البحرين: "للحرية ثمنها": عامان منذ اندلاع انتفاضة البحرين

Page 1

‫"ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺛﻤﻨﻬﺎ"‬ ‫ﻋﺎﻣﺎن ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع‬ ‫اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬


‫مطبوعات منظمة العفو الدولية‬ ‫الطبعة األوىل ‪2013‬‬ ‫النارش‪ :‬مطبوعات منظمة العفو الدولية‬

‫‪Amnesty International Publications‬‬ ‫‪International Secretariat‬‬ ‫‪Peter Benenson House‬‬ ‫‪1 Easton Street‬‬ ‫‪London WC1X 0DW‬‬ ‫‪United Kingdom‬‬ ‫‪www.amnesty.org/ar‬‬

‫© حقوق النرش محفوظة ملنظمة العفو الدولية‪2013 ،‬‬ ‫رقم الوثيقة‪MDE11/005/2013 :‬‬ ‫اللغة األصلية‪ :‬اإلنجليزية‬ ‫الطباعة‪ :‬األمانة الدولية ملنظمة العفو الدولية‪ ،‬اململكة املتحدة‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫ال يجوز نرش‪ ،‬أو تسجيل‪ ،‬أو تخزين‪ ،‬أو نقل‪ ،‬أو نسخ أي جزء من هذه املطبوعة‪ ،‬بأية وسيلة ميكانيكية‪ ،‬أو‬ ‫إلكرتونية‪ ،‬أو غريها‪ ،‬دون الحصول عىل إذن مسبق من النارش‪.‬‬

‫ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ‪ 3‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء واﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ‪ 150‬ﺑﻠﺪا ً وإﻗﻠﻴﻤﺎ ً ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ .‬وﺗﺘﻄﻠﻊ‬ ‫اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﺎء ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻓﺮد ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ "اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن" وﻓﻲ‬ ‫ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‪ .‬وﺗﻘﻮم اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺑﺄﺑﺤﺎث وﺣﻤﻼت وأﻧﺸﻄﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ وﺣﺸﺪ اﻟﺠﻬﻮد ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺣﺪ ﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‪ .‬واﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‬ ‫اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ .‬وﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت‬ ‫وﺗﺒﺮﻋﺎت أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ وأﻧﺼﺎرﻫﺎ‪.‬‬


‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪5 ...........................................................................................................‬‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﻘﻮق ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأي‪ ،‬وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت‪ ،‬واﻟﺘﺠﻤﻊ ‪8 ...................................‬‬ ‫ﻧﻈﺎم ﻋﺪاﻟﺔ ﺑﻪ ﻣﺜﺎﻟﺐ ‪10 .........................................................................................‬‬ ‫زﻳﺎرة إﻟﻰ ﺳﺠﻦ اﻟﺠﻮ ‪12 ..........................................................................................‬‬ ‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ‪15 ............................................................................................................‬‬ ‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ ‪16 ........................................................................................................‬‬



‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫"ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺛﻤﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﻧﺪﻓﻌﻪ ﻫﻮ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺛﻤﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺎ دﻓﻌﻪ اﻟﺬﻳﻦ ُﻗﺘﻠﻮا ‪ ...‬وﻧﺤﻦ‬ ‫ﻟﺴﻨﺎ أﻓﺮاد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺣﺪة؛ ﺑﻞ إﻧﻨﺎ ﻧﺄﺗﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺸﺎرب اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬﻢ أﺻﺮوا ﻋﻠﻰ أن‬ ‫ﻳﺠﻌﻠﻮا ﻣﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺣﺪة"‬ ‫إبراهيم رشيف‪ ،‬أحد سجناء الرأي البحرينيني الذين تحدثوا مع أعضاء وفد منظمة العفو الدولية يف سجن الجو يف يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاني ‪2013‬‬

‫بعد ميض ْ‬ ‫عامني عىل اندالع االنتفاضة الشعبية التي هزت كيان البحرين‪ ،‬وما أعقبها من جعجعة اإلصالحات‬ ‫املزعومة‪ ،‬ال يزال سجناء الرأي‪ ،‬بما يف ذلك من ُ‬ ‫اعتقل منهم إبان االحتجاجات‪ ،‬قابعني وراء القضبان‪ ،‬ويستمر قمع‬ ‫حقوق حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع‪ .‬ويف األشهر األخرية‪ ،‬لم يقترص األمر عىل االمتناع عن‬ ‫إطالق رساح سجناء الرأي‪ ،‬بل تعدى ذلك إىل الزج باملزيد من الناس يف السجن ملجرد تحليهم بالجرأة عىل التعبري‬ ‫عن وجهات نظرهم‪ ،‬سواء أكان ذلك عرب موقع تويرت أم من خالل املشاركة يف املسريات السلمية‪ .‬ويظهر أن ّ‬ ‫هم‬ ‫املحاكم البحرينية ينصب عىل انتهاج خط الحكومة وأن تحذو حذوها‪ ،‬بدال ً من أن تطرح وسائل انتصاف ناجزة‬ ‫وفعالة تضمد جراح البحرينيني كافة‪ ،‬وتحرتم سيادة القانون‪.‬‬ ‫ويف معرض حديثه مع أعضاء وفد منظمة العفو الدولية الذين زاروا سجن الجو الذي يقع عىل بعد حوايل ‪ 30‬كلم‬ ‫إىل الجنوب من العاصمة البحرينية املنامة‪ ،‬قال الناشط املعارض عبد الهادي الخواجة الذي يميض هناك حكما ً‬ ‫بالسجن املؤبد‪:‬‬ ‫"كيف لكم أن تجروا حوارا ً إذا كان أعضاء املجموعة التي تريدون الحوار معها موجودون خلف قضبان السجن؟"‬ ‫وأما زميله السجني عيل عيىس منصور العكري الطبيب الذي يعمل يف قطاع الخدمات الطبية‪ ،‬ويميض حكما ً‬ ‫بالسجن خمس سنوات‪ ،‬فلقد قال ألعضاء وفد منظمة العفو الدولية‪:‬‬

‫"ُنطلق نحن )املسعفون( عىل قضيتنا اسم "العدالة الضائعة"‪ .‬ولقد أعلنا اإلرضاب عن الطعام للمطالبة‬ ‫باإلنصاف‪ .‬فاألمر كله مناط بأخالقيات املهن الطبية والحيادية‪".‬‬ ‫وقال أحد قياديي نقابة املعلمني مهدي عيىس مهدي أبو ديب الذي ال زال حبيس السجن منذ اعتقاله يف أبريل‪/‬‬


‫نيسان ‪:2011‬‬

‫" "بالنسبة للتهم املسندة يل ولجليلة )يعني جليلة سلمان‪ ،‬زميلته يف املهنة والنقابة‪ ،‬ووالدة ثالثة أطفال(‪ ،‬فليس‬ ‫هناك من يصدق تلك التهم‪ :‬فنحن لم ُ‬ ‫ندع إىل إسقاط النظام – فنحن مجرد أشخاص يعملون يف سلك التعليم‪".‬‬ ‫ويف أعقاب انتفاضة فرباير‪-‬مارس ‪ّ ،2011‬‬ ‫شكلت السلطات اللجنة البحرينية املستقلة لتقيص الحقائق للتحقيق‬ ‫يف انتهاكات حقوق اإلنسان التي ُ‬ ‫ً‬ ‫محتجا‪ ،‬وانتشار‬ ‫ارتكبت أثناء قمع االحتجاجات‪،‬بما فيه مقتل ما اليقل عن ‪35‬‬ ‫ُ‬ ‫ممارسات تعذيب املحتجزين وتعريضهم لغري ذلك من رضوب سوء املعاملة‪ .‬ومنذ نرش تقرير لجنة تقيص‬ ‫الحقائق يف نوفمرب‪ /‬ترشين الثاني ‪ 2011‬بعد طول ﱡ‬ ‫ترقب‪ ،‬استحدثت الحكومة بعض اإلصالحات عىل إثر ذلك‪.‬‬ ‫وتضمنت تلك اإلصالحات إنشاء مكتبني ألمني املظالم للتحقيق يف انتهاكات حقوق اإلنسان التي ارتكبها عنارص‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬وجهاز األمن الوطني‪ّ ،‬‬ ‫وتبني مدونة سلوك لعنارص جهاز الرشطة‪ ،‬وتركيب كامريات مراقبة‬ ‫تلفزيونية يف أقسام الرشطة من أجل حماية املحتجزين من التعرض لسوء املعاملة هناك‪ .‬كما أعلنت الحكومة أنها‬ ‫بصدد معاودة إطالق الحوار الوطني يف ‪ 10‬فرباير‪ /‬شباط ‪ ،2013‬وذلك تعزيزا ً لروح العمل مع جماعات‬ ‫املعارضة "يف سبيل الوصول إىل جدول أعمال توافق سيايس"‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من هذه الخطوات اإليجابية‪ ،‬ظلت العدالة الحقيقية بعيدة املنال بالنسبة لضحايا انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويستمر االفتئات عىل حق الناس يف التعبري عن آرائهم بحرية‪ .‬ولقد ُحرم عرشات سجناء الرأي‪ ،‬بما فيهم‬ ‫رموز املعارضة‪ ،‬من حريتهم‪ ،‬وجرى استبعادهم من عملية الحوار الوطني‪ ،‬أو املصالحة الوطنية؛ ويستمر دون‬ ‫هوادة فرض القيود عىل حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع؛ وما يربهن عىل ذلك هو إعالن‬ ‫السلطات يف ‪ 30‬أكتوبر ‪ 2012‬عن فرض حظر شامل عىل االحتجاجات‪ ،‬قبل أن تقوم برفعه يف ‪ 7‬ديسمرب ‪.ً 2012‬‬ ‫وينبغي أن يرتبط املقياس الحقيقي للتغيري يف البحرين بمدى استمرار ممارسة القبض عىل الناس جراء تعبريهم‬ ‫عن وجهات نظرهم من عدمه‪ ،‬وفيما إذا كان هناك أية محاسبة للمسؤولني عن ارتكاب انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وما لم يتم ضمان الحرية وتحقيق العدالة‪ ،‬فمن املحتمل أن يتحول تطبيق السلطات البحرينية لتوصيات تقرير‬ ‫لجنة تقيص الحقائق إىل مجرد تعقيدات بريوقراطية يف التعامل مع حقوق اإلنسان بدال ً من تفعيل سيادة القانون‪.‬‬ ‫وخالل زيارة قاموا بها إىل البحرين خالل الفرتة من ‪ 19‬إىل ‪ 25‬يناير ‪ ،2013‬التقى أعضاء وفد منظمة العفو‬ ‫الدولية يف سجن الجو بسبعة من سجناء الرأي عىل انفراد وبخصوصية؛ ويف مقابالت استغرقت كل واحدة منها ‪20‬‬ ‫دقيقة‪ ،‬التقى بكل من نبيل رجب‪ ،‬وإبراهيم رشيف‪ ،‬وحسن مشيمع‪ ،‬وعبد الهادي الخواجة‪ ،‬وعيل عيىس منصور‬ ‫العكري‪ ،‬وغسان أحمد عيل ضيف‪ ،‬ومهدي عيىس مهدي أبو ديب‪ .‬ولقد قال كل واحد منهم أنه قد ُسجن بتهم‬ ‫ملفقة‪ ،‬أو بموجب أحكام قوانني تقمع الحريات األساسية‪ ،‬فيما اشتكى بعضهم من القيود املفروضة عىل‬ ‫اتصاالتهم‪ ،‬والزيارات العائلية‪ ،‬أو غياب الرعاية الصحية الكافية يف السجن‪.‬‬


‫صورة لسجناء الرأي السبعة‪ ،‬وهم )باتجاه عقارب الساعة من أعىل يسار الصورة(‪:‬‬ ‫عبد الهادي الخواجة‪ ،‬والدكتور عيل عيىس منصور العكري‪ ،‬وحسن مشيمع‪ ،‬والدكتور غسان ضيف‪ ،‬ومهدي عيىس مهدي أبو‬ ‫ديب‪ ،‬ونبيل رجب‪ ،‬وإبراهيم رشيف؛ حقوق النرش محفوظة ملنظمة العفو الدولية )‪(© Amnesty International‬‬

‫كما التقى أعضاء وفد منظمة العفو الدولية مسؤولني حكوميني أيضا ً‪ .‬ويف الوقت الذي رحبت فيه املنظمة بالفرصة‬ ‫التي ُأتيحت ألعضاء وفدها للقاء بالسلطات البحرينية‪ ،‬فإنها تعرب عن شديد أسفها الستمرار اشرتاط عدم تجاوز‬ ‫مدة الزيارات التي تقوم بها املنظمات غري الحكومية الدولية لخمسة أيام عمل فقط‪ .‬ولقد أدى ذلك إىل فرض حدود‬ ‫كبرية عىل قدرة وفد منظمة العفو الدولية يف القيام بعملهم اإلنساني املوكول إليهم‪ ،‬بما يف ذلك مراقبة املظاهرات‬ ‫التي عادة ما تجري يف عطلة نهاية األسبوع‪ ،‬وهو الوقت الذي ال ُيسمح فيه لتلك املنظمات بالتواجد يف البالد‪.‬‬


‫ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﻘﻮق ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺮأي‪ ،‬وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت‪،‬‬ ‫واﻟﺘﺠﻤﻊ‬ ‫ولقد ُ‬ ‫اعتقل العرشات وصدرت بحقهم أحكام يف محاكم عسكرية جائرة )محاكم السالمة الوطنية( بتهم تتعلق‬ ‫بحرية التعبري عن الرأي عىل إثر مشاركتهم يف االحتجاجات السلمية يف عام ‪ .2011‬ولقد جرى اإلفراج عن العديد‬ ‫منهم يف وقت الحق‪ .‬وبالنسبة ملن يمضون مدة محكوميتهم يف السجن اآلن‪ ،‬فتقول الحكومة إن التهم املتعلقة‬ ‫بحرية التعبري عن الرأي قد ُأسقطت عنهم‪ ،‬وأنه جرى اإلبقاء عىل التهم الجنائية املسندة إليهم لدى النظر يف‬ ‫االستئناف الذي تقدموا به‪.‬‬ ‫وال زال ‪ 13‬من ناشطي املعارضة بني من يقبعون خلف القضبان اآلن‪ ،‬بما فيهم إبراهيم رشيف‪ ،‬وحسن مشيمع‪،‬‬ ‫وعبد الهادي الخواجة‪ ،‬ومجموعة من العاملني يف قطاع الخدمات الطبية‪ ،‬بما يف ذلك كل من عيل عيىس منصور‬ ‫العكري وغسان أحمد عيل ضيف )راجع القسم الخاص بالخلفية أدناه(‪ ،‬وباإلضافة إىل رئيس نقابة املعلمني يف‬ ‫البحرين‪ ،‬مهدي عيىس مهدي أبو ديب )راجع القسم الخاص بالخلفية أيضا ً(‪ .‬ولقد ُأدينوا جميعا ً بارتكاب جرائم‬ ‫خطرية‪ ،‬وصدرت بحقهم أحكام بالسجن‪ .‬وعىل إثر قيامها بمراجعة الوثائق القانونية‪ ،‬بما يف ذلك نصوص‬ ‫األحكام‪ ،‬ومرافعات النيابة‪ُ ،‬‬ ‫خلصت منظمة العفو الدولية إىل أن ّ‬ ‫أيا ً من الناشطني لم يلجأ إىل العنف أو يحرض‬ ‫عليه‪ ،‬كما ُ‬ ‫خلصت إىل أنه لم يتم تقديم أدلة مقنعة بحيث تربر إدانتهم‪ .‬ويظهر أن جميع أولئك الناشطني قد‬ ‫ُ‬ ‫استهدفوا ملا يحملونه من آراء مناوئة للحكومة‪ ،‬وملشاركتهم يف االحتجاجات السلمية‪.‬‬ ‫ولقد ُ‬ ‫اتهم ناشطو املعارضة الثالثة عرش بتأسيس مجموعة تهدف إىل "قلب نظام الحكم"‪ ،‬والتحريض عىل كراهية‬ ‫قانون الحكم‪ ،‬وعدم االمتثال ألحكام القانون‪ ،‬وذلك من بني جملة اتهامات أخرى‪ .‬وبحسب البيان الصادر عن‬ ‫مكتب النائب العام يف أعقاب تأييد محكمة التمييز لألحكام الصادرة يف يناير ‪ ،2013‬فلقد قضت املحكمة بإدانة‬ ‫املتهمني بمنع مؤسسات الدولة من أداء مهام عملها‪ ،‬وتقويض الوحدة الوطنية‪ ،‬واالتصال مع منظمات أجنبية‪،‬‬ ‫وخصوصا ً جماعة حزب الله املسلحة يف لبنان بهدف "كسب دعمها وتأييدها لنشاط املجموعة"‪ .‬ولقد ُأدين‬ ‫ً‬ ‫الناشطون بارتكاب هذه التهم املصاغة‬ ‫صياغة مبهمة‪ ،‬وصدرت بحقهم أحكام بالسجن ترتاوح بني خمس سنوات‪،‬‬ ‫والسجن مدى الحياة‪ .‬ومع ذلك فلم يتم تقديم أدلة تثبت أن ما قام به املتهمون من أنشطة كان أكثر من مجرد‬ ‫ممارستهم لحقهم يف حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع – وذلك من خالل الدعوة السلمية إىل‬ ‫التغيري السيايس‪ ،‬والتظاهر ودعوة اآلخرين إىل التظاهر‪.‬‬ ‫ويف دورتها الثالثة والستني التي انعقدت يف شهري أبريل ومايو من عام ‪ ،2012‬اعتربت مجموعة عمل األمم املتحدة‬ ‫املعنية باالحتجاز التعسفي أن احتجاز عبد الهادي الخواجة يرقى إىل مصاف االحتجاز التعسفي بما يخالف أحكام‬ ‫املواد ‪,19‬و‪،20‬و‪ 21‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان الذي يضمن املمارسة السلمية للحق يف حرية التعبري عن‬ ‫الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع؛ كما إن احتجازه يخالف املواد)‪ ،9 (3‬و‪ ،14‬و‪ ،21‬و‪ 22‬من العهد الدويل‬


‫الخاص بالحقوق املدنية والسياسية الذي يضمن الحق يف حرية تشكيل الجمعيات والتجمع‪ ،‬وكذلك الحق يف عدم‬ ‫التعرض لالحتجاز التعسفي‪ ،‬والحق يف محاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة ومحايدة ُشكلت بموجب أحكام‬ ‫القانون‪ .‬ويف ظل هذه االعتبارات‪ ،‬دعت مجموعة العمل األممية حكومة البحرين إىل إطالق رساح عبد الهادي‬ ‫الخواجة فورا ً‪.‬‬ ‫كما ُأدين آخرون من سجناء الرأي لقيامهم بأفعال ُتعترب بمثابة جرائم يف البحرين‪ ،‬بيد أنها ال تشكل جرائم وأفعال‬ ‫جنائية معتربة يف األعراف واملعايري الدولية؛ وتضمنت تلك األفعال التي ُأدينوا عىل أساسها الدعوة إىل املشاركة يف‬ ‫"تجمع غري قانوني"‪ ،‬أو "انتقاد حكام البالد"‪.‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬صدر بحق املدافع البارز عن حقوق اإلنسان نبيل رجب حكم يف ‪ 16‬أغسطس ‪ 2012‬بالسجن‬ ‫ثالث سنوات طبقا ً ألحكام قانون االجتماعات العامة واملسريات والتجمعات )قانون رقم ‪ 18‬للعام ‪ ،(1973‬واملادة‬ ‫تجرم أي تجمع ألكثر من خمسة أشخاص يتجمعون "بقصد ارتكاب جرائم‪ ،‬أو‬ ‫‪ 178‬من قانون العقوبات‪ ،‬والتي ّ‬ ‫ُ‬ ‫أفعال تهدف إىل تيسري ارتكاب جرائم من هذا القبيل‪ ،‬أو بغرض التقويض من األمن الوطني"‪ .‬ولطاملا استخدمت‬ ‫املادة ‪ 178‬ملعاقبة املحتجني السلميني عىل مشاركتهم يف التجمعات غري املرخصة‪.‬‬ ‫وتزعم السلطات يف البحرين أنه ال يتم احتجاز أي شخص لتعبريه سليما ً عن رأيه‪ ،‬وممارسته لحقه يف حرية التعبري‬ ‫عن الرأي؛ ومع ذلك‪ ،‬وخالل الفرتة بني ‪ 5‬و‪ 12‬نوفمرب ‪ ،2012‬فلقد صدرت أحكام بالسجن ترتاوح بني أربعة‬ ‫وستة أشهر بحق عبد الله علوي الهاشمي‪ ،‬وعيل محمد عيل‪ ،‬وعيل عبد النبي الحايكي‪ ،‬وذلك بتهمة اإلساءة إىل ملك‬ ‫البحرين من خالل رسائل نرشوها عرب حساباتهم عىل موقع تويرت ما بني عامي ‪ 2011‬و‪ .2012‬ولقد صدرت تلك‬ ‫تجرم بإضافة إىل املادتني ‪ 215‬و‪ 216‬اإلساءة إىل امللك‪ ،‬أو‬ ‫األحكام طبقا ً للمادة ‪ 214‬من قانون العقوبات التي ّ‬ ‫العلم‪ ،‬أو الشعار الوطني‪ ،‬أو بلد أجنبي‪ ،‬أو منظمة دولية‪ ،‬أو املجلس الوطني‪ ،‬أو غريها من املؤسسات الدستورية‪،‬‬ ‫أو الجيش‪ ،‬أو املحاكم‪ ،‬أو السلطات أو املصالح العامة‪ .‬وتنتهك هذه املواد الحق يف حرية التعبري عن الرأي لكونها‬ ‫تنص عىل فرض قيود يحظر القانون الدويل فرضها‪.‬‬ ‫ولقد اعتقل العرشات يف األشهر األخرية عىل إثر مشاركتهم يف املسريات والتجمعات‪ ،‬الخاضعة للتنظيم بموجب‬ ‫أحكام قانون االجتماعات العامة واملسريات والتجمعات )قانون رقم ‪ (1973/18‬وتعديالته الواردة يف قانون رقم‬ ‫‪ 32‬للعام ‪ 2006‬حول التجمعات‪ .‬ويفرض القانون قيودا ً غري مربرة عىل الحق يف التجمع السلