دراسة التنظيمات والجمعيّات السياسيّة في البحرين

Page 1

‫المركز اللبناني للدراسات والبحوث‬

‫دراسة التنظيمات والجمعّيات السياسّية‬ ‫في البحرين‬ ‫ضمن مشروع دراسة الحزاب في البلدان العربّية‬

‫مايو ‪2007‬‬

‫إعداد‬ ‫عباس ميرزا المرشد‬

‫عبد الهادي الخواجة‬

‫‪2007‬م‬

‫‪1‬‬


‫فهرست المحتويات‬

‫‪2‬‬


‫القسم الّول ‪ -‬الطار التنظيمي السياسي‬ ‫الطار التنظيمي السياسي‬

‫إعداد‬ ‫عباس ميرزا المرشد‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات ‪:‬‬

‫المقّدمة‬ ‫أّول ‪ :‬استعراض الدراسات المعنّية‬ ‫ثانيًا ‪ :‬تاريخ التشكيلت السياسّية‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الجمعيات السياسّية وفارق الحزب‬ ‫رابعًا ‪ :‬الترسيمة الطائفّية واليديولوجّية‬ ‫ي للجمعيات السياسّية‬ ‫خامسًا ‪ :‬التوزيع الكم ّ‬ ‫سادسًا ‪ :‬مصادر التمويل عند الجمعيات السياسّية‬ ‫سابعًا ‪ :‬الجمعيات السياسّية ومؤسسات المجتمع المحلي والمدني‬ ‫ثامنًا ‪ :‬الهياكل الدارية والمسألة الديمقراطّية‬ ‫تاسعًا ‪ :‬التمثيل البرلماني للجمعيات السياسّية‬ ‫عاشرًا ‪ :‬العلقة مع السلطة ‪ :‬الموالة والمعارضة‬

‫‪4‬‬


‫المقّدمة‬ ‫يشترك المجتمع البحريني مع المجتمعات العربّية الخرى في الكثير من السمات مثل‬ ‫غياب الديمقراطية الحقيقة وغلبة القشرة الديمقراطّية على كثير من مفاصله السياسّية‪ ،‬كما‬ ‫يشترك معها في السمات العامة للحركات السياسية لكونها ‪ -‬وإلى فترة قصيرة جدًا ‪-‬كانت‬ ‫تعمل معًا وتحت نفس الطر التنظيمية مستفيدة من الدعم المعنوي والمادي الذي توفره‬ ‫الحزاب أو الحركات الّم‪ .‬خصوصّية المجتمع البحريني إذن ل تكمن في فردانيته السياسية‬ ‫بل يمكن البحث عنها في اختلف طرق التفاعل مع معطيات السمات العاّمة التي تميز‬ ‫المجتمعات العربية وقدرتها على إنتاج مفاهيم ولو لم تكن مؤصلة بعد معرفّيا في التعاطي‬ ‫مع المسألة الديمقراطية‪ ،‬والنموذج الفعلي الذي تتحرك عليه السياسة المحلية ‪.‬‬ ‫ولعل الفكرة الساسية التي تعمل من خللها السياسة في البحرين هي التباين الشاسع‬ ‫بين القوى السياسية الفاعلة وبين الحكومة كنظام يمثل الدولة‪ .‬فالمجتمع البحريني في شبكاته‬ ‫الداخلية مجتمع تعددي يكاد يقترب من الصيغة التنافسية بين أطرافه السياسية والجتماعية‪،‬‬ ‫في حين تصب سياسيات الحكومة ناحية المجتمع الحادي وفي أكثر الحالت تقدما‪ ،‬فهي‬ ‫ترغب فيها كمجتمع فسيفسائي يعمل بآليات تشطير عمودّية‪ ،‬لذا فالحكومة ما زالت تبحث‬ ‫عن مخرجات سياسية وتنازلت ديمقراطية تعفيها من انتهاج تقسيم اجتماعي أفقي يلغي‬ ‫التقسيمات العصبوية التقليدية العمودية ) الطائفة‪ ،‬العرق‪ ،‬الدين‪ ،‬القبيلة‪ ،‬العائلة(‪.‬‬ ‫ولكي نقترب أكثر فطوال أكثر من نصف قرن من الكدح السياسي لم توفق القوى‬ ‫السياسية الناشطة والمعارضة إلى تحقيق الحد الدنى من طموحها السياسي وظلت تلح‬ ‫بإصرار عفوي تارة ومنظم تارة أخرى على ضرورة الوصول إلى نقاط توافقية يمكن من‬ ‫خللها تقريب المسافة بين الدولة والمجتمع ‪ .‬ولما كانت الدولة أقوى من المجتمع وأكثر ثباتا‬ ‫في مواقفها لم يكن أمام المجتمع بكافة مكوناته سوى القدام على تقديم تنازلت ملموسة‬ ‫تخفف من طموحه وتخفض من سقف المطالب السياسية‪ .‬وأمام هذا الوضع فمن الطبيعي أن‬ ‫يكون هناك بعض من التعويض أو إنشاء )المخزن( الذي لن يكون سياسيا بل مخزنا للقيم‬ ‫السياسية العليا كالحرية والعدالة كشعارات تجتمع عليها القوى السياسية ضد الدولة‪.‬‬ ‫ن أدبيات القوى السياسّية تعج بالمفاهيم الكبرى والمفاتيح القيمية العليا‬ ‫من هنا سنجد أ ّ‬ ‫حتى غدت المرجعية القيمية مصدرًا أساسيا لتوجيه السلوك السياسي‪ ،‬وقناة توجه من خللها‬ ‫النتقادات السياسية‪ .‬إن القيم السياسية والجتماعية بفعل هذا التراكم والنتقال من المجتمع‬ ‫التقليدي إلى مجتمع أشبه بالمجتمع الحديث أخذت تمل أغلب الفضاءات وباتت تلعب دورا‬ ‫أساسيا في صياغة آليات الضبط الجتماعي‪ ،‬وتتمتع بقابلية مرنة لتوظيفها من قبل الفراد‬ ‫ل حسب مصالحه واتجاهات‪.‬‬ ‫والجماعات المختلفة ك ّ‬ ‫سنحاول هنا استعراض مسار التنظيمات والشبكات السياسية التي عملت قرابة قرن من‬ ‫الزمن بغية القتراب أكثر من واقع عملها وتقديم أرضية معرفية يمكن اختبار كثير من‬ ‫الفرضيات السياسية عليها في مرحلة لحقة‪ .‬وذلك من خلل رصد الطار القانوني‬ ‫‪5‬‬


‫والسياسي الذي اشتغلت فيه التنظيمات السياسية وفي القسم الثاني دراسة تلك التنظيمات كما‬ ‫هي متشكلة على أرض الواقع‪ .‬و في محاولة رصد التجربة الحزبية في البحرين تّم الستعانة‬ ‫بعدة مداخل متقاربة هي ‪:‬‬ ‫أّول ‪ :‬المدخل التاريخي لرصد تطّور التجربة الحزبية في البحرين‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الركون إلى التحليل الجتماعي أو علم اجتماع الحزاب‪ ،‬وذلك من خلل تحليل البيئة‬ ‫المجتمعية التي نشأت فيها الحزاب وتطّورت‪ ،‬وانعكاسات هذه البيئة سواء على‬ ‫النشأة أو على التطّور‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬القيام بعملية تحليل أنطولوجي لبنية الحزب السياسي في البحرين من خلل القيام‬ ‫بفحص المكونات الوجودية للحزب ذاته سواء هيكله التنظيمي أو بنيته الفكرية أو‬ ‫منطلقاته الجتماعية والقوى التي دفعت إلى نشأته‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬إجراء تحليل ابستمولوجي لتحديد‪ ،‬هل أن الحزب السياسي في البحرين هو حقا حزب‬ ‫بالمعنى السياسي المتعارف عليه للحزب؟ وهل ما يطلق عليه في النظام السياسي‬ ‫البحريني جمعيات سياسية هي أحزابا حقيقة‪ ،‬أم أّنها أشياء أخرى ومؤسسات أو‬ ‫منظمات أو ظواهر تختلف كثيرًا عن الحزب؟ وهل ما نعرفه عن الجمعيات السياسية‬ ‫يمكننا من التعامل معها على أّنها كذلك؟‬ ‫خامسًا‪ :‬دراسة الشكاليات الحقيقية الكامنة خلف الظاهرة الحزبية البحرينية والتي تجعلها‬ ‫ظاهرة مشوهة أو ظاهرة زائفة يصعب على الباحث التعامل معها كأحزاب‪ ،‬كما‬ ‫ل تلك القترابات لتقديم رؤية‬ ‫يصعب عليه كذلك العكس‪ .‬وأخيرًا يتم توظيف ك ّ‬ ‫مستقبلية للظاهرة الحزبية في البحرين في ضوء معطيات الواقع السياسي واحتمالته‬ ‫المستقبلبية‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫أّول ‪ -‬استعراض الدراسات المعنية‬ ‫رغم شّدة وقّوة الحراك السياسي في البحرين وتميزه عن باقي دول منطقة الخليج‬ ‫ن الدراسات الميدانّية والبحوث الكاديمّية ما زالت ل تغطي الحيز الكبير من‬ ‫لأّ‬ ‫العربي إ ّ‬ ‫الحقل السياسي‪ ،‬فهناك نقص واضح في البحوث الجادة والدراسات الشارحة للحركة‬ ‫السياسّية في البحرين ونقص في الدبّيات السياسّية التي تعالج مسألة التنظيمات السياسّية في‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫ويمكنننا تصنيف الدراسات التي تعرضت إلى تاريخ الحركة السياسّية في البحرين‬ ‫إلى عدة أصناف هي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المراجع العاّمة‬ ‫تشمل الكتب التي اهتمت بتاريخ البحرين السياسي والجتماعي في الفترات القديمة‬ ‫والقسم الّول من التاريخ الحديث المعاصر‪ ،‬وقد اعتمدت هذه المراجع على الوثائق‬ ‫البريطانّية ووثائق شركة الهند الشرقّية بالساس ومن أهّم تلك المراجع ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تاريخ البحرين السياسي ‪ ،1870-1783‬فائق أحمد طهبوب‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكويت‪ :‬ذات‬ ‫السلسل‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -2‬مذكرات بلجريف‪ ،‬السير تشازلز بلجريف‪ ،‬ترجمة عبدال مهدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬البحرين ‪ :‬مكتبة‬ ‫الريف الثقافية‪.1991 ،‬‬ ‫‪ -3‬دليل الخليج‪ ،(Lorimmar's Gazetteer Of The Gulf) ،‬ج‪ .‬لوريمر‪ ،‬ترجمة‬ ‫مكتب الترجمة بديوان حاكم قطر‪ ،‬دار العروبة‪.1967 ،‬‬ ‫صة‬ ‫ب ‪ -‬دراسات خا ّ‬ ‫صدرت مؤخرًا عّدة دراسات أخذت على عاتقها مهّمة تدوين الرشيف السياسي‬ ‫ص بالتنظيمات السياسّية ومن أبرز تلك الدراسات ‪:‬‬ ‫الخا ّ‬ ‫‪ -1‬التنظيمات اليسارّية في الخليج العربي‪ ،‬وهي دراسة نشرها الستاذ عبد النبي العكري‬ ‫صة بالتنظيمات اليسارية في منطقة الخليج منذ بداية‬ ‫حاول فيها جمع المادة الرشيفّية الخا ّ‬ ‫تشكليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحركات والجماعات السياسّية في البحرين‪ ،‬دراسة نشرها الباحث الكويتي الدكتور‬ ‫فلح مديرس حاول فيها متابعة الدور السياسي والجتماعي للجماعات والحركات‬ ‫السياسّية من خلل توجهات الفكر القومي والماركسي والديني متعمدًا منهج البحث‬ ‫التاريخي لتحليل هذه التجاهات ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ج – دراسات أخرى‬ ‫بجانب هاتين الدراستين يمكن للباحث الوقوف على دراسات أخرى أقدم زمنا عالجت‬ ‫الحراك السياسي وتعرضت لمسار الحركة السياسية ومن أهم تلك الدراسات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحركة الوطنّية في البحرين ‪ ،1971 -1914‬إبراهيم العبيدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بغداد ‪ :‬مطبعة‬ ‫الندلس‪.1979 ،‬‬ ‫‪ -2‬القبيلة والدولة في البحرين تطّور نظام السلطة وممارستها‪ ،‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬ط‬ ‫‪ ،1‬بيروت ‪ :‬معهد النماء العربي‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -3‬قضايا النضال الوطني والديمقراطي في البحرين ‪ ،1981 -1920‬حسين موسى‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫قبرص ‪ :‬الحقيقة برس‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -4‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬منيرة فخرو‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة ‪ :‬مركز‬ ‫ابن خلدون للدراسات النمائية‪.1995 ،‬‬ ‫‪ -5‬البحرين ‪ : 1971 -1920‬قراءة في الوثائق البريطانية‪ ،‬سعيد الشهابي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت ‪:‬‬ ‫دار الكنوز الدبية‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -6‬التيارات الفكرّية في الخليج العربي‪ ،‬مفيد الزيدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬ ‫العربية‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -7‬بناء الدولة في البحرين المهّمة غير المنجزة‪ ،‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكنوز‬ ‫الدبّية ‪.2000 ،‬‬ ‫د ‪ -‬نشرات التنظيمات السياسّية‬ ‫بعد ميثاق العمل الوطني ‪2001‬م والسماح للتنظيمات السياسّية بالشهار عن نفسها‬ ‫حاولت العديد من نشرات تلك التنظيمات كتابة التاريخ النضالي لشخصياتها ولتنظيماتها‪.‬‬ ‫وأصبح بمقدور الباحث أن يرجع إلى أحاديث تلك الذكريات كشواهد لمرحلة مهّمة جدًا في‬ ‫تاريخ الحركات السياسية ومن أهّم النشرات التي سردت بعضا من التاريخ السياسي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مجّلة أخبارالمنبر‪ ،‬تصدر عن جمعية المنبر التقدمي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجّلة الديمقراطي‪ ،‬تصدر عن جمعية العمل الديمقراطي ‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬الصحف المحّلّية‬ ‫كما قامت الصحف المحّلّية بنشر العديد من اللقاءات التاريخّية مع شخصّيات فاعلة‬ ‫ومهّمة في التنظيمات السياسّية‪ ،‬ويعد ملف السلم الحركي‪ ،‬وملف حزب البعث في‬ ‫البحرين‪ ،‬الذي قامت جريدة الوطن البحرينية بنشر أكثر من عشرين حلقة منه حتى الن من‬ ‫‪8‬‬


‫أهّم الملفات الصحفّية إضافة إلى الملف الذي عقدته صحيفة الوقت لتاريخ حركة التسعينات‬ ‫ص حيث كشفت صحيفة الوقت الكثير من‬ ‫والتيار السني في البحرين وأصدرته في كتاب خا ّ‬ ‫التفاصيل والحداث المهّمة في تاريخ الحركة السياسّية وأبرزت شواهد عديدة على نمط‬ ‫العلقات السائدة بين التنظيمات السياسّية فيما بينها وبينها وبين المجتمع والسلطة السياسية ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫ثانيًا ‪ -‬تاريخ التشكيلت السياسّية‬ ‫مّرت التجربة الحزبّية البحرينّية في معرض تطّورها بعّدة مراحل ارتبطت بتطّور‬ ‫الواقع الجتماعي والقتصادي والسياسي للبحرين وبطبيعة تكوين ونشأة الدولة فيها‪ .‬من‬ ‫حيث المبدأ فقد مّرت التشكيلت السياسّية بخمس مراحل أساسّية تضمنت مستويات مختلفة‬ ‫ل مرحلة‪ .‬وباختلف المراحل ومستوياتها كانت تختلف الهداف السياسّية المرجوة‪،‬‬ ‫داخل ك ّ‬ ‫والمطالب المدرجة‪ ،‬إضافة إلى التطّور في الطر التنظيمية الخاضعة لها‪ ،‬مستفيدة من تعّدد‬ ‫العوامل القليمّية والمحلّية واستلهام التجارب والنماذج الحزبية المنتشرة في العالم العربي‪.‬‬ ‫النتيجة التي تتفق مع كثير من التجارب العربية أنّ تطّور التجربة الحزبية في البحرين‬ ‫كان مرتهنا في كثير من الحيان إلى مجموعة التحديات الخارجّية بما جعل من العملّية‬ ‫السياسّية بمثابة رّدة فعل على أفعال خارجّية مثلها الستعمار البريطاني ) ‪(1970-1823‬‬ ‫ومثلتها الضغوط الدولية في مرحلة الستقلل وما بعدها ) ‪ ... -1975‬إلخ( ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المرحلة الولى ‪ :‬تجّمعات العيان ) ‪(1954 -1920‬‬ ‫تمثل هذه المرحلة بداية نشء الحركات السياسية وبداية الدعوة إلى بناء الدولة الحديثة‬ ‫وتجسدت في بعض مفاصلها النزعات الطائفّية والقبلية‪ .‬فمنذ العشرينيات من القرن الماضي‬ ‫نشطت المجموعات السياسية تطالب بحماية حقوقها في الدولة والدعوة إلى الستفادة من‬ ‫التجارب السياسية البرلمانية‪ .1‬وقد خضعت هذه المرحلة في قسم كبير منها إلى التأثيرات‬ ‫الخارجية ودور الستعمار البريطاني على وجه الخصوص‪ .‬فمع تزايد رغبة بريطانيا‬ ‫وتطبيقاتها العملية من أجل زيادة التدخل في الشؤون الداخلية‪ ،‬ونيتها في طرح مشاريع‬ ‫إصلحية تتعلق بالبنية البيروقراطية والصلح الداري تزايدت حّدة الصراع بين بعض‬ ‫القوى المؤيدة للصلح ‪ -‬والتي كانت متضررة كثيرا من الوضاع السائدة‪ -‬وبين القوى‬ ‫المؤيدة للحكم والمتحالفة معه‪ .‬لقد سمحت هذه الصراعات رغم لجوءها إلى العنف في بعض‬ ‫الحوادث بتأسيس وعي وطني يقاوم التدخل البريطاني في الشأن المحلي ويطالب‬ ‫بالصلحات داخليا‪ .‬وبدأت تتبلور اتجاهات مناهضة للستعمار وسوء الدارة المحلية‪.‬‬ ‫في هذا المقطع الزمني وبالتحديد من بعد بدء العمل بالنظام البيروقراطي وتشكيل‬ ‫أجهزة الدولة بعد عزل الحاكم الشيخ عيسى بن علي عام ‪ ،1923‬تحولت البحرين إلى‬ ‫ج بالحراك السياسي نظرا لتساع التعليم وتعّدد أوجه الدارة في الدولة‬ ‫حاضرة محلّية تع ّ‬ ‫وتشكل فئات جديدة كالموظفين والعمال وانتشار الندية الدبية وبعض الصحف العربية‬ ‫القادمة من مصر والعراق والهند‪ .2‬فقد جرت انتخابات نصف أعضاء مجلس البلدية عام‬ ‫‪ 1924‬وأدخلت الكهرباء عام ‪ 1928‬ونشرت أّول ميزانّية عام ‪ 1930‬وألغيت محكمة‬

‫‪ -1‬كانت أغلب الحركات المطلبية التي وجدت في بداية القرن المنصرم‪ ،‬متأثرة بالمد السياسي في الهند أو في مصر أو بلد الشام ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لمزيد من التفاصيل انظر ‪:‬‬ ‫محمد الرميحي‪ ،‬البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬ ‫حسين موسى ‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪، 1981 -1920‬الحقيقة برس ‪.1987‬‬

‫‪10‬‬


‫ل محّلها مجلس الغوص وألغي نظام "الفدواية" وأعمال السخرة وتأسست محكمة‬ ‫السالفة وح ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫البحرين عام ‪ 1926‬وتّم دمج المحاكم السنية والشيعة عام ‪. 1929‬‬ ‫ل أّنها كانت‬ ‫ورغم أن هذه المرحلة لم تؤسس لبناء حزبي أو تشكيل سياسي حديث إ ّ‬ ‫مؤثرة جدًا في تحديد المسار السياسي الذي سوف تتشكل عليه أغلب الحركات السياسّية‬ ‫والمطالب السياسّية المرفوعة إلى الدارة البريطانية أو الحكومة البحرينية‪ .‬وقد كان للعمل‬ ‫السياسي في هذه المرحلة طابع خاص ارتبط بالوعي التقليدي وطبيعة الفئات التي يتكون‬ ‫ل التحركات السياسية تنطلق من العتماد‬ ‫منها المجتمع ونوعية الفاعلين السياسيين‪ .‬كانت ج ّ‬ ‫على الصيغ المحلية التقليدية والنطلق من التراتيبية السائدة خصوصًا التراتيبية البوّية‬ ‫حيث يقف العيان في قمة الهرم الجتماعي بعد الحكام ‪ .‬كان العيان هم المتحدثين باسم‬ ‫الشعب لكنهم ل يملكون تمثيل أو تفويضا بذلك سوى الوراثة في المرتبة الجتماعية‪ .‬فك ّ‬ ‫ل‬ ‫الحركات السياسية المذكورة كانت تقوم على مجموعة من العيان تجتمع اجتماعا عاديا فيما‬ ‫بينها أو مع بعض الناس وتقرر بعض المطالب وتدفع بها إلى الحاكم‪ .‬وفي بعض الحيان‬ ‫تجتمع هذه القيادات مع الناس لتخبرهم بما تؤول إليها المور‪ ،‬لذا كانت أدوات التعبئة‬ ‫تنحصر أو تعتمد على التحريض والشرعية في المطالبة من دون العتماد على برنامج‬ ‫سياسي متكامل أو تجنيد حزبي للخليا أو للتباع‪.‬‬ ‫ن انتشار الندية الدبية وزيادة التواصل مع البلدان‬ ‫وحسب كثير من الباحثين‪ 4‬فإ ّ‬ ‫العربية وجلب الصحف ذات التوجهات القومية والمعادية للستعمار البريطاني قد أسهمت‬ ‫بدور واسع في بلورة نواة الحركة السياسية وتجاوزها للطر الطائفية والقبلية المعمول بها‬ ‫قبل‪ .‬بداية كانت المطالبات الطائفية والقبلية هي الغالبة كما في تحركات الشيعة عام ‪،1923‬‬ ‫وتحركات أعيان القبائل السّنية في السنة نفسها‪ ،‬لكنها أمام التحرك الموحد الذي شهدته البلد‬ ‫سنة ‪ 1938‬اتخذت طابعا مختلفا من حيث تشكيل أعضائها من السنة والشيعة وتحديد مطلبها‬ ‫السياسي بدّقة ممثل في مجلس تشريعي تشارك فيه الّمة مع الحاكم في إدارة شئون البلد‪.‬‬ ‫ويصف الشهابي أوضاع هذه الحركة أّنها " المّرة الولى التي يحدث فيها توزيع منشورات‬ ‫واضحة المغزى بطريقة سرّية‪ ،‬وتنتشر فيها ملصقات تتحدى سلطة آل خليفة وتستهدف‬ ‫التدخل البريطاني السافر في شؤون إدارة البلد وتطالب بالخصوص بإقالة المستشار‬ ‫تشارلز بلجريف"‪.5‬‬ ‫أخذت حركة ‪ 1938‬على عاتقها التأسيس مجددا لفكرة الدستورية والمشاركة السياسّية‬ ‫فكان على رأس مطالبها تشكيل مجلس تشريعي منتخب والمناصفة في التعين بين السّنة‬ ‫والشيعة في المجلس العرفي والمجالس الخرى المعينة‪ .‬المطلب الخير كان يعني التنازل‬ ‫عن فكرة الكثرية و" الستملك الحصري" لمنافع الدولة والقبول بمنطق المواطنة كما كان‬ ‫يعني دخول الشيعة إلى حيز جديد يختلف عن الحيز الذي انحشروا فيه طوال الفترات‬ ‫الماضية‪.6‬‬ ‫‪ - 3‬سوسن الشاعر‪ ،‬عبد القادر الجاسم‪ ،‬قصة الصراع السياسي في البحرين‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫‪ - 4‬سيعد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪1974 -1923‬؛ عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسية في البحرين‪ ،‬بحث غير منشور‬ ‫‪ - 5‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1974 -1923‬ص ‪.67‬‬ ‫‪ - 6‬عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسة في البحرين‪ ،‬ص ‪) 4‬بحث غير منشور( ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫امتدت هذه المرحلة حتى نهاية عام ‪ ،1953‬ففي سبتمبر من ذلك العام‪ ،‬وخلل احتفال‬ ‫شيعة البحرين بموسم عاشوراء‪ ،‬هاجمت مجموعة من الشخاص) بقيادة أحد أفراد العائلة‬ ‫الحاكمة( أحد مواكب العزاء في المنامة‪ ،‬مما أدى لنشوب الصراع والصدام بين السنة‬ ‫والشيعة‪ ،‬وهو المر الذي استهدفته ‪ -‬كما يظهر‪ -‬المجموعة المذكورة‪.‬‬ ‫على أثر هذه الحادثة قادت الطليعة البحرينية )من السنة والشيعة على السواء(‪ ،‬حركة‬ ‫إصلحية انطلقت من النوادي والصحف ) خصوصا مجلة صوت البحرين‪ ،‬والقافلة(‪ ،‬دعت‬ ‫لتوحيد صفوف المجتمع عبر تشكيل شبكة اتصالت واسعة بين وجهاء الشيعة والسنة‪.‬‬ ‫وعقدت اجتماعات جماهيرية نتج عنها تأسيس "الهيئة التنفيذية العليا" في أكتوبر ‪،1954‬‬ ‫أثناء تجمع حاشد بالسنابس‪ .‬وتكونت الهيئة من ثمانية أشخاص‪) ،‬أربعة من السنة وأربعة من‬ ‫الشيعة(‪ ،‬يرتبطون بجمعية عمومية تتكون من ‪ 120‬شخصا‪ .‬وشارك عدد من علماء الدين‬ ‫الشيعة في قيادة الهيئة‪ .‬وتسلمت الهيئة قيادة النضال السياسي الوطني بصورة سلمية مطالبة‬ ‫بتكون مجلس تشريعي ونقابات عمالية وسن قوانين مدنية عادلة‪.7‬‬ ‫ب‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬تنظيمات الخلص ) ‪(1972-1954‬‬ ‫تمثل هذه المرحلة بداية العمل السياسي المنظم وهي مرحلة اتسمت بالفاعلية السياسية‬ ‫والنشاط المكثف لحركات اليسار واليسار القومي خصوصا في تجنيد الخليا التنظيمية‬ ‫والرتفاع في عدد المنتمين إلى التنظيمات السياسية وذلك بفعل التطّورات السياسية في‬ ‫المنطقة العربية والمجتمع المحلي ‪ .‬ويمكن اعتبار هذه المرحلة مرحلة فاصلة في أساليب‬ ‫العمل السياسي ومنعطفا أساسيا في طريقة رسم المشهد السياسي البحريني ‪.‬‬ ‫ل محلّ‬ ‫ن الندية والمأتم كانت بمثابة مؤسسات شبه سياسية تح ّ‬ ‫وبحسب الخوري فإ ّ‬ ‫الحزاب السياسية الممنوعة‪ ،‬فبالضافة إلى النشطة التقليدية التي تقوم بها تلك المؤسسات‬ ‫الجتماعية كانت تعد كمنابر للعمل السياسي‪ .‬وقد شهدت سرعة وارتفاعا في أعدادها نظرا‬ ‫لمنع تشكيل النقابات والحزاب السياسية من العمل ففي الفترة الممتدة من ‪ 1918‬إلى ‪1975‬‬ ‫كان قد تأسس ‪ 141‬ناديا وبحكم تأثير عمل الشبكات والحلقات في التعبئة اليديولوجية‬ ‫والسياسية فقد كان بالمكان تحويل أي نادي أو مأتم إلى مقر شبه سياسي لحزب سياسي‬ ‫سري ممنوع من العمل‪.8‬‬ ‫لقد أّثر هذا الوضع بدوره على بنية التنظيمات السياسية‪ ،‬حيث أضحت الخليا‬ ‫العنقودية والقيادات الهرمية تتجاوز أساليب العمل التقليدية ومؤسسات المجتمع التقليدية‪ .‬وقد‬ ‫عملت التنظيمات السياسية على خلق أطر عمل جديدة مثل النقابات العمالية واتحاد الطلبة‬ ‫في الخارج والداخل وتنشيط الندية الثقافية والرياضية كمساحات للتعبئة والتجنيد ونشر‬ ‫الفكار السياسية اليديولوجية الخاصة بكل تنظيم سياسي‪.‬‬

‫‪ - 7‬لعل المرجع الوحيد الذي سرد تفاصيل تشكيل الهيئة التنفذية هو مذكرات عبد الرحمن الباكر المعنون بـ " من البحرين إلى المنفى" وقد أعيد‬ ‫طبع الكتاب من قبل جمعية العمل الديمقراطي سنة ‪ 2004‬بالتعاون مع دار الكنوز الدبية في بيروت‪.‬‬ ‫‪ - 8‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪12‬‬


‫ومن ضمن العوامل التي ساعدت التنظيمات السياسية على تنظيم نفسها وممارسة‬ ‫العمل السياسي انتشار حركات التحرر الوطني في العالم الثالث وهيمنة نظام القطبين على‬ ‫ساحة العمل الدولي‪ .‬فبحكم تصاعد حركات التحرر الوطني وشيوع ظاهرة الحزاب‬ ‫العالمية وفتح قنوات التفاعل السياسي معها‪ ،‬انتشرت في البحرين كثير من الحركات‬ ‫السياسية وتشكلت العديد من التنظيمات السياسية ولكن بسرية نظرا لعدم وجود قانون ينظم‬ ‫الحياة السياسية )في ظل الستعمار البريطاني(‪ .‬المر الذي انعكس مباشرة في صياغة‬ ‫مطالب تلك التنظيمات وتطابق رؤيتها مع رؤية تعزيز الستقلل وتكريس الدولة كرمز‬ ‫للهوية والوحدة الوطنية من ناحية‪ ،‬وإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية تتجاوز التخلف‬ ‫التاريخي‪ ،‬وتلبي الحاجات الساسية‪ ،‬إلى جانب طموح وتطلعات الفئات التي تتم تعبئتها أثناء‬ ‫النضال من أجل الستقلل ‪.‬‬ ‫كانت التنظيمات السياسية تركز بصورة أساسية على التخلص من الستعمار‬ ‫البريطاني‪ ،‬والوحدة بين إمارات الخليج العربي‪ ،‬وتطالب في الوقت نفسه بمزيد من الحرية‬ ‫والديمقراطية وتوحيد القانون وإلغاء كافة المتيازات المعمول بها‪ .‬وبصورة عاّمة لم يتخلف‬ ‫خطاب التنظيمات السياسية بكافة أطيافها عن الخطاب العربي التحرري والنهضوي نظرا‬ ‫للترابط العميق الجامع بين الحزاب العربية والتنظيمات البحرينية‪.‬‬ ‫و رغم طول هذه الفترة وتشعبها في المسار السياسي وتأثير التغيرات القتصادية‬ ‫والجتماعية على كثير من مجالت العمل في الداخل والخارج‪ ،‬لم تفلح التنظيمات البحرينية‬ ‫في تخطى أزمات الحزاب العربية ووقعت في أفخاخ الشمولية وتأجيل الديمقراطية سواء‬ ‫في بنيتها الداخلية أو في المنظومة الفكرية‪ .‬كما غلب عليها الجمود وفقدت القدرة على تجديد‬ ‫نخبها التي ظلت ماسكة على هرميتها منذ لحظة تأسيسها‪.‬‬ ‫في هذه الفترة قامت الدارة البريطانية بتأسيس القسم الخاص )المخابرات( ‪،1957‬‬ ‫وإعلن أحكام الطوارئ الذي استبدل بقانون المن العام سنة ‪ 1965‬وتحت هذا القانون‬ ‫عملت التنظيمات السياسية حتى إصدار قانون تدابير أمن الدولة عام ‪.1974‬‬ ‫أما أبرز التنظيمات السياسية التي ظهرت في هذه المرحلة فهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنظيم الهيئة التنفيذية العليا‬ ‫يعد تنظيم الهيئة التنفيذية العليا أّول تنظيم سياسي ) شبه حزب( يتم العتراف به من‬ ‫قبل الحكومة وفي نفس الوقت فالهيئة التنفيذية العليا تعد بمثابة التنظيم الم الذي تتالت من‬ ‫بعده التنظيمات السياسية وقد تشكل هذا التنظيم بمبادرة من عدة شخصيات وطنية تضم شيعة‬ ‫وسنة وسعت إلى جمع تواقيع الهالي لتمثيلهم أمام الحكومة والدارة البريطانية والمطالبة‬ ‫بعّدة مطالب سياسية أبرزها المجلس التشريعي والقانون المدني الموحد وقانون النقابات‪.‬‬ ‫وكان هذا التنظيم يعمل علنية وبأسماء حقيقة معروفة لكن من دون إطار قانوني وكان كثير‬ ‫من أعضاء الجمعية العمومية للهيئة التنفيذية العليا )‪120‬عضو( متأثرين بالحركة القومية‬ ‫الصاعدة آنذاك‪.9‬‬ ‫‪ - 9‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى ‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫وبفعل تغلغل حركة الهيئة التنفيذية العليا في أوساط المواطنين استطاعت الهيئة الفوز‬ ‫في انتخابات مجلس الصحة ومجلس التعليم وكان لدي الهيئة كشافة خاصة بهم ينظمون‬ ‫حركة السواق وقت إعلن الضراب العام وأمور السير ‪ .‬وعلى أثر تصاعد الوضاع في‬ ‫مصر أثناء العدوان الثلثي ‪ 1956‬عملت الدارة البريطانية بالتعاون مع حكومة البحرين‬ ‫على إفشال خطوات التنظيم وإلقاء القبض على أعضاء الهيئة الثمانية وتقديمهم للمحاكمة‬ ‫ونفي بعض القيادات إلى خارج البحرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬حركة القومين العرب‬ ‫تعود جذور تأسيس حركة القومين العرب في البحرين إلى فترة الربعينيات وذلك من‬ ‫خلل البعثات الطلبية إلى بيروت على وجه الخصوص وقد نشطت الحركة في بدايات‬ ‫الستينيات ولقيت انتشارا واسعا لطروحاتها في أوساط الشباب والعمال‪ .‬كان مسار الحركة‬ ‫ل يتخلف عن مسار الحركة الم التي شهدت انشقاقات عديدة بعد نكسة ‪ 1967‬حيث شهدت‬ ‫الحركة ظهور خط يساري بين صفوف المنتمين إليها وتأسس ما عرف بالجبهة الشعبية‬ ‫لتحرير الخليج العربي وكان معظم عناصر التنظيم طلبا يدرسون في بيروت وعند‬ ‫رجوعهم البحرين شكلوا جناحا عسكريا في قوة دفاع البحرين عام ‪ . 1969‬وعلى غرار‬ ‫أفكار حركة القومين العرب كانت الحركة في البحرين تروج لتلك الفكار الداعية لفكرة‬ ‫القومية العربية والتحرر من الستعمار‪.‬‬ ‫‪ -3‬جبهة التحرير الوطني البحرانّية‬ ‫تأسست هذه الحركة في العام ‪ 1955‬في أوساط العمال والطبقات الدنيا وكان معظم‬ ‫ل أّنهم سرعان ما انفصلوا عنها قبل‬ ‫كوادرها منخرطين في صفوف الهيئة التنفيذية العليا إ ّ‬ ‫الجهاز عليها من قبل الدارة البريطانية وعملوا بمساندة خليا حزب "تودة" اليراني على‬ ‫تشكيل خليا الجبهة الخاصة‪ .‬أصدرت الجبهة أّول برنامج سياسي مكتوب في العام ‪،1962‬‬ ‫ل أّنها رفضت الدخول في التحالف الوطني الذي قاد‬ ‫طالبت فيه بأكثر من ‪ 15‬مطلبا إ ّ‬ ‫انتفاضة ‪ .1965‬وقاطعت الجبهة انتخابات المجلس التأسيسي ‪ ،1972‬لكّنها شاركت في‬ ‫انتخابات المجلس الوطني ‪.1973‬‬ ‫‪ -4‬تنظيم البعث العربي‬ ‫تعود بدايات تنظيم البعث في البحرين إلى عام ‪ 1958‬عندما رجع بعض الطلب من‬ ‫بيروت والقاهرة إلى البحرين والتحقوا بسلك التدريس حيث عملوا على نشر أفكار حزب‬ ‫البعث داخل أوساط طلبة الثانوية‪ .‬وفي عام ‪ 1963‬تعّرض التنظيم إلى انشقاق متزامن مع‬ ‫النشقاق الذي حدث بين سوريا والعراق فتقلصت أنشطة التنظيم وتخلى البعض عن التنظيم‬ ‫وشارك التنظيم في دعم انتفاضة ‪ .1965‬وفي عام ‪ 1971‬تقلص نشاط الحزب وبقي كمنظمة‬ ‫مستقلة تابعة لمبادئ البعث وليس إلى جهة معينة‪ .‬أّما العناصر اليسارية فقد انضمت إلى‬ ‫‪ -1‬عبد الرحمن الباكر‪ ،‬من البحرين الى المنفي) مذكرات( ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكنوز الدبية‪2004 ،‬‬ ‫‪ -2‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪ ،‬ص ‪.298‬‬ ‫‪ -3‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين‪ :‬قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1974 -1923‬ص ‪.123‬‬

‫‪14‬‬


‫الجبهة الشعبية وبقي الفرع القليمي في البحرين تابعًا للمركز في بغداد ضمن القيادة‬ ‫القومية للبعث‪.10‬‬ ‫‪ -5‬الجبهة الشعبّية‬ ‫تمثل الجبهة الشعبية المتداد النهائي لحركة القومين العرب وقد مرت بعّدة أطوار حتى‬ ‫انتهت إلى الشكل المستقل عام ‪ .1974‬وكانت الجبهة الشعبية تتبع الجناح اليساري للجبهة‬ ‫الشعبية لتحرير الخليج العربي المتوّلد من حركة القوميين العرب‪ .‬نشطت الجبهة في أوساط‬ ‫الطلب والعمال وركزت على البناء الحزبي لدى كوادرها وتعرضت الجبهة لكثر من‬ ‫حملة أمنية أعنفها سنة ‪.1973‬‬ ‫ومثلما مثلت جبهة التحرير الوطني الخط الشيوعي التقليدي فقد مثلت الجبهة الشعبية‬ ‫الخط الماركسي الذي خرج من رحم التيار القومي‪ .‬من هنا كان هناك افتراق في رؤية ك ّ‬ ‫ل‬ ‫منهما للعديد من القضايا‪ ،‬كما كان بينهما اتفاق أحيانًا على بعض القضايا الخرى مثل‬ ‫الموقف من النظام والوحدة الخليجية وكان يختلفان في تفاصيل القضايا العربية العاّمة مثل‬ ‫مسألة الوحدة العربية وقضية فلسطين‪ ،‬والموقف من الخلف داخل الحركة الشيوعية‪،‬‬ ‫والعلقة مع التيارات الخرى الدينية والقومية محليًا وعربيًا‪.‬‬ ‫‪ -6‬الجماعات السلمّية‬ ‫لم تشهد هذه الفترة أي نشاط سياسي للتيارات السلمية رغم تواجد تنظيمات إسلمية‬ ‫عديدة مثل جماعة الخوان المسلمين و جماعة حزب الدعوة السلمية وجماعة حركة‬ ‫الرساليين الطلئع‪ .‬كان صلب اهتمام هذه الجماعات هو الدعوة والرشاد وبناء الشخصّية‬ ‫السلمّية‪ .‬كانت استراتيجّية الجماعات السلمية تقوم على الكتفاء بالواجهات الخيرية‬ ‫والدعوية‪ ،‬فالخوان المسلمين كانوا ينظمون تحت واجهة نادي الصلح وأعضاء حزب‬ ‫الدعوة السلمية تحت غطاء جمعية التوعية السلمية في حين كان أعضاء حركة‬ ‫الرساليين ينضوون تحت الصندوق الحسيني‪.11‬‬

‫‪ -10‬فلح مديرس‪ ،‬تنظيمات البعث في الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬ص ‪58‬‬ ‫‪ - 11‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬عباس المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة التيار السلمي والمجتمع السياسي في البحرين‪ ،‬مجمع البحرين الثقافي للدراسات‬ ‫والبحوث ‪.2002 ،‬‬ ‫‪ - 2‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪.2000 ،‬‬

‫‪15‬‬


‫التنظيم‬

‫سنة التأسيس‬

‫التوجه العام‬

‫الهيئة التنفيذية العليا‬

‫‪1954‬‬

‫متأثرة بالقومية‬ ‫العربية‬

‫حركة القوميين‬ ‫العرب‬

‫غير معروف‬

‫قومي‬

‫جبهة التحرير‬ ‫الوطني البحرانية‬

‫‪1955‬‬

‫شيوعية‬

‫تنظيم البعث‬

‫‪1958‬‬

‫بعث قومي‬

‫الجبهة الشعبية‬

‫‪1968‬‬

‫يسار قومي‬

‫نادي الصلح‬ ‫الخليفي‬

‫‪1947‬‬

‫أخوان مسلمين‬

‫جمعية التوعية‬

‫تأسست‬ ‫‪1968‬‬ ‫وأشهرت عام‬ ‫‪1972‬‬

‫إسلمي شيعي‬

‫الصندوق الحسيني‬

‫‪1972‬‬

‫إسلمي شيعي‬

‫ملحظات‬ ‫كانت أّول حركة شعبية ممثلة بتواقيع تقدر بـ ‪ 18‬ألف توقيع‬ ‫انتخبوا جمعية عمومية اختارت بدورها هيئة عليا من ‪ 8‬أشخاص‬ ‫بين سنة وشيعة‪.‬‬ ‫ترجح بعض القوال أن نشأة الحركة كانت منتصف الربعينات‬ ‫ن نشاطها الفعلي ابتدأ منذ بداية الستينيات وحتى نكسة ‪1967‬‬ ‫إل أ ّ‬ ‫دخلت في تنافس شديد مع الجبهة الشعبية من أجل السيطرة على‬ ‫النقابات العمالية والتحادات الطلبية قاطعت انتخابات المجلس‬ ‫التأسيسي وشاركت في المجلس الوطني عبر كتلة الشعب‪.‬‬ ‫تابع للحزب المركزي في العراق وسوريا‪ ،‬شارك في المجلس‬ ‫الوطني وكان كثير من أعضاءه قريبين من الحكومة بعد ح ّ‬ ‫ل‬ ‫المجلس الوطني‪.‬‬ ‫منشقة عن حركة القومين العرب اتخذت من النقابات العمالية‬ ‫والجامعات مركزا لها قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي‬ ‫والمجلس الوطني‪.‬‬ ‫قريب من الحكومة‪ ،‬لذلك لم يساند الحركة الشعبية أو مطالب‬ ‫المعارضة‪.‬‬ ‫امتداد لتنظيم حزب الدعوة ذات المنشأ العراقي‪ ،‬مكونة أساسا من‬ ‫العائدين من الدراسات الحوزوية في مدينة النجف وبعض‬ ‫الكاديميين في جامعة البصرة‪.‬‬ ‫امتداد لحركة الرساليين الطلئع ذات المنشأ العراقي‪ ،‬تأسس في‬ ‫البحرين على يد السيد هادي المدرسي‪ ،‬وهو ابن اخت المرجع‬ ‫الشيرازي بمدينة كربلء العراقية‪.‬‬

‫جدول )‪ : (1‬التنظيمات في البحرين حتى ‪.1973‬‬

‫ج ‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ :‬تجربة المجلس الوطني ) ‪(1975-1971‬‬ ‫تختلف هذه الفترة عن سائر الفترات من حيث أّنها تمثل التجربة السياسية العملية‬ ‫الولى للحياة السياسية الديمقراطية في البحرين‪ ،‬فعلى أثر حصول البحرين على الستقلل‬ ‫سنة ‪ 1971‬شهدت البحرين أّول تجربة سياسية وتّم فيها إجراء انتخابات مباشرة على‬ ‫مرحلتين ‪:‬‬ ‫‪ -1‬انتخابات المجلس التأسيسي‬ ‫وانيطت بالمجلس التأسيسي مهّمة الموافقة على دستور البحرين بناًء على المرسوم‬ ‫صت المادة الولى‬ ‫بقانون رقم )‪ (12‬لسنة ‪1972‬م والصادر في ‪ 20‬يونيو ‪1972‬م‪ ،‬حيث ن ّ‬ ‫منه على ‪ " :‬ينشأ مجلس تأسيسي لوضع مشروع دستور للبلد‪ ،‬ويتألف من اثنين وعشرين‬ ‫عضوًا ينتخبهم الشعب بطريق النتخاب العام السري المباشر‪ ،‬ومن عدد ل يزيد عن عشرة‬ ‫أعضاء يعينون بمرسوم ‪ ،‬ويكون الوزراء أعضاء في المجلس بحكم مناصبهم"‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫وفي اليوم المحّدد للنتخابات‪ ،‬انتخب شعب البحرين ‪ 22‬عضوًا للمجلس التأسيسي‪،‬‬ ‫وفي يوم ‪ 9‬ديسمبر ‪1972‬م‪ ،‬أصدر المير الراحل عيسى بن سلمان مرسومين‪ ،‬الّول‬ ‫يقضي بتعيين ثمانية أشخاص كأعضاء في المجلس التأسيسي بالضافة للعضاء المنتخبين‬ ‫والثاني يدعو المجلس التأسيسي ) المكون من ‪ 22‬عضوًا و ‪ 8‬أعضاء معينين‪ ،‬و ‪ 12‬وزيرًا‬ ‫بحكم مناصبهم( للنعقاد يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪1972‬م وكانت أخر جلسة للمجلس‪ -‬الجلسة‬ ‫الختامية‪ -‬بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪1973‬م‪ .‬وقد عقد المجلس التأسيسي ‪ 45‬جلسة‪ ،‬منها ‪ 9‬جلسات‬ ‫سرّية لمناقشة اللئحة الداخلية للمجلس‪.12‬‬ ‫اتسم الدستور بسمات مشتركة من كل النظامين الرئاسي والبرلماني‪ ،‬فالمير هو‬ ‫رئيس السلطة التنفيذّية ويمارس سلطات سياسية إذ يعين بأمر أميري رئيس مجلس الوزراء‬ ‫ويعفيه من منصبه‪ ،‬ويعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بمرسوم أميري‪ ،‬كما يمارس‬ ‫سلطاته بواسطة وزرائه ولديه ُيسأل الوزراء متضامنين عن تنفيذ سياسة الحكومة‪ .‬وفي نفس‬ ‫ص بالتشريع‬ ‫ن ذاته مصونة ل تمس فل يسأل أمام المجلس الوطني الذي يخت ّ‬ ‫الوقت فإ ّ‬ ‫والرقابة على أداء الجهاز الحكومي وقد حّدد دستور ‪ 1973‬السلطة التشريعية بالمجلس‬ ‫ن الشعب مصدر للسلطات الثلث‪.‬‬ ‫الوطني المنتخب فقط وأ ّ‬ ‫‪ -2‬انتخابات المجلس الوطني‬ ‫في ‪ 11‬يوليو ‪ 1973‬م أصدر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين‬ ‫مرسومًا بشأن أحكام النتخاب للمجلس الوطني‪ ،‬وجاء في المادة الّولى من هذا المرسوم‪" :‬‬ ‫بتأليف المجلس الوطني من ثلثين عضوًا‪ ،‬ينتخبهم الشعب بطريق النتخاب العام السري‬ ‫المباشر‪ ،‬ويكون الوزراء أعضاء في المجلس الوطني بحكم مناصبهم"‪ .‬وترشح لمقاعد‬ ‫المجلس الوطني ‪ 114‬مرشحا للتنافس على ‪ 30‬معقدا في حين بلغ عدد الذين سجلوا أسماءهم‬ ‫في جداول الناخبين ‪ 27‬ألف ناخب مقارنة بنحو ‪ 22‬ألف ناخب في انتخابات المجلس‬ ‫التأسيسي‪.‬‬ ‫انتخب البحرينيون عام ‪ 1973‬أعضاء المجلس الوطني الذي تمتع بصلحيات تشريعية‬ ‫ورقابية أصيلة‪ ،‬فقد كانت أغلبية أعضائه )‪ %74‬تقريبا( نوابا للشعب منتخبين في حين كان‬ ‫يمثل العضاء المعينين بحكم مناصبهم ‪ -‬وهم الوزراء‪ -‬ما نسبته ‪ %26‬تقريبا من أعضاء‬ ‫ن هذه التجربة لم تستمر طويل‪.‬‬ ‫المجلس‪ ،‬غير أ ّ‬ ‫إزاء هذه التجربة القصيرة كانت التنظيمات السياسية مختلفة في طريقة تعاطيها مع كل‬ ‫المرحلتين فتنظيمات اليسار ممثلة في جبهة التحرير الوطني والجبهة الشعبية قاطعت‬ ‫انتخابات المجلس التأسيسي‪ ،‬في حين شاركت التنظيمات السلمية وبالخص التنظيمات‬ ‫الشيعية وحصلت على ثلث مقاعد المجلس التأسيسي كما شارك تنظيم البعث العربي في تلك‬ ‫النتخابات‪ .‬وفي انتخابات المجلس الوطني شاركت كافة التنظيمات باستثناء الجبهة الشعبية‬ ‫ن عناصرا قريبة للجبهة الشعبية بل مرتبطة بها لم تلتزم‬ ‫لأّ‬ ‫التي أصرت على المقاطعة‪ .13‬إ ّ‬ ‫بقرار المقاطعة ودخلت ضمن كتلة الشعب‪ ،‬ومن جانب آخر كان هناك توجيه غير مباشر‬ ‫‪ - 12‬لمزيد من التفاصيل أنظر موقع مجلس الشوري ‪http://www.shura.gov.bh/default.asp?action=category&id=87 :‬‬ ‫‪ - 13‬عباس المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪17‬‬


