1
بسم اهلل الرمحن الرحيم ق ال تعالى: { إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في اآلخرة عذاب عظيم }
سورة املائدة (اآلية )33
صدق اهلل العظيم
2
إهداء إلى روح والدي الطاهرة ....رحمه اهلل وغفر له واسكنه فسيح جناته... وإلى والدتي ...الحنونة رمز المحبة والعطاء... إلى أرواح شهداء ف لسطين الحبيبة رمز التضحية والفداء ... إلي الجنود المجهولين في ميدان العلم والعمل ... إلي كل من يريد االستف ادة واإلف ادة ... للجميع لهم منا كل الحب والوف اء ...وللجميع ,,, أهدي ثمرة هذا العمل
3
تمييد : يسعدني أف ألتقي بالقارئ الفمسطيني ،ككؿ محب لمثقافة العامة كالمتخصص في المجاالت النفسية كالتربكية ك االجتماعية كالجنائية كالقانكنية خاصة عمى صفحات ىذا الكتاب.
كلعمو يجد في ىذا العمؿ المتكاضع بعض النفع .كنحف في أمس الحاجة إلى مؤلفات عممية في مجاالت يندر فييا التأليؼ كعمـ النفس الجنائي -مكضكع ىذا الكتاب ،كعمـ النفس القضائي .كقارئ
العمكـ السمككية الحديثة يممس نقصان كبي انر في مجاالت مثؿ عمـ النفس البيئي كعمـ النفس العسكرم
كالقضائي كالجنائي كالتجارم كالسياسي كالديني كاإلدارم ،كلذلؾ المأمكؿ أف تتجو اىتمامات المؤلفيف
في عالمنا العربي عامة كالفمسطيني خاصة لسد النقص في ىذه المجاالت الخصبة كأف تكجو إلييا عناية البحكث الميدانية.
كالكتاب الذم نحف بصدده أضعو بيف أيديكـ مف عمـ النفس الجنائي" :أسس كتطبيقات عممية "
محاكلة متكاضعة الستعراض المكضكعات التي يمكف أف يتضمنيا مثؿ ىذا العمـ الناشئ كالمناىج
التي استخدميا العمماء في دراسة دكافع الجريمة كأسبابيا كالنظريات التي تكصمكا إلييا لتفسير الظاىرة اإلجرامية كالسمكؾ المنحرؼ أك الشاذ كاألسباب الكراثية أك االجتماعية أك البيئة المكتسبة أك النفسية
أك العضكية كالعصبية التي تكمف كراء الجريمة .كسيجد القارئ العزيز أنو ال مفر مف االعتقاد بأف الجريمة كليدة مجمكعة متضافرة مف العكامؿ النفسية كالعقمية كاالجتماعية كالكراثية ك الميبلدية
كالجسمية كأف االتجاه الذم يمكف االطمئناف إليو ىك االتجاه المتعدد العكامؿ في تفسير السمكؾ
اإلجرامي.
كذلؾ يستعرض الكتاب كثي انر مف مكضكعات عمـ النفس الجنائي كذلؾ في بياف الشخصية السيككباتية كالعكامؿ المؤثرة في نمكىا ك أنماط سمككيا كالى جانب ذلؾ ينحك الكتاب منحى عمميان تطبيقيان
باستعراض العكامؿ النفسية المرتبطة بالتحقيؽ الجنائي كسمات المحقؽ الناجح كالعكامؿ التي قد تؤثر
فيو كيعالج الكتاب قضايا الجرائـ الجنسية كاالنحرافات كمظاىر الشذكذ في ىذا الصدد عبلجان عمميان ,
كالكتاب مجرد دعكة لبلىتماـ في مجتمعنا العربي الفمسطيني بدراسة الجريمة كالمجرميف ككضع البرامج
كاألساليب التي تكفؿ مكافحة الجريمة باستخداـ أقصى ما تكصؿ إليو العمـ الحديث .ككذلؾ عبلج
مف يقترؼ عمبلن إجراميان كالعمؿ عمى إعادتو إلى السكاء كالصبلح كالمجتمع .كلذلؾ نتطمع بحركة
تنمكية شاممة نحتاج فييا إلى كؿ جيد كالي كؿ زاد ككؿ طاقة خيرة نافعة .فالجريمة مرض اجتماعي
ال بد مف مقاكمتو كالتصدم لو ،كأكلى سبؿ التصدم لمجريمة ىك معرفة أسبابيا .كلذلؾ عني الكتاب
استعراض النظريات المختمفة التي فسرت السمكؾ اإلجرامي كاآلراء القائمة بالمجرـ المطبكع أك المجرـ بالكراثة ،كقكؿ الطبيب اإليطالي المعركؼ (المبركزك) كمثيمو مف عمماء اإلجراـ كعمماء النفس
كاالجتماع كغيرىـ .
4
الفيرس رقم الصفحة
الموضوع الوحدة األولي
عهى اننفس اجلنائي اىتًاياتو وتطوره انتارخيي
طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو........................
تعريف عمم النفس الجنائي...................................
التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي.........................
أىمية عمم النفس الجنائي....................................
العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي.......................
الوحدة الثانية
طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي أوالً :المبلحظة.....................................................: ثانياً :المقابمة......................................................: ثالثاً :دراسة الفردية................................................: رابعاً :الدراسة الفردية لحالة المجرم...............................: خامساً :دراسة المجموعات المتماثمة...............................:
5
سادساً :مقاييس التقدير............................................: سابعاً :االستبيان...................................................: ثامناً :االختبارات النفسية...........................................:
الوحدة الثالثة
اجلرميت كظاىرة يضادة نهًجتًع ويشكهت سيكونوجيت
مفيوم الجريمة.............................................: مفيكـ الجريمة لدل عمماء النفس............................: مفيكـ الجريمة لدل عمماء االجتماع.........................:
تصنيف الجرائم ............................................:
مراحل ارتكاب الجريمة.....................................:
مسرح الجريمة ............................................:
النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة..................:
األثر الجنائي...............................................:
الدليل الجنائي في الكشف عن الجريمة.....................:
دور الخب ارء في الكشف عن الجريمة ......................:
دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة..............:
العوامل النفسية المرتبطة بالجريمة ........................:
6
الوحدة الرابعة
اجملرو
من ىو المجرم؟............................................:
السموك اإلجرامي...........................................: مفيوم السموك اإلجرامي...................................: اليدف من السموك اإلجرامي...............................: الفحص النفس لممجرم.....................................: خصائص السموك اإلجرامي.................................: تصنيف المجرمين..........................................:
أوالً :التصنيف القانوني............................................: ثانياً :التصنيف البيولوجي..........................................: ثالثاً :التصنيف النفسي.............................................: رابعاً :التصنيف االجتماعي.........................................:
استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين........:
7
الوحدة الخامسة
بعض أشكال انسهوك املنحرف واإلجرايي أوالً :الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية) .............................: ثانياً :سيكولوجية الرشوة ....................................................:
ثالثاً :سيكولوجية السرقة والنشل ..........................................: الوحدة السادسة
جنوح األحداث أوالً :مفيوم جنوح األحداث ................................................: ثانياً :أسباب جنوح األحداث ..................................................: .1
األسباب االجتماعية ...................................................:
.2
األسباب المدرسية ...................................................:
.3
جماعات الرفاق ......................................................:
.4
األسباب االقتصادية ...................................................:
.5
األسباب النفسية.......................................................:
.6
انخفاض مستوى الذكاء ..............................................:
.7
األسباب الجسمية .....................................................:
.8
وسائل اإلعبلم ........................................................:
ثالثاً :الوقاية والعبلج من جنوح األحداث ......................................:
8
الوحدة السابعة
اننظرياث املفسرة نهسهوك اإلجرايي أوالً :النظريات البيولوجية.........................................:
النظرية الفرينولوجية..........................................................:
نظرية لومبروز................................................................: نظرية جورنج................................................................:
نظرية دي توليو......................................................:
نظرية آرنست كرتشمر........................................................:
نظرية شمدون.................................................................:
النظرة الحديثة لمنشأة الوراثية لمسموك اإلجرامي...........................: ثانياً :النظريات النفسية ............................................: .1نظرية التحميل النفسي ................................................: .2النظرية القيمية........................................................: .3نظرية عمم النفس الجنائي الفردي ....................................: .4النظرية المرضية .....................................................: .5المدرسة النفسية لمسموك اإلجرامي ...................................: .6المدرسة التكاممية ....................................................:
ثالثاً :النظريات االجتماعية .......................................: .1نظرية الفرص الفارقة.................................................: .2نظرية التفكك األسري.................................................: .3نظرية الصراع الثقافي................................................: . .4نظرية الوسم االجتماعي.............................................:
9
الوحدة الثامنة
وسائم عهى اننفس اجلنائي يف انكشف عن اجلرائى
أوالً :كشف الجرائم عن طريق التداعي ..............................:
ثانياً :كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية................:
ثالثاً :العقاقير المخدرة ...............................................:
رابعاً :التنويم المغناطيسي ...........................................:
خامساً :موقفف الشفرع اإلسفبلمي مفن اسفتخدام الوسفائل النفسفية ففي الكشفف
عن الجريمة ..........................................................:
الوحدة التاسعة
االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني مقدمة........................................................................: أوال .عبلج المجرمين.........................................................: األوقات التي يتم فييا عبلج المجرمين.................................: أ .العبلج أثناء المراقبة..................................................: ب .العبلج أثناء السجن ...................................................: ج .العبلج بعد اإلفراج عن السجين........................................: ثانيا .تأىيل المجرمين.........................................................: أساليب تأىيل المجرمين...............................................:
11
.1دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني...............................: .2التعميم.................................................................: ثالثا .الوقاية من الجريمة.....................................................: .1الوقاية من الدرجة األولى.............................................: .2الوقاية من الدرجة الثانية.............................................: .3الوقاية من الدرجة الثالثة..............................................: األساليب المستخدمة في اإلجراءات الوقائية............................: .1العقاب.................................................................: .2اإلرشاد والتوجيو......................................................:
.3الوقاية من الجريمة ..................................................: _____________________________________________ الوحدة العاشرة
انوقايت ين اجلرميت وعالج انسهوك اإلجرايي أوالً :وسائل الوقاية من السموك اإلجرامي ........................: ثانياً :التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية.............: ثالثاً :عبلج السموك اإلجرامي ........................................:
11
الوحدة األويل عهى اننفس اجلنائي اىتًاياتو وتطوره انتارخيي
طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو.
تعريف عمم النفس الجنائي.
التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي.
أىمية عمم النفس الجنائي.
العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي.
12
الوحدة األولي
عهى اننفس اجلنائي اىتًاياتو وتطوره انتارخيي
طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو : يكضح عمـ النفس الجنائي أثر التركيب النفسي لئلنساف عمى سمككو بشكؿ عاـ كعمى السمكؾ المنحرؼ بشكؿ خاص .كما ييتـ عمـ النفس الجنائي بالعبلقة الكثيقة بيف التككيف العضكم كالتككيف النفسي لئلنساف .كلذلؾ يظير السمكؾ اإلنساني المنحرؼ كمعادلة ضمنيا معادالت يسعى الباحث
العممي لمكصكؿ عبرىا إلى حقيقة اإلنساف المجرـ (.العكجي .)1981,
فالشخصية اإلنسانية تعبر عف مككناتيا الداخمية ,كىي في ىذا التعبير تتأثر بالتركيب العضكم
لئلنساف ,كبالمؤثرات الخارجية ,مما يجعميا تعكس بصكرة مختمفة ما تتمقاه ,كتسمؾ سمككيات ربما أدت
إلى االنحراؼ .فعمـ النفس الجنائي ييتـ بدراسة شخصية اإلنساف المجرـ ,كنمكىا ,كتأثيرىا بالمحيط االجتماعي الذم يعيش فيو منذ كالدتو.
كلذلؾ يحاكؿ عمـ النفس الجنائي بياف فائدة مضاميف مبادئ عمـ النفس العاـ كعمـ النفس االجتماعي
تجريبيان ,كيتناكؿ المشاكؿ الخاصة بميداف عمـ النفس الجنائي ,كىك في محاكلتو ىذه يتخذ كجية نظر مينية خاصة تختمؼ عف كجية نظر عمـ النفس .فعالـ النفس يتجو في بحكثو إلى بياف صحة فرض أك مبدأ لتحقيقو لمتكصؿ إلى المبادئ العممية العامة ,في حيف يتجو اىتماـ عالـ النفس الجنائي إلى
إيجاد حؿ عممي لمشكمة مف المشاكؿ ,كتككيف ممارسات مينية تحقؽ أقصى ما يمكف مف الفائدة التطبيقية .كلكف ىذا ال يعني أننا نتحدث عف عمميف منفصميف تماما ,فيناؾ الكثير مف المبادئ
النفسية التي يمكف التكصؿ إلييا مف خبلؿ البحكث التي تجرم في ميداف الجريمة ,كالتي تفكؽ أحيانا ما يتـ التكصؿ إليو مف خبلؿ البحكث التجريبية في عمـ النفس .كليذا البد لعالـ النفس الجنائي مف
االستمرار في البحث عف التطبيقات العممية لمنظريات كالمبادئ العامة لعمـ النفس ,كمحاكلة التكصؿ
إلى المضاميف النظرية لمتطبيقات العممية المختمفة (.جبلؿ .)1984 ,
كييتـ
عمـ النفس الجنائي باستخداـ قكانيف عمـ النفس في تنفيذ مختمؼ مراحؿ اإلجراءات الجنائية مف حيث
تحميؿ تصرفات كأفعاؿ المسئكليف عف التنفيذ (القاضي ,المحامي) ,حيث أف كبل مف القاضي
كالمحامي بشر يختمفكف مف حيث التككيف النفسي ,كمف حيث االتجاىات كالميكؿ كالقدرات ,كالذم مف شأنو أف يؤثر عمى أسمكب التنفيذ .كما ييتـ عمـ النفس الجنائي بدراسة األساليب النفسية في التحرم
كالبحث عف المجرـ ,كباألساليب كالطرائؽ المختمفة إلصبلح الجاني ,كالعكدة بو عضكان فعاالن إلى 13
المجتمع الذم يعيش فيو .فعمـ النفس الجنائي ييتـ بسيككلكجية صانع قانكف العقكبات كمنفذىا كالظركؼ التي تتـ فييا سف القكانيف كتطبيقيا كتطكيرىا بيدؼ العبلج ,كالتقميؿ مف الجريمة في مجتمع كلذلؾ فإف عمـ النفس
بعينو (.جبلؿ .)1984,
الجنائي يضع لدل األجيزة القضائية كاألمنية المختمفة األسس كالقكاعد العامة التي تساعدىـ عمى تنفيذ مياميـ يبيسر سكاء في مجاؿ التعرؼ عمى الجاني بشكؿ دقيؽ مف خبلؿ استخداـ طرائؽ التشخيص النفسي في البحث الجنائي ,أك مجاؿ تحقيؽ الكقاية مف الجريمة كالتقميؿ كالحد منيا ما
أمكف ,كذلؾ مف خبلؿ برامج اإلصبلح كالتأىيؿ كالرعاية .فعمـ النفس الجنائي ييتـ بدراسة أسباب
الجريمة كدكافعيا الشعكرية كالبلشعكرية كالفطرية كالمكتسبة ,كباألسباب االجتماعية كالتي تؤدم إلى الجريمة كالجنكح حيث يحاكؿ الكشؼ عف العكامؿ التي تدفع الفرد إلى ارتكاب العمؿ اإلجرامي
كما يعالج عمـ
(.العيسكم .)1992,
النفس الجنائي الجريمة بكصفيا ظاىرة نفسية سببيا سكء تكافؽ نفسي كاجتماعي مف قبؿ الجاني ,كذلؾ
ليتخمص مف انفعاالتو كاضطراباتو .كما يدرس الذكاء كالطباع ,كالمكقؼ األخبلقي لمجاني مف الكجية المكضكعية لعمـ النفس التجريبي ,كبدكافع فعمو الشعكرية كالبلشعكرية ,كما يحاكؿ الكصكؿ إلى
الظكاىر المرضية لمسمكؾ اإلجرامي. تعريف عمم النفس الجنائي : تعددت تعريفات عمـ النفس الجنائي مف قبؿ العمماء كالباحثيف ,حيث اعتبره البعض "فرعان مف فركع عمـ النفس االجتماعي الذم يستند بدكره إلى عمـ النفس العاـ" (.ليمة .)1984,كما يعرفو البعض
اآلخر بأنو "فرع تطبيقي مف عمـ نفس الشكاذ ,حيث يدرس العكامؿ كالدكافع المختمفة التي تتضافر في إحداث الجريمة ,كيقترح أنجح الكسائؿ لعقاب المجرـ أك عبلجو أك إصبلحو" (راجح .)1942,كىذا
التعريؼ ييتـ باألسباب كالدكافع المختمفة التي تدفع الفرد الرتكاب الفعؿ اإلجرامي ,كيقترح الكسائؿ
الكفيمة لعقابو ,أك عبلجو ,أك إصبلحو.
واليك التعريفات المتعمقة بعمم النفس الجنائي وىي عمي النحو التالي :
.1تعريف (ىانزتوخ : )1961,إذ يعرفو بأنو "العمـ الذم يشارؾ غيره مف العمكـ في تأىيؿ كاصبلح الجاني ك يقكـ بدراسة أسباب السمكؾ اإلجرامي ,كيحاكؿ عزؿ كفصؿ كفيـ تفاعؿ العكامؿ الخاصة التي تؤدم ببعض الناس إلى اقتراؼ بعض الجرائـ ,محاكالن التكصؿ إلى قكانيف أك مبادئ عامة عف أنماط السمكؾ المضاد لممجتمع ,كاليدؼ مف ذلؾ عبلج الجاني كتقميؿ الجريمة " .كىذا التعريؼ
يفرؽ بيف عمـ النفس الجنائي كعمـ النفس القانكني الذم ييدؼ إلى التحكـ في العكامؿ النفسية التي تؤثر في مكضكعية العمميات القانكنية لتحقيؽ العدالة بطريقة إنسانية قدر المستطاع.
.2تعريف (عيسوي : )1981,فيعرؼ عمـ النفس الجنائي "بأنو ذلؾ العمـ الذم يدرس أسباب الجريمة كدكافعيا سكاء أكانت ىذه الدكافع نفسيو أـ اجتماعية ,كما يدرس كسائؿ مكافحة االنحراؼ , 14
كيساىـ في كضع السياسة العقابية التي تستيدؼ إصبلح الفرد بدالن مف إنزاؿ العقاب بو" .كليذا فإف
عمـ النفس الجنائي يدرس المجرميف كالجرائـ المختمفة ,كيدرس تككيف كبناء الجريمة ,كاألغراض التي
تؤدم إلييا كما يدرس الجماعات اإلجرامية , criminal groupsكمدل تأثير كؿ مف الكراثة كالبيئة .3تعريف (جبلل ,
في تككيف سمككيات المجرميف.
:) 1984عمـ النفس الجنائي ىك "تطبيؽ مبادئ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة " .كلكف في كثير مف الحاالت فإف مجرد تطبيؽ مبادئ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة ال يأتي بالنتائج المرجكة, كالتعامؿ مع الفئات المنحرفة المختمفة .فعمـ النفس الجنائي يتحمؿ اليكـ مسؤكلية إثبات مدل فائدة
تطبيؽ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة بشكؿ تجريبي ,كيسعى إلى إيجاد حؿ عممي لمشكمة مف المشاكؿ ,كتككيف ممارسات مينية تحقؽ أقصى ما يمكف مف الفائدة التطبيقية.
.4تعريف (الجاش : ) 1986,ىك العمـ الذم يتناكؿ السمكؾ اإلجرامي تناكالن سيككلكجيان فيك يستخدـ الطرؽ الكبيرة النزعة الطبيعية كالتصنيؼ حيث تتـ دراسة السمكؾ اإلجرامي كما يبدك لممبلحظ دكف
تدخؿ مف أحد ألف السمكؾ اإلجرامي ال يمكف إحداثو بطرؽ تجريبية كانما باالعتماد عمى الدراسات
اإلحصائية كمقارنة العينات المتماثمة ".كما يستخدـ عمـ النفس الجنائي طريقة التناكؿ اإلكمينيكي التي تتميز بالدراسة المتعمقة لمحاالت الفردية كأساليب المبلحظة كالمقابمة كاالختبارات السيككلكجية المقننة
كدراسة الكثائؽ كالكسائؿ البيكلكجية كالمكرفكلكجية كالفسيكلكجية(اختالف األفراد في الصفات الظاهرية و
وظائف األعضاء) .5 .تعريف (ربيع وآخرون :)1994,إلى أف عمـ النفس الجنائي بأنو" فرع مف
فركع عمـ النفس التطبيقي ييتـ بدراسة السمكؾ اإلنساني في إطار تعامؿ ىذا السمكؾ مع القانكف .أم أنو ييتـ بتطبيؽ المعارؼ النفسية في المجاؿ الجنائي أك اإلجرامي.
التعريف اإلجرائي لعمم النفس الجنائي :
"ىك ذلؾ العمـ الذم يسعى إلى تكظيؼ مبادئ عمـ النفس كقكانينو – التي تبيف األسباب كالدكافع
المختمفة لمسمكؾ اإلجرامي ,كمدل تأثير كؿ مف الكراثة كالبيئة في تككيف السمككيات المنحرفة .في مجاؿ التحقيؽ الجنائي كالقضاء ,حتى يتسنى لمعامميف في ىذيف المجاليف مف إصدار األحكاـ المناسبة
التي تتمشى مع الطبيعة اإلنسانية مف أجؿ إصبلح الجاني كعبلجو " .كلذلؾ فإف دراسة العمميات
النفسية الكامنة كراء السمكؾ اإلجرامي لممجرـ ,ككذلؾ معرفة دكافعو المختمفة ,تيعد مف ضمف االىتمامات الرئيسية لعمـ النفس الجنائي ,كالغاية مف ذلؾ التعرؼ إلى أنماط سمكؾ المجرـ المضادة
لممجتمع تمييدان إلصبلحو أك عبلجو في مؤسسات الرعاية االجتماعية ,أك في المستشفيات النفسية ,أك
في السجكف.
التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي : تيعد الجريمة منذ فجر التاريخ اإلنساني مف أكثر منغصات المجتمع أىمية ,كذلؾ نظ انر لما يتكبده المجتمع مف خسائر في شتى مجاالت الحياة ,كقد كاف استخداـ عمـ النفس في مجاؿ القضايا الجنائية 15
كالقانكنية مبك انر في تاريخ البشرية لفيـ أعماؽ النفس البشرية منذ تاريخ طكيؿ ,حيث تحدث فبلسفة
اإلغريؽ القدامى أمثاؿ ايبكقراط كسقراط كأفبلطكف كأرسطك عف المجرميف بكصفيـ ذكم نفكس فاسدة
أساسيا عيكب خمقية جسمية ,كفي القركف الكسطى ظير اتجاه فمسفي يرمي إلى استيضاح طبيعة
النفكس مف خبلؿ الشكاىد الجسدية .كفي مرحمة تالية سادت نظرية خرافية تربط بيف تككيف النفس ذات * كمع مطمع القرف التاسع
الميكؿ اإلجرامي كحركة الككاكب .
عشر ذىب العالماف "الفتيو" ك "جاؿ" عمى القكؿ بأف الخمؿ في التككيف العضكم لئلنساف مف شأنو أف
يؤدم إلى ضعؼ خمقي كأضاؼ العالـ "مكريؿ" أف مصدر جنكح اإلنساف إلى الجريمة ىك التركيب
* كفي العاـ
المعيب لممخ . ي ( )1871ذاع صيت الطبيب اإليطالي "لكمبركزك" بفضؿ أبحاثو التي رسـ مف خبلليا نظرية محددة ألساس مف اإلجراـ في النفس البشرية ,إذ لـ تقتصر دراستو – مثؿ سابقيو – عمى مجرد األحكاؿ
الجسمية كالعضكية ,بؿ فحص كذلؾ األحكاؿ النفسية كربط بيف العيكب الخمقية كالشذكذ النفسي ,كحيث يمكف أف يككف لمكراثة تأثير في الميؿ اإلجرامي في كجكد عكامؿ معينة .كقد أجمؿ "لمبركزك" فكرة في * كفي سنة
مؤلفو "اإلنساف المجرـ" سنة (1876ـ).
(1881ـ) صاغ تمميذ لمبركزك العالـ "جاركفالك" نظرية جديدة تكضح أف اإلجراـ في النفس البشرية ليس مصدره خمقة جسمية شاذة كانما ىك شذكذ نفسي ينقصو الكرع كاألمانة.
* كما كقد تكافؽ
ذلؾ مع بدايات تطكر عمـ النفس ,كظيكر عمكمو التطبيقية ,كمف خبلؿ إسيامات أعبلمو المشيكريف
(أمثاؿ فكندت ,كاطسف ,فركيد.. ,ألخ) ,الذيف تكصمكا إلى استنتاجات ميمة فيما يخص السمكؾ البشرم ,كتفسير ظكاىره النفسية المختمفة.
*
أما "أنريكك فرم" زعيـ المدرسة اإليطالية الحديثة في عمـ اإلجراـ فقد ألقى ظبلالن حكؿ مبدأ االختيار اإلرادم في التصرفات ,كاعتنؽ الجبرية مقر انر أف تكفر االستعداد النفسي لئلجراـ مف شأنو أف يسكؽ
إلى حتمية كقكع الجريمة ,فالمجرـ بالنسبة لمجريمة ييعد مسي انر ال مخي انر ,كدحض "فرم" فكرة المسئكلية عف الخطيئة النتفاء اإلرادة اآلثمة ,كلذلؾ طعف ىذا العالـ في نظـ العقاب قصاصان مف الجاني .
* بعد ذلؾ جاء األمريكي "دكنالد تافت" ليؤكد خمك النفس اإلنسانية مف أم ميكؿ جانحة كأف البيئة
المحيطة باإلنساف ىي المؤثرة في درجة الفساد النفسي ,كانضـ إلى رأيو "كميفكرد شاك" ك "سكذرالند" ك "سيميف" العاـ( 1945ـ) (عبد الحكيـ .)1996 , * كفي عاـ( 1893ـ ) قاـ (كاتؿ (Cattelبأكؿ محاكلة عممية لدراسة تقييـ الشيادة مف الناحية
السيككلكجية حيث كجو بعض األسئمة إلى مجمكعة مف طبلب جامعة "ككلكمبيا" كقد الحظ "كاتؿ" أف
العديد مف الطبلب قد أخطئكا في اإلجابة عف أشياء يركنيا بصفة دائمة ككقعت حديثان ,مما يدؿ عمى
أف اإلدراؾ كالتذكر في كاقع الحياة اليكمية يحيط بيما الخمط مف كؿ جانب بؿ الغريب أف بعض ىؤالء
الطبلب كانكا كاثقيف مف دقة إجابتيـ عمى األسئمة بالرغـ مف كجكد العديد مف األخطاء فييا .كتعد 16
ىذه التجربة مف بدايات عمـ النفس الجنائي ألنيا أثارت االىتماـ بدراسة العكامؿ النفسية التي تؤثر عمى كفاءة الشيادة القضائية .كقد أجريت ىذه التجربة عمى عينات مف الطبلب في الجامعات
األمريكية األخرل ككانت النتائج مشابية إلى حد كبير لنتائج تجربة "كاتؿ".
* كفي أكربا قاـ
العالـ الفرنسي( :ألفرد بينيو )1911, Binetبإجراء دراسات عف كفاءة الشيادة القضائية ,كما أجرل
(كليـ ستيرف )Sternتجربة أخرل في مجاؿ عمـ النفس الجنائي حضرىا طبلب جامعة برليف الذيف يدرسكف القانكف .ككانت التجربة عبارة عف معركة – تمثيمية – بيف اثنيف مف الطبلب بسبب خبلؼ حكؿ إحدل القضايا .كبعد إنياء المشاجرة طمب ستيرف مف الطبلب الذيف شاىدك المشاجرة –الذيف
يدرسكف القانكف -اإلدالء بشيادتيـ حكؿ الكاقعة التي شاىدكىا كتابة .كرغـ أنيـ طبلب يدرسكف
القانكف كيعرفكف العكامؿ المؤدية إلى تحريؼ الشيادة فإف أحدان مف الطبلب لـ تكف شيادتو دقيقة تمامان بؿ لقد شاب جميع الشيادات بكثير مف األخطاء تراكحت بيف (12-4خطأ) لكؿ طالب .
* كقد تكصؿ "ستيرف" إلى أف االنفعاالت الشديدة تؤدم إلى تدني كفاءة عممية االسترجاع أك التذكر بمعنى أف تحدث أخطاء في التذكر كاالسترجاع إذا كانت عممية المشاىدة – لكاقعة ما – مشحكنة
بشحنة انفعالية قكية.
* كيمكف القكؿ بأف عمـ النفس الجنائي بدأ بدراسة الشيادة الجنائية .كمف مظاىر االىتماـ بعمـ النفس
الجنائي في ىذا العصر أنو كاف يستفيد مف عمماء النفس مع بداية القرف العشريف عمى أنيـ خبراء في
تقييـ الشيادة القضائية .كمف القضايا الشييرة التي عرفت في ىذا المجاؿ جريمة كقعت عاـ( 1896ـ
) في ألمانيا كاتيـ فييا رجؿ يقتؿ ثبلث نساء كقد قاـ بدراسة ىذه القضية أحد المختصيف في عمـ النفس حيث صاحب ىذه القضية ضجة إعبلمية كبيرة كقد رأل المختص في عمـ النفس أف ىذه
الضجة اإلعبلمية قد أثرت عمى شيادة الشيكد بحيث أصبح الشيكد بسبب الضجيج اإلعبلمي ال
يميزكف بيف الكقائع التي كانكا شيكدان عيانان عمييا ,كبيف الكقائع التي تداكلتيا الصحؼ كما حفمت بو
مف مبالغات كاثارة .بحيث يتأكد تأثير اإليحاء عمى تذكر الكاقعة الجنائية كعمى الشيادة الجنائية بكجو
كيعتبر "منستر عاـ (ربيع كآخركف .)1994, * ي برج" مؤسس عمـ النفس الجنائي حيث اىتـ بتطبيقات عمـ النفس في مجاالت الحياة اليكمية كعمى رأسيا المجاؿ الجنائي كالمجاؿ الصناعي كمف أبمغ مظاىر اىتمامو بعمـ النفس الجنائي أنو في عاـ
(1918ـ) أصدر كتابان بعنكاف "عمى منصة الشيادة" كقد أشار فيو إلى مشاىداتو كمبلحظاتو لما يقع أثناء المحاكمة مف مداخبلت .كقاؿ فيو :إف عمماء النفس بمعمكماتيـ عف مكضكعات ىامة مثؿ
اإلدراؾ كالتذكر يستطيعكف جيدان فيـ الجكانب النفسية في الشيادة القضائية" .كفي عاـ( 1914ـ) نشر
"منستر برج" مقالة تحت عنكاف "الجكانب النفسية عند المحمفيف" ككانت ىذه الدراسة نتيجة بحكث
أجريت عمى الطبلب كالطالبات في جامعتي "ىارفارد" ك "رادكميؼ" كقد أكد نتيجة ليذه الدراسة عمى
استبعاد النساء مف ىيئات المحمفيف ,كذلؾ عمى أساس أف الطالبات أقؿ كفائو في دقة األحكاـ كاتخاذ
الق اررات مف الطبلب .كرغـ بعض التحفظات عمى نتائج دراسة "منستر برج " إال أف إنجازاتو تعد جزءان 17
ال يتج أز مف تاريخ عمـ النفس الجنائي (ربيع كآخركف .)1994, * كيعد (لكيس ترماف (Termanأكؿ عالـ نفس طبؽ االختبارات النفسية عمى المتقدميف لمعمؿ
بالشرطة في كآلية كاليفكرنيا .كقد اىتـ عمماء النفس في بدايات القرف العشريف بدراسة كيفية تفسير
السمكؾ اإلجرامي كالتعرؼ عمى أسباب الجريمة كقد أسفرت دراسات أجراىا )جكدارد Goddardعاـ
)1914أف معظـ الجانحيف سكاء كانكا مف األحداث أك الكبار تتدنى نسبة الذكاء لدييـ عف المتكسط بحيث ظير اتجاه تفسيرم يقرف بيف الجريمة كتدني نسبة الذكاء .كىذا قد أسيـ بعض عمماء النفس في تفسير السمكؾ اإلجرامي كذلؾ في إطار نظرياتيـ التي قدمكىا تحت مسمى نظريات الشخصية
كمف ىؤالء "فركيد "Frouidك "باندك ار "Banduraك "كاتؿ "Cattleك "أيزنؾ "Eyzinckكغيرىـ. * كقد دخؿ عمـ النفس الجنائي مرحمة جديدة عندما أفسحت بعض كميات القانكف المجاؿ لدراستو .كقد
كشفت دراسة قاـ بيا "مارستكف "Marstonعف العبلقات بيف محاكلة الكذب كارتفاع ضغط الدـ.
كىذا البحث يتصؿ اتصاالن كثيقان بمكضكع جياز كشؼ الكذب كاستخدامو في المجاؿ الجنائي* .
كتعد فترة الخمسينات ىي عصر الثقة ليذا العمـ حيث شعر عمماء النفس بالثقة نظ انر لما قدمكه مف
استشارات عممية بخصكص تقكيـ الشيادة القضائية كالفحص النفسي كالطب نفسي لممجرميف ,ككذلؾ بينكا أثر األفبلـ الخميعة عمى المراىقيف .كفي ىذه الفترة كاف تقرير مدل المسئكلية الجنائية لممجرـ
أم انر يقرره الطبيب النفسي كىذه المسئكلية كانت تسقط جزئيان أك كميان إذا كاف المجرـ مريضان نفسيان أك
كيسجؿ لعمماء عقميان بعد مراجعة األكراؽ كتمحيصيا بدقة. * ي إيطاليا كأطبائيا النفسييف إرساء المفيكـ المعاصر لعمـ النفس الجنائي حكؿ أساس جنكح البشر إلى
الجريمة ,بمنزلة أف اإلجراـ ىك كليد الكياف الخسيس لمنفس البشرية حينما يطغى عمى الكياف السامي فييا .ففي عاـ 1945ـ كضع "دم تكليك" نظرية ىي أساس الدراسات النفسية الجنائية ,ىي نظرية
التككيف اإلجرامي أك االستعداد السابؽ لئلجراـ في النفس البشرية كالتي انتيى فييا إلى كجكد تفاعؿ
نفسي داخمي لدل اإلنساف ,ىذا التفاعؿ يفسر النزعة اإلجرامية لدل بني البشر كأف الجريمة ىي كليدة
شذكذ غريزم ,كقد صاغ "دم تكليك" أصكؿ نظريتو بأف اعتبر التككيف اإلجرامي مرادفان لمشخصية اإلجرامية ,كلذلؾ درس ىك كأنصاره الخصاؿ النفسية إلى جكار تحميؿ كظائؼ األعضاء الداخمية
كالجياز النفسي كالدمكم كاليضمي كالبكلي كالتناسمي كالجياز العصبي ,كأثر إف ارزات الغدد في تكيؼ
المزاج النفساني – لذلؾ تكسـ نظريتو بالمادية ألنيا أخذت في االعتبار الجسد كمككناتو لتفسير الميكؿ الذاتية لمنفس البشرية.
أىمية عمم النفس الجنائي :
(عبد الحكيـ .)1996,
لعمـ النفس الجنائي أىمية خاصة في دراسة نفسية المجرـ ,كالكشؼ عف األسباب المؤدية إلى سمككو
اإلجرامي .فيك ييتـ اىتمامان خاصان بالتفاعبلت النفسية التي تؤدم إلى اإلجراـ ,كيسعى مف أجؿ الحد منيا كايقافيا مف خبلؿ اإلجراءات الكقائية التي يتخذىا ,أك مف خبلؿ عبلج المجرميف .كلذلؾ كاف لعمـ النفس الجنائي الفضؿ في نشكء حركة إصبلح السجكف ,كظيكر أساليب جديدة في معاممة 18
المجرميف بدالن مف األساليب القديمة .كيعتبر أحد المكاسب البشرية التي ترجع إلى عمـ النفس الجنائي,
المبدأ الميـ الذم تبنتو حاليان دساتير العالـ كافة ,كىك أف "العقاب ليس تشريفان أك انتقامان ,بؿ تقكيمان كما أف
آلدمية المجرـ" (بيناـ .)1979,
معرفة النفس البشرية ,ككذلؾ أسباب كدكافع االنحراؼ ييفيد عامة الناس ,إذ ييبصرىـ بأنفسيـ ,خاصة كأف عمـ النفس الجنائي ييتـ أيضا بدراسة األمراض العقمية كالنفسية كالعصبية لدل المجرميف ,كيكضح
ما قد يعترم الجاني مف اضطرابات تؤدم بو الكصكؿ إلى الجريمة .كقد ظيرت الحاجة ماسة إلى عمـ النفس الجنائي في عممية التطبيؽ القانكني ,كذلؾ التخاذ اإلجراءات الدقيقة لتشخيص األقكاؿ ,أك
تشخيص حالة المجرـ النفسية كالعقمية ,بيدؼ تحديد الدكافع الداخمية الرتكاب الجريمة ,كالمعكقات
الصحيحة كالنفسية التي ال تؤىمو إلدراؾ نتائج أفعالو المرتكبة .كما أف الحاجة إلى عمـ النفس الجنائي أصبحت ماسة ألجيزة مكافحة الجريمة التي تتطمب قد انر كبي انر مف المعارؼ العممية النفسية لتحقيؽ
ويمكن تمخيص أىمية عمم النفس
العدالة المتكاخاة مف نشاطيا.
.1كشؼ الجريمة
الجنائي في النواحي اآلتية:
كتحديد المجرـ عمى أساس عممي إنساني يحقؽ العدالة كالرحمة.
.2دراسة السمكؾ
اإلجرامي مف حيث أسبابو ,كدكافعو الشعكرية كالبلشعكرية مما يساعد عمى فيـ شخصية المجرـ ,
ككضع أساليب العقاب ,كأنماط العبلج المناسبة التي تؤدم إلى إصبلح المجرـ ,كعدـ عكدتو إلى .3دراسة
الجريمة .
الظركؼ كالعكامؿ المكضكعية التي تيييئ لمجريمة ,كتساعد عمي كقكعيا ,كمف ثـ تعديؿ ىذه الظركؼ .4 بما يساعد في إصبلح حالة الجرـ. االىتماـ بدراسة األسس العممية لمعالجة المجرـ ,كمعاممتو مف كقت القبض عميو كحتى انتياء مدة
.5
العقكبة كاصبلحو.
تصنيؼ المجرميف طبقان ألعمارىـ كجرائميـ ,كحاالتيـ النفسية كالعقمية بقصد تحديد أنكاع الرعاية كاإلصبلح المناسب لكؿ منيـ.
.6
لمشكمة الجريمة ,كعبلج المجرـ ,كالكقاية منيا.
.7
دراسة سيككلكجية الشيكد كرجاؿ القضاء كمنفذم القانكف بيدؼ تكفير أكبر قدر مف الفيـ العممي تتبع المجرـ بالدراسة كالرعاية بعد انتياء مدة العقكبة حتى ال يعكد لمجريمة مرة أخرل.
(
المغربي .)1983 , العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي : ليست الجريمة مجرد ظاىرة مضادة لممجتمع يتعامؿ معيا القضاة كالمحامكف كرجاؿ األمف كفقا
لنصكص قانكف العقكبات الثابتة ,كلكنيا أيضا مشكمة سيككلكجية تستمزـ الدراسة المتعمقة مف قبؿ كؿ مف ييتـ بدكافع السمكؾ اإلنساني . 19
كلذا فإف المشتغميف بالقانكف كعمماء النفس يتعاكنكف مع بعضيـ في ميمة التعامؿ مع الجريمة كالجاني .فالمشتغمكف بالقانكف يركف أف القانكف الجنائي ييتـ بالسمكؾ اإلنساني ,كلذلؾ ينبغي أف
يستفيد مف الفيـ الذم حصؿ عميو عمـ السمكؾ مف خبلؿ المبلحظة العممية .كما أف عمماء النفس يشعركف بالتزاميـ كمكاطنيف إزاء فيـ كخدمة عمؿ القانكف الجنائي ,كيدعـ تعاكف ىذه االتجاىات
المتكاممة ,ما يدفعو المجتمع مف ضريبة باىظة مف المعاناة كالفاقد البشرم نتيجة مشكمة الجريمة
كاخفاؽ المجتمع في التعامؿ معيا .كأىـ العمكـ ذات الصمة بعمـ النفس الجنائي ما يمي:
.1عمم النفس القضائي : Juridical Psychology
ييتـ عمـ النفس القضائي بدراسة نفسية كؿ مف ىك طرؼ في خصكمة اجتماعية كالمراد بالطرؼ كؿ
مف يؤدم دك انر كلك لـ تكف لو صفة الخصـ .فالمتيـ طرؼ كخصـ في آف كاحد ,كككيؿ النيابة طرؼ كخصـ ,كالقاضي طرؼ ال بد منو كال غنى عنو في سبيؿ فض الخصكمة ,غير أنو يعمك عمى
الخصكـ كال يدخؿ في عدادىـ ككاحد منيـ .كالشاىد طرؼ كليس خصمان ,كالمحامي طرؼ كليس
خصمان ,كالخبير طرؼ كليس خصمان ,كمأمكر الضبط ليس طرفان كال خصمان ,كلكف لو دكر في التمييد
لمرابطة اإلجرائية الجنائية ,إذ يمثؿ نقطة البداية في الطريؽ إلييا ,كقد يككف لو دكر الشاىد فيصبح
طرفا فييا .كليذا فإف عمـ النفس القضائي ييتـ بدراسة العكامؿ النفسية التي تؤثر في جميع المشتركيف
في الدعكل الجنائية ,كالقاضي ,كالمتيـ ,كالمحامي ,كالمجني عميو ,كالشيكد ,كالمبمىغ ,كالجميكر عامة.
كما ييتـ بالعكامؿ التي تؤثر في القاضي كالصحافة كاإلذاعة كيدرس قدرة الشيكد عمى التركيز
كالتذكر ,كالعكامؿ التي تؤثر في الشيادة .كما يدرس أثر اإليحاء في نفسية المشتركيف في الدعكل,
كالعكامؿ النفسية الشعكرية كالبلشعكرية التي يحتمؿ أف يككف ليا أثر في جميع المشتركيف في الدعكل كلمتميز بيف عمـ النفس
الجنائية.
الجنائي كعمـ النفس القضائي يمكف القكؿ أنو حيف تصدر جريمة مف طرؼ ما في الرابطة اإلجرائية,
فإف ىذا الطرؼ قد يكصـ بكصمة المجرـ .كليذا فإف دراسة نفسيتو في صمتيا بالجريمة المرتكبة تدخؿ في نطاؽ عمـ النفس الجنائي كليس في نطاؽ عمـ النفس القضائي .فعمـ النفس القضائي ال تعنيو مف ىـ أصحاب األدكار في الخصكمة القضائية سكل تمؾ المسالؾ التي تعتبر انحرافان مف غير أف تككف
إجرامان ,ألنيا إف كانت كذلؾ دخمت مجاؿ عمـ النفس الجنائي .فضبلن عف ذلؾ ييتـ عمـ النفس
القضائي _ كاتجاه ميـ مف اتجاىات عمـ النفس الجنائي _ بتقديـ تقارير الخبرة النفسية كالعقمية
ألجيزة العدالة كذلؾ في القضايا التي يشؾ في صحتيا ,مثؿ اختبار أقكاؿ القاصريف مف المتيميف
كالشيكد كالمجني عمييـ ,كتقديـ تقارير نفسية حكؿ نتائج تمؾ االختبارات إلى القضاء ,ككذلؾ تصنيؼ األقكاؿ الكاذبة بارتباطيا مع األبعاد المختمفة لشخصيات المفحكصيف إلبراز جكانب الخمؿ في
شخصياتيـ كأسبابيا كتأثيرىا عمى اإلدالء باألقكاؿ الصحيحة ,كذلؾ مف خبلؿ اختبارات القدرة عمى
التركيز ,كالقدرة عمى التذكر كاإلدراؾ...الخ(بعبيد .)1995,
كما ييتـ عمـ النفس القضائي أيضان في قضايا تحديد المسؤكلية الجنائية لدل األحداث الماثميف أماـ 21
القضاء ,إذ يتـ دراسة نمكىـ النفسي كاالجتماعي كالعقمي مف خبلؿ االختبارات التي يطبقيا عمـ النفس الجنائي ,كيحدد مف خبلليا مدل تجاكز الحدث لسف الطفكلة ليتمكف القاضي مف إصدار أحكامو عمى
أسس سميمة .كما يقكـ عالـ النفس الجنائي بتحديد المسؤكلية الجنائية لدل البالغيف مف حيث تحديد ما
إذا كاف المجرـ مف ذكم األمراض النفسية أك العقمية التي تعيقو مف إدراؾ عكاقب فعمو. .2عمم النفس المجرم :
ييتـ عمـ نفس المجرـ بدراسة شخصية المجرـ مف النكاحي العضكية كالعقمية كالنفسية ,كالدكافع الكامنة
كراء ظيكر السمكؾ اإلجرامي ,كالعكامؿ الخاصة بيذا السمكؾ كفي ىذا الخصكص يتـ دراسة كؿ ما يتعمؽ بتككيف المجرـ العضكم كدراسة نظاـ الغدد الصماء ,ككؿ ما لو عبلقة بالنكاحي التشريحية
كمف كجية نظر
كالكيميائية الحيكية.
أخرل ييتـ عمـ نفس المجرـ بدراسة المظاىر العقمية كالنفسية كاألخبلقية كما كيتـ تحميؿ بعض
الظكاىر مثؿ التكتر النفسي الشديد ,كتحديد بداية ظيكر ىذا السمكؾ ,كمبررات اإلقداـ عمى اقتراؼ الجريمة دكف غيرىا مف ردكد الفعؿ األخرل ,كبحث العبلقة المتبادلة بيف الدكافع الداخمية المرتبطة
بشخصية المجرـ كالعكامؿ الخارجية .فعمـ نفس المجرـ ييتـ إذا بدراسة شخصية المجرـ دراسة كافية,
كيدرس السمككيات الخاطئة كالخطرة الناجمة عنو قبؿ اقت ارؼ الجريمة عف طريؽ المبلحظة العممية المقركنة بإجراء مقاببلت كفحكص مخبريو كتشريحية ,كذلؾ بيدؼ اتخاذ التدابير الكقائية البلزمة, ككذلؾ مساعدتيـ في دمجيـ في الحياة االجتماعية دكف أف يتسببكا في إيذاء اآلخريف.
.3عمم نفس اإلجراءات الجنائية :
ييعد عمـ نفس اإلجراءات الجنائية فرعان مف فركع عمـ النفس الجنائي ,ييتـ باستخداـ قكانيف عمـ النفس في تنفيذ مختمؼ مراحؿ اإلجراءات الجنائية ,مف حيث تحميؿ تصرفات كأفعاؿ الجيات المشاركة في ابتداء مف التحرم كانتياء بإصبلح الجاني. تمؾ اإلجراءات ن
كمف أجؿ ذلؾ تستخدـ بعض الطرائؽ في التشخيص النفسي ,كتتـ دراسة األسس النفسية إلجراءات
البحث الجنائي عمكمان ,كما يتـ استخداـ برامج اإلصبلح كالتأىيؿ كالعبلج كالرعاية كالكقاية. .4عمم االجتماع الجنائي :
كضعت مدرسة الكسط االجتماعي الفرنسية _البمجيكية نكاة ىذا العمـ ,كما ييعتبر() Enrico Ferry
عالـ االجتماع اإليطالي مؤسسا لعمـ االجتماع الجنائي ,حيث أصدر سنة (1881ـ) كتابان بيذا العنكاف كلو يعكد الفضؿ في تطكره كازدىاره .فعمـ االجتماع الجنائي ييتـ بتحديد العبلقة بيف الظركؼ
االجتماعية المختمفة كبيف ظاىرة اإلجراـ ,إذ يحاكؿ أف ييبيف إلى أم مدل تيساىـ ىذه الظركؼ في ارتكاب الجرائـ (رمضاف .)1972, كلذلؾ فإف عمـ االجتماع الجنائي يدرس الجريمة بكصفيا ظاىرة اجتماعية ,كيبحث عف ظركفيا
االجتماعية سكاء أكانت ظركفا اقتصادية ,أـ مينية ,أـ جغرافية أـ مناخية ,أـ سياسية ,أـ عمرانية ,أـ 21
تعميمية ,كما ييتـ ىذا العمـ أيضا بدراسة المجتمع مف خبلؿ مظاىره اإلجرامية ,كيبحث في العكامؿ االجتماعية التي تييئ الفرص لئلجراـ (راشد .)1974,
فاإلجراـ ال يكجد إال إذا تعارض سمكؾ الفرد مع سمكؾ الجماعة ,أك مع سمكؾ فرد آخر ,فإذا انعدـ كجكد اآلخريف ,انعدـ معيا السمكؾ اإلجرامي .فالسمكؾ اإلجرامي إذان إطاره المجتمع اإلنساني ,كضمف
ىذا اإلطار يتـ دراسة المبادئ السمككية المنبثقة عف الحياة كالمرتبطة بتنظيـ المجتمع اإلنساني
كالقكاعد التي يستند إلييا في تأميف استم اررية ىذه الحياة كىذا النظاـ كالتفاعبلت القائمة بيف حياة الفرد فالسمكؾ
كحياة المجتمع.
اإلجرامي إذان ما تـ االقتراب منو مف الزاكية االجتماعية يظير العكامؿ االجتماعية التي تراكمت عمى أرضو فتفاعمت فأدت إلى تحققو ,كدراسة ىذا االقتراب كالتفاعؿ ىي بالضبط ميداف عمـ االجتماع
الجنائي .فيك عمـ ييساىـ بما يقدمو مف معرفة بالسمكؾ اإلجرامي في جعؿ العمـ الجنائي يحقؽ ذاتيتو, كيتمـ رسالتو في شرح ىذا السمكؾ (العكجي .)1981 ,كما تمثؿ الجريمة ظاىرة اجتماعية ترتكز عمى أسس ثقافية ,كتنشأ نتيجة تفاعؿ الفرد مع البيئة االجتماعية التي يعيش فييا ,حيث تؤثر في تكافقو أك
جنكحو أثناء عممية التنشئة االجتماعية .
طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي
أوالً :المبلحظة. ثانياً :المقابمة: ثالثاً :دراسة الفردية: رابعاً :الدراسة الفردية لحالة المجرم: خامساً :دراسة المجموعات المتماثمة: سادساً :مقاييس التقدير: سابعاً :االستبيان: ثامناً :االختبارات النفسية:
22
الوحدة الثانية
الوحدة الثانية
طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي يتسـ منيج البحث في عمـ النفس الجنائي كغيره مف مناىج البحث في مياديف عمـ النفس األخرل بطابعة العممي,حيث يستند إلى المبلحظة كالتجريب ,فيك مف العمكـ التجريبية كالعمكـ الطبيعية
كاالجتماعية .فعمـ النفس الجنائي يبحث في المشاكؿ الكاقعة المتعمقة بالجريمة كالمجرـ ,كيتحقؽ مف
الفركض التي تكضع في ىذا الصدد عف طريؽ استخداـ األساليب العممية التطبيقية لتفسير الكقائع المختمفة ,كما أنو يبحث عف عبلقات االرتباط بيف األسباب كالنتائج لتأصيؿ الحقائؽ كصياغتيا
صياغة عممية.
كتتنكع طرائؽ البحث في عمـ النفس الجنائي مف دكلة إلى أخرل ,كذلؾ تبعا الىتماـ الدكلة بيذا العمـ,
كمقدار اإلمكانيات المتكافرة كمان ككيفان مف قبؿ الدكلة .كىذا التنكع ال يعني أف ىذه الطرائؽ منفصمة بؿ
متكاممة ,بحيث ال يستغني الباحث عف إحداىا دكف األخرل ,إذ أف فيـ الظكاىر االجتماعية كمعرفة الظركؼ التي تحيط بيا ,كالقكانيف التي تخضع ليا يجعمنا نستخدـ أكثر مف طريقة لتحقيؽ ىذا
الغرض.
وأىم طرائق البحث في عمم النفس الجنائي ما يمي: أوالً :المبلحظة :Observation
تؤدم المبلحظة في عمـ النفس الجنائي دك ار فعاال ,حيث تتطمب مف الباحث مبلحظة أفراد العينة
بنفسو ,ثـ يسجؿ كؿ ما يصؿ إليو نظره مف معمكمات تتعمؽ بالكاقعة مكضكع البحث .كالمبلحظة قد تتـ في مكاقع طبيعية ,كقد تتـ في المختبر ,كيجب أف يتكافر في الشخص الذم يقكـ بالمبلحظة, 23
الخبرة كالمكضكعية في التقدير. كيمكف الحديث ىنا عف نكعيف مف المبلحظة كىما:
أ.المبلحظة البسيطة :Simple Observation
يستخدـ المبلحظ (الباحث) ىذا النكع مف المبلحظة مف أجؿ جمع المعمكمات عف الظاىرة مكضكع البحث ,كذلؾ مف خبلؿ مشاىداتو كمراقبتو كاستماعو دكف استخداـ أجيزة فنية ,أك معدات أخرل.
كيمكف أف تككف ىذه المبلحظة عمى شكؿ مبلحظة بالمشاركة ( ,)Participationحيث ينزؿ الباحث
إلى ميداف الجريمة ,كيندمج كسط الجماعة التي ييدؼ دراستيا ,بحيث يصبح فردان عاديان فييا .كتتميز
ىذه الطريقة بأنيا تيمكف الباحث مف مبلحظة نشاط األفراد في الجماعة كسمككياتيـ المختمفة في الطبيعة عف كثب مما يساعده في الحصكؿ عمى معمكمات دقيقة يتعذر الكصكؿ إلييا عف طريؽ الكسائؿ األخرل.
كىذا األسمكب يصعب عمى الباحث سمككو ,ألنو يتطمب منو النزكؿ إلى البيئة اإلجرامية كمشاركة أناس يسمككف طريؽ اإلجراـ في حياتيـ .كلكف ىناؾ آراء لبعض الباحثيف ترل أف دكر الباحث
يقتضي منو أحيانان االشتراؾ في ارتكاب الجريمة مف أجؿ التكصؿ إلى كشؼ الحقائؽ.
كلكف المبلحظة البسيطة قد ال تتطمب مشاركة الباحث ( )Won-Participationلؤلفراد مكضع البحث ,فالباحث يفصح ليـ عف حقيقة ميمتو ,كيحصؿ عمى ثقتيـ ,كذلؾ بتككيف عبلقات كصبلت
طيبة معيـ ,كيتجنب االندماج معيـ كميان حتى ال يؤثر كجكده في طبيعة نشاطيـ كفعالياتيـ.
ب.المبلحظة العممية المنظمة:
تختمؼ ىذه المبلحظة عف سابقتيا مف حيث أف الباحث يستعيف بمعدات كأجيزة معينة تساعده عمى جمع المعمكمات ,مثؿ االختبارات ,كأجيزة القياس ,كأجيزة التصكير كالتسجيؿ ,كالتحميؿ الكيميائي, كالكشؼ الطبي ,كىذا ما يساعد الباحث في التحقؽ مف صدؽ المعمكمات التي يسجميا.
كتيقدـ ىذه المبلحظة خدمة كبيرة لمبحث العممي ,فيي منظمة كليست عشكائية أك عرضية ,كتسجؿ معمكماتيا بدقة ,كىي عرضة لمتمحيص لبياف مدل صدقيا كصحتيا .إنيا نقطة البداية في البحكث
العممية في عمـ النفس عامة كعمـ النفس الجنائي خاصة.
كالجدير بالمبلحظة العممية أنيا تساعد الباحثيف في عمـ النفس الجنائي كعمـ اإلجراـ عمي ما يمي:
.1اإلدراؾ المباشر لمجريمة :أم مبلحظتيا أثناء ارتكابيا ,سكاء بكاسطة التصكير ,أك المصادفة ,أك مف خبلؿ كضع عدسات تمفزيكنية ,كما ىك في بعض المحبلت التجارية الكبيرة.
.2إثبات الحالة :كذلؾ بعد إتماـ الجريمة يتـ تحديد معالـ شخصية المجرـ.
.3دراسة طريقة ارتكاب الجريمة :كحالة كسر القفؿ أك تسمؽ السكر بقصد السرقة مثبلن. .4حصيمة الجريمة :مثؿ سندات بنكية مزكرة.
.5دراسة ممؼ القضية مف خبلؿ تراكـ المعمكمات المحصمة عبر األجيزة المتطكرة . 24
.6دراسة األعماؿ المنجزة مف قبؿ المسجكنيف ,كالرسـ ,كالكتب ,كاألدكات المصنكعة كغيرىا( .خمؼ , .)1986
ثانياً :المقابمة : Interview
ىي عبلقة مينية ,اجتماعية ,دينامكية ,تتـ كجيان لكجو مع الشخص مكضع الدراسة كذلؾ بيدؼ
الحصكؿ عمى بيانات كمعمكمات فيما يتعمؽ بأحداث كقعت لمفرد ,كاألزمنة التي مر بيا ,كاألماكف التي عاش فييا كذلؾ لشرح كتحميؿ حالتو ,كتسجيميا كفؽ نظاـ محدد مف التسجيؿ الكتابي ,كالسمعي,
كالمقابمة
كالمرئي (الزعبي .)1994 ,
فرصة لبلختصاصي النفسي لمبلحظة انفعاالت الفرد كمعرفة أفكاره ,كاتجاىاتو النفسية ,كخبراتو
الشخصية ,كمبلحظة نبرات صكتو ,كتعابير كجيو ,كاشاراتو ,كغير ذلؾ مما يككف لو أىمية في العممية الجنائية .كما أف المقابمة كسيمة تشخيصية ,حيث يتـ التركيز عمى اختبار بعض الفركض التشخيصية
التي تككنت بفعؿ معمكمات تـ جمعيا في مرحمة سابقة .كما أف لممقابمة أيضا أىدافان عبلجية إذ يتـ
مف خبلليا مساعدة الفرد عمى التخمص مف مشاكمو كصراعاتو .كقد تككف المقابمة مقيدة بأسئمة معينة
كيجيب عنيا الفرد ,مف خبلؿ تطبيؽ بعض االختبارات النفسية ,كقد تككف طميقة يسأليا االختصاصي ,ي كما يحدث في جمسات التحميؿ النفسي دكف أف يتقيد الفرد بأم قيد كنترؾ لو الحرية لمحديث عف كؿ ثالثا :دراسة الحالة Case ً
ما يخطر ببالو. :Study
تستخدـ طريقة دراسة الحالة في العمكـ المختمفة كتستخدـ بشكؿ خاص في ميداف عمـ النفس الجنائي. فعمماء النفس الجنائي ييميـ في خدمة الحاالت الفردية معرفة أفراد األسرة كعبلقتيـ ببعضيـ,
كالمستكل االجتماعي كاالقتصادم ليا ,كظركؼ عمؿ الفرد كحياتو في الطفكلة كحالتو الصحية,
كالظركؼ المحيطة بو حاليان كالتي سببت لو مشاكؿ كحسب ىذه الطريقة يككف المجرـ ىك الكحيد
لمكضكع الدراسة التي تشمؿ جميع الخصائص النفسية ,كالعضكية ,كالظركؼ االجتماعية لممجرـ .كما يتناكؿ الباحث حالة الفرد كيخضعيا لمدراسة التفصيمية ,فيتعرؼ عمى حياة المجرـ في الماضي سكاء
أكانت تككينية أـ اجتماعية ,كما يتناكؿ الجرائـ التي ارتكبيا سابقا (إف كجدت) كالظركؼ المرافقة ليا
الفحوص التي يخضع
كاآلثار المترتبة عمييا.
ليا المجرم :وىي عمي النحو التالي :
.1الفحص الطبي العام :
كيتناكؿ ىذا الفحص جسـ المجرـ بشكؿ كامؿ مف حيث مدل صحتو ,كالعاىات الجسدية الدائمة, كمدل تأثير العجز الجسمي عمى تككيف السمكؾ اإلجرامي بصفتو عامبلن دافعان لمسمكؾ اإلجرامي .كما ييتـ ىذا الفحص بدراسة مراحؿ النمك الطبيعي كغير الطبيعي لمختمؼ الكظائؼ العضكية لجسـ
المجرـ .كما يتـ أيضا فحص الحالة العقمية لممجرـ بغية التعرؼ إلى األمراض العقمية التي يعاني
منيا.
25
.2الفحوص البيوكيميائية: كتيتـ ىذه الفحكص بدراسة كظائؼ الغدد الصماء ,كمدل تأثير إف ارزاتيا اليرمكنية عمى تككيف السمكؾ اإلجرامي.
.3الفحوص العصبية: ال بد أف يتـ فحص الجياز العصبي لممجرـ .إذ أثبتت الدراسات كجكد عبلقة كاضحة قكية بيف الجياز العصبي لئلنساف كسمككو .فقد تبيف مف خبلؿ الفحكص التي أجريت عمى المجرميف في إيطاليا
كفرنسا كبريطانيا ,كجكد حركات في العيكف ,كفي المساف كرعش في اليديف كالجفكف أكثر مما ىك
مكجكد عند األشخاص العادييف.
