كتاب التجنيس الرياضي البحرين نموذجا مفضوحا

Page 1

‫التجنيس الرياضي‬ ‫البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫داود ربيع‬ ‫دار الصحف للنشر و التوزيع‬ ‫بيروت‪ -‬لبنان‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫فضيحة أخرى للنظام في البحرين على مستوى الرياضة إذ قام‬

‫بتجنيس أعداد كبيرة من الرياضيين لتغطية عقدة النقص في الفشل‬

‫المتكرر‪ ،‬و عوض أن تقوم السلطات بتأسيس بنية تحتية من جهتي‬ ‫اإلنسان و المنشآت الرياضية و استراتيجية بعيدة المدى تتعلق‬

‫بالمنشآت الرياضية المتهالكة و األندية المتواضعة و الرياضيين‬

‫الكادحين ‪ ،‬قامت بتجنيس الرياضيين بنظرة قصيرة المدى و أغدقت‬ ‫عليهم األموال و حرمت أبناء الشعب و رياضييه منها ‪ ،‬مع االنتباه‬

‫إلى أ ّن قدرة الرياضي المجنس و زمنه مؤقتة و هي فترة الشباب في‬ ‫بداية العقد الثالث من عمره ثم تذبل قدرته و يظهر ضعفه‪.‬‬ ‫و لكنها لم تنجح بمن جاؤوا من أماكن متعددة ‪ ،‬يمارسون رياضات‬

‫متعددة ‪ ،‬و كلفوا ميزانية الدولة أمواال طائلة لو استخدمت على‬

‫المواطنين لرفعت من شؤونهم االقتصادية و الرياضية‪ ،‬وسفرات‬ ‫لمعسكرات خارجية ‪ ،‬دون أن يتحدثوا بالعربية ‪ ،‬و ينحنون لنشيد‬

‫وطني ال يعرفون معناه و مغزاه ‪ ،‬و دون أن يعيشوا في البحرين‪ ،‬و‬

‫زورت أعمار بعضهم‪ ،‬و دون أن تكون لهم نتائج باهرة‪ ،‬و بعضهم‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫أقل بدرجة أو درجات من الرياضي المواطن‪ ،‬استوردهم النظام ‪ ،‬و‬

‫غيّر أسمائهم‪ ،‬و ألبسهم ثيابا مرسومة و ملونة بعلم البحرين المكون‬ ‫من األحمر و األبيض ـ والذي هو كارثة أخرى أيضا إذ أنه ال مضمون‬ ‫وطني له و ال رمزية وطنية و أنما رفعته سفينة بريطانية قادمة إلى‬

‫البحرين فوضعوه علما لبالدهم كأنهم يجهلون ما للعلم من رمزية و‬

‫مضمون‪ ،‬و هذا مظهر آخر من مظاهر االستبداد‪ ،‬و لو أ ّن هذه‬ ‫السفينة رفعت علما بستة ألوان فهل حكام البحرين ملزمون باعتماده‬ ‫علما لبالدهم؟ و هل كانت ترمز تلك األلوان و تشكيالتها لألرض و‬

‫اإلنسان و الوطن و تاريخ وحضارة البلد؟ و هل الخط الفاصل بين‬

‫اللونين األحمر و األبيض يرمز إلى منشار الحاكم على رقاب الشعب‬ ‫؟ و اللون األحمر إلى دموية الحكام و األبيض إلى طيبة الشعب؟ ـ و‬ ‫دون أن يشعروا بأنهم بحرينيون‪ ،‬أو أن واجبا اتجاه هذا البلد يدفعهم‬

‫لتحقيق فوز و نصر يتباهى بهم أفراد من النظام على أمثالهم من‬

‫الخليجيين‪ ،‬و بعضهم يمتلئ تاريخه بالبطاقات الصفراء و الحمراء و‬ ‫المشاغبة‪ ،‬و بمستوى متدني عن الرياضي المواطن‪ ،‬كما أ ّن البلد لم‬

‫تتقدم رياضيا بعد استيرادهم‪ ،‬و فقدت المنافسة و فقدت الجمهور‬

‫‪2‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫الذي لم يعد يتحمس للعب األجانب نيابة عن مواطنيه ‪ ،‬و بسبب‬

‫تجنيسهم تعطلت المواهب الوطنية ‪ ،‬و فقد كثير من أبناء البلد‬

‫الطموح في تمثيل بلدهم ‪ ،‬و ركنهم اليأس إلى التوقف‪.‬‬

‫و صفع بعض المجنسين الرياضيين النظام ‪ ،‬و ندم بعضهم‬

‫لمشاركاته مع فريق البحرين و بلده أولى به ‪ ،‬و بكى الالعب‬

‫المجنس جيسى كما صرح لمجلة سوبر اإلماراتية ‪ ،‬و المدلول األول‬

‫لهذه التصريحات عدم الوالء و المحبة لهذا البلد من قبل هؤالء‬ ‫المجنسين الذين جئ بهم على حساب المواطن‪ ،‬و الندم يجب أن‬

‫يصدر من دولة البحرين أل ّن هذا المجنس يمثلها‪ ،‬و لكن عند النظام‬ ‫في البحرين القيّم و القوانين معكوسة!!!‪.‬‬

‫أما البرازيلي الذي أسماه النظام عدنان إبراهيم و هو شقيق مدرب‬

‫منتخب البحرين للشواطئ كوستافو ‪ ،‬فقد تم منحه الجنسية وإقحامه‬ ‫في المنتخب و هو غير مسجل في أي نادي ! و قد فرح بعد فوز‬

‫منتخب البحرين للشواطئ على نيجيريا ‪ ،‬و حمل علم بلده األصلي‬

‫البرازيلي بفرحته و هو يلعب للمنتخب البحريني‪.‬‬

‫أما العداء الكيني يوسف سعد كامل و اسمه األصلي جريجوري‬

‫‪3‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫كونتشيال ‪ ،‬فقال أنه تخلّى عن الجنسية البحرينية التي منحت له في‬

‫العام ‪ 2003‬و عاد إلى بلده ليمثلها في المسابقات الدولية ‪ ،‬و‬ ‫صرح أ ّن الهدف من حصوله على الجنسية البحرينية هو تحسين‬ ‫وضعه االقتصادي‪ ،‬و أتهم اتحاد القوى البحريني بعدم الوفاء ببنود‬

‫العقد بينهما‪ ،‬وكان ينتظر شهورا طويلة قبل أن يحصل على مستحقاته‬ ‫المالية‪ ،‬بينما ك ّذب رئيس االتحاد البحريني أللعاب القوى ذلك و‬

‫اّ ّدعى أ ّن لديه اإلثباتات‪.‬‬

‫و للعداء المغربي رشيد رمزي المتجنس بالجنسية البحرينية نمط‬

‫آخر ‪ ،‬فقد ثبت تعاطيه المنشطات المحظورة في بكين ‪ ، 2008‬و‬

‫كان رئيس االتحاد البحريني أللعاب القوى يدعو البحرينيين الستقباله‬ ‫بعد حصوله على ميدالية الفوز في المطار بمسيرة إلى مقر االتحاد و‬

‫يرتب لقاءه مع الحاكم و إذا به يذهب إلى بلده األصلي و عائلته و‬

‫احتفلوا به كعداء مغربي ليصرح لهم بأنّه ( مغربي و سعيد بأن أكلم‬ ‫جمهورا يفهم لغتي) ‪ ،‬هؤالء المجنسون يسخرون من آل خليفة ‪.‬‬ ‫أما الجمهور المغربي فعلق على فوز رمزي كثيرا ‪ ،‬و أحدث فوزه‬

‫ضجة في المغرب من خالل التعليقات على مواقع االنترنت ‪ ،‬و اعتبر‬

‫‪4‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫بعضهم أ ّن ( ظهوره منتصرا جرحا لهم و إهانة لبلدهم)‪ ،‬و اعتبر‬ ‫بعضهم أ ّن ( البحرين تخلت عن إحدى أهم و أنبل الخصال التي‬ ‫يتبجح بها العربي‪ ،‬أال و هي الكرامة و عزة النفس‪ ،‬و أ ّن هذا الفوز‬ ‫للبحرين صنعه ابن بلد آخر ال يتكلم حتى لهجتها‪ ،‬و إنها فرحة‬ ‫جوفاء ال طعم لها‪ ،‬و أعتبر ما تقوم به دول من (طينة) البحرين من‬

