مستھدفون بالعقاب

Page 1

H U M A N R I G H T S W A T C H


‫مستھدفون بالعقاب‬ ‫الھجمات التي استھدفت المسعفين والمتظاھرين المصابين‬ ‫والمنشآت الطبية‬


Copyright © 2011 Human Rights Watch All rights reserved. Printed in the United States of America ISBN: 1-56432-793-0 Cover design by Rafael Jimenez Human Rights Watch 350 Fifth Avenue, 34th floor New York, NY 10118-3299 USA Tel: +1 212 290 4700, Fax: +1 212 736 1300 hrwnyc@hrw.org Poststraße 4-5 10178 Berlin, Germany Tel: +49 30 2593 06-10, Fax: +49 30 2593 0629 berlin@hrw.org Avenue des Gaulois, 7 1040 Brussels, Belgium Tel: + 32 (2) 732 2009, Fax: + 32 (2) 732 0471 hrwbe@hrw.org 51, Avenue Blanc 1202 Geneva, Switzerland Tel: +41 22 738 0481, Fax: +41 22 738 1791 hrwgva@hrw.org 2-12 Pentonville Road, 2nd Floor London N1 9HF, UK Tel: +44 20 7713 1995, Fax: +44 20 7713 1800 hrwuk@hrw.org 27 Rue de Lisbonne 75008 Paris, France Tel: +33 (1)43 59 55 35, Fax: +33 (1) 43 59 55 22 paris@hrw.org 1630 Connecticut Avenue, N.W., Suite 500 Washington, DC 20009 USA Tel: +1 202 612 4321, Fax: +1 202 612 4333 hrwdc@hrw.org

Web Site Address: http://www.hrw.org


‫يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬

‫‪ISBN 1-56432-793-0‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬ ‫الھجمات التي استھدفت المسعفين والمتظاھرين المصابين والمنشآت الطبية‬ ‫خريطة البحرين ‪ii ..............................................................................................................‬‬

‫ملخص‪1.........................................................................................................................‬‬ ‫التوصيات ‪4 ....................................................................................................................‬‬ ‫لحكومة البحرين ‪4 ....................................................................................................‬‬ ‫لألمم المتحدة ومجلس األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ‪4 ...............................................................‬‬ ‫منھج التقرير ‪5 .................................................................................................................‬‬ ‫‪ .I‬خلفية ‪7 .......................................................................................................................‬‬ ‫‪ .II‬قيود مفروضة على توفير الرعاية الطبية العاجلة خارج الموقع ‪10.....................................................‬‬ ‫ھجمات على دوار اللؤلؤة )‪ 17‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط( ‪10..............................................................‬‬ ‫ھجمات في جامعة البحرين )‪ 13‬مارس‪/‬آذار( ‪14....................................................................‬‬ ‫‪ .III‬حصار المستشفيات والمراكز الطبية ‪17 ..................................................................................‬‬ ‫مركز سترة الصحي )‪ 15‬مارس‪/‬آذار( ‪17 ............................................................................‬‬ ‫مجمع السلمانية الطبي )‪ 16‬مارس‪/‬آذار وبعدھا( ‪17 .................................................................‬‬ ‫مستشفيات أخرى ومراكز صحية ‪21.................................................................................‬‬ ‫العيادات الطبية المؤقتة ‪22 ...........................................................................................‬‬ ‫‪ .IV‬استھداف األشخاص ذوي اإلصابات المتعلقة بالتظاھر ‪23 .............................................................‬‬ ‫تحديد وفصل المرضى الذين يعانون من إصابات تتعلق باالحتجاج ‪23 .............................................‬‬ ‫اعتقال وتحرش وضرب المرضى المصابين ‪27 ....................................................................‬‬ ‫‪ .V‬استھداف واعتقال األطباء وموظفين آخرين في المجال الطبي ‪30 ......................................................‬‬ ‫‪ .VI‬ادعاءات الحكومة بشأن أحداث مجمع السيلمانية الطبي ‪34 ............................................................‬‬ ‫شكر وتقدير ‪37 ................................................................................................................‬‬ ‫الملحق‪ :‬رسالة من ھيومن رايتس ووتش إلى الحكومة البحرينية ‪38 .......................................................‬‬


‫خريطة البحرين‬

‫مصدر‪ :‬األمم المتحدة‬

‫‪ii‬‬


‫ملخص‬ ‫خرج آالف البحرينيين‪ ،‬في فبراير‪/‬شباط ومارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬معظمھم من األغلبية الشيعية في البلد‪ ،‬إلى الشوارع‬ ‫للمطالبة باإلصالح السياسي‪ .‬وكانت االحتجاجات في جزء منھا مستوحاة من احتجاجات مماثلة في مصر وتونس‪،‬‬ ‫ولكنھا أيضا رداً على عدم تحقق وعود الحكومة باإلصالح‪ ،‬والقمع المتزايد ضد المعارضة السياسية‪.‬‬ ‫وردت الحكومة البحرينية على االحتجاجات بمزيج من القمع العنيف‪ ،‬وبمقترحات تنازالت محدودة‪ ،‬وفي فترة ما‬ ‫بالدعوة إلى حوار سياسي‪ .‬ومنذ بدء االحتجاجات في ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬قتل أكثر من ‪ 30‬شخصا في أعمال عنف ذات‬ ‫صلة باالحتجاجات‪ ،‬معظمھم على يد قوات األمن البحرينية‪ .‬وقد أصيب مئات غيرھم‪ ،‬بعضھم فى حالة خطيرة‪.‬‬ ‫في منتصف شھر مارس‪/‬آذار‪ ،‬وضعت الحكومة حدا لالحتجاجات في الشوارع عن طريق حملة أمنية ضخمة‪،‬‬ ‫وفككت قسرا مخيما للمتظاھرين في دوار اللؤلؤة في المنامة‪ ،‬عاصمة البحرين‪ ،‬وفرضت حالة الطوارئ‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من رفع حالة الطوارئ في أوائل شھر يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬ال يزال مئات من الذين اعتقلوا رھن االحتجاز‪ ،‬وأحيل‬ ‫العشرات على المحاكمة أمام محكمة عسكرية‪.‬‬ ‫وقد وثقت ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬منذ بداية األزمة في البحرين‪ ،‬نمطا جديدا ومقلقا من الھجمات‪ ،‬والسيما من جانب‬ ‫القوات البحرينية وقوات األمن‪ ،‬ضد العاملين في المجال الطبي والمؤسسات الطبية والمرضى الذين يُشتبه في‬ ‫مشاركتھم في مظاھرات احتجاجية‪ ،‬بصورة رئيسية بناء على اإلصابات التي تلقوھا‪ .‬في البداية بدا أن ھذه الھجمات‬ ‫تھدف إلى منع الطواقم الطبية من إسعاف المتظاھرين المصابين بجروح‪ ،‬ولكن وبمجرد عودة الحملة األمنية في‬ ‫منتصف شھر مارس‪/‬آذار‪ ،‬استھدفت قوات األمن العاملين في المجال الطبي والمنشآت نفسھا بشكل متزايد‪ ،‬واتھمت‬ ‫بعض األطباء والممرضين والمساعدين الطبيين بالمشاركة في أنشطة إجرامية وكذلك التورط في التظاھرات‬ ‫المناھضة للحكومة‪.‬‬ ‫ويوثق ھذا التقرير العناصر الرئيسية لما يبدو أنه حملة منظمة من قبل الحكومة البحرينية بھدف معاقبة وتخويف‬ ‫العاملين في المجال الصحي والذين يُشتبه في تعاطفھم مع المتظاھرين‪ ،‬وإعاقة وصول أشخاص مصابين بجروح‬ ‫على أيدي قوات األمن إلى منشآت الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ويتكون العنصر األول من ھذه الحملة من ھجمات على مرافق طبية ومسعفين في أماكن االحتجاج وحرمان المصابين‬ ‫من الحصول على العالج‪ .‬وابتداء من يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬بعد ثالثة أيام من بدء االحتجاجات‪ ،‬ھاجمت قوات األمن‬ ‫ال ُمسعفين واألطباء والممرضين الذين حاولوا تقديم اإلسعافات العاجلة للمصابين من المتظاھرين والمارة في مكان‬ ‫المظاھرات‪ .‬وھاجمت قوات األمن سيارات اإلسعاف التي أرسلت أيضا لعالج الجرحى في أو حول دوار اللؤلؤة‪،‬‬ ‫والمتطوعين من الطاقم الطبي الذين شيدوا خيمة طبية في الدوار‪ .‬وفي مناسبة واحدة على األقل‪ ،‬في مارس‪/‬آذار‪،‬‬ ‫وفي حرم جامعة البحرين في الصخير‪ ،‬وقفت قوات األمن بالزي الرسمي دون أي تدخل حينما ھاجمت عصابة‬ ‫مسلحة من الموالين للحكومة الطاقم الطبي ومنعتھم من معالجة األفراد المصابين أثناء المصادمات‪.‬‬ ‫أما العنصر الثاني في حملة الحكومة ضد المجموعة الطبية ھو حصار العديد من المستشفيات والمراكز الطبية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وھو أكبر مستشفى عمومي في البحرين‪ ،‬حيث يتم نقل معظم المحتجين الذين أصيبوا‬ ‫بجروح بالغة لتلقي العالج ھناك‪ .‬في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وبعد تطھير دوار اللؤلؤة من المحتجين‪ ،‬حاصرت قوات األمن‬ ‫والجيش وسيطرت على مركز السليمانية الطبي وعلى عدد من المرافق الطبية األخرى‪ .‬ثم نشرت القوات دبابات‬ ‫وعربات أمن في مدخل مركز السليمانية الطبي وغيره من المراكز الطبية‪ ،‬ومنعت سيارات اإلسعاف والمرضى‬ ‫والطواقم الطبية من الدخول أو الخروج‪ ،‬وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي‪ ،‬وخراطيش صيد‬ ‫الطيور على مداخل ونوافذ ھذه المراكز الطبية‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫وقام أفراد ملثمون من األمن بتحويل مستشفى السليمانية‪ ،‬وغيره من المرافق الصحية‪ ،‬في الواقع‪ ،‬إلى مراكز احتجاز‪،‬‬ ‫حيث يخشى العديد من الجرحى والمرضى‪ ،‬خاصة المصابين على ما يبدو من قبل قوات األمن‪ ،‬تلقي العالج خوفا من‬ ‫سوء المعاملة واالعتقال‪ ،‬وحيث يخشى أيضا العديد من الطواقم الطبية العمل‪ .‬ونقلت قوات األمن بالقوة المرضى‪،‬‬ ‫أحيانا ضد المشورة الطبية‪ ،‬داخل وبين المستشفيات واحتجزتھم بمعزل عن العالم الخارجي‪ .‬ولم يتمكن الطاقم الطبي‬ ‫وأسر الجرحى والقتلى من المتظاھرين على أيدي قوات األمن من معرفة مكان وجود المرضى المحتجزين‪ .‬وفي ما‬ ‫ال يقل عن أربع حاالت‪ ،‬اتصل مسؤولون في المستشفيات‪ ،‬أو ال حقا في مراكز الشرطة‪ ،‬اتصلوا بالعائالت إلبالغھم‬ ‫بأن أقاربھم قد ماتوا‪ ،‬وأنه ينبغي لألسر استرداد جثثھم من المستشفى‪.‬‬ ‫والعنصر الثالث في حملة الحكومة كان اعتقال واحتجاز وتعذيب أو إساءة معاملة المرضى الذين يعانون من إصابات‬ ‫ذات صلة باالحتجاج‪ .‬وقال طبيب داخل المستشفى لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬إن قوات قوة دفاع البحرين‪ ،‬بعد فترة‬ ‫وجيزة من محاصرة قوات الجيش واألمن لمجمع السليمانية الطبي في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪" ،‬تلعب بكل الكروت ضد‬ ‫مجمع السليمانية الطبي"‪ ،‬وأن األطباء قلقون على سالمة كل من الطاقم الطبي والمرضى‪.‬‬ ‫وكان لالستيالء على مجمع السليمانية الطبي تأثير فوري على توفير الرعاية الطبية في المستشفى‪ .‬تدخلت قوات‬ ‫األمن في القرارات الطبية المتعلقة بإرسال سيارات اإلسعاف‪ ،‬وأصرت على البت فيما إذا كان سيتم إرسال سيارات‬ ‫إسعاف وإلى أين‪ ،‬وعما إذا كان رجال األمن سيرافقون الطاقم الطبي‪ ،‬وعلى القيام بعمليات تفتيش أمنية على الطاقم‬ ‫الطبي‪ .‬ساعد وجود ضباط األمن والجيش داخل مجمع السليمانية‪ ،‬وكثير منھم يرتدون أقنعة ويحملون األسلحة‪ ،‬في‬ ‫ترھيب الطاقم الطبي والمرضى على حد سواء‪ ،‬ومنع بعض المتظاھرين الجرحى من البحث عن اإلسعافات الطبية‬ ‫الالزمة في الوقت المناسب‪ .‬وساھمت نقاط التفتيش األمنية أيضا في تخويف المرضى والموظفين‪ ،‬وتقييد الدخول إلى‬ ‫والخروج من مجمع السليمانية الطبي‪ .‬ووضعت قوات األمن أيضا قيودا على الوصول الحر للطاقم الطبي إلى جميع‬ ‫أركان المستشفى‪ ،‬وأجبرت الطاقم الطبي على المرور عبر تفتيشات أمنية‪ ،‬يتم خاللھا تفتيشھم والبحث معھم عن‬ ‫الكاميرات والھواتف المحمولة وغيرھا من أجھزة االتصاالت‪.‬‬ ‫وكان المرضى أنفسھم األكثر عرضة للضرر‪ ،‬خاصة أولئك الذين أصيبوا على ما يبدو بجروح ذات صلة باالحتجاج‪،‬‬ ‫منھا إصابات سببھا اإلصابة بخراطيش صيد الطيور والرصاص المطاطي والذخيرة الحية‪ .‬عرضت قوات األمن‬ ‫ھؤالء المرضى لالعتقال التعسفي واالحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والضرب المنتظم والتعذيب وغيره من‬ ‫أشكال سوء المعاملة‪ .‬وعبثوا أيضا‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬بسجالتھم الطبية‪.‬‬ ‫العنصر الرابع في حملة الحكومة ضد الطاقم الطبي في البحرين ھو االعتقال التعسفي واالستجواب‪ ،‬وسوء المعاملة‬ ‫واالحتجاز والمالحقة القضائية لألطباء والطاقم الطبي‪ .‬ويبدو أن الحكومة البحرينية استھدفت موظفي القطاع الصحي‬ ‫مباشرة من أجل معاقبتھم بعد أن تحدثوا علنا عن انتھاكات حقوق اإلنسان في المستشفيات ووفروا معلومات عن‬ ‫اإلصابات التي لحقت بالمتظاھرين‪ ،‬مشيرين إلى االستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش وأفراد األمن‪ .‬وفي بعض‬ ‫الحاالت يبدو أن موظفي القطاع الصحي استھدفوا فقط لتعبيرھم عن آرائھم السياسية أو للمشاركة في تظاھرات‬ ‫مناھضة للحكومة‪.‬‬ ‫منذ ‪ 17‬مارس‪/‬آذار‪ ،2011‬اعتقلت قوات األمن أكثر من ‪ 70‬موظفا في المجال الصحي‪ ،‬بما في ذلك العشرات من‬ ‫األطباء‪ .‬وحتى كتابة ھذه السطور‪ ،‬ال يزال ‪ 48‬موظفا في المجال الصحي‪ ،‬يعمل كثير منھم في مجمع السليمانية‬ ‫الطبي‪ ،‬يحاكمون أمام محكمة عسكرية خاصة بموجب مجموعة متنوعة من تھم جنائية وجنحية‪ .‬بدأت محاكمتھم يوم‬ ‫‪ 6‬يونيو‪/‬حزيران‪ .‬معظم المتھمين‪ ،‬مثل المئات من البحرينيين اآلخرين الذين اعتقلوا في ھذه الحملة‪ ،‬كانت لھم فرص‬ ‫محدودة أو منعدمة لالتصال بمحامين وأفراد األسرة‪ ،‬وزعم العديد منھم في المحكمة أن قوات األمن والمحققين‬ ‫أھانوھم‪ ،‬أو ضايقوھم‪ ،‬أو اعتدوا عليھم‪ ،‬أو أساؤوا معاملتھم‪ ،‬أو عذبوھم حينما كانوا رھن االحتجاز‪.‬‬ ‫ويتناول ھذا التقرير أيضا أدلة الحكومة ومؤيديھا التي قدموھا لدعم مزاعم الحكومة بأن أعماال من قبل المتظاھرين‬ ‫والطاقم الطبي ھي التي اضطرت قوات األمن والجيش لالستيالء على مجمع السليمانية الطبي‪ .‬ربما لعب متظاھرون‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪2‬‬


‫مناھضون للحكومة‪ ،‬بما في ذلك بعض األطباء والطاقم الطبي‪ ،‬دورا في التأثير على مبدأ الحياد الطبي والحصول‬ ‫على الرعاية الصحية عن طريق تحويل أرض مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬المستشفى العمومي األكبر في البالد‪ ،‬إلى‬ ‫موقع لالحتجاج ما بين ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط و‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد نفى األطباء والموظفون في المجال الصحي‬ ‫الذين قابلتھم ھيومن رايتس ووتش مزاعم الحكومة بأن الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي منعوا جرحى أو‬ ‫مرضى من العالج ألنھم كانوا من السنة‪ ،‬أو أن المحتجين جلبوا أسلحة أو ممنوعات أخرى إلى مجمع السليمانية‬ ‫الطبي‪ .‬ولم تتمكن ھيومن رايتس ووتش حتى اآلن‪ ،‬وفي سياق زياراتھا إلى السليمانية أثناء فترة إجراء البحوث – من‬ ‫رصد أدلة على وجود مثل ھذه األنشطة‪ .‬وحتى اآلن لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من تأكيد مزاعم الحكومة ضد‬ ‫أعضاء الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي‪ .‬ولم تتلق ھيومن رايتس ووتش حتى اآلن أي رد عن طلبھا للسلطات‬ ‫البحرينية بالحصول على أدلة تدعم مزاعمھا‪.‬‬ ‫إن حملة الحكومة البحرينية العنيفة من الترھيب ضد العاملين في المجال الطبي وتدخلھا في تقديم المساعدة الطبية‬ ‫الحيوية للمتظاھرين المصابين‪ ،‬ھو أحد األوجه األكثر فظاعة للقمع الوحشي للحركة االحتجاجية المؤيدة للديمقراطية‪.‬‬ ‫من المحتمل على المدى الطويل تعميق االنقسامات وعدم الثقة التي كانت واضحة جدا خالل األزمة السياسية لھذا‬ ‫العام‪ .‬على الحكومة إنھاء حملتھا ضد العاملين في المجال الصحي‪ ،‬ووضع حد العتقال ومقاضاة أصحاب المھن‬ ‫الطبية لممارستھم حقھم في حرية التجمع والتعبير‪ ،‬والسماح بوصول الجميع ودون عوائق إلى اإلسعافات الطبية‪،‬‬ ‫والتحقيق في الخروقات الواردة في ھذا التقرير‪ ،‬مع محاسبة المسؤولين عنھا‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫التوصيات‬ ‫لحكومة البحرين‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫الوقف الفوري لجميع أشكال التدخل من جانب قوات األمن والجيش عندما يسعى أفراد للحصول على‬ ‫اإلسعافات الطبية‪ ،‬بما في ذلك أي نقل للمرضى‪ ،‬ضد المشورة الطبية أو ضد رغبات المريض‪ ،‬إلى مجمع‬ ‫السليمانية الطبي‪ ،‬أو مستشفى قوة دفاع البحرين أو إلى أي مكان آخر‪.‬‬ ‫الكف فورا عن مضايقة وترھيب واالعتقال التعسفي واحتجاز وتعذيب أو إساءة معاملة الطواقم الطبية‬ ‫العاملة في مجمع السليمانية الطبي أو في مرافق صحية أخرى‪.‬‬ ‫ضمان وضع الحياد للمرافق الطبية من خالل إزالة جميع أفراد قوات األمن من مبني مجمع السليمانية‬ ‫الطبي والمراكز الصحية األخرى‪ ،‬وإعطاء تعليمات ألفراد قوات األمن المسلحة بعدم دخول المستشفيات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫إطالق سراح جميع األطباء والعاملين في المجال الطبي الذين احتجزوا من دون تھمة أو على أساس تھم‬ ‫غير جنائية‪ ،‬والسماح للمتھمين بارتكاب جرائم جنائية بالحصول على محامين واالتصال بأفراد عائالتھم‬ ‫وتقديمھم على وجه السرعة إلى سلطة قضائية مستقلة نزيھة للحسم في استمرار احتجازھم‪.‬‬ ‫التأكد من أن يتم إرجاع كافة السجالت الطبية إلى المستشفيات والمرافق الصحية‪ ،‬وإجراء تحقيق لتحديد‬ ‫المسؤولية عن أي تالعب بالسجالت الطبية‪.‬‬ ‫السماح لعائالت المرضى بالوصول بحرية إلى المرافق الصحية في إطار أوقات الزيارة العادية‪.‬‬ ‫التأكد من حصول جميع األفراد المحتجزين على الرعاية الطبية المناسبة )بما في ذلك العالج الطبي‬ ‫المتخصص‪ ،‬إذا لزم األمر(‪ ،‬وضمان السالمة الجسدية وأمن ھؤالء المعتقلين‪.‬‬ ‫السماح لألطباء والطاقم الطبي بعالج المرضى دون تدخل من جانب أفراد قوات األمن أو الجيش‪.‬‬ ‫اإلعالن عن أسماء جميع األشخاص المحتجزين – أو كانوا محتجزين – في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وفي‬ ‫مستشفى قوة دفاع البحرين‪ ،‬أو أي مستشفى أو مركز طبي آخر‪ ،‬بما في ذلك كشف سبب أو أسباب اعتقالھم‬ ‫وطبيعة جراحھم أو إصاباتھم‪.‬‬ ‫التحقيق في مزاعم ضرب وإساءة معاملة المرضى في الطابق السادس من مجمع السليمانية الطبي أو في أي‬ ‫مكان آخر‪ ،‬ومحاسبة أي من أفراد األمن المتورطين في مثل ھذه الحوادث‪ ،‬بما في ذلك الضباط الذين‬ ‫أعطوا أوامر من ھذا القبيل أو أخفقوا في منع مثل ھذه اإلعتداءات‪.‬‬ ‫دعوة مكتب مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان وھيئات األمم المتحدة ذات الصالحية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫المقرر الخاص لألمم المتحدة المعني بالحق في الصحة‪ ،‬والسماح لھم بإجراء تحقيق كامل وحر‪.‬‬

‫لألمم المتحدة ومجلس األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫إجراء تحقيق مستقل في االنتھاكات المزعومة للحق في الوصول إلى خدمات ومرافق الرعاية الصحية في‬ ‫البحرين من طرف المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة‪.‬‬ ‫دعوة السلطات البحرينية لتنفيذ التوصيات المذكورة أعاله‪.‬‬ ‫طلب دعوة من البحرين لمكتب المفوض السامي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وفريق العمل المعني بمسألة االحتجاز‬ ‫التعسفي‪ ،‬للتحقيق في احتجاز العاملين في المجال الطبي والمرضى الذين يعانون من إصابات ذات صلة‬ ‫باالحتجاجات في المستشفيات والمراكز الصحية‪ ،‬وتقديم تقرير إلى مجلس األمم المتحدة لحقوق االنسان عن‬ ‫عالج المرضى المصابين المحتجزين في مرافق االحتجاز‪.‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪4‬‬


