أستمر في الكتابة والتفكير والتمعّن في اليا ت‬ ‫والفكار‪ ،‬تبدأ المور بالظهور‪ .‬وأحيانًا يعجز قلمي عن اللحاق بأفكاري التي تولد‪ .‬وأحيانًا كان‬

‫يدوم المر ليام!‬

‫دعوني أعطيكم بعض النصائح لستعمال دفتر اليوميا ت بأفضل طريقة‪.‬‬

‫أنصحكم باستعمال دفتر كامل‪ .‬فإن اعتمدنا على دفتر باٍل أو أوراق مبعثرة فستتشت ت‬

‫أفكارنا‪ .‬وأنا أدعوكم أيضًا أن تكّر سسوااهذا الدفتر فقط لهذا الغرض‪ .‬فمن دون الدفتر المكّر سس‬

‫ليومياتي‪ ،‬أميل أن ل أدّو نسالمالحظا ت خالل دراستي للكتاب وتتداهّو رسدراستي للكلمة نتيجة لذلك‪.‬‬

‫قد يستطيع البعض أن يدرج دفتر يومياتهم في دفتر الصف وفي مفّك رستهم اليومّية‪ .‬ولكن أجد أن اهذا‬ ‫المر يضفي الكثير من المور الدنيوّية على وقتي الخاص مع ال‪ .‬فقد أق أر ما اهو مدّو نسعلى‬

‫الصفحة التالية أو قد أشعر بضغط واجباتي اليومّية بما أّنها مدّو نسسة على مقربة مّني‪ .‬وبصراحة أنا ل‬ ‫أريد أن أفقد دفتر يومياتي بما فيه من معلوما ت خاصة ومهّم ةس‪ ،‬فيما أخذ ه معي خارج المنزل‪.‬‬ ‫أبقي مالحظا ت صغيرة على أوراق لصقة في أول دفتر يومياتي‪ .‬يساعدني اهذا المر‬

‫ل فيما أذكر بعض الواجيا ت والمور التي علّي القيام‬ ‫على أن يكون تركيزي روحانيًا وأن أكون مسؤو ً‬

‫بها فأدوّنها بسرعة كي ل أنسااها فيها بعد من دون أن أقطع وق ت خلوتي‪ .‬وأعتقد أيضًا أّنه من‬ ‫طط نهاري مباشرة من بعد وق ت الخلوة‪ .‬فأكون خالل اهذا الوق ت مرتاح الفكر‬ ‫الفضل أن أخ ّ‬

‫وروحاني‪ .‬إذ أكون قد أنهي ت للتو الصالة من أجل اهذا النهار وتحّد يساته وأستطيع أن أخطط أفضل‬

‫ي وق ت آخر جدول اهذا النهار‪ ،‬إذ أكون منتعشًا بعد وقتي مع ال‪.‬‬ ‫من أ ّ‬

‫إستعمل دفتر يومياتك لتدوين أاهدافك إوابقائها أمام ناظرك‪ .‬من الجيد أن تق أر أاهدافك كّل‬ ‫يوم إلى أن تترّس خس في قلبك‪ .‬فدفتر اليوميا ت اهو أيضًا طريقة لتدوين وضعك العاطفي والروحي‬

‫والعقلي‪ .‬إذ تستطيع أن تعود إليها وتق أر كيف كان ت حالتك لمّد ةس معّينة وأن تأخذ الق اررا ت فيما يتعّلق‬

‫ببعض المور أو تستطيع أن تستعيد النتصار الذي منحك إيا ه ال!‬

‫دفتر اليوميا ت اهو طريقة رائعة لتدريب أنفسنا وتتميم خالصنا )تيموثاو س الولى ‪،8-7 :4‬‬ ‫فيلبي ‪ .(13-12 :2‬فإن كن ت جّد يسًا بشأن مسيرتك مع ال‪ ،‬فدفتر اليوميا ت اهو الداة التي تحتاج‬

‫إليها لتنتقل إلى مستوى مختلف من النضوج‪ .‬وأنا أدعوك أن تحصل على دفتر يوميا ت‪ .‬ضعه في‬

‫مكان آمن بالقرب من الكتاب المقّد سس واستعمله كّل يوم!‬

‫‪29‬‬


‫الفصل العاشر‬

‫إنتقاء ةمواد للدراسة‬ ‫كيف ننتقي ماذا سندر س؟ فالكتاب المقّد سس كتاب واسع واهناك الكثير للتعّلم‪ ،‬فيه مواد أكثر‬

‫طي في حياتنا‪ .‬كيف نّتخذ قرار حكيم فيما يتعّلق بما سندر س؟‬ ‫مما نستطيع أن نغ ّ‬

‫الطريقة النسب التي وجدتها اهي من خالل طرح السئلة التالية على نفسي‪ :‬ما اهي‬

‫حاجتي الروحّية الكبر اهذ ه اليام؟ ما اهو المجال الذي أنا بأمّ س الحاجة أن أنمو فيه؟ وقد يكون من‬ ‫المفيد أن تطلب نصيحة من يتلمذك أو أحد القادة الروحيين‪ .‬صّلي من أجل قرارك وأطلب من ال‬

‫ض حس لك ما يجب أن يكون تركيزك‪ .‬ومن الفضل أن ترّك زس على الحاجا ت الروحّية بدل من‬ ‫أن يو ّ‬

‫الحاجة إلى المعلوما ت فقط‪ .‬فهدف ال اهو أن نعرف كّل ما قد يساعدنا على التعّر فسعليه أكثر‬

‫والذي قد يغّيرنا حتى نصبح الشعب الذي يرغب به‪ .‬فما من شيء أفضل من شعور دراسة الكتاب‬

‫ب أن تسمع! فيبدو وكأن ال يتكّلم إليك بنفسه من‬ ‫المقّد سس وأن ت مدرك أّنك تدر س ما يريدك الر ّ‬

‫خالل صفحا ت الكتاب المقّد سس‪ -‬واهو كذلك!‬ ‫إليك بعض السئلة لتطرحها على نفسك لترشدك إلى المكان الصحيح‪:‬‬ ‫ه ل أنا بحاجة أن أرى يسوع؟‬

‫إن كان الجواب نعم فإق أر الناجيل‪ ،‬فإنجيل متى يرّك زس على تعاليم يسوع ومرق س على أعماله ويرّك زس‬ ‫إنجيل يوحنا على أفكار ه أما لوقا فعلى عالقاته مع النا س‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أكون روحانّياً أكثر؟‬

‫إدر س وعظة الجبل )متى ‪ (7-5‬أو قّم بدراسة موضوع ورّك زس على الصالة أو القلب‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج إلى الةمزيد ةمن اليةمان؟‬

‫تختلف الطرق التي يمكن أن تتناول فيها اهذا الموضوع‪ :‬أدر س اليمان في الكتاب المقّد سس أو رّك زس‬ ‫على تعاليم يسوع عن اليمان أو تعاليم بول س عن اهذا الموضوع‪ .‬أدر س عبرانيين ‪.11‬‬ ‫ب الخرين أكثر؟‬ ‫ه ل أحتاج أن أتعّلم كيف أح ّ‬

‫أدر س المحّبة في كلما ت أحد الرسل مثل يوحنا وبطر س وبول س‪ .‬أدر س كّل ما قاله يسوع عن‬

‫المحّبة‪ .‬أدر س كورنثو س الولى ‪ .13‬أدر س كيف تحّو لسيوحنا من ابن الرعد إلى رسول المحّبة‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أكون ةمةمتناً أكثر؟‬

‫أدر س المزامير‪ .‬أدر س بدايا ت رسائل بول س‪ .‬قّم بدراسة موضوعّية مثل "المتنان" أو "الشكر" أو‬ ‫أدر س "المدح"‪.‬‬

‫ش رم أو أن أكون ةمثةمرًا؟‬ ‫ه ل أحتاج إلى أن أب ّ‬ ‫‪30‬‬


‫أدر س يوحنا ‪ 17-1 :15‬أو جميع أمثال يسوع التي تعالج موضوع الثمار والنمو والحصاد‪) ...‬إق أر‬ ‫مرق س ‪ .(4‬أدر س مثل يسوع في التبشير والتحديا ت المختلفة التي واجهته في التبشير‪ .‬أنظر إلى‬ ‫مثل الكنائ س الولى في سفر أعمال الرسل أو كّل ما قاله بول س عن مشاركة اليمان‪ .‬أدر س‬

‫موضوعا الجرأة والشجاعة‪.‬‬

‫ه ل أحتاج أن أعرف ال بطريقة أفض ل؟‬ ‫أدر س طريقة تفاعل ال مع بعض أعظم الشخصيا ت في العهد القديم مثل إبرااهيم وموسى‪ .‬إق أر‬ ‫المزامير‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أتأّك دم أكثر ةمن خلص ي؟‬

‫أدر س موضوع النعمة خاصة في كتابا ت بول س‪ .‬أدر س فكرة عظمة خالصنا في سفر عبرانيين‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أتعّلم كيفية القيادة؟‬

‫أدر س حياة القادة العظماء مثل موسى ويشوع ونحميا وداود‪ .‬أدر س رسائل بول س إلى القائد الشاب‬ ‫ ت أّن‬ ‫تيموثاو س وتيط س‪ .‬خالل سنواتي الولى في الخدمة درس ت مرا ت عديدة اهذ ه السفار وتخّي لس ُ‬ ‫بول س يكتبهم لي شخصيّا‪ .‬في كّل صباح فيما كن ت أرتدي مالبسي كن ت أحاول حفظ الرسالة الثانية‬ ‫إلى تيموثاو س‪ .‬وكسب ت من اهذا المر فهم عميق لقلب رجل يافع في الملكو ت‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أتجّد دم كون ي تلةميذ قديم؟‬

‫كتب سفر عبرانيين لهذا الغرض فأدرسه! إق أر رسائل يسوع إلى السبع كنائ س في رؤيا ‪ .3-2‬إدر س‬ ‫حياة رجال ونساء ال فيما كانوا يكبرون في العهد القديم والجديد‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أقتنع أكثر بعواقب الخطّية؟‬ ‫أدر س قصة خطّية داود ونتائجها في صموئيل الثانية ‪ .18-11‬أدر س الوصايا العشرة وأعمال‬

‫الجسد في غالطية ‪ 5‬والمور المماثلة في كولوسي ‪ 3‬وأفس س ‪ .5-4‬تأّم لس بما قاله يسوع عن‬ ‫الخطّية في وعظة الجبل وفي مرق س ‪.21-20 :7‬‬ ‫ه ل أحتاج أن أتوب عن خطّية ةما؟‬

‫أدر س مزامير داود التي تتحّد ثس عن التوبة )‪ 51 ،38 ،32‬ومزامير أخرى(‪ .‬أدر س توبة بول س‬

‫)شاول( كما يخبراها سفر أعمال الرسل‪ .‬أدر س الحزن بحسب العالم والحزن بحسب مشيئة ال في‬

‫كورنثو س الثانية ‪ 11-8 :7‬ودعوة يعقوب القوّية إلى التوبة في يعقوب ‪ 3‬و ‪ .4‬وأنا أشّج عس خاصة‬ ‫إلى دراسة عن كيفّية التوبة بسرعة من دون أن نثقل أنفسنا بسبب الذنب بعد أن نتوب )قد يساعد‬

‫مزمور ‪ 51‬كثي ًرا(‪.‬‬

‫ه ل أحتاج إلى صلوات أعةمق؟‬

‫أنظر إلى صلوا ت موسى إوابرااهيم ونحميا ودانيال وأبطال آخرين في العهد القديم‪ .‬أدر س صلوا ت‬ ‫يسوع‪ .‬أدر س صلوا ت بول س كما تجداها في الرسائل‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫ه ل أحتاج إلى ةمساعدة كون ي زوج أو زوجة أو والد؟‬ ‫أدر س أمثال ‪ ، 31-10 :31‬أفس س ‪ ،4 :6-21 :5‬كولوسي ‪ ،21-18 :3‬بطر س الولى ‪:3‬‬ ‫‪ 7-1‬ومثل أليشع ودانيال في صموئيل الثانية‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج إلى الةمساعدة ف ي تعاةمل ي ةمع ال لمم والضطهاد؟‬ ‫إق أر ما قاله يسوع حول الموضوع )الوعظة على الجبل ويوحنا ‪ .(27-18 :15‬إق أر عن الضطهاد‬ ‫في الكنيسة الولى في سفر أعمال الرسل وما تكّلم عنه بطر س وبول س في رسائلهما‪.‬‬ ‫ه ل أحتاج إلى الوح ي والتشجيع؟‬

‫إق أر سفر يشوع‪ ،‬أدر س حياة بطر س‪ .‬أدر س عن المعارك الكبيرة في العهد القديم‪ .‬أدر س العمال‬ ‫الشجاعة التي قام بها النبياء أمثال إليشع ودانيال‪ .‬تعّلم من مثل يوسف الرائع في سفر تكوين‬ ‫)الصحاح ‪.(50-37‬‬

‫لست ةمتأّك دماً ةمةما أحتاج إليه؟‬

‫إق أر رسائل بول س وبطر س ويوحنا في العهد الجديد أو إق أر الناجيل‪.‬‬ ‫وأشّج عسسكم أيضًا أن تحفظوا بعض المقاطع من الكتاب المقّد سس‪ .‬عندما يطلب منك أحداهم‬ ‫أن تحفظ أحد اليا ت‪ ،‬فافعل ذلك بحما س‪ .‬إختار أيضًا آيا ت تشجّعكس بشكٍل خاص وأحفظها‪ .‬إحفظ‬

‫ض لس أو مقطعك المفضل‪ .‬وقد قل ت سابقًا أّنني حفظ ت في بداية خدمتي رسالة‬ ‫مزمورك المف ّ‬

‫ض لسسة‬ ‫ تمؤخ ًار أن أحفظ الصحاح ‪ 40‬من سفر إشعياء‪ -‬أحد المقاطع المف ّ‬ ‫تيموثاو س الثانية‪ .‬وقّر ر س ُ‬

‫لدي في الكتاب المقّد سس‪ .‬يا له من إنجاز وكم ساعدني اهذا النجاز في عالقتي مع ال! فحفظ‬

‫مقاطع كهذ ه )وخاصة المزامير( مفيد جّد ًاس في صلواتنا وفي أوقا ت الحباط‪.‬‬

‫صّلي وفّك رس وأطلب النصيحة‪ .‬قّر ر سالموضوع الذي ستدرسه وتعّم قس فيه وأعّلم أّن ال سيبارك جهدك!‬

‫‪32‬‬


‫الفصل الحادي عشر‬

‫كيفّية الدراسة‬

‫تريد أن تحصل على درسا ت غنّية من الكتاب المقّد سس تغّير لك حياتك‪ .‬كيف تحصل‬

‫عليها؟ يتصارع الكثير من التالميذ مع محاول ت عديدة لدراسة الكتاب المقّد سس بمفرداهم‪ .‬فهم‬

‫يتصّفحون كتابهم المقّد سس ويقرأون بعض المقاطع ول يفهمون الكثير منها ومن ثم يعتقدون أّنه لي س‬ ‫اهناك المزيد ليتعّلمو ه من اهذ ه المقاطع‪.‬‬

‫اهذا التفكير خاطئ كّليًا ومثل اهذ ه التجربة غير مجدية! يريد ال أن ينعم كّل تلميذ بكلمته‬

‫وأن يكتشف عجائبه )مزمور ‪ .(8 :119‬يمكن أن تمّر أن ت بهذ ه التجربة إن كن ت تلميذًا ناضجًا إوان‬ ‫كن ت تسير مع ال‪.‬‬ ‫دعوني أقترح بعض المور التي قد تساعدك على البدأ‪:‬‬

‫أدر س سفر من أسفار الكتاب المقّد سس‪ .‬رّك زس لمّد ةس زمنّية معّينة على أحد السفار‬

‫أو على أحد رسائل العهد الجديد‪ .‬إقرأاها بالكامل ويفضل أن تقرأاها في مّرةواحدة‪ .‬حاول أن تكتشف‬ ‫ما الذي يحاول أن يقوله الروح القد س في اهذا السفر ككّل ‪.‬س أكتب ملّخ صس بسيط‪ .‬دوّن الحداث‬