‫استقطاب ألبطال من دول أخرى من أجل صنع أمجاد رياضية ال قدرة‬

‫عليها بدونهم مستغلة ضعفهم و فقرهم هو من باب االنحطاط‬

‫الفكري و االستهتار بالقيم الحضارية و عدم احترام األخوة العربية‪ ،‬و‬

‫حريا بالبحرين أن تحتضن هؤالء األبطال ماديا و ترعاهم تقنيا لما‬

‫أوتيت من موارد مالية عوض تجنيسهم‪ ،‬فما الذي يمنع العربية‬ ‫السعودية و الجزائر مثال من شراء الذمم و الجنسيات‪ ،‬إنها عزة‬

‫الوطن و كرامتة) ‪ ،‬كأنّه يريد القول بعدم عزة من جنسهم و عدم‬ ‫كرامته‪.‬‬

‫و من المهازل و المسخرات الذي يقوم بها المجنسون الرياضيون‬

‫ضد النظام و الوطن هو تحالفهم فيما بينهم ضد الالعبين المواطنين‬

‫و مسؤوليهم‪ ،‬فهذا المجنس (فتاي) ال يخرج مع المنتخب إال بشرط‬

‫‪5‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫أن يكون معه مواطنه النيجيري المجنس (جيسي جون)‪( .‬جريدة‬

‫الوسط)‪.‬‬

‫و السؤال هو من الذي يسئ إلى الوطن هذا المجنس أم الذين‬

‫جنسوه و أبقوا عليه و صيّروا جنسية البحرين رخيصة و مبتذلة؟ و من‬

‫الذي يسخر على من ؟ هؤالء المجنسين على الوطن أم عناصر النظام‬ ‫على هذا الوطن المسكين؟‬

‫و بعضهم شارك في التطبيع مع ( إسرائيل) و لعب فيها باسم‬

‫البحرين‪ ،‬و لكن ذلك ال يثير المسؤولون في البحرين ألنهم هم‬ ‫المتهمون في إرساله‪ ،‬و إال كيف له أن يرتب اللعب هناك‪ ،‬و يحجز‬

‫يجهز األدوات و مجموعة مقدمات السفر و‬ ‫التذاكر و الفنادق‪ ،‬و ّ‬ ‫اللعب و المعلومات عن السباق‪ ،‬و لماذا لم يتعرض ألية عقوبة ؟ و‬ ‫لذلك لم يثأروا لعروبتهم المفقودة ‪ ،‬و ال لرفض شعبهم المقهور ‪ ،‬و‬

‫ال لبرلمانهم الهزيل و بعض وجوهه المأجورة ‪ ،‬و ال لشماتة أعدائهم‬

‫المراقبة ‪ ،‬و ال لكرامتهم المسفوحة التي هي آخر ما يمكن تصوره‬

‫لهذا النظام‪.‬‬

‫مشير سالم جوهر‪ ،‬هو اإلسم البحريني للمجنس الكيني‪ ،‬أو‬

‫‪6‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫للبحريني من أصل كيني‪ ،‬واسمه األصلي ليونارد موشيرو ‪ ،‬قالت‬ ‫إسرائيل أنه أول عداء من دولة عربية يشارك في ماراثون يجري في‬

‫( إسرائيل) ‪ ،‬ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن جوهر قوله انه‬ ‫( فخور جدا) للمشاركة في حدث رياضي في( إسرائيل) ‪ ،‬هذا الذي‬ ‫حققه آل خليفة من تجنيس الرياضيين‪ ،‬و مثل هذا من التجنيس‬

‫عموما‪.‬‬

‫أما بيان البحرين فقد تضمن تلقيه النبأ (بالصدمة واألسف) !!! و‬

‫أ ّن المجنس جوهر دخل ( إسرائيل) بجواز سفره الكيني!! ‪.‬‬

‫أال يحتمل أيضا أ ّن مجنسين رياضيين آخرين شاركوا في ( إسرائيل)‬

‫‪ ،‬و من قال أ ّن المجنسين اآلخرين الذين ّيعدون بمئات اآلالف لم‬ ‫يدخلوا و يخرجوا من ( إسرائيل ) ‪ ،‬و غير (إسرائيل) ‪ ،‬و من قال أ ّن‬ ‫بعضهم ليسوا مجندين لدول أخرى؟‪.‬‬