‫منھج التقرير‬ ‫ويتناول ھذا التقرير أساسا انتھاكات الحكومة المزعومة لقانون حقوق اإلنسان في أربعة مجاالت‪ ،‬وھي‪ :‬القيود‬ ‫المفروضة على توفير الرعاية الطبية خارج الموقع؛ وحصار المستشفيات والمراكز الطبية؛ واستھداف األشخاص‬ ‫الذين يعانون من إصابات لحقت بھم باالحتجاج؛ واستھداف واعتقال األطباء وموظفين آخرين في المجال الطبي‪.‬‬ ‫ويتعمق أيضا في مزاعم الحكومة بشأن أحداث مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬ال سيما انتھاكات أو جرائم مزعومة ارتكبت‬ ‫من قبل المتظاھرين وأفراد الطاقم الطبي في الفترة الممتدة بين منتصف فبراير‪/‬شباط ومنتصف مارس‪/‬آذار‪ .‬التقرير‬ ‫يعرض أيضا ً روايات لألحداث تطعن في تلك التي قدمھا المتظاھرون المعارضون للحكومة‪ ،‬لكن ربما قدمتھا‬ ‫الجماعات الموالية للحكومة أو جماعات مستقلة‪.‬‬ ‫الكثير من المعلومات الواردة في ھذا التقرير استقاھا باحثو ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬الذين كانوا في البحرين في الفترة‬ ‫ما بين ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط و‪ 20‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬من المقابالت واللقاءات التي أجروھا‪ .‬زارت ھيومن رايتس ووتش مجمع‬ ‫السليمانية الطبي أكثر من ست مرات من أجل التحدث إلى المتظاھرين والمارة المصابين بجروح‪ ،‬فضال عن األطباء‬ ‫وغيرھم من الموظفين في المجال الصحي واإلداريين في المستشفى‪ .‬وبحثت ھيومن رايتس ووتش أيضا‪ ،‬خالل ھذه‬ ‫الفترة‪ ،‬في وضعية التحقيقات التي أعلنت عنھا الحكومة‪ ،‬بما في ذلك وزارة الصحة‪ ،‬بشأن مدى كفاية استجابة مجمع‬ ‫السليمانية الطبي لألحداث التي وقعت في ‪ 17‬و‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬ ‫وأجريت بعض البحوث بمساعدة ممثلين عن منظمات مستقلة لحقوق اإلنسان في البحرين‪ .‬أثناء إجراء التحقيقات قابل‬ ‫باحثو ھيومن رايتس ووتش وشركاؤھم البحرينيون أكثر من ‪ 57‬شخصا قدموا معلومات تم استخدام أثناء إعداد ھذا‬ ‫التقرير‪ ،‬بما في ذلك أطباء وممرضين وموظفين آخرين في المجال الطبي الذين يعملون في مجمع السليمانية الطبي‪،‬‬ ‫فضال عن مستشفيات ومراكز طبية أخرى‪ .‬وتحدثت ھيومن رايتس ووتش أيضا إلى المرضى الذين أصيبوا أثناء‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬وأفراد أسر الموظفين في المجال الطبي‪ ،‬وغيرھم من ذوي المعرفة المباشرة بشأن القضايا التي نوقشت‬ ‫في ھذا التقرير‪ .‬أجرت ھيومن رايتس ووتش وشركاؤھا البحرينيون المقابالت باللغة االنجليزية أو باللغة العربية‬ ‫أحيانا ً بمساعدة مترجم‪.‬‬ ‫واستندت ھيومن رايتس ووتش أيضا إلى مصادر حكومية رسمية مثل وكالة أنباء البحرين‪ ،‬وتقارير المنظمات الدولية‬ ‫األخرى مثل منظمة أطباء بال حدود وأطباء من أجل حقوق اإلنسان‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬راجعت ھيومن رايتس ووتش‬ ‫المواد التي وفرتھا الحكومة البحرينية والمنظمات واألفراد الذين يدعمون رواية الحكومة البحرينية فيما يتعلق‬ ‫باألحداث التي جرت في مجمع السليمانية الطبي ومراكز صحية أخرى أثناء الفترة المذكورة‪.‬‬ ‫حاول باحثو ومستشارو ھيومن رايتس ووتش زيارة البحرين بعد ‪ 20‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬لكن الحكومة لم تسمح لنا بذلك‪.‬‬ ‫وبالرغم من رفض الحكومة السماح لھم بالدخول‪ ،‬جمع باحثو ھيومن رايتس ووتش معلومات إضافية حول‬ ‫االنتھاكات المتواصلة اعتمادا على العالقات التي نسجتھا ھيومن رايتس ووتش في البحرين على مدى الـ ‪ 15‬سنة‬ ‫الماضية‪ .‬وأجريت المقابالت التي تمت بعد ‪ 20‬أبريل‪/‬نيسان بواسطة الھاتف والبريد اإللكتروني‪ ،‬أو بواسطة خدمات‬ ‫المحادثة الفورية مثل دردشة جوجل وسكايب‪.‬‬ ‫واتصلت ھيومن رايتس ووتش ووتش بالحكومة البحرينية‪ ،‬ومنظمات وطنية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وھيئات حقوقية موالية‬ ‫للحكومة للتعبير عن مخاوف جدية لديھا بشأن الھجمات على العاملين في المجال الطبي في البحرين‪ ،‬وفرض قيود‬ ‫على الوصول إلى الخدمات الصحية‪ .‬خالل اجتماع ‪ 31‬مارس‪/‬آذار مع أعضاء المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان‬ ‫الرسمية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬قال العديد من أعضاء ھذه المجموعة لـ ھيومن رايتس ووتش إن المؤسسة بدأت تحقيقاتھا‬ ‫الخاصة في أحداث مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وستنشر قريبا تقريرا في الموضوع‪ .‬وأشاروا إلى أن التحقيقات كشفت‬ ‫عن أدلة تؤكد العديد من ادعاءات الحكومة‪ .‬وحتى كتابة ھذه السطور‪ ،‬لم تنشر المؤسسة أو زودت ھيومن رايتس‬

‫‪5‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫ووتش بأي تقرير في ھذا الشأن‪ .‬ھيومن رايتس ووتش على علم أيضا بأن جمعية أطباء البحرين‪ ،‬التي غيرت‬ ‫الحكومة قيادتھا وأعضاءھا في أعقاب حملة منتصف شھر مارس‪/‬آذار ضد االحتجاجات المناھضة للحكومة‪ ،‬أعلنت‬ ‫في يونيو‪/‬حزيران أنھا تعتزم نشر تقريرھا الخاص بشأن األحداث التي وقعت في مجمع السليمانية الطبي ومراكز‬ ‫صحية أخرى‪.‬‬ ‫إال أن ھيومن رايتس ووتش بصفتھا منظمة دولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬فإنھا تركز باألساس على توثيق انتھاكات القانون‬ ‫الدولي لحقوق اإلنسان‪ .‬وألن الدول فقط – وليس الفاعلين من جماعات غير رسمية أو افراد – يمكن أن يكونوا أطرافا ً‬ ‫في اتفاقيات دولية لحقوق اإلنسان مثل العھد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية )الذي صدقت عليه البحرين‬ ‫في ‪ ،(2006‬فالدول فقط )والمسؤولون الحكوميون وأعوان الحكومة( يمكن تحمليھا المسؤولية على انتھاك أحكام ھذا‬ ‫القانون‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬فإذا ارتكب األطباء أو المتظاھرين المعارضين للحكومة مخالفات في مجمع السليمانية الطبي أو‬ ‫أماكن أخرى‪ ،‬فھم بذلك يرتكبون جريمة عادية – وليس خرق للقانون الدولي – وحكومة البحرين ھي المسؤولة عن‬ ‫محاسبتھم‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ،‬فإن ھيومن رايتس ووتش تطعن عادة في إخفاق الدول في صيانة التزاماتھا الخاصة‬ ‫بالقانون الدولي والخاصة بالتحقيق في التصرفات غير القانونية لألفراد فيھا ومحاسبتھم‪.‬‬ ‫في ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬كتبت ھيومن رايتس ووتش إلى القائمة بأعمال وزير الصحة‪ ،‬الدكتورة فاطمة البلوشي‪ ،‬وطلبت‬ ‫من مكتبھا تزويدھا بمعلومات بشأن مزاعم رسمية ضد الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي وأماكن أخرى‪ .‬وإلى‬ ‫حدود كتابة ھذه السطور‪ ،‬لم تتلق ھيومن رايتس ووتش أي رد على طلبھا من الوزارة أو أية ھيئة حكومية أخرى‪.‬‬ ‫بسبب الوضع األمني في البحرين‪ ،‬وحقيقة أن السلطات تُقاضي حاليا بعض األطباء والموظفين في المجال الطبي‬ ‫الذين قابلتھم ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬والذين يتضمن ھذا التقرير وتقارير أخرى أعدتھا ھيومن رايتس ووتش‬ ‫شھاداتھم‪ ،‬فقد حجبنا أسماء معظم مصادرنا وأماكن المقابالت بسبب القلق على أمنھم وخصوصيتھم‪ ،‬وتلك الخاصة‬ ‫بأفراد أسرھم‪.‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪6‬‬


‫‪ .I‬خلفية‬ ‫في ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2011‬نظم آالف المتظاھرين في العاصمة البحرينية‪ ،‬المنامة‪ ،‬وغيرھا من البلدات والقرى في‬ ‫جميع أنحاء البالد‪ ،‬مسيرات لالحتجاج على استحواذ عائلة آل خليفة الحاكمة على السلطة‪ ،‬والتمييز المزعوم ضد‬ ‫األغلبية الشيعية في البالد‪ ،‬واعتقال السجناء السياسيين‪ .‬وكان المحتجون يستلھمون احتجاجات مماثلة في تونس‬ ‫ومصر‪ ،‬التي أدت في األسابيع الماضية إلى طرد رؤساء ھذه الدول‪ .‬لكن االحتجاجات في البحرين كانت أيضا‬ ‫استجابة لعدم قيام السلطات البحرينية على مدى العقد الماضي بتنفيذ اإلصالحات الموعودة منذ فترة طويلة‪ ،‬وأشھر‬ ‫طويلة من القمع المتصاعد ضد المعارضة السياسية‪.‬‬ ‫وردت قوات األمن والجيش البحرينية على االحتجاجات باستخدام القوة المفرطة وإطالق الغاز المسيل للدموع‪،‬‬ ‫وخراطيش الصيد والرصاص المطاطي والذخيرة الحية على المتظاھرين المناھضين للحكومة‪ .‬ووثقت ھيومن رايتس‬ ‫ووتش‪ ،‬ما بين ‪ 14‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬عشرات اإلصابات ووفاة سبعة متظاھرين‪ .1‬وقتل أربعة عقب غارة قبل الفجر‬ ‫على أيدي قوات األمن ضد المتظاھرين الذين تجمعوا سلميا في دوار اللؤلؤة‪ .‬ثم في ‪ 19‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬انسحبت قوات‬ ‫األمن من دوار اللؤلؤة في العاصمة وغيرھا من المناطق التي شھدت احتجاجات كبيرة‪ ،‬وسُمح للمتظاھرين‬ ‫المناھضين للحكومة للتجمع بحرية والشروع في احتجاجات عمومية‪ .‬كما عرضت الحكومة تقديم تنازالت محدودة‪،‬‬ ‫مثل إطالق سراح عشرات السجناء‪ ،‬وتعديل وزاري‪ ،‬ووعود بحوار سياسي في مارس‪/‬آذار‪ .‬رفض المحتجون ھذه‬ ‫الوعود على أنھا غير كافية‪ ،‬وأنھا أعدت أكثر إلخالء الشوارع من المتظاھرين عوض معالجة المظالم التي تكمن‬ ‫وراء االحتجاجات‪.‬‬ ‫من ‪ 19‬فبراير‪/‬شباط حتى ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬كان دوار اللؤلؤة في وسط المنامة بؤرة من االحتجاجات المناھضة‬ ‫للحكومة في البحرين‪ .‬وشارك عشرات اآلالف من المتظاھرين في مسيرات أسبوعية ھناك وفي أماكن أخرى‪ .‬أصبح‬ ‫المستشفى العمومي الرئيسي في البالد‪ ،‬مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬حيث تم نقل العديد من الجرحى في اشتباكات مع‬ ‫قوات األمن لتلقي العالج إثر اشتباكات فبراير‪/‬شباط‪ ،‬موقع تجمع للمتظاھرين المصابين المناھضين للحكومة‪.‬‬ ‫وتصاعدت احتجاجات المتظاھرين ومؤيديھم‪ ،‬بما في ذلك األطباء وغيرھم من الموظفين في المجال الصحي‪ ،‬داخل‬ ‫وحوالي مجمع السليمانية الطبي في منتصف مارس‪/‬آذار بعد أن بدأ بعض المتظاھرين بتنظيم تظاھرات خارج دوار‬ ‫اللؤلؤة وقامت قوات األمن بتسريع الجھود لقمع حركة‪ .‬وفي ‪ 11‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أطلقت قوات األمن الغاز المسيل للدموع‬ ‫والرصاص المطاطي على المتظاھرين لتفريق الحشود التي تجمعت للسير في اتجاه الديوان الملكي في مدينة الرفاع‪،‬‬ ‫على بعد حوالي ‪ 20‬كيلومترا من المنامة‪ .‬وفي ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬استخدمت قوات األمن الغاز المسيل للدموع‬

‫‪ 1‬انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 18 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪2011،‬‬ ‫;‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/18/bahrain-allow-medical-care-investigate-attacks-medics‬؛ بيان ھيومن‬ ‫رايتس ووتش الصحفي‪ 18 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/18/bahrain-army-police-fire- ،2011‬‬ ‫;‪ protesters‬؛ بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 17 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪, ،2011‬‬ ‫;‪ http://www.hrw.org/en/news/2011/02/17/bahrain-end-deadly-attacks-peaceful-protesters‬بيان ھيومن رايتس‬ ‫ووتش الصحفي‪ 15 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/15/bahrain-stop-attacks-peaceful- ،2011‬‬ ‫‪ .protesters‬توفي المحتج السابع‪ ،‬عبد الرضى بوحميد‪ ،‬في ‪ 21‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬بعد تعرضه إلصابات بليغة بسبب الذخيرة الحية الني أطلقتھا‬ ‫قوات األمن والجيش خالل مظاھرة سلمية في ‪ 18‬فبراير‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫والرصاص المطاطي إلبعاد المتظاھرين نحو دوار اللؤلؤة‪ ،‬الذين أغلقوا الشوارع في منطقة المرفأ المالي ولتفريق‬ ‫المتظاھرين في جامعة البحرين‪.2‬‬

‫تج ّمع اآلالف خارج مج ّمع السلمانية‬ ‫الطبي في ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط بعد أن‬ ‫أطلق جنود النار على المتظاھرين‬ ‫السلميين‪ ،‬ليقتلوا شخصا ً ويجرحوا‬ ‫العديد من األشخاص‪.‬‬ ‫© ‪ 2011‬جيمس لولر دوجان‬

‫وأعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة‪ ،‬في ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬بعد يوم من دخول قوات أمن من المملكة العربية السعودية‬ ‫واإلمارات العربية المتحدة البحرين بناء على طلب حكومة البحرين‪ ،‬حالة الطوارئ‪ ،‬والتي يشير إليھا مسؤولون‬ ‫بوصفھا "حالة السالمة الوطنية"‪ .3‬وفي نفس اليوم شنت قوة دفاع البحرين واألمن البحريني عددا من العمليات األمنية‬ ‫المسلحة ضد القرى الشيعية‪ ،‬بما في ذلك سترة والمعامير‪.‬‬ ‫تحركت قوات الجيش وشرطة مكافحة الشغب‪ ،‬حوالى الساعة السابعة من صباح يوم ‪ 16‬مارس‪/‬آذار لتفريق مئات‬ ‫المحتجين الذين شيدوا مخيما في دوار اللؤلؤة‪ .‬استخدمت قوات األمن في البداية الغاز المسيل للدموع‪ ،‬والقنابل‬ ‫الصوتية والرصاص المطاطي‪ ،‬وخراطيش الصيد لتفريق الحشود‪ .‬وقال شھود لـ ھيومن رايتس ووتش إن قوات‬ ‫األمن‪ ،‬بعد مسح دوار اللؤلؤة‪ ،‬دخلوا عدة بلدات شيعية بالقرب من الدوار‪ ،‬بما في ذلك منطقة جدحفص‪ ،‬والسنابس‬ ‫والديه‪ ،‬على ما يبدو لمالحقة المتظاھرين والسيطرة بدون منازع على وسط المنامة‪ .‬في وقت الحق من ذلك اليوم‪،‬‬ ‫حاصرت قوات األمن والجيش واحتلت مجمع السليمانية الطبي‪ .‬أسفرت عمليات ‪ 15‬و ‪ 16‬مارس‪/‬آذار عن مقتل ما ال‬ ‫يقل عن ‪ 9‬أشخاص‪ ،‬بينھم أربعة من أفراد قوات األمن في البحرين‪.4‬‬ ‫مع إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬أقامت الحكومة بمرسوم محكمة عسكرية خاصة‪ ،‬محكمة السالمة الوطنية‪ ،‬لمحاكمة‬ ‫المتظاھرين وقادة المعارضة ونشطاء حقوق اإلنسان‪ ،‬واألشخاص الذين يؤيدون أو الذين تنظر إليھم السلطات على‬ ‫أنھم يدعمون االحتجاجات في الشوارع‪ .‬ويرأس قاض عسكري ھذه المحاكم العسكرية الخاصة‪ ،‬جنبا إلى جنب مع‬ ‫‪" 2‬تقرير خاص من البحرين‪ ،‬رمز في قلب الثورة‪ ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪ ،"2011‬رويترز‪ 17 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪،2011‬‬ ‫‪) http://old.news.yahoo.com/s/nm/20110617/wl_nm/us_bahrain_gfh_2‬تمت الزيارة ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪" 3‬جاللة الملك حمد يعلن حالة السالمة الوطنية"‪ ،‬وكالة أنباء البحرين ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‪،2011 ،‬‬ ‫‪) http://www.bna.bh/portal/en/news/449960?date=2011-04-15‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪ 4‬بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 29 “Bahrain: Investigate Deaths Linked to Crackdown,” ،‬مارس‪/‬آذار ‪،2011‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/29/bahrain-investigate-deaths-linked-crackdown‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪8‬‬


‫اثنين من القضاة المدنيين‪ ،‬وجميعھم يتم تعيينھم من قبل الحاكم العرفي‪ ،‬القائد العام للقوات المسلحة البحرينية‪ ،‬المشير‬ ‫الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة‪ .‬ومكتب المدعي العام العسكري ھو المسؤول عن لوائح االتھام والمقاضاة أمام‬ ‫المحكمة‪.‬‬ ‫على الرغم من أن الملك حمد أعلن نھاية العمل بحالة الطوارئ في ‪ 1‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬وتم اإلفراج عن أكثر من ألف‬ ‫معتقل‪ ،‬وإلى غاية أواخر يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2011‬فإن مئات آخرين ما زلوا رھن االحتجاز‪ ،‬بعضھم بمعزل عن العالم‬ ‫الخارجي‪ ،‬وال زالت المتابعات أمام المحكمة العسكرية الخاصة مستمرة‪ 5.‬عمليا‪ ،‬يواجه تقريبا جميع المعتقلين‪ ،‬في‬ ‫ارتباط باالحتجاجات‪ ،‬محاكمة أمام ھذه المحكمة‪ ،‬ومعظمھم بتھم سياسية بامتياز بدال من جرائم جنائية مقبولة قانونا ً‪.‬‬ ‫قامت السلطات بالقليل لمعالجة ادعاءات بالتعذيب أثناء االستجواب أو في السعي إلى مساءلة المسؤولين عن انتھاكات‬ ‫أخرى ارتكبتھا قوات األمن أثناء قمع حركة االحتجاج‪.‬‬ ‫في ‪ 29‬يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2011‬أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة محمد شريف‬ ‫بسيوني‪ ،‬وتضم أربعة آخرين معترف بھم دوليا كخبراء في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬من بينھم نايجل رودلي‪ ،‬المقرر‬ ‫الخاص السابق لألمم المتحدة المعني بالتعذيب‪ .‬وفقا لـ "األمر الملكي رقم ‪ 28‬لعام ‪ ،"2011‬فإن والية اللجنة ھي‬ ‫التحقيق في "أحداث وقعت في البحرين في فبراير‪/‬شباط ومارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬وأية عواقب ناجمة عن األحداث‬ ‫‪6‬‬ ‫السالفة الذكر"‪.‬‬

‫‪ 5‬حتى كتابة ھذه السطور‪ ،‬ھناك تقارير تفيد أن الحكومة أمرت بإحالة بعض القضايا من المحكمة العسكرية الخاصة على محاكم جنائية عادية‪ ،‬لكن لم تعقد‬ ‫ھذه المحاكم العادية أية جلسات في ھذه القضايا على حد علم ھيومن رايتس ووتش‪.‬‬

‫‪" 6‬جاللة الملك ‪ :‬إنشاء لجنة مستقلة لتقصي الحقائق في أحداث فبراير ومارس الماضيين‪ ،‬وتشكيلھا من أشخاص ذوي سمعة عالمية"‪ ،‬وكالة‬ ‫أنباء البحرين‪ 29 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪) 2011‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬

‫‪9‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫‪ .II‬قيود مفروضة على توفير الرعاية الطبية العاجلة خارج الموقع‬ ‫وثقت ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬ابتداء من ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬ھجمات من قبل قوات األمن على المسعفين واألطباء‬ ‫والممرضين الذين حاولوا تقديم الرعاية الطبية العاجلة خارج الموقع للمتظاھرين الجرحى والمارة‪ .‬من بينھا‬ ‫اعتداءات على سيارات اإلسعاف التي أرسلت لعالج الجرحى في أو حول دوار اللؤلؤة وھجمات على متطوعين من‬ ‫الموظفين العاملين في المجال الطبي كانوا قد شيدوا خيمة طبية في الدوار في ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬ووثقت ھيومن رايتس‬ ‫ووتش أيضا فشل قوات األمن بالزي الرسمي‪ ،‬على سبيل المثال بعد ظھر يوم ‪ 13‬مارس‪/‬آذار في حرم جامعة‬ ‫البحرين‪ ،‬في حماية الطاقم الطبي من اعتداءات بادرت بھا عصابات مسلحة يرتدون مالبس مدنية‪.‬‬

‫ھجمات على دوار اللؤلؤة )‪ 17‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط(‬ ‫وقع الھجوم األول من قبل قوات األمن على دوار اللؤلؤة حوالي الساعة ‪ 3:00‬يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬وكان أحد‬ ‫الممرضين من موظفي مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬بين فريق من حوالي ‪ 10‬متطوعين في الدوار لتقديم أية مساعدة‬ ‫طبية‪ .‬وقال لـ ھيومن رايتس ووتش إن الشرطة تحركت إلى ھناك دون سابق إنذار‪ ،‬وأطلقوا الغاز المسيل للدموع‬ ‫والرصاص المطاطي‪ .‬وقال إنه ورغم حقيقة أن المتطوعين في الخيمة قد عرفوا أنفسھم على أنھم فريق طبي‪،‬إال أن‬ ‫الشرطة ضربتھم‪ .‬وقال الممرض لـ ھيومن رايتس ووتش إنه عندما تمكن من مغادرة الدوار بعد الھجوم‪ ،‬كان ال زال‬ ‫العديد من الجرحى ھناك‪ .7‬وأعاد موظفو مجمع السليمانية الطبي الذين تحدثوا إلى ھيومن رايتس ووتش بعد ھجوم‬ ‫‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬ادعاءات الممرض وقالوا إن الشرطة ضربت على األقل أربعة من المسعفين الذين وصلوا الى‬ ‫مكان الحادث إلسعاف ونقل الجرحى‪.8‬‬ ‫تطوع صادق العكري‪ 44 ،‬عاما‪ ،‬وھو طبيب في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬بخدماته في الدوار مساء يوم ‪16‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط‪ ،‬قبل الھجوم بقليل‪ .‬وقال العكري لـ ھيومن رايتس ووتش إنه ومساعديه كانوا يرتدون سترات عليھا‬ ‫شارة الھالل األحمر‪ ،‬ويحملون بطاقات تشير إلى أنھم كانوا جزءا من فريق المتطوعين الطبي‪ .‬وقال العكري‪ ،‬إنه‬ ‫وبعد وقت قصير من الساعة ‪ 3‬صباحا‪ ،‬سمع أحدھم يصرخ إن شرطة مكافحة الشغب تُھاجم المخيم‪ .‬خرج من الخيمة‬ ‫فغرق على الفور وسط الغاز المسيل للدموع وأصوات إطالق النار‪ .‬وقال‪ ،‬إن شرطة مكافحة الشغب واجھوه‪ ،‬بعد‬ ‫عدة دقائق‪ ،‬بالعصي والبنادق‪ .‬وعندما حاولوا تقييد يديه‪ ،‬جلس على األرض ورفع يديه‪ ،‬وقال لھم إنه طبيب‪ .‬قيدوا‬ ‫يديه إلى الخلف وبدأ العديد منھم بلكمه وركله وضربه بالعصي‪ .‬ثم رفعوه وساروا به إلى وجھة مجھولة‪ .‬وقال‬ ‫العكري إن آخرين من شرطة مكافحة الشغب راحوا يلكمونه و يضربونه كل ‪ 100‬متر‪ .‬خالل اعتداء واحد‪ ،‬ضربه‬ ‫أحدھم على وجھه بعصا‪ ،‬فكسر أنفه‪ .9‬ونتيجة الضرب المتكرر‪ ،‬عانى العكري أيضا أضرارا لحقت بعينه اليسرى‪،‬‬ ‫وھو ما تسبب له في فقدان مؤقت للبصر‪.‬‬ ‫وقال العكري لـ ھيومن رايتس ووتش إن الشرطة حملوه إلى حافلة ُمظلمة متوقفة في مكان قريب من دوار اللؤلؤة‪.‬‬ ‫ولما صعد إلى الحافلة‪ ،‬سحب أحد الضباط سروال الطبيب‪ ،‬مما أثار مخاوفه من أنه قد يواجه اعتداءا جنسيا‪ .‬ثم رفع‬ ‫ضابط شرطة سروال الطبيب وسار به على متن الحافلة وأجبره على الجلوس في مقعد وال تزال األصفاد في يديه‪،‬‬ ‫وسحب قميص الطبيب فوق رأسه‪ .‬وقال العكري إنه الحظ قبل ھذا وجود معتقلين آخرين داخل الحافلة‪ .‬وقال العكري‬ ‫‪ 7‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة ‪ 2‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 8‬أجريت ھذه المقابالت في المنامة على مدى أسبوعين‪ ،‬أواخر فبراير‪/‬شباط وبداية مارس‪/‬آذار‪.‬‬ ‫‪ 9‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع صادق العكري‪ ،‬المنامة‪ 26 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪ .2011‬أنظر أيضا بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪،‬‬ ‫”‪ 28 “Bahrain: Hold Perpetrators of Crackdown Accountable,‬فبراير‪/‬شباط ‪،2011‬‬ ‫‪. http://www.hrw.org/en/news/2011/02/28/bahrain-hold-perpetrators-crackdown-accountable‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪10‬‬