‫والشخصيا ت الساسّية‪ .‬ومن ثم أدر س السفر مّرا تعديدة في أجزاء إلى أن تبدأ في فهمه‪ .‬يأخذ اهذا‬ ‫المر عادة بعض الوق ت ويفقد معظمنا صبر ه قبل أن نبدأ "بالفهم"‪ .‬فننداهش لمن يحصل على وحي‬ ‫ال اهو اللتزام الصبور‬ ‫أعظم من وحينا ونعتقد أّننا نفتقد لحد موااهب الفهم‪ .‬وما نفتقد ه فع ً‬

‫والمصحوب بالصالة بالكلمة! فخالل الكثير من أوقا ت دراستي الشخصّية )إق أر الفضل الثالث‬

‫عشر( كان علّي أن أستمر في العمل والقراءة والتفكير والصالة ليام )أو حتى أسابيع( قبل أن‬

‫يوحي لي اهذا السفر شيئًا‪ .‬تأخذ العالقا ت الكثير من الوق ت لكي ُتبنى‪ .‬إبقى مع أحد السفار خالل‬ ‫"بناء عالقتك" إلى أن تصبحا أصدقاء!‬ ‫أدر س مقطع من السفر‪ .‬جد مقطع مؤلف من عّد ةس مقاطع تتضمن قصة أو فكرة موّح دسسة‬

‫ال لبعض الوق ت! تروي قصة يسوع والرسل في‬ ‫وأدرسها‪ .‬فقد تبقيك وعظة الجبل )متى ‪ (7-5‬منشغ ً‬

‫العّلية )يوحنا ‪ (17-13‬قصة الوق ت الذي شارك فيه يسوع آخر تعاليمه وأكثراها خصوصية مع‬

‫تالميذ ه الذين يثق بهم‪ .‬وتخبرنا رومية ‪ 8-5‬عن المنافع الكثيرة للتبّر ر سباليمان‪ .‬واهناك الكثير من‬ ‫المقاطع المشابهة التي يمكن أن تدر س‪.‬‬

‫أدر س إصحاح من الكتاب المقّد سس‪ .‬إنت ِ‬ ‫ق إصحاح أو مزمور وتعّم قس فيه‪ .‬إستعمل المبادئ‬ ‫عينها التي تستعملها في دراسة سفر معّين ولكن طّبقها على دراسة أصغر لصحاح معّين‪ .‬وقد‬

‫تكون اهذ ه الطريقة أسهل خصوصًا إن كن ت تلميذًا جديدًا‪ .‬ويوجد الكثير من الصحاحا ت المليئة‬

‫برسائل قوّية والتي تقّد مس أنفسها لهذا النوع من الدراسة‪ .‬بعض القتراحا ت‪ :‬كورنثو س الولى ‪،13‬‬ ‫‪33‬‬


‫إشعياء ‪ ،53‬مزمور ‪ ،23‬رومية ‪ ،12‬عبرانيين ‪ ،11‬أمثال ‪) 31-10 :31‬خاصة للنساء(‪ ،‬يشوع‬ ‫‪.1‬‬

‫ق جزء أصغر من اليا ت التي تلف ت إنتبااهك‪ .‬أق ِ‬ ‫إدر س جزء أو مقطع‪ .‬إنت ِ‬ ‫ض بضعة أيام لتستوعب‬ ‫الرسالة منها‪ .‬بعض القتراحا ت‪ :‬فيلبي ‪ ،11-1 :2‬تيموثاو س الثانية ‪ ،7-1 :2‬أفس س ‪-14 :3‬‬ ‫‪ ،21‬بطر س الثانية ‪ ،9-5 :1‬إشعياء ‪.31-27 :40‬‬

‫أدر س آية واحدة‪ .‬نجد أحيانًا في بعض الجمل عمق كبير وأاهمية كبيرة يستحقان تفكير مطّو لسودّقة‬ ‫كبيرة‪ .‬فغالبًا ما نمّر مرور الكرام على اهذ ه الجمل ول نسمح للرسالة منها أن تتوّغ لس فينا‪ .‬فقد تغّير‬

‫الدراسة المعّم قسة لهذ ه الية لك حياتك‪ .‬أدر س الجمل‪ .‬إعمل على تقطيعها‪ .‬قارنها مع مقاطع مماثلة‬

‫ص صس‬ ‫في مكان آخر من الكتاب المقّد سس‪ .‬جّد معنى كّل كلمة في أحد القوامي س وفي قامو س مخ ّ‬ ‫للكتاب المقّد سس‪ .‬بعض القتراحا ت‪ :‬يوحنا ‪ ،6 :14‬متى ‪ ،20 :17‬فيلبي ‪ ،13 :4‬رومية ‪،1 :8‬‬ ‫يوحنا الولى ‪ ،19 :4‬يعقوب ‪ ،20-19 :1‬أمثال ‪.6-5 :3‬‬

‫أدر س موضوع معّين‪ .‬قّر ر سعلى موضوع معّين من الكتاب المقّد سس ترغب في أن تفهمه وأن تتعّم قس‬ ‫فيه ومن ثم قّم بدراسته من خالل اليا ت‪ .‬سيعطيك اهذا المر معرفة أوسع لموضوع معّين‬ ‫وستساعدك على رؤية كيف أّن الكتاب المقّد سس يتماشى مع بعضه البعض‪ .‬وستحتاج لجل اهذا‬

‫ص لس وفتح آيا ت أو برنامج على الكمبيوتر‪ .‬وبالرغم من المساعدة الكبيرة‬ ‫الغرض كتاب مقّد سس مف ّ‬

‫التي تقّد مسها اهذ ه المور‪ ،‬حاول أن تفكر بنفسك بكّل مقطع يتعّلق بالموضوع‪ .‬بعض القتراحا ت‪:‬‬

‫المحّبة‪ ،‬النعمة‪ ،‬الطاعة‪ ،‬التوبة‪ ،‬القلب‪ ،‬الروح القد س‪ ،‬المالئكة‪ ،‬الصالة‪ ،‬المقاطع التي تتكّلم عن‬

‫بعضنا البعض‪ ،‬التبشير‪ ،‬القداسة‪ ...‬وتطول الالئحة إلى ما ل نهاي‍ة!‬

‫أدر س شخصّية معّينة‪ .‬الكتاب المقّد سس اهو قصة عالقة ال مع أشخاص حقيقيين‪ .‬إحدى أكثر‬ ‫الدراسا ت إلهامَاً التي قم ت بها تتناول شخصيا ت معّينة‪ .‬فقد اكتشف ت من خاللها الشخصيا ت التي‬

‫ي اهم يوسف‪ ،‬داود‪،‬‬ ‫أشاطراها نقاط القّوة والضعف وجعل ت منها أصدقاء لي‪ .‬وبعض المفضلين لد ّ‬

‫يوناثان‪ ،‬بطر س وتيموثاو س‪ .‬أدر س الشخاص العظماء والمعروفين مثل موسى إوابرااهيم وسارة ورفقا‬ ‫وراحيل وبول س ويوحنا ومريم‪ .‬وأدر س الشخصيا ت القّل شهرة مثل أبيجايل إواستفانو س وكالب‬

‫وبريسكيال وأكيال‪ .‬أدر س الشخاض الذين من عمرك‪) .‬فقد در س أولدي المرااهقين من الكتاب‬ ‫المقد س وأحبوا الم‍ر(‪ .‬أدر س الشخصيا ت الضعيفة والتي فشل ت مثل اهارون وشاول )أول ملك‬ ‫لسرائيل( أبشالوم ويهوذا‪ .‬ستنداهش وستتشّج عس وستّتعظ وستجمع المعلوما ت‪ -‬وسترى كيف أّن ال‬ ‫يشعر معك ويرغب أن يعمل أكثر في حياتك‪ .‬ومن المفيد أيضًا اهنا أن تستعمل الفتح أو مرشد‬ ‫للكتاب مقّ‍د س‪ .‬وقد تساعدك أيضًا الكتب المختلفة المكتوبة عن شخصيا ت من الكتاب المقّد سس‪.‬‬ ‫ل‪ -‬قّم أن ت بنفسك بالعمل!‬ ‫ولكن ل تكن كسو ً‬

‫‪34‬‬


‫إستعمل مخّي لستك‪ .‬إعمل بجهد وكن صبو ًرا‪ .‬دّو نسمالحظاتك وراجعها كّل يوم‪ .‬صّلي من‬ ‫أجل الوحي‪ .‬وستجد أن كتابك المقّد سس سيعود للحياة بالنسبة إليك فيما يكافئك الروح القد س بهذ ه‬

‫الستنارة وأّنك ستتقرب من ال فيما تستمع للرسالة في الكلمة‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫الفصل الثاني عشر‬

‫سبعة أسئلة لتطرحها على نفسك‬ ‫ ت كتابًا شارك فيه الكاتب عن سبعة أسئلة لنطرحها على أنفسنا‬ ‫عندما كن ت تلميذًا جديدًا ق أر ُ‬

‫فيما ندر س الكتاب المقّد سس‪ .‬وقد وجدتها مفيدة في ذلك الوق ت وأجداها مفيدة اليوم‪ .‬إن كن ت تجد‬ ‫صعوبة في إيجاد مادة دسمة لدراستك الشخصّية في الكتاب المقّد سس‪ ،‬أنصحك بالطريقة التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ه ل هناك وعد ف ي هذا الةمقطع؟‬

‫اهل اهناك وعد في اهذا المقطع؟ إن كان الجواب نعم‪ ،‬ما اهو اهذا الوعد؟ اهل يمكن أن يكذب ال فيما‬ ‫يتعّلق بوعود ه؟ ما اهي شروط اهذا الوعد وظروفه؟ اهل أطلب أنا اهذا الوعد أّم أّنه غير محّقق في‬ ‫حياتي؟‬

‫‪ .2‬ه ل هناك وصية لنطيعها؟‬ ‫اهل اهناك أمر يتوّقع ال أن أقوم به؟ اهل أنا أقوم به؟ اهل أنا مستمر في القيام به؟ كيف يمكن أن‬

‫أبدأ؟‬

‫‪ .3‬ه ل هناك خطّية لنتجّنبها؟‬

‫اهل اهناك خطّية يطلب مّني ال أن أتركها؟ اهل أنا مذنب بهذ ه الخطّية؟ متى؟ كيف؟ لمن يجب أن‬

‫أعترف؟ كيف يمكن أن أتجّنب اهذ ه الخطّية؟‬ ‫‪ .4‬ه ل هناك تعليم عن ال أو يسوع أو الروح القد س أو ةمواضيع أخرى ةمن الكتاب الةمقّد سم‬ ‫أحتاج أن أتيّقن بها؟‬

‫معظم ما نقرأ ه في الكتاب المقّد سس يعّلمنا أمر ما‪ :‬إذ نتعّلم عن طبيعة ال وشخصية يسوع وعمل‬

‫ي‬ ‫الروح القد س وطبيعة النا س والعالم من حولنا‪...‬إل خ ومن المهم جّد ًاس أن نستوعب حقائق ال حول أ ّ‬ ‫موضوع موجود في الكتاب المقّد سس‪.‬‬ ‫‪ .5‬ه ل هناك ةمث ل لنتبعه أو لنتجّنبه؟‬

‫يخبر الكتاب المقّد سس قصة عالقة ال مع الشعب‪ .‬اهناك الكثير من المثال لتباعها‪ .‬جّد بطلك من‬ ‫الكتاب المقّد سس وتعّ‍لم من حياته أو حياته‍ا! واهناك قصص مؤثّرة عن سقوط أشخاص عظماء‪.‬‬

‫واهناك أيضًا قصص عن أشخاص أشرار وعن تمّر دساهمعلى ال وعلى كلمته‪ .‬تعّلم من اهذ ه المثال‬ ‫ودّو نسرّد ةس فعلك المنتظرة‪.‬‬

‫‪ .6‬ه ل هناك ةمشكلة لفّك رم فيها؟‬

‫سنق أر مقاطع كثيرة من الكتاب المقّد سس تتحّد ىس تفكيرنا‪.‬‬

‫"لّنه كما عل ت السموا ت عن الرض اهكذا عل ت طرقي عن طرقكم وأفكاري‬

‫عن أفكاركم‪) ".‬إشعياء ‪(9 :55‬‬

‫‪36‬‬


‫ك في صحة‬ ‫أحيانًا تعترضنا بعض المشاكل من الكتاب المقّد سس‪ .‬فنتصارع لنفهم ولعلنا نش ّ‬ ‫ما نقرأ ه‪ .‬ومن ثم نشعر بالخوف والذنب ويضعف إيماننا‪ .‬وبعضنا يتغاضى عن المشاكل في‬ ‫المقاطع ول يحاول أن يفهم ما يتحّد ىس إيماننا أو فهمنا أو منطقنا‪.‬‬

‫ل‪ ،‬يجب أن ل نسمح للمشاكل أن تشتتنا بل على العك س‪ ،‬يجب أن تحّم سسنا أن نفكر ونق أر‬ ‫أو ً‬

‫ونطرح السئلة‪ .‬ال جدير بالثقة وتبقى كلمته اهي الحقيقة بالرغم من وجود لغط في أحد المقاطع‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ ،‬علينا أن ندرك أّنه اهناك أمور صعبة لّن الكتاب المقد س لم يتناولها كثي ًار أو لّنه يصعب‬

‫على عقولنا البشرّية المحدودة فهمها‪ .‬وحتى الرسول بطر س قال عندما واجه بول س في موضوع ما‬

‫قال‪:‬‬

‫"واحسبوا أناة رّبنا خالصًا‪ .‬كما كتب إليكم أخونا الحبيب بول س أيضًا بحسب‬ ‫الحكمة المعطاة له كما في الرسائل كّلها أيضًا متكّلمًا فيها عن اهذ ه المور‪.‬‬

‫التي فيها أشياء عسرة الفهم يحّر فسهاغير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب‬

‫أيضًا لهالك أنفسهم" )بطر س الثانية ‪(17-16 :3‬‬

‫ثالثًا‪ ،‬تذّك رس أن تفّس رس المقاطع الغامضة والصعبة في ضوء المقاطع الوضح‪ .‬إبدأ باليا ت‬

‫التي تتكّلم بوضوح قبل أن تصل إلى الجمل الغامضة‪.‬‬

‫أخي ًرا‪ ،‬علينا أن نذكر أن ل نرّك زس على المور الثانوّية بل بالحري أن نبني إيماننا على ما‬

‫اهو واضح وصريح‪ .‬من المهم أن نغوص في المور الصعبة ولكن يجب أن ل نصل إلى مرحلة‬ ‫ك ‪.‬س إعط المر بعض الوق ت وقّم بدراسا ت معّم قسة وغالبًا ما تحّل الصعاب وتتحّو لسالخالفا ت‬ ‫الش ّ‬ ‫الواضحة إلى تناغم واضح‪.‬‬

‫‪ .7‬ه ل هناك ش يء ف ي هذا الةمقطع يجب أن أصّل ي ةمن أجله اليوم؟‬

‫يجب أن تؤّم نس لك دراستك للكتاب المقّد سس الكثير من المور الروحّية لتّر كسزعليها في وق ت‬

‫صالتك‪ .‬فإن تحّد ثس إليك ال من خالل آية معّينة‪ ،‬ل تغّير الموضوع! صّلي بشكر على مواعيد ه‬

‫واعترف بخطاياك واستسلم لوصايا ه‪ -‬إسمح لدراستك للكتاب المقّد سس أن تعطي لصلواتك المزيد من‬

‫القّوة والمعنى‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫الفصل الثالث عشر‬

‫دراسات ةمن الكتاب الةمقّد سم‬ ‫غّيرت حيات ي‬

‫اهناك طرق كثيرة تغّير ت فيها حياتي بفضل دراستي للكتاب المقّد سس‪ ،‬وفكّر تسأن أشارك‬