‫من الجبهة الشعبية للتصويت لحد أعضاء الكتلة المترشحين في منطقة النعيم بحكم وجود‬ ‫ثقل كبير للشعبية في النعيم وبهدف دعم المرشح الديمقراطي ضد رجل دين منافس‪ ،‬حيث‬ ‫كانت الجبهة تعتبرهم قوى مضادة وحليفة مع الحكم‪.14‬‬ ‫ولم تمّر سوى بضعة أسابيع‪ ،‬حتى ظهر واضحًا أن وقائع هذه الجلسات تمّر بفترات‬ ‫من الخذ والرد والشد والجذب‪ .‬واستمّرت اجتماعات المجلس تشهد قدرًا من السخونة التي‬ ‫تصاعدت حدتها تدريجيا حتى صدور المرسوم الميري في ‪ 23‬يونيو ‪1975‬م‪ ،‬بفض دور‬ ‫ل أّنه إزاء الخلفات التي نشبت‬ ‫النعقاد الثاني للفصل التشريعي الّول للمجلس الوطني‪ ،‬إ ّ‬ ‫وتفاقمت بين الحكومة وبعض أعضاء المجلس تقدمت الحكومة بطلب استقالة الوزارة إلى‬ ‫ن الوزارة أخذت‬ ‫أمير البلد في ‪ 24‬أغسطس عام ‪ ،1975‬وقد جاء في خطاب الستقالة ‪" :‬إ ّ‬ ‫على عاتقها استكمال التشريعات الضرورية اللزمة لمرحلة الستقلل ‪ ...‬ولكن الوزارة لم‬ ‫تجد في المجلس الوطني عونًا لها في ذلك‪ ،‬رغم محاولتنا المخلصة التي بذلناها خل ل‬ ‫عامين‪ ،‬إذ سادت مناقشاته أفكار غريبة عن مجتمعنا وقيمنا‪ ...‬واتجهت إلى الثارة والهاجة‬ ‫والتحريض والمزايدة‪ ،‬وعملت على بث الفرقة وروح الكراهية‪ ،‬غير مقدرة للضرر الذي‬ ‫يعود على الوحدة الوطنية من جراء ذلك ‪.‬‬ ‫وفي ‪ 25‬أغسطس ‪1975‬م‪ ،‬أرسل رئيس الوزراء إلى أمير البلد بمقترحات تشكيل‬ ‫الحكومة الجديدة‪ .‬وفي ‪ 26‬أغسطس عام ‪1975‬م أصدر أمير البلد مرسومًا )رقم ‪ (13‬لعام‬ ‫ل المجلس الوطني وتعليق العمل بمواد الدستور المتعلقة به‪.‬‬ ‫‪1975‬م‪ .‬والذي تضمن المر بح ّ‬ ‫وكان ذلك أثر رفض المجلس إقرار مشروع قانون أمن الدولة الذي تقدمت به الحكومة‪.‬‬ ‫ن تجربة المجلس الوطني أبرزت ثلث كتل سياسية هي الكتلة الدينية‬ ‫الجدير بالذكر أ ّ‬ ‫وتجمع شخصيات محسوبة على الجماعات السلمية الشيعية وبالذات تيار حزب الدعوة‪،‬‬ ‫وكتلة الشعب وتضم النواب المتعاطفين والمنتظمين في تنظيمات سياسية هي جبهة التحرير‬ ‫الوطني وتنظيم البعث العربي ولم يكن معهم أي من المحسوبين على الجبهة الشعبية نظرا‬ ‫لمقاطعتها انتخابات المجلس الوطني‪ .‬أّما الكتلة الثالثة فهي كتلة المستقلين الذين ل يجمعهم‬ ‫أي انتماء ديني أو عقائدي حزبي وربما استمدوا الدعم من المكانة الجتماعية والموروث‬ ‫التقليدي ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬المرحلة الرابعة ‪ :‬حّل المجلس الوطني ) ‪(1999 -1975‬‬ ‫ل المجلس الوطني وتعطيل مواد الدستور المتعلقة بالحياة النيابية تعاملت‬ ‫بعد ح ّ‬ ‫ل المجلس الوطني على‬ ‫الحكومة مع القضايا السياسية بناء على قانون أمن الدولة الذي تّم ح ّ‬ ‫أثر تقديمه من قبل الحكومة في أغسطس ‪ .1975‬وشهدت هذه الفترة فيما بعد العديد من‬ ‫المحطات أبرزها انتصار الثورة السلمية في إيران ‪ 1979‬وانخراط التنظيمات السلمية‬ ‫الشيعية في العمل السياسي‪ .‬وخلل هذه الفترة تعرضت التنظيمات السياسية لحملت قمع‬ ‫ومطاردة شرسة للخليا التنظيمية لكافة التنظيمات السياسية حيث تعرض تنظيم الجبهة‬ ‫الشعبية لضربة أمنية قوية مطلع عام ‪ 1976‬وكشفت أجهزة المخابرات التابعة لمن الدولة‬ ‫‪ - 14‬مداخلة الستاذ عبد ال جناحي عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الديمقراطي في المائدة المستديرة وهي تعليقات بعث بها إلى الكاتب‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫تنظيمات إسلمية عديدة منها تنظيم الجبهة السلمية لتحرير البحرين وتنظيم حزب الدعوة‬ ‫وتنظيم حركة الشهداء‪.‬‬ ‫وبعد انتصار الثورة السلمية وحربي الخليج وتداعياتها‪ ،‬كان هناك حدث مميز لهذه‬ ‫الفترة أل وهو اندلع الضطرابات الشعبية عام ‪ 1994‬والمطالبة بالعودة إلى تفعيل المواد‬ ‫المعلقة من دستور ‪ .1973‬وذلك على أثر قيام لجنة العريضة الشعبية برفع عريضتين لمير‬ ‫البلد الشيخ عيسى بن سلمان الولى كانت عريضة نخبوية وقعها أكثر من ‪ 300‬شخصية‪.‬‬ ‫حاول المير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان الستجابة للمطالب الشعبية فأصدر أمرا أميريا‬ ‫ن هذه الصيغة لم تكن كافية ولم‬ ‫لأّ‬ ‫رقم )‪ (9‬لسنة ‪ 1992‬بإنشاء مجلس شورى )معين(‪ ،‬إ ّ‬ ‫تجد قبول أو مصداقية لدى الشعب البحريني‪ ،‬المر الذي دفع الحياة السياسية إلى مزيد من‬ ‫الحتقان وأوجد في الشارع السياسي البحريني حالة من الغليان اتخذت أشكال متباينة من‬ ‫العنف بعد قيام لجنة العريضة الشعبية برفع عريضة ثانية وقعها أكثر من ‪ 25‬ألف مواطن ‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬المرحلة الخامسة ‪ :‬مشروع ميثاق العمل الوطني ) ‪(2007 -2001‬‬ ‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم خلفا لوالده المتوفى في مارس ‪،1999‬‬ ‫أصدر المير الجديد المر الميري رقم )‪ (36‬و)‪ (43‬بتشكيل لجنة وطنية عليا لعداد‬ ‫مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وبعد إعداد المسّودة أصدر المير المر رقم )‪ (8‬لسنة ‪2001‬‬ ‫بدعوة المواطنين للستفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني‪ .15‬وبفعل هذه المصالحة‬ ‫الجزئية استطاعت القوى السياسية التي كانت تعمل في السر أن تبادر إلى العلن عن نفسها‬ ‫وتطالب بحّقها في تشكيل نفسها في أطر حزبية معترف بها رسميا كعلمة حقيقة لمشروع‬ ‫الصلح السياسي‪ .‬وفي أطار الخطوات النتقالية للعودة إلى الحياة النيابية جرى الستفتاء‬ ‫على ميثاق العمل الوطني في ‪ 14‬ـ ‪ 15‬فبراير ‪ 2001‬والذي حظي بأغلبية ‪ %98.4‬والذي‬ ‫يتضمن في باب التوجهات المستقبلية تعديلت دستورية بحيث تتشكل السلطة التشريعية من‬ ‫مجلسين مجلس منتخب )البرلمان( ويختص بالتشريع ومجلس الشورى )ويختص بالمشورة(‬ ‫وتغيير مسمى الدولة بما يتوافق عليه المير والشعب‪.‬‬ ‫وجاء في الفصل الخامس من الميثاق بشأن الحياة النيابّية الشارة إلى الحاجة إلى‬ ‫إجراء تعديل دستوري يجعل السلطة التشريعية تتكون من مجلسين بدل من مجلس واحد‪،‬‬ ‫وهي الفقرات التي أثارت جدل واسعا فيما بعد حول شكل وصلحيات مجلس الشورى‬ ‫المعين‪ .‬فقد جاء في نص الميثاق أّنه "‪ ...‬بات من صالح دولة البحرين أن تـتكون السلطة‬ ‫التـشريعية من مجلسين‪ ،‬مجلس منـتخب انتخابا حرًا مباشرًا يتولى المهام التـشريعية إلى‬ ‫جانب مجلس معّين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه‬ ‫الشورى من علم وتجربة‪ .‬ويتميز هذا التكوين الثـنائي المتوازن للسلطة التـشريعية بأّنه يقدم‬ ‫في آن واحد مجموعة من المزايا تـتضافر مع بعضها البعض‪ .‬فهو يسمح بالمشاركة‬ ‫الشعبـية في الشئون التـشريعية‪ ،‬ويسمح بتـفاعل كافة الراء والتجاهات في إطار مجلس‬ ‫ن هذا التـشكيل المقـترح للمجلس التشريعي‪ ،‬الذي سوف يتطلب‬ ‫تـشريعي واحد‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫‪15‬‬

‫لتفاصيل أكثر حول عملية صياغة ميثاق العمل الوطني أنظر ‪http://www.bahrainbrief.com.bh/arabic/february-2001.htm :‬‬

‫‪19‬‬


‫تعديل دستوريا‪ ،‬سوف يتيح له أن يستمد الحكمة والدراية من جانب‪ ،‬وكافة التوجهات العاّمة‬ ‫للناخب البحريني من جانب آخر"‪.‬‬ ‫من جانب آخر تسببت الصياغة الغامضة لهذه المادة‪ ،‬رغم تأكيدات كبار المسئولين‬ ‫ن الملك أقدم على إصدار دستور مملكة البحرين‬ ‫لأّ‬ ‫بعدم المس بمكتسبات دستور ‪1973‬م‪ ،‬إ ّ‬ ‫في ‪ 14‬فبراير ‪2002‬م‪ ،‬والذي تعتبره غالبية القوى السياسية بأّنه تراجع عن مكتسبات‬ ‫دستور ‪1973‬م‪ .‬ومن أبرز هذه التراجعات كون المجلسين‪ :‬المنتخب والمعين متساويين في‬ ‫العدد والصلحيات التشريعية وهو ما يعتبر أضعافا لسلطة الشعب ودوره في إدارة شئون‬ ‫البلد‪ ،‬وتدخل من السلطة التنفيذية في السلطة التشريعية‪ ،‬وإخلل بمبدأ فصل السلطات‬ ‫واستقللها‪ .‬أما القيادات الدينية والسياسية التي تمثل المعارضة‪ ،‬فقد قالت بأّنها دعت الناس‬ ‫ن الملك قد‬ ‫ن مجلس الشورى ذو طبيعة استشارية فقط‪ ،‬وأ ّ‬ ‫للتصويت على الميثاق بناء على أ ّ‬ ‫تعهد لهم كتابيا بعدم تغيير الدستور‪ .‬وانطلقا من ذلك وإضافة إلى صدور العديد من مراسيم‬ ‫بقوانين يعتبر بعضها يحّد من الحقوق الدستورية والحريات العاّمة‪ ،‬فقد قاطعت أربع‬ ‫جمعيات سياسية رئيسية والعديد من المستقلين النتخابات النيابية بموجب دستور ‪2002‬‬ ‫والتي تمت في ‪ 23‬و ‪ 30‬أكتوبر ‪2003‬م‪.16‬‬ ‫بقدر ما كانت هذه المرحلة بداية للعمل السياسي المحترف والعلني فإّنها أيضا ساهمت‬ ‫بطريق غير مباشر في إحداث تغيرات جوهرّية على طبيعة التنظيمات السياسية فقد‬ ‫استطاعت التنظيمات السياسية أن تعمل علنية وأن تقطع كثير من اتصالتها القومية‬ ‫والعالمية وأن تعمل في نطاق محلي يرّكز كثيرًا على قضايا الديمقراطية والصلح‬ ‫الدستوري وأن تتاح لها الفرصة لتجريب نفسها أمام استحقاقات الديمقراطية‪ .‬كما سمحت‬ ‫هذه المرحلة ببروز العديد من التوجهات الجديدة خصوصًا في التجاه السلمي السني‪.‬‬ ‫وبموجب ميثاق العمل الوطني سمح بإعلن الجمعيات السياسية تحت مظلة قانون الجمعيات‬ ‫الهلية الصادر عام ‪ 1989‬والمعّدل بمرسوم عام ‪ 1990‬الذي ل يسمح بعمل الحزاب‬ ‫ل أن السلطات سمحت بشكل استثنائي للمجموعات والتنظيمات السياسية بتنظيم‬ ‫السياسية‪ ،‬إ ّ‬ ‫نفسها كجمعيات شأن عام تحت قانون الجمعيات لعام ‪ .1989‬وعندما صدر المرسوم بقانون‬ ‫صت‬ ‫رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪2002‬م ن ّ‬ ‫المادة ‪/22‬ب منه على أّنه يحظر على التحادات والجمعيات والنقابات القيام أو المشاركة‬ ‫في أّية دعاية انتخابية لي مرشح‪ .‬إل أن ملك البلد ورغبة في ثني المعارضة عن مقاطعة‬ ‫النتخابات النيابية قام بإلغاء هذا البند بإصدار مرسوم بقانون رقم )‪ (30‬لسنة ‪ 2002‬الصادر‬ ‫في ‪ 15‬سبـتمبر ‪2002‬م‪ .‬وفي الواقع فقد نشطت حركة تكوين الجمعيات الهلية بشكل‬ ‫ملحوظ جدًا بأكثر من ضعف العدد قبل ‪ 2001‬المر الذي جعل من الجمعيات السياسية‬ ‫محشورة وسط كّم هائل من الجمعيات الهلية المتنوعة كما هو مبين في الجدول التالي ‪:‬‬

‫‪ - 16‬عبد البني العكري‪ ،‬الديمقراطية المعاقة في الخليج‪ ،‬مجلة الديمقراطي ‪ ،‬تصدر عن جمعية العمل الديمقراطي ‪،‬البحرين‪ 7،‬ديسمبر ‪2003‬‬

‫‪20‬‬


‫الجمعيات‬ ‫الجمعيات النسائية‬ ‫الجمعيات الجتماعية‬ ‫الجمعيات السياسية‬ ‫الجمعيات الخيرية‬ ‫الجمعيات السلمية‬ ‫الجمعيات المهنية‬ ‫الجمعيات الجنبية‬ ‫الجمعيات التعاونية‬ ‫الكنائس‬ ‫الصناديق الخيرية‬ ‫مؤسسات تطوعية‬ ‫الندية الجنبية‬ ‫مؤسسات خاصة للمعاقيين‬ ‫والمسنين‬ ‫الجمالي‬

‫قبل يناير ‪2001‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‬‫‬‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪27‬‬

‫بعد ‪2002‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‬‫‬‫‪23‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجمالي‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪9‬‬

‫‪-‬‬

‫‪9‬‬

‫‪198‬‬

‫‪68‬‬

‫‪266‬‬

‫جدول )‪ : (2‬أعداد الجمعيات الهلية في البحرين حتى عام ‪.172002‬‬

‫وفي عام ‪ 2006‬أصدر ملك مملكة البحرين قانونًا ينظم عمل الجمعيات التي تمثل‬ ‫القوى السياسية في البلد‪ ،‬ويخيرها بين العمل وفقا للقانون الجديد‪ ،‬وبين الحظر التام‬ ‫لنشاطاتها‪ .‬وكان مجلسا الشورى والنواب قد أقرا القانون المذكور الذي تقدمت به الحكومة‬ ‫رغم العتراضات الواسعة من قبل جمعيات حقوق النسان والجمعيات السياسية ومؤسسات‬ ‫المجتمع المدني والصحافة‪ .‬ولم يتم الخذ بمشروع القانون المعّدل الذي تقّدمت به تسع من‬ ‫الجمعيات السياسية القائمة‪ ،‬كما لم يتم اللتفات إلى تهديد بعض تلك الجمعيات بحل نفسها‬ ‫بشكل مؤقت أو دائم في حال صدور القانون‪.‬‬ ‫ومع أن كثيرًا من الجمعيات السياسية كانت قد رفضت الصيغة المطروحة لقانون‬ ‫الجمعيات وأبدت البعض تحفظاتها على بعض البنود إل أّنها في النهاية وبعد ممانعة بلغت‬ ‫إلى حّد إغلق بعض الجمعيات السياسية مقاّرها لبضعة أيام احتجاجا على تمرير القانون‪،‬‬ ‫سجلوا جمعياتهم قبل انتهاء المّدة المحّددة لتعديل أوضاعهم بما يتوافق وقانون الجمعيات‬ ‫السياسية الجديد‪.‬‬

‫‪ - 17‬الموقع اللكتروني لوزارة العمل والشئون الجتماعية في البحرين‪http://www.bah-molsa.com/arabic/index.asp .‬‬

‫‪21‬‬


‫وحتى كتابة هذا التقرير كان عدد الجمعيات السياسية المسجلة في وزارة العدل ‪15‬‬ ‫جمعية سياسية هي ‪:‬‬

‫الجمعّية‬

‫تاريخ التأسيس‬

‫التوجه العام )تقديري(‬

‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬

‫إسلمية )شيعية ‪/‬معارضة(‬ ‫يسار قومي‬ ‫إسلمية )شيعية‪ /‬معارضة(‬ ‫بعثية‪ /‬قومية‬ ‫إسلمية ‪ /‬إخوان مسلمين‪ /‬موالة‬ ‫إسلمية ‪ /‬سلف‪ /‬موالة‬ ‫سنية‪ /‬وسط‪ /‬موالة‬ ‫يسار ‪ /‬شيوعي‬ ‫ناصري‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬ ‫إسلمية‪ /‬شيعية ‪ /‬موالة‬ ‫ليبرالية‪ /‬وسط‪ /‬اثنية )يغلب عليها ذو‬ ‫الصول الفارسية(‬ ‫ليبرالية‬ ‫ليبرالية‪ /‬موالة‬

‫الوفاق الوطني السلمّية‬ ‫العمل الديمقراطي‬ ‫العمل السلمي‬ ‫التجمع القومي‬ ‫المنبر السلمي‬ ‫الصالة السلمّية‬ ‫الشورى السلمّية‬ ‫المنبر التقدمي‬ ‫الوسط العربي السلمي‬ ‫الميثاق‬ ‫التجمع الوطني الدستوري‬ ‫الرابطة السلمّية‬

‫‪2001‬‬

‫الخاء‬

‫‪2002‬‬

‫التجمع الوطني الديمقراطي‬ ‫الفكر الحر‬

‫‪2002‬‬ ‫‪2002‬‬

‫جدول )‪ : (3‬الجمعيات السياسّية في البحرين حتى ‪2007‬‬

‫‪22‬‬

‫عدد‬ ‫أعضائها‬ ‫‪35561‬‬ ‫‪613‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪384‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪463‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪223‬‬

‫العاصمة‬ ‫العاصمة‬ ‫العاصمة‬ ‫العاصمة‬ ‫المحرق‬ ‫المحرق‬ ‫المحرق‬ ‫العاصمة‬ ‫المحرق‬ ‫العاصمة‬ ‫المحرق‬ ‫العاصمة‬

‫‪154‬‬

‫المحرق‬

‫‪56‬‬ ‫‪130‬‬

‫المحرق‬ ‫الرفاع‬

‫مكان )المقر(‬


‫ثالثا ‪ -‬مفهوم الجمعيات السياسّية وفارق الحزب‬ ‫ليست مصادفة أن تخلو الدبيات السياسية البحرينية من مفردة الحزب والقتصار على‬ ‫ل الحركات السياسية تبتعد عن‬ ‫أسماء محددة مثل الجبهة أو التجمع أو الحركة‪ .‬كانت ك ّ‬ ‫إلصاق مسمى الحزب عن تنظيماتها وتكتفي بأسماء توحي بدللتها على الشمولية والسعة‬ ‫والتمثيل الشعبي كالجبهة الوطنية أو التجمع الوطني‪.‬‬ ‫الظاهرة التي عّمت الوساط السياسية البحرينية بعد التصويت على ميثاق العمل‬ ‫الوطني ‪ 2001‬هي قيام التجاهات والتنظيمات التي كانت تعمل في السر بإشهار نفسها تحت‬ ‫مسميات مختلفة‪ ،‬وفي بعض الحيان متشابهة جدا‪ .18‬وهكذا تشّكلت بانوراما الجمعيات‬ ‫السياسية وازدادت حتى وصلت إلى خمس عشرة جمعية مؤهلة للزدياد مع تطور الوضاع‬ ‫والحوارات الوطنية وتبلور اتجاهات داخل هذا الطيف أو ذاك تسعى للخروج بنمط يختلف‬ ‫عن هذه الجمعية أو تلك‪.‬‬ ‫ل جماعة‬ ‫وفق تعريف قانون الجمعيات الصادر ‪ 2004‬فالجمعية السياسية عبارة )ك ّ‬ ‫منظمة تعمل باعتبارها تنظيمات وطنية‪ ،‬وتعمل على تنظيم المواطنين وتمثليهم( وهذا‬ ‫التعريف الخاص يلغي ماهية الحزب كما هو شائع في الحزاب الغربية أو الدول التي تأخذ‬ ‫النظام الحزبي كعلمة للنظام السياسي حيث ل يرد بند السعي للستيلء على السلطة سلميا‬ ‫أو المشاركة فيها‪.‬‬ ‫السبب وراء ابتعاد القانون عن استخدام تعبير الحزب‪ ،‬هو جزئيًا ما يتضّمنه الحزب ‪-‬‬ ‫خلفا للجمعية ذات البعد الهلي أو المناطقي أو الفئوي ‪ -‬من سعي للمشاركة الفعلية في‬ ‫السلطة والعمل بمبدأ التداول السلمي للسلطة‪ .‬أّما السبب الكبر فهو يتعلق بطبيعة الممارسة‬ ‫السياسية السائدة في البحرين حيث يتم التعامل من خلل الدللت وليس المدلولت‪ ،‬مثال‬ ‫ي جمعية مسجلة في وزارة العمل‬ ‫ذلك قانون الجمعيات الصادر ‪ 1989‬كان يحظر على أ ّ‬ ‫والشؤون الجتماعية الشتغال بالسياسة‪ ،‬إل أن الجمعيات التي سجلت تحت مسمى جمعيات‬ ‫أهلية كانت تشتغل بالسياسة حتى صدور قانون الجمعيات السياسية سنة ‪ 2004‬بناء على‬ ‫توجيه من ملك البحرين يتغاضى عن تطبيق قانون ‪ 1989‬وأصبحت الحكومة مضطّرة أن‬ ‫ص القانوني‪.‬‬ ‫تتعامل معها على أساس الواقع وليس بحسب الن ّ‬ ‫وكان من المقرر أن يناقش المجلس الوطني بمجرد تشكيله وممارسته لنشطته في‬ ‫ن هذا‬ ‫لأّ‬ ‫‪ 2002‬ـ إن كان سيتم السماح للجمعيات السياسية أن تتحول إلى أحزاب سياسية‪ -‬إ ّ‬ ‫القرار تمخض عن تمرير قانون الجمعيات السياسية رغم كثير من التحفظات عليه من قبل‬ ‫أغلب الجمعيات السياسية‪ .19‬فالقانون الجديد للجمعيات السياسية يعطي الحكومة ‪ -‬ممثلة في‬ ‫وزير العدل ‪ -‬صلحيات وهيمنة على الجمعيات السياسية سواء في التأسيس أو الرقابة أو‬ ‫ل المؤقت أو الدائم‪ .‬كما يفرض القانون قيودا مشددة على النشاط والتمويل والتصال‬ ‫الح ّ‬ ‫الخارجي‪ ،‬ويمنعها من استخدام المؤسسات العاّمة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية‬ ‫‪ - 18‬على سبيل المثال استخدام مفردة الوطني في أغلب الجمعيات وكذلك مفردة المنبر ‪.‬‬ ‫‪ - 19‬ملحظة‪ :‬السلطة ل تنسب المرشحين الى الجمعيات ول تتقبل رسميا القوائم – راجع الموقع اللكتروني ووسائل العلم الرسمية ايام‬ ‫النتخابات‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫لممارسة نشاطها‪ ،‬دون تحديد طبيعة ذلك الستخدام‪ .‬ويمنع القانون الستقطاب الحزبي في‬ ‫صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬تاركا ‪ -‬وفقا لمرسوم بقانون سابق ‪ -‬للحكومة النفوذ‬ ‫الكامل على مشاركة منتسبي تلك الجهزة في أّية انتخابات‪ .‬كما يسّلط القانون ديوان الرقابة‬ ‫المالية على الجمعيات وهو تابع للجهة التنفيذية‪ .‬ويمّكن القانون الحكومة من المتناع عن‬ ‫تسجيل الجمعية أو حّلها بحجة أّنها طائفية أو دينية أو أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو لّنها مخالفة‬ ‫للدستور المثير للجدل الذي صدر عام ‪.202002‬‬ ‫ن الدولة ما زالت تتعامل مع الجمعيات السياسية ككائن قاصر سواء في‬ ‫من ناحيتها فإ ّ‬ ‫‪21‬‬ ‫تعاملها مع نواب الجمعيات أو من هم خارجها إذ عادة ما تلجأ إلى تقديم القوى الهلية‬ ‫وغير الرسمية في المسائل الكبرى بما يؤّدي في النهاية إلى اعتبار الجمعيات ظواهر‬ ‫هامشية في صنع القرار خصوصا وأّنها ل تشاهر بمسألة أساسّية وجوهرية في العمل‬ ‫ن بقاء‬ ‫الحزبي وهو الوصول إلى السلطة وحيازتها‪ .‬المر الذي يدفع بالبعض إلى القول بأ ّ‬ ‫الجمعيات السياسية على ما هي عليه من ضعف في التركيبة اليديولوجية السياسية‬ ‫وهامشية في الهيكل العام للدولة ونظام الحكم قد يتح للبعض اعتبارها مجّرد تشكيلت‬ ‫اجتماعية وليست سياسية لكنها تتعاطى العمل السياسي بزاوية ضيقة‪.‬‬

‫‪ - 20‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانون والتشريعي في هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪ - 21‬انظر محضر جلسة مجلس النواب ‪ (2002 )32‬ومداخلة بعض النواب ومن بينهم مداخلة النائب محمد خالد‪ ،‬موقع مجلس النواب البحريني‬ ‫على النترنت ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫رابعًا ‪ -‬الترسيمة اليديولوجية والمذهبية‬ ‫ل المشهد السياسي البحريني المعقد ل يمكن أن نركن إلى تصنيفات تقليدية مثل‬ ‫في ظ ّ‬ ‫اليسار والليبرالي والسلمي‪ .‬فالنقسام العمودي حول المشروع الصلحي والدستور‬ ‫ق هذه التجمعات وقامت تحالفات جديدة ل تستند إلى التصنيف السابق‪،‬‬ ‫والنتخابات قد ش ّ‬ ‫ن هذا التصنيف ل يسمح لنا بقراءة الحراك السياسي كما هو على أرض‬ ‫المر الثاني أ ّ‬ ‫ن اللجوء إلى هذا التصنيف يعني النظر على الجمعيات السياسية من‬ ‫الواقع‪ ،‬بعبارة أخرى أ ّ‬ ‫خارجها وليس كما هي واقعيا‪ ،‬فالسياسة المعمول بها لم تعد تراعى الفروق العاّمة‪ ،‬ومن‬ ‫ل تيار) سنة ‪/‬‬ ‫ن تصنيفات مثل هذه لم تعد تستوعب الختلف الداخلي بين أفراد ك ّ‬ ‫جهة ثانية أ ّ‬ ‫شيعة‪ ،‬يسار قومي‪ /‬يسار شيوعي‪ ،‬ليبرالي إسلمي؟‪ /‬ليبرالي علماني( إّما لغموض النظرّية‬ ‫لكلّ تيار أو لتداخل الطروحات السياسية في برامج الجمعيات السياسية عموما‪.‬‬ ‫وبحكم كثير من المتغيرات الجتماعية والسياسية ل تبدو الخريطة اليديولوجية‬ ‫ل في التوجه العام )من حيث كونها جمعيات إسلمية أو من‬ ‫للجمعيات السياسية واضحة إ ّ‬ ‫خلل الخلفية التاريخية(‪ .‬كان المشهد السياسي قبل الدخول في مرحلة الصلح أكثر تنوعا‬ ‫وأكثر صراحة في التعبير اليديولوجي إذ كانت هناك أحزاب يسارية تتوزع على الحزب‬ ‫الشيوعي واليسار القومي‪ ،‬وأحزاب إسلمية ) شيعية( تتراوح بين ولية الفقيه وشورى‬ ‫ل حزب أطروحة سياسية واجتماعية تختلف في كثير من المفردات عن التيار‬ ‫الفقهاء‪ .‬ولك ّ‬ ‫الخر‪.‬‬ ‫ن هذه الترسيمة أصبحت هلمية وغير واضحة بعد مرحلة الصلح السياسي‬ ‫لأّ‬ ‫إّ‬ ‫وتحول تلك الحزاب إلى جمعيات سياسية‪ .‬وهي مفارقة عجيبة تستدعي الهتمام وتبادر‬ ‫ن بيئة العمل السري هي أكثر قدرة على إنتاج الختلف والتحديد الدقيق لسير‬ ‫إلى الذهن أ ّ‬ ‫العمل السياسي‪ .‬ويتأكد هذا القول بالرجوع إلى قائمة أهداف الجمعيات السياسية التي تبدو‬ ‫منسوخة عن بعضها البعض وما قد يفرقها هو بعض العبارات الدالة على النتماء العام كما‬ ‫في الجمعيات السلمية لكنها تشترك جمعيا في الهداف الوطنية خصوصا تلك المتعلقة‬ ‫بالمور المعيشية‪ .‬جزء من هذا الغموض والتشابه يمكن إرجاعه إلى طبيعة قانون الجمعيات‬ ‫وظروف العمل السياسي في منطقة الخليج ومنها البحرين‪ .‬فقانون الجمعيات يحظر العلن‬ ‫عن الطابع اليديولوجي الخاص بالجمعية ويمنع تشكلها خارج الطار المرسوم سلفا في‬ ‫نموذج تعبئة طلب الشهار ووفقا للمادة )‪ (4‬من قانون الجمعيات إذ " يشترط لتأسيس أّية‬ ‫ل تتعارض مبادئها وأهدافها وبرامجها وسياساتها وأساليبها‬ ‫جمعية سياسية أو استمرارها أ ّ‬ ‫مع مبادئ الشريعة السلمية باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للتشريع‪ ،‬أو الثوابت الوطنية التي‬ ‫ل تقوم الجمعية على أساس طبقي أو طائفي أو‬ ‫يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين‪ .‬وأ ّ‬ ‫فئوي أو جغرافي أو مهني‪ ،‬أو على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الصل أو اللغة أو الدين‬ ‫أو العقيدة"‪.‬‬ ‫أّما ظروف العمل السياسي فبحكم انشغال القوى السياسية بالصراع السياسي المحتدم‬ ‫مع الحكومة قبل مرحلة الصلح السياسي وانتقال هذه التركة إلى مرحلة الصلح في وقت‬ ‫‪25‬‬


‫تلشت فيه الترسيمات اليديولوجية أو ما سمي بعصر نهاية اليدولوجيا فقد ألحت قضايا‬ ‫الصلح الدستوري والسياسي على أجندة الجمعيات من دون التوسل بالغطاء اليديولوجي‪.‬‬ ‫ما يضاف إلى هذا العنصر هو ضعف التكوين اليديولوجي نفسه وعدم قدرته على‬ ‫ن أثر العولمة والتجاهات السائدة قد‬ ‫الستقطاب كما كان سابقا مما يؤدي بنا إلى القول أ ّ‬ ‫أثرت بشكل كبير على التوجهات الحزبية والعمل من خلل منظور ديمقراطي يرّكز على‬ ‫مسألة المواطنة كإطار عام للجمعيات السياسية جمعيًا‪.‬‬ ‫يؤّدي بنا هذا الواقع إلى إعادة النظر في معايير التقسيم اليديولوجي السائد وضرورة‬ ‫البحث عن مبرراته فهل تكون التركة السياسية السابقة هي النسب في تقسيم الجمعيات‬ ‫السياسية؟ وبالتالي نحتكم إلى الثر الماضوي رغم التغيرات التي طرأت على كثير من‬ ‫التجاهات السياسية وانخراط بعضها في غير ما كانت عليه‪ .‬أم نلجأ إلى المعيار البحثي‬ ‫المعتمد على أدبيات الجمعيات نفسها ؟‬ ‫ل الجمعيات السياسية مسألة تصنيفها اعتمادا على المعايير الثنية أو‬ ‫في حين ترفض ك ّ‬ ‫الطائفية وهي معايير عادة ما تدرج تحت الجمعيات السياسية في الصحافة المحلية أو في‬ ‫ن مسألة اتباع سياسية تشطير المجتمع‬ ‫الحاديث العامة )سنة‪/‬شيعة أو عرب‪/‬عجم( فإ ّ‬ ‫ن هذا النقسام ليس ابن لحظته بل‬ ‫عموديا ما زالت فاعلة وبقوة‪ .22‬ويرى عبد النبي العكري أ ّ‬ ‫تعود خلفيته إلى التشكيلة التاريخية للقوى السياسية ومنطلقاتها اليديولوجية وخطوطها‬ ‫ن هناك تحولت مهّمة جرت لبعض هذه القوى‪ ،‬وظهرت قوى جديدة في‬ ‫السياسية‪ .‬صحيح أ ّ‬ ‫ن الجمعيات السياسية الساسية مستندة إلى قوى سياسية متجذرة في‬ ‫الساحة‪ ،‬وصحيح أيضا أ ّ‬ ‫ن هذه القوى شهدت تحولت حاسمة في ظل‬ ‫المجتمع وقديمة الوجود‪ ،‬لكنه من الملحظ أ ّ‬ ‫‪23‬‬ ‫الشرعية التي تمتعت بها بعد أن كانت تعمل تحت الرض ‪.‬‬ ‫انطلقا من مجموع هذه الملحظات يمكن الستغناء مؤقتا عن تلك الحدود واللجوء إلى‬ ‫معايير إجرائية تتخذ من المركزية أساسا تنطلق منه في رسم التقسيمات السياسية للجمعيات‬ ‫السياسية‪ .24‬فهناك مركز تمثله الحكومة باعتبارها الطرف القوى والمهيمن على تراتبية‬ ‫ل هذا المسار يمّكننا‬ ‫المجتمع مقابل جمعيات أو أحزاب تقف على يمين أو يسار المركز‪ .‬ولع ّ‬ ‫من أخذ الحيطة في لعبة التوازن التي يقوم بها المركز بين اليمين واليسار من خلل توزيع‬ ‫الدوار والتحالفات والكشف عن الدور الحتكاري الذي تمارسه الحكومة عبر تحفظها على‬ ‫مبدأ تداول السلطة لضمان تغيير المركز ولو نسبيا‪.‬‬ ‫تتضح أهمية هذا المعيار بالنظر إلى الطابع اليديولوجي في مرحلة ما قبل ميثاق‬ ‫العمل الوطني ومرحلة العمل بميثاق العمل الوطني عام ‪ .2001‬ففي المرحلة السابقة على‬ ‫ن المعادلة قد صممت‬ ‫الميثاق كانت الحكومة تواجه حركات معارضة متعددة التوجهات وكأ ّ‬

‫‪ - 22‬لمزيد من التفاصيل انظر ‪ :‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بناء الدولة في البحرين المهمة غير المنجزة ‪.‬‬ ‫‪ - 23‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرينية ‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬موقع قناة الجزيرة ) ‪.( www.aljazeera.net‬‬ ‫‪ - 24‬بعد انفجار الزمة اللبنانية بعد مقتل الحريري شاع مصطلح الموالة والمعارضة كثانيئة تعمل من خللها القوى السياسية وقد تم ادخال هذا‬ ‫التقسيم في التصنيف السياسي البحريني وعمليا تصنف الجمعيات السياسية حاليا إلى جمعيات موالة وأخرى معارضة كتعبير عن حالتي اليمين‬ ‫واليسار ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫بناء على وجود حكومة ومعارضة مقصية مطاردة تتخذ من صيغ العمل السري وسيلة‬ ‫ل من ‪:‬‬ ‫للتواصل مع المجتمع المحلي والعالمي تمثلت هذه المعارضة في ك ّ‬ ‫‪ -1‬الجبهة الشعبية في البحرين‪ ،‬وتمثل اليسار القومي المنشق عن حركة القوميين العرب‪.‬‬ ‫‪ -2‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‪ ،‬تأسست عام ‪1955‬وهي فصيل من الحزاب الشيوعية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ -3‬حركة أحرار البحرين وهي حركة إسلمية لها جذور في حزب الدعوة السلمية المنحل‬ ‫عام ‪ 1983‬تأسست في لندن عام ‪ ،1984‬كانت مؤيدة لولية الفقيه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الجبهة السلمية لتحرير البحرين‪ ،‬أعلنت عن نفسها سنة ‪ ،1979‬وهي حركة إسلمية‬ ‫كانت تابعة لحركة الرساليين ) العراق( اتخذت طابعا مستقل عنها عام ‪ ،1992‬اتخذت‬ ‫من مرجعية السيد محمد الشيرازي وشورى الفقهاء إطارا لحركتها‪.‬‬ ‫أّما التوجهات الخرى مثل حزب البعث العربي والتيار الناصري فقد ظلت بعيدة عن‬ ‫التشكيلت التنظيمية مكتفية بالحفاظ على توجهاتها اليديولوجية في نطاق ضيق غير علني‬ ‫ول يحمل طابعا سياسيا ‪.‬‬ ‫اختلف الوضع كلية بعد الشروع في مرحلة الصلح السياسي ولم تعد معادلة‬ ‫)حكومة‪ /‬معارضة( تستوعب الكم الهائل من الجمعيات السياسية الوليدة مما عقد الوضع‬ ‫السياسي من جهة وحجم قدرة المعايير التقليدية على تصنيف العديد منها‪ .‬لقد وفر مشروع‬ ‫ميثاق العمل الوطني الفرصة للحكومة في أن تكون مركزا تحوم من حوله الجمعيات‬ ‫السياسية موزعة بين اليمين واليسار‪ ،‬وأعطى ) الحكومة ( طابعا تمثيل يضيف إلى‬ ‫مركزيتها صفة الوسطية والقدرة على لعب دور الموازن والحكم في التطلعات اليديولوجية‬ ‫للجمعيات السياسية‪ ،‬لكنها لم تلغي المعادلة السابقة تماما فالجمعيات المصنفة يسار المركز‬ ‫الحكومي تعتبر جمعيات معارضة في مقابل جمعيات اليمين وهي إّما جمعيات موالة أو‬ ‫أقرب إلى المركز من اليسار‪.‬‬ ‫ن مشروع ميثاق العمل الوطني وفر للتنظيمات السياسية المعارضة‬ ‫وفي الواقع فإ ّ‬ ‫فرصة إعادة تنظيم نفسها علنية رغم تحفظاتها على قانون الجمعيات السياسية ورفضها‬ ‫لها‪ 25‬مقابل هذا السكون المتحرك التي عملت من خلله الجمعيات المعارضة أنشئت‬ ‫جمعيات سياسية صنفت تلقائيا في يمين المركز الحكومي مثلتها كل من جمعيتي الصالة‬ ‫ذات التوجهات السلفية وجمعية المنبر السلمي واجهة حركة الخوان المسلمين وجمعية‬ ‫الشورى السلمية‪ ،‬إضافة إلى العديد من الجمعيات الخرى مثل جمعية الفكر الحر وجمعية‬ ‫الميثاق وهما خليط بين الليبرالية وبعض المرتدين على اليسار القومي‪.‬‬ ‫وفي المنطق نفسه يمكن تفسير العدد الهائل من الجمعيات السياسية وتشابه العديد منها‬ ‫في الهداف والتوجهات وتفسير ارتفاع التمثيل العددي للجمعيات مقارنة مع التمثيل النوعي‬ ‫‪ - 25‬وفي الواقع ظلت القوى المعارضة في موقعها بفارق بسيط هو تغيير السماء والبقاء على المطالب السياسية نفسها التي كانت تطالب بها وإن‬ ‫اختلفت الصيغ والتعبيرات في ذلك‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الذي تحّدده التوجهات الحزبية كما يمكن تفسير غياب التنوع المعرفي أو اليديولوجي بين‬ ‫الجمعيات السياسية مثل غياب جمعيات سياسية مهتمة بالبيئة أو متحالفة مع التوجهات‬ ‫العالمية كالشتراكية العالمية مثل‪.‬‬ ‫من جهة ثانية انعكس هذا المعيار الجرائي في إمكانية قيام تحالفات سياسية صنفت‬ ‫على أّنها تقف يسار المركز مقابل تحالفات ولو كانت غير منعقدة تقف على يمين المركز‪.‬‬ ‫أولى تلك التحالفات وأشهرها التحالف الرباعي المتكون أثر إصدار ملك البحرين دستور‬ ‫‪ ،2002‬لقد كان هذا الحدث بمثابة الفرز الجديد في سياق التحالفات السياسية وبداية لفرز‬ ‫المركز الحكومي وقوى اليمين واليسار‪ .‬تشكل التحالف الرباعي بين أطراف من التيار‬ ‫السلمي وقوى اليسار وهو التحالف الذي كان قائما قبل ميثاق العمل الوطني ‪2001‬‬ ‫ل من جمعية الوفاق الوطني السلمية وجمعية العمل الديمقراطي وجمعية العمل‬ ‫فتحالفت ك ّ‬ ‫السلمي وجمعية التجمع القومي‪ ،‬وقد شهد هذا التحالف محاولت عديدة لتوسعته على ما‬ ‫ل من جمعية المنبر‬ ‫كان يطلق عليه بالتحالف السداسي الذي يضم إلى الجمعيات الربع ك ّ‬ ‫التقدمي وجمعية الوسط العربي‪.‬‬ ‫على الرغم من ذلك فمن المفيد تصنيف الجمعيات وفق الترسيمات التقليدية لغراض‬ ‫تحليلية مع الخذ بعين العتبار الختلفات والتقاطعات‪ ،‬وسنحاول استعراض هذه التوجهات‬ ‫بصور إجمالية ونعرض لتفصيلها تحت عنوان آخر‪.‬‬ ‫أ‪ -‬التيار السلمي السني‬ ‫يتكّون هذا التشكيل من عّدة توجهات فكرّية دعوّية بالساس خاضها التيار السلمي‬ ‫السني منذ نهاية السبعينيات من خلل انشقاقات تنظيمية في تيار الخوان المسلمين ودخول‬ ‫كرة السلفية على الخط بتأثيرات من الكويت على وجه التحديد‪ .26‬وتطّورت هذه الختلفات‬ ‫الفكرية إلى بنى تنظيمية مستقلة من خلل الجمعيات السلمية الخيرية كجمعية الصلح‬ ‫ل هذا التيار غير مسّيس‬ ‫والجمعية السلمية التي احتضنت التيار السلفي في البداية‪ .‬وقد ظ ّ‬ ‫وموال تقليديا للحكم ويحظى بتأييد ودعم السعودية‪ ،‬وتمّكن من خلل إمكانياته وتقديمه‬ ‫للمساعدات الجتماعية والتثقيف والتعليم الديني أن يسيطر على الشارع ويكتسح مناطق مثل‬ ‫ل لليسار‪ .27‬وسرعان ما عّبرت هذه التوجهات عن نفسها‬ ‫المحرق التي كانت تعتبر معق ً‬ ‫سياسيا بعد العلن عن ميثاق العمل الوطني عام ‪ ،2001‬فأخذت تعمل على تسييس‬ ‫‪28‬‬ ‫قواعدها والمشاركة في العمل السياسي بعد أن كانت منقطعة عنها وغير مبالية فيه ‪.‬‬ ‫من أبرز تلك التنظيمات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬جمعية المنبر السلمي وهي واجهة الخوان المسلمين في البحرين‪.29‬‬ ‫‪ - 26‬عادل المعاودة مقابلة مع صحفية الوطن ضمن ملف السلم الحركي‪http://www.alwatannews.net .‬‬ ‫‪ - 27‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرنية ‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬موقع قناة الجزيرة ) ‪.( www.aljazeera.net‬‬ ‫‪ 28‬غسان الشهابي‪ ،‬التشكيلت السنية السلمية في البحرين ‪ ،‬في بوابات العبور ‪ ..‬البحرين قراءة مرحلة ‪ ،‬البحرين‪ ،‬دار الوقت للطباعة‪2006 ،‬‬ ‫‪ - 29‬لمزيد عن حركة الخوان انظر ‪ :‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن تاريخ الحركة السلمية في البحرين‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين‬ ‫) ‪( www. Vob.org‬؛ منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪28‬‬


‫‪ -2‬جمعية الصالة السلمية تيار السلف "المتشدد" الذي ظهر على يمين الصلح‬ ‫الجتماعي ومركزه جمعية التربية السلمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬والتيار "المعتدل" وغير المؤطر‪ ،‬المتمركز في الجمعية السلمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬جمعية الوسط القومي السلمي من هذا الخليط وهي جمعية تجمع بين الناصرية‬ ‫والسلمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التيار السلمي الشيعي‬ ‫استطاعت الطائفة الشيعية التعاطي مبكرا مع حركة المطالب السياسية والصلح‬ ‫السياسي وتعتبر فترة العشرينّيات من القرن الماضي بداية التحرك السياسي الشيعي‬ ‫المطلبي‪ .‬وقد شارك الشيعة في كثير من الحداث والحركات السياسية المطلبية مثل حركة‬ ‫‪ 1938‬وحركة ‪ 1954‬وبعد شيوع ظاهرة الحزاب السياسية انخرط الشيعة في صفوف‬ ‫أغلب التنظيمات اليسارية وحركات التحرر العربية‪ .‬في نهاية الستينيات وعلى خلفية أحداث‬ ‫حزيران ‪ 1967‬بدأت الحركة السلمية الشيعية في تنظيم نفسها والعمل برؤية مستقلة‬ ‫متأثرة بالحداث السياسية في العراق على وجه التحديد وتم العمل على تأسيس أفرع‬ ‫للحركات السلمية في البحرين‪ ،‬منها حزب الدعوة )السلمية( وحركة الرساليين الطلئع‪.‬‬ ‫استطاع التيار السلمي الشيعي أن يؤسس لنفسه العديد من الواجهات الفكرية كالمكتبة‬ ‫ن البروز القوى كان في فوز التيار‬ ‫لأّ‬ ‫السلمية وجمعية التوعية والصندوق الحسيني إ ّ‬ ‫‪30‬‬ ‫السلمي الشيعي بستة مقاعد في المجلس الوطني عام ‪ 1973‬وتشكيل الكتلة الدينية ‪.‬‬ ‫وبعد انتصار الثورة السلمية في إيران برز تنظيم الجبهة السلمية لتحرير البحرين‪،‬‬ ‫ل حزب الدعوة بقرار داخلي بعد تسرب خليا تدفع باتجاه الصدام مع‬ ‫وفي عام ‪ 1982‬تّم ح ّ‬ ‫الحكومة‪ .‬وفي عام ‪ ،1984‬وبعد إغلق الحكومة جمعية التوعية واعتقال مجلس الدارة‬ ‫وتوجيه تهمة النتماء لحزب الدعوة إلى بعض أعضائها‪ ،‬تشّكلت حركة أحرار البحرين‬ ‫وظهرت ساحة "لندن" كمحور مركزي لهذا المشروع السياسي‪ .‬المشروع السياسي الجديد‪،‬‬ ‫طرح نفسه للمتصدين داخل البحرين‪ ،‬على أساس مختلف‪ .‬فبدل من طرح "قيادة المجتمع"‬ ‫بصورة "شاملة" على أسس تنظيمية "هرمية" و"سرية"‪ ،‬طرحت فكرة حركة أحرار‬ ‫البحرين‪ ،‬على أّنها مؤسسة تنظيمية لـ"خدمة" المجتمع من خلل رفع قضيته بصورة علنية‬ ‫أمام المحافل الدولية ومن خلل إقامة التحالفات السياسية والجتماعية داخل البحرين‪.31‬‬ ‫بعد العلن عن ميثاق العمل الوطني أصبحت الحركات الشيعية موزعة على‬ ‫التنظيمات التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬جمعية الوفاق الوطني السلمي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬جمعية العمل السلمي ‪.‬‬ ‫‪ - 30‬للمزيد انظر ‪ :‬فؤاد اسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين‪.‬‬ ‫‪ - 31‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن الحركة السلمية في البحرين‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين ) ‪.( www.vob.org‬‬