‫إنه خالل الساعة التالية أو نحو ذلك‪ ،‬راح العديد من ضباط الشرطة يسيرون عبر الممر ويضربوت المعتقلين مرارا‬ ‫وتكرارا‪ .‬وقال العكري لـ ھيومن رايتس ووتش إن أحد ضباط الشرطة قال له‪" :‬إذا نزفت على مقعدي دمك القذر‪،‬‬ ‫فسوف أضربك حتى الموت!" وقال العكري إن الشرطة سمحوا في النھاية له وثالثة من المعتقلين اآلخرين بالركوب‬ ‫على متن سيارة إسعاف‪ .10‬أدخل إلى مجمع السليمانية الطبي على الساعة ‪ 6:00‬من صباح يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪،‬‬ ‫وھو يعاني من إصابات شديدة في وجھه وظھره‪ ،‬وعلى الجذع‪ .‬وخضع العكري في ‪ 22‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬وھو ال يزال‬ ‫يُعالج كسرا في األنف وكدمات عميقة في الوجه‪ ،‬لعملية جراحية في الوجه‪.‬‬ ‫تحدثت ھيومن رايتس ووتش وشركاء محليون‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين منتصف فبراير‪/‬شباط وأواسط مارس‪/‬آذار‬ ‫‪ ،2011‬إلى العديد من المسعفين واألطباء والممرضين عن الھجمات التي تعرضوا لھا‪ ،‬وحققت في مزاعم المحتجين‬ ‫والموظفين في المجال الطبي أن وزارة الصحة وإدارة مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬إما عمدا أو إھماال‪ ،‬قيدت الوصول‬ ‫على الخدمات الطبية بواسطة سيارة إسعاف‪ .‬وقال أحد أعضاء الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬لـ ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أنه في وقت وقوع الھجوم في الصباح الباكر على دوار اللؤلؤة‪ ،‬في ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬فعل الموظفون‬ ‫خطة مجمع السليمانية الطبي لمواجھة الكوارث‪ ،‬الذي دعا ما ال يقل عن ‪ 12‬سيارة اسعاف لالنتقال إلى مناطق داخل‬ ‫وحول دوار اللؤلؤة‪ ،‬و‪ 12‬سيارة إسعاف أخرى للتأھب في حالة الحاجة للدعم‪ .‬وقال ھذا الشخص إن سيارات‬ ‫اإلسعاف وصلت‪ ،‬من حوالي الساعة ‪ 3:15‬إلى حوالي الساعة ‪ ،6:00‬إلى مكان الحادث‪ ،‬وأخذت المصابين ونقلتھم‬ ‫إلى مجمع السليمانية الطبي‪.11‬‬ ‫وقال المذكور إنه في وقت ما حوالي الساعة ‪ 6:00‬صباحا‪ ،‬تلقى مجمع السليمانية الطبي مكالمة‪ ،‬يزعم أنھا من‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬تأمر جميع سيارات اإلسعاف ما عدا اثنتين بالعودة إلى المستشفى‪ .‬ووفقا للشاھد‪ ،‬قد تكون السلطات‬ ‫أعطت ھذا األمر بعد أن سرق متظاھرون سيارة إسعاف في مجمع السليمانية الطبي‪ .12‬وقال اثنان من المسعفين لـ‬ ‫ھيومن رايتس ووتش )ولـ الشركاء المحليين( إنھم سمعوا مثل ھذا األمر يأتي عبر جھاز الراديو‪ ،‬لكن ھيومن رايتس‬ ‫ووتش لم تتمكن من الوصول إلى تسجيل لألمر للتحقق من أن مثل ھذا األمر قد حدث‪ .13‬وقال الشخص المذكور لـ‬ ‫ھيومن رايتس ووتش إن موظفي المستشفى لم يُنفذوا األمر حتى بعد ساعات عديدة تالية‪ ،‬وبدال من ذلك أرسلت العديد‬ ‫من سيارات اإلسعاف إلى مناطق قريبة من دوار اللؤلؤ وأعطيت تعليمات للمسعفين للبحث عن الجرحى على الرغم‬ ‫من سحب الترخيص الرسمي‪.‬‬ ‫حسب المصدر‪ ،‬فقد ھاجمت قوات األمن العديد من سائقي سيارات اإلسعاف‪ ،‬وفي بعض الحاالت المسعفين داخلھا‪.14‬‬ ‫وقال العديد من المسعفين لـ ھيومن رايتس ووتش وشركاء محليين إن سيارة إسعاف واحدة‪ ،‬التي أرسلھا موظفو‬ ‫مجمع السليمانية الطبي إلى الدوار حوالي الساعة ‪ 6:10‬صباحا‪ ،‬تعرضت لھجوم‪ .‬وقال المسعفون إن قوات األمن‬ ‫سحبوا السائق‪ ،‬وضربوه‪ ،‬وأجبروه على السير إلى مجمع السليمانية الطبي‪ .‬وقال موظفو المستشفى لـ ھيومن رايتس‬ ‫‪15‬‬ ‫ووتش إن سيارة إسعاف أخرى‪ ،‬والتي أرسلت في نفس الوقت تقريبا‪ ،‬تعرضت أيضا للھجوم‪.‬‬ ‫وعارض آخرون من العاملين البحرينيين في المجال الطبي ھذه الرواية‪ .‬وقال الدكتور أمجد ديك عبيد‪ ،‬والذي قال إنه‬ ‫عمل كطبيب في غرفة الطوارئ في مجمع السليمانية الطبي ألكثر من ‪ 14‬عاما‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش إن‬ ‫‪ 10‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع صادق العكري‪ ،‬المنامة‪ 26 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪.2011‬‬ ‫‪ 11‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 3 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 12‬وجدت سيارة اإلسعاف بعد ذلك وأعيدت إلى مجمع السليمانية الطبي‪.‬‬ ‫‪ 13‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 5 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 14‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 3 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 15‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 2 ،‬و ‪ 3‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫‪11‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫المستشفى استقبل فى الساعة ‪ 3:30‬من صباح يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪" ،‬صفحة كوارث"‪ .‬أرسل المرسلون سيارات‬ ‫إسعاف‪ ،‬ولكن بعد ذلك بوقت قصير احتلت حشود منطقة خارج غرفة الطوارئ‪ .‬وقال إنه بحلول ‪ 6:30‬صباحا‬ ‫أصبح الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي يُدرك المشاكل المرتبطة بإرسال سيارات اإلسعاف‪ .‬وقال الدكتور‬ ‫عبيد لـ ھيومن رايتس ووتش إن بعض المحتجين دخلوا إلى بھو المستشفى‪ ،‬وھاجموا وكيل سكريتير وزير الصحة‪،‬‬ ‫واستولوا على جميع المداخل‪ .‬وقال إنه كانت ھناك حركة دخول وخروج في مبنى غرفة الطوارئ‪ ،‬ولكن متظاھرين‬ ‫سرقوا سيارة إسعاف واحدة على األقل لنقل المتظاھرين‪ .‬وقال الدكتور عبيد لـ ھيومن رايتس ووتش إنه وابتداء من‬ ‫الساعة ‪ 6:30‬وحتى الساعة ‪ 10:00‬صباحا‪ ،‬لم يأت أي مريض جديد إلى مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وأن سيارات‬ ‫اإلسعاف التي أرسلت لنقل المحتجين من دوار اللؤلؤة عادت فارغة في وقت متأخر من الصباح‪ ،‬قائلين إنه لم يكن‬ ‫ھناك مزيد من المصابين لنقلھم‪.16‬‬ ‫وقد قابلت ھيومن رايتس ووتش وشركاء محليين اثنين من المسعفين الذين قالوا إنھم نقلوا أحد المحتجين المصاب‬ ‫بجروح‪ ،‬علي مؤمن‪ ،‬حوالي الساعة ‪ 8:30‬من صباح يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬وكانت قوات األمن قد أطلقت خراطيش‬ ‫صيد الطيور على مؤمن من مسافة قريبة‪ ،‬األمر الذي ألحق إصابات خطيرة بمنطقة الحوض وفخذه األيمن‪ .‬وقالوا إنه‬ ‫كان ينزف بغزارة عندما وصل المسعفون إلى مكان الحادث‪) .‬لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من تحديد ما إذا كان‬ ‫تعرض إلطالق النار خالل الھجوم األولي أو بعد عدة ساعات(‪ .‬وقال المسعفون لـ ھيومن رايتس ووتش إن الشرطة‬ ‫أشاروا إليھم إلى حيث كان مؤمن مستلقيا‪ .‬وقالوا إنه عندما وصلوا ألخذه‪ ،‬رأوا محتجا آخر يرقد بجوار مؤمن والذي‬ ‫تعرض إلصابات جسيمة في الرأس‪ ،‬على ما يبدو نتيجة إطالق كريات صيد الطيور النار عليه من مسافة قريبة‪.‬‬ ‫وقالوا إن قوات األمن لم تسمح لھم بأخذ جثة الشخص الثاني الذي بدا أنه ميت‪ ،‬وأشاروا إليھم بدال من ذلك بأخذ مؤمن‬ ‫فقط إلى المستشفى‪.‬‬ ‫وقال المسعفون‪ ،‬إنه حينما كانوا يقودون في اتجاه مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬تعرضت سيارة اإلسعاف لھجوم من قبل‬ ‫قوات األمن الذين ضربوا سائق سيارة اإلسعاف ولكن سمحوا له بالعودة في نھاية المطاف إلى مجمع السليمانية‪.17‬‬ ‫وأدخل مؤمن على وجه السرعة إلى غرفة الطوارئ في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬حيث خضع لعملية جراحية لكنه‬ ‫توفي الحقا بسبب نزيف غزير‪ .‬وكانت ھيومن رايتس ووتش في مجمع السليمانية الطبي عندما أعلن األطباء وفاته‬ ‫‪18‬‬ ‫حوالي الساعة والتاسعة والنصف‪.‬‬ ‫وقال عضو طاقم مجمع السليمانية الطبي إن المستشفى أرسل العديد من سيارات اإلسعاف الى دوار اللؤلؤة حوالي‬ ‫ظھر يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬ولكن يبدو أنه قد تم إخالء المنطقة من جميع الجرحى بحلول ذلك الوق ت‪. 19‬‬ ‫وثقت ھيومن رايتس ووتش محاوالت من جانب قوات األمن البحرينية لمنع نقل الجرحى من المحتجين إلى‬ ‫المستشفيات والمراكز الطبية في ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬في ذلك اليوم‪ ،‬قال ما ال يقل عن ‪ 10‬شھود‪ ،‬خمسة منھم مرضى‪،‬‬ ‫وبشكل منفصل لـ ھيومن رايتس ووتش إن مجموعة كبيرة من الجيش والشرطة‪ ،‬ھاجموا تظاھرة سلمية‪ ،‬باستخدام‬ ‫اآلليات العسكرية‪ ،‬حوالي الساعة ‪ 5:50‬مساء بالقرب من دوار اللؤلؤة‪ ،‬وھو موقع االحتجاجات الذي كانت قوات‬ ‫‪ 16‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع الدكتور أمجد ديك عبيد‪ ،‬واشنطن‪ 10 ،‬مايو‪/‬أيار ‪.2011‬‬ ‫‪ 17‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 2 ،‬و ‪ 3‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 18‬بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 18 “Bahrain: Allow Medical Care, Investigate Attacks on Medics,” ،‬فبراير‪/‬شباط‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/18/bahrain-allow-medical-care-investigate-attacks-medics ،2011‬‬ ‫قال أحد المسعفين لـ ھيومن رايتس ووتش إن المحتج الثاني الذي كان راقداً إلى جوار مؤمن ومصاب بعدة إصابات في الرأس كان عيسى‬ ‫عبد الحسين‪ .‬فيما بعد قال شاھد آخر لـ ھيومن رايتس ووتش إن حوالي السابعة وأربعين دقيقة صباح يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬رأت ضابط أمن‬ ‫يشير ببندقية صيد إلى رأس عبد الحسين ويطلق النار عليه من مسافة أقرب من متر‪ .‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 7 ،‬مارس‪/‬آذار‬ ‫‪ .2011‬قالت الشاھدة إنھا رأت رأس عبد الحسين ينقسم نتيجة للطلقة‪ .‬تم إعالن وفاته لدى وصوله إلى مجمع السليمانية في ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬ ‫‪ 19‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 3 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪12‬‬


‫األمن قد أغلقته في ذلك الوقت‪ .‬وقال الضحايا إن المشھد كان سلميا‪ ،‬وأنه قوات األمن لم تُصدر أي تحذير قبل أن تفتح‬ ‫النار باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية‪ .‬وقالوا إن الھجوم لم يدم طويال ألن الناس‬ ‫‪20‬‬ ‫بدأوا على الفور بالفرار‪.‬‬

‫األطباء في مجمع السليمانية الطبي‬ ‫يجاھدون إلنقاذ حياة علي المؤمن‬ ‫البالغ من العمر ‪ 22‬عاما ً في ‪17‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط ‪ .2011‬تم إعالن‬ ‫وفاته بعد التقاط ھذه الصورة بقليل‪.‬‬ ‫© ‪ 2011‬ھيومن رايتس ووتش‬

‫وقال طبيبان لـ ھيومن رايتس ووتش إنھم أسعفوا مرضى كانوا يحملون على ما يبدو إصابات بالرصاص الحي بدال‬ ‫من خراطيش الصيد‪ ،‬من واقع فحص ثقوب المدخل والمخرج‪ .‬أصيب واحد بطلقة في ظھره وآخر في الرأس‪.21‬‬ ‫وقال الطاقم الطبي لـ ھيومن رايتس ووتش إنھم أرسلوا ما ال يقل عن ‪ 12‬سيارة إسعاف إلى منطقة دوار اللؤلؤة‪ ،‬إال‬ ‫أن قوات األمن منعت بعضھا من الوصول إلى المكان‪ .‬وقال اثنان من المسعفين لـ ھيومن رايتس ووتش إن رجال‬ ‫الشرطة في مالبس مدنية أوقفوھم‪ ،‬وقالوا لھم إنھم سيطلقون النار عليھم إن لم يغيروا وجھة سيارات اإلسعاف‪.‬‬ ‫وتحدث أحد كبار المسعفين عبر الھاتف من عين المكان وقال للمستشفى أن ال يرسلوا المزيد من سيارات اإلسعاف‬ ‫ألن األمر كان خطيرا للغاية‪ ،‬مما دفع العاملين في المستشفى لوقف إرسال أطقمھم‪.22‬‬ ‫في المجموع‪ ،‬قابلت ھيومن رايتس ووتش وشركاء محليين تسعة مسعفين وسائقي سيارات إسعاف الذين قالوا إن‬ ‫قوات األمن اعتدت عليھم صباح يوم ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬تم تھديد آخرين ومنعوا من قبل قوات األمن والجيش من‬ ‫انتشال المصابين من المتظاھرين في أو حول دوار اللؤلؤة‪ .‬وقال العديد منھم لـ ھيومن رايتس ووتش إنھم اشتكوا‬ ‫إلدارة مجمع السليمانية الطبي حول ھذه الھجمات ونفوا صحة التصريحات الحكومية بأن ال أحد من المسعفين تعرض‬ ‫لھجمات‪ 23.‬بعد تعديل وزاري في ‪ 27‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬أعلن وزير الصحة ال ُمعين حديثا‪ ،‬نزار البحارنة‪ ،‬أن الوزارة‬

‫‪ 20‬بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 18 “Bahrain: Bahrain Army, Police Fire on Protesters,” ،‬فبراير‪/‬شباط ‪،2011‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/18/bahrain-army-police-fire-protesters.‬‬

‫‪ 21‬نفس المرجع‬ ‫‪ 22‬نفس المرجع‬ ‫‪ 23‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع مسعفن‪ 2 ،‬و ‪ 3‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫‪13‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫ستُحقق في التعامل مع أحداث ‪ 17‬و‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬وقال البحارنة إن لجنة التحقيق ستضم العديد من المسؤولين‬ ‫الحكوميين وكذلك أعضاء مستقلين‪ ،‬من بينھم ممثلين عن جمعية األطباء البحرينية‪ 24.‬وفي وقت الھجوم على دوار‬ ‫اللؤلؤة في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار من قبل قوات األمن والجيش‪ ،‬لم يكن قد تم بعد تشكيل لجنة وزارة الصحة للتحقيق‪.‬‬ ‫ولم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من تحديد الوضع الحالي للجنة التحقيق التي أعلن عنھا وزير الصحة‪ .‬وفي يوم ‪3‬‬ ‫أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2011‬علقت وزارة التنمية االجتماعية موقتا جمعية األطباء البحرينية‪ ،‬وأعيد في وقت الحق تشكيل‬ ‫المنظمة تحت قيادة جديدة‪ .25‬كما اعتقلت السلطات واحتجزت رئيس جمعية األطباء البحرينية‪ ،‬الدكتور أحمد جمال‪،‬‬ ‫ولكنھا أفرجت عنه الحقا‪ .‬وباشرت السلطات الحكومية دعاوى قضائية ضد ‪ 48‬من األطباء والعاملين في مجال‬ ‫الرعاية الصحية في مجمع السليمانية الطبي ومرافق صحية أخرى لتورطھم في جرائم مزعومة في مجمع السليمانية‬ ‫الطبي )أنظر أدناه(‪ .‬ووقعت بعض ھذه الجرائم المزعومة بين ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط و‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬ھناك أكثر من‬ ‫‪ 150‬طبيب وممرض ومسعف جمدوا من العمل أو تم فصلھم‪.‬‬ ‫وقال أعضاء المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان الرسمية لـ ھيومن رايتس ووتش في ‪ 30‬مارس‪/‬آذار إن المؤسسة‬ ‫بدأت تحقيقاتھا الخاصة في ما حدث في مجمع السليمانية الطبي منذ بداية االحتجاجات في ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط و‪16‬‬ ‫مارس‪/‬آذار‪ 26.‬استقال نزار البحارنة كوزير للصحة في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬وعوضته الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة‬ ‫التنمية االجتماعية‪ ،‬كقائمة بأعمال وزير الصحة‪.‬‬ ‫في ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2011‬كتبت ھيومن رايتس ووتش إلى الدكتورة البلوشي‪ ،‬تطلب منھا معلومات بشأن مزاعم‬ ‫الحكومة ضد الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي وأماكن أخرى‪ .‬وحتى كتابة ھذه السطور لم تتلق ھيومن رايتس‬ ‫ووتش بعد أي رد من الوزارة‪.‬‬

‫ھجمات في جامعة البحرين )‪ 13‬مارس‪/‬آذار(‬ ‫تحدثت ھيومن رايتس ووتش إلى سبعة من األطباء والطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬الذين أرسلوا إلى حرم‬ ‫جامعة البحرين في الصخير‪ ،‬حوالي ‪ 12‬ميال جنوب المنامة‪ ،‬في ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬بعد تقارير عن اشتباكات بين‬ ‫محتجين طالب مناھضين للحكومة الطالبية وشرطة مكافحة الشغب ورجال مسلحين يرتدون مالبس مدنية في ذلك‬ ‫النھار‪ 27.‬وقال طبيب واحد لـ ھيومن رايتس ووتش إن مجمع السليمانية الطبي قد أرسل أربع أو خمس سيارات‬ ‫إسعاف إلى الجامعة‪ .‬وقال إنه عندما وصلت سيارة اإلسعاف التي يركبھا‪ ،‬رأى عشرات من الرجال الذين يرتدون‬ ‫‪" 24‬وعد بإنشا لجنة تحقيق مستقلة"‪ ،‬أخبار الخليج اليومية‪ 2 ،‬مارس‪/‬آذار ‪http://www.gulf-daily- ،2011‬‬

‫‪) news.com/NewsDetails.aspx?storyid=300885‬تمت الزيارة في يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪" 25‬وزارة التنمية االجتماعية تحل جمعية المعلمين البحرينية وتوقف مجلس إدارة جمعية األطباء"‪ ،‬وكالة أنباء البحرين‪ 6 ،‬أبريل‪/‬نيسان‬ ‫‪) http://www.bna.bh/portal/news/451949?date=2011-04-6 ،2011‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪ .(2011‬تم أيضا تعيين‬ ‫وزيرة التنمية االجتماعية‪ ،‬فاطمة البلوشي‪ ،‬قائمة بأعمال وزير الصحة في ‪ 24‬مارس‪/‬آذار‪ .‬وفي ‪ 23‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2011‬بعثت جمعية أطباء‬ ‫البحرين التي شكلت حديثا والقريبة من الحكومة رسالة إلى ھيومن رايتس ووتش التي اتھمت فيھا المنظمة بعض األطباء البحرينيين بارتكاب‬ ‫جرائم وخرق الحياد الطبي خالل فترة االحتجاج‪ ،‬مضيفة ان الجمعية تدعم متابعة الحكومة لھؤالء األطباء وتوقيفھم‪ .‬أعلنت جمعية أطباء‬ ‫البحرين في يونيو‪/‬حزيران أنھا تعتزم إصدار تقريرھا الخاص حول األحداث التي وقعت في مجمع السليمانية الطبي ومراكز طبية أخرى‪.‬‬ ‫‪ 26‬لقاء ھيومن رايتس ووتش مع المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان )مريم الجالھمة‪ ،‬التي تشغل أيضا منصب الوكيل المساعد للرعاية األولية‬ ‫و الصحة العامة‪ ،‬وعبد ﷲ الدوسري‪ ،‬وعلي العرادي(‪ ،‬المنامة‪ 3 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 27‬قال الطاقم الطبي والمرضى الجرحى في مستشفى السلمانية‪ ،‬الذين تحدثت إليھم ھيومن رايتس ووتش في ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬إن شبابا في‬ ‫لباس مدني‪ ،‬بعضھم مقنع‪ ،‬حاجموا الطلبة الذين شاركوا في مظاھرات ضد الحكومة في حرم الجامعة بالھراوات والسكاكين‪ .‬وتزعم الحكومة‬ ‫أن المتظاھرين المناھضين للحكومة ھم الدين ھاجموا الطلبة في جامعة البحرين وجمروا ممتلكات الجامعة في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪14‬‬