‫بعضها معكم‪.‬‬

‫ ت بها فيها عندما كن ت أسعى‬ ‫أقدم دراسة ساعدتني أستطيع أن أتذّك رساها؛ اهي الدراسة التي قم ُ‬

‫أن أصبح تلميذًا‪ .‬كن ت طالبًا في الكّلية خالل وق ت عصيب في الجامعة‪ .‬فالجامعا ت عادة تكون‬

‫أماكن مقاومة السلطة والمعارضة وجامعتي أنا )جامعة فلوريدا( لم تخلو من اهذا المر في ذلك‬

‫الوق ت‪ .‬تعّر فس تعلى خدمة الجامعة اهناك وكن ت خائفًا ومتحّم سسًا لما سمع ت وقرأ ت‪ .‬وكان علي أن‬

‫أواجه شّك يس‪ .‬وقد شكك ت في كّل شيء‪ -‬ال والكتاب المقّد سس والمعجزا ت وكون يسوع ابن ال‪.‬‬ ‫وتوّج هسس ت إلى الكتاب المقّد سس لجد الجوبة وخاصة في إنجيل يوحنا‪.‬‬

‫ ت "الشارا ت"‬ ‫قرأته مرا ت عديدة واستمع ت إلى كلما ت يسوع إوالى دعوته لليمان‪ .‬ودرس ُ‬

‫التي أعطااها وشهادة كالمه وكالم من آمن به‪ .‬وبدأ إيماني ينمو ببطء إلى اليوم الذي قّر رس تأن‬ ‫أضع ثقتي كاملة في يسوع وأن أعطيه حياتي‪.‬‬

‫ ت في رسائل بول س‪ .‬بما أّن الكثير منها كتب‬ ‫وفي الشهر الولى التي تل ت إاهتدائي‪ُ ،‬غ صس ُ‬

‫ ت يقيني في المبادئ الساسّية للرسالة‪:‬‬ ‫ ت أّنها موّج هسسة إلّي شخصّيًا‪ .‬فبني ُ‬ ‫إلى كنائ س جديدة‪ ،‬شعر ُ‬ ‫كالمحّبة والغفران والبّر باليمان والعيش بالبّر والحاجة إلى صداقا ت حميمة داخل الكنيسة‪.‬‬ ‫وبعد بضعة سنوا ت‪ ،‬غّير إنجيل يوحنا حياتي مّرةأخرى‪ .‬وقد رّك زس ت خاصة على‬

‫ ت للمواعيد الرائعة بالثمر والروح القد س وقّوة الصالة‪ .‬وقد‬ ‫الصحاحا ت ‪ .17-13‬وقد انداهش ّ‬ ‫ ت الحما س من‬ ‫ ت لنوع العالقة الحميمة الذي وعد بها يسوع لتباعه معه‪ .‬وأكثر من ذلك تعّلم ُ‬ ‫انداهش ُ‬ ‫خالل تعّلم أمور جديدة‪ -‬لرؤية الحياة في الكتاب المقّد سس كّل يوم فيما أق أر لوق ت أطول فأطول‪ .‬وقد‬

‫مل ت اهوامش كتابي المقّد سس المترجم إلى أربع لغا ت بالمالحظا ت‪ .‬ولم أستطع أن أدون أفكاري‬

‫ ت أعتمد على الحقائق الرائعة التي تعّلمتها خالل اهذ ه‬ ‫ك ّلها لكثرتها‪ .‬وكتلميذ ناضج اليوم‪ ،‬مازل ُ‬

‫الشهر وغالبًا ما أعود إلى إنجيل يوحنا لتذّك رساها وأتجّد دس من خاللها ولكي أتعّلم أكثر‪ .‬وكمبّش رس ما‬

‫زل ت أعّلم اهذ ه المبادئ التي تعّلمتها منذ سنين طويلة‪.‬‬

‫وكقائد جديد أخذ ت رسائل بول س إلى تيموثاو س وتيط س على عاتقي‪ .‬تخيل ت كيف يمكن‬

‫ ت جهدي لتصبح اهذ ه الرسائل‬ ‫أن يشعر تيموثاو س عند تلّقيه رسالة من اهذا الرسول العظيم‪ .‬وبذل ُ‬

‫‪38‬‬


‫جزء من روحي فيما كن ت أعمل مع المبشر القائد في الكنيسة‪ .‬وقد تشّج عسس ت من خالل تعاليم اهذ ه‬ ‫الرسائل ودعاني إلى مستوى من اللتزام والتضحية والشجاعة والتواضع التي لم أدركها من قبل‪.‬‬ ‫ ت داود والمزامير‪ .‬وأصبح داود بعد يسوع المسيح أعظم بطل في‬ ‫ ت ‪ ،‬ساكتشف ُ‬ ‫وفيما نضج ُ‬

‫ ت أّنه يشبهني في جهد ه لّتباع ال كشاب يافع‪ .‬وقد تحّم سس ت‬ ‫الكتاب المقّد سس بالنسبة إلّي ‪.‬س وقد شعر ُ‬

‫ ت أواجه تحّد يسا ت التعامل مع المشاكل‬ ‫كثي ًار بمواجهته المتواضعة والشجاعة مع غولياث‪ .‬وعندما بدأ ُ‬

‫في الملكو ت والتعامل مع الشخاص الذين تخلّوا عّني‪ ،‬ساعدتني رّد ةس فعل داود الطااهرة حيال‬

‫معاملة شاول غير المنصفة له‪ .‬ووجد ت في يوناثان الصداقة الوفّية والستعداد للتراجع بتواضع لكي‬ ‫يقوم رجل آخر بأمور عظيمة‪ .‬ووجد ت في شاول وأبشالوم جذور الم اررة التي لم أرد أن تنمو في‬

‫قلبي يومًا‪ .‬وتعّلم ت من خالل قراءتي للمزامير كيف أصبح صريحًا مع ال وكيف يغّني قلبي‬

‫ ت أصّلي المزامير وبذلك وصل ت إلى مستوى من الحمامية مع ال لم أعرفه من‬ ‫ويسكب حزنه‪ .‬وبدأ ّ‬

‫قبل‪.‬‬

‫ ت أنا وعائلتي إلى بوسطن‪ .‬وتعّلمنا اهناك‬ ‫وبعد وق ت من الفشل والصراع في الخدمة‪ ،‬إنتقل ُ‬

‫ ت إن‬ ‫لنستعيد حلمنا ولنتعّلم كيفّية بناء الكنائ س‪ .‬وقد شعر ت بالحباط بسبب فشلي السابق وتساءل ُ‬

‫ ت بتحسن تدريجي في روحي وأمل‬ ‫ ت إشعياء ‪ 66-40‬وشعر ُ‬ ‫كان ال سيستخدمني من جديد‪ .‬فدرس ُ‬ ‫ ت أّنه إن كان ت محّبة ال لطيفة وتغفر إلى اهذ ه الحدود حيال تمّر دسأبناء‬ ‫ينمو مجّد دسًا في قلبي‪ .‬ورأي ُ‬ ‫ال من‬ ‫إسرائيل‪ ،‬فكيف بالحري ستكون اهذ ه المحّبة بالنسبة إلّي ؟س وبدأ ت أؤمن أّن نعمة ال أعظم فع ً‬

‫ل أكثر بكثير مما كن ت لحلم‪.‬‬ ‫خطّيتي وأّنني أستطيع أن أعود إلى سابق عهدي‪ -‬وأصحب ت فعا ً‬

‫عندما أصبح ت في الربعين من عمري واجه ت تحّد يسا ت اهذ ه المرحلة من العمر‪ -‬الغضب‬

‫والتهّك مس وفقدان المثاليا ت وفقدان الشعلة واهذ ه المور تّد مسر الكثير ممن يصل إلى اهذ ه المرحلة‪.‬‬

‫ ت سف ًار من الكتاب المقّد سس غّير نظرتي للحياة ولهذ ه المرحلة من العمر‪ :‬سفر جامعة‪ .‬فقد‬ ‫فاكتشف ُ‬

‫ ت أّنه‬ ‫وجد ت فيه رج ً‬ ‫ال فقد مثالياته فيما واجه قسوة العالم والنانّية واهو عالم سلبه فرحة الحياة‪ .‬وتعّلم ُ‬ ‫يمكن أن أرى العالم كما اهو من دون أن أخسر إيماني بال أو من دون أن أفقد القدرة على الستمتاع‬

‫بالحياة التي أعطاني إيااها ال في ملكوته‪.‬‬ ‫وأعظم الدرو س التي تعّلمتها اهي يسوع‪ .‬فخالل كّل اهذ ه السنوا ت من اليمان والخدمة‬

‫والّتباع وبذل الجهد والتوبة والتغّلب‪ ،‬يبقى يسوع أعظم موضوع في الكتاب المقّد سس‪ .‬فال أمّل أبدًا‬ ‫من القراءة عن مثله ومن سماع كالمه والنداهاش لعظمته والقتناع والتحّم سس من خالل شخصّيته‬ ‫ف فيها بئري أعود إلى الصفحا ت التي أجد ه فيها لكي أتذّك رس مّرةأخرى‬ ‫المتوازنة‪ .‬وفي كّل مّرةيج ّ‬

‫سبب ما أقوم به‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫جّد دراسة تغّير لك حياتك‪ .‬أطلب من ال أن يقودك إليها‪ .‬أدر س وفّك رس وصّلي وأدر س‬

‫ ت فيه إلى ال وكالمه والذي غّير‬ ‫أكثر‪ .‬وستنظر يومًا ما إلى الوراء بإمتنان وفرح للوق ت الذي استمع ُ‬ ‫لك حياتك كّليًا‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫الجزء الثالث‬

‫التحّد ثم إلى ال‬

‫‪41‬‬


‫الفصل الرابع عشر‬

‫الةمقيا س‬ ‫ظم أفكارنا وصلواتنا بطريقة نعلم أّنها‬ ‫لما يجب أن نصّلي وبأي ترتيب؟ كيف يمكننا أن نن ّ‬ ‫الطريقة التي يريدنا ال أن نتحّد ثس فيها إليه؟ لم يترك ال اهذا الموضوع الساسي للصدفة‪ .‬فقد ترك‬

‫لنا مقايي س مقّد سسة إوان تعّلمنا العيش من خاللها ستصل صلواتنا إلى مستويا ت لم نحلم بها قط‪.‬‬

‫ ت أحيانًا أّنني‬ ‫ ت مع مشكلة التشويش في الصالة‪ .‬وشعر ُ‬ ‫ومثل الكثير من النا س تصارع ُ‬ ‫ ت‬ ‫ ت عنداها تعاليم يسوع عن الموضوع وطّبقتها وانتقل ُ‬ ‫أصّلي لعدد محّد دس من المواضيع‪ .‬وقد اكتشف ُ‬ ‫ب مع ال‪.‬‬ ‫إلى مستوى جديد من القر ّ‬

‫ب أعطانا إيااها‪ .‬ولكن يجب أن نسميها أيضًا‬ ‫ب " س واهي كذلك لّن الر ّ‬ ‫نسميها "صالة الر ّ‬

‫ب علّم التالميذ أن يصلّواها ولّن فيها جزء لم يكن يسوع بحاجة أبدًا أن‬ ‫"صالة التلميذ" لّن الر ّ‬

‫يصلّيه واهو طلب الغفران‪ .‬نجد اهذ ه الصالة متى ‪ 13-9 :6‬وأدعوكم أن تدرسوا اهذا المقطع قبل‬ ‫ي مقطع آخر من الكتاب المقّد سس وأن ترّك زسوا على فهم اهذ ه اليا ت‪ .‬وادرسوا أيضًا مضمون اهذ ه‬ ‫أّ‬

‫اليا ت لتكسبوا تقدير أكبر لرّد ةس فعل يسوع عن جواهر الصالة‪ .‬سندر س بإختصار كّل جملة من اهذا‬

‫ل ننظر إلى اهذ ه المالحظا ت‪:‬‬ ‫التعليم الخالد ولكن دعونا أّو ً‬

‫اهي مقيا س للصالة وليس ت قاعدة‪ .‬واهي لم توضع لكي ترّد دس عن ظهر قلب‪ -‬مّرةأو عّد ةس‬

‫مرا ت‪) .‬أنظر إلى اليا ت التي تسبقها مباشرةً حيث كان يسوع يوّب خ اهذ ه الممارسة!(‪ .‬بل عّلمها‬

‫يسوع لتكون مثل لشمولّية الصالة وللمواضيع التي يجب أن نتحّد ثس فيها عن ال‪ .‬يجب أن ننظر‬

‫إلى المواضيع المختلفة كالتالي‪ :‬كمواضيع نصّلي من أجلها‪ .‬ولكن يجب أن ل نشعر أّن تلك اهي‬ ‫الطريقة الوحيدة للصالة ولي س الترتيب الوحيد الذي يجب أن نصّلي من خالله‪ .‬فالصالة أمر ل‬

‫يمكن أن نحّد هس بترتيب معّين‪ .‬بل أقترح أن نستعمل اهذ ه الصالة كطريقة للصالة من دون أن نشعر‬ ‫أّننا ل نرضي ال إن لم نتبعها‪.‬‬ ‫قد يبدو لنا اهذا النوع من الصالة غريب في البداية‪ .‬ل تدع اهذا الشعور يشعرك باليأ س‪.‬‬

‫ ت به وأشعر الن بغرابة إن لم أتبعها‪.‬‬ ‫فقد بدا المر غريبًا بالنسبة إلّي أيضًا إلّ أّنني تمّس كس ُ‬

‫كن مستعدًا لقضاء وق ت أكثر في الصالة إن تبع ت اهذ ه الطريقة‪ .‬قد يستغرب الكثير مّنا من‬

‫كمية الوق ت الذي يكّر سسهبعض التالميذ للصالة‪ .‬وقد نسأل "كيف يمكن أن تصّلي كّل اهذ ه الفترة؟‬

‫فأنا أنفذ من المور التي أصّلي من أجلها بعد بضعة دقائق‪ .‬أل تعيد نفسك؟"‪ .‬بعيدًا عن خلق‬

‫ب على العك س تشّج عس الصالة‬ ‫التكرار غير المجدي الذي وّبخه يسوع في متى ‪ ،7 :6‬فصالة الر ّ‬

‫طي عدد أكبر من المواضيع وبذلك تزيد كمية الوق ت الذي نقضيه‪.‬‬ ‫الشخصّية والتي تغ ّ‬ ‫‪42‬‬


‫ترتيب اهذ ه الصالة يظهر عظمة ال‪ .‬تبدأ اهذ ه الصالة بتمجيد ال لمحّبته وقداسته‪ .‬وننتقل‬ ‫من بعداها للطلب من أجل الملكو ت ولمشيئة ال من حياتنا‪ .‬ومن ثم نرّك زس على قّوة ال ليخّلصنا من‬

‫خطايانا ومن التجربة وننهي صالتنا بالتركيز مّرةأخرى على قّوة ال العظيمة ومجد ه‪ .‬اهل ترى‬

‫الحكمة في ذلك؟ غالبًا ما نرّك زس في صلواتنا على أنفسنا‪ -‬حاجاتنا وأحاسيسنا وخطايانا ومشاكلنا‪.‬‬

‫ل يريدنا ال أن نهمل اهذ ه الهموم في صلواتنا ولكن يريدنا أن نرّك زس عليه‪ -‬على محّبته وقداسته‬

‫وملكوته وقّو تسسه لتخليصنا‪ .‬فنبدأ بالتركيز على ال ومن ثم نتعامل مع أنفسنا وفيما ننهي الصالة‬ ‫نرّك زس مّرةأخرى على ال‪ .‬صّلي بهذ ه الطريقة ولحظ التغيير الكبير الذي سيحدثه اهذا المر في‬

‫ب رائعة! وأنا مقتنع أّن يسوع استعمل اهذا‬ ‫ذاهنك خالل الصالة وبعداها‪ .‬خ ّ‬ ‫طة ال في صالة الر ّ‬ ‫المقيا س في الصالة واهذا أحد أسباب الوق ت الطويل الذي قضا ه في الصالة والسالم العظيم الذي‬ ‫كان يحصل عليه بعد النتهاء من الصالة‪.‬‬