‫و بعضهم يستعمل العنف ضد المواطنين كما حصل للصحفي في‬

‫جريدة األيام من قبل الالعب المجنس اليمني أحمد حسان‪،‬‬

‫المواطن الصحفي على وجهه‬ ‫المجنس‬ ‫شهر‪ ، 2005/6‬فقد صفع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ودفعه وأهانه ألنه لم يعجبه ما كتبه الصحفي في جريدته‪ ،‬ثم هدده إن‬

‫‪7‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫ذكر شيئا مما حدث فإنه ( سيبهدله) !!! و كأنه يعيش في غابة !! ال‬ ‫في دولة و بها قانون ‪ ،‬و شعب له كرامة ‪ ،‬و يتعامل البشر فيها‬ ‫بالحقوق و الواجبات ‪ ،‬و يفترض أن تكون الصحافة فيها سلطة‬

‫رئيسية ! ‪.‬‬

‫و قد استشرى التجنيس في عدد من االتحادات الرياضية ألنه‬

‫استراتيجية معمول بها و إن كانت فاشلة ‪ ،‬و تنوعت مصادر‬

‫المجنسين الرياضيين ‪ ،‬بعض العدائين مغاربة مثل رشيد رمزي‪ ،‬رشيد‬ ‫خويا (محمد راشد) ‪ ،‬عبد الحق الكورش(زكريا عبد الحق)‪ ،‬عبد‬

‫الكبير الوريبي ‪ ،‬و غيرهم مثل الكيني يوسف سعد كامل‪ ،‬كما ذكرت‬

‫الصحافة اسم العداء عبد الرزاق يحيى من ضمن فريق العدائين‬ ‫البحرينيين في مسابقات االتحاد الدولي أللعاب القوى في مدريد‬

‫‪.!!! 2004‬‬

‫و من أفريقيا مثل أزينيبيك كوتو كوال و هي اثيوبية سميّت بعد‬ ‫تجنيسها مريم يوسف جمال وهي رياضية في ألعاب القوى‪ .‬و من‬

‫بلدان أخرى تجيتو دابا و غالديس تشيروتيتش‪.‬‬

‫و العبات عربيات في منتخب الطائرة ‪ ،‬و تجنيس في السباحة‬

‫‪8‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫النسوية مثل تحنيس سميرة زيد بيطار‪.‬‬

‫و جنّست أعداد كبيرة للعبة كرة القدم مثل فوزي مبارك عايش من‬

‫أصل مغربي ‪ ،‬و جيسي جون من أصل نيجيري ‪ ،‬ريتشارد من أصل‬ ‫فرنسي‪ ،‬و عدنان سارة (بوسني) عبد اهلل عمر (تشادي)‪ ،‬عبداهلل‬

‫فتاي(نيجيري) ‪ ،‬و بدر الشمري و هو من البدون الكويتيين‪.‬‬

‫و في كرة السلة الالعب النيجيري بوني و تم تغيير اسمه حين‬

‫تجنيسه إلى فرج عبد اهلل و النيجيري أكيم موسى و األميركي روبرت‪.‬‬

‫و من الرياضيين الذين تم تزوير أعمارهم و تغيير أسمائهم الكينيين‬

‫سمي‬ ‫سمي بالل منصور‪ ،‬و دينيس كيبكوروي و ّ‬ ‫الثالثة جون ييغو و ّ‬

‫طارق مبارك طاهر ‪ ،‬و هوسيا كوسغي و سمي آدم إسماعيل خميس و‬ ‫هؤالء هم الذين واجهوا عقوبة التوقيف مدى الحياة من قبل االتحاد‬

‫الدولي أللعاب القوى‪(.‬الوقت العدد‪ ، 189‬تاريخ‪2006 /8/ 28‬م‬ ‫‪ ،‬أخبار الخليج ‪،‬تاريخ‪.) 2006/8/22‬‬

‫و ذلك بعد احتجاج الوفد األسباني خالل بطولة العالم للشباب‬

‫‪ 2006‬على أعمار الالعبين قبل المشاركة في منافسات البطولة‪ ،‬و‬

‫استدعي الالعبين الثالثة وطلب منهم اإلقرار بصحة جميع البيانات‬

‫‪9‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫المقدمة من قبل االتحاد البحريني‪ ،‬و سجل فيها بالل منصور بعمر‬