.4الفحوص النفسية:
يتـ فحص الحالة النفسية لممجرـ مف خبلؿ تطبيؽ عدد مف االختبارات النفسية عميو مثؿ :اختبارات
الذكاء ,كاختبارات الشخصية ,كاالختبارات المينية كالتربكية ,كغير ذلؾ مف الكسائؿ الحديثة .إذ يتـ مف خبلؿ ىذه االختبارات معرفة ذكاء الفرد ,كمستكل إدراكو ككعيو ,كمدل قدرتو عمى التفكير كالتذكر
كالتصكر .أما الكعي كاإلدراؾ فيتككف مف مجمكع العكامؿ النفسية التي تيمكف شخص مف اإلحاطة بعالمو الداخمي ,كما يجرم في العالـ الخارجي ,كيدخؿ في ذلؾ االنتباه كالذاكرة .فقد تبيف أف المجرميف
يغميب عمييـ الكعي بأحكاليـ النفسية الداخمية دكف أف يتمكنكا مف كعي العالـ الخارجي مف حكليـ ,إذ
أف المجرـ ال يتمكف مف اإلحاطة إال بما يتصؿ بحاجاتو الغريزية دكف االنتباه لآلخريف ,كىذا الكعي يككف عادة كعيان بميدان متجمدان يتميز بتركيز االنتباه عمى كؿ ما يؤدم إلى العمؿ اإلجرامي ,كىذا ما يظير بشكؿ خاص في جرائـ العنؼ العاطفي ,حيث تتسمط عمى المجرـ فكرة معينة تستحكذ عميو
كتبلحقو أينما ذىب ,كتبعد تفكيره عما يترتب مف نتائج بسبب فعمو اإلجرامي.
كيككف فحص تفكير اإلنساف المجرـ عمى شكؿ استجكاب يتـ مف خبلؿ االختبارات الخاصة بذلؾ, كمف خبلؿ ذلؾ يتـ االنتباه إلى تسمؿ أفكاره كمدل ترابطيا المنطقي ,كذلؾ مف خبلؿ االستنتاج
الصحيح الذم يبدأ بمقدمة لمشكمة ما ,كينتيي بنتيجة معينة .فقد تبيف أف القدرة عمى االستنتاج عند المجرـ تقؿ عف المتكسط إذا قكرنت باألشخاص العادييف .كما يتـ باإلضافة إلى ذلؾ فحص قدرة
المجرـ عمى التخيؿ ,الكتشاؼ ما يتمتع بو خيالو مف خصكبة أك جدب .كما يخضع المجرـ إلى
التحميؿ النفسي لمعرفة العكامؿ البلشعكرية التي دفعت المجرـ إلى ارتكاب الجريمة ,باإلضافة إلى
تعرؼ حاالت الصراع الناجمة عف عدـ قدرة األنا في التكفيؽ بيف مطالب األنا األعمى ()ego-super
كبيف مطالب اليي ( )Idكإشباع الحاجات األساسية كالجنسية ,مما يكلد لدل الفرد تكت انر كاضطرابان
.5الفحوص
نفسيان قد يؤدم بو إلى سمكؾ إجرامي.
العاطفية :
تجرم الفحكص العاطفية لممجرـ لمتعرؼ إلى مدل قدراتو االحتمالية نتيجة لما يكاجيو مف قيكد
كضغكط اجتماعية عندما يريد تحقيؽ رغباتو كميكلو .كعندما ييعاؽ تحقيؽ ىذه الرغبات كالميكؿ تظير 26
ردكد فعؿ المجرـ عمى شكؿ اعتداء عنيؼ عمى اآلخريف أك عمى الذات .كليذا فإف فحص الجانب العاطفي لممجرـ ييظير درجة تمرده عمى القيكد كالقيـ االجتماعية ,كعمى القانكف كاألعراؼ كالتقاليد السائدة في المجتمع .كيتـ ىذا الفحص مف خبلؿ المقاببلت كاالختبارات كاالستبيانات. .6فحص الظروف االجتماعية واالقتصادية لممجرم :
يقكـ الباحث باإلضافة إلى ما سبؽ بتحقيؽ اجتماعي يتناكؿ فيو شخصية المجرـ كحالتو المادية
كاألسرية كاالجتماعية .حيث يكجد أىمية كبيرة ألثر البيت غير المبلئـ عمى السمكؾ اإلجرامي ,إذ
كجدكا أف ىناؾ عبلقة كثيقة ,كأث انر كاضحان بيف البيت األسرم المتصدع كالكضع الحياتي لممجرـ .كما يعتبر العالـ األمريكي كلياـ ىيمي ( )W. Healyأكؿ مف استخدـ ىذه الطريقة عمى نطاؽ كاسع
كذلؾ في دراستو العديدة عمى األطفاؿ الجانحيف ,متناكالن أسرىـ كجكارىـ ,كالظركؼ المحيطة بيـ مف
النكاحي البيكلكجية كالنفسية كاالجتماعية ,كأعطى أىمية خاصة لمعكامؿ النفسية مف حيث أثرىا عمى
رابعاً :دراسة اآلباء
السمكؾ اإلجرامي (خمؼ .)1986,
واألخوة واألقارب والثقافة والبيئة التي نشأ فييا المجرم :كىذا المصدر يفيد في إعطاء معمكمات
مباشرة عف الفرد نفسو ,إذ يساعد في ضكئيا تحميؿ نتائج مبلحظتنا كمعمكماتنا التي حصمنا عمييا مف خامساً :دراسة
مصادر أخرل.
المجموعات المتماثمة :
يتناكؿ الباحث في ىذه الطريقة مجمكعات مف الحاالت المتماثمة في بعض عناصرىا أك خصائصيا اإلجرامية ,كيحاكؿ إظيار العبلقة الكطيدة بينيا كبيف اإلجراـ الذم تمثمو ىذه الحاالت.
فالباحث ىنا ييخضع لمدراسة مجمكعات مف الحاالت التي يتماثؿ أك يتقارب أفرادىا مف حيث السف ,أك مف حيث الظركؼ البيئية ,كيبيف العناصر المشتركة فيما بينيا كدكرىا في اإلجراـ .كالغاية التي يستيدفيا الباحث ىي الكصكؿ إلى قكاعد عامة يمستنبطة مف ىذه الحاالت مف جية ,كتصمح أساسان لمتطبيؽ عمى حاالت مماثمة مف جية أخرل .كتيشبو ىذه الطريقة إلى و حد كبير الطريقة التجريبية في العمكـ الطبيعية مع فارؽ مفاده أف الحكـ في المكاقؼ االجتماعية أقؿ كماالن مف مما ىك عميو في
العمكـ الطبيعية.
كمف أمثمة ىذا النكع مف الدراسة تمؾ األبحاث التي تناكلت فئات مف المجرميف ,أك األحداث ,أك
الشكاذ ,أك المجانيف ,كذلؾ بعد فحص عينات مف ىذه النماذج ,سكاء أكاف في مركز األمراض العقمية لممجانيف ,أـ في مركز البحكث االجتماعية كالجنائية ..إلخ ,كذلؾ بيدؼ الكصكؿ إلى إثبات نظرية
معينة ,أك محاكلة التعرؼ إلى أثر عامؿ أك عدة عكامؿ عف الظاىرة اإلجرامية .كما تؤدم ىذه
الدراسات إلى أبحاث كنتائج ككقائع ثابتة عف المجرميف ,كتأصيؿ الصمة بيف العنصر المشترؾ الذم يجمع بيف أفراد كؿ فئة كحداثة السف ,أك الشذكذ ,كبيف نكع الجرائـ المرتكبة ,كمثاؿ ذلؾ أف معظـ
ج ارئـ األحداث ىي جرائـ سرقة .كمف أجؿ أف تؤدم ىذه الطريقة كظيفتيا عمى الكجو األكمؿ ال بد أف يتكافر فييما شرطاف أساسياف ىما :
27
.1أف تككف ىذه الحاالت ممثمة تمثيبلن دقيقان لمفئة المراد دراستيا ,فمثبلن إذا تناكؿ الباحث المجرميف األحداث ,فإنو يتعيف أف تككف عينة األحداث مكضكع الدراسة ممثمة لغالبية فئات األحداث ,بحيث
يصمح تطبيقيا عمى جميع األحداث أك عمى األقؿ عمى أغمبيـ.
.2أف تتعدد ىذه الحاالت ,بحيث يمكف استخراج متكسط يصمح أساس لمتطبيؽ عمييا رغـ تنكعيا. كمف البدييي أف ثمار ىذه الدراسة ترقى قيمتيا تبعان لعدد الحاالت مكضكع الدراسة.
سادساً :مقاييس التقدير:
مف الطرائؽ المستخدمة في دراسة السمكؾ اإلجرامي مقاييس التقدير كالتي تيعتبر في جكىرىا مقاييس كمية تيستخدـ لتقدير بعض السمات السمككية كالشخصية لدل مجمكعة مف األشخاص بكساطة بعض الباحثيف المدربيف مف خبلؿ المقابمة أك المبلحظة .كما يمكف لمشخص نفسو أف يقكـ بتقدير درجة
عمى بعض السمات. كمقياس التقدير الخاص ألم سمة مف سمات الشخصية ييعد شكبلن متصبلن كميان يتككف مف خمس أك سبع درجات تمتد مف أقؿ الدرجات تعبي انر عف السمة التي يتـ تقديرىا إلى أكبر درجة تيعبر عف ذلؾ. كيقكـ الباحث بتقكيـ الفرد في سمة مف السمات أك مجمكعة منيا ,كذلؾ لبياف مدل تأثير الفرد في
الباحث (المبلحظ) .كيقكـ بمثؿ ىذه الطريقة عادة مبلحظ أك قاض يككف قد اتصؿ بالفرد اتصاالن كافيان يؤىمو لمحكـ عميو مف السمة التي يراد تقكيمو فييا .ككمما تعدد المبلحظكف في تقكيـ الفرد في السمة
الكاحدة كاف التقكيـ أقرب إلى الدقة كالمكضكعية.
تستخدـ مقاييس التقدير لتقكيـ الفرد في سمات متعددة مثؿ :الحساسية ,الكرـ ,التعاكف ,المكاظبة,
التحكـ في االنفعاالت ,العدكاف ...إلخ .كيتضمف كؿ مقياس تقدير سمة كاحدة فقط ,كمف أجؿ
تحاشي اختبلؼ الحكاـ في فيـ المراد قياسو (.جبلؿ . )1984,
ال بد مف مراعاة المبادئ التالية عند إجراء مقاييس التقدير لتقويم الفرد كىي عمي النحك التالي:
معنى كاحدان .كيككف أ.تحديد السمة التي يراد تقكيـ الفرد فييا تحديدان كاضحان ,ليفيميا الحكاـ المختمفكف ن تحديد السمة إما بشرحيا ,أك إعطاء مرادفات لغكية ليا ,أك إعطاء مثاؿ لمسمكؾ الذم يندرج في إطار ىذه السمة.
ب.تحديد الدرجات المختمفة لمسمة التي يراد تقدير الفرد فييا .كتيحدد درجات السمة عادة بأربع فئات أك أكثر ,كتنحصر فئات معظـ المكازيف التقديرية في خمس أك سبع فئات .كيجب تعريؼ كؿ فئة مف ىذه الفئات حتى تككف المستكيات فييا محددة تحديدان كاضحان ,كما ىك الحاؿ في تحديد السمة التي
تقاس .وفيما يمي مثال عمى ذلك:
مقياس تقدير عمل الفرد 1
2
4
3 28
5
عمل غير ُمرضي بتاتا
عمل ال يصل إلى مستوى الرضا
عمل ُمرضي
عمل ممتاز
عمل فوق المتوسط العادي
كيبيف القاضي أك الحاكـ (المبلحظ) تقديره لمفرد فػي مػؿء ىػذه المػكازيف بكضػع إشػارة عنػد النقطػة التػي يرل أنيا تمثؿ ما لدل الفرد مف السمة .كتستطيع مكازيف التقدير مف ىذا النكع تقدير سمة أك صفة مف
صفات الفرد .كلكف قد يككف مف الصعب اإلقرار بتساكم األبعاد بيف الدرجات ,فالفرؽ بيف الدرجػة ()1
كالدرجػػة ( )2قػػد ال يكػػكف مسػػاكيان تمامػان لمفػػرؽ بػػيف الدرجػػة ( )2كالدرجػػة (..)3إلػػخ .كمػػا أف القاضػػي أك
الحاكـ أك المبلحظ كثير ما يتأثر بأثر اليالة ( ,)Halo effectفكثي ار ما نتأثر عندما نقابؿ فردان ألكؿ مرة بمظيره سمبان أك إيجابان ,مما يسبب لنا الكقكع في الخطأ في تقدير السمة لدل الفرد.
كلكف كاتيؿ ( )Cattelاقترح في عاـ (1951ـ) أنو بدالن مف تقدير السمات لدل الشخص ,نقكـ بتقدير
السمكؾ ,فبدالن مف أف نسأؿ القاضي مثبلن تقدير ما إذا كاف الفرد اجتماعيان أـ غير اجتماعي ,ندعو يبلحظ سمككان معينان محددان مثؿ "ما عدد المرات التي يتكمـ فييا مع زميؿ لو في العمؿ تمقائيا دكف كجكد حاجة ممحة لذلؾ؟" " ,ىؿ يبدأ بالتحدث مع األغراب"؟ ,كما إلى ذلؾ.
فالمبلحظ ييبلحظ كذلؾ يمكف تقدير السمكؾ لشخص ما مف خبلؿ مبلحظة سمككو في زمف محدد ,ي أنكاعان محددة مف السمكؾ خبلؿ فترة زمنية محددة تطكؿ أك تقصر حسب الحاجة .كقد استيخدمت
طريقة مبلحظة السمكؾ بشكؿ خاص في دراسة سمكؾ األطفاؿ بشكؿ خاص نظ انر لصعكبة الحصكؿ
عمى تقارير لغكية منيـ ,إذ تتـ مبلحظة سمكؾ األطفاؿ في فناء المدرسة ,أك في الفصؿ ,أك مف خبلؿ
لعبيـ مع غيرىـ مف األطفاؿ .كبيذه الطريقة يمكف دراسة سمكؾ األطفاؿ العدكانييف ,أك سمكؾ المنافسة كالتعاكف عندىـ .كما يمكف استخداـ ىذه الطريقة أيضان مع األحداث في المؤسسات ,أك مع السجناء سابعاً ًً:
في السجكف كغيرىـ مف المنحرفيف. االستبيان :
كىي طريقة مف طرائؽ جمع المعمكمات عف فرد أك مجمكعة مف األفراد ,يطمب فييا مف الفرد اإلجابة عمى عدد مف األسئمة المحددة التي تدكر حكؿ مكضكع معيف .كفي االستبياف يسأؿ المفحكص عما
كيجيب يعرؼ ,أك عما يعتقد ,أك عما يشعر بو ,أك عما يرغب فيو ,أك عما ينكم عممو ..إلخ .ي
المفحكص عف ىذه األسئمة كفقان الستبصاره بمشاعره كانفعاالتو ,كاعتقاداتو ,كسمككو الماضي
كالحاضر ,بيدؼ الكشؼ عف جكانب سمككية معينة في شخصيتو أك الحصكؿ عمى معمكمات خاصة
بو كاالستبياف قد يككف عمى أشكاؿ متعددة :
أشكال االستبيان :
.1استبياف يككف اليدؼ منو الحصكؿ عمى المعمكمات .فالقاعدة في ىذا المكضكع ىك "أنو إذا أردت معرفة شيء ,فاسأؿ صاحب الشأف نفسو ,أك مف تككف لديو المعمكمات الصحيحة عنو" .كفي ىذا
النكع مف االستبياف يتـ التعرؼ عمى عمر الشخص كمستكل تعميمو ,كدخمو الشيرم ,كحالتو 29
االجتماعية ,كعممو الحالي ...إلخ. .2استبياف بقصد التعرؼ إلى معتقدات الشخص كفيما إذا كانت ىذه المعتقدات عامة أـ خاصة, كمدل تمسكو بيذه المعتقدات.
.3استبياف بيدؼ التعرؼ عف معايير السمكؾ .فاأللفاظ التي ييعبر مف خبلليا الفرد تبيف الفمسفة التي يؤمف بيا مثؿ" :يجب" أك "يتحتـ عميو" أك " يجب عمينا" ,كما أنيا تقرر السمكؾ الذم يسمكو. .4استبياف بيدؼ التعرؼ إلى سمكؾ الفرد الماضي أك الحاضر ,إذ يتـ مف خبلؿ ىذا النكع مف
االستبياف التعرؼ إلى أسباب المشكمة أك الحادثة :كىنا يككف السؤاؿ ليذا النكع مف االستبياف "بمماذا",
إذ مف خبلؿ اإلجابة يتـ معرفة تاريخ المشكمة ,أك التعرؼ إلى الدكافع الكامنة كراء حدث معيف ,أك االستفسار عف مكاقؼ معينة أك ظركؼ خاصة يحدث فييا رد فعؿ معيف.
.5كقد يككف االستبياف عمى شكؿ أسئمة أك عبارات مغمقة ,يتطمب اإلجابة عنيا بنعـ أك ال ,أك تككف مفتكحة ييترؾ لممفحكص فييا حرية العبير. مبلحظة ىامة :ال بد مف االنتباه أثناء كضع ىذه االستبيانات ,إلى أف تككف أسئمتيا كاضحة ,كشاممة, كأال تككف طكيمة بحيث ال تؤدم إلى الممؿ ,كأف تككف سيمة التصحيح كالتطبيؽ.
االختبارات النفسية :
ثامناً:
تعد االختبارات النفسية مف أىـ كسائؿ جمع المعمكمات بصكرة أقرب إلى المكضكعية ,كذلؾ بعد
إخضاعيا لمتجريب كالتقنيف كالمقارنة كاعادة التجريب .كما يمكف اعتبارىا كسائؿ تشخيصية تنبؤية صممت لمعرفة تيستخدـ جنبان إلى جنب مع الكسائؿ األخرل كليست بديبلن عنيا .إنيا كسائؿ عممية ي جكانب شخصية المجرـ بصكرة أقرب إلى المكضكعية ,يعبر عنيا قكالن أك كتابة أك بالعمؿ .كليذا فيي تحتاج إلى خبرة كافية مف قبؿ مف يستخدميا( .الزعبي.)1994,
كاالختبارات التي يمكف استخداميا في دراسة شخصية المجرـ كثيرة منيا :اختبارات الذكاء (كاختبار
بينيو ,كاختبار ككسمر ,كاختبار المصفكفات ,كاختبار الذكاء المصكر) ,كىناؾ اختبارات القدرات
الخاصة ,كاختبارات سمات الشخصية (اختبار كاتيؿ ,كاختبار برنركيتر ,كاختبار مينسكتا المتعدد
األكجو( ,)MMPIكاختبارات الميكؿ المينية (اختبار ككدر ,كاختبار ستركنج ,كاختبار الميكؿ المينية
ألحمد زكي صالح) ,كاختبارات االتجاىات النفسية ,كاالختبارات االسقاطية (اختبار ركر شاخ ,كاختبار
تفيـ المكضكع ( )TATجبلؿ .)1984,
31
الوحدة الثالثة اجلرميت كظاىرة يضادة نهًجتًع ويشكهت سيكونوجيت
مفيوم الجريمة: مفيكـ الجريمة لدل عمماء النفس: مفيكـ الجريمة لدل عمماء االجتماع:
تصنيف الجرائم :
مراحل ارتكاب الجريمة:
مسرح الجريمة :
النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة:
األثر الجنائي:
الدليل الجنائي في الكشف عن الجريمة:
دور الخبراء في الكشف عن الجريمة :
دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة:
العوامل النفسية المرتبطة بالجريمة :
31
الوحدة الثالثة
اجلرميت : Crime مفيوم الجريمة :Crime Concept يشير لفظ الجريمة إلى أم فعؿ مف أفعاؿ الشر .Wickednessأك أنيا عبارة عف أم خطأ ييرتكب
ضد المجتمع ,كيعاقب عميو القانكف ,كقد يككف ىذا الخطأ ضد شخص معيف ,أك ضد جماعة مف األشخاص.
الجريمة لغة :جرـ كممة مف الجرـ كىك القطع كالتعدم كالذنب كيقاؿ ادعي ذنبان لـ أفعمو كأجرـ بمعنى جني جناية كجرـ إذا عظـ جرمو أم أذنب كالجارـ الجاني كالمجرـ المذنب.
الجريمة شرعاً :
قال الماوردي :ىي (محظكرات شرعية زجر اهلل تعالى عنيا و بحد أك تعزير) (عمياف .)1994,كجاء في المعجـ الكسيط (إبراىيـ أنيس كآخريف )1972 ,أف الجريمة بكجو عاـ ىي كؿ أمر إيجابي أك
سمبي يعاقب عميو القانكف سكاء أكانت مخالفة أـ جنحة أـ جناية ,كبكجو خاص تعني :الجناية .
ويرى (الحديثي :) 1995,بأف الجريمة ىي كؿ ما ينص الشرع أك القانكف عمى تجريمو مف األفعاؿ كاألقكاؿ كجعؿ لو عقكبة صريحة مثؿ جرائـ الحدكد كالقصاص أك منح القاضي صبلحية تحديد
العقكبة .
تعريفات الجريمة :
.1تعريف (بدوي :)1977,فيعرؼ الجريمة في معجـ مصطمحات العمكـ االجتماعية "بأنيا كؿ فعؿ يعكد بالضرر عمى المجتمع كيعاقب عميو القانكف .كالجريمة ظاىرة اجتماعية تنشأ عف اتجاىات
كميكؿ كعقد نفسية ,كعف التأثر بالبيئة الفاسدة .كما قد تنشأ عف نقص جسمي أك ضعؼ عقمي أك
اضطراب انفعالي ,كتختمؼ األفعاؿ التي تيجرـ مف مجتمع ألخر". .2تعريف (بينام :)1986,فيرل أف الجريمة ىي " إشباع لغريزة اإلنساف بطريقة شاذة ال يسمكو الرجؿ العادم حيث ييشبع الغريزة نفسيا ,كذلؾ ألحكاؿ نفسية شاذة انتابت مرتكب الجريمة في لحظة ارتكابيا بالذات". .3تعريف (ليمة :)1991,الجريمة بأنيا " كؿ فعؿ غير مشركع صادر عف إرادة جنائية يقرر لو القانكف عقكبة ,أك تدابير احت ارزية".
.4تعريف (ربيع وآخرون :)1995,أف الجريمة "ىي سمكؾ ينتيؾ القكاعد األخبلقية التي كضعت ليا الجماعة جزاءات سمبية تحمؿ صفة الرسمية" .فالجريمة سمكؾ تيحرمو الدكلة ,كتحتـ عمى مرتكبو عقكبة معينة ,نتيجة لما يترتب عميو مف ضرر عمى الفرد كعمى المجتمع. 32
كاستنادا إلى ما تقدـ فإف الجريمة حينما تقع ,فإف الجاني يرتكب فعبلن ماديان يتمثؿ في االعتداء عمى
المجني عميو بالسرقة ,أك بالضرب أك بإلحاؽ الضرر باآلخريف ..مما يترتب عمى مثؿ ىذه األفعاؿ
اعتداء عمى الحؽ الذم يحميو القانكف .فضبل عف ذلؾ فإف الجريمة تفترض صدكر آثا انر يككف فييا ن الفعؿ غير المشركع عف إرادة جنائية ,فالجريمة ليست فقط عمبلن ماديان خالصان ,بؿ ىي عمؿ إنساف
يسأؿ عنيا ,كيتحمؿ العقاب مف أجميا .كاإلرادة ال تصدر إال عف إنساف مدرؾ كحر حتى يككف مسئكال صور
عف الجريمة.
اإلرادة الجنائية :
.1القصد الجنائي :كيعني اتجاه اإلرادة إلى الفعؿ كنتيجتو.
.2الخطأ غير العمد :كتعني اتجاه اإلرادة إلى الفعؿ دكف النتيجة.
التعريف اإلجرائي لمجريمة :
كيعاقب "ىي عبارة عف كؿ فعؿ ينتيؾ الحقكؽ العامة أك الخاصة أك القكاعد األخبلقية المجتمعية ي عميو القانكف نتيجة لما يترتب عميو مف ضرر يمحؽ بالفرد أك المجتمع".
فالجريمة مف ىذا المنطمؽ فعؿ ال اجتماعي يتضمف خرقان لقكاعد الجماعة كعاداتيا كمعاييرىا .كلذلؾ فإف معظـ تعريفات الجريمة ركزت عمى الفكرة القانكنية لمجريمة ,بالرغـ مف أف الجريمة في تغير
مستمر مف كقت آلخر ,كمف مكاف إلى مكاف آخر .فبعض األفعاؿ تيعد جريمة في دكلة ما ,في حيف أنيا ليست كذلؾ في دكلة أخرل ,بؿ حتى في الدكلة الكاحدة يتغير كصؼ السمكؾ مف كقت إلى آخر, فقد ييعد السمكؾ في كقت ما جريمة ,ثـ يعدؿ المشرع في سياستو عنو كيعتبره فعبلن مباحان في كقت آخر .كلكف يمكف القكؿ بأف ىذا التغير ميما حدث في أم مكاف أك زماف فإنو تغير نسبي كليس مطمقان ,فاإلجراـ الذم يحدث في الكقت الحاضر ييشبو إلى حد كبير اإلجراـ الذم حدث في الماضي, كما سيحدث مستقببلن مع تغير في كسائؿ اإلجراـ .فاإلجراـ عمؿ نسبي غير قابؿ لمتعريؼ بصكرة عامة كمطمقة ,ككؿ محاكلة ترمي إلى إعطائو طابعان عامان كمطمقان تؤدم إلى الغمكض كالتناقض, مفيوم
الستحالة جمع عناصر ثابتة كشاممة لممجرـ. الجريمة عند عمماء القانون الجنائي :
إف الجريمة ليست مجرد ظاىرة مضادة لممجتمع يتعامؿ معيا القضاة كفقان لنصكص قانكف العقكبات
في كؿ بمد كلكنيا أيضان مشكمة سيككلكجية تستمزـ الدراسة المتعمقة مف كؿ مف ييتـ بدكافع السمكؾ اإلنساني .كيرل المشتغمكف بالقانكف أف القانكف الجنائي ييتـ بالسمكؾ اإلنساني كلذلؾ ينبغي أف
يستفيد مف الفيـ الذم حصؿ عميو السمكؾ مف خبلؿ المبلحظة العممية .كفي المقابؿ يشعر عمماء
السمكؾ بالتزاميـ كمكاطنيف إزاء فيـ كخدمة عمؿ القانكف الجنائي .كيدعـ تمؾ االتجاىات المتكاممة نحك التعاكف ما يدفعو المجتمع مف ضريبة باىظة مف المعاناة كالفاقد البشرم كالمادم نتيجة مشكمة
الجريمة كفشؿ المجتمع في التعامؿ معيا.
33
كيرل (ساكر (Sacherأف الجيكد المبذكلة في مضمار التعاكف بيف عمـ النفس كالقانكف لـ تؤت ثمارىا المرجكة ألف أىداؼ ىذا التعاكف لـ تكف محددة بكضكح ,كما أف الطرفيف المتعاكنيف ,لـ يحسبا
حساب الفركؽ اليامة بيف عممييما في األىداؼ كالمسممات كفركض العمؿ .كمف الحمكؿ الكسط التي يقترحيا (ساكر) أف يرسؿ المتيـ إلى السجف ليس لمعقاب كلكف لمعبلج الذم يرشده كيكجيو عالـ السمكؾ كأف يحؿ التعريؼ الطب نفسي لممسئكلية الجنائية.
مفيوم الجريمة عند عمماء النفس :
يعتبر عمماء النفس أف الجريمة تعبير عف مكقؼ يمكف كصفو بأنو تضارب بيف سمكؾ الفرد كسمكؾ الجماعة .فالجريمة كما يرل( الغاش )1952 , Lagachىي التعدم الحاصؿ مف فرد أك مجمكعة
أفراد أعضاء في مجتمع معيف عمى القيـ المشتركة الخاصة ,بيذا المجتمع .كيفسر(الغاش) فكرتو عف
الجريمة كالسمكؾ اإلجرامي بقكلو" :إف المجرـ بفعمو اإلجرامي يرفض قيمان مشتركة في الجماعة التي
ينتمي إلييا أك يقضي عمييا كاضعان في اعتباره قيمان كمعايير أخرل خاصة بو أك مشتركة مع جماعة
أخرل ,فيك يعزؿ نفسو عف جماعتو أك يخرج منيا ,كما تعمؿ الجماعة عمى عزلو أك إخراجو أك حتى القضاء عميو ,فالصفة التي يتصؼ بيا السمكؾ اإلجرامي ىي عدكانية السمكؾ اإلجرامي ,سكاء أكاف ىذا العدكاف عمى حياة أقرانو أك أمبلكيـ أك سمعتيـ .كيتكجب عمى القائميف عمى تطبيؽ السياسات
العقابية أف يتابعكا منجزات العمكـ االجتماعية كبخاصة عمـ النفس فيما يتعمؽ بأسمكب التعامؿ مع
الجريمة كالمجرميف .فالمجرـ ييكضع في السجف بمعزؿ عف المجتمع فترة العقكبة ,حيث تستفحؿ نكازعو العدكانية إزاء اآلخريف نتيجة الجك االجتماعي داخؿ مجتمع السجف ,كنتيجة تراكـ مشاكمو خارج
كيكضع في المجتمع مرة أخرل ,حيث يمفظو المجتمع ,كيرفض التعامؿ مجتمع السجف ,ثـ ييفرج عنو ي معو ,كتغمؽ في كجيو أبكاب الكسب ,كال يجد إال الجريمة سبيبلن.
مف جانب آخر فإف المسجكف يكضع مع معتادم اإلجراـ ,حيث يكتسب منيـ معارؼ كعبلقات تسيؿ لو التكرط في الجريمة مرات أخرل عديدة ,إذ يتعرؼ إلى مزكرم البطاقات ,أك مف يصرفكف
المسركقات ,كمف يركجكف المخدرات ..كىكذا يخرج مف السجف كىك مندمج في شبكة إجرامية. كليذا ينبغي عمى القائميف عمى تطبيؽ السياسة العقابية االطبلع المستمر عمى منجزات العمكـ
االجتماعية المستفادة منيا في تطبيؽ تمؾ السياسة.
كيرل عمماء النفس أف منع الجريمة ال يككف بعقاب المتيميف كالزج بيـ في السجكف ,حيث يركف في
السجكف الكثير مف األساليب البل إنسانية كالتي مف شأنيا تغذية اإلحساس باليكية اإلجرامية ,كتدعيـ
الميكؿ اإلجرامي لممجرـ بدالن مف القضاء عميو .كلذلؾ ييقترح أف ييرسؿ المتيـ إلى السجف ليس لمعقاب, كلكف لئلرشاد كالعبلج النفسي ,كذلؾ مف أجؿ تعديؿ سمككو أك تغييره بسمكؾ يتكافؽ مع المجتمع, كيبتعد بو عف اإلجراـ كالجرميف.
34
مفيوم الجريمة عند عمماء االجتماع: كثير عف عمماء النفس مف حيث تحديدىـ لمفيكـ الجريمة كلكنيـ يعطكف ال يختمؼ عمماء االجتماع ان أىمية أكبر لمعكامؿ االجتماعية مف حيث تأثيرىا في تككيف شخصية المجرـ ,كفي تحديد سمككو
المنحرؼ .فالسمكؾ اإلجرامي ىك " اعتداء عمى القيـ السمككية في مجتمع معيف".
الجرـ "ىك كؿ فعؿ يصدـ بشدة الضمير الجماعي لجماعة معينة , حيث يرل (الفي بركىؿ) أف ي فيحدث ردة فعؿ لدييا ضد الفاعؿ المفترض" (العكجي . )1981,
فاألىؿ يرسمكف ألبنائيـ خطة يسيركف عمييا في أساليب تعامميـ مع اآلخريف كىؤالء األبناء يرسمكف لمف يأتي بعدىـ مثؿ ىذه الخطة .كىكذا ,كمع الزمف تتبمكر ىذه الخطة لتصبح عمى شكؿ قيـ سمككية
معركفة يمتزـ بيا األفراد في مجتمع معيف ,كاف كاف ىؤالء األفراد قد أصبحكا مستقميف ببمكغيـ سف
الرشد عمف فرض عمييـ ىذه الخطة ,أك باختيارىـ نيجان معينان في حياتيـ ,فإذا خرج أحد األفراد عف النيج المرسكـ سابقان بحكـ التربية كالتقاليد ,يصبح في حالة سكء تكافؽ مع سائر أفراد المجتمع
كنظرتيـ إلى سمكؾ الفرد ,مما يتكجب اتخاذ تدابير معينة بحؽ مف خرج عف الخطة المرسكمة ,كالتي
أصبحت قيمان مسممان بيا .كىذه التدابير المتخذة تختمؼ باختبلؼ السمكؾ الذم ارتكبو الشخص ,كمدل تأثيره سمبان عمي المجتمع كتقاليده كعاداتو كقيمو ,فإذا كاف سمكؾ الفرد ييدد احدم المبادئ األساسية
لممجتمع كانت العقكبة شديدة كأصبح الشخص في نظر المجتمع مجرمان .أما إذا كاف السمكؾ الذم
يقترفو الشخص يمس عادات كقيمان ثانكية لممجتمع فإف ردة الفعؿ االجتماعية تككف باالحتقار كالمكـ.
فالجرـ ىك العمؿ الذم ييدد قيمان أساسية في مجتمع معيف .ك أف العقكبة الجزائية تفرض عمى مف يمس الشعكر بالقيـ األساسية التي يعتمدىا الضمير الجماعي في حياة الفرد خاصة ,كالحياة
تصنيف
االجتماعية عامة( .العكجي . )1981,
الجرائم تبعاً لآلتي:
.1جنايات وجنح ومخالفات : فالجنايات ىي الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف بعقكبة اإلعداـ ,أك األشغاؿ الشاقة المؤبدة ,أك السجف
لمدد متفاكتة .أما الجنح فيي الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف بالسجف لمدة ال تزيد عف ثبلث سنكات
,أك الغرامة كفقان لنصكص القانكف .في حيف أف المخالفات تتضمف الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف بالسجف لمدة ال تزيد عف شير ,أك الغرامة المالية.
.2الجرائم الواقعة عمى النظام االجتماعي :
تيدد الجرائـ الكاقعة عمى النظاـ االجتماعي استقرار المجتمع كأمنو .فالخيانة الزكجية ,كتشريد األطفاؿ ,كاالعتداء عمييـ ,كعدـ إرساليـ لممدارس ,كالتيرب مف الكاجبات األسرية ,كاألعماؿ المخمة باآلداب العامة ,كالجرائـ ضد الديف كالشعائر الدينية المعترؼ بيا ,كالتعدم عمى حرمة األمكات,
كالجرائـ ضد السبلمة العامة ,كأعماؿ مكجية ضد النظاـ االجتماعي ,كالتي يعاقب عمييا القانكف. 35
كليذا فإف العمـ الجنائي يركز اىتمامو بالصكرة خاصة عمى ىذا النكع مف الجرائـ ألف مرتكبييا يعانكف مف مرض عضكم ,أك عقمي ,أك اجتماعي ,أك أخبلقي ,يتطمب عبلجيـ بشكؿ جدم ألعادتيـ إلى
حالتيـ الطبيعية ,كابعاد العكامؿ التي أدت بيـ إلى ىذه الجرائـ.
.3الجرائم الواقعة عمى نفس اإلنسان :
تستيدؼ ىذه الجرائـ حياة اإلنساف اآلخر بكسائؿ متنكعة .كيعمؿ العمـ الجنائي إلى تحرم األسباب التي تدفع ىذا الجاني إلى القضاء عمى حياة إنساف آخر ,كما ييتـ بمعرفة صمة القرابة ,كالعبلقة
العاطفية بيف الجاني كالضحية ,كمثاؿ ذلؾ (:قتؿ الكالديف ,أك الزكجة أك األكالد ,أك األقارب) .كىذه األفعاؿ تعبر عف نفسية الجاني كخركجو عمى القيـ االجتماعية كالعادات السائدة ,كالقانكف .أما قتؿ
شخص غريب فيدؿ عمى عدـ احتراـ الجاني لحياة اآلخريف كحريتيـ ,كما يدؿ عمى درجة الحقد الذم يحمؿ لمقضاء عمى حياة ىذا الشخص .فضبلن عف ذلؾ فإف اإليذاء الجسدم الذم يؤدم إلى جرح أك قطع أحد األعضاء ,أك إلحاؽ عاىة جسدية أك تشكيو بالمجني عميو ,يدخؿ ضمف ىذا النكع مف
الجرائـ ,كالتي ال تقؿ شأنان عف تمؾ الكاقعة عمى شخص آخر بسبب ما تمحقو مف ألـ لمشخص المجني
عميو.
.4جرائم االنتحار : ييعتبر قضاء الفرد عمي نفسو كانتحاره ىك سمب ليذا الفرد مف مجمكع أفراد المجتمع ,مما يكجب إنزاؿ العقكبة عمى مف أقدـ عمى جريمة االنتحار في حالة نجاتو .كليذا يينظر إلى االنتحار في الببلد الجبف المعنكم ,كالفعؿ المداف حتى مف الكجية الدينية .فاليابانيكف مثبل األكربية عمى أنو نكع مف ي ينظركف إلى االنتحار عمى أنو شبو فرض ديني أك كطني عمى المخطئ ,كيعتبركنو كفارة لمذنكب, كيشجعكف عميو .كما أف "ىتمر" ينظر إلى االنتحار كنظرة اليابانييف ,كيدعك الشعب األلماني إلى
اختياره سبيبلن عندما ال يككف أماميـ سكل ذلؾ مف خيار.
فقتؿ النفس مف أغرب السمكؾ البشرم كأصعبو عمى الفيـ كالتفسير .كقد تزايد االىتماـ باالنتحار في
القرف العشريف نظ انر ألنو أصبح في عدد األسباب الميمة لممكت البشرم ,كألف نسبة المنتحريف في
تصاعد مستمر كخاصة في العالـ الغربي (ففي الدانمارؾ 35شخصان مف كؿ مئة ألؼ شخص) ,كفي
(السكيد 21شخصان مف كؿ مئة ألؼ شخص) كنسب االنتحار في تزايد مضطرد .أما في (الببلد
العربية 3.5 -1.5شخصا مف كؿ مئة ألؼ شخص) .فالمنتحر مف كجية نظر الطب النفسي مريض لـ يمؽ العبلج الصحيح ,كليس ذا نزعة إجرامية .فالميـ في االنتحار نفسو ىك دراسة المسببات
لمقضاء عمييا ,كاال استمر المنجؿ في حصاد سنابؿ القمح البشرية قبؿ أكانيا ,دكف أف يككف ىناؾ
رادع أك قكة ردع ممثمة في الدكلة ,أك فيـ المجتمع ألىمية الطب النفسي في عبلج مثؿ ىذه الحاالت.
.5الجرائم السياسية :
يعد الشخص مجرمان إذا قاـ بأعماؿ تمس النظاـ القائـ في الدكلة .كبما أف لكؿ دكلة دستكرىا كنظاميا تحافظ عميو مف االعتداء أك مف تغييره أك إزالتو بالعنؼ ,لذا فإف أم محاكلة لبلعتداء عمى دستكر 36
الببلد أك النظاـ القائـ ,أك المساس باألمف ,أك الخيانة ,أك المساس باألشخاص المسئكليف عف النظاـ ييعد جريمة يعاقب عمييا القانكف .كلكف قانكف العقكبات ال يعاقب عمى ىذه األعماؿ بنفس الشدة التي يعاقب بيا عمى الجرائـ التي تتناكؿ حرية اإلنساف أك حياتو .فالعقكبات السياسية أخؼ كطأة مف العقكبات األخرل (العكجي.)1981, .6الجرائم االقتصادية :
كىي الجرائـ التي تستيدؼ اإلضرار باالقتصاد الكطني كالعالمي مف خبلؿ ممارسات فردية أك
جماعية ,كذلؾ لتحقيؽ الربح غير المشركع ,مف خبلؿ استغبلؿ بعض األكضاع الخاصة التي يمر بيا االقتصاد الكطني ,كاحتكار المكارد األساسية ,كالمضاربة بأسعارىا ,كاالتجار بالعممة األجنبية دكف
إذف ,كتزكير العمبلت ,كالغش في تصنيع المكاد الغذائية ,كتصريؼ المكاد الفاسدة كالتيريب ,كالتيرب مف دفع الضرائب كالرسكـ الجمركية ..إلخ ,مما ينعكس سمبا عمى الكضع االقتصادم العاـ ,كعمى
حياة كؿ مكاطف لما تسببو مف أزمات تزعزع الثقة باألنظمة القائمة ,كتعرض أمف المكاطنيف كحياتيـ
لمخطر .كليذا يكضع في قانكف العقكبات ما ييجرـ مرتكبي ىذه األعماؿ ,كانزاؿ العقكبات الصارمة بيـ. كىذا النكع مف اإلجراـ يستأثر باىتماـ خاص في العمـ الجنائي ألف آثاره تنعكس عمى حياة األمة, كيتستر فاعمكه بمظير رجاؿ األعماؿ لمقياـ بأعماليـ اإلجرامية .
بالممكية األدبية والفنية :
.7الجرائم الماسة
كىي
تمؾ الجرائـ المتمثمة في سرقة الحقكؽ األدبية كالفنية مف خبلؿ طبع الكتب ,أك المنتجات الفنية خمسة كتكزيعيا في األسكاؽ بأسعار زىيدة مما يمحؽ الضرر بالمؤلفيف كالناشريف .كما يمجأ البعض إلى
طباعة مثؿ ىذه المنتجات بأسمائيـ متجاكزيف حدكد األمانة العممية كاألدبية .كليذا قكبمت مثؿ ىذه األعماؿ بقكانيف جزائية رادعة .كالعمـ الجنائي بمعالجتو ألكضاع ىؤالء المختمسيف يتقصى الدكافع
الكامنة كراء ىذه األعماؿ كذلؾ التخاذ التدابير الكقائية كالعبلجية الرادعة ليـ .8 .الجرائم المتعمقة
كىي
بالبيئة :
الجرائـ التي تمحؽ أذل بالبيئة الجغرافية المحيطة باإلنساف ,أك بالكائنات الحية التي تشكؿ مصد انر مف مصادر تجديد الطاقة الحياتية .فالغازات المنتشرة مف المصانع ,كدخاف السيارات ,كالنفايات الناتجة
كيمحؽ األذل بالثركة النباتية كالحيكانية عف التصنيع ,يسبب تمكث المنتجات الزراعية ,كتمكث المياه ,ي كاإلنساف .كىذا ما أدل إلى ارتفاع الصرخات في كؿ أنحاء العالـ لمحفاظ عمى البيئة ,كعقد الندكات
كالمؤتمرات الخاصة بذلؾ ,كالعمـ الجنائي ييتـ بمثؿ ىذه الجرائـ ,ألنيا تضر بحياة اإلنساف كالمجتمع, كالحفاظ عمى حياة اإلنساف كالمجتمع مف أىـ أىداؼ ىذا العمـ.9 .جرائم العنف :
تزداد جرائـ العنؼ في العالـ يكمان بعد يكـ ,كتختمؼ الدكافع الكامنة كراء ىذه الجرائـ .فقد دلت
الدراسات أف ىناؾ رابطان كثيقان بيف الشعكر بفقداف المساكاة في المجتمع ,كفقداف العدالة االجتماعية, كرفض األنظمة القائمة ,كبيف جرائـ العنؼ .فالشعكر بالظمـ ييثير ثكرة في النفس يعبر عنيا األفراد بتصرفاتيـ العنيفة .كما أف تشنج األعصاب الذم تحدثو ضغكط الحياة اليكمية غير العادية ,تؤدم 37
إلى ضيؽ دائرة التسامح لدل الفرد ,كيصبح االنفجار عنده ممكنان ألم سبب بسيط .
كىناؾ مف جرائـ العنؼ ما يككف مصدرىا النقمة عمى األنظمة السياسية كاالجتماعية القائمة ,مما
يجعؿ القائمكف عمى أعماؿ العنؼ يسمككف بيدؼ النيؿ مف مكانة الدكلة ,كاحداث اىتزاز في النظاـ االجتماعي يبغية تحقيؽ أنظمة اجتماعية أكثر عدالة في نظرىـ. تصنيف جرائم العنف وفقا لآلتي :
أ.جرائم القتل واإليذاء :
تيعد أسباب جرائـ القتؿ كاإليذاء ,إذ قد يقتؿ الشخص مع سبؽ اإلصرار كالترصد ,كما أنو قد يقتؿ خطأ أك نتيجة لئلىماؿ ,أك أنو يقتؿ دفاعان عف النفس أك عف شخص آخر ,أك قد يؤدم إلى إحداث عاىة مستديمة ,أك قد يككف بسيطان ,أك قد يككف عمى شكؿ شركع في القتؿ .كميما كانت األسباب كالبكاعث
لمقتؿ كاإليذاء فقد تكفؿ القانكف الجنائي تحديد األركاف المادية كالمعنكية لكؿ نكع مف أنكاع جرائـ القتؿ
أك اإليذاء.
ب.جرائم السرقة واالحتيال : إف ماؿ اإلنساف كسيمة مف كسائؿ الكجكد البشرم ,كاالعتداء عميو ىك اعتداء عمى اإلنساف ,ألنو يمسو
في صميـ كيانو االجتماعي .كيقصد بالسرقة " أخذ أم شيء ذم قيمة مف ممتمكات اآلخريف ,كذلؾ باستخداـ كسائؿ مختمفة ,كذلؾ بدافع الحرماف أك إرضاء لرغبات مكبكتة لدل السارؽ " .كالسارؽ قد
يككف إنسانان فقي انر يمجأ إلى السرقة نتيجة حرماف يعاني منو ىك كأفراد أسرتو .كلكف ىناؾ حاالت ال يككف الفقر ىك الدافع إلى السرقة إذ أف األغنياء يمجئكف إلى السرقة كذلؾ ,حتى أنيـ يسرقكف ماؿ
الفقير كذلؾ بدافع الطمع ,كزيادة الثركة دكف أم رادع.
كما أف
مف دكافع السرقة المرضي ,حينما يمجأ إلى السرقة كجياء كأثرياء ,فيقكمكف بعممية السرقة ألخذ ماؿ
الغير أك ممتمكاتيـ خمسة ,بالرغـ مف معرفتيـ بأف ذلؾ مخالؼ لمقانكف كاألخبلؽ ,كذلؾ إرضاء لرغبة
مكبكتة داخميـ .كالقانكف ال يفرؽ بيف سارؽ عادم كسارؽ بدافع المرض ,كلكنو يترؾ لمقاضي حؽ كتعد
تقدير ظركؼ الجريمة.
السرقة باإلكراه أحد أشكاؿ السرقة التي تتـ في األماكف العامة ,مثؿ مكاقؼ السيارات ,كالشكارع
المزدحمة ,كالحدائؽ العامة .ففي إحدل الدراسات التي أجريت في الكاليات المتحدة األمريكية ,تبيف أف حكالي %51أك أكثر مف جرائـ السرقة باإلكراه تحدث في الشكارع كمكاقؼ السيارات .كىذا ما أدل
بالعديد مف الناس إلى النزكح مف المدف الكبيرة إلى المجمعات شبو الحضرية (ربيع كآخركف.)1995,
ج.جرائم الكراىية :
تعد جرائـ الكراىية أفعاؿ عنيفة تكجو ضد شخص معيف أك جماعة معينة ,كذلؾ بسبب ما تتميز بو الجماعة ,أك الشخص مف خصائص عنصرية أك عرقية أك دينية معينة ,مما يجعميـ مكضع اعتداء كتميز مف قبؿ جماعة األكثرية .كمف ضمف ىذه الجرائـ ,ما يقع مف اعتداءات عمى دكر العبادة أك
المقدسات ,كما يتـ مف ممارسات تمييز عنصرية مف قبؿ السكاف البيض ضد السكد في الكاليات 38
المتحدة األمريكية كجنكب أفريقية ,أك ما يتـ مف إبادات جماعية بحؽ بعض السكاف مف ديانات معينة مثؿ إبادة قادة الصرب الكثير مف المسمميف بشكؿ جماعي ,كالسبب في ذلؾ كراىية ىؤالء ألبناء تمؾ
الشعكب.
.11الجرائم المخطط ليا والجرائم الوقتية (جرائم العمد وغير العمد):
فالجرائـ المخطط ليا تتكافر فييا صكرة القصد الجنائي ,حيث يستغرؽ اإلعداد ليا زمنان يطكؿ أك
يقصر ,كيمر الجاني بالمراحؿ المختمفة لمجريمة .كيرتكز القصد الجنائي في الجرائـ المخطط ليا عمى عنصرم العمؿ كاإلرادة المذيف يمتداف في األساس إلى كؿ الكقائع التي تتككف منيا ماديات الجريمة. أما الجرائـ الكقتية فبل يتكافر فييا القصد الجنائي لدل الجاني ,فالجريمة في ىذه الحالة تككف كليدة االنفعاؿ كالتمقائية (مثاؿ حالة الزكج الذم يضبط زكجتو متمبسة بالزنا مع عشيقيا فيقتميما أك يقتؿ
أحدىما).
.11الجريمة الكاممة : كىي الجريمة التي يتـ التخطيط ليا بإحكاـ ,كيتـ تنفيذىا بشكؿ يصعب عمى الباحث الجنائي الكشؼ
عف غمكضيا ميما طاؿ زمف البحث فييا .كلكف ىناؾ مف يرل بأف الجريمة الكاممة غير مكجكدة ,فبل بد لكؿ جريمة مف أف تيخمؼ آثا انر تساعد عمى كشؼ غمكضيا .كالجرائـ التي ايعتبرت كاممة لـ ييكشؼ النقاب عف غمكضيا ,ليست إال دليؿ عمى أف الباحث أك الباحثيف في كضع خطة البحث أك إجراء التنفيذ .
مراحل ارتكاب الجريمة :
.1مرحمة السببية :
إف السبب في ارتكاب الجريمة ىك كاقعة مادية سابقة عمى كقكع الجريمة ,كتككف تمؾ الكاقعة سببان في تكلد الدكافع إلى ارتكاب الجريمة مثؿ (القتؿ في الحالة االقتصادية كالفقر كالعكز ..إلخ).2 .مرحمة
الدافع إلى ارتكاب الجريمة :
كىي حالة نفسية تنتاب الجاني لفترة زمنية معينة تتكلد عف حدكث السبب ,كتؤدم إلى التفكير في ارتكاب الجريمة (مثؿ الحقد ,الرغبة في االنتقاـ ,الرغبة في الثراء ...إلخ) كىذه المرحمة تمي مرحمة
السبب ,فيي تنشأ عنيا ,إذ أف السبب كاقعة مادية ,كالدافع حالة نفسية. التفكير :
.3مرحمة
كىي مرحمة ذىنية مبكرة في اإلعداد الرتكاب الجريمة ,كتمثؿ الصراع الداخمي لمجاني بيف الحالة
النفسية المتكلدة لديو كالتي تدفعو إلى ارتكاب الجريمة ,كبيف العكامؿ األخرل المختمفة التي قد تجعمو ييحجـ عف ذلؾ . .4مرحمة التخطيط : كفي ىذه المرحمة يبدأ الجاني بكضع خطة مناسبة لمتنفيذ ,كما قد يتطمبو ذلؾ مف معاينة لمكاف الجريمة ,كاختيار أدكات كأسمكب كزمف التنفيذ الفعمي لمجريمة . 39
.5مرحمة اإلعداد والتجييز : كتتمثؿ في إعداد أدكات التنفيذ ,كتكزيع األدكار عمى الشركاء إف يكجدكا ,كاالنتقاؿ إلى مكاف الجريمة .
.6مرحمة التنفيذ :
كفي ىذه المرحمة تيترجـ المراحؿ السابقة إلى كاقع فعمي ,حيث يينفذ الجاني خطتو كينتيي دكره ليبدأ دكر الباحث الجنائي . مرحمة التمويو والتضميل :
كىي مرحمة الحقة الرتكاب الجريمة ,إذ يقكـ الجاني بمحاكلة تضميؿ الباحث الجنائي مف خبلؿ
إخفاء اآلثار التي قد تقكده لكشؼ غمكض الحادث أك تكجيو البحث إلى جية تبعد الشبية بالجاني
الحقيقي .كالجدير ذكره أف الزمف مرف تمامان في ىذه المراحؿ ,كيختمؼ باختبلؼ القضايا التي يتـ فييا الحدث الجنائي .ففي قضايا الثأر قد تستغرؽ المراحؿ السابقة سنكات ليتـ التنفيذ .كلكف في
حادث قتؿ تـ نتيجة إىانة ,فإف ذلؾ ال يستغرؽ إال زمنان قصي انر .كمف جية أخرل فإف اكتماؿ المراحؿ مسرح
السابقة يحتـ أف يككف في جريمة مف النكع المخطط لو. الجريمة :
تتعدد االتجاىات في تحديد مسرح الجريمة ,كلكنيا أجمعت في النياية عمى كجكد اتجاىيف:
االتجاه األول :ييحدد مسرح الجريمة بالمكاف الذم يحتكم عمى األدلة الجنائية التي تساعد المحقؽ عمى كشؼ الحقيقة .كقد يتضمف مسرح الجريمة مكانان كاحدان أك عدة أماكف سكاء كانت متصمة أـ
متباعدة ,كفقان لنكع الجريمة المرتكبة ,كالبعض يمحؽ بمسرح الجريمة الطرؽ المكصمة إلييا ,كاألماكف المحيطة بيا ,كأماكف إخفاء متحصبلت الجريمة كآثارىا المادية.
االتجاه
الثاني :فيحدد مسرح الجريمة بمكاف ارتكاب الجريمة ,أك يمتقي فيو بالمجني عميو ,ثـ يغادره محققان ىدفو مف الجريمة أك يخيب أممو في ذلؾ (أبك القاسـ .)1986,
فمسرح الجريمة
يتحدد بمكاف ارتكابيا ,كيمتد ليشمؿ الطرؽ التي سمكيا الجناة في الدخكؿ كالخركج مف مسرح الجريمة.
النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة :
أوالً :النطاق المكاني :
لقد أجمع الخبراء في مجاؿ البحث الجنائي عمى أف مكاف الجريمة ىك مستكدع سرىا ,الحتكائو عمى اآلثار المادية ,كاألدلة الجنائية التي تؤدم إلى كشؼ الحقيقة ,مما دفع البعض منيـ إلى التكسع في
تحديد نطاؽ مكاف ارتكاب الجريمة ,فامتد إلى األماكف المجاكرة مف طرقات كأماكف عامة لمبحث عف ثانياً:
اآلثار المادية المتعمقة بالحادث . النطاق ألزماني :
لـ تحدد التشريعات المختمفة زمنان محددان إلجراء المعاينة ,كانما تيركت ذلؾ لما يرل المحقؽ مناسبان ,إذ كلكف يختمؼ ذلؾ مف كاقعة إلى كاقعة أخرل ,كذلؾ منعان لظركؼ كمبلبسات كؿ جريمة.
مف المبلحظ أف معظـ التشريعات تيحبذ ضركرة اإلسراع في إجراء المعاينة بعد ارتكاب الجريمة ,كذلؾ 41
لمحفاظ عمى األدلة الجنائية المتعمقة بالجريمة .ففي (مصر مثبلن ) نجد أف المادة ( )34مف الفقرة
األكلى مف قانكف اإلجراءات الجنائية ,تؤكد عمى الفكرية بعد قبكؿ التبميغات بشأف الجريمة .كما تؤكد
المادة ( )3مف الفقرة األكلى مف قانكف اإلجراءات الجنائية عمى الفكرية بعد تكفر حالة التمبس بجناية
أك جنحة .أما في (فرنسا) فإف االنتقاؿ يككف إجباريان في حالة التمبس بجناية ,مع ضركرة إخبار ككيؿ النيابة فك انر مف قبؿ ضابط الشرطة القضائي ليتسنى لو الحضكر شخصيان كمعو عند المزكـ قاضي
التحقيؽ .كفي (إيطاليا) فإف قاضي التحقيؽ ىك الذم يقكـ بالمبلحظة القضائية بعد كقكع الجريمة. كفي (الككيت) فإف المادة ( )11مف الفقرة (الثانية) مف قانكف اإلجراءات الجنائية تنص عمى االنتقاؿ
الفكرم إلى مكاف كقكع الجريمة لممحافظة عمى أدلتيا .كفي( تكنس) تيفضؿ السرعة في االنتقاؿ إلجراء المعاينة قبؿ أف تزكؿ معالـ الجريمة (الميدم.)1993,
األثر الجنائي :
يقصد باألثر الجنائي" :ىك كؿ ما يمكف أف ييتخمؼ في مجاؿ الجريمة ,كيككف لو عبلقة بيا سكاء عف طريؽ الجاني ,كآثار األقداـ كالبصمات كاألسناف كالشعر كالدـ كالبقع المنكية ..إلخ ,أك عف طريؽ اآلالت المستعممة في ارتكاب الجريمة في مراحميا المختمفة مثؿ ":األسمحة النارية ,أك األسمحة
القاطعة ,كالمفؾ ,كاألزميؿ" ..إلخ .كىناؾ آثار خاصة بمكاف الحادث قد تعمؽ بمبلبس الجاني كالرمؿ كىذه اآلثار قد
كالتراب" .
تككف ظاىرة يمكف إدراكيا بالحكاس كآثار األقداـ ,كاطارات السيارات ,كمنيا ما يككف خفيان ال يمكف
كشفو إال باالستعانة بكسائؿ فنية كبصمات األصابع ,كالدـ ,كاإلف ارزات المختمفة ,كما تككف ىذه اآلثار
ظاىرة أك خفية ,دائمة ككجكد مسدس أك طعنة سكيف .كقد تككف مؤقتة تزكؿ مع مركر الكقت كآثار كاألساس العممي لكجكد ىذه اآلثار
األقداـ كبصمات األصابع.
المادية في مكاف الجريمة يعكد إلى قاعدة عممية مفادىا أف كؿ جسـ يممس جسمان آخر ال بد أف يترؾ كيطمؽ عمى ىذه القاعدة جزءان مف مادتو أك كمو عميو ,كيأخذ مف الجسـ األخر مف مادتو أك شكمو ,ي نظرية تبادؿ المكاد .كمثاؿ ذلؾ(:عندما تصطدـ سيارة بيضاء بأخرل زرقاء ,فإف دىاف السيارة األكلى سكؼ ينتقؿ إلى دىاف السيارة الثانية الزرقاء ,كالعكس صحيح) .كىذا يعني أف أم تبلمس بيف
جسميف سكؼ ينتج عنو أف جزءان مف مادة كؿ منيما البد كأف ينتقؿ إلى األخر ,كيختمؼ انتقاؿ ىذه المادة باختبلؼ درجة الميكنة أك الصبلبة ,أك الغازية التي تتمتع بيا األجساـ المتبلمسة.
الدليل الجنائي وقيمتو اإلثباتية:
يقصد بالدليل الجنائي :الكقائع المادية أك المعنكية التي تتصؿ بالجريمة ,كالذم يؤدم اكتشافيا إلى تحديد كؿ أك بعض أبعاد الجريمة ,مثؿ كقتيا ,كمكانيا ,كدكافعيا ,كأسمكب ارتكابيا ,كالظركؼ
المحيطة بيا ,كمسؤكلية أطرافيا مف متيميف ,كمجني عمييـ ,بحيث يؤدم تجميع كربط ما تسفر عنو
مف حقائؽ إلى تحديد مرتكب الجريمة بصكرة قاطعة ال لبس فييا( .الميدم .)1993 ,
كيشترط في
الدليؿ الجنائي أف يككف منتجان في إثبات الكاقعة التي يستيدؼ إثباتيا .بمعنى أف يشير بصكرة مباشرة 41
أك غير مباشرة إلى حدكث الكاقعة التي يسعى الباحث إلى إثبات كقكعيا ,مثؿ( :انطباؽ بصمة األصابع المرفكعة مف مكاف الحادث عمى بصمات المتيـ ,كتقرير الطبيب الشرعي ,كشيادة فرد أك
عدة أفراد برؤية المتيـ حاؿ ارتكاب الجريمة ,أك تقرير خبير الشخصية الذم يثبت أف المقذكؼ النارم الذم استخرج مف جثة المجني عميو قد أطمؽ مف المسدس الذم ضبط في حيازة المتيـ) .
فقيمة الدليؿ الجنائي تتكقؼ عمى مدل دقة عممية المعاينة كااللتزاـ فييا بضكابط المشركعية .أنواع
األدلة الجنائية منيا : .1أن يكون مادياً :
كىي األدلة التي يمكف اإلحساس بيا بالحكاس الخمس مثؿ بصمات األصابع ,كبقع الدـ ,كآثار
األقداـ ,كالطمقات النارية ,أك تقرير الخبراء عف المخمفات المادية التي يتركيا الجاني في مكاف الحادث.