‫لحظ إستعمال صيغة الجمع خالل اهذ ه الصالة‪ .‬يجب أن تكون صلواتنا شخصّية ولكن‬

‫غير مرتكزة علينا فقط‪ .‬وعلينا أن نصّلي من أجل الخرين‪.‬‬

‫دعونا الن ننظر باختصار إلى كّل جزء من اهذ ه الصالة الرائعة بهدف أن نتعّلم كيف‬

‫نصّلي كّل جملة من اهذ ه الجمل‪.‬‬

‫"أبانا‪ "...‬غّير يسوع بطريقة جذرّية الطريقة التي نتوّج هس فيها إلى ال لّنه غّير طبيعة اهذ ه‬

‫ب‬ ‫ب مستعد ومح ّ‬ ‫العالقة‪ .‬فنحن لم نعد عبيد بل أبناء! )غالطية ‪ .(7 :4‬فنحن أبناء نتوّج هس إلى أ ّ‬ ‫واهو يرغب أن يكون معنا وأن يعرفنا وأن نعرفه نحن أيضًا‪ .‬وبالرغم من أّن ال يفوقنا بالحكمة والقّوة‬

‫والقداسة‪ ،‬فيمكننا أن نتوّج هس إليه بثقة بفضل الصليب وغسل دّم يسوع المسيح لخطايانا‪ .‬فقد تغّير‬ ‫موقعنا أمام ال إلى البد‪ :‬فنحن الن جزء من عائلته وأولد ه الحباء‪.‬‬ ‫يؤمن الكثير من التالميذ بهذا المر عن ال ولكّنهم بالرغم من ذلك مازالوا يعيشون في‬

‫الخوف‪ .‬إذ يحمل الكثير مّنا الشعور بالذنب والحكم في قلوبنا‪ .‬فنحن نخاف أن نؤمن أّن ال اهو‬

‫ال‪ .‬إلّ أّننا نؤمن أّنه يحّبنا عن بعد ولي س بطريقة حميمة وعاطفّية‪ .‬ونعتقد أّنه‬ ‫أبونا‪ -‬وأّنه يحّبنا فع ً‬ ‫قد يحّبنا ولكّننا ل نعجبه كثي ًرا! يعّلمنا الكتاب المقّد سس أّن ال يفرح بنا وأّن يعتبرنا ككنز وأّننا الن‬ ‫نتمّتع بعالقة معه لي س إنطالقًا من الخوف بل من المحّبة الواثقة‪ .‬وأقترح أن تقضوا الكثير من‬

‫الوق ت في دراسة اليا ت المذكورة في نهاية اهذا الجزء وأكثر من ذلك أدعوكم أن تشكروا ال أّنها‬ ‫حقيقّية في بداية صالتك‪ -‬وعنداها فقط ستفهم عاطفيًا فكرة أبوّية ال‪.‬‬ ‫آيا ت للدراسة‪:‬‬

‫مزمور ‪.4 :149 ،11 :147 ،14-13 :103 ،3 :16‬‬ ‫أمثال ‪.12 :3‬‬ ‫إشعياء ‪.19 :65 ،4 :62‬‬ ‫‪43‬‬


‫صفنيا ‪.12 :3‬‬ ‫رومية ‪.16-15 ،1 :8‬‬ ‫غالطية ‪.7 :4-26 :3‬‬ ‫أفس س ‪.12 :3‬‬ ‫عبرانيين ‪.23-19 :10‬‬ ‫يوحنا الولى ‪.18-16 :4 ،20-19 :3‬‬ ‫"في السموا ت‪ "...‬ال في السموا ت! اهذا اهو المكان الموجود فيه وحيث نحلم أن نكون‬

‫ي شيء‬ ‫عندما نمو ت‪ .‬ال اهناك في كامل مجد ه ومحاط بعدد ل ُيحصى من المالئكة‪ .‬وأاهم من أ ّ‬

‫اهو اهناك مع يسوع الجال س عن يمينه ويتشّفع من أجلنا كرئي س الكهنة العظم‪ .‬ونحن واثقون بدخول‬ ‫عرش ال وأن نتحّد ثس معه‪ .‬يجب أن نرفع أعيننا وأذاهاننا في الصالة بعيدًا عن إاهتماماتنا الدنيوّية‬ ‫وأن نحصل على نظرة سماويّة‪ .‬فنحن سنمو ت قريبًا ونكون مع ال في السماء‪ -‬قال بول س أّنه‬

‫ض لس أن يكون اهناك ولي س اهنا‪ -‬وعاش حياة فرح اهنا! عندما نفّك رس في السماء علينا أيضًا أن‬ ‫يف ّ‬

‫نمّج دس ال لّنه ل حدود لمصادر ه ولّنه يملك الرض وكّل ما عليها وكّل الكون وكّل مجد السماء غير‬ ‫المتنااهي!‬

‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫رومية ‪.25-22 :8‬‬ ‫فيلبي ‪.19 :4‬‬ ‫بطر س الولى ‪.5-3 :1‬‬ ‫رؤيا ‪.22 ،4-1 :21 ،10-1 :19 :17-9 :7 ،5 ،4‬‬ ‫"ليتقّد سس اسمك‪ "...‬عندما يستعمل الكتاب المقّد سس كلمة "اسم" في اهذا المضمون فهو يفعل‬

‫كذلك ليلّخ صس كّل الصفا ت والميزا ت لهذا الشخص‪ .‬فعندما يتصّر فسالمسؤولون "باسم القانون" فهم‬

‫ص عليه وما يعنيه‪ .‬وعندما يقول يسوع "ليتقّد سس اسم ال"‬ ‫يتصّر فسونباسم ما يمّثله القانون وكّل ما ين ّ‬

‫فهو يعني أّنه علينا أن ندرك أّن وجود ال مقّد سس واهو بعيد عنا وعلينا أن نتعامل معه بقداسة‪.‬‬ ‫ويعني أّنه علينا أن نهاب ال وأن ننداهش لعظمته وكماله وجماله ومجد ه وحكمته‪.‬‬

‫الصالة ليس ت مجّر دسطلب أمر ما من ال بل اهي عبادة ال وتكريمه لما اهو عليه‪ .‬لي س أم اًر‬

‫غريبًا أن تقوم بالمر بالرغم من أّن المر قد يبدو كذلك‪ .‬ولي س أّن ال غير متأّك دس من كيانه‬

‫ويحتاجنا لنذّك رس ه! بل أّنه علينا أن نعترف من اهو لكي نتقّد مس منه بثقة )"أبانا"( واهيبة )"ليتقّد سس‬ ‫اسمك"(‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫"ليأِ ت ملكوتك"‪ .‬عند بداية خدمته أعلن يسوع أّن ملكو ت ال اقترب‪ .‬ومن بعداها قال أّنه‬ ‫سيأتي بقّوة خالل حياة من سمعو ه يعظ )مرق س ‪ .(1 :9‬وخالل الوق ت بين قيامته وصعود ه قال‬

‫يسوع لبعض من تبعه أن ينتظروا في أورشليم القّوة من العالي التي وعد بها الب )لوقا ‪.(49 :24‬‬ ‫ونجد تحقيق وعد مجيء الملكو ت في يوم العنصرة فيما أعلن الرسل مو ت يسوع المسيح ودفنه‬

‫ي الكنيسة‪.‬‬ ‫وقيامته‪ .‬وقد استجاب ثالثة آلف شخص واعتمدوا للمسيح وانضموا إلى الملكو ت أ ّ‬

‫فكيف نصّلي لمجيء المكلو ت بما أّنه قد سبق وأتى؟‬ ‫لم يأِ ت الملكو ت لجميع المم ولي س لكّل شخص! اهناك ماليين الشخاص الذين لم يعرفوا‬

‫يومًا عن الرسالة الحقيقّية والخبر السار وآخرون سمعوا ولكن لم يقبلواها بعد‪ .‬قال يسوع أّن الحصاد‬

‫ب الحصاد ليرسل فعلة )متى ‪.(38-37 :9‬‬ ‫كثير ولكن الفعلة قليلون وأّنه علينا أن نصّلي لر ّ‬

‫وتضّرعبول س للكنائ س لكي يصلّوا من أجل أن يفتح ال أبواب لكي يكرز بالكلمة ولكي يعطيه ال‬

‫الجرأة ليتكّلم بجرأة والحكمة ليبّش رس )أفس س ‪ ،20-19 :66‬كولوسي ‪.(3 :4‬‬

‫حان الوق ت لكي نتضّرعمن أجل أصدقائنا وعائالتنا الضاّلين ولكي يعطينا ال ثمر في‬

‫الخدمة‪ .‬وحان الوق ت لنصّلي من أجل مبّش رسينا وقادتنا في الكنائ س المحّلية وفي الكنائ س حول‬

‫ص لسسي ل ليحّر كسقلوب القادة والحكوما ت ليفتحوا أممهم لبشارة الكلمة‪ .‬وحان‬ ‫العالم‪ .‬وحان الوق ت لن ّ‬

‫الوق ت لكي نطلب أن يعطينا ال قادة أكثر )فعلة( يعملون في الخدمة ولكي يتّم مس كّل عضو في‬

‫ملكو ت ال جزء ه في طلب وتخليص ما قد اهلك‪.‬‬

‫وأنا أتحّد اسكم للصالة من أجل خالص عائالتكم ومن تحبون كّل يوم‪ .‬وأدعوكم لن تصلّوا‬ ‫كّل يوم من أجل القادة ومن أجل الحصول على فرص لمشاركة إيمانكم ولكي تحصلوا على الحكمة‬ ‫والمحّبة التي كان يتحّلى بها يسوع من أجل الضالين‪ .‬دعونا نصّلي لكي يأِ ت الملكو ت!‪.‬‬ ‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫متى ‪.38-35 :9‬‬ ‫أفس س ‪.20-19 :6‬‬ ‫كولوسي ‪.6-2 :4‬‬ ‫تسالونيكي الثانية ‪.2-1 :3‬‬ ‫"لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الرض‪ ".‬يريدنا ال أن نسّلم مشيئتنا إليه‪-‬‬

‫ب على البقاء على صّح ةس أولوياتنا‪ :‬فهي تضع‬ ‫ومعظم صلواتنا تظهر العك س! تساعدنا صالة الر ّ‬ ‫التسليم إلى ال في بداية صالتنا‪ .‬وغالبًا ما ينتج عن اهذ ه المشيئة صراع في الصالة فيما نتفّح صس‬ ‫أنفسنا ونسّلم لمشيئته‪ .‬يجب أن تكون رّد ةس فعلنا مثل رّد ةس فعل داود الذي طلب من ال أن يتفّح صس‬ ‫‪45‬‬


‫قلبه وحياته وأن يظهر ما ينقصه )مزمور ‪ .(34-23 :139‬وقد نكون نعاني من مشكلة أو تحّد يس‬ ‫ونحن نرغب أن نهرب منه ولكن علينا أن نواجهه بقلب مسّلم‪ .‬وقد نحتاج أن نسهر مثل يسوع‬

‫طوال الليل لنصّلي بتكرار إلى أن يهدأ قلبنا وأن نلتزم كلّيًا لمشيئة ال مهما كان ت صعبة )متى ‪:26‬‬ ‫‪.(44-36‬‬

‫ص اهذا الموضوع‪ ،‬إق أر بعض‬ ‫إن كن ت تتساءل من أجل ماذا عليك أن تصّلي فيما يخ ّ‬

‫وصايا ال إواسأل نفسك إن كن ت تطّبقها‪ .‬إوان كن ت ل تطّبقها فحان الوق ت لكي تسّلم وعليك أن تبدأ‬ ‫الصالة من اهنا‪ .‬في اليا ت من إنجيل متى المذكورة آنفًا‪ ،‬ستالحظ أن يسوع لم يطلب القّوة ليذاهب‬

‫إلى الصليب بل طلب التسليم فقط‪ .‬ولعّله علينا أن نستبدل صلوا ت القّوة التي نرفعها بصلوا ت‬

‫التسليم عالمين أّنه إن كنا مطيعين‪ ،‬تكون قّوة ال مضمونة‪.‬‬

‫بعض الق اررا ت التي نواجهها لها عالقة بحكم معّين وليس ت مسألة طاعة واضحة لوصّية‬ ‫معّينة‪ .‬يجب أن نصّلي في اهذ ه الحالة للحكمة لكي نمّيز "المور المختلفة" )فيلبي ‪(11-9 :1‬‬ ‫ولكي نحصل على الحكمة )يعقوب ‪.(8-5 :1‬‬ ‫ك أّن‬ ‫ماذا يمنعنا من تحقيق إرادة ال؟ بالضافة إلى كبريائنا وتمّر دسناأاهو عدم اليمان؟ نش ّ‬ ‫ال يريد مصلحتنا قبل كّل شيء‪ .‬ونظن أّنه يستمتع في تدمير حياتنا وسلب سعادتنا‪ .‬والشفاء من‬

‫اهذا النوع من التفكير اهو أن نذكر بقّية الجملة التي نناقشها‪ :‬لتكن مشيئة ال على الرض "كما في‬ ‫ي نوع من المكنة اهي السماء؟ آخر مّرةتحّر يس تعن الموضوع كان ت السماء أكثر‬ ‫السماء"‪ .‬أ ّ‬

‫المكنة سعادة وفرح!‬

‫عندما نسّلم حياتنا ل نجد السعادة الحقيقّية‪ .‬وبعد أن نصّلي "لتكن مشيئتك" يعطينا ال‬ ‫القّوة للطاعة ويتدفق الفرح!‬ ‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫يوحنا الولى ‪.5-3 :5‬‬ ‫أعمال الرسل ‪.10-6 :16‬‬ ‫بطر س الولى ‪.2-1 :4‬‬ ‫"أعطنا خبزنا اليومي‪ ".‬حان الوق ت لنضع أمام ال حاجتنا اليومّية‪ .‬فما من شيء يصعب‬ ‫على ال‪ .‬فهو يهتم بتفاصيل حياتنا‪ .‬وكما تعّلم شعب إسرائيل أن يعتمد على ال كّل يوم من أجل‬

‫الحصول على الطعام في الصحراء‪ ،‬كذلك نحن أيضًا علينا أن نعتمد على ال من أجل حاجاتنا‬

‫اليومّية الروحّية منها والجسدّية‪ .‬وأقترح أن تضعوا لئحة يومّية وأن تصلّوا لكل تفصيل فيها مهما‬ ‫بد ت تافهة‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫يقلق الكثير من بيننا بسبب المال أو جدول العمل أو الدراسة أو الصحة‪ -‬ولكّننا ل نضع‬

‫ي شيء من دون ال )يوحنا ‪ .(5 :15‬يبعدنا‬ ‫ال في الصورة‪ .‬قال يسوع أّننا ل نستطيع أن نقوم بأ ّ‬

‫كبرياؤنا وعدم إيماننا عن الثقة والصالة‪.‬‬ ‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫خروج ‪.32-1 :16‬‬ ‫يوحنا ‪.5 :15‬‬

‫"أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا"‪ .‬يجب أن يكون العتراف‬

‫بالخطّية جزء مهم من عالقتنا مع ال‪ .‬وبما أّننا غالبًا ما نخطأ كّل يوم‪ ،‬نحتاج إلى العتراف‬

‫باستمرار‪ .‬وأتمنى أن ل يدّم رس حجم خطيتنا عالقتنا مع ال ولكن يجب أن نأخذ كّل خطّية على‬

‫محمل الجّد ويجب أن نضع أمام ال في الصالة‪.‬‬

‫ص يسسة‪ .‬وقد يتسّبب ذلك بتقسية‬ ‫الكثير من التالميذ ل يطّبق فكرة العتراف في صلواتهم الشخ ّ‬ ‫القلب وجرأة أكثر لرتكاب الخطّ‍ية‪ .‬من الفضل أن نعترف بالخطّية بسرعة لكي ل تفصلنا عن ال‪.‬‬ ‫وقد يتسبب غياب العتراف الصحيح بشعور بالذنب وضمير غير صالح‪ .‬ونتيجة لذلك قد نشعر‬