‫‪ 17‬سنة بينما أكد من يعرفونه في كينيا باسم جون ييغو أ ّن عمره‬ ‫يقارب ‪ 23‬سنة ‪ ،‬و البطولة للشباب الذين تقل أعمارهم عن العشرين‬ ‫سنة ‪ ،‬و هكذا زميليه الكينيين الذين لم يكونوا جميعا نكرة تماما بل‬ ‫معروفون في أحيائهم و مناطقهم و لدى بلدهم األصل و أهلهم‬

‫الوثائق !!!‪.‬‬

‫و تزوير األسماء يستلزم تلقائيا تزوير الديانة فإ ّن اسم جون و بالل‬

‫مثال مختلفان دينيا و بالتالي تأتي الحاجة لتزوير بلد المولد للتغطية‬ ‫على التزوير األول و هكذا يتسلسل التزوير و الكذب و في كل‬

‫محطة يشارك فيها الرياضيون المجنسون‪.‬‬

‫هذا اإلنجاز من التزوير و الكذب هو إنجاز حكام البحرين‬

‫الحقيقي في بطولة العالم للشباب ‪ 2006‬و ليس قطعة من ذهب أو‬ ‫فضة أو برونز ‪ ،‬و عليك أنت أن تقدر وضع الحكم في البحرين و‬

‫مؤسساته و إداراته و كذبه و تزويره ! هذه الفضائح التي يراها العالم‬

‫نموذج لفضائح أكثر قبحا يقوم بها النظام في البحرين على كل‬

‫المستويات و كل االتجاهات و اإلدارات‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫و من الرياضيين الكينيين الذين منحوا الجنسية البحرينية صالح‬

‫مرزوق بخيت (ولد سيمون)‪ ،‬و اسحق عابدين(إسحق اويرو) ‪ ،‬و‬ ‫داود سلطان خميس (دومينيك)‪ ،‬وصالح بشير (رونالد )‪ ،‬ويعقوب‬

‫جمعة و سجاد‪.‬‬

‫إ ّن ما يزيد األمر أسفا و حنقا و سخطا و نقما أ ّن طريقة استيراد‬ ‫هؤالء الالعبين و تجنيسهم تتم بطريقة المافيات و العصابات و‬ ‫ليست بطريقة شريفة نظيفة ‪ ،‬و ال ضمن اتفاقيات و شروط‬

‫االتحادات و مواثيق الدول الرياضية‪ ،‬و ال يمكن أن نتصور أن نظاما‬ ‫آخر يقبل بما يعمله النظام في البحرين‪ ،‬فهذا نوع من العار و‬

‫الفضيحة أنسها النظام في البحرين بينما تأبى مروءة الدول األخرى‬ ‫المحترمة أن تقوم بمثلها أو دونها !!!‪.‬‬

‫و ما صدر من الصحافة الكينية من تشويه للمسؤولين في البحرين‬

‫يؤكد ذلك ‪ ،‬إذ اتهمت صحيفة «ستاندر» الكينية البحرين بخرق‬ ‫معاهدات األمم المتحدة‪ ،‬وذلك باستعباد الالعبين الكينيين أو‬

‫المتاجرة بهم بعد منحهم الجنسية البحرينية ‪ ،‬ثم سحبها منهم وتركهم‬ ‫من دون جنسية ليتحولوا إلى فئة «البدون»‪ .‬و أ ّن السلطات الرياضية‬

‫‪11‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫البحرينية تمارس «الرق األبيض» عن طريق منح الجنسية لبعض‬ ‫الكينيين مقابل حقوق منقوصة‪ ،‬ومن ثم سحب الجنسية منهم ألي‬

‫سبب وان هذا مخالف التفاقيات األمم المتحدة الخاصة بحقوق‬

‫اإلنسان‪.‬‬

‫و طريقة المافيات تتم عبر تعرف النظام في البحرين على أحد‬

‫المدربين في االتحاد المغربي أو الكيني أو غيرهما ثم يغريه بالمال إن‬

‫هو وفّر لهم رياضيين يفوزون في المسابقات الدولية‪ ،‬فيأتي المدرب‬ ‫الكيني فيختار متسابقين من طالب الثانوية و يهرب بهم خفية إلى‬ ‫البحرين‪ ،‬و حين وصولهم تعطى لهم الجنسيات فورا فالبلد ليس بها‬ ‫قانون‪ ،‬و تغير أسمائهم و أعمارهم إن لزم ذلك‪ ،‬فتسقط السلطات‬