‫الزي المدني‪ ،‬مسلحين بالعصي والسكاكين‪ ،‬وبعضھم يرتدون أقنعة‪ .‬وقال الطبيب إنه استطاع ومعاونوه الفرار رفقة‬ ‫زميل لھم من سيارة إسعاف أخرى وتعرض إلصابات في الرقبة بعد أن ضربه بعض الرجال المسلحين‪ .‬وقال الطبيب‬ ‫لـ ھيومن رايتس ووتش إن قوات األمن الموجودة في المكان لم تفعل شيئا لوقف الرجال المسلحين الذين يرتدون‬ ‫المالبس المدنية من مھاجمة زميله‪.28‬‬ ‫وقال طبيب آخر أوفد إلى الجامعة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬إنه عندما وصلت سيارة اإلسعاف التي كان فيھا إلى‬ ‫الجامعة‪ ،‬الحظ عشرات الرجال المسلحين الذين يرتدون مالبس مدنية ومسلحين‪ ،‬ويرتدي بعضھم أقنعة‪ .‬وقال إن‬ ‫بعض الرجال المسلحين ضربوا أحد زمالئه‪ .‬وقال الطبيب الذي تحدث إلى ھيومن رايتس ووتش إن المسلحين منعوا‬ ‫طاقم سيارة اإلسعاف من الخروج إلسعاف الجرحى‪ ،‬وسألوھم عن سبب وجودھم ھناك‪ ،‬وھددوھم‪ .‬وقال‪" :‬قلنا لھم‬ ‫نحن ھنا لمساعدة أي شخص مجروح"‪ .‬وأضاف‪" :‬لكنھم قالوا ’ال‪ ،‬أنتم تريدون فقط مساعدة الضحايا الشيعة!‘" ثم‬ ‫اقترب العديد من الرجال المسلحين من سيارة اإلسعاف وحطموا النافذة على جانب الركاب بالھراوات والعصي‪ ،‬حيث‬ ‫كان يجلس الطبيب‪ ،‬وتركوه بجروح خفيفة في الوجه والرقبة‪ .‬بعد فترة وجيزة‪ ،‬سُمح لسيارة اإلسعاف بالمغادرة‪.29‬‬ ‫وأيد عدد من العاملين الطبيين اآلخرين الذين أوفدوا إلى الجامعة شھادة ھذا الطبيب‪.‬‬ ‫وقالت طبيبة‪ ،‬والتي قالت إنھا أوفدت أيضا إلى الجامعة في ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش إن رجاال‬ ‫يرتدون مالبس مدنية‪ ،‬بعضھم كان ملثما‪ ،‬ھددوھا وأطباء آخرين عديدين بسكين بينما كانت الشرطة في مكان الحادث‬ ‫ولم يفعلوا شيئا‪ .‬وقالت إنھا رأت رجال في ثياب مدنية يضرب ممرضين اثنين موظفين في مجمع السليمانية الطبي‪.‬‬ ‫وقالت إنه حينما تصاعد الموقف ركضت رفقة الطاقم الطبي‪ ،‬بمن فيھم أربعة أطباء وخمسة ممرضين‪ ،‬إلى داخل أحد‬ ‫المباني‪ .‬وقالت إن عصابة من الرجال في ثياب مدنية طاردوھم إلى الداخل‪ ،‬لكنھم حبسوا أنفسھم في أحد الفصول‪،‬‬ ‫وبعد حوالي ‪ 20‬دقيقة تمكنوا من مغادرة المنطقة‪.30‬‬ ‫وقالت طبيبة أخرى كانت في عين المكان لـ ھيومن رايتس ووتش إنه عندما وصلت سيارة اإلسعاف التي كانت على‬ ‫متنھا إلى مدخل الجامعة‪ ،‬أجبرھم شباب يرتدون مالبس مدنية ويحملون أسلحة‪ ،‬بما فيھا عصي وسكاكين وسيوف‪،‬‬ ‫على التوقف‪ .‬وقالت إن ضباط الشرطة العادية‪ ،‬وليس شرطة مكافحة الشغب‪ ،‬وأمن الجامعة كانوا يرافقون الرجال‬ ‫في مالبس مدنية‪ .‬وبعد أن عبرت سيارة اإلسعاف البوابة‪ ،‬شاھدت العديد من الرجال في ثياب مدنية يضربون شخصا‪.‬‬ ‫وحسب الطبيبة‪ ،‬لم يكن واضحا من ھو الضحية‪ ،‬ولكن قوات األمن كانت في الساحة ولم يبذلوا أية محاولة لوقف‬ ‫الضرب‪ .‬وقالت لـ ھيومن رايتس ووتش إنھا وزمالؤھا أسعفوا أربعة أشخاص من المصابين في عين المكان‪ ،‬بمن‬ ‫فيھم واحد من الرجال الذين يرتدون المالبس المدنية والذي أصر على نقله إلى مستشفى القوات المسلحة البحرينية‬ ‫عوض مجمع السليمانية الطبي‪ .‬وحينما غادرت سيارة اإلسعاف التي كانوا على متنھا‪ ،‬أوقفتھم الشرطة وطلبوا منھم‬ ‫فتح الباب الخلفي ليتمكنوا من التحقق ممن يوجد فيه‪ .‬وقالت الطبيبة‪" :‬بمجرد أن قلنا لھم إننا ننقل شخصا مصابا إلى‬ ‫‪31‬‬ ‫مستشفى قوة دفاع البحرين‪ ،‬سمحوا لنا بالمغادرة"‪.‬‬ ‫وقال طبيب خامس‪ ،‬والذي أوفد إلى جامعة البحرين‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش إنه وأطباء آخرين رأوا متظاھرين‬ ‫مناھضين للحكومة يضربون أحد الرجال المسلحين الذين يرتدون مالبس مدنية في الجامعة‪ .‬وقال إنھم كانوا قادرين‬ ‫على إقناع المتظاھرين باالبتعاد‪ ،‬وعند ھذه النقطة حملوا الشخص المصاب في سيارة اإلسعاف ونقلوه إلى مجمع‬ ‫السليمانية الطبي‪ .‬وقال أطباء من مجمع السليمانية الطبي الذين أوفدوا إلى الجامعة‪ ،‬إن ما ال يقل عن ثالثة – حسب‬

‫‪ 28‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 13 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 29‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 13 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 30‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 13 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 31‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 13 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫‪15‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫الزعم ‪ -‬من أعضاء العصابة الموالية للحكومة دخلوا مجمع السليمانية في ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ .‬وحاولت ھيومن رايتس‬ ‫‪32‬‬ ‫ووتش مقابلة أحد ھؤالء الرجال‪ ،‬ولكن موظفي مجمع السليمانية الطبي قالوا إنه ال يرغب في إجراء مقابلة معه‪.‬‬ ‫قامت ھيومن رايتس ووتش وشركاء محليون لھا بمقابلة عدة مسعفين ذكروا كل على انفراد وجود نمط من الھجمات‬ ‫ضد سيارات اإلسعاف المنتشرة في المناطق التي وقعت فيھا مصادمات بين المتظاھرين المعارضين للحكومة‬ ‫والموالين لھا‪ ،‬أو مع قوات األمن‪ ،‬بعد ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪ .‬بعد أحداث ‪ 16‬مارس‪/‬آذار واستيالء قوات األمن والجيش‬ ‫على مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬الحظ موظفو ھيومن رايتس ووتش أن بعض سيارات اإلسعاف التي تم إرسالھا من‬ ‫مختلف المستشفيات أو المراكز الصحية يرافقھا رجال الشرطة‪ .‬وليس واضحا ما إذا كانت ھناك سياسة ممنھجة‬ ‫لتوفير حراسة الشرطة لجميع سيارات اإلسعاف المرسلة من مجمع السليمانية الطبي أو المراكز الصحية العامة منذ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬

‫‪ 32‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 13 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 33‬قال شاھد‪ ،‬تحدث إلى ھيومن رايتس ووتش في ‪ 30‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬إن حراسة الشرطة لسيارات اإلسعاف التي أرسلت من مجمع‬ ‫السليمانية الطبي وغيره من مراكز الصحة‪ ،‬قد انتھت بشطل كبير‪.‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪16‬‬


‫‪ .III‬حصار المستشفيات والمراكز الطبية‬ ‫في ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬شنت قوات األمن والجيش مجموعة من الھجمات على قرى الشيعة‪ .‬في األيام التالية‪ ،‬استھدفت‬ ‫القوات األمنية والعسكرية المستشفى العام الرئيسي للبالد‪ ،‬مجمع السلمانية الطبي‪ ،‬باإلضافة لعدة مراكز صحية عامة‬ ‫وبعض المستشفيات الخاصة‪ .‬طوقت قوات األمن المرافق الطبية‪ ،‬ومنعت عربات اإلسعاف‪ ،‬والمرضى‪ ،‬والفريق‬ ‫الطبي من الدخول أو المغادرة‪ ،‬وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع‪ ،‬والرصاص المطاطي‪ ،‬والشظايا الصغيرة على‬ ‫ھذه المرافق‪ .‬الحظت ھيومن رايتس ووتش دمارا ماديا في المرافق الطبية بالتزامن مع استخدام ھذه األسلحة‪ .‬بعد‬ ‫حصار مجمع السليمانية في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار بقليل‪ ،‬قامت قوات األمن والجيش باحتالل المجمع وتولت إدارة شؤونه‪.‬‬

‫مركز سترة الصحي )‪ 15‬مارس‪/‬آذار(‬ ‫في ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬حوالي ‪ 4:45‬مسا ًء‪ ،‬كانت ھيومن رايتس ووتش مع أحد مواطني سترة‪ ،‬أحد أكبر قرى الشيعة‬ ‫بالبحرين‪ .‬وذكر ھذا الشخص أن قوات األمن طوقت المركز الصحي المحلي وبدت مستعدة للدخول‪ .‬أثناء المحادثة‬ ‫سمعت ھيومن رايتس ووتش طلقات رصاص واضطر ھذا المواطن إلنھاء المكالمة والبحث عن مأوى‪ .‬الحقا في ذلك‬ ‫المساء أخبر نفس المواطن من سترة ھيومن رايتس ووتش أن قوات األمن أطلقت قنابل الغاز اللمسيل للدموع‬ ‫والرصاص المطاطي على المركز الطبي ولكنھم لم يدخلوا بأنفسھم‪ .34‬في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار أخبر ھذا الشخص ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أن قوات األمن استمرت في محاصرة مركز سترة الطبي وأن المرفق كان تحت التأمين بشكل فعال‪35.‬‬ ‫أخبر شاھدان آخران‪ ،‬واللذان كانا في مركز سترة الصحي‪ ،‬ھيومن رايتس ووتش في ‪ 15‬مارس‪/‬آذار أنه قبل الساعة‬ ‫‪ 5:00‬بقليل بدأ الناس في الجري داخل المركز الطبي ألن الشرطة قامت بمحاصرة المرفق وكانت تقوم بإطالق‬ ‫الرصاص المطاطي‪ ،‬وقنابل الصوت‪ ،‬والشظايا الصغيرة على البناية‪ .‬قالوا أن الطاقم الطبي اختبأ تحت الطاوالت‬ ‫وراحت الشرطة تطلق النار على المبنى‪ .‬بعد ما يقرب من عشر دقائق انصرفت قوات األمن سريعا‪ ،‬لكنھا عادت‬ ‫وحاصرت المركز ثانية بعد خمس دقائق‪ ،‬وقد حبست الطاقم والمرضى بالداخل‪ .36‬شاھدت ھيومن رايتس ووتش أثر‬ ‫شظايا صغيرة والتي أصابت جذع وساقي أحد الشھود والذي قال أنه كان خارج المستشفى وقت الھجوم وأنه كان‬ ‫يحمي النساء وھن يختبئن‪.‬‬

‫مجمع السلمانية الطبي )‪ 16‬مارس‪/‬آذار وبعدھا(‬ ‫حوالي الساعة ‪ 7:00‬في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬تحركت القوات العسكرية وشرطة مكافحة الشغب لتفريق مئات‬ ‫المتظاھرين المتجمعين في دوار اللؤلؤة‪ ،‬مركز المظاھرات المناھضة للحكومة منذ منتصف فبراير‪ .‬استعملت قوات‬ ‫األمن أوليا الغاز المسيل للدموع‪ ،‬وقنابل الصوت‪ ،‬والرصاص المطاطي‪ ،‬وخراطيش الصيد لتفريق الحشود‪ .‬أخبر‬ ‫الشھود ھيومن رايتس ووتش أنه بعد أن قامت قوات األمن بإخالء دوار اللؤلؤة دخلت عدة بلدات شيعية قرب الدوار‪،‬‬ ‫ومن بينھا سنابس وجدحفص والديه فيما يبدو لمطاردة المتظاھرين واستعادة السيطرة على مناطق المنامة المركزية‪.‬‬ ‫قال الشھود واألطباء أن المتظاھرين عانوا من إصابات خطيرة في مرحلة تالية لتلك العملية‪ ،‬والتي دامت على ما يقال‬ ‫لعدة ساعات بعد إخالء دوار اللؤلؤة‪ ،‬والتي قامت فيھا قوات األمن باستخدام الذخيرة الحية‪.‬‬

‫‪ 34‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 15 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 35‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 36‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 17/15 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬

‫‪17‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫حوالي الساعة ‪ 7:40‬صباحا من نفس اليوم‪ ،‬حاولت ھيومن رايتس ووتش دخول مجمع السلمانية الطبي لكنھا‬ ‫الحظت حشودا من شرطة مكافحة الشغب المسلحة تحاصر البوابات الرئيسية للمستشفى‪ .‬شاھدت ھيومن رايتس‬ ‫ووتش الشرطة تقوم بتحويل السيارات بعيدا عن المستشفى‪ ،‬و من بينھا مركبة واحدة على األقل كان يقودھا عضو‬ ‫طاقم وزارة الصحة‪ .‬أحد الطبيبات العامالت بالمرفق الصحي أخبرت ھيومن رايتس ووتش في وقت الحق أنھا‬ ‫سمعت صوت صفارات إنذار تقترب من المجمع بعد ھجوم قوات األمن على دوار اللؤلؤة‪ ،‬لكن قوات األمن رفضت‬ ‫أن تترك عربات اإلسعاف تصل للمستشفى‪ .37‬قال األطباء أن قوات األمن في مجمع السليمانية الطبي أمرت بعض‬ ‫الجرحى بالذھاب لمرافق صحية أخرى‪ ،‬من ضمنھا المرافق ذات اإلدارة الحكومية مثل مركز نعيم الصحي‪،‬‬ ‫والمرافق الخاصة مثل مستشفى البحرين الدولية وابن النفيس‪ ،‬ومستشفى قوة دفاع البحرين‪.38‬‬ ‫أنكرت السلطات البحرينية على طول الخط االدعاءات حول تحويل قوات األمن للمصابين من مجمع السليمانية الطبي‬ ‫إلى مرافق طبية أخرى‪ .‬ادعت السلطات بدال من ذلك أن قوات األمن والقوات العسكرية كان عليھا أن تحاصر‬ ‫وتتحمل مسئولية المستشفى ألن المتظاھرين المناھضين للحكومة والقائمين بأعمال الشغب قد استولوا على المجمع‪،‬‬ ‫وكانوا يحتجزون رھائن ويمنعون إتاحة خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬ويخزنون أسلحة في المستشفى ويمنعون العالج‬ ‫الطبي عن المرضى السنة بشكل متكرر‪ 39.‬في ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬طلبت ھيومن رايتس ووتش معلومات من السلطات‬ ‫تدعم ھذه االدعاءات‪ ،‬لكن ھذا الطلب لم يتلق ردا حتى وقت كتابة ھذا التقرير‪.‬‬

‫جندي مقنّع والعديد من أفراد‬ ‫قوات األمن يحرسون مدخل‬ ‫غرفة الطوارئ في مج ّمع‬ ‫السلمانية الطبي‪.‬‬ ‫© ‪ 2011‬جيمس لولر دوجان‬

‫أخبر األطباء ھيومن رايتس ووتش أنه كان ھناك تواجد أمني مكثف على الناحيتين الخارجية والداخلية للمستشفى بدءا‬ ‫من ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وأن القوات العسكرية وقوات األمن منعت األطباء‪ ،‬والطاقم الطبي‪ ،‬وعربات اإلسعاف من‬ ‫المغادرة أو الدخول بحرية‪ .‬قالت إحدى الطبيبات أنھا شھدت في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار من نافذة العنبر حيث كانت تعمل‪،‬‬ ‫شرطة مكافحة الشغب تطلق النار في الھواء وھم يمشون عبر ساحة انتظار السيارات بالمستشفى‪ ،‬ويدفعون الكثير من‬ ‫‪ 37‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 38‬بيان صحفي لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 17 “Bahrain: Injured People Denied Medical Care,” ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/17/bahrain-injured-people-denied-medical-care.‬‬

‫‪ 39‬انظر الفصل السادس من ھذا التقرير‪.‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪18‬‬


‫الناس الذين كانوا خارج المدخل وفي ساحة موقف السيارات للركض داخل المستشفى‪ .‬قالت أن عربتين من عربات‬ ‫شرطة مكافحة الشغب كانت قريبة‪ ،‬وأن شبكة الھواتف المحمولة كانت قد توقفت عن العمل‪ ،‬وأنه كان باستطاعتھا‬ ‫رؤية دخان يتصاعد من اتجاه دوار اللؤلؤة‪ .‬بسبب األحداث التي كانت تجري في دوار اللؤلؤة‪ ،‬قالت الطبيبة أنھا‬ ‫توقعت ھي وزمالؤھا أن يروا عربات اإلسعاف آتية لمجمع السليمانية الطبي‪ ،‬لكن لم تصل أي عربة إسعاف‬ ‫لساعات‪ .‬قالت الطبية أن طاقم المستشفى قام بتوصيل النساء واألطفال الذين دخلوا المستشفى من ساحة موقف‬ ‫السيارت إلى األدوار الثاني‪ ،‬والثالث‪ ،‬والرابع لحمايتھم‪ .‬وقالت أنھا رأت الرجال في الزي العسكري يحملون السالح‬ ‫متجھين نحو مكتب إدارة مجمع السليمانية الطبي‪.40‬‬ ‫قال أطباء آخرون لـ ھيومن رايتس ووتش أن المستشفى كان في حالة تأمين فعلي من ‪ 16‬مارس‪/‬آذار فصاعدا‪ ،‬وأن‬ ‫قوات األمن رفضت أن تمد األطباء الذين يرغبون بمغادرة مجمع السليمانية الطبي بأي ضمانات أنه لم يتم اغتيالھم أو‬ ‫اعتقالھم من قبل القوات التي تحيط بالمستشفى‪" .‬نحن خائفون من الخروج" قالت إحدى الطبيبات لـ ھيومن رايتس‬ ‫ووتش في ‪ 17‬مارس‪/‬آذار في الھاتف‪ .‬استكملت‪:‬‬ ‫بعض ]الطاقم الطبي[ كان ھنا ليومين أو ثالثة بشكل متصل‪ .‬ال يمكننا أن نؤدي مھماتنا تحت ھذه‬ ‫الظروف‪ .‬الحكومة تتھمنا بالتفريق بين السنة والشيعة ]كمرضى[‪ .‬أنا سنية‪ .‬نحن فقط ليس لدينا‬ ‫‪41‬‬ ‫ھذا التوجه ھنا‪ .‬نحن نقوم بوظيفتنا تحت ظروف قاسية ونحن ال نستحق ذلك‪.‬‬ ‫العديد من األطباء الذين شھدوا األحداث من داخل المستشفى أثناء فترة التأمين أخبروا ھيومن رايتس ووتش أن قوات‬ ‫األمن كانت تطلق الرصاص المطاطي وخراطيش الصيد على المدنيين الذين كانوا قد تجمعوا خارج مدخل المستشفى‬ ‫لكنھم لم يتمكنوا من بلوغ مأوى داخل المستشفى‪ ،‬متسببين في إصابة ما ال يقل عن شخصين‪ .‬قالت طبيبة واحدة على‬ ‫األقل أنھا شاھدت متظاھرا جريحا ينقل للعالج ذاك الصباح وكان قد أصيب برصاصة مطاطية خارج مدخل‬ ‫المستشفى‪ .‬طبيبة أخرى والتي كانت في مجمع السليمانية الطبي في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار أخبرت ھيومن رايتس ووتش أنھا‬ ‫وآخرين شھدوا على قيام قوات األمن بضرب فردين‪ ،‬أحدھما على األقل كان واحدا من أعضاء طاقم مجمع السليمانية‬ ‫الطبي‪ ،‬على مقربة من ساحة موقف السيارات ‪ -‬قالت أنھا شاھدت ذلك يحدث من الطابق الثالث أو الرابع لمبنى‬ ‫المستشفى‪ .‬قالت أن قوات األمن قامت بضرب ھذين الفردين ألكثر من نصف ساعة‪ . 42‬عضو آخر من طاقم‬ ‫المستشفى والذي شھد على الضرب أخبر ھيومن رايتس ووتش أنھم طلبوا مدير الطوارئ ليرسل عربة إسعاف‪،‬‬ ‫لكنھم قالوا أنه حين وصلت عربة اإلسعاف منعتھا شرطة مكافحة الشغب وأبعدت المسعفين االثنين الذين حضرا‬ ‫‪43‬‬ ‫للموقع‪.‬‬ ‫لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من التأكد مما جرى لألفراد الذين قال الشھود أنھم تعرضوا للضرب بشدة في تلك‬ ‫األحداث من قبل قوات األمن‪.‬‬ ‫الحصار واالحتالل فيما بعد للمجمع من قبل قوات األمن والجيش أثر أيضا ً على مستوى معاملة المرضى‪ .‬قابلت‬ ‫ھيومن رايتس ووتش شقيق متظاھر‪ ،‬كان قد أصيب إصابة جسيمة في ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط عندما أطلقت قوات الجيش‬ ‫واألمن الذخيرة الحية على متظاھرين سلميين قرب دوار اللؤلؤة‪ .‬لحقت بالمتظاھر إصابة جسيمة في صدره‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك نزيف داخلي حاد في رئته اليسرى‪ .‬بعد عدة عمليات تمكن األطباء من جعل حالته تستقر‪ ،‬لكنه ما زال في وحدة‬ ‫العناية المركزة بالمجمع الطبي‪.‬‬

‫‪ 40‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 29 ،‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬ ‫‪ 41‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 17 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011،‬‬ ‫‪ 42‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 43‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬

‫‪19‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫قال شقيق المريض لـ ھيومن رايتس ووتش إن األطباء انتھوا ألنه يحتاج لجراحة إضافية وأن الجراحة ال يمكن عملھا‬ ‫إال بالخارج‪ .‬قال إن أسرته رتبت لمغادرته المجمع الطبي في أواسط مارس‪/‬آذار إلى أوروبا‪ ،‬لكن ُمنعت من ذلك بعد‬ ‫أن احتلت قوات الجيش واألمن المستشفى في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من الحصول على‬ ‫‪44‬‬ ‫معلومات عن حالته أو مكانه فيما بعد‪.‬‬ ‫بعد عدة ساعات من حصار قوات األمن للمحيط الداخلي والخارجي للمستشفى‪ ،‬وبعد ذلك تفاوض وزير الصحة نزار‬ ‫البحارنة‪ ،‬ومديري المستشفى‪ ،‬ومسئولي قوات الدفاع البحريني وصوال التفاق يسمح بإيفاد مجمع السليمانية الطبي‬ ‫عدة عربات إسعاف للمراكز الصحية في المناطق األصغر لنقل بعض األفراد المصابين والذين ال يستطيعون‬ ‫الوصول للمجمع باكرا بسبب التطويق األمني‪ ،‬حسب ما أخبرت مصادر داخل المستشفى ھيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫بشكل منفصل‪ ،‬أخبر طبيبان كانا عالقين داخل المجمع في مساء ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬ھيومن رايتس ووتش بالھاتف ذلك‬ ‫اليوم أن الطاقم الطبي كان يتفاوض مع السلطات األمنية والعسكرية داخل المستشفى في محاولة إلقناع مسئولي األمن‬ ‫بالسماح لعدة عربات إسعاف بمغادرة المجمع وانتشال المصابين باكرا‪ .‬بحسب ھؤالء األطباء‪ ،‬لم توافق السلطات‬ ‫الحكومية واألمنية على االتفاق إال بعد موافقة الطاقم الطبي تقليص األماكن والتي سينتشلون منھا المصابين‪ .45‬بينما‬ ‫أخبر طبيب آخر ھيومن رايتس ووتش ذلك اليوم أن السلطات أصرت على أن تقود قوات األمن عربات اإلسعاف وأن‬ ‫‪46‬‬ ‫تتمكن من تفتيش األطباء وطاقم مجمع السليمانية الطبي قبل أن يركبوا في عربات اإلسعاف‪.‬‬ ‫أخبر األطباء ھيومن رايتس ووتش أن قوات األمن أكدت للبحارنة أنه ما دام الطاقم الطبي وافق على الشروط‪ ،‬فإن‬ ‫أمانھم سيكون مضمونا‪ .47‬برغم تأكيداتھم‪ ،‬ھاجمت قوات األمن إحدى عربات اإلسعاف بعد فترة قصيرة من تركھا‬ ‫المجمع حوالي ‪ 4:00‬أو ‪ 5:00‬مسا ًء‪ .48‬كسر ذراع أحد األطباء في ھذا الھجوم‪ ،‬وتعرض آخرون للضرب واإلھانة‪،‬‬ ‫بحسب قول طبيب آخر لـ ھيومن رايتس ووتش‪.49‬‬ ‫بعد عدة ساعات من الھجوم على عربة اإلسعاف‪ ،‬أعلن البحارنة استقالته‪.‬‬ ‫في اليوم التالي‪ 17 ،‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أخبرت الطبيبة التي قالت أنھا كانت داخل المجمع لعدة أيام ھيومن رايتس ووتش أن‬ ‫قوات األمن سمحت لھا ھي ومجموعة من الطاقم الطبي بالمغادرة في الصباح‪ .‬قالت أن قوات األمن أوقفت الجميع في‬ ‫صف‪ ،‬وطلبت بطاقات الھوية‪ ،‬فتشتھم‪ ،‬وصادرت الكاميرات‪ ،‬وأجھزة الالب توب واآلي باد التي بحوزتھم قبل‬ ‫السماح لھم بالمغادرة‪ .‬أخبروھم أن يستعيدوا أي متعلقات شخصية تمت مصادراتھا من مركز الشرطة الرئيسي‪.50‬‬ ‫كررت ھيومن رايتس ووتش محاولتھا أن تدخل المجمع في ‪ 19‬مارس‪/‬آذار وشاھدت كل مدخل يقوم بحراسته‬ ‫مجموعات من الجنود الذين يرتدون األقنعة ويحملون البنادق واألسلحة األوتوماتيكية‪ .‬على كل بوابة للمستشفى كان‬ ‫ھناك دبابة صغيرة ومدرعات ناقلة جند‪ .‬شاھد باحثو ھيومن رايتس ووتش قوات األمن تصوب السالح نحو المدنيين‬ ‫والذين اقتربوا من المجمع في السيارات‪ ،‬بينما طلبت قوات أمن أخرى من الركاب مغادرة سياراتھم وھم يفتشون‬ ‫المركبات ويقومون باستجوابھم‪ .‬حدث ذلك مع كل السيارت سواء التي تدخل أو التي تغادر المستشفى‪.‬‬ ‫‪ 44‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 29 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 45‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 46‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 47‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 48‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 49‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 50‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 17 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪20‬‬