‫دومًا بعدم المان وقد ل نشعر بالراحة والسعادة في حياتنا المسيحّية‪ .‬ويعتمد بعضنا على الوعظا ت‬ ‫أو على أوقا ت التلمذة للقتناع وناد ًار ما يتفحصون أرواحهم في الصالة‪ .‬لذلك نبقى غير ناضجين‬ ‫ومعتمدين على الخرين ليقوموا بما يجدر بنا نحن أن نقوم به بأنفسنا مع ال‪.‬‬

‫يجب أن تتضمن صلواتنا اليومّية دومًا جزء من تفّح صس الذا ت والعتراف‪ .‬وقد ل يكون‬

‫اهناك الكثير من المور لنعترف بها في أحد اليام‪ .‬إوان كان المر كذلك‪ ،‬أشكر ال على رحمته‬ ‫ونعمته وأكمل يومك‪ .‬ل تحاول أن تخترع شيء لتقوله! ومن جهة أخرى‪ ،‬ل تستخف بهذا الوق ت‬

‫لّ‍نك قد تشعر بعدم الرتياح‪ .‬فالطريقة المكّو نسفيها كّل واحد فينا عاطفيًا وذاهنيًا يؤّثر على الصعوبة‬

‫التي نشعر بها في اهذا المجال وقد يساعدنا إن بدأنا بمعرفة أنفسنا‪.‬‬

‫كن محّد دسًا في إعترافك‪ .‬إعترف بأية كلمة أو فكرة أو عمل‪ .‬إوان كن ت بحاجة إلى طلب‬

‫غفران شخص آخر‪ ،‬إفعل ذلك بأقرب فرصة‪ .‬إوان كن ت بحاجة إلى المساعدة في التغّلب على خطّية‬ ‫معّينة كن منفتحًا عن الموضوع مع متلمذك أو مع قائد روحي تثق به‪.‬‬ ‫وحان الوق ت أيضًا لكي نعطي الغفران للخرين‪ .‬فهذا الجزء الوحيد من اهذ ه الصالة التي‬

‫عّلق عليها يسوع )متى ‪ .(15-14 :6‬فالم اررة وعدم الغفران اهما إثنان من أكثر الخطايا خطورة‪ .‬ل‬

‫يمكن أن نتوّقع الغفران من ال إن كّنا نرفض أن نمنحه لمن أخطأ إلينا‪ .‬إفحص قلبك إوان وجد ت فبه‬ ‫عدم غفران قّر ر سأن تصفح‪ .‬أغفر مجانًا كما تريد أن يغفر لك ال وستنداهش كيف سيرفع العبء‬ ‫عن قلبك خالل الصال‍ة!‬

‫‪47‬‬


‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫مزمور ‪.24-23 :139‬‬ ‫متى ‪.35-21 :18‬‬ ‫كولوسي ‪.13 :3‬‬ ‫يعقوب ‪.16 :5‬‬ ‫"ول تدخلنا في تجربة لكن نّج نسسا من الشرير"‪ .‬وضع يسوع المثل أمامنا في وضع حاجاته‬

‫أمام الب في الصالة فيما واجه التجربة‪ .‬ففي متى ‪ 43-36 :26‬تنبأ لهجوم الشرير وبقي سااه ًار‬

‫طوال الليل في الصالة من أجل الغلبة‪ .‬وتحّد ىس التالميذ النائمين لكي يستيقظوا ويصلّوا من أجل أن‬

‫يتخطّوا التجارب التي سيقعون فيها )متى ‪ .(41 :26‬ونستطيع أن نرى نتائج صالته فيما ذاهب‬

‫منتص ًار إلى الصليب وفشل تالميذ ه في الصالة فيما ضعفوا جميعًا تح ت الضغط‪.‬‬

‫ما اهي ضعفاتك؟ ما اهي خطاياك والمور التي تضعف أمامها؟ أين يرّك زس الشيطان اهجومه‬

‫طة دائمًا واهو ينتظر ليستغل أّية لحظة نضعف فيها‪ .‬يجب‬ ‫في حياتك في اهذ ه الثناء؟ فهو لديه خ ّ‬

‫أن نعتمد على قّوة ال قبل اهجوم الشرير‪ .‬والكثير من التالميذ الذين يفشلون في الصراع مع الخطّية‬ ‫لم يضعوا حربهم أمام ال‪ .‬يجب أن نصّلي من أجل القّوة في مواجهة التجربة وأن نعتمد على ال‬ ‫ليقّو يسسنا بالروح القد س‪ -‬وليبعد الشرير عّنا جميعًا‪ .‬إن كن ت أن ت أو شخص تعرفه تح ت قبضة‬

‫طته ولكي ينكسر قيد ه‬ ‫الخطّية صّلي من أجل المساعدة‪ .‬صّلي لكي يبعد الشرير عنك ولكي تفشل خ ّ‬ ‫عنك‪.‬‬

‫آيا ت للدراسة‪:‬‬ ‫لوقا ‪.32 ،31 :22 ،13 :4‬‬ ‫أفس س ‪.20-10 :6‬‬ ‫تسالونيكي الثانية ‪.2-1 :3‬‬ ‫بطر س الولى ‪.9-8 :5‬‬ ‫"لّنه لك القّوة والملك والمجد إلى البد‪ .‬آمين‪ ".‬وبالرغم من أّن اهذ ه الجملة غائبة في‬

‫ب ‪ .‬س وفيما ننهي وقتنا مع ال‪ ،‬نعود مّرةأخرى‬ ‫النسخا ت الولى فهي بالتأكيد نهاية مناسبة لصلة الر ّ‬

‫ي واحد فينا‪ .‬ونعترف أّن القّوة بين يديه‪.‬‬ ‫للمدح والتمجيد‪ .‬فنذكر أّن المكلو ت الرائع مل ٌ‬ ‫ك ل ولي س ل ّ‬

‫وننهي بقلوب تفيض بالمدح لمجد ال غير المتنااهي غير راغبين بالمجد لنفسنا بل معطين كّل‬ ‫المجد له وله وحد ه‪ .‬آمين!‬ ‫‪48‬‬


‫الفصل الخام س عشر‬

‫ُأسكب قلبك‬ ‫اهناك أوقا ت يكون فيها قلبنا ممتلئ لدرجة يبدو وكأّنه سينكسر‪ .‬وقد يكون مليء بالحزن أو‬ ‫القلق أو التوتر أو الذنب أو الغضب‪ -‬وقد نمتلئ بعدد كبير من الضغوطا ت قد أن نصل إلى نقطة‬ ‫النفجار‪ .‬يجب أن نقوم بخيار خالل اهذ ه الوقا ت‪ :‬يمكننا أن نحاول حّل المور بأنفسنا أو يمكننا‬

‫أن نّتجه نحو ال‪ .‬ويمكننا اللجوء إلى ال بطريقة سطحّية أو يمكننا اللجوء بعمق إلى ال‪ .‬قد نختار‬ ‫أن نخبر ال باختصار عن المور في الصالة أو نختار أن نسكب قلوبنا‪.‬‬

‫أنا متأّك دس أّن الكثير من بيننا يصّلي من أجل المور التي تثقل قلبه ولكن قليلون اهم من‬

‫يخبرون بتفصيل ما يشعرون به‪ .‬يقول لنا داود ما يلي‪:‬‬

‫"توّك لسوا عليه في كّل حين يا قوم اسكبوا قّد اسمه قلوبكم‪ .‬ال ملجأ لنا‪ .‬سال ه"‬

‫)مزمور ‪(8 :62‬‬

‫ويقول المر بطريقة مختلفة في مزمور آخر‪:‬‬ ‫"أسكب أمامه شكواي‪ .‬بضيقي قّد اسمه ُأخبر" )مزمور ‪(2 :142‬‬

‫كيف يمكن أن نكون قريبين من شخص ل نسكب له قلبنا؟ كيف يمكن أن يعرفنا؟ ولكننا قد‬ ‫نقول "ال عالم بكّل شيء‪ ،‬فهو يعرف مسبقًا ما نشعر به ونفّك رس به‪ .‬فما الهدف من قول ما يعرفه‬ ‫مسبقًا؟‬ ‫وأعتقد أّن داود والشخصيا ت الخرى من الكتاب المقّد سس لم ينظروا إلى عالقتهم مع ال‬

‫ي طفل يمكن أن يكون قريب من والد ه ل‬ ‫بطريقة تحليلّية‪ .‬فهم يتعاملون معه كطفل مع والد ه‪ ،‬وأ ّ‬ ‫يسمع له ولصرخاته؟ ولعل ال يعلم ما نشعر به ولكننا لن نتّقرب منه أبدًا ما لم نخبر عن اهذ ه‬

‫المشاعر‪ .‬ومن المؤسف أّننا نسكب قلوبنا لصدقائنا المقّر بسينونحرم أبانا الذي في السموا ت من‬

‫اهذ ه المشاعر‪ .‬واهذا النوع من التصّر فسُيظهر أّننا بشر ويظهر أّن عالقتنا مع ال غير شخصّية‪.‬‬ ‫ ت شخص عاطفي‪ .‬ل أحتاج إلى البكاء ولي س لدي مشاعر كثيرة‬ ‫وقد يقول أحداهم‪" :‬أنا لس ُ‬

‫لصّلي من أجلها‪ ".‬والحقيقة اهي أّن الجميع لديه مشاعر‪ .‬ولكن بعضنا قد أنكراها لفترة طويلة لدرجة‬ ‫أّنه لم يعد يؤمن بوجوداها! وأريد أيضًا أن أعطي مثل يسوع الذي كان ت لديه مشاعر وعّبر عنها‪:‬‬

‫‪49‬‬


‫"الذي في أيام جسد ه إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبا ت وتضّرعا تللقادر أن‬ ‫يخّلصه من المو ت وسمع له من أجل تقوا ه" )عبرانيين ‪(7 :5‬‬

‫يمّثل يسوع التلميذ المثالي واهو الشخص الذي يجب أن نتمّثل به جميعنا‪ .‬ونحن ل نتّبعه‬ ‫كما يجب إن لم نشعر إوان لم نسكب مكامن قلوبنا ل‪.‬‬ ‫كيف يمكن أن نفعل ذلك؟ دعوني أعطيكم بعض القتراحا ت‪:‬‬

‫ل‪ ،‬يجب أن ل تكون المشاعر غاية بحّد ذاتها ويجب أن ل نسعى إلى خلقها‪ .‬ل يمكن أن‬ ‫أّو ً‬

‫نقّيم عالقتنا مع ال من خالل مشاعرنا فقط ولكن من خالل اليا ت‪.‬‬

‫إعتاد على إعالم ال عن مشاعرك وعلى التعبير عن شعورك في الصالة‪ .‬لي س من‬

‫الضروري أن تكون المشاعر كئيبة أو حزينة‪ .‬قد تكون مشاعر فرح‪ .‬عّبر عنها جميعها‪.‬‬

‫يجب أن نكون في مكان خاص لنستطيع أن نعّبر بعمق عن مشاعرنا‪ .‬إن كن ت تريد أن‬

‫تسكب قلبك ستحتاج إلى مكان تشعر فيه بالراحة‪.‬‬

‫قد يستغرق المر بعض الوق ت لكي نخرج من طريقة التفكير العملّية وندخل في مشاعرنا‪.‬‬

‫أعِط نفسك بعض الوق ت لكي نسترخي إوالّ لن تستطيع أن تتواصل مع ال بهذا المستوى‪.‬‬

‫قد يتطّلب المر حدثًا مهّم ًاس جّد ًاس لتصل إلى اهذ ه النقطة‪ .‬عندما تصادف اهذ ه الوقا ت ل‬

‫ترفضها ول تتمّر دسعليها ول تقّس يس قلبك‪ .‬بل تحّو لسإلى ال وأسكب روحك في الصالة‪.‬‬ ‫إسمح لنفسك بالبكاء‪ .‬الكثير من بيننا يحارب الدموع حتى فيما يصّلي‪ .‬واهذا المر ُيظهر‬

‫الكبرياء‪ -‬الكبرياء الذي يحتمل إظهار الضعف حتى ل‪ .‬والدموع التي نذرفها قد تكون دموع اليأ س‬

‫أو الحزن‪ .‬وقد تكون دموع التوتر في الصالة التي قد تتدّفق والتي يبدو أّنها ل ُتسمع‪ .‬وقد تتدّفق‬ ‫الدموع بسبب عدم روحانّية صديق أو من فشلنا من الصمود أمام التجربة أو من عار وأنانّية‬ ‫خطّيتنا‪ .‬وقد تكون دموعنا دموع الفرح‪ -‬الدموع التي ذرفتها مؤّخ ًرسا‪ .‬كن ت أمشي في غابة جميلة في‬

‫يوم خريفي في نورث كارولينا وكن ت أصّلي من خالل مزمور ‪ ،68‬وفيه يقول داود ل أّنه "أبو‬

‫ ت فجأة أّن اهذ ه الية ُك تسب ت لي وعّني‪ -‬لي أنا الذي خسر‬ ‫اليتامى وقاضي الرامل" )آية ‪ (5‬وأدرك ُ‬ ‫والد ه في الثانية عشر من عمري والذي عش ت معظم سنين مرااهقتي وحدي مع أّم أرملة‪ .‬وقد‬

‫انداهش ت لفكرة أّن ال كان يهتّم بي حتى خالل اهذ ه السنوا ت‪ .‬يحميني ويجهّزني لكي أسمع يومًا ما‬

‫ ت ذلك شعر ت برغبة بالبكاء‪ -‬دموع الفرح والمتنان‪ -‬وشعر ت‬ ‫الرسالة وأتجاوب معها‪ .‬وعندما أدرك ُ‬

‫ ت فيها قريبًا من ال وممتن إمتنان خاص لمر قام به‬ ‫شعور رائع! كان اهذا أحد الوقا ت التي شعر ُ‬ ‫من أجلي وسأظل أذكر لحظة القرب اهذ ه من أبي والتي تمّتع ت بها اهذا اليوم‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫قد نبذل جهدًا لكي نطيع ولكي نكون بارين ولكّننا لن نكون قريبين من ال أبدًا حتى نفتح‬

‫قلوبنا ونسكب مكامنه على قدميه‪ .‬إوالى أن نفعل ذلك سنبقى بعيدين عنه‪ .‬سنشعر أّننا مزّيفين‬ ‫ومتصّنعين‪ .‬ولن يزول العبء عّنا وستقسى قلوبنا‪.‬‬

‫أّن نخفي مشاعرنا العميقة اهو كذب‪ .‬وقد نتصّر فسعلى أّننا مكتفين ذاتّيًا ولكّننا لسنا كذلك‪.‬‬

‫وال يعلم ذلك ونحن نعرف ذلك في أعماق قلوبنا‪ .‬يجب أن ل نخفي على ال أّية فكرة أو شعور‪.‬‬

‫فهو يعرف بوجوداها كما نعرف نحن وسنبقى بعيدين وغير صريحين معه إلى أن نتكّلم معه عن‬ ‫المر‪ .‬فهو يعرف بالمر مسبقًا‪ .‬وكلما سكبنا قلوبنا أسرع كلما إقتربنا من ال أكثر‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫الفصل الساد س عشر‬

‫صّل ي ةمن خل لم الةمزاةمير‬ ‫ ت عالم الصالة من خالل الكتاب‬ ‫أحد أاهم الحداث في حياتي حصل عندما اكتشف ُ‬

‫المقّد سس‪ .‬ل أذكر تمامًا كيف حصل المر ومتى ولكّنني أعلم التغيير العميق الذي أدخله في‬ ‫مسيرتي مع ال‪.‬‬ ‫ماذا أعني "بالصالة من خالل المزامير"؟‬ ‫لكي تصّلي بهذ ه الطريقة‪ ،‬إختر مزمور يعّبر أكثر من غير ه عن حاجاتك في اهذا الوق ت‬