‫الكينية جنسياتهم األصلية ‪ ،‬المؤهلون منهم يمثلون البحرين في‬

‫البطوالت الرياضية و غير المؤهلين ال يستطيعون الرجوع لبلدهم و ال‬ ‫يمثلون البحرين‪ ،‬و قد ترجعهم البحرين إلى كينيا و لكن بلدهم ال‬

‫تقبل بالجنسية المزدوجة!!! و ال شك أنها تنظر بسلبية على‬

‫متاجرتهم الخاسرة !!! هل تقبل دول العالم األخرى بهذه الطريقة ؟ أم‬

‫تعتبرها طريقة العصابات و المافيات ؟؟؟‬

‫‪12‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫و أنشأ النظام اتحاد الكريكيت و هي لعبة يزاولها اآلسيويون في‬

‫شبه القارة الهندية ‪ ،‬و جعل في فريق الكريكيت مجموعة من‬

‫المجنسين اآلسيويين و هم الذين يمثلون البحرين في البطوالت‬ ‫الدولية‪ ،‬و بلمحة واحدة على أسماء الفريق تتأكد من ذلك ‪ ،‬و أن‬

‫الفريق يتكون من هنود و باكستانيين و سيريالنكيين و بنغالديشيين‪،‬‬ ‫و ليست هذه اللعبة معروفة في البحرين أو دول المنطقة العربية‪.‬‬

‫الصورة اآلتية لفريق الكريكيت آسيوي األصل بحريني الجنسية‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫و قتل النظام طموح الالعبين البحرينيين بهذا التجنيس مما ألجأهم‬

‫إلى االعتزال مثل عالء حبيل و حسين علي و طالل سلمان ‪ ،‬فقد‬ ‫رأوا بأعينهم تفضيل الرياضي األجنبي عليهم مع عدم التزامه بمواعيد‬

‫التدريبات أو المعسكرات و دون أن يعاقب على ذلك بأدنى عقوبة‪.‬‬

‫و المفارقة هنا بين دولة البحرين و دول الخليج العربية األخرى و‬

‫كأنّها خرجت عنهم و انحرفت بعد مفترق طرق و التباين بين‬ ‫المجتمع البحريني الجديد و مجتمع تلك الدول يزداد و يتسع و‬ ‫تتعدد مجاالته ‪ ،‬و في مجال التجنيس الرياضي أحد أمثلته ‪ ،‬فحين‬

‫يجنّس النظام في البحريني األجنبي و يوفر له ملتزمات الحياة على‬ ‫حساب أبناء البلد و رياضييه الذين يتكبدون عناء نفسيا ينتهي بهم‬ ‫إلى االعتزال من الرياضة ‪ ،‬و تبقى آثاره لما بعد االعتزال ‪ ،‬تقدم دول‬ ‫غنى و إنماءً مغريات للرياضي البحريني باالنضمام إلى‬ ‫خليجية أكثر ً‬ ‫فرقها الرياضية و منحه الجنسية ‪.‬‬

‫و جزء من التجنيس يتعلق بالوضع السيكولوجي بالحكام و يرجع‬

‫إلى الشعور بالنقص و محاولة تبديله ‪ ،‬و ألن البلد صغيرة و مغمورة‬

‫و تمثل نقطة على خارطة العالم أو أصغر فإنّه يثير حنق الحكام في‬

‫‪14‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫البحث عن شهرة تعرض على تلفزيونات العالم و تتحدث عنها األمم‬ ‫‪ ،‬و قد يكون هذا الشعور هو الدافع إلى تجنيس بعض الرياضيين‬

‫فإنّهم حينما يفوزون في المسابقات يحملون علم البحرين و إن كان‬

‫المعلقون و الوكاالت تذكر بلدانهم األصل‪ ،‬و لكن ذلك يكفي‬

‫لدغدغة مشاعر عناصر النظام و يشعرهم بتعويض نقص هم‬

‫فاقدوه !!! و كذلك تجنيس المغنيين ‪ ،‬و إال ما هي الفائدة التي‬

‫سيجنيها النظام من تجنيس مغني فسق و مجون خرج من بلده بعد‬

‫محاكمات التحرشات و الفساد األخالقي!!!‪.‬‬

‫الفترة الوحيدة الزاهرة لمنتخب البحرين كانت في فترة رفع فيها‬

‫الحاكم شعار اإلصالح فصدقوه ‪ ،‬و شعروا أن البلد بلدهم حقيقة و‬ ‫تستحق كل الجهد و اإلخالص ‪ ،‬و سعدت أنفسهم و فرحت‬ ‫فتفجرت طاقاتهم و تهيأت للفوز و الربح و لم يكن المنتخب لكرة‬