‫في ‪ 28‬مارس‪/‬آذار دخلت ھيومن رايتس ووتش مبنى غرفة الطوارئ الخاصة بمجمع السليمانية الطبي من خالل عدة‬ ‫نقاط تفتيش في عربة اإلسعاف والتي كانت تنقل مريضا من مستشفى خاصة إلى المجمع يحمل إصابات مطردة من‬ ‫كريات خرطوش صيد‪ .‬بمجرد الدخول‪ ،‬الحظت ھيومن رايتس ووتش مجموعات من حشود ضباط الجيش واألمن‪،‬‬ ‫كثيرون منھم يسيرون حول ردھات المجمع بالبنادق واألقنعة الصوفية السوداء تغطي وجوھھم‪ .‬حشود ضباط الجيش‬ ‫واألمن ھناك في ذلك الوقت بدت أنھا أكثر عددا من المرضى بالداخل وقرب مبنى الطوارئ‪ .‬ما إن نُقل المريض إلى‬ ‫سرير حجرة الطوارئ‪ ،‬شھدت ھيومن رايتس ووتش وجود خمسة عناصر أمن وجيش على األقل يحيطون بالمريض‬ ‫ويستجوبونه عن الظروف الخاصة بإصابته‪ .‬لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من الحصول على معلومات عن سالمته‬ ‫أو مكانه فيما بعد‪.‬‬

‫مستشفيات أخرى ومراكز صحية‬ ‫في صباح ‪ 16‬مارس‪/‬آذار حاصرت قوات األمن أيضا عدة مرافق صحية أخرى‪ ،‬مركز النعيم الصحي ومستشفى‬ ‫البحرين الدولي ومستشفى صغير خاص بجدحفص‪ .‬أطلقت قوات األمن الغاز المسيل للدموع‪ ،‬والرصاص المطاطي‬ ‫وخراطيش الصيد على مدخل مستشفى البحرين الدولي‪ ،‬متسببة في بعض الدمار للمستشفى‪ .‬شاھدت ھيومن رايتس‬ ‫ووتش آثار وبقايا رصاص مطاطي داخل ساحة انتظار باإلضافة لثالث حقائب متوسطة الحجم تحوي دزينة من‬ ‫فوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع التي تم استخدامھا‪ ،‬ورصاص مطاطي وخراطيش صيد والتي قال العديد من‬ ‫الشھود أنه تم إطالقھا على المستشفى‪.‬‬ ‫الشھود الذي كانوا في المستشفى يوم ‪ 16‬مارس‪/‬آذار أخبروا ھيومن رايتس ووتش أن ما يقرب من مائة شخص‬ ‫والذين كانوا مصابين أو يعانون من استنشاق الغاز المسيل للدموع كانوا في ساحة انتظار طوارئ المستشفى‪ ،‬حيث‬ ‫أقام الطاقم غرفة فرز للمرضى القادمين‪ ،‬عندما أطلقت قوات األمن الغاز المسيل للدموع وخراطيش صيد على‬ ‫البناية‪ .‬أحد الشھود والذي كان يساعد المرضى أثناء وصولھم للمستشفى أخبر ھيومن رايتس ووتش أنه بعد بدء‬ ‫الھجوم على المستشفى بلحظات‪ ،‬كان المرضى واألھالي يتجمعون خارج مدخل المستشفى الرئيسي‪ .‬قال الشاھد أنه‬ ‫رأى قرابة عشرين مركبة تابعة لوزارة الداخلية تصطف على الناحية المقابلة للطريق وقت الھجوم والذي استمر على‬ ‫‪51‬‬ ‫األقل دقيقتين أو ثالثا‪.‬‬ ‫باإلضافة لھذه الھجمات األولية‪ ،‬نفذت قوات األمن بعد ذلك ھجمات على عدة مراكز صحية محلية في أماكن أخرى‬ ‫بالبحرين للقبض على أو استجواب عاملين طبيين يعملون ھناك‪ .‬وفقا للمعلومات التي تلقتھا ھيومن رايتس ووتش‪،‬‬ ‫ھاجمت قوات األمن مركز النعيم الصحي في ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬ومركز الدير الصحي يوم ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬ومركز‬ ‫الرازي الصحي يوم ‪ 11‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬مركز عراد الصحي بنك البحرين الوطني في ‪ 17‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬ومركز ابن‬ ‫سينا الصحي في ‪ 19‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬مركز الشيخ سلمان الصحي في ‪ 20‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬مركز األعالي الصحي في ‪26‬‬ ‫أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬مركز عيسى تاون الصحي في ‪ 26‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬مركز النويضرات الصحي في ‪ 27‬أبريل‪/‬نيسان‪ .‬لم‬ ‫تتمكن ھيومن رايتس ووتش من تأكيد دقة ھذه المعلومات‪ ،‬لكن المناقشات مع بعض أقارب العاملين الطبيين‬ ‫المعتقلين‪ ،‬والناشطين المعارضين‪ ،‬والتقارير اإلعالمية المنشورة في أواخر أبريل‪/‬نيسان ترجح أن قوات األمن قامت‬ ‫‪52‬‬ ‫بأكثر من ‪ 40‬اعتقاال ألطباء‪ ،‬وممرضين وآخرين من طاقم طبي أثناء ھجمات أبريل‪/‬نيسان‪.‬‬

‫‪ 51‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 21 ،‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬ ‫‪’" 52‬الھجوم’ على المراكز الطبية البحرينية والمدارس"‪ ،‬الجزيرة اإلنجليزية‪ 26 ،‬إبريل‪/‬نيسان‪،2011 ،‬‬ ‫‪) http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/04/2011426205632924276. html‬تمت الزيارة في ‪1‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪ .(2011‬مطر إبراھيم مطر‪ ،‬برلماني سابق حاورته محطة الجزيرة اإلنجليزية وأكد الھجمات على مركزين صحيين على األقل‬ ‫في ‪ 26‬إبريل‪/‬نيسان‪ ،‬تم القبض عليه أقل من أسبوع يوم ‪ 2‬مايو‪/‬ايار‬

‫‪21‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫العيادات الطبية المؤقتة‬ ‫أحد الشھود والذي كان في دوار اللؤلؤة يوم ‪ 16‬مارس‪/‬آذار عندما داھمت قوات األمن المتظاھرين أخبر ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أن حشودا من المتظاھرين‪ ،‬بعضھم يحمل إصابات خطيرة من خراطيش الصيد‪ ،‬انتھوا للعالج في‬ ‫عيادة مؤقتة في مآتم )مركز شيعي ديني مجاور( في قرية سنابس‪ ،‬ال يبعد عن دوار اللؤلؤة‪ .‬قالت أن المواطنين‬ ‫المحليين والمتظاھرين أقاموا العيادات ألن الجرحى لم يتمكنوا من االنتقال لمجمع السليمانية الطبي بسبب اإلغالق‬ ‫األمني ھناك‪ 53.‬في األيام التي تلت ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬تلقت ھيومن رايتس ووتش تقارير عدة عن عيادات مشابھة تمت‬ ‫إقامتھا من قبل المواطنين في مناطق أخرى ألن المتظاھرين الجرحى كانوا متخوفين من الذھاب لمرافق طبية منظمة‬ ‫مخافة االعتقال أو اإلساءة‪.‬‬ ‫أواخر مارس‪/‬آذار‪ ،‬أخبر أحد ممثلي أطباء بال حدود والذي قام بزيارة البحرين‪ ،‬ھيومن رايتس ووتش أنه لم يكن على‬ ‫علم بأن أي عيادات مؤقتة ال تزال تعمل‪ ،‬رغم أن الكثير من األشخاص المصابين أثناء التظاھر ال يزالون يفضلون أال‬ ‫يذھبوا للمستشفيات والمراكز الصحية مخافة الضرب و‪/‬أو االعتقال‪ 54.‬في بيانھا الرسمي‪ ،‬ذكرت أطباء بال حدود أنھا‬ ‫عالجت عشرات المرضى الذين لحقت بھم إصابات بسبب التظاھر داخل بيوتھم ألنھم كانوا يخشون التوقيف‬ ‫واالحتجاز أو اإلساءات إذا سعوا للعالج في المستشفيات أو المراكز الطبية‪ 55.‬كما دعت سلطات البحرين إلى رفع‬ ‫الحصار واالحتالل لمجمع السليمانية الطبي وغيره من المراكز الطبية‪ ،‬بحيث يتمكن المرضى‪ ،‬وبعضھم مصابين‬ ‫إصابات جسيمة‪ ،‬من الحصول على الرعاية الطبية المطلوبة‪.‬‬ ‫تلقت ھيومن رايتس ووتش معلومات في األسابيع التالية لـ ‪ 16‬مارس‪/‬آذار تؤكد أن نفس الجرحى سعوا بدال من ذلك‬ ‫للعالج عند أطباء متطوعين‪ ،‬وممرضين وعاملين طبيين آخرين في بيوت خاصة‪.‬‬

‫‪ 53‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 16 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 54‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع ممثل منظمة أطباء بال حدود‪ ،‬المنامة‪ 27 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 55‬انظر على سبيل المثال‪“From hospital to prison – medical aid in Bahrain,” MSF press release, May 13, 2011, :‬‬

‫‪) http://www.msf.org/msf/articles/2011/05/from-hospital-to-prison.cfm‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪22‬‬


‫‪ .IV‬استھداف األشخاص ذوي اإلصابات المتعلقة بالتظاھر‬ ‫أخبر طبيب داخل المستشفى ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬أنه بعد حصار قوات األمن والجيش لمجمع السليمانية الطبي في‬ ‫‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬سرعان ما راحت قوة دفاع البحرين "تدير األمور" في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وأن األطباء كانوا‬ ‫‪56‬‬ ‫معنيين بحماية أمان الطاقم الطبي والمرضى‪.‬‬ ‫االستيالء على المجمع كان له أثر مباشر على توفير الرعاية الصحية في المستشفى‪ .‬تدخلت قوات األمن في القرارات‬ ‫الطبية بالنسبة إليفاد عربات اإلسعاف‪ُ ،‬مقررين أين وما إذا كانت عربات اإلسعاف سيتم إرسالھا وما إذا كان مسؤولو‬ ‫األمن سيصاحبون الطاقم الطبي‪ ،‬ويقومون بالتفتيش األمني للطاقم الطبي‪ .‬وجود ضباط األمن والجيش‪ ،‬كثير منھم‬ ‫يرتدون األقنعة ويحملون السالح‪ ،‬داخل المجمع ساعد على ترھيب الطاقم الطبي والمرضى على السواء وجعل بعض‬ ‫المصابين من المتظاھرين يخاف أن يطلب الرعاية الطبية الالزمة وفي الوقت المناسب‪ .‬األكثر خطورة من بين ذلك‪،‬‬ ‫كان المرضى‪ ،‬خاصة الذي كان لديھم على ما يبدو إصابات جسيمة متعلقة بالتظاھر‪ 57.‬وجھت قوات األمن ھؤالء‬ ‫المرضى للحبس االنفرادي التعسفي‪ ،‬والضرب المنتظم‪ ،‬والتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة‪ .‬كما أنھم في‬ ‫بعض الحاالت تالعبوا كذلك بتقاريرھم الطبية‪.‬‬

‫تحديد وفصل المرضى الذين يعانون من إصابات تتعلق باالحتجاج‬ ‫أخبر اثنان من الطاقم الطبي لمجمع السليمانية ھيومن رايتس ووتش أنھما شاھدا رجال قوات األمن في المستشفى‬ ‫يدخلون غرف العمليات‪ ،‬يطلبون الھواتف‪ ،‬ويفتشون وسائل االتصال الخاصة بالطاقم الطبي‪ ،‬بحثا عن مقاطع فيديو‬ ‫وصور للمصابين‪ ،‬أو لقوات أمن مسلحة أو مقنّعة أو أية صور أخرى‪ .‬أخبر العديد من العاملين في المجمع ھيومن‬ ‫رايتس ووتش بأن المتظاھرين المصابين تم نقلھم للدور السادس في المستشفى‪ ،‬حيث قام عسكريون مسلحون بأسلحة‬ ‫ثقيلة بحماية أبواب العنابر حيث تم اعتقال المتظاھرين المصابين‪ ،‬باإلضافة للمدخل الرئيسي ونقاط الخروج في‬ ‫الطابق األرضي‪ .‬وفق طاقم المجمع‪ ،‬قلص مسئولو األمن األطباء‪ ،‬والممرضات‪ ،‬وباقي العاملين المسموح لھم بدخول‬ ‫الطابق السادس‪ .‬الذين تم فحصھم فقط ھم الذين يتمكنون من عبور نقاط التفتيش للوصول للمرضى في العنابر تحت‬ ‫‪58‬‬ ‫الحراسة‪.‬‬ ‫أخبرت ممرضة في المجمع ھيومن رايتس ووتش أنھا قامت بإدخال ‪ 25‬مريضا بإصابات متعلقة بالتظاھر قبل‬ ‫االستيالء العسكري على المستشفى في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬قالت أنه من بين الحاالت الخمس وعشرين التي قامت‬ ‫بإدخالھا‪ ،‬فُقد أكثر من خمسة بعد استيالء قوات األمن على المجمع‪ .‬قالت "فقد المرضى من قسم الجراحة العامة‬ ‫وعنابر أخرى" شرحت أنه في أحد المرات‪ ،‬حين كان ھناك إعالن عام في الصحف المحلية أن مجموعة من األطباء‬ ‫الكويتيين كانوا قادمين للمجمع لتقديم األدوات والمساعدة الطبية‪ ،‬نقل أفراد األمن كل المرضى ذوي اإلصابات‬ ‫المتعلقة بالتظاھر‪ ،‬باستثناء اولئك في وحدة العناية المركزة‪ ،‬لمناطق مختلفة من المستشفى أو نقلوھم خارجا‪.‬‬

‫‪ 56‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪ 57‬اإلصابات المتعلقة بالتظاھر تشمل اإلصابات التي تلحق بالفرد بسبب الذخيرة الحية أو الرصاص المطاطي أو قنابل الصوت أو خراطيش‬ ‫الصيد )أحيانا ً تسمى خراطيش الطيور( وغيرھا من معدات مكافحة الشغب المستخدمة من قبل الجيش وقوات األمن‪ .‬ھناك عدد يعتد به من‬ ‫اإلصابات‪ ،‬بعضھا قاتل‪ ،‬تسببت فيه طلقات خراطيش الصيد التي أطلقت من مسافة قريبة‪ .‬اإلصابات المتعلقة باالحتجاج تشمل أيضا ً استنشاق‬ ‫الغاز المسيل للدموع أو اإلصابة بجروح‪ ،‬عادة في الرأس‪ ،‬بسبب الضرب من قبل قوات األمن‪.‬‬ ‫ووتش‪ ،‬المنامة‪ 30 ،‬مارس‪/‬آذار‪ .‬قابلت ھيومن رايتس ووتش عدة مسعفين‪ ،‬من ضمنھم أطباء والذين أكدوا أن‬ ‫‪ 58‬مقابالت لـ ھيومن رايتس‬ ‫ِ‬ ‫الدور السادس والعنبر ‪ 62‬تحديدا‪ ،‬كان المكان المعتاد العتقال المتظاھرين المصابين لفترة بعد اضطالع القوات العسكرية وقوات األمن‬ ‫بممسئولية مجمع السلمانية الطبي‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫العسكريون وضباط األمن والذين يغطون وجوھھم بأقنعة سوداء‪ ،‬ورمادية‪ ،‬وكاكية قاموا بنقل المرضى‪ .‬قالت أنھم‬ ‫‪59‬‬ ‫نادرا ما تكلموا مع الطاقم الطبي‪ ،‬وكل منھم كان يحمل مسدسا صغيرا مربوط على فخذه وبندقية‪.‬‬

‫أحد المرضى مصاب في الظھر‬ ‫بطلقات صيد الطير على أيدي‬ ‫قوات األمن البحرينية وأدخل إلى‬ ‫غرفة الطوارئ في مج ّمع السلمانية‬ ‫الطبي في ‪ 15‬مارس‪/‬أيار ‪.2011‬‬ ‫© ‪ 2011‬جيمس لولر دوجان‬

‫أحد الشھود والذي كان يعمل في المجمع في ذلك الوقت أخبر ھيومن رايتس ووتش أنه في ‪ 25‬مارس‪/‬آذار أغلقت‬ ‫قوات األمن عنبر ‪ ،62‬والذي كان ممتلئا بالمرضى ذوي اإلصابات المتعلقة بالتظاھر‪ ،‬وقاموا بنقلھم‪ .‬تؤمن ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أن السلطات نقلت معظم المرضى لمناطق أخرى في المجمع‪ ،‬لكن من المحتمل أن يكون بعضھم قد تم‬ ‫نقله لمستشفيات أو مراكز طبية أخرى‪ .‬الشاھد‪ ،‬والذي تحدث لـ ھيومن رايتس ووتش في اليوم التالي‪ ،‬قال أن أحد‬ ‫المرضى والذي تم نقله من عنبر ‪ 62‬كان على جدول الدخول للجراحة لكنه أُخذ لمكان مجھول‪ .‬أخبر الشاھد ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أن قوات األمن أحضرت ھذا المريض ثانية للمجمع األسبوع التالي من مكان االعتقال للجراحة‬ ‫المطلوبة‪ 60.‬تحدثت ھيومن رايتس ووتش مع عدة عاملين طبيين والذين كانوا معنيين بأن كثيرا من المتظاھرين‬ ‫الجرحى تم نقلھم من قبل قوات األمن لمراكز اعتقال حيث لن يستطيعوا الحصول على احتياجاتھم الطبية‪ .‬لم تتمكن‬ ‫ھيومن رايتس ووتش من التحقق من المكان الذي نقل إليه المرضى في ‪ 25‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬ ‫أخبر شھود آخرون ھيومن رايتس ووتش أن أفراد قوات األمن المقنّعين باألزياء الرسمية والذين يحملون األسلحة‬ ‫أحضروا المرضى الذي ھم في حاجة للجراحة لمكان ما قبل العمليات في مجممع السلمانية الطبي‪ .‬بعد ذلك أخذ أفراد‬ ‫األمن أسماء الجراح واألطباء اآلخرين المشتركين في العملية‪ .‬وصف شاھد لـ ھيومن رايتس ووتش كيف سألت قوات‬ ‫األمن الطاقم من الذي سيقوم بإجراء العملية وسجلوا أسماءھم في كراسة خضراء‪ .‬بعد انتھاء العملية‪ ،‬جاء أفراد األمن‬ ‫لعنبر اإلفاقة ليأخذوا المريض ثانية للدور السادس تحت الحراسة المشددة‪ 61.‬أخبر الطاقم في المستشفى ھيومن رايتس‬ ‫ووتش أن ذات مرة سأل فرد من األطباء ضباط األمن عن موعد وصول مريض معين إلجراء الجراحة‪ ،‬وأجابه‬ ‫الضابط العسكري "إنه لن يجري العملية اليوم"‪ 62‬بدا آخرون من طاقم األطباء معنيين بتدخل قوات األمن في تدبير‬ ‫العناية الصحية للمتظاھرين المصابين‪.‬‬ ‫‪ 59‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 26 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 60‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 26 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 61‬المرجع السابق‬ ‫‪ 62‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 27 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪24‬‬


‫شھدت ھيومن رايتس ووتش ووثقت أحد الحاالت حيث‪ ،‬في ‪ 27‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬نقلت قوات األمن بالقوة مريضا يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 22‬عاما من المرفق الطبي الذي دخله بسبب جروح خطيرة لشظايا رصاص بعد أن أطلقت عليه من قبل قوات‬ ‫األمن‪ 63.‬كان المريض يتألم بشدة وأخبر األطباء ھيومن رايتس ووتش أنه كان بحاجة لجراحة عاجلة إلزالة أكثر من‬ ‫مائة شظية اخترقت حوضه ومزقت أعضاءه الداخلية‪ .‬ذھب ھذا المريض لمرفق طبي محلي في ‪ 26‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬ ‫أخبر ھيومن رايتس ووتش أن قوات األمن أطلقت خراطيش الصيد عليه‪ ،‬من على مسافة قريبة‪ ،‬يوم ‪ 25‬مارس‪/‬آذار‪،‬‬ ‫بعد دخولھم القرية ردا على مظاھرات مناھضة للحكومة‪ .‬قال أنه بدأ يشعر بآالم حادة في المعدة وتقيأ بعدھا بعدة‬ ‫ساعات لكن رفض نقله لمركز طبي خشية االعتقال‪ .‬سرعان ما صار األلم غير محتمل‪ ،‬فاتخذ أخوته القرار الصعب‬ ‫‪64‬‬ ‫بنقله لمرفق طبي قريب للعالج‪.‬‬ ‫أعطاه األطباء عالجا لأللم‪ ،‬عالجوا بعض جروحه السطحية‪ ،‬وأخذوا له صورا باألشعة السينية على منطقة الحوض‬ ‫والمؤخرة‪ .‬أظھرت األشعة‪ ،‬والتي قامت ھيومن رايتس ووتش بمراجعتھا‪ ،‬أكثر من مائة شظية مستقرة داخل جسد‬ ‫المريض‪ .‬أخبره األطباء أنھم لن يستطيعوا عالجه ھناك ألن بعضا من الشظايا اخترق بعمق وسبب تمزقا داخليا‬ ‫‪65‬‬ ‫يتطلب جراحة‪.‬‬

‫أدخل ھذا المريض إلى‬ ‫غرفة الطوارئ في مج ّمع‬ ‫السلمانية الطبي في ‪15‬‬ ‫مارس‪/‬أيار ‪ .2011‬تظھر‬ ‫صورة األشعّة عشرات من‬ ‫طلقات صيد الطير المعدنية‬ ‫المغروسة في جسمه‪.‬‬ ‫© ‪ 2011‬جيمس لولر‬ ‫دوجان‬

‫صباح ‪ 27‬مارس‪/‬آذار دخل المريض مرفقا طبيا آخر‪ ،‬حيث أخبره األطباء أنه بحاجة لجراحة عاجلة‪ .‬قالوا أنھم‬ ‫بحاجة لطلب دم من مجمع السلمانية الطبي‪ 66.‬حذروا المريض وأسرته أنھم لن يتمكنوا من طلب دم دون أن يزودوھم‬ ‫باسمه‪ ،‬ورقم بطاقةھويته وطبيعة إصاباته‪.‬‬ ‫بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا‪ ،‬الحظ باحث ھيومن رايتس ووتش في موقع الحادث حوالي عشرة أفراد من قوات‬ ‫األمن‪ ،‬من بينھم اثنين بمالبس مدنية وما اليقل عن أربعة من شرطة مكافحة الشغب يحملون أسلحة‪ ،‬يدخلون المرفق‬ ‫‪63‬‬

‫بيان صحفي لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 30 Bahrain: Protesters Beaten, Detained,” ،‬مارس‪/‬آذار‪:2011 ،‬‬

‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/30/bahrain-wounded-protesters-beaten-detained‬‬

‫‪ 64‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 27 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 65‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة ‪ 27‬مارس ‪.2011‬‬ ‫‪ 66‬مجمع السلمانية الطبي لديه بنك الدم الوحيد )بخالف مستشفى قوات الدفاع البحرينية(‬