‫المحّد دس‪ .‬إفتح الكتاب المقّد سس أمامك وصّلي بطريقتك من خالل المزمور واستعمله كمرشد للتعبير‬ ‫عن قلبك أمام ال‪ .‬ل تق أر بكّل بساطة المزامير كما يجري في الخدما ت الروحّية التقليدّية بل إستعمل‬ ‫اهذ ه الصلوا ت الموحاة من الروح القد س لتساعدك في التعبير عن مشاعرك الخاصة‪ .‬ضّع كّل قلبك‬ ‫وفكرك في اهذا ولحظ التغيير الملحوظ في تعابيرك ل!‬

‫قد يستغرق المر بعض الوق ت وقد تشعر ببعض الغرابة في البداية‪ .‬أدعوك إلى أن تكون‬ ‫ي شيء جديد‪ .‬وتذّك رس أّن الصالة اهي أمر علينا أن نتعّلم‬ ‫صبو ًار ومثاب ًار التي ستحتاجها في تعّلم أ ّ‬ ‫القيام به )لوقا ‪ (1 :11‬واهذا يعني أّنه علينا أن نعمل على المر إلى أن يصبح طبيعّيًا‪ .‬دعوني‬ ‫أعطيكم بعض القتراحا ت لكي تبدأ‪:‬‬

‫ض لسسة لدي لّنه شامل ويسمح لنا بالعتراف بخطايانا وأن‬ ‫المزمور ‪ 25‬اهو أحد المزامير المف ّ‬

‫نطلب الحكمة ونعّبر عن ثقتنا بال‪.‬‬

‫المزمور ‪ 86‬اهو مزمور رائع للصالة نتواضع فيه ونطلب الغفران ونتعّبد ل‪ .‬وأنا أحب‬ ‫خاصة طلب "فّرحنف س عبدك" )آية ‪ (4‬و"اصنع معي آية للخير" )آية ‪ .(17‬ولطالما كان طلب‬

‫"وّح دس قلبي" )آيى ‪ (11‬أحد أصدق صلواتي‪.‬‬

‫المزمور ‪ 103‬اهو طريقة رائعة للحمد في الصالة‪ .‬واهي تبدأ بالحديث مع روحنا ودعاء‬

‫أنفسنا لمدح ال ولعدم نسيان كّل ما فعله‪ .‬ومن ثم يقودنا الروح من خالل سلسلة من مشاعر‬

‫المتنان التي اهي رائعة‪ .‬في البداية )آية ‪ (3‬نحمد ال لّنه غفر لنا خطايانا‪ .‬يا لها من فكرة رائعة‬

‫ومصدر رائع للفرح مقارنة مع كّل الخطايا التي اقترفنااه‍ا وعندما أصل إلى الية التالية التي تتحّد ثس‬

‫عن ال الذي "يفدي من الحفرة حياتك" غالبًا ما أصّلي من أجل كّل حياتي قبل أن أصبح تلميذ وبعد‬

‫أن أصبح ت تلميذًا‪ .‬وأذكر عندما بحث عني ال ووجدني‪ .‬وأذكر كّل الشخاص الذين استعملهم‬

‫ليصل إلّي ‪.‬س وأذكر كّل الوقا ت من ذلك الحين التي نجاني فيها من الخطّية واليأ س والنانّية‪ .‬واهناك‬

‫‪52‬‬


‫مزامير رائعة أخرى للحمد وأنصحكم أن تجّر بسواهاجميعه‍ا! وأشجعكم بشكّل خاص أّن تصلّوا من‬ ‫خالل المزامير التالية‪ :‬مزمور ‪ 23 ،96 ،66 ،65 ،148 ،145‬و ‪.118‬‬

‫طمًا‪ .‬وأحيانًا‬ ‫اهناك مزامير كثيرة تساعدك أن تسكب قلبك عندما تكون ضعيفًا‪ ،‬يائسًا أو مح ّ‬

‫ ت أّن داود يعرف تمامًا ما أشعر به ويعبر عنه بفصاحة‪ .‬وأفضل المزامير في اهذا المجال اهي‪:‬‬ ‫شعر ُ‬ ‫مزمور ‪ 141 ،63 ،62 ،57 ،46 ،42‬و ‪.142‬‬

‫قد تعّلمنا المزامير أّن نعترف بخطايانا بصدق‪ ،‬لكي ننتهي من الصالة عالمين أّننا تعاملنا‬

‫بالمر مع ال بصدق‪ .‬مزمور ‪ 38 ،32‬و ‪ 51‬تساعد بشكل خاص‪ .‬إن كن ت أخطأ ت بعمق‬

‫وخسر ت قلبك مع ال‪ ،‬قد تكون الصالة من خالل المزمور ‪ 51‬الطريقة لنعاش قلبك من جديد‪.‬‬ ‫ل أستطيع أن أخبركم كّل ما أنتم بحاجة إليه اهنا ول أرغب بذلك‪ .‬فهذ ه رحلة روحّية غنّية‬ ‫جّد ًاس وشخصّية ومغنّية وعليك أن تقوم بها بمفردك‪ .‬وأدعوك من كّل قلبي أن تبدأ وأن ل تستسلم إلى‬ ‫أن تكتشف ما الذي ينتظرك على الطريق‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫الفصل السابع عشر‬

‫شخص ي‬ ‫ب‬ ‫تمّتع موسى بمستوى من الحمامية مع ال التي لم يعرفها إلّ القليلون‪ .‬وقد قيل "ويكّلم الر ّ‬ ‫موسى وجهًا لوجه كما يكّلم الرجل صاحبه‪) "...‬خروج ‪ .(11 :33‬وكان موسى يخرج من اهذ ه‬ ‫المقابال ت المقّد سسة وجهه مشّع بمجد ال )خروج ‪ .(35-29 :39‬لقد سار آخرون مع ال إلّ أّن‬ ‫موسى كان قريب منه بشكل خاص‪ .‬لماذا؟ ما الذي في موسى الذي جعل ال ُيظهر نفسه إليه‬ ‫ي قائد آخر؟‬ ‫بطريقة أعمق من أ ّ‬

‫قد يكون اهناك أسباب كثيرة لهذا المر وبعضها له عالقة بمستوى المسؤولية والعبء التي‬

‫لاها ولكّنني أرى سبب آخر أل واهو أّن موسى أراد ذلك‪.‬‬ ‫كان موسى يتو ّ‬

‫اهناك حدثان مهمان في حياة موسى يظهران ذلك‪ .‬حدث الول بعد الوقوع المريع لشعب‬

‫إسرائيل في الزنى‪) .‬أنظر خروج ‪ 32‬و ‪ .(33‬بعد أن يواجه موسى الشعب السرائيلي ويعطيهم‬ ‫حكم ال على خطّيتهم‪ ،‬عاد ليتحّد ثس مع ال‪ .‬ويطلب من ال بمحّبة أن يغفر لهم إوان لم يفعل يطلب‬ ‫من ال "امحني من كتابك الذي كتب ت" )خروج ‪ .(32 :32‬ويكّر مسال بسخاء طلب موسى للغفران‬ ‫ويقول أّنه سيرسل مالك معهم ليعطيهم النصر في أخذ أرض الميعاد )خروج ‪.(2 :33‬‬

‫كيف يبدو لك المر؟ اهل كن ت لتقبل اهذا الحكم وتستمر في حياتك؟ "يبدو لي المر رائعًا‪.‬‬

‫على القل مازل ت أتمتع بالغفران وتذاهب إلى أرض الميعاد‪ ".‬بعضنا قد يتصّر فسبهذ ه الطريقة إلّ أّن‬ ‫موسى لم يفعل‪ .‬فهو يرتعد من فكرة خسارة وجود ال‪ .‬واهو يتضّرعإلى ال أن ل يتركهم وأن يذاهب‬ ‫معهم‪ .‬واهو يصّلي بكلما ت خالدة تظهر لي س فقط سبب كون موسى رجل رائع ولماذا كان يتمّتع‬ ‫بعالقة رائعة مع ال‪:‬‬ ‫ ت‬ ‫"فقال له إن لم يسر وجهك فال ُتصعدنا من اههنا‪ .‬فإّنه بماذا يعلم أّنيس وجد ُ‬ ‫نعمًة في عينيك أنا وشعبك‪ .‬ألي س بمسيرك معنا‪ .‬فنمتاز أنا وشعبك عن جميع‬ ‫الشعوب الذين على وجه الرض‪) ".‬خروج ‪(16-15 :33‬‬

‫اهل تفهم ماذا يحصل اهنا؟ قال موسى باختصار "ل يكفيني أن أحصل على الغفران‪ .‬ول‬ ‫يكفينا أن ننتصر وننجح‪ .‬فالاهم من أن تباركنا اهو معرفتك والقرب منك‪ .‬فإن كن ت غير ذااهب معنا‬ ‫ي شعب على وجه الرض؟ أرجوك أرجوك إذاهب معن‍ا! لذلك كان موسى قريب‬ ‫فماذا نختلف عن أ ّ‬

‫ي شيء آخر! فهو لم يهتم للنجاح ول المجد ول النصر ول‬ ‫من ال‪ :‬كان يقّد رس قربه من ال أكثر من أ ّ‬

‫حتى الغفران إن كان ذلك يعني خسارة وجود ال الحّي ‪.‬س‬ ‫‪54‬‬


‫ماذا عّنا نحن؟ أخاف أن يكون الكثير من بيننا قد أختاروا عرض ال الّو لسوساروا‪.‬‬

‫والحقيقة اهي أّننا نقوم بذلك الن! فنحن نذاهب إلى الكنيسة ونرّنم ونصّفق ونبذل جهدنا لنشارك‬

‫ص لسسي حتى ولكّننا نكتفي بهذ ه المور ول نهتم لدرجة قربنا من ال‪ .‬لذلك اهناك أمر ما‬ ‫إيماننا ون ّ‬

‫ينقصنا بالرغم من جميع المور الرائعة التي نقوم بها‪ .‬ونحن قد نكون أشخاص متدّينين من الطراز‬ ‫الّو لسولكّننا إن فقدنا وجود ال الحقيقي في حياتنا فلن نكون قريبين من ال بشكل مرضي‪.‬‬

‫لكي نتقّر بسمن ال يجب أن نصبح شخصيين معه‪ .‬يجب أن نبدأ بالاهتمام بنوعّية صداقتنا‬

‫مع ال ولي س بمجد دورنا‪ .‬يجب أن نرّك زس أكثر على القرب من ال ولي س على نجاح الخدمة‪ .‬واهل‬

‫ي وق ت مضى وسيكون ذلك بفضل‬ ‫تعرف ماذا سيحدث؟ سنكون ملتزمين أكثر وفعالين أكثر من أ ّ‬

‫قربنا من ال‪.‬‬

‫وطلب موسى التالي في صالته ُيظهر لنا أكثر نوعّية صداقته مع ال‪ .‬فبعد أن وعد ه ال‬

‫شخصيًا أن يذاهب معه ومع شعبه‪ ،‬كان لدى موسى طلب آخر "أرني مجدك" )خروج ‪.(33:18‬‬ ‫بالرغم من كّل ما عرفه موسى عن ال‪ ،‬أراد المزيد‪ .‬فقد صبا إلى تجربة أعمق مع ال‬

‫ومعرفة أكثر‪ .‬فرجل ال الحقيقي اهو من يحب ال ويعبد ه لشخصه‪ .‬لذلك كان موسى قريب من ال‪-‬‬ ‫ي شيء آخر في حياته‪.‬‬ ‫لّنه أراد ذلك أكثر من أ ّ‬

‫قال بول س في الصحاح الثالث من الرسالة الثانية إلى أاهل كورنثو س‪ ،‬أّننا نجد في يسوع‬

‫إظهار أعظم وفرصة أكبر من التي حظي بها موسى‪ .‬واهو يقول أّننا على عك س موسى‪ ،‬مجدنا ل‬

‫يزول وأّن أصغر واحد فينا في ملكو ت ال اليوم يتمّتع بالفرصة الرائعة بعالقة قريبة مع ال‪.‬‬

‫أذكر أّنني كن ت أق أر قصة موسى كتلميذ شاب وشعر ت بالغيرة لّنني رغب ت بهذا النوع من‬

‫العالقة مع ال‪ .‬وأنا أدرك اليوم أّنني أنا أيضًا أستطيع أن أكون صديقًا ل‪ -‬واهذ ه البركة الرائعة لي س‬

‫ي تلميذ للمسيح‪.‬‬ ‫فقط ملك موسى الذي أعطى الشريعة بل اهي ممكنة ل ّ‬

‫ي شيء لعالقتكم معه وأن تضعوا‬ ‫أنا أدعوكم أّن تصبحوا شخصيين مع ال وأن تهتموا قبل أ ّ‬

‫كّل قلبكم فيها وأن ل تدعواها يومًا تزول!‬

‫‪55‬‬


‫الفصل الثامن عشر‬

‫ةمحّد دمين‬ ‫لقد تضّرعليسوع في أحد اليام أعميان على الطريق وصرخا "إرحمنا"! وفيما حاول ت‬

‫الجموع إسكاتهما صرخا بصو ت أعلى‪" ،‬إرحمنا!" فلفتا إنتبا ه يسوع وسألهما سؤال بسيط ولكن عميق‬ ‫جّد اًس‪" ،‬ماذا تريدان أن أفعل بكما‪) ".‬متى ‪.(34-29 :20‬‬

‫ل يمكن أن نكون قريبين من ال في الصالة إن كنا نتعامل فقط مع المور العامة‪ .‬وقد‬

‫ب وبارك عائلتي وبارك الكنيسة‪ ."...‬وعلى الرجح يجاوبنا ال ما يلي‪" :‬كيف‬ ‫نصّلي "باركني يا ر ّ‬ ‫ترغبون بأن أبارككم أنتم وكّل اهؤلء النا س؟" فال يرغب أن يستجيب لصلواتنا ولكن إن لم نصبح‬

‫محّد دسين في صلواتنا كيف سنعلم أّن ال يستمع لصلواتنا وما يفعله حقًّا؟‬ ‫يعطينا إبرااهيم مثل رائع لناحية التحديد في الصالة‪ .‬ففي الصحاح الثامن عشر من سفر‬ ‫تكوين نجد أحد أاهّم الصلوا ت في الكتاب المقّد سس‪ .‬فقد أعلن المالئكة لبرااهيم أّن سدوم واهي المدينة‬ ‫التي يسكن فيها ابن أخيه لوط اهي مدينة فاسدة وأّن ال سيفنيها‪ .‬وسنجد في الصالة الذي ُد عسي من‬ ‫أجله اهذا الرجل صديق ال )أخبار اليام الثاني ‪ .(7 :20‬فتوّج هس إبراهيم إلى ال في صالة تجمع‬ ‫الجرأة والتواضع والقرب من ال وطلب منه أن يفّك رس بما يلي‪:‬‬

‫"فتقّد مس إبرااهيم وقال أفتهلك الباّر مع الثيم‪ .‬عسى أن يكون خمسون با ًار في‬

‫المدينة‪ .‬أفتهلك المكان ول تصفح عنه من أجل الخمسين با ًار الذين فيه‪ .‬حاشا‬

‫لك أن تفعل مثل اهذا المر أن تمي ت البار مع الثيم فيكون البار كالثيم‪.‬‬ ‫ل‪) ".‬تكوين ‪(25-23 :18‬‬ ‫حاشا لك‪ .‬أدّيان كّل الرض ل يصنع عد ً‬

‫ض كّل مرة‬ ‫استجاب ال لطلبه إلّ أّن إبرااهيم لم ينتِه بعد‪ .‬فهو يكمل طلبه ويخف ّ‬

‫ل يصل إلى خمسة وأربعين من ثم إلى أربعين‪.‬‬ ‫عدد البرار في المدينة لكي ل يميتهم ال‪ .‬فهو أّو ً‬ ‫وتصل جرأته إلى أن يصل إلى عشرة‪ ...‬ومن ثم بعد أن حصل على الموافقة يصل إلى أقّل من‬

‫عشرة! ومن ثم يصلّي مّرةأخرى وبعد أن حصل على جواب إيجابي قّر ر سأخي ًار أن يتوّقف عند عشرة‬