.2أن يكون معنوياً :
كيدركو مثؿ ما كىي األدلة التي ليس ليا كجكد مادم ,كانما يعتمد الخبير عمى ما يستنتجو ذىنيان ,ي يستنتجو المحقؽ الجنائي مف أقكاؿ الشيكد ,كاستجكاب المتيميف.
.3الركن الشرعي :البد مف كجكد نص تجريمي لمسمكؾ اإلجرامي متضمنان الجزاء الجنائي الكاجب
ايقاعو عمى مرتكب الجريمة ,أك كجكد صبلحية لدل القاضي بتحديد العقكبة التي يراىا مناسبة كما .4أدلة
في جرائـ التعزير (الحديثي . )1995, جنائية مباشرة :
كىي التي تثبت بمجرد تكافرىا عند حدكث الجريمة أك عدـ حدكثيا (مثؿ بصمات األصابع التي تثبت مبلمسة الشخص لممجني عميو ,ككذلؾ الشيكد الذيف أركا بشكؿ مباشر كقكع الحادث).
جنائية غير مباشرة (القرائن):
.5أدلة
وتُعرف القرينة :بأنيا الدليؿ الذم ال يشير مباشرة إلى حدكث أك عدـ حدكث كاقعة ما ,كانما يزيد مف درجة احتماؿ كقكع الجريمة (مثاؿ رؤية الشاىد لممتيـ كىك يخرج مع المجني عميو ليبلن ,ثـ ييعثر عميو
قتيبلن في الصباح ,أك رؤية المتيـ كىك يتمشى بجانب المحؿ المسركؽ قبؿ اكتشاؼ حادثة السرقة).
فقيمة الدليؿ الجنائي تتكقؼ عمى مدل دقة عممية المعاينة ,كااللتزاـ فييا بضكابط المشركعية .كليذا فالقيمة اإلثباتية لمدليؿ الجنائي يؤكد إما براءة المتيـ الذم دارت حكلو الشبيات ,أك تؤدم إلى إخبلء
سبيمو نتيجة ما أسفرت عنو عممية التحقيؽ كالمعاينة ,أك تؤكد إدانتو نتيجة المعاينة بالكسائؿ العممية الحديثة كاثبات صمة الجاني بالجريمة بسبب كجكد بعض اآلثار المختمفة مف جسـ الجاني كصمتيا مع دور الباحث الجنائي في
ما ىك مكجكد مف آثار المجني عميو.
تتمثؿ
الكشف عن الجريمة :
كفاءة الباحث الجنائي في إمكاف تحقيؽ أقصى قدر مف االستفادة مف مكاف الجريمة لحظة كقكع
الجريمة مف خبلؿ اآلتي :
42
.1اال نتقال إلى مكان الجريمة : إف االنتقاؿ الفكرم إلى مكاف الجريمة عند تمقي الخبر مسألة ميمة في عممية المحافظة عمى الحالة التي تركيا الجاني دكف أم عبث أك تدمير لآلثار ,كاألدلة المكجكدة .كما يمكف لمباحث الجنائي
الحصكؿ عمى بعض النتائج السريعة التي قد ال تتحقؽ إذا تباطأ في االنتقاؿ (كضبط الجاني قبؿ
ىركبو ,أك سماع شيادة المجني عميو قبؿ كفاتو ,أك سماع شيادة الشيكد قبؿ مغادرتيـ مكاف
الجريمة ) ..كليذا يعكد عمى رجؿ الشرطة الدكر األكبر في االنتقاؿ إلى مكاف الجريمة قبؿ الباحث
الجنائي ,كذلؾ لممحافظة عمى كؿ األدلة المتعمقة بمكاف الجريمة.
.2فحص أو معاينة مكان الجريمة :
إف طبيعة مكاف الجريمة تحدد أسمكب المعاينة .فإذا كانت األماكف كاسعة (كالطريؽ العاـ ,كالمزارع, كالجباؿ ,كالصحراء )...فإف الفحص يشمؿ عدة مئات مف األمتار بحثان عف آثار أقداـ أك إطار
سيارة ,أك أدكات أك أسمحة سقطت مف الجناة عند ىركبيـ .أما إذا كانت األماكف محددة (كالمنازؿ,
كالمتاجر ,كالمباني )...فبل بد أف يمتد الفحص ليشمؿ ىذه األماكف مف الداخؿ كالخارج كذلؾ بغية
العثكر عمى أم أثر لمجناة ,حيث تيفحص الجدراف ,كاألرضية ,كاألثاث ,كالصكر كما تحتيا ,كقد يككف أصغر جزء مف مادة غريبة ىك األثر البارز في الداللة عمى الجناة .كما يتضمف الفحص جثة المجني عميو في حالة كجكد قتؿ ,كذلؾ مف حيث المبلبس ,كالشكؿ العاـ ,كمكاف كجكدىا ,كاتجاه الرأس
كالقدميف ,كالجركح ,كاإلصابات ,كالطعنات التي لحقت بالمجني عميو. مكان الجريمة :
.3تحديد اآلثار المتخمفة في
إف اآلثار
المتخمفة في مكاف الجريمة عف الجاني أك المجني عميو نكعاف كىما:
ب.
أ.آثار ظاىرة :كىي ما ترل بالعيف المجردة ,كاألدكات ,كاألجيزة ...إلخ.
آثار غير ظاىرة :كىي اآلثار التي ال تيرل بالعيف المجردة ,بؿ تستمزـ رؤيتيا استخداـ الخبرة الفنية باألجيزة كاألدكات البلزمة لذلؾ .كبناء عمى ىذه اآلثار المكجكدة في مسرح الجريمة يمكف تحديد نكعية .4جمع
الخبراء المطمكب انتقاليـ إلى مكاف الجريمة.
المعمومات :
يقكـ الباحث الجنائي بجمع المعمكمات الدقيقة عف الجريمة ,كالتي تتعمؽ بكقائع مادية ثابتة أك يمرجح
ثبكتيا .كما ال بد لمباحث الجنائي مف االنتباه تمامان في ىذه المرحمة ,إذ أف الجاني يقكـ في كثير مف األحياف بعمميات تمكيو كتضميؿ خشية الكقكع في شرؾ الجريمة ,ال بد لمباحث الجنائي أف يمتزـ
بالمكضكعية ,كال ينساؽ كراء التصكرات ,كأف يجمع المعمكمات كالحقائؽ عندما تككف كاضحة تمامان.
.5استخبلص المدلوالت عن الجريمة :
بعد أف يقكـ الباحث الجنائي بفحص مكاف الجريمة ,كتحديد اآلثار التي خمفيا الجاني ,كبعد أف يجمع
المعمكمات البلزمة عف الجريمة يقكـ باستخبلص المدلكالت عف الجريمة ,كمحاكلة ترجيح بعضيا عمى اآلخر دكف إىماؿ ألم كاحد منيا .مثاؿ( :عندما يدخؿ الجاني إلى مكاف الجريمة دكف استخداـ 43
العنؼ ,حقيقة ليا مدلكالت متعددة .فقد يككف الجاني قد حضر بصحبة المجني عميو ,أك قد يككف معركفان لدل المجني عميو .ففتح الباب عند حضكر الجاني ,أك أف الجاني لديو مفتاح لباب المجني عميو ..كيمكف ترجيح مدلكؿ عمى آخر في ضكء الحادث.
تصور الباحث الجنائي لكيفية وقوع الحادث :
.6
بعد أف يقكـ الباحث الجنائي بجمع كؿ الحقائؽ عف الجريمة ,كيستخمص المدلكالت البلزمة ,فإنو يضع تصك ار مبدئيان لكيفية كقكع الحادث ,كارتكاب الجريمة .كلذلؾ كمما ازدادت كفاءة الباحث كاف
تصكره لكيفية كقكع الحادث أقرب إلى الكاقع .كبعد أف تتخذ اإلجراءات األخرل في معاينة الجريمة
(كتشريح جثة المجني عميو ,كسؤاؿ الشيكد ,كفحص اآلثار المترتبة عف الجريمة) ,يتـ كضع تصكر .7وضع خطة
نيائي لكيفية ارتكاب الجريمة . البحث :
في ضكء ما تقدـ ,يضع رئيس الفريؽ المكمؼ بفحص غمكض الحادث خطة بحث كاضحة كشاممة
تتضمف الخطكط األساسية العامة كالفرعية ككذلؾ كرقات عمؿ يكمية لما تـ إنجازه ,كما أكضحتو نتائج
الفحص كالمناقشات مف إضافة بعض النقاط التفصيمية كفقان لظركؼ كؿ حادث.
األدوار وتنفيذ الخطة :
.8توزيع
يعد كضع خطة البحث ,كقبؿ البدء بالتنفيذ ,يقكـ رئيس الفريؽ بتكزيع األدكار عمى أعضاء الفريؽ مف
أجؿ التنفيذ .كلذلؾ ال بد أف يككف رئيس الفريؽ عمى عمـ كدارية بكفاءة كؿ عضك مف أعضاء الفريؽ, كبإمكاناتو العقمية كالبدنية حتى يكمفو بالدكر الذم ييحسف أداءه. زمن ارتكاب الجريمة:
.9تحديد
يمكف تحديد زمف ارتكاب الجريمة ,مف خبلؿ المعاينة ,كسؤؿ الشيكد ,كالمجني عميو إف كاف عمى قيد الحياة ,كبسؤاؿ الطبيب الشرعي ,كفحص مختمؼ ظركؼ كمبلبسات الجريمة .كلتحديد زمف ارتكاب
الجريمة أىمية بالغة ,إذ في تحديد الزمف يمكف إثبات تكاجد مشتبو بو في كقت حدكث الجريمة ,أك في
كقت سابؽ أك الحؽ لكقكعيا .كما يمكف مف خبلؿ تحديد زمف كقكع الجريمة كاثبات يبعد شخص معيف دور الخبراء في الكشف عف مكاف الجريمة. يعد
عن الجريمة:
الخبراء أعكاف لمباحث الجنائي ,حيث يقكـ الباحث الجنائي بتحديد مف ىـ الخبراء المطمكبكف في كؿ
حادث ,كيستدعييـ مف أجؿ الكشؼ عف غمكض الحادثة كالمساعدة في الكصكؿ إلى مرتكبيو .كيمكف
تحديد ىؤالء الخبراء عمي اآلتي:
.1خبير التصوير الجنائي :
كىك أكؿ مف يجب دخكلو إلى مكاف الجريمة لتسجيؿ الكاقعة كما تركيا الجاني ,كقبؿ أف يحدث أم
عبث باآلثار المكجكدة بو .كالتصكير الجنائي ميـ جدان ككنو تسجيؿ حي مصكر في ممؼ الحادث
يمكف الرجكع إليو عند الحاجة .كما أنو قد يكضح بعض اآلثار التي قد ال تتضح مف خبلؿ المعاينة 44
أك يصعب عمى المحقؽ إثباتيا .كما أف صكرة الحادث الجنائي ينقؿ المحكمة إلى مكاف الحادث, حيث يساعدىـ ذلؾ في الكصكؿ إلى قناعة بظركؼ كمبلبسات الحادثة كما أف أم تغيير في فريؽ
البحث ككجكد باحث جنائي جديد ,فإف إطبلعو عمى صكر مكاف الحادث يجعمو يتعايش معو كحيث ال يستطيع بعد مركر فترة طكيمة معاينتو عمى الطبيعة.
.2خبير البصمات :
إف طبيعة العمؿ الجنائي تقتضي مف خبير البصمات ,االنتقاؿ إلى مكاف الحادث لرفع ما قد يكجد مف
آثار بصمات ظاىرة أك غير ظاىرة ثـ يقكـ بإجراء المقارنات مع البصمات التي يقدميا لو الباحث
الجنائي مف المشتبو فييـ أك المتردديف عمى مكاف الجريمة أك مف ذكم السكابؽ .كيضاؼ إلى ذلؾ
آثار األقداـ عارية أك منتعمة .كقد استقر القضاء عمى اعتبار البصمة دليبلن ماديا قاطعان إذا ما انطبقت كتطابقت البصمة المرفكعة عمى بصمة المتيـ في ( )12خطأ عمميان .كىذا ما يكضح مدل أىمية
االستفادة مف ىذا النكع مف الخبرة .كقد تكصؿ التقدـ العممي في عدد مف الدكؿ إلى حفظ البصمات
في عقكؿ الكتركنية (كمبيكتر) كتصنيفيا بمساعدة الخبراء مما يعني انتياء عصر البصمة المجيكلة في مسرح الجريمة.
.3خبراء العمل الجنائي : يضـ المعمؿ الجنائي العديد مف أقساـ الخبرة في مختمؼ محاكالت العمكـ كالدـ ,كاألنسجة كالزجاج, كالشعر ,كفحص المستندات ,كاألسمحة ,كالحرائؽ ,كالمفاتيح ,كالعممة ,كاآلالت ,كغير ذلؾ مف
التخصصات .كفكائد ىذه األنكاع مف الخبرات تككف في إنارة الطريؽ أماـ الباحث الجنائي إلزالة
الغمكض الذم يكتنؼ ظركؼ الحادث .ككذلؾ تضييؽ نطاؽ البحث كتحديد الطريؽ الذم سيسمكو
الباحث الجنائي ,فضبل عف تقديـ أدلة جديدة لمباحث الجنائي لتعزيز األدلة القديمة ,ككذلؾ تفيد في
التحقيؽ مف صحة أقكاؿ المجني عمييـ كالشيكد. دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة :
يتكلى الطبيب الشرعي فحص جثة المجني عميو ,كبياف أسباب الكفاة ,كاإلصابات كالجركح ,كاآلالت كاألسمحة المستخدمة في الجريمة مع تصكير كيفية كقكع الحادث ,كمكقؼ الضارب مف المضركب,
كالمسافة التي أطمقت منيا األعيرة النارية .كالباحث الجنائي يقكـ بدكره بتكجيو عدد مف األسئمة لمطبيب
الشرعي كالتي مف شأنيا أف تساعده في تكضيح طريقة كضع أقرب تصكر لكيفية ارتكاب الجريمة. كالجدير ذكره فإنو مف المفضؿ ترتيب عمؿ الخبراء كفقان لمترتيب آنؼ الذكر ,بحيث يبدأ بالمصكر الجنائي ,فخبير البصمات ,ثـ خبراء المعمؿ الجنائي ,ثـ عممية نقؿ الجثة إلى المشرحة تمييدان
العوامل النفسية
لتشريحيا مف قبؿ الطبيب الشرعي. المرتبطة بالجريمة :
ذكر (العيسكم ) 1991,عند تفسيره لمسمكؾ اإلجرامي مف الناحية النفسية البحتة "أف المجرميف أناس 45
يتكرطكف في أنكاع مف السمكؾ الخارج غير القانكني نظ انر لكجكد بعض الضغكط الداخمية كبعض االضطرابات المرضية كلكجكدىـ في كسط ظركؼ معينة كذلؾ إلشباع حاجاتيـ كدكافعيـ" كىذه
العكامؿ عمي النحك التالي :
.1ضعف الذات العميا (الضمير) : اعتمدت الدراسات النفسية في مجاؿ الجريمة عمى آراء (فركيد )Fruedصاحب المدرسة التحميمية الذم
قسـ الشخصية إلى ثبلثة عناصر كىي :
أ .الذات الدنيا "أليك" :IDكىي أساس السمكؾ الغريزم كالشيكاني كالعدكاني – كما يرل فركيد – كىي مستكدع الدكافع الفطرية الفجة كتسير كفقان لمبدأ المذة .
ب .الذات الكسطى "األنا" :Egoكتسير كفقان لممنطؽ العقمي كلمطالب المجتمع كتسعى لمتكفيؽ بيف مطالب الذات الدنيا كمطالب الذات العميا ,كتتضمف جزءان شعكريان كآخر ال شعكريان.
ج .الذات العميا "األنا األعمى أك الضمير" :Super Egoكىي مستكدع القيـ كالمثؿ العميا كالعادات الخمقي حيث كالتقاليد كالقيـ األخبلقية كالركحية كتسعى لمسمك بسمكؾ اإلنساف .كتقكـ مقاـ الضمير ي تؤدم كظيفتو .كليا كظيفة المنع مف إغراءات الشيطاف كتسعى لكقاية اإلنساف مف ارتكاب األخطاء
كالمعاصي كالذنكب ,كالذات العميا تقكـ مقاـ رجؿ الشرطة أك القاضي أك الرقيب أك رجؿ الجمارؾ الذم
يمنع دخكؿ المكاد الضارة إلى المجتمع .كتتككف الذات العميا أك "الضمير" عف طريؽ ما يتمقاه الطفؿ مف األكامر كالنكاىي كمعرفة الحبلؿ كالحراـ .كفي حالة السكاء يفترض (فركيد) أف تقكـ عبلقة بيف
الكئاـ بيف عناصر الشخصية الثبلثة ,ألف تكازف الشخصية يختؿ إذا سيطرت أك تغمبت كاحدة مف ىذه
القكل أك العناصر كاذا ضعفت الذات العميا كفشمت في أداء كظيفتيا ,أدل ذلؾ إلى ارتكاب العديد مف الجرائـ (عيسكم . )1991,كقد أكدت الشريعة اإلسبلمية عمى أىمية الكالديف في تربية ضمير الطفؿ كغرس القيـ األخبلقية المستمدة مف األسرة في شخصيتو كقد جاءت اإلشارة إلى ذلؾ في حديث
اع ككمكـ مسئكؿ عف رعيتو" ..كالحديث اآلخر الذم المصطفى(ص) الذم ينص عمى "أف كمكـ ر و ينص عمى أف "كؿ مكلكد يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك ينصرانو أك يمجسانو".
.2تدليل الطفل المفرط أو القسوة المفرطة:
يرل(عيسكم )1991,بأف تدليؿ الطفؿ كاالستجابة لكؿ طمباتو قد يؤدم إلى صعكبات في تكيفو في الكبر ,كذلؾ استخداـ القسكة كالصراخ كالعنؼ مع الطفؿ لو أثره السمبي عمى شخصية الطفؿ في
المستقبؿ .كما أف نبذ الطفؿ كعدـ قبكلو كاشعاره بأنو غير مرغكب فيو تعد مف أساليب التربية السيئة غير المرغكب فييا .ككذلؾ التذبذب في معاممة الطفؿ كاالنتقاؿ بو مف القسكة عمى الميف تعد مف
أساليب التربية السمبية التي تساعد عمي انحراؼ الطفؿ كبالتالي يقكـ بسمككيات إجرامية يعاقب عمييا
النظاـ كالقانكف .كقد أشارت نتائج األبحاث العممية عمى أنو يجب فرض العقاب مباشرة عمى الطفؿ إذا قاـ بسمكؾ خاطئ حتى يعي الصمة بيف سمككو الخاطئ كما لقيو مف عقاب .كنتيجة لمتربية الخاطئة قد
يشب الطفؿ مريضان ببعض االنحرافات السمككية كالسادية كىي الرغبة الشديدة في إنزاؿ العذاب كاأللـ 46
باآلخريف ,كالمازكخية كىي الشعكر بالمذة مف كقكع األلـ كالعذاب عمى الذات .كقد يصاب الطفؿ ببعض األمراض النفسية نتيجة لمتربية الخاطئة مثؿ "الفكبيا" كتعني الخكؼ الشاذ مف شيء ال يثير
الخكؼ في الشخص العادم .كمف مظاىر الشذكذ النفسي السمككي السرقة القيرية كالحرائؽ القيرية , كيعد االنحراؼ السيككباتي مف أبرز االضطرابات السمككية التي تتأثر بالحالة النفسية لمفرد ,حيث أف
السيككباتي غير قادر عمى ضبط النفس نتيجة لضعؼ الضمير أك الحرماف أك التدليؿ كقد يرجع سبب
االنحراؼ السيككباتي إلى خمؿ عضكم أك بيئي (عيسكم .)1991, .3الجناح الكامن:
ينسب "إيكيكرف" فكرة الجناح الكامف ,إلي سبب الجناح أف الكراثة ليا األثر الكبير في خمؽ الجريمة
في الطفؿ نفسو ك تعمؿ البيئة عمى إظيارىا في شكؿ جنكح .ك يرل في صحبة السكء كأثر البيئة
المحيطة مجرد عكامؿ مثيرة مباشرة أك غير مباشرة إلظيار الجنكح .
*كلكف
كمكتسب مف البيئة المحيطة كال يكجد ما الحقيقة ىك العكس صحيح في أف السمكؾ المنحرؼ يمتعمـ ي ييثبت أف العكامؿ الكراثية ىي السبب الرئيسي في إظيار الجنكح .كقد خمؽ اهلل تبارؾ كتعالى ىذا
اإلنساف كصكره في أحسف تقكيـ كأنعـ عميو بالعقؿ كاإلرادة حتى يختار بعقمو ما ينفعو كيبتعد عما
يضره ,كما يسبب لو التعاسة كالشقاء كاليبلؾ .كما أخبر النبي (ص) أف" كؿ مكلكد يكلد عمي الفطرة
فأبكاه يييدانو أك يينصرانو أك ييمجسانو " كىذا دليؿ عمي أف السمكؾ المنحرؼ متعمـ مف البيئة كليس مف الكراثة .
47
الوحدة الرابعة اجملرو
من ىو المجرم؟ .
السموك اإلجرامي : مفيوم السموك اإلجرامي : اليدف من السموك اإلجرامي : الفحص النفس لممجرم : خصائص السموك اإلجرامي : تصنيف المجرمين :
أوال .التصنيف القانوني : ثانيا .التصنيف البيولوجي : ثالثا .التصنيف النفسي : رابعا .التصنيف االجتماعي :
استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين :
48
اجملرو Criminal عمـ اإلجراـ ىك عمـ دراسة المجرـ (عمـ طبائع المجرـ) كما كييتـ بدراسة الظاىرة اإلجرامية مف حيث أسباب الجريمة سكاء تعمقت ىذه األسباب بالشخص المجرـ أـ بالبيئة المحيطة بو.
حيث ذىب العالـ األمريكي (سندرالند) إلي أف عمـ اإلجراـ ال يشمؿ فقط دراسة أسباب الجريمة كانما
أيضان عمـ العقاب كعمـ االجتماع القانكني باعتبار أف الجريمة تشكؿ الجانب االجتماعي لقانكف العقكبات .فيك مف العمكـ الجنائية الذم يدرس الجريمة كالمجرـ عمي و حد سكاء كظاىرة فردية كاجتماعية دراسة عممية لمعرفة العكامؿ المؤدية إلييا بغرض مكافحتيما كالحد مف تأثيرىما.
كيحتكم ىذا العمـ عمى عمكـ أخرم فرعية تتخصص في البحث عف أسباب الجريمة كيستعيف ببعض
العمكـ الحديثة كالطب كعمـ النفس كاالجتماع ...الخ. تعريف المجرم :
"إنو ذلؾ الشخص الذم خالؼ مبادئ سمككية معينة ,كاعتبرىا المجتمع الذم يعيش فيو مضرة بو كبالفرد ,كعاقب عمييا بجزاء حددتو قكانيف ذلؾ المجتمع (.العكجي .)1981,
تعريف آخر لممجرم :ىك الشخص الذم ينتيؾ القكانيف كالقكاعد الجنائية في المجتمع مما يترتب عمى ذلؾ عقكبات حددتيا قكانيف ذلؾ المجتمع.
التعريف اإلجرائي لممجرم :ىك الشخص الذم يقكـ بأم فعؿ يضر بو مصمحة الفرد الخاصة أك المجتمع عامة كيعاقبو عمييا المجتمع بالنبذ كالعزلة .
*كلكف ىؿ شخصية المجرـ تختمؼ مف حيث تككينيا البيكلكجي كالنفسي كاالجتماعي ,أـ أنيا شخصية عادية أدت بيا بعض الظركؼ المحيطة إلى مخالفة القكانيف كاألنظمة المعمكؿ بيا في بمد معيف ؟.
السموك اإلجرامي : Criminal Behavior مفيوم السموك اإلجرامي:
يرل بعض العمماء أف السمكؾ اإلجرامي يعكس خمبلن في شخصية مف يصدر عنو ,سكاء أكاف ىذا
الخمؿ في تككينو العضكم أـ في جيازه النفسي ,حيث يعبر السمكؾ اإلجرامي عف معاناة الشخص مف أزمة نفسية يمكف أف تككف آنية أك مزمنة .في حيف أف آخريف يركف أف السمكؾ اإلجرامي يعكس
المؤثرات االجتماعية في شخصية اإلنساف كالتي أدت بو إلى اإلجراـ. تعريفات متعمقة بمفيوم السموك اإلجرامي وىي عمي النحو التالي :
.1تعريف (الغربي :) 1983,ىك "سمكؾ شاذ مرضي إذا كاف صاد انر عف شخصيو مضطربة مريضة
نفسيان " كبيذا المعنى فإف شخصية المجرـ ال تختمؼ في جكىرىا كفي تككينيا األساسي عف شخصية
المريض نفسيان ,فيك يرل أف كؿ فعؿ إجرامي – عمى ىذا األساس – ما ىك إال داللة كتعبي انر عف صراعات نفسية مف نكع خاص تدفع بصاحبيا إلى الجريمة(.الغربي .)1983,
49
.2تعريف(مصطفى :) 1983,ىك السمكؾ المضاد لممجتمع كيشمؿ "التمرد ,كالتخريب ,كاإلشاعات ,ك العصياف ....الخ ,ككذلؾ يشمؿ جرائـ الغش,كالتزكير,كالنصب ,كاالختبلس ,كالرشكة ,كالقتؿ ,كيطمؽ
عمى ىذه المظاىر السمككية االجتماعية(.مصطفى.)1983,
.3تعريف (ربيع وآخرون ,
:)1995ىك سمكؾ مضاد لممجتمع ,كمكجو ضد المصمحة العامة كىك شكؿ مف أشكاؿ مخالفة
المعايير األخبلقية التي يرتضييا مجتمع معيف ,كيعاقب عمييا القانكف".4 .تعريف (سعد جبلل ,بدون
تاريخ ) :السمكؾ اإلجرامي ىك "فشؿ في إيجاد التكازف بيف الفرد كنفسو ,كبيئتو ,فينحرؼ في سمككو انحرافان ييفرؽ بينو كبيف األسكياء أك العاديف ,فيصبح شاذان أك منحرفان أك مريضان أك ما شابو ذلؾ, كالجنكف كاإلجراـ ىما أبرز أنكاع السمكؾ المنحرؼ"( .سعد جبلؿ ,بدكف). التعريف اإلجرائي لمسموك اإلجرامي :
ىك" مجمكع األفعاؿ المخالفة كالضارة كالميددة ألمف األفراد كالستقرار المجتمع ،التي يؤدم اكتشافيا
إلي رفضيا كنبذىا مجتمعيان كعقاب مرتكبييا بكاسطة القانكف " .فدراسة السمكؾ اإلجرامي تقتضي
العكدة إلى التككيف العضكم لئلنساف كمدل قدرتو عمى التكافؽ مع متطمبات البيئة االجتماعية كالثقافية
التي يعيش فييا ,كذلؾ مف أجؿ التعرؼ إلى األسباب التي أدت بو إلى الخركج عمى المبادئ السمككية
المعتمدة كساقتو إلى اإلجراـ .فاإلنساف كىك يعيش حياتو يسعى إلى إقامة تكازف مستمر بيف نزعاتو
البيكلكجية كالنفسية مف جية ,كبيف متطمبات الحياة االجتماعية مف جية ثانية ,كذلؾ حفاظان عمى النظـ
االجتماعية كذاتيتو ككيانو كمصمحة اآلخريف الذيف يعيشكف معو .كاذا اختؿ ىذا التكازف أدل ذلؾ إلى التصادـ المستمر ,كانعداـ الشعكر بالمسؤكلية األخبلقية كاالجتماعية ,كسيطرت شريعة الغاب في
المجتمع .فاإلنساف يشعر أثناء الثكرات كاالنقبلبات ,كحرب العصابات بغياب القانكف كالسمطة عف
لنزعاتو العناف ,كيقكـ بأعماؿ كحشية ال يقكـ بيا في الحياة االجتماعية خبلؿ تمؾ األزمات ,فيطمؽ ا األحكاؿ الطبيعية ,كمثاؿ ذلؾ ( :ما يحدث في فمسطيف عمي أيدم االحتبلؿ الصييكني ,حيث يستعمؿ
االسرائمييف سفؾ الدـ ضد سكاف الضفة كغزة .كقد سيطرت عمييـ ركح اإلجراـ التي كانت كامنة في
نفكسيـ كأيقظتيا تمؾ الحركب لتخرج كتضرب بشراسة دكف كعي) .إف نفسية ىؤالء األشخاص تتحكؿ
لدرجة تيصكر ليـ أنيـ يقكمكف بأعماؿ مباحة أخبلقيان كاجتماعيان ,كيعتقدكف اعتقادان راسخان أف تصرفاتيـ طبيعية ,بؿ إنيا تتصؼ بالبطكلة كالشجاعة كىذا ما أكدتو الحرب األخيرة عمي قطاع غزة كما تؤكده الضربات العسكرية المستمرة ضد األىالي في الضفة كغزة.
فالسموك اإلجرامي يمكن أن يحدث في إحدى الحالتين التاليتين:
أ .تنتج نتيجة حالة مرضية تستدعي العبلج الطبي المناسب ,كما ىك في حالة الشذكذ الجنسي ,أك المرض العقمي الذم يؤثر في سمكؾ اإلنساف.
ب .تنتج عف فقداف التربية الصحيحة منذ الطفكلة ,أك عدـ انسجاـ تمؾ التربية مع النظـ االجتماعية السائدة في المجتمع أك شذكذىا .ككذلؾ تأثير الصحبة السيئة في الشارع أك المدرسة أك المينة.
كلذلؾ مف أجؿ التعرؼ إلى السمكؾ اإلجرامي ,ال بد مف دراسة الناحية النفسية في تككيف اإلنساف, 51
ككذلؾ النكاحي النفسية كاالجتماعية التي تؤثر في نفسيتو .فيذه النكاحي تترابط مع بعضيا ترابطان
كثيقان ,بحيث ال يمكف دراسة إحداىا دكف األخرل.
اليدف من السموك اإلجرامي:
يرل كاركؿ ( )Carroll, 1964أف سمكؾ المجرميف كالجانحيف يمثؿ في الغالب سمككان تعكيضيان,
فالطفؿ الذم يتصؼ سمككو بالضعؼ كالتخنث ,يحاكؿ الحصكؿ عمى المكانة االجتماعية بيف أقرانو
عف طريؽ السرقة ,كقد يستمر ىذا السمكؾ البل تكيفي لمحصكؿ عمى تقديرىـ ,إذا حقؽ ىذا السمكؾ
الغاية المرجكة .كقد يمجأ أيضان إلى مثؿ ىذا السمكؾ ,كالى سمككيات أخرل مضادة لممجتمع عدد مف أبناء األغنياء كأصحاب المناصب العالية ,كذلؾ بغرض الحصكؿ عمى رضا زمبلئيـ .فالسمكؾ
اإلجرامي يمثؿ حربان ضد اإلحباط ,إنو يتكلد مف الشعكر باإلخفاؽ كاإلحباط كاإلحساس بالظمـ ,مما
يجعؿ المجرميف يقكمكف بسمككياتيـ اإلجرامية كشكؿ مف أشكاؿ العدكاف عمى المجتمع ,كذلؾ تعبي انر عف كجكد شعكر بالنقص لدل المجرميف أك في بيئتيـ المباشرة .كلذلؾ يرل "كاركؿ" أنو
ال بد مف
اعتبار كؿ مجرـ ككؿ حدث ,حالة مرضية البد مف االنتباه إلييا كاالىتماـ بحالتو .ككذلؾ االىتماـ بالعكامؿ االجتماعية التي أدت إلى الجريمة كالجنكح بدالن مف التركيز عمى الجريمة كفرض العقاب
القاسي بحؽ المجرميف .
الفحص النفسي لممجرم :ييتـ عمـ النفس الجنائي كعمـ اإلجراـ بفحص الجكانب الجسمية كالعقمية كالنفسية كاالجتماعية لممجرـ ,كما ييمنا في ىذا الجانب ىك الفحص النفسي لممجرـ ,حيث يتـ فحص
قدراتو ,كأسمكب تفكيره كتصكره لؤلشياء ,كمدل ذكائو .كما تيدرس عنده جكانب التفكير كالشعكر كاإلرادة ,ككذلؾ قدرتو عمى االنتباه كالتذكر .فقد ذكر (بنياـ )1977,أنو لكحظ لدم المجرميف كعي بذكاتيـ كأحكاليـ الشخصية دكف أحكاؿ العالـ المحيط .فاإلحساسات التي يككنيا العالـ المحيط في
نفكس المجرميف ,تقؿ في متكسطيا عف تمؾ التي يكلدىا في نفكس األشخاص العادييف ,إذ ال تتمقى ذات المجرـ مف تمؾ اإلحساسات إال ما يتصؿ بحاجاتو الغريزية الشخصية دكف االنتباه إلى ما يتعمؽ
باآلخريف .فالكعي عندىـ منطكم عمى الداخؿ أكثر مف الخارج كيتخذ أشكاال متعددة منيا :
أ.تارة يككف كعيان بميدان متجمدان يتمركز فيو ذىف المجرـ في الشعكر بالحاجة المؤدية إلى العمؿ اإلجرامي نفسو كانصرافو عما سكاه (مثؿ جرائـ العنؼ العاطفي).
ب.كتارة أخرل يككف الكعي مختمطان كيتميز باضطراب في إدراؾ األمكر كفي صفاء ىذا اإلدراؾ (مثؿ حالة السكر).
ج.كتارة أخرل يككف الكعي مزدكجان يككف فيو لممجرـ شخصيتاف متعارضتاف ,فيقضي أيامان في الرحيؿ كالتنقؿ ,كيرتكب فييا أنكاعان مختمفة مف الجرائـ مع احتفاظو في نفس الكقت بصفات الشخص الكاعي
اليقظ كالصافي الذىف .كقد يقكـ المجرـ بتصكر خاطئ ألمكر معينة تيعرض في العالـ الخارجي, فتتمثؿ في مخيمتو عمى غير حقيقتيا ,كأف يفيـ مف حركة يقكـ بيا شخص آخر عمى أف المراد بيذه
الحركة قتمو .فالمجرـ في ىذه الحالة يعاني مف أكىاـ كتخيبلت باطمة .كقد يعاني المجرـ مف التكىـ, 51
فيعتقد بكجكد أشياء في العالـ الخارجي المحيط بو ال كجكد ليا في الكاقع .كقد تأخذ اليبلكس التي عاني منيا المجرـ شكؿ ىبلكس بصرية أك سمعية أك ذكقية أك لمسية أك شميو .فيك يتخيؿ كيتكىـ
بأف أشخاصان يتآمركف عميو كيريدكف االعتداء عميو كىـ أصبلن غير مكجكديف .كما أنو قد يسمع
أصكاتان كعبارات تيديد أك سب ..لـ ينطؽ بيا أحد ,فتساكره حالة انفعالية شديدة ,كيصبح شديد القمؽ, كقد تؤدم بو ىذه الحالة إلى ارتكاب أفعاؿ عنيفة كاج ارمية .كما قد يتخيؿ المريض أنو ضحية
اغتصاب أك ىتؾ عرض ,فيقكـ بأفعاؿ عدكانية تجاه أشخاص يعتقد أف الفعؿ صدر عنيـ .كلذلؾ ال
بد مف فحص القكل العقمية لممريض أك المتيـ جيدان بإخضاعو لمجمكعة مف االختبارات النفسية
كالعقمية ,مع متابعتو لمبلحظة سمككو في الكاقع .كما يتـ فحص أسمكب تفكير المجرـ مف حيث كمية
األفكار ,كنكعيتيا ,كأىمية المجرـ لمحكـ عمى األشياء ,كالقدرة عمى ترتيب أفكاره منطقيان ,كقدرتو عمى ممارسة النقد كقد لكحظ أف ىذه األىمية تقؿ عف متكسطيا عند المجرميف ,كقد يككف مبالغ فييا ,كما
ىك الحاؿ في مركب الشعكر بالعظمة ,كأف يعتقد المرء بأنو مصمح اجتماعي ,أك أنو نبي ..إلخ. كقد تككف ناتجة عف الشعكر الديني ,كاعتقاده بأف زكجتو تخكنو .باإلضافة إلى عممية الفحص
باالختبارات كالمقاييس النفسية ,ال بد أف يتـ مبلحظة سمكؾ المجرـ كمتابعتو لفترة مف الزمف .كما
تؤثر الحالة االنفعالية فيما يرتكبو الفرد مف جرائـ ,كذلؾ مف حيث ما يتمتع بو الفرد مف حالة انفعالية ىادئة أك شديدة .
خصائص السموك اإلجرامي :
.1الضرر :فالسمكؾ اإلجرامي يؤدم إلى إحداث الضرر بالمصالح الفردية أك االجتماعية ,أك بيما معان .كىذا ىك الركف المادم لمجريمة.
.2التحريم :ال بد أف يككف السمكؾ اإلجرامي محرمان قانكنان ,كمنصكص عميو في قانكف العقكبات.
اء أكاف إيجابيان أـ سمبيان ,عمديان أـ .3اإلكراه :كىنا البد مف كجكد سمكؾ يؤدم إلى كقكع الضرر ,سك ن غير عمدم. .4توافر القصد الجنائي :كىنا ال بد أف يتكافر في السمكؾ اإلجرامي الكعي التاـ مف ًقبؿ الجاني ,حتى يككف مسئكالن عنو .كىذا السمكؾ يختمؼ عف السمكؾ الذم يرتكبو الفرد بإكراه ,أك يرتكبو الطفؿ أك
المجنكف.
.5التوافق بين التصرف والقصد الجنائي :كمثاؿ ذلؾ ( :أف رجؿ الشرطة عندما يدخؿ منزالن ليقبض عمى شخص ما بأمر مف القاضي أك المسئكؿ القانكني ,ثـ يرتكب جريمة أثناء كجكده في المنزؿ بعد
تنفيذ أمر القبض .فيذا الرجؿ ال تيكجو إليو تيمة دخكؿ المنزؿ بقصد ارتكاب جريمة ألف التصرؼ كالقصد الجنائي لـ يمتقيا معان.
.6توافر العبلقة الفعمية بين الضرر المحرم قانوناً وسوء التصرف حتى يمكن تجريمو :فالمجرـ ال يسأؿ عف نتيجة فعمو إال إذا كانت ىناؾ رابطة سببية بيف الفعؿ كالنتيجة كالرابطة التي تربط الفعؿ
الحاصؿ مف الجاني بالنتيجة التي يسأؿ عنيا.
52
.7يجب النص عمى عقوبة لمفعل المحرم قانوناً :كىذا ىك مبدأ الشريعة الذم يقرر ال جريمة كال عقكبة
إال بنص ,كقد يككف النص شرعيان أك قانكنيان أك مجتمعيان. تصنيفات المجرمين :
أوالً :التصنيف القانوني :صنؼ القانكف الجنائي منذ نشأتو المجرميف استنادان إلى تكرار مرات
اإلجراـ .فينالؾ المجرـ الذم يرتكب السمكؾ اإلجرامي ألكؿ مرة ,كالمجرـ الذم يعاكد تكرار الجريمة مرة تمك األخرل .كقد رتب القانكف الجنائي لممجرـ الثاني عقكبة أشد مف المجرـ األكؿ .كأصبحنا
نبلحظ تصنيؼ المجرميف كالجرائـ استنادان إلى حسف السمكؾ ,حٌث صُنفت الجرائم إلى مخالفات وجُنح وجناٌات .كما صنفت الجرائم استناداً إلى الموضوع الذي ٌتجه إلٌه السلوك اإلجرامً إلى جرائم ضد األشخاص ,ومخالفات ,وجنح ,وجناٌات.وأخرى تزوٌر األموال ,وجرائم عامة ,وجرائم سٌاسة...الخ. التصنيفات القانونية الحديثة لمجريمة وىي :
.1جرائـ ضد الكظائؼ التنظيمية لمدكلة :كالخيانة ,كالجرائـ ضد أمف الدكلة كسيادتيا ,كالرشكة كالفساد, كالجرائـ المخالفة لمتشريعات الضريبية ,كحكادث الشغب ..الخ.
.2جرائـ ضد السمعة الشخصية :كالتشيير كبث األكاذيب كاألراجيؼ كاألباطيؿ مثبلن. .3جرائـ ضد سبلمة الجسـ :كاالعتداء ,كالقتؿ ,كاالغتصاب ,كالخطؼ.
.4جرائـ ضد الممتمكات :كالسرقة بأنكاعيا كالتزييؼ كحاالت النصب كاالحتياؿ. .5جرائـ األخبلؽ :كاإلجياض ,كالدعارة ,كالخيانة الزكجية( .عارؼ .)1981 , ومن التصنيفات القانونية لممجرمين أيضاً ما يمي :
.1المجرـ القاتؿ :كيمثؿ النمط الغالب بيف المجرميف ,إذ يتصؼ باألنانية ,كيخمك مف الرحمة كىذا
النكع مف المجرميف يرتكب أم جريمة قتؿ أك سرقة دكف اكتراث بما حصؿ .كما ييطمؽ زكجتو بسيكلة ليتزكج بأخرل ..إلخ.
.2المجرـ العنيؼ :كفي ىذا النكع مف المجرميف الذم تستثيره الظركؼ االنفعالية غير العادية ,ككذلؾ الخمكر .ك يقكـ باالغتياالت السياسية ,كالذم يأخذ بالثأر في مناطؽ معينة.
.3المجرـ غير األميف :يفتقر ىذا النكع مف المجرميف إلى األمانة ,كيرتكبكف جرائـ ضد الممكيات.
.4الجرـ المخؿ بالعفة :كىذا النكع مف المجرميف يمارس العديد مف الجرائـ الجنسية ,ككؿ ما مف شأنو أف يمس الطيارة كالعفة.
ثانياً :التصنيفات البيولوجية :
.1المجرـ بالفطرة :كىك المجرـ الذم يرث عف آبائو مجمكعة مف الصفات كالخصائص الجسمية كالعقمية كالتي تؤدم بو إلى اإلجراـ . .2المجرـ بالعاطفة كالمجنكف :فيتميز بحساسية طاغية تجعمو سريع االستجابة لبلنفعاالت العابرة,
كالعكاطؼ المختمفة كالحب كالغضب كالحقد كالغيرة ,كقد يصؿ إفراط اإلحساس بو لدل ىذا الصنؼ 53
مف الجناة إلى حد االختبلؿ العقمي أك الجنكف الصريح فيدخؿ في طائفة خاصة ىي طائفة المجرميف الشكاذ أك المجانيف ,كىي طائفة تثير كثي انر مف الشككؾ حكؿ مدل تمتعيا بحرية االختيار (عبيد , . )1971
.3المجرـ المريض :كىك المجرـ الذم يرتكب اإلجراـ نتيجة معاناتو مف بعض األمراض الجسمية
(العاىات) أك االضطرابات النفسية كالعقمية مثؿ الصرع كاليستيريا.
.4أشباه المجرميف :كيتميز ىؤالء المجرمكف بأنيـ أصحاء جسميان كعقميان ,كلكف حالتيـ العقمية ال
تؤىميـ ألف يتصرفكا تصرفان طبيعيان في بعض المكاقؼ التي يتعرضكف ليا ,مما يدفعيـ إلى اإلجراـ.
ثالثاً :التصنيفات النفسية :
كىذا النكع مف التصنيؼ يضع في اعتباره االضطرابات النفسية كالعقمية التي يمكف أف يعاني منيا المجرـ ,ككذلؾ صراعاتو النفسية .كىناؾ محاكالت مف قبؿ بعض العمماء لتصنيؼ لممجرميف في
ضكء العكامؿ النفسية ,كتشير أساسان إلى بعض المجرميف ألسباب نفسية أك عقمية أكظيفية كىـ:
.1المجرـ العرضي :كىك الذم يرتكب جريمتو دكف قصد ك يقكـ بارتكاب جريمتو في ظؿ ظركؼ خاصة ,إنو ليس مجرمان حقيقيان ,كانما كجد في ظركؼ كمبلبسات اجتماعية دفعتو إلى اإلجراـ مثؿ : السائؽ الطائش ,أك الصياد غير الحذر أك عند دفاعو عف نفسو ..إلخ.
.2المجرـ
المكقفي :كىك المجرـ الذم يرتكب جريمتو استنادان إلى مكقؼ محدد مثؿ الذم يسرؽ ليسد رمقو كجكعو .3المجرـ غير
تفاديان لممكت .
المسئكؿ :كىك الشخص الذم ال تتكافر فيو المسؤكلية الجنائية كالطفؿ أك المجنكف.4 .المجرـ
لعصابي :كىك الشخص المريض نفسيان كقد ييقدـ عمى ارتكاب بعض الجرائـ كالقتؿ أك السرقة العادية, اي أك القيرية ,أك العدكاف تحطيمان أك حرقان أك االعتداء الجنسي تحت تأثير شعكر حاد مكبكت بالنقص, أك رغبة شديدة ممحة لمتعكيض ,أك حاجة ماسة لمعقاب الناتج عف الشعكر المؤلـ باإلثـ ,أك كراىية
شديدة لمسمطة في أشكاليا كمظاىرىا المختمفة ,أك نتيجة لدافع قيرم ال يستطيع ضبط جميع ىذه
الدكافع غالبان ما تككف ال شعكرية تسبب لصاحبيا تكت انر حادان شديدان يتخمص منو بالكقكع في الجريمة
.5المجرـ الذىاني :ىذا
ألسباب نفسية أكظيفية.
النكع مف المجرميف فيك الذم تخمك أجيزتيـ البدنية مف أم مرض أك خمؿ أك إصابة ,كانما يرجع
مرضيـ إلى اضطراب كنفسي عميؽ .كفي ىذا التصنيؼ تتسـ جرائـ الذىانيف بالغرابة ,كعدـ كجكد
دافع منطقي ظاىر كراء ارتكابيا ,كما تتسـ في كثير مف األحياف بالقسكة الشديدة كالكحشية ,كعمى
الرغـ مف ذلؾ فإف نسبة المجرميف الذىانيف ضئيمة بيف مرتكبي اإلجراـ عامة ,كما أنو قد يندر أف
فيعزؿ في مستشفيات يككف المجرـ الذىاني مجرمان عائدان ألنو سرعاف ما ينكشؼ مرضو ,كاضطرابو ي .6المجرـ السيككباتي :كىك الشخص نفسية خاصة (.المغربي .)1983 , الخمقي السائد في الخمؽ ,بحيث تصدر عنو سمككيات تمثؿ خرقان لمقانكف ي الذم يتصؼ باختبلؿ ي .7المجرـ المضطرب نفسيان: المجتمع. 54
كىك الشخص الذم يستخدـ العنؼ في ارتكاب جرائمو الجنسية.8 .المجرـ المحترؼ :كىك الشخص الذم يرتكب جرائمو بقصد ,كذلؾ ليتمكف مف كسب عيشو.9 .المجرـ المزمف :كىك الشخص الذم
يرتكب جريمتو في ظؿ ظركؼ عصابية تتسـ بالطابع القيرم كعدـ القدرة عمى ضبط السمكؾ .كمثاؿ
ذلؾ :حاالت جنكف السرقة ,كاشعاؿ الحرائؽ كالقتؿ ,كاالغتصاب الجنسي ,كالشذكذ الجنسي ,كادماف
المخدرات .
رابعا .التصنيف االجتماعي :
يتحدد المجرمكف في ضكء ىذا التصنيؼ في إطار ثقافة معينة ,تسكد في مجتمع معيف ,بحيث يتخذ المجرـ إجرامو عمى أنو مينة أك حرفة لو لكسب العيش .كتحاكؿ ىذه األنماط أف تحدد القكل
االجتماعية التي تؤدم إلى خمؽ المجرميف ,كلكف األصالة الحقة في ىذا التصنيؼ أنو يحدد أنماط
الجريمة ,كالجماعات اإلجرامية .كلما ينشأ عف ىذه الجماعات مف سمكؾ ,كلما يكجد فييا مف ثقافة
خاصة في ضكء نظرية تسمك عمى العكامؿ الفردية لتصؿ بمستكل إدراكيا إلى بناء المجتمع كثقافتو.
فقد تككف الجريمة لدل بعض المجرميف طريقا لمحياة ,كأسمكبا لكسب العيش ,بنظـ اإلنساف المجرـ
حياتو في ضكء نظرتو إليا عمى أنيا مينة ,كحرفة ,كعمؿ .كفي ضكء ىذه النظرة يتشكؿ عالـ الجريمة في مستكيات يحددىا بناء المجتمع كثقافتو .كتظير ىذه المستكيات في تفاكت أسمكب حياة المجرـ.
وىنا تتباين أساليب الحياة اإلجرامية فمنيا:
.1المجرـ بالعادة :ىك – في تقدير ىذه المدرسة – مجرـ مصاب بضعؼ خمقي كيعتاد عمى ارتكاب جرائمو بتأثير ظركفو االجتماعية التي مف أىميا اتصالو بالمجرميف اآلخريف ,كادمانو الخمر كالبطالة.
فيكتسب استعدادان إجراميان ,كيصبح خط انر عمى المجتمع كخطر المجرـ بالفطرة.2 .المجرـ بالصدفة :في تقدير نفس المدرسة الكضعية – ليس بو ميؿ أصيؿ لئلجراـ لكف بو ضعؼ خمقي بحيث يخضع سريعان
لممؤثرات الخارجية فيعجز عف تقدير عاقبة أفعالو ,كقد يرتكب جريمتو بدافع عف حب التقميد أك
.3أسمكب حياة
الظيكر
المجرـ العادم :كيضـ ىذا األسمكب اإلجرامي أغمب المجرميف الذم يكسبكف عيشيـ بارتكاب الجرائـ
التقميدية ضد الممتمكات ,كينشأ أغمب أعضاء ىذه الفئة في أسر فقيرة ,كيعيشكف في أحياء شعبية. .4أسمكب حياة المجرـ
(عارؼ .)1981 ,
المحترؼ :فإف المسار الميني لمجريمة االحترافية يتضمف دائمان تنظيـ البناء الكظيفي داخؿ إطار
األنشطة اإلجرامية ,كالتي تتطمب االنسجاـ داخؿ إطار العمؿ اإلجرامي ,ككذلؾ االندماج إلى جانب التكيؼ ,كتصكر المجرـ لذاتو باعتباره مجرمان ,كمع كؿ ذلؾ كجكد عبلقات قكية بالجماعات اإلجرامية كالمجرميف اآلخريف ,كيمكف القكؿ بأف الميف اإلجرامية تعتمد عمى الجريمة باعتبارىا كسيمة ىامة
لممعيشة ,كأسباب الرزؽ .كالمجرـ االحترافي يتخصص في كاحدة مف االنتياكات اإلجرامية عمى سبيؿ المثاؿ (النشؿ ,أك سرقة المساكف ,أك تزكير الشيكات ,أك سرقة المعارض ,أك البغاء ,أك االتجار في
.5أسمكب الجريمة المنظمة :كيسعى التنظيـ
المخدرات).
في ىذا األسمكب مف الحياة اإلجرامية إلى أف يخمؽ مف الجماعات المنظمة تنظيمان إجراميان ,كنسقان 55
اجتماعيان يتكافر لو عناصر أساسية .إذ يسعى ىذا النسؽ نحك التكامؿ بأف يحدد ألعضائو الحقكؽ
كااللتزامات ,كالثكاب كالعقاب ,كالرعاية كالضمانات حتى يتحقؽ االنسجاـ بيف أعضاء النسؽ اإلجرامي كعناصره ,كما يعمؿ ىذا النسؽ عمى المحافظة عمى نمطو كحدكده بتعزيز قيمو األساسية ,كيحؿ كؿ
التكترات التي يمكف أف ينشأ نتيجة الستمرار التزاـ عضك النسؽ اإلجرامي بيذه القيـ ,كيعمؿ النسؽ
اإلجرامي عمى أف يحقؽ أىدافو بتسخير أعضائو ,ك تعبئة مكارده بطريقة منظمة لتحقيؽ أىداؼ
محددة .كالكقع أف السمة المميزة ليذا النكع مف النشاط اإلجرامي أنو يتعامؿ مع عمبلء كليس مع ضحايا كما في حالة أسمكب الجريمة العادم كاالحترافي .إذ ال يكجد ما ييجبر الفرد عمى أف يتعامؿ مع تنظيـ لمدعارة ,أك لمبضائع ,أك القمار ,بؿ يسعى الفرد إلى الحصكؿ عمى ىذه الخدمات بإرادتو ,كيدفع مقابؿ ما يجده مف سمع ,أك يحصؿ عميو مف خدمة .كلذلؾ فإف أسمكب التنظيـ اإلجرامي مع عمبلئو
– غالبان – مع طابع العنؼ .أما ظاىرة العنؼ التي ترتبط بالجريمة المنظمة فإنيا تتجو أساسان إلى
األطراؼ الذيف يقعكف في صراع مع التنظيـ اإلجرامي( .عارؼ .)1981 ,
.6أنماط تستند إلى تعدد العكامؿ :يحاكؿ ىذا االتجاه أف يكفؽ بيف اآلراء البيكلكجية كالنفسية كاالجتماعية عند دراسة الجريمة ,كيحاكؿ كضع تصنيؼ إجرامي يتفؽ مع كجية نظره.
وىناك محاوالت عديدة تسير في ىذا اإلطار ومن أبرزىا:
.1تمؾ الحاالت اإلجرامية التي يصؿ فييا المجرـ إلى الكعي الكامؿ ,أك يبلبس كعيو الغمكض – بأنو
أضر بحقكؽ الغير .كىنا يظير المنشأ النفسي لمجريمة في حاالت الطيش أك اإلىماؿ أك الجيؿ.
.2حاالت إجرامية يرتبط فييا المجرـ بغيره ارتباطان عاطفيان كيدفعو ذلؾ االرتباط كالحب إلى أف يرتكب
الجريمة لصالح مف يرتبط بو كيحبو.
.3حاالت إجرامية تؤدم فييا غريزة المحافظة عمى النفس إلى الجريمة .كما في حاالت جرائـ العكز االقتصادم ,كالجرائـ الناجمة عف الخكؼ مف العقاب أك الفضيحة أك العار.
.4حاالت
الشبؽ الجنسي :وهو جوع عضوي كالجوع إلى الطعام ٌمكن إشباعه بمجرد اللقاء بٌن الزوجٌن
.5حاالت
وخاصة (عند النساء).
الجرائـ االنفعالية :كالجرائـ التي ترتكب في حاالت اإلىانة المكجية إلى إنساف ,أك عندما يرتكب
اإلنساف جريمة ضد إنساف رفض حبو ,أك الرغبة في االنتقاـ ,أك الغيرة ..إلخ.
.6جرائـ
يدفعيا االقتناع بمبدأ ,كتتضمف كؿ الجرائـ السياسية.
.7حاالت
إجرامية دافعيا الكسب أك الجشع( .عارؼ .)1981 ,
سادساً :تصنيفات لممجرمين طبقاً لممحكات التالية: .1تصنيف المجرمين عمى حسب العمر الزمني :
كيعني ىذا التصنيؼ التمييز بيف األحداث كالبالغيف مف المجرميف ,كبالنسبة لمبالغيف يميز بيف الشباف كالناضجيف ,أم يجب الفصؿ بيف المجرميف األحداث ,كالمجرميف الشباف ,كالمجرميف الناضجيف,
كالسبب في ذلؾ يرجع إلى اختبلؼ الخطكرة اإلجرامية مف فئة ألخرل ,كحتى تتفادل التأثير السيئ 56
بينيـ ,فبل يؤثر البالغيف عمى األحداث ,كما ال يؤثر الناضجيف عمى الشباف ,إذ كما ىك معمكـ فإف صغار السف لدييـ ميؿ طبيعي إلى االقتداء كتقميد مف ىـ أكبر منيـ سنان ,يضاؼ إلى ذلؾ حاجة كؿ
فئة إلى معاممة خاصة تتناسب كنفسية أصحابيا.
.2تصنيف المجرمين عمى أساس الجنس:
كيقكـ التصنيؼ عمى أساس التمييز بيف المجرميف الرجاؿ ,كالمجرميف النساء مف حيث المعاممة .كىذا
يعني أنو يجب تخصيص مؤسسة أك قسـ خاص لكؿ جنس ,كيرجع ذلؾ إلى خطكرة قياـ الصبلت
الجنسية إذا يجمع الرجاؿ كالنساء المحككـ عمييـ في مكاف كاحد ,يضاؼ إلى ذلؾ أف أسمكب المعاممة يختمؼ بالنسبة لممرأة عف الرجؿ ,فقد لكحظ أف المرأة أقؿ احتماالن لمبعد عف المجتمع مف الرجؿ ,فيي أكثر احتياجان لمصبلت االجتماعية ,مع مبلحظة ضركرة فصؿ المريضات مف النساء كايداعيف
.3تصنيف المجرمين عمى أساس
المصحات البلزمة لعبلجيف.
كيستند ىذا
نوع الجريمة وطبيعتيا:
التصنيؼ عمى ضركرة التمييز بيف مرتكبي جرائـ معينة كفصميـ عف غيرىـ مف المجرميف نظ انر لما يحتاجكف إليو مف معاممة خاصة .كمثاؿ ذلؾ الفصؿ بيف مرتكبي جرائـ المخدرات ,كمرتكبي جرائـ
االعتداء عمى األشخاص أك األمكاؿ ,كذلؾ الفصؿ بيف مرتكبي جرائـ الدعارة مف النساء عف غيرىف
مف المجرمات كىكذا .كما يمكف التمييز بيف المجرميف في المعاممة عمى أساس طبيعة الجريمة ,كما
إذا كانت عمديو (مقصكدة) ,أك غير عمديو (غير مقصكدة) .ذلؾ أف مرتكبك الجرائـ غير العمدية (غير المقصكدة) يحتاجكف إلى معاممة خاصة مخففة ألنيـ ال يحممكف نفسية عدائية لممجتمع .
استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين :
قد يقع رجؿ الشرطة فريسة لمقمؽ بسبب تعرضو لمعنؼ ,أك أنو يككف ضمف العنؼ .كلذلؾ قد يمجئكف
إلى استخداـ أساليب رسمية كغير رسمية حتى يسيطركف عمي األفراد الخطريف خبلؿ مياميـ األمنية. كقد مكرست كلزمف طكيؿ كسائؿ تقميدية في التعامؿ مع المجرميف العادييف ,كلكف الدراسات التي
تكضح كيفية تعامؿ رجؿ الشرطة مع المضطربيف عقميان في مكاقؼ ميدانية قميمة تبدك قاصرة عف اإلحاطة بنظرية تكاممية ,إال أنيا تترؾ رجؿ األمف مع سمسمة مف القكاعد بدكف فيـ نظرم لكيفية
تطبيؽ القكاعد في كؿ حالة ,كيجعميـ يعيشكف في حالة مف االرتباؾ كالتشكيش لعدـ معرفة الطريقة
األنجع في التعامؿ مع ىذه الفئات المريضة.
فقد اعتاد رجؿ الشرطة أف يستخدـ أسمكبيف مف المداخبلت عند تعاممو مع المجرميف العاديف كىما:
.1التعامؿ العقبلني الحكيـ :الذم يتطمب االتصاؿ بالفرد كمخاطبة منطقو كفكره العقبلني ,كمثؿ ىذا االتصاؿ يتـ مف خبلؿ طرح التساؤالت األتية" :أعممني ما ىي المشكمة "؟ أك "لماذا ال تككف ىادئان , أك تكجو لو التيديدات مثؿ :إذا لـ تتصرؼ بسبلـ ,فإننا سنضطر إلى إجبارؾ بالقكة إلى ذلؾ ".
فالطريقة العقبلنية تسعى إلى إقناع الفرد بأف األخذ بالمسمؾ السممي طكعان يككف في مصمحتو.
.2الذم يقكـ حكؿ تقديـ التطمينات كالكعكد :أك "اإلنصات الفعاؿ" في محاكلة إلضعاؼ االنفعاالت 57
الخارجة عف سيطرتو كسمككو ..كما يسعى ىذا األسمكب إلى إقناع الفرد أف المشكمة التي يعاني منيا ليست ىي مشكمة ينفرد بيا لكحده ,فيناؾ الكثير ممف ىـ عمى شاكمتو ,فالشرطي المحاكر يمكنو أف *إف
يحصؿ عمى ثقة الفرد إف ىك أشعره باالىتماـ بمشكمتو.
ىذيف األسمكبيف ليما نفعيما كنتائجيما اإليجابية في كثير مف المكاقؼ األمنية مثؿ :تيدئة الفرد
بكسائؿ الحكار كالمناقشة كاإلقناع دكف المجكء إلى العنؼ ,كلكف في مكاقؼ أخرل قد ال ييحقؽ ىذاف األسمكباف األىداؼ المرجكة ,كقد يؤدياف إلى زيادة تحدم الفرد كتييجو ,كال يجد رجؿ الشرطة بعد أف استنفذ ما لديو مف كسائؿ سممية إال كسيمة العنؼ.
*فاألفراد
المضطربكف عقميان لدييـ خبرات سمبية مؤلمة مف رجاؿ شرطة الخدمة في المستشفيات التي تمت فييا معالجتيـ ,لذا فإنيـ يقفكف مف رجؿ الشرطة مكقؼ الشؾ كالريبة.
*إف كاجب رجؿ
الشرطة عندما يكاجو شخص مضطربان نفسيان كعقميان ,أف يساعده عمى إضعاؼ قمقو مف خبلؿ إضعافو لصراعاتو النفسية .لذا فإف أسمكب المداخمة النفسية التحميمية يرمي إلى السيطرة الداخمية أم مساعدة
(األنا) لمفرد في أف يتدبر تدب انر فعاالن ككاقعيان بالقكل النفسية التي يخضع الفرد لسمطانيا .كبما أف
(األنا) ىي الجية الكحيدة القادرة عمى التعامؿ مع الكاقع بأسمكب عقبلني متكازف ,فإف ما تبديو مف تعاكف يجب أف يككف بمثابة ربح كميداف استثمار مف أجؿ تيدئة الشخص المضطرب ,ككؿ ما مف
شأنو أف يساعد (األنا) في أف تتكامؿ كتتبصر المشاعر المضطربة حيث يؤدم إلى زيادة قدرة (األنا) في السيطرة عمى القمؽ كالنزعات ,كلذلؾ فإف التدريب الكافي عمى ىذه الطرائؽ السيككلكجية مف قبؿ
رجاؿ الشرطة تكسبيـ الميارات الفعالة في مكاجية الحاالت النفسية الطارئة ,حيث أف مثؿ ىذا
التدريب يمنحيـ فيـ أفضؿ لمعمميات النفسية الكامنة كراء سمكؾ العنؼ كاإلجراـ .كلكف بالرغـ مف أف ىذه األساليب تبدك غير مألكفة لرجاؿ األمف في التأمؿ مع حاالت العنؼ كالجريمة ,كأنيـ تعكدكا
أساليب العنؼ في احتكاء األزمات التي تكاجييـ ,إلى أف الدراسات الحديثة أظيرت ,أف استخداميـ لمطرائؽ السيككلكجية في التعامؿ مع مكاقؼ األزمة ,تجعميـ أكثر مركنة ,كىذا ما يجعؿ رجؿ األمف أكثر مكاكبة لمتطكرات العممية الحديثة في التعامؿ مع األحداث كاألزمات( .الحجار .)1995 ,
كالػػيكـ بعػػض صػػكر المجػػرميف كصػػكر أشػػخاص ع ػػادييف مػػف أجػػؿ التعػػرؼ مباش ػرة عمػػي األش ػػخاص المجػػرميف دكف غيػػرىـ باعتبػػار ذلػػؾ تػػدريب عممػػي عمػػي كيفيػػة التعػػرؼ عمػػي المجػػرميف الحقيقيػػيف دكف غيرىـ مف العادييف .
58
59
61
مفتاح التصحيخ ------------------------------------------------مجرمين (مفتعلي الحرائق )21 ,16 ,11 ,5 : ------------------------------------------------مجرمين (جرائم االعتداء)28 ,27 ,24 ,4 : ------------------------------------------------مجرمين (تجار مخدرات)29 ,21 ,11 ,8 : ------------------------------------------------مجرمين (جرائم االغتصاب)32 ,31 ,23 ,3 :
61
الوحدة اخلامسة بعض أشكال انسهوك املنحرف واإلجرايي
أوالً :الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية) : ثانياً :سيكولوجية الرشوة : ثالثاً :سيكولوجية السرقة والنشل :
62
الوحدة الخامسة بعض أشكال السموك المنحرف واإلجرامي مقدمة : لقد أفرز التقدـ الحضارم كالتطكر التكنكلكجي المتسارع بعض السمبيات كالتي تمثمت في بعض أشكاؿ السمكؾ اإلجرامي كالمنحرؼ ,مثؿ :العنؼ كالعدكاف ,السرقة ,النشؿ ,الرشكة ,الشخصية المضادة
لممجتمع (السيككباثية) .كاف ظيكر ىذه السمككيات الشاذة كالمنحرفة ,يستدعي دراستيا مف الناحية
السيككلكجية رغبة في بحث أسبابيا حتى يتـ كقاية المجتمع مف شركرىا كآثارىا في كقكعيا ,كعبلج ما كقع منيا بأفضؿ الطرؽ كاألساليب .كالقاء الضكء عمى بعض نماذج السمكؾ اإلجرامي التي تـ
سنذكرىا بشيء مف التفصيؿ .
أوالً :الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية):
يرل (العيسكم :)1997,أف الشخصية المضادة لممجتمع كىي ما تسمى بالسيككباثية عبارة عف (نزعة) مرضية ,أك شاذة ال تضع المصاب بيا في طائفة المصابيف بالذىاف العقمي
( )Psychosisالمرادؼ لمجنكف ,كال تضع المصاب في فئة المصابيف بالعصاب Nourosisأم المرض النفسي ,كانما تضعو في فئة أصحاب االضطرابات األخبلقية كالسمككية .كتعرؼ الشخصية المضادة لممجتمع بالشخصية السيككباثية .
تعريف السيكوباثية " :يشير إلى انحراؼ الفرد عف السمكؾ السكم ,كاالنخراط في السمكؾ المضاد لممجتمع كالخارج عمى قيمة كمعاييره كمثمو العميا كقكاعده األخبلقية(.العيسكم . )1997, كىي شخصية يفقد صاحبيا اإلحساس بالصكاب كالخطأ كالميؿ إلى المذة الفكرية لمكاقع مع عدـ شعكره
كيبلحظ عميو عدـ االندىاش أك التردد حينما ييقبض عميو كىك باألسى نتيجة لقيامو بأعماؿ سيئة ,ي متمبس بسمكؾ غير شرعي ,كيفتقد صاحبيا المعايير األخبلقية .كقد يأخذ السمكؾ السيككباثي شكبل
بسيطان كالكذب المستمر ,كقد يصؿ في طرفو اآلخر إلى حد ارتكاب جريمة القتؿ لككنو يبحث عف
اإلشباع الفكرم لحاجاتو كرغباتو بغض النظر عف التبعات .كما أنو غير قادر عمى إقامة عبلقات
خصائص
متبادلة مع اآلخريف (الصنيع. )1993,
الشخصية السيكوباثية :
.1افتقارىا إلى
النمك األخبلقي أك الضمير .
.2عدـ قدرتو
عمى االلتزاـ كالتقيد بالقكانيف كاألعراؼ كالعادات السائدة .
.3ييدؼ صاحبيا إلى إشباع حاجاتو فقط مع تغافؿ لحاجات اآلخريف. 63
.4يتصرؼ صاحبيا باندفاع مع البحث عف اإلشباع الفكرم لرغباتو دكف التفكير في العكاقب. .5ليس لديو أىداؼ بعيدة المدل . .6ال يستطيع صاحب الشخصية السيككباتية تحمؿ اإلحباط كالفشؿ. .7عند مقابمة السيككباثي ألكؿ مرة يبدك ككأنو شخص ذكي كمبتيج كيعطي انطباعان بأنو صريح كأميف .8ال يشعر السيككباثي بالذنب تجاه أفعالو المضادة لممجتمع .
.9ال يشعر بالندـ أك األسؼ عمى كذبو الذم يقكلو بميارة كيبدك مقنعان. .11ال يشعر بالتحالؼ أك الكالء ألم شخص ,فيمو نفسو فقط .
.11عمى الرغـ مف أنو قد ييظير المطؼ في تعاممو مع اآلخريف ,إال أنو ال يستطيع تككيف عبلقات حميمة مع أم شخص آخر. كيغير .12البحث عف اإلثارة باستمرار ,لذلؾ تجده ينتقؿ مف كظيفة إلى أخرل كمف مكاف إلى آخر ي
أصدقائو باستمرار .كاذا أيحبطت محاكالتو إليجاد مكاقؼ بيا إثارة ,لجأ إلى العنؼ .
.13اإلخفاؽ في التعمـ مف الخبرات السابقة ,فعندما يسرؽ أك يسمب أك حتى يقتؿ كيمقى القبض عميو كتنفيذ فيو عقكبة تمؾ الجريمة ,فإنو يعاكد اإلقداـ عمى تمؾ األفعاؿ اإلجرامية مرة ثانية .
أسباب السموك المضاد لممجتمع (السيكوباثى) :
.1األسباب الدينامية الغريزية:
تبيف دراسة سمات الخمؽ لدل فئة السيككباتييف المجرميف ,كتحميؿ تخيبلتيـ كأحبلميـ أف الغرائز
الطفمية لدييـ ىي غرائز تناسمية بصفة أساسية كمشتقة مف اتحاد المرحمتيف الفمية كالشرجية معان ,مع
كجكد االستجابات السادية المميزة لئلحباط عند ىذه المراحؿ .كيتميز ىذا النمط بالثنائية الكجدانية تجاه
المكضكعات ,كاالستجابات الحركية السريعة لئلحباط كالتفريغ االنفعالي السريع أيضان .فالسيككباتي يتكقع أف يحصؿ عمى ما يريد مف المجتمع ,كيشعر أف خطأ المجتمع إذا لـ يحصؿ عمى ما يريد,
كيتسبب أم إحباط لديو في ثكرة عدـ صبر مع كجكد الحقد كالضغينة كاإلحساس بالظمـ .كيرفض
السيككباتي النصيحة في الغالب كما تسبب سمة العناد كالتشبث بالرأم كاإلحساس بالقير في الفعؿ
كمع كؿ ذلؾ تككف االستجابة السادية لممكضكعات المحبطة ممحكظة بشكؿ متطرؼ كتتدعـ مف خبلؿ
العناد الشرجي .كتككف االستجابات لئلحباط عند كؿ مف المرحمتيف الفمية كالشرجية سببان في تضخيـ
التقييـ النرجسي(الحب المفرط لمذات) لؤلنا النامي مما يزيد مف حساسية السيككباتي كتمركزه حكؿ ذاتو كانخفاض اإليثار كالقدرة عمى الحب كتككف قيمة المكضكع بقدر ما يعزز أنا المريض .كىكذا يتضح
الميؿ إلى استغبلؿ المجتمع الذم يعتبر مممحان ممحكظان لدل السيككباتي. .2األسباب االقتصادية(الميكانيزمية) :
ينبغي أف نكضح منذ البداية أنو ال يكجد ميكانيزـ عقمي يككف خاصان بالسيككباتي .إف القائمة الكمية مف المكانيزمات البلشعكرية (النككص كاإلسقاط كاإلستدماج كالكبت كالتعييف الذاتي كالنقؿ كالتككيف 64
العكسي كاإلعبلء ..إلخ) ىي كسائؿ طبيعية يتعامؿ بيا العقؿ مع العمميات المثيرة كىي تمعب دك انر
ىامان في النمك كالسمكؾ السكم .كما ييمنا ىك السيككباتي في ىذا الصدد ألنو ال تكجد حالة مرضية يستخدـ فييا الشخص ماكنيزـ اإلسقاط بشكؿ دائـ مثمما يحدث لدل السيككباتي المجرـ .كتميؿ
مكانيزمات السككباتي اإلعبلئية إلى أف تككف مكفكفة كيككف النقؿ مكانيزمان مساعدان لمنظاـ أإلسقاطي. .3السببية الطبوغرافية (البنائية):
يرسخ األنا األعمى نتيجة لئلستدماج البلشعكرم الذم بو تستدخؿ صكر الكالديف أك بدائميا نفسيان في
األنا كي تككف طابعان أك سمة نشطة في العقؿ ..كعمى الرغـ مف إف ىذا الطابع يتضمف انطباعات
كاقعية عف نشاطات كقكانيف الكالديف إال أف ميكانيزـ اإلسقاط يشكه ىذه االنطباعات دائمان .فإف الطفؿ
الذم يسقط تخيبلت عدائية عمى صكر الكالديف يككف لديو أخبلؽ أكثر قكة ككحشية مف أخبلؽ
الكالديف الفعمية كعندما يستدمج صكر الكالديف فإنو يستدمج ىذه العناصر المشكىة أيضا كنتيجة لذلؾ
يككف ضميره البلشعكرم قاسيان كساديان.
كنضيؼ إلى ذلؾ عكامؿ المعاممة السيئة أك غير الحكيمة مثؿ التذبذبات العنيفة في استجابة الكالديف ,
كالشجار الصريح لمكالديف كالصدمات الجنسية ,كالعبلقات األسرية غير المشبعة ,كتأثير الكالديف
الجانحيف ,كالصكر الشريرة التي يستدمجيا الطفؿ لمكالديف.
*مما سبؽ يتضح لنا أف العمماء قد شعركا بالمسؤكلية إزاء مراجعة الطرؽ المختمفة لتفسير سببية
السمكؾ اإلجرامي كلكننا ال نستطيع أف نتبنى كجية نظر كاحدة عمى الرغـ مف أف كؿ منيا يستطيع
تفسير أنماط معينة مف السمكؾ أك يساعد عمى فيـ أسباب السمكؾ اإلجرامي .فقد كتب عالـ اإلجراـ المتميز (انريكك فيرم )Enrico ferriفيما يختص بسببية السمكؾ اإلجرامي" :أف الجريمة ىي نتيجة أسباب متعددة عمى الرغـ مف ككنيا مرتبطة بشبكة عبلقات معقدة فإنيا يمكف كشفيا" .
تنقسـ إلى
عكامؿ الجريمة إلي عكامؿ فردية (أنثركبكلكجية) ,كعكامؿ فيزيقية ( طبيعية) ,كعكامؿ اجتماعية كىي عمي النحك التالي:
أ.العكامؿ الفردية(األنثركبكلكجية) :تتضمف العمر ,كالجنس ,كالحالة الزكجية ,كالمينة ,كالسكف الطبقة االجتماعية كالتعميـ كالبنية البدنية كالبناء النفسي.
ب.العكامؿ الفيزيقية(الطبيعية) :تتضمف السبللة ,كالمناخ كخصكبة التربة كطبيعتيا ,كالطكؿ النسبي لمنيار كالميؿ كالفصكؿ كالظركؼ الجكية ,كالح اررة.
ج.العكامؿ االجتماعية :تتضمف كثافة السكاف ,كاليجرة كالرأم العاـ ,كالعادات كالتقاليد ,كالديانة,
كالكضع االجتماعي ,كالظركؼ االقتصادية كالصناعية ,كاإلنتاجي الزراعي كالصناعي ,كاإلدارة الشعبية
لؤلمف االجتماعي ,كالتعميـ ,كالفائدة الجماىيرية ,كالتشريع العقابي كالمدني عمى كجو العمكـ . سبل الوقاية من الشخصية السيكوباثية : ُ .1تكفير التنشئة االجتماعية السميمة لؤلطفاؿ داخؿ األسرة .
65
.2االىتماـ بتككيف الضمير الجمعي(التضحية مف أجؿ الجميع) لدل الطفؿ كذلؾ مف خبلؿ التربية الدينية التي تزكده بمعايير محددة لمحبلؿ كالحراـ ,كالحسف كالقبيح ,كالخير كالشر ,كتغرس في نفسو
الخكؼ مف اهلل كمراقبتو في كؿ فعؿ يؤديو في السر كالعمف ,كتعميمو التكافؿ االجتماعي كترسـ لو حدكد حريتو كتبيف لو مالو مف حقكؽ كما عميو مف كاجبات .
.3تكفير الحناف كالعطؼ كاألمف كاالنتماء لمطفؿ خاصة في مراحؿ النمك األكلى .
.4حماية األسرة مف االنييار كذلؾ بالحد مف الطبلؽ ,كاذا حدث فيجب تكفير الرعاية ألبناء المطمقيف ككذلؾ المشرديف األيتاـ .
.5اىتماـ المدرسة بمعالجة مشكبلت تبلميذىا كالقضاء عمييا في ميدىا. .6االىتماـ بمعالجة العيكب الخمقية كالتشكىات الجسمية لما يمكف أف تتركو مف آثار نفسية سمبية عمي
الطفؿ.
.7محاكلة التنبؤ المبكر بظيكر مشكمة السيككباثية ,حتى نتمكف مف اتخاذ اإلجراءات الكقائية قبؿ تفاقـ
المشكمة (محمد كمرسي.)1986,
سبل العبلج لمشخصية السيكوباثية :
.1العبلج النفسي :يعتمد النجاح فيو عمى القدرة عمى إيجاد عبلقة نفسية شخصية بيف المعالج كالسيككباثي ,كبعدىا يعرض المعالج نماذج مف السمككيات المنحرفة عميو ثـ يناقشو فييا .بيدؼ تعديؿ مفيكـ الذات لديو ,كحؿ الصراعات النفسية ,كازالة مصادر التكتر كالقمؽ كاشباع حاجاتو النفسية كاالجتماعية .ىذا النكع مف العبلج محاكلة إلى تصحيح سمكؾ السيككباثي .
.2العبلج الديني :ييدؼ إلي تربية السيككباثي كذلؾ بإعادة صياغة األنا األعمى لديو كضميره األخبلقي مف خبلؿ مناقشة العقائد اإليمانية كتقكيتيا في نفسو لتككف المكجو ألم سمكؾ يريد القياـ بو فيتعمـ كيؼ يكبح دكافع اليكل لديو ككي ييشبعيا في حدكد الشرع . .3العبلج السموكي :يشمؿ ىذا العبلج "العبلج بالتنفير" الذم يقكـ عمى أساس تقديـ خبرات غير سارة بجكار السمكؾ غير المرغكب فيو عمى أمؿ أف يساعد ذلؾ في جعؿ السيككباثي يبتعد عف ذلؾ. كيشمؿ أيضا "العبلج بالتدعيـ" كيبدأ أكالن بتحديد أنكاع السمككيات التي نريد التخمص منيا كفيـ
الظركؼ المحيطة بتككيف تمؾ السمككيات بيدؼ تحديد الجيات التي تدعميا ,فيمجأ المعالج إلى إزالة
ىذا التدعيـ ,كيحؿ مكانو تدعيمان لسمككيات مرغكب فييا .كقد يمجأ المعالج السمككي إلى تبديؿ أفكار
السيككباثي كمعتقداتو كاتجاىاتو نحك نفسو كنحك اآلخريف عمى أمؿ أف تتبدؿ تبعان لذلؾ السمككيات
.4العبلج
غير المرغكب فييا .
البيئي :ييدؼ ىذا النكع مف العبلج إلى تعديؿ كاصبلح الظركؼ البيئية التي قد تساىـ في نشكء
الشخصية السيككباثية ,داخؿ األسرة أك خارجيا .كذلؾ بتكفير الرعاية االجتماعية في األسرة كالمدرسة أك المؤسسة اإلصبلحية .ككذلؾ تكفير أماكف مناسبة لقضاء كقت الفراغ كاشراكو في األنشطة االجتماعية الخيرية (محمد كمرسي. )1986,
66
ثانياً :سيكولوجية الرشوة : تعريف جريمة الرشوة:
.1تعريف الحنفية لمرشوة :بأنيا" :ما ييعطيو الشخص لمحاكـ أك غيره ليحكـ لو أك يحممو عمي ما يريد".2 .تعريفو الحنابمة لمرشوة :بأنيا "ما ييعطى لمشخص بعد طمبو لتحقيؽ غرض معيف ". .3تعريف المالكية لمرشوة :بأنيا " أخذ ماؿ إلبطاؿ حؽ أك تنفيذ باطؿ .
.4تعريف الشافعية لمرشوة " :بذؿ ماؿ لمقاضي ليحكـ بغير الحؽ أك يمتنع مف حكـ بحؽ".
ُيعرج (القحطاني : )1991:أف الرشكة تؤدم إلى عدـ تماسؾ المجتمع إذا ما انتشرت فيو كتعمؿ عمى تفككو كظيكر كثير مف األمراض االجتماعية بيف عدد مف أفراده ,كتيظير الحقد ,كالبغضاء مف جانب األفراد الذيف تضيع حقكقيـ بسبب داء الرشكة .
أسباب انتشار الرشوة :
أوالً:أسباب اقتصادية – اجتماعية :لقد بينت بعض الدراسات إلى كجكد عبلقة مباشرة بيف طبيعة
النظاـ االقتصادم كاالجتماعي كدكر األزمات االقتصادية لممجتمع كطكؿ اإلجراءات اإلدارية كتقيدىا بالركتيف كسكء تنظيـ سير العمؿ في مؤسسات الخدمات المختمفة أنيا أسباب رئيسية في انتشار الرشكة بيف المكظفيف كالمتردديف عمى تمؾ المؤسسات الخدمية.
ذكاء مف ثانياً:أسباب نفسية :أتضح مف دراسة (شحاتة )1987,أف المكظؼ غير المرتشي أكثر ن المكظؼ المرتشي .كيرل (شحاتة) أف ضعؼ مستكل الكفاءة العقمية لممرتشيف يرجع إلى أنيـ كفئة مف فئات السيككباثية أكثر اضطرابان كصراعان كأقؿ تكافقان مف غير المرتشيف .كما اتضح أف صفات المرتشيف يتميزكف بعدـ النضج االنفعالي كاالفتقار إلى الصحة النفسية (.ليمة.)1991 ,
كأكدت(عيسكم )1993,في دراستيا عمى عينة مف المرتشيف كغير المرتشيف الصفات التالية .1 :أف
عينة المرتشيف أكثر معاناة مف نزعة العصابية ككؿ ككذلؾ مف القمؽ ,تكىـ المرض ,الكسكاس القيرم
.
.2أف العينة المرتشية أكثر معاناة مف أعراض اليستيرية كمنيا االنفجار في البكاء دكف سبب ,كفقداف
اإلحساس باآلخريف,كسرعة القابمية لئليحاء ..إلخ.
.3أف العينة المرتشية أكثر معاناة مف أعراض الفكبيا "الخكؼ مف الدـ ,الرعد ,البرؽ ك المياه الجارية ,
الظبلـ".
.4كجد أف العينة المرتشية تعاني مف األعراض االكتئابية ,كالشعكر بالحزف دكف معرفة السبب,
كالتفكير في االنتحار ,كالشعكر بعدـ القيمة ,كانخفاض الركح المعنكية ,كاعتقاد الفرد بأنو سيئ الحظ
.5كجد أف العينة المرتشية ,أكثر معاناة مف العينة السكية مف أعراض عصاب القمؽ.
.6تعاني العينة المرتشية مف أعراض عصاب الكسكاس القيرم "غسؿ األيدم المتكرر ,عد درج السمـ بصكرة متكررة" مثاؿ ( :تفقد إغبلؽ أبكاب المنزؿ ألكثر مف مرة).
.7تبيف أف العينة السكية أكثر معارضة في اتجاىيا العقمي لسمكؾ الرشكة عف العينة المرتشية. 67
.8تبيف زيادة درجات العينة المرتشية زيادة دالة في تعاطي الخمكر ,كالتدخيف ,كتعميـ المكظؼ بكجكد أشخاص في عممو يتقاضكف الرشاكل .
ثالثاً:أسباب دينية :
إف ضعؼ الكازع الديني مف شأنو أف يجعؿ الشخص يقبؿ الرشكة أك يعطييا لمف يطمبيا ,كجيمو
بحرمة كجرـ ىذا السمكؾ المنبكذ دينيان كاجتماعيان كأخبلقيان .
الوقاية من سموك الرشوة :
.1بياف خطكرة الرشكة كما تيفضي إليو ,كالتأكيد عمى ذلؾ مف خبلؿ كسائؿ اإلعبلـ المختمفة كالمساجد كاألسرة كالمدرسة مع التذكير بحديث المصطفى عميو الصبلة كالسبلـ الذم قاؿ" :لعف اهلل الراشي كالمرتشي كالرائش" .ركاه أحمد كالطبراني.
.2بياف عقكبة جريمة الرشكة .
.3تسييؿ اإلجراءات اإلدارية كابعادىا عف نمط الركتيف كالتعقيد ,حتى ال يفكر صاحب الحاجة – ممف ىـ مف ذكم النفكس الضعيفة – في البحث عف شخص يقبؿ الرشكة -ممف ىـ أيضان ممف ذكم
النفكس الضعيفة – مف أجؿ تسييؿ مطمبو حتى كلك كاف ذلؾ عمى حساب مصمحة شخص آخر أك يضر باإلدارة التي يعمؿ بيا.
.4اختيار المكظفيف بدقة ممف يتسمكف بالديف كالخمؽ كعدـ القابمية لئليحاء حتى يقفكف بحزـ في كجو مف يحاكؿ رشكتيـ كيبمغكف عنو حتى يناؿ عقابو .
عبلج سموك الرشوة :
.1تنفيذ عقكبة الرشكة ,مع تقكيـ مستمر لمدل تأثير ىذه العقكبة لمعرفة ىؿ ىي رادعة أـ ال؟ .فإف
كانت غير رادعة تيضاعؼ أك ييبحث عف عقكبة أخرل تؤثر في النفس. .2عبلج المرتشيف مف الناحية النفسية كذلؾ بإقناعيـ بما لدييـ مف الرزؽ ,مع تنبيييـ لمخاطر القابمية لئليحاء كربطيا بإيحاءات الشيطاف إلى آدـ عميو السبلـ كذريتو مف بعده مف أجؿ صدىـ عف ذكر اهلل .3التشيير
كطاعتو.
بالمرتشيف عبر كسائؿ اإلعبلـ المختمفة ,ألف ىذا التشيير يسبب أذل نفسيان لممرتشي أكبر مما تيحدثو عقكبة السجف أك الجمد ,كما أف ىذا التشيير يجعؿ مف يفكر في الرشكة يمتنع عنيا ألنو يعرؼ أف ثالثاً :
مصيره قد يككف مثؿ ىذا الذم افتضح أمره . سيكولوجية السرقة والنشل :
تتعدد جرائـ االعتداء عمى الماؿ فمنيا :السرقة كالنشؿ كاالختبلس .كتيعد جريمة السرقة مف أكثر أنكاع الجرائـ شيكعان كانتشا انر عمى اختبلؼ أنكاعيا ,كتزداد نسبتيا كمما تكفرت العناصر المسببة ليا (كالفقر ,كالجيؿ ,كاالنفبلت األمني ,كانعداـ الكازع الديني كالتفكؾ األسرم كاالجتماعي ,كالكراىية كاالنتقاـ
(الغامدم. )1993,
68
كيرل (عيسكم )1991,إف سمكؾ السرقة يتكلد عف أحد العامميف التالييف.
أ .سبب عرضي :كيسمى السرقة بالصدفة كىك ناتج عف تأثير البيئة بما فييا مف أسرة كرفاؽ كمجتمع كظركؼ اقتصادية ..إلخ.
ب .دافع وميل طبيعي :كيميؿ مف لديو ميؿ طبيعي إلى السرقة إلى العكدة إلييا ,كيشعر باالنشراح عندما يسرؽ ,كيسرؽ كىك عمى قناعة أف نشاطو ىذا نشاطان مشركعان.
التفسيرات النفسية لجرائم السرقة والنشل و االعتداء عمى أمبلك الغير :
ىوس السرقة :يعني ىكس السرقة ,سرقة قسرية ينساؽ معيا الفرد إلى سرقة أشياء قمما يككف في حاجة حقيقية إلييا ,كمتعتو الكبرل ىي في السرقة نفسيا كليس في المسركقات .فالسارؽ العصابي ال
يسرؽ سدان لعكزه أك رغبة في اقتناء أشياء يشتيي اقتناءىا ,كال ىك يسرؽ ألنو ال يممؾ ثمف مسركقاتو,
كلكنو يسرؽ لمجرد الرغبة في السرقة نفسيا( .فريد . )1964 :كتعد السرقة القسرية في جكىرىا مشكمة
اجتماعية نفسية ,تنشأ خبلؿ عممية التنشئة االجتماعية ,كنتيجة لما يتعرض لو الفرد مف ظركؼ أسرية تقكـ عمى عدـ إشباع الحاجات األساسية ,كخاصة الحاجة إلى الحب كالحاجة إلى االنتماء ,كالحاجة
إلى تقدير الذات .كاف عدـ إشباع ىذه الحاجات األساسية يثير في الفرد ألكانان مختمفة مف التكترات
كالتي تؤدم إلى حالة مف عدـ التكافؽ كاالتزاف .كرغبة في أف يعيد الفرد إلى نفسو حالة االتزاف التي
فقدىا ,فيمجأ إلى طريقة يمفت بيا النظر إليو كخاصة مما حرمكه مما ىك في حاجة إليو مف عطؼ. (فيمي.)1979:كالسرقة القيرية ما ىي إال رمز لدافع قكم في أعماؽ المريض يجعمو يفضؿ انتزاع
اإلشباع بالقكة كبالشكؿ غير المشركع عما لك أتاه بشكؿ مشركع .كالمرضى الذيف يعانكف مف ىكس
السرقة يعانكف مف اضطرابات في الشخصية تتميز بضعؼ األنا األعمى (الضمير) كتحالفو مع أليك
(بيدؼ إلى إشباع الرغبات دكف أم اعتبار أك خكؼ مف اهلل أك مف البشر أك العقاب
(عيسكم. )1993,
إمكانية عبلج سموك السرقة :يمكف عبلج ىذا النكع مف االنحرافات مف خبلؿ حسف معاممة الفرد طفبلن كمراىقان ,كاشباع حاجاتو مف الحب كالدؼء كالحناف كالشعكر باالنتماء األسرم كالكطني كشعكره بقيمو ذاتو كاحتراميا ,كبأنو مقبكؿ كليس منبكذ مف قبؿ المحيطيف بو .
كخبلصة القكؿ أف معظـ السرقات ال ترجع إلى أسباب طبيعية ,كانما معظميا ترجع إلى أسباب عرضية تتكلد عف طريؽ العكامؿ البيئية المختمفة .
سيكولوجية النشل :لقد اىتـ عمماء النفس كاالجتماع في العصر الحديث بدراسة األسباب كالدكافع كراء ارتكاب ىذا النكع مف الجرائـ ,كما حاكلكا التعرؼ عمى األساليب الفنية التي يستخدميا النشالكف في ارتكاب ىذه الجريمة ,نظ انر ألنيا تحتاج إلى ميارة فائقة ,كجرأة نادرة ,كتحتاج إلى خبرة كتدريب
لتمقي فنكف النشؿ في مدارس خاصة يديرىا نشالكف محترفكف .كتشير اإلحصاءات إلى زيادة حجـ ىذه
الجريمة عامان بعد آخر ,األمر الذم دفع بعض عمماء النفس كاالجتماع إلى دراسة الظاىرة التي يعاني 69
منيا الفرد في حياتو اليكمية كتختمؼ جريمة النشؿ تمامان عف باقي جرائـ السرقات ,فيي تتـ في ثكاف
معدكدة ,كال تيكتشؼ إال بعد أف يككف النشاؿ قد غادر مكاف ارتكاب الجريمة فيصبح مف الصعب تعقبو (عمي .)1997 ,كتكمف خطكرة جرائـ النشؿ في أف النشاليف يتكيفكف في األكساط التي يعممكف فييا بحيث ال تبدك عمييـ عبلمات الشؾ كالريبة ,بؿ تبدك عمى النشاؿ عبلمات الكقار ,أك الثراء أك
التديف كغير ذلؾ مف طرؽ التمكيو ,بحيث ييدخؿ الطمأنينة في نفس الضحية (ألغامدم .)1993 , دوافع ارتكاب جريمة النشل :
أظيرت نتائج دراسة(عمي )1997,أف دكافع جريمة النشؿ تتمثؿ في الرغبة في الحصكؿ عمى الماؿ كاشباع النزكات الشخصية ,كاإلنفاؽ عمى مف يعكؿ ,رفاؽ السكء ,كالبيئة ,ككقكؼ السكابؽ حائبل دكف االلتحاؽ بالعمؿ ,كالفشؿ في التعميـ كعدـ كجكد كسيمة لمعيش كتناكؿ الخمكر كالمخدرات ,كلعب
الميسر كالقمار ,كارتياد المبلىي ,كالظيكر بمظير الث ارء ,كالتدخيف ,كالحالة النفسية. الصفات الشخصية لمنشال :
أكضحت نتائج دراسة (عمي )1997 ,مف خبلؿ اختبار الشخصية أإلسقاطي الجمعي أف النشال يتسـ بعدة صفات شخصية أىميا :
.1وىن العزيمة :كيشير إلى إحساس النشاؿ بالقمؽ كالشعكر بالنقص ,كعدـ الثقة بالنفس كالشعكر باإلحباط.
.2التوتر :كيككف نتيجة لكجكد أىداؼ تتطمب تصرفان معينان مف النشاؿ لتحقيؽ ىذه األىداؼ. .3الرعاية :كتشير إلى رغبة النشاؿ لمحصكؿ عمى اىتماـ كرعاية اآلخريف لو.
.4العصابية :كتشير إلى عدـ النضج ,فالنشاؿ دائـ القمؽ كمضطرب خكفان مف اكتشاؼ أمره أثناء
قيامو بعممية النشؿ .
.5طمب النجدة :كيشير إلى تميؼ النشاؿ – نتيجة الستنكار أسرتو كالناس مف حكلو ألفعالو
اإلجرامية – إلى شخص ييخمصو مف انحرافو. .6الرفض والكراىية من األسرة :فدائمان يشعر النشاؿ برفض األسرة كأنو شخص غير مرغكب فيو نتيجة سمككو االنحرافي.
.7االنطواء والعزلة :كيشير إلى اعتزاؿ النشاؿ كعدـ مشاركتو األنشطة اإليجابية ,كابتعاده عف نسج عبلقات اجتماعية .
71
الوحدة السادسة جنوح األحداث أوالً :مفيوم جنوح األحداث : ثانياً :أسباب جنوح األحداث : .1
األسباب االجتماعية :
.2
األسباب المدرسية :
.3
جماعات الرفاؽ :
.4
األسباب االقتصادية :
.5
األسباب النفسية:
.6
انخفاض مستكل الذكاء :
.7
األسباب الجسمية :
.8
كسائؿ اإلعبلـ :
ثالثاً :الوقاية والعبلج من جنوح األحداث :
71
الوحدة السادسة جنوح األحداث تمييد: ينظر عمماء النفس إلي جنكح األحداث عمي أنو سمكؾ يعتبر عرضان يدؿ عمي عدـ التكافؽ كأنو سمكؾ
يقكـ عمي إشباع حاجات الجانح .
كما كينظر إليو عمماء االجتماع أنو ينشأ عف البيئة دكف أم تدخؿ لمعمميات النفسية المعقدة التي
تمعب عمي مسرح البلشعكر كيصفكف األحداث عمي أنيـ ضحايا ظركؼ اتسمت بعدـ االطمئناف كاالضطراب االجتماعي ألسباب متعمقة بالتدني الكبير لمستكم المعيشة .
مفيوم جنوح األحداث :
.1التعريف األول :الجانح ىك مف بمغ سف السابعة كحتى سف السادسة عشر مف عمره كالذم يخالؼ القكانيف السائدة في المجتمع.
.2التعريف الثاني :الجانح ىك الذم تظير لديو ميكؿ كرغبات مضادة لممجتمع بشكؿ خطير بحيث يصبح عرضة لممبلحقة كاإلجراءات الرسمية .
.3التعريف الثالث :الجانح ىك كؿ فعؿ يرتكبو صغير السف كيقع تحت طائمة قانكف العقكبات فيخرج مف ذلؾ أفعاؿ التشرد كغيرىا مف األفعاؿ التي تكشؼ عف تعرض الصغير لبلنحراؼ كحاجتو الماسة لنكع مف التدابير االجتماعية الكقائية التي تحميو مف االنح ارؼ .
التعريف اإلجرائي لجنوح األحداث :
الحدث الجانح :كؿ ذكر أك أنثى لـ يتـ الثامنة عشر مف عمره ك يقكـ بسمكؾ ال اجتماعي غير متكافؽ مع السمكؾ االجتماعي السكم كتتغمب عنده الدكافع الغريزية كالرغبات عمى القيـ كالتقاليد
االجتماعية الصحيحة ك يككف مخالفان لقكانيف المجتمع كيقع تحت طائمة قانكف العقكبات .
أسباب جنوح األحداث :
.1األسباب االجتماعية والبيئية المحيطة بالفرد : إذ أف ىذه البيئة بتأثيراتيا كضغكطيا المختمفة التي تمارسو عمى الحدث تؤدم إلى الجنكح.
كأىـ األسباب االجتماعية الكامنة كراء جنكح األحداث ما يمي:
أ.التصدع األسري :
إف العبلقات المتداعية بيف الكالديف ,أك بيف الكالديف كاألبناء مف شأنيا أف تؤدم إلى الكراىية بيف أعضاء األسرة ,ككذلؾ إلى عدـ اكتراث كؿ عضك مف أعضاء األسرة باآلخر ,كما تؤدم إلى الببلدة العاطفية .كما تتميز عبلقة الكالد بأبنائو بالقسكة ,أك اإلىماؿ ,أك التذبذب في المعاممة ,كالميؿ إلى السخرية مف أبنائو كتحقيرىـ ,كال يتسـ بالدؼء العاطفي كما يكثر غيابو عف المنزؿ .كليذا تصبح
عبلقة المراىؽ بأبيو ضعيفة كيعتبره المراىؽ نمكذجان غير صالح لبلقتداء بو .كما أف أميات الجانحيف 72
يتسمف أنيف ميمبلت كيتصفف بالعدائية ألبنائيف ,كعدـ اكتراثيف كال يتحممف المسؤكلية داخؿ األسرة كيعجزكف عف تزكيد أبنائيـ بقكاعد اجتماعية مناسبة مما يدفعيـ تدريجيان نحك الجنكح ألف الرقابة
األسرية عمى األبناء تككف ضعيفة ك المراىؽ الجانح لـ ينؿ القسط الكافي مف اإلشباع في عبلقتو األسرية بالمقارنة مع المراىقيف غير الجانحيف كالذيف يعيشكف حياة أسرية مشبعة بالحب كالتكاد
(القكصي . )1975:كعمى ىذا فإف األسرة تعتبر مسئكلة ,مف خبلؿ ككنيا قدكة كنمكذجان ييحتذل بو في إكساب الطفؿ أنماط السمكؾ االجتماعي ,كما أنيا مسئكلة عف كثير مف مظاىر التكافؽ أك سكء التكافؽ لديو .إذ مف خبلؿ االحتكاؾ المستمر بالكالديف يتعمـ الطفؿ معايير الجماعة كقيميا كقكانينيا,
كما يتعمـ التعاكف كاألخذ كالعطاء مع اآلخريف ,كمكاجية المكاقؼ كقيميا كقكانينيا .
ب.طريقة معاممة الوالدين لؤلبناء :
تتغذل شخصية األبناء مف مرجعية سمطة اآلباء ,كمف السمطة العاطفية لؤلميات .كلذلؾ فإف سكء
المرجعية ,كسكء التغذية العاطفية يؤدياف إلى كىف في شخصية الطفؿ ,كيككف بالتالي معرضان كمييأن
لبلنحراؼ .فمقد أكضحت الدراسات في عمـ النفس كعمـ االجتماع ,كعمـ الجريمة ,أىمية الطريقة التي يتعامؿ بيا الكالداف مع أبنائيـ ,كدكر ىذه الطريقة في بناء شخصية األبناء ,كرسـ مبلمح صحتيـ
النفسية كالعقمية كاالجتماعية ,فقد تبيف أف التعامؿ العاطفي في التعامؿ مع األبناء سمبان أك إيجابان يؤدم إلى إخفاؽ عممية تكيفيـ مع الكاقع المعاش .إذ أف الحرماف العاطفي كاالنفعالي يؤدم إلى تعطيؿ
عممية التكافؽ عند األبناء ,كما أف العطؼ الزائد كالتدليؿ المفرط يؤدم إلي تعطيؿ التكافؽ عند األبناء إذ يمنعيـ مف الفطاـ كاالنفصاؿ عف األىؿ ,كتككيف الشخصية السميمة القادرة عمى تحمؿ إرجاء
الحاجة لحيف إشباعيا .فضبلن عف ذلؾ فإف استعماؿ القسكة كالعنؼ مع األبناء يشعرىـ بأنيـ منبكذكف كغير مرغكب فييـ ,كيخمؽ لدييـ شعك انر بالحرماف ,كيفقدىـ اإلحساس بقيمتيـ الشخصية ,كيضعؼ
ثقتيـ بأنفسيـ .كىذا ما يدفعيـ إلى حاالت التطرؼ كالعصياف كالبلمباالة كالكذب كالسرقة كايذاء
اآلخريف ,كما أف المعاممة التي تتسـ باإلفراط في التسامح مع األبناء تجاه سمككيات خاطئة,ال تقؿ خطكرة عف المعاممة التي تتسـ باإلىماؿ كالقسكة .إذ تؤدم مثؿ ىذه المعاممة إلى تككيف مكاقؼ
اجتماعية خاطئة عند األبناء ,كتفرز مع الزمف أفرادا تتسـ شخصياتيـ باألنانية المفرطة كالمتعطشة
إلركاء نزكاتيـ كممذاتيـ أيا كانت الكسيمة (حسكف .)1993,
ج.التقميد :
قد ينشأ بعض الجانحيف في أكساط اجتماعية تبجؿ السمكؾ اإلجرامي كتعتبره أسمكبان سكيان كمناسبان
لمحياة .فالسمكؾ الجانح يتعممو الحدث مف اآلخريف الذيف يعيش معيـ ,كالذيف يدعمكف كافة أشكاؿ
السمكؾ المضاد لممجتمع .فالحدث يتأثر بجك األسرة كبتقاليدىا كعاداتيا كسمككيا ,كيتأثر بمف ىـ أكبر منو سنان (اآلباء كاألخكة) ,فاألسرة الفاسدة تيعتبر تيربة خصبة لنمك الميؿ إلى الجنكح عند األحداث. فاألبناء يقمدكف كالدييـ عندما يككف ىذاف الكالداف ممف يشجعكف اإلجراـ ,كما أف اآلباء المنحرفيف يييئكف لؤلبناء مناخان مميئان بالشقاؽ كالعصبية كيعكزه األمف كاإلشباع العاطفي ,فالحدث يككف في 73
مرحمة الطفكلة المبكرة شديد التأثر بأسرتو بشكؿ خاص ,كىك لذلؾ يككف سيؿ االستثارة ,شديد الحساسية ,كشديد القابمية لبلستيكاء ,عنيؼ االنفعاؿ ,قميؿ الخبرة ضعيؼ اإلرادة.
.2األسباب المدرسية :
تعد المدرسة البيئة الثانية لمطفؿ ,حيث يقضي فييا جزءان كبي انر مف سنكات حياتو .كال يقتصر دكر
المدرسة في الكقت الحاضر عمى الجانب التعميمي فحسب ,بؿ يتعدل ذلؾ إلى الجانب التيذيبي ,
كتعميـ التبلميذ القيـ األخبلقية كاإلنسانية ,ككيفية التكافؽ مع اآلخريف ,كما تعمؿ عمى تييئة المناخ المناسب ليـ حسب قدراتيـ العقمية كميكليـ كرغباتيـ ,فإف أخفقت في تحقيؽ ىذه الغايات أدل ذلؾ
بالتبلميذ إلى ارتكاب السمكؾ الجانح .
فالتمميذ قد يكاجو اإلخفاؽ الدراسي في المدرسة نتيجة قصكر عقمي أك جسمي ,أك نتيجة تكبيخ المعمـ ,أك سخرية الزمبلء ,مما يككف لو أثر بالغ في سمككو ,كقد يدفعو ذلؾ إلى اليركب مف المدرسة أك إلى الخداع أك السرقة ,أك القياـ بسمكؾ مضاد لممجتمع نتيجة الشعكر بالنقص كالقصكر عف بقية
الزمبلء ,كمحاكلة االنتحار في بعض األحياف .كما كجد (ىيمي كبركنر Healy and Bronner, )1975مف خبلؿ أبحاثيـ أف مف بيف كؿ عشرة أحداث منحرفيف مكضكع الدراسة ىناؾ أربعة منيـ
أظيركا كرىان لممدرسة .كاإلخفاؽ في الدراسة ينعكس عمى حالة الحدث النفسية ,حيث يعيش في حالة مف القمؽ كالتكتر ,كيدفعو إلى القياـ بالعدكاف عمى اآلخريف ,بقصد التعكيض عما فاتو في حياتو
المدرسية .كما أف اإلخفاؽ في الدراسة قد يؤدم بالحدث إلى ترؾ المدرسة في مرحمة مبكرة لـ تتشكؿ لديو بعد القدرة عمى مكاجية الحياة كمشاكميا ,كىذا ما يعرضو لمجنكح بسبب عدـ اكتماؿ نضجو
العاطفي كاالجتماعي .كقد أظيرت نتائج دراسة (مرسي )1995,عمى األحداث الجانحيف في مصر (مدينة اإلسكندرية) أف معظـ الجانحيف (مكضكع الدراسة) قد مارسكا أكثر مف نشاط جانح بالمدرسة بؿ كتحكؿ بعضيـ إلى جانحيف محترفيف في مرحمة التعميـ االبتدائي .كما أظيرت الدراسة أيضان
انخفاض في مستكل تعميـ األبناء الجانحيف بالمقارنة بمستكل تعميـ آبائيـ ,كىذا السبب يعكد إلى التسرب الدراسي كالبلمباالة مف جانب الكالديف بالعممية التعميمية ,كعمى الضغكط االقتصادية
كاالجتماعية التي دفعت اآلباء إللحاؽ أبنائيـ بالكرش الصغيرة كالحرؼ كاألعماؿ سريعة العائد ,مما
شكؿ عمييـ ضغكطان تتعدل قدراتيـ البدنية كالعقمية كالنفسية ,فضبلن عف قسكة أرباب الحرؼ
كاستخداميـ معيـ أساليب غير مبلئمة .كىذا ما عجؿ بظيكر ميكليـ االنحرافية .مف جانب أخر فإف
النظاـ الصارـ داخؿ المدرسة قد يككف كراء جنكح األحداث فمف المعركؼ أنو لكي تستطيع المدرسة
القياـ بدكرىا التربكم ,ال بد مف فرض حد أدنى مف النظاـ الذم ييييئ ليا النجاح في المدرسة ,كلكف إذا ما تجاكزت الحدكد في أسمكب فرض النظاـ ,أدل ذلؾ إلى نفكر التبلميذ مف الدراسة كاليركب مف
المدرسة ,أك تركيا نيائيان ,كيمجأ إلى ممارسة بعض األعماؿ غير االجتماعية إلثبات ذاتو ,كالتعكيض عف قصكره الدراسي كالتكافؽ المدرسي(جعفر .)1991,
74
.3جماعات الرفاق : إف أكثر األكساط االجتماعية تأثي انر في سمكؾ الفرد ىي جماعات الرفاؽ ,حيث تتبايف ىذه الجماعات
في تككينيا كخصائصيا ككظائفيا داخؿ المجتمع .كقد دلت البحكث أف طكؿ مدة اختبلط الفرد بالرفاؽ
يعني قصر أمد التفاعؿ االجتماعي داخؿ جماعة األسرة .كما أف دكر الرفاؽ مف الجانحيف القيدامى يتفكؽ في تأثيره عمى القادميف الجدد عمى كؿ العكامؿ المجتمعية األخرل ,إذ أف انتقاؿ الصبية إلى
مرحمة االحتراؼ ,كاالنتظاـ ضمف التشكيبلت اإلجرامية ,مرك انر بمرحمة التممذة كالتدريب ,كاالتصاؿ
بكبار المجرميف ,إنما جاء عف طريؽ الرفاؽ .بؿ إف تمؾ الجماعة دخمت في منافسة قكية مع األسرة,
خاصة بعد أف نجحت في تحقيؽ االنتماء ليا مف جانب األحداث الصغار .كقد أظيرت نتائج الدراسة
التي قاـ بيا (مرسي )1995,عمى األحداث الجانحيف ,أف معظـ المحترفيف لمجناح ,ارتكبكا األفعاؿ
تحت تأثير رفاقيـ مف الجانحيف القدامى( .)%86.56كىذا يدؿ عمى مدل جاذبية الجانحيف كالمجرميف
الكبار كشدة تأثيرىـ عمى الصغار ,بحكـ الخبرة كالقدرة عمى تمقيف الفنكف اإلجرامية ,كما أنيـ ييشكمكف كسط مركر لتسييؿ المناشط اإلجرامية لدل القادميف الجدد ,إنيـ كسط اتصاؿ كتأثير قكم في سمكؾ
الصغار كالجانحيف منيـ خاصة كيفكؽ تأثيرىـ تأثير األسرة .
.4األسباب االقتصادية :
يكثر الجنكح عند األفراد بسبب انتمائيـ إلى بيئات فقيرة ,فاألسرة الفقيرة تضطر إلى العيش في مناطؽ متطرفة مف المدف ,حيث تككف الرقابة عمى السمكؾ قميمة نسبيان ,كتككف الفرص متاحة لتعمـ سمككيات مضادة لممجتمع .فأبناء الطبقات الفقيرة الذيف يسكنكف في األحياء الخاصة باألقميات في المدف
ينضمكف إلى عصابات الجانحيف ,كقد أصبحت مثؿ ىذه العصابات شديدة الخطكرة .كفي دراسة بيذا الصدد تبيف كجكد عبلقة بيف انحراؼ األحداث كحجـ األسرة ككثافتيا ,كخاصة في األحياء الفقيرة,
حيث تككف المنازؿ صغيرة كتككف مرافقيا متداعية ,كتفتقر إلى الشركط الضركرية لمحياة .كباستخداـ أسمكب التقرير الذاتي ( )Self Reportsلعينة مؤلفة مف ( )411حدث جانح مف الذككر ,تكصمت
الدراسة إلى أنو كمما ازداد حجـ األسرة ,كمما تضاعفت احتماالت الجنكح لدل األبناء .كىذا يعكد عمى ضعؼ ارتباط الصغار في األسرة كبيرة العدد ,كقمة إشراؼ الكالديف ,كعدـ فعالية كسائؿ الضبط التي
يستخدمكنيا مع األبناء كاحتماؿ نمك إطار ثقافي فرعي مضاد بسبب تكرار المخالفات غير المرغكب
فييا ,كما أف الفقر ال يرتبط بالجناح كاال لجنح كؿ الفقراء .فالجناح يرتبط بالفقر عندما يصاحب الفقر مطامح كاسعة ال تجد أماميا فرصان لتحقيقيا بالكسائؿ المشركعة. .5األسباب النفسية :
تؤكد نظرية التحميؿ النفسي عمى أىمية خبرات الطفكلة المبكرة في التأثير عمى شخصية الفرد كسمككو
في المستقبؿ .فالسمكؾ الجانح عند األحداث الذيف يعانكف مف اضطرابات انفعالية ليس إال تعبي انر
بسيطان عف مشاعر العداكة تجاه المجتمع ,أك استجابة لخبرة اليذياف أك اليمكسة التي يعانكف منيا ,أك
أنيا مجرد استجداء لمرعاية كاالىتماـ مف قبؿ اآلخريف. 75
كما أف اإلحباطات المتكررة التي تؤدم إلى الشعكر بالعجز ,كالصراعات النفسية ,كالحرماف العاطفي, كانعداـ األمف ,كالشعكر بالتعاسة تؤدم إلى تككيف مفيكـ ذات سالبة لدل الحدث ,مما يجعمو يميؿ إلى
كره نفسو ككره اآلخريف مف حكلو .كىذه النظرة عف الذات تجعمو يسمؾ سمككان يتسـ بالتمرد ,ككثرة
الشؾ ,كالكراىية ,كالميؿ إلى التخريب ,فالجانح في ىذه الحالة يكشؼ عف تكترات كصراعات داخمية
تجعمو غير قادر عمى االستق ارر ,كما تجعمو مضطر لمقياـ بعمؿ يصرؼ مف خبللو الشحنات االنفعالية التي تؤلمو .كتسبب شعكره بالتعاسة .كمف أىـ السمات الشخصية المميزة لمجانحيف
المحترفيف ىي "البلمباالة" بمكاقؼ تثير في نفكس الجانحيف الخكؼ كالخجؿ ,كىذه الصفة تبدأ في
مرحمة المراىقة المبكرة ,كتقترف بمظاىر اإلحباط كالحرماف في األسرة ,ثـ تحقؽ نمكىا كسط جماعة الرفاؽ الذيف يشارككف الحدث الحياة كاليدؼ ,كيترتب عمى سيادة البلمباالة ,اختراؽ مختمؼ األكساط,
كمجابية الكثير مف المخاطر .كلذلؾ فإف الجانح المحترؼ جسكر كتعني الجسارة قكة التحكـ ,كتحكيؿ
االحتماالت إلى أفعاؿ مؤثرة ضد شخص يرصدت تحركاتو سمفان .كالصفة األخرل التي يتمتع بيا الجانح المحترؼ "الخشكنة كيظير ذلؾ في حركات اليد كميارة األصابع ,كسرعة الحركات الجسمية,
كاستخداـ األدكات كاآلالت الحادة المرىفة ,كتبقى كسائؿ إثارة الرعب كاالعتداء البدني بالظركؼ التي
تقتضييا .كالحدث الجانح يفضؿ استخداـ عقمو بدالن مف المجكء إلى عضبلت جسمو ألسباب تتعمؽ
بالسبلمة كاألمف.
.6انخفاض مستوى الذكاء :
يتصؼ األحداث الجانحكف بكثرة معاناتيـ لمشاكؿ عقمية كانفعالية كتربكية .فالحدث المتأخر عقميان قد الحكـ يخرج عمى القانكف مف غير قصد ,مما يجعمو ضحية النخفاض ذكائو كضعؼ قدرتو عمى ي
كتقدير المكقؼ .ففي دراسة ميرؿ ( )Merrill, 1949لعينة مككنة مف ( )511جريمة حاكلت تصنيفيا تبعا لمستكل ذكاء مرتكبييا ,فقد تكصمت إلى عدـ كجكد عبلقة جكىرية بيف نكع الجنكح كمستكل
الذكاء (جبلؿ .)1984 , .7األسباب الجسمية :
قد تككف األسباب الجسمية كراء جنكح األحداث .فالعاىات الجسمية المستديمة تجعؿ صاحبيا يعيش حالة مف القمؽ كالتكتر .فقد أكضحت الدراسات أف التبلميذ المصابيف بعاىات جسمية قد يتعرضكف
لمشكبلت الضبط ,ألنيـ ال يستطيعكف تركيز انتباىيـ مثؿ غيرىـ مف األصحاء بسبب ما يعانكف مف
قمؽ يتعمؽ بحالتيـ الجسمية .كليذا تزداد حاالت الجنكح أثناء السنكات األكلى مف مرحمة المراىقة,
حيث يعاني األفراد في ىذه المرحمة مف اإلجياد غير الطبيعي كغير المألكؼ ,حيث يمجأ الحدث إلى
اإلجراـ يليعكض عف نقصو ,كيرل (آدلر) أف األمراض كالعاىات تيكلد لدل األحداث الشعكر بالنقص. مظاىر العنف لدي ممن يعانون أسباب جسمية : كحاالت الشذكذ الخمقي كسكء السمكؾ كارتكاب الجرائـ ,سكل انعكاس ليذا الشعكر .فالعاىة باإلضافة 76
إلى ككنيا عائقان عضكيان ,فيي أيضا بمثابة عائؽ نفسي بيف الفرد المصاب كبيئتو ,بحيث تنشأ عادة فقداف الثقة بالنفس ,كالعجز عف التكافؽ مع المجتمع.
.8وسائل اإلعبلم :
تمعب كسائؿ اإلعبلـ دك ار رائدان في التقدـ الذم شيدتو المجتمعات اإلنسانية في الكقت الحاضر ,فيي
أداة لمبناء كالتقدـ كالقضاء عمى الجريمة .كلكف ىذه الكسائؿ اإلعبلمية متعددة كمتشعبة ,كىي إذا ما
يحسف تكجيييا ,كأيسيئ استخداميا ,فإنيا تصبح سبلحان ىدامان يساعد عمى االنحبلؿ أيىممت كلـ ي كاالنحراؼ كالجريمة .فالصحافة مثبلن تثير الرأم العاـ مف خبلؿ عرضيا لمجريمة .فقد أجرت لجنة
األحداث الدانماركية تحقيقان (سنة 1946ـ) عف الصحافة كاألحداث ,كتبيف أف األحداث يفضمكف أخبار الجريمة كالحكادث كغيرىا مف المكاد .فالصحافة تؤثر عمى ظاىرة اإلجراـ عند األحداث بتصكيرىا
الشيؽ لكقائع الجريمة ,كتصكيرىا الجريمة ككأنيا أمر طبيعي مف خبلؿ تكرار ذكرىا لمجرائـ ,كالحديث عف الجرائـ بأنيا تعكد عمى صاحبيا بالربح الكفير (كالسرقة مثبلن) ,كما أنيا تركج شيرة لممجرـ الصغير ,بحيث يستحؽ إعجاب عصابتو مف جية ,كال ينالو العقاب مف جية أخرل .كما تنقؿ
الصحؼ لممجرميف معمكمات ميمة فيما يتعمؽ بخطط البكليس لمداىمة المجرميف ,إذ يقكـ المجرـ
باتخاذ االحتياطات البلزمة .أما مف حيث تأثير أفبلـ السينما كالتمفزيكف ,فقد ذكرت كؿ مف مارم فيمد ( )M. Fieldفي انجمترا ,ككذلؾ ماجكريس دكم ( )M. Douyفي الكاليات المتحدة األمريكية مف خبلؿ ما تكصمتا إليو مف أبحاثيما ,أف أغمب األحداث يعيشكف كقائع الفيمـ أثناء العرض ,كيسيؿ
استجابتيـ لتمؾ المؤثرات ,كيزداد ذلؾ مع صغر السف .فاإلنساف يتعمـ جميع الفضائؿ كالرذائؿ كال يرثيا مف كالديو لقكلو عميو الصبلة كالسبلـ" :كؿ مكلكد يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك يمجسانو أك ينصرانو" .كالطفؿ يقضي ساعات طكيمة مف يكمو أماـ التمفاز كقد تزايدت ىذه الساعات في الكقت
الحاضر مف خبلؿ تعرضو القنكات الفضائية العربية كاألجنبية حتى بمغ الكقت الذم يقضيو الطفؿ
خبلؿ سنكات دراستو االبتدائية كالثانكية أالثنتي عشرة حكالي 12 -6ساعة ,كىذا المجمكع يقترب مف مجمكع الساعات التي يقضييا األطفاؿ لنفس الفترة في المدرسة مع اعتبار العطؿ المدرسية ,كتعمؿ
عمى مناصرة الميف اإلجرامية .كقد تثير ىذه األفبلـ التمفازية عند الناشئة دكافع كأفكار خاصة بالسمكؾ
اإلجرامي قد ال يظير أثرىا في السمكؾ مباشرة ,كانما تستقر كتتراكـ لفترة معينة ,كما جاء في الدراسة
التي أعدتيا الرقابة الجنائية بمصمحة األمف العاـ بك ازرة الداخمية المصرية أف معدؿ الجرائـ األسرية قد
ارتفع عاـ ( ) 1985إلى ( )121جريمة .كقد أجمع الباحثكف في عمـ النفس كعمـ االجتماع عمى أف المسؤكلية في ذلؾ تعكد إلى البرامج التمفازية ,التي أصبحت تقدـ لمناشئة دكف ضابط أفبلـ عنؼ,
كتخريب ,كمع الزمف تؤدم بيـ إلى ارتكاب الجريمة .كليذا فإف مف الكاجب تطيير برامج التمفزيكف العربي مف ىذه األفبلـ المدمرة لؤلخبلؽ العامة ,كلمقيـ اإلسبلمية ,كذلؾ بإصدار قكانيف صارمة
كذلؾ حفاظان عمى أبنائنا كمجتمعنا مما يتيدده مف أخطار( .الكتاني.)1987,
77
الوقاية والعبلج من جنوح األحداث:
أوالً :التدابير الوقائية :
ميما بذلت الحككمات مف جيكد لف تقضي عمي الجريمة تمامان ,كلكف يمكف التخفيؼ مف حدتيا. كليذا يجب أف تتجو الجيكد كبشكؿ أكبر إلى الكقاية منيا بالنسبة لمعبلج ,كىنا يجب أف تتجو
الحككمات إلي إلى تعديؿ االتجاىات النفسية الفردية كالجماعية .فاالتجاىات تكتسب بالخبرة ,كتتككف تدريجيان مف خبلؿ حياة الفرد .كلكف الضركرة تحتـ أيضان باإلضافة إلى تغيير اتجاىات الفرد مف خبلؿ العبلج ,ال بد مف تغير البيئة التي يعيش فييا الفرد ,كذلؾ مف خبلؿ التخفيؼ مف حدة العكامؿ التي
تعتبر سببان في اضطرابو كانحرافو (جبلؿ.)1984, أىم التدابير الوقائية المطموبة ما يمي :
.1إشباع الحاجات األساسية :
ييعد الغذاء ,كالكساء ,كالمسكف في مقدمة الحاجات األساسية لئلنساف ,إذ أف أم عكز ليذه الحاجات يجعؿ الفرد يسعى إلى تكفيرىا بكسائؿ غير مشركعة (كالسرقة ,كاالحتياؿ ,كالغش ..إلخ) ,كقد تصبح ىذه الحاجات مكضع استغبلؿ مف قبؿ المنحرفيف فيجركنو إلى ىاكية الرذيمة .كاألسرة ىي المسئكؿ
األكؿ عف تأميف احتياجات الحدث ,كذلؾ حسب إمكانياتيا ,كفي حدكد دخميا .كلكف األسرة الفقيرة ال
تستطيع تأميف احتياجات الحدث أك بعضيا ,مما يجعمو معرضان لمجنكح بدافع الحاجة .كليذا ال بد مف تحسيف الظركؼ المعيشية لؤلسرة ,مف خبلؿ تأميف الحد األدنى الضركرم لتأميف حياة كريمة
ألعضائيا .كما يمكف لمدكلة أك لبعض المؤسسات االجتماعية تأميف معكنة مالية شيرية كافية لؤلسرة
التي ال يكجد فييا مف يعكليا .باإلضافة إلى ذلؾ ال بد لمدكلة مف أف تسعى إلى إنشاء دكر الرعاية
المناسبة كالمتكاممة لؤلحداث المتشرديف الذيف ال يكجد مف يعكليـ .كليذا يمكف اعتبار الجنكح عند األحداث ىك نتاج لمحياة في الجماعة التي يعيش فييا الحدث .