‫‪25‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫الطبي‪ .‬أخبر أحد ضباط الشرطة ھيومن رايتس ووتش أنھم من مركز شرطة بلدة عيسى وأنھم جاؤوا ليأخذوا‬ ‫المريض‪ .‬دخلوا غرفته وأنزلوه عن السرير قسرا وأوقفوه على قدميه‪ .‬أوقفوه وبدأوا يخرجونه‪ ،‬لكن المريض كان‬ ‫يعاني من ألم ملحوظ وأخبرھم أنه لم يستطيع المشي‪ .‬أجابه واحد من شرطة مكافحة الشغب ساخرا‪" ،‬تستطيع أن‬ ‫تجري من الشرطة لكنك ال تستطيع المشي اآلن؟" طلب أحد العاملين بالمستشفى كرسيا متحركا‪.‬‬ ‫سألت ھيومن رايتس ووتش عمالء األمن عن المكان الذي سيأخذون إليه المريض‪ ،‬وقلنا أنه بحاجة لجراحة ويريد‬ ‫البقاء في المرفق الطبي ليتلقى الرعاية‪ .‬نقل طاقم المستشفى نفس ھذه المعلومات لقوات األمن‪ .‬أخبر أحد العمالء‬ ‫بمالبس مدنية ھيومن رايتس ووتش أن لديھم أوامر بأخذ المريض للمجمع لكنه رفض الكشف عن أية معلومات‬ ‫إضافية‪.‬‬ ‫أخذوا الرجل المصاب لموقف السيارات على الكرسي المتحرك ووضعوه في مركبة رياضية بيضاء بدون لوحات‬ ‫أرقام‪ .‬أحد العمالء في مالبس مدنية جلس خلف كرسي القيادة بينما جلس اآلخر مع المريض في المقعد الخلفي‪.‬‬ ‫انطلقوا بمرافقة عربة شرطة جيب‪ .‬في اليوم التالي علمت ھيومن رايتس ووتش من خالل قنوات غير رسمية أن‬ ‫السلطات نقلت المريض لمستشفى قوة دفاع البحرين‪ ،‬حيث أجرى الجراحة‪ .‬لم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من جمع‬ ‫معلومات حول حالته أو مكانه بعد ذلك‪.‬‬ ‫شھدت ھيومن رايتس ووتش حادثة مماثلة في ‪ 28‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬عندما أمرت قوات األمن األطباء في مرفق طبي آخر‬ ‫بنقل مصاب يبلغ ‪ 19‬عاما من العمر‪ ،‬للمجمع ألنه كان بحاجة لعناية حرجة‪ 67.‬ھذا المريض أطلقت عليه أيضا شظايا‬ ‫خرطوش صيد من مسافة قريبة في ‪ 25‬مارس‪/‬آذار‪ .‬أكثر من مائة شظية دخلت الناحية اليمنى من جسده ومزقت‬ ‫كليته اليمنى‪ ،‬والرئة اليمنى متسببة في تھتكات متعددة وتمزقات‪ ،‬وفقا للطبيب الحاضر‪.‬‬ ‫أخبره ھو وأسرته األطباء في المرفق الطبي أنه بحاجة لعناية عاجلة‪ ،‬وربما جراحة وأنه ربما يحتاج النقل إما لمجمع‬ ‫السليمانية الطبي أو مستشفى قوة دفاع البحرين‪ .‬سمحت له سلطات األمن فعليا بالنقل للمجمع في عربة إسعاف بدون‬ ‫مرافقة الشرطة وقالت أنه سيتلقى رعاية مناسبة‪ .‬ظلت األسرة قلقة للغاية على حالته وتخوفت أن تكون السلطات نقلته‬ ‫للدور السادس من المجمع حيث يحتجزون الكثير من المرضى بإصابات متعلقة بالتظاھر‪ .‬لم تتمكن ھيومن رايتس‬ ‫ووتش من جمع معلومات حول حالته أو مكانه بعد ذلك‪.‬‬ ‫وثّقت ھيومن رايتس ووتش كذلك حالة ھاني عبدالعزيز جمعة والذي يبلغ من العمر ‪ 32‬عاما والذي أطلقت عليه‬ ‫قوات األمن خرطوش صيد أو أكثر من مسافة قريبة في ‪ 19‬مارس‪/‬آذار في قرية خميس‪ .‬بعد إطالق النار عليه‪،‬‬ ‫تركته قوات األمن على ما يبدو مصابا بشكل خطير وينزف بغزارة في غرفة فارغة لبناية تحت اإلنشاء ألكثر من‬ ‫ساعة قبل أن يعثر عليه الجيران وينقلونه لمرفق طبي محلي‪ .‬ھناك ناضل األطباء لما يقرب الساعتين لجعل حالته‬ ‫تستقر بعد فقدان كم ھائل من الدماء‪ .‬والد جمعة‪ ،‬عبدالعزيز عبدﷲ جمعة‪ ،‬أخبر ھيومن رايتس ووتش أنه بعد إحضار‬ ‫ولده للمرفق الطبي‪ ،‬وصلت عربة إسعاف يصاحبھا ضابطي أمن مقنّعين واللذين أعلنا أنھما سينقالن جمعة لمستشفى‬ ‫البحرين للقوات المسلحة‪ .‬كانت ھذه آخر مرة شاھدته أسرتھحيا‪ .‬لم يكن لديھم أي اتصال بعد ذلك معه وعندما اتصلوا‬ ‫بمستشفى قوة دفاع البحرين في ‪ 20‬مارس‪/‬آذار و‪ ،21‬أخبرھم الضباط أنه ليس ھناك ولم يمدوھم بأي معلومات‬ ‫إضافية عنه‪ .‬األخبار التالية التي سمعھا أھل جمعة عنه كانت في ‪ 24‬مارس‪/‬آذار عندما اتصلت بھم مستشفى قوة‬ ‫‪68‬‬ ‫دفاع البحرين لتخبرھم أن عليھم أن يأتوا ليأخذوا جثمانه من مجمع السلمانية الطبي في اليوم التالي‪.‬‬ ‫‪ 67‬بيان صحفي لـ ھيومن رايتس ووتش ”‪ 30 “Bahrain: Wounded Protesters Beaten, Detained,‬مارس‪/‬آذار‪2011 ،‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/30/bahrain-wounded-protesters-beaten-detained.‬‬ ‫‪ 68‬بيان صحفي لـ ھيومن رايتس ووتش ‪ 23‬مارس‪/‬آذار‪“Bahrain: Investigate Shooting, Arrest of Man Caught in :2011 ،‬‬ ‫‪Police Sweep,” Human Rights Watch news release, March 23, 2011,‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/23/bahrain-investigate-shooting-arrest-man-caught-police-sweep..‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪26‬‬


‫في ‪ 29‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أعلن مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية أن واحدا من المرضى مات وأن اآلخر كان في‬ ‫حالة حرجة‪ ،‬ألن أسرھم‪ ،‬خوفا من االعتقال أو سوء المعاملة‪ ،‬تأخروا في إدخالھم المستشفى‪ ،‬مما "نتج عنه تدھور‬ ‫حالة ]واحد من المتظاھرين[ ووفاة الباقين"‪ 69.‬تأكدت ھيومن رايتس ووتش أن الوفاة التي كانت الوزارة تشير إليھا‬ ‫ھي وفاة جمعة‪ ،‬بالرغم من أن وفاته ال تبدو وكأنھا تعزى ألي مسؤولية تقصير من أھله‪ .‬بقدر علم ھيومن رايتس‬ ‫ووتش‪ ،‬لم ترسل السلطات أي اتصال رسمي ألسر المصابين االثنين واللذين تم أخذھما للمجمع ومستشفى قوة دفاع‬ ‫البحرين في ‪ 27‬و‪ 28‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬

‫اعتقال وتحرش وضرب المرضى المصابين‬ ‫وثقت ھيومن رايتس ووتش عدة حاالت تم فيھا نقل المرضى ذوي اإلصابات المتعلقة بالتظاھر إلى أو بحثوا عن‬ ‫العالج في مجمع السلمانية الطبي وتعرضوا للتحرش البالغ والضرب في بعض الحاالت‪ .‬أخبر عدة شھود ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أن السلطات العسكرية في المجمع فصلت الناس ذوي اإلصابات المتعلقة بالتظاھر بشكل منظم عن باقي‬ ‫المرضى ونقلت معظم المصابين بشظايا أو ذخيرة حية إلى عنابر الدور السادس‪ .‬لم يكن الوصول للدور السادس‬ ‫ممكنا للجميع إال حفنة من أفراد األمن وطاقم المجمع‪ ،‬حسبما قال ھؤالء الشھود‪.‬‬ ‫وصف أحد المرضى السابقين محنة األيام الستة في المجمع عندما ذھب للعالج من إصابات شظايا الرصاص في‬ ‫وجھه‪ ،‬وعينيه‪ ،‬وإبھامه بعد ھجوم قوات األمن على المتظاھرين في دوار اللؤلؤة يوم ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ .‬أخبر ھيومن‬ ‫رايتس ووتش أنه في حوالي ‪ 8:30‬مساء يوم ‪ 17‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬سمع ھو وأربعة معه في الغرفة بالمستشفى في عنبر‬ ‫‪ 23‬رجاال يصيحون ويصفعون األبواب‪ .‬دخلت مجموعة من الرجال المسلحين والمقنعين‪ ،‬بعضھم بمالبس مدنية‬ ‫وبعضھم بمالبس رسمية وطلبت منه ھو ومن معه في الغرفة أن يعرفوا نفسھم‪ ،‬ويعطوھم عناوينھم‪ ،‬ويصفوا‬ ‫‪70‬‬ ‫إصاباتھم‪.‬‬ ‫قال ھذا الشخص أأن الرجال المسلحون أجبروه وھو ونزالء غرفته أن ينزلوا من على أسرتھم‪ ،‬ودفعوھم أرضا‪،‬‬ ‫وربطوا أيديھم خلف ظھورھم‪ ،‬وضربوھم‪ ،‬وسحبوھم خارج الغرفة‪ .‬أخذھم الرجال لمنطقة استقبال المستشفى حيث‬ ‫أجبروھم أن ينبطحوا على األرض بأيديھم مربوطة ألربع ساعات‪ ،‬ھو ومجموعة من المرضى‪ .‬قال الشاھد أن رجال‬ ‫األمن ركلوا وتوعدوا المرضى وھم يراجعون ملفاتھم الطبية‪.‬‬ ‫قال الشاھد أنه في اليوم التالي‪ ،‬حوالي ‪ 4:00‬أو ‪ 5:00‬مسا ًء‪ ،‬نقلته سلطات المستشفى ھو والكثير من ذوي‬ ‫اإلصابات المتعلقة بالتظاھر لعنبر ‪ 62‬في الدور السادس‪ .‬قال أنه من ذلك المساء حتى الصباح الباكر دخلت الغرفة‬ ‫بشكل متكرر عدة مجموعات من الرجال‪ ،‬بعضھم بمالبس رسمسة وبعضھم بمالبس مدنية واستجوبتھم على أشرطة‬ ‫فيديو‪ ،‬طالبين معرفة عالقاتھم المزعومة برموز المعارضة‪ ،‬وإيران والحزب السياسي اللبناني حزب ﷲ‪ .‬استخدم‬ ‫الرجال كلمات سباب ضد الشيعة مع المرضى‪ .‬قال أن أحد الرجال أخبر الباقين أن يضربوه بأحذيتھم ألنھا كانت‬ ‫قذرة‪ ،‬وعندھا ضرب المرضى على رؤوسھم‪ ،‬وأيديھم‪ ،‬واعناقھم‪.‬‬ ‫خالل اليومين التاليين‪ ،‬قال الشاھد‪ ،‬تعرض المرضى تحت الحراسة في عنبر الدور السادس للضرب المتكرر‬ ‫واالستجواب‪ .‬أخبر الشاھد ھيومن رايتس ووتش أنه بدءاً من ‪ 19‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وجھت السلطات األطباء لتقييم بعض‬ ‫المرضى الذين لديھم إصابات أقل خطورة وأمرت المستشفى بصرفھم‪ .‬في ‪ 21‬مارس‪/‬آذار تم صرفه ھو وعدة‬ ‫‪71‬‬ ‫مرضى آخرين‪.‬‬

‫‪ 69‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 70‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 29 ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫‪ 71‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 29 ،‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬

‫‪27‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫قابلت ھيومن رايتس ووتش شاھدين اثنين آخرين على األقل رويا شھادات مماثلة عن ضرب المرضى في مجمع‬ ‫السليمانية على يد رجال أمن مقنعين‪ .‬أحدھم‪ ،‬وھو من العاملين في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وصف كيف التمس أحد‬ ‫المرضى والذي كان الطاقم الطبي قد أجرى عليه جراحة مؤخرا‪ ،‬التمس من الطاقم الطبي نقله من الدور السادس بعد‬ ‫معاناته من الضرب المتكرر من أفراد األمن‪ .‬أخبر المريض الطاقم الطبي أن أفراد قوات األمن المقنّعين دخل العنبر‬ ‫الخاص به في الدور السادس وقام بضرب المرضى حوالي الساعة ‪ 8:00‬و ‪ 10:00‬مساءا و‪ 1:00‬صباحا كل ليلة‬ ‫بالرغم من أنه كان يتماثل للشفاء من جراحة خطيرة‪ ،‬تم ضربه بعنف على يديه‪ ،‬الجزء من جسده الذي ظل الوصول‬ ‫‪72‬‬ ‫له ممكنا‪ .‬وصف الشاھد يدي المريض اللتين بدتا قرمزيتين من الضرب‪.‬‬ ‫وثقت بعض المنظمات الدولية كذلك مثل أطباء بال حدود و أطباء لحقوق اإلنسان إساءات وتعذيب تم ارتكابھا من قبل‬ ‫قوات األمن ضد المتظاھرين المصابين‪ ،‬جوناثان ويتال‪ ،‬رئيس بعثة أطباء بال حدود في البحرين‪ ،‬اخبر اإلندبندنت‬ ‫مؤخرا أن "قوات األمن سيطرت بشكل أساسي على المستشفى يوم ‪ 17‬مارس‪/‬آذار عندما تحركت الدبابات للخارج‬ ‫وأقاموا نقاط تفتيش ألي داخل أو خارج‪ .‬بالداخل‪ ،‬الكثير من المصابين ذوي اإلصابات التي يمكن ربطھا بالمظاھرات‬ ‫تم أخذھم للدور السادس‪ ،‬حيث كان يتم ضربھم ثالث مرات يوميا‪" .‬أصبحت المستشفى مكانا مثيرا للخوف" استكمل‬ ‫ويتال " أمسكوا بأحد المرضى يحاول المغادرة تم ضربه في المستشفى وفي الحبس ‪ -‬لم يكن ھناك دليل أنه من‬ ‫قيادات االحتجاجات‪ .‬كان الوضع سيئا حتى أن بعض الناس لم يجرؤوا على القدوم للمستشفى ‪ -‬في بعض الحاالت‪ ،‬لم‬ ‫‪73‬‬ ‫يحصل البعض على أي رعاية صحية وال يزال الوضع على ما ھو عليه حتى اليوم"‪.‬‬ ‫قال ويتال أن أطباء بال حدود وثقت كذلك حاالت لنقل السلطة متظاھرين مصابين من المستشفيات وعاود ھؤالء‬ ‫المرضى الظھور بإصابات أكثر خطورة‪ " .‬جاء أحدھم للمستشفى بإصابة مشھودة في الرأس‪ ،‬لكن تم نقله من قبل‬ ‫القوات الحكومية واختفى ألسابيع‪ .‬لم يكن لدى أسرته أي فكرة عما قد حدث له حتى ظھر ثانية بإصابة بالغة في‬ ‫‪74‬‬ ‫الدماغ‪ .‬لم يكن ھناك أي تقارير طبية أو مؤشرات على ما حدث له أثناء فترة اعتقاله"‪.‬‬ ‫في أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2011‬ذكرت أطباء لحقوق اإلنسان في التقارير أن قوات األمن قامت بتعذيب المرضى في الطابق‬ ‫السادس لمجمع السلمانية الطبي النتزاع اعترافات‪ .‬في تقريرھا وصفت أطباء لحقوق اإلنسان تعرض متظاھر مصاب‬ ‫لضرب مبرح‪:‬‬ ‫في يومه الثاني بالمستشفى‪ ،‬دخل عنبر ‪ 23‬في الطابق الثاني ثالثة من قوات األمن مسلحين في‬ ‫مالبس مكافحة شغب سوداء حيث تم التحفظ عليه‪ .‬وجه أحدھم بندقيته الھجومية نحو رأس عل ّي‬ ‫مھددا "ھل أنت فخور أنك كنت في ميدان اللؤلؤة؟ ھل تريد أن تصبح شھيدا؟" بعد ذلك قاموا‬ ‫بتقييد يديه ومجموعة من المصابين الشباب في العنبر خلف ظھورھم بأربطة معصم بالستيكية‬ ‫سوداء وبدأوا في ضربھم‪ .‬ثم ألقت قوات األمن عل ّي والمرضى اآلخرين على وجوھھم أرضا في‬ ‫البداية وسحبوھم خارجا نحو المدخل‪ ،‬تاركين آثار دماء على أرضية المدخل‪.‬‬

‫‪ 72‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة ‪ 29‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬ ‫‪ 73‬أليستار دوبر "القيادة البحرينية تواجه ادعاءات جديدة تقول بأن تعذيبا ً قد حصل في المستشفى‪ ،‬االندبندنت‪ 20 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪،2011‬‬ ‫‪http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/bahraini-leadership-faces-new-claims-that -torture-‬‬

‫‪) took-place-in-hospital-2299944.html.‬تمت الزيارة ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪ .(2011‬انظر أيضا كريستوفر ستوكس‪" ،‬البحرين‪ :‬من‬ ‫المستشفى إلى السجن"‪ ،‬الجزيرة االنجليزية‪ 12 ،‬مايو‪/‬آيار ‪،2011‬‬ ‫‪) http://english.aljazeera.net/indepth/opinion/2011/05/201151285040679763.html‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز‬ ‫‪.(2011‬‬ ‫‪ 74‬المرجع السابق‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪28‬‬


‫أخبرت ممرضة ھندية الرجال المسلحين "ال تؤذوھم‪ .‬إنھم مرضانا" صرخ فيھا واحد من قوات‬ ‫األمن البحرينية "إنھم ليسوا مرضاكم‪-‬إنھم مجرمونا!" أحد الرجال المسلحين ذو لكنة سعودية كال‬ ‫الشتائم للمرضى المالعين على األرض ولعنھم " "عبدة القبور! أبناء العاھرات! أبناء المعط ّل"‬ ‫)إشارة ازدراء للمسلمين الشيعة( صاح مسلح آخر بمالبس سوداء "سنشنقكم‪ .‬سنقتلكم!" علي‬ ‫والمرضى اآلخرون رقدوا على األرض ألربع ساعات حتى تم نقلھم للعنبر ‪ 62‬في الطابق‬ ‫السادس‪.‬‬ ‫الحقا في تلك الليلة‪ ،‬اقتحمت الشرطة بالمالبس الزرقاء ورجال في لباس مدني يرتدون أقنعة‬ ‫سوداء العنبر وضربوا عل ّي والمرضى اآلخرين بكعوب بنادقھم وركالت في أربيتھم‪ ،‬وبطونھم‬ ‫وجوانبھم‪ .‬ھدد أحد رجال الشرطة باغتصاب عل ّي‪ .‬أخذت مجموعات صغيرة من الرجال‬ ‫المسلحين دورھا في ضرب كل مريض وكيل الشتائم واللعنات لھم‪ .‬تعرض المريض في العنبر‬ ‫‪ 62‬للحرمان من النوم بالضرب المستمر والصدمات‪ .‬بعد ذلك بدأ االستجواب‪ .‬ذكر عل ّي في‬ ‫التقرير ألطباء لحقوق اإلنسان أن الرجال المسلحين أخذوا بصمات أصابع المرضى وحاولوا‬ ‫انتزاع اعترافات من المرضى أثناء تصويرھم بالفيديو "قل لنا أنك كنت في دوار اللؤلؤة‬ ‫بالمسدسات والسيوف‪.‬قل لنا أن حسن مشيمع أعطاكم المسدسات والسيوف وقال لكم أن تھاجموا‬ ‫‪75‬‬ ‫الشرطة‪ .‬قل لنا أن حسن مشيمع أخبركم أنه سيأخذكم إليران للتدريب العسكري"‪.‬‬ ‫وثقت أطباء لحقوق اإلنسان حالة صادق الذي يبلغ من العمر ‪ 17‬عاما‪ ،‬والذي تم أخذه في عربة إسعاف لمجمع‬ ‫السلمانية الطبي بعد أن لحقت به إصابات جسيمة جراء التعرض لشظايا خراطيش الصيد‪ .‬صادق أصيب بالعمى في‬ ‫عينه اليمنى بسبب إطالق النار‪.‬‬ ‫في يومه الثاني ھناك‪ ،‬تولت قوة دفاع البحرين تأمين وإدارة المستشفى بكاملھا‪ .‬بعد أن عالج‬ ‫األطباء صادق في قسم الطوارئ تم نقله لعنبر ‪ 64‬في الطابق السادس‪ .‬تلك الليلة جاءت قوات أمن‬ ‫مسلحة بزي أزرق للغرفة‪ .‬أھانوه بنزع مالبسه وتصويره‪ .‬بعد ذلك ضربوه بالھراوات واللكمات‪.‬‬ ‫‪76‬‬ ‫دس أحد رجال الشرطة البحرينية عصاه في فم صادق قسرا وھو راقد في سريره‪.‬‬ ‫أخبر صادق أطباء لحقوق اإلنسان أن "مجموعات مختلفة من خمس لسبع أفراد أمن دخلوا غرفته‪ ،‬والتي كان يشاركه‬ ‫فيھا ثالثة مرضى‪ ،‬ھم رجال في العشرينيات من العمر أصيبوا أثناء التظاھر‪ ،‬مرتين كل ليلة حوالي ‪ 10:00‬مسا ًء و‬ ‫‪77‬‬ ‫‪ 3:00‬صباحا"‪.‬‬

‫‪ 75‬انظر‪Physicians for Human Rights, “Do No Harm: A Call for Bahrain to End Systematic Attacks on Doctors and :‬‬

‫‪) Patients,” April 2011, http://s3.amazonaws.com/PHR_Reports/bahrain-do-no-harm-2011.pdf‬تمت الزيارة في ‪2‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪ .(2011‬حسن مشيمع من قيادات المعارضة ورئيس حركة حق‪ .‬اعتقلته قوات األمن في ‪ 17‬مارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬واتھمته‬ ‫السلطات ومعه ‪ 20‬آخرين من المدعى عليھم بعدة اتھامات متعلقة بجرائم األمن القومي واإلرھاب‪ .‬حكمت عليه محكمة استثناء وعلى البعض‬ ‫غيره بالسجن المؤبد في ‪ 22‬يونيو‪/‬حزيران ‪.2011‬‬ ‫‪ 76‬المرجع السابق‬ ‫‪ 77‬المرجع السابق‬

‫‪29‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫‪ .V‬استھداف واعتقال األطباء وموظفين آخرين في المجال الطبي‬ ‫اعتقلت قوات األمن‪ ،‬منذ ‪ 17‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أكثر من ‪ 70‬موظفا في المجال الطبي‪ ،‬من بينھم العشرات من األطباء‬ ‫وجمدت عن العمل وأنھت عمل أكثر من ‪ 150‬آخرين‪ .‬وتبدو االعتقاالت على أنھا جزء من حملة ممنھجة من قبل‬ ‫السلطات لمعاقبة المھنيين والمساعدين الطبيين الذين تحدثوا علنا عن انتھاكات مزعومة لحقوق اإلنسان‪ ،‬أو شاركوا‬ ‫في احتجاجات مناھضة للحكومة‪ ،‬أو أعربوا عن تأييدھم لمثل ھذه االحتجاجات‪ 78.‬وأعلنت الحكومة في ‪ 3‬مايو‪/‬أيار‬ ‫‪ ،2011‬أن ما ال يقل عن ‪ 47‬من الموظفين في المجال الطبي يحاكمون‪ ،‬بما في ذلك أكثر من عشرين طبيبا‪ ،‬في‬ ‫محكمة عسكرية خاصة الرتكابھم جرائم مختلفة‪ .‬وعقد القاضي العسكري‪ ،‬في ‪ 6‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬جلسة محاكمة أولى‬ ‫ضد الـ ‪ .47‬وحصل معظم العاملين في المجال الطبي‪ ،‬المحالين حاليا على المحاكمة‪ ،‬على اتصال محدود بالمحامين‬ ‫وأفراد األسرة‪ ،‬وزعم العديد‪ ،‬وفقا لبعض التقارير‪ ،‬أمام المحكمة أن قوات األمن والمحققين أھانوھم‪ ،‬وضايقوھم‬ ‫واعتدوا عليھم وأساؤوا معاملتھم بينما كانوا رھن االحتجاز‪ ،‬وفي بعض الحاالت عذبوھم‪.79‬‬ ‫وتحدث األطباء والعاملون في المجال الطبي في مجمع السليمانية وفي مرافق صحية أخرى‪ ،‬إلى الصحفيين وكذلك‬ ‫إلى ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬بعد أن ھاجمت قوات األمن المتظاھرين في ‪ 17‬و‪ 18‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2011‬عن استخدام‬ ‫الذخيرة الحية من قبل قوات األمن والوفيات واإلصابات الناجمة عن ذلك في صفوف المتظاھرين‪ .‬كما انتقدوا إدارة‬ ‫مجمع السليمانية‪ ،‬ومسؤولين في وزارة الصحة وغيرھم من المسؤولين الحكوميين على ما يعتقدون أنه غياب رد‬ ‫مناسب على الھجمات‪ .‬وشارك بعضھم في احتجاجات مناھضة للحكومة‪.‬‬ ‫وفي ‪ 17‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬بعد يومين من إعالن السلطات "حالة السالمة الوطنية"‪ ،‬اعتقلت قوات األمن الدكتور علي‬ ‫العكري في مجمع السليمانية الطبي‪ .‬وكان الدكتور العكري‪ ،‬وھو مستشار وجراح عظام في مجمع السليمانية الطبي‪،‬‬ ‫من منتقدي تصرفات الحكومة‪ ،‬خصوصا بعد الھجوم على دوار اللؤلؤة خالل ساعات الصباح الباكر من يوم ‪17‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط‪ .‬وأدت تلك العملية األمنية إلى مقتل أربعة متظاھرين‪ .‬وكان العكري قد تطوع أيضا لتقديم خدمات طبية‬ ‫للمتظاھرين في دوار اللؤلؤة‪.‬‬ ‫وجاء اعتقال العكري في مستھل موجة اعتقاالت واالستجوابات في صفوف العاملين في المجال الطبي‪ .‬تم القبض‬ ‫على معظمھم خالل مداھمات ليلية على منازلھم من قبل قوات األمن‪ ،‬الذين كان بعضھم ملثمين‪ ،‬أو بينما كانوا في‬ ‫العمل في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية‪ .‬وفي ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬غادر الدكتور محمود أصغر‪ ،‬وھو جراح‬ ‫أطفال‪ ،‬المنزل للذھاب إلى وظيفته في مجمع السليمانية الطبي‪ .‬مكث ھناك لمدة ثالثة أيام‪ ،‬وحوالي الساعة ‪ 2:00‬بعد‬ ‫الظھر من يوم ‪ 18‬مارس‪/‬آذار طلب زوجته ليقول لھا بأنه في طريقه إلى المنزل‪ .‬ولم يصل قط إلى المنزل‪ .‬وعندما‬ ‫طلبت زوجته مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬قال لھا الموظفون ھناك إن قوات األمن اقتادوه‪ ،‬عندما غادر المستشفى‪ ،‬إلى‬ ‫خيمة نُصبت في موقف السيارات‪ .‬تبعه اثنان من ضباط الجيش إلى الداخل‪ .80‬مباشرة بعد اعتقال أصغر‪ ،‬تقدمت‬ ‫زوجته بشكاوى رسمية في أربعة مراكز للشرطة‪ ،‬وقيل لھا إنه ال يوجد أي سجل يفيد بأن زوجھا رھن االعتقال‪.‬‬ ‫‪ 78‬انظر على سبيل المثال‪ :‬جو ستورك‪" ،‬مسعفو البحرين مستھدفون بالعقاب‪ ،‬الجارديان‪ 5 ،‬مايو‪/‬آيار‬ ‫‪) http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2011/may/05/bahrain-medics-arrest-retribution201‬تمت الزيارة في‬ ‫‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪ 79‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 16 ،‬مابو‪/‬أيار ‪.2011‬‬ ‫‪ 80‬بيان ھيومن رايتس ووتش الصحفي‪ 20 “Bahrain: New Arrests Target Doctors, Rights Activists,” ،‬مارس‪:‬آذار ‪،2011‬‬ ‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/20/bahrain-new-arrests-target-doctors-rights-activists‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪30‬‬