‫ي سبب‪ -‬فلي س اهناك حتى عشرة‬ ‫أبرار في سدوم! إلّ أّن اسم سدوم لي س متعّلق بالشّر من دون أ ّ‬ ‫أشخاص أبرار في المدينة بأسراها عندما ُاهدم ت‪.‬‬

‫يصعب على الكثيرين أن يفهم اهذا النوع من القرب في عالقة ال وابرااهيم‪ .‬ولكن يجب أن‬

‫ل يكون المر كذلك! قال يسوع أّن ال يعلم عندما يسقط العصفور وأّننا أاهّم من العصفور )متى‬ ‫‪ .(31-29 :10‬قال بول س في فيلبي ‪:6 :4‬‬

‫‪56‬‬


‫"ل تهتموا بشيء بل في كّل شيء بالصالة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم‬ ‫لدى ال‪".‬‬

‫إوان كان ت الكلمة "كّل شيء" تعني الشيء عينه الذي تعنيه بالنسبة إليه فقد حان الوق ت أن‬ ‫نكون محّد دسين مع ال!‬ ‫إوان كان عدم التحديد في صلواتنا ُيظهر البعد في عالقتنا مع ال‪ ،‬فقد يكون أيضًا الطريقة‬

‫التي نحّل فيها اهذ ه المشكلة‪ .‬يمكننا أن نتقّر بسمن ال من خالل التحديد في صلواتنا‪ .‬تعّلم أن تكون‬

‫محّد دسًا أكثر في إمتنانك‪ .‬تكّلم بتفصيل عن اهؤلء الشخاص والمواقف والبركا ت التي أن ت شكور‬ ‫من أجلها‪ .‬إفعل المر عينه في إعترافك بالخطّية‪ .‬جّد للهدف‪ .‬عّبر عن الخطّية التي ارتكبتها‬ ‫بصراحة‪ .‬فلنكن محّد دسين في طلباتنا من ال لمباركة حياتك وحياة أصدقائك‪ .‬والمر صحيح في‬

‫ال من ال أن يعطيني خدمة فّعالة ومثمرة في خدمة الرياضة‬ ‫رغبتك بأن تكون مثم ًرا‪ .‬فأنا أطلب مث ً‬

‫التي أنا جزء منها‪ :‬الثقال والركض والغولف‪ .‬وقد أصبح شاب التقيته في أحد المباريا ت تلميذًا وأنا‬ ‫أطلب من ال الن أن يستخدمني بطريقة أفضل فيما أشارك إيماني في اهذ ه النشاطا ت‪) .‬وقد طلب ت‬

‫أيضًا أن أكون بارعًا في اهذ ه الرياضا ت وأظن أّني مثل إبرااهيم طلب ت الكثير من ال!(‬ ‫فيما نقترب من ال نصبح أكثر تحديدًا مع ال وفيما نصبح محّد دسين أكثر في صلواتنا‬

‫ب أكثر من ال‪ .‬ومثل إبرااهيم خليل ال دعونا نضع طلباتنا أمام أبينا في السموا ت بتواضع‬ ‫نتقر ّ‬ ‫وجرأة‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫الفصل التاسع عشر‬

‫الةمثابرة‬ ‫يقّد رس ال المثابرة في صلواتنا‪ .‬فقد ضرب يسوع مثل وقال أّنه "ينبغي أن ُيصّلى كّل حين ول‬

‫يمّل "س )لوقا ‪.(1 :18‬‬

‫التالميذ الذين ليسوا قريبين من ال ليسوا مثابرين‪ .‬فقد استسلمنا في وق ت ما واهذا مألوف في‬

‫صلواتنا‪ .‬لعلنا نشعر أّننا صّلينا م ار ًار ومازلنا غير مسموعين‪ .‬لعلنا أصبحنا مملين في صلواتنا‬

‫ويجب أن نتغّير‪ .‬ولعلنا نتساءل إن كان ال تعب من طلباتنا يومًا بعد يوم‪.‬‬ ‫يجب أن ل نستسلم في الصالة أبدًا! الكتاب المقّد سس مليء بأمثال تشّج عسسنا للمثابرة على‬

‫الصالة مهما كان الميل إلى الستسالم قّو يسًا‪ .‬تذّك رسأّن أليشع صّلى سبعة مرا ت قبل أن يهطل‬ ‫المطر المنتظر )ملوك الولى ‪ .(45-42 :18‬وتذّك رس أّن يسوع سكب قلبه ثالثة مرا ت إلى ال في‬ ‫حديقة جيثسماني قبل أن يستسلم كّليًا إلى إرادة ال )متى ‪ .(... 36 :26‬وتذّك رس أّن بول س صّلى‬

‫ثالثة مرا ت قبل أن ُيعطى جوابًا محّد دسًا‪ -‬ولكن الجواب الذي أراد‪ -‬فيما يخص الشوكة في الجسد‬ ‫)كورنثو س الثانية ‪ .(9-7 :12‬وتذّك رس أّنه استجاب لصالة دانيال بعد واحد وعشرين يومًا بسبب‬ ‫المقاومة من الشيطان )دانيال ‪ .(14-1 :10‬ول تنسى أّن الكنيسة اجتمع ت وصّل ت طوال الليل‬

‫لخالص بطر س من السجن والمو ت )أعمال الرسل ‪ .(17-1 :12‬وتذّك رس أّن يسوع رّك زس بقّوة على‬

‫المثابرة في تعليمه عن الصالة )لوقا ‪.(8-1 :18 ،13-5 :11‬‬

‫قد تضطر إلى تكرار بعضى الصلوا ت مرا ت عديدة لّنها صلوا ت تتعّلق بالعالقا ت )مثل‬

‫ب فيما نضع‬ ‫الشكر والحمد‪ (..‬ولي س بالطلبا ت‪ .‬وصلوا ت أخرى نصّليها باستمرار من أجل من نح ّ‬

‫أسماؤاهم وحاجاتهم أمام عرش الله‪ .‬وصلوا ت أخرى من أجل الضالين كالصدقاء أو العائلة الذين‬ ‫ك نصّلي لكي يفتح قلوبهم بطريقة أو بأخرى‪ .‬واهناك صلوا ت نرفعها لكي‬ ‫ل يستجيبون للبشارة ول ننف ّ‬

‫يصّح حس ال خطًأ ما أو ليقّو يسسنا أمام التجربة أو ليحّقق أمور رائعة‪ .‬تلك اهي الصلوا ت التي يجب أن‬

‫نرفعها ول نتوقف عن صالتها إلى آخر رمق فينا!‬

‫‪58‬‬


‫الفصل العشرون‬

‫وضعيات الجسد‬ ‫الصالة نشاط ل يتضّم نس فقط العقل والقلب بل الجسد أيضًا‪ .‬وفيما ننظر إلى الصالة‬

‫والقديسين الذين صلّوا في الكتاب المقّد سس‪ ،‬نجد أّنهم استخدموا جسداهم في الصالة‪ -‬عادة بطريقة‬ ‫غريبة‪ .‬إن أردنا أن نكون رجال ونساء يتواصلون مع ال بعمق فعلينا أن نحذو حذواهم‪.‬‬ ‫ما اهي بعض وضعيا ت الصالة التي نجداها في الكتاب المقّد سس؟‬ ‫الجثو على الركبة‪ .‬لعل اهذ ه الوضعية اهي الكثر شيوعًا‪ .‬فقد جثا سليمان وصّلى )ملوك‬

‫الولى ‪ (54 :8‬كما فعل النبي إليشع وكان وجهه بين ركبيته )ملوك الولى ‪ .(42 :18‬جثا دانيال‬ ‫في الصالة ثالث مرا ت أمام نافذة مفتوحة )دانيال ‪ .(10 :6‬وتعّج الناجيل بأمثال كثيرة عن‬

‫أشخاص جثو أمام يسوع وطلبوا منه الشفاء أو البركة‪ .‬كما جثا بطر س في الصالة فيما تضّرعمن‬ ‫أجل حياة طابيثا )أعمال الرسل ‪ (40 :9‬كما سقط بول س على ركبتيه للعبادة فيما أدرك عظمة‬

‫محّبة ال في المسيح )أفس س ‪.(14 :3‬‬

‫الوقوف‪ .‬قال يسوع أّنه عندما "متى وقفتم تصلون‪ "...‬علينا أن نغفر )مرق س ‪(25 :11‬‬

‫وأخبر مثل عن جابي الضرائب الذي وقف ليصّلي ولم يج أر للنظر إلى السماء )لوقا ‪.(13 :18‬‬ ‫السجود‪ .‬لقد سجد موسى أمام ال لربعين ليلة )تثنية ‪ .(25 ،18 :9‬وقد سجد دانيال‬

‫والشعب أمام ال للحمد )أخبار اليام ‪ .(20 :29‬وقد سقط يسوع على وجهه في الصالة فيما سّلم‬

‫إرادته ل في حديقة جيثسماني )متى ‪.(36 :26‬‬

‫رفع وفتح اليدي‪ .‬نجد أمثلة كثيرة من اهذا المر في المزامير )‪،9 :88 ،4 :63 ،2 :28‬‬

‫‪ (6 :143 ،48 :119‬ومن شخصيا ت أخرى من الكتاب المقّد سس مثل عز ار )عز ار ‪ ،(5 :9‬موسى‬

‫)خروج ‪ (29 :9‬وسليمان )ملوك الولى ‪ .(22 :8‬وقد قيل للكنيسة الولى أن "ترفع اليدي" في‬ ‫الصالة )تيموثاو س الولى ‪.(8 :2‬‬

‫التأّم لس في السماء‪ .‬لقد سبق أن رأينا مثل للنظر إلى السفل بعيدًا عن السماء )لوقا ‪:18‬‬

‫‪ .(13‬ولدينا أمثال ليسوع واهو ينظر إلى السماء في الصالة )متى ‪ ،19 :14‬مرق س ‪:7 ،41 :6‬‬ ‫‪.(34‬‬

‫وضعيا ت وحركا ت غريبة‪ .‬في أوقا ت الحزن واليأ س الشديدين أو كعالمة للتواضع العميق‬

‫قد يشق النا س ثيابهم ويضعون المسح وقد يفعلون ذلك ليام‪ .‬وغالبًا ما كانوا يضعون التراب على‬ ‫رؤوسهم‪) .‬تكوين ‪ ،34 :37‬عدد ‪ ،6 :14‬يشوع ‪ ،6 :7‬صموئيل الثانية ‪ ،11 :1‬نحميا ‪،1 :9‬‬

‫‪59‬‬


‫أستير ‪ ،1 :4‬دانيال ‪ ،3 :9‬أعمال الرسل ‪ .(14 :14‬عندما وصل ت رسالة التهديد للملك حزقيا من‬ ‫الشوريين‪ ،‬لم يضع اهذا الخير المسح فقط إلّ أّنه أخذ الرسالة ووضعها أمام ال فيما صّلى من‬

‫أجل الخالص )إشعياء ‪.(37 ،36‬‬

‫الصالة بصو ت مرتفع‪ .‬كان ت الصلوا ت تُرفع بصم ت )صموئيل الولى ‪ (13 :1‬أو بصو ت‬ ‫مرتفع وأحيانًا بصو ت مرتفع جّد ًاس )أستير ‪ ،1 :4‬عبرانيين ‪ ،7 :5‬يعقوب ‪.(9-7 :4‬‬ ‫ماذا تعّلمنا اهذ ه المثلة؟ من الواضح أّن الصالة قد ترفع بطرق مختلفة وفقًا لحاجة الساعة‪.‬‬

‫وفيما تخرج صلواتنا من قلوبنا وتُرفع خالل ظروف مختلفة من حياتنا‪ ،‬ستأخذ اهذ ه الصلوا ت أشكال‬ ‫مختلفة‪ .‬إوان لم نرفع صلواتنا بوضعيا ت مختلفة فنحن ل نصّلي كما يجب‪.‬‬ ‫متى كان ت آخر مّرةسجد ت فيها أمام ال؟ متى كان ت آخر مّرةصّلي ت فيها بصو ت مرتفع‬

‫أو جثو ت؟ ل يمكن أن نفّر قسجسدنا عن قلوبنا‪ .‬وقد تنبع اهذ ه الوضعيا ت عن قلب مرائي ولكن‬

‫معظمنا يحتاج إلى المزيد من التعبير‪ .‬فإنعدام لغة الجسد في التحّد ثس مع ال تظهر برودتنا‬ ‫وطريقتنا في الصالة‪.‬‬

‫أذكر وق ت في حياتي عندما تحداني صديقاي كيب ماكين وآل بيرد لمواجهة حاجتي بأن‬ ‫ ت كثي ًار فعد ت إلى‬ ‫أصبح قائد أقوى‪ -‬قائد له تأثير ويعظ من كلمة ال بال خوف وبقّوة‪ .‬وقد تأّثر ُ‬ ‫ ت ال بأن أصبح الرجل‬ ‫ ت دموع التوبة ووعد ُ‬ ‫المنزل ونزل ت إلى السفل وسقط ت على الرض وبكي ُ‬ ‫ ت عائلتي وأعلمتهم عن توبتي وشرع ت في‬ ‫الذي يريدني ال أن أكون‪ .‬وصعد ت من المكان ودعي ُ‬ ‫التغيير‪ .‬وأعتبر اهذ ه الصالة أحد أاهّم المور في حياتي فهي صالة غير ت مجرى مستقبلي‪.‬‬

‫جد طرق لتصلّي صلوا ت فعالة‪ .‬وقد وجد الكثير من التالميذ أّن المشي في الخارج للصالة‬

‫اهي طريقة رائعة للصالة‪ .‬وقد طور ت القدرة على الصالة بتركيز وحمامية كبيران خالل الركض‪.‬‬

‫وقد وجد ت من خالل تمريني لماراتون حديث طريقة رائعة للتحّد ثس مع ال خاصة عندما كن ت أذاهب‬

‫للركض في الصباح الباكر‪ .‬ويجد بعضنا صعوبة في البقاء مستيقظًا خالل الصالة‪ ،‬وقد يكون‬

‫التحّد ثس مع ال خالل المشي أو الركض اهو الحّل لهذ ه المشكلة الذي كنا نبحث عنه‪.‬‬

‫أدعوكم لّن تضعوا قلوبكم أكثر وأن تصبحوا أكثر تواضعًا وخلقًا وجذرية في صلواتكم‪.‬‬

‫ث على ركبتيك وصّل بصو ت مرتفع‪ .‬إرفع صوتك وأذرف بعض الدموع‪ .‬إفتح يديك إوارفعهما ل‪.‬‬ ‫أج ُ‬

‫أنظر إلى السماء وأحمد ال وأنظر إلى الرض بتواضع‪ .‬أخرج من روتينك الممّل ‪:‬س ضّع كّل عقلك‬ ‫وروحك وقلبك وجسدك في الصالة ولحظ ماذا سيحصل!‬

‫‪60‬‬


‫الفصل الواحد والعشرون‬

‫الحةمد‬ ‫الحمد والشكر اهما أاهّم مكونا ت الصالة‪ .‬فالحمد اهي النشيد الذي تغّنيه الطبيعة كّل يوم‬

‫وسكان الرض الذين ل ُيحصى عدداهم‪ .‬فعالقتنا مع ال تكون في أوجها عندما نفيض بالحمد‬

‫والشكر وعندما نحمد ال ونمّج دس ه‪ ،‬عنداها نقوم بما خلقنا من أجله‪.‬‬

‫الشكر اهو الشكل العملي للحمد‪ .‬فنحن نعّبر من خالل الشكر عن تقديرنا لما فعله ال من‬

‫أجلنا‪ .‬تعّج رسائل بول س بالشكر وبالدعوة لنا بأن نكون ممتّنين‪ .‬فّك رس بهذ ه اليا ت من أحد أقصر‬ ‫رسائل بول س واهي الرسالة إلى أاهل كولوسي‪:‬‬ ‫"نشكر ال وأبا رّبنا يسوع المسيح كّل حين مصّلين لجلكم" )كولوسي ‪(3 :1‬‬ ‫طدين في‬ ‫ص لسسين ومبنّيين فيه ومو ّ‬ ‫"فكما قبلتم المسيح يسوع الر ّ‬ ‫ب اسلكوا فيه متأ ّ‬ ‫اليمان كما عّلمتم متفاضلين فيه بالشكر‪) ".‬كولوسي ‪(7-6 :2‬‬