.2الرعاية الصحية :
ينشأ السمكؾ الجانح في بعض األحياف نتيجة اإلصابة ببعض األمراض الجسمية سكاء قبؿ الكالدة أك بعدىا ,مما يستدعي كجكد حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية .كليذا ال بد مف الفحص الدكرم لممكلكد
لمتأكد مف سبلمة الجنيف كعدـ إصابتو بأم مرض ربما يؤدم إلى إنجاب أكالد مضطربيف ,باإلضافة
إلى الرعاية الصحية لؤلـ الحامؿ حرصان عمى عدـ تعرضيا لمؤثرات تضر بصحتيا كصحة جنينيا.
كما يجب رعاية المكلكد صحيان بعد كالدتو ,كذلؾ لضماف سبلمة المكلكد كعدـ إصابتو باألمراض التي
قد تككف سببان في جنكحو .كمف الضركرم أف يتكلى اإلشراؼ عمى الرعاية الصحية لؤلطفاؿ مؤسسات
رعاية خاصة (مستشفيات – مستكصفات )..حتى بمكغيـ نياية سف الحداثة ,كذلؾ لضماف سبلمة
الحدث جسميان كعقميان كاجتماعيان كانفعاليان .فسبلمة الجسـ شرط أساسي لمتفكير السميـ كمعالجة المشاكؿ بشكؿ صحيح .كما أف ىذه الرعاية الصحية ليا أىميتيا ليس لمحدث فحسب ,كلكف لممجتمع ككؿ. 78
.3الرعاية األسرية لؤلبناء :
إف أسمكب التعامؿ السميـ مف ًقبؿ اآلباء مع األبناء ,ييمكف اآلباء مف القياـ بدكرىـ الكقائي تجاه أبنائيـ ,كيبعدىـ عف طريؽ االنحراؼ كالجريمة .كىذا األسمكب يتمثؿ في أف يتسمـ فيو األب زماـ
السمطة الفاعمة بدكف قسكة أك ليف .كتككف فيو األـ صاحبة السمطة العاطفية مف غير إسياب ,كتتحكؿ
فيو سمطة األب إلى مرجع كمنارة لمسمكؾ عند األبناء ,كعند ذلؾ فقط تتحكؿ األسرة مف خبلؿ األـ كاألب إلى كعاء كصماـ أماف يساعد األبناء عمى امتصاص نقمتيـ عمى الكاقع اليكمي الصعب
المحبط نقمتو عمى المجتمع بكساطة سمككو االنحرافي ,فإنو يركف كالمعقد .فبدالن مف أف يكجو االبف ي إلى حضف األـ ,كربما يبكى بيف يدييا كيستعيد عافيتو ,كيفزع إلى مرجعية أبيو طالبان منو العكف كالمشكرة كالنصح كشد األزر (مكي .)1991,
.4الرعاية التربوية – التعميمية :
يمتد سف األحداث في معظـ ببلد العالـ خبلؿ مراحؿ الدراسة االبتدائية كاإلعدادية كالثانكية .كليذا ال
بد مف تكجيو االىتماـ الكافي إلى التبلميذ في ىذه المراحؿ ,كذلؾ مف خبلؿ إتباع اإلجراءات اآلتية :
أ.جعؿ التعميـ االبتدائي كاإلعدادم مجانيان كالزاميان ,كذلؾ لضماف مكاصمة التبلميذ الدراسة في ىذه المدارس ,كعدـ تسربيـ منيا ,كاالنغماس في سمككيات غير صحيحة تضر بيـ كبمجتمعيـ.
ب.تكفير العدد الكافي مف المدارس االبتدائية كاإلعدادية كالثانكية العامة كالمينية ,كذلؾ لتتناسب مع استعدادات كامكانيات كميكؿ التبلميذ في الدراسة .
المدرسيف المؤىميف تربكيان كمينيان لمتدريس في ىذه المدارس. ج.تكفير العدد الكافي مف ي د.تكفير الرعاية الصحية (الجسمية كالنفسية) لمتبلميذ في ىذه المدارس ,كذلؾ مف خبلؿ تزكيدىا باالختصاصييف في األمراض الجسدية كالنفسية ,كالفحص الدكرم ليـ لمكشؼ المبكر عف األمراض
التي تصيبيـ ,كتنظيـ الحياة االجتماعية لضماف التفاعؿ االجتماعي السميـ داخؿ المدرسة كخارجيا .
ق.تكطيد العبلقة بيف البيت كالمدرسة كالمؤسسات االجتماعية ذات العبلقة لتحقيؽ التكاصؿ البناء بيف ىذه المؤسسات ,كالتعرؼ إلى ما يعانيو التمميذ بشكؿ مبكر ,كالعمؿ عمى معالجتو باألساليب العممية
الصحيحة .
.5الرعاية المينية : ال يستطيع جميع األحداث االستمرار في الدراسة ,سكاء بسبب عدـ تكفر االستعدادات العقمية لدييـ أك
بسبب ظركفيـ االجتماعية ,مما يضطرىـ لترؾ المدرسة بشكؿ مبكر في نياية المرحمة االبتدائية أك
اإلعدادية ,كاالتجاه إلى العمؿ لسد العكز المادم الذم يعانكف منو .كليذا ال بد مف تحديد الحد األدنى
لعمر الحدث الذم ييسمح لو بالعمؿ (كىك سف الخامسة عشرة كما أقرتو تشريعات أغمب الدكؿ) ,كتقديـ كيمنعكف مف م ازكلة العمؿ بسبب صغر سنيـ , إعانات مالية لؤلحداث المنقطعيف عف الدراسة ,ي باإلضافة إلى تقديـ الرعاية الخاصة لؤلحداث الذيف يعممكف ,كتحديد مدة عمميـ اليكمي ,كنكع عمميـ 79
(بما يتناسب مع استعداداتيـ الجسمية كالعقمية) ,كاإلجازات التي يجب أف تيعطى ليـ خبلؿ مدة عمميـ ,كاجراء الفحكص الطبية الكافية قبؿ كأثناء عمميـ لمتأكيد مف خمكىـ مف األمراض المعدية ,كعدـ إصابتيـ بأية أمراض نتيجة مزاكلتيـ ألعماليـ .كليذا فإف التدريب الميني ييعد مف أىـ أكجو الرعاية كيذكر (جبلؿ )1984,أف المينية لمحدث الجانح في المؤسسات اإلصبلحية.
أ.نكعان مف العمؿ
التدريب الميني الناجح يعني:
ييسمح لمحدث بتعمـ حرفة مف الحرؼ. ب.تعمـ العادات الحسنة كالمثابرة عمى العمؿ كاكتساب الميارات التي تساعد عمى النجاح في المجتمع الخارجي .
ج.تعمـ معني العمؿ كتقدير قيمتو .
د.اكتساب الميارات كاكتشاؼ القدرات الخاصة التي تؤىؿ لمنجاح في عمؿ مف األعماؿ. فضبلن عف ذلؾ يساعد البرنامج الميني الناجح عمى سيكلة إدارة المؤسسة ,كيقمؿ مف الكسؿ ,كيرفع مف الركح المعنكية لؤلحداث كالمشرفيف عمييـ ,كيقمؿ مف مشاكؿ التيذيب كاإلدارة ,كيبعث عمى المشاركة
في نكاحي النشاط األخرل في برنامج العبلج ,كيقمؿ مف نفقات المؤسسة .كاالتجاه الحالي في
كيدفع ليـ أجر عمى المؤسسات ىك تشغيؿ األحداث في المؤسسات الصناعية المكجكدة في البيئة ,ي عمؿ يذىب جزء منو لممؤسسة لئلقامة ,كيحفظ الباقي لمحدث في دفتر لمتكفير يعطى لو عند تخرجو.
.6الترفيو والترويح :
ال بد مف إيجاد الفرص المناسبة لمتركيح عف الحدث ,كذلؾ مف خبلؿ المشاركة في نشاطات اجتماعية ىادفة (جمعيات ,نكاد ,فرؽ ,)..ككذلؾ القياـ برحبلت ترفييية إلى أماكف مختمفة بإشراؼ تربكم
صحيح ,ييتيح لو التعبير الحر عف معاناتو كصراعاتو التي يعيشيا كالتي يككف مصدرىا المنزؿ أك المدرسة .كما أنو مف الضركرم تقديـ أفبلـ تربكية كترفييية مناسبة داخؿ المدرسة في مناسبات معينة, كفرض رقابة عمى ما تقدمو كسائؿ اإلعبلـ مف أفبلـ أك تمثيميات يمكف أف يككف فييا ضر انر لمحدث, ككذلؾ منع تداكؿ الكتب كالقصص كالمجبلت كأشرطة الفيديك المخمة باآلداب كمنع تداكليا. ثانياً :التدابير العبلجية :
قد ال تتمكف التدابير الكقائية مف كقؼ جرائـ األحداث ,مما يستدعي القياـ بإجراءات عبلجية تربكية
بعيدان عف العقكبة مف الناحية المكضكعية ,أك مف الناحية اإلجرائية ,داخمية أك خارجية أدت بو إلى
الجنكح .فالتدابير العبلجية لمحدث الجانح تنطمؽ مف أساس أف الحدث الجانح ليس مجرمان يستحؽ
العقاب ,بؿ إنو مريض يستحؽ العبلج ,كال سبيؿ إلى معاقبتو بدنيان أك سجنو حتى يبمغ سف المسؤكلية
الجنائية (سف الثامنة عشرة) ,إذ أنو مف الثابت عمميان أف كسائؿ العنؼ كالقسكة لف تفيدىـ ,بؿ ستزيد مف نقمتيـ كحدة انحرافاتيـ السمككية(الفاضؿ .)1995,
المشرع عددان مف التدابير العبلجية لمجانحيف مف األحداث ,يستخدـ كبلن منيا حسب طبيعة كليذا كضع ي 81
الحالة ,ككفقا لشدة الجنكح.
أىم التدابير العبلجية ما يمي : .1التوبيخ :
يتضمف التكبيخ تكجيو المحكمة المكـ إلى الحدث عمى فعؿ ارتكبو بقصد تكجييو كتحذيره ,كالكشؼ
عما ينطكم عميو عممو مف خطكرة ,كذلؾ حتى ال يعكد إلى ىذا السمكؾ مرة أخرل .كىذا التكبيخ
كطريقة تكجييو متركؾ أمره لمقاضي ,شريطة أف ال يككف لو انعكاسات سمبية عمى نفسيتو .كىذه
كيعد العقكبة ييكجييا القاضي في مجاؿ المخالفات البسيطة ,كذلؾ مف جمسة المحكمة كحضكر المتيـ .ي التكبيخ عبلجان مناسبان لبعض حاالت الجنكح خاصة إذا اتيخذت بحؽ أشخاص يتأثركف بمثؿ ىذه العقكبة .كالتكبيخ إجراء متداكؿ في معظـ تشريعات العالـ .
.2التسميم :
يذكر (جكخدار )1977 ,أف المشركع السكرم يقرر تدبير التسميـ لمف يرتكب جناية أك جنحة أك مخالفة في مرحمة الحداثة بيف سف السابعة كالخامسة عشرة ,ككذلؾ بالنسبة لؤلحداث الذيف أتمكا
الخامسة عشرة كلـ يكممكا الثامنة عشرة في الجنح كالمخالفات فقط .كتسميـ الحدث يككف إما إلى أبكيو, أك إلى أحدىما ,أك إلى كليو الشرعي ,كيشترط لتسميـ الحدث إلي ىؤالء أف تتكافر فييـ الضمانات
األخبلقية ,كأف يككف بإمكانيـ تربيتو حسب إرشادات المحكمة أك يمراقب السمكؾ ,أما التشريع (الفرنسي الصادر في 2شباط فبراير سنة , )1945فقد أجاز تسميـ الحدث إلى كالديو أك كليو أك فرد يقبؿ أف يتكلى رعايتو أك شخص مؤتمف حتى كلك جاكز الحدث سف الثالثة عشرة مف عمره .كيطبؽ ىذا
التشريع عمى األحداث المنحرفيف أك المعرضيف لبلنحراؼ ,كىذا اإلجراء يعتبر أشد مف التكبيخ ,حيث
المشرع عمى معاينة الشخص الذم تسمـ الحدث إذا يناسب حاالت الجنكح األكثر خطكرة كليذا حرص ي أىمؿ أداء كاجبو ,كترتب عمى ذلؾ ارتكاب الحدث جريمة ,أك تعرض ألم شكؿ مف أشكاؿ االنحراؼ. المشرع لـ ينص عمى مدة معينة ليذا التدبير ,كىك أمر طبيعي بالنسبة لتسمـ الحدث ألم مف أفراد كي أسرتو ممف حددتيـ المادة .أما إذا كاف تسميـ الحدث لشخص مف غير الممتزميف باإلنفاؽ عميو ,أم
لشخص مف غير أسرتو ,فيككف الحد األقصى ليذا التدبير ىك ثبلث سنكات (ربيع كآخركف .)1995, .3اإللحاق بالتدريب الميني: تيمحؽ المحكمة الحدث الجانح بأحد المراكز المتخصصة أك أحد المصانع ,أك المتاجر التي تقبؿ تدريبو في حدكد مدة ال تتجاكز ثبلث سنكات .كىذا اإلجراء ال يخرج مف ككنو تأىيؿ لمحدث لتعمـ
حرفة معينة تعينو عمى ممارستيا كالكسب الحبلؿ مف كرائيا .إذ أف تدريب الحدث الجانح عمى حرفة
كيعتبر عبلجان لحالتو .فيذا اإلجراء يعتبر عبلجان لمسبب األساسي الذم أدل معينة تؤمف لو مستقبمو ,ي بالحدث إلى الجنكح . .4إلزام الحدث بتنفيذ واجبات معينة :
81
يمكف أف ييحظر عمى الحدث مرافقة أشخاص معينيف ,أك ارتياد أماكف معينة (كالمبلىي كالمقاىي الميمية ذات السمعة السيئة) ,كذلؾ منعان مف استفحاؿ السمكؾ الجانح .فضبلن عف ذلؾ ييطمب منو
المكاظبة عمي الصمكات الخمسة كحضكر مجالس العمـ في المسجد ك حضكر اجتماعات معينة يتـ فييا التكجيو كاإلرشاد كالعبلج .كىذا اإلجراء يمكف أف يستمر مع الحدث الجانح لمدة ال تقؿ عف ستة
أشير ,كال تزيد عف ثبلث سنكات. .5االختبار القضائي :
يرل ركبسف ( )Robison, 1960أف االختبار القضائي يعتبر تدبي انر عبلجيان يستيدؼ إعادة التأىيؿ
كالتكافؽ االجتماعي لممذنب في مجتمعو كبيئتو الطبيعية ,بحيث يتمتع بحرية كبيرة تحت رعاية كاشراؼ
مكظؼ تابع لممحكمة ييعرؼ بمكظؼ االختبار .كقد كاف مف ضمف تكصيات المجمس االقتصادم كاالجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة عاـ (1951ـ) أنو اعتبر االختبار القضائي طريقة إنسانية كفعالة في عبلج المذنبيف .فاالختبار القضائي يقرر بكضع الحدث الجانح في بيئتو الطبيعية تحت التكجيو
كاإلشراؼ ,مع مراعاة الكاجبات التي تحددىا المحكمة ,بحيث ال يجكز أف تزيد مدة االختبار القضائي
عف ثبلث سنكات,.كيقصد باالختبار القضائي بالبيئة الطبيعية ,البيئة التي أسيمت بمزيد مف الجنكح.
فمعالجة الحدث كفقان ليذا األسمكب يككف بعيدان عف أسكار السجكف ألف دخكلو السجف يؤدم إلى
اختبلطو بالمجرميف كالمنحرفيف مما يشجع عنده اإلجراـ بعد اإلفراج عنو .كليذا فإف مكظؼ أك مراقب االختبار القضائي يجب أف يككف عمى درجة عالية مف الخبرة في الشؤكف النفسية كاالجتماعية
كالتربكية .باإلضافة إلى ما يتطمبو ىذا التدبير مف رجاحة عقؿ ,كصبر ال ينفذ في مصادقة الحدث كتكجييو .كما أف ىذا التدبير أقؿ كمفة مادية بالنسبة لمحجز في السجكف ,كبإمكاف الحدث أف يعمؿ
.6اإليداع في
كيساىـ في اإلنتاج.
مؤسسات الرعاية االجتماعية :
يككف إيداع الحدث في إحدل مؤسسات الرعاية االجتماعية التابعة لك ازرة الشؤكف االجتماعية كالعمؿ, كاذا كاف الحدث ذا عاىة جسمية أك عقمية يككف إيداعو في معيد مناسب لتأىيمو كعبلجو .كقد حددت
المادة ( )13مف قانكف األحداث المصرم مدة اإليداع بحيث ال تزيد عف عشر سنكات في الجنايات,
كخمس سنكات في الجنح ,كثبلث سنكات في حاالت التعرض لبلنحراؼ ,عمى أف ينتيي التدبير حتمان
ببمكغ المحككـ عميو سف الحادية كالعشريف .كعمى المحكمة أف تقدـ تقري انر عف حالتو كسمككو كؿ ستة
أشير عمى األكثر لتقرر ما تراه في شأنو (عبد الستار .)1987,أما المادة ( )11مف قانكف األحداث السكرم فترل أف مدة اإليداع يجب أال تقؿ عف ستة أشير ,كال تتجاكز إتماـ الحادية كالعشريف مف
كيعد ىذا التدبير أشد أشكاؿ التدابير كأىميا عمى اإلطبلؽ .كىك بالتالي يعتبر العبلج المناسب عمره .ي لحاالت الجنكح التي ال تتكافر فييا الخطكرة ,حيث يمتزـ الحدث باإلقامة في مكاف معيف كيخضع لبرنامج يكمي محدد لتقكيمو كتيذيبو كاصبلحو ,بعيدان عف المؤثرات االجتماعية الضارة .كمف المبلحظ 82
أف تدبير اإليداع في إحدل مؤسسات الرعاية االجتماعية ال يمجأ إليو القاضي إال إذا لـ تكف التدابير األخرل كافية إلصبلح حاؿ الحدث. .7اإليداع في إحدى المستشفيات المتخصصة : إذا كاف الحدث ذا عاىة جسمية يككف مف األنسب إيداعو في مستشفى لعبلجػو ,بحيػث يكػكف العػاممكف فػػي ىػػذه المستشػػفى مػػف ذكم الخبػرة الطبيػػة الكافيػػة .كقػػد نصػػت المػػادة ( )16مػػف الفقػرات (أ ك ب) مػػف
قانكف األحداث الجانحيف السكرم عمى أنو "كؿ حدث فيرض عميو تدبير إصبلحي ككاف في حالة عقمية أك نفسية أك جسدية تستكجب عناية طبية ,عػكلج المعالجػة التػي تػدعك إلييػا حالتػو .كاذا تبػيف أف جنػكح الحدث ناجـ عف مرض عقمي ,كضع في مصحة مبلئمة لحالتو حتى يتـ شػفاؤه" .أمػا المػادة ( )14مػف
قػػانكف األحػػداث المصػػرم فتػػنص عمػػى أنػػو "يمحػػؽ المحكػػكـ بإيداعػػو فػػي أحػػد المستشػػفيات المتخصصػػة بالجية التي يمقى فييا العناية التي تدعك إلييا حالتو ,كتتػكلى المحكمػة الرقابػة عمػى بقائػو تحػت العػبلج
كيعػرض عمػي المحمكمػة مػف خبلليػا تقػارير في فترات دكرية ال يجكز أف تزيد أية فترة منيا عمػى سػنة ,ي األطبػػاء ,كىػػي تقػػرر إخػػبلء سػػبيمو مػػف عدمػػو ,إذا تبػػيف لػػو أف حالتػػو تسػػمح بػػذلؾ .كاذا بمػػغ الحػػدث سػػف الحاديػػة كالعش ػريف ككانػػت حالتػػو تسػػتدعي اسػػتمرار عبلجػػو ,يػػتـ نقم ػو إلػػى أحػػد المستشػػفيات المختصػػة لعبلج الكبار كىذا التدبير يتميز بالطابع العبلجي المحض ,عمى عكس التدابير السابقة التي تتسـ في
مجاليا الخاص بالعبلج التأىيمي ,بحسب ما تقتضيو طبيعة الجنكح ( .ربيع كآخركف.)1995,
83
الوحدة السابعة اننظرياث املفسرة نهسهوك اإلجرايي أوالً :النظريات البيولوجية :
النظري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الفرينكلكجي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة :نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة دم تكليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك:
نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكمبركزك :نظري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة آرنس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت كرتش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمر: نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكرنج :نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمدكف: النظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة الحديثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لمنشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأة الكراثيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لمسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمكؾ اإلج ارمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي :
ثانياً :النظريات النفسية : .1نظرية التحميؿ النفسي .2 , :النظرية القيمية : .3نظرية عمـ النفس الجنائي الفردم : .4النظرية المرضية : .5المدرسة النفسية لمسمكؾ اإلجرامي : .4
.6المدرسة التكاممية :
ثالثاً :النظريات االجتماعية : .aنظرية الفرص الفارقة: .bنظرية التفكؾ األسرم: .cنظرية الصراع الثقافي: . .dنظرية الكسـ االجتماعي:
84
الوحدة السابعة
نظرياث تفسري انسهوك اإلجرايي تمييد : لقد اختمؼ الناس منذ القدـ حكؿ تفسير السمكؾ اإلجرامي كعكاممو ,سكاء أكاف سمككان فرديان أـ
اجتماعيان ,فعمماء اإلغريؽ القدامى فسركا السمكؾ اإلجرامي عمى النحك التالي" :ببلتكف" :يرل أف السمكؾ اإلجرامي ما ىك إال نتيجة لمرض نفسي ,كأما "ابيكقراط" فقد ذىب إلى أف اإلجراـ كليد
النقصاف العقمي عند المجرـ بينما يرل "أرسطك" أف السبب في تككيف الجريمة يرجع إلى طبيعة الفرد التي تسير الغرائز المجبكؿ عمييا اإلنساف ,أما "أفبلطكف" فيرل أف المجتمع ىك األصؿ في ذلؾ
االنحراؼ ,حيث أف الفرد يتكقؼ سمككو عمى سمكؾ مجتمعو.
النظريات المفسرة لمسموك اإلجرامي:
أوالً ًً :النظريات البيولوجية :
ىناؾ تساؤالت عديدة عف ماىية العبلقة بيف التككيف العضكم لئلنساف كسمككو اإلجرامي ,حيث
أظيرت بعض النظريات في عمـ اإلجراـ ,أف المجرـ يتميز بخصائص بيكلكجية معينة تؤثر في
شخصيتو ,كتحدد سمككو اإلجرامي .كلكف ىؿ ىذه الخصائص البيكلكجية ىي العامؿ األساسي لئلجراـ,أـ أف ىذه الخصائص ىي عكامؿ مساعدة تتضافر مع عكامؿ أخرل لتشكيؿ السمكؾ
اإلجرامي؟
النظريات التي تفسر السموك اإلجرامي عمى أسس بيولوجية:
.1النظرية الفرينولوجية :
حاكؿ بعض األطباء منذ منتصؼ القرف الثامف عشر أف يثبتكا كجكد عبلقة بيف الشكؿ الخارجي
لمجمجمة كبيف سمكؾ اإلنساف ,فقد كضع(جاؿ )Gallقائمة تشتمؿ عمى ( )26إمكانية مف إمكانيات
العقؿ ,ثـ زادىا (سبكرتسيايـ )Spurzheimإلى ( )35إمكانية ,كذكر بأف ىذه اإلمكانيات تندرج تحت ثبلث فئات أجيزة أك مناطؽ رئيسية في المسح كىي عمي النحك التالي:
األكلى :كتمثؿ الغرائز أك النزعات الدنيا . الثانية :تمثؿ المشاعر األخبلقية .
الثالثة :فتشتمؿ عمى الممكات العقمة (المعرفية) .
ىذه النظرية تنسب الجريمة ,كبصكرة خاصة إلى الشيكة الجنسية ,كغريزة اإلنجاب ,كالميؿ لمقتاؿ, كحب التممؾ كاف معظـ الجرائـ الخطيرة في نظر المجتمع يمكف تفسيرىا بنمك الغرائز الدنيئة كعدـ مراقبتيا .فغريزة التخريب كالقتاؿ تقابميا جرائـ القتؿ كاالغتياؿ ,كالغريزة الجنسية تقابميا جرائـ
االغتصاب كغيرىا مف الجرائـ الجنسية ...إلخ ,أما إذا تحكمت مشاعر الفرد األخبلقية كممكاتو 85
العقمية(المعرفية) في غرائزه فمف تقع منو أم جريمة .كلكف ىذه النظرية لـ تمؽ قبكالن مف قبؿ عمماء
العصر ,حيث تتعارض مع األفكار السائدة التي تذىب إلى أف اإلنساف سيد نفسو ,كقادر عمى التحكـ
في تصرفاتو .كما أف طبيعة ىذه النظرية االفتراضية المحضة ,كعجزىا عف إثبات أفكارىا فيما يتعمؽ بالتقسيـ الثبلثي ألجيزة العقؿ كما بينيما مف عبلقة كبيف أنكاع السمكؾ اإلجرامي ,جعميا مكضع نقد
مف قبؿ الباحثيف كالعمماء( .رمضاف.)1972: .2نظرية لومبروزو :
يعد الطبيب اإليطالي (سيزار لكمبركزك )1919 – 1836Lombrozoرائد عمـ اإلجراـ ,حيث أكد عمي أىمية األسباب البيكلكجية في ارتباطيا بالجريمة ,كقد فسر نتائجو عف عمـ اإلجراـ عمى أساس مف دراساتو عمى األفراد العسكرييف كعمى السجناء في السجف العسكرم اإليطالي في الفترة ما
بيف( )1878–1864كيرل أف طبيعة المجرـ كليس طبيعة الجريمة ىي التي يتعيف أف تؤخذ في االعتبار ,كيعتبر أف الجريمة ظاىرة طبيعية ضركرية كالكالدة كالحمؿ كالمكت .كتؤكد نظرية "
لكمبركزك" أف النزعات اإلجرامية كراثية عند الفرد ,حيث أف كتابة المجرـ المكلكد ()Born criminal
الذم نشرتو ابنتو "جينا لكمبركزك كفريرك" ( )1911يؤكد عمى أف المجرـ تكجد لديو بعض الخصائص الجسمية كالعقمية االرتدادية كالتي ينقاد تحت تأثيرىا إلى اقتراؼ الجريمة (ربيع كآخركف.)1995,
كمف خبلؿ تشريح "لكمبركزك" لجثث بعض المجرميف ,اتضح لو أف لدل اإلنساف المجرـ صفات
(ارتدادية )Atavismشبيية بما لدل القردة كالطيكر ,أك لدل اإلنساف البدائي الكحشي ,مثؿ طكؿ
الفؾ السفمي ,كالذقف قميمة الشعر أك اليزيمة ,باإلضافة إلى تميزىـ بانخفاض معدالت اإلحساس باأللـ, كاالندفاع في التصرؼ كالقسكة ,كسيكلة االستثارة ,كانعداـ الخجؿ ,كتكقؼ النمك ,كاإلصابة بالمرض.
كقد كاف مف بيف المجرميف الذيف قاـ بفحصيـ قاطع الطريؽ ( ,)Vilellaحيث شرح "لكمبكرزك" جثتو بعد كفاتو ,فتبيف لو كجكد تجكيؼ في مؤخرة الجمجمة يشبو التجكيؼ الذم يكجد في جماجـ القردة
كبعض الحيكانات المتكحشة .كبيذه الصفات الجسمية كالعقمية كالنفسية شبو لكمبركزك اإلنساف المجرـ
كاذا كاف كتاب
في أكركبا بالنمط المنغكلي ,أك باألبمو.
(المجرـ المكلكد) أىـ ما كتبو لكمبركزك ,فيناؾ مؤلؼ آخر أثار االىتماـ في األكساط العممية كىك
"المرأة المجرمة" ككاف كتابو األكؿ في ىذا الصدد قد نشره عاـ 1893بالتعاكف مع زكج ابنتو فريرك ( )Ferreroبعنكاف "المرأة المجرمة ,كالمرأة السكية" .كقد ذكر "لكمبركزك" كجكد تغيرات أقؿ مف
الناحية التشريحية لدل المرأة المجرمة منيا لدل الرجؿ المجرـ ,كيقكؿ استنادان إلى ذلؾ أنو يكجد نمط
(المجرمة بالميبلد) بيف البغايا بصكرة تزيد عمى تكاجد ىذا النمط بيف الرجاؿ .كأشار إلى سمة التكحش بصكرة أكثر بيف النساء المجرمات مف خبلؿ تحميؿ إحصائيات مف انجمت ار كفرنسا حكؿ جرائـ النساء. كىذا ما دعا "لكمبركزك" إلى االعتقاد بأف الشذكذ الجسمي في المجرـ ىك السبب في إجرامو .كلكف
"لكمبركزك كزمبلءه" مف أتباع المدرسة االيطالية الكضعية في عمـ اإلجراـ أمثاؿ فيرم ( )Ferriكجارك 86
فالك ( )Garo faloكغيرىـ لـ ينكركا ما لمعكامؿ االجتماعية مف تأثير في السمكؾ اإلجرامي لفرد عند تحميميـ لمنزعة اإلجرامية بعد أف كانكا يعزكىـ كمية بالصفات الجسمية التي ترجع إلى الكراثة .ففي
عاـ( 1899ـ) اصدر "لكمبركزك" كتاب "الجرائـ :أسبابيا كعبلجيا" ,كتـ بصكرة اكبر بالعكامؿ االجتماعية كاالقتصادية في تفسير السمكؾ اإلجرامي.
كقد كجد "لكمبركزك" في دراساتو لئلنساف المجرـ معارضة شديدة كانتقادات الذاعة ,مما دعاه إلى تغير بعض المكاقؼ التي بدأ منيا .فقد ذكر (شارؿ غكركنغ )Ch. Goring 1913أنو نتيجة فحص
المسجكنيف في (إنجمت ار) لـ يتضح كجكد صفات مميزة لممجرـ مف غير المجرـ سكل أف المجرـ أكثر قامة كأخؼ كزنا مف غير المجرـ ,كلكف ذلؾ ال ييشكؿ سببان منطقيان لئلجراـ .كلكف بالرغـ مف ىذه االنتقادات لنظرة "لكمبركزك" ,إال أنيا ال تخمك مف اإليجابيات ,فقد كاف لنظرية "لكمبركزك" الفضؿ
الكبير في تكجيو سمكؾ الباحثيف إلى دراسة شخصية المجرـ دراسة معمقة بغية الكصكؿ إلى تفسيرات
عممية لمسمكؾ اإلجرامي .كما أف ىذه النظرية لـ تغفؿ العكامؿ االجتماعية كالظركؼ الخارجية في
التأثير عمى شخصية المجرـ كسمككو.
.3نظرية جورنج : Charles Goring بدأ (جكرنج )1911,كطبيب إنجميزم بدراسات إحصائية مقارنة عمى ما يقرب مف ( )3111مجرـ مف المجرميف الخطيريف المحككـ عمييـ بالسجف ألكثر مف ثبلث سنكات ,كعمى مجمكعة كبيرة مف
األشخاص العادييف غير المجرميف مف طمبة المعاىد كالمرضى بالمستشفيات ,كالضباط العامميف في
كحدات الجيش البريطاني .كقاـ بفحص جماجميـ ,كأكزانيـ ,كطكليـ ,كأشكاؿ األذنيف لدييـ ,كجبياتيـ. كقد أسفرت الدراسات عف عدـ كجكد فركؽ خاصة بيف جمجمة المجرميف كجمجمة غير المجرميف.
كما تكصؿ أيضان إلى عدـ كجكد فركؽ مممكسة بيف طكائؼ المجرميف كغير المجرميف مف حيث تكافر عبلمات ارتدادية لدييـ .كما رفض (جكرنج) ما تكصؿ إليو (لكمبركزك) بشأف اإلنساف المجرـ بالكراثة
كما لديو مف صفات ارتدادية ,كخميص إلى أف لدل بعض المجرميف انحطاطان تككينيان (ضعؼ جسمي
أك عقمي) يميزىـ مف األشخاص العادييف .كما يتميز المجرمكف بكجكد صراع اجتماعي ييعيقيـ عف التكافؽ االجتماعي ,مما يجعميـ أسرع في االستثارة االنفعالية ,كيدفعيـ الرتكاب الجريمة أكثر مف غيرىـ .أما بالنسبة لمطكؿ كالكزف فقد تبيف أف المجرميف يتميزكف بقصر القامة ,كقمة الكزف ,كتظير
ىذه العبلمات عمى سارقي المنازؿ بكساطة التسمؽ ,ككسر النكافذ .كقد أكد ىذه المعمكمات في
كتابو(المجرـ االنجميزم -دراسة إحصائية) ,كقد حاكؿ تفسير ظاىرة اإلجراـ طبقان لنظرية "االنتقاء
االجتماعي" فيك يقكؿ :إف األقكياء جسميان كعقميان يستطيعكف كسب رزقيـ بسيكلة ,فيـ ال يقدمكف
عمى السرقة ,كبالتالي فيـ أىدأ نفسيان ,فبل ييستثاركف بسيكلة ,كمف ثـ ال ييقدمكف عمى جرائـ العنؼ, كما يستطيع كؿ منيـ الزكاج كاشباع حاجاتو الجنسية في صكرة مشركعة ,مما ييبعدىـ عف ارتكاب
جرائـ االعتداء عمى العرض .أما ضعاؼ الجسـ أك العقؿ فإنيـ ال يستطيعكف التكافؽ مع المجتمع, 87
كيعد ىذا الضعؼ بدكره عامبلن إجراميان ,كىذه النظرية مما ييكلد لدييـ ضعفان مف الكجية االجتماعية ,ي كاف ليا تأثير كبير عمى تفكير الباحثيف في عمـ اإلجراـ الذيف نبذكا فكرة النمط اإلجرامي الذم نادل بو (لكمبركزك) .كلكف مف جية أخرل يكجيت إلى ىذه النظرية الكثير مف االنتقادات مف حيث تعميـ نتائجيا عمى جميع المجرميف سكاء أكانكا خطريف أـ غير خطريف ,رغـ أف أبحاثو كانت فقط عمى
المجرميف الخطريف فقط ( .خمؼ .)1986 , .4نظرية ىوتون : Earnest Hooton
يعد العالـ (ىكتكف) أستاذ األنثركبيكلكجيا في جامعة ىارفارد .فقد نشر في عاـ ( )1939خبلصة أبحاثو عف المجرـ األمريكي ,فقد أثبت مف خبلؿ دراستو عمى مجمكعة مككنة مف ( )3873سجيف
أمريكي ,كقارنيا بمجمكعة مككنة مف )3213( ,مكاطف عادم ,كتبيف أنو ال تكجد فركؽ تيذكر بيف المجرميف كغير المجرميف .كيرل أف السبب الرئيسي لئلجراـ ىك نقص بيكلكجي في اإلنساف ,حيث يعاني المجرـ مف نقص في النمك بالمقارنة مع األشخاص العادييف (في الطكؿ كالكزف) ,كما أف
شكميـ الخارجي غير يمرضي .كفسر الصمة الكطيدة بيف ىذا النقص في النمك كالسمكؾ اإلجرامي, باإلضافة إلى أف مثؿ ىؤالء الذم يعانكف ضعفان في الجسـ كالعقؿ يعيشكف في ظركؼ بيئية غير مناسبة ,كيعانكف مف صعكبة في التكافؽ االجتماعي ,مما يجبرىـ إلى اإلجراـ. بعض االنتقادات عمي نظرية "ىوتون منيا: .1اختياره لعينة الدراسة مف بيف المجرميف المسجكنيف ,ىؤالء ال ييمثمكف سكل المجرميف الظاىريف ,إذ أف ىناؾ العديد مف المجرميف لـ تكشفيـ جرائميـ ,ككانكا بمعزؿ عف د ارسات (ىكتكف). .2كما أف المجمكعة الضابطة التي كانت محؿ أبحاثو ايختيرت مف بيف فئات قميمة مختمفة كمف
مناطؽ مختمفة .
.3فضبلن عف ذلؾ فقد ذكر (ىكتكف)أف سبب االنحطاط الجسمي أك العقمي ىك عامؿ الكراثة دكف إعطاء دليؿ عممي كاضح عمى صحة ىذا العامؿ.
.4كما أف اإلحصاءات التي استخدميا كانت محؿ نقد كبير ,حيث اتسمت بعدـ الدقة كالكضكح. .5نظرية دي توليو : Di Tullio
يعد (دم تكليك) مف أبرز عمماء اإلجراـ اإليطالييف ,حيث ييعمؽ أىمية كبيرة عمى التككيف البيكلكجي لممجرـ باعتبار أف لو صمة كثيقة بارتكاب الجريمة ,كقد نادم بنظرية "التككيف اإلجرامي" ,إذ اعتبر
الشخصية المصدر األكؿ لمسمكؾ اإلجرامي ,ككافؽ (لكمبركزك) بكجكد "مجرـ بالتككيف" كلكنو لـ يعتبر ذلؾ دليبلن كافيان لئلجراـ ,بؿ ال بد مف تكافر عكامؿ مركبة (شخصية كاجتماعية) معمبلن ذلؾ بأف
اإلنساف قكم البنية يستطيع كبح جماح نزكاتو ,كيكبح الجريمة ,كيبتعد عف ارتكابيا ,كقد انتقؿ تدريجيان
مف( فكرة المجرـ الحتمي بالتككيف) إلى (فكرة المجرـ االحتمالي).
كيعتقد
(دم تكليك) بكجكد ميؿ سابؽ لئلجراـ نتيجة تككيف خاص لمشخصية كاتساميا بصفات عضكية معينة 88
كراثية مكتسبة كما يرم أصحاب ىذه النظرية أنو بالرغـ مف ككف الجريمة نتيجة تفاعؿ بيف نفسية اإلنساف كبيف الظركؼ التي يكاجييا في العالـ الخارجي ,إال أف التجربة تدؿ أف ىناؾ أفرادان لدييـ
استعداد الرتكاب الجريمة ال يتكافر لدل غيرىـ ,إذ أف الظركؼ الخارجية التي تثير فييـ النزعة إلى
اإلجراـ ال تيحدث نفس األثر بالنسبة لؤلشخاص اآلخريف .كىذه الظركؼ تككف بمثابة ميزات كاشفة لنزعاتيـ اإلجرامية ,تمؾ النزعة التي ترتبط لدييـ بتككيف ,جسمي كنفسي خاص فييـ يميزىـ عف
األشخاص العادييف .فالمجرـ يتميز عف غيره مف الناحية الجسمية بكجكد عيكب جسمية أكثر مف غير
المجرميف ,باإلضافة إلى خمؿ في إف ارزات بعض الغدد الصماء (كالغدة الدرقية) كخمؿ في الجياز
العصبي ,كخمؿ في جياز الدكرة الدمكية ,كفي جياز البكؿ بنسبة أكبر مما ىي لدل األشخاص
العادييف .أما مف الناحية النفسية ,فإف المجرـ يتميز بشذكذ في الجانب الغريزم ,كالذم يؤدم إلى
جرائـ السرقة ,كاالغتصاب ,كالقتؿ ,كجرائـ العنؼ ..الخ. االنتقادات الموجية لمنظرية :
المكثقة التي تؤكد صحة النتائج التي تكصؿ إليا (دم تكليك) ,كما .1فيي تفتقر إلى األدلة العممية ي أف (دم تكليك) سريع االستنتاج مما يقمؿ مف فاعمية النتائج التي تكصؿ إلييا.
.2كما تقيد (دم تكليك) بالمنيج المادم في تفسير السمكؾ باعتماده عمى دراسة الجانب العضكم أك التككف اإلنساني دكف االىتماـ كثي انر بما لمسمات النفسية كالدافع اإلنسانية لممجرـ .
.3كما أف كصؼ المجرـ بالتككيف بالشخص المريض تعسؼ بحقو ,كىك ما يتعارض مع نتائج الدارسات اإلحصائية ,إذ أف نسبة المرضى بيف المجرميف ضئيمة (رمضاف.)1972,
.6نظرية آرنست كرتشمر : E. Krtchmer
حاكؿ الطبيب األلماني (كرتشمر) ما بيف ( )1931 – 1921أف يكضح العبلقة القائمة بيف أنماط بنية
الجسـ كالسمكؾ اإلجرامي .فقد قسـ الناس بكجو عاـ كفقان لبنية الجسـ إلى أربعة أنماط رئيسية ىي : النمط الكاىف أك النحيؿ ,كالنمط المكتنز ,كالنمط الرياضي ,كالنمط المختمط أك المشكه .كقد ع از
(كرتشمر) ىذه األنماط كصفاتيا الجسمية إلى الكراثة ,كاعتبرىا المسئكلة عف تحديد ىذه الصفات .كقد بيف أف األنماط السابقة لبنية الجسـ ترتبط .بمختمؼ صكر الجريمة .حيث ذكر أف النمط الكاىف نمط
سائد في جرائـ السرقة أك الغش البسيط .كأف النمط المكتنز يميؿ إلى ارتكاب جرائـ الخداع كالغش
بصكرة عامة ,ككذلؾ ارتكاب جرائـ العنؼ .في حيف أف النمط الرياضي نمط سائد في جرائـ العنؼ, أما النمط المشكه أك المختمط فيرتبط في بارتكاب الجرائـ األخبلقية أك المنافية لؤلدب ,كيمكف لو كذلؾ
أف يثقدـ عمى ارتكاب بعض جرائـ العنؼ .كيرل (كرتشمر) أف ىذه األنماط ليست متمايزة تمامان ,إذ قد
تختمط مميزاتيا في بعض األفراد .فقد يكجد في إحدل دراساتو عمى ( )261شخصان مف مرضى الفصاـ كالجنكف الدكرم ,أف معظـ مرضى الفصاـ مف النمط المكتنز .كما كجد أف األسكياء مف ذكم النزعة الدكرية ,كالمتقمبيف في عكاطفيـ ,كيتذبذبكف في مزاجيـ بيف الفرح كالترح ,كىـ مف النمط البديف .كما 89
أف ذكم النزعة الفصامية ممف يتقمبكف بيف الحساسية الزائدة كالبركد العاطفي ,مف النمطيف النحيؿ كالرياضي. .7نظرية شمدون : Sheldon اىتـ شمدكف كسابقو (كرتشمر) بالعبلقة القائمة بيف يبنية الجسـ كسمكؾ اإلنساف ,أم أف الجسـ كبنيتو يحدداف السمكؾ السكم كالسمكؾ الشاذ الذم يمكف أف يقكـ بو الفرد . كقد افترض كجكد أربعة أنماط أساسية لبناء الجسـ ك ىي:
.1النمط ألبطني :كيميؿ صاحب ىذا النمط إلى السمنة كالبدانة فيك يتصؼ بالترىؿ ,كاستدارة أجزاء الجسـ ,ك يمتاز أصحابو بالخضكع كقمة االىتماـ بالنشاط .
.2النمط العضمي :كيتميز أصحاب ىذا النمط بغمبة الجياز العضمي الييكمي ,كيميؿ أصحابو إلى الرياضة ,كأعماؿ القكة ,كما يتصؼ أصحابو بالخشكنة كالصبلبة ,كيمتاز أصحابو بالنزعة الجنسية,
كالنشاط ,كالجرأة ,كحب المغامرات ,كبتأكيد الذات .
.3النمط النحيل :كيتميز أصحابو بالنحافة ,كالنعكمة ,كبضعؼ نمك كؿ مف الجياز الحشكم كالجياز العضمي العظمي ,كيتسـ أصحابو بالطكؿ ,كالنحافة ,كضيؽ حجـ الصدر ,فيمتاز أصحابو باالنطكاء
كحب العزلة ,كالكبت ,كاخفاء المشاعر الداخمية .
.4النمط المتوازن :كيتميز أصحابو بأف تككف بنيتيـ الجسمية تركيبان مختمطان مف عدة أنماط ,حيث ال يخضع أصحاب ىذا النمط في التصنيؼ إلى نمط محدد .
كقد جذبت ىذه النظرية االنتباه إلييا في أكركبا ,حيث تحمس ليا الكثير مف األكركبييف ,بالرغـ مف أف "شمدكف" نفسو قد حذر مف أف التككيف الجسمي كحده غير و كاؼ لمتنبؤ باالنحراؼ ,كال بد مف االنتباه إلى عكامؿ أخرل قد تككف أساسية أيضان في تككيف السمكؾ اإلجرامي. النظرة الحديثة لمنشأة الوراثية لمسموك اإلجرامي : يرجع العديد مف عمماء النفس ,كعمماء اإلجراـ ,كعمماء االجتماع ,السمكؾ المنحرؼ إلى العكامؿ
الكراثية ,مثؿ دراسة ىاتشنجز كمدنيؾ ( )Hutchings and Mdnick, 1974كدراسة سككلسنجر ( ,)Schulsinger, 1972حيث درسكا دراسة تتبعية عددان مف أطفاؿ التبني الذيف أصبحكا فيما بعد
مجرميف ,كدرسكا السجبلت اإلجرامية آلبائيـ الحقيقييف ,ككذلؾ آلبائيـ بالتبني ,ككجدكا أف نسبة عالية
مف اإلجراـ مكجكدة بيف األقارب الحقيقييف لممجرميف بالمقارنة مع أطفاؿ التبني ككؿ .كما أيدت ىذه
النتائج تمؾ الدراسات المبكرة التي قاـ بيا النج ككرانز ( )Lange and Kranze, 1936عمى األطفاؿ التكائـ ,كالتي أظيرت كجكد عكامؿ كراثية في الجريمة (.)Greer, 1964
كمف األدلة الحديثة عمى كجكد عامؿ كراثي في السمكؾ اإلجرامي كجكد كرمكزكـ ذكرم إضافي في
الرجاؿ الذيف يرتكبكف جرائـ العنؼ .كدليؿ ذلؾ الدراسة التي قاـ بيا (كتكف كزمبلئو) في الفترة ما بيف 91
( ,)1947 – 1944كبمغ عددىـ ( )31346رجبلن ايختيركا مف بيف الذيف بمغ طكليـ ستة أقداـ ,حيث يفترض أف الرجاؿ طكاؿ القامة جدان تزيد لدييـ فرصة امتبلؾ كرمكزكـ ( ,)XYYكبمغ عدد ىؤالء
( )4591رجبلن .كقد استخدمت االختبارات كالمقاييس البلزمة لمدـ ,كالغشاء المخاطي لمتعرؼ إلى مدل كجكد الكرمكزكـ الزائد .كما جمع ىؤالء الدارسكف بيانات عف السجبلت المدرسية ,كعف الجرائـ,
كالمخالفات ,كتقديرات ىؤالء األفراد في الذكاء ,كقد استطاعكا أف يتعرفكا إلى ( )12رجبلن مف أصحاب
الكرمزكـ ( ,)XYYكتبيف ليـ أف ىناؾ خمسة رجاؿ مف ىؤالء الرجاؿ ( ) 12سبقت إدانتيـ في جريمة أك أكثر .كما كجدكا أيضا أف النسبة المؤكية اآلتية مف أرباب السجؿ اإلجرامي كىي: أرباب ال ػ
%9.31 XY
أرباب ال ػ %41.7 XYY الفرؽ المئكم
%32.4
كلكننا ال نستطيع االستدالؿ بشكؿ قاطع أف ىذا الكركمكزكـ اإلضافي دليؿ عمى كجكد السمكؾ
اإلجرامي ,إذ أف الدراسات األكثر عمقان كشفت أف الذكاء المنخفض يرتبط أيضا بالسمكؾ اإلجرامي
لدل ىؤالء الرجاؿ (العيسكم .)1991, الغدد والسموك اإلجرامي:
إف العبلقة بيف الغدد كالسمكؾ اإلجرامي حقيقة قائمة ال يمكف تجاىميا أك نكرانيا كميان سيما كأنيا تستند عمى أدلة كحجج كتجارب عممية ,فقد خضعت لدراسات كبحكث بعض عمماء اإلجراـ حيث ذكر
"سمفاتكر" أحد عمماء اإلجراـ االنثركبيكلكجي قائبل" :نحف الذيف الزلنا مقتنعيف بأىمية دراسات عمـ الييئة الخارجية لممجرميف ,كنبلحظ بحماسة أف أدلة جديدة قد أكجدىا عمـ الغدد تؤيد كجكد التبلزـ بيف المميزات الجسمية كالنفسية معان عمى أساس مف عبلقة سببية اعتيادية".
كما أكجد "كرمبرؾ" مف خبلؿ تجاربو عمى نزالء السجكف األمريكية أف اضطرابات الغدد عند المجرميف تعادؿ ثبلث مرات مقارنة بغير المجرميف .أما اضطرابات الغدة النخامية ,فإف ليا انعكاسات عمى
السمكؾ اإلجرامي فاألشخاص المصابكف بالقزمة ,أك البدانة المفرطة نتيجة نقصاف إف ارزات النخامية, فإف ذلؾ يدفع األقزاـ إلى سمكؾ حب الظيكر ,كالبدينيف إلى االنطكاء كالحساسية المفرطة ,مما يدفعيـ
إلى سمكؾ عدكاني غركرم أكثر مف اآلخريف .أما اضطرابات الغدة الدرقية فإف ليا أثا انر عمى السمكؾ اإلجرامي لمشخص .ففي حالة نقصاف إف ارزات الغدة الدرقية فإف ذلؾ يؤدم إلى الببلىة كالتخمؼ
العقمي ,كىذا ما يدفع الشخص المصاب إلى ارتكاب جرائـ غير عمديو كالسرقات البسيطة ,كاشعاؿ
الحرائؽ ,أك األفعاؿ المخمة بالحياء .أما الغدد جارات الدرقية ,فإف االضطرابات النفسية الناجمة عف
اختبلليا قد تؤدم إلى السمكؾ اإلجرامي .فاالنقباض النفسي ,كاليذياف ,كالصراخ ,كالحساسية الشديدة, 91
تفقد الشخص المصاب التكازف كالضبط النفسي في حالة التعرض ألبسط المثيرات سكاء كانت نقدان
طفيفان أك نظرة غير كدية لتضعو عمى أعتاب جرائـ االعتداء عمى األشخاص,.أما الغدة الكظرية ,فإف
زيادة إف ارزاتيا تجعؿ األشخاص أكثر تحف انز لمعدكاف كاإلجراـ ,كما تزيد لدييـ الرغبة الجنسية ,كما لذلؾ مف آثار عمى السمكؾ اإلجرامي ,سكاء كاف عند الذككر أـ عند اإلناث .أما اضطرابات الغدة
الصنكبرية ,فإنيا تؤدم إلى اضطرابات عقمية قد تسبب المرض العقمي كالكظيفي المعركؼ بالفصاـ,
كازدكاج الشخصية كالشخص المصاب بيذا المرض تنعدـ لديو القكة الرادعة لغرائزه ,مما يجعمو أقرب إلى ارتكاب السمكؾ اإلجرامي ,كاالنتحار كاالعتداء عمى اآلخريف ,كاالعتداءات الجنسية ,.كأما
اضطرابات الغدة البنكرياسية ,فإف النقصاف أك الزيادة في إف ارزاتيا مف مادة األنسكليف يؤدم إلى اضطرابات نفسية كعصبية كعقمية ناتجة عف عدـ تكازف نسبة السكر في الدـ ,مما يجعؿ الشخص عرضة القتراؼ جرائـ عمى األشخاص ,أك اإلخبلؿ بالنظاـ العاـ ( .الفراجي .)1995,
ثانياً :النظريات النفسية المفسرة لمسموك اإلجرامي :
.1نظرية التحميل النفسي"فركيد : " Freud
كاف "فركيد " Freudىك أكؿ مف فسر كافة أنماط السمكؾ الفردم – بما في ذلؾ السمكؾ اإلجرامي – مستخدمان أسمكب التحميؿ النفسي ,ذلؾ األسمكب الذم يكشؼ عف الجانب البلشعكرم في الحياة
العقمية ,كالذم يحكل الدكافع البدائية الغريزية ,كالذكريات كالخكاطر الماضية ,كالذم يتميز عف الجانب
الشعكرم الذم يشمؿ ممكات العقؿ لدم الفرد ,مثؿ الذاكرة كاالنتباه كاإلدراؾ كالتخيؿ .كتستند نظرية
"فركيد" عف البلشعكر إلى كجكد قكة خفية مف شأنيا صد النزاعات كالخكاطر كمنعيا مف الظيكر في منطقة الشعكر ,إما ألنيا منافية لمتقاليد أك العادات أك الديف أك غير ذلؾ مف القيـ السائدة في
المجتمع ,كاما ألنيا مف األفكار أك الذكريات التي ال يقكل الشعكر عمى تحمؿ ما يصاحبيا مف آالـ شديدة.
كقد أطمؽ "فركيد" عمى ىذه القكة الخفية إصبلح "الكبت" ,Depressionكىي الظاىرة التي تفسر عدـ تذكر اإلنساف لمحكادث التي تمر بو ,إذ عف طريؽ "الكبت" ترتد مف الشعكر إلى البلشعكر .كأستند
"فركيد" كأتباعو إلى تقسيـ النفس البشرية في تشخيص األمراض النفسية ,كفي دراسة ظاىرة اإلجراـ, ككشؼ العكامؿ الدفينة في النفس التي تييئ لمسمكؾ اإلجرامي – كفقان آلراء ىذه المدرسة – ليس ظاىرة منعزلة تحدث مصادفة ,بؿ ىك نتيجة لمجمكعة مف العكامؿ المرتبطة التي تجمعيا رابطة
السببية ,كما أف لكؿ سمكؾ إنساني معنى يرمز إليو ,كىدؼ يسعى إلى تحقيقو ,كيرجع السمكؾ
اإلجرامي – كما تفسره تعاليـ "فركيد" – إلى ضعؼ األنا العميا ,أك انعداميا كمية ,مما يضعؼ بالتالي
مف القدرة عمى ضبط كقمع الدكافع العدكانية البل اجتماعية التي تنبع مف جانب البلشعكر .أما ضعؼ
األنا العميا فيك نتيجة أساليب الردع المتضاربة الغاية كالتي يتعرض ليا الطفؿ في مرحمة التنشئة
االجتماعية.
92
وفي رأي آخر لبعض أتباع "فرويد" فإف السمكؾ اإلجرامي ليس كليد ضعيؼ في األنا العميا ,بؿ عمى العكس مف ذلؾ فإف الدافع إلى االنحراؼ ىك القسكة كالشدة التي ينطبع بيما ىذا الجانب النفسي أثناء مرحمة تككنو في فترة مبكرة مف حياة الفرد أتسمت فييا تنشئتة بالقسكة في التكجيو التربكم ,كيعني ىذا الرأم إذف أف األنا العميا غير ناضجة ,بؿ ىي مرتدة إلى مرحمة سابقة مف مراحؿ تطكر الشخصية
اإلنسانية ,األمر الذم يساعد عمى دفع الفرد نحك الجريمة ,كيمكنو في الكثير مف الحاالت مف إخفاء
معالـ فعمو ,لذا فإف الجانب الشعكرم لدل المجرـ مرتد كمتأخر في نمكه ,كبالتالي فعبلقتو مع الغير
غير طبيعية تتسـ بالعدكاف ,كتككف كليدة نزعتي السادية أك الماسكشية .كيفسر عمماء التحميؿ النفسي ىذا االضطراب الذم يصيب القكل النفسية لئلنساف فتييئو لبلنحراؼ بعكامؿ كدكافع متنكعة يمكف أف
نكجز أىميا لئلنساف فتييئة لبلنحراؼ بعكامؿ كدكافع متنكعة يمكف أف نكجز أىميا في أربع ىي:
الشعكر بالخطيئة أك العقاب الذاتي ,كالنقص الكجداني ,كعقدة أكديب ,Oedipus Complexكالصفة
الرمزية لمسمكؾ اإلجرامي( .أنكر ,عثماف.)1982 ,
.2النظرية القيمية :
ىذه النظرية تيعرؼ السمكؾ اإلجرامي بأنو " انحراؼ عف المثؿ العميا أك الكمالية .فالمعيار الذم يقاس بو مدل االنحراؼ أك الشذكذ ىك مدل اقتراب الفرد أك ابتعاده عف الكماؿ .كالشخص العادم – طبقان
ليذه النظرية ىك الشخص الكامؿ في كؿ شيء إال أف صفة الكماؿ ال تتكفر إال في أقمية قميمة جدان مف
الناس ,بؿ ناد انر ما نجد فردان في مجتمعنا تتكفر فيو ىذه الصفة ,نظ انر لعكامؿ مف الضغط المختمفة التي تتكاتؼ عمى الفرد فتؤثر في سبلمة تكيفو ,فتبعان ليذه النظرية يككف السكيكف أقمية نادرة ,بينما تككف الغالبية شاذة بحكـ ضركرة انحرافيا عف المستكل المثالي .كتستمد ىذه النظرية أصكليا مف األدياف
المختمفة ,كمعاييرىا مطمقة غير كاقعية ,كىي بيذا ال تقؼ أماـ النقد العممي( .سعد جبلؿ ,بدكف). .3نظرية عمم النفس الجنائي الفردي : كتقكـ ىذه النظرية عمى تطبيؽ جميع جكانب المعرفة اإلجرامية عمى الحاالت الفردية .فيي ال تسعى إلى إقامة صرح نظرية عامة لمسمكؾ اإلجرامي بقدر ما تسعى إلى تفيـ الحالة الفردية ,كاألساليب التي
أدت إلييا يبغية كضع الحمكؿ المناسبة لعبلج تمؾ الحالة بالذات. كلقد اكتسبت تمؾ النظرية أنصا انر عديديف في مختمؼ بقاع العالـ" ,بمجيكا" قاـ "فيفيؾ" Vervaeck بإجراء أبحاث تفصيمية حكؿ نظاـ التيذيب كالعبلج كأيسس عمى دراسة الحاالت الفردية .كقد كاف
كبير في النمسا ,كألمانيا ,كرغـ تشبع العمماء األمريكييف بالنظرية االجتماعية أثر ان لدراسة ىذه الحاالت ان إال أف النظرية الفردية قد شقت طريقيا ىناؾ ,كتصدل لمدفاع عنيا كثي انر مف الباحثيف ,كقد ازدىرت
أبحاثيا خاصة في محيط الدراسة التي قامت حكؿ المجرميف األحداث ,كفي الكقت الحاضر تكتسب
تمؾ النظرية أنصا انر بعد إخفاؽ النظرية االجتماعية في تفسير الظاىرة اإلج ارمية ,كبياف أسبابيا.
(سبلمة.)1978,
93
.4النظرية المرضية : كتستمد ىذه النظرية أصكليا مف عمـ الطب إذ ييعرؼ السمكؾ اإلجرامي فييا بأنو حالة مرضية فيي خطر عمى الفرد نفسو ,أك عمى المجتمع ,أك عمى كمييما" .كالشاذ فييا شخص ينحرؼ عف الكماؿ
أيضان ,إال أف انحرافو يتطمب التدخؿ لحمايتو ,أك حماية المجتمع منو ,كلكف ىناؾ مف قد يككف سمككو
انحراؼ دكف أف يككف ىناؾ ضرر عمى المجتمع أك عمي الفرد مثؿ بعض العصابيف الذيف يعانكف مف
مرض الخكؼ ,فيؤالء ال ييعتبركف مرضى تبعان ليذه النظرية بالرغـ مف حاجتيـ إلى المساعدة كالعبلج. إذ أنيا تتطمب أف يككف االنحراؼ شديدان بدرجة تييدد الفرد ,كتييدد المجتمع .كطبقان ليذه النظريات يككف الشكاذ أقمية قميمة ,كالعاديكف ىـ الغالبية ,كيدخؿ في عدادىـ عدد كبير مف المرضى غير الخطريف. كيبلحظ أف ىذه النظرية تقيس األمكر بمعيار ثابت إذ ما ىك الكماؿ؟ ككيؼ يعرؼ الخطر الذم
يتعرض لو المجتمع؟ ففي الحالة األكلى لف يتفؽ اثناف عمى مفيكـ الكماؿ كمستكياتو .كفي الحالة
الثانية ما قدم يككف خط انر في مجتمع قد يعتبر عاديان في مجتمع آخر .كىكذا نجد المعيار في ىذه
النظرية معيا انر يؤدم إلى عدـ االتفاؽ .كالثاني كاف كاف عمميان إال أنو يختمؼ مف ثقافة إلى أخرل.