‫‪29‬‬


‫‪ -3‬جمعية الرابطة السلمية ) يمينية( ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حركة أحرار البحرين ) معارضة في لندن( ‪.‬‬ ‫وتجمع أغلب التنظيمات الشيعية على ضرورة الصلح الدستوري والمشاركة الحقيقة‬ ‫في الحكم والعمل من خلل النموذج الديمقراطي وإقامة التحالفات السياسية مع الطراف‬ ‫الخرى بما يجعلها في موقع اليسار دائما من السلطة‪ .‬وقد تراجع الفكر السياسي الشيعي في‬ ‫البحرين عن الفكار الشمولية من قبيل الدولة السلمية والقول بولية الفقيه عبر التوصل‬ ‫إلى فكرة المجتمع السلمي والقبول بالتعددية السياسية والخذ ببعض أفكار القتصاد‬ ‫الحر‪.32‬‬ ‫ج‪ -‬تيار اليسار‬ ‫تعود جذور اليسار في البحرين إلى فترة الخمسينيات عندما ظهرت جبهة التحرير‬ ‫الوطني التي صدر عنها أّول بيان يحمل الخطوط العريضة لبرنامجها في عام ‪ ،1963‬وتلتها‬ ‫الجبهة الشعبية في البحرين التي كانت جزءًا من الحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج‬ ‫العربي‪ .‬وقد مثلت جبهة التحرير الوطني الخط الشيوعي التقليدي في حين مثلت الجبهة‬ ‫ل من جمعية المنبر‬ ‫نك ّ‬ ‫الشعبية الخط الماركسي الذي خرج من رحم التيار القومي‪ .‬حاليا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫التقدمي وجمعية العمل الديمقراطي تعبران عن الفكر اليساري سواء من ناحية مجالت‬ ‫العمل إذ يتم التركز على النقابات وتقوية الحركة العمالية والجمعيات النسوية المتحررة‪ ،‬أو‬ ‫من ناحية البرامج السياسية متمثلة في التشديد على العلمانية والصيغ الديمقراطية كمحّددات‬ ‫ن كل الجمعيتين ما زالتا تعملن بالتعاون مع حركات يسارية‬ ‫أساسية لنظام الحكم‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫عالمية لعقد دورات أو حضور مؤتمرات ومعسكرات شبابية‪.‬‬ ‫ن جمعية العمل الديمقراطي )وعد( ل تعتبر نفسها يسارية ول علمانية كمفاهيم‬ ‫لأّ‬ ‫إّ‬ ‫أيديولوجية فاقعة‪ ،‬خصوصا بعد أن طرح تعويم اليديولوجيا وتراجعها خلف البرنامج‬ ‫السياسي‪ .‬احتضنت )وعد( كثرة من العضاء غير المنتمين ليديولوجيات يسارية أو‬ ‫ماركسية أو ناصرية أو بعثية‪ ،‬حيث يوجد أعضاء ملتزمون إسلميا بمرجعياتهم المذهبية‬ ‫كدين ولكنهم يرفضون إقحام الدين أو المذهب في الحقل السياسي‪.‬‬ ‫د‪ -‬التيار الليبرالي‬ ‫توحي مفردة الليبرالية بوجود طبقة اقتصادية تدفع بالصلحات السياسية لخدمة فكرة‬ ‫السوق القتصادية وما يتبعها من برامج سياسية تتضمن الحريات الشخصية والتعددية‬ ‫ن بنية الفكر الليبرالي في البحرين ما زالت بعيدة عن هذا الطار بحكم غياب‬ ‫لأّ‬ ‫السياسية‪ .‬إ ّ‬ ‫الطبقة القتصادية المستقلة عن اقتصاد الدولة وبحكم أنّ الفكر الليبرالي ما زال في بداياته‪.‬‬ ‫أّما الفكار السياسية المدرجة في التيار الليبرالي فما زال ينظر إليها على أّنها أفكار غير‬ ‫ناضجة ويتم التعامل معها على أّنها ملجأ لكثيرين ممن يصنفون أّنهم خارجون على التجربة‬ ‫الحزبية خصوصا اليسارية منها‪.‬‬ ‫‪ - 32‬جمعية الوفاق السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي لعام ‪ ،2006‬على الموقع اللتكروني للجمعية ‪http://www.alwefaq.org :‬‬

‫‪30‬‬


‫يتشكل هذا التيار من خليط من التكنوقراط والتجار والمثقفين الذين انحدر بعضهم من‬ ‫الحكم‪ ،‬وبعض شخصياته من كبار المسئولين أو مسئولين سابقين‪ .‬ويتمثل هذا التيار في ‪:‬‬ ‫‪ -1‬جمعية الميثاق الوطني‪ ،‬وهذه محسوبة على الحكم وملتصقة به‪.‬‬ ‫‪ -2‬جمعية المنتدى الثقافي‪ ،‬وهي جمعية نخبوية ل تعتبر نفسها جمعية سياسية وتحاول أن‬ ‫تلعب دور الموفق ضمن التيار العلماني‪ ،‬ولكنها أمام استحقاق النتخابات النيابية‬ ‫اضطرت للنحياز إلى جانب المشاركين في مواجهة المقاطعين‪.‬‬ ‫‪ -3‬الفكر الحر‪ ،‬وهي جمعية نخبوية تضم أعضاء في مجلس الشورى المعين وأشخاص من‬ ‫طبقات ثرية‪.‬‬ ‫‪ -4‬التجمع الوطني الديمقراطي‪ ،‬وهي جمعية منشقة عن جمعية العمل الديمقراطي يعتبر‬ ‫مؤسسوها من الطبقة الوسطى لكنها تتبنى أفكارًا سياسية ليبرالية بالدرجة الولى‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫خامسًا‪ -‬التوزيع الكمي للجمعيات‬ ‫تعتبر البحرين بلدًا صغيرًا من الناحية الجغرافية وصغيرًا من الناحية السكانية أيضا‪،‬‬ ‫فبحسب أخر الحصاءات يقدر عدد سكان البحرين حوالي ‪ 650‬ألف نسمة حسب إحصائيات‬ ‫‪ 2001‬يشكل الجانب حوالي ‪ %45‬منهم‪ ،‬وتبلغ المساحة الجمالية لراضيها ‪711,9‬‬ ‫كيلومترا مربعا‪ ،‬وتشكل جزيرة البحرين ‪ %85‬من المساحة الجمالية للدولة‪.‬‬ ‫ينتمي ما يقارب من ‪ 40‬ألف من المواطنين إلى الجمعيات السياسية‪ ،33‬في المقابل يحدد‬ ‫قانون الجمعيات السياسية عضوية الجمعيات السياسية بالتالي ‪ :‬يكون بحرينيا بلغ من العمر‬ ‫ل يكون عضوًا في أّية جمعيات سياسية‬ ‫‪ 20‬عاما متمتعا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ل يكون من المنتسبين إلى قوة دفاع‬ ‫بحرينية أخرى‪ ،‬أو تنظيم سياسي غير بحريني‪ ،‬وأ ّ‬ ‫البحرين أو الحرس الوطني أو أجهزة المن التابعة للدولة" ومن الطبيعي أن يكون هذا‬ ‫التحديد قد أسهم أو يساهم في الحد من قدرة الجمعيات على تجنيد أعضائها‪.‬‬ ‫وبحكم هذا التحديد القانوني وطبيعة العمل السياسي الحزبي في البحرين يمكن القول‬ ‫ن التوزيع الكّمي للجمعيات يبقى محدودًا هو الخر فهناك عزوف عن النتظام في‬ ‫أّ‬ ‫الجمعيات السياسية سواء النخبوية منها أو ذات المتداد الجماهيري‪.‬‬ ‫مثال ذلك جمعية الوفاق الوطني وهي أكبر جمعية سياسية من الناحية الجماهيرية يقدر‬ ‫ن عدد العضاء المسجلين كأعضاء يسددون‬ ‫لأّ‬ ‫عدد المناصرين لها بأكثر من ‪ 75‬ألف‪ ،34‬إ ّ‬ ‫اشتراكاتهم ويحق لهم القتراع والنتخاب ل يتجاوز الثلثة آلف‪.‬‬ ‫فالسمة الغالبة هي ضعف ومحدودية التسجيل في الجمعيات السياسية بما يؤدي إلى‬ ‫القول بضعف تمثليها للشرائح الجتماعية وبالتالي الحد من مشاركتها في الحياة السياسية‪.‬‬ ‫يتأكد هذا الواقع في ظل غياب أّية دراسات ميدانية توضح مدى انجذاب المواطنين نحو‬ ‫الجمعيات السياسية واعتبارها قنوات للمشاركة‪ .‬قد يفسر هذا التذبذب في العضوية إلى‬ ‫السمعة غير اللئقة لقانون الجمعيات وإلى تدني سمعة كثير من تلك الجمعيات وكونها‬ ‫جمعيات تمثل جماعات نخبوية أو جهوية‪ .‬فالعضوية لم تعد ثابتة ول يمكن القول باستقرارها‬ ‫إذا ما أخذنا بعين العتبار عاملين هما ‪:‬‬ ‫العامل الّول ‪ :‬التزام العضاء بدفع رسوم التسجيل وبقاؤهم في الجمعية أو حتى العداد‬ ‫التي تحضر الجمعيات العمومية أو المؤتمر العام إن انعقد مما يعقد مسألة‬ ‫النتماء للجمعية واقترانها بالعضوية ‪.‬‬ ‫العامل الثاني ‪ :‬مرتبط بالعامل الّول ويتعلق بظاهرة النشقاق والخروج من الجمعية وهي‬ ‫ظاهرة عرفتها الجمعيات الكبيرة وذات الثقل السياسي مثل جمعية الوفاق التي‬ ‫‪ - 33‬الموقع الرسمي لحكومة البحرين ‪http://www.cio.gov.bh/default.asp :‬‬ ‫‪ - 34‬تم تقدير عدد المناصرين وفقا للرقام المعلنة عن عدد المسجلين في الجمعية للتوقيع على العريضة الدستورية عام ‪ 2004‬والصوات التي‬ ‫حصل عليها مرشحو جمعية الوفاق في انتخابات ‪.2006‬‬

‫‪32‬‬


‫تعرضت للنشقاق مرتين وجمعية العمل الوطني الديمقراطي التي شهدت‬ ‫انشقاقا أيضا في فترة قصيرة جدًا من عمر التجربة السياسية للجمعيات ‪.‬‬ ‫ل جمعية عن مدى النفوذ‬ ‫عموما‪ ،‬ل تعطي الرقام الكاشفة عن حجم العضوية لدى ك ّ‬ ‫والتمثيل الذي تمارسه الجمعية ويرجع ذلك إلى قدرة الجمعيات على خلط استمارات‬ ‫العضوية والمبالغة في التقدير لسباب عديدة منها الحصول على الدعم الحكومي ولسباب‬ ‫ن أرقام العضوية قد تصاعدت بعد‬ ‫تتعلق بسمعة الجمعية اجتماعيا وسياسيا‪ .‬ومن الملحظ أ ّ‬ ‫إعلن الحكومة عن تقديم الدعم المالي إلى الجمعيات‪ 35‬بناء على عدد العضاء المسجلين‬ ‫في الجمعية وعدد نوابها في مجلس النواب‪.‬‬ ‫ن عدد المنتسبين إلى الجمعيات‬ ‫استنادا إلى المعلومات الموثقة في وزارة العدل فإ ّ‬ ‫السياسية كأعضاء يقدرون بـ ‪ 40‬ألف‪ -‬منهم ‪ 35‬ألف في جمعية الوفاق وحدها‪ -‬موزعين‬ ‫كالتالي ‪:‬‬

‫اسم الجمعية‬ ‫الوفاق الوطني السلمي‬

‫العدد بعد ‪2005‬‬ ‫‪35561‬‬

‫العمل الديمقراطي‬ ‫العمل السلمي‬ ‫المنبر السلمي‬ ‫الصالة السلمية‬ ‫الميثاق الوطني‬ ‫التجمع القومي‬ ‫الشورى السلمية‬ ‫الرابطة السلمية‬ ‫المنبر التقدمي‬ ‫الوسط العربي‬ ‫الفكر الحر‬ ‫التجمع الدستوري‬ ‫الخاء الوطني‬

‫‪613‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪384‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪463‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪154‬‬

‫التجمع الوطني‬

‫‪56‬‬

‫المجموع‬

‫الملحظات‬ ‫لم يسدد الشتراكات سوى عدد قليل نسبيا ل يتجاوز‬ ‫‪.2000‬‬ ‫ارتفع إلى ‪ 700‬عضو‪.‬‬ ‫تقدمت الجمعية حاليا بأكثر من ألف اسم‪.‬‬

‫تعرضت الجمعية للنشقاق وقضيتها رفعت إلى القضاء‬ ‫للبت في الموضوع‪.‬‬

‫‪39347‬‬

‫جدول ) ‪ : (4‬عدد العضاء في الجمعيات المسجلة في وزارة العدل ‪ /‬مكتب شوؤن الجمعيات السياسية‬

‫‪ - 35‬حول مقدار الدعم الذي ستقدمه الدولة للجمعيات فقد أشارت المادة الخامسة من القرار إلى أن مقدار الدعم التشغيلي يكون كالتى ‪:‬‬ ‫عدد أعضاء الجمعية السياسية مقدار التمويل الشهري ل يتجاوز ‪ 300‬شخص ‪ 500‬دينار شهريا يتجاوز ‪ 300‬شخص ول يتجاوز ‪ 1000‬شخص‬ ‫ن الحد القصى لهذا الدعم هو أربعمائة وخمسين ألف دينار من الميزانية العاّمة‬ ‫‪ 1000‬دينار شهريا يتجاوز ألف شخص ‪ 1500‬دينار شهريا‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫للدولة ولوزارة العدل في سبيل التحقق من عدد أعضاء الجمعية ومشروعية عضويتهم مشيرا أيضا إلى أّنه إذا زاد عدد الجمعيات السياسية بما‬ ‫يؤدي إلى تجاوز مبلغ الحد القصى العام المشار إليه في الفترة السابقة تتقاسم جميعها فيما بينها ذلك المبلغ بنسبة عدد أعضائها على النحو الوارد‬ ‫أعله ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ل جمعية بناء على متغيرات عديدة‬ ‫هذه العداد تتعرض للزيادة في الوراق الداخلية لك ّ‬ ‫وقد تّم الستناد إلى الرقام المسجلة في مكتب شؤون الجمعيات السياسية التابع لوزارة‬ ‫العدل‪.‬‬ ‫الجدير بالنتباه هنا هو علقة التوزيع الكّمي بمسألة جوهرية تمس طبيعة العمل‬ ‫الحزبي وهي مسألة التمثيل أو التعبير عن المصالح الواسعة للمواطنين من جهة وطرق‬ ‫التعبير عن ذلك التمثيل في المؤسسة التشريعية‪.‬‬ ‫ن التوزيع الكّمي أو الستقطاب نحو الجمعيات يتشكل في‬ ‫ما يمكننا ملحظته هنا أ ّ‬ ‫ضوء عاملين هما ‪:‬‬ ‫أّول‪ :‬ضعف الستقطاب الفكري وهيمنة الستقطاب )الطائفي( أو الفئوي فالنظرة المدققة عن‬ ‫ل جمعية تكشف عن آليات التجنيد القائمة على‬ ‫العدد الكلي للعضاء المسجلين في ك ّ‬ ‫الصلت الجتماعية أساسا في ظل غياب التحديدات الفكرية الواضحة وعدم قدرة‬ ‫الجمعيات على بلورة برامج تمثل مصالح أكبر شريحة من المجتمع من دون الوقوع في‬ ‫ازدواجية بين المحتوى اليديولوجي للجمعية وما بين ما يطلق عليه باللياقة النتخابية‬ ‫ل هذه الظاهرة‬ ‫حيث تكثر دعوات الشمولية والحتواء وتضيع الحدود الفكرية‪ .‬ولع ّ‬ ‫ترتبط أيضا بالتوزيع الجغرافي لها فمن ضمن ‪ 15‬جمعية سياسية هناك أكثر من سبع‬ ‫جمعيات في محافظة المحرق وحدها في حين تتركز الجمعيات الباقية في محافظة‬ ‫العاصمة ‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬تآكل الطبقات وشيوع الشرائح الجتماعية‪ ،‬فهناك صعوبة في رسم خريطة اجتماعية‬ ‫للمجتمع البحريني يمكن من خللها دراسة الستقطاب الجتماعي ومحدودية الطابع‬ ‫اليديولوجي أو الفكري فهناك تآكل واضح للطبقة الوسطى وشيوع طبقتين الفارق بينها‬ ‫كبير جدًا‪ ،‬هما طبقة المترفين أو الغنياء مقابل طبقة واسعة جدًا وفي تزايد هي شريحة‬ ‫)متدني الدخل( أو من هم في حكم هذه الشريحة‪ .‬تميل الطبقة الولى )الغنية( بحكم‬ ‫علقات القّوة إلى الحكومة ويعكس هذا التوجه سلوك غرفة التجارة على عكس‬ ‫الشرائح الفقيرة التي تفضل التوجهات السياسية المعارضة بغية أن ترى خلصا سريعا‬ ‫لها‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫سادسًا ‪ -‬مصادر التمويل عند الجمعّيات السياسّية‬ ‫تعتبر مسألة التمويل والوضاع المالية من ضمن أهم العناصر المؤثرة في عمل‬ ‫الجمعيات السياسية‪ ،‬وخطورتها تكمن في ارتهان الجمعيات السياسية للمركز) الحكومة( من‬ ‫حيث العطيات أو الهبات أو من حيث ارتهانها إلى المال السياسي )الجهات المحلية(‪ .‬و ل‬ ‫ن قانون الجمعيات‬ ‫ل جمعية خصوصا وأ ّ‬ ‫توضح المستندات الرسمية الحجم الحقيقي لمالية ك ّ‬ ‫ل أّنه فتح المجال‬ ‫بقدر ما حّدد الموارد المالية بصورة دقيقة جدًا وأخضعها لمراقبة صارمة إ ّ‬ ‫لتعّدد الموارد غير المتوقعة كالهبات والتبرعات غير المشروطة وفتح المجال للستثمار‬ ‫المالي‪.‬‬ ‫ل جمعية بالتي ‪:‬‬ ‫المادة )‪ (14‬من القانون تحّدد الموارد المالية لك ّ‬ ‫‪ -1‬اشتراكات العضاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬التبرعات المحلية غير المشروطة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدعم التشغيلي من قبل الحكومة‪.‬‬ ‫صة بالجمعية‪.‬‬ ‫‪ -4‬الستثمار والعوائد الخا ّ‬ ‫ن القانون ل يجيز للجمعية قبول أي تبرع أو ميزة أو منفعة من أجنبي أو‬ ‫وفي المقابل فإ ّ‬ ‫من جهة أجنبية أو منظمة دولية أو من شخص مجهول‪.‬‬ ‫ن ديوان الرقابة هو من يتولى بصفة دورية أو بناء من‬ ‫ووقفا للمادة )‪ (15‬من القانون فإ ّ‬ ‫‪36‬‬ ‫طلب وزير العدل مراجعة دفاتر ومستندات حسابات وإيرادات ومصروفات الجمعية ‪.‬‬ ‫من ناحية واقعية ل توضح أغلب الجمعيات السياسية أرقام ميزانيتها للعلنية وتحوط‬ ‫ذلك بالسرّية باستثناء ديوان الرقابة فقيمة الشتراكات التي سجلت في جمعية الوفاق الوطني‬ ‫لنعقاد الجمعية العمومية سنة ‪2005‬م لم تتجاوز ‪ 5800‬دينار‪ ،37‬لكنها خصصت أكثر من‬ ‫مليون دينار ستجمعها من خلل تبرعات شخصية محلية لمبنى المقر الدائم للجمعية‪ 38‬وبعد‬ ‫حصول جمعية الوفاق على عضوية برلمانّية عددها ‪ 17‬فمن المتوقع وحسب ميثاق‬ ‫الشرف الذي وقع مع المرشحين أن يتم اقتطاع ما نسبته ‪ %20‬من راتب كّل نائب إضافة‬ ‫إلى الدعم الحكومي الذي يقدر بأربعة آلف دينار شهريا‪ ،‬وكانت جمعية الصالة كانت قد‬ ‫ل مرشح لها في انتخابات ‪ ،2006‬في‬ ‫صّرحت أّنها ستخصص ما مقداره ‪ 20‬ألف دينار لك ّ‬ ‫حين ل يتجاوز أعضاؤها الـ ‪ 400‬عضو وكانت قد رشحت ‪ 6‬مرشحين أي أّنها خصصت‬ ‫أكثر من ‪ 120‬ألف دينار للحملت النتخابية وهو عدد مقارب لمجموع المبلغ الذي‬ ‫خصصته جمعية العمل الديمقراطي في حملتها النتخابية في انتخابات ‪.2006‬‬ ‫‪ - 36‬يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانوني والتشريعي في هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪ - 37‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬التقرير المالي للجمعية المقدم للجمعية العمومية ‪.2005‬‬ ‫‪. http://www.alwefaq.org/wefaq/modules/news/article.php?storyid=371 -38‬‬

‫‪35‬‬


‫كما تثير قضّية التمويل مسألة تصنيف الجمعيات السياسية حسب التركيب الطبقي‬ ‫للمجتمع فهناك جمعيات غنية مقابل جمعيات فقيرة والمعيار الذي يحّدد الجمعية عدد‬ ‫العضاء التجار فيها وعلقاتها القتصادية مع الشريحة الغنية إذ ترجح بعض التقارير أ ّ‬ ‫ن‬ ‫الجمعيات السلمّية السنّية وعلى وجه الخصوص المنبر السلمي )حركة الخوان‬ ‫المسلمين( ترتبط بعلقات بينية مع ما يسمي بالمصارف السلمية المنتشرة في منطقة‬ ‫الخليج العربي ‪.39‬‬ ‫وفي ظل شح الموارد المالية للجمعيات واعتمادها الكلي على تبرعات العضاء في‬ ‫تمويل نفسها وتمويل البرامج السياسية بما في ذلك حملت الترشيح للنتخابات تبدو الصورة‬ ‫غير واضحة من ناحية مسار وفعالية العمل الجمعياتي في الحراك الديمقراطي‪ .‬كما يفتح هذا‬ ‫الشح القتصادي باب الشك في علقة كثير من الجمعيات السياسية بالجمعيات الخيرية‬ ‫والصناديق الخيرية وإمكانية تحويل الموال الخيرّية ‪ -‬بصورة تبرعات شخصّية ‪ -‬من أجل‬ ‫كسب الصوات السياسية وحسب تقرير اللجنة العليا لمراقبة النتخابات البرلمانية للعام‬ ‫‪ 2006‬فقد رصدت اللجنة تباينا واضحًا في تكلفة الحملت النتخابية بين المرشحين‪ ،‬ويمكن‬ ‫شحين أو نوعية المقار‬ ‫الستدلل على ذلك من خلل تكاليف اللوحات العلنية للمر َ‬ ‫النتخابية وتأثيثها أو من خلل الموائد التي قدمت لزوار تلك الخيام النتخابية‪ .‬وقد أثارت‬ ‫تكاليف الحملت النتخابية لبعض المرشحين غير المتناسبة مع مداخيلهم وثرواتهم تساؤلت‬ ‫عن مصادر تمويل هذه الحملت‪.40‬‬

‫‪ - 39‬صلح البندر‪ ،‬الصلح في البحرين‪ ،‬ورقة قدمت للمناقشة في حوار جماعي في مؤسسة المشروع المريكي )‪(AEI‬‬ ‫واشنطن في ‪ 13‬فبراير ‪2007‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 40‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة للنتخابات البرلمانية والبلدية للعام ‪ ،2006‬ص ‪.29‬‬

‫‪36‬‬


‫أسم الجمعية‬

‫عدد‬ ‫العضاء‬

‫المجلس النيابي ‪2006‬‬

‫التمويل‬ ‫الحكومي‬

‫المرشحون‬

‫الفائزون‬

‫جمعية الوفاق الوطني‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫العمل الديمقراطي‬

‫‪35561‬‬

‫‪18‬‬

‫‪17‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪613‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬

‫العمل السلمي‬

‫‪372‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬

‫المنبر السلمي‬

‫‪384‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3500‬‬

‫الصالة السلمية‬

‫‪304‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3500‬‬

‫الميثاق الوطني‬ ‫التجمع القومي‬ ‫الشورى السلمية‬ ‫الفكر الحر‬ ‫الرابطة السلمية‬ ‫الخاء الوطني‬

‫‪463‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬

‫تجمع الدستوري‬

‫‪205‬‬

‫‪5‬‬

‫‪-‬‬

‫‪500‬‬

‫المنبر التقدمي‬

‫‪456‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬

‫الوسط العربي‬ ‫التجمع الوطني‬ ‫الجمالي‬

‫‪136‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪39347‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪82‬‬

‫‬‫‬‫‪29‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬

‫الملحظات‬ ‫‪ 1500‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬ ‫‪ 2500‬نواب‬ ‫رشحت امرأة‬ ‫دعمت امرأة في‬ ‫انتخابات ‪2006‬‬ ‫‪ 1000‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬ ‫‪ 2500‬نواب‬ ‫‪ 1000‬مبلغ تشغيلي‪،‬‬ ‫‪ 2500‬نواب‬ ‫رشحت امرأة‬ ‫رشحت امرأة‬ ‫رشح مستقل ومنهم‬ ‫أربعة بلدين‬ ‫ضمت قائمة الوحدة‬ ‫تسعة مرشحين‪ ،‬ستة‬ ‫منهم أعضاء في‬ ‫الجمعية‬

‫‪41‬‬

‫جدول رقم ) ‪ : ( 5‬عدد أعضاء الجمعيات والتمويل الحكومي لها‬

‫‪ - 41‬ملحظات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مصدر المعلومات ‪ :‬مكتب شؤون الجمعيات السياسية في وزارة العدل ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أعداد المرشحين بناء على خطاب الجمعيات إلى مكتب شؤون الجمعيات ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ي والمدنيّ‬ ‫سابعًا ‪ -‬الجمعّيات السياسّية ومؤسسات المجتمع المحل ّ‬ ‫تزايد عدد تنظيمات المجتمع المدني بشكل ملحوظ خلل العقدين الخيرين وازداد معها‬ ‫النشاط البحثي‪ ،‬خصوصا مدى صلحية المفهوم وحدود فاعليته للتطبيق في الواقع السياسي‬ ‫العربي‪ .42‬في المجتمع البحريني ما زال مفهوم المجتمع المدني غير واضح لدى المشتغلين‬ ‫فيه وغالبا ما يتم الخلط بين مؤسسات المجتمع المدني التي يشترط فيها النتماء الطوعي‬ ‫المدني بعيدًا عن التأثيرات التقليدية كالنقابات والجمعيات الهلية والندية الثقافية وما بين‬ ‫ل أّنها تتحرك وفق إيقاعات‬ ‫مؤسسات المجتمع الهلي التي وإن غلب عليها الطابع المدني إ ّ‬ ‫تقليدية كالمآتم والصناديق الخيرية والجمعيات الخيرية السلمية والجمعيات الثقافية ‪.‬‬ ‫لذا ل يمكن فهم علقة الجمعيات السياسية بالمجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني‬ ‫ل جماعة سياسية ل تعمل‬ ‫نكّ‬ ‫خارج ما يطلق عليه بنظرية الذرع‪ .‬فحوى هذه النظرية أ ّ‬ ‫منفردة في الحقل السياسي بل تسعى لتكثير الواجهات المساندة لها اعتمادا على الفرص التي‬ ‫يتيحها القانون واعتمادا على طبيعة التشكيل الجتماعي ‪.‬‬ ‫ن لجوء الجمعيات السياسية إلى الترويج لنفسها من خلل هذه الواجهات‬ ‫يمكننا القول أ ّ‬ ‫يرجع إلى البناء التاريخي التي تشكلت فيه الحزاب في المراحل السرية إذ ساهم قانون أمن‬ ‫الدولة في منع أي تشكيل سياسي علني في البحث عن منافذ غير سياسية أو شبه سياسية‬ ‫كالنوادي والمآتم‪ ،‬فمثلما تخفت الحركات اليسارية خلف النوادي الرياضية والثقافية‬ ‫)والتحادات الطلبّية والعمالية والجمعيات النسائية( تخفت الحركة السلمية خلف المآتم‬ ‫والجمعيات الثقافية ذات الطابع السلمي كجمعية التوعية السلمية التي كانت واجهة‬ ‫لحزب الدعوة ومثلما تعمل الن جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية حيث‬ ‫تعمل الولى من خلل جمعية الصلح والثانية من خلل جمعية التربية السلمية‪.‬‬ ‫ن تخلي الدولة عن بعض أدوارها ووظائفها خصوصا في ما‬ ‫ويمكننا الضافة هنا‪ ،‬أ ّ‬ ‫يتعلق بالحتياجات الساسية وارتفاع نسبة الفقر قد ساهم في تمّدد الدور الجتماعي‬ ‫والقتصادي للحركات السلمية‪ ،‬فجمعية الصلح الممثلة للخوان المسلمين بلغت مجموع‬ ‫مساعداتها في العام ‪ 2006‬ما قيمته )‪ 390978‬دينار( موزعة على مساعدات معيشية‬ ‫ونقدية ومنزلية وطارئة وترميم منازل وإعانات طلبية ومساعدة زواج وإعانات صحية في‬ ‫حين بلغت مساعدات لجنة العمال الخيرية أكثر من )‪ 246‬ألف دينار( في الفترة من ‪2001‬‬ ‫إلى ‪ .2007‬وقد بلغت تكلفة المشاريع الخيرية في البحرين خلل عام ‪ 2003‬ما يقارب )‬ ‫‪202457‬دينار( وفي عام ‪ 2003‬تعّدت مبلغ ) ‪ 38303‬دينار( ‪.43‬‬ ‫ن العلقة السائدة بين مؤسسات المجتمع المدني‬ ‫وبحكم هذه التركة التاريخّية فإ ّ‬ ‫ومؤسسات المجتمع الهلي والجمعيات السياسية ليست متوازنة ول تسعى لتحقيق الستقلل‬ ‫بين كل الطرفين وغالبا ما تحاول الجمعيات السياسية التدخل والسيطرة على تلك‬ ‫ن هناك تفاوت في الدول العربية من حيث وجود المجتمع المدني ودرجة تطّوره ومدى‬ ‫‪ - 42‬في هذا الطار فقد خلصت كثير من الدراسات إلى أ ّ‬ ‫فاعليته في الحياة السياسية وخلص البعض منها إلى أن الحزاب العربية تعاني بصفة عامة من غياب أو محدودية دورها السياسي لسباب عديدة‬ ‫منها ضعف التنظيم الحزبي وغياب الديمقراطية الداخلية ومحدودية التصال الحزبي ‪.‬‬ ‫‪ - 43‬انظر ‪ :‬التقرير السنوي للجنة العمال الخيرية ‪ ،2004‬موقع جمعية الصلح في البحرين ‪.(http://www.aleslah.org) :‬‬

‫‪38‬‬


‫ن هناك نزعة عند بعض تلك المنظمات المدنية خصوصا النقابات الحديثة‬ ‫المؤسسات‪ .‬كما أ ّ‬ ‫التشكيل في تسييس قضاياها النقابية‪.‬‬ ‫ولما كانت المؤسسات ذات الطابع الديني بعيدة عن النزال السياسي وتمثل احتكارا أو‬ ‫ن النقابات العمالية بعد السماح لها بتأسيس نفسها‬ ‫استملكا حصريا للتيارات السلمية فإ ّ‬ ‫أصبحت محل حقيقا لتنافس بعض الجمعيات السياسية كما هو حادث في نقابات ألبا وبابكو‬ ‫حيث يخوض تحالف جمعية الوفاق‪ /‬العمل الديمقراطي مشادات مع المنبر التقدمي من أجل‬ ‫السيطرة على تلك النقابات‪.‬‬ ‫وتسعى كثير من الجمعيات السياسية إلى تقوية نفوذها في أوساط المجتمع المحلي عبر‬ ‫تأسيس وجهات شبابية في هيكليتها الدارية ومحاولة استمالة العنصر الشبابي إليها‪ .‬فأغلب‬ ‫الجمعيات السياسية لها لجنة أو مركز شبابي‪ .44‬وتنشط هذه المراكز أو اللجان في عّدة‬ ‫مجالت من أبرزها انتخابات مجلس الطلبة في جامعة البحرين وعادة ما يكون التنافس بين‬ ‫مرشحين ينتسبون إلى جمعيات أسلمية وسط مزاحمة من التيارات اليسارية‪ .‬ففي انتخابات‬ ‫مجلس الطلبة في جامعة البحرين تنافست القوائم الطلبية المحسوبة على الجمعيات‬ ‫السياسية‪ ،‬فمثلت جمعية العمل الديمقراطي شبابها بقائمة )التغير الطلبي(‪ ،‬وقائمة الطالب‬ ‫أّول المحسوبة على جمعية الوفاق‪ ،‬في حين كانت قائمة الوحدة الطلبية تتبع جمعية المنبر‬ ‫التقدمي‪ ،‬ووفق التحالف الجامع بين جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية فقد‬ ‫جمعت مؤيديها تحت مسمى واحد هو قائمة )الدارة(‪.‬‬ ‫ن تصادم الرادات حول مؤسسات المجتمع المدني من شأنه أن يثري الحراك‬ ‫إّ‬ ‫السياسي ويوسع من مجاله المحدود بقوانين مقيدة‪ ،‬لكنه من ناحية ثانية قد يحّول تلك‬ ‫المؤسسات إلى واجهات حزبية في نهاية المطاف بما يفقدها الطابع المدني التي تأسست‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫ن الجمعيات السياسية ما تزال تتبع الطرق التقليدية في تأسيس‬ ‫من جهة أخرى فإ ّ‬ ‫علقاتها مع المجتمع المحلي وهي تعتمد على إصدار المجلت والمنشورات الدعائية وإقامة‬ ‫الندوات والمحاضرات أو المؤتمرات كوسائل رئيسية تتواصل بها مع أفراد المجتمع‪ ،‬ولحد‬ ‫الن ل تمتلك أي جمعية سياسية صحيفة خاصة أو قناة إذاعية أو محطة تلفزيونية ‪.‬‬

‫‪ - 44‬مثل ‪ :‬لجنة الشبيبة التابعة لجمعية المنبر التقدمي ولجنة شباب المعالي في جمعية المنبر السلمي والمركز الشبابي في جمعية الوفاق الوطني ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫اسم الجمعية‬ ‫جمعية الوفاق الوطني السلمية‬ ‫جمعية العمل الديمقراطي‬ ‫جمعية العمل السلمي‬ ‫جمعية المنبر التقدمي‬ ‫جمعية المنبر السلمي‬ ‫جمعية الصالة السلمية‬ ‫جمعية التجمع القومي‬ ‫جمعية الميثاق الوطني‬

‫الوسيلة العلمية‬ ‫الواجهة‬ ‫نشرة الوفاق ‪ /‬مجلة‬ ‫التوعية السلمية‪ /‬المجلس‬ ‫الوفاق‬ ‫العلمائي‪/‬‬ ‫مجلة الديمقراطي ونشرتي‬ ‫صوت المحرق وصوت‬ ‫الوسطى‬ ‫مجلة العمل السلمي‬ ‫جمعية الرسالة السلمية‬ ‫اخبار المنبر‬ ‫نقابة ألبا‪ /‬نقابة المصرفيين‪/‬‬ ‫نشرة المنبر‬ ‫جمعية الصلح‪/‬‬ ‫جمعية التربية السلمية‬ ‫نشرة االطليعة‬ ‫نادي العروبة‬ ‫نشرة الميثاق‬

‫ملحظات‬ ‫نشراتها متقطعة‬ ‫لديها موقع إلكتروني‬ ‫موقع إلكتروني‬ ‫موقع إلكتروني‬ ‫موقع إلكتروني‬ ‫موقع إلكتروني‬

‫جدول )‪ : (6‬الواجهات والمجلت والمنشورات الدعائّية للجمعّيات السياسّية‬

‫وما زالت أيضا تعتمد طرق المعارف والعوائل كطرق أساسية ومعتمدة في تجنيد‬ ‫العضاء وتسجيلهم في أوراق الجمعية وتقل فرص القناع الفكري أو النجذاب نحو‬ ‫البرامج السياسية كأدوات سياسية للتجنيد وتجديد النخب‪ .‬وهذا يعود في الساس إلى ضعف‬ ‫التكوين اليديولوجي والتنظيمي للجمعيات من جهة وإلى طريقة تعاطي النظام السياسي في‬ ‫ل المشكلت‬ ‫البحرين بالمجتمع المحلي وتفضيله التكوينات غير الرسمية والتقليدية في ح ّ‬ ‫الكبيرة وبالتالي لم يكن أمام الجمعيات السياسية المجال والقدرة على منافسة الدولة في هذا‬ ‫المجال‪ .‬فجماعات علماء الدين والعيان باتت هي الطريق المفضل لقضاء الحاجات وتحقيق‬ ‫المصالح‪ ،45‬بما أوحى بطريقة غير مباشرة إلى هامشية الجمعيات السياسية سواء في تحقيق‬ ‫مصالح سياسية أو مصالح شخصية وأعطاها انطباعا بأّنها ل تمثل ضرورة في النظام‬ ‫السياسي ‪.‬‬ ‫يتعزز هذا بالعدد الضئيل جدًا لعضاء الجمعيات السياسية وتفضيل كثير من شرائح‬ ‫المجتمع إتباع أساليب أخرى مثل العنف أو الولءات الشخصية أو اللجان الشعبية الهلية‬ ‫كوسائل خاصة وناجحة للتعبير عن نفسها وعن قضاياها‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪ - 45‬يتأكد هذا المنحى في اجتماعات الملك المتكررة مع علماء الدين‪ ،‬تارة مع العلماء السنة وتارة أخرى مع علماء الشيعة وكذلك الشأن مع العيان‬ ‫أو ما أطلق عليه بزيارة الوفود المناطقية ‪.‬‬ ‫‪ - 46‬شاعت اللجان الهلية منذ ‪ 2004‬وتعددت حتى وصلت إلى أكثر من ‪ 15‬لجنة أهلية متوزعة على كافة الحقوق والقضايا كالسكان وحرية‬ ‫الرأي و أمراض الدم الوارثية و لجان حماية السواحل وغيرها وقد حققت هذه اللجان بعض من أهدافها وتعتبر كل من لجنة العاطلين عن العمل‬ ‫ولجنة ضحايا التعذيب من أبرز تلك اللجان وأكثرها حيوية واستقطابا ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫ثامنًا ‪ -‬الهياكل الدارية والمسألة الديمقراطية‬ ‫في البحرين كان الوضع الديمقراطي للتنظيمات السياسية في مرحلة قانون أمن الدولة‬ ‫يقترب كثيرًا من أوضاع الحزاب العربية ولنفس السباب تقريبا مع الختلف في حالة‬ ‫التشخيص‪ ،‬ففي حين كانت الحزاب العربية منشغلة بقضية الستقلل والتحرر الوطني‬ ‫ظلت التنظيمات البحرينية عاكفة على إيصال صوت المعارضة ومطالبها السياسية وتحقيق‬ ‫الحّد الدنى من النفراج المني مما تسبب في تأجيل ما يمكن تسميته بديمقراطية الحزاب‬ ‫الداخلية إلى مرحلة لحقة أو اعتبارها تحصيل حاصل يمكن انجازه بعد تحقيق الشروط‬ ‫الساسّية للعمل الديمقراطي في البلد ‪.‬‬ ‫بعد الدخول في مرحلة الصلح السياسي والسماح للتنظيمات السرية والجديدة‬ ‫بالتشكيل العلني وفق قانون الجمعيات اختلف الوضع اختلفًا كبيرًا وأصبحت قضية‬ ‫الديمقراطية الداخلية شرطا أساسيا في بناء وهيكلة أي جمعية سياسية ولم يكن أمام الجمعيات‬ ‫خصوصا المعارضة منها سوى أن تظهر التزاما قانونيا بالقواعد الديمقراطية فهي تدرك أ ّ‬ ‫ن‬ ‫في التزامها بقواعد الديمقراطية تقليصا من حجم الذرائع التي يمكن للحكومة أن تستغلها‬ ‫للنيل من الجمعيات المعارضة‪.47‬‬ ‫في هذه المرحلة وبوجه عام تتردد في أحاديث كثير من القيادات والنشرات الخاصة‬ ‫للجمعيات مقولت تعلن تمسك الجمعيات السياسية بالديمقراطية في أعمالها والتأكيد على‬ ‫ن هناك قدرًا بّينا من اللتزام‬ ‫المشاركة الفعالة في رسم النهج السياسي‪ .‬مما يعني أ ّ‬ ‫بالديمقراطية فيما يتعلق بتشكيل المستويات التنظيمية المختلفة للجمعية وآليات انعقادها‬ ‫وصلحيات أعضائها وتوافر المقومات الساسية الضرورية لضمان ممارسة مستوى مقبول‬ ‫من الديمقراطية داخل التنظيم‪ .‬وأصبح بمقدورنا أن نلمس عند قراءة القوانين الساسية‬ ‫والداخلية المنظمة ما يفيد وجود مبادئ وقواعد تضمن للعضو إمكانية التعاطي مع الشأن‬ ‫الداخلي للجمعية بقدر من الديمقراطية في التدبير والتعبير عن الرأي وتوجيه النقد لبعض‬ ‫الممارسات والقرارات‪.‬‬ ‫ن الهياكل الدارّية للجمعيات السياسية تعطي النطباع بأّنها هياكل تتوافر على‬ ‫إّ‬ ‫ص على ‪:‬‬ ‫المقومات الساسّية للديمقراطية الحزبية فهي هياكل تن ّ‬ ‫ص على مختلف القواعد التي تضمن ممارسة‬ ‫‪ -1‬وجود دستور أو نظام أساسي للتنظيم ين ّ‬ ‫الديمقراطية الداخلية تتضمن قدرًا معقول من التوازن والفاعلية والجدية والشمولية‬ ‫والوضوح واللزام بما ل يترك مجال للجتهاد الذاتي أو السماح للتحيزات الذاتية بما ل‬ ‫يلغي جانب المرونة والقابلية للتطوير في النظام الساسي للجمعية‪.48‬‬

‫‪ - 47‬يلزم قانون الجمعيات الجمعيات السياسية بمجموعة من القواعد الديمقراطية مثل النتخابات وعقد المؤتمرات العامة واللتزام بالتعددية واحترام‬ ‫الخر‪ ،‬انظر ‪ :‬قانون الجمعيات السياسية‪ .‬ولمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى القسم الخاص بالطار القانوني والتشريعي من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪ - 48‬تجدر الشارة إلى أن النظام الساسي لجمعية الوفاق ينص صراحة على مسألة فصل السلطات وتشكيل مجلس شورى وآخر للمحاكمات‬ ‫والمحاسبة أو الرقابة وهي بذلك تتفوق على كثير من الهياكل الدارية المعمول بها في كثير من الجمعيات السياسية وهي هياكل بسيطة في مجملها ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫ل بناء‬ ‫‪ -2‬ممارسة مبادئ حرّية الرأي والتعبير الفردي والجماعي بحيث ل تصدر القرارات إ ّ‬ ‫على رأي الغلبية وقد حدث ذلك في أكثر من جمعية مثل الوفاق والعمل الديمقراطي‬ ‫والمنبر التقدمي والعمل السلمي والتجمع القومي في قضايا عديدة منها المشاركة في‬ ‫النتخابات والتسجيل تحت قانون الجمعيات وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفعيل مبدأ تداول السلطة واعتماد نظام تمثليي حقيقي يكفل لسائر العضاء الحق في‬ ‫المشاركة في صنع القرار والوصول إلى قمة الهرم التنظيمي‪ .‬فهناك شبه إجماع على‬ ‫تشكيل إداري موحد يعتمد على تشكيل أمانة عاّمة يرأسها شخص واحد منتخب من قبل‬ ‫ل سنتين على القل‪ .‬وتعطي الصلحية التاّمة للمين‬ ‫الجمعية العمومية التي تعقد مرة ك ّ‬ ‫العام في اتخاذ القرارات بالتشاور مع مجلس الدارة وهو الذي يمثل الجمعية رسميًا‬ ‫وذلك وفق قانون الجمعيات السياسية‪.‬‬ ‫ص القانوني كما هو في النظام‬ ‫ومن الضروري اللتفات إلى ضرورة المقارنة بين الن ّ‬ ‫الساسي والممارسة‪ ،‬إذ ل تكفي النصوص لوحدها لتأكيد الديمقراطية الداخلية خصوصا‬ ‫ن أغلب الجمعيات لم تتشكل بناء على مطالب اجتماعية أو سياسية بقدر ما كانت تأطيرًا‬ ‫وأ ّ‬ ‫لجمعيات شخصية كانت تعمل عمل اجتماعيا‪ .‬فبالضافة إلى ضرورة تراكم النصوص أو‬ ‫الوثائق الديمقراطية الداخلية فمن المهم مقاربة هذه النصوص بالممارسات التي حدثت في‬ ‫نطاق عمل الجمعيات من حيث العلقات الثنائية بين الجمعيات ومعالجة قضية النشقاق‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫انعقاد الجمعيات العمومّية أو المؤتمرات العاّمة هي إحدى المؤشرات على الممارسة‬ ‫الفعلية للديمقراطية الداخلية‪ ،‬ول تسجل أوراق الجمعيات السياسية في مكتب شؤون‬ ‫الجمعيات حالت متكررة لعقد هذه المؤتمرات باستثناء بعض الجمعيات ذات الثقل السياسي‬ ‫كجمعية الوفاق وجمعية العمل الديمقراطي وجمعية المنبر التقدمي وجمعية العمل السلمي‬ ‫حيث تلتزم هذه الجمعيات بعقد مؤتمراتها‪ ،‬ولكن ما يعيب هذه الجتماعات أّنها بالكاد تحقق‬ ‫النصاب المطلوب وهي في انخفاض دائم كما في جمعية العمل الديمقراطي وجمعية الوفاق‪.‬‬ ‫وللتغلب على هذه الصعوبة فغالبا ما تلجأ هذه الجمعيات إلى مناقشة القرارات الكبرى في‬ ‫مجالس إداراتها ومن ثم مناقشة القرار داخل الوساط الحزبية‪ ،‬وقد تضطر إلى عقد جمعية‬ ‫عمومية استثنائية للوصول إلى قرار داخلي ديمقراطي‪.‬‬ ‫على صعيد آخر ل يؤكد النظام الساسي في أغلب الجمعيات السياسية صراحة على‬ ‫ن النتخابات‬ ‫احتكام سائر تلك الوسائل والساليب إلى القواعد الديمقراطية‪ ،‬كما يمكن القول أ ّ‬ ‫الداخلية عادة ما تفزر فوز رؤساء الجمعيات منذ نشأة الجمعية بما قد يؤول إلى أزمة قيادة‬ ‫داخل الجمعية والسماح للبعض بالتفكير في النشقاق تحت ذرائع عديدة‪.49‬‬

‫‪ - 49‬ما عدا حالتين تم فيها تدوير المناصب العليا هي حالة المنبر التقدمي وجمعية العمل الديمقراطي حيث أفرزت النتخابات إلى تغير في القيادات‬ ‫العليا وتغير في مستويات الدرجة الثانية ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫تاسعًا ‪ -‬التمثيل البرلماني للجمعيات السياسية‬ ‫اكتسبت انتخابات مجلس النواب البحريني ‪ 2006‬أهمية كبيرة للبحرين بالنسبة‬ ‫للجمعيات السياسية فهي النتخابات الولى التي تشارك فيها القوى السياسية التي قاطعت‬ ‫طة يمكن من خللها معرفة الوزن التمثيلي الذي ستشغله هذه‬ ‫انتخابات ‪ ،2002‬فاصبحت مح ّ‬ ‫الجمعيات‪ .‬كانت الجمعيات السياسية حذرة في تعاطيها مع الشأن النتخابي وحريصة في‬ ‫صة من مقاعد مجلس النواب الربعين‪ .‬وبدورها‪،‬‬ ‫الوقت نفسه على حصولها على أكبر ح ّ‬ ‫كانت الجمعيات المقاطعة قد أطلقت أكثر من إعلن تحذر فيه من تزوير النتخابات‬ ‫واستغلل ما كان يعرف بالمراكز العاّمة وتصويت العسكريين لصالح مرشحين الموالة‪.‬‬ ‫وبعد حسم موضوع المشاركة والمقاطعة عند الجمعيات الربع كان عدد الجمعيات‬ ‫المشاركة )‪ (15‬هي ‪ :‬المنبر الوطني السلمي‪ ،‬والشورى السلمية ‪ ،‬والصالة‪ ،‬وميثاق‬ ‫العمل الوطني‪ ،‬والوسط العربي السلمي‪ ،‬والمنبر الديمقراطي التقدمي‪ ،‬والتجمع الوطني‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬والوفاق الوطني السلمية‪ ،‬والعمل الوطني الديمقراطي‪ ،‬والتجمع القومي‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬والخاء الوطني‪ ،‬فيما فضلت جمعية العمل السلمي ترك المر لعضائها‬ ‫ليقرروا بأنفسهم ترشحهم من عدمه‪.‬‬ ‫ن ‪ 295‬ألفًا و ‪ 686‬ناخبًا يحق لهم التصويت في‬ ‫وبحسب الحصاءات الرسمية فإ ّ‬ ‫اختيار ممثليهم في مجلس النواب‪ ،‬إلى جانب ممثليهم في النتخابات البلدية‪ ،‬وستصوت هذه‬ ‫الكتلة النتخابية لختيار ‪ 39‬نائبًا برلمانيًا من أصل ‪ 206‬مرشحا‪) ،‬في انتخابات ‪ (2006‬بعد‬ ‫فوز مرشح بالتزكية وهو النائبة لطيفة القعود التي كانت أّول امرأة تدخل مجلس النواب عبر‬ ‫النتخابات‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الوزن النتخابي للجمعيات السياسية في البحرين ) انتخابات ‪(2006‬‬ ‫لقد أدى تباين حجم )تمثيل( الكتل النتخابية في الدوائر النتخابية إلى عدم تطبيق أحد‬ ‫أهم المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية‪ ،‬وهو المساواة بين المواطنين والذي يترجم إلى‬ ‫"صوت واحد للشخص الواحد"‪ .‬فعلى سبيل المثال كان عدد من يحق لهم القتراع وفق‬ ‫الرقام الرسمية في الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية ‪ 1,175‬مواطنا يختارون مرشحا‬ ‫واحدًا وهي أصغر الدوائر التي يحق لهم القتراع فيها‪ ،‬في حين بلغ عدد الناخبين في الدائرة‬ ‫ن قيمة‬ ‫الولى في المحافظة الشمالية ‪ 15,449‬مواطنا يختارون مرشحا واحدا‪ ،‬مما يعني أ ّ‬ ‫صوت الناخب في الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية تعادل ‪ 13.15‬صوتًا في الدائرة‬ ‫ل بمبدأ المساواة في التمثيل‬ ‫الولى في المحافظة الشمالية‪ ،‬المر الذي من شأنه أن يخ ّ‬ ‫والشرعية التمثيلية لعضوية مجلس النواب الذي يمثل الّمة كما هو وارد في دستور مملكة‬ ‫البحرين‪.50‬‬