‫القدم حينها يضم مجنسين‪ ،‬و ألول مرة وصلت البحرين إلى المركز‬ ‫الرابع في كأس آسيا و فاز مهاجمها عالء حبيل بالمركز األول مشترك‬ ‫في قائمة ه ّدافي البطولة‪ ،‬و ما أن انقلب الحاكم على عهوده و‬ ‫مواثيقه و خان تعهداته و شعبه حتى عادت نتائج المنتخب إلى الوراء‬

‫‪15‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫‪ ،‬أي إلى الزمن الذي سبق شعار اإلصالح‪ ،‬و كل بلدان الخليج‬ ‫تطورت في كرة القدم إال البحرين فهي تراوح محلها‪ ،‬و كل الدول‬

‫تفوز بكأس الخليج و تنافس على نهائياته إال البحرين‪ ،‬و السبب‬ ‫النظام أوال ‪ ،‬و ثانيا مسؤولوا الرياضة الذين ال يجلبون إال الخيبة و‬

‫الفشل و الذين أوصلهم الفساد اإلداري إلى مناصبهم‪.‬‬

‫أما الفساد الرياضي فهو على قدم و ساق‪ ،‬ابتداء من التمييز و ما‬

‫سبق من أسطر يبيّن تمييزا قاطعا لألجنبي المجنس على المواطن‪ ،‬و‬ ‫بين المواطنين تمييزا آخر و يلبس عدة أوجه ‪ ،‬فقد يلبس تفضيال‬ ‫لفريق و نادي على بقية األندية فالنادي الذي هو قريب من النظام‬

‫أفراده قريبون من المنتخب‪ ،‬أو التمييز و التفضيل بالمناطق‪ ،‬أو‬ ‫بالمذاهب كما أخبرت عائلة أحد الرياضيين الذين وقع عليهم هذا‬

‫التمييز بوضوح‪ ،‬أو بأسماء العائالت فبعضها أقرب من بعض في‬ ‫تمثيل البلد ‪ ،‬أو بالواسطات و ربما الرشاوى‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬هكذا‬

‫يصيروا البلد ‪ ،‬غابة استرزاق ‪ ،‬و كله على حساب الوطن‬ ‫يريدون أن ّ‬ ‫و المواطنين‪.‬‬

‫و ال يقاس تجنيس دولة البحرين و كذلك بعض دولة المنطقة كقطر‬

‫‪16‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫للرياضيين مع التجنيس في الدول الغربية ‪ ،‬و ال اعتبار ذلك مبررا‬

‫لتجنيس الرياضيين ‪ ،‬أل ّن الرياضيين أو الالعبين في الدول الغربية و‬ ‫و مثالها البارز فرنسا عاشوا و ترعرعوا في فرنسا و ال يعرفون وطنا‬ ‫سواه‪ ،‬و عندما يذهبون إلى بلدان آبائهم فإنهم يذهبون كسياح أو‬

‫كضيوف‪ ،‬و والئهم لبلدانهم الذي يمثلونها و ليس للمال أساسا و‬

‫أصالة‪ ،‬كما هو الحال للرياضيين المجنسين في البحرين و بقية دول‬ ‫الخليج‪ ،‬و هذا حقيقة مما ال نجزم به قطعا و لكنه هو األقرب‬

‫للفوارق التي ذكرنا بعضها‪ ،‬و أل ّن تلك دول تتحكم فيها سيادة‬ ‫القانون واألنظمة والدساتير‪ ،‬بينما دولة كالبحرين تعتبر نموذجا بارزا و‬ ‫واضحا و صارخا للدولة التي ال تخضع لقانون أو دستور‪ ،‬و القانون‬