‫واعترفت السلطات بعد ذلك‪ ،‬بأن أصغر قيد االحتجاز‪ .‬وأصغر ھو واحد من الـ ‪ 48‬عامال في المجال الطبي المحالين‬ ‫حاليا على المحاكمة‪ ،‬وواحد من الـ ‪ 20‬متھما بارتكاب جرائم جنائية‪.‬‬ ‫واعتقلت قوات األمن‪ ،‬في ‪ 19‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أربعة أطباء آخرين والذين انتقدوا الحكومة علنا‪ .‬وأوقفت قوات األمن‬ ‫الدكتور غسان ضيف وزوجته الدكتورة زھرة السماك‪ ،‬في مطار البحرين الدولي‪ ،‬بينما كانا يحاوالن مغادرة البالد‪.‬‬ ‫وأطلق سراح الدكتورة السماك بعد ذلك بوقت قصير‪ .‬وفي ‪ 19‬مارس‪/‬آذار اعتقلت قوات األمن أيضا أخ الدكتور‬ ‫غسان‪ ،‬الدكتور بسيم ضيف‪ ،‬الذي عمل أيضا في مجمع السليمانية الطبي‪ .‬وفي ‪ 11‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬أعادت السلطات‬ ‫‪81‬‬ ‫اعتقال الدكتورة السماك‪ ،‬ولكن أفرج عنھا يوم ‪ 4‬مايو‪/‬أيار‪.‬‬ ‫وحوالي الساعة ‪ 2:45‬صباح نفس اليوم‪ 19 ،‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬داھمت قوات األمن منزل الدكتورة ندى ضيف التي‬ ‫ظھرت على قناة الجزيرة تتحدث عن األحداث في البحرين‪ ،‬واعتقلوھا‪ .‬وقد أفرجت السلطات عن ندى ضيف بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬وإن كانت في وقت كتابة ھذا التقرير تُواجه رفقة ‪ 19‬شخصا آخرين محاكمة أمام محكمة عسكرية خاصة بتھم‬ ‫جنائية‪ ،‬بما في ذلك حيازة أسلحة وذخيرة غير مرخص لھا‪ ،‬وتحريض آخرين على قلب نظام الحكم‪ ،‬وتدمير المعدات‬ ‫‪82‬‬ ‫الطبية‪.‬‬ ‫وقال عبد النبي العكري‪ ،‬رئيس فرع البحرين لمنظمة الشفافية الدولية‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش بأنه تم توقيف ابن عمه‬ ‫الدكتور راضي العكري‪ 53 ،‬عاما‪ ،‬في ‪ 25‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وھو طبيب‪ ،‬في نقطة تفتيش قريبة من دوار مدينة حمد‪.‬‬ ‫طلب منه ضابط أمن ھويته وسأله إن كانت له عالقة بالدكتور علي العكري‪ ،‬الذي كان قد اعتقل في وقت سابق‪ .‬وبعد‬ ‫أن قال راضي العكري إن علي العكري ابن عمه‪ ،‬أمر الضابط الدكتور راضي بالخروج من السيارة‪ ،‬وسبّه‪ ،‬واقتاده‬ ‫إلى الحجز‪ .‬أفرجت السلطات عن راضي العكري في ‪ 27‬مارس‪/‬آذار‪ .‬وتعرض الدكتور العكري‪ ،‬وفقا ألحد أفراد‬ ‫األسرة‪ ،‬للضرب وغيره من أشكال سوء المعاملة في الحجز‪.83‬‬ ‫واصلت السلطات استھدافھا الممنھج للعاملين في المجال الصحي‪ ،‬ال سيما في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬في شھري‬ ‫أبريل‪/‬نيسان ومايو‪/‬أيار ‪ .2011‬واعتقل بعضھم أو تم استجوابھم بعد استدعائھم لالستجواب‪ ،‬في حين تم القبض على‬ ‫آخرين في منازلھم أو حينما كانوا في العمل‪ .‬استدعى مسؤولون في وزارة الداخلية الدكتور عبدﷲ الصادق‪ ،‬وھو‬ ‫جراح األوعية الدموية في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬إلى مقر الوزارة في المنامة حوالى الساعة ‪ 11:00‬من مساء يوم‬ ‫‪ 14‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬وفقا لمصدر مقرب من عائلته‪ .‬ورافقته زوجته ووالدھا إلى الوزارة‪ .‬انتظروا في الخارج لعدة‬ ‫ساعات‪ ،‬ولكن الدكتور عبدﷲ لم يظھر أبدا‪ .‬وقال مصدر لـ ھيومن رايتس ووتش إن العائلة اتصلت بضابط في وزارة‬ ‫الداخلية يوم ‪ 15‬أبريل‪/‬نيسان لالستفسار عن الدكتور عبد ﷲ وقيل لھم إنه سيبقى في الحجز "لبضعة أيام أخرى"‪.‬‬ ‫وفي وقت الحق‪ ،‬في ‪ 15‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬اتصل الدكتور عبد ﷲ بزوجته وقال لھا إنه "على ما يرام"‪ .84‬وسمحت‬ ‫السلطات لعائلة الدكتور عبد ﷲ بتسليم أدويته لمديرية التحقيقات الجنائية في العدلية‪ ،‬ولكن لم تسمح ألسرته أو‬ ‫لمحاميه بزيارته‪ .85‬وأطلق سراح الدكتور عبد ﷲ في ‪ 28‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬وفي وقت كتابة ھذا التقرير كان يواجه‬ ‫محاكمة بتھمة جنحية‪.‬‬

‫‪ 81‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 82‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 83‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬المنامة‪ 28 ،‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬ ‫‪ 84‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش عن طريق البريد اإللكتروني ‪ 16‬أبريل‪/‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪ 85‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش عن طريق البريد اإللكتروني‪ 16 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪2011‬‬

‫‪31‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫وابتداء من يوم ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬شنت قوات األمن سلسلة من الغارات على المراكز الصحية المحلية في جميع أنحاء‬ ‫البحرين‪ ،‬والتي أسفرت عن اعتقال ما يقرب من ‪ 40‬عامال في المجال الصحي‪ .‬وأفرج عن معظمھم الحقا‪ ،‬ولكن‬ ‫العديد منھم زعموا أنھم تعرضوا العتداء جسدي أو نفسي أثناء احتجازھم لدى الشرطة‪ .‬ووفقل لمعلومات تلقتھا‬ ‫ھيومن رايتس ووتش من األطباء المعتقلين وأفراد أسرھم‪ ،‬فقد شملت سوء المعاملة والتعذيب تعصيب العينين‪،‬‬ ‫والحبس االنفرادي‪ ،‬والوقوف لفترات طويلة‪ ،‬والضرب والشتائم‪ ،‬والتحرش والتھديد الجنسيين‪ .‬أجبر المحققون بعض‬ ‫األفراد الذين اعتقلوا خالل ھذه الغارات على التوقيع على اعترافات أو وثائق فارغة‪ ،‬وأحيانا وھم معصوبي العينين‪.‬‬ ‫كما استھدفت قوات األمن أفراداً ساعدوا المسعفين أثناء تلك الفترة‪ .‬في ‪ 6‬مايو‪/‬أيار اعتقلوا سعيد مھدي‪ ،‬الموظف في‬ ‫أطباء بال حدود‪ ،‬وكان قد شارك في مساعدات إنسانية وساعد المنظمة في عملياتھا بالبحرين‪ .‬االعتقال تم بعد يومين‬ ‫من مداھمة قوات األمن لبيت مھدي وإحراقه‪ .‬بعد أكثر من شھر من الحبس بمعزل عن العالم الخارجي‪ ،‬أفرجت‬ ‫‪86‬‬ ‫السلطات عن مھدي في ‪ 11‬يونيو‪/‬حزيران دون اتھامه‪.‬‬ ‫زعم أقارب البعض من الـ ‪ 48‬عامال في المجال الطبي الذين يحاكمون حاليا بأن قوات األمن قامت باإلساءة إلى أو‬ ‫تعذيب بعض المعتقلين‪ .‬وقالت أحد أفراد عائلة‪ ،‬والتي استطاعت اللقاء بقريبھا لعدة دقائق بعد محاكمته في ‪6‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش إنه اشتكى من سوء المعاملة والتعذيب أثناء وجوده في مقر مديرية التحقيقات‬ ‫الجنائية في العدلية‪ .‬وشملت اإلساءة‪ ،‬تعصيب العينين لفترات طويلة من الزمن‪ ،‬واإلجبار على الوقوف لفترات طويلة‬ ‫من الزمن )والتي أسفرت عن تورم في القدمين(‪ ،‬والضرب‪ .87‬وقالت قريبة معتقل آخر لـ ھيومن رايتس ووتش إنه‬ ‫تعرض للشتم والصفع أثناء االستجواب‪ .‬وقالت أيضا إنه أجبر على التوقيع على ورقة اعتراف وھو معصوب‬ ‫العينين‪.88‬‬ ‫وقال طبيب آخر‪ ،‬والذي يوجد حاليا قيد المحاكمة‪ ،‬لـ ھيومن رايتس ووتش إن قوات األمن والمحققين أخضعوه‪ ،‬بعد‬ ‫اعتقاله‪ ،‬للمضايقات المتكررة والترھيب واالعتداء الجسدي والنفسي من أجل الحصول على اعترافه القسري‪ .‬وقال‬ ‫إن السلطات نقلته بعد اعتقاله إلى مبنى وزارة الداخلية في وسط المنامة المعروف باسم القلعة‪:‬‬ ‫بعد وصولي إلى مديرية التحقيقات الجنائية في العدلية‪ ،‬قاموا بتقييدي وأخذ بصماتي‪ ،‬وعصبوا‬ ‫عين ّي ‪ .‬ثم نقلونا من العدلية إلى القلعة‪ .‬و]في القلعة[ فحصوا لنا ضغط الدم‪ ،‬وھو الوقت الذي بدأ‬ ‫فيه االعتداء الجسدي‪ .‬أزالوا العصابة عن عين ّي ووضعوا ضمادة حول عيناي وأذناي‪ .‬ثم بدأ عدة‬ ‫أشخاص بضربي‪ ،‬ھناك في وسط ]مركز االعتقال[ العيادة‪ .‬قال أحدھم‪" :‬ال تستخدم إبرة نظيفة ‪-‬‬ ‫استخدم األخرى القذرة‪ .‬ھؤالء الرجال ھم مثل الكالب‪ .‬إنھم مجرمون وال يستحقون إبرة معقّمة"‪.‬‬ ‫وقال طبيب لـ ھيومن رايتس ووتش إن ضغط دمه ونبضات قلبه ارتفعت نتيجة لعمليات الضرب فنقلته السلطات إلى‬ ‫موق ٍع آخر‪ ،‬حيث عالجوه بالحقن الوريدي قبل نقله إلى مقر الشرطة في العدلية‪ .‬وقال إن التحقيقات بدأت يوم السبت‬ ‫‪ 16‬أبريل‪/‬نيسان‪ .‬وإنه كان معصوب العينين ومقي ّد اليدين‪.‬‬ ‫كانوا يصرخون ويصيحون بشتائم بذيئة في أذني عن أمي وأخواتي وزوجتي‪ .‬وبدأوا بضربي قبل‬ ‫حتى أن يطرحوا عل ّى أي أسئلة‪ .‬ضربوني بسلك مطاطي كبير – على جميع أنحاء ظھري‬ ‫‪ 86‬انظر‪“Updated: MSF staff member in Bahrain remains detained,” MSF press release, May 31, 2011, :‬‬

‫‪) http:www.msf.org/msf/articles/2011/05/msf-staff-member-in-bahrain-remains-detained-cfm‬تمت الزيارة في ‪1‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪ 87‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ‪ 9 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪2011‬‬ ‫‪ 88‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش‪ 9 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪2011‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪32‬‬


‫وأردافي‪ ،‬وعلى فخذي أيضا ً‪ .‬قلت لھم إنني على استعداد لتوقيع أي شيء يريدونني أن أعترف به‪.‬‬ ‫لكنھم قالوا‪" ،‬يجب أن تعترف‪ .‬ال نريد أكاذيب"‪.‬‬ ‫وقال الطبيب إن جلسة االستجواب است َم َرت نحو ‪ 3‬ساعات‪ ،‬وأنھا رك ّزت بشكل أساسي على اإلجراءات الطبية التي‬ ‫كان يقوم بھا في فبراير‪/‬شباط ‪ .2011‬وقال لـ ھيومن رايتس ووتش إن المحقق اتھمه بزيادة حجم الجروح التي‬ ‫أصيب بھا المحتجون في أعقاب غارة قبل الفجر من جانب قوات األمن على دوار اللؤلؤة في ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬ ‫قال الطبيب إن خاطفيه نقلوه الى مكان آخر في اليوم التالي‪ .‬وقال إنه ليس متأكدا من ماھيّة ذاك المكان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عندما وصلت إلى ھناك‪ ،‬فوجئت بسماع أصوات عدة أطباء‬ ‫استطعت التعرّف عليھم‪ .‬قال لي‬ ‫الحارس إنني ھناك لكي يتم ّكنوا من تسجيل اعترافي على الكاميرا‪ ..‬كنت أسمع أصوات ]العديد‬ ‫من األطباء[ وھم يعطون تصريحاتھم‪ ،‬لكن ال ُمستجوبين ظلوا يقولون لألطباء ما الذي يجب أن‬ ‫يقولوه وما الذي يجب أال يقولوه‪ .‬وكانوا في بعض األحيان يُملُون على المعتقلين جمالً كاملة‬ ‫بصوت مسموع لكي يُدلوا بھا‪.‬‬ ‫وقال الطبيب لـ ھيومن رايتس ووتش إنه اعترف في نھاية المطاف بأنه زاد في حجم الجروح التي أصيب بھا مريض‬ ‫واحد‪ ،‬وأن سجانيه سجلوا اعترافه أمام كاميرات تلفزيون البحرين‪ .‬وقال لـ ھيومن رايتس ووتش أن دورة المرين‬ ‫على التسجيل استغرقت نحو ساعة‪ ،‬قرأ خاللھا التصريح الذي أعده خاطفوه أساسا له‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ھذا‪ ،‬فإن السلطات في نھاية المطاف لم تتھم ھذا الطبيب بالمسؤولية عن أية جرائم ذات الصلة لعالج‬ ‫المرضى في مجمع السليمانية الطبي أو في أماكن أخرى‪ .‬إنه يواجه حاليا اتھامات بارتكاب جنحة ذات صلة‬ ‫بالمشاركة في المظاھرات‪ ،‬ونشر معلومات كاذبة‪.89‬‬

‫‪ 89‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش ‪ 5‬يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬

‫‪33‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫‪ .VI‬ادعاءات الحكومة بشأن أحداث مجمع السيلمانية الطبي‬ ‫أجرت ھيومن رايتس ووتش عدة زيارات لمجمع السليمانية الطبي من ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط حتى ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أجل‬ ‫التحدث مع المرضى الجرحى واألطباء وموظفين طبيين آخرين‪ ،‬وإداريي المستشفى‪ .‬كما حاولت ھيومن رايتس‬ ‫ووتش معرفة وضعية التحقيق‪ ،‬الذي قالت وزارة الصحة إنھا أطلقته‪ ،‬في مدى تناسب استجابة مجمع السليمانية الطبي‬ ‫ألحداث ‪ 17‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬ ‫وكان لـ ھيومن رايتس ووتش خالل ھذه االسابيع إمكانية الوصول بشكل منتظم‪ ،‬ونسبيا بجون قيود‪ ،‬إلى مجمع‬ ‫السليمانية الطبي‪ ،‬والحظت عدة خيام التي أقيمت في موقف السيارات أمام مدخل مبنى قسم الطوارئ‪ .‬وقدمت ھذه‬ ‫الخيام‪ ،‬والتي كانت أغالب العاملين فيھا متطوعين‪ ،‬وبعضھم من أفراد الطاقم الطبي‪ ،‬معلومات للزوار‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الصحفيين‪ ،‬بخصوص اشتباكات بين المتظاھرين وقوات األمن‪ .‬وضمت الخيام أيضا مجموعة من معدات مكافحة‬ ‫الشغب التي استخدمت من قبل قوات األمن‪ ،‬بما في ذلك قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي‪ .‬وكان‬ ‫موقف السيارات أمام مبنى قسم الطوارئ والجدران األمامية الخارجية لمبنى قسم الطوارئ‪ ،‬مغطا بصور لبعض‬ ‫المتظاھرين السبعة الذين قتلوا على أيدي قوات األمن بين ‪ 14‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬وشعارات مناھضة للحكومة في‬ ‫شكل ملصقات والفتات يمكن رؤيتھا في المنطقة نفسھا‪.‬‬ ‫وكان الجو المسيس والفوضوي في بعض األحيان‪ ،‬داخل وحول مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬ملحوظا خاصة بعد وقوع‬ ‫اشتباكات بين قوات األمن ومتظاھرين في ‪ 17‬و‪ 18‬فبراير‪/‬شباط و‪ 11‬و ‪ 13‬مارس‪/‬آذار )أنظر أعاله(‪ .‬وزارت‬ ‫ھيومن رايتس ووتش مجمع السليمانية الطبي في ‪ 11‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬بعد أن أطلقت قوات األمن الغازات المسيلة للدموع‬ ‫والرصاص المطاطي على المتظاھرين الذين حاولوا تنظيم مسيرة إلى الديوان الملكي في الرفاع‪ .‬وزارت ھيومن‬ ‫رايتس ووتش مجمع السليمانية الطبي مرة أخرى يوم ‪ 13‬مارس‪/‬آذار بعد اشتباكات اندلعت بين قوات األمن‬ ‫والعصابات المسلحة‪ ،‬والمحتجين في جامعة البحرين )انظر أعاله(‪ ،‬والمرفأ المالي‪ ،‬ودوار اللؤلؤة‪ .‬خالل فترة الثالثة‬ ‫أيام ھذه‪ ،‬كان موقف للسيارات خارج مبنى قسم الطوارئ في مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬مليئا‬ ‫بالكامل بالمتظاھرين والمرضى المصابين‪ ،‬بعضھم نصبوا خياما في موقف السيارات‪ .‬في مساء يوم ‪ 11‬مارس‪/‬آذار‬ ‫الحظت ھيومن رايتس ووتش أحد زعماء المعارضة يخاطب حشدا من المؤيدين‪.‬‬ ‫في ‪ 31‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬قال عدد من أعضاء المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان الرسمية في البحرين لـ ھيومن رايتس‬ ‫ووتش إنھم بدأوا تحقيقات في أحداث مجمع السليمانية الطبي وأنھم سينشرون فقريبا تقريرا‪ .‬وأشاروا إلى أن تحقيقاتھم‬ ‫كشفت عن أدلة تؤكد العديد من ادعاءات الحكومة‪ .90‬وحتى كتابة ھذه السطور‪ ،‬لم ترسل المؤسسة الوطنية لحقوق‬ ‫اإلنسان أي تقرير لـ ھيومن رايتس ووتش‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬راجعت ھيومن رايتس ووتش المعلومات المقدمة من قبل‬ ‫الحكومة البحرينية والمنظمات واألفراد الذين يدعمون رواية الحكومة بشأن األحداث التي وقعت في مجمع السليمانية‬ ‫‪91‬‬ ‫الطبي ومراكز صحية أخرى‪.‬‬ ‫في ‪ 12‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬قالت فاطمة البلوشي‪ ،‬وزيرة التنمية االجتماعية والقائمة بأعمال وزير الصحة‪ ،‬إن تحقيقا‬ ‫حكوميا توصل إلى تورط موظفي مجمع السليمانية الطبي على جميع المستويات في "مؤامرة" ضد الحكومة وضد‬ ‫"المصالح الوطنية"‪ .‬وادعت أن السلطات عثرت على مجموعة متنوعة من األسلحة‪ ،‬بما فيھا أجسام معدنية حادة‬ ‫وأسلحة نارية‪ ،‬داخل مجمع السليمانية الطبي‪ ،‬وأن المستشفى استخدم كـ "مركز القيادة والتحكم للمتظاھرين‬ ‫‪ 90‬لقاء ھيومن رايتس ووتش مع أعضاء المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان‪ ،‬المنامة‪ 31 ،‬مارس‪/‬آذار ‪2011‬‬ ‫‪ 91‬ھذه المعلومات تتضمن أقراصا مدمجة مع الصور التي ترمي إلى إظھار المتظاھرين المناھضين للحكومة‪ ،‬وبعضھم أعضاء الطاقم‬ ‫الطبي‪ ،‬داخل وحول مجمع السليمانية الطبي‬ ‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪34‬‬


‫المناھضين للحكومة‪ ،‬بمن فيھم الطاقم الطبي"‪ .‬كما زعمت أيضا أن ممتلكات المستشفى فُقدت‪ ،‬بما في ذلك ُمحتويات‬ ‫‪92‬‬ ‫المخازن‪.‬‬ ‫وفي ‪ 3‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2011‬أعلنت السلطات أن المدعي العام العسكري‪ ،‬العقيد راشد فليفل‪ ،‬يستجوب ‪ 48‬موظفا‬ ‫ومساعدين طبيين حول تورطھم المزعوم في "االضطرابات المؤسفة األخيرة التي عصفت بمملكة البحرين"‪ .93‬وقال‬ ‫وزير العدل‪ ،‬الشيخ خالد بن علي آل خليفة‪ ،‬في مؤتمر صحفي‪ ،‬رفقة البلوشي‪ ،‬إن المجموعة تضم ‪ 23‬طبيبا و‪24‬‬ ‫عامال آخر في المجال الطبي‪ .‬اتھموا الطاقم الطبي وشبه الطبي في مجمع السليمانية الطبي بـ "السيطرة الكاملة على‬ ‫أماكن العمل‪ ،‬بما في ذلك المرافق‪ ،‬والمعدات والموارد البشرية"‪.94‬‬ ‫ووفقا لوكالة أنباء البحرين الرسمية‪ ،‬اتھمت النيابة العامة العسكرية ‪ 48‬متھما بـ "رفض تقديم المساعدة لشخص في‬ ‫حاجة إليھا‪ ،‬واختالس أموال عامة‪ ،‬واالعتداء الذي أسفر عن وفاة‪ ،‬وحيازة غير مرخص بھا ألسلحة وذخيرة‪،‬‬ ‫ورفض أداء الواجبات وتعريض حياة الناس وصحتھم للخطر‪ ،‬واحتجاز غير قانوني‪ ،‬وإساءة استعمال السلطة لتعليق‬ ‫وتعطيل القوانين واألنظمة‪ ،‬ومحاولة احتالل مبان بالقوة‪ ،‬والتحريض على اإلطاحة بالنظام السياسي بالقوة‪،‬‬ ‫والتحريض على كراھية النظام‪ ،‬والتحريض على كراھية شريحة من المجتمع‪ ،‬ونشر أخبار كاذبة وإشاعات مغرضة‬ ‫من شأنھا أن تضر بالمصلحة العامة‪ ،‬والمشاركة في مسيرات واجتماعات غير مرخص بھا"‪.95‬و في ‪ 12‬مايو‪/‬أيار‬ ‫أعلن النائب العام العسكري عن اإلفراج المؤقت عن ‪ 24‬من األطباء والممرضين العاملين في مجمع السليمانية‬ ‫الطبي‪ ،‬في انتظار محاكمتھم‪.96‬‬ ‫وقال مراقب حضر جلسة ‪ 6‬يونيو‪/‬حزيران من محاكمة العاملين في المجال الصحي الـ ‪ ،48‬إنه تم تقسيمھم إلى‬ ‫مجموعتين ‪ -‬المتھمين بجنح مثل التحريض على "كراھية النظام"‪ ،‬و"التحريض على قلب النظام بالقوة"‪ ،‬والمشاركة‬ ‫في مسيرات غير مرخص بھا والمتھمين بارتكاب جنايات مثل االعتداء واالختطاف‪ .‬وقال المراقب أن محامو‬ ‫المتھمين اشتكوا‪ ،‬خالل الجلسة‪ ،‬من أنھھم طلبوا في وقت سابق لقاء موكليھم وحضور االستجواب‪ ،‬ولكن تم تجاھل‬ ‫ھذه الطلبات‪ .‬وردا على ذلك‪ ،‬قال القاضي العسكري رئيس الجلسة‪ ،‬إنه يمكن للمحامين لقاء موكليھم بعد الجلسة لفترة‬ ‫وجيزة من الزمن‪ .‬وقال المراقب أيضا لـ ھيومن رايتس ووتش إن المحامين لم يحصلوا على ملفات قضية موكليھم‬ ‫قبل جلسة ‪ 6‬يونيو‪/‬حزيران‪.‬‬