‫‪ -50‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة لمراقبة النتخابات النيابية والبلدية لعام ‪ ،2006‬ص ‪ ،22‬ولمزيد من تفاصيل نظام الدوائر‬ ‫النتخابية انظر أوراق الحوار الذي عقدته جمعية المنبر التقدمي " الحلقة الحوارية حول عيوب النظام النتخابي بالبحرين جمعية المنبر التقدمي‬ ‫الديمقراطي السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫صة‬ ‫ومن خلل الرجوع إلى نتائج التصويت كانت جمعية الوفاق السلمية صاحبة الح ّ‬ ‫الكبرى من حيث عدد المرشحين وعدد الصوات التي حصلت عليها حيث استحوذت على‬ ‫غالبية أصوات الكتلة النتخابية مقارنة بالجمعيات السياسية الخرى كما هو مبين بالجدول‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫عدد المرشحين‬ ‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬

‫الجمعية‬ ‫الوفاق الوطني السلمي‬ ‫العمل الديمقراطي )وعد(‬ ‫العمل السلمي )أمل(‬ ‫المنبر تقدمي‬ ‫المنبر السلمي‬ ‫الصالة السلمية‬ ‫الشورى السلمية‬ ‫التجمع الوطني )عدالة(‬ ‫الميثاق الوطني‬ ‫الخاء الوطني‬ ‫التجمع القومي‬ ‫الرابطة السلمية‬ ‫الجمالي‬

‫عدد الصوات‬ ‫‪82302‬‬ ‫‪10449‬‬ ‫‪1553‬‬ ‫‪6621‬‬ ‫‪22704‬‬ ‫‪15086‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪3812‬‬ ‫‪3700‬‬ ‫‪288‬‬ ‫‪490‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪149013‬‬

‫جدول )‪ : (7‬تقديرات حجم الكتل النتخابّية للجمعّيات السياسّية في البحرين بعد فرز أصوات المرحلة الثانية في‬ ‫انتخابات ‪2006‬‬

‫‪44‬‬


‫فإن حجم التمثيل البرلماني قد شهد تغيرات جدّية افرزتها‬ ‫مقارنة بانتخابات ‪ّ 2002‬‬ ‫مشاركة الجمعيات الربع التي قاطعت تلك النتخابات ويتضح ذلك في الجدول التالي ‪:‬‬

‫اسم الجمعية‬ ‫المنبر السلمي‬ ‫الصالة السلمية‬ ‫الرابطة السلمية‬

‫نواب‬ ‫المجلس‬ ‫عام‬

‫أعضاء‬ ‫المجالس البلدية‬ ‫عام‬

‫‪2002‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫المجلس النيابي‬ ‫‪2006‬‬ ‫المرشحون‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬

‫ملحظات أخرى‬

‫الفائزون‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫انضم ثلثة إليها مستقلين‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫الجمعية الوحيدة من المعارضة التي‬ ‫شاركت في انتخابات ‪ ،2002‬واستفادت‬ ‫من مقاطعة الخرين ليصال ‪ 3‬من‬ ‫المحسوبين عليها للمجلس شكلوا كتلة‬ ‫الديمقراطيين‪ ،‬ضمت القائمة المرشحة‬ ‫أشخاص من خارج الجمعية‬

‫‪22‬‬

‫‪17‬‬

‫‪18‬‬

‫‪17‬‬

‫في إحدى الدوائر شاركت بمرشحين‬ ‫نجح أحدهما‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫دعمت الوفاق أربعة من مرشحيها‪،‬‬ ‫ولكنهم خسروا بصعوبة أمام مرشحي‬ ‫السلطة‪ ،‬مع جدل بشأن التلعب بالنتائج‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫شارك عدد من المحسوبين عليها في‬ ‫انتخابات ‪ ،2006‬ولم ينجح منهم أحد‬

‫‪7‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫التجمع الوطني‬ ‫الدستوري‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫الخاء الوطني‬ ‫الفكر الوطني الحر‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫المنبر الديمقراطي‬ ‫التقدمي )قائمة الوحدة‬ ‫الوطنية(‬ ‫الوفاق الوطني‬ ‫السلمية‬ ‫العمل الوطني‬ ‫الديمقراطي )وعد(‬ ‫العمل السلمية )أمل(‬ ‫ميثاق العمل الوطني‬ ‫التجمع القومي‬ ‫الديمقراطي‬

‫‪3‬‬

‫قاطعت‬ ‫النتخابا‬ ‫ت‬ ‫قاطعت‬ ‫النتخابا‬ ‫ت‬ ‫قاطعت‬ ‫النتخابا‬ ‫ت‬ ‫‬‫قاطعت‬ ‫النتخابا‬ ‫ت‬

‫‪-‬‬

‫الوسط العربي‬ ‫السلمي الديمقراطي‬ ‫الشورى السلمية‬ ‫التجمع الوطني‬ ‫الديمقراطي‬

‫عدالة‬

‫لم تكن‬ ‫موجودة‬ ‫بعد‬

‫لم تكن‬ ‫موجو‬ ‫دة بعد‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫ضمت القائمة المرفوعة إلى مكتب‬ ‫شؤون الجمعيات ‪ 6‬أسماء شاملة‬ ‫البلديات والنيابي منهم واحد للنيابي‬ ‫وبشكل مستقل‬ ‫رشحت امرأة‬

‫‪-‬‬

‫منشقة عن التجمع الوطني الديمقراطي‪،‬‬ ‫وغير مسجلة رسميا بعد‬ ‫‪51‬‬

‫جدول رقم) ‪ : ( 8‬الثقل النتخابي للجمعيات السياسية‬ ‫‪ - 51‬ملحظات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬وزارة العدل‪ ،‬مكتب شؤون الجمعيات السياسية‪،‬‬

‫‪45‬‬


‫ن التمثيل )الوزن( البرلماني للجمعيات السياسية يمكن‬ ‫وفقا لنتائج الرقام النتخابية فإ ّ‬ ‫أن يتوزع وفق التالي ‪:‬‬

‫حة‬

‫‪212,734‬‬

‫‪1‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5,318‬‬

‫‪2006‬‬

‫اعد‬

‫القاسم النتخابي = ‪ 1‬على ‪2‬‬

‫بنظام التمثيل النسبي‬ ‫كسر الصوات المتبقي‬

‫المقاعد لكبر‬ ‫الكسور‬

‫مجموع‬ ‫المقاعد‬

‫جدول )‪ : (9‬تقديرات حجم الكتل النتخابية للجمعيات السياسية في البحرين" فريدة غلوم " الحلقة الحوارية حول عيوب‬ ‫النظام النتخابي بالبحرين جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪0.96‬‬

‫النتخابي للتيار اليساري‬ ‫ب‪ -‬الثقل ‪0.08‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫ن الجمعيات السياسية "الديمقراطية" المعارضة‬ ‫أشارت الحصاءات النتخابية إلى أ ّ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫)المنبر التقدمي ‪ /‬جمعية العمل الديمقراطي(‪ ،‬حصلت على قرابة )‪ (% 8.1‬فقط من جملة‬ ‫‪ 211,673‬صوت‪.‬‬ ‫النيابية للعام ‪ ،2006‬البالغة‪17‬‬ ‫المقترعة في النتخابات البحرينية ‪1‬‬ ‫الصوات ‪0.66‬‬ ‫منها على ‪%4.9‬‬ ‫الوطني‬ ‫الرقام حصول جمعية العمل‬ ‫وتظهر‬ ‫الديمقراطي )وعد( ‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫من تلك الصوات‪ ،‬مقابل ‪ %3.1‬لجمعية المنبر التقدمي‪.‬‬

‫‪0.15‬جمعية الوفاق الوطني ‪0‬‬ ‫‪" 0‬وعديين"‬ ‫السلمية دعمت أربعة مرشحين‬ ‫في حين أ ّ‬ ‫ن‬ ‫ومرشح للمنبر التقدمي‬ ‫)عبدالرحمن‬ ‫فخرو‪ ،‬سامي سيادي(‪0 ،‬‬ ‫النعيمي‪ ،‬إبراهيم شريف‪ ،‬منيرة ‪0‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫)علي حسين( لم يتجاوز ما حصده جميعهم ما مجموعه ‪ 17,070‬صوت‪.‬‬ ‫‪0.72‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.12‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0.16‬‬

‫‪0‬‬

‫‪4‬‬

‫‪0.01‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫ن هذه الجماعات‪ ،‬خصوصا القطاب الرئيسية في جمعية "وعد" اعتبرت‬ ‫بيد أ ّ‬ ‫البحريني‪.‬‬ ‫القدرة على تحريك الشارع ‪1‬‬ ‫الماضية نجاحا لها‪ ،‬ودليل على ‪1‬‬ ‫النتخابات‪0.81‬‬ ‫‪ -2‬عدد أعضاء المجلس النيابي ‪ ،40‬وعدد أعضاء المجالس البلدية عام ‪ 2002‬كان ‪ 50‬عضوا تم تقليصهم عام ‪ 2006‬إلى ‪.40‬‬

‫‪46‬‬


‫المجموع‬

‫الصوات مقرونة بإجمالي الكتلة المقترعة في المملكة‬ ‫حصة وعد والمنبر من جملة المقترعين لهما‬

‫‪38.8%‬‬

‫‪61.2%‬‬

‫‪17.070‬‬

‫نسبة الصوات للكتلة المقترعة بالمملكة‬

‫‪3.1%‬‬

‫‪4.9%‬‬

‫‪8.1%‬‬

‫ملحظات‬ ‫أصوات وعد‬ ‫بالتحالف‬ ‫المقارنة بجملة‬ ‫الصوات )‬ ‫‪(211.673‬‬

‫الصوات التي حصدها المنبر التقدمي‬ ‫بلغت جملة الصوات‬ ‫‪‬‬ ‫التي حصدها المنبر التقدمي ‪6,621‬‬ ‫صوت‪.‬‬ ‫بلغت أصوات الكتلة‬ ‫‪‬‬ ‫المقترعة في المناطق التسع التي‬ ‫شاركت فيها ‪ 53,209‬صوت‪ ،‬وهو‬ ‫ما يزيد بـ ‪ %55‬مقارنة بمثيله في‬ ‫دوائر "وعد" والبالغة ‪.34,396‬‬ ‫بلغ متوسط حصة‬ ‫‪‬‬ ‫المنبر من جملة الصوات‬ ‫‪.%11.6‬‬ ‫في الوقت التي حصد‬ ‫‪‬‬ ‫علي حسين المدعوم من الوفاق‬ ‫ووعد على ‪ %27.2‬من جملة‬ ‫أصوات دائرته‪ ،‬حصد عبدالنبي‬ ‫سلمان دون تحالف ‪.%27.8‬‬

‫النسبة‬

‫الصوات‬

‫‪7.0%‬‬

‫‪355‬‬

‫‪5.7%‬‬

‫‪155‬‬

‫‪16.1%‬‬

‫‪676‬‬

‫‪1.3%‬‬

‫‪50‬‬

‫‪13.6%‬‬

‫‪1.051‬‬

‫‪27.8%‬‬

‫‪2.396‬‬

‫‪4.0%‬‬ ‫‪1.3%‬‬ ‫‪27.2%‬‬

‫‪317‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1.525‬‬

‫‪11.6%‬‬

‫‪6.621‬‬

‫‪47‬‬

‫المرشح‬ ‫عبدالهادي‬ ‫مرهون‬ ‫شهزلن‬ ‫خميس‬ ‫جاسم‬ ‫عاشور‬ ‫فهد‬ ‫المضحكي‬ ‫يوسف زينل‬ ‫عبدالنبي‬ ‫سلمان‬ ‫علي اليوبي‬ ‫عباس عباد‬ ‫علي حسين‬ ‫المتوسط‪/‬‬ ‫المجموع‬

‫أصوات‬ ‫الدوائر‬

‫أصوات‬ ‫المقار‬

‫‪4.814‬‬

‫‪5.067‬‬

‫‪2.287‬‬

‫‪2.707‬‬

‫‪3.840‬‬

‫‪4.192‬‬

‫‪3.553‬‬

‫‪3.932‬‬

‫‪7.073‬‬

‫‪7.748‬‬

‫‪8.358‬‬

‫‪8.617‬‬

‫‪7.751‬‬ ‫‪6.336‬‬ ‫‪4.393‬‬

‫‪7.963‬‬ ‫‪7.380‬‬ ‫‪5.603‬‬

‫‪48.405‬‬

‫‪53.209‬‬


‫بلغت جملة الصوات‬ ‫‪‬‬ ‫التي حصدتها وعد ‪10,449‬‬ ‫صوت‪.‬‬ ‫بلغت أصوات الكتلة‬ ‫‪‬‬ ‫المقترعة في المناطق التي شاركت‬ ‫فيها ‪ 34,396‬صوت‪.‬‬ ‫بلغ متوسط حصة وعد‬ ‫‪‬‬ ‫من جملة الصوات التي حصدتها‬ ‫بالتحالف ‪.%28.7‬‬ ‫بلغ المتوسط في‬ ‫‪‬‬ ‫المنطقتين التي نزلت فيهما الوفاق‬ ‫منافسة لوعد ‪.%10.3‬‬ ‫‪‬‬ ‫بلغ الثقل السياسي‬ ‫‪‬‬ ‫للمنبر مقارنة بأصوات الدوائر فقط‬ ‫‪ %13.7‬مقارنة بـ ‪ %36.4‬لوعد‪.‬‬ ‫بلغ الثقل السياسي‬ ‫‪‬‬ ‫للمنبر مقارنة بأصوات مقار‬ ‫القتراع مجتمعة ‪ %12.4‬مقارنة بـ‬ ‫‪ %30.4‬لوعد‪.‬‬

‫الصوات التي حصدتها جمعية العمل الديمقراطي )وعد(‬ ‫بالتحالف‬ ‫‪14.1%‬‬

‫بدون‬ ‫تحالف‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪%‬‬

‫الصوات‬ ‫‪488‬‬

‫‪39.6%‬‬

‫‪937‬‬

‫‪37.5‬‬

‫‪2.785‬‬

‫‪32.4%‬‬ ‫‪42.0%‬‬ ‫‪6.5%‬‬

‫‪2.707‬‬ ‫‪3.196‬‬ ‫‪336‬‬

‫‪28.7%‬‬

‫‪6.5%‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪10.449‬‬

‫المرشح‬ ‫إبراهيم كمال‬ ‫الدين‬ ‫إبراهيم‬ ‫شريف‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫النعيمي‬ ‫سامي سيادي‬ ‫منيرة فخرو‬ ‫علي صالح‬ ‫المتوسط‪/‬‬ ‫المجموع‬

‫أصوات‬ ‫المقار‬

‫أصوات‬ ‫الدوائر‬

‫‪3.471‬‬

‫‪3.265‬‬

‫‪2.369‬‬

‫‪2.085‬‬

‫‪7.429‬‬

‫‪5.533‬‬

‫‪8.364‬‬ ‫‪7.614‬‬ ‫‪5.149‬‬

‫‪7.366‬‬ ‫‪5.978‬‬ ‫‪4.461‬‬

‫‪34.396‬‬

‫‪28.688‬‬

‫الثقل السياسي للمنبر التقدمي ووعد‬ ‫أصوات‬ ‫المقار‬

‫وعد‬ ‫أصوات‬ ‫الدوائر‬

‫‪3.471‬‬

‫‪3.265‬‬

‫‪2.368‬‬

‫‪2.085‬‬

‫‪7.429‬‬

‫‪5.533‬‬

‫‪8.364‬‬

‫‪7.366‬‬

‫سامي سيادي‬

‫‪7.614‬‬

‫‪5.978‬‬

‫منيرة فخرو‬

‫‪5.149‬‬

‫‪4.461‬‬

‫علي صالح‬

‫المرشح‬

‫المرشح‬

‫إبراهيم كمال‬ ‫الدين‬ ‫إبراهيم‬ ‫شريف‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫النعيمي‬

‫عبدالهادي‬ ‫مرهون‬ ‫شهزلن‬ ‫خميس‬ ‫جاسم‬ ‫عاشور‬ ‫فهد‬ ‫المضحكي‬ ‫يوسف‬ ‫زينل‬ ‫عبدالنبي‬ ‫سلمان‬ ‫علي‬ ‫اليوبي‬ ‫عباس‬ ‫عباد‬ ‫علي‬ ‫حسين‬

‫إبراهيم كمال‬ ‫الدين‬ ‫إبراهيم‬ ‫شريف‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫النعيمي‬ ‫‪34.396‬‬ ‫‪30.4%‬‬

‫‪28.68‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪36.4‬‬ ‫‪%‬‬

‫الثقل السياسي‬

‫جدول )‪ : (10‬الثقل النتخابي للجمعيات السياسية اليسارية‬

‫‪ - 52‬ملحظة ‪ :‬عدد أعضاء المجلس النيابي ‪.40‬‬

‫‪48‬‬

‫‪52‬‬

‫المنبر‬ ‫أصوات‬ ‫الدوائر‬

‫أصوات‬ ‫المقار‬

‫‪4.814‬‬

‫‪5.067‬‬

‫‪2.287‬‬

‫‪2.707‬‬

‫‪3.840‬‬

‫‪4.192‬‬

‫‪3.553‬‬

‫‪3.932‬‬

‫‪7.073‬‬

‫‪7.748‬‬

‫‪8.358‬‬

‫‪8.617‬‬

‫‪7.751‬‬

‫‪7.963‬‬

‫‪6.336‬‬

‫‪7.380‬‬

‫‪4.393‬‬

‫‪5.603‬‬

‫‪48.405‬‬

‫‪53.209‬‬

‫‪13.7%‬‬

‫‪12.4%‬‬


‫اسم الجمعية‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫النواب في المرشحين‬ ‫في انتخابات‬ ‫مجلس‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬

‫الوفاق الوطني‬ ‫السلمية‬

‫قاطعت‬ ‫النتخابات‬

‫‪18‬‬

‫نسبة‬ ‫المرشحين‬ ‫من مجموع‬ ‫مرشحي‬ ‫الجمعيات‬ ‫الخمس‬

‫عدد‬ ‫الفائزين‬ ‫لمجلس‬ ‫النواب‬ ‫‪2006‬‬

‫نسبة‬ ‫الفائزين‬ ‫من‬ ‫مجموع‬ ‫أفراد‬ ‫المجلس‬

‫‪38%‬‬

‫‪17‬‬

‫‪42.5%‬‬

‫المنبر‬ ‫الديمقراطي‬ ‫التقدمي )قائمة‬ ‫الوحدة‬ ‫الوطنية(‬

‫‪3‬‬

‫‪9‬‬

‫‪19%‬‬

‫‪-‬‬

‫المنبر السلمي‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪17%‬‬

‫‪7‬‬

‫الصالة‬ ‫السلمية‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪5‬‬

‫قاطعت‬ ‫النتخابات‬

‫‪6‬‬

‫العمل الوطني‬ ‫الديمقراطي‬ ‫)وعد(‬

‫‪13%‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫جدول ) ‪ : (11‬الثقل النتخابي لمرشحين أكبر الجمعيات السياسية‬

‫الثقل النسبي حسب عدد المرشحين‪:‬‬ ‫السلميين ‪ - %68‬اليسار ‪.%32‬‬ ‫المعارضة ‪ - %70‬الموالة ‪.%30‬‬

‫‪49‬‬

‫ملحظات‬

‫مجموع المرشحين الفعلي‬ ‫هو ‪ 19‬حيث شاركت‬ ‫الجمعية في إحدى الدوائر‬ ‫بثلثة مرشحين نجح أحدهم‬ ‫الجمعية الوحيدة من‬ ‫المعارضة التي شاركت في‬ ‫انتخابات ‪ ،2002‬واستفادت‬ ‫من مقاطعة الخرين‬ ‫ليصال ‪ 3‬من المحسوبين‬ ‫عليها لذلك المجلس شكلوا‬ ‫كتلة الديمقراطيين‬ ‫انضم للكتلة بعد فوزهم في‬ ‫النتخابات‪ ،‬سامي‬ ‫البحيري‪ ،‬وخميس الرميحي‬ ‫وعيسى أبو الفتح‬ ‫دعمت الوفاق أربعة من‬ ‫مرشحيها‪ ،‬ولكنهم خسروا‬ ‫بصعوبة أمام مرشحي‬ ‫السلطة‪ ،‬مع جدل بشأن‬ ‫التلعب بالنتائج‬


‫عاشرًا ‪ -‬العلقة مع السلطة ‪ :‬الموالة والمعارضة‬ ‫ينال موضوع علقة الجمعيات السياسية بالسلطة السياسية اهتماما كبيرا في الوساط‬ ‫البحرينية وقد أظهرت النتخابات الخيرة مدى التجاذب بين الجمعيات السياسية في اتخاذ‬ ‫موقف من هذه المسألة وصار من المتعارف عليه تسمية بعض الجمعيات السياسية بجمعيات‬ ‫موالة إشارة إلى ارتهانها إلى مقترحات السلطة في حين شّددت بعض الجمعيات على‬ ‫موقعها المعارض للحكومة‪ .53‬وفي الواقع لقد أفرزت حركة تأسيس الجمعيات السياسية‬ ‫نمطين من التعامل مع السلطة السياسية‪ .‬يضم النمط الّول مجموعة من الجمعيات‬ ‫)السلمية السنّية ‪ /‬والليبرالية( التي ترفض الشهار بالمعارضة وتلتزم بمناقشة الحكومة‬ ‫ومساءلتها في المجلس النيابي من خلل الدوات التي تقرها الحكومة وترفض أي محاولة‬ ‫للخروج على ما تقترحه الحكومة في الملفات الساخنة كالتعديلت الدستورية والدوائر‬ ‫النتخابية وملف التجنيس‪ ،‬لذا فهي تولي اهتماما بالغا في متابعة القضايا المعيشية كالسكان‬ ‫والجور وتعديل بعض الجزئيات في القوانين الجتماعية‪.54‬‬ ‫في مقابل هذا النمط هناك الجمعيات السياسية التي تصر على إشهار نفسها كمعارضة‬ ‫)إسلمية شيعية‪ ،‬اليسار( وتصّر على إقامة مسافة سياسية بينها وبين الحكومة‪ .‬تنطلق أغلب‬ ‫جمعيات هذا النمط من إستراتيجية القبول في التعامل مع السلطة والنخراط في ممارسة‬ ‫العمل السياسي السلمي والمشروع من خلل تشكيل أحزاب سياسية والمشاركة في‬ ‫النتخابات فضل عن المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني خصوصا النقابات المهنية‬ ‫والتواجد على صعيد المجتمع عبر الدعوة إلى الندوات الجماهيرية أو عقد المؤتمرات‬ ‫السياسية‪ 55‬من خلل تبنيها لملف التعديلت الدستورية ورفضها لدستور ‪ 2002‬ومطالبتها‬ ‫ل إمكانياتها العلمية على ملفات الفساد والتنجيس‬ ‫بالعودة إلى دستور ‪ 1972‬كما تسخر ك ّ‬ ‫السياسي والدوائر النتخابية غير العادلة‪ .‬ورغم التزامها بالقانون فهي تطالب دائما‬ ‫بالمشاركة السياسية الحقيقية لتحقيق المملكة الدستورية وإصدار دستور عقدي وتجاوز ما‬ ‫تسميه بالدستور المنحة‪.56‬‬ ‫ن الدولة ممثلة في الحكومة فقد انتهجت عّدة استراتيجيات في التعامل مع‬ ‫من جهتها فإ ّ‬ ‫الجمعيات السياسية منها إستراتيجية القصاء والمطاردة ومنع أي عمل سياسي مهما كان‬ ‫حجمه وذلك قبل مشروع ميثاق العمل الوطني ‪ 2001‬وهي الن تتبع إستراتيجية مزدوجة‬ ‫تقوم على التحالف مع جمعيات الموالة واختراق المجتمع المدني والحتواء )الستيعاب(‬ ‫للجمعيات المعارضة حيث تسمح الحكومة للجمعيات المعارضة بعقد بعض أنشطتها وتمنع‬ ‫الكثير منها والسماح لها بالحركة داخل حدود مرسومة ل تؤثر على مدخلت ومخرجات‬ ‫‪ - 53‬انظر ‪ :‬مقابلة رئيس جمعية الصالة السلمية الشيخ عادل المعاودة في موقعه اللكتروني و المؤتمر الصحفي لجمعية العمل الديمقراطي بعد‬ ‫إعلن نتائج النتخابات ولمعرفة اتجاهات الموالة والمعارضة يمكن الرجوع إلى بعض مقالت الكاتبة سوسن الشاعر في جريدة الوطن‬ ‫البحرينية ‪.‬‬ ‫‪ - 54‬انظر ‪ :‬البرنامج النتخابي لكل من جمعية المنبر السلمي وجمعية الصالة السلمية مثل و البرنامج النتخابي لجمعية الميثاق الوطني‬ ‫وجمعية الشورى السلمية ‪.‬‬ ‫‪ - 55‬عقدت الجمعيات السياسية المعارضة ) الوفاق ‪ ،‬العمل الديمقراطي‪ ،‬العمل السلمي‪ ،‬التجمع القومي‪ ،‬المنبر التقدمي( أكثر من ندوة جماهيرية‬ ‫في أكثر من قضية مثل التعديلت الدستورية ‪ ،‬قضية التجنيس‪ ،‬العريضة الشعبية‪ ،‬كما أسست هذه الجمعيات المؤتمر الدستوري لمتابعة دستور‬ ‫‪. 2002‬‬ ‫‪ - 56‬انظر البرنامج النتخابي لجمعية العمل الديمقراطي وبرنامج جمعية الوفاق الوطني السلمية وبرنامج جمعية المنبر التقدمي ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫الحكومة وعبر هذا الحتواء تستفيد الحكومة منها من أجل تدعيم شرعيتها ومصادر قوتها‬ ‫أمام الرأي العام‪ .‬كانت نتيجة هاتين الستراتيجيتين إفقار التجربة السياسية للجمعيات‬ ‫وتعطيل قدرتها على مراكمة الثقافة الديمقراطية بحكم غياب التمثيل والتداول والتنافس‬ ‫ن السلطة السياسية باستطاعتها خلق أغلبيتها أّنى‬ ‫الحزبي‪ .‬فقد أثبتت التجربة السياسية أ ّ‬ ‫شاءت‪.‬‬ ‫يجرى ذلك وسط مشهد وصفي للسلطة السياسية على أّنها سلطة مؤسسة جوهريا على‬ ‫التقليدية وفي الوقت نفسه منفتحة على التحديث الموظف لجني مكاسب خاصة‪ ،‬وبالتالي فإ ّ‬ ‫ن‬ ‫المشهد السياسي بافتقاده إلى مفاهيم وإجراءات عملية لتوزيع الديمقراطية قد أسهم في منع‬ ‫التراكم اللزم لتغيير علقة الحزاب بالسلطة السياسية وإعادة بناءها وفق مفاهيم‬ ‫ديمقراطية‪ ،‬المر الذي يحّد من قدرة الجمعيات على تجاوز أطرها المحلية التقليدية أيضا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الجمعيات السياسية المعارضة وتحالفاتها‬ ‫عرف المجتمع البحريني المعارضة السياسية منذ زمن مبكر جدا عندما نشطت القوى‬ ‫الجتماعية بمعارضة كثير من أعمال السلطة‪ .‬وتطّور عمل المعارضة بتطّور الوضع‬ ‫القتصادي والتغيرات السياسية التي مرت بها منطقة الخليج والبحرين على وجه‬ ‫الخصوص‪ .‬ومع مرور الزمن وتراكم الخبرة السياسية تنوعت المعارضة من حيث العدد‬ ‫)فردية ‪ /‬جماعية( الوسيلة )ثورية ‪ /‬إصلحية( الزمن )مؤقتة ‪ /‬مستمرة(‪ ،‬وتوسعت قاعدتها‬ ‫ن المعارضة في‬ ‫بانتظام العديد من الفئات إليها كالطلب والنوادي والمآتم‪ .‬والحال فإ ّ‬ ‫البحرين تكاد تتشابه مع المعارضة السياسية في دولة الكويت لكونها معارضة إصلحية‬ ‫تسعى إلى تصحيح الخطاء وتقدم رؤية مخالفة لحلول الحكومة‪ ،‬وحسب تقييم خلدون‬ ‫ن أسلوب المعارضة في الكويت ومثلها في البحرين هو في الغالب رّد فعل لما‬ ‫النقيب فإ ّ‬ ‫‪57‬‬ ‫تطرحه الحكومة من آراء ‪ ،‬فهي تحاول أن تسقط القانون المطروح من أجل أن تغيره‬ ‫الحكومة ول تسعى للضغط على الحكومة للستقالة والحلول محلها‪.58‬‬ ‫وتكاد تتفق أدبيات الجمعيات المعارضة على الهداف نفسها وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬المحافظة على المكتسبات الشعبية التي توجت بالحياة البرلمانية في ‪. 1973‬‬ ‫‪ -2‬التقيد بأحكام ميثاق العمل الوطني واحترام سيادة القانون‪.‬‬ ‫‪ -3‬اللتزام بمبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية الواردة في الدستور وميثاق العمل‬ ‫الوطني واتباع أساليب ووسائل العمل السلمي والممارسة الديمقراطية ونبذ العنف بجميع‬ ‫أشكاله فكرًا وممارسة في تحقيق مبادئه وأهدافه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اللتزام بمبدأ التعددية السياسية في الفكر والرأي والتنظيم‪.‬‬

‫‪ - 57‬خلدون النقيب‪ ،‬القبيلة والديمقراطية في الكويت‪،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪ - 58‬عبد المحسن جمال‪ ،‬المعارضة في الكويت ‪ ،‬دار قراطاس ‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪51‬‬


‫‪ -5‬ضرورة تطوير النظام السياسي بما يحقق ما يصبو إليه الشعب من ملكية دستورية على‬ ‫غرار الديمقراطيات العريقة وما يتطلبه من تعديلت دستورية جوهرية‪ ،‬بما تضمن‬ ‫ل حقيقيًا للسلطات‪ ،‬والتداول السلمي‬ ‫سلطة تشريعية منتخبة كاملة الصلحيات وفص ً‬ ‫للسلطة‪.‬‬ ‫‪ -6‬التمسك بالمواطنة المتساوية ونبذ الطائفية وكافة أشكال التمييز‪ ،‬وتجريم الممارسات التي‬ ‫من شأنها المساس بكرامة المواطن وحريته‪ ،‬والدفاع عن حّقه في تبوء كافة المناصب في‬ ‫الدولة والمجتمع على أساس الكفاءة ‪.‬‬ ‫‪ -7‬تعزيز مبادئ الشفافية ودعم حرية الفكر والبداع‪ ،‬وحماية الحريات الشخصية والعاّمة‪،‬‬ ‫كحرية التفكير والتعبير‪ ،‬والحريات السياسية بما فيها حرية انشاء الحزاب السياسية‬ ‫‪59‬‬ ‫وحرية الصحافة والنشر وحرية الديانة استنادا إلى العلن العالمي لحقوق النسان ‪.‬‬ ‫ونظرًا لتشابه هذه الهداف المنطلقة من مرتكزات دستورية في الساس وجدت‬ ‫أرضية مشتركة تحّركت عليها الجمعيات المعارضة وتوالت المحاولت لتوسعة تلك‬ ‫الرضية‪ .‬وكان من أبرز ذلك لجوء هذه الجمعيات إلى تشكيل تحالفات سياسية منها ‪:‬‬ ‫التحالف السداسي ‪ :‬وهي ست جمعيات "الوفاق‪ ،‬العمل السلمي‪ ،‬العمل الوطني‪،‬‬ ‫والتجمع القومي الديمقراطي‪ ،‬والوسط العربي السلمي‪ ،‬والمنبر الديمقراطي" اتفقت على‬ ‫ص عليه دستور ‪ 1973‬وميثاق العمل الوطني‪،‬‬ ‫ن طريقة إصدار دستور ‪ 2002‬يخالف ما ن ّ‬ ‫أّ‬ ‫ولكنها اختلفت بالنسبة للمشاركة أو المقاطعة في انتخابات ‪.2002‬‬ ‫التحالف الرباعي ‪ :‬وهي أربع جمعيات من ضمن التحالف السداسي وهي "الوفاق‪،‬‬ ‫العمل السلمي‪ ،‬العمل الوطني‪ ،‬والتجمع القومي الديمقراطي" قررت مقاطعة النتخابات‬ ‫النيابية العام ‪ .2002‬تمثلت الرضية المشتركة )التحالف الرباعي( في تبني قضايا موحدة‬ ‫في دستور ‪ ،2002‬كقضايا التجنيس السياسي وتوزيع الدوائر النتخابية واتخاذ مواقف‬ ‫موحدة من المشاركة في انتخابات ‪ ،2002‬حيث قاطعت أربع جمعيات سياسية كبيرة تلك‬ ‫النتخابات وطالبت في موقفها المشترك بالمحافظة على المكتسبات والحريات الدستورية‬ ‫وإسقاط القوانين السلبية مثل قانون الجمعيات السياسية وقانون النتخاب وقانون الصحافة‬ ‫وقانون الرهاب‪.‬‬ ‫كما كانت هناك محاولة أخرى لتشكيل تحالف تساعي يضم بعض جمعيات التيار‬ ‫السني ) المنبر السلمي‪ ،‬والصالة ‪ ،‬والشورى السلمية( مع التحالف السداسي لتخاذ‬ ‫موقف موحد من قانون الجمعيات السياسية‪.‬‬

‫‪ - 59‬انظر النظام الساسي لكل من جمعية العمل الديمقراطي وجمعية الوفاق الوطني وجمعية العمل السلمي وجمعية المنبر التقدمي وجمعية‬ ‫التجمع القومي ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪ -1‬جمعّية الوفاق الوطني السلمّية‬ ‫تأسست جمعية الوفاق الوطني السلمية بمملكة البحرين في تاريخ ‪ 7‬نوفمبر‬ ‫‪2001‬م‪ .‬تعد جمعية الوفاق الوطني أكبر الجمعيات السياسية من حيث عدد العضاء‬ ‫المسجلين إذ يبلغ عدد أعضائها المسجلين في كشوف وزارة العدل أكثر من ‪ 35‬ألف‬ ‫منتسب‪ ،‬وتمثل التيار الرئيسي وسط الشيعة‪ .‬كان تأسيسها يشكل خليطا من شخصيات‬ ‫ل أّنها صارت إلى تنظيم‬ ‫وتيارات شيعية‪ ،‬على غرار المجلس السلمي العلى في لبنان إ ّ‬ ‫سياسي يضم إسلميين شيعة محسوبين على تيار الدعوة‪ -‬ولية الفقيه وبعض رجال العمال‬ ‫الشيعة‪ .‬ومن الناحية العملية ‪ -‬السياسية وليس الدينية البحتة‪ ،‬فالولءات والنتماءات داخل‬ ‫الجمعية ليست واضحة المعالم‪ ،‬فبعض اتباعها يقلدون السيد علي الخامنئي والبعض الخر‬ ‫من مقلدي السيد محمد حسين فضل ال وآخرون من أصحاب التكنوقراط المستقلين‪ ،‬كما‬ ‫توجد بعض التجاهات الصغيرة المتداخلة فيما بينها‪ ،‬ورغم هذا التباين فإن قواسم مشتركة‬ ‫ن تسمية الجمعية بـ "الوفاق"‪ ،‬مناسب‪ ،‬بمعنى خلق توافق بين مختلف‬ ‫كثيرة تجمعهم‪ ،‬لذا فإ ّ‬ ‫التجاهات التي تستمد شرعيتها من رموز الحوزات العلمية الرئيسية والتي تعتمد بدورها‬ ‫على نفوذ شخصيات بحرينية دينية ذات أثر واضح على الساحة الجتماعية ‪ -‬السياسية‪.‬‬ ‫وبسبب التداخل في التجاهات تحدث الكثير من التنازلت بينها حفاظا على الوحدة إلى‬ ‫ل الجمعية في كثير من الحيان‪ .‬كان رموز هذا التيار الشيعي "العام" دخلوا‬ ‫الدرجة التي تش ّ‬ ‫انتخابات المجلس التأسيسي في ‪ 1972‬والمجلس الوطني في ‪ 1973‬كان لهم أقل من ثلث‬ ‫المقاعد ) ‪ 9‬من أصل ‪.(30‬‬ ‫تعّرضت الجمعية لكثر من انشقاق‪ ،‬الّول قاده تكنوقراطيون ) أكاديميون وتجار( مثل‬ ‫المحامي عبد الشهيد خلف والدكتور نزار البحارنة في العام ‪ ، 2004‬والثاني قاده بعض‬ ‫الرموز الحركية في الجمعية مثل نائب رئيس الجمعية الستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد‬ ‫الجليل سنكيس في العام ‪.60 2006‬‬ ‫ رؤية الجمعية ورسالتها‬‫ن الجمعية تعمل "من أجل بناء وطن عصري‪ ،‬تكون‬ ‫ورد في نظام الجمعية الداخلي أ ّ‬ ‫فيه السيادة للشعب بوصفه مصدر السلطات جميعا‪ ،‬وتتوافر فيه المشاركة الشعبية في صنع‬ ‫القرار‪ ،‬ويحقق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة في ضوء الرؤية السلمية"‪ .‬كما ين ّ‬ ‫ص‬ ‫ن رسالتها هي "اللتزام بقضايا الوطن والمواطن‪ ،‬والسعي لتحقيق‬ ‫النظام الداخلي على أ ّ‬ ‫التنمية المستدامة في جميع أبعادها الروحية والمادية المستمدة من الرؤية السلمية من‬ ‫خلل المشاركة الفاعلة في الشأن العام بالوسائل السلمية والحضارية‪ ،‬بما يحقق الرخاء‬ ‫والزدهار والرفعة‪ ،‬ويعزز السلم الهلي‪ ،‬والوحدة الوطنية"‪.‬‬ ‫ أهداف الجمعية‬‫‪ - 60‬كان النشقاق الول بمثابة احتجاج على قرار المقاطعة أّما الثاني فهو على العكس احتجاجا على قرار المشاركة والتسجيل تحت قانون‬ ‫الجمعيات السياسية ‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫ص عليها النظام الداخلي ما يلي‪:‬‬ ‫من أهم الهداف التي وضعتها الجمعية لمنتسبيها ون ّ‬ ‫‪ -1‬السهام في تمثيل المواطنين سياسيا‪ ،‬والمشاركة في صناعة القرار‪ ،‬وإدارة الشأن العام‪.‬‬ ‫‪ -2‬ترسيخ الهوية العربية السلمية للبلد‪ ،‬والمحافظة عليها من الطمس والتشويه‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحفاظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته التاريخّية والحضارّية‪.‬‬ ‫‪ -4‬دعم مشروعات الصلح‪ ،‬والسعي من أجل تبني مبدأ التداول السلمي للسلطة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنمية الوعي الوطني بالشأن العام‪ ،‬وحقوق النسـان‪ ،‬ودولة القانون‪ ،‬والحياة الديمقراطية‪.‬‬ ‫‪ -6‬العمل على إشاعة الفضيلة والعدالة والمساواة في المجتمع‪.‬‬ ‫‪ -7‬تعميق الوعي‪ ،‬على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬بالقضايا والمشكلت‪.‬‬ ‫‪ -8‬تعزيز السلم الهلي والوحدة الوطنية‪ ،‬وترسيخ الحوار الفكري والحضاري على أساس‬ ‫التعددية‪.‬‬ ‫‪ -9‬السهام في توفير الحياة الكريمة‪ ،‬والمن والستقرار‪ ،‬لكافة أبناء الوطن‪.‬‬ ‫‪ -10‬ضمان التوزيع العادل للثروة‪.‬‬ ‫‪ -11‬دعم الحركة العمالية والنقابية‪.‬‬ ‫‪ -12‬تعزيز دور المرأة‪ ،‬وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها وفقًا لحكام الشريعة السلمية‪.‬‬ ‫‪ -13‬إيلء الهمية للشباب ووضع سياسات واستراتيجيات لتنميتهم‪.‬‬ ‫ل الجهود المبذولة لتحرير كامل التراب الفلسطيني‪.‬‬ ‫‪ -14‬مساندة ك ّ‬ ‫‪ -15‬دعم التضامن العربي والسلمي ومناصرة قضايا الشعوب العادلة‪.‬‬ ‫ الهيكيل التنظمي لجمعية الوفاق‪:‬‬‫* المؤتمر العام‬ ‫المؤتمر العام لهذه الجمعية هو الجهاز التنظيمي الذي يتمتع بالسلطة العليا في الوفاق‪،‬‬ ‫ويقوم بتعديل النظام الساسي‪ ،‬وانتخاب المين العام‪ ،‬ونائبه‪ ،‬وأعضاء شورى الوفاق وهيئة‬ ‫التحكيم‪.‬‬ ‫* شورى الوفاق‬ ‫للجمعية مجلس يتولى مهام الرقابة يسمى في النظام الساسي بشورى الوفاق‪ .‬ويكون‬ ‫عدد أعضائه ‪ -‬حسب النظام الداخلي ‪ -‬في دورته الولى ثلثين عضوا‪ ،‬وللمؤتمر العام‬ ‫النظر في زيادة هذا العدد في دوراته التالية‪ .‬وينتخب المؤتمُر العام أعضاَء شورى الوفاق‬ ‫بالقتراع السري لمدة أربع سنوات‪ ،‬وتستثنى من ذلك الدورة الولى للمجلس حيث تنتهي‬ ‫عضوية نصف العضاء الذين حصلوا على أقل عدد من الصوات بعد عامين من دورته‪.‬‬ ‫* المانة العاّمة‬ ‫المانة العاّمة للوفاق هي الجهاز والسلطة التنفيذية لها‪ ،‬وهي التي تقوم بوضع برامج‬ ‫عمل لتنفيذ السياسات التي يرسمها لها المؤتمر العام‪ ،‬وتنفيذ النظمة والخطط التي يقرها‬ ‫شورى الوفاق‪ .‬تتكون المانة العاّمة من المين العام )رئيس الوفاق(‪ ،‬ونائبه‪ ،‬وأعضاء‬ ‫‪54‬‬


‫إداريين يختارهم المين العام‪ ،‬من ضمنهم المين المالي‪ ،‬وأمين السر‪ ،‬ويتم التصديق على‬ ‫أعضاء المانة العاّمة غير المنتخبين من قبل شورى الوفاق‪ ،‬ومدة المانة أربع سنوات‪.‬‬ ‫والمين العام للجمعّية في الوقت الراهن هو الشيخ علي سلمان‪.‬‬ ‫* هيئة التحكيم‬ ‫للوفاق مجلس يفصل في المنازعات والخلفات المتعلقة بنشاطات الوفاق يسمى بهيئة‬ ‫التحكيم‪ .‬و من صلحياته ادراج كروت صفراء و حمراء مثل مباريات كرة القدم‪.‬‬ ‫* لجان الجمعية‬ ‫تحتوي الجمعية على لجان متعّددة هي تنظيمات إدارية تنفيذية ينشئها شورى الوفاق‪،‬‬ ‫أو المانة العاّمة‪ ،‬أو هيئة التحكيم‪ ،‬أو دوائر الوفاق لمهام محددة‪ ،‬برئاسة ومشاركة أعضاء‬ ‫يتمتعون بعضوية الوفاق‪ ،‬وتحّدد مدتها بإنجاز مهامها المحددة‪ .‬كما للجمعية فرق عمل‬ ‫تتكون من مجموعات عمل ينشئها شورى الوفاق‪ ،‬أو المانة العامة‪ ،‬أو هيئة التحكيم‪ ،‬أو‬ ‫دوائر الوفاق‪ ،‬أو لجانها‪ ،‬لمهام محددة‪ ،‬برئاسة عضو بالوفاق‪ ،‬ومشاركة أفراد آخرين ل‬ ‫يشترط فيهم التمتع بتلك العضوية‪ ،‬ول يحق لهم التصرف باسم الوفاق‪ ،‬وتحدد مدتهم بإنجاز‬ ‫مهامهم المحددة‪.‬‬ ‫ل من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي السلمي‬ ‫والجمعية عضو في ك ّ‬ ‫وتشارك في كثير من المؤتمرات العربية عبر ممثلها المين العام‪.‬‬ ‫ الوفاق والنتخابات البحرينية‬‫قاطعت الجمعية انتخابات عام ‪ 2002‬ضمن تحالف رباعي للمعارضة البحرينية‬ ‫وشاركت في النتخابات البلدية ‪ 2002‬وفازت بأكثر من نصف المقاعد البلدية‪ ،‬كما شاركت‬ ‫في انتخابات عام ‪ 2006‬بقائمة تضم ‪ 18‬مرشحا فاز منهم ‪ 17‬نائبا بمجموع أصوات ‪85‬‬ ‫ألف صوت من ‪ 295‬ألفًا و ‪ 686‬ناخبًا يحق لهم التصويت‪ .‬كما دعمت الجمعية مرشحين‬ ‫جمعية العمل الديمقراطي وحثت أنصارها على التصويت لهم في دوائرهم ‪.61‬‬

‫‪ - 61‬انظر ‪ :‬كلمة المين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في افتحاح المقر النتخابي لمرشحة جمعية العمل الديمقراطي منيرة فخرو‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ -2‬جمعية العمل الوطني الديمقراطي )وعد(‬ ‫تعتبر أّول جمعية سياسية أعلنت رسميا في البحرين‪ ،‬تأسست الجمعية في ‪ 27‬ابريل‬ ‫‪ 2001‬وسجلت في وزارة العمل والشؤون الجتماعية بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2001‬وسجلت‬ ‫في وزارة العدل بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ 2006‬بعد تعديل الوضاع‪.‬‬ ‫وتمثل الجمعية امتدادا للجبهة الشعبية في البحرين )يسار( التي كانت قد تفرعت من‬ ‫حركة القوميين العرب بعد هزيمة ‪ 1967‬واتبعت التوجه الشتراكي ‪ /‬الثوري ‪ /‬العربي‪،‬‬ ‫وتشكلت لحقا باسم "الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي"‪ ،‬ثم تحولت إلى الجبهة‬ ‫الشعبية في البحرين في منتصف السبعينيات‪.‬‬ ‫و كانت الجبهة من الجبهات التي شاركت في ثورة ظفار في جنوب عمان في مطلع‬ ‫السبعينيات‪ .‬وقد قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي عام ‪ 1972‬والمجلس الوطني عام‬ ‫‪ 1973‬وأيضا انتخابات المجلس النيابي عام ‪ .2002‬تشكلت بعد حدوث النفراج المني‬ ‫حيث تّم إحياء مشروع "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي يضم إلى جانب الجبهتين‬ ‫العناصر الديمقراطية الخرى‪ .‬وتبنت الجبهة الشعبية بقّوة مشروع التجمع وتقدمت بوثيقة‬ ‫مكتوبة عنه‪ ،‬في حين تحفظت عليه جبهة التحرير‪.‬‬ ‫وبينما أّكدت الجبهة الشعبية أن يكون التجمع الوطني الديمقراطي علنيا مفتوحًا لجميع‬ ‫التيارات والشخصيات الديمقراطية )شيوعية ويسارية‪ ،‬ناصرية‪ ،‬بعثية‪ ،‬مستقلة‪ ...‬إلخ(‪،‬‬ ‫رفضت جبهة التحرير الوثيقة ‪ -‬وإن اتفقت على المبدأ‪ -‬وأصّرت على ضرورة أن تصوغ‬ ‫الجبهتان وثيقة مشتركة ثم تعرض على الخرين‪ ،‬على أن يتم دمج الجبهتين أّول ثم يتّم‬ ‫إدخال الخرين في التجمع‪.62‬‬ ‫وفي ظل التطورات المتسارعة التي كانت تشهدها البلد والستقطابات الجارية حينها‪،‬‬ ‫بادرت الجبهة الشعبية بترتيب لقاءات تضم بعض كوادرها وكوادر مستقلة أخرى وبدأت في‬ ‫مناقشة مشروع التجمع لقراره‪ ،‬لكنه وأمام رفض النظام بشكل قاطع لتشكيل تنظيمات‬ ‫سياسية وموافقته على قيام جمعيات سياسية فقط‪ ،‬فقد تّم البحث مجددًا لتشكيل جمعية موحدة‬ ‫لليسار‪ .‬من هنا انطلقت عملية تأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي ولكن بدعوة‬ ‫المؤسسين بصفتهم الفردية وليس بكونهم ممثلين لقوى سياسية‪ ،‬وحدث تجاذب بين الجبهتين‬ ‫في هذا الخصوص‪ ،‬وتّمت عملية صياغة الوثائق وتشكيل اللجنة التحضيرية التي رأسها‬ ‫المرحوم جاسم فخرو )مستقل( وتّم القرار بالمبدأ مع الخذ في العتبار تمثيل التيارات‬ ‫الثلثة )الشعبية‪ ،‬التحرير‪ ،‬المستقلين(‪ .‬وبعد حدوث مجريات عديدة تقرر أن تكون هناك‬ ‫جمعيتين هما جمعية العمل الديمقراطي )وعد( وجمعية المنبر التقدمي‪.‬‬ ‫‪ - 62‬طرحت جبهة التحرير رؤية تشكيل جبهة بين التنظيمن‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫ يتكون الهيكل الداري لجمعية العمل الديمقراطي ) وعد( من ‪:‬‬‫المؤتمر العام‪.‬‬ ‫اللجنة المركزية‪.‬‬ ‫لجنة الرقابة المركزية وتنتخب من اللجنة المركزية‪.‬‬ ‫المكتب السياسي‪.‬‬ ‫المكاتب واللجان العاملة‪.‬‬ ‫وتعتمد الجمعية في تمويلها على ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬

‫الدعم الحكومي‪ -‬ابتداء ‪) 2006‬يوليو(‪.‬‬ ‫الدعم الذاتي‪ -‬منذ تأسيس الجمعية‪.‬‬ ‫جهات محلية ‪ -‬أشخاص‪.‬‬ ‫تبرعات خارجية ‪ -‬سابقا وقبل صدور قانون الجمعيات‪.‬‬ ‫أخرى ‪ -‬نشاطات الجمعية والصدارات‪.‬‬

‫وتعد الجمعية من ضمن الجمعيات الملتزمة بعقد جمعياتها العمومية باستمرار حيث‬ ‫عقدت الجمعية ثلثة مؤتمرات عاّمة هي ‪:‬‬ ‫ المؤتمر الّول ‪ 24‬يناير ‪ 2002‬وقد حضر ‪ 450‬عضوا‪.‬‬‫ المؤتمر الثاني ‪ 25‬مارس ‪ 2005‬وقد حضر ‪ 370‬عضوا‪.‬‬‫ المؤتمر الثالث ‪9‬يونيو ‪ 2006‬وقد حضر ‪ 320‬عضوا‪.‬‬‫وبالضافة إلى تبنيها الملفات الساسّية ) الملف الدستوري‪ ،‬ملف التجنيس فقد ركزت‬ ‫اهتمامها طوال العام الماضي على ‪:‬‬ ‫ قضية التسجيل في قانون الجمعيات‪.‬‬‫ النتخابات النيابية والبلدية‪.‬‬‫ النصاف والمصالحة ) ضحايا التعذيب وقانون أمن الدولة(‪.‬‬‫ سرقة الراضي والمال العام‪.‬‬‫قاطعت انتخابات عام ‪ 2002‬وشاركت في انتخابات عام ‪ 2006‬بقائمة التغيير التي‬ ‫تضم ستة مرشحين وحصلت على ‪ 10449‬صوتا لكافة مرشحيها‪ .‬ولجمعية العمل تواصل‬ ‫ل من ‪:‬‬ ‫فعال مع الحزاب العربية وهي الن عضو في ك ّ‬ ‫ المؤتمر القومي العربي‪.‬‬‫ المؤتمر القومي السلمي‪.‬‬‫‪ -‬مؤتمر الحزاب العربية‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫كما أصدرت الجمعية عّدة إصدارات تعتبرها مهمة‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫ نشرة الديمقراطي )شهرية(‪.‬‬‫ كتيب النصاف والعدالة‪.‬‬‫ كتاب الشباب وسوق العمل في البحرين‪.‬‬‫ كتاب إشكالية البيئة والتنمية في البحرين‪.‬‬‫ كتاب الشرعية الدولية لحقوق النسان‪.‬‬‫ كتاب السكان والعمالة ومستوى المعيشة في البحرين‪.‬‬‫ كتاب ذاكرة الوطن‪.‬‬‫كما صدرت كتب باسماء أعضائها التاريخيين مثل عبدالرحمن النعيمي وعبدالنبي‬ ‫العكري وإبراهيم كمال الدين وحسين قاسم وعبدال مطيويع سردوا فيها تجاربهم السياسية‬ ‫وذكريات السجون‪.‬‬

‫‪ -3‬جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي‬ ‫تأسست في ‪ 2001 -7 -13‬وسجلت رسميا في تاريخ ‪ 2001-9-30‬ويقدر عدد‬ ‫أعضائها بـ ‪ 507‬عضو منهم ‪ 95‬امرأة‪ .‬وقد حددت الجمعية أهدافها بالتالي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدفاع عن المصالح المشروعة للطبقات والفئات الجتماعية الكادحة ورفع المستوى‬ ‫المعيشي للمواطنين‪.‬‬ ‫‪ -2‬إشاعة قيم التسامح وترسيخ المساواة والعدالة الجتماعية بين كافة أفراد وفئات‬ ‫المجتمع دون تميز على أسس طائفية أو قبلية أو طبقة أو عرقية‪.‬‬ ‫‪ -3‬العمل من أجل بناء مملكة دستورية حديثة وتأمين شروط ذلك‪.‬‬ ‫‪ -4‬دعم الحقوق المشروعة للمرأة‪.‬‬ ‫من ناحية تاريخّية تمثل الجمعية اتجاه "جبهة التحرير الوطني البحرانية"‪ 63‬التي‬ ‫تأسست في عام ‪ 1954‬على أساس ماركسي ‪ -‬لينيني‪ .‬وتعتبر جبهة التحرير بمثابة الحزب‬ ‫الشيوعي في البحرين "سابقا" وتحالفاتها كانت واضحة مع حزب تودة )الشيوعي( اليراني‬ ‫والتحاد السوفياتي والحزاب الشيوعية الكبرى في "الشرق الوسط"‪ .‬وجبهة التحرير‬ ‫كانت قد قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي العام ‪ 1972‬ولكنها شاركت في انتخابات‬ ‫المجلس الوطني العام ‪ ،1973‬وشكلت ما عرف بكتلة الشعب وأعلنت موافقتها على‬ ‫المشاركة في النتخابات النيابية في ‪ 2002‬على الرغم من اعتراضها على كيفية تعديل‬ ‫الدستور‪ ،‬وقد قدمت الجمعية ‪ 8‬مرشحين وفازت بثلثة مرشحين بمجلس النواب السابق كان‬ ‫منهم عضوين يحسبان تاريخيا على اتجاه جبهة التحرير‪ ،‬وهي الن تسيطر على جزء مهم‬ ‫من النخبة اليسارية في البحرين‪.‬‬ ‫‪ - 63‬اطلق لقب "البحرانية" لن مصطلح "البحريني‪ /‬البحرينية" لم يكن موجودا حتى النصف الول من خمسينيات القرن الماضي‪ .‬ولذا فإن لفظ‬ ‫"البحرانية" ليس مقصودا منه أتباع المذهب الشيعي كما يعتقد البعض حاليا عندما يستخدم مصطلح "بحراني"‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫يتشكل هيكلها الداري من ‪:‬‬ ‫ المؤتمر العام الذي ينعقد كل أربع سنوات‪.‬‬‫ اللجنة المركزية المنتخبة من المؤتمر العام وعدد أعضائها ‪ 35‬عضو‪.‬‬‫ المين العام و نائبه المنتخبين من قبل اللجنة المركزية‪.‬‬‫ المكتب السياسي‪.‬‬‫تقوم جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي بحملتها النتخابية معتمدة على برنامج للرخاء‬ ‫القتصادي والصلحات الدستورية‪ ،‬وتعد بشكل عام ديمقراطية‪ -‬اشتراكية من حيث التوجه‬ ‫وكانت صريحة في الجدل لصالح أجندتها الشتراكية الديمقراطية والتي تشمل تعزيز دور‬ ‫المرأة‪ ،‬وكانت مؤيًدا قوًيا لدعوات الجماعات النسائية إلى إصلح قوانين السرة في البلد‪.‬‬ ‫وتحّدد رؤيتها الصلحية بالعمل من أجل بناء مملكة دستورية حديثة بما يتطلبه ذلك‬ ‫من تطوير للبنة الدستورية وتوفير مسلتزمات بناء دولة المؤسسات والقانون وتطبيق أحكام‬ ‫ميثاق العمل الوطني واحترام سيادة القانون وإعادة النظر في التشريعات المقيدة للحريات‬ ‫ومحاربة الفساد‪.‬‬ ‫وتشمل البرامج التي قدمتها الجمعية تحديد حد أدنى للجور والتأمينات الجتماعية‬ ‫للعمالة المؤقتة والعاطلين و"بحرنة" المؤسسات العسكرية والمنية‪ ،‬وتدعو هذه الجمعية إلى‬ ‫إعطاء الولوية لتوظيف العاطلين البحرينيين في سوق العمل‪.‬‬ ‫شاركت الجمعية في انتخابات ‪ 2006‬بقائمة تضم ‪ 9‬مرشحين بدعم ذاتي وبعض‬ ‫الجهات المحلية لبعض المرشحين لم يفز منهم أحد‪ .64‬وقدر عدد الصوات التي حصلت‬ ‫عليها قائمة المنبر التقدمي بـ ‪ 6621‬صوتا ‪.‬‬ ‫عقدت الجمعية ثلثة مؤتمرات عاّمة منذ تأسيسها إضافة إلى المؤتمر التأسيسي‪،‬‬ ‫ومؤتمرا استثنائيا لتعديل النظام الداخلي وإقرار التسجيل تحت قانون الجمعيات بنظام داخلي‬ ‫جديد‪ .‬وتراوح عدد الحضور ما بين ‪ 250‬و ‪ 300‬عضو‪.‬‬ ‫وتعتمد الجمعية على العمل الجماهيري المباشر والنقابات العمالية والمؤسسات‬ ‫الجماهيرية إضافة إلى الصحافة ونشرات الجمعية كوسائل اتصال مع الجماهير‪ ,‬وتمتلك‬ ‫الجمعية علقات واسعة مع الحزاب العربية اليسارية والحركات العالمية‪ ،‬فهي عضو في‬ ‫ن هناك‬ ‫مؤتمر الحزاب العربية وبعض العضاء أعضاء في المؤتمر القومي العربي‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫علقات ثنائية واسعة مع عدد كبير من الحزاب السياسية ذات التوجهات اليسارية‬ ‫والديمقراطية‪.‬‬ ‫وتقوم الجمعية بعمل كثير من الدورات لعضائها مثل برنامج العداد الفكري‬ ‫والسياسي وتطوير المهارات وبرنامج تثقيفي من خلل ملتقى الحد السبوعي ودورات‬ ‫‪ - 64‬لمزيد من تفاصيل النتائج النتخابية انظر‪ :‬الجزء المخصص للوزن النتخابي للجمعيات من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫متخصصة في المهارات الدارية وسواها وتصدر الجمعية نشرة منتظمة تحت مسمى‬ ‫النشرة المركزية الشهرية وهي بصدد إصدار حولية للدراسات والبحوث‪.‬‬ ‫‪ -4‬جمعية العمل السلمي‬ ‫ويرمز لها اختصارا بجمعية )أمل( وهي تمثل اتجاه "الجبهة السلمية لتحرير‬ ‫البحرين " ‪.‬تأسست فى العام ‪2002‬م و سجلت في وزارة العدل فى العام ‪2006‬م يتركز‬ ‫ل من المحافظة الشمالية – العاصمة – الوسطى ‪.‬‬ ‫مؤيدوها في ك ّ‬ ‫يتكون هيكلها السياسي ‪:‬‬ ‫ المانة العاّمة ‪ :‬تتكون من ‪ 11‬عضوًا بدون الرئيس‪ ،‬يرأسها أمين عام‪.‬‬‫ اللجان الفرعية ‪ :‬السياسّية – العلمّية – القتصادّية – المناطقّية – التنموّية –‬‫الحقوقّية‪.‬‬ ‫ل سنة مّرة ويتراوح أعداد الحضور بين ‪ 400‬إلى ‪300‬‬ ‫تعقد جمعيتها العمومية ك ّ‬ ‫عضو من أصل ‪ 900‬عضو تقدمت بأسمائهم إلى مكتب شؤون الجمعيات السياسية‪ .‬تقوم‬ ‫رؤية الجمعية على إقامة دولة يسود فيها العدل والحرية من خلل المشاركة الشعبية الحقيقية‬ ‫في القرار السياسي إجمال بين الحكم والشعب ضمن دستور عقدي ‪ ،‬كما تهدف الجمعية إلى‬ ‫إقامة حكومة شعبية من خلل تداول سلمى للسلطة‪ .‬وذلك من خلل خلق الجواء السياسية‬ ‫المناسبة لستنهاض سياسي شامل‪ ،‬وتوظيف كافة الطاقات المجتمعية واستقطاب الكوادر‬ ‫العاملة في هذا التجاه‪ ،‬والدفع باتجاه التواصل مع الناس والحضور الدائم للجمعية في وسط‬ ‫المجتمع‪ ،‬كما يتّم الستفادة من كافة المنابر والمؤسسات للمجتمع المدني ليكون لها رصيدا‬ ‫من العمل والخبرة التراكمية وفتح آفاق أوسع في سبيل أعمال مشتركة معها‪ ،‬وخلق الجواء‬ ‫المناسبة للتعاون من خلل الفعاليات التي تنظمها الجمعية من قبيل )المؤتمرات‪ ،‬ورش‬ ‫العمل‪ ،‬الحلقات الحورية‪ ،‬برامج التدريب(‪.‬‬ ‫تعتمد في تجنيد أعضائها على العوائل والمعارف وتضم حوالي ‪ 150‬امرأة عاملة في‬ ‫صفوفها وكانت قد دعمت مرشحة لها في انتخابات ‪ 2006‬هي زهراء مرادي وحصلت على‬ ‫أكثر من ‪ 700‬صوت وهو عدد ذو دللة على كبر حجم القاعدة النتخابية في الدائرة‬ ‫النتخابية مقارنة بعدد الصوات المسموح لها بالتصويت‪.‬‬ ‫تعرضت الجمعية للغلق من قبل وزارة العمل والشؤون الجمعية في ‪ 2005‬لقامتها‬ ‫حفل تكريما لعضاء الجبهة السلمية لتحرير البحرين المتهمين في قضية النقلب‬ ‫العسكري سنة ‪ .1981‬قاطعت انتخابات ‪ 2002‬وشاركت بشكل غير رسمي في انتخابات‬ ‫البرلمانية ‪ 2006‬بقائمة ضمت ‪ 7‬أعضاء ولم يفز أحد‪ ،‬في حين بلغ عدد الصوات التي‬ ‫حصل عليها المرشحون جميعا بـ ‪ .1553‬تعتمد في تمويلها على الدعم الذاتي والدعم‬ ‫الحكومي المخصص لها حاليا وهو ‪ 1000‬دينار شهريا ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫‪ -5‬جمعية التجمع القومي الديمقراطي‬ ‫تمثل المحسوبين على اتجاه "حزب البعث العربي الشتراكي"‪ .‬دخل رموزها‬ ‫انتخابات المجلس التأسيسي في العام ‪ 1972‬والمجلس الوطني ‪ 1973‬وقاطعت انتخابات‬ ‫المجلس النيابي ‪ 2002‬معترضين على طريقة إصدار الدستور‪ .‬تعتبر الجمعية إحدى‬ ‫الجمعيات المؤسسة للمؤتمر الدستوري ‪ 2002‬وهي عضو في التحالف الرباعي والتحالف‬ ‫السداسي أيضا‪ .‬عدد أعضائها ‪ 134‬عضو‪ .‬شاركت في انتخابات ‪ 2006‬بثلثة مرشحين‬ ‫من أعضائها أو مقربين منها ولم يفز منهم أحد‪ ،‬وتقدر الصوات التي حصل عليها مرشحوا‬ ‫الجمعية بـ ‪.490‬‬ ‫‪ -6‬الوسط العربي السلمي الديمقراطي‬ ‫تضم تيارا ناصريا ينشط في البحرين لكنها تضم إسلميين أيضا‪ ،‬شاركت في انتخابات‬ ‫عام ‪ 2002‬لكنها لم تتمكن من الحصول على أي مقعد‪ .‬وشاركت في انتخابات ‪ 2006‬أيضا‪.‬‬ ‫قامت الجمعية بتدشين حملتها للنتخابات البرلمانية عن طريق التركيز على القضايا‬ ‫المجتمعية‪ ،‬حيث ركزت حملتها على السكان ورفع مستويات المعيشة ومحاربة الفساد‬ ‫وتعزيز حقوق النسان ومكافحة التمييز‪ ،‬وأعربت الجمعية عن رغبتها في التشجيع على‬ ‫السياحة العائلية في البحرين‪.‬‬ ‫ومثلها مثل جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي‪ ،‬تسعى جمعية الوسط إلى تعديل‬ ‫التغييرات الدستورية من خلل الدوات البرلمانية المتاحة وقد تعهد زعماء جمعية الوسط‬ ‫بجعل ذلك من الولويات إذا تّم انتخابهم لعضوية البرلمان‪ .‬ويتركز وجود الجمعية أساسا في‬ ‫المحرق وتجمع بين أعضائها القوميين ‪ -‬الناصريين الذين يؤمنون بدور متكامل بين السلم‬ ‫والعروبة‪.‬‬ ‫ورغم مساندة هذه الجمعية لحملة الحكومة لتعزيز وضع المرأة في المجتمع‪ ،‬لكنها‬ ‫ن مشاركة المرأة يجب أن تكون طبًقا للشريعة السلمية‪ ،‬وينتمي العديد من النساء‬ ‫تؤمن بأ ّ‬ ‫لمجلس إدارة جمعية الوسط‪ ،‬لكنها لم تدعم أي من المرشحات الثماني في النتخابات‬ ‫البرلمانية‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫ب ‪ -‬الجمعيات الموالية أو القريبة للحكومة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬جمعية المنبر الوطني السلمي )الخوان المسلمين(‬ ‫تمثل الذراع السياسي لجمعية الصلح )الخوان المسلمين( التي نشأت في أواخر‬ ‫الربعينيات‪ .‬شاركت في انتخابات ‪ 2002‬وتمكنت من الحصول على ثمانية مقاعد في‬ ‫مجلس النواب‪ .‬تشارك في انتخابات ‪ 2006‬ضمن تحالف مع جمعية الصالة التي تمثل تيار‬ ‫السلفيين في البحرين‪.‬‬ ‫كانت بداية النشاط السلمي السني تعود إلى حركة الخوان المسلمين الذين استطاعوا‬ ‫استقطاب عدد من أبناء التجار والعوائل الثرية الذين ابتعثوا إلى بيروت والقاهرة للدراسة‪.‬‬ ‫وهكذا انضم عدد من طلب البحرين إلى الخوان المسلمين‪ ،‬وضمت الحركة في صفوفها‬ ‫أحد أفراد العائلة الحاكمة‪ ،‬الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة‪ ،‬الذي درس الحقوق في القاهرة‪،‬‬ ‫وأصبح في السبعينيات وزيرا للعمل والشؤون الجتماعية حتى مطلع الثمانينيات‪ .‬أسس‬ ‫الخوان المسلمون "نادي الصلح الخليفي" في ‪ ،1948‬لدارة النشطة الثقافية‬ ‫والجتماعية‪ ،‬ضم النادي )التابع لحركة الخوان( المنحدرين من أصول قبلية من طائفة‬ ‫السنة )عبد الرحمن الجودر وجاسم الفايز وغيرهم(‪ ،‬وتركزت نشاطات النادي في مدينة‬ ‫المحرق بصورة أساسية‪.‬‬ ‫في مطلع السبعينيات تّم تغيير اسم النادي ليقتصر على اسم "نادي الصلح" فقط‪ ،‬ثم‬ ‫تغير السم في مطلع الثمانينيات إلى "جمعية الصلح" وقد مّرت حركة الخوان المسلمين‬ ‫المنطلقة من جمعية الصلح بفترات صعود شعبي )عندما دعمت الحركة الدعوة لتحرير‬ ‫فلسطين( وهبوط )عندما ابتعدت عن مطالب الشارع البحريني في الخمسينيات( ‪ .‬ففي نهاية‬ ‫الربعينيات كانت لها شعبية‪ ،‬بعد أن أعلنت عن تكوين قّوة رمزية للمشاركة في قوات‬ ‫الخوان التي تشكلت لتحرير فلسطين بعد إعلن الدولة اليهودية في نهاية الربعينيات‪ .‬غير‬ ‫ن هذه الشعبية انتكست لحقا في الخمسينيات عندما تحرك الشارع البحريني مطالبا‬ ‫أّ‬ ‫بالصلحات السياسية‪ .‬وقد استمرت حركة الخوان المسلمين في نشاطها الجتماعي‬ ‫والثقافي دون أن تتأثر بالحداث السياسية‪ .‬ولكن شعبيتها انخفضت كثيرا بسبب مواقفها‬ ‫السياسية تجاه حركة الخمسينيات‪ .‬ركزت حركة الخوان على "التربية السلمية والتعليم"‪،‬‬ ‫وتمكن أفرادها من الوصول إلى مناصب مهّمة في الجهاز التعليمي في البلد‪.65‬‬ ‫يقوم برنامج الجمعية على تأكيد" القاعدة العربية ـ السلمية للمجتمع‪ ،‬في إطار‬ ‫الدستور وميثاق العمل الوطني‪ ،‬ويسعى المنبر الوطني السلمي إلى تعزيز الديمقراطية‬ ‫والمشاركة السياسية الشعبية‪ ،‬وتشدد فلسفته بشكل عام على أهمية السلم الجتماعي للفراد‬ ‫والمجتمع‪ .‬فقد شاركت الجمعية في انتخابات ‪ 2006‬بثمانية مرشحين فاز منهم ‪ 7‬وحصدت‬ ‫قائمة المنبر السلمي على ‪ 22704‬صوت من مجموع الكتلة النتخابية المسجلة‪.‬‬ ‫‪ - 65‬لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬ص ‪ 95‬؛ حسن عبدال موجز حول‬ ‫الحركة السلمية البحرينية ‪30/04/1999‬م‪ ،‬موقع حركة أحرار البحرين‪.( www. Vob.org ) :‬‬

‫‪62‬‬


‫‪ -2‬جمعية الصالة السلمية‬ ‫الذراع السياسي لجمعية التربية السلمية التي تمثل التيار السلفي في البحرين‪.‬‬ ‫شاركت في انتخابات عام ‪ 2002‬وتمكنت من الفوز بستة مقاعد في مجلس النواب‪ .‬وشاركت‬ ‫في انتخابات ‪ 2006‬ضمن تحالف مع المنبر الوطني السلمي‪ .‬و فازت بخمسة مقاعد‪.‬‬ ‫تشّدد هذه الجمعية على الهوية السلمية للبحرين‪ .‬وتركز على القضايا المعيشية‪ .‬يقول‬ ‫الشيخ عادل المعاودة أحد الرموز القيادية الرئيسيين "ينبغي علينا وضع مصالح المواطنين‬ ‫وتحسين مستويات معيشتهم على قمة الولويات‪ ،‬وسوف يضمن ذلك بدوره للمواطنين‬ ‫مستوى معيشي لئق يمكنهم من خدمة مجتمعهم بشكل أفضل"‪ .‬وتعد قضية السكان من‬ ‫البنود الرئيسية للحملة النتخابية لجمعية الصالة السلمية‪ ،‬والتي تعهدت بخفض فترات‬ ‫انتظار طالبي الحصول على منازل‪.‬‬ ‫‪ -3‬جمعية الرابطة السلمّية‬ ‫وتمثل التجاه الشيعي الذي يتبع نهج المرحوم الشيخ سليمان المدني‪ ،‬فقد كان في مطلع‬ ‫السبعينيات واحدا من الرموز المحسوبة على تيار حزب الدعوة وهو نفس خط رموز جمعية‬ ‫الوفاق‪ .‬وقد ساند ذلك التيار دخول المجلس التأسيسي في العام ‪ 1972‬والمجلس الوطني العام‬ ‫‪ .1973‬وقد فاز أربعة من أعضاء جمعية الرابطة في انتخابات المجلس النيابي العام ‪،2002‬‬ ‫ولديها عضوان في مجلس الشورى‪ .‬أّما انتخابات ‪ 2006‬فقد رشحت الجمعية مرشحا فقط‪،‬‬ ‫لم يتمكن من الفوز وحصل على ‪ 1950‬صوتا‪ .‬وعادة تتبوأ شخصيات محسوبة على هذا‬ ‫الخط مناصب حكومّية وقضائّية‪.‬‬ ‫‪ -4‬جمعية الفكر الوطني الحر‬ ‫جمعية ليبرالية مناصرة للتوجه الرسمي وليست لها نشاطات ملموسة حاليا ولم تنجح‬ ‫في دخول المجلس النيابي‪.‬‬ ‫‪ -5‬جمعية ميثاق العمل الوطني‬ ‫صدر التصريح بإنشاء جمعية ميثاق العمل الوطني في ‪ 20‬مارس عام ‪ ،2001‬وتضم‬ ‫‪ 452‬عضوًا‪ ،‬وكما يوحي اسمها تسعى هذه الجمعية إلى تعزيز أهداف ومبادئ الميثاق‬ ‫الوطني‪ ،‬وتوجه تأكيدًا قويًا على المشاركة الشعبية في العملية السياسية‪ ،‬وتتسم بشكل عام‬ ‫بتوجهها الليبرالي الذي يميل إلى الوسط‪ ،‬وقد جعلت هذه الجمعية من تقوية مبادئ الشفافية‬ ‫داخل المجتمع سياسة رئيسية لها‪.‬‬ ‫وإضافة إلى تقديم المرشحين قامت هذه الجمعية بعقد سلسلة من اللقاءات لتشجيع‬ ‫المواطنين على المشاركة في النتخابات‪ ،‬وذلك في الوقت الذي ألقت فيه الضوء على مزايا‬ ‫مرشحيها‪ .‬وقد تّم تعيين أعضائها بكثرة في مجلس الشورى "خمسة عشر عضوا من أصل‬ ‫ل الخطوات الرسمية‪ .‬فاز أيضا شخصان محسوبان عليها في المجلس‬ ‫أربعين" وتؤيد ك ّ‬ ‫‪63‬‬


‫النيابي عام ‪ .2002‬أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد رشحت الجمعية خمسة مرشحين لم يفز منهم‬ ‫أحد رغم حصولهم على ما يقارب من ‪ 3700‬صوتا‪.‬‬ ‫‪ -6‬جمعية المنتدى‬ ‫ليبرالية‪ -‬نخبوية مساندة عموما للتوجه الصلحي الحكومي‪ .‬لم تنافس في النتخابات‬ ‫النيابية ‪ 2002‬على رغم دعوتها الخرين للمشاركة‪ ،‬وتّم تعيين ثلثة من أفرادها في مجلس‬ ‫الشورى ‪.2002‬‬ ‫‪ -7‬جمعية الشورى السلمّية‬ ‫الجمعية فصيل سني يتوسط التجاهين الرئيسيين الخوان المسلمين والسلف‪ .‬يرأس‬ ‫الجمعية الشيخ عبد الرحمن عبد السلم الذي لم يفز في انتخابات المجلس النيابي ‪،2002‬‬ ‫وبعد ذلك تّم تعيينه المين العام لمجلس الشورى مما أثار حساسية لدى الخرين‪.‬‬ ‫‪ -8‬جمعية التجمع الوطني الدستوري‬ ‫جمعية نشأت لتمثيل توجه جديد في جنوب البحرين مستمد من شرائح قبلية تؤمن‬ ‫بالخطوات الصلحية التي دشنها الملك‪ .‬ل يوجد لها تمثيل في المجلس النيابي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬حركات سياسية غير مرخص لها رسميا‪:‬‬ ‫‪ -1‬حركة حق )حركة الحريات والديموقراطية(‬ ‫على إثر مجموعة من التراكمات التي حدثت بعد استقالة عدد من العضاء من جمعية‬ ‫الوفاق وبعض العضاء في جمعية العمل الوطني الديمقراطي )وعد(‪ .‬جاءت فكرة تشكيل‬ ‫الحركة بعد إفرازات الساحة التي كانت باتجاه المشاركة في النتخابات النيابية القادمة‬ ‫وباتجاه إنهاء المعارضة في البحرين‪ .‬وكان قبول التسجيل في مظلة قانون الجمعيات‬ ‫ل ذلك في ظ ّ‬ ‫ل‬ ‫السياسية نهاية لبداية جديدة من الهتزاز والخروج من المواقف والرؤى‪ .‬ك ّ‬ ‫التراجع الصارخ في الوضع التشريعي وإصدار سلسلة من القوانين الستبدادية الجديدة‪ .‬لذا‬ ‫جاءت "حق" ل لكي تخلق واقعًا جديدا بالمطلق‪ ،‬بل لعادة تصحيح المور ونقد التراجعات‬ ‫الجارية‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن "حق" تعتبر نفسها ملزمة بالتأسيسات السياسية والخلقية التي‬ ‫تّوجتها المعارضة الدستورية في مقررات المؤتمر الدستوري الّول والثاني‪ .‬كما أّنها تعتقد‬ ‫أن مشهد التراجعات المتتالية التي ساد داخل الحركة السياسية ل تتناسب مع سياسات الحكم‬ ‫التي بلغت حّدا فاضحا في القمع والعتقال والبتزاز والعتداء والستبداد المقنن‪.‬‬ ‫وتتكون الحركة من مجموعٌة من المواطنين الذين يجمعهم عدٌد من الثوابت والهداف‬ ‫الوطنية‪ ،‬معتقدين بضرورة العمل الجاد لتفعيل العمل المطلبي السلمي بما فيه خيار المقاومة‬ ‫المدنية‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق المطالب الوطنية المشروعة‪ ،‬البعيدة عن الفئوية والطائفية‪،‬‬ ‫‪64‬‬


‫مستخدمين مختلف آليات الضغط والحتجاج في الداخل والخارج‪ .‬تؤمن هذه الحركة بأهمية‬ ‫التشاور مع الرموز الدينية والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني كما تؤمن‬ ‫بتكامل دورها مع الِقوى الخرى الموجودة في المجتمع‪ ،‬والتي تسعى لتحقيق ذات الهداف‬ ‫بمناهج أخرى‪.‬‬ ‫وقد تأسست الحركة في نوفمبر ‪2005‬م بعد اجتماع أعضاءها المؤسسين على أن‬ ‫تكون‪:‬‬ ‫‪ -1‬حركة مستقلة‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرعيتها الحق وليس القانون‪ ,‬وعليه عدم العتراف بالقوانين الكيدية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكون لها صبغة وطنية لوجود قضايا مشتركة‪.‬‬ ‫وتم خلل ذلك انتخاب أعضاء المانة العامة المكونة من ‪11‬شخص من الرموز والنشطاء‬ ‫والكوادر والشخصيات الوطنية‪.‬‬ ‫الهداف الستراتيجية للحركة‪:‬‬ ‫‪ -1‬إحداث إصلح سياسي حقيقي‬ ‫‪ -2‬تحقيق نمو حقيقي وإحقاق العدالة الجتماعية‬ ‫‪ -3‬ترسيخ قيم حقوق النسان‬ ‫‪ -4‬المحافظة على الهوية الثقافية والجتماعية لشعب البحرين‬ ‫صورية لعام ‪2006‬م‪،‬‬ ‫وقد باشرت "حركة حق" بإعلن موقفها الرافض للنتخابات ال ّ‬ ‫سكها بالمقاطعة انطلقًا‬ ‫وأعلنت عن ذلك في بيان صحافي وزع داخليا وخارجيا‪ ،‬بّينت فيه تم ّ‬ ‫من ثبات رؤيتها الخاصة بالزمة الدستورية القائمة‪ ،‬وأن جديدًا في أصل الزمة لم يحصل‪،‬‬ ‫ما يقتضي استمرار الموقف السابق والتأسيس عليه‪ .‬الجدير بالذكر أن ) حركة حق (‬ ‫تأسست أثر انشقاق في جمعية الوفاق الوطني السلمية أواخر) نوفمبر( عام ‪ 2005‬وتضم‬ ‫ناشطين شيعة مثل حسن مشيمع ومعارضين سنة بارزين مثل علي ربيعة‪ ،‬ولكن تيارها‬ ‫الشعبي ينتشر في المناطق الشيعية ويتمدد على حساب الجمعيات السياسية الشيعية‪ .‬وتعد‬ ‫القوة السياسية الوحيدة التي أعلنت مقاطعة انتخابات ‪ 2006‬متمسكة بموقفها حيال التعديلت‬ ‫الدستورية‪ .‬جمعت الحركة أكثر من ‪ 82‬ألف توقيع على عريضة وجهتها للمم المتحدة‬ ‫تطالب بوضع دستور جديد في البحرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬حركة العدالة الوطنية‬ ‫تأسست هذه الحركة مطلع ‪ 2006‬على أثر انشقاق في جمعية التجمع الوطني‬ ‫الديمقراطي بسبب فصل أمينها العام السابق‪ ،‬وهي جمعية صغيرة تضم ناشطين قوميين‬ ‫ومستقلين‪ ،‬وعناصر إسلمية سلفية متمردة على التيار السلفي العام بسبب توجهاتها‬ ‫الراديكالية‪ ،‬وتنشط خصوصا في مدينة المحرق ذات الغالبية السنّية‪ .‬شاركت الحركة في‬ ‫انتخابات ‪ 2002‬بأكثر من مرشح أبرزهم أمينها العام عبدال هاشم الذي كان قد شارك أيضا‬ ‫في انتخابات ‪ 2006‬دون أن يحالفه الحظ في المرتين‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫أفكار ذات علقة بموضوع البحث‬ ‫‪ -1‬تجديد النخب داخل الحزاب‪ :‬ما زالت الطرق التقليدية هي السائدة في تجديد النخب‬ ‫السياسية وهي طرق تتعمد على المكانة الجتماعية والعنصر الشخصي في الموضوع‬ ‫فرغم وجود قنوات انتخابية تعمل من خللها الجمعيات محّددة في عقد الجمعية العمومية‬ ‫ن المترشحين للمناصب العليا كانوا هم أنفسهم قادة العمل السياسي‪،‬‬ ‫لأّ‬ ‫)المؤتمر العام( إ ّ‬ ‫ولم تفرز أي جمعية لحّد الن الجيل الثاني من النخب وربما يرجع ذلك إلى حداثة‬ ‫التجربة وعمرها القصير الذي لم يتجاوز الخمس سنين وبالتالي عدم انتهاء صلحية‬ ‫الخطاب التقليدي المعارض الذي يحكم التوجهات والتزكيات النتخابية‪ .‬هذا الوضع يؤكد‬ ‫لنا أن مسألة تجديد النخب مازالت رهينة الصيغة التقليدية السابقة لكنها تكتسي الطابع‬ ‫الديمقراطي في أغلب الحالت‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعمل الجمعيات السياسية في ظل قانون الجمعيات الصادر ‪ ،2004‬وهو قانون ل ينصّ‬ ‫صراحة على طريقة العمل بالحزاب ويصّر على التعامل مع التشكيلت السياسية على‬ ‫أّنها مجاميع وتكتلت ذات رؤى ل أكثر‪ ،‬وهذا يصعب القبول بأّنها تعمل على تطوير‬ ‫نظام حزبي متقدم نظرا للجانب المزدوج في آليات عملها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفتقد الجمعيات القدرة على تسييس الموضوعات الثقافية والتحرك من خارج المواضيع‬ ‫السياسية العاّمة جدا كالحقوق السياسية والتعديلت السياسية فهي ل تثير الجوانب‬ ‫المتعلقة بحقوق المواطنة ول تعمل جاهدة على بلورة وعي بها سوى اتخاذها شعارات‬ ‫للتحرك‪.‬‬ ‫‪ -4‬دور النظام السياسي‪ :‬كان النظام واعيا بجدّية موضوع حرية تكوين الحزاب وأثر ذلك‬ ‫في المسألة الديمقراطية‪ ،‬لسيما وهو الذي عاني من تلك الثار في المرحلة السرية‬ ‫ن نشأة الجمعيات السياسية بقدر ما هي‬ ‫وحركات التحرر الوطني‪ ،‬من هنا يمكن القول أ ّ‬ ‫ل أّنها مرتبطة في نمّوها وحراكها بالسلطة من حيث ارتهانها‬ ‫نشأة مستقلة في أساسها إ ّ‬ ‫إلى القانون المحدد لعملها وقصور الليات المتبعة في تعديله‪ .‬والزدواجية المشار إليها‬ ‫ن مثل هذا الرتباط ل يعكس المساهمة الفعلية في دمقرطة النظام السياسي ما‬ ‫تفترض أ ّ‬ ‫دامت هذه الجمعيات تزيل عن كاهله متطلبات الديمقراطية الجادة‪ ،‬ولّنها معارضة في‬ ‫طريقة عملها فإّنها ل تكرس الستبدادية أيضا‪.‬‬ ‫‪ -5‬لكون المجتمع البحريني مجتمعا متداخل تختفي فيها معالم كافة لتحديدات الجغرافية‬ ‫والطبقية فلن يكون بمقدورنا اكتشاف التشبيك الجتماعي الذي تقوم عليه الحركات‬ ‫ن الحركات السياسية تطّورت من البناء‬ ‫السياسية‪ ،‬لكننا من ناحية أخرى نستطيع القول بأ ّ‬ ‫النخبوي الذي انطلقت منه في العشرينيات ومن ثم تحولت إلى حركات جماهيرية منذ‬ ‫بداية الخمسينيات واستمرار هذا النموذج صلبا‪ .‬لقد لعبت كثير من العوامل في استمرار‬ ‫لأّ‬ ‫ن‬ ‫هذا النموذج باقيا رغم تقلبات الوضع الحضاري والسياسي وتقوية الدولة لنفسها‪ .‬إ ّ‬ ‫قدرة الدولة لم تبارح صناعة النخب التجارية والمثقف المقاول فلم تنتج أي شبكة سياسية‬ ‫حقيقية سوى بعض الزبائنية‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫في غضون سنوات بسيطة استطاعت الدولة أن تسيطر على مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني واختراق العديد منها وتهميش دورها الديمقراطي‪ ،‬لذا بقيت مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني عاجزة عن تقديم نفسها كحليف للحركات السياسية ومن هنا ظل النموذج‬ ‫الجماهيري هو النموذج الوحيد في الحركة السياسية وظلت القوى المتقدمة تحاول‬ ‫اليحاء بمدى عمق صلتها مع هذا النموذج باقية حتى بعد تعثرها في التواصل لختلف‬ ‫المزاج السياسي عند الجماهير‪.‬‬ ‫ن البناء الشبكي للجمعيات والمقصود منه البناء التحتي الذي على‬ ‫من ناحية أخرى فإ ّ‬ ‫أساسه يمكن للجمعيات أن تقاوم عنف الدولة ظل مختفيا وغائبا عن سياسة أي جمعية إّما‬ ‫لغلبة القانون واحتكار الدولة لمثل هذه البنية التحتية أو لعدم تفرغ الجمعيات لمثل هذا‬ ‫البناء واعتبار ذلك من اختصاص الدولة فقط‪.‬‬ ‫العلمة الفارقة في هذا الموضوع هو اعتماد الجمعيات على بناء الواجهات السياسية‬ ‫مثل المكتبات أو النوادي وفي الحالة السلمية المساجد والحسينيات‪ ،‬فهذه الواجهات‬ ‫كانت وما زالت هي علمة التواصل الجتماعي بين التنظيمات السياسية والمجتمع في‬ ‫حين ظل المجتمع الهلي منعزل في مؤسساته وطريقة عمله عن طريقة ومجال عمل‬ ‫ن تدخل الدولة كان أقوى من التنظيمات واستطاعت الدولة أن‬ ‫التنظيمات بل يمكن القول أ ّ‬ ‫تحدث تغيرات واسعة في بنية المجتمع الهلي كإلغاء مسمى المختار وتعكير القرى‬ ‫ولصقها بالمدن‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفتقر الجمعيات العاملة في البحرين إلى الدعم المادي لعضائها في مقابل قدرة الدولة‬ ‫على ربط الناس بها من خلل العتماد على القتصاد الريعي الذي يضمن للدولة القدرة‬ ‫على التنافس غير الشريف مع الجمعيات واقتصاد من هذا النوع يعمل على ربط الناس‬ ‫بالمنتج وليس النتاج‪ ،‬وهنا يمكن النظر إلى سلم الوظائف وحجم الوظائف العامة ما‬ ‫تستهلكه من أموال‪ ،‬وأقرت السلطة نظام المكافأة للجمعيات بناء على عدد المنتسبين لها‬ ‫في محاولة منها للسيطرة على امتهان العمل الحزبي بطريقة مختلفة عما كانت عليه‬ ‫سابقا‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫مراجع سياسّية عن البحرين‬ ‫أوًل‪ -‬الكتب‪:‬‬ ‫‪ -1‬إبراهيم الحاج‪ ،‬انتفاضة البحرين وأفاق المستقبل‪) ،‬ب‪ ،‬ن(‬ ‫‪ -2‬إبراهيم خلف العبيدي‪ ،‬الحركة الوطنية في البحرين ‪ ،1971 -1914‬بغداد‪ :‬جامعة‬ ‫بغداد‪.1976 ،‬‬ ‫‪ -3‬أحمد حسين‪ ،‬الحركة السلمية واليسار في البحرين لتصحيح مسيرة الحوار‪ ،‬لندن‪ :‬دار‬ ‫الصفا‪.1989 ،‬‬ ‫‪ -4‬أحمد محمود صبحي‪ ،‬البحرين ودعاوى إيران‪ ،‬السكندرية‪ :‬مطبعة عوف‪.‬‬ ‫‪ -5‬أحمد مصطفى أبو حاكمة‪ ،‬محاضرات في تاريخ شرق الجزيرة العربية في العصور‬ ‫الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة النهضة الجديدة‪.1967 ،‬‬ ‫‪ -6‬أمل الزياني‪،‬البحرين ‪ ،1973-1783‬دار الترجمة والنشر‪. 1973 ،‬‬ ‫‪ -7‬أمين الريحاني‪ ،‬ملوك العرب‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬بيروت‪ :‬المؤسسة العربية‬ ‫للدراسات والنشر‪.1980 ،‬‬ ‫‪ -8‬إيف شميل‪ ،‬بلدان الخليج العربي ومسألة التحديث‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‪.1992 ،‬‬ ‫‪ -9‬تشارلز بلجريف‪ ،‬مذكرات بلجريف مستشار حكومة البحرين‪ ،‬ترجمة عبدال مهدي ‪ ،‬ط‬ ‫‪ ،1‬البحرين‪ :‬مكتبة الريف الثقافية‪.1991 ،‬‬ ‫‪ -10‬جان جاك بيربي‪:‬‬ ‫ جزيرة العرب‪ ،‬ترجمة نجدة هاجر وسعيد الغز‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتب التجاري‪.1960 ،‬‬‫ الخليج العربي‪ ،‬ترجمة نجدة هاجر وسعيد الغز‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتب التجاري‪.1959 ،‬‬‫‪ -11‬جون كلي‪ ،‬بريطانيا والخليج ‪ ،1870 -1795‬ترجمة محمد أمين عبدال‪ ،‬سلطنة عمان‪:‬‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫‪ -12‬حافظ وهبة‪ ،‬جزيرة العرب في القرن العشرين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة لجنة التأليف‬ ‫والترجمة‪.1935 ،‬‬ ‫‪ -13‬حسين موسى‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪ ،1981 -1920‬الحقيقة برس‬ ‫‪.1987‬‬ ‫‪ -14‬ج‪ .‬لوريمر‪ ،‬دليل الخليج‪ ،‬ترجمة مكتب الترجمة بديوان حاكم قطر‪ ،‬دار العروبة‪،‬‬ ‫‪.1967‬‬ ‫‪ -15‬خالد البسام‪ ،‬تلك اليام حكايات وصور من بدايات البحرين‪ ،‬بانوراما الخليج‪.1986 ،‬‬ ‫‪ -16‬خليل محمد المريخي‪ ،‬لمحات من ماضي البحرين‪ ،‬البحرين‪ :‬المطبعة الحكومية‪،‬‬ ‫‪.1978‬‬ ‫‪ -17‬خلدون النقيب‪ ،‬المجتمع والدولة في الخليج العربي والجزيرة العربية )من منظور‬ ‫مختلف(‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -18‬صلح العقاد‪ ،‬التيارات السياسية في الخليج العربي من بداية العصور الحديثة حتى‬ ‫أزمة ‪ ،1991 -1990‬القاهرة‪ :‬مكتبة النجلو المصرية‪.1994 ،‬‬ ‫‪ -19‬عباس ميرزا المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة اليتار السلمي والمجتمع‬ ‫السياسي في البحرين‪ ،‬مجمع البحرين للدراسات والبحوث ‪.2002 ،‬‬ ‫‪68‬‬


‫‪ -20‬عبد الرحمن الباكر‪ ) ،‬مذكرات( من البحرين إلى المنفى‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية‪،‬‬ ‫‪.2004‬‬ ‫‪ -21‬عبد الرحمن النعيمي‪:‬‬ ‫ موضوعات في الصلح السياسي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪.2002 ،‬‬‫ جمعية العمل الوطني الديمقراطي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪.2002 ،‬‬‫‪ -22‬عبد النبي العكري‪:‬‬ ‫ التنظيمات والحركات اليسارية في الخليج العربي‪ ،‬بيروت‪ :‬الكنوز الدبية‪.2004 ،‬‬‫ قراءة في مشروع الصلح الديمقراطي‪ ،‬بيروت‪ :‬الكنوز الدبية‪.2003 ،‬‬‫‪ -23‬سعيد الشهابي‪ ،‬البحرين ‪ 1971-1920‬قراءة في الوثائق البريطانية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫الكنوز الدبية‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -24‬سيف بن علي‪ ،‬قضايا التحرر والديمقراطية في البحرين والخليج‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫الفارابي‪.1980 ،‬‬ ‫‪ -25‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين تطور نظام السلطة وممارستها‪،‬‬ ‫بيروت‪ :‬معهد النماء العربي‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -26‬فائق حمدي طهبوب‪ ،‬تاريخ البحرين السياسي ‪ ،1870-1783‬ط ‪ ،1‬الكويت‪ :‬ذات‬ ‫السلسل‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -27‬محمود بهجت سنان‪ ،‬البحرين دّرة الخليج‪ ،‬بغداد‪.1963 :‬‬ ‫‪ -28‬فيصل إبراهيم الزياني‪ ،‬مجتمع البحرين وأثر الهجرة الخارجية في تغير بنائه‬ ‫الجتماعي‪ ،‬دار التأمين‪.1977 ،‬‬ ‫‪ -29‬فيصل مرهون‪ ،‬البحرين قضايا السلطة والمجتمع‪ ،‬ط ‪ ،1‬لندن‪ :‬دار الصفاء‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -30‬مبارك الخاطر‪:‬‬ ‫ ناصر الخيري الديب والكاتب ‪ ،1925-1876‬ط ‪.1982 ،1‬‬‫ الكتابات الولى الحديثة لمثقفين البحرين ‪ ،1925-1875‬ط ‪.1978 ،1‬‬‫ المنتدى السلمي حياته وأثاره ‪ ،1936-1928‬ط ‪.1993، 2‬‬‫ القاضي قاسم بن المهزع رجل من أرض الحياة ‪ ،1941-1847‬ط ‪.1986 ،2‬‬‫‪ -31‬محمد علي التاجر‪ ،‬عقد اللل في تاريخ أوال‪ ،‬إعداد إبراهيم بشمي‪ ،‬البحرين‪ :‬اليام‬ ‫‪.1990‬‬ ‫‪ -32‬محمد سعيد المسلم‪ ،‬ساحل الذهب السود‪ ،‬بيروت‪ :‬مطابع دار مكتبة الحياة‪.1962 ،‬‬ ‫‪ -33‬محمد غانم الرميحي‪:‬‬ ‫ البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬‫ الجذور الجتماعية للديمقراطية في مجتمعات الخليج العربي المعاصرة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬‫الجديد ‪.1977‬‬ ‫‪ -34‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬ط‬ ‫‪ ،1‬بيروت‪.2000،‬‬ ‫‪ -35‬مي الخليفة‪:‬‬ ‫ سبزاباد ورجال الدولة البهية قصة السيطرة البريطانية على الخليج العربي‪ ،‬بيروت‪:‬‬‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.1998 ،‬‬ ‫‪69‬‬