(سعد جبلؿ ,بدكف).
.5تفسير المدرسة النفسية لمسموك اإلجرامي :
لقد انصب اىتماـ عمماء النفس عمى دراسة شخصية المجرـ ,كالدكافع النفسية التي أدت إلى الفعؿ اإلجرامي .كنتيجة لمتعمؽ كالبحكث الكثيرة التي درست شخصية اإلنساف المجرـ ,كجدكا أف المجرـ يعد
مريضان نفسيان كارتكابو لمجريمة إنما ىك تعبير عما يعترم شخصيتو مف اضطرابات كصراعات نتيجة
لممتغيرات النفسية مثؿ :القدرات ,االستعدادات ,الذكاء ,السمات الشخصية كالضعؼ العقمي .كنظ انر لتعدد االتجاىات كالمدارس النفسية المفسرة لمسمكؾ اإلجرامي كالتي لف نستطيع أف نكردىا كميا
بالتفصيؿ فسنكتفي بذكر بعض النماذج ليذه االتجاىات كالمدارس كبشكؿ مختصر كذلؾ عمى النحك التالي .
أوالً :اإلجرام نتيجة المحاكاة والتقميد :
تقكؿ ىذه النظرية عمى أف التقميد لمسمكؾ االجتماعي ىك أساس تعمـ السمكؾ اإلجرامي ,فالفرد ال يككف
مجرمان إال إذا قمد غيره مف المجرميف المحيطيف بو (ياسيف. )1992, والتقميد نوعان :
.1تقميد اجتماعي :ينتقؿ عف طريؽ القيـ كالعادات كالتقاليد مف جيؿ آلخر في نفس المجتمع. .2تقميد فردي :ينتقؿ عف طريؽ السمكؾ السكم أك المنحرؼ مف شخص إلى آخر .
كيرل (باندك ار ) Bandoraصاحب نظرية التعمـ االجتماعي أف كثي انر مف السمكؾ يتـ اكتسابو مف
خبلؿ مبلحظة اآلخريف كالذيف ييسمكف (بنمكذج القدكة) ككمما ازدادت أىمية ىذه القدكة زاد تأثيرىـ في اتجاه اكتساب السمكؾ .كيرل (باندكرا) أننا نميز السمكؾ الصحيح مف الخاطئ عف طريؽ مبلحظة 94
سمكؾ اآلخريف كخاصة اآلباء .كبحكـ ىذا المعنى فإف السمكؾ اإلجرامي يتـ اكتسابو أيضان مف خبلؿ تقميد القدكات كمحاكاتيـ .كمف الكاضح أف األشخاص الذيف يبلحظكف األفعاؿ العدكانية ال يقتصر
أمر تأثرىـ بيا عمى مجرد محاكاة األفعاؿ التي يشاىدكنيا ,كلكنيـ يصبحكف عدكانييف بصفة عامة (الخطيب. )1994,
فالطفؿ الذم ينشأ عمى اإلجراـ كالعنؼ يككف محاطان بنماذج سيئة مف اآلباء أك األقراف السيئيف كىذا
يدلؿ بأف السمكؾ اإلجرامي ييكتسب بالتعمـ الذم يتـ عف طريؽ مخالطة المجرميف كالتفاعؿ معيـ. (عيسكم . )1991, ثانياً :اإلجرام نتيجة الصراع النفسي والحرمان العاطفي:
تنظر مدرسة التحميؿ النفسي إلى الجريمة كحيمة نفسية ال شعكرية تيدؼ إلى التخفيؼ مف أعباء الصراع النفسي كالتخمص الكقتي عمى األقؿ مف األزمات الداخمية ,فيي تنجـ عف استعداد إجرامي
مكتسب في مرحمة الطفكلة نتيجة لفشؿ اآلباء كأجيزة التنشئة االجتماعية في تركيض الدكافع العدكانية
كالجنسية لمطفؿ ,أك نتيجة لطفكلة عانت مف الحرماف كالقسكة أك تعرضت لمتدليؿ المفرط .كذلؾ
معناه أف السمكؾ اإلجرامي ما ىك إال تعبير عف الصراع النفسي بيف قكل متصارعة تفصح عف نفسيا
بعد كبتيا بسمكؾ مختمؼ .كيرل(فركيد) كذلؾ أف السمكؾ اإلج ارمي يحدث عندما يحدث صراع بيف
إليك " – "Idكىي مركز النزعات كالغرائز الفطرية التي تريد إشباعان عاجبلن – كبيف األنا العميا " Super
"egoالتي تمثؿ القيـ كاألخبلؽ كالعادات التي تنتقؿ لمفرد مف خبلؿ التنشئة االجتماعية فإذا تغمبت
نزعات اليك عمى األنا العميا حدث السمكؾ اإلجرامي أك المضاد لممجتمع .ككما يرل (فركيد)أف الفرد
مزكد منذ ميبلده بطاقة عدكانية يتحتـ تفريغيا قبؿ أف تصؿ إلى مستكيات متسمة بالخطكرة .كيرل أف التدمير كالقتؿ مظيراف النفجار الطاقة العدكانية .فعندما تتراكـ الطاقة العدكانية إلى الحدكد الخطرة,
دكف أف تككف ىناؾ فرص لتفريغيا مف خبلؿ عممية التنفيس تحدث الجريمة (الخطيب.)1994,كال
يركف بعض التحميمييف كثي انر عمى فكرة الذنب البلشعكرم ,كانما يرجعكف الجريمة إلى الحرماف العاطفي خبلؿ الطفكلة .كألنيـ حرمكا مف الحب كالعطؼ فإنيـ ال يستطيعكف أف يعطكا الحب أك العطؼ ألم كقد ذىب(كاركؿ )1964,Carrollإلى أف
إنساف (عيسكم.)1991,
سمكؾ الجانحيف كالمجرميف – في الغالب – يمثؿ سمككا تعكيضيان ,فالصبي الذم يعرؼ عنو الضعؼ ربما يحاكؿ أف يحصؿ عمى المكانة االجتماعية بيف جماعة أنداده عف طريؽ السرقة ,كاذا أدل ىذا السمكؾ إلى الغاية المرجكة منو ,فقد يستمر ىذا الصبي في السرقة رغبة في الحصكؿ عمى رضا
كتقدير جماعة األنداد .كما يرل أف الجنكح كالنزعة اإلجرامية تتكلد عف الشعكر بالفشؿ كاإلحباط .
كيذىب (كاركؿ) بالقكؿ بأف كؿ مجرـ ككؿ حدث يجب أف ييعتبر حالة سيككلكجية ,كيقصد بذلؾ حالة مرضية .كعمى ذلؾ فالعقاب كاف كاف ضركريان في بعض الحاالت إال أنو ليس نمط المعالجة المطمكبة .كالحقيقة أف المكافآت أفضؿ مف استخداـ العقكبات فبل تكجد إال أدلة قميمة تكضح أف
األشكاؿ القاسية مف العقاب تنجح في خفض معدالت الجريمة (العيسكم.)1991, 95
ثالثاً :اإلجرام نتيجة االضطرابات العصابية (النفسية) :
ييعد العصاب أكثر األمراض النفسية كالعقمية انتشا انر ,كيتسـ بصفة عامة بكجكد صراعات داخمية, كبتصدع في العبلقات الشخصية ,كظيكر أعراض مختمفة أىميا( :القمؽ ,كالخكؼ ,كاالكتئاب
كالكساكس كاألفعاؿ القيرية ,كسيكلة االستثارة ,كالحساسية الزائدة ,كاألعراض اليسترية) كيحدث ذلؾ
دكف المساس بتكامؿ كترابط الشخصية كيتحمؿ المريض المسئكلية كاممة ,كيقكـ بكاجباتو ,مع سبلمة
اإلدراؾ كاالستبصار بحالتو كالتحكـ في ذاتو .كىذا ما يميز العصابي عف الذىاني الذم تضطرب فيو ىذه الصفات .كيتبادر إلى الذىف ألكؿ كىمة أف مرضى العصاب ال يندفعكف إلى ارتكاب الجرائـ –
ألنيـ مستبصركف ,كال يعانكف مف اضطراب التفكير أك اإلدراؾ – غير أف التراث اإلكمينيكي كالطب
النفسي يشير إلى حاالت عصابية ترتبط بارتكاب أصحابيا ألشكاؿ مف السمكؾ اإلجرامي تحت كطأة أعرضان معينة كمف ذلؾ ما قد يقكـ بو بعض مرضى الرعب الحاد مف اندفاع مفاجئ يرتكبكف فيو
أفعاالن تتسـ بالعنؼ ,كقد يقتمكف كىـ في ظؿ ىذه الحالة .كمنيا أيضان االندفاعات التي تعترم مرضى
الكسكاس القيرم كتككف في ىيئة عدكانية أك انتحارية .يضاؼ إلييا بعض الحاالت التي تصنؼ تحت الكسكاس القيرم مثؿ جنكف أك ىكس السرقة كجنكف أك ىكس الحرائؽ كالجنكف أك اليكس
الجنسي.كعند ظيكر أعراض اليستيريا االنشقاقية يمكف أف ييقدـ المريض عمى ارتكاب أفعاؿ تصؿ إلى الجرائـ كاالعتداء أك القتؿ أك النصب كاالحتياؿ .فالحاالت العصابية المقترنة بأفعاؿ كسمككيات
إجرامية كتمؾ األمثمة التي ذكرناىا باإلضافة عمى ندرتيا تأتي في شكؿ نكبات قد ال تتكرر أك يشفى
منيا المريض تمامان .كؿ ىذه العكامؿ تجعؿ تحديد المسئكلية الجنائية بالنسبة لممرضى العصابييف
مسالة ليست باليسيرة (ربيع كآخركف.)1994,
رابعاً :اإلجرام نتيجة االضطرابات الذىانية (العقمية) :
أعراض االضطرابات الذىانية كالتي تختمؼ عف األمراض العصابية كىي: * عدـ استبصار المريض بمرضو كانكاره لو.
* اضطراب مختمؼ الدرجات كاألشكاؿ في التفكير. * اضطراب الكجداف كالحالة االنفعالية.
* اضطراب في اإلدراؾ مع ظيكر اليبلكس.
* ظيكر الضبلالت أك اليذاءات (اليذيانات).
* تغير في الشخصية األصمية كاكتساب عادات كأشكاؿ سمككية جديدة. * اضطراب في السمكؾ كاىماؿ العناية بالنفس.
* البعد عف الكاقع كالتعمؽ بحياة تتمركز حك قضايا كمسائؿ متصمة باضطراب التفكير. وتنقسم االضطرابات الذىانية إلى قسمين كبيرين ىما:
أ.الذىان الوظيفي :كمف أىـ فئاتو الفصاـ كاالضطرابات الكجدانية التي تشمؿ كبل مف :اليكس
Maniaكاالكتئاب .Depressionكيعد اضطراب التفكير كاالنفعاؿ كاإلرادة كاليكس مف أىـ أعراض 96
مرضى الفصاـ .كتسبب الذبذبات االنفعالية اندفاعان كسمككان غير اجتماعي كبعض الجرائـ العنيفة.
كترتفع نسبة االنتحار بيف مرضى االكتئاب الذىاني كأحيانان يصاحب عممية االنتحار أك يسبقيا قتؿ
أحد األشخاص األعزاء أك األقارب.
ب.الذىان العضوي :كيعد الصراع أىـ فئاتو كما أف مف فئاتو التي تسترعي االنتباه لما ليا مف عبلقة بالجريمة كالسمكؾ اإلجرامي التسمـ بفعؿ تعاطي المخدرات أك المسكرات ,أك ما يطمؽ عميو االعتماد أك اإلدماف .كالذىاف العضكم يحدث نتيجة لمرض دماغي أك إصابة مخية أك أم إصابة جسمية
أخرل ,تؤدم إلى خمؿ مخي .كقد تؤدم النكبات الصرعية النفسية الحركية أحيانان إلى صدكر سمكؾ
ذىاني عنيؼ يؤدم إلى ارتكاب عمميات قتؿ متبلحقة ثـ ال يتذكر بعدىا المريض ما تسبب فيو مف
ككارث ,.كما أشارت بعض البحكث إلى كجكد ارتباط سمبي بيف كؿ مف تعاطى الحشيش كاألفيكف كمشتقاتو كبيف السمكؾ اإلجرامي ,ككذلؾ الكككاييف كعقاقير اليمكسة كادماف الخمكر كالمسكرات.
.6النظرية التكاممية في تفسير السموك اإلجرامي:
مف العرض السابؽ لمختمؼ المذاىب كالنظريات التي قدميا الباحثكف لتفسير السمكؾ اإلجرامي يتضح
مدل الصعكبة التي تحيط بتفسير الظاىرة محؿ البحث ,كاذا كانت اآلراء المختمفة التي سبؽ
استعراضيا لـ تفمح في كضع كصياغة نظرية عامة تحكـ السمكؾ اإلجرامي ,كيرجع ذلؾ إلى تبايف
التخصصات المختمفة التي خرجكا منيا حكؿ بحث الظاىرة لمتصدم ليا ,كحاكؿ كؿ منيـ بحث
الظاىرة مف كجية نظر تخصصو كقد يبدك لمكىمة األكلى أف بحث الظاىرة اإلجرامية مف قبؿ باحثيف
مختمفي المجاالت ىك أمر طبيعي نظ انر لتشعب الظاىرة كاتصاليا بمجاالت العمكـ المختمفة مف
كتمؾ
اجتماعية كنفسية كعضكية.
حقيقة ال يختمؼ عمييا اثناف ,فظاىرة اإلجراـ ىي ظاىرة حياة الجماعة ,كفي حياة الفرد .كبالتالي
فبحثيا بحثان عمميان يتعيف أف يتشعب ليشمؿ جكانبيا االجتماعية ,كجكانبيا الفردية .كعمى ذلؾ ,فما ىك السبيؿ إذف إلمكاف تفسير السمكؾ اإلجرامي ,كالظاىرة اإلج ارمية مف جميع جكانبيا التفسير الصحيح؟ االعتبارات التي يجب أن نضعيا نصب أعيننا حسب النظرية التكاممية :
االعتبار األول :كجكب استبعاد أم تفسير لمظاىرة ييبنى عمى فكرة العامؿ الكاحد ,أك السبب الكاحد بمعنى أف نظرية كاحدة ذات طابع كاحد لف تستطيع أف تقدـ تفسي انر شافيان كصحيحان كعمميان في الكقت
ذاتو لممشكمة محؿ البحث.
االعتبار الثاني :كجكب إتباع األسمكب التكاممي في بحث الظاىرة اإلجرامية بيف فركع العمكـ المختمفة التي تيتـ بدراستيا مف جكانبيا المختمفة ,بمعنى أف الحالة محؿ البحث يجب أف تتـ دراستيا بمعرفة أخصائييف في عمكـ النفس كاالجتماع كالبيكلكجية كاألمراض النفسية كالعقمية ,كجميع العمكـ األخرل
التي تتصؿ بالمشكمة .كعمى ذلؾ فالباحث اإلجرامي يجب عميو أف ييعمؽ دراسة المشكمة ليس مف جانب كاحد كانما مف جميع جكانبيا بغية تحديد العكامؿ التي ساىمت في كجكد الظاىرة اإلجرامية. 97
(سبلمة . )1978 ,
ثالثاً :النظريات االجتماعية :
يمعب الكسط االجتماعي الذم يعيش فيو الشخص ,كما يسكده مف عبلقات اجتماعية دك انر أساسيان في تحديد نماذج السمكؾ التي يتبعيا في المجتمع .فالطفؿ يكتسب في إطار مجتمعو عاداتو ,كقيمو,
كمبادئ سمككو عف طريؽ التعمـ .كما يتمقى في سنكات نمكه األكلى ضغط محيطو كتأثيره دكف دفاع. كليذا فإنو بقدر ما تككف المبادئ السمككية كالقيـ التي اكتسبيا الفرد مف محيطو االجتماعي سميمة ,
بقدر ما تككف عممية تجانسو االجتماعي سميمة كبناءة ,كانعكاس ذلؾ عمى شخصيتو بصكرة إيجابية,
أما إذا كاف المحيط االجتماعي مشبعان بقيـ سمبية ىدامة كرافضة لمنظاـ االجتماعي ,بقدر ما تتككف
لدل الفرد شخصية رافضة لمقيـ الميمة كالمعايير السائدة ,كتصبح غير متكازنة اجتماعيان ,فالشخصية
الرافضة كالمرفكضة مف قبؿ المجتمع تصبح قاسية في عبلقاتيا االجتماعية ,كتحاكؿ أف تنتقـ لمحرماف مف المحيط االجتماعي أك ممف ينتمكف إليو .كفي إطار المحيط االجتماعي تنشأ الشخصية العدكانية
كتحاكؿ بسمككيا التعكيضي أف تؤكد انتقاميا لظمميا ,كاضطيادىا مف خبلؿ العنؼ كاالنحراؼ كاإلجراـ .
ويرى إميل دور كيايم ( ,)1917 – 1858 Emile Durkheimعالـ االجتماع الفرنسي ,أف الجريمة تكجد في جميع المجتمعات ,فبعض الناس يغالكف في االنحراؼ كيرتكبكف األفعاؿ اإلجرامية. كالجريمة في جكىرىا عمؿ ىداـ فيو اعتداء عمى حياة الناس كممتمكاتيـ ,كفييا إعاقة لمتقدـ كالنمك
االقتصادم كاالجتماعي .إنيا مظير مف مظاىر الحياة البربرية البدائية لما ليا مف ضحايا كخسائر
في األركاح كالممتمكات .كما أنيا تقضي عمى شعكر اإلنساف باألمف ,كتؤدم إلى انتشار شريعة الغاب ,حيث يعتدم القكم عمى الضعيؼ .فالتقدـ مف كجية نظر (دكر كيايـ) ال يتـ إال في جك مف
االستقرار كاألمف ,كليس في جك مف الجريمة,.فالنظريات االجتماعية تركز بشكؿ خاص عمى القكل االجتماعية الخارجية في نشأة الجريمة كتفترض أف السمكؾ اإلجرامي ال يختمؼ في طبيعة تككينو عف
مجمكع السمكؾ االجتماعي العاـ لؤلفراد .
وأىم النظريات االجتماعية المفسرة لمسموك اإلجرامي ما يمي :
.1نظرية الفرص الفارقة : Differential Opportunity
صاغ نظرية الفيرص الفارقة كمكارد كأكىمف ( )Cloward and Ohlin, 1960في كتابيما "الجنكح كالفيرص" ,كقد افترض الباحثاف أف األشخاص الذيف ينتمكف إلى ثقافة الطبقة العامة في المجتمع
األمريكي يريدكف أف يحققكا أىدافيـ بنجاح مف خبلؿ الطرائؽ كاألساليب الشرعية المتاحة في المجتمع, كلكنيـ ييكاجيكف بعقبات شديدة ,ألف المجتمع يينكر عمييـ فيرص تحقيؽ النجاح .كمف ضمف ىذه العقبات التي تكاجييـ الفركؽ الثقافية ,كالمغكية ,كالمادية ,كعدـ كجكد فرص مناسبة لمحراؾ االجتماعي.
كلذلؾ فإنو عندما تيكاجو األساليب الصحيحة في تحقيؽ األىداؼ بالعقبات التي تؤدم إلى اإلحباط 98
الشديد ,فإف ذلؾ يؤدم باألشخاص مف أبناء ىذه الطبقة إلي المجكء ألساليب منحرفة لتحقيؽ ىذه األىداؼ ,كيؤدم لكقكع الجرائـ ,كليست جرائـ األحداث الشباب التي تظير مف خبلؿ العصابات إال
مظي انر مف المظاىر التي تؤدم إلى تحقيؽ األىداؼ بصكرة غير شرعية (ربيع كآخركف .)1995, نظرية التفكك االجتماعي : Social disorganization
إف مفيكـ التفكؾ االجتماعي مفيكـ متسع يشمؿ ظكاىر اجتماعية كثقافية عديدة .إنو يشير إلى تناقض كصراع المعايير الثقافية ,كضعؼ أثر قكاعد السمكؾ كمعاييره ,كصراع األدكار االجتماعية ,كانعداـ
االلتقاء بيف الكسائؿ التي ييجيزىا المجتمع مع غايات الثقافة فيو ,كمف ثـ عمى انييار الجماعات كسكء
أدائيا لكظائفيا.
أشكال التفكك االجتماعي :
األول :يمثل اضطراب البناء االجتماعي :كيشمؿ ما يط أر عمى الجماعات ,كالتنظيمات ,كالنظـ االجتماعية مف تفكيض لدعائميا ,كانعداـ تكامميا ,كيؤدم إلى تدىكرىا كتكقفيا عف النمك كما يشمؿ الفساد أك الخمؿ الذم يط أر عمى العبلقات الكثيقة األساسية القائمة بيف األفراد ,كالجماعات,
كالمؤسسات ,كالطبقات االجتماعية.
الثاني :فيو قصور األداء الوظيفي :كيشمؿ كؿ ما يعمؿ عمى إفساد الكفاية الكظيفية أك اإلخفاؽ في القياـ ببعض المتطمبات الكظيفية مثؿ األغراض كاألىداؼ ,كما يحدث لؤلىداؼ نكع مف الخمط ك الغمكض كيشمؿ كذلؾ سكء األداء الكظيفي أك قصكره .كيعني ذلؾ القياـ بكظائؼ متعارضة األىداؼ كاألغراض ,كما ينشأ عف ذلؾ مف افتقار إلى كجكد التبلؤـ بيف عناصر البناء االجتماعي (عارؼ
.)1991,
كقد ربطت النظريات االجتماعية بيف التفكؾ االجتماعي كالسمكؾ اإلجرامي ,كافترضت أف السمكؾ
اإلجرامي ينشأ في ظؿ كجكد مظير أك أكثر مف مظير لشكؿ التفكؾ االجتماعي ,فقد افترض (شك )Showفي نظريتو أف أكبر تجمع لممجرميف كالجانحيف يككف في مناطؽ تتسـ بالتفكؾ
المتخمفة مثبلن كالظركؼ السائدة فييا ,يصبح المجتمع الكمي ليذه األحياء االجتماعي .ففي األحياء ي مفككان ,كتضعؼ رقابتو عمى أعضائو ,كينعدـ تكامؿ النظـ االجتماعية فييا .كليذا فإنو مف المتكقع أف تصبح األنماط اإلجرامية شائعة فييا ,كتنتقؿ بسيكلة مف شخص إلى آخر .كلذلؾ يتعمـ الصغار الذيف
ينشئكف في مثؿ ىذه المناطؽ ,السمكؾ اإلجرامي عمى أنو الطريقة المناسبة لمتكافؽ مع البيئة
االجتماعية التي يعيشكف فييا .كليذا يمكف اعتبار زيادة معدالت التغير االجتماعي في المجتمع
السبب المباشر لظيكر السمكؾ اإلجرامي .فالتغير السريع يؤدم إلى قمة تمسؾ أفراد المجتمع بالقيـ كالتقاليد السائدة نتيجة ظيكر مكاقؼ كظركؼ جديدة تتطمب التكافؽ معيا بصكرة مختمفة .كىذا ما
يحدث مثبلن (أثناء االحتكاؾ الثقافي بيف المجتمعات التقميدية كالمجتمعات المتحررة ,مف شأنو أف يؤدم
إلى ظيكر مكاقؼ جديدة تؤدم إلى تعطيؿ أساليب الضبط االجتماعي التي تسكد المجتمعات التقميدية 99
مثؿ السمعة الحسنة ,كحقكؽ الجيرة كالخكؼ مف كبلـ الناس ,كتكقعات األىؿ ,كالعادات السائدة ,كغير ذلؾ( .ربيع كآخركف. )1995, نظرية الصراع بين الثقافات:
ىذه النظرية قسمت الصراع الثقافي إلى داخمي كخارجي: .1الصراع الداخمي :كائف في داخؿ المجتمع بسبب تنكع االتجاىات كالقيـ االجتماعية داخؿ كحدات
الثقافة العامة الداخمية ليذا المجتمع.
.2كالصراع الخارجي :ىك ثقافة خارجية يؤدم إلى صراع مستمر بيف أساليب السمكؾ المختمفة الناجمة عف أساليب السمكؾ الدخيمة المرتبطة بثقافتيا الخاصة ,بيف أساليب السمكؾ الدخيمة القادمة مف الخارج
عن طريق ثبلث أبواب وىي:
الباب األول :ىك باب الحدكد الطبيعية كالسياسية التي تفصؿ بيف أساليب الثقافة الداخمية كأساليب الثقافة الدخيمة.
الباب الثاني :ىك باب النفكذ األجنبي الذم قد يحاكؿ أف يفرض بعض أساليب خاصة مف الثقافة عمى المناطؽ التي قد يصؿ إلييا.
الباب الثالث :ىك باب اليجرة فإنيا تؤدم إلى انتقاؿ أفراد مف منطقة ذات ثقافة معينة إلى ذات ثقافة مغايرة.
كيؤكد (سيميف ) Sellinأف الصراع بيف الثقافات يمكف أف يبحث مف زاكيتيف إما كصراع عقمي ,أك
كصراع بيف مبادئ أك شرائع ثقافية ,كبالطبع يميؿ الميتمكف بعمـ الجريمة إلى التركيز عمى الصراع بيف القكاعد السمككية القانكنية كغير القانكنية( .أنكر ,عثماف.)1982 ,
.4نظرية الوسم االجتماعي :The Social Libeling Theory
حدد (المرت )E. Lemertنظرية الكسـ االجتماعي في صكرتيا الحديثة ,حيث ذكر فرضيف أساسييف لنظريتو اعتبرىما األساس في االنحراؼ االجتماعي كىما :
األول :يعتبر االنحراؼ ظاىرة نسبية غير ثابتة تتحدد في إطار الجماعة التي تنشأ فييا .فالجماعة تعتبر بعض أنكاع السمكؾ خركجان كبي انر عمى قكاعدىا كمعاييرىا ,فيكسـ فاعميا بالخركج عمى قكاعد الجماعة كمعاييرىا .كاالنحراؼ ال يككف مف خبلؿ نكعية الفعؿ الذم ارتكبو الفاعؿ ,بؿ يظير مف
خبلؿ النتائج التي أدل إلييا ,أك عمى ما ييطمقو اآلخركف مف صفة عمى الفاعؿ يسمكنو بكسمة (كصمة )االنحراؼ . الثاني :ال يتـ االنحراؼ مف خبلؿ مكقؼ كاحد ,بؿ نتيجة مجمكعة مف المكاقؼ كالظركؼ
االجتماعية .فاالنحراؼ ىك عممية اجتماعية تتـ بيف طرفيف ىما :ما يقكـ بو الشخص المجرـ مف فعؿ
منحرؼ مف جية ,كاستجابة اآلخريف نحك فعؿ المجرـ مف جية أخرل .
أنواع االنحراف حسب نظرية الوسم االجتماعي :
111
.1االنحراؼ األكلي :أك السمكؾ الفعمي لممجرـ كىك الفعؿ الذم يقكـ بو المجرـ يمكرىان كىك عمى عمـ بانحرافو ,كيشعر بغرابتو كشذكذه في ق اررة نفسو.
.2االنحراؼ الثانكم :أك استجابة المجتمع نحك السمكؾ اإلجرامي كىذا النكع مف االنحراؼ ييقره الفرد المجرـ ,كيدرؾ ماىيتو كخصائصو النفسية كاالجتماعية ,كيدرؾ طبيعة الدكر الذم يقكـ بو .كىذا الفعؿ ييثبت مف خبلؿ تك ارره عدت مرات ,كمف خبلؿ خبرة الفرد الذاتية ,كادراكو لردكد فعؿ المجتمع نحكه. كلذلؾ يرل (المرت) أف األفراد المنحرفيف غالبان ما يبرركف انحرافيـ األكؿ بأف ما قامكا بو يعد تافيان
كأخطاء مؤقتة ,كأنو جزء مف دكر اجتماعي مقبكؿ حتى يسمط المجتمع أضكائو عميو ,كيعتبره انحرافان
ييكسـ صاحبو باالنحراؼ كيتحفظ أصحاب ىذه النظرية عمى أسمكب تقديـ المنحرفيف إلى السجكف كاإلصبلحيات ,كالمؤسسات العبلجية,كغيرىا ,كذلؾ العتقادىـ أف مثؿ ىذه المؤسسات تعرقؿ عممية
إصبلحيـ ,ألنيا تكسـ ىؤالء األفراد باإلجراـ (ربيع كآخركف.)1995,
111
انوحدة انثاينت وسائم عهى اننفس اجلنائي يف انكشف عن اجلرائى
أوالً :كشف الجرائم عن طريق التداعي .
ثانياً :كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية .
ثالثاً :العقاقير المخدرة .
رابعاً :التنويم المغناطيسي .
خامساً :موقف الشرع اإلسبلمي من استخدام الوسائل
النفسية في الكشف عن الجريمة .
112
الوحدة الثامنة
وسائم عهى اننفس اجلنائي يف انكشف عن اجلرائى تمييد : تتعدد طرؽ إثبات الدعكل في اإلسبلـ ,فبعضيا متفؽ عمييا عمى اعتبارىا طرقان لئلثبات كيقضي
القاضي بمكجبيا مثؿ :االعتراؼ ,كشيادة الشيكد ,كاليميف ,كالكتابة .كفي ىذا الفصؿ سيتـ التطرؽ إلى كسائؿ عمـ النفس الجنائي في الكشؼ عف الجرائـ التي تيعد مف القرائف التي يستخدميا المحققكف رغبة منيـ في الكصكؿ إلى الحقيقة التي ىي شغميـ الشاغؿ .كتيعد جميع ىذه الكسائؿ مف القرائف الحديثة .ثـ سنختتـ ىذا الفصؿ ببياف لمكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ ىذه الكسائؿ في الكشؼ
عف الجريمة .
أوالً :كشف الجرائم عن طريق التداعي :
ليس فينا مف يجيؿ ما لممشاعر كالمحسكسات مف االرتباط باألفكار كالذكريات .كالشكاىد عمى ذلؾ
كثيرة في حياتنا اليكمية .فمثبلن رائحة األثير تذكرنا بعممية جراحية أك بأياـ اإلقامة بإحدل المستشفيات, فيذه الظكاىر الفكرية قد لفتت نظر المفكريف منذ عيد "أرسطك" حتى اآلف ,كقد أطمؽ عمييا عمماء
النفس ظاىرة "تداعي المعاني كاألفكار " أك بعبارة أخرل"ترافؽ الخكاطر النفسية" ,بمعنى أنو إذا
تنبيت في العقؿ فكرة أك ذكرل معينة أك إحساس خاص أيقظ ذلؾ في الحاؿ فكرة أخرل أك مجمكعة أفكار كذكريات تجمعيا بيا ركابط عقمية قديمة .كمثاؿ ذلؾ( :إذا كنت اعتدت أف ترل زيد كعمر)
متبلزميف فإنؾ إذا رأيت أحدىما منفردان ,فإنؾ ستذكر زميمو في الحاؿ .كمما يجب لفت النظر إليو أف ىذه الظاىرة في مجمكعيا تشمؿ دكريف مف أدكار اإلجراءات العقمية المختمفيف كالمستقميف عف
.1دور سابق :
بعضيما البعض كىما .
فالسابؽ ىك االرتباط الذم يجريو العقؿ ليصؿ بيف فكرتيف أك أكثر كيؤلؼ بينيما ,كىذا يأتي مف الخبرة أك الممارسة العقمية ,كبعد أف يتـ تككيف الرابطة الفكرية بيف الخكاطر ينتيي الدكر األكؿ كىك دكر التككيف ,ثـ تبقى األفكار المكصكلة كامنة في العقؿ إلى أف يجيء الدكر الثاني.
.2دور الحق :كىك دكر العمؿ أك التنبيو ,فعندما تتنبو إحدل الفكرتيف في العقؿ بفعؿ أم مؤثر مف المؤثرات – سكاء أكاف ذاتيان أـ خارجيان – فإف الفكرة التي تنبيت تكقظ معيا األفكار األخرل الكامنة
السابؽ ارتباطيا .كالفرؽ بيف العمميتيف جكىرم مف حيث أف العممية األكلى خاصة بربط األفكار أك الخكاطر ببعضيا كما تقدـ ,أما الثانية فخاصة بتنبيو األفكار المرتبطة ببعضيا البعض.
113
أسباب ظاىرة ارتباط األفكار وتعميميا : لقد حار العمماء في تكلد ظاىرة ارتباط األفكار كفي عمة كجكدىا فبعضيـ شبييا بالجاذبية ,كمف بيف ىؤالء العالماف "ريبك كىيكـ" ,كبعضيـ كالعبلمة "كليـ جيمس" أرجعيا إلى قانكف االعتياد العصبي ,أم
أف المرجع فييا إلى العادة التي ألفيا العقؿ عف طريؽ الممارسة كالخبرة ,بحيث إذا مارس العقؿ فكرتيف في كقت كاحد أك عمى التكاتر ,فإف تنبيو إحداىما في العقؿ يؤدم إلى تنبيو األخرل معيا ".
(فتحي.)1958,
أقسام تداعي المعاني من حيث نوع الروابط الفكرية أو القران العقمي إلى ثبلثة أقسام رئيسية وىي :
.1االرتباط بسبب التبلزم أو االقتران : كيتكلد ىذا النكع بسبب اعتياد الفكر إدراؾ شيئيف مقترنيف بعضيما ببعض أك متبلزميف كجكدان ,كما لك
كنا اعتدنا أف نرل شخصيف مترافقيف دائمان ,فإف رؤية أحد الصديقيف منفردان يذكرنا بقرينو اآلخر .2االرتباط بسبب التواتر أو التعاقب أو (القران التواتري):
المقصكد بو األشياء التي ألؼ العقؿ أف ييدركيا أك يشعر بيا متكاترة بعضيا إثر بعض ,حتى كلك لـ تكف بينيا أدنى رابطة معنكية ,مثؿ األعداد المتكالية فالرقـ ( )1يذكرنا بالرقـ ( )2كيذكرنا برقـ ()3 كىكذا ..كمف نكع االرتباط بسبب التعاقب كمحفكظات شعرية كنثرية ,كحفظ اآليات كالسكر القرآنية
كتبلكتيا بسرعة كاتقاف ,فذكر الكممة األكلى مف بيت الشعر يذكرنا بباقي البيت أك بباقي القصيدة .
.3االرتباط بسبب التماثل أو التشابو :
كمعناه أف ترتبط الخكاطر في العقؿ بسبب ما بينيا مف تماثؿ أك تشابو ,فيكقظ المثيؿ في الذاكرة مثيمو,
أك الشبيو شبييو ,كما لك كاف بيف شخصيف شبو مف بعض الكجكه ,فإف رؤية أحدىما قد تذكرنا
باآلخر ,كال يشترط أف يككف التماثؿ تامان كالشبو متطابقان ,بؿ يكفي أف يككف ىناؾ شبو كلك جزئي
(فتحي.)1958,
العوامل التي تؤثر في متانة الروابط الفكرية :
.1الحداثة أو الجدة : Recencyفالخبرة الحديثة أقرب إلى الذىف مف القديمة .
.2التكرار : Frequencyالمتكرر مف األفكار تككف أكثرثباتان في الذىف مف المنفردة .
.3الغرابة : Surpriseكما يككف فييا غرابة أك شذكذ مف نكع ما أقرب لمفكر مف العادية. (فتحي.)1971,
اختبار تداعي األلفاظ ( )1لكشف الجرائم : قد مر بنا أف المراد بتداعي األلفاظ ىك أف لفظان ينبو في الذىف لفظان آخر .ككثير ما ييثير التنبيو المفظي جكابان أك تمبية لفظية بطريقة آلية بحتة مف غير أف يككف لمفكر أك التأمؿ أقؿ دخؿ فييا
114
أقسام التداعي المفظي :
.1التداعي المطمق (الحر ) :كىك الذم ييترؾ فيو لمشخص حرية اإلجابة بأكؿ كممة تخطر ببالو أيان كانت كبمجرد كممة التنبيو مف غير تقييده بجكاب خاص ,كمثاؿ ذلؾ :يذكر المحقؽ كممة (شجرة) كيطمب مف المتيـ أف يجيب عمييا بأكؿ كممة ترد عمى ذىنو بعد سماعو ليا ,ثـ يتبعيا بكممة أخرل
كيطمب مف المتيـ اإلجابة عمييا كىكذا .كالتداعي المطمؽ شخصي ألف التمبية فيو تتبع أفكار الشخص
كحالتو النفسية في المحظة التي صدر فييا التنبيو ,كىك يدؿ عمى ما طيبع في الذىف كلك عرضان ,كما
أنو يدؿ عمى اتجاه مجرل األفكار كاقتفاء أثر العقؿ في جكالتو الباطنية ,كقد يدؿ عمى عقمية الشخص ككجية نظره الخاصة تمقاء تنبيو معيف .كقد لكحظ بالتجربة أف متكسط سرعة الخكاطر في التداعي
المقيد تختمؼ عنيا في التداعي المطمؽ الحر ,فيي في األكؿ أكثر سرعة منيا في الثاني (مطمؽ),
كلعؿ ذلؾ راجع إلى أنو في حالة التداعي يعترض الفكر شيء مف الحيرة كالتردد خصكصان إذا كانت
الكممة المنبية مف شأنيا أف تثير مجمكعة خكاطر مرتبطة بيا ,فإنيا تعكؽ سرعة الجكاب بسبب تزاحـ
األفكار في الذاكرة كاذا مست كممة التنبيو مركبان نفسيان مكبكتان أك مكظكمان ,فإف ذلؾ قد يؤثر في النشاط العقمي لعممية التداعي فيؤخرىا زمنان يختمؼ باختبلؼ قكة الصدمة النفسية كمبمغ التأثر.
.2التداعي المقيد :كىك يستدعي تمبية خاصة أك جكابان معينان تمقاء تنبيو معيف كما لك كجيت لشخص سؤاالن ليس لو إال جكاب كاحد كطمبت منو اإلجابة عنو (كأف أذكر لو اسـ دكلة ثـ أطمب منو ذكر
عاصمتيا ) فالتداعي المقيد مكضكعي في نكعو ,بمعنى أف التمبية فيو تابعة لمكضكع التنبيو كمرتبطة
فيو ,فيي جكاب معيف لمكضكع السؤاؿ ,كالبحث فيو يرمي إلى تقدير سرعة الخاطر كاختبار ممكة
التذكر كقدرتيا عمى استدعاء المحفكظات كمعرفة رسكخيا في الذىف . قياس سرعة الخاطر :
زمن التداعي أو
أف المراد بقياس سرعة الخكاطر ىك معرفة ما يمزـ مف زمف الستحضار الخكاطر كايقاظيا في الذىف
بأقصى ما يمكف مف السرعة ,كيتـ ذلؾ بقياس الزمف الذم يمضي بيف التنبيو ككركد التمبية في الذىف.
كتختمؼ سرعة الخكاطر باختبلؼ األشخاص ,كما تختمؼ باختبلؼ الظركؼ كاألحكاؿ النفسية
لمشخص الكاحد ,كتختمؼ كذلؾ باختبلؼ أنكاع الركابط العقمية كالمكضكعات التي يجرم فييا
االختبار .كلما كاف لقياس سرعة الخكاطر أىمية كبرل في البحكث النفسية فقد يكضع ليذه الغاية جياز كيربي دقيؽ أطمؽ عميو اسـ "الكركنسككب" Chronoscopeكمعناه كىي ساعة كقؼ لتقدير الفترات الزمنية يبعشر الثانية لكشؼ الزمف كيدكر بالكيرباء كيستمد التيار البلزـ لو مف بطارية كيربية ,كيتفرع المختىبر في فمو ,كمف شأنو مف ىذا الجياز سمكاف في طرؼ كؿ منيما جياز صغير أحدىما يضعو ي
أف يصؿ التيار القادـ مف البطارية بالجياز بمجرد تحريؾ الشفتيف لمكبلـ ,كالثاني يضعو الشخص ً المختبًر كممة التنبيو يتصؿ التيار المختبر في فمو ,كمف شأنو أف يقطع التيار ,فمجرد أف يمفظ ي ي المختىبر كممة التمبية ينقطع التيار ,كبذلؾ يمكف قراءة الزمف الكيربي بالكركنسككب ,كبمجرد أف يمفظ ي كبتكرار ىذه التجربة الذم سجمو الجياز بيف التنبيو كالتمبية بدقة. 115
مع الشخص في عدة كممات يمكف استخبلص متكسط سرعة كركد خكاطره أك زمف التداعي الخاص بو ,كقد لكحظ أف ىناؾ مستكل معينان لمعقمية الطبيعية لمشخص بحيث إذا تجاكزه سرعة أك بطئان دؿ
عمى حالة غير عادية أك غير طبيعية في العقؿ ككجكد اضطراب فكرم أك انفعالي نفساني
(فتحي.)1958,
يستخدم اختبار التداعي المفظي؟
متى
عندما تقع جريمة معينة كيككف ىناؾ متيـ فييا ,يمجأ المحققكف إلى استخداـ ىذا االختبار لكشؼ الجريمة بعد أف يي ًعدكا أدكاتو .كال يمانع عادة المتيـ باختباره بالتداعي المفظي ألنو يبدك لو تافيان ألكؿ كىمة ,فإف كاف بريئان فيك ال يرفض ألنو ال يخشى ظيكر الحقيقة ,كيكد جبلءىا ,أما إذا كاف مدانان فيك
ال يرفض حتى ال يجمب لنفسو الشككؾ ,كالشبيات ,كىذا فضبلن عما يعتقده مف أف في إمكانو دائمان أف يصكف لسانو مف ذكر مالو عبلقة بالحادثة أك الجريمة .كعمى ضكء ىذه االعتبارات يقبؿ المتيـ أف
ييسمـ نفسو طائعان مختا انر ليذا االختبار كىك مطمئف. أدوات االختبار :
.1كركنسككب – سبؽ الحديث عنو – كىك ساعة كقؼ لتقدير الفترات الزمنية بعشر الثانية.
.2قائمة مجيزة مف عدد مف الكممات المختمفة ,كقد جرت العادة أف تككف ( )111كممة يينتخب مف بينيا ( )41 – 31كممة ليا صمة بالجريمة ككقائعيا كظركفيا كمحتكياتيا كاإلجراءات التي ايتخذت
لتنفيذىا كاألشخاص الذيف اشترككا فييا أك كانكا حاضريف كقت كقكعيا كدكافعيا .كيجب أف تيعد القائمة المئكية بدقة كعناية ألف كشؼ التأثيرات النفسية كتحديد مدلكليا يحتاج لكثير مف الدقة مف
الفكر كقكة المبلحظة ,ككذلؾ ألف بعض المتيميف لدييـ مقدرة قكية لضبط النفس فبل ييظير أفكاره كخكاطره بطريقة مباشرة ,كلكف المحقؽ الذكي كالخبير يمكف لو كشفيا بطريقة استداللية أك غير مباشرة
.
طريقة االختبار بالتداعي المفظي :بعد إحضار ساعة الضبط "الكرنسككب" كاعداد قائمة اختبار
المختىبر أف يمفظ أكؿ كممة ترد عمى ذىنو بمجرد سماعو كؿ كممة تيمقى التداعي المفظي ,يطمب مف ي عميو مف الكممات الكاردة في القائمة ,عمى أف يككف جكابو عمييا بأقصى ما يمكف مف السرعة ,ثـ تيرصد األجكبة في مذكرة كما تيرصد بدقة األزمنة المستغرقة بيف المثيرات كىي "كممات القائمة" المختىبر" بكاسطة الكرنسككب .فإذا فرضنا أف نسند إلى كاالستجابات كىي "إجابات المفحكص أك ي
المتيـ تيمة قتؿ إنساف داخؿ غرفتو ككاف بجكار سريره قفص ببغاء ,فإف المختبر يضع في القائمة
كممة (طائر) فالمتيـ بمجرد سماعو تتنبو في ذىنو في الحاؿ ذكر الببغاء ,كانما قد يدفعو الحرص إلى ضبط لسانو عف ذكرىا لما ليا مف المدلكؿ الخطير ,كيستعيض عنيا بكممة "غراب" مثبلن فيضع لو في السؤاؿ الثاني أك الذم يميو كممة (لكف) فالغالب أف يككف جكابو عنيا "أخضر" ألف صكرة الببغاء
كانت ال تزاؿ ماثمة في مخيمتو فتصبغ صكرة الببغاء في ذىنو ,كما لك أجاب عف كممة "غراب" بقكلو 116
"قفص" إشارة إلى القفص الذم كاف فيو الببغاء أك بكممة "حبكب" إشارة إلى "غذائيا" أك" ,سرير" إشارة إلى السرير الذم كاف قفص الببغاء معمقان بجكاره ,فاالحتماالت مف ىذا القبيؿ متعددة كانما الميارة في تحديد مدلكليا كتعييف اتجاه خكاطر المتيـ نحكىا .كقد دلت التجارب عمى عدـ الحاجة إلى االستعانة
بتداعيات المرتبة الثانية أك الثالثة في كثير مف األحياف إذ أف المدلكؿ المباشر كالمقصكد بالذات كثي انر
ما ينطمؽ في التمبية األكلى ,بمعنى أنني إذا قمت لممتيـ "كسادة" فقد يككف الجكاب عمييا "مفتاح" إشارة
إلى مفتاح الخزانة الذم كاف تحت كسادة المجني عميو ,كاذا قمت "مبلبس" فقد أجد الجكاب "فرف" إشارة إلى الفرف الذم أيحرقت فيو المبلبس إلخفاء معالـ الجريمة كىكذا .فبدراسة طبيعة ىذه الردكد عمى
األسئمة المتصمة بالحادث قد ييكفؽ المرء إلى استخبلص كصؼ مسيب كصكرة كاضحة لمكاف الحادث ككيفية ارتكابو كأسماء مف عاكنكا المتيـ فيو كغير ذلؾ مف التفصيبلت كىك "المتيـ" في غفمة عما يبدك منو كيشيد بو قمبو كلسانو (فتحي .)1971,زمن التفاعل العقمي وفائدة سرعتو في البحث إف لبلنفعاالت النفسية عند
الجنائي:
إثارتيا كقت االختبار تأثي انر في تأخير سرعة الخكاطر بسبب الصدمة التي تيحدثيا الذكريات المثيرة حاؿ إيقاظيا ,فبقياس سرعة التداعي بجياز الكركنسككب كتقدير زمنيا يمكف كشؼ آثار االنفعاالت النفسية حاؿ كقكعيا كرصدىا بدقة ,كبالتالي يمكف التعرؼ عمى الكممات التي أثارت ىذه االنفعاالت, كتقدير أكجو ارتباطيا بعقمية المتيـ مف جية ,ثـ بكقائع الجريمة مف جية أخرل ,كبذلؾ يمكننا تحديد
المداف مف البرمء مف بيف عدة أشخاص مكقؼ المتيـ ,بيف اإلدالء كالبراءة في جريمة معينة ,كاظيار ي كقعت عميو الشبية .فرصد زمف التداعي كمبلحظة ما يط أر عميو مف السرعة كالبطء قد يفكؽ في أىميتو كؿ ما تقدـ .كاف الكممات التي تثير انفعاالن نفسيان مف شأنيا أف تعكؽ النشاط العقمي بدرجة
محسكسة ,بحيث ال يريد تمبيتيا في أقؿ مف ضعؼ أك ثبلثة أمثاؿ الزمف العادم.
كقد عرفنا مما سبؽ أف الزمف البلزـ الستحضار األفكار أك زمف التداعي يختمؼ باختبلؼ األفراد,
فاألشخاص بطيئي الفيـ ربما يحتاجكف إلى ضعؼ الزمف الذم يحتاج إليو سريعكه إليقاظ الخكاطر في
أذىانيـ كتنبيييا ,كليذا فإف أكؿ ما يتعيف عمى المختبر عممو ىك استخراج متكسط سرعة الخكاطر
العادية لمشخص المكضكع تحت االختبار .كبعد ذلؾ يكجو عنايتو كاىتمامو –المحقؽ – إلى ما يط أر عمى مستكل ىذه السرعة مف التغيير .فمثبلن إذا كاف متكسط السرعة في األحكاؿ العادية لمتيـ ال يزيد
عمى نصؼ ثانية ,ثـ شكىد خبلؿ االستجكاب أف استحضار بعض الخكاطر استغرؽ منو ثانية كنصؼ
أك ثانيتيف فإف ذلؾ يككف داعيا لمشبية .كقد يحدث أحيانان أف الصدمة النفسية في إحدل التداعيات
تككف شديدة جدان فيتعدل أثرىا إلى التداعي التالي أك الذم يميو حتى كلك كانت الكممات فييا عادية ال
عبلقة ليا بالجريمة ,ألف قكة الصدمة مف شأنيا أف تيحدث ارتجاجان في سمسمة الخكاطر ,كتؤثر في النشاط العقمي تأثي انر محسكسان ,يظير مف تأخير زمف التفاعؿ في مجمكعة التداعيات .فتحميؿ التأخيرات الزمنية كدراسة طبيعة الخكاطر التي سببت ىذه التأخيرات ىك أىـ عمؿ في إجراءات
االختبار,يجب عمى -المحقؽ – أف يكجو إليو جؿ اىتمامو كعنايتو فائدة االختبار بالتداعي المفظي 117
يرل (فتحي )1971,أف فائدة
في كشف المركبات المكبوتة :
االختبارات بالتداعي المفظي ال تقؼ عند حد كشؼ ما ييضمره اإلنساف في نفسو قصدان مف المعمكمات كاألفكار ,كما يحرص عميو بيف جكانحو مف األسرار ,فقد أيدت الخبرة إمكاف كشؼ الغطاء عف كثير مف األمكر التي يجيميا المختبر (بالفتح) نفسو .فيناؾ الكثير مف األفكار تككف دفينة في أعماؽ
النفس لدرجة يتعذر معيا عمى اإلنساف أف يبعثيا إلى مخيمتو أك يستحضرىا في ذىنو مف تمقاء نفسو
ميما بذؿ مف جيد كالعناء كانما يمكف الكصكؿ إلييا ككشفيا عف طريؽ التداعي . ثانيا :كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية :
يمكف تعريؼ آثار االنفعاالت النفسية بأنيا ىي " األعراض التي تبدك عمى األعضاء الظاىرة أك الباطنة لجسـ اإلنساف بسبب العكامؿ التي تؤثر في تمؾ األعضاء تأثي انر خاصان ,كالسركر كالحزف كالغضب كالخكؼ كالتييج كغيرىا ,فكؿ حالة مف ىذه الحاالت ليا تأثيرىا الخاص في المجمكع
العصبي كبجممتو جياز الحركة .
كاالنفعاالت قد يككف مصدر التنبيو فييا :إما خارجيان كأف يطرؽ عامؿ الخكؼ أك الحزف أك السركر
باب الحكاس فيكقظ مركز الحركة ,كاما باطنيان بأف يقع التنبيو عمى المركز العصبي لمحركة مف الداخؿ
مباشرة بكاسطة عامؿ نفسي باطني ,كذكر حادث مؤلـ أك مخيؼ أك محزف أك سار ,فتظير عمى
األعضاء نفس األعراض الخاصة بكؿ عامؿ مف ىذه العكامؿ .كاف لكؿ انفعاؿ نفسي آثا انر خاصة بو كمميزات تسجميا عمينا أعضاؤنا المتمتعة بالحركة الذاتية ,كبقدر ما يكجد لدينا مف اآلالت المتقنة
الصنع التي بيا يمكننا رصد حركات األعضاء الباطنية بدقة بقدر ما يسيؿ عمينا كشؼ ما يجكؿ بخاطر المتيـ المكضكع تحت االختبار كاستخراج مكنكف أس ارره.
البوليغراف (كاشف الكذب):
لرصد آثار االنفعاالت النفسية صمـ "كيمر Keelerجيا انز يسمي باسمو بكليغراؼ كمير Keeler Polygraphكمعنى بكليغراؼ أم كاشؼ الكذب أك المفضاح (فتحي .)1971,كيقكـ ىذا الجياز
عمى افتراض عممي مؤداه أف ثمة اضطرابان انفعاليان يحدث إدالء المتيـ أك الشاىد بأقكاؿ كاذبة خكفان مف افتضاح الكذب .كىذا االضطراب االنفعالي يؤثر عمى الكظائؼ الفسيكلكجية المقاسة كىذه
التغيرات تظير عمى كرقة تسجيؿ أك عمى شاشة تمفزيكنية .بحيث يمكف الحكـ أف الخاضع لمجياز
كاقع تحت تكتر انفعالي ناتج عف خكفو مف افتضاح كذبو .بمعنى أف ىذا الجياز يقكـ باستقباؿ
التغيرات ميما كانت طفيفة في الجياز العصبي البلإرادم الذم ييستثار بسبب الخكؼ كىذه االستثارة تؤدم إلى تغيير عمى األصعدة المختمفة مثؿ سرعة نبضات القمب ,كسرعة التنفس كضغط الدـ كاالستجابة الجمفانية لمجمد – ككمية العرؽ التي تيفرز في راحة اليد . (ربيع كآخركف.)1994,
طريقة استعمال الجياز :تتمخص طريقة استعماؿ ىذا الجياز في إجبلس الشخص المراد اختباره –
المتيـ أك الشاىد – عمى كرسي كثير كذم متكأيف ,ثـ يركب كؿ جياز فرعي مف أجيزة التسجيؿ في مكضعو عمى العضك المخصص لرصد انفعاالتو ,كبعد إحكاـ تركيب األجيزة كالتأكد مف صبلحية كؿ 118
منيا ألداء ميمتو ,يقكـ -المحقؽ -بتكجيو أسئمة إلى المتيـ أك الشاىد المكضكع تحت االختبار, بعضيا يدكر حكؿ أمكر عادية ال إحراج فييا ,كالبعض اآلخر يدكر حكؿ الجريمة أك األحداث التي
المختىبر بيا .فكؿ محاكلة ييبدييا إلخفاء الحقيقة أك تغيير األجكبة بقصد ييراد كشفيا ,كمعرفة صمة ي التضميؿ ,يظير أثرىا عمى الشرط المتحرؾ الذم تيسجؿ عميو مكجات االنفعاؿ كذبذباتو بكاسطة
المختىبر يتغير شكؿ المكجات مف حديث ارتفاعيا كعمقيا كعرضيا, مؤشرات التسجيؿ ,فعندما يكذب ي كتي ىعرج خطكط حدكدىا كما إلى ذلؾ مف الفرؽ التي تبدك جمية كاضحة لكؿ ذم خبرة خاصة إذا يكجو لممختبر سؤاالن محرجان ,أك سمع عبارة أك كممة أثارت في نفسو انفعاالن (فتحي.)1971,
الفائدة العميمة لمجياز:
لـ يرؽ جياز كشؼ الكذب – المفضاح – في نظر رجاؿ القضاء حتى اآلف إلى مستكل الدليؿ المقنع في إثبات اإلدانة أك البراءة في القضايا الجنائية عمى الرغـ مف أف ىذا الجياز يؤدم في الكقت
الحاضر لرجاؿ التحقيؽ خدمات جميمة القدر عظيمة الفائدة .إذ دلت التجارب العديدة التي قاـ بيا
رجاؿ الشرطة كالمحققكف بكساطة ىذا الجياز عمى أف ما يقرب مف %51مف مجمكع الحاالت التي كشؼ الجياز عف إدانة أصحابيا ,اعترفكا بجرائميـ بمجرد مكجيتيـ باألدلة العممية التي تمخض عنيا
الجياز .كعمى الرغـ مف القيمة العممية كالعممية ليذا الجياز.
القضايا
بناء عمي األسباب التالية: الخبلفية لمجياز ً .1أف التكتر النفسي الذم يكجد لدل المتيـ قد يؤدم إلى ىذه االستجابة المشتطة عند تكجيو األسئمة الحساسة ليس ألنو الجاني فعبلن كلكف ألنو متكتر كخائؼ.
.2إف أخطاء ىذا الجياز تتراكح بيف %4ك %11كمعناه أنو يمكف أف يفمت مجرـ أك يداف برئ في حدكد ىذه النسبة كىذا أمر لو خطكرتو .
.3بعض المتيميف ال ييثار أثناء الفحص عمى الجياز بحيث ال تدؿ النتائج عمى أنو كاذب كىك يككف كاذب فعبلن . .4إف التغيرات الفسيكلكجية ليست مكحدة عند جميع المتيميف أك المفحكصيف بالجياز.
كعمى الرغـ مف ىذه االعتراضات عمى استخداـ ىذا الجياز إال أف الجمعية األمريكية لجياز كشؼ الكذب تشير إلى كفاءة النتائج عمى ىذا الجياز إذا تكلى إجراء الفحكص عميو شخص متخصص
(ربيع كآخركف.)1994,
ثالثا :العقاقير المخدرة :مف الكسائؿ النفسية األخرل التي تستخدـ في التحقيؽ العقاقير المخدرة, كاالمتياؿ ,Amytalكالبنتكتاؿ ,Pentotalكاإلفيباف Evipanكقد اصطمح عمى تسمية ىذه العقاقير كما شابييا "مصؿ الحقيقة" ,ألنيا تساعد في كشؼ خبايا النفكس أحيانا .كتستعمؿ ىذه العقاقير في
تخدير المتيـ النتزاع معمكماتو عف الجريمة ,عند استجكابو تحت تأثير المخدر الذم ييضعؼ مف تحكـ المتيـ في إرادتو ,كتجعمو أكثر استعدادان لتقبؿ اإليحاء كاالنقياد ,كأكثر رغبة في المصارحة كاإلفضاء 119
(إبراىيـ .)1998,كما أف ىذه العقاقير تساعد عمى استعادة الذكريات التي افمح صاحبيا في كبتيا في حيز البلكعي .كعمى الرغـ مف أف استعماؿ العقاقير في كثير مف بمداف العالـ أم انر غير مشركع ,إال أف بعض المؤسسات األمنية الكبيرة ال تزاؿ تستخدميا مثؿ المخابرات الركسية كاألمريكية .كقد
المستخمصة مف األفراد تحت تأثير ىذه أشارت نتائج الدراسات التي بحثت مدل صدؽ المعمكمات ي العقاقير ,أف المعمكمات كاالعترافات تحت ىذه الظركؼ كاألساليب ضعيفة كغير صادقة في كثير مف
األحياف كمميئة بالشكائب الخيالية كاليمكسية نسبة لتأثير ىذه العقاقير عمى درجة الكعي لدرجة تيضعؼ معيا القدرة عمى اتخاذ القرار السميـ كلقابمية مثؿ ىؤالء لئليحاء مما يجعؿ اعترافاتيـ ضعيفة كال يؤخذ رابعاً .التنويم المغناطيسي :
بيا في كثير مف المحاكـ (الحاج . )1987,
السبات اإليحائي أم التي يمكف إحداثيا عف طريؽ اإليحاء كالتي مف تعريف التنويم :ىك "حالة مف ي المسمى بالشعكر أك العقؿ الظاىر كايقاظ مظاىر شأنيا شؿ نشاط الجانب اإل اردم مف الجياز النفسي ي
الجانب غير اإلرادم مف الجياز النفسي المسمى بالبلشعكر أك العقؿ الباطني كىي حالة يسبات يمكف إحداثيا بأساليب إيحائية يقكـ بيا المنكـ( فتحي . )1982,
كالشخص في حالة التنكيـ المغناطيسي ييفكر كيدرؾ ,بينما الشخص في حالة النكـ العادم غير مدرؾ لمعالـ مف حكلو . درجات لمتنويم المغناطيسي:
أ .درجة يسيرة تتميز باالسترخاء كالشعكر بالراحة كالسمبية كالفقداف الجزئي لمشعكر. ب .كدرجة متكسطة تتمثؿ في حالة نكـ عميؽ مصحكب بتصمب الجياز العضمي.
ج .كدرجة عميقة بحيث يمكف لمنائـ أف يفتح عينو كيمشي في ارتباط إيحائي مع المنكـ .كيمكف
استخداـ التنكيـ المغناطيسي في مجاؿ التحقيؽ الجنائي لمحصكؿ عمى معمكمات مختزنة لدل متيميف يتعمدكف عدـ ذكرىا أك لدل شيكد نسك كثير مف كقائع الحادثة (إبراىيـ.)1998 ,
القابمية لمتنويم:
القابمية لمتنويم :يشير (مالؾ ماىكف )1986,أف قيرابة ( )%5مف الناس يمكف كضعيـ عف طريؽ التنكيـ المغناطيسي في حالة غشكه تامة (نكـ مغناطيسي) ,بينما ىناؾ ( )%11ال يمكف تنكيميـ
مغناطيسيان عمى اإلطبلؽ .كيقاؿ أنو يمكف قياس القابمية لمتنكيـ عف طريؽ بعض االختبارات مثؿ أف
ييطمب مف الشخص أف يمد ذراعو إلى األماـ ثـ يقاؿ لو أف ذراعو أصبح ثقيبل فإذا أعاد الشخص ذراعو إلى جانبو ألنو يشعر أف ذراعو ثقيؿ كاف معنى ذلؾ أف ىذا الشخص قابؿ لمتنكيـ .كمف أساليب قياس القابمية لمتنكيـ اختبار "ستانفكرد" لقابمية التنكيـ ,كىذا اختبار نفسي مف إعداد عالـ النفس
الشيير "ىمجارد" .