‫‪ 92‬نالية بركات‪ 180" ،‬من موظفي مج ّمع السلمانية الطبي يخضع للتحقيق‪ ،‬و‪ 30‬من األطباء والمسعفين أوقفوا‪ :‬قالت الوزيرة البلوشي"‪،‬‬ ‫‪ 12 ،24x7 News‬أبريل‪/‬نيسان ‪http://twentyfoursevennews.com/gcc/headline/smcs-180-staff-faces- ،2011‬‬ ‫‪) investigation-30-doctors-paramedics-suspended-minister-al-balushi/‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪ :(2011‬انظر‬ ‫أيضا كليفورد كروس‪" ،‬ورطت المستشفى في أزمة البحرين"‪ ،‬نيويورك تايمز‪ 12 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪،2011‬‬ ‫‪) http://www.nytimes.com/2011/04/13/world/middleeast/13bahrain.html?pagewanted=1&_r=1‬تمت الزيارة في ‪1‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪(2011‬‬

‫‪" 93‬وزيري العدال والصحة يكشفان جرائم األطباء خالل االضطرابات األخيرة"‪ ،‬وكالة أنباء البحرين‪ 3 ،‬مايو‪/‬أيار ‪،2011‬‬ ‫‪) http://www.bna.bh/portal/en/news/455193‬تمت الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬ ‫‪ 94‬المرجع السابق‪ .‬أعلنت السلطات في البداية التھم الموجھة ضد‪ 47‬من الموظفين غفي المجال الطبي‪ ،‬ولكن أضافوا في وقت الحق واحدا‬ ‫إلى قائمة المتھمين‪.‬‬ ‫‪ 95‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 96‬حبيب طعومي‪" ،‬أطلقت البحرين سراح ‪ 24‬من األطباء والممرضين"‪ ،‬أخبار الخليج اليومية‪ 12 ،‬مايو‪/‬آذار ‪،2011‬‬ ‫‪) http://gulfnews.com/news/gulf/bahrain/bahrain-releases-24-detained-doctors-and-nurses-1.806947‬تمت‬ ‫الزيارة في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪.(2011‬‬

‫‪35‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫لم تر ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬خالل زياراتھا لمجمع السليمانية الطبي بين ‪ 17‬فبراير‪/‬شباط و‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬أي أدلة‬ ‫على أسلحة من أي نوع في المستشفى قبل سيطرة الجيش عليه‪ ،‬وبعد ذلك قامت قوات األمن بحمل السالح بصورة‬ ‫روتينية داخل وخارج المستشفى‪ .‬وتحدث باحثو ھيومن رايتس أيضا إلى موظفين غير طبيين الذين تطوعوا للعمل في‬ ‫المستشفى من أجل توجيه حركة المرور ومساعدة الوافدين على قسم الطوارئ‪ .‬ولم تجدت ھيومن رايتس ووتش أي‬ ‫دليل أو إشارة على تورط الموظفين الطبيين أو ھؤالء المتطوعين في تحزين أسلحة أو التمييز بين المرضى على‬ ‫أساس االنتماء الطائفي‪ .‬وتحدثت ھيومن رايتس ووتش أيضا إلى مسؤول في الحكومة على دراية بما حدث في مجمع‬ ‫السليمانية الطبي خالل الفترة المعنية والذي رفض رفضا قاطعا ادعاءات الحكومة‪.97‬‬ ‫وثقت ھيومن رايتس ووتش أيضا ثالثة حوادث حيث دخلت قوات األمن مستشفيات أخرى غير مجمع السليمانية‬ ‫الطبي بالسالح‪ .‬وفي مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع جار طبيب اعتقل في مارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬والذي قال إنه خالل‬ ‫الغارة الليلية على منزل الطبيب‪ ،‬بحثت قوات األمن عن إمدادات طبية يزعم أنھا مسروقة‪ .‬وأكد أفراد عائلة الطبيب‬ ‫أن قوات االمن لم تعثر على اإلمدادات الطبية المسروقة في بيت الطبيب‪ ،‬ومع ذلك أخذوا الطبيب إلى الحجز‪ .‬وحتى‬ ‫وقت كتابة ھذا التقرير‪ ،‬ال يزال الطبيب رھن االعتقال‪.‬‬ ‫بعثت ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬في ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬رسالة إلى القائمة بأعمال وزير الصحة‪ ،‬البلوشي‪ ،‬تطلب فيھا‬ ‫معلومات بشأن ھذه االدعاءات ضد الطاقم الطبي في مجمع السليمانية الطبي وأماكن أخرى‪ .‬وحتى كتابة ھذه‬ ‫السطور‪ ،‬لم تتلق ھيومن رايتس ووتش أي رد من الوزارة أو من مسؤولين آخرين‪.‬‬

‫‪ 97‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش‪ 13 ،‬مايو‪/‬أيار ‪2011‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪36‬‬


‫شكر وتقدير‬ ‫أجرى األبحاث وكتب التقرير‪ ،‬فراز صانعي‪ ،‬باحث في قسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا في ھيومن رايتس ووتش‪،‬‬ ‫بمساعدة تيرانا حسن‪ ،‬وھي باحثة في قسم الطوارئ في ھيومن رايتس ووتش‪ .‬ساھم دانييل ويليامز‪ ،‬وھو أيضا من‬ ‫قسم الطوارئ في ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬بأبحاث إضافية‪ .‬تقدم ھيومن رايتس ووتش شكرا خاصا ً إلى منظمات حقوق‬ ‫اإلنسان المحلية المستقلة في البحرين لما قدمته من مساعدة ال تقدر بثمن خالل البحوث ومراحل إعداد ھذا التقرير‪.‬‬ ‫جو ستورك‪ ،‬نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا في ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬وتوم بورتيوس‪،‬‬ ‫نائب مدير مكتب البرامج في ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬وريبيكا شاليفر‪ ،‬مديرة قسم الدعوة لحقوق اإلنسان بشأن الصحة‬ ‫وحقوق اإلنسان في ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬حرروا التقرير‪ .‬كاليف بالدوين‪ ،‬مستشار رئيسي في الشؤون القانونية في‬ ‫ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬قام بالمراجعة القانونية‪ .‬عمرو خيري‪ ،‬منسق الترجمة العربية والموقع اإللكتروني بقسم الشرق‬ ‫األوسط وشمال أفريقيا في ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬أشرف على ترجمة ھذا التقرير إلى اللغة العربية‪ .‬قدم آدم كوجل‬ ‫وديفيد سيجال‪ ،‬المنسقين بقسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬قدما المساعدة في البحوث واإلنتاج‪ .‬غريس تشوي‪،‬‬ ‫مديرة المطبوعات‪ ،‬وفيتزروي ھوبكنز‪ ،‬مدير البريد‪ ،‬أعدا التقرير للنشر‪.‬‬ ‫أخيرا وليس آخرا‪ ،‬فإن ھيومن رايتس ووتش تشكر أعضاء المجوعة الطبية في البحرين ‪ -‬األطباء والممرضين‬ ‫والمساعدين الطبيين وغيرھم من العاملين في المجال الصحي ‪ -‬الذين وافقوا على مشاركتنا شھاداتھم‪ ،‬والمرضى‬ ‫وأفراد أسر المتضررين من األحداث األخيرة في البحرين‪ .‬لم يكن ممكنا إنجاز ھذا التقرير من دون جھودھم‬ ‫ومساعدتھم‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫‪HUMAN RIGHTS WATCH‬‬

‫الملحق‪ :‬رسالة من ھيومن رايتس ووتش إلى الحكومة‬ ‫البحرينية‬

‫‪350 Fifth Avenue, 34th Floor‬‬ ‫‪New York, NY 10118-3299‬‬ ‫‪Tel:‬‬ ‫‪212-290-4700‬‬ ‫‪Fax:‬‬ ‫‪212-736-1300‬‬

‫‪MIDDLE EAST AND NORTH‬‬ ‫‪AFRICA DIVISION ADVISORY‬‬ ‫‪COMMITTEE‬‬

‫‪ 21‬أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫سعادة الدكتورة فاطمة البلوشي‬ ‫وزيرة الصحة‬ ‫مملكة البحرين‬ ‫عبر الفاكس ‪+ 973-17-811-130 :‬‬ ‫معالي الوزيرة‪:‬‬ ‫الغرض من ھذه الرسالة ھو طلب بعض المعلومات من حكومة البحرين حول التطورات‬ ‫األخيرة التي يبدو أنھا أ ّدت إلى تنازل موظف ّي الرعاية الطبيّة وأخذ موقف الحياد وبالتالي إعاقة‬ ‫إمكانية الحصول على الرعاية الطبية‪ .‬ھيومن رايتس ووتش تُع ّد تقريراً يتناول ھذه القضايا‪،‬‬ ‫وتو ّد كثيرا أن تُظ ِھر وجھة نظر السلطات البحرينية‪.‬‬ ‫وقد كانت ھيومن رايتس ووتش في موقع ال َحدَث ترصد حالة حقوق اإلنسان في البحرين منذ ‪17‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط ‪ .2011‬كما تُق ّدر ھيومن رايتس ووتش إتاحة الفرصة لھا للنظر في االدعاءات‬ ‫التي تقول بأن المتظاھرين والحكومة قد انتھكوا مبدأ الحياد الطبي‪.‬‬ ‫وتشمل ھذه االنتھاكات‪ ،‬من جانب المتظاھرين‪ ،‬استخدام أرض ُمج ّمع السلمانية الطبي إلقامة ما‬ ‫كان في الواقع مسيرات سياسية‪ .‬أما من جانب السلطات‪ ،‬فھذه االنتھاكات تشمل القيود على‬ ‫توفير الرعاية خارج موقع ال ُمج ّمع في حاالت الطوارئ )بما في ذلك الھجمات المزعومة على‬ ‫رسلوا لمساعدة الجرحى من المتظاھرين(‪ ،‬وحصار‬ ‫موظفي اإلسعاف واألطباء الذين أُ ِ‬ ‫المستشفيات والمرافق الصحية الطبية واالستيالء عليھا ِمن قِبَل أفراد من القوات األمنية‬ ‫الصلة بالتظاھرات‪،‬‬ ‫والعسكرية‪ ،‬واستھداف األشخاص الذين يعانون من إصابات ذات‬ ‫ِ‬ ‫واستھداف واعتقال األطباء وغيرھم من العاملين في مجال الرعاية الصحية‪ .‬إننا نرحب بوجھة‬ ‫نظر حكومتكم بشأن ھذه المزاعم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبشكل أكثر تحديدا‪ ،‬فإن ھيومن رايتس ووتش تود الحصول على أجوبة على األسئلة التالية ‪:‬‬

‫‪Hassan Elmasry, Co-Chair‬‬ ‫‪Kathleen Peratis, Co-Chair‬‬ ‫‪Asli Bali, Officer‬‬ ‫‪Prince Moulay Hicham, Officer‬‬ ‫‪Bruce Rabb, Officer‬‬ ‫‪Gary G. Sick, Officer‬‬ ‫‪Gamal Abouali‬‬ ‫‪Wajeha Al Huwaider‬‬ ‫‪Ghanim Alnajjar‬‬ ‫‪Lisa Anderson‬‬ ‫‪Shaul Bakhash‬‬ ‫‪M. Cherif Bassiouni‬‬ ‫‪David Bernstein‬‬ ‫‪Nathan Brown‬‬ ‫‪Paul Chevigny‬‬ ‫‪Ahmad Deek‬‬ ‫‪Hanaa Edwar‬‬ ‫‪Mansour Farhang‬‬ ‫‪Fadi Ghandour‬‬ ‫‪Aeyal Gross‬‬ ‫‪Amr Hamzawy‬‬ ‫‪Asos Hardi‬‬ ‫‪Bahey El Din Hassan‬‬ ‫‪Rita E. Hauser‬‬ ‫‪Salah al-Hejailan‬‬ ‫‪Shawan Jabarin‬‬ ‫‪Robert James‬‬ ‫‪Mehrangiz Kar‬‬ ‫‪Edy Kaufman‬‬ ‫‪Marina Pinto Kaufman‬‬ ‫‪Ann M. Lesch‬‬ ‫‪Robert Malley‬‬ ‫‪Ahmed Mansoor‬‬ ‫‪Stephen P. Marks‬‬ ‫‪Rolando Matalon‬‬ ‫‪Habib Nassar‬‬ ‫‪Abdelaziz Nouaydi‬‬ ‫‪Nabeel Rajab‬‬ ‫‪Victoria Riskin‬‬ ‫‪Charles Shamas‬‬ ‫‪Sid Sheinberg‬‬ ‫‪Sussan Tahmasebi‬‬ ‫‪Mustapha Tlili‬‬ ‫‪Andrew Whitley‬‬ ‫‪James Zogby‬‬ ‫‪Ahmed Zuaiter‬‬ ‫‪Human Rights Watch‬‬ ‫‪Kenneth Roth, Executive Director‬‬ ‫‪Michele Alexander, Development & Outreach Director‬‬ ‫‪Carroll Bogert, Associate Director‬‬ ‫‪Emma Daly, Communications Director‬‬ ‫‪Barbara Guglielmo, Finance & Administration Director‬‬ ‫‪Peggy Hicks, Global Advocacy Director‬‬ ‫‪Iain Levine, Program Director‬‬ ‫‪Andrew Mawson, Deputy Program Director‬‬ ‫‪Suzanne Nossel, Chief Operating Officer‬‬ ‫‪Dinah PoKempner, General Counsel‬‬ ‫‪James Ross, Legal & Policy Director‬‬

‫‪ (1‬ھل با َش َرت حكومة البحرين تحقيقات مستقلة عن طريقة تدبير وزارة الصحة و ُمج ّمع‬ ‫السلمانية الطبي للرعاية المقدمة للمرضى المصابين نتيجة االشتباكات بين المتظاھرين‬ ‫والقوات األمنية أو العسكرية خالل الفترة بين ‪14‬و‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬حسب لجنة‬ ‫التحقيق التي كان من المفترض أن تًش ّكل بعد أن دعا وزير الصحة السابق‪ ،‬نزار‬ ‫‪SAN FRANCISCO -‬‬

‫· ‪NEW YORK · PARIS‬‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪Joe Saunders, Deputy Program Director‬‬ ‫‪Jane Olson, Chair, Board of Directors‬‬

‫· ‪BEIRUT · BERLIN · BRUSSELS · CHICAGO · GENEVA · JOHANNESBURG- LONDON · LOS ANGELES · MOSCOW‬‬ ‫‪TOKYO · TORONTO · WASHINGTON‬‬

‫‪38‬‬


‫البحارنة‪ ،‬إلى إجراء تحقيقات في أواخر فبراير‪/‬شباط‪ .‬إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (2‬ھل أجرت الحكومة تحقيقات في أي من المزاعم بشأن انتھاكات الحياد الطبي لتغطية األحداث منذ ‪18‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط؟ إذا كان األمر كذلك‪ ،‬ھل يمكنكم اطالعنا على نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (3‬ھل نظرت حكومة البحرين في مزاعم أنه خالل الفترة بين ‪14‬فبراير‪/‬شباط و ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان ‪2011‬‬ ‫)وخاصة في ‪ 18 /17‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬وفي ‪13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وفي ‪ 16 /15‬مارس‪/‬آذار(‪ ،‬قامت القوات األمنية‬ ‫فرض قيود على ال ُمر َسلَة منھا من ُمج ّمع السلمانية الطبي‬ ‫والعسكرية بمنع سيارات اإلسعاف من الوصول أو َ‬ ‫أو غيره من المرافق الصحية بشأن توفير الرعاية الطبية العاجلة للجرحى من المتظاھرين أو غيرھم؟ إذا‬ ‫كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (4‬ھل نظرت حكومة البحرين في مزاعم أنه خالل الفترة بين ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط و‪ 16‬مارس‪/‬آذار)وخصوصا‬ ‫في ‪17‬و ‪ 18‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬و‪ 13‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬و‪15‬و‪ 16‬مارس‪/‬آذار( قامت القوات األمنية والعسكرية‬ ‫باستخدام القوة المفرطة )بما في ذلك استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وغيرھا من‬ ‫مع ّدات مكافحة الشغب( أو االعتداء على األطباء وموظفي الرعاية الطبية والمتطوعين الطبيين الذين‬ ‫تج ّمعوا في دوار اللؤلؤة؟ إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (5‬ھل نظرت حكومة البحرين في مزاعم أنه من بداية ‪15‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬وخاصةً في ‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬قامت‬ ‫القوات األمنية أو العسكرية بحصار مج ّمع السلمانية الطبي ومراكز طبيّة أخرى‪ ،‬وتقييد الوصول إلى ھذه‬ ‫المرافق‪ ،‬أو إطالق قنابل الغاز المسيل للدموع‪ ،‬أو الرصاص المطاطي أو غيرھا من مع ّدات مكافحة الشغب‬ ‫على المبنى؟ إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (6‬ھل ّ‬ ‫نفذت حكومة البحرين أي قواعد أو لوائح أو إجراءات منذ ‪ 15‬مارس‪/‬آذار تفرض على جميع‬ ‫المستشفيات والمرافق الصحية و الطبيّة تحديد أو تقديم تقارير عن األفراد الذين كانوا قد أُصيبوا بجروح‬ ‫)أي إصابات جراء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي‪ ،‬وطلقات صيد الطيور‪ ،‬أو غيرھا من‬ ‫ُمع ّدات مكافحة الشغب ‪ ،‬أو الذخيرة الحيّة( نتيجة لالشتباكات مع القوات األمنية أو العسكرية للسلطات؟‬ ‫سنكون ممتنين ومق ّدرين إذا ما كان بإمكانكم تزويدنا بنص أو نصوص لمثل ھذه القواعد واللوائح أو‬ ‫اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪ (7‬ھل نظرت حكومة البحرين في المزاعم بأن القوات األمنية أو العسكرية قامت بمنع وتقييد أو تأخير توفير‬ ‫الرعاية الطبية لألفراد الذين يسعون للعالج في المستشفيات أو المرافق الصحية‪ ،‬والذين قد يكونوا أُصيبوا‬ ‫بجروح )أي إصابات جراء قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي‪ ،‬وطلقات صيد الطيور‪،‬‬ ‫وغيرھا من معدات مكافحة الشغب‪ ،‬أو الذخيرة الحية( نتيجة لالشتباكات مع القوات األمنية أو العسكرية؟ إذا‬ ‫كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (8‬ھل نظرت حكومة البحرين في مزاعم أن القوات األمنية أو العسكرية استھدفت و َعزَ لَت و اعتقلت وضايقت‬ ‫وع ّذبت وأساءت بطريق ٍة أخرى معاملة المرضى في المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية على أساس‬ ‫أنھم تعرضوا إلصابات )أي بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع‪ ،‬الرصاص المطاطي‪ ،‬وطلقات صيد الطيور‪،‬‬ ‫والذخيرة الحيّة( نتيجة لعمليات من قبل القوات األمنية أو العسكرية؟ إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه‬ ‫التحقيقات؟‬

‫‪39‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


‫‪ (9‬ووفقا للمعلومات التي تلقيناھا‪ ،‬اعتقلت السلطات ما ال يقل عن ‪ 35‬من األطباء والممرضين وطلبة الطب‬ ‫وغيرھم من أعضاء الطاقم الطبي منذ ‪ 15‬مارس‪/‬آذار ‪ .2011‬فقد فھمنا أنه تم إطالق سراح بعض ھؤالء‬ ‫األشخاص‪ .‬ونحن نقدر أي معلومات يمكنكم تقديمھا حول األسباب التي جعلت السلطات تعتقل ھؤالء‬ ‫األشخاص‪ ،‬بما في ذلك التھم الجنائية أو غيرھا التي ُوجّھت ضدھم‪ ،‬وما إذا كانوا تمكنوا من الوصول إلى‬ ‫محاميھم وأسرھم؟‬ ‫‪ (10‬ھل نظرت الحكومة في مزاعم أن األطباء والممرضين وطلبة الطب‪ ،‬وغيرھم من العاملين في مجال‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬أو المتظاھرين في مجمع السلمانية الطبي أو غيره من مرافق الرعاية الصحية َمنعوا‬ ‫وقيّدوا أو أ ّخروا توفير الرعاية الطبية لألفراد الذين كانوا يسعون للعالج في المستشفيات أو المرافق‬ ‫الصحية؟ إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فما ھي نتائج ھذه التحقيقات؟‬ ‫‪ (11‬ھل نظرت الحكومة في مزاعم أن األطباء والممرضين وطلبة الطب‪ ،‬وغيرھم من العاملين في مجال‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬أو المتظاھرين في مجمع السلمانية الطبي أو غيره من مرافق الرعاية الصحية منعت‪،‬‬ ‫واستھدفت‪ ،‬واعتقلَت‪ ،‬وضايَقَت‪ ،‬أو أساءت بطريق ٍة أخرى معاملة المرضى في المستشفيات ومراكز‬ ‫الرعاية الصحية؟ سنكون ممتنين و ُمق ّدرين إذا ما كان بإمكانكم اطالعنا على أي دليل يدعم ھذه المزاعم‪.‬‬ ‫‪ (12‬ھل نظرت الحكومة في مزاعم أن األطباء والممرضين وطلبة الطب‪ ،‬وغيرھم من العاملين في مجال‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬أو المتظاھرين في مجمع السلمانية الطبي أو غيره من مرافق الرعاية الصحية قاموا‬ ‫بتخزين أسلحة من أي نوع داخل المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية؟ وسنكون ممتنين و ُمقدرين إذا ما‬ ‫كان بإمكانكم اطالعنا على أي دليل يدعم ھذه المزاعم‪.‬‬ ‫الصلة‬ ‫بك أو بغير ِك من المسؤولين الوثيقي ِ‬ ‫سنكون سعداء بتلقّي أي معلومات بشأن القضايا اآلنفة الذكر‪ ،‬وبااللتقاء ِ‬ ‫بالموضوع لمناقشة النتائج والتوصيات التي توصلنا إليھا باإلضافة إلى المنھجية التي استخدمناھا‪ .‬وسنكون ممتنيّن‬ ‫ومق ّدرين إذا ما كان بإمكانكم الر ّد علينا في موعد أقصاه ‪ 5‬مايو‪/‬أيار لكي نتم ّكن من إظھار وجھة نظر الحكومة في‬ ‫تقريرنا‪.‬‬ ‫نأمل أن تُعطونا ھذه الفرصة ونتطلع إلى تلقّي ردكم‪.‬‬ ‫تحياتي وتقديري‪،‬‬

‫سارة ليا ويتسون‬ ‫المديرة التنفيذية‬ ‫قسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫نسخة إلى‪:‬‬ ‫معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة‬ ‫وزير الشؤون الخارجية‬ ‫مملكة البحرين‬

‫مستھدفون بالعقاب‬

‫‪40‬‬


‫معالي سعيد محمد الفيحاني‬ ‫المستشار الخاص‬ ‫وزارة الخارجية‬ ‫مملكة البحرين‬ ‫معالي السفيرة ھدى ِعزرا إبراھيم نونو‬ ‫سفارة مملكة البحرين‬ ‫‪3502‬شمال غرب الطريق الدولي‬ ‫واشنطن‪ ،‬رمز بريدي ‪20008‬‬

‫‪41‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬


H UMA N R I G H TS WATCH 350 Fifth Avenue, 34 th Floor New York, NY 10118-3299

www.hrw.org

H U M A N R I G H T S W A T C H


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.