‫ مائة عام من التعليم النظامي في البحرين السنوات الولى للتأسيس‪ ،‬بيروت‪:‬‬‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪.1999‬‬ ‫ التاريخ الموازي‪.‬‬‫‪ -36‬محمد خليفة النبهاني‪ ،‬التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية‪ ،‬دار إحياء العلوم‬ ‫‪.1986‬‬ ‫‪ -37‬راشد حمادة‪ ،‬عاصفة فوق مياه الخليج قصة أول انقلب عسكري في البحرين‪ ،‬لندن‪:‬‬ ‫دار الصفا للنشر‪.1990 ،‬‬ ‫‪ -38‬كريم المحروس‪ ،‬البحرين الصالة ومظاهر التغير السياسي‪ ،‬لندن‪ :‬دار الصفا‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -39‬هلل الشايجي‪ ،‬الصحافة في الكويت والبحرين‪ ،‬بانورما الخليج‪ ،‬ط ‪،1‬المنامة‪.‬‬ ‫‪ -40‬يوسف الفلكي‪ ،‬قضية البحرين بين الحاضر والماضي‪ ،‬القاهرة‪.1956 ،‬‬ ‫ثانيا – الدوريات‪:‬‬ ‫‪ -1‬تركي الحمد‪ ،‬توحيد الجزيرة العربية "دور اليديولوجيا والتنظيم في تحطيم البنى‬ ‫الجتماعية والقتصادية المعيقة للوحدة‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬س ‪ ،9‬عدد ‪ ،93‬نوفمبر‬ ‫‪ ،1986‬ص ‪.40-28‬‬ ‫‪ -2‬منيرة فخرو‪ ،‬موقع الحركات النسوية في مؤسسات المجتمع المدني في البحرين‬ ‫والكويت والمارات‪ ،‬الكويت‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد الثالث‪ ،‬مارس ‪.1999‬‬ ‫‪ -3‬الصبان ريما‪ ،‬مؤسسات المجتمع المدني في دول الخليج العربي‪ ،‬ورقة قدمت لمنتدى‬ ‫التنمية الخليجي‪ ،‬اللقاء السنوي التاسع عشر‪ ،‬دبي‪.1998 ،‬‬ ‫‪ -4‬باقر النجار‪ ،‬الجمعيات الهلية في الخليج العربي التاريخ والمجتمع‪ ،‬مؤتمر التنظيمات‬ ‫الهلية العربية‪.1989 ،‬‬ ‫‪ -5‬علء سالم‪ ،‬إضرابات الشيعة في البحرين أبعاد أزمة الدولة الوطنية في الجزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬السياسية الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،126‬أكتوبر ‪.1996‬‬ ‫‪ -6‬المعارضة الشيعة في البحرين‪ ،‬ملف الهرام الستراتيجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة الثانية‪ ،‬العدد‬ ‫الثالث مارس ‪.1996‬‬ ‫‪ -7‬محمد الرميحي‪ ،‬حركة ‪ 1938‬الصلحية في الكويت والبحرين ودبي‪ ،‬مجلة دراسات‬ ‫الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر ‪.1975‬‬ ‫‪ -8‬فلح المديرس‪ ،‬الشيعة في المجتمع البحريني والحتجاج السياسي‪ ،‬السياسية الدولية‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،130‬أكتوبر ‪.1997‬‬ ‫‪ -9‬مصطفى عبد القادر النجار‪ ،‬الحركة العربية السياسية في إمارات الخليج العربي‬ ‫الشمالية قبيل الحرب العالمية الولى‪ ،‬مجلة كلية الداب‪ ،‬البصرة‪ ،‬العدد ‪ ،5‬السنة‬ ‫‪.1971‬‬ ‫‪ -10‬سعيد عبدال‪ ،‬تاريخ وتطور الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬الطليعة‪ ،‬دمشق‪ ،‬عدد ‪،193‬‬ ‫سنة ‪. 1972‬‬ ‫‪-11‬عبد ال راشد‪ ،‬الديمقراطية في مواجهة الحكم التسلطي‪ ،‬الفجر‪ ،‬عدد ‪ ،74‬يناير ‪.1989‬‬ ‫‪ -12‬رضا محمد جواد‪ ،‬الخليج العربي المخاض الطويل من القبيلة إلى الدولة‪ ،‬المستقبل‬ ‫العربي‪ ،‬السنة ‪ ،14‬العدد ‪ ،154‬ديسمبر ‪ ،1991‬ص ‪.47-26‬‬ ‫‪70‬‬


‫‪ -13‬علي نوري زاده‪ ،‬العلقات اليرانية البحرينية بعد الخميني‪ :‬قصة الجهات اليرانية‬ ‫التي تدعم المعارضة الشيعية في البحرين‪ ،‬مجلة المجلة‪ 3 ،‬مارس ‪.1996‬‬ ‫‪ -14‬حسين عبدال‪ ،‬البدايات الولى لتكوين الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬مجلة النهج‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ،14‬السنة الرابعة‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -15‬سعد سالم‪ ،‬حول ظروف دخول الفكار الماركسية إلى البحرين‪ ،‬مجلة النهج‪ ،‬السنة‬ ‫الولى‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬تشرين الثاني ‪.1983‬‬ ‫‪ -16‬يوسف الحسن‪:‬‬ ‫ موقفنا تجاه الحركات الدينية في البحرين‪ ،‬النهج‪ ،‬قبرص‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬العدد‬‫الخامس عشر ‪.1987‬‬ ‫ جذور وآفاق التيار الشيعي الجديد في البحرين‪ ،‬الفجر‪ ،‬عدد ‪ ،70‬مايو ‪.1987‬‬‫ثالثا ‪ -‬أدبيات سياسية حزبية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الجبهة الشعبية في البحرين‪:‬‬ ‫ تطور الحركة الوطنية والمعارضة في الجزيرة والخليج‪.‬‬‫ أحداث أغسطس وأزمة النظام في البحرين‪.1976 ،‬‬‫ البرنامج السياسي ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار البحاث والفكر‪.1980 ،‬‬‫ في الوحدة الوطنية البحرانية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.1979 ،‬‬‫ أوضاع ومهمات الحركة العمالية في البحرين‪ ،‬بيروت دار الكتاب العربي‪1981 ،‬‬‫ البحرين انتفاضة مارس ‪ ،1965‬ديترويت‪.1978 ،‬‬‫‪ -2‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‬ ‫‪ -3‬حركة أحرار البحرين‬ ‫‪ -4‬الجبهة السلمية لتحرير البحرين‬ ‫‪ -5‬الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي‪:‬‬ ‫ وثائق النضال الوطني ‪ ،1974-1965‬دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪.1974‬‬‫ برنامج العمل الديمقراطي‪.‬‬‫ مشروع الميثاق الوطني لجبهة شرقي الجزيرة العربية المحتل‪.‬‬‫ تطور الحركة الوطنية والعمالية في الخليج العربي المحتل‪ ،‬مطبعة الحظ عدن‪.‬‬‫‪ -6‬اللجنة التأسيسية لتحاد عمال البحرين‪:‬‬ ‫ صفحات من مسيرة الحركة العمالية‪ ،‬جزءان‪ ،‬جبهة التحرير الوطني البحرانية‪.‬‬‫ تطور الوضاع العمالية في البحرين ‪.1977 ،1976-1932‬‬‫ شيء من تاريخ الطبقة العاملة البحرانية‪ ،‬منشورات لجنة التنسيق بين النقابات‬‫واللجان العمالية في البحرين‪.1978 ،‬‬ ‫‪ -7‬اتحاد طلبة البحرين‪:‬‬ ‫ الوضع القتصادي والجتماعي في البحرين والنضال التحرري الوطني‪ ،‬تقرير مقدم‬‫للمؤتمر‪ ،‬التحضيري لطلبة البحرين‪ ،‬بيروت‪.1971 ،‬‬ ‫ الحركة الوطنية في الخليج‪ ،‬تقرير مقدم إلى المؤتمر التأسيسي للتحاد الوطني لطلبة‬‫البحرين‪ ،‬دمشق ‪.1972‬‬ ‫‪71‬‬


‫ العمال والنفط‪ ،‬تقرير مقدم للمؤتمر التأسيسي للتحاد الوطني لطلبة البحرين‪ ،‬دمشق‬‫‪.1972‬‬ ‫ مواقع الحركة الطلبية من الحركة الوطنية ‪ ،‬صوت الخليج‪ ،‬عدد ‪ ،1‬رابطة اتحاد‬‫طلبة البحرين‪ ،‬دمشق ‪.1971‬‬ ‫ الطبقة العاملة ودورها في انتفاضة مارس‪ ،‬صدى الخليج‪ ،‬عدد ‪ 1‬رابطة طلبة‬‫البحرين‪ ،‬بحلب ‪.1970‬‬ ‫ وثائق دورة التثقيف النقابي‪ ،‬التحاد الوطني لطلبة البحرين‪ ،‬الكويت‪.1976 ،‬‬‫ وثائق المؤتمر التأسيسي للتحاد طلبة البحرين‪ ،‬فبراير ‪ ،1972‬دمشق‪.‬‬‫ الحركة النقابية في البحرين‪ ،‬اتحاد طلبة البحرين‪.‬‬‫‪ -8‬نشرات حزبية‪:‬‬ ‫ ‪ 9‬يونيه )الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي(‪.‬‬‫ نشرة الجماهير )جبهة التحرير الوطني البحرانية(‪.‬‬‫ نشرة الفجر‪.‬‬‫ نشرة المل )لجنة التنسيق بين الجبهتين الشعبية والتحرير في البحرين(‪.‬‬‫ نشرة ‪ 5‬مارس )الجبهة الشعبية في البحرين(‪.‬‬‫ صوت البحرين )حركة أحرار البحرين(‪.‬‬‫ الثورة الرسالية )الجبهة السلمية لتحرير البحرين(‪.‬‬‫ مجلة المنبر )جمعية المنبر التقدمي(‪.‬‬‫ مجلة الديمقراطي )جمعية العمل الوطني الديمقراطي(‪.‬‬‫ الوفاق )جمعية الوفاق الوطني(‪.‬‬‫‪ -9‬برامج سياسية‪:‬‬ ‫ برنامج جمعية الوفاق السلمية‪.‬‬‫ برنامج جمعية العمل الوطني الديمقراطي‪.‬‬‫ برنامج جمعية المنبر التقدمي‪.‬‬‫ برنامج جمعية المنبر السلمي‪.‬‬‫ برنامج جمعية العمل السلمي‪.‬‬‫رابعا – ندوات‪:‬‬ ‫‪ -1‬باقر النجار‪ ،‬المجتمع المدني في الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬ندوة المجتمع المدني في‬ ‫الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‬ ‫‪.1992‬‬ ‫‪ -2‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬مركز ابن خلدون‬ ‫للدراسات النمائية بالشتراك مع المين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.1995‬‬ ‫‪ -3‬محمد جابر النصاري‪ ،‬تاريخ الحركة الديمقراطية الولى في الخليج العربي‪ ،‬وثائق‬ ‫وأوراق المؤتمر الدولي للتاريخ المنعقد في بغداد‪ ،‬ابريل ‪.1973‬‬

‫‪72‬‬


‫خامسا – وثائق‪:‬‬ ‫‪ -1‬البيان السياسي للمؤتمر الثاني للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل ‪) 1‬وادي‬ ‫جمرين(‪ ).1968-6-‬انتهاج السلوب الثوري ووحدة الحركات الوطنية(‪.‬‬ ‫‪ -2‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل )القاهرة( حول لجنة‬ ‫تقصى الحقائق‪.1969-3-29 ،‬‬ ‫‪ -3‬البيان السياسي للمؤتمر الثالث للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل‬ ‫)رخيوت( ‪ ).1970-9-9‬الكفاح الثوري(‪.‬‬ ‫‪ -4‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي المحتل )اهليش( ‪-1-29‬‬ ‫‪).1971‬برنامج العمل الديمقراطي(‪.‬‬ ‫‪ -5‬البيان السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل والجبهة الوطنية‬ ‫الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي‪ ،‬حول إعلن المشروع البريطاني لتحاد‬ ‫المارات السداسي‪.1971-7-19 ،‬‬ ‫‪ -6‬مذكرة جبهة التحرير الوطني البحرانية إلى بعثات التمثيل الدبلوماسي والقنصلي للدول‬ ‫الشقيقة والصديقة لدى الجمهورية العربية المتحدة‪.1967-10-5 ،‬‬ ‫‪ -7‬بيان جبهة القوى القومية في انتفاضة مارس‪.1965-4-22 ،‬‬ ‫‪ -8‬برقيات جبهة القوى التقدمية ) الثورة العربية‪ ،‬عدد ‪ 30 ،216‬آذار ‪.(1965‬‬ ‫‪ -9‬مذكرة جبهة التحرير الوطني البحرانية إلى يوثانت‪ ،‬نيسان ‪ ).1970‬حول استقلل‬ ‫البحرين(‪.‬‬ ‫‪ -10‬البرنامج الوطني لجبهة التحرير الوطني البحرانية‪.(1962 ) ،‬‬ ‫‪ -11‬مذكرة جبهة القوى التقدمية لحكومة البحرين‪ ) 1965-3-25 ،‬مجلة الثورة العربية‬ ‫‪.(1965-3-3‬‬ ‫‪ -12‬تقرير ونسبير جوشياردي إلى مجلس المن ) ‪.(1970‬‬ ‫‪ -13‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 146‬سنة ‪)1956‬ضحايا الضراب (‬ ‫‪ -14‬الجريدة الرسمية‪ ،10، 1،2 ،‬يناير ‪.1957‬‬ ‫‪ -15‬الجريدة الرسمية‪ ،‬تشرين الول ‪.1955‬‬ ‫‪ -16‬الجريدة الرسمية‪ ،‬كانون الول ‪.1954‬‬ ‫‪ -17‬الجريدة الرسمية‪ 131،122،10 ،‬تشرين الثاني ‪.1950‬‬ ‫‪ -18‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 24‬سنة ‪.1957‬‬ ‫‪ -19‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 147‬سنة ‪.1956‬‬ ‫‪ -20‬صحيفة القافلة‪ ،‬تشرين الثاني ‪)1954‬أخبار الهيئة العليا(‪.‬‬ ‫‪ -21‬صحيفة القافلة‪ ،‬العدد ‪ 44‬سنة ‪ )1954‬أخبار الهيئة العليا(‪.‬‬ ‫‪ -22‬صحيفة القافلة‪ ،‬العدد ‪ ،43‬سنة ‪ )1954‬أخبار الهيئة العليا(‬ ‫‪ -23‬صحيفة الوطن‪ ،‬العدد ‪ )1956-4 -21،6‬مقابلة وزير الخارجية البريطاني(‬ ‫‪ -24‬صحيفة الوطن والميزان‪)1956 4-6،-21 ،‬مقابلة وزير الخارجية البريطاني(‪.‬‬ ‫‪ -25‬مرسوم رقم ‪ ،1‬لسنة ‪ ) 1970‬إنشاء مجلس الدولة(‪.‬‬ ‫‪ -26‬مرسوم رقم ‪ ،2‬لسنة ‪ )1970‬تنظيم الدوائر الحكومية(‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫سادسًا – العرائض‪:‬‬ ‫‪ -1‬عريضة الشيعة ‪.1922‬‬ ‫‪ -2‬عريضة الشيعة ‪.1932‬‬ ‫‪ -3‬عريضة الشيعة ‪.1934‬‬ ‫‪ -4‬عريضة المؤتمر الوطني‪ ،‬المنعقد في المحرق ‪1342‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ -5‬عريضة نواب المجلس الوطني المنحل ) ‪.(1976‬‬ ‫‪ -6‬العريضة النخبوية الولى ‪.1992‬‬ ‫‪ -7‬العريضة الشعبية الدستورية ‪.1994‬‬ ‫‪ -8‬العريضة النسوية المطلبية ‪.1995‬‬ ‫‪ -9‬العريضة الشعبية الثانية ‪ ) .2004‬التعديلت الدستورية(‪.‬‬ ‫‪ -10‬العريضة الشعبية الثالثة ‪ ).2006‬العريضة المرفوعة للمم المتحدة(‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫القسم الثاني ‪-‬‬

‫معطيات وتحليل الطار الدستوري والقانوني‬

‫معطيات وتحليل الطار الدستوري والقانوني‬

‫إعداد‬ ‫عبدالهادي الخواجة‬

‫‪75‬‬


‫المحتويات ‪:‬‬

‫المقّدمة‬ ‫أّول ‪ :‬النظام السياسي والهيكل العام وفقا لميثاق العمل الوطني‪.‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬دستور مملكة البحرين المعدل الصادر في فبراير ‪.2002‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬مرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسية‪.‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬مرسوم بقانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب‪.‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬قانون الجمعيات السياسية ‪ :‬معطيات وتحليل‪.‬‬ ‫سادسًا ‪ :‬قانون الجمعيات رقم )‪ (21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسّلط على مؤسسات‬ ‫المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ل من عهد أمن الدولة وعهد‬ ‫سابعًا ‪ :‬قانون العقوبات‪ :‬تقييد الحريات في ك ّ‬ ‫النفتاح!‬ ‫ثامنًا ‪ :‬قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم )‪ (47‬للعام ‪.2002‬‬ ‫تاسعًا ‪ :‬قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‪.‬‬ ‫عاشرًا ‪ :‬قانون مكافحة الرهاب‪ :‬قانون طوارئ قيد الطلب‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫المقّدمة‬ ‫في مارس ‪ 1999‬تولى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة السلطة في البحرين بعد وفاة‬ ‫والده الشيخ عيسى‪ .‬ودعا الشيخ حمد المواطنين إلى الستفتاء على ميثاق للعمل الوطني يعلن‬ ‫البحرين مملكة دستورية ويتضمن إعادة الحياة البرلمانية وضمان الحريات وحقوق النسان‪.‬‬ ‫وبناء على الموافقة الشعبية الواسعة الناتجة عن توافق واسع بين السلطة ‪ -‬ممثلة في الحاكم‬ ‫الجديد‪ ،‬والمعارضة ‪ -‬ممثلة في مجموعات المعارضة وعلماء دين شيعة‪ ،‬تّم إعلن الحاكم‬ ‫الجديد ملكا‪.‬‬ ‫واستفاد الملك من الموافقة الشعبية على الميثاق لصدار تعديلت على دستور ‪1973‬‬ ‫تتيح له تعيين نصف أعضاء المجلس الوطني‪ ،‬وتعطيه صلحيات واسعة في السلطات‬ ‫التشريعّية والتنفيذّية والقضائّية‪ .‬كما أصدر الملك حزمة من المراسيم بقوانين منها ما يتعلق‬ ‫بالنظام النتخابي وصلحيات المجلس الوطني وقانون المطبوعات‪ .‬وقد اعتبرت المعارضة‬ ‫ذلك انقلبا على دستور ‪ 1973‬وميثاق العمل الوطني‪ ،‬وأّدى ذلك لتهيئة الرضية لعودة‬ ‫الختلف السياسي واتخذت المعارضة قرارها بمقاطعة انتخابات المجلس النيابي عام‬ ‫‪ ،2002‬ول يزال هذا الختلف سببا رئيسيا للحتقان السياسي والمني والتراجع في‬ ‫أوضاع الحريات وحقوق النسان‪.‬‬ ‫وبعد انتخاب مجلس النواب في ديسمبر ‪ - 2002‬الذي قاطعته المعارضة ‪ -‬صدرت‬ ‫قوانين أخرى تتعلق بالجمعيات السياسية‪ ،‬والتجمعات والمسيرات‪ ،‬والحرمان من الحقوق‬ ‫السياسية‪ ،‬وقانون مكافحة الرهاب‪ .‬وقد اضطرت التنظيمات السياسية المعارضة أن تسجل‬ ‫نفسها ضمن قانون الجمعيات السياسية رغم اعتراضاتها عليه‪ ،‬ثم أعلنت عن مشاركتها في‬ ‫انتخابات ‪ ،2006‬ليس اقتناعا بالعملية السياسية والطار الدستوري والقانوني لها‪ ،‬وإّنما‬ ‫لعتقادها بعدم جدوى المقاطعة‪ ،‬وبهدف"دفع الضرر" على الصعيد التشريعي ومحاولة‬ ‫الستفادة من آليات المجلس الرقابية رغم محدوديتها‪ ،‬والعمل على إقناع السلطة والموالين‬ ‫لها بالدخول في حوار لصلح الطار الدستوري والقانوني للعملية السياسية‪.‬‬ ‫وإذا كانت التشريعات الجديدة المتعلقة بالمجلس الوطني والنتخابات والجمعيات‬ ‫السياسية وقانون المطبوعات وقانون التجمعات والمسيرات هي المعنية بتنظيم الحراك‬ ‫ن قانون العقوبات لعام ‪ 1976‬وتعديلته‪،‬‬ ‫السياسي في الحدود التي رسمتها السلطة‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ل من تحدثه‬ ‫وقانون مكافحة الرهاب )لعام ‪ (2006‬هي أدوات الضبط والزجر والمعاقبة لك ّ‬ ‫نفسه بالخروج عن تلك الحدود‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫أّول ‪ -‬النظام السياسي والهيكل العام وفقا لميثاق العمل الوطني‬ ‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الحكم خلفا لوالده المتوفى في مارس ‪،1999‬‬ ‫أصدر المير الجديد المر الميري رقم )‪ (36‬و )‪ (43‬بتشكيل لجنة وطنية عليا لعداد‬ ‫مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وبعد إعداد المسودة أصدر المير المر رقم )‪ (8‬لسنة ‪2001‬‬ ‫بدعوة المواطنين للستفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني‪ ،‬والذي وافق عليه الشعب في‬ ‫الستـفتاء يومي )‪ (15 -14‬من فبراير لسنة ‪ .2001‬وبناء على ذلك صدر المر الميري‬ ‫رقم ) ‪ ( 17‬لسنة ‪ 2001‬بالتصديق على ميثاق العمل الوطني في ‪ 16‬فبـراير ‪.2001‬‬ ‫ن الحكم في دولة البحرين يقوم على السس‬ ‫وقد جاء في الفصل الثاني من الميثاق بأ ّ‬ ‫الرئيسية التالية ‪:‬‬ ‫ن نظام الحكم ملكي وراثي دستوري‪ .‬والمير هو رأس الدولة‪ ،‬وذاته مصونة ل‬ ‫•إّ‬ ‫تمس‪ ،‬وهو القائد العلى للقوات المسلحة‪ ،‬وهو رمز استـقرار البلد‪ ،‬والركيزة‬ ‫ن المير يـباشر سلطاته‬ ‫الساسية التي يرتكز عليها نظام الحكم في دولة البحرين‪ .‬وإ ّ‬ ‫بواسطة وزرائه‪ .‬والوزراء مسئولون أمام المير‪ ،‬وهو الذي يعين رئيس مجلس‬ ‫الوزراء والوزراء‪ ،‬ويعفيهم من مناصبهم‪ ،‬وفـقا لسلطاته المبـينة في الدستور‪.‬‬ ‫• إن دين الدولة السلم‪ ،‬والشريعة السلمية مصدر رئيسي للتـشريع‪.‬‬ ‫• نظام الحكم في دولة البحرين ديمقراطي‪ ،‬السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعًا‬ ‫وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبـين في الدستور‪.‬‬ ‫• يعتمد نظام الحكم‪ ،‬تكريسا للمبدأ الديمقراطي المستـقر‪ ،‬على الفصل بين السلطات‬ ‫الثـلث ‪ :‬التـشريعية والتـنفيذية والقضائية‪ ،‬مع التعاون بين هذه السلطات وفق أحكام‬ ‫الدستور‪ ،‬ويأتي صاحب السمو أمير البلد على رأس السلطات الثـلث‪.‬‬ ‫• سيادة القانون أساس الحكم في الدولة‪ ،‬واستـقلل القضاء وحصانـته ضمانـتان‬ ‫أساسيتان لحماية الحقوق والحريات‪ .‬وتعمل الدولة على استكمال الهيئات القضائية‬ ‫ص بالمنازعات‬ ‫المنصوص عليها في الدستور وتعيـين الجهة القضائية التي تخت ّ‬ ‫المتعلقة بدستورية القوانين واللوائح‪ ،‬والنيابة العاّمة ‪.‬‬ ‫• يتمتع المواطنون ‪ -‬رجال ونساء ‪ -‬بحق المشاركة في الشئون العاّمة والتمتع‬ ‫بالحقوق السياسية في البلد بدءًا بحق النـتخاب والترشيح طبقا لحكام القانون‪.‬‬ ‫وجاء في الفصل الخامس من الميثاق بشأن الحياة النيابّية الشارة إلى الحاجة إلى‬ ‫إجراء تعديل دستوري يجعل السلطة التشريعّية تتكون من مجلسين بدل من مجلس واحد‪،‬‬ ‫وهي الفقرات التي أثارت جدل واسعا فيما بعد حول شكل وصلحيات مجلس الشورى‬ ‫ص الميثاق أّنه "‪ ...‬بات من صالح دولة البحرين أن تـتكون السلطة‬ ‫المعين‪ .‬فقد جاء في ن ّ‬ ‫التـشريعية من مجلسين‪ ،‬مجلس منـتخب انتخابًا حرًا مباشرًا يتولى المهام التـشريعية إلى‬ ‫‪78‬‬


‫جانب مجلس معّين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه‬ ‫الشورى من علم وتجربة‪ .‬ويتميز هذه التكوين الثـنائي المتوازن للسلطة التـشريعية بأّنه يقدم‬ ‫في آن واحد مجموعة من المزايا تـتضافر مع بعضها البعض‪ .‬فهو يسمح بالمشاركة الشعبـية‬ ‫في الشئون التـشريعية‪ ،‬ويسمح بتـفاعل كافة الراء والتجاهات في إطار مجلس تـشريعي‬ ‫ن هذا التـشكيل المقـترح للمجلس التشريعي‪ ،‬الذي سيتطلب تعديل دستوريا‪،‬‬ ‫واحد‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫سوف يتيح له أن يستمد الحكمة والدراية من جانب‪ ،‬وكافة التوجهات العاّمة للناخب‬ ‫البحريني من جانب آخر‪ ".‬أّما القيادات الدينية والسياسية التي تمثل المعارضة‪ ،‬فقد قالت‬ ‫ن مجلس الشورى ذو طبيعة استشارية‬ ‫بأّنها دعت الناس للتصويت على الميثاق بناء على أ ّ‬ ‫ن الملك قد تعهد لها كتابيا بعد تغيير الدستور‪.‬‬ ‫فقط‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ن "الميثاق يمثـل وثيقة عمل مستـقبلية‬ ‫وتحت عنوان استـشرافات المستـقبل‪ ،‬جاء بأ ّ‬ ‫ن تـفعيل الفكار الساسية الواردة فيه تـتطلب بعض التعديلت الدستورية‪ .‬وإّنه‬ ‫للبلد‪ ،‬وأ ّ‬ ‫يلزم لذلك التعديل الدستوري تعديل التسمية الرسمية لدولة البحرين بناًء على الطريقة التي‬ ‫صة‬ ‫يقرها المير وشعبه‪ .‬وأن تعدل أحكام الفصل الثاني من الباب الرابع من الدستور الخا ّ‬ ‫بالسلطة التـشريعية وذلك باستحداث نظام المجلسين‪ ،‬بحيث يكون الّول مجلسًا منـتخبًا‬ ‫انتخابًا حرًا مباشرًا يختار المواطنون نوابهم فيه ويتولى المهام التـشريعية‪ ،‬إلى جانب مجلس‬ ‫معين يضم أصحاب الخبرة والختصاص للستعانة بآرائهم فيما تـتطلبه الشورى من علم‬ ‫وتجربة‪ .‬وتصدر القوانين على النحو الذي يفصله الدستور وفق النظم والعراف الدستورية‬ ‫المعمول بها في الديموقراطيات العريقة"‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫ثانيًا‪ -‬دستور مملكة البحرين المعّدل الصادر في فبراير ‪2002‬‬ ‫بعد الستفتاء الشعبي على ميثاق العمل الوطني في الستـفتاء يومي )‪ (15 -14‬من‬ ‫فبراير لسنة ‪ ،2001‬أصدر أمير البحرين المرسوم رقم )‪ (5‬لسنة ‪ 2001‬بتشكيل لجنة لتعديل‬ ‫بعض أحكام دستور البحرين الصادر عام ‪ ،1973‬ثم صّدق المير على الدستور المعّدل‬ ‫وأصدره بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪.2002‬‬ ‫ن "المير قد قام بتعديل الدستور‬ ‫وقد جاء في مقّدمة وثيقة إصدار الدستور المعدل‪ ،‬بأ ّ‬ ‫تنفيذا للرادة الشعبية التي أجمعت على المبادئ التي تضمنها ميثاق العمل الوطني‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫ن التعديلت الدستورية أقامت النظام السياسي على المَلكية‬ ‫لما عهد به إليه الشعب )‪ (...‬وأ ّ‬ ‫ن هذه‬ ‫الدستورية القائمة على الشورى التي هي المثل العلى للحكم في السلم )‪ (...‬وبأ ّ‬ ‫ن هذا الدستور قد‬ ‫التعديلت الدستورية تعكس إرادة مشتركة بين الملك والشعب)‪ (...‬وأ ّ‬ ‫تضمن التعديلت التي أجريت وفقا لما جاء في الميثاق متكاملة مع كافة نصوص الدستور‬ ‫غير المعّدلة‪ .‬وأّنه قد تّم إرفاق مذكرة تفسيرية ُيعتبر ما ورد فيها مرجعًا لتفسير أحكام‬ ‫الدستور"‪.‬‬ ‫ن حكم مملكة‬ ‫وقد جاء في المادة الولى من الباب الّول من الدستور المعّدل بأ ّ‬ ‫البحرين ملكي دستوري وراثي‪ ،‬وقد تّم انتقاله من المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل‬ ‫خليفة إلى ابنه الكبر الشيخ حـمد بن عيسى آل خليفة ملك البلد‪ ،‬وينتقل من بعده إلى أكبر‬ ‫ل إذا عين الملك قيد حياته خلفًا له ابنًا آخر من أبنائه غير‬ ‫أبنائه‪ ،‬وهكذا طبقة بعد طبقة‪ ،‬إ ّ‬ ‫البن الكبر‪ ،‬وذلك طبقًا لحكام مرسوم التوارث التي تنظم بمرسوم ملكي خاص تكون له‬ ‫صفة دستــــورية‪.‬‬ ‫ن نظام الحكم في مملكة البحرين ديمقراطي‪ ،‬السيادة فيه‬ ‫وجاء في المادة نفسها بأ ّ‬ ‫ق المشاركة في الشئون‬ ‫ل ونساًء‪ ،‬حـــ ّ‬ ‫ن للمواطنين‪ ،‬رجا ً‬ ‫للشعب مصدر السلطات جميعا‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ق النتخاب والترشيح‪.‬‬ ‫العاّمة والتمتع بالحقوق السياسية‪ ،‬بما فيها ح ّ‬ ‫ن السلطة التشريعّية يتولها‬ ‫وجاء في المادة )‪ (32‬من الباب الرابع من الدستور بأ ّ‬ ‫الملك والمجلس الوطني وفقا للدستور‪ ،‬ويتولى الملك السلطـة التنفيذية مع مجلس الوزراء‬ ‫والوزراء‪ ،‬وباسمه تصدر الحكام القضائّية‪ ،‬وذلك كّله وفقا لحكام الدستور‪.‬‬ ‫ويدور الفصل الثالث من الدستور حول السلطة التشريعّية‪ ،‬حيث يتألف المجلس‬ ‫الوطني من مجلسين ‪ :‬مجلس الشورى ومجلس النواب )المادة ‪ .(51‬ويتألف مجلس الشورى‬ ‫من أربعين عضوًا يعينون بأمر ملكي )المادة ‪ .(52‬بينما يتألف مجلس النواب من أربعين‬ ‫عضوًا ُينتخبون بطريق النتخاب العام السري المباشر )المادة ‪.(56‬‬

‫‪80‬‬


‫ووفقا للمادة )‪ (120‬من الدستور فإّنه ل يجوز اقتراح تعديل النظام الملكي ومبدأ الحكم‬ ‫الوراثي في البحرين بأي حال من الحوال‪ ،‬وكذلك ل يجوز اقتراح تعديل نظام المجلسين‬ ‫ول صلحيات الملك في فترة النيابة عنه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬مرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ ،2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسية‬ ‫صدر قانون مباشرة الحقوق السياسّية بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪ 2002‬م‪ ،‬وقد تّم تعديل المواد )‬ ‫‪ (21‬و )‪ (22‬و )‪ (28‬بمرسوم بقانون رقم )‪ (35‬لسنة ‪ ،2002‬كما تّم تعديل المادة الثانية‬ ‫والثالثة عام ‪ 2006‬بقرار من مجلسي الشورى والنواب وموافقة الملك‪ ،‬كما سيأتي في‬ ‫التفصيل‪.‬‬ ‫ل ونساًء – بمباشرة الحقوق‬ ‫وفقا للمادة الولى من القانون ‪ :‬يتمتع المواطنون – رجا ً‬ ‫ل استفتاء يجرى طبقًا لحكام الدستور"‪ ،‬وفي‬ ‫السياسية المتمثلة في "إبداء الرأي في ك ّ‬ ‫ل مواطن لمباشرة‬ ‫"انتخاب أعضاء مجلس النواب"‪ .‬ووفقا للمادة الثانية ‪ :‬فإّنه يشترط في ك ّ‬ ‫الحقوق السياسية أن يكون قد بلغ من العمر إحدى وعشرين سنة كاملة يوم الستفتاء أو‬ ‫النتخاب‪ .‬وفي عام ‪ 2006‬تّم تعديل هذه المادة ليصبح سن مباشرة الحقوق السياسية‬ ‫عشرون سنة‪.‬‬ ‫حَرُم من مباشرة الحقوق السياسية‬ ‫وكانت المادة الثالثة من القانون تنص على أّنه ‪ُ :‬ي ْ‬ ‫المحكوم عليه في جناية أو جنحة بعقوبة سالبة للحرية أثناء تنفيذه للعقوبة المحكوم بها‪ .‬ولكن‬ ‫ل من صدر بحّقه أحكاما تتجاوز )‪6‬‬ ‫تّم تعديل هذه المادة عام ‪ 2006‬بحيث يتّم حرمان ك ّ‬ ‫أشهر( في قضايا جنح أو جنايات‪ ،‬من حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات‪ .‬وقد أثار هذا‬ ‫ن القانون قد بالغ في حرمان مواطنين‬ ‫التعديل الكثير من الحتجاج والعتراضات باعتبار أ ّ‬ ‫ق عام‪ ،‬وقد يكون المعارضون والناشطون هم المستهدفون فعليًا والذين تّم أو يتّم الحكم‬ ‫من ح ّ‬ ‫عليهم في قضايا ذات علقة بممارستهم لحقوقهم الساسية مثل حرية التعبير والتجمع‬ ‫والتنظيم‪.‬‬ ‫ق النتخاب للعسكريين‬ ‫ص المادة الخامسة مثيرًا للجدل حيث بدل من حسم ح ّ‬ ‫وجاء ن ّ‬ ‫وقوات المن‪ ،‬فقد ترك ذلك بيد الدارة الحكومية‪ ،‬فقد نصت المادة على أّنه‪" :‬يسرى في‬ ‫ق‬ ‫شأن منتسبي قّوة دفاع البحرين وقوات المن العام والحرس الوطني فيما يتعلق بمباشرة ح ّ‬ ‫صة بخدمتهم في هذا الشأن"‪ .‬وقد‬ ‫ص عليه القوانين والنظمة والتعليمات الخا ّ‬ ‫النتخاب ما تن ّ‬ ‫استخدمت الحكومة ذلك بشكل مؤثر في انتخابات ‪ 2002‬حيث سمحت للعسكريين بالتصويت‬ ‫في المرحلة الثانية من النتخابات للتأثير في النتائج لصالح بعض المرشحين‪.‬‬ ‫وجاء في تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان اللتين راقبتا النتخابات عام ‪:2002‬‬ ‫ق النتخاب للعاملين في القطاعات المنية‬ ‫صح ّ‬ ‫ن عدم وضوح المرسوم بقانون فيما يخ ّ‬ ‫"إ ّ‬ ‫والعسكرية في الوقت الذي تمنعهم اللوائح المنظمة لعملهم أو التعاميم الدارية في هذه‬ ‫المؤسسات خلق إرباكًا للعديد من المترشحين والعاملين في هذه القطاعات على حّد سواء‪.‬‬ ‫فقد ترك القانون للجهات المنية والعسكرية اتخاذ القرار التي تراه مناسبا فيما يخص‬ ‫‪81‬‬


‫ممارسة المنتمين لها لحقوقهم الدستورية‪ ،‬مما يعني من الناحية النظرية إمكانية السماح‬ ‫ق في انتخابات‬ ‫للعسكريين بممارسة حّقهم الدستوري في انتخاب ومنعهم من ممارسة هذا الح ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬أو حتى السماح لهم بممارسة حقوقهم في القتراع في جولة من الجولتين النتخابيتين‬ ‫ن التباين في قرارات المؤسسات‬ ‫ق في الجولة الخرى‪ .‬إ ّ‬ ‫ومنعهم من ممارسة هذا الح ّ‬ ‫المنية‪ ،‬إن حدث‪ ،‬يمكن أن يفسر على أّنها اتخذت بناء على دوافع سياسية‪ .‬وقد اتخذت هذه‬ ‫الجهات قرارها بالسماح للمنتمين لها بالمشاركة للنتخابات‪ ،‬وقد تواردت إلى الجمعية العديد‬ ‫من الشواهد تشير إلى وجود توجيهات للعسكريين بالمشاركة مع ضرورة تقديم جوازات‬ ‫سفرهم إلى مسئوليهم لثبات مشاركتهم في النتخابات‪.66‬‬ ‫أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد تّم السماح لمنتسبي الدفاع والمن بالمشاركة في التصويت‬ ‫ولكن تّم منعهم من حضور المهرجانات والبرامج النتخابية‪ .‬وقد اتهمت المعارضة السلطة‬ ‫بتوجيه تصويت العسكريين لصالح مرشحين معينين للتأثير في نتائج التصويت‪.‬‬ ‫وبشأن الشراف على النتخابات فقد حددت المادة السابعة من القانون بأن " تشكل في‬ ‫كلّ منطقة انتخابية بقرار من وزير العدل والشئون السلمية لجنة تسمى " لجنة الشراف‬ ‫على سلمة الستفتاء والنتخاب " تتكون من رئيس من الجهاز القضائي أو القانوني في‬ ‫المملكة وعضوين يتولى أحدهما أمانة السر‪ .‬وتتولى هذه اللجنة القيام بإعداد جداول الناخبين‬ ‫وتلقي طلبات الترشيح وفحصها وإعداد كشوف المرشحين‪ ،‬والنظر في الطلبات‬ ‫والعتراضات المتعلقة بأي إجراء أو قرار يصدر عنها"‪ .‬وقد نصت المادة )‪ (18‬على أن "‬ ‫يرأس وزير العدل والشئون السلمية لجنة عليا للشراف العام على سلمة الستفتاء‬ ‫وانتخاب أعضاء مجلس النواب في أنحاء المملكة والبت في جميع المور التي تعرضها‬ ‫عليها اللجان المنصوص عليها في المادة السابعة من هذا القانون‪ ،‬وتشمل اللجنة العليا في‬ ‫عضويتها عددًا كافيًا من القضاة والمستشارين يصدر بتسميتهم قرار من وزير العدل‬ ‫والشئون السلمية‪ .‬ويعاون اللجنة العليا‪ ،‬الجهاز المركزي للحصاء الذي يتولى القيام‬ ‫بأعمال التحضير والعداد للستفتاء والنتخاب والترشيح والشراف على جميع العمال‬ ‫التقنية اللزمة لذلك"‪.‬‬ ‫وقبيل انتخابات ‪ 2006‬تعّرض الجهاز المركزي للحصاء التابع للحكومة لحملة هجوم‬ ‫واسعة تتهمه بالتورط في مخطط للتلعب بالنتخابات عبر استخدام التصويت اللكتروني‬ ‫والمراكز النتخابية العاّمة‪ .‬وقد بدأت الحملة بصدور تقرير من مستشار حكومي أجنبي‬ ‫يكشف وثائق سرية وأرصدة مالية تتعلق بالوزير الذي يرأس الجهاز المركزي للمعلومات‪.‬‬ ‫ن المطالبة تتزايد بأن تكون‬ ‫ورغم تأكيد الملك عن وضع العملية تحت إشراف القضاء‪ ،‬فإ ّ‬ ‫النتخابات تحت إشراف جهة وطنية مستقلة وليس تحت إشراف وزير حكومي كما يقتضي‬ ‫هذا القانون‪ .‬كما شهدت انتخابات ‪ 2006‬الكثير من العتراضات وخصوصا من طرف‬ ‫مرشحي المعارضة حول تلعب الحكومة بإجراءات تغيير عناوين المرشحين وعدم‬ ‫الشفافية بشأن كشوف الناخبين‪.‬‬

‫‪ - 66‬المصدر‪ :‬تقرير الجمعية البحرينية للشفافية و الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬نوفمبر ‪.2002‬‬ ‫‪82‬‬


‫وتترك المادة )‪ (15‬تحديد ميعاد انتخابات مجلس النواب للمر الملكي‪ .‬وقد تسبب ذلك‬ ‫في الكثير من الشد والجذب بين السلطة والمعارضة في انتخابات ‪ ،2006‬إذ بدا موعد‬ ‫ن الملك‬ ‫النتخابات وكأّنه رهن بالختلفات السياسية والمساومة‪ ،‬وتداولت الصحف إشاعة بأ ّ‬ ‫قد يستخدم صلحيته في تمديد المجلس لمدة سنتين‪ ،‬وظلت الحكومة هي صاحبة القرار‬ ‫الخير‪ .‬وقد اشتكت جمعيات المعارضة بأّنها إذا كانت ل تعلم عن موعد النتخابات أو إذا‬ ‫كانت النتخابات البلدية والنيايبة ستجرى في وقت واحد فكيف تستعد جيدا للنتخابات‪.‬‬ ‫ويعتبر تحديد المناطق والدوائر النتخابّية من أكثر القضايا المثيرة للختلف السياسي‬ ‫سم البحرين إلى عدد من‬ ‫والطائفي في البحرين‪ .‬فقد حددت المادة )‪ (17‬من القانون بأن تق ّ‬ ‫ل دائرة‬ ‫ل منها على عدد من الدوائر النتخابية‪ .‬وينتخب عن ك ّ‬ ‫المناطق النتخابية تشتمل ك ّ‬ ‫ن تحديد هذه المناطق والدوائر يصدر بمرسوم‪ ،‬أي‬ ‫انتخابية عضو واحد‪ .‬ونصت المادة بأ ّ‬ ‫بقرار من الملك‪ .‬وتتهم المعارضة الحكومة بأّنها قد رسمت حدود الدوائر النتخابية بطريقة‬ ‫تضمن تهميش قوى المعارضة وتحويل الطائفة الشيعية من أكثرية عددية إلى أقلية سياسية‪.‬‬ ‫وبالفعل فقد أتت نتائج انتخابات ‪ 2002‬و ‪ 2006‬لتؤكد ذلك‪ ،‬إذ ضمنت الحكومة أغلبية مؤيدة‬ ‫لها في مجلس النواب‪ .‬وقد كانت طريقة تقسيم الدوائر النتخابية من السباب الرئيسية‬ ‫لمقاطعة النتخابات من قبل المعارضين‪ ،‬بينما تسعى المعارضة التي دخلت المجلس الحالي‬ ‫لصلح نظام الدوائر النتخابية ليكون أكثر ديمقراطية وأكثر تمثيل ‪.‬‬ ‫وجاء في تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان اللتين راقبتا النتخابات عام ‪:2002‬‬ ‫ل محافظة ‪ ،‬وطريقة رسم الحدود الجغرافية‬ ‫"شّكل موضوعا الكثافة السكانية للدوائر داخل ك ّ‬ ‫للدوائر النتخابية أهّم المواضيع التي لقت انتقادًا من قبل العديد من الجمعيات السياسية‬ ‫والكثير من المرشحين والمواطنين‪ .‬فقد تباينت الكثافة السكانية للدوائر النتخابية بشكل أدى‬ ‫إلى عدم تطبيق أحد أهم المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية‪ ،‬وهو المساواة بين المواطنين‬ ‫"صوت واحد للشخص الواحد"‪ .‬ويتناقض ذلك أيضًا مع ما جاء في المادة )‪ (25‬الفقرة )ب(‬ ‫من التفاقية الدولية لحقوق النسان التي تنص على "أن ينتخب وينتخب )المواطن( في‬ ‫انتخابات نزيهة تجرى دوريًا بالقتراع العام وعلى قـدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت‬ ‫السري‪ ،‬تضمن التعبير عن إرادة الناخبين"‪ ،‬مما زاد من حّدة النتقاد لهذين الموضوعين‬ ‫ص المعايير التي اعتمدت لتوزيع الدوائر النتخابية لتظهر‬ ‫واتساعه غياب الشفافية فيما يخ ّ‬ ‫ق لهم‬ ‫بالصورة التي ظهرت عليه‪ ،‬وإحجام الجهات الرسمية عن العلن عن أعداد من يح ّ‬ ‫النتخاب في كل دائرة"‪.67‬‬ ‫وقد جاء في تقرير لمركز البحرين لحقوق النسان بأن السلطة قد "عمدت الى تقسيم‬ ‫الدوائر النتخابية بطريقة مشوهة جغرافيا‪ ،‬لضمان ان تتمتع المناطق الموالية للنظام بأكثرية‬ ‫في المجلس النيابي‪ ،‬فمثل صوت مواطن واحد في في المنطقة الجنوبية التي يقطنها افراد‬ ‫من اصول قبلية ‪ -‬يعتقد النظام بأنهم موالون له‪ -‬يساوي قيمة ‪ 33‬صوتا في المنطقة الشمالية‬ ‫يسكنها الشيعة الذين تعتبرهم الحكومة قواعد للمعارضة"‪.68‬‬ ‫‪ - 67‬المصدر‪ :‬تقرير الجمعية البحرينية للشفافية و الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬نوفمبر ‪.2002‬‬ ‫‪ 68‬تقرير مركز البحرين لحقوق النسان " تلعب خطير بالعملية النتخابية القادمة في البحرين " ‪6/8/2006‬‬