‫"وليملك في قلوبكم سالم ال الذي إليه ُد عسيتم في جسد واحد‪ .‬وكونوا شاكرين"‬

‫)كولوسي ‪(15 :3‬‬

‫"واظبوا على الصالة سااهرين فيها بالشكر" )كولوسي ‪(2 :4‬‬

‫يجب أن نفيض بالمتنان‪ .‬يجب أن ل تكون تعبير موسمي بل يجب أن تكون جزء ل‬ ‫يتج أز من صلواتنا‪ .‬واهو أمر يمكن أن نعمل عليه وممارسة ورّد ةس فعل يمكن أن نكتسبها‪.‬‬

‫لما يجب أن نكون ممتّنين؟ يجب أن نشكر ال على الصلوا ت المستجابة ولبركا ت الاهل‬

‫والصحاب ولصّح تسسنا وللبركا ت المادّية ولفرح كوننا جزء من الملكو ت ولمن ساعدنا روحيًا‪ ...‬لكّل‬ ‫اهذا ولكثر بكثير يجب أن نكون شاكرين‪.‬‬ ‫ونشعر من خالل التعبير عن إمتناننا أّن أعيننا مفتوحة لكّل ما فعله ال وما أعطانا إيا ه‪.‬‬

‫ف قلقنا وسيفيض فرحنا‪ .‬وسنجد أّن مزاجنا سيتحّس نس فيما نتعّلم أن نعّبرس عن‬ ‫سيكبر تقديرنا ويخ ّ‬

‫شكرنا بغض النظر عّم اس نشعر به في تلك اللحظة‪ .‬وأنا مقتنع أّن المل الوحيد في التغيير للتالميذ‬ ‫اليائسين اهو أن يصبحوا ممتنين‪ .‬وأنا لم أعرف يومًا شخص يعّبر عن المتنان يتعرض لليأ س‬ ‫والحباط‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫وأين يمكن أن نعّبر عن إمتناننا ل أكثر من الصالة؟ ولكن يتطّلب المر بذل الجهد‪ .‬فلن‬

‫ص صسوا بعض‬ ‫نتخّلص بسهولة من قلقنا وميولنا الناني للتركيز باستمرار على حاجاتنا‪ .‬أقترح أن تخ ّ‬ ‫الوق ت في الصالة على القّل نصف ساعة للشكر‪ .‬فإن كن ت تتنّز هخالل صالتك قّر ر سأن تبدأ‬

‫ي طلب قبل أن تصل إلى نهاية نزاهتك‪ .‬وعندما كن ت أصّلي خالل‬ ‫صالتك بالشكر وأن ل ترفع أ ّ‬

‫الركض بدأ ت أدرك أّن صلوا ت الشكر والمتنان بدأ ت تأخذ الجزء الّو لسمن المسافة التي أقطعها‪.‬‬ ‫وأعتقد أّن اهذا المر إشارة إلى تحّس نس في إمتناني‪.‬‬

‫إعمل على المر كما تشاء ولحظ أّنها ستغّير طريقة تفكيرك عندما تصّلي‪ .‬إوان كن ت مثل‬

‫الشخاص الخرين‪ ،‬سيصبح إيمانك أكبر عندما تعّبر عن شكرك لدرجة أّنك عندما تصل إلى‬

‫وضع طلباتك أمام ال ستكون ثقتك عظيمة جّد ًاس! وأقترح أيضًا أن تضع "لئحة إمتنان" للصلوا ت‬ ‫المستجابة والبركا ت الخرى وأن تشكر ال باستمرار من أجلها‪.‬‬ ‫ال‪.‬‬

‫إوان كان الشكر اهو التعبير عن التقدير لما فعله ال فالحمد اهو العتراف الممتن لشخص‬ ‫يبدو أّن الحمد أمر فطري عند بول س في رسائله‪:‬‬ ‫"يا لعمق غنى ال وحكمته وعلمه‪ .‬ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن‬ ‫ب أو من صار له مشي ًرا‪ .‬أومن سبق‬ ‫الستقصاء‪ .‬لن من عرف فكر الر ّ‬

‫فأعطا ه فيكافأ‪ .‬لّن منه وبه وله كّل الشياء‪ .‬له المجد إلى البد‪ .‬آمين"‬

‫)رومية ‪(36-33 :11‬‬

‫ض ر س لفيض من الحمد! وأنا أشجع‬ ‫كّلما وجد ت الجملة "نشكر ال" في أحد رسائل بول س تح ّ‬

‫إلى المزيد من اهذ ه الروح المعّبرة والسعيدة وخاصة في صلواتنا‪.‬‬

‫كان يسوع اهكذا‪ .‬فعندما عاد التالميذ الثنين والسبعين من حلتهم التبشيرّية‪ ،‬تأّثر يسوع‬

‫لدرجة أّنه لم يستطع أّن يوقف حمد ه ل‪:‬‬

‫ب السماء‬ ‫"وفي تلك الساعة تهّلل يسوع بالروح وقال أحمدك أّيها الب ر ّ‬

‫والرض لّنك أخفي ت اهذ ه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للطفال‪ .‬نعم أّيها‬ ‫الب لّن اهكذا صار ت المسرة أمامك‪) ".‬لوقا ‪(21 :10‬‬

‫يّتحدث عالم ال عن حمد ه كّل يوم وكّل ليلة‪ .‬فكّل ما خلقه من عظمة وجمال يصرخ عن‬ ‫عظمة ال ومجد ه‪ .‬فإن كان ت الطبيعة تعزف من وق ت إلى آخر سيمفونّية مجد ال‪ ،‬فكم بالحري‬

‫يجب أن نفعل نحن! فما من شيء نستطيع أن نقوله أو نقوم به أعظم من تسبيح ال‪ .‬ولي س من‬ ‫‪62‬‬


‫وق ت نكون قريبين منه أكثر من الوق ت الذي نسكب فيه تسبيحنا أمام أبينا الذي في السموا ت‪ .‬وكما‬ ‫قال النبي‪،‬‬ ‫"لّنكم بفرح تخرجون وبسالٍم تحضرون‪ .‬الجبال والكام ُتشيد أمامكم ترّنمًا‬

‫وكّل شجر الحقل ُتصّفق باليادي‪ .‬عوضًا عن الشوك ينب ت سرو وعوضًا عن‬ ‫ب اسماً عالمة أبدّية ل تنقطع" )إشعياء ‪:55‬‬ ‫القّر يس سيطلع آ س‪ .‬ويكون للر ّ‬ ‫‪(13-12‬‬

‫‪63‬‬


‫الفصل الثاني والعشرون‬

‫الةمزاةمير الت ي نغّنيها‬ ‫لطالما كان ت الموسيقى جزءًا من عبادة ال وجزءًا من عملية التقّر بسمن ال‪ .‬في عبادتنا‬

‫المشتركة نشعر بالتأثير الكبير التي تحدث فينا الموسيقى فيما نستمع لترنيم الخرين وفيما نسمع‬

‫الل ت الموسيقّية‪ .‬من ما شيء يؤّثر أكثر من الموسيقى على مزاجنا وعلى قلوبنا‪.‬‬ ‫لقد غّنى داود ل خالل وحدته في تالل بي ت لحم‪ .‬والمزامير التي كتبها غّير ت العالم وقّر بس ت‬

‫الماليين من ال‪ .‬وقد أّلف معظم اهذ ه الترانيم الرائعة خالل عبادته الشخصّية مع ال‪ .‬فهل من‬

‫طريقة أفضل من الكتابة والغناء يقضي فيها وقته؟ ولعله اهذا اهو السبب الذي دفع ال ليطلب من‬ ‫ب فإّنه ينظر إلى القلب‪) ".‬صموئيل الولى ‪ .(7 :16‬دعونا‬ ‫صموئيل أن يمسح داود ملكًا لّن "الر ّ‬

‫ننظر إلى المزامير الرائعة التي تتضمن آيا ت عن الغناء ل‪:‬‬

‫"ثاب ت قلبي يا ال ثاب ت قلبي‪ .‬أغّني وأرّنم‪) ".‬مزمور ‪(7 :57‬‬ ‫"والن يرتفع رأسي على أعدائي حولي فأذبح في خيمته ذبائح الهتاف‪ .‬أغّني‬ ‫ب " س )مزمور ‪(6 :27‬‬ ‫وأرّنم للر ّ‬ ‫ب والترّنم لسمك أّيها العلي‪) ".‬مزمور ‪(1 :92‬‬ ‫"حسن اهو الحمد للر ّ‬ ‫"نتقّد مس أمامه بحمٍد وبترنيما ت نهتف له‪) ".‬مزمور ‪(2 :95‬‬ ‫ب بعوٍد ‪ .‬س بعوٍد‬ ‫ب يا كّل الرض ااهتفوا ورّنموا وغّنوا‪ .‬رّنموا للر ّ‬ ‫"ااهتفي للر ّ‬ ‫وصو ت نشيٍد "س )مزمور ‪(5-4 :98‬‬ ‫"ثاب ت قلبي يا ال أغّني وأرّنم‪ .‬كذلك مجدي‪) ".‬مزمور ‪.(1 :108‬‬

‫إستعمال الموسيقى في أوقاتنا الشخصّية مع ال مهّم جّد ًاس ويحتوي قّوة كبيرة‪ .‬فالموسيقى‬

‫تفتح القلوب وتحّر رسنامن التفكير العلمي‪ .‬ي فمن خالل الترنيم تشترك عقولنا وعواطفنا وقلوبنا في‬

‫ق عندما نرّنم )خاصة‬ ‫العبادة‪ .‬فالموسيقى تضع نفوسنا وترفعها‪ -‬اهي تجعلنا نتواضع لّننا نتعّبد بح ّ‬ ‫إن كنا نعاني من مشاكل صوتّية!( واهي ترفع لّننا نشعر بالحرّية في قلوبنا لكي نتعّبد من دون‬

‫قيود‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫إحصل على كتاب ترنيم وابدأ بالغناء خالل خلواتك الصباحّية! ل تهتم لما سيفّك رس به‬ ‫الخرون بل ااهتم فقط بإرضاء ال‪.‬‬ ‫أشّج عسسك أن تضع أسطوانة فيها ترانيم روحّية لتحّم سسك على الدراسة والتأّم لس‪ .‬وأنا أعتقد أّن‬ ‫المر له تأثير ل يقّد رس في مساعدتنا على السترخاء وعلى الحصول على راحة الفكر )والبقاء على‬ ‫المر!( وفي طرد التشويش‪ .‬وقد وجد ت عائلتي أّن اهذا النوع من الموسيقى يساعد على خلق جّو‬ ‫أفضل في منزلنا وفي سيارتنا خالل السفر‪ .‬اهناك الكثير من العمال الكالسيكّية والحديثة المتوفّرة‬ ‫وأدعوكم إلى أن تحصلوا على اهذ ه المجموعة‪.‬‬

‫إن كان ت عالقتك مع ال جافة وميتة فقد تكون الموسيقة العنصر الناقص كما كان ت بالنسبة‬ ‫إلّي في وقٍ ت من الوقا ت‪ .‬وعندما كن ت أق أر في أحد اليام أكتشف ت اهذ ه الية فجأة‪:‬‬ ‫ب وقد صار لي خالصًا‪) ".‬مزمور ‪(14 :118‬‬ ‫"قّو تسسي وترنمي الر ّ‬

‫وفيما كن ت أق أر بوحي جديد أدرك ت أّن ال اهو قّو تسسي فقط واهو لي س ترّنمي‪ .‬فقّر رس تأن أتغير‬ ‫ال ال أن‬ ‫وأن أحصل على قلب مترّنم‪ .‬فبدأ ت أعمل على الموضوع وأصّلي من أجل الموضوع سائ ً‬

‫يغّير قلبي وموقفي من الموضوع‪ .‬وأنا لم أصل تمامًا إلى المر بعد إلّ أّن ال يستجيب لصالتي!‬

‫ي وق ت مضى‪ .‬وأنا أدعوكم أن تجعلوا ال لي س فقط قّو تسسكم بل‬ ‫فقد أصبح ال ترنيمي أكثر من أ ّ‬ ‫ترنيمكم أيضًا‪ .‬إفتح قلبك وفمك وغّني! عنداها تستطيع أن تشترك مع داود في غنائه‪:‬‬ ‫"حّو لسس ت نوحي إلى رقص لي‪ .‬حّلل ت مسحي ومنطقتني فرحًا لكي تترّنم لك‬

‫ب إلهي إلى البد أحمدك" )مزمور ‪.(12-11 :30‬‬ ‫روحي ول تسك ت‪ .‬يا ر ّ‬

‫‪65‬‬


‫النهاية‬ ‫ق أّن قراءة اهذا الكتاب شّج عسستك وأعطتك نظرة جديدة وأعطتك الوحي‪ .‬أرغب أن‬ ‫أنا أث ّ‬

‫أترككم مع تحذير صغير‪.‬‬

‫ل تسعى أن تبني عالقة مع ال مستندة على المشاعر‪ .‬فقد ترتكب خطأ أن تق أر اهذا الكتاب‬ ‫وأن تسعى أن تعرف إنتعاش روحي في كّل مّرةتصّلي فيها وكّل مّرةتق أر فيها الكتاب المقّد سس‪ .‬يجب‬

‫أن نطلب القرب من ال ولي س شعور خاص بوجود ه‪ .‬أعتقد أّننا نحتاج إلى أوقا ت نشعر فيها بالقرب‬

‫من ال ويجب أن تكون اهذ ه الوقا ت كثيرة‪ .‬إوان لم نحصل عليها أبدًا ينقص أمر إذًا‪ .‬وأعتقد أّن‬ ‫الكثير من التالميذ يتأّذ وسن من الفكرة الخاطئة أّنهم ما لم يشعروا بقرب خاص من ال فهم لم يصلّوا‬

‫كما يجب وأّنهم لم يتعّلموا شيئًا‪.‬‬

‫ي جديد من خالل صالتي وقراءتي للكتاب المقّد سس أو أّنني‬ ‫أنا ل أشعر دائمًا أّنني تعّلم ت أ ّ‬ ‫تقّد مس ت أمام عرش ال‪ .‬وأنا أبذل جهدي لعيش اهذ ه الوقا ت عالمًا أّنني واهب ت قلبي وفكري ل‬ ‫بصدق‪ .‬وأنا أحيانًا أنهي خلوتي الصباحّية بتوتر وخيبة أمل لّنها لم تكن كما يجب‪ .‬ومن خالل‬

‫تأملي أنا أتساءل اليوم ما إن شعر ال أّن اهذ ه الوقا ت كان ت رائعة بالفعل‪.‬‬

‫ال قريبين‬ ‫قد يخدعنا شعورنا‪ .‬إوان لم يكن الشعور جزءًا من عالقتنا مع ال أبدًا فهل نحن فع ً‬

‫من ال‪ .‬ولكن إن كّنا نعتمد عليها كمقيا س لوضعنا الروحي فنحن في ورطة‪ .‬فبدل أن نسعى وراء‬ ‫المشاعر دعونا نطلب ملكو ت ال وبّر ه‪ .‬وبدلأن نسعى وراء لحظة مؤثّرة أطلب أن تعرف إله‬ ‫السموا ت‪ .‬وبدل أن تسعى وراء الشعور بالدفء أطلب يقينًا عميقًا نابعًا من القلب‪ .‬وعنداها مهما‬

‫كان شعورك ستعرف أّنك كن ت أمام ال وأّنه في قلبك وأّنك تسير معه‪.‬‬

‫"كفوا واعلموا أّنيس أنا ال‪ .‬أتعالى بين المم أتعالى في الرض‪) ".‬مزمور ‪:46‬‬ ‫‪.(10‬‬

‫‪66‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.