‫فيها هو هوى السلطان و رغباته و نزواته‪ ،‬و مدى اندفاعه لتنفيذ هذه‬

‫الرغبة‪.‬‬

‫فأي قانون اعتمد لتجنيس هؤالء الرياضيين‪ ،‬و أين القانون الذي‬

‫يشترط إقامة األجنبي ‪ 25‬سنة و العربي ‪ 15‬سنة لينال الجنسية‬ ‫البحرينية التي لم تعد بعد مهازل التجنيس شريفة أبدا بل مبتذلة و‬

‫رخيصة‪ ،‬بل و ترمى في سلة الزبالة كما فعل جريجوري كونتشيال أو‬

‫‪17‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫يوسف سعد كامل ‪ ،‬و بهذا كلما كان البلد يتمتع بقانون و حريات‬ ‫ضعف فيه التجنيس و التجاوزات‪ ،‬و لهذا فإ ّن النسبة الديمقراطية في‬

‫الكويت تجعل التجنيس شبه منعدم‪ ،‬و أل ّن هذه البلد البحرين ال‬ ‫قانون فيها فإ ّن تجاوزات التجنيس ال حدود لها‪ ،‬بل نقل عن إحدى‬ ‫الجرائد اليومية في البحرين نشرها خبرا عن توجه وفد من اتحاد الكرة‬ ‫البحريني إلى المملكة المغربية (الكتشاف) و تجنيس العبين مغاربة‬ ‫للمنتخب الوطني!!!‪.‬‬

‫هذا على المستوى الرسمي أما الشعب البحريني فإنه ال يرغب أن‬

‫يشتري فرحه بأوهام‪.‬‬

‫تجنيس هؤالء الرياضيين ‪ ،‬كما تجنيس المرتزقة في الجيش و‬

‫الشرطة و الحرس الوطني ‪ ،‬و مرتزقة العصابات في الشارع ‪ ،‬و‬

‫التعذيب في الغرف المظلمة ‪ ،‬كما تجنيس مرتزقة اإلعالم و‬

‫الصحفيين خارج القانون هو باطل ‪ ،‬و نتائجه تتبع مقدماته الباطلة‬

‫أيضا‪.‬‬

‫و ملف الرياضة في البحرين مؤلم و مقزز‪ ،‬و ملئ بالفساد و التمييز‬

‫‪ ،‬حتى أ ّن آل خليفة يشعرون بوضوح ظلم بعضهم لبعض بشكل‬

‫‪18‬‬


‫داود ربيع‬

‫التجنيس الرياضي ‪ ...‬البحرين نموذجا مفضوحا‬

‫فاضح و أكثر من ظلم توزيع المناصب و الوظائف‪ ،‬بل و يحذف‬

‫بعضهم بعضا في اإلدارات و االتحادات الرياضية‪.‬‬

‫أما السرقات فال تتحدث عنها و قد خرجت هذه المرة إلى الخارج‬

‫و سرق النظام من االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ‪ ،‬حتى طلب‬

‫االتحاد الدولي توضيحات من االتحاد البحريني في قضية التجاوزات‬

‫المالية التي ارتكبها االتحاد البحريني في ما يتعلق بـ ( استعماله أمواال‬ ‫تخص مشروع الهدف التابع للفيفا لتمويل حملة رئيس االتحاد‬ ‫سلمان آل خليفة وترشحه لمنصب اللجنة التنفيذية في الفيفا ) و‬

‫الذي خسر الترشيح هذه السنة ‪.2009‬‬

‫و كشفت صحيفة (البالد) البحرينية عن وجود عجز مالي في ميزانية‬

‫اتحاد الكرة بلغت نحو ‪ 635‬ألف دينار بحريني (‪ 1.7‬مليون دوالر‬ ‫أميركي) من خالل خطاب تقدم به اتحاد الكرة إلى المؤسسة العامة‬

‫للشباب والرياضة يطلب فيه تغطية العجز المالي‪ ،‬وذلك جراء إنفاق‬

‫أكثر من ‪ 850‬ألف دينار (‪ 2.3‬مليون دوالر) لحملة الشخص‬ ‫المذكور‬

‫االنتخابية‬

‫لعضوية‬

‫تنفيذية‬

‫الوقت‪/‬العدد‪ ،1297‬تاريخ ‪.)2009/9/9‬‬

‫‪19‬‬

‫الفيفا‪(.‬جريدة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.