‫‪83‬‬


‫وقد أثار تعديل المادة )‪ (22‬من القانون قبيل انتخابات ‪ 2002‬الكثير من الجدل‬ ‫وخصوصا بعد أن دعت المعارضة لمقاطعة النتخابات‪ .‬فقد جاء التعديل ليؤكد ضرورة أن‬ ‫يقدم الناخب جواز السفر عند الدلء بصوته وعدم الكتفاء بالبطاقة السكانية أو البطاقة‬ ‫الشخصية‪ .‬و أضاف التعديل بأّنه "يتم التأشير في جواز السفر بما يفيد إدلء الناخب‬ ‫ن القصد من ذلك هو تخويف من يقاطع النتخابات‪ ،‬إذ‬ ‫بصوته"‪ .‬وقد رأى المعارضون أ ّ‬ ‫ن من يمتنع عن التصويت سيحرم من الخدمات السكانية‪ ،‬و قد يتم سحب الجنسية‬ ‫أشيع بأ ّ‬ ‫ممن حصلوا عليها بشكل مكتسب‪.‬‬ ‫ل من‬ ‫ص بجرائم الستفتاء والنتخاب‪ ،‬وتشمل ك ّ‬ ‫أّما المادة )‪ (30‬من القانون فإّنها تخت ّ‬ ‫ل بحرّية الستفتاء أو النتخاب أو بنظام إجراءاتهما باستعمال القوة أو التهديد أو‬ ‫"أخ ّ‬ ‫ل كاذبة‬ ‫التشويش أو بالشتراك في التجمهر أو المظاهرات" وكذلك "من نشر أو أذاع أقوا ً‬ ‫عن موضوع الستفتاء أو عن سلوك أحد المرشحين أو عن أخلقه بقصد التأثير في نتيجة‬ ‫الستفتاء أو النتخاب"‪ ،‬وعقوبتها الحبس مّدة ل تزيد على ستة أشهر وغرامة ل تجاوز‬ ‫خمسمائة دينار أو بإحداهما‪.‬‬ ‫لكن هذه القوانين المتعلقة بالنتخابات ومباشرة الحقوق السياسية أهملت ما يتعلق‬ ‫بمراقبة مراحل العملية النتخابية‪ ،‬وقد أعطت السلطات إشارات واضحة بعدم الرغبة في‬ ‫دخول أطراف خارجّية في عملية مراقبة النتخابات‪ .‬وفي انتخابات ‪ 2002‬أعطى ملك البلد‬ ‫جمعيتي الشفافية وحقوق النسان الفرصة لمراقبة النتخابات‪ ،‬أّما في انتخابات ‪ 2006‬فقد‬ ‫فتح المجال بشكل أوسع للجهات المحلّية فقط للقيام بعملية المراقبة‪ .‬وقد اتسمت عملية‬ ‫المراقبة بضعف التنظيم والخبرة أو التضارب في النتائج‪ ،‬وقد انتقدت شخصيات وجهات‬ ‫معارضة مثل جمعية العمل الوطني الديمقراطي تقرير جمعيتي الشفافية وحقوق النسان‬ ‫باعتبار أّنه تغاضى عن التلعب بنتائج التصويت وخصوصًا فيما يتعلق باستخدام تصويت‬ ‫العسكريين والمراكز العاّمة‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫رابعًا‪ -‬قانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي الشورى والنواب‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬مجلـس الشــورى‬ ‫يتألف مجلس الشورى من أربعين عضوًا يعّينون ويعفون بأمر ملكي‪ ،‬ومّدة مجلس‬ ‫الشورى أربع سنوات‪ .‬والشروط التي يجب توافرها في عضو مجلس الشورى هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون بحرينيًا‪ ،‬متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون اسمه مدرجًا في أحد جداول النتخاب‪.‬‬ ‫ل يقل سّنه يوم التعيين عن خمس وثلثين سنة كاملة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أ ّ‬ ‫‪ -4‬أن يكون ممن تتوافر فيهم الخبرة أو من الذين أدوا خدمات جليلة للوطن من‬ ‫بين الفئات التالية ‪:‬‬ ‫ أفراد العائلة المالكة ‪.‬‬‫ الوزراء السابقين‪.‬‬‫ من شغل مناصب السفراء والوزراء المفوضين‪.‬‬‫ أعضاء الهيئات القضائية السابقين‪.‬‬‫ كبار الضباط المتقاعدين‪.‬‬‫ كبار موظفي الدولة السابقين‪.‬‬‫ كبار العلماء ورجال العمال والمهن المختلفة‪.‬‬‫ أعضاء مجلس النواب السابقين‪.‬‬‫ الحائزون على ثقة الشعب‪.‬‬‫ب ‪ -‬مجلـس النــواب‬ ‫يتألف مجلس النواب من أربعين عضوًا‪ُ ،‬ينتخبون بطريق النتخاب العام السري‬ ‫المباشر‪ ،‬وفقًا للحكام المنصوص عليهـــا فـــي المرســــوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪2002‬‬ ‫بشأن مباشرة الحقوق السياسية‪ .‬ويكون انتخاب أعضاء مجلس النواب طبقًا لنظام النتخاب‬ ‫الفردي‪ .‬مّدة مجلس النواب أربع سنوات‪ .‬ويحق للملك أن يمدد الفصـل التشـريعي لمجلس‬ ‫النواب عند الضرورة بأمر ملكي مّدة ل تزيد على سنتين‪.‬‬ ‫ويشترط فيمن يرشح نفسه لعضوية مجلس النواب ما يلي ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬أن يكون بحرينيًا‪ ،‬متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أن يكون اسمه مدرجًا في جدول انتخاب الدائرة التي يرشح نفسه فيها‪.‬‬ ‫ل يقل سّنه يوم النتخاب عن ثلثين سنة كاملة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أ ّ‬ ‫د ‪ -‬أن يجيد قراءة اللغة العربية وكتابتها‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫ل من مجلسـي الشـورى والنواب‪ ،‬فيما يتعلق بأعمال أعضاء السلطة‬ ‫وتقتصر رقابـة ك ّ‬ ‫التنفيذية وتصرفاتهم‪ ،‬على ما يتّم منها بعد تاريخ انعقاد المجلسين في أّول فصل تشريعي‪،‬‬ ‫ول يجوز لهما التعرض لما تّم من أفعال أو تصرفات سابقة على هذا التاريخ‪ .‬وقد استخدمت‬ ‫ص هذه المادة لعاقة مجلس النواب في السنوات الربع الماضية في التحقيق أو‬ ‫الحكومة ن ّ‬ ‫حتى في الحصول على معلومات متعلقة بقضايا مهمة مثل الفساد ومنح الجنسية بشكل‬ ‫استثنائي‪ .‬وهو ما يضفي نوع من الحصانة على المسؤولين الحكوميين في جميع أفعالهم‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫خامسا‪ -‬قانون الجمعّيات السياسّية‬ ‫معطيات وتحليل‬ ‫ن السلطات سمحت بشكل‬ ‫لأّ‬ ‫ل يسمح القانون في البحرين بعمل الحزاب السياسية‪ ،‬إ ّ‬ ‫استثنائي للمجموعات والتنظيمات السياسية بتنظيم نفسها كجمعيات شأن عام تحت قانون‬ ‫الجمعيات لعام ‪ .1989‬وعندما صدر المرسوم بقانون رقم )‪ (15‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مجلسي‬ ‫الشورى والنواب الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪2002‬م نصت المادة )‪/22‬ب( منه على أنه يحظر‬ ‫على التحادات والجمعيات والنقابات القيام أو المشاركة في أّية دعاية انتخابية لي مرشح‪.‬‬ ‫ن ملك البلد ورغبة في ثني المعارضة عن مقاطعة النتخابات النيابية قام بإلغاء هذا‬ ‫لأّ‬ ‫إّ‬ ‫البند بإصدار مرسوم بقانون رقم )‪ (30‬لسنة ‪ 2002‬الصادر في ‪ 15‬سبـتمبر ‪2002‬م‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2006‬أصدر ملك مملكة البحرين قانونا ينظم عمل الجمعيات التي تمثل‬ ‫القوى السياسية في البلد‪ ،‬ويخّيرها بين العمل وفقا للقانون الجديد‪ ،‬وبين الحظر التام‬ ‫لنشاطاتها‪ .‬وكان مجلسا الشورى والنواب قد أقرا القانون المذكور الذي تقدمت به الحكومة‬ ‫رغم العتراضات الواسعة من قبل جمعيات حقوق النسان والجمعيات السياسية ومؤسسات‬ ‫المجتمع المدني والصحافة‪ .‬ولم يتم الخذ بمشروع القانون المعدل الذي تقدمت به تسع من‬ ‫الجمعيات السياسية القائمة‪ ،‬كما لم يتم اللتفات إلى تهديد بعض تلك الجمعيات بحلّ نفسها‬ ‫بشكل مؤقت أو دائم في حال صدور القانون‪.‬‬ ‫ويكّمل قانون الجمعيات السياسية الجديد مجموعة من القوانين الصارمة التي صدرت‬ ‫ن موافقة مجلسي الشورى والنواب على تشريع مثل هذا‬ ‫لأّ‬ ‫في العهد الماضي أو الحالي‪ .‬إ ّ‬ ‫القانون الذي ينتهك مبادئ أساسية في الدستور ومعايير حقوق النسان هو سابقة خطيرة‬ ‫تعكس درجة الخلل في هيكل هذين المجلسين وتركيبتهما وأدائهما‪ ،‬مما وضعهما في مواجهة‬ ‫مباشرة مع منظمات حقوق النسان المحلية والدولية‪ .‬ومما كشف عن واقع العملية التشريعّية‬ ‫في البلد وهيمنة السلطة التنفيذّية عليها‪.‬‬ ‫ونستعرض هنا مواد قانون الجمعيات السياسية‪ 69‬والذي يعطي الحكومة ‪ -‬ممثلة في‬ ‫وزير العدل ‪ -‬صلحيات وهيمنة على الجمعيات السياسية سواء في التأسيس أو الرقابة أو‬ ‫ل المؤقت أو الدائم‪ .‬كما يفرض القانون قيودا مشّددة على النشاط والتمويل والتصال‬ ‫الح ّ‬ ‫الخارجي‪ ،‬ويمنعها من استخدام المؤسسات العاّمة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية‬ ‫لممارسة نشاطها‪ ،‬دون تحديد طبيعة ذلك الستخدام‪ .‬ويمنع القانون الستقطاب الحزبي في‬ ‫صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬تاركا ‪ -‬وفقا لمرسوم بقانون سابق ‪ -‬للحكومة النفوذ‬ ‫الكامل على مشاركة منتسبي تلك الجهزة في أّية انتخابات‪ .‬كما يسلط القانون ديوان الرقابة‬ ‫المالية على الجمعيات وهو تابع للجهة التنفيذّية‪ .‬ويمّكن القانون الحكومة من المتناع عن‬ ‫تسجيل الجمعية أو حّلها بحجة أّنها طائفّية أو دينية أو أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو لّنها مخالفة‬ ‫للدستور المثير للجدل الذي صدر عام ‪.2002‬‬ ‫‪ - 69‬مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬تقرير "قانون الجمعيات السياسية يسدل الستار على حلم الصلح الديمقراطي في البحرين"‪،‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ 27‬يوليو ‪.2005‬‬


‫أ‪ -‬حظر العمل السياسي إّل ضمن القانون الجديد‪:‬‬ ‫ن قانون الجمعيات‬ ‫في تعارض مباشر مع أصل حرّية التنظيم في المواثيق الدولية‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ل ضمن إطاره المتشدد‪ .‬فالمادة )‪ (1‬تقيد حق تكوين‬ ‫السياسية يحظر النشاط السياسي إ ّ‬ ‫الجمعيات السياسية والنضمام إليها إل طبقا لحكام القانون نفسه‪ .‬وتشترط المادة )‪(11‬‬ ‫موافقة وزير العدل لكي تتمتع الجمعية السياسّية بالشخصّية العتبارّية وتمارس نشاطها‬ ‫ص أيضا على أّنه ل يجوز للجمعية العلن عن نفسها‪ ،‬كما ل يجوز لمؤسسي‬ ‫السياسي‪ .‬وتن ّ‬ ‫ل في الحدود اللزمة‬ ‫الجمعية ممارسة أي نشاط سياسي أو إجراء أي تصرف باسم الجمعية إ ّ‬ ‫لتأسيسها‪.‬‬ ‫وتعاقب المادة )‪ (25‬بالحبس مدة ل تزيد على ثلثة أشهر أو بغرامة ل تتجاوز‬ ‫صة لها‪.‬‬ ‫ل من ارتكب مخالفة لحكام هذا القانون ولم يتعين فيه عقوبة خا ّ‬ ‫خمسمائة دينار ك ّ‬ ‫ل بأّية عقوبة أشد ينص عليها‬ ‫ن أحكام هذا القانون ل تخ ّ‬ ‫ولكن المادة )‪ (26‬تعود لتؤّكد بأ ّ‬ ‫ن العقوبات في القوانين المذكورة قد تصل إلى‬ ‫قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪ .‬علما بأ ّ‬ ‫السجن المؤبد لقيام التنظيم السياسي بجرائم تّم وصفها بعبارات مطاطية مثل "معاداة نظام‬ ‫المجتمع"‪.‬‬ ‫ن قانون الجمعيات السياسية الجديد ليس قانونا ينظم ويدعم النشاط السياسي‪،‬‬ ‫وهكذا فإ ّ‬ ‫أو يقوم على أصل الحرّية في تشكيل التنظيمات والنتماء إليها‪ ،‬وإّنما هو قانون يقوم على‬ ‫المنع والتقييد والتجريم والعقوبات الجزائية التي تعاقب بالسجن لنشاء التنظيمات السياسية‬ ‫خارج القيود المحددة‪ .‬وكان بالمكان أن يكون قانون الحزاب هو إجراءات لقيد الجمعيات‬ ‫السياسية‪ ،‬وتنظيم عملية مشاركتها في النتخابات وطريقة تمويلها من قبل الدولة‪ .‬أّما‬ ‫ق الحكومة أو غيرها بمقاضاة الجمعيات أو‬ ‫المخالفات والعقوبات فكان بالمكان الكتفاء بح ّ‬ ‫أعضائها أمام القضاء المستقل وضمن القوانين العادلة المتوافقة مع المعايير الدولية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تسجيل الجمعيات وحلها‪:‬‬ ‫ل جمعية أسست قبل العمل بأحكام هذا القانون وترغب في أن‬ ‫تلزم المادة )‪ (27‬ك ّ‬ ‫تمارس نشاطًا سياسيًا‪ ،‬أن توفق أوضاعها وفقًا لحكام هذا القانون‪ ،‬وذلك خلل فترة ل تزيد‬ ‫على ثلثة أشهر من تاريخ العمل به‪.‬‬ ‫ن أي تعارض مع‬ ‫وتقيد المادة )‪ (3‬عمل الجمعيات السياسية بالدستور‪ .‬وبالتالي فإ ّ‬ ‫الدستور في الخطاب أو النشاط سيكون سببا لعدم إعادة تسجيل أّية جمعّية‪ ،‬أو حّلها في أي‬ ‫ل ترتبط الجمعية أو تتعاون مع أّية أحزاب أو‬ ‫وقت تشاء الحكومة‪ .‬وتشترط المادة )‪ (4‬أ ّ‬ ‫تنظيمات أو جماعات أو أفراد أو قوى سياسية تقوم على معاداة أو مناهضة المبادئ أو‬ ‫ن الجمعيات المعارضة التي تمثل‬ ‫القواعد أو الحكام المنصوص عليها في الدستور‪ .‬علما بإ ّ‬ ‫قوى المعارضة الساسّية ل تقبل بدستور ‪ 2002‬الجديد لّنه كما تعتقد ينال من أسس‬ ‫الديمقراطية ويسلب صلحيات البرلمان ول يفصل بين السلطات‪ .‬وتشترط المادة )‪ (6‬أن‬ ‫ص على التقيد في ممارسة نشاط الجمعية‬ ‫صة الن ّ‬ ‫يتضمن النظام الساسي للجمعية بصفة خا ّ‬ ‫بأحكام ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين واحترام سيادة القانون‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫ج‪ -‬تأسيس الجمعيات وهوية النتماء‪:‬‬ ‫ل تتعارض مبادؤها‬ ‫في المادة )‪ (4‬يشترط لتأسيس أّية جمعية سياسية أو استمرارها أ ّ‬ ‫وأهدافها وبرامجها وسياساتها وأساليبها مع مبادئ الشريعة السلمية باعتبارها مصدرًا‬ ‫رئيسيًا للتشريع‪ ،‬أو الثوابت الوطنية التي يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين‪ .‬وأ ّ‬ ‫ل‬ ‫تقوم الجمعية على أساس طبقي أو طائفي أو فئوي أو جغرافي أو مهني‪ ،‬أو على أساس‬ ‫التفرقة بسبب الجنس أو الصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة‪ .‬وتمّكن التفسيرات الممكنة لهذه‬ ‫ل جمعيات المعارضة إّما بحجة أّنها غير إسلمية‪ ،‬أو بحجة أّنها قائمة‬ ‫المادة الحكومة من ح ّ‬ ‫على أساس طائفي‪ ،‬أو على أساس التفرقة بسبب الدين أو العقيدة‪ .‬أو بحجة أّنها تتعارض مع‬ ‫" الثوابت الوطنية التي يقوم عليها نظام الحكم في مملكة البحرين" وهي عبارة فضفاضة‬ ‫متروك تفسيرها إلى الجهة الدارية‪.‬‬ ‫وكان يمكن الكتفاء فيما يتعلق بهوّية الجمعية ونبذ التفرقة بالعبارة التي وردت في‬ ‫ن شروط العضوّية في الجمعية وقواعد وإجراءات النضمام إليها والفصل من‬ ‫المادة )‪ (6‬بأ ّ‬ ‫ل تتضمن التفرقة بسبب العقيدة الدينية أو العنصر أو‬ ‫عضويتها والنسحاب منها‪ ،‬يلزم أ ّ‬ ‫الجنس أو المركز الجتماعي‪.‬‬ ‫د‪ -‬إجراءات التأسيس‪:‬‬ ‫القانون يعطي بيد الحكومة التحكم في إجراءات التأسيس‪ ،‬فيجب تقديم طلب كتابي‬ ‫لتأسيس الجمعّية السياسّية إلى وزير العدل )المادة ‪ .(7‬وللوزير أن يطلب من المؤسسين‬ ‫تقديم أّية إيضاحات أو وثائق أو بيانات لزمة )المادة ‪ (8‬ويعلن الوزير عن تأسيس الجمعية‬ ‫خلل ستين يومًا‪ ،‬ويعتبر فوات المواعيد دون إعلن تأسيس الجمعية بمثابة قرار‬ ‫ي من المؤسسين الطعن في قرار وزير‬ ‫بالعتراض على هذا التأسيس )المادة ‪ (9‬ويجوز ل ّ‬ ‫العدل الصريح أو الضمني أمام المحكمة الكبرى خلل ثلثين يوما وتفصل المحكمة في‬ ‫الطعن خلل ستين يومًا على الكثر )المادة ‪ .(10‬ول يجوز للجمعّية العلن عن نفسها‪ ،‬كما‬ ‫ي تصرف باسم الجمعّية إ ّ‬ ‫ل‬ ‫ي نشاط سياسي أو إجراء أ ّ‬ ‫ل يجوز لمؤسسي الجمعّية ممارسة أ ّ‬ ‫في الحدود اللزمة لتأسيسها )المادة ‪ .(11‬وهكذا يتحكم الوزير بشكل كامل في إجراءات‬ ‫التأسيس مما يمّكنه من مساومة المؤسسين بتسهيل الجراءات أو تعطيلها وفقا لتقديراته أو‬ ‫تقديرات السلطة التنفيذية التي يمثلها‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬موارد الجمعيات وانشطتها‪:‬‬ ‫وتفرض المادة )‪ (15‬على الجمعيات السياسية إبلغ وزير العدل بنسخة من موازنتها‬ ‫السنوية خلل الربع الّول من السنة‪ ،‬وبيان الموارد المالية ومصادر التمويل والوضع المالي‬ ‫للجمعية‪ .‬ويتولى ديوان الرقابة المالية بصفة دورية‪ ،‬أو بناء على طلب وزير العدل‪ ،‬مراجعة‬ ‫دفاتر ومستندات حسابات إيرادات ومصروفات الجمعية وغير ذلك من شئونها المالية‪ ،‬وذلك‬ ‫للتحقق من سلمة موارد الجمعّية ومشروعّية أوجه صرف أموالها‪ ،‬وعلى الجمعّية أن تمكن‬ ‫ن ديوان الرقابة المالية هو جهاز تابع للسلطة التنفيذية‪ .‬وتشترط‬ ‫الديوان من ذلك‪ .‬علما بأ ّ‬ ‫المادة )‪ (18‬على الجمعية أن تخطر وزير العدل بأي قرار تصدره الجمعية بتغيير رئيسها أو‬ ‫‪89‬‬


‫ي تعديل في نظامها الساسي‪ ،‬وذلك خلل‬ ‫ل الجمعية أو اندماجها أو بأ ّ‬ ‫أي من قياداتها أو بح ّ‬ ‫عشرة أيام من تاريخ صدور القرار‪ .‬كما تعطي المادة )‪ (20‬لوزير العدل صلحية أن يضع‬ ‫ي حزب أو تنظيم سياسي أجنبي‪ ،‬ول يجوز لّية جمعية‬ ‫القواعد المنظمة لتصال الجمعية بأ ّ‬ ‫ل وفقًا لهذه القواعد‪.‬‬ ‫ي من هذه الحزاب أو التنظيمات إ ّ‬ ‫التعاون أو التحالف مع أ ّ‬ ‫و‪ -‬تضييق العضوية وحرمان شريحة كبيرة من الشباب من النشاط السياسي ‪:‬‬ ‫تشترط المادة )‪ (5‬من القانون في العضو المؤسس‪ ،‬أو الذي ينضم إلى الجمعية بعد‬ ‫إعلن تأسيسها‪ ،‬أن يكون متمتعًا بكافة حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وهو شرط معقول لول أ ّ‬ ‫ن‬ ‫القضاء في البحرين غير نزيه وغير مستقل والقوانين تعاقب على ممارسة الحريات‬ ‫الساسية إذا كانت معارضة للسلطة‪ ،‬وهكذا يمكن إساءة استخدام هذه المادة‪ .‬كما تشترط‬ ‫المادة نفسها في العضو المؤسس أو المنضم أن يكون قد بلغ من العمر إحدى وعشرين سنة‬ ‫ميلدّية مما يحرم شريحة واسعة من الشباب ممن اكملوا دراستهم الساسّية وانضموا إلى‬ ‫سوق العمل أو التعليم الجامعي العالي من المشاركة السياسية في أدنى صورها وهي‬ ‫عضوية الجمعيات السياسية‪.‬‬ ‫ز‪ -‬أصوات قوات الدفاع والمن ‪:‬‬ ‫وتشترط المادة )‪ (5‬أل يكون العضو المؤسس أو المنضم من المنتسبين إلى قوة دفاع‬ ‫ل يكون من رجال القضاء أو‬ ‫البحرين أو الحرس الوطني أو أجهزة المن التابعة للدولة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫النيابة العاّمة‪ ،‬أو من أعضاء السلك الدبلوماسي أو القنصلي‪ .‬وتحظر المادة )‪ (6‬اللجوء إلى‬ ‫الستقطاب الحزبي في صفوف قوة دفاع البحرين والحرس الوطني وأجهزة المن التابعة‬ ‫للدولة والقضاء والنيابة العاّمة والسلكين الدبلوماسي والقنصلي‪ .‬وفي حين يمنع القانون‬ ‫ن المرسوم بقانون رقم )‪(14‬‬ ‫الستقطاب الحزبي في صفوف قوات الدفاع وأجهزة المن‪ ،‬فإ ّ‬ ‫لسنة ‪ 2002‬بشأن مباشرة الحقوق السياسّية‪ ،‬يعطي للحكومة القرار الحاسم في إمكانية‬ ‫مشاركة هؤلء الموظفين‪ ،‬وهي تحتكر بالطبع وسائل التوجيه والضغط على هؤلء الذين‬ ‫يؤثر عدد أصواتهم في العملية النتخابية برمتها‪.‬‬ ‫ح‪ -‬النشاط الخارجي‪:‬‬ ‫تشترط المادة )‪ (4‬أن يكون مقر الجمعية وفروعها داخل مملكة البحرين‪ ،‬وأن تمارس‬ ‫ل يكون‬ ‫نشاطها في أراضي المملكة‪ .‬وتشترط المادة )‪ (5‬في عضو الجمعية السياسّية أ ّ‬ ‫ي تنظيم سياسي غير بحريني‪) ،‬دون تحديد ماهية التنظيم السياسي المقصود(‪.‬‬ ‫عضوًا في أ ّ‬ ‫وتشترط المادة )‪ (6‬عدم الرتباط التنظيمي أو المالي بأّية جهة غير بحرينية‪ .‬وتحظر المادة‬ ‫)‪ (13‬على الجمعيات السياسية أو أي من أعضاء مجالس إداراتها التدخل في الشئون‬ ‫الداخلية للدول الخرى أو القيام بأي نشاط من شأنه الساءة إلى علقة المملكة بهذه الدول‪.‬‬ ‫ي تبرع أو ميزة أو منفعة من أجنبي‪ ،‬أو‬ ‫ص المادة )‪ (14‬على أّنه ل يجوز للجمعّية قبول أ ّ‬ ‫وتن ّ‬ ‫من جهة أجنبية‪ ،‬أو منظمة دولية‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫ي حزب أو‬ ‫ووفقا للمادة )‪ (20‬يضع وزير العدل القواعد المنظمة لتصال الجمعّية بأ ّ‬ ‫ي من هذه الحزاب أو‬ ‫تنظيم سياسي أجنبي‪ ،‬ول يجوز لّية جمعّية التعاون أو التحالف مع أ ّ‬ ‫ي جمعّية سياسّية أو حزب سياسي‬ ‫ل وفقًا لهذه القواعد‪ .‬كما يحظر فتح فرع ل ّ‬ ‫التنظيمات إ ّ‬ ‫ص المادة )‪ (24‬على أّنه ‪:‬‬ ‫أخر من خارج مملكة البحرين بغير ترخيص من وزير العدل‪ .‬وتن ّ‬ ‫يعاقب بالحبس مّدة ل تزيد على سنة وبغرامة ل تتجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين‬ ‫ل من تسلم أموال من جهة غير بحرينية لحساب الجمعّية وتقضي المحكمة‬ ‫العقوبتين ك ّ‬ ‫بمصادرة تلك الموال لحساب الخزينة العاّمة للدولة‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫سادسا‪ -‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪1989‬‬ ‫السيف المسلط على رقاب مؤسسات المجتمع المدني‬

‫‪70‬‬

‫تكمن الخطورة لصدور قانون خاص بالجمعيات السياسية دون إلغاء أو تعديل قانون‬ ‫ن الخير سيظل حاكما على الجمعيات الخرى‪ ،‬ومنها‬ ‫الجمعيات الصادر عام ‪ ،1989‬في أ ّ‬ ‫ن ذلك القانون يؤّكد خصوصا‬ ‫جمعيات حقوق النسان والشباب والجمعيات النسائية‪ ،‬إذ أ ّ‬ ‫ن تفسير الحكومة‬ ‫على المنع من ممارسة أي نشاط سياسي وفقا للمادة )‪ (18‬منه‪ .‬علمًا بأ ّ‬ ‫ل ما له علقة بالمواضيع أو الشئون السياسية‪ .‬وكانت الحكومة قد‬ ‫للنشاط السياسي هو ك ّ‬ ‫ل مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬وقد وجهت‬ ‫استخدمت قانون الجمعيات لعام ‪ 1989‬لح ّ‬ ‫وزيرة التنمية الجتماعّية تهديدات متكررة خلل العامين ‪ 2006/2007‬بالملحقة القانونّية‬ ‫لمجموعة من اللجان الشعبية بينها لجان العاطلين والسكان ولجنة العريضة النسائّية وطلبت‬ ‫منها تجميد نشاطها وأن تسجل نفسها ضمن ذلك القانون والتقيد ببنوده‪.‬‬ ‫ن القانون يشمل مؤسسات متنوعة المقاصد والطبيعة‪ ،‬بما في ذلك جمعيات‬ ‫ويلحظ بأ ّ‬ ‫حقوق النسان والجمعيات المهنية والثقافّية والجتماعّية‪ ،‬والجمعيات التي تمثل الفئات مثل‬ ‫ل هذه‬ ‫النساء والشباب والجاليات الجنبية‪ ،‬إضافة إلى الندية الرياضية وغير ذلك‪ .‬وحشر ك ّ‬ ‫الجمعيات في قانون واحد أمر يعقد صياغة القانون والعمل به‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تقييد حق تأسيس الجمعيات ‪:‬‬ ‫يحضر قانون الجمعيات لعام ‪ 1989‬عمل أّية جمعية غير مرخص لها‪ ،‬ويضع مقاييس‬ ‫ص القانون وفي النظام الساسي النموذجي‪ ،‬بحيث من الصعب‬ ‫ومواصفات تفصيلية في ن ّ‬ ‫على أّية جهة أهلية أن تحصل على الترخيص دون أن تلتزم به‪ .‬وفي الوقت نفسه يضع‬ ‫القانون شروطا مطاطية تسمح للحكومة برفض طلبات تأسيس أّية جمعية إن رغبت بذلك‪.‬‬ ‫ل جمعية تؤسس مخالفة للنظام العام‪ ،‬أو لغرض غير‬ ‫نكّ‬ ‫فقد جاء في المادة )‪ (3‬بأ ّ‬ ‫مشروع‪ ،‬أو للمساس بسلمة أو شكل الحكومة أو نظامها الجتماعي تكون باطلة‪ .‬وتعطي‬ ‫ق رفض تسجيل الجمعية إذا كان المجتمع في غير‬ ‫صة ح ّ‬ ‫المادة )‪ (11‬للجهة الدارية المخت ّ‬ ‫حاجة لخدماتها‪ ،‬أو لوجود جمعية أخرى تسد الحاجة‪ ،‬أو إذا كان إنشاؤها ل يتفق مع أمن‬ ‫الدولة ومصلحتها‪ ،‬أو لعدم صلحية مقر الجمعية أو إذا أنشأت بقصد إحياء جمعية سبق‬ ‫حّلها‪ .‬وتتضمن هذه المادة إجراءات تظلم لنفس الجهة الدارية تطول لمدة أربعة اشهر قبل‬ ‫أن يمكن تحويل الموضوع إلى القضاء‪ ،‬والذي بدوره ملزم بالقانون نفسه وواقع تحت نفوذ‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫ق تعديل النظام الساسي والرقابة ‪:‬‬ ‫ب‪ -‬تقييد ح ّ‬

‫‪- 70‬‬

‫مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسلط على رقاب الجمعيات‪.،‬‬

‫‪92‬‬


‫ل تعديل لنظام الجمعّية بنفس إجراءات إشهار الجمعية‪،‬‬ ‫ووفقا للمادة )‪ ،(14‬يمّر ك ّ‬ ‫ق في رفض التعديل‪ .‬ووفقا للمادة )‪ ،(15‬تخضع الجمعيات للرقابة‬ ‫وللجهة الدارية الح ّ‬ ‫ق الطلع على السجلت والوثائق والمكاتبات‪.‬‬ ‫الصارمة إذ لموظفي الدارة المعنية ح ّ‬ ‫ج ‪ -‬حضر الشتغال في السياسة ‪:‬‬ ‫ووفقا للمادة )‪ ،(18‬ل يجوز للجمعية الشتغال بالسياسة‪ ،‬وهذا يشمل طبعا جمعيات‬ ‫حقوق النسان وغيرها من الجمعيات النسائّية والمهنّية والشبابّية‪ ،‬وجمعيات الجاليات‬ ‫الجنبية‪.‬‬ ‫ق الرتباط بجهات خارجية ‪:‬‬ ‫د ‪ -‬تقييد ح ّ‬ ‫صة( أن تنتسب‬ ‫ووفقا للمادة )‪ ،(20‬ل يجوز للجمعّية دون إذن مسبق )من الدارة المخت ّ‬ ‫أو تنضم أو تشترك في جمعّية أو هيئة مقّرها خارج البحرين‪ ،‬ويعتبر مضي ‪ 45‬يوما دون‬ ‫ق التظلم مما يجعل قرار الدارة‬ ‫البت في الطلب بمثابة رفض له‪ .‬ولم يتضمن القانون ح ّ‬ ‫نهائي‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬التحكم في التمويل الداخلي والخارجي ‪:‬‬ ‫وفيما يتصل بالتمويل ل يجوز للجمعية دون إذن مسبق أن تحصل على أموال من‬ ‫جهة أجنبية ول أن ترسل شيئا مما ذكر إلى أشخاص أو منظمات في الخارج‪ .‬و أّما جمع‬ ‫التبرعات في الداخل فإّنه يشترط الحصول على ترخيص من الوزير )المادة ‪ (21‬وح ّ‬ ‫ق‬ ‫الوزير في القرار مطلق‪ ،‬إذ ل توجد إمكانية التظلم‪.‬‬ ‫ق الوزير في دمج الجمعيات وتعيين الدارات ووقف قراراتها ‪:‬‬ ‫و‪-‬ح ّ‬ ‫ص تعيين مدير للجمعّية أو مجلس إدارة إذا ارتكبت‬ ‫وتجيز المادة )‪ (23‬للوزير المخت ّ‬ ‫الجمعية من المخالفات ما يستوجب هذا الجراء ولم يرد الوزير حّلها‪ .‬وللوزير أن يقرر‬ ‫إدماج أكثر من جمعية تعمل لغرض متماثل‪ ،‬أو توحيد إدارتها أو تعديل أغراضها للسباب‬ ‫التي يراها كفيلة بحسن تحقيق الغرض الذي أنشأت من أجله )المادة ‪.(24‬‬ ‫وللوزير أيضا أن يوقف تنفيذ أي قرار يصدر من الجمعية يكون مخالفا للقانون أو‬ ‫لنظام الجمعية أو للنظام العام أو للداب‪ ،‬ويمكن الطعن في القرار أمام المحكمة )المادة ‪(28‬‬ ‫ن الوزير هو الذي يتخذ القرار وينفذه‪ ،‬وعلى الجمعية الملحقة القضائية وليس العكس‪.‬‬ ‫أي أ ّ‬ ‫ز ‪ -‬الرقابة والتحكم في الجمعيات العمومية ‪:‬‬ ‫ن للجـهة الحكـومية المعـنية حـق دعـوة الجمـعيـة العمومـية‬ ‫وفـقا للمـادة )‪ ،(30‬فإ ّ‬ ‫للجتماع‪ ،‬إذا رأت ضرورة لذلك‪ .‬وتلزم المادة )‪ (33‬الجمعيات بضرورة إبلغ الجهة‬ ‫الدارية بكل اجتماع للجمعية العمومية قبل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وبصورة من خطاب الدعوة وجدول‬

‫‪93‬‬


‫العمال والوراق المرفقة به‪ ،‬وللجهة الدارية أن تندب من تراه لحضور الجتماع‪ .‬ووفقا‬ ‫للمادة )‪ (38‬يجب إبلغ الوزارة بصورة من محضر الجتماع وما اتخذ فيه من قرارات‪.‬‬ ‫ح ‪ -‬التدخل في مواصفات المرشح للدارة واجتماعاتها‪:‬‬ ‫ق له الترشيح لمجلس‬ ‫ووفقا للمادة )‪ ،(43‬يجوز للوزير أن يضيف شروطا لمن يح ّ‬ ‫ق للجهة الدارية أن تطلب عقد اجتماع لمجلس إدارة‬ ‫إدارة أّية جمعية‪ .‬ووفقا للمادة )‪ (45‬يح ّ‬ ‫أي جمعية إذا رأت ضرورة لذلك‪.‬‬ ‫ق الوزير في الغلق الفوري المؤقت للجمعية‪:‬‬ ‫ط‪-‬ح ّ‬ ‫ل أو إغلق أّية جمعية لمدة ‪ 45‬يوما إذا ثبت‬ ‫ق في ح ّ‬ ‫ووفقا للمادة )‪ ،(50‬للوزير الح ّ‬ ‫عجزها عن تحقيق أغراضها‪ ،‬أو تصرفت في أموالها في غير الوجه المحددة‪ ،‬أو إذا تعذر‬ ‫انعقاد جمعيتها العمومية لعامين متتاليين‪ ،‬أو إذا خالفت النظام العام‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫سابعا‪ -‬قانون العقوبات‬ ‫تقييد الحريات في كّل من عهد أمن الدولة وعهد النفتاح!‬ ‫أ‪ -‬استخدام قانون العقوبات في الفترة ‪:2000-1976‬‬ ‫صدر قانون العقوبات البحريني بمرسوم بقانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ ،1976‬وذلك بعد حلّ‬ ‫المجلس الوطني المنتخب عام ‪ 1975‬وتجميد مواد الدستور المتعلقة به‪ .‬وشكل هذا القانون‬ ‫مع مرسوم بقانون بشأن تدابير أمن الدولة لعام ‪ 1974‬الداة القانونية الكثر فعالية في منع‬ ‫النشاط السياسي المنظم وتفكيك خليا المعارضة السرية‪ ،‬وملحقة المعارضين واعتقالهم‬ ‫وتعذيبهم وسجنهم ونفيهم أو المشتبه في انتمائهم لمجموعات المعارضة‪ .‬مما شكل أيضا أداة‬ ‫تخويف وزجر لمختلف فئات وقطاعات المجتمع خلل ربع قرن في الفترة من ‪-1975‬‬ ‫‪.2000‬‬ ‫وكان قانون أمن الدولة لعام ‪ – 1974‬والذي تّم إلغاؤه عام ‪ ،2001‬يسمح باعتقال‬ ‫وحبس المشتبه بهم لمّدة تصل إلى ثلث سنوات‪ ،‬وتتيح بنوده ممارسة الحبس المنعزل‪،‬‬ ‫واستخدام التعذيب لستخراج المعلومات التي يستفاد منها لكشف واختراق تنظيمات‬ ‫المعارضة‪ ،‬وفي الوصول لمتهمين آخرين‪ ،‬ولدانة المتهمين حين تقديمهم للمحاكمة‬ ‫وخصوصا أمام محكمة أمن الدولة‪.‬‬ ‫ن مواده ‪ -‬وخصوصا المواد من )‪(112‬‬ ‫أّما قانون العقوبات ‪ -‬والذي ل يزال نافذا‪ -‬فإ ّ‬ ‫إلى )‪ -(184‬والموسومة في القانون بالجرائم "الماسة بأمن الدولة" فإّنها توفر القاعدة‬ ‫القانونّية لمحاكمة وفرض عقوبات مشددة على المتهمين بالنتماء للتنظيمات المحظورة ‪-‬‬ ‫وهي جميع التنظيمات السياسّية‪ -‬وعلى ممارسات النشاطات المعارضة في الداخل أو‬ ‫الخارج مثل التجمع والتعبير والنشر‪ .‬وقد وفرت المادة )‪ (186‬من القانون الرضية لتشكيل‬ ‫محكمة أمن الدولة الستثنائية‪ ،‬التي كانت تعتمد في أحكامها بشكل أساسي على المعلومات‬ ‫المستخرجة تحت التعذيب وتقيم جلساتها بشكل سري ول تقبل أحكامها الستئناف أو النقض‪.‬‬ ‫وقد تّم استخدام تلك القوانين بفاعلية ضد التنظيمات المعارضة‪ ،‬وخصوصًا لعتقال‬ ‫القياديين ومحاكمتهم وتفكيك الخليا كما حدث للجبهة الشعبية منذ ‪ ،1974‬ثّم الجبهة‬ ‫السلمية لتحرير البحرين في الفترة ‪ ،1982-1979‬ثّم ضد جمعية التوعية السلمية‬ ‫)حزب الدعوة( عام ‪ ،1984‬وجبهة التحرير الوطني البحراني عام ‪ .1985‬وتواصل‬ ‫استخدامه لتفكيك خليا الجبهة السلمية‪ ،‬وكذلك ما سمي بخليا حزب ال خلل النصف‬ ‫الثاني من الثمانينات‪ ،‬وكان الستخدام الوسع في العوام ‪ 1997-1995‬للتعامل مع أحداث‬ ‫الضطرابات الواسعة في تلك الفترة والتي ارتبطت بالتحرك الشعبي للقوى الدينية‬ ‫واليسارية المعارضة للمطالبة بالديمقراطية والحريات‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫وصدرت أهم التعديلت على قانون العقوبات بمرسوم بقانون رقم )‪ (9‬لسنة ‪،1982‬‬ ‫وجاءت التعديلت متشددة وتتضمن أحكاما بالعدام‪ ،‬وكان ذلك للتعامل مع قضية ما سمي‬ ‫في ذلك الوقت بالمحاولة النقلبية‪ ،‬حيث تم تنفيذ مواد القانون المعدلة بأثر رجعي لصدار‬ ‫أحكام تتراوح بين ‪ 15‬عام والمؤبد ضد ‪ 75‬شخصا من المتهمين بعضوية الجبهة السلمية‬ ‫لتحرير البحرين‪ .‬وتضمنت التعديلت أيضا عقوبة البعاد من البلد وفقا للمادة )‪134‬‬ ‫مكرر( والتي تنص على أّنه‪ :‬إذا حكم على أجنبي ذكرا كان أو أنثى في إحدى الجرائم‬ ‫المنصوص عليها في هذا القانون جاز للقاضي أن يأمر في حكمه بإبعاده عن دولة البحرين‬ ‫نهائيا أو لمدة محددة ل تقل عن ثلث سنوات‪ .‬وقد تم بالفعل ايقاع عقوبات جماعية وإبعاد‬ ‫مئات من السر من البلد وخصوصا خلل الثمانينيات‪ ،‬بعضهم تّم سحب جنسيتهم‬ ‫وجوازات سفرهم البحرينّية و إبعادهم عبر البحر في ظروف سيئة ودون أن تكون لديهم‬ ‫جنسية أي بلد آخر‪ .‬وقد كان ذلك رسالة قوّية وحاسمة في تلك الفترة إلى جميع المقيمين في‬ ‫البحرين أو حتى ممن اكتسب جنسيتها‪ ،‬للبتعاد عن كلّ ما يمكن أن يعد نشاطا سياسيا‬ ‫معارضا‪.‬‬ ‫و في عام ‪ 2001‬أعلن الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن إلغاء قانون ومحكمة أمن‬ ‫الدولة‪ ،‬وتّم إعلن العفو العام مما سمح بإطلق سراح عدة آلف من المعتقلين والمحكومين‬ ‫ن قانون العقوبات لم يمسه‬ ‫لأّ‬ ‫وعودة المئات من المعارضين والمبعدين المقيمين في المنفى‪ .‬إ ّ‬ ‫أي تغيير وخصوصا فيما يتعلق بما يسمى بالجرائم الماسة بأمن الدولة‪ .‬وقد انشغلت‬ ‫التنظيمات السياسية المعارضة والمجتمع بشكل عام بأجواء المصالحة السياسية وهامش‬ ‫ن السلطة شرعت من جديد في استخدام‬ ‫لأّ‬ ‫الحريات وخصوصا في العوام ‪ ،2004-2001‬إ ّ‬ ‫قانون العقوبات ضد المعارضين ولكن هذه المّرة بشكل انتقائي وكأداة لضبط الحراك‬ ‫السياسي ضمن الحدود التي رسمتها السلطة في تعديلتها الدستورية وضمن القوانين الجديدة‬ ‫المتعلقة بالجمعيات السياسية والنتخابات‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬عرض وتلخيص لقانون العقوبات‪:‬‬ ‫يقيد قانون العقوبات البحريني الحريات الساسية ويعاقب على ممارستها‪ .‬وهو بذلك‬ ‫يتعارض مع الدستور وينتهك حقوق النسان الساسية ويتعارض مع المعايير الدولية التي‬ ‫تعهدت الحكومة اللتزام بها‪ .‬ذلك أن هذا القانون يجّرم ويعاقب بالحبس أو الغرامة أو‬ ‫بكليهما من قام بالمور التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫من أذاع في الخارج أخبارا أو بيانات حول الوضاع الداخلية للدولة من شأنها‬ ‫إضعاف الثقة المالية بالدولة أو النيل من هيبتها واعتبارها )المادة ‪.(134‬‬

‫‪‬‬

‫من حضر في الخارج وبغير ترخيص أي مؤتمر أو اجتماع عام أو ندوة أو شارك في‬ ‫أعمالها‪ ،‬بغرض بحث الوضاع السياسية أو الجتماعية أو القتصادية في دولة‬ ‫البحرين أو غيرها من الدول‪ ،‬وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بدولة البحرين‬ ‫أو النيل من هيبتها أو اعتبارها أو الساءة إلى العلقات بينها وبين تلك الدول‪).‬المادة‬ ‫‪ 134‬مكرر(‪.‬‬ ‫‪96‬‬


‫‪‬‬

‫من أنشأ أو أسس أو أدار جمعية أو هيئة إذا كانت ترمي إلى تغيير النظام الساسي أو‬ ‫الجتماعي أو القتصادي للدولة أو التحبيذ لذلك أو الترويج له‪ ،‬متى كان استعمال أّية‬ ‫وسيلة غير مشروعة ملحوظا فيه‪ .‬ويعاقب أيضا الداعون للنضمام للهيئات المذكورة‪،‬‬ ‫ومن انضم أو اشترك فيها بأية صورة )المادة ‪(159‬‬

‫‪‬‬

‫من رّوج أو حبذ بأّية طريقة تغيير النظام الساسي أو الجتماعي أو القتصادي للدولة‬ ‫بأّية وسيلة غير مشروعة )المادة ‪.(160‬‬

‫‪‬‬

‫من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار ‪ -‬من غير ترخيص من الحكومة‪ -‬هيئات أو منظمات‬ ‫ل مواطن انضم أو اشترك من غير ترخيص‬ ‫ذات صفة دولية أو فروعا لها‪ .‬وكذلك ك ّ‬ ‫ل الهيئات المذكورة في‬ ‫في منظمات مقرها في الخارج )المادة ‪ (163‬وتأمر المحكمة بح ّ‬ ‫المادتين )‪ (189‬و )‪ (163‬وإغلق أمكنتها ومصادرة نقودها و أمتعتها )المادة ‪.(164‬‬

‫‪‬‬

‫من حّرض بإحدى طرق العلنّية على كراهية نظام الحكم أو الزدراء به )المادة‬ ‫‪(165‬‬

‫‪‬‬

‫ث دعايات مثيرة إذا كان من شأن ذلك اضطراب‬ ‫من أذاع عمدا أخبارا أو بيانات‪ ،‬أو ب ّ‬ ‫المن‪ ،‬أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة‪ .‬ويعاقب بذات العقوبة من حاز بالذات أو‬ ‫بالواسطة أو أحرز محررا أو مطبوعا يتضمن شيئا من ذلك‪ ،‬أو حاز أّية وسيلة من‬ ‫وسائل الطبع أو التسجيل أو العلنية مخصصة ولو بصفة وقتية لطبع أو تسجيل أو‬ ‫إذاعة شئ مما ذكر )المادة ‪.(168‬‬

‫‪‬‬

‫من حّرض غيره بإحدى طرق العلنية على عدم النقياد للقوانين‪ ،‬أو حسن أمرا يعد‬ ‫جريمة )المادة ‪.(174‬‬

‫‪‬‬

‫من اشترك في تجمهر في مكان عام مؤلف من خمسة أشخاص على القل‪ ،‬الغرض‬ ‫منه ارتكاب جرائم‪ ،‬أو العمال المسهلة لها أو الخلل بالمن العام ولو كان ذلك‬ ‫لغرض مشروع )المادة ‪.(178‬‬

‫‪‬‬

‫من أهان بإحدى طرق العلنية المجلس الوطني أو غيره من الهيئات النظامية أو‬ ‫الجيش أو المحاكم أو السلطات أو المصالح العامة )المادة ‪.(216‬‬

‫‪97‬‬


‫‪71‬‬

‫ثامنا‪ -‬قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم )‪ (47‬للعام ‪2002‬‬

‫بالضافة إلى مواد أمن الدولة من قانون العقوبات لعام ‪ ،1976‬كان قانون المطبوعات‬ ‫والنشر الصادر بمرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ ،1979‬هو الوسيلة القانونية التي قيدت بها‬ ‫ل البرلمان عام ‪1975‬‬ ‫السلطة في البحرين حرّية الصحافة والنشر في العهد السابق‪ ،‬منذ ح ّ‬ ‫وحتى تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة للحكم عام ‪ .1999‬وفيما ل يزال قانون‬ ‫العقوبات لعام ‪ 1976‬نافذا‪ ،‬فقد أصدرت الحكومة قانونا جديدا لتنظيم الصحافة والطباعة‬ ‫والنشر‪ ،‬وهو القانون الصادر بالمرسوم بقانون رقم )‪ (47‬لسنة ‪2002‬م‪ .‬وقد واجه هذا‬ ‫قانون معارضة شديدة من قبل الصحافيين والناشطين في مجال حقوق النسان‪ ،‬ولذلك فهناك‬ ‫حاليا مشروع بديل مقّدم من مجلس الشورى‪ ،‬وكذلك هناك مشروع تعديلت مقّدم من‬ ‫الحكومة نفسها‪ .‬ورغم شبهة عدم الدستورية التي لحقت بهذا القانون إذ صدر بمرسوم بقانون‬ ‫قبل حل انعقاد البرلمان‪ ،‬فإن ذلك المرسوم ظل نافذا‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك القانون أحيل اثنان من رؤساء تحرير الصحف وعدد كبير من‬ ‫الصحافيين إلى أروقة المحاكم‪ ،‬إضافة إلى منع بعض الكتب والمجلت من التداول‪ ،‬والتلويح‬ ‫بإيقاف نشرات بعض الجمعّيات السياسية‪ .‬وهناك طعون دستورية في القانون قدمت بناء‬ ‫على طلب تقّدم به محامون في قضايا مرفوعة أمام المحاكم ضد الصحافة‪.‬‬ ‫* نظرة عامة حول قانون الصحافة والنشر‪:‬‬ ‫جاء بنص المادة الولى من المرسوم بقانون )‪ (47‬لسنة ‪2002‬م بشأن تنظيم الصحافة‬ ‫ق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرها‬ ‫ل إنسان ح ّ‬ ‫ن " لك ّ‬ ‫والطباعة والنشر أ ّ‬ ‫وفقا للشروط والوضاع المبينة في هذا القانون‪ ،‬وذلك كّله دون المساس بأسس العقيدة‬ ‫السلمية ووحدة الشعب وبما ل يثير الفرقة والطائفية" ‪ ،‬وبقراءة سريعة لهذه المادة نجدها‬ ‫ن إدراج النص المذكور‬ ‫جاءت مطابقة تماما لنص المادة )‪ (23‬من الدستور‪ ،‬ول مراء في أ ّ‬ ‫في دستور ‪ ،2002‬وفي قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر الجديد‪ ،‬كان الغرض منه‬ ‫وضع قيد على سبيل الحتياط‪ ،‬لمجابهة ما قد تفجره حرّية الرأي والتعبير النسبية المتاحة في‬ ‫ن الصحافة الحّرة هي التي تدل على‬ ‫فترة النفراج المني الراهنة‪ ،‬وغير خاف على أ ّ‬ ‫مواطن الظلم والفساد والستبداد طلبا لتقويم الوضاع وتحقيق العدالة‪.‬‬ ‫ن تضمين هذا القانون ضوابط لممارسة حرية التعبير ليست مرفوضة من حيث‬ ‫إّ‬ ‫المبدأ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ومن منطلق احترام حرّية العقيدة والديان ألزم القانون في المادة )‬ ‫‪ (38‬الصحفيين بالمتناع عن النحياز إلى الدعوات التي تنطوي على ازدراء الديان أو‬ ‫الدعوة إلى كراهيتها أو الطعن في إيمان الخرين أو ترويج التمييز أو الحتقار لرأي طائفة‬ ‫من طوائف المجتمع‪ ،‬واعتبر القانون التعرض لدين الدولة الرسمي في مقوماته وأركانه‬ ‫لأّ‬ ‫ن‬ ‫بالساءة‪ ،‬جريمة يعاقب عليها )المادة ‪ /68‬صحافة(‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية ما سبق‪ ،‬إ ّ‬