استعماالت التنويم المغناطيسي : .1ييستعمؿ في إزالة بعض اآلالـ كآالـ الصداع كآالـ العمميات الجراحية كيشفى أغمب األمراض العصبية كاليستيرية . 111
.يستعمؿ في حؿ كمقاكمة المشكبلت الدراسية كالتعميمية ,فقد ثبت بالدليؿ أف االسترخاء الذم يحدث 2ي خبلؿ عممية التنكيـ المغناطيسي يزيد مف قدرة الطمبة في التعمـ .كأنو ييحسف مف القدرة عمى التركيز كيزيؿ القمؽ . ي .3ييستعمؿ في حؿ بعض المشكبلت الشخصية مثؿ السمنة ,كالتدخيف ,كادماف المخدرات كخاصة إذا رغبت الحالة التخمص مف ىذه العادات بشكؿ جدم كحقيقي.
.4كتقكـ بعض جيات التحقيؽ الشرطي باستخداـ أسمكب التنكيـ المغناطيسي لمحصكؿ عمي المعمكمات مف الشيكد كالمجني عمييـ .كتدكر أسئمة المحققيف أثناء جمسة التنكيـ حكؿ األحداث
المطمكب معرفتيا بحيث يتمكف المحقؽ الجنائي مف جمع المعمكمات التي يريدىا مف استيفاء بعض
مبلمح األشخاص المطمكب مبلحقتيـ ,كعمؿ "رسـ كرككي" لكجكىيـ بحيث تمكف قكات األمف مف
مبلحقتيـ .كما يمكف لمشخص القائـ بالتنكيـ أف ينشط ذاكرة الشخص الخاضع لمتنكيـ كذلؾ بتذكيره ببعض الكقائع الثابتة في الحادثة الجنائية (ربيع كآخركف .)1994 ,
المشكبلت المصاحبة لمتنويم المغناطيسي :
.1أفعاؿ ال أخبلقية :قد ينجح خبير التنكيـ عديـ الضمير في الحصكؿ عمى تعاكف المنكـ لمقياـ بسمككيات ال أخبلقية كىك تحت كطأة التنكيـ مثؿ االغتصاب أك المكاط .
.2خطكرة التنكيـ :لمتنكيـ بعض اآلثار الجانبية مثؿ الدكخة كالدكار ,كاالضطراب كالكشكشة الذىنية,
القمؽ ,الصداع ,كما أننا مف خبلؿ التنكيـ المغناطيسي يمكننا مف تغيير اتجاىات الشخص كمعتقداتو كتكقعاتو .
.3العبث بالحرية الشخصية عف طريؽ التنكيـ .
.4سرقة ماؿ المنكـ أثناء عممية التنكيـ المغناطيسي . .5الحصكؿ عمى المستندات كالمحررات المثبتة لحؽ أك تنازؿ عف حؽ في فترة التنكيـ.
.6االعتداء عمى الحقكؽ األدبية كأف يطمب الخبير مف المنكـ أف يفشي بعض أسرار مينتو أك كظيفتو
أك أس ارره األسرية الخاصة .
.7تدخؿ العكامؿ الدكافعية أثناء التنكيـ بحيث يتأثر الشاىد كىك تحت التنكيـ باألسئمة اإليحائية التي قد يكجييا لو المحقؽ .
الوقاية من مشكبلت التنويم المغناطيسي : كحسف الخمؽ كأف يقكـ بالتنكيـ بحضكر آخريف .1عدـ القياـ بالتنكيـ إال مف ييشيد لو بالنزاىة ي .2ضركرة التنبيو مف سيخضع لمتنكيـ إلى اآلثار الجانبية لمتنكيـ التي قد تحدث لو كالطمب منو التكقيع بمكافقتو كعممو بذلؾ .
.3عدـ استخداـ التنكيـ المغناطيسي كقرينة إدانة أك تبرئة إال عند الضركرة ,كفي بعض القضايا الخطرة التي تمس أمف الكطف أك المصمحة العامة كفي حالة فشؿ الكسائؿ األخرل. 111
.4االقتصار عمى استخداـ التنكيـ لتنشيط ذاكرة الشيكد مف أجؿ مساعدتيـ عمى ركاية أحداث الكقائع الجنائية بدقة .
خامساً :موقف الشرع اإلسبلمي من استخدام الوسائل النفسية في الكشف عن الجريمة:
قبؿ أف نستعرض مكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة ,حيث يرم الفقياء في الحكـ بالقرائف رأياف كىما :
الرأي األول :أنو ال يجكز الحكـ بالقرائف ,كال تعتبر مف طرؽ اإلثبات.
الرأي الثاني :جكاز الحكـ بالقرائف ,كبو قاؿ جميكر الفقياء ,كقد احتج أصحاب ىذا الرأم بأدلة كثيرة مف الكتاب كالسنة كآثار الصحابة كاإلجماع كالمعقكؿ .كىك الرأم الراجح ,كلكف يجب عدـ التكسع في
األخذ بيا .كما يجب التأني في األخذ بيا كالتدقيؽ الشديد كاالحتياط القكم حتى ال يؤدم التكسع في استخدميا إلى الكقكع في أنكاع مف الظمـ كالفساد (السكيمـ. )1987 ,
يقكؿ (المنيع )1985 ,أف "القضاء اإلسبلمي ال يستطيع أف يستبعد مف اعتباره كنظره كمجاؿ تأممو شكاىد األحكاؿ كالقرائف كاألمارات في قكة االتياـ كتقكية جانب االدعاء لمف يحمؿ في ادعائو ما يقكل
بو جانبو مف قرائف كأمارات" .كقد استخمص(الدريني ) 1985,في بحث عف "أثر القرائف في الحكـ عمى المتيـ" ما يأتي "أف اعتبار القرآف الكريـ كالسنة لمقرائف كعمؿ القضاة بيا في جميع العصكر
يجعمنا ال نرتاب في أف األصؿ ىك األخذ بالقرائف في غير الحدكد إذا كانت قطعية أك ظنية راجحة .
كيرم (الدريب )1987,في بحثو بعنكاف " مكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة " حيث قاؿ ىذه الكسائؿ في كشؼ الحقائؽ ليس ليا أساس قانكني يمكف
االعتماد عمييا كحدىا كدليؿ في الحكـ عمى المتيـ ,ألنيا ال تعدك أف تككف نظريات عممية ,كالنظريات
قد تخطئ كقد تصيب ,كالدليؿ إذا دخمو االحتماؿ يسقط االستدالؿ حسب القاعدة األصكلية لكنيا قد تعتبر قرينة يحكـ بمكجبيا إذا انضـ إلييا ما يقكييا مف القرائف األخرل .كيرل أف بعض القرائف قد
تككف ضعيفة ,كمع ذلؾ كرغـ ضعفيا فإنيا قد تؤدم خدمة جميمة لممحقؽ إذا عرؼ كيؼ يستخدميا
كينتفع بيا ,كما أف القاضي يستطيع عمى ضكء تمؾ القرائف أف يقدر العقاب لكؿ جريمة تقدي ار مناسبان
كيختار مف بيف العقكبات العقكبة المبلئمة ليا.
موقف القضاء :مف استخداـ ىذه الكسائؿ في الكشؼ عف الجريمة ,فإف االتجاه السائد في الدكؿ العربية ىك رفض استخداـ أم كسيمة مف شأنيا التأثير في إرادة المتيـ ,كبالتالي فإف ما يسمى بمصؿ الحقيقة أك العقاقير المخدرة ال يصح استخدامو ألنو يؤدم في بعض األحياف إلى حد انعداـ ىذه اإلرادة لفترة ما (المجذكب.)1988,
كقد نصت المادة ( )63مف مشركع الئحة ىيئة التحقيؽ كاالدعاء العاـ بالمممكة العربية السعكدية
عمى":أنو ال يجكز لممحقؽ اإلذف باستعماؿ عقاقير أك أجيزة لمحصكؿ عمى دليؿ ضد المتيـ ,كلو االستعانة بالكبلب البكليسية ,كلكف ال يؤخذ باستعراض كدليؿ لئلدانة (ظفير.)1997 , 112
113
الوحدة التاسعة االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني مقدمة: أوال .عبلج المجرمين األوقات التي يتم فييا عبلج المجرمين أ .العبلج أثناء المراقبة ب .العبلج أثناء السجن ج .العبلج بعد اإلفراج عن السجين ثانيا .تأىيل المجرمين أساليب تأىيل المجرمين .1دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني .2التعميم ثالثا .الوقاية من الجريمة .1الوقاية من الدرجة األولى .2الوقاية من الدرجة الثانية .3الوقاية من الدرجة الثالثة األساليب المستخدمة في اإلجراءات الوقائية .1العقاب.2, :اإلرشاد والتوجيو.3, :الوقاية من الجريمة:
114
الوحدة التاسعة
االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني مقدمة: تكثر اليكـ في العالـ الذم نعيش فيو الجرائـ ,كالتي يذىب ضحيتيا الكثير مف األبرياء ,كما تكثر
المؤسسات العقابية التي تبلحؽ المجرميف لعقابيـ عمى أفعاليـ اإلجرامية .كما تعددت أساليب التحقيؽ مع المجرميف لمتحرم عف األسباب كالدكافع الكامنة كراء السمكؾ اإلجرامي ,كىذا ما دعا إلى ظيكر
أنصار يتبنكف العقاب ,كأنصار آخريف يتبنكف تأىيؿ المجرميف كاصبلحيـ ,ككذلؾ الدعكة إلى ضركرة
الكقاية مف السمكؾ اإلجرامي قبؿ كقكعو ,إذ
أف ىناؾ حاالت كثيرة يرتد فييا المجرـ إلى السمكؾ
اإلجرامي بعد قضاء فترة العقكبة في السجف,فقد أكضحت الدراسات أف نسبة عكدة المجرـ إلى السجف
مرتفعة ,إذ تصؿ إلى حكالي ( %71 -61العيسكم .)1991,
كليذا ال بد
لممجتمع أف يسعى إلى عبلج المجرميف كؿ حسب حالتو كتأىيمو بما يكفؿ عدـ عكدة المجرـ إلى
الجريمة مرة أخرل .باإلضافة إلى تقديـ المجتمع كؿ ما يمكف لمكقاية مف الجريمة .فاليدؼ النيائي مف
العبلج كالتأىيؿ كالكقاية مف السمكؾ اإلجرامي ىك اإلقبلؿ مف حدكثو ,كتبلشي آثاره الضارة عمى الفرد كالمجتمع .وأىم االتجاىات الحديثة في معاممة المجرمين ما يمي:
المجرمين :
أوالً :عبلج
إف اليدؼ مف عبلج المجرميف ىك حماية المجتمع مف خطر المجرميف ,كحماية المجرـ مف
االستمرار في سمككو اإلجرامي ,كمساعدتو لكي يصبح شخصان نافعان ,كتعميمو كيؼ يتحمؿ تبعات
أعمالو ,ككذلؾ تعميمو كيؼ ييطيع القانكف عف رغبة كطكاعية . كمف أجؿ تحقيؽ ذلؾ ال بد مف إتباع أساليب عبلجية متعددة (طبية ,نفسية ,كاجتماعية) كذلؾ لضماف التحسف الكمي أك الجزئي لمحالة التي يتـ عبلجيا ,كتحقيؽ التكافؽ النفسي كاالجتماعي ليا في إطار
المجتمع الذم يعيش فيو .ففي مجاؿ العبلج الطبي ,يؤكد كثير مف العمماء عمى ضركرة تحاشي
العبلج الطبي بالجراحة المخية ,أك بالصدمات الكيربائية ,أك بالعقاقير ,إال في الحاالت التي يثب فييا
بالدليؿ العممي أف اضطراب السمكؾ يعكد إلى سبب عضكم أدل إلى اضطراب كظائؼ الدماغ.
كلذلؾ يمكف أف تقدـ الخدمات الطبية لممجرـ (المريض) خبلؿ فترة إقامتو في السجف أك المستشفى أك اإلصبلحية ,كما يمكف أف تقدـ ىذه الخدمات بعد انتياء فترة العقكبة أك الشفاء مف المرض ,.كيمكف
لمطبيب النفسي أف يقكـ بدكر ميـ في مجاؿ تفيـ السمكؾ اإلجرامي لممجرـ ,كتقديـ األدكية النفسية أك
العقمية .كذلؾ لضبط السمكؾ المضطرب نفسيان ,كمف ىذه األدكية النفسية مضادات الذىاف,
كمضادات االكتئاب كمضادات اليكس ,كمضادات القمؽ ,كالميدئات كالمنكمات .كتنفيذ ىذه األدكية
النفسية في عبلج أنكاع معينة مف االضطرابات السمككية حسب الحالة التي يعاني منيا المجرـ 115
(المريض) .فضبلن عف ذلؾ يمكف لمطبيب النفسي أف يقدـ العبلج باألنسكليف كخاصة مع مرضى
الفصاـ .كما يقكـ المعالج بعبلج حاالت أخرل مف خبلؿ الجمسات الكيربائية (كخاصة في حاالت
االكتئاب ,كبعض حاالت الفصاـ) .كفي أحياف أخرل يككف مف البلزـ التدخؿ الجراحي كحاالت القمؽ
النفسي المزمف ,كالكسكاس القيرم ,كاالكتئاب الشديد المصحكب بالتكتر ,كذلؾ بعد إخفاؽ أنكاع العبلج أما في مجاالت
األخرل.
العبلجات النفسية ,فإف الطبيب النفسي كالمعالج النفسي يمكنو تقديـ المساعدة البلزمة في حالة معاناة
المجرـ أك المريض مف اضطرابات ذات صبغة انفعالية حيث أف اليدؼ مف ذلؾ ىك الكشؼ عف
مصادر الصراع التي يعاني منيا المريض ,كمحاكلة إعادة تكافقو مع المجتمع الذم يعيش فيو .كليذا
تعدد طرائؽ العبلج النفسي التي تستخدـ مع ىؤالء المرضى ,فيناؾ العبلج بالتحميؿ النفسي ,الذم ييدؼ إلى إحداث تغيير أساسي في بناء الشخصية ,كالعبلج النفسي المتركز حكؿ المتعالج ,الذم
ييدؼ إلى إحداث التطابؽ بيف الذات الكاقعية كالذات المثالية كاالجتماعية ,فيك يركز عمى إحداث
تغيير في مفيكـ الذات بما يتطابؽ مع الكاقع ,كالذم يؤدم إلى التكافؽ النفسي.كمف طرائؽ العبلج
النفسي أيضان العبلج النفسي الجماعي الذم يستخدـ في العيادات النفيسة كفي مستشفيات األمراض
العقمية كعيادات تكجيو األطفاؿ ,كفي بعض المؤسسات اإلصبلحية ,كالذم ييدؼ إلى إحداث تغيير
في سمكؾ الشخص المضطرب ,كتعديؿ نظرتو إلى الحياة كالى المرض الذم يعاني منو ,كذلؾ اعتمادان عمى ما يقكـ بيف أفراد الجماعة مف تفاعؿ كتأثير متبادؿ بيف بعضيـ البعض ,كبينيـ كبيف المعالج أك
المعالجيف .باإلضافة إلى ذلؾ فيناؾ العبلج السمككي الذم ييدؼ إلى ضبط كتعديؿ السمكؾ المرضي
مف خبلؿ السيطرة عمى األعراض كمعالجتيا ,كتنمية السمكؾ اإلرادم السكم عند الفرد ,كذلؾ مف
خبلؿ استخداـ مبادئ كقكانيف التعميـ في العبلج النفسي ,حيث يستخدـ المعالج السمككي لتحقيؽ ىذا
الغرض عددان مف األساليب النفسية (الزعبي.)1994,
فأصحاب المدرسة السمككية ينظركف إلى االضطرابات النفسية عمى أنيا نكع مف التعمـ الخاطئ ,كمف ثـ يتـ الشفاء منيا عف طريؽ محك ىذا التعمـ الخاطئ ,كتعميـ الفرد أنكاعا أخرل مف السمكؾ اإليجابي
.كىناؾ أيضا العبلج االجتماعي الذم ييدؼ إلى التعامؿ مع البيئة االجتماعية لممريض كتعديميا أك تغييرىا أك ضبطيا بما يحقؽ لو التكافؽ النفسي كاالجتماعي( .العيسكم.)1991,
فييا عبلج المجرمين :
األوقات التي يتم
يتـ عبلج المجرـ أثناء المراقبة ,كأثناء السجف ,كبعد اإلفراج عف المتيـ.
كسكؼ يتـ الحديث عف ىذه األكقات مف المعالجة كما يمي:
كيكصؼ بأنو ليس خط انر أ.العبلج أثناء المراقبة :في بعض الحاالت يحكـ عمى المتيـ بالسجف ,ي عمى نفسو كال عمى المجتمع ,كأنو مف الممكف أف يعيش في مجتمعو األصمي تحت المراقبة عمى أساس أف المعيشة في المنزؿ تحت إشراؼ دقيؽ مع كضع قيكد شديدة عمى نشاطاتو يككف أفضؿ مف
السجف .كالمحكمة ال تيصدر حكمان مف ىذا النكع إال بعد االطبلع عمى حالة المتيـ بشكؿ دقيؽ كالتأكد 116
مف أف عبلجو األمثؿ يتـ في مجتمعو األصمي .كلذلؾ ال بد أف يقكـ بعممية اإلشراؼ شخص مؤىؿ تأىيبلن فنيان دقيقان ,بحيث يكجو سمكؾ المتيـ كىك يمارس عممو في المجتمع .كلكف ذلؾ غير متكفر
دائمان ,إذ أف ضابط المراقبة يتحمؿ أعباء كثيرة ,كيكمؼ باإلشراؼ عمى عدد كبير مف الحاالت ,كقد
يككف غير مؤىؿ فنيان بشكؿ دقيؽ ,كما أنو قد تككف التعميمات المكضكعة لممراقبة جامدة كقاسية بدرجة تجعؿ الحياة غير مريحة كغير مناسبة لمشخص المراقب (المتيـ) مما يجعؿ اتجاىاتو نحك ىذا النظاـ
سمبية.
ب.العبلج أثناء السجن : ييكدع الشخص في السجف عندما يتيـ بخرؽ القانكف أك القكاعد المرعية في المجتمع كدخكؿ السجف يعتبر حدثان مؤلمان بالنسبة لغالبية السجناء ,إذ ييفرض عمييـ اإلقامة في عنابر جماعية ,أك زنزانات
فردية مع التقيد الشديد بالتعميمات التي تصدرىا إدارة السجف.
كفي السجف يقكـ االختصاصي النفسي أك الطبيب النفسي باإلشراؼ عمى معالجة السجناء داخؿ
السجف سكاء مف الناحية الجسدية أك النفسية كذلؾ حسب طبيعة االضطراب الذم يعاني منو السجيف, إذ أف المطمكب ىك إحداث تغيير إيجابي في سمكؾ السجناء .كلكف ىذا التغيير في السمكؾ قد يككف
صعبان ألف الظركؼ التي يعيش في كنفيا السجيف قد تحكؿ دكف ىذا التحسف ,كىذا يعكد إلى السجيف نفسو ,فيك يقكـ بأعباء قميمة داخؿ السجف ,إذ ينفذ بعض التدريبات الرياضية ,كما أنو يجد متسعان مف
الكقت داخؿ السجف لكي يق أر كيفكر كيستفيد مف زمبلئو السجناء .ففي بعض الكاليات األمريكية
(نيكيكرؾ ,ككاليفكرنيا) يكجو االىتماـ نحك التأىيؿ كالعبلج النفسي لمسجناء أكثر مف مجرد اعتقاليـ
كحجزىـ داخؿ السجف ,كيخضع إلشراؼ أحد األطباء النفسييف ,أك أحد االختصاصييف النفسييف,
كعندما يمحظ تحسف في سمكؾ السجيف فإنو يكافأ بنقمو إلى مكاف آخر يسمح لو بحرية أكثر.
كلذلؾ فإف ما يجب أف تيدؼ إليو البرامج العبلجية داخؿ السجف ,ىك أف يصبح سمكؾ السجناء أفضؿ
عما كانكا عميو قبؿ دخكؿ السجف .كليذا يجب عدـ األخذ بسياسة (األخذ بالثأر أك إذالؿ السجيف ). فالبحكث التي أجريت في ميداف التعميـ أكضحت أف العقاب ال يؤدم إلى زيادة القدرة عمى السمكؾ
المرغكب فيو ..فبالرغـ مف استخداـ العقاب ,إال أف نسبة العكدة إلى الجريمة ما زالت عالية .كىذا
يعني أف نظاـ العقاب ليس فعاالن في ردع األشخاص عف ارتكاب الجريمة ,بؿ ال بد مف استخداـ
أساليب أكثر فعالية كال سيما أسمكب التأىيؿ كالعبلج داخؿ السجف.
ج.العبلج بعد اإلفراج عن السجين :
يمكف أف ييقدـ العبلج لمسجيف بعد قضاء العقكبة المقررة كاإلفراج عنو إذ ييتـ بعض القضاة بعبلج السجناء بشكؿ متكاصؿ ,كاالىتماـ بيـ أكثر مف االىتماـ بالجريمة .ففي بعض الكاليات األمريكية ىناؾ مف يطالب بتقديـ العبلج لمسجيف بمجرد القبض عميو.
117
ثانياً :تأىيل المجرمين :
إف بقاء المجرميف لفترة طكيمة داخؿ المؤسسات العبلجية كاإلصبلحية ,قد يؤدم إلى فقداف الكثير مف الميارات االجتماعية ,كالى النبذ مف قبؿ أفراد األسرة كاألصدقاء الذم كانكا في الماضي يشكمكف شبكة العبلقات االجتماعية لممجرـ ,كىذا ما يؤدم إلى زيادة االضطرابات النفسية عنده .أما تأىيؿ المجرميف
داخؿ ىذه المؤسسات فإنو يؤدم إلى تحقيؽ مستكل أدائي مناسب في كثير مف األعماؿ التي تككؿ
إلييـ .كلذلؾ ال بد أف يككف في عممية التأىيؿ إعداد لممجرـ ليتقدـ نحك االستيعاب المجتمعي لو , كذلؾ انطبلقان مف االفتراض الذم يرل أف السمكؾ اإلجرامي يمكف أف يتغير مف خبلؿ العمؿ مع
المجرميف .ففي الكاليات المتحدة األمريكية تفترض البرامج القائمة عمى المجتمع المحمي ضركرة تعميـ
المساجيف السابقيف (الذيف أنيك فترة العقكبة) كظائؼ جديدة كميارات اجتماعية ,كتعميـ جديد حتى
يتسنى ليـ اختيارات مختمفة .فالتأىيؿ يتضمف مجمكعة مف اإلجراءات التي تساعد عمى إعادة المجرـ
أك المريض إلى كضع يتمكف معو مف التكافؽ نفسيان كاجتماعيان كبدنيان مع مقتضيات المكاقؼ التي
يكاجييا ,مما يتيح لو االستفادة مف الفرص كاإلمكانات المتاحة في المجتمع كغيره ممف يماثمكنو في أساليب تأىيل
العمر.
المجرمين :
.1دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني : تقكـ بعض المؤسسات كدكر الرعاية االجتماعية بإجراء مناقشات جماعية يشارؾ فييا السجناء الجدد,
كيشجعكف عمى المناقشة ,كطرح مشكبلتيـ كمناقشتيا بحضكر عدد مف المختصيف ,حيث يتضح
لمسجناء مف خبلؿ ىذه المناقشات أنيـ ليسك الكحيديف الذيف يعانكف مف نفس المشكبلت .كىذا ما
يخفؼ مف شعكرىـ بالخكؼ كالقمؽ مما يجعميـ (السجناء) في كضع نفسي أكثر تقببل لبرامج التأىيؿ
كاإلصبلح .باإلضافة إلى ذلؾ فإف تكجيو السجناء إلى العمؿ الذم يناسبيـ قد يساىـ كثير في تأىيميـ كعبلجيـ ,إذ أف مشاركة السجيف في نشاط ميني مف أىـ الكسائؿ العبلجية في األمراض النفسية ,إذ
أف الغرض مف العبلج بالعمؿ ىك شغؿ كقت المريض ,كابعاده عف المشكمة التي يعاني منيا.
فالنظريات الحديثة إلصبلح المجرميف اليكـ تيعطي أىمية كبيرة لمتدريب الميني في المؤسسات اإلصبلحية في السجكف (ربيع كآخركف.)1995, األغراض التي تحققيا برامج التدريب والعمل في السجون منيا :
أ.كسيمة لئلصبلح كالتأىيؿ :كذلؾ بتعميـ السجيف حرفة أك صنعة يعيش بكساطتيا بعد ترؾ السجف, كالعكدة إلى الحياة االجتماعية.
ب.االستفادة مف اإلنتاج في سد حاجة السجيف .
ج.االستفادة مف فائض اإلنتاج لمتصدير لؤلسكاؽ المحمية لمحصكؿ عمى أرباح تساعد في سد بعض
مصاريؼ السجناء.
118
.2التعميم : إف اليدؼ مف التعميـ في تأىيؿ المجرميف ىك تغيير سمككيـ كتعديؿ اتجاىاتيـ كأفكارىـ .فالتعميـ في أساسو ليس إال تعديؿ يط أر عمى سمكؾ الكائف الحي نتيجة لمتدريب .كالممارسة .كليذا ال بد أف ييسيـ التعميـ في مؤسسات تأىيؿ المجرميف إلى تغيير سمككيـ مف األنماط العدكانية أك المنحرفة أك اإلجرامية ,إلى أنماط سمككية إيجابية تتسـ باالنضباط ,كاحتراـ القانكف ,كالنظاـ ,كاحتراـ حقكؽ
اآلخريف ,كذلؾ بما يتفؽ كقيـ المجتمع كعاداتو كتقاليده .كيتـ ذلؾ مف خبلؿ الندكات كالمحاكرات التي
تتـ بيف المجرميف في المؤسسات اإلصبلحية ككبار المتخصصيف في مجاؿ الجريمة كيتـ غرس القيـ األصيمة في نفكس المسجكنيف ,كتشجيعيـ عمى التعاكف ,كاألخذ كالعطاء كاالنتماء كحب اآلخريف.
ثالثاً :الوقاية من الجريمة :
لمعمـ الجنائي أثر بالغ في لفت االنتباه إلى ضركرة معالجة أسباب اإلجراـ كالكقاية مف االنحراؼ عبر
سياسة جنائية كاعية محيطة بكؿ معطيات الظاىرة اإلجرامية كالسمكؾ المنحرؼ.كليذا تعد اإلجراءات الكقائية مف الجريمة ميمة جدا ألنيا قد تساعد عمى خفض معدالت انتشار الجريمة .كلذلؾ يعتبر
الكثير مف الييئات الجزائية أف اإلصبلح االجتماعي المكثؼ ,الكسيمة الكحيدة الجتثاث جذكر الجريمة.
كعمماء النفس يعممكف مع ضباط الشرطة بطرائؽ عديدة ,إذ يقكـ البعض بمساعدة الييئات المختصة مف أجؿ اختيار ضباط شرطة مناسبيف ليذا الغرض كما يقكـ البعض اآلخر بتدريب المجنديف مف
رجاؿ الشرطة عمى معالجة الغضب الذم قد ييقابمكف بو بطرائؽ مناسبة كباستخداـ تقنيات كأساليب * فقد قاـ خالية مف العنؼ كأكثر فعالية.
عالـ النفس "مكرتف بارد" بتدريب ( )18ضابطان عمى عبلج الخبلفات األسرية بطريقة عبلجية ,كما
قامكا بحضكر محاضرات لمدة شير تدربكا فييا عمى فض خبلفات كىمية قاـ بتمثيميا ليـ المحترفكف
مسرحيان ,كفي نياية الشير عاكد الضباط النزكؿ إلى المجتمع المحمي كقدمكا عمبل متكاصبل لمدة
( )24ساعة بعرباتيـ البلسمكية ,مقدميف خدماتيـ في حي "مانياتف" اآلىؿ بحكالي ( )85111نسمة,
كأصبح ىؤالء الضباط(" )18تحت الطمب" أكثر قدرة عمى فض االضطرابات المدنية ,ككانكا يحاكلكف التكسط في الصراعات ,كأثناء طمب االستشارة منيـ كانكا يكجيكف األسر إلى ككاالت الخدمات في
المجتمع المحمي ,كيقكمكف بمتابعة ىؤالء األفراد .كقد كاف عمماء النفس المرجع االستشارم ليـ .كأف
مف الكاجب تحسيف كضع السجكف كبناء سجكف حديثة يتكافر فييا جميع الكسائؿ التربكية كالتيذيبية
كالتكجييية ,كأف ال يككف اتساع كؿ سجف ألكثر مف ( )311سجيف ليتمكف المكظفكف المشرفكف عمى تربية ىؤالء كأف يقكمكا بكاجبيـ ,كأف يتعرفكا إلى شخص كؿ سجيف كيعالجكا كضعو الفردم بدقة.
أيضا البد مف كجكب اختيار مكظفي السجكف مف بيف األكفاء كتدريبيـ تدريبان عمميان كمينيان يؤىميـ
لمقياـ بالكاجبات الممقاة عمى عاتقيـ ,كما أكد المؤتمركف أيضان عمى كجكب تشجيع المؤسسات الخاصة
عمى تقديـ خدمات لممسجكنيف كعائبلتيـ ,كالتي تيؤمف الرعاية ليـ أثناء مدة السجف ,كبعد خركجيـ إلى المجتمع ألف الرعاية البلحقة تشكؿ سياجان منيعان كمتينان بيف الخارج مف السجف كمياكم االنحراؼ كالتي 119
تيدؼ إلى حماية المجتمع مف الجريمة ,كلكي يسيؿ عمى الحككمات أمر كجكد االختصاصييف ,ييفضؿ أف يعمـ في المدارس كفي كميات الحقكؽ كالعمكـ االجتماعية ,الدركس المتعمقة باإلجراـ ,كالدركس
الجنائية كالعقابية كعمـ النفس الجنائي ,حتى يتـ التقارب بيف مختمؼ المشتغميف في القضايا الحقكقية كاالجتماعية كالجنائية ,كتسييؿ تأليؼ فرؽ مف االختصاصييف تتكلى أمر مكافحة الجريمة ,كمعالجة
المجرميف ,كيككف رائدىا التفاىـ التاـ بيف أعضائيا كاالنسجاـ في التفكير العممي كفي تطبيؽ البرامج
الكقائية كالعبلجية (العكدم.)1981,
تصنيف اإلجراءات الوقائية من الجريمة وذلك وفقا لمنشورات األمم المتحدة والصحة العالمية عمى
النحو اآلتي :
.1الوقاية من الدرجة األولى : كيقصد بو منع حدكث السمكؾ اإلجرامي أصبلن سكاء أكاف منفردا ,أك مصحكبان باألمراض
كاالضطرابات النفسية .كىذا المستكل مف الكقاية ييعد ىدفان صعب المناؿ ,فبالرغـ مما يبذؿ كيبذؿ في مجاؿ الكقاية كالعبلج لمسمكؾ اإلجرامي ,فإنو لـ يتكقؼ ,كما أف األمراض النفسية لـ تتبلشى .كيندرج تحت ىذا المستكل ثبلثة أنكاع مف اإلجراءات ىي:
أ.تحديد الجماعات األكثر تعرضان لمسمكؾ اإلجرامي :كذلؾ في ضكء المؤشرات المتكافرة عنيـ مثؿ:
كجكد تاريخ سابؽ لؤلسرة في مجاؿ الجريمة ,كالتفكؾ األسرم ,كضعؼ أساليب التنشئة االجتماعية أك
عدـ اتساقيا ,كالظركؼ االقتصادية ,كضعؼ الكازع الديني كاالنخراط في جماعة مف األقراف
المنحرفيف ,ككجكد بعض الصفات الشخصية ذات الصمة باإلجراـ (كاالندفاعية ,كالبلمباالة ,كالسمكؾ
العدكاني).
ب.استخداـ األساليب التربكية المختمفة في تكصيؿ المعمكمات العممية الدقيقة :كالتكعية المباشرة كغير المباشرة لمفئات العمرية األكثر تعرضان لمجريمة مف غيرىا ,كذلؾ فيما يخص أنماط السمكؾ السيئ كأض ارره عمى الفرد كالمجتمع ,كالعقكبات المترتبة عمى ذلؾ.
ج.العناية المبكرة بالحاالت المييأة ألف تصاب باألمراض النفسية :كىذه الفئة ال تيحتسب ضمف األسكياء ,كلكنيا تعاني مف االضطرابات كاألعراض التي ال ترقى ألف تيشخص عمي أنيا أعرض
مرضية تضعيـ ضمف عداد المرضى ,كأف نسبة كبيرة مف ىذه الحاالت تيفصح عف نفسيا فيما بعد في شكؿ حاالت تعاني مف أمراض نفسية كعصبية معينة ,كذلؾ تحت ضغط العكامؿ المسببة لبلضطراب
.
.2الوقاية من الدرجة الثانية : مف الممكف الكقاية مف السمكؾ اإلجرامي في ىذا المستكل ,مف خبلؿ التدخؿ العبلجي المبكر .كلذلؾ يتضمف ىذا المستكل برامج التغير المصممة لتجنيب الصغار إدراؾ أنفسيـ بأنفسيـ ,أك مف جانب
اآلخريف بأنيـ منحرفكف أك مضطربكف .فقد أكدت الدراسات الميدانية أف نسبة كبيرة مف الشباب حديثي العيد يتعاطي المخدرات يككنكا عمى استعداد لمتكقؼ عف ىذا التعاطي بسيكلة نسبية كىـ في مرحمة 121
التجريب كاالستكشاؼ ,كتبمغ ىذه النسبة ( )%75كما جاءت بيا الدراسات المصرية كىذا ما يجعمنا نكلي ىذا المستكل مف الكقاية أىمية ,كبيرة يمكف أف تنقذ نسبة ال يستياف بيا مف الشباب مف تعاطي
المخدرات ,كغير ذلؾ مف أساليب السمكؾ اإلجرامي (ربيع كآخركف.)1995,
.3الوقاية من الدرجة الثالثة :
إف اليدؼ مف ىذا المستكل مف الكقاية؛ تجنب تحكؿ االضطراب الحالي إلى الحالة المزمنة ,كذلؾ مف
خبلؿ التدخبلت العبلجية المتأخرة نسبيان ,بيدؼ منع حدكث مضاعفات أكثر مف خبلؿ التأىيؿ النشط
,كاالستيعاب المجتمعي فالمبادرة في تناكؿ حاالت االضط ارب أك االنحراؼ أك السمكؾ اإلجرامي
تتضمف كقاية الفرد مف مزيد مف التدىكر إلى مستكيات متدنية مف الصحة البدنية كالنفسية كاالنحطاط
األخبلقي .كما أف فييا كقاية لمكقع العمؿ الذم يعمؿ فيو الفرد ,كمحافظة عمى عبلقة الفرد
باألشخاص الذيف يحتمكف مكاقع قريبة منو داخؿ شبكة العبلقات االجتماعية .كما أف فييا كقاية مف األساليب
زيادة كتنكع األفعاؿ اإلجرامية ليذا الشخص. المستخدمة في اإلجراءات الوقائية :
أ.العقاب :
اء معتدؿ الشدة يؤدم إلى اإلقبلع عف الجريمة ,إذ أف الخكؼ مف األلـ يبقى كاحد مف ييعد العقاب إجر ن الدكافع األساسية كراء انخفاض معدالت الجريمة .كحتى تككف أساليب العقاب فاعمة ال بد لمشخص الذم سيتعرض لؤلساليب العقابية ليا أف يعرؼ ما ىك السمكؾ الذم سكؼ ييعاقب عميو إف فعمو. فتكقيت العقاب كانتظامو يؤثراف في ىذه المعرفة .فقد أكدت التجارب التي أجريت في الكاليات المتحدة األمريكية في مدينة نيكيكرؾ عاـ ( ,)1965أف الجرائـ قد انخفضت في الطرؽ الفرعية عندما يتزايد
كجكد رجاؿ الشرطة بيا .كما انخفضت حكادث السير بنسبة ( )%25تقريبان بعد اإلعبلف عف قكانيف جديدة تتعمؽ بالقبض عمى الذيف يقكدكف سياراتيـ كىـ في حالة سكر في بريطانيا .كلكف ىناؾ ما
يشير إلى أف الخكؼ مف العقاب أيضان ال يعد مانعان الرتكاب المزيد مف الجرائـ ,كدليؿ ذلؾ تزايد
االتجار كتيريب المخدرات بالرغـ مف ازدياد شدة العقكبة كالتي قد تصؿ إلى حد اإلعداـ كالغرامة
المالية الضخمة .كفي إطار ىذا التناقض في نتائج الدراسات المطمقة بمدل جدكل العقاب ككسيمة
كقائية ,فإف األمر يحتاج إلى مزيد األساليب العبلجية األخرل . والتوجيو :
ب.اإلرشاد
مف المياـ األساسية لممدرسيف كاالختصاصييف النفسييف كاالجتماعييف ,تقديـ اإلرشاد كالتكجيو
لممتعمميف كتبصيرىـ بما لدييـ مف استعدادات ,كقدرات ,كميكؿ ,كاتجاىات ,كسمات شخصية,
باإلضافة إلى مساعدتيـ في التخمص مف المشكبلت التي يتعرضكف ليا داخؿ كخارج المدرسة.
اء داخؿ قاعة الصؼ أك خارجيا مف خبلؿ ما يتـ تنفيذه مف كيستطيع المعمـ أداء ىذه الميمة سك ن أنشطة خارجية يتضمنيا المنيج الدراسي ,إذ ليس ىناؾ أىـ مف كظيفة التعميـ في مجتمعنا ,إذ مف خبلليا نحافظ عمى كياف مجتمعاتنا ,كنساعد في تطكيرىا كتقدميا ,كما نتمكف مف خبلليا تككيف 121
اتجاىات كمعايير معينة لدل أبنائنا ,تتفؽ كثقافة المجتمع الذم نعيش فيو .كمف الكاضح فإف الكقاية مف الجريمة تعتمد عمى البرامج التربكية داخؿ المدرسة كخارجيا ,ككذلؾ عمى كسائؿ اإلعبلـ كما
تقدمو مف تكعية لآلباء كالمجتمع بشأف تربية األبناء كتمبية احتياجاتيـ ,ككيفية التعامؿ مع األشخاص
الذيف تيسكؿ ليـ أنفسيـ عدـ احتراـ القانكف كعادات كتقاليد المجتمع .باإلضافة إلى ذلؾ فإف البرامج اإلرشادية التي تقدـ مف ًقبؿ المرشديف قد تساىـ في إصبلح الجانحيف كالمجرميف كتقمؿ مف ميميـ نحك
اإلجراـ .كلكف ذلؾ ال يمنع مف اتخاذ العقكبات المناسبة بحؽ المخالفيف كالجانحيف كالمجرميف ,حتى ال
يجرؤكا ذكك النفكس الضعيفة عمى ارتكاب الجرائـ ظنان منيـ بأنيـ سكؼ يفمتكا مف يد العدالة ,كأنيـ
سكؼ ييعاممكف بالحسنى .كما أف حركات اإلصبلح االجتماعي ,كرفع المستكل االقتصادم ,كالتعميمي, كالثقافي ,كالقضاء عمى مظاىر الظمـ االجتماعي ,كالحرماف ,كالعزلة ,كالتمييز ,ليا أثر كبير في الكقاية ج.الوقاية من الجريمة في
مف الجريمة كاالنحراؼ (العيسكم .)1991,
ركز اإلسبلـ
اإلسبلم :
عمى ضركرة كقاية المجتمع مف الجريمة كذلؾ بإتباع سياسة المساكاة بيف الناس في جميع جكانب
الحياة .كعندما يشعر اإلنساف في المجتمع بالمساكاة بعيدان عف القير كالظمـ االجتماعي أك الضغط
يضعؼ إلى أبعد حد ممكف النفسي أك التمايز العرقي أك الطبقي ,فإنو يجد أف الدكافع إلى الجريمة قد ي كيككف اإلسبلـ بعممو ىذا قد أكصد أماـ الناس باب الجريمة كاالنحراؼ .فضبلن عف ذلؾ فإف الكثير مف الجرائـ سببيا الفقر ,كالجشع في جمع الماؿ بكؿ الكسائؿ ليككف أداة لمتسمط عمى اآلخريف ,مما
جعؿ بعض الناس يتبعكف في سبيؿ جمعو طرائؽ غير صحيحة كغير إنسانية .كلذلؾ فرض اإلسبلـ الزكاة لمعالجة مشكمة الفقر ,كليفتح أماـ الفقراء مجاالت العمؿ ,كليمنع تجيمع الماؿ في يد و فئة قميمة مف الناس .كبذلؾ تعمؿ الزكاة عمى كقاية المجتمع مف الجريمة التي قد يككف سببيا العكز المادم. كما أف تربية األبناء تربية إسبلمية صحيحة ,تمنح الفرد الحصانة ضد تيارات االنحراؼ التي قد
يتعرض ليا الطفؿ كالشاب ضمف إطار الغزك الفكرم كالثقافي الذم نعيشو اليكـ كلذلؾ تيعد التربية مف الكسائؿ الميمة في الكقاية مف الجريمة ,كخاصة عندما تككف التربية مبلئمة لممجتمع الذم يعيش فيو األفراد ,مف خبلؿ تعميـ أبناء المجتمع القيـ كالعادات كاألعراؼ السائدة فيو.كالتربية اإلسبلمية لـ تركز
عمى أحد جكانب الشخصية دكف األخرل ,بؿ اىتمت بتربية جميع جكانب شخصية اإلنساف جسدان
كعقبلن كخمقان ك نفسان(مصطفى .)1986,
122
الوحدة العاشرة انوقايت ين اجلرميت وعالج انسهوك اإلجرايي
أوالً :وسائل الوقاية من السموك اإلجرامي : ثانياً :التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية: ثالثاً :عبلج السموك اإلجرامي :
الوحدة العاشرة تمييد : سعى الناس مف خبلؿ المنظريف عبر العصكر عف سبؿ مناسبة لعبلج السمكؾ اإلجرامي ,كال زالكا 123
كذلؾ حتى اآلف يجربكف العديد مف األساليب كالطرؽ لعبلج الجريمة كالكقاية منيا .كنبلحظ فشؿ ىؤالء الناس – المنظريف – في الكصكؿ إلى طرؽ ناجحة لمحد مف السمكؾ اإلجرامي .كالسبب في
نظرنا يرجع إلى أف ىذه الطرؽ كاألساليب ىي مف صنع البشر الذم يشكب ابتكاره النقص ,ألنو ال يدرؾ الطبيعة البشرية إال خالقيا سبحانو كتعالى .كمف أجؿ تكضيح ىذا التصكر ,رأينا أف نستعرض
في ىذا الفصؿ بعضا مف تصكرات النظريات المعاصرة لعبلج السمكؾ اإلجرامي كأساليبيا في الكقاية
ينقسم
منيا .
المجرمون إلي إلى قسمين وىما :
القسم األول :يضـ المجرميف (أم المسئكليف عف أفعاليـ اإلجرامية) كىؤالء المجرميف يكجدكف في السجكف أك المؤسسات العقابية ,أما إذا كانكا أحداثان لـ يبمغكا السف النظامية أك القانكنية فإنيـ ييكدعكف في مؤسسات األحداث كدكر اإلصبلحية المكجكدة بمدينة غزة .
والقسم الثاني :ىـ المجرمكف الذيف يعانكف مف اضطرابات نفسية ,كىؤالء قد ييبرؤكف فنجدىـ طمقاء في المجتمع أك قد تأمر المحكمة بإيداعيـ في المستشفيات النفسية لتمقي العبلج باعتبارىـ مرضى ,أك يدانكف فيرسمكف إلى السجكف .ككبل القسميف يحتاجكف إلى برامج عبلجية ككقائية حتى ال يخسر
المجتمع عددان مف لبناتو يمكف إصبلحيا كاعادتيا إليو سكية فتيسيـ في رقية كازدىاره وسائل الوقاية من السلوك اإلجرامي : يطمؽ مصطمح الكقاية عمى أم برنامج ييعد لمكافحة الجريمة كالسمكؾ الجانح في منابعيما .كيمزـ ىذا أوالً :
البرنامج التعاكف الدائـ كالشامؿ لعمماء الطب العقمي كاألخصائييف النفسييف كاالجتماعييف كالمربيف
كالقانكنييف ,كرجاؿ األمف (دسكقي .)1988 ,
تعريف الوقاية من الجريمة " :يعني الحيمكلة دكف تككيف السمكؾ اإلجرامي لدل اإلنساف كمكافحتيا إما بمنعيا أك ردع مف تسكؿ لو نفسو بارتكاب الجريمة ,كذلؾ عف طريؽ الخكؼ مف العقاب
(الطخيس. )1999,
كعمى الرغـ مف أف االىتماـ ببرنامج الكقاية مف السمككيات المضادة لممجتمع ال يزاؿ محدكدان ,إال أف ىناؾ مف صمـ بعض البرامج التربكية الكقائية لآلباء كالمرشديف كالمعمميف كرجاؿ الشرطة مف أجؿ
تزكيدىـ ببعض المعمكمات كالميارات الضركرية التي تعمميـ األسس التربكية لؤلبناء حتى ال يقعكا في السمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي.
اإلجراءات الوقائية من السموك اإلجرامي إلى ثبلث درجات وذلك عمى النحو التالي:
أوالً :الوقاية من الدرجة األولى :كالكقاية مف ىذه الدرجة تيدؼ إلى تكفير السبؿ النفسية كاالجتماعية الكفيمة بتحصيف األفراد ضد الجريمة.
124
كيتضمف ىذا المستكل مف الكقاية مجمكعة مف اإلجراءات منيا: .1تحديد األفراد الذم يقؿ لدييـ الشعكر بثقؿ الجماعة(المجتمع) كمف ثـ ال يعتبركف الجماعة إطا انر مرجعيان أك أكلئؾ األفراد الذيف ليـ في أنفسيـ اتجاىات معادية لممجتمع كنظمو ,أك يحممكف في تفاعبلتيـ االجتماعية تكجييات سمككية شاذة مثؿ فئة الجانحيف.
.2دراسة المتغيرات التي نتصكر قدرتيا عمى إضعاؼ قيـ ككزف الجماعة في نفكس األفراد كمكاجيتيا, كالتي يمكف اإلشارة إلى بعضيا:
.3االنييار األسرم :يؤدم االنييار األسرم إلى افتقاد الضكابط السمككية كبالتالي يشعر الفرد بأنو ال تكجد ضكابط لمحياة كميا.
.4الدخكؿ المتفاكتة في المجتمع :تؤدم الدخكؿ المتفاكتة إلى اتساع اليكة بيف طبقات المجتمع مما يجعؿ الفرد يشعر بكطأتيا كبالتالي يرفض المجتمع كأكضاعو.
.5مركر المجتمع ببعض الظركؼ السيئة :كانعكاس ىذه الظركؼ سمبيان عمى حالة األفراد النفسية.
.6إضعاؼ كزف المشكبلت القائمة في المجتمع كالتغاضي عنيا بحجة بساطتيا كخاصة المشكبلت
ذات التأثير عمى أمف األفراد كاستقرارىـ.
.7افتقاد القدكة الصالحة :التي تكشؼ سمككيا عف احتراـ قكاعد المجتمع كنظمو إذ كيؼ نتصكر أف يظؿ شعكر الفرد بالجماعة قائمان كىك يرل أف مف تقع عمى أكتافو مسئكلية الرقابة عمى الضكابط
السمككية يتجاكز ىذه الضكابط في بعض المكاقؼ أك كميا.
.8عدـ الحرص عمى تنفيذ القكانيف المكضكعة :عندما يشعر األفراد بأف القكانيف أك األنظمة عمى الكرؽ ,فإف مف شأف ىذا الشعكر أف ييميت القانكف في نفكسيـ ,كيميت بالتالي الضكابط لسمككيـ, كيميت قبؿ ىذا كمو معنى الجماعة في نفكسيـ .
ثانياً :الوقاية من الدرجة الثانية :كييدؼ ىذا المستكل مف الكقاية إلى التدخؿ في مراحؿ مبكرة
عمى نحك يحكؿ بيف األفراد كبيف التكرط في مستكيات أعمؽ مف انتياؾ النظاـ أك القانون ومن ثم فإن المهمة األولً فً هذا المستوي ٌتمثل فً الكشف عما ٌمكن اعتباره منذرات بارتكاب الجرائم ومحاولة رصدها فً ضوء السٌاقات التً تحدث فٌها. أمثمة عمي منذرات الجرائم : * افتقاد الضوابط السلوكٌة فً الشارع العام .
* عدم احترام القواعد اإلرشادٌة فً األماكن العامة . * التورط فً مخالفات مرورٌة بشكل متكرر .
* االعتداء علً الملكٌة العامة أو الخاصة وإتالفها . * تورط الصبٌة فً أعمال الشغب وفً التدخٌن . ثالثاً :الوقاية من الدرجة الثالثة:
ييدؼ ىذا النكع مف الكقاية إلي التدخؿ بعد كقكع الجريمة ,كيندرج ىذا التدخؿ في إطار العمؿ 125
الشرطي كالقانكني ,كالذم ينتيي في الغالب بأحكاـ تصدر ضد بعض األفراد لتكرطيـ في أم نكع مف أنكاع الجرائـ .كتيدؼ ىذه الكقاية إلى كقاية مف كقع في الجريمة حتى ال يقع فييا مرة أخرل ككذلؾ
كيرل
إلى كقاية ممف لدييـ استعداد لمجريمة (الخطيب .)1994,
(ربيع كآخركف )1994,أف الكقاية مف الدرجة الثالثة تيدؼ كذلؾ إلى تجنب تحكؿ االضطراب (كىك في ىذه الحالة مف المرض النفسي أك السمكؾ اإلجرامي) إلى الحالة المزمنة ,بيدؼ منع حدكث
مضاعفات أكثر مف خبلؿ التأىيؿ النشط كاالستيعاب االجتماعي .كتكصؼ ىذه الخطكة العبلجية بأنيا خطكة كقائية ألف المبادرة إلى تناكؿ ىذه الحاالت بالعبلج تتضمف بالضركرة كقاية الفرد مف مزيد
مف التدىكر إلى مستكيات متدنية مف الصحة البدنية كالنفسية كاالنحطاط األخبلقي ,كفيو كقاية مف
احتماالت زيادة كتنكع األفعاؿ اإلجرامي ليذا الشخص .
اإلجراءات الوقائية من السموك اإلجرامي من خبلل اآلتي :
بعض
.1التنشئة الصحيحة لؤلبناء :يجب تكفير فرص النمك السكم لكؿ عناصر الشخصية في الطفكلة, كذلؾ ألف جذكر الجريمة تكجد في أعماؽ الشخصية منذ التاريخ المبكر لمفرد ,كلذلؾ عمى اآلباء تكفير جك انفعالي صحي مع إقامة عبلقات كدية مع أطفاليـ ,كعمييـ أف يكجيكا بعناية نمكىـ الخمقي.
كتمعب األسرة كالمدرسة كالمسجد دك انر ىامان في تشكيؿ شخصية األبناء.
.2االكتشاف المبكر لمجنوح والجريمة :يجب اكتشاؼ االستعداد لمجنكح كالجريمة اكتشافان مبك انر .حيث
أف ( الفرد ال يصبح مجرمان بيف عشية كضحاىا ) .إنما اإلجراـ ينمك معو تدريجيان كلذلؾ فمف السيؿ القضاء عمى النزعات اإلجرامية قبؿ أف يستفحؿ أمرىا عف طريؽ كشفيا مبك انر كمف ثـ عبلجيا في
مراحميا األكلى (عيسكم . )1984,
.3إبعاد العوامل التي تشجع الجريمة :كيتضمف ىذا اإلجراء إبعاد األطفاؿ عف البيكت السيئة كتنظيـ أندية لمشباب كالتكسع في المراكز التركيحية لكي تقضي عمى تأثير الشمؿ السيئة كتككف كما يرل
(دسكقي )1984 :أنو يجب تكجيو االنتباه الكاعي لكؿ كسائؿ اإلعبلـ حتى ال تظير الجريمة بصكرة براقة .
.4المؤسسات األمنية :يرل (فيمدماف )1998:Feldmanأنو مف أجؿ الكقاية مف الجريمة ,عمى المسئكليف عف األمف القياـ ببعض التغيرات العممية في عمميـ كالتي تتمثؿ في:
أ.تعزيز تكاجد رجاؿ األمف في المناطؽ التي جرت العادة أف تكثر فييا الجريمة .إما لكثرة المجرميف
فييا أك ألنيا تيييئ الرتكاب الجريمة . ب.تغيير الطريقة التي يتعامؿ بيا رجاؿ األمف مع األحداث عندما يشتبو في ارتكابيـ لجرائـ صغيرة . .5المراقبة :يمعب أعضاء الجماعات شبو الرسمية كالمتطكعيف كأصدقاء الشرطة دك انر ىامان في
الكقاية مف الجريمة حيث يعمؿ ىؤالء ليؿ نيار مف أجؿ خدمة أحيائيـ كمتابعة ما يدكر فييا ,كيركف أف ما يقكمكف بو كاجب عمييـ مف أجؿ حماية مجتمعيـ مف السمككيات اإلجرامية فإذا شعر المجرـ أف 126
ىناؾ عيكف ساىرة مف أىؿ الحي تيضاؼ لمعيكف الساىرة الرسمية ,فإنو سيفكر ألؼ مرة قبؿ أف ييقدـ عمى ارتكاب سمكؾ إجرامي أك منحرؼ .لذلؾ عمى الجيات الرسمية تشجيع األعماؿ المتطكعة مثؿ
"أصدقاء الشرطة" أك "مخبرم الحي" أك " األمف الميمي المساند " مف أجؿ حماية المنطقة أك الحي مف .6الحماية
السارقيف كالمنحرفيف .
الذاتية :يمكف حماية الذات ككقايتيا مف المجرميف مف خبلؿ تجنب المثيرات كاألكقات التي قد تجعؿ * تجنب
الشخص ضحية لئلجراـ مثؿ:
الخركج منفردان خبلؿ ساعات الميؿ المتأخرة.
* تجنب بعض المناطؽ المشتيرة باإلجراـ – خاصة بعض األحياء المزدحمة كالفقيرة في بعض المدف *
العالمية.
عندما تككف ماشيان تجنب األشخاص الغرباء.
* تجنب حمؿ النقكد عمى مرأل مف الغرباء .
المظير لمفاتف الجسد. * بالنسبة لمنساء عمييف تجنب المباس ي .7التدابير االحترازية : مف الممكف التقميؿ مف معدالت الجريمة مف خبلؿ تكثيؼ التدابير االحت ارزية التي تجعؿ المجرـ ال يستطيع القياـ بسمككو مثؿ :
* التحكـ في مداخؿ المنازؿ :كذلؾ مف خبلؿ إغبلؽ األبكاب كالنكافذ جيدان كتركيب بعض أجراس
اإلنذار أك اإلضاءة في الساحة الخارجية لممنزؿ كالشكارع العامة لمنع السرقة .
* كضع البطاقات الممغنطة التي تحمؿ أرقامان سرية في السيارات بدالن مف المفاتيح أك كضع أقفاؿ
لمقكد السيارة يمنع حركتيا ,كقد جربت ىذه الطريقة بألمانيا كقممت كثي انر مف سرقة السيارات * .كضع
رمكز خاصة عمى كؿ نكع مف أنكاع البضاعة ,بحيث إذا اخرج مف المتجر بدكف إزالتو مف البائع يدؽ
جرس إنذار كينبو البائع إلى أف شخصان ما قاـ بسرقة شيء ما.
*
استخداـ الدكائر التمفزيكنية في المحبلت التجارية كالشكارع .
ثانياً :التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية :
لقد سبؽ اإلسبلـ كؿ ىذه التصكرات كالنظريات التي ترل أىمية مراعاة الطبيعة اإلنسانية التي قد
تنحرؼ عف طريؽ السكاء نتيجة لتعرضيا لعدد مف المتغيرات (نفسية ,اجتماعية ,اقتصادية ,طبيعية) كالشكاىد عمى ذلؾ كثيرة في القرآف كالسنة ,كتؤكد جميع دالالتيا كمعانييا عمى أىمية كقاية المجتمع
مف السمككيات اإلجرامية ,كقد تضمنت نصكص الشريعة اإلسبلمية الكثير مف التدابير الكقائية التي تمنع مف الكقكع في السمكؾ المنحرؼ.
كيجػػب المبلحظػػة أف اإلسػػبلـ ال يينكػػر الػػدكر الجزئػػي ألسػػاليب كاجػراءات الكقايػػة التػػي سػػبؽ ذكرىػػا فػػي السابؽ كلكنو يعتبرىا ناقصة عاجزة عػف أف تقػكـ بػدكرىا ,ألنيػا تفتقػد الػركح التػي تػدفعيا كتجعميػا قػادرة 127
عمػػى الحركػػة كالتػػأثير – أال كىػػك الػػديف – كألىميػػة الػػديف اإلسػػبلمي فػػي الكقايػػة مػػف السػػمكؾ اإلج ارمػػي, سػػنكجز بعػػض التػػدابير أك الكسػػائؿ التػػي يػػرل أىميتيػػا فػػي منػػع الجريمػػة كمػػا كردت فػػي الق ػرآف الك ػريـ
كالسنة المطيرة( .ياسيف . )1992,
كلقد جاءت مبادئ الشريعة اإلسبلمية لمصمحة ىذا اإلنساف ال لضرره ,فكميا تحث عمى االستقامة ال االنحراؼ ,كبالتالي القياـ بسمككيات إجرامية تخالؼ أكامر اهلل كرسكلو عميو الصبلة كالسبلـ .كلذلؾ
فإف نظرة اإلسبلـ لظاىرة السمكؾ اإلجرامي تنبثؽ مف نظرتو الشاممة لئلنساف كالحياة كالككف ,فاهلل
سبحانو كتعالى خمؽ اإلنساف ,كأكدع فيو دكافع الخير كالشر لقكلو تعالى( :كنفس كما سكاىا * فأليميا
فجكرىا كتقكاىا)(الشمس .)8 ,7 :كقكلو تعالى( :كىديناه النجديف)(البمد ,)11 :أم طريقي الخير
كالشر .كمف جممة ذلؾ التصكر اإلسبلمي تتعدل بكاعث أك عكامؿ االنحراؼ لدل اإلنساف ,كتتنكع
مصادرىا ,فمنيا ما ينبع مف ذات اإلنساف كمنيا ما ينسب لمبيئة .كسنرل عند عرضنا لمعكامؿ المسببة لمسمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي أف اإلسبلـ يختمؼ في تصكره عما ذىبت إليو المذاىب الكضعية التي العوامل المسببة
تعتمد في تصكرىا عمى اجتيادات البشر.
أوالً :
لمسموك اإلجرامي من وجية نظر اإلسبلم وىي: عوامل عائدة لمفرد :
ينظر اإلسبلـ لمعكامؿ التي تينسب لمفرد كتؤدم بو في الكقكع في السمكؾ اإلجرامي كأىميا : .1انح ارف الفطرة : يعتبر االنحراؼ عف الفطرة مف أىـ العكامؿ التي تؤدم باإلنساف لمكقكع في مختمؼ أنكاع الجرائـ. كيعد الكفر – كىك المظير الرئيسي لبلنحراؼ عف الفطرة – أىـ منبع مف منابع الجريمة ,كما تقرر ي ذلؾ آيات القرآف الكريـ كأحاديث المصطفى عميو الصبلة كالسبلـ .فالكافر يرتكب جريمة الشرؾ كىي أعظـ الجرائـ التي ال يغفرىا اهلل لعباده ,كيغفر ما دكنيا لمف يشاء ,قاؿ تعالى( :إف اهلل ال يغفر أف
يشرؾ بو كيغفر ما دكف ذلؾ لمف يشاء كمف يشرؾ باهلل فقد افترل إثما عظيما) (النساء , . )48 ,كما أف الكفر يؤدم باإلنساف عمى جريمة محاربة الرسؿ كعدـ قبكؿ رساالتيـ اليادية لمخير ,قاؿ
تعالى(:كقاؿ الذيف كفرك لرسميـ لنخرجكـ مف أرضنا أك لتعكدف في ممتنا فأكحى إلييـ ربيـ لنيمكف
الظالميف) (إبراىيـ . )13 ,كلذلؾ فإف الكافر يقع في كثير مف الجرائـ العظيمة كقتؿ األنبياء كالرسؿ
كالدعاة كالمصمحيف كذلؾ لفقداف اليادم – اإلسبلـ – الذم يبيف لو ما يضره كما ينفعو كما يجب عميو
فعمو كما يجب عميو االمتناع عنو ,قاؿ تعالى( :إن الذٌن ٌكفرون بآٌات هللا وٌقتلون النبٌٌن بغٌر حق وٌقتلون الذي ٌؤمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب ألٌم) (آؿ عمراف.)21, .2ضعف اإليمان :يعد ضعؼ اإليماف مف األسباب التي تجعؿ اإلنساف المسمـ خاصة يرتكب
الجرائـ ,كذلؾ ألف قكة اإليماف كزيادتو تقرب اإلنساف مف اهلل ,كما قاؿ اهلل تعالى( :الذٌن قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إٌمانا وقالوا حسبنا هللا ونعم الوكٌل) (آل عمران . )173 :كيزيد اإليماف بالمداكمة عمى تصديؽ اهلل كما جاء بو رسكلو عميو الصبلة كالسبلـ , 128
كقد بيف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ أف اإلنساف حيف يرتكب جريمة مف الجرائـ كشرب الخمر أك الزنا أك السرقة ,يككف في حاؿ مف ضعؼ اإليماف يكاد ييسمب منو أثناء ارتكابو لتمؾ الجرائـ ,ثـ يعكد عميو إيمانو عندما يتكب عما بدر منو ,فقد ركل اإلماـ البخارم في صحيحو عف أبي ىريرة رضي اهلل عنو أف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ" :ال يزني الزاني حيف يزني كىك مؤمف كال يشرب الخمر
حيف يشرب كىك مؤمف كال يسرؽ حيف يسرؽ كىك مؤمف كال ينتيب نيبة يرفع الناس إليو فييا أبصارىـ
كىك مؤمف"( .الصنيع .)1993 ,كاف انعداـ الكازع الديني أك ضعفو يترتب عميو عدـ كجكد الرقيب
عمى أم قكؿ أك فعؿ يصدر مف الفرد كىذا يظير جميان في الدكؿ اإلباحية كيمثؿ دليبلن كاضحان عمى أف انعداـ اإليماف أك اىت اززه في النفكس يمثؿ نسبة كبيرة في دفع الفرد إلى الجريمة ,كما إحصائية
الجرائـ في أمريكا التي تقكؿ أف متكسط الجرائـ التي تقع في ذلؾ المجتمع يعادؿ في كؿ ( )43دقيقة
جريمة قتؿ ,كفي كؿ ( )19دقيقة جريمة اغتصاب امرأة ,كفي كؿ دقيقتيف جريمة سرقة ,كفي كؿ ()21 ثانية جريمة اختطاؼ كيتضح لنا أف ضعؼ اإليماف مف أىـ األسباب التي تقكد الناس لمكقكع في
الجرائـ بأنكاعيا المختمفة ( .ياسيف.3 .)1992 ,إتباع ىوى النفس :
م يُعد إتباع ىكل النفس األمارة بالسكء مف األسباب الكاضحة لكقكع كثير مف الناس في الجرائـ كذلؾ ي ألنيـ يسعكف لتمبية شيكاتيا مف خبلؿ الطرؽ كالمسالؾ المحرمة .فشيكة الجنس تقكد صاحبيا لجرائـ االغتصاب كالزنا كغيرىا مف الجرائـ الجنسية ,كشيكة الماؿ تقكد متبع ىكل نفسو لمسرقة كاالعتداء
كقطع الطريؽ ,كشيكة السيطرة تقكد إلى جرائـ االقتتاؿ الناتجة عف خبلفات حكؿ األمبلؾ كاألراضي
كالسمطة ,كغير ذلؾ مف الشيكات الكثيرة التي إذا انقاد ليا اإلنساف أكقعتو في مزالؽ السمكؾ
اإلجرامي .كقد بيف القرآف الكريـ كيؼ قاد إتباع اليكل النفسي إلى ارتكاب أكؿ جريمة قتؿ في تاريخ
البشرية كما كرد في قصة ابني آدـ قابيؿ كىابيؿ .كلقد أعد اهلل الجنة لئلنساف الذم ال يتبع نفسو
ىكاىا بؿ ييردىا إلى الحؽ كالصراط المستقيـ كينياىا مف أف تقكده لمكقكع في الجرائـ كاآلثاـ كقد كرد
ذلؾ في قكلو تعالى( :كأما مف خاؼ مقاـ ربو كنيى النفس عف اليكل فإف الجنة ىي المأكل)
(النازعات .)41:كقد حذر اهلل سبحانو كتعالى نبيو داكد عميو السبلـ مف جريمة الظمـ كالجكر – كىك مف أبعد الخمؽ عنيا – التي يقع فييا مف أتبع نفسو ىكاىا ,فقاؿ تعالى( :إنا جعمناؾ خميفة في األرض فاحكـ بيف الناس بالحؽ كال تتبع اليكل فيضمؾ عف سبيؿ اهلل إف الذيف يضمكف عف سبيؿ اهلل ليـ
عذاب شديد بما نسكا يكـ الحساب) (ص.)26 :
تقكؿ (ركضة ياسيف ) 1992 ,إنو إذا تغمبت النفس األمارة بالسكء "النفس الشيكانية" عمى النفس
المكامة اندفع صاحبيا إلى إتباع شيكاتو كاشباع غرائزه جريان كراء ممذاتو دكف رؤية أك تبصر ,فتندثر بذلؾ المعايير كالقيـ ,كعندئذ يسيؿ انحرافو .
.4وسوسة الشيطان :يسعى الشيطاف بشتى الكسائؿ كالطرؽ إلى غكاية المسمميف ,كلذلؾ حذرنا
المكلى سبحانو كتعالى مف الكقكع في شركو فقاؿ تعالى( :الشٌطان ٌعدكم الفقر وٌؤمركم 129
كيعد إتباع الشيطاف بالفحشاء وهللا ٌعدكم مغفرة منه وفضال وهللا واسع علٌم) (البقرة .)268:ي مف انحراؼ الفطرة .كقد حذر اهلل سبحانو كتعالى مف إتباع خطكات الشيطاف ألنيا تقكد إلى السمكؾ
اإلجرامي المتمثؿ في فعؿ الفاحشة كالمنكرات (الصنيع .)1993 ,كقد قاؿ اهلل تعالى( :إن الشٌطان لإلنسان عدو مبٌن) (يكسؼ.)5: وقد أقسم الشيطان عمى االلتزام بأمور ستة لتحقيق االنحراف في سموك بني آدم وايقاعيم في
الغواية والجريمة وىي كما تُصورىا اآليات:
* الحسد الذم يصرفيـ عف طريؽ الحؽ كاليدل .
* إغرائيـ بغرس األماني الباطمة في نفكسيـ ,مف طكاؿ العمر ,كطكؿ األمؿ كغيرىا. * إفساد كؿ ما خمقو اهلل تعالى كامبلن ,كتزييف بعض أفعاؿ الجاىمية. * أمرىـ بتغيير خمؽ اهلل تعالى .
* صدىـ عف الحؽ ,كتحسيف كتزييف الباطؿ ليـ. * قمة الشكر هلل.
مداخل الشيطان لئلنسان ,حيث يدخل لمنفس إليقاعو في الجريمة واالنحراف منيا :
* إلقاء الشبيات في قمكب المؤمنيف كتزيينو الباطؿ ,كيحدث ىذا لممؤمف الذم ييأس مف الشيطاف مف إغكائو.
* إيقاع العداكة كالبغضاء بيف البشر. * إنساؤه كؿ ما فيو الخير كالصبلح لئلنساف. * تسمية األمكر المحرمة بأسماء محببة .
ثانياً :العوامل البيئية :كىي مجمكعة العكامؿ التي تنسب لمبيئة التي يعيش فييا اإلنساف كىي عكامؿ عديدة نذكر أىميا مف كجية النظر اإلسبلمية :
.1الوسط االجتماعي :
يرل(الصنيع )1993,أف الكسط االجتماعي ىك الكسط الذم ينشأ فيو اإلنساف ثـ يندمج فيو كيصبح أحد أعضائو .كيتككف ىذا الكسط مف أكساط عدة يمر بيا اإلنساف في مراحؿ حياتو المختمفة .ففي البداية يككف الكسط األسرم ىك صاحب التأثير األكبر عمى اإلنساف كسمككياتو ,فإف كاف الكسط
صالحان خرج الفرد صالحان نافعان لنفسو كمجتمعو ,كاف كاف فاسدان خرج الفرد في الغالب فاسدان منحرفان . كقد بيف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ كيؼ يمكف لؤلسرة أف تحرؼ فطرة اإلنساف السميمة التي
ييكلد بيا ,إلى طرؽ تخالفيا مما يجعمو في ضياع كانحراؼ عف الصراط السكم ,فقد ركل اإلماـ البخارم في صحيحو عف أبي ىريرة رضي اهلل عنو ,قاؿ :قاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ" :ما مف مكلكد إال يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك ينصرانو أك يمجسانو " (صحيح البخارم) . ومن أبرز العوامل التي تساىم في انحراف األفراد منيا :
أ.انحراؼ سمكؾ أحد أفراد األسرة :كالسيما الكالديف يؤدم إلى فقداف القدكة الحسنة التي تكجو أخبلؽ 131
أفراد ىذه األسرة ,فيقمد الطفؿ كيحاكي سمكؾ مف ىك أمامو. ب.جيؿ األبكيف بأصكؿ التربية :إما باإلفراط في القسكة أك الميف ,أك بالميؿ إلى أحد األبناء دكف اآلخريف .
عدـ الكفاؽ بيف الكالديف :أك فقد أحدىما أك كمييما يؤدم إلى الشعكر بالقمؽ كالخكؼ كالحرماف ,مما
يجعؿ الفرد في تكتر نفسي مستمر قد يشكؿ لديو ميبلن إجراميان ,يؤدم بو إلى االلتحاؽ بأصدقاء السكء
فيسيؿ بذلؾ انحرافو .
ج.رفقاء السكء :كقد أكضح رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ آثر رفيؽ السكء عمى اإلنساف ,كبيف أنو يقكده لبلنحراؼ كالخسراف سكاء بطريؽ مباشر أك غير مباشر ,فقد ركل اإلماـ البخارم في صحيحو
عف أبي مكسى رضي اهلل عنو عف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ" :مثؿ الجميس الصالح كالسكء
كحامؿ المسؾ كنافخ الكير ,فحامؿ المسؾ إما أف يحذيؾ كاما أف تبتاع منو كاما أف تجد منو ريحا
طيبة كنافخ الكير إما أف يحرؼ ثيابؾ كاما أف تجد منو ريحان خبيثة" .كلذلؾ تيعد مخالطة المنحرفيف مف أىـ العكامؿ التي تؤدم إلى انتشار السمكؾ المنحرؼ كخاصة إذا كانت المخالطة في سف الطفكلة أك المراىقة حيث يتأثر الفرد بسيكلة بما يشاىده مف سمككيات
.2ترك أحكام اهلل واألخذ بأحكام البشر في كافة شئون الحياة :
(الحديثي.)1995 :
تقع الجرائـ كيتكرر كقكعيا دكف رادع عندما يستبدؿ المجتمع أحكاـ اهلل بغيرىا مف القكانيف الكضعية
البشرية .كلذا جاء األمر مف اهلل لرسكلو صمى اهلل عميو كسمـ أف يحكـ بيف الناس بما أنزؿ اهلل عمييـ
مف شرعو كال ينظر ألصحاب األىكاء الذيف يريدكف أف يشرعكا ألنفسيـ بغير ما أنزؿ اهلل ,قاؿ اهلل
تعالى( :وإن احكم بٌنهم بما أنزل هللا وال تتبع أهواءهم واحذرهم إن ٌفتنوك عن بعض ما أنزل هللا إلٌك فإن تولوا فاعلم أنما ٌرٌد هللا أن ٌصٌبهم بعض ذنوبهم وإن كثٌراً من الناس لفاسقون) ( المائدة . )49:كيقاس عمى ىذا الحكـ كافة شئكف الحياة ,ألف بنياف شئكف الحياة
عمى غير ىدل مف اهلل سيخمؽ بيئة مناسبة لنمك الجريمة كانتشارىا بيف الناس ككقكفيـ حيارل نحك ما .3عدم إقامة الحدود
يجب فعمو كما ال يجب (الصنيع.)1993,
والعقوبات الشرعية :إف عدـ إقامة الحدكد كالعقكبات الشرعية نيعد مف أىـ أسباب الكقكع في الجريمة كانتشارىا في المجتمعات ,فنجد أف دكؿ العالـ اإلسبلمي – مثبل – التي استبدلت الحدكد الشرعية بغيرىا مف أحكاـ البشر الكضعية زادت فييا معدالت الجرائـ ,حتى أصبح الناس يطالبكف بالعكدة
لتطبيؽ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية عمى الجرائـ حتى مف المسيحييف كذلؾ لفعالياتيا في الحد مف ىذه الجرائـ كدليؿ ذلؾ المطالبة بعد األزمة المالية العالمية كالتي كاف سببيا الرئيسي ىك الربا الذم حرمو
اهلل تعالي كلقد أقر اهلل سبحانو كتعالى الحدكد كالعقكبات التي تناسب ىذا المخمكؽ الذم ىك مف
صنعو ,فيك سبحانو أعمـ بما ينفع ىذا اإلنساف كما يضره ,كلذلؾ جاءت األحكاـ الشرعية لممحافظة عمى الضركرات الخمس كىي( :الديف ,كالعرض ,كالنفس ,كالماؿ ,كالعقؿ) .
.4أىمية األمر بالمعروف والنيي عن المنكر :يعد األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر مف أىـ 131
الركائز التي قاـ عمييا ديف اإلسبلـ كىك جكىر الحسبة ,كقد اشترطيا القرآف الكريـ عمى أمة محمد (ص)مف أجؿ أف تككف خير أمة فقاؿ تعالى( :كنتـ خير أمة أخرجت لمناس تأمركف بالمعركؼ
كتنيكف عف المنكر) (آؿ عمراف .)111 ,كاف األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر مف الصفات التي اتصؼ بيا المؤمنكف الذيف ترككا الجرائـ كالمعاصي كالتزمكا طاعة اهلل كرسكلو صمى اهلل عميو كسمـ.
كحتى ال تقع الجرائـ ,جاء األمر مف اهلل لؤلمة المسممة بكجكب قياـ جماعة منيا باألمر بالمعركؼ
كالنيي عف المنكر كاذا لـ تفعؿ ذلؾ أثمت ,كيسقط اإلثـ إذا قاـ بو مف يكفي ,قاؿ تعالى( :كلتكف منكـ أمة يدعكف إلى الخير كيأمركف بالمعركؼ كينيكف عف المنكر كأكلئؾ ىـ المفمحكف) (آؿ عمراف ,
إف
.)114
األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ضركرة في حياة المجتمع كعامؿ مف عكامؿ المحافظة عميو,
كانعدامو أك تقاعسو عف القياـ بو مدعاة لظيكر الفساد كانتشار السمككيات اإلجرامية بكافمة صكرىا .
.5غرس العقائد اإليمانية في النفوس :إف أكؿ تدبير أك كسيمة يستخدميا القرآف لحماية األفراد مف
االنحراؼ أك الجريمة تتمثؿ غرس العقائد اإليمانية في النفكس ,كالتي أجممتيا السنة النبكية في حديث
جبريؿ عميو السبلـ عندما سأؿ الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ عف اإليماف فأجاب بقكلو" :اإليماف أف
تؤمف باهلل كمبلئكتو ككتبو كرسمو كاليكـ األخر ,كتؤمف بالقدر خيره كشره" (أخرجو البخارم) .كالعقيدة
اإلسبلمية تؤثر في السمكؾ كتمنع الجريمة كذلؾ ألنيا تخمؽ الرقابة الذاتية لد المؤمنيف كتجعؿ المؤمف
يراقب اهلل في كؿ أفعالو كأقكالو ,كما اف العقيدة اإلسبلمية تنمي الدافع إلى العمؿ الصالح .كما أف
اإليماف ينفي عف الفرد المؤمف حاالت االضطراب كالقمؽ التي ىي مف أبرز عكامؿ الجريمة ,كيحقؽ .6تشريع
لو الراحة النفسية كيمنحو االطمئناف.
العبادات :إف العبادة تشمؿ كؿ ما فيو طاعة اهلل كرسكلو ,يستكم في ذلؾ الفرائض كالنكافؿ ,كأعماؿ الجكارح ,كاعتقاد القمب كاألخبلؽ كالفضائؿ كالمعامبلت .كلما كاف الجانب التعبدم ,مف صبلة كزكاة
أثر كبير في كصكـ كحج ينطكم عمى عبلقة الفرد بربو كاف لو العديد مف الحكـ كاألسرار التي ليا ه سمكؾ األفراد كردعيـ عف االنحراؼ ,فمثبل الصبلة تنيى عف الفحشاء كالمنكر ألف المسمـ الذم يصمي خمس مرات في اليكـ كالميمة عمى صمة دائمة بربو فكيؼ لو أف يقدـ عمى سمكؾ إجرامي كىي عمى
ىذه الحاؿ ,كما أف الصبلة تبث االطمئناف في القمكب ,كتجعؿ المسمـ يتجو هلل كحده كفي ىذا التكجو قير لمشيطاف كدحر لكساكسو التي ىي أحد عكامؿ ارتكاب الجريمة.
فريضة الزكاة وأثرىا البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك . * تقارب المستكل بيف الفقير كالغني مما يقضي عمى دكافع الحقد الضغينة . * تطيير النفس مف رذيمة البخؿ كالشح كىي رذيمة قد تدفع صاحبيا إلى سمكؾ غير مشركع. * تطيير النفس مف الذنكب كاآلثاـ ,كبذلؾ تطمئف النفس كتستقر .
إف قياـ الصكـ عمى حبس النفس عف الشيكات يبرز لنا أكبر أثر مف آثاره ,كىك كسر الشيكات
كمقاكمة االنحرافات . 132
فريضة الصوم وأثره البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك . * غرس يخمؽ المراقبة في اإلنساف .فالصائـ يدع طعامو كشرابو مف أجؿ مرضاة اهلل لذا يشعر بأف اهلل
رقيب عميو فيقيـ تمؾ الشعيرة عمى أساس مف التقكل التي تحكؿ بينو كبيف أم انحراؼ. * تحقيؽ الصحة النفسية كالبدنية التي تطرد معيا أسقاـ النفس كالحسد.
فريضة الحج وأثره البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك .
* استمرار االستقامة كالخمؽ الحسف لما يفرضو الحج مف آداب عمى الحاج .
* إف لكؿ ما يفرضو الحج مف التجرد مف أمكر الدنيا ييذكر الحاج باليكـ اآلخر ,فتككف ىذه التذكرة عامبلن ميمان في تصحيح عقيدتو ,كتطييرىا مف شكائب الشرؾ الذم يدفعو إلى المعاصي كاالنحراؼ. * صفاء النفس كالتخمص مف أمراضيا ,كذلؾ ألف الحاج إذا أدل تمؾ الفريضة كما يجب شعر بأنو رجع كيكـ كلدتو أمو ,كبذلؾ يخمص مف أىكاء نفسو كأمراضيا.
آثار الحج تتجمى الناحية في االجتماعية :
* اجتماع المسمميف كؿ سنة ,فيطمع بعضيـ عمى حاؿ بعض ,كيتشاكركف فيما ينفعيـ في دينيـ
كدنياىـ ,فيحققكف بذلؾ مبدأ األخكة كالمساكاة كتختفي بذلؾ العصبية القكمية كالقبمية التي تفرؽ صفكؼ *
المسمميف كتؤدم بيـ إلى اإلفساد في األرض.
إنعاش الحالة االقتصادية لجميع المسمميف مف خبلؿ الذبح كالتبرع بيا لممسمميف .
.7تنظيم المعامبلت :كيقصد بيا :ما شرعو اهلل مف تنظيـ عبلقة المكمفيف بعضيـ ببعض ,سكاء أكانكا
أفرادان أـ جماعات أك أممان ومن ىذه األنظمة ما يمي :
أوالً :النظام االجتماعي :كيضـ ىذا النظاـ تشريع الزكاج ,فقد أباح تعدد الزكجات ,كالترابط األسرم, إنياء الحياة الزكجية عند الضركرة ,كالمتأمؿ في تشريعات النظاـ االجتماعي في اإلسبلـ يدرؾ أف
جميعيا تدابير كقائية تحارب الجريمة ك االنحراؼ قبؿ كقكعو ,كبذلؾ يككف ىذا النظاـ حصنان منيعان
لمحيمكلة دكف كقكع الجريمة ,كذلؾ مف عدة جكانب نذكرىا باختصار:
أ.خمؽ االستقرار النفسي ,كاشباع الغرائز الفطرية ككسر حدتيا .
* حماية المجتمع مف االعتداء عمى األعراض ,فالزكاج عفة لكؿ مف الزكجيف .
* العمؿ عمى محاربة أم جريمة قبؿ كقكعيا ,كالتصدم لمقاكمة االنحرافات ,كذلؾ بالتربية عمى األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ألنو مف أىـ المبادئ التي تكفؿ حماية األخبلؽ لمفرد كالمجتمع* .
الحرص عمى استقامة سمكؾ األبناء كتييئة البيئة الصالحة ليـ ,حتى يينشئكا نشأة إسبلمية سكية* .
القضاء عمى جرائـ التشرد كالتسكؿ كانحراؼ األحداث ,بما شرعو اإلسبلـ مف رعاية لؤليتاـ كالترغيب *
في كفالتيـ .
استئصاؿ نزعة الفساد مف النفكس ,بتيذيب أقكل الغرائز كىي الغريزة الجنسية كالعمؿ عمى عدـ
تأججيا كذلؾ بما شرعو اإلسبلـ مف سد أبكاب الفتف كحرمة النظر إلى أسرار البيكت أك إلى المرأة
كسماع صكتيا مرققان ,ككذلؾ حرمة السفكر كابداء الزينة لغير المحارـ. 133
*
ابتداء مف األسرة كامتدادان لكؿ أفراد المجتمع, إشاعة ركح المحبة كالكفاء كالتعاكف بيف جميع األفراد ن كذلؾ بما سعى إليو ىذا النظاـ مف تحقيؽ العدؿ كالمساكاة التي تقضي عمى أكبر بكاعث اإلجراـ, كالبغض كالكراىية كالحقد كالحسد .
ثانياً :النظام االقتصادي :إف المتتبع لمنظاـ االقتصادم في اإلسبلـ يدرؾ أف كؿ ما يشرع فيو يكفؿ كيقييـ مف االنحراؼ في حؽ الفرد كالجماعة ,ليقر شئكنيـ االقتصادية عمى قكاعد العدالة كاألمانة ,ى سبيؿ الحصكؿ عمى الماؿ كيحقؽ النظاـ االقتصادم ما تحققو الزكاة مف آثار في إصبلح الفرد
كالمجتمع ,كمف أثار ىذا النظاـ في السمكؾ ما يمي :
* العمؿ عمى إشباع غريزة التممؾ التي فطر اهلل الناس عمييا ,ىفيسمـ بذلؾ المجتمع مما شاع في دكؿ النظاـ الرأسمالي مف جرائـ االعتداء التي باعثيا الحسد كالحقد كاالنتقاـ كالشعكر بالظمـ كالغبف . * تربية الفرد بما حث عميو اإلسبلـ مف العمؿ ,كترؾ الكسؿ كالبطالة ,كالذؿ كاليكاف الذم حذر منو
النبي صمى اهلل عميو كسمـ ,كبذلؾ ىيسمـ المجتمع مف كجكد الطبقة العاطمة ,فضبلن عف أف العمؿ يقضي عمى مشكمة الفراغ لدل األفراد ,التي تتكلد منيا كساكس الشيطاف كالغكاية كمف ثـ القياـ بالسمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي .
*تربية النفس عمى شكر النعمة بالمحافظة عمى األمكاؿ,كتسخيرىا في مصاريفيا المشركعة .ثالثاً :
النظام السياسي :يرتبط النظاـ السياسي في أم دكلة مف الدكؿ ,ارتباطان كبي انر بالجريمة ,كلذا نجد أف القرآف الكريـ قد أقاـ ىذا النظاـ الداخمي منو كالخارجي عمى مجمكعة مبادئ ليا دكرىا الفعاؿ في تقكيـ سمكؾ الفرد كالجماعة كمنعيـ مف الكقكع في االنحراؼ. التأثيرات اإلسبلمية عي السموك ما يمي :
* تقرير أف الحكـ هلل تعالى كحده ,كنفي حكـ الجاىمية الذم ىك أحد عكامؿ الجريمة في المجتمعات. * أنو حيف يقاـ العدؿ بيف المسمميف كيتحاكمكف جميعان إلى شرع اهلل ,تجتمع كممتيـ ,كتقكل شككتيـ, كبذلؾ ينتفي المتنازع في الرأم الذم يكلد الشقاؽ ,كيبعث عمى تفريؽ األمة. تييئة األمف كاالستقرار لمفرد كالمجتمع بما شرعو اإلسبلـ مف مبدأ الشكرل.
*
* أف كؿ ما شرعو اهلل عمي الفرد مف التزامات حربية ,كالجنكح إلى السمـ ,كتحريـ االعتداء ,كااللتزاـ بآداب الحرب ,ىك حقف لمدماء التي حرـ اهلل سفكيا إال بالحؽ ,ككؼ لجرائـ إبادة الجنس البشرم .
* إف في ىذه التشريعات حفاظان لمعقيدة اإلسبلمية مف التحريؼ كالضبلالت التي قد تدفع بصاحبيا إلى سمكؾ منحرؼ كغير سكم .
رابعاً :فتح أبواب التوبة :لـ يكتؼ اإلسبلـ بما شرعو مف تدابير كقائية لمحيمكلة دكف الكقكع في
الجريمة ,بؿ إنو يقؼ مع المجرـ بعد اقتراؼ جريمتو ليصمح ما في نفسو التي قادتو إلى ذلؾ
االنحراؼ ,كلذا نجد أف الكثير مف اآليات القرآنية كاألحاديث الشريفة ,تيرغب في التكبة كاالستغفار لما في ذلؾ مف أثر في تيذيب النفس كاصبلحيا بعد انحرافيا .بالتكبة تغرس في النفس التائب األمؿ 134
كاألمف كبذلؾ يعكد إلى مكارـ األخبلؽ كيكؼ عف ارتكاب الجرائـ مف أجؿ أف يكسب عفك اهلل تعالى كرضاه.
خامساً :تشريع العقوبات :إف جميع األساليب التي شرعيا اإلسبلـ لمكافحة الجريمة ,كالكقاية منيا, تيدؼ إلى إصبلح نفس المجرـ كاستقامة سمككو ,فإف ندـ كأقمع عف ذنبو ,أصبح مغفك انر لو إف شاء
اهلل ,كاف استمر عمى جرمو كتمرده ,فبل مناص مف تطبيؽ العقكبات عميو ,ألنيا ىي الحؿ الحاسـ
كالعبلج الناجح ,كالعقكبات إما دنيكية (مثؿ الحدكد ,القصاص ,الكفارة ,الدية ,التعذير) أك أخركية (مثؿ الخمكد في النار ,العذاب العظيـ ,الخسراف ,سكء العاقبة ,الحرماف مف نعيـ الجنة) .كبتطبيؽ العقكبات
يتحقؽ التكازف النفسي بيف الفرد كدكافعو فتجعمو مسيط انر عمييا ,فيبتعد بذلؾ عف الكقكع في الجريمة أك
العكدة إلييا .كخبلصة القكؿ أف الشريعة اإلسبلمية تعالج السمكؾ المنحرؼ بالتدابير الكقائية كالتربية القمبية ,فإذا لـ تفيد مع بعض العصاة كالعتاة المجرميف عالجتيـ بالتدابير الزجرية التي ىي بقدر
انحرافيـ .كخير شاىد عمى تأثير التشريعات اإلسبلمية في الكقاية مف الجريمة ما نمحظو مف انخفاض
كاضح في نسب الجرائـ في المممكة العربية السعكدية مقارنة بغيرىا مف الدكؿ التي ال تبؽ الشريعة اإلسبلمية (ياسيف. )1992,
ثالثا ً :عالج السلوك تعريف العبلج :ىك
اإلجرامي :
جميع إجراءات التدخؿ الطبي كالنفسي كاالجتماعي التي تؤدم إلى التحسف الكمي أك الجزئي (ربيع كآخركف . )1994,كاف عبلج الجريمة حتى كقتنا الحاضر كلؤلسؼ ,يكاد يككف مقصك انر عمى مجرد
حجز مرضى اإلجراـ في المعتقبلت كالسجكف دكف العناية بعبلج نزعاتيـ اإلجرامية أك اتخاذ أية خطكة إيجابية في ىذا السبيؿ ,كلذلؾ نبلحظ أف معدالت الجريمة في ازدياد عمى مستكل العالـ ,ألف
المؤسسات التي تتعامؿ معيـ ال تزاؿ تستخدـ الكسائؿ التقميدية القديمة كالتي تتمثؿ في اعتقاؿ
المجرميف كالزج بيـ في السجكف فترة مف الزمف لمجرد حماية المجتمع مف شركرىـ ,ثـ ييفرج عنيـ بعد مدة السجف كىـ أشد حقدان عمى المجتمع ,فيعكد إلى السجف مرة أخرل بجريمة أخرل ,كىكذا ,كالسبب
في ىذا الرجكع إلى أننا لـ نعالج السبب ,كاف العامؿ األقكل لفشؿ المجتمع في معالجة الجريمة يرجع إلى جيؿ المجتمع بالطبيعة البشرية كعدـ فيميا عمى كجييا الصحيح ,كبخاصة نفسية الفرد الذم تكرط في الجريمة ,كعدـ تقدير ظركفو الفردية كاالجتماعية تقدي انر سميمان صحيحان .إذان فالحاجة
أصبحت ماسة إلى تجربة كسائؿ جديدة بجانب عقكبة السجف تككف أكثر فاعمية لعبلج كمكافحة
الجريمة .فميس مف شأف عقكبة السجف كحدىا أف تيصمح أخطاء التربية كعيكبيا بؿ ىذا مف شأف الكسائؿ التربكية الصحيحة كأساليب العبلج النفسي الحديثة ,التي تعمؿ عمى إزالة آثار كانطباعات
الماضي التي كلدتيا تمؾ التربية كاعادة بناء الشخصية عمى أساس اجتماعي سميـ ,كما كأنو ليس مف شأف عقكبة السجف أف تيصمح أخطاء البيئة االجتماعية كعيكبيا فيذا مف شأف رجاؿ الدكلة كالمصمحيف االجتماعييف الذيف تطكرت نظرياتيـ لعبلج المجرميف فأصبحكا يركف أف إنزاؿ العقاب بالجاني يجب أف يككف آخر ما ييفكر فيو المجتمع مف كسائؿ اإلصبلح كالتيذيب. 135
أنواع التدخبلت العبلجية في المجال الجنائي : أوال :العبلجات الطبية النفسية :
.1العبلج باألدوية النفسية :إف العبلجات الدكائية النفسية عبارة عف عقاقير تيحدث آثا انر مباشرة عمى الجياز العصبي المركزم ,كبالتالي تحدث تغيي انر في مزاج الشخص كأفكاره كسمككو كتستخدـ األدكية
النفسية لضبط السمكؾ المضطرب نفسيان ,كبكجو خاص تمؾ األنماط مف السمكؾ التي تصدر مضادة
لممجتمع.
كتنقسـ
األدكية إلى خمس مجمكعات عمى أساس آثارىا الرئيسية عمى السمكؾ كىي:
(
مضادات الذىاف ,كمضادات االكتئاب ,كمضادات اليكس ,كمضادات القمؽ كالميدئات كالمنكمات) . كيقكـ عدد مف ىذه األدكية بتأثيرات إضافية مثؿ ضبط السمكؾ العنيؼ ,كحاالت التييج ,كبعضيا
يستخدـ لمكشؼ عف الحقيقة .كتفيد مضادات الذىاف في تصحيح اضطرابات التفكير ,كاليذاءات ك
اليبلكس التي تشيع مع االضطرابات الذىانية كالفصاـ ,كما أنيا مفيدة في تيدئة كتخفيؼ السمكؾ
المتييج ,كبالتالي فإنيا مفيدة في عبلج السمكؾ العنيؼ .كيمكف االستعانة باألدكية النفسية المضادة
لبلكتئاب في عبلج األعراض االكتئابية األصمية أك الثانكية لدل المجرميف المحتجزيف في السجكف
لقضاء فترة العقكبة .كتساعد مضادات القمؽ العديدة في تخفيؼ الكثير مف أعراض القمؽ كحاالت األرؽ المستمر ,كالقمؽ الحاد ,كما أنيا تعطي لمفرد شعك انر باالسترخاء العضمي كالذىني مع اختفاء التكتر كاالستثارة التي تككف مف العكامؿ المسببة لمسمكؾ اإلجرامي .كتيسر بعض العقاقير النفسية
عممية التفريغ االنفعالي فتؤدم إلى اختصار مدة العبلج كالكشؼ عف العكامؿ الدفينة كراء االضطرابات النفسية كمف ثـ يقدـ العبلج الناجح ليا .
.2العبلج
باألنسولين :في الماضي ,كاف األنسكليف يستخدـ في عبلج الفصاـ ,أما اآلف فإنو يستخدـ بكميات بسيطة لعبلج بعض حاالت العصاب كخاصة حاالت فقد الشيية العصبي كالتكتر كالقمؽ العصبي,
كأحيانان في بعض حاالت اإلدماف عند تكقؼ المريض عف أخذ المادة المخدرة ,كمع بعض األمراض
السيككسكماتية (النفس جسمية).
.3العبلج بالجمسات الكيربائية (تنظيم إيقاع المخ) :تستخدـ الجمسات الكيربائية كأقكل عبلج لمرض االكتئاب عمى الرغـ مف اكتشاؼ العديد مف مضادات االكتئاب ,كتتراكح نسبة شفاء مرض االكتئاب الشديد مع األعراض الذىانية مف ( )%91 – 81مع العبلج الكيربائي .كما يستخدـ العبلج الكيربائي مع بعض حاالت الفصاـ ,كالحاالت الحادة كالحاالت المصحكبة بأعراض كجدانية.ككما تستخدـ
الكيرباء في عبلج بعض حاالت اليستيريا التحكلية كفقداف الصكت أك الغيبكبة أك الشمؿ .كتعتبر صدمات الكيرباء جزءان أساسيا في العبلج السمككي المعركؼ باسـ التشريط التنفيرم.
.4العبلج الجراحي :يتـ العبلج الجراحي في مجاؿ األمراض النفسية كالعقمية في بعض الحاالت المنتقاة مف القمؽ النفسي المزمف كالكسكاس القيرم كاالكتئاب الشديد المصحكب بالتكتر ,كذلؾ عندما تفشؿ كافة أنكاع العبلج األخرل .كيقمؿ العبلج الجراحي مف التكتر كالقمؽ كاالكتئاب بما يمكف مف 136
االستمرار في نشاطو العادم كيقمؿ مف احتماالت الشمؿ االجتماعي كاالنعزاؿ.
ثانياً :العبلجات النفسية :العبلج النفسي بمعناه ىك نكع مف العبلج يستخدـ آية طريقة نفسية لعبلج مشكبلت أك اضطرابات أك أمراض ذات صبغة انفعالية يعاني منيا المريض كتؤثر في
سمككو.كيختمؼ معنى العبلج النفسي تبعا لممدرسة التي يتبعيا المعالج النفسي ,كالغرض األساسي
لجميع المعالجيف ىك مناقشة أفكار كانفعاالت المريض كاكتشاؼ مصادر الصراع أك اإلجياد كمحاكلة إعادة تكافؽ المريض مع المجتمع في حدكد قدراتو الشخصية (ربيع كآخركف. )1994 ,وأف العبلج
النفسي لممجرميف أكثر شبيان بالتربية العبلجية منو بالعبلج الطبي .كييدؼ كاقعيان إلى تمكيف المجرـ
أىم
مف تركيض مشكبلتو كتدبرىا فبل يرجع إلي الجريمة مرة ثانية.
طرق العبلج النفسي :
.1العبلج بالتحميل النفسي :Psychoanalysisيسمى ىذا النكع مف أنكاع العبلجات النفسية
بالعبلج العميؽ ,كىك مف أساليب العبلج الفردية .كيفسر إتباع التحميؿ النفسي – بصفة عامة – األمراض كاالضطرابات النفسية اعتمادان عمى عدد مف مفاىيـ نظرية فركيد مثؿ الحياة البلشعكرية, كالصراع بيف مككنات الجياز النفسي (اليك IDكاألنا EGOكاألنا األعمى )Super Ego
كاضطرابات مراحؿ النمك ,كالغرائز ,كحيؿ الدفاع النفسي .إف العبلج بالتحميؿ النفسي يعتمد عمى
اكتشاؼ المكاد المكبكتة في البلشعكر مف أحداث كخبرات كذكريات مؤلمة كدكافع متصارعة كانفعاالت عنيفة ,كصراعات شديدة سببت المرض النفسي ,كاسترجاعيا مف غياىب البلشعكر إلى حيز الشعكر
عف طريؽ التعبير المفظي التمقائي الحر الطميؽ ,كمساعدة المريض عمى حميا في ضكء الكاقع ,كزيادة
استبصاره كتحسيف الفاعمية الشخصية كالنمك الشخصي كىدفو النيائي ىك إحداث تغيير أساسي في بناء الشخصية ,.كيصعب استخداـ ىذا األسمكب في عبلج المجرميف لعدـ تكافقو مع الثقافة العربية
كألنو باىظ التكاليؼ كيستغرؽ كقتا طكيبل ,كيحتاج إلى أخصائي معد إعدادان خاصان الستخدامو ,مما
يجعؿ عدد المرضى الذيف يمكف عبلجيـ بيذه الطريقة محدكدا لمغاية.2 .العبلج النفسي حول العميل:
:Client – Centered Psychotherapyييدؼ "ركجرز" Rogersمف العبلج النفسي
المتمركز حكؿ العميؿ إلى مساعدة العميؿ عمى النمك النفسي السكم ,كما ييدؼ أيضان إلى إحداث
التطابؽ بيف الذات الكاقعية كبيف مفيكـ الذات المثالية ,كاالجتماعية .كاف ىذا النكع مف العبلج يركز عمى تغيير الذات بما يتطابؽ مع الكاقع ,فإذا تطابؽ السمكؾ مع المفيكـ األقرب إلى الكاقع كانت
النتيجة ىي التكافؽ النفسي كيتطمب ىذا النكع مف العبلج نضج العميؿ كتكاممو بدرجة تمكنو مف أف يمسؾ بزماـ مشكمتو كأف يعالجيا بذكاء تحت إرشاد المعالج غير المباشر .كلذلؾ سمي ىذا األسمكب
بالعبلج غير المكجو .كيعد ىذا األسمكب مناسبان لبلستخداـ مع عدد كبير مف األفراد ,مع نكعية كبيرة .3العبلج النفسي الجماعي
مف المشكبلت في المجاؿ الجنائي.
:Group Psychotherapyكفيو يتـ عبلج عدد مف المرضى الذيف تتشابو مشكبلتو كاضطراباتيـ معان في جماعات صغيرة ,حيث يستغؿ المعالج ما يقكـ بيف أفراد الجماعة مف تفاعؿ كتأثير متبادؿ 137
بيف بعضيـ البعض مف أجؿ تغيير سمككيـ المضطرب كتعديؿ نظرتيـ إلى الحياة مع تصحيح لنظرتيـ إلى أمراضيـ .كيتـ العبلج النفسي الجماعي عادة في صكرة غير مباشرة أك غير مكجية .إال
أف بعض المعالجيف يميمكف إال األسمكب المباشر التكجييي ,بدرجات متفاكتة.
.4العبلج السموكي :ىيستخدـ العبلج السمككي مبادئ كقكانيف السمكؾ كنظريات التعمـ في العبلج كيعد محاكلة لحؿ المشكبلت السمككية بأسرع ما يمكف ,كذلؾ مف خبلؿ ضبط كتعديؿ السمكؾ النفسي .ي المرضي المتمثؿ في األعراض ,كتنمية السمكؾ اإلرادم السكم لدل الفرد .كينظر العبلج السمككي لؤلمراض النفسية أك االضطرابات السمككية عمى أنيا تجمعات لعادات سمككية خاطئة تـ تعمميا,
كعدلت كاحدة تمك كيفترض أف ىذه العادات السمككية يمكف عبلجيا إذا يكضعت في بؤرة العبلج ي األخرل .كيركز العبلج السمككي عمى المشكمة الحالية لممريض كأعراض المرض النفسي كما يتمثؿ في السمكؾ المضطرب أك الشاذ الذم يحتاج إلى تعديؿ عف طريؽ العبلج السمككي .كمف أمثمة السمكؾ
المضطرب أك الشاذ (:السمكؾ البلمعيارم أم الذم يخرج عف المعايير االجتماعية مثؿ السمكؾ الجانح أك اإلجرامي أك السمكؾ المحرـ كالسمكؾ المتخمؼ (زىراف.)1988 , أساليب العبلج السموكي :
.1االسترخاء :Relaxation
استرخاء عميقان. أقاـ "ككلب "Wolpeنظرية كاممة في العبلج السمككي تقكـ عمى استرخاء العضبلت ن كما أف لبلسترخاء فكائد عبلجية مممكسة لدل مرضى القمؽ لتخفيؼ التكترات العضمية كايقاؼ انقباضاتيا كيؤدم إلى التقميؿ مف االنفعاالت المصاحبة ليذه التكترات .كيستغرؽ تدريب المرضى
عمى االسترخاء العضمي المنظـ في العيادات النفسية عادة ( )6جمسات عبلجية مدة كؿ جمسة كاحدة
حكالي ( )21دقيقة كيستخدـ االسترخاء كأساس في أسمكب التطميف التدريجي ,أك كأسمكب مف أساليب الضبط الذاتي ,كفي تغيير االعتقادات الفكرية الخاطئة التي قد تككف أحيانان مف األسباب الرئيسية في .2الكف
إثارة االضطرابات االنفعالية.
المتبادل :Reciprocal Inhibition
تتمثؿ الفكرة الرئيسية لمبدأ الكؼ المتبادؿ في أنو إذا نجنا في استثارة استجابة معارضة لمقمؽ عند ظيكر المكضكعات المثيرة لمقمؽ ,فإف ىذه االستجابات المعارضة تؤدم إلى تكقؼ كامؿ أك جزئي
لمقمؽ ,كليذا يبدأ الخكؼ في التناقص أك االختفاء .أم أننا إذا استطعنا أف نقدـ المنبو الذم يسبب
القمؽ لممريض دكف ظيكر عبلمات أك أعرض القمؽ ,فإف ذلؾ سيضعؼ الرابطة بيف المنبو كاستجابة
القمؽ بشرط أف يككف المريض في حالة مف االسترخاء التاـ كأف نقدـ المنبو بدرجات تزداد تدريجيان في
كميتيا ككيفيتيا حتى تصؿ إلى درجة المنبو األصمي .كتفيد ىذه الطريقة في عبلج المخاكؼ المرضية .3العبلج بالغمر
لدل المجرميف أك غيرىـ. :Flooding
138
في ىذا النكع مف العبلج ييرغـ المريض عمى مكاجية المثيرات أك المكاقؼ المخيفة كالمسببة لمقمؽ دفعة كاحدة ,إما بالتخيؿ أك بالمكاجية الحقيقية كذلؾ بعد رفع مستكل القمؽ لدل المريض إلى أقصى درجة ممكنة في ظركؼ تجريبية بيدؼ مساعدة المريض عمى تجاكز الخكؼ .كقد أكضحت الدراسات
إمكانية معالجة الكثير مف االضطرابات السمككية باستخداـ ىذه الطريقة كالخكؼ كالقمؽ كاالنطكاء االجتماعي كاألفعاؿ القيرية.
.4العبلج بالتنفير أو الكراىية :Aversion Therapy كثي انر ما يترتب عمى بعض أنكاع التدعيـ مشكبلت كثيرة فتناكؿ كميات كبيرة مف الحمكل قد يؤدم إلي
البدانة ,كالتدخيف يضر بالصحة .كيعمؿ العبلج بالتنفير عمى أف تصبح ىذه المدعمات منفرة أك عمى
األقؿ أف تصبح أقؿ تدعيمان لمفرد ,كذلؾ بإقرانيا بمثي ارت منفرة .كتشمؿ ىذه المنفرات عادة العقاقير
المسببة لمغثياف كالصدمة الكيربائية .كقد استخدمت ىذه المنفرات بشكؿ كاسع في عبلج الكثير مف
االضطرابات كاالنحرافات السمككية كإدماف الخمكر كالمخدرات ,كمف ىنا تتضح قيمة ىذا األسمكب في
التعامؿ مع بعض الحاالت التي نكاجييا في المجاؿ الجنائي (ربيع كآخركف.)1994, .5الممارسة السالبة :Negative Practice
عند الرغبة في استخداـ ىذا األسمكب ,فإف المعالج يطمب مف المريض أف يمارس السمكؾ الغير
مرغكب فيو بتك ارره حتى يصؿ إلى درجة تشبع Satiationال يستطيع عندىا ممارستو (التعب كالممؿ) مما يقمؿ احتماؿ تكرار ىذا السمكؾ مرة أخرل .كقد استخدـ ىذا األسمكب في عبلج الكثير مف
االضطرابات السمككية قضـ أك مص األظافر كجرش األسناف كالنحنحة كالتبكؿ البلإرادم .6 .تدريب
اإلغفال (االنطفاء) :Omission Training
يحاكؿ المعالج في تدريب التجاىؿ لتقميؿ احتماؿ االستجابة غير المرغكبة كذلؾ بإغفاليا كتجاىميا
كعدـ تعريض المريض ألم نتائج عمى اإلطبلؽ .كىذا يشبو اإلطفاء .أم أف حدكث االستجابة غير
المرغكبة يؤدم إلى غياب الثكاب كالتعزيز كحدكث االنطفاء كاالختفاء نتيجة لعدـ استمرار التعزيز.
كيستخدـ تدريب اإلغفاؿ في الحاالت التي تككف فييا االستجابة غير المرغكبة تحقؽ فائدة لممريض
(إثابة) .كقد استخدـ ىذا األسمكب في عبلج بعض حاالت االضطرابات النفسية الجسمية ككذلؾ في
عبلج نكبات الغضب( .زىراف.)1988 ,
ثالثاً :العبلج االجتماعي :Sociotherapy
ييدؼ العبلج االجتماعي إلى تغيير البيئة االجتماعية التي أدت إلى االضطراب النفسي كجعميا بيئة
اجتماعية عبلجية ,سكاء كاف ذلؾ في األسرة أك المدرسة أك المستشفى أك في العيادة النفسية أك
مؤسسة اإليداع (السجف أك اإلصبلحية) أك في المجتمع بصفة عامة .كيجدم ىذا النكع أكثر مع األطفاؿ كالمراىقيف ألنيـ ال يزالكف في مرحمة نمك كالسمكؾ ال يزاؿ فييا قاببلن لمنمك كالتعديؿ .كيتـ
العبلج االجتماعي عادة في محيط األسرة أك المدرسة أك المستشفى أك في مجاؿ العمؿ أك في 139
المجتمع.
رابعاَ ًً :العبلج بالعمل :Occupational Therapyيعد العبلج بالعمؿ أحد أساليب العبلج
النفسي لؤلمراض النفسية .كييدؼ إلى شغؿ كقت فراغ المريض أك السجيف أك الحدث كالمساعدة في عممية التشخيص كالعبلج كالتأىيؿ ,كمف خبللو يعبر المريض عف حالتو كينفس عف صراعاتو
كمشاعره .كيتكقؼ نكع العمؿ عمى شخصية المريض كسنو كصحتو العامة كنكع مرضو كالتطكر الذم
يمر بو ىذا المريض.
فوائد العبلج بالعمل فيما يمي :
كيشغؿ كقتو بما يفيد خبلؿ فترة العبلج. .1يجنب المريض الممؿ كالسأـ ي .2يقمؿ التكتر النفسي كيجعؿ المريض أقؿ احتياجان لمميدئات.
.3يككف بمثابة نشاط جسمي ينشط المرضى الكسكليف المتكاكميف كينمي انتباه المريض ,كيثير اىتمامو بشيء آخر غير أعراضو.
.4يرفع ركح المريض المعنكية ,كيزيد مف ثقتو بنفسو كشعكره باألمف.
.5يخرج المريض بعيدان عف نفسو كيجدد اتصالو بالعالـ الخارجي ,كيكجو الطاقة الجسمية كالنفسية
لممريض إلى اتجاىات خارجية منتجة بدالن مف تكجيييا إلى ارتكاب سمككيات إجرامية كمنحرفة ضد
المجتمع.
.6ينتشؿ المريض مف عالـ االنطكاء كاالستغراؽ في أحبلـ اليقظة كالتأمؿ في خياالتو كىبلكسو. .7يييئ لممريض إتقاف عمؿ يستفيد منو بعد خركجو مف المستشفى أك المؤسسة العقابية أك
اإلصبلحية.
.8يفيد في عممية التشخيص ,حيث يمكف فيـ المريض كأعراضو كمشاعره كاتجاىاتو كدكافعو. .9يساعد عمى تخمص المريض مف دكافع العدكاف.
.11إف تطبيؽ العبلج بالعمؿ يقمؿ مف مدة إقامة المرضى بالمستشفيات العقمية كالنفسية كما دلت عمى
ذلؾ اإلحصائيات.
خامسا :العبلج بالمعب :Play Therapyيعتبر المعب مف األساليب اليامة في تعمـ كدراسة كتشخيص كعبلج الكثير مف المشكبلت السمككية. كتتمثؿ األىمية النفسية لمعبلج بالمعب – باختصار – في أنو:
.1يعد مجاالن سمحان لمتعبير عف الدكافع كالرغبات كاالتجاىات كالمشاعر كالصراعات كاإلحباط كعدـ
األمف كالقمؽ كالتنفس االنفعالي كيتيح المعب فرصة إزاحة المشاعر مثؿ الغضب كالعدكاف إلى أشياء
أخرل بديمة كالتعبير عنيا تعبي انر رمزيان مما يخفؼ عف العميؿ الضغط كالتكتر االنفعالي.2 .ييعمـ الطفؿ أك المراىؽ كيؼ ييعبر عف خكفو كغضبو بصكرة كاقعية. .3قد يساعد الطفؿ أك المراىؽ عمى االستبصار في متاعبو كمعرفة أسبابيا ,كما ييعينو عمى إيجاد
141
حمكؿ ليا مع كالديو كأخكتو. .4يمكف عف طريقو أيضان تحقيؽ بعض األغراض الكقائية (زىراف. )1998,
إعداد وتدريس : سكران عبد اهلل يوسف أبو ُ ماجستير عمم النفس 2112
المراجع والمصادر أوالً :المراجع العربية : .1أبك القاسـ ,أحمد ( : )1986مسرح الجريمة ,مذكرة في مصمحة األدلة الجنائية. .2إبراىيـ ,أكرـ نشأت (: )1998عمـ النفس الجنائي ,عماف .
.3أنيس إبراىيـ ,كمنتصر ,كالصكالحي ,عطية كأحمد ,محمد خمؼ (: )1972المعجـ الكسيط , استانبكؿ .
.4الحجار ,محمد حمدم ( : )1994العبلج المبرمج في اإلدماف عمي المخدرات كالمؤثرات العقمية مف المنظكر النظرم إلي الممارسة العممية ,الرياض .
.5الحاج ,عثماف محمد ( : )1987مدم صدؽ العقاقير المستخمصة مف األفراد تحت تأثير العقاقير النفسية في استخداـ الكسائؿ النفسية لمكشؼ عف الجريمة ,الرياض .
.6ألحديثي ,مساعد بف إبراىيـ ( : )1995مبادئ عمـ االجتماع الجنائي ,الرياض . .7الخطيب ,محي الديف أحمد حسيف ( :)1994عمـ النفس الجنائي ,دبي.
.8الدريب ,سعكد بف سعد ( : )1987مكقؼ الشرع مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة ,الرياض .
.9الدريني ,السيد نشأت ( : )1985أثر القرائف في الحكـ عمي المتيـ ,الرياض. .11الزعبي ,أحمد محمد (: )1994أسس عمـ النفس االجتماعي ,بيركت . 141
.11ألعكجي ,مصطفي ( : )1981دركس في العمـ الجنائي (الجريمة كالمجرـ) ,بيركت. .12العيسكم ,عبدالرحمف (: )1991عمـ النفس الجنائي -أسسو كتطبيقاتو العممية ,بيركت.
.13العيسكم ,عبد الرحمف (: )1992مبحث الجريمة"تفسير الجريمة كالكقاية منيا" ,بيركت. .14الفاضؿ ,محمد (: )1955إصبلح األحداث الجانحيف .مجمة القانكف السكرية ,دمشؽ
.15الفراجي ,باسـ محمد أحمد ( : )1995الغدد كالسمكؾ اإلجرامي .المجمة العربية لمدراسات
األمنية كالتدريب ,الرياض .
.16القكصي ،عبد العزيز ( : )1975أسس الصحة النفسية ,النيضة العربية ,القاىرة.
.17الكتاني ,إدريس ( : )1987اآلثار السمبية لمشاىدة العنؼ كاإلجراـ في التمفزيكف كالسينما عمى سمكؾ الطفؿ .المجمة العربية لمدراسات األمنية كالتدريب ,الرياض .
.18الميدم ,السيد ( : )1993مسرح الجريمة كداللتو في تحديد شخصية الجاني .المركز العربي
لمدراسات األمنية كالتدريب ,الرياض .
.19السكيمـ ,بندر بف فيد ( : )1987المتيـ معاممتو كحقكقو في الفقو اإلسبلمي .المركز العربي
لمدراسات األمنية كالتدريب ,الرياض .
.21الصنيع ,صالح بف إبراىيـ ( : )1993التديف عبلج الجريمة .جامعة اإلماـ محمد بف سعكد
اإلسبلمية ,الرياض .
.21الطخيس ,إبراىيـ بف عبد الرحمف ( : )1999دراسات في عمـ اإلجراـ .مؤسسة الممتاز
لمطباعة كالتجميد ,الرياض .
.22العيسكم ,عبد الرحمف ( : )1997سيككلكجية المجرـ .دار الراتب الجامعية ,بيركت . .23الغامدم ,ناصر بف محمد ( : )1993طرؽ التحقيؽ في قضايا القتؿ كالسرقة ,الرياض.
.24المجدكب ,أحمد عمي ( : )1988مكقؼ القضاء مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة ,في استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة (محرر) المركز العربي لمدراسات
األمنية كالتدريب ,الرياض .
.25المنيع ,عبد اهلل سميماف ( : )1985نظرية براءة المتيـ حتى تثبت إدانتو ,في كتاب :المتيـ كحقكقو في الشريعة اإلسبلمية (محرر) الجزء األكؿ :المركز العربي لمدراسات األمنية كالتدريب ,
الرياض .
.26ليمة ,رزؽ سند إبراىيـ ( : )1991قراءات في عمـ النفس الجنائي ,بيركت .
.26باعبيد ,محمد عكض عمي ( : )1995المدخؿ إلي عمـ النفس الجنائي .صنعاء . .27بدكم ,أحمد زكي ( : )1977معجـ مصطمحات العمكـ االجتماعية بيركت . .28بيناـ ,رمسيس( : )1977اإلجراءات الجنائية تأصيبل كتحميبل .اإلسكندرية . .29بيناـ ،رمسيس ( : )1997عمـ النفس القضائي .اإلسكندرية . .31بيناـ ،رمسيس( : )1986عمـ اإلجراـ .اإلسكندرية . 142
.31جعفر ،عمى محمد( : )1991األحداث المنحرفكف ,بيركت . .32جبلؿ ،سعد( : )1984أسس عمى النفس الجنائي .دار المطبكعات ,القاىرة . .33جكخدار ،حسف ( : )1977شرح قانكف األحداث الجانحيف ,دمشؽ .
.34حسكف ،تماضر(: )1993دكر التنشئة االجتماعية كالتشريعات القانكنية في حماية الطفؿ مف
االنحراؼ ,الرياض .
.35خمؼ ،محمكد ( : )1986مبادئ عمـ اإلجراـ ,الدار الجماىيرية الميبية . .36دسكقي ،كماؿ( : )1988ذخيرة عمكـ النفس ,القاىرة .
.37دابيؿ الجاش ( : )1957المجمؿ في التحميؿ النفسي ،القاىرة . .38رزؽ سند إبراىيـ )1991( ،في عمـ النفس الجنائي ،بيركت
.39رءكؼ عبيد(" : )1971مبادئ عمـ اإلجراـ " دار الفكر العربي ,القاىرة . .41راجح ،أحمد عزت ( : )1942عمـ النفس الجنائي ,بغداد .
.41راشد ،عمى ( : )1974القانكف الجنائي :المدخؿ كأصكلو النظرية العامة ,القاىرة .
.42ربيع ،محمد شحاتو ؛ يكسؼ ،جمعة سيد ؛ عبد اهلل ،معتز سيد ( : )1994عمـ النفس الجنائي , القاىرة .
.43رمضاف ،عمر السعيد( : )1972دركس في عمـ اإلجراـ ,بيركت . .44زىراف ،حامد عبد السبلـ( : )1988الصحة النفسية كالعبلج النفسي ,القاىرة . .45سعد المغربي( " : )1983عمـ النفس الجنائي" كمية الشرطة ,القاىرة . .46سعد جبلؿ(بدكف) " :أسس عمـ النفس الجنائي" .اإلسكندرية .
.47ظفير ،سعد بف محمد ( : )1997النظاـ اإلجرامي الجنائي في الشريعة اإلسبلمية ,الرياض . .48عارؼ ,محمد(:)1991الجريمة في المجتمع .نقد منيجي لتفسير السمكؾ اإلجرامي ,القاىرة . .49عبد الستار ,فكزية(: )1987معاممة األحداث ,جامعة القاىرة .
.51عبد الحكيـ ،رضا ( : )1996مبادئ عمـ النفس الجنائي في الشريعة اإلسبلمية,الرياض. .51ألعفيفي ,عبد الحكيـ ( : )1986اإلدماف ,القاىرة .
.52عمى ،عبد السبلـ عمى ( : )1997جريمة النشؿ بيف المعرفة كالكقاية ,القاىرة .
.53عمياف ،شككت ( : )19987مف مناىج اإلسبلـ في الحد مف معدالت الجريمة ،مجمة األمف, الرياض .
.54عيسكم ،طارؽ عبد الرحمف ( : )1993أىـ العكامؿ المسئكلة عف سمكؾ الرشكة ,بيركت . .55عيسكم ،عبد الرحمف( : )1984سيككلكجية الجنكح ,بيركت .
. 56عيسكم ،عبد الرحمف محمد ( : )1991عمـ النفس الجنائي " أسسو كتطبيقاتو العممية" ,بيركت. .57عبد الستار ،فكزية( : )1987دراسات في عمـ النفس الجنائي .القاىرة .
.58فتحي ،محمد(: )1958عمـ النفس الجنائي " عمما كعمبل " .ج , 1القاىرة . 143
.59فتحي ،محمد (: )1971عمـ النفس الجنائي " عممان كعمبلن " .ج, 2القاىرة . .58فتحي ،محمد (: )1982عمـ النفس الجنائي " عممان كعمبلن " .ج ,4القاىرة . .61فيمي ،مصطفي ( : )1979التكافؽ الشخصي كاالجتماعي ,القاىرة . .61مرسي ,محمد عبد المعبكد( :)1995احتراؼ الجريمة ,الرياض.
.62مجدم رزؽ محمد شحادة ( : )1987سيككلكجية الرشكة ،دراسة عف الشخصية كالتنشئة االجتماعية لدم المكظؼ المرتشي.رسالة ماجستير ,اإلسكندرية ,مصر .
.63مأمكف سبلمة ( " : )1978أصكؿ عمـ اإلجراـ كالعقاب .الفكر العربي ,القاىرة .
.64محمد عارؼ ( " : )1981الجريمة في المجتمع :نقد منيجي لتفسير السمكؾ اإلجرامي ,القاىرة . .65مصطفي شاكر ( : )1986األيتاـ ىؿ ىـ يقكدكف التاريخ ,تكنس.
.66مكي ،عباس ( : )1991تماسؾ األسرة العربية ,دكر الكقاية مف الجريمة كاالنحراؼ ,دمشؽ . .67محمد ،محمد عكدة مكسي ،كماؿ إبراىيـ ( : )1986الصحة النفسية في ضكء عمـ النفس كاإلسبلـ ,الككيت .
.68ياسيف ،ركضة محمد ( : )1992في حماية المجتمع مف الجريمة ,الرياض . .69يسر أنكر ,أماؿ عثماف ( " : )1982أصكؿ عمـ إجراـ " دار النيضة العربية ,القاىرة. ثانياً :المراجع اإلنجليزية : 1.Adle(Aifeed) Unerstanding human nature London 1930. 2.Beach ,Hormons and behavior,London ,1944. 3.Bakwin and Bakwin,Behavion dyisorders in children,W.B,Sauders Company,1972. 4.Drevr J.,A Dictionary of Psychology, pengniun Books L T d,1958. 5.Bonn,Robert,(1984)Criminology , Mc-Graw-Hill B ook Company.New york. 6.Cook,David Et Al., (1990) psychology In perison, Routledge publisher.Neo York. 7.Abrahmsen,Dvid(without date). The psychology of Crime, New York coloumbia Univeersity press. 8.Janda,L.H.&Haamel,K.e.(1982).psychology:Its study and uses, New Yor;:St. Martin,s pess. 9.Tygert,c.(1991):juvenile delinquency and numbers of childrens in a Family:Some empirical and theoretical Updates,Youth and Socilety. 10.Wadud,K.A.(1981):Yoth and Drug abuse treatment.World Healthy Organisation Geneva .
144
145