‫‪- 71‬‬

‫مؤسسة انترنيوز ومركز حماية وحرية الصحافيين‪ ،‬أصوات مخنوقة‪ :‬دراسة في التشريعات العلمية العربية‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫المبالغة في تلك الضوابط أو القيود يجعل القانون خاويا من مضمونه‪ ،‬ومفرغا من الحريات‬ ‫التي أتى على ذكرها‪.‬‬ ‫وجاء القانون في بابه الثاني بشأن الطباعة والنشر‪ ،‬وبالتحديد الفصل الول من ذلك‬ ‫الباب بشأن تنظيم المطابع‪ ،‬بعدد من الموانع والمحظورات على أصحاب المطابع وعلى من‬ ‫ن الخطورة الحقيقية تتمثل في المادة )‪ (12‬وما تلها من مواد‬ ‫لأّ‬ ‫يرغب في إنشاء مطبعة‪ ،‬إ ّ‬ ‫والتي تجعل من عملية الطبع والنشر عملية مستحيلة إذا ما تعارضت آراء ذلك المطبوع مع‬ ‫وجهة النظر الرسمية‪ ،‬إذ يلزم الحصول على إذن كتابي من الدارة لطباعة أي مطبوع‪،‬‬ ‫سواء كان ذلك لهيئة أو جهة أو فرد محلي أو أجنبي وفقا لنص المادة )‪ ،(13‬تأكيدا للغرض‬ ‫الرئيسي من هذا القانون والمتمثل في تكميم الفواه ومنع نشر الحقائق أو وضع ما أمكن من‬ ‫الصعوبات والمعوقات‪.‬‬ ‫وجاءت المادة )‪ (16‬من هذا المرسوم بقانون لتبالغ في عقاب من يخالف أحكامه‬ ‫وتشّدد العقوبة إلى حّد يصل إلى الحبس لمدة ثلثة أشهر‪ ،‬وهو عقاب قد ل يرتقي إليه عقاب‬ ‫مرتكبي بعض الجرائم المنصوص عليها بقانون العقوبات‪ .‬ولم يكن نصيب تداول‬ ‫ل من تلك المطبقة على الطباعة والنشر‪ ،‬إن لم تكن أشّد‬ ‫المطبوعات من الحواجز والعقبات أق ّ‬ ‫ص المادة )‪ (17‬تداول أي مطبوع دون أن يحصل على ذلك‬ ‫منها‪ ،‬فقد منع القانون بموجب ن ّ‬ ‫ن عقوبة مخالفة مواد هذا الفصل جاءت‬ ‫الذن الكتابي المنصوص عليه في المادة )‪ ،(12‬بل أ ّ‬ ‫أشّد من مخالفة مواد فصل الطباعة والنشر‪ ،‬إذ رفعت المادة )‪ (22‬عقوبة مخالفة الحكام‬ ‫الواردة في هذا الفصل إلى الحبس لمدة سنة كاملة‪.‬‬ ‫أّما الفصل الخير في الباب الثاني فهو الفصل المعيق والسيف المسلط على الفلم‬ ‫السينمائية والمطبوعات المسجلة‪ .‬فالمادة )‪ (24‬تقضي بتشكيل لجنة وزارية تختص بمراقبة‬ ‫الفلم السينمائية وما في حكمها وكذا المطبوعات المسجلة المحالة لها من الدارة من‬ ‫النواحي السياسية والجتماعية والصحّية والخلقّية والدينّية‪.‬‬ ‫ووفقا للمادة )‪ (23‬ل يجوز عرض أي فلم أو إشارة إلى فلم أو إعلن تجاري بصورة‬ ‫سينمائية في دور السينما دون الترخيص المسبق من لجنة المراقبة‪ .‬وللجنة وفقا للمادة )‪(25‬‬ ‫أن تحذف من الفلم المشاهد التي ترى فيها إخلل بمقومات الدولة أو المجتمع أو الدين أو‬ ‫الخلق أو الداب‪ .‬وتمنح اللجنة الترخيص للفلم خلل ‪ 15‬يوما‪ .‬ويعتبر الطلب مرفوضا‬ ‫بمضي المدة دون البت في الطلب‪ .‬ولمن رفض طلبه الطعن أمام المحكمة الكبرى المدنية‪.‬‬ ‫ل مخالف للحكام المتعلقة بمراقبة الفلم السينمائية‬ ‫نكّ‬ ‫ووفقا للمادة )‪ (26‬فإ ّ‬ ‫والمطبوعات المسجلة تكون عقوبتها بغرامة ل تقل عن خمسمائة دينار‪ ،‬مع جواز الحكم‬ ‫بغلق دار السينما أو المكتبة لمدة ل تتجاوز ثلثين يوما ومصادرة الفلم او المطبوعات‬ ‫ذات العلقة‪.‬‬ ‫ن الباب الثالث حول تنظيم الصحافة تضّمن عددًا من المواد التي تشّدد على‬ ‫ومع أ ّ‬ ‫الدفاع عن حرّية الصحافة وتحصينها ضد الجراءات المتعسفة )م ‪) ،(27‬م ‪ (28‬كما تهدف‬ ‫ل للقانون )م ‪ (29‬وأن ل يكون‬ ‫إلى تحصين وحماية الصحفي وعدم خضوعه في عمله إ ّ‬ ‫‪99‬‬


‫عمل الصحفي سببا للمساس بأمنه )م ‪ ،(30‬لكن الواقع يبدو مختلفا وفي هذا المقام يثار‬ ‫السؤال بشأن القضايا المتزايدة المرفوعة ضد صحافيين‪.‬‬ ‫ق الصحفي في الحصول على المعلومات‪ ،‬وعلى‬ ‫ثم جاءت المادة )‪ (31‬للتحّدث عن ح ّ‬ ‫ق ذلك‬ ‫حظر وضع القيود التي تعوق تدفق المعلومات عن الصحفي )م ‪ (32‬وكذلك ح ّ‬ ‫ن الممارسة العملية‬ ‫الصحفي في حضور المؤتمرات والجتماعات العاّمة )م ‪ ،(33‬على أ ّ‬ ‫تشهد على غير ذلك‪.‬‬ ‫ن بعضا من نصوص ذات الباب تحدثت عن بعض الضمانات والحماية‬ ‫وجدير بالذكر أ ّ‬ ‫للصحفي ومهنة الصحافة إذ ساوت المادة )‪ (34‬الصحفي بالموظف العام في الحماية‬ ‫والضمانات‪ .‬والمادة )‪ (35‬تبين طبيعة العلقة بين الصحفي والجريدة التي يعمل بها وتؤّكد‬ ‫على ضرورة عدم إخضاع الصحفي لشروط عمل تخالف قانون العمل بالقطاع الهلي‪ ،‬كما‬ ‫ألزمت المادة )‪ (36‬جهة عمل الصحفي إخطار جمعية الصحفيين بقرار فصل الصحفي‬ ‫ل النزاع ودّيا‪.‬‬ ‫وسببه لمحاولة ح ّ‬ ‫وأتت المواد من )‪ (37‬حتى )‪ (39‬للحديث على المبادئ العاّمة والمثل العليا والخلقية‬ ‫الواجب تمتع الصحفي بها وانتهاجها كاللتزام بمبادئ الدستور وعدم النحياز أو الدعوة‬ ‫للعنصرية والمتناع عن التعرض للحياة الخاصة للفراد‪.‬‬ ‫أّما المادة )‪ (40‬فقد منعت الصحف من تداول أخبار سلطات التحقيق أو المحاكمة بما‬ ‫ن صياغة المادة بهذه الطريقة تفتح مجال واسعًا‬ ‫لأّ‬ ‫يؤثر على صالح تلك الجراءات‪ ،‬إ ّ‬ ‫للتعسف لصعوبة تحديد ما يؤثر وما ل يؤثر على سير وصالح إجراءات التحقيق والمحاكمة‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث في تقديم رئيس تحرير جريدة الوسط وأحد الصحفيين بها إلى المحاكمة‪.‬‬ ‫وكذلك عمدت النيابة العاّمة إلى منع الصحافة ونشطاء حقوق النسان من نشر أّية معلومات‬ ‫تتعلق بالتحقيق في قضية ما سمي بالخلية التخريبية‪ ،‬وزاد قرار وزارة العلم على ذلك منع‬ ‫أّية أخبار أو تعليقات تتصل بتلك القضية‪ .‬ثم بالغت المادة )‪ (41‬في تشديدها عقوبة قبول‬ ‫صة إذا كانت من جهة أجنبية‪ ،‬ولعّله كان أجدر بالمشرع‬ ‫الصحف والصحفيين للتبرعات وخا ّ‬ ‫أن يضع ضوابط لذلك‪.‬‬ ‫أّما المادة )‪ (42‬فعلي الرغم من عدم الختلف حول ضرورة حماية المبادئ المشمولة‬ ‫بها أي قيم المجتمع الساسّية ومبادئه والداب العامة وكذلك رسالة مهنة الصحافة وأهدافها‪،‬‬ ‫ن يبدو من الضروري وضع تعريفات واضحة ومحددة لتلك المبادئ السامية‪ ،‬لحمايتها‬ ‫لأّ‬ ‫إّ‬ ‫من أّية تفسيرات منحرفه ترمي إلى المساس بحرية الرأي والتعبير‪.‬‬ ‫وخلصة ما سبق فإن قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر الصادر بالمرسوم‬ ‫بقانون رقم )‪ (24‬لسنة ‪2002‬م‪ ،‬قد تضمنت بعض نصوصه قيودا على الحريات المرتبطة‬ ‫بالعلم بشكل صارخ يتعارض مع المعايير الدولية‪ ،‬أّما النصوص الخرى والتي تحسب‬ ‫لصالح العاملين في هذا الحقل وتؤكد على ضمانات مهّمة ورئيسية لهم فإّنها في الحقيقة غير‬ ‫مطبقة واقعيا‪ ،‬وذلك بسبب وجود منظومة القوانين المتشددة الخرى مثل قانون العقوبات‪،‬‬

‫‪100‬‬


‫وبسبب عدم استقللية القضاء‪ ،‬وعدم توافر وسائل الحماية الفاعلة‪ ،‬وبسبب الهيمنة المطلقة‬ ‫للسلطة التنفيذية على مؤسسات الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫تاسعا‪ -‬قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‬ ‫تقدمت حكومة البحرين بمشروع بقانون بشأن الجتماعات العاّمة والمسيرات إلى‬ ‫مجلسي الشورى والنواب‪ ،‬ورغم اعتراضات منظمات حقوق النسان المحلية ومطالبة‬ ‫منظمة العفو الدولية بعدم إقرار القانون‪ ،‬ورغم رفض الجمعيات السياسية المعارضة للقانون‬ ‫وذلك "لما يحتويه من تضييق على حرّية التجمع وإبداء الرأي ويعطي صلحيات واسعة‬ ‫لوزير الداخلية وموظفيه في التدخل في حركة التظاهرات والمسيرات بما يتناقض مع جوهر‬ ‫ق الدستوري في التظاهر والحرية"‪ ،72‬فقد وافق المجلسان على المشروع في مايو‪ /‬يوليو‬ ‫الح ّ‬ ‫‪ ،2006‬كما صّدق عليه الملك وأصدره ليكون بديل عن المرسوم بقانون رقم )‪ (18‬لسنة‬ ‫‪ 1973‬بشأن الجتماعات العاّمة والمواكب والتجمعات‪.‬‬ ‫قراءة في مشروع قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‪:73‬‬ ‫ص عليه العلن‬ ‫جاء دستور البحرين بشأن حرّية التجمعات السلمية متماشيا مع ما ن ّ‬ ‫العالمي لحقوق النسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬إذ نصت المادة )‬ ‫ن‪:‬‬ ‫‪ (28‬من هذا الدستور على أ ّ‬ ‫ص دون حاجة إلى إذن أو إخطار سابق‪ ،‬ول يجوز لحد‬ ‫ق الجتماع الخا ّ‬ ‫أ‪ -‬للفراد ح ّ‬ ‫من قوات المن العام حضور اجتماعاتهم الخاصة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الجتماعات العاّمة والمواكب والتجمعات مباحة وفقا للشروط والوضاع التي يبينها‬ ‫القانون على أن تكون أغراض الجتماع ووسائله سلمية ول تنافي الداب العامة‪.‬‬ ‫ق في التجمع السلمي‬ ‫ويتبين من هذا النص الدستوري أن الساس الذي يقوم عليه الح ّ‬ ‫ص عليها القانون‪،‬‬ ‫هو إباحة عقد الجتماعات‪ ،‬وعدم وضع القيود عليها سوى تلك التي ين ّ‬ ‫ق حسبما تقضي به المادة )‪ (31‬من الدستور‪،‬‬ ‫ودون أن ينال هذا القانون من جوهر هذا الح ّ‬ ‫ن تكون أغراض ووسائل هذه الجتماعات سلمية ول تنافي الداب العامة‪.‬‬ ‫وأ ّ‬ ‫ن مشروع بقانون الجتماعات‬ ‫وإذا كان الحق في التجمع السلمي على نحو ما رأينا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫العاّمة المقدم من الحكومة والذي أقره مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الحد الموافق‬ ‫‪ 31‬أكتوبر‪ /‬تشرين الول‪ 2004 ،‬ل ينسجم مع المعايير الدولية "العلن العالمي لحقوق‬ ‫النسان‪ ،‬والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" ويخالف أحكام الدستور وعلى‬ ‫وجه التحديد حكم المادتين )‪.(31) ،(28‬‬ ‫ن العبارة الواردة في الفقرة ب من المادة)‪ (28‬المشار إليها "وفقا للشروط‬ ‫ويبدو أ ّ‬ ‫والوضاع التي يبينها القانون" أعطت مشروع الحكومة الفرصة كي يسلب جوهر‬ ‫ق هي الطلق‬ ‫ومضمون حق التجمع السلمي‪ ،‬فبدل من أن تكون القاعدة في حرية هذا الح ّ‬ ‫‪ - 72‬أخبار الخليج‪ 20 ،‬مايو‬

‫‪.2006‬‬

‫‪ - 73‬المحامي حسن إسماعيل‪ ،‬جريدة الوسط البحرينية‪ 14 – 13 ،‬ديسمبر ‪2004‬‬

‫‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫والباحة‪ ،‬والتقييد هو الستثناء‪ ،‬حدث العكس‪ ،‬فعصفت جميع نصوصه بجوهر الح ّ‬ ‫ق‬ ‫وجعلت من ممارسته جريمة‪ ،‬وقيدته بعدة قيود هي ‪:‬‬ ‫أوًل – قيود التجمع السلمي والتظاهر‪:‬‬ ‫ن الجتماعات العاّمة مباحة‪ ،‬وان‬ ‫ص على أ ّ‬ ‫على رغم من أن المادة )‪ (1‬من القانون تن ّ‬ ‫ق المواطنين وحدهم في إقامة المسيرات والمظاهرات والتجمعات‬ ‫المادة )‪ (15‬تؤّكد على ح ّ‬ ‫ن نصوص القانون الخرى حولت هذه الباحة إلى تحريم‪،‬‬ ‫لأّ‬ ‫التي تتم لغرض سياسي‪ ،‬إ ّ‬ ‫ق التجمع و حرّية التظاهر من دون ترخيص جريمة‪ ،‬وأعطت‬ ‫وجعلت من ممارسة ح ّ‬ ‫ص عليها‪ ،‬فالمحافظ له طبقا‬ ‫المحافظ صلحيات واسعة لم يكن حتى مرسوم بقانون ‪ 1973‬ن ّ‬ ‫لهذا القانون ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحديد مفهوم الجتماع العام‬ ‫ن يعّرف مشروع الحكومة في الفقرة الولى من المادة الثانية الجتماع العام على‬ ‫بعد أ ّ‬ ‫ص‪ ،‬يحضره أو يستطيع حضوره أشخاص لم‬ ‫ل اجتماع يعقد في مكان عاّم أو خا ّ‬ ‫أّنه "ك ّ‬ ‫توجه إليهم دعوة شخصية‪ ،‬لمناقشة موضوع أو موضوعات عاّمة‪ ،‬أو أّية أمور أو مطالبات‬ ‫تتعلق بفئات معينة" تأتي الفقرة الثانية من المادة ذاتها لتعطي المحافظ سلطة اعتبار الجتماع‬ ‫اجتماعا عاما بسبب ‪:‬‬ ‫ موضوع الجتماع‪.‬‬‫ عدد الدعوات الموجهة لحضوره أو طريقة توزيعها‪.‬‬‫ أي ظرف آخر ليس له الصفة الحقيقية الصحيحة لجتماع خاص‪.‬‬‫وفي هذه الحالت على المحافظ أن يخطر الداعي إلى الجتماع أو المنظم له تنفيذ‬ ‫الواجبات التي يفرضها القانون‪.‬‬ ‫ص سلطة تقديرّية لما يعتبر‬ ‫ن المحافظ له بموجب الفقرة الثانية من هذا الن ّ‬ ‫معنى ذلك أ ّ‬ ‫ص اجتماعًا عامًا تنطبق عليه‬ ‫ل اجتماع خا ّ‬ ‫من الجتماعات العاّمة إذ يمكنه أن يجعل من ك ّ‬ ‫أحكام هذا القانون وتحت مبررات عاّمة غامضة وضبابية فما هو المقصود مثل "بسبب أي‬ ‫ص نكاد ل نجد معنى للجتماع الخاص ويكون اشتراط هذا القانون‬ ‫ظرف آخر"‪ ،‬وبهذا الن ّ‬ ‫كي يكون الجتماع اجتماعا عاما أن يناقش موضوعا عاما ل قيمة له‪ ،‬طالما أن للمحافظ‬ ‫مكنة اعتبار الجتماع بسبب موضوعه اجتماعا عاما أي حتى وإن كان يناقش موضوعا‬ ‫صا‪.‬‬ ‫خا ّ‬ ‫ن قانون الجتماعات العاّمة الردني رقم )‪ (45‬لسنة ‪2004‬‬ ‫وتجدر الشارة هنا إلى أ ّ‬ ‫عّرف الجتماع بأّنه "الجتماع الذي يتم عقدة لبحث أمر ذي طابع عام"‪ .‬كما عّرفه القانون‬ ‫ل اجتماع عام دعي إليه خمسون شخصا على‬ ‫الفلسطيني رقم )‪ (12‬لسنة ‪ 1998‬على أّنه "ك ّ‬ ‫القل في مكان عام مكشوف ويشمل ذلك الساحات العاّمة والميادين‪ ،‬والملعب‪ ،‬والمتنزهات‬ ‫وما شابه ذلك"‪ .‬ويعتبر القانون القطري رقم )‪ (18‬لسنة ‪ 2004‬الجتماع العام على أّنه "ك ّ‬ ‫ل‬ ‫‪103‬‬


‫اجتماع يشارك فيه أو يتوقع أن يشارك فيه أكثر من عشرين شخصا أو تكون المشاركة فيه‬ ‫صة ويعقد في مكان خاص أو عام غير الطرق والميادين العاّمة وذلك لمناقشة‬ ‫دون دعوة خا ّ‬ ‫موضوع أو موضوعات عاّمة"‪.‬‬ ‫‪ -2‬ترخيص التجمع السلمي‪:‬‬ ‫لم يكتف مشروع الحكومة بأخطار الجهة الدارية بعقد الجتماع العام أو بتنظيم‬ ‫المسيرة أو المظاهرة أو التجمع‪ ،‬بل منع تنظيم أو عقد الجتماع العام‪ ،‬أو الدعوة إليه أو‬ ‫العلن عنه أو نشر أو إذاعة أنباء بشأنه قبل الحصول على ترخيص من المحافظ الذي‬ ‫سيعقد الجتماع في دائرة اختصاصه‪" ،‬وذلك طبقا لنص المادة )‪ (5‬والتي تسري أحكامها‬ ‫على المسيرة والمظاهرة والتجمع" ويستثنى من ذلك أي ل يعتبر اجتماعا عاما ما يلي ‪:‬‬ ‫ الجتماعات الدينية المحضة التي تتم في دور العبادة‪.‬‬‫ الجتماعات التي تنظمها أو تدعو إليها الجهات الحكومية المختصة‪.‬‬‫صة المعترف بها لعضائها "كالنقابات‪،‬‬ ‫ الجتماعات التي تعقدها الهيئات الخا ّ‬‫صة‪ ،‬والشركات‬ ‫والجمعيات‪ ،‬والندية والهيئات الرياضية‪ ،‬واتحادات هذه الهيئات الخا ّ‬ ‫التجارية‪ ،‬وذلك إذا كان الغرض من الجتماع مناقشة المسائل الداخلة في‬ ‫اختصاصاتها طبقا لنظمتها الساسية‪ ،‬ويسقط الستثناء إذا تطرقت هذه الجتماعات‬ ‫إلى مناقشة موضوعات خارجة عن النطاق السابق‪ ،‬فتعتبر اجتماعات عاّمة وتسري‬ ‫عليها أحكام القانون )م ‪.(4‬‬ ‫وللمحافظ حسب حكم المادة )‪ (9‬رفض طلب الترخيص بعقد أي اجتماع عام إذا كان‬ ‫من شأنه الخلل بالمن أو النظام العام أو حسن الداب‪ .‬وتسري أحكام هذه المواد )‪ (4‬و)‬ ‫ن المادة )‪ (18‬من هذا القانون تعطي‬ ‫‪ (5‬و)‪ (9‬على المسيرة والمظاهرة والتجمع‪ ،‬بل إ ّ‬ ‫المحافظ في أي وقت أن يعّدل خط سير المظاهرة أو المسيرة أو مكان التجمع إذا كان من‬ ‫شأنه الخلل بالمن والنظام العام أو إعاقة حركة المرور‪.‬‬ ‫واضح من مجموع النصوص القانونية المشار إليها والتي اشتمل عليها مشروع قانون‬ ‫الحكومة أّنها تتضمن أحكاما تشكل انتهاكا صارخا للحقوق والحريات والضمانات التي‬ ‫ق التجمع السلمي‬ ‫نح ّ‬ ‫حرص دستور ‪ 2002‬على تأكيدها‪ ،‬وتشكل خروجا عن الصل في أ ّ‬ ‫بما فيه تنظيم المظاهرة بل في سائر الحقوق والحريات هو الباحة‪ ،‬إذ ل يتطلب للقيام بها‬ ‫ص الدستور على إباحتها‪ ،‬وللخروج عن هذا الصل‬ ‫صة‪ ،‬ون ّ‬ ‫موافقة مسبقة من الجهة المخت ّ‬ ‫ن أي‬ ‫يقتضي النص الصريح عليه في الدستور‪ ،‬وهو ما لم يفعله المشرع الدستوري‪ ،‬لذلك فإ ّ‬ ‫اشتراط ينص عليه القانون‪ -‬بأّية طريقة وتحت أّية ذريعة يقضي بضرورة موافقة السلطة‬ ‫التنفيذية على الجتماع قبل عقده أو على المظاهرة قبل إقامتها‪ -‬يعّد اعتداء على حرية‬ ‫الفراد في التجمع السلمي ويكون مشوبا بعدم الدستورية‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫ق شأنه‬ ‫ن هذا الح ّ‬ ‫لأّ‬ ‫ق الجتماع والتظاهر إ ّ‬ ‫ن المبدأ العام هو حرّية ح ّ‬ ‫وعلى رغم من أ ّ‬ ‫ص القانون على بعض القيود بشرط أن ل‬ ‫شأن بقية الحقوق ليس حقا مطلقا‪ ،‬إذ يمكن أن ين ّ‬ ‫صة بعقد الجتماع‪ ،‬أو إقامة المسيرة أو‬ ‫ق كإخطار السلطة الدارّية المخت ّ‬ ‫تمس جوهر الح ّ‬ ‫ق من دون انتهاك حقوق وحريات الخرين‪،‬‬ ‫المظاهرة أو التجمع‪ ،‬أو وجوب ممارسة هذا الح ّ‬ ‫صة‪ ،‬وحظر الدعوة‬ ‫وأن يكون طابعه سلميا‪ ،‬وعدم العتداء على الممتلكات العاّمة أو الخا ّ‬ ‫إلى الكراهية أو رفع شعارات طائفية أو أي شكل من أشكال التفرقة ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬سلطات قوات المن على التجمعات السلمية‪:‬‬ ‫يمنح القانون الشرطة والدارة بشكل عام الكثير من السلطات‪ ،‬كسلطة منع‬ ‫ص على أّنه‬ ‫الجتماعات‪ ،‬سلطة حضورها‪ ،‬سلطة فضها‪ :‬فالمادة )‪ (5‬الفقرة الثانية منها تن ّ‬ ‫ض أي اجتماع غير مرخص به"‪ .‬كما تنص المادة )‪ (13‬على‬ ‫"لقوات المن العام منع أو ف ّ‬ ‫ق حضور الجتماعات العاّمة‪ ،‬وذلك للمحافظة على المن‬ ‫أّنه "لقوات المن العام دائما ح ّ‬ ‫والنظام العام‪ ،‬ولهم أن يختاروا المكان الملئم لهم في الجتماع بشرط أن يكون بعيدا عن‬ ‫مكان المتحدث"‪.‬‬ ‫ض الجتماع العام بما يلي ‪:‬‬ ‫وتحدد المادة )‪ (14‬لقوات المن حالت ف ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫إذا طلبت منهم لجنة النظام المنصوص عليها في المادة )‪.(10‬‬ ‫إذا خرج الجتماع عن موضوعه أو الغرض المبين في طلب الترخيص‪.‬‬ ‫إذا كان من شأن استمراره الخلل بالمن أو النظام العام أو الداب‪.‬‬ ‫إذا وقعت أثناء الجتماع أو بسببه جريمة من الجرائم التي ينص عليها هذا القانون أو‬ ‫قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪.‬‬ ‫وتسري أحكام هذه المواد على المسيرة والمظاهرة والتجمع‪.‬‬

‫ن نصوص القانون المذكورة تفتح الباب على مصراعيه لقوات المن للتدخل‬ ‫واضح أ ّ‬ ‫ض الجتماع أو المسيرة أو التجمع بحسب رأيها ومزاجها‪ ،‬من دون تحديد واضح‬ ‫لف ّ‬ ‫للمقصود بخروج الجتماع عن موضوعه‪ ،‬أو المقصود بالمن أو النظام العام‪ ،‬ولم تحّدد هذه‬ ‫النصوص اللية التي يتعين أن يتبعها رجال المن لفض الجتماع‪ ،‬فضل عن ذلك فإّنها‬ ‫تحتوي على الكثير من المفردات والمصطلحات التي تتصف بالضبابية والغموض والتي‬ ‫تحتمل أكثر من تفسير وتأويل‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬عقوبات التجمع السلمي‪:‬‬ ‫حين تقرأ العقوبات التي اشتمل عليها قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات والتجمعات‬ ‫كأّنك تقرأ بابا من أبواب قانون العقوبات‪ ،‬إذ يتضمن ‪ 10‬نصوص عقابية تعادل نصف‬ ‫ق التجمع والتظاهر "وهي ‪ 20‬نصا"‪ .‬هذه العقوبات‬ ‫نصوص القوانين الخرى التي تنظم ح ّ‬ ‫هي ‪:‬‬

‫‪105‬‬


‫ل من دعا‬ ‫• عقوبة الدعوة أو التنظيم للجتماع العام أو المسيرة من دون ترخيص‪ :‬ك ّ‬ ‫ل من‬ ‫أو نظم أو عقد اجتماعا عاّما أو مسيرة أو مظاهرة أو تجمعا غير مرخص به‪ ،‬وك ّ‬ ‫ضه مجرم يعاقب بالحبس مدة ل تزيد على‬ ‫استمر في ذلك على رغم صدور المر بف ّ‬ ‫سنتين والغرامة التي ل تتجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫• عقوبة العلن ونشر الدعوة على رغم العلم بعدم الترخيص‪ :‬ل تزيد على سنة‬ ‫ل من أعلن أو نشر‬ ‫والغرامة التي ل تتجاوز خمسمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين لك ّ‬ ‫بأية وسيلة من وسائل النشر الدعوة إلى اجتماع عام أو مسيرة على رغم علمه بعدم‬ ‫الحصول على الترخيص‪.‬‬ ‫• عقوبة الشروع في ارتكاب الجريمة‪ :‬الحبس مدة ل تزيد عن ‪ 6‬أشهر وبالغرامة التي‬ ‫ل من شرع في ارتكاب الجريمة المشار إليها في‬ ‫ل تتجاوز ‪ 500‬دينار أو بإحداهما لك ّ‬ ‫البند الول‪.‬‬ ‫• عقوبة سوء النّية في الحصول على ترخيص‪ 4 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار أو‬ ‫ل من توصل بسوء نية إلى الحصول على ترخيص أو بناء على تقديم بيانات‬ ‫إحداهما لك ّ‬ ‫كاذبة أو معلومات مضللة أو بإخفاء وقائع جوهرية كان من شأنها التأثير في تقدير‬ ‫السلطة المختصة بإصدار الترخيص )المادة ‪.(23‬‬ ‫• عقوبة الشتراك على رغم تحذيرات المن‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار أو‬ ‫ل من اشترك على رغم تحذيرات المن العام له في اجتماع عام أو مسيرة أو‬ ‫إحداهما لك ّ‬ ‫مظاهرة من دون ترخيص )مادة ‪.(24‬‬ ‫• عقوبة الشتراك في غير الزمان والمكان المحددين ‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪ 500‬دينار‬ ‫ل من اشترك في اجتماع عام أو مسيرة في غير الزمان‬ ‫أو إحدى هاتين العقوبتين لك ّ‬ ‫والمكان المحددين )مادة ‪.(24‬‬ ‫• عقوبة عدم الستجابة لمر تعديل خط سير المسيرة ‪ 6 :‬أشهر والغرامة ‪500‬‬ ‫ل من لم يستجب للمر الصادر بتعديل خط سير المسيرة أو المظاهرة أو‬ ‫دينار‪ ،‬لك ّ‬ ‫التجمع‪.‬‬ ‫ض‪ 6 :‬أشهر والغرامة‬ ‫• عقوبة الستمرار في الشتراك على رغم صدور المر بالف ّ‬ ‫ل من اشترك في اجتماع عام أو مسيرة أو مظاهرة على رغم صدور المر‬ ‫‪ 500‬دينار لك ّ‬ ‫ضه‪.‬‬ ‫بف ّ‬ ‫ل من اشترك في‬ ‫• عقوبة حمل السلح‪ :‬سنة والغرامة ‪ 500‬دينار أو إحداهما لك ّ‬ ‫اجتماع عام أو مسيرة أو مظاهرة أو تجمع وهو يحمل سلحا ظاهرا أو مخبئا ولو كان‬ ‫مرخصا به‪.‬‬ ‫• عقوبة مضاعفة لكّل من استعمل مركبة في مسيرة من دون إذن خاص‪ :‬أجازت‬ ‫ل من استعمل مركبة في‬ ‫المادة )‪ (20‬من مشروع بقانون الحكومة لقوات المن معاقبة ك ّ‬ ‫‪106‬‬


‫مسيرة أو مظاهرة أو تجمع من دون إذن خاص من وزير الداخلية بسحب رخصة القيادة‬ ‫إداريا وشهادة تسجيل المركبة ولوحتها المعدنية ورخصتها لمدة ل تزيد عن ثلثين يوما‪،‬‬ ‫في حال ارتكاب ذات المخالفة خلل سنة‪ ،‬وتكون العقوبة سحب الرخصة لمدة ل تزيد‬ ‫عن ستين يوما وجوبية بالنسبة لسحب شهادة التسجيل وللوحة المعدنية لمدة ثلثة أشهر‪.‬‬ ‫ص المادة )‪ (26‬بالحبس مّدة ل تزيد عن ‪ 4‬أشهر‬ ‫فضل عن ذلك‪ ،‬فإّنه يعاقب طبقا لن ّ‬ ‫والغرامة التي ل تتجاوز ‪ 500‬دينار‪.‬‬ ‫• عقوبة الحبس والغرامة إلى أعضاء مجلس إدارة الشخص العتباري أو القائمين‬ ‫على إدارته‪ :‬يعاقب مشروع قانون الحكومة في المادة )‪ (27‬أعضاء مجلس إدارة أو‬ ‫القائمين على إدارة أّية نقابة أو جمعية أو ناد أو هيئة رياضية أو شركة‪ ،‬بالحبس مّدة ل‬ ‫تزيد عن ‪ 6‬أشهر وبالغرامة التي ل تتجاوز ‪ 500‬دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫ إذا أذنوا بعقد اجتماع عام بمقرها من دون أن يكون مرخصا به‪.‬‬‫ضه بمجرد علمهم بانعقاده‪.‬‬ ‫ إذا لم يطلبوا من قوات المن العام ف ّ‬‫ن الشخص‬ ‫• عقوبة الغرامة والحّل والتصفية للشخص العتباري‪ :‬إضافة لذلك فإ ّ‬ ‫ل عن ألف دينار ول تتجاوز خمسة‬ ‫العتباري في الوقت نفسه يعاقب بالغرامة التي ل تق ّ‬ ‫آلف دينار‪ ،‬إذا ارتكب أّية جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون باستخدام‬ ‫مقره‪ ،‬بل يجوز للمحكمة في حال الدانة حّله أو تصفيته‪.‬‬ ‫ل أحكام هذا القانون‬ ‫ل تخ ّ‬ ‫• تطبيق أّية عقوبة أخرى أشد‪ :‬إذ تنص المادة )‪ (30‬على أ ّ‬ ‫بأّية عقوبة أشّد منصوص عليها في قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪.‬‬ ‫ق التجمعات‬ ‫هكذا يعاقب مشروع الحكومة الناس لمجرد المشاركة في ممارسة ح ّ‬ ‫ق الذي أباحه الدستور‪ ،‬وكفلته المواثيق الدولية‪ ،‬وهكذا‬ ‫السلمية غير المرخصة‪ ،‬وهو الح ّ‬ ‫يضع هذا المشروع أعضاء مجالس إدارات النقابات والجمعيات والندية أو الهيئة الرياضية‬ ‫أو الشركات في مصاف المجرمين إذا سمحوا باجتماع غير مرخص في مقارهم‪ ،‬في حين‬ ‫ن الجتماع ل يحتاج إلى الرخصة‪.‬‬ ‫أّ‬

‫‪107‬‬


‫عاشرًا‪ -‬قانون مكافحة الرهاب‬ ‫قانون طوارئ حسب الطلب‬ ‫أصدر ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة القانون رقم )‪ (58‬لسنة ‪2006‬‬ ‫بشأن حماية المجتمع من العمال الرهابية‪ ،‬وذلك بناء على مسودة قدمتها الحكومة وأقرها‬ ‫مجلسا الشورى والنواب‪ ،‬رغم الضجة والعتراضات الواسعة التي أثارتها المعارضة‬ ‫ومنظمات حقوق النسان المحلية والدولية‪.‬‬ ‫ص المعني بحماية حقوق النسان والحريات الساسية التابع للمم‬ ‫وكان المقرر الخا ّ‬ ‫المتحدة مارتن شينين‪ ،‬قد طالب من الهيئات التشريعية والتنفيذية في البحرين "إعادة النظر"‬ ‫ن القانون قد يضر بحقوق النسان في البلد خصوصا وأ ّ‬ ‫ن‬ ‫في القانون‪ ،‬معربا عن قلقه من أ ّ‬ ‫البحرين عضو في مجلس حقوق النسان الجديد‪ .‬ولخص شينين الجوانب المقلقة في أربع‬ ‫نقاط‪ ،‬الولى هي أن تعريف الرهاب الوارد في مشروع القانون غير محدود وواسع‪،‬‬ ‫وينافي العديد من معاهدات واتفاقيات حقوق النسان‪ .‬والنقطة الثانية هي القيود المفروضة‬ ‫على حرية التجمع حيث ستؤدي إلى تجريم التظاهرات السلمية التي تقوم بها المنظمات‬ ‫المدنية‪ .‬أّما النقطة الثالثة فهي القيود المفروضة على حرية التعبير‪ ،‬والنقطة الرابعة هي أ ّ‬ ‫ن‬ ‫حق المثول للجراءات القضائية لن يكون مكفول بسبب الصلحيات المطلقة الممنوحة‬ ‫للمدعي العام فيما يتعلق بالعتقال دون الرجوع إلى القضاء‪.74‬‬ ‫وفي تقرير مفصل تحت عنوان "قانون لمكافحة الرهاب يهّدد حقوق النسان"‪ 75‬قالت‬ ‫ن بعض مواد القانون تصف الرهاب بدون دقة‬ ‫منظمة العفو الدولية بأّنها‪ " :‬قلقة من أ ّ‬ ‫ملئمة‪ ،‬وذلك ينال من مبدأ المشروعية القانونية ‪ -‬والذي يتطلب بأن يتم صياغة القانون‬ ‫الجنائي بطريقة ملئمة وواضحة ودقيقة بما يسمح للفراد أن يعلموا ما الذي يشكل جريمة‬ ‫– وذلك يشكل خطر تجريم الممارسة السلمية لحرية التعبير وحرية التجمع وحرية التنظيم‪.‬‬ ‫فالمادة )‪ (1‬على سبيل المثال‪ ،‬تتضمن تعبير "تهديد الوحدة الوطنية" كجزء من الهداف‬ ‫الممنوعة باعتبارها أعمال إرهابية‪.‬‬ ‫"لقد أخفقت المادة )‪ (6‬من القانون في تحديد ماذا يمثل مؤسسة أو منظمة إرهابية‪،‬‬ ‫وبدل من ذلك اعتبر القانون أّية منظمة سياسية تعارض الدستور البحريني هي جهة إرهابية‪.‬‬ ‫وقد وصفت هذه المادة وبشكل غير واضح المنظمة الرهابية بأّنها تلك التي تستهدف "إعاقة‬ ‫أيّ مؤسسة حكومية أو سلطة عاّمة من أداء واجباتها" والتي تستهدف "الضرار بالوحدة‬ ‫الوطنية"‪ .‬وذلك قد يضع قيودا على نشاط المعارضة السياسية بل وحتى المدافعين عن‬ ‫حقوق النسان‪.‬‬

‫‪- http://www.unhchr.ch/huricane/huricane.nsf/view01/DFD0DF732FDD5BD7C12571B6003C995C?opendocument‬‬

‫‪74‬‬

‫‪- AI Index: MDE 11/003/2006 (Public), News Service No: 197, 27 July 2006, http://web.amnesty.org/library/Index/ENGMDE110032006?open&of=ENG-2MD.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪108‬‬


‫"وتجرم المادة )‪" (11‬الترويج" للعمال الرهابية وحيازة مطبوعات التي تتضمن‬ ‫ن هذه المادة تقيد‬ ‫ص القانون نفسه‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ذلك‪ .‬وفي ظل التعريف الواسع للعمال الرهابية في ن ّ‬ ‫الحق في حرية التعبير التي كفلها القانون الدولي والتي تتضمن حرية البحث عن مختلف‬ ‫أنواع المعلومات والحصول عليها ونشرها ‪.‬‬ ‫"أّما المادة )‪ (27‬فإّنها تسمح بالعتقال المبالغ فيه بدون مراجعة قضائّية‪ .‬وتعطي‬ ‫صلحّية تمديد العتقال لوكيل النيابة وهو ل يمثل سلطة قضائّية ويفتقد الستقللية لتوفير‬ ‫ن المادة )‪ (28‬تتيح للجهات المنية تمديد‬ ‫الحماية من العتقال التعسفي‪ .‬إضافة إلى ذلك فإ ّ‬ ‫الحتجاز دون تهمة بناء على دلئل سرّية ل يستطيع المعتقل الطلع عليها أو تفنيدها‪ .‬وأ ّ‬ ‫ن‬ ‫العتقال لمدة ‪ 15‬يوم دون مراجعة قضائّية تجعل المعتقل عرضة للتعذيب وسوء المعاملة‪.‬‬ ‫ق الحكم بالعدام فيما يخفق في توفير إجراءات الدفاع‬ ‫"ويعطي القانون المحاكم ح ّ‬ ‫ن تشديد العقوبات في المادة )‪ (3‬من القانون‬ ‫الساسية لمن قد يواجهون مثل هذه الحكام‪ .‬وأ ّ‬ ‫يعّد خطيرا وخصوصا في ظل التعريف الواسع للجرائم التي يتطرق لها القانون"‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫‪.1‬‬

‫محمد الرميحي‪ ،‬البحرين مشكلت التغير السياسي والجتماعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجديد‪.1995 ،‬‬

‫‪.2‬‬

‫حسين موسى ‪ ،‬البحرين النضال الوطني والديمقراطي ‪ ،1981 -1920‬الحقيقة برس‪.1987 ،‬‬

‫‪.3‬‬

‫سوسن الشاعر ‪ ،‬عبد القادر الجاسم‪ ،‬قصة الصراع السياسي في البحرين‪.2000 ،‬‬

‫‪.4‬‬

‫سيعد الشهابي‪ ،‬البحرين قراءة في الوثائق البريطانية ‪ ،1970-1923‬بيروت‪ ،‬دار الكنوز الدبية ‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫عبد الرحمن الباكر‪ ،‬من البحرين إلى المنفي ) مذكرات( ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية‪.2004 ،‬‬

‫‪.6‬‬

‫فلح مديرس‪ ،‬تنظيمات البعث في الخليج والجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪.7‬‬

‫عبد ال جناحي )عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الديمقراطي(‪ ،‬مداخلة‪ ،‬مسودة المائدة‬ ‫المستديرة حول دراسة التنظيمات والجمعّيات السياسّية في البحرين‬

‫‪.8‬‬

‫ضمن مشروع دراسة الحزاب في البلدان العربّية‪ ،‬البحرين – ‪ 28‬أبريل ‪.2007‬‬

‫‪.9‬‬

‫عباس المرشد‪ ،‬الشيعة والسياسة في البحرين‪ ،‬بحث غير منشور‬

‫‪ .10‬فؤاد إسحاق الخوري‪ ،‬القبيلة والدولة في البحرين تطور نظام السلطة وممارستها‪ ،‬بيروت‪ :‬معهد‬ ‫النماء العربي‪.1983 ،‬‬ ‫‪ .11‬عبد النبي العكري‪ ،‬الديمقراطية المعاقة في الخليج‪ ،‬مجلة الديمقراطي‪ ،‬البحرين‪ :‬جمعية العمل‬ ‫الديمقراطي‪ 7 ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬ ‫‪ .12‬عباس ميرزا المرشد‪ ،‬ضخامة التراث ووعي المفارقة التيار السلمي والمجتمع السياسي في‬ ‫البحرين‪ ،‬البحرين‪ :‬مجمع البحرين للدراسات والبحوث‪.2002 ،‬‬ ‫‪ .13‬مفيد الزيدي‪ ،‬التيارات الفكرية في الخليج العربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬ ‫‪.2000‬‬ ‫‪ .14‬مجلس الشوري‪http://www.shura.gov.bh/default.asp?:‬‬ ‫‪action=category&id=87‬‬ ‫‪ .15‬محمد خالد‪ ،‬بعض النواب‪ ،‬مداخلة‪ ،‬محضر جلسة مجلس النواب ) ‪ (2002‬رقم ‪.32‬‬ ‫‪ .16‬عبد الهادي خلف‪ ،‬بناء الدولة في البحرين المهمة غير المنجزة ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪،‬‬ ‫‪.2000‬‬ ‫‪ .17‬عبد البني العكري‪ ،‬النتخابات البحرينية‪ ..‬قراءة في أجندة القوى السياسية‪ ،‬الموقع اللكتروني‬ ‫لقناة الجزيرة‪. www.aljazeera.net :‬‬ ‫‪ .18‬وزارة العمل والشئون الجتماعية في البحرين‪:‬‬ ‫‪http://www.bah-molsa.com/arabic/index.asp‬‬ ‫‪ .19‬عادل المعاودة‪ ،‬مقابلة‪ ،‬ملف السلم الحركي‪ ،‬صحيفة الوطن‪:‬‬ ‫‪http://www.alwatannews.net‬‬ ‫‪ .20‬حسن عبدال‪ ،‬موجز عن تاريخ الحركة السلمية في البحرين ‪،‬موقع حركة أحرار البحرين‪:‬‬ ‫‪. www. Vob.org‬‬

‫‪110‬‬


‫‪ .21‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز ابن خلدون‪،‬‬ ‫‪.1995‬‬ ‫‪ .22‬غسان الشهابي‪ ،‬التشكيلت السنية السلمية في البحرين ‪ ،‬في بوابات العبور ‪ ..‬البحرين قراءة‬ ‫مرحلة‪ ،‬البحرين‪ :‬دار الوقت للطباعة‪.2006 ،‬‬ ‫‪ .23‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬برنامج جمعية الوفاق النتخابي عام ‪:2006‬‬ ‫‪/http://www.alwefaq.org‬‬ ‫‪ .24‬الموقع الرسمي لحكومة البحرين‪http://www.cio.gov.bh/default.asp :‬‬ ‫‪ .25‬جمعية الوفاق الوطني السلمي‪ ،‬التقرير المالي للجمعية المقدم للجمعية العمومية ‪:2005‬‬ ‫‪http://www.alwefaq.org/wefaq/modules/news/article.php?storyid=371‬‬ ‫‪ .26‬صلح البندر‪ ،‬الصلح في البحرين‪ ،‬ورقة قدمت للمناقشة في حوار جماعي في مؤسسة المشروع‬ ‫المريكي )‪ ،(AEI‬واشنطن‪ 13 :‬فبراير ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪ .27‬جمعية الصلح‪ ،‬التقرير السنوي للجنة العمال الخيرية ‪ ،2004‬الموقع اللكتروني ‪:‬‬ ‫‪.http://www.aleslah.org‬‬ ‫‪ .28‬جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي‪ ،‬حلقة الحوارية حول عيوب‬ ‫النظام النتخابي بالبحرين‪ ،‬السبت ‪ 31‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪ .29‬عادل المعاودة‪ ،‬مقابلة‪ ،‬موقعه اللكتروني ‪.‬‬ ‫‪ .30‬جمعية العمل الديمقراطي‪ ،‬مؤتمر صحفي‪ ،‬حول نتائج النتخابات‪.‬‬ ‫‪ .31‬جمعية المنبر السلمي‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬ ‫‪ .32‬جمعية الصالة السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬ ‫‪ .33‬جمعية الميثاق الوطني‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬ ‫‪ .34‬جمعية الشورى السلمية‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬ ‫‪ .35‬جمعية الوفاق الوطني السلمية‪ ،‬البرنامج النتخاب‪http://www.alwefaq.org :‬‬ ‫‪ .36‬جمعية المنبر التقدمي‪ ،‬البرنامج النتخابي‪.‬‬ ‫‪ .37‬خلدون النقيب‪ ،‬القبيلة والديمقراطية في الكويت‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‪.‬‬ ‫‪ .38‬عبد المحسن جمال‪ ،‬المعارضة في الكويت‪ ،‬الكويت‪ :‬دار قرطاس ‪. 2004‬‬ ‫‪ .39‬جمعية العمل الديمقراطي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬ ‫‪ .40‬جمعية الوفاق الوطني السلمية‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬ ‫‪ .41‬جمعية العمل السلمي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬ ‫‪ .42‬جمعية المنبر التقدمي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬ ‫‪ .43‬جمعية التجمع القومي‪ ،‬النظام الساسي‪.‬‬ ‫‪ .44‬الشيخ علي سلمان )المين العام لجمعية الوفاق(‪ ،‬كلمة‪ ،‬ألقيت في افتحاح المقر النتخابي لمرشحة‬ ‫جمعية العمل الديمقراطي منيرة فخرو‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫‪ .45‬منيرة فخرو‪ ،‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في البحرين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز ابن خلدون‪،‬‬ ‫‪.1995‬‬ ‫‪ .46‬حسن عبدال‪ ،‬موجز حول الحركة السلمية البحرينية ‪30/04/1999‬م‪ ،‬موقع حركة أحرار‬ ‫البحرين‪www. Vob.org :‬‬ ‫‪ .47‬جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي‪ ،‬حلقة حوارية‪ ،‬عيوب النظام النتخابي بالبحرين السبت ‪31‬‬ ‫مارس ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪ .48‬الجمعية البحرينية للشفافية‪ ،‬الجمعية البحرينية لحقوق النسان‪ ،‬تقرير‪ ،‬مراقبة النتخابات عام‬ ‫‪ ،2002‬نوفمبر ‪.2002‬‬ ‫‪ .49‬جمعية الشفافية البحرينية‪ ،‬تقرير اللجنة المشتركة‪ ،‬مراقبة النتخابات النيابية والبلدية لعام ‪.2006‬‬ ‫‪ .50‬مركز البحرين لحقوق النسان‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تقرير‪ ،‬قانون الجمعيات السياسية يسدل الستار على حلم الصلح الديمقراطي في البحرين‪27 ،‬‬ ‫يوليو ‪.2005‬‬

‫‪-‬‬

‫تقرير‪ ،‬قانون الجمعيات رقم ‪ 21‬لعام ‪ :1989‬السيف المسلط على رقاب الجمعيات‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تقرير‪ ،‬تلعب خطير بالعملية النتخابية القادمة في البحرين‪ 6 ،‬أغسطس ‪.2006‬‬ ‫‪ .51‬مؤسسة انترنيوز‪ ،‬مركز حماية وحرية الصحافيين‪ ،‬أصوات مخنوقة‪ :‬دراسة في التشريعات‬ ‫العلمية العربية‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬ ‫‪ .52‬أخبار الخليج‪ 20 ،‬مايو ‪.2006‬‬ ‫حسن إسماعيل )محامي(‪ ،‬قراءة في مشروع قانون الجتماعات العاّمة والمسيرات‬ ‫‪.53‬‬ ‫والتجمعات‪ ،‬جريدة الوسط البحرينية‪ 14 – 13 ،‬ديسمبر ‪.2004‬‬ ‫‪http://www.unhchr.ch/huricane/huricane.nsf/view01/DFD0DF732FDD5B‬‬ ‫‪D7C12571B6003C995C?opendocument‬‬

‫‪54.‬‬

‫‪AI Index: MDE 11/003/2006 (Public), News Service No: 197, 27 July‬‬ ‫?‪2006. http://web.amnesty.org/library/Index/ENGMDE110032006‬‬ ‫‪open&of=ENG-2MD‬‬

‫‪55.‬‬

‫‪http://www.bahrainbrief.com.bh/arabic/february-2001.htm‬‬

‫‪112‬‬

‫‪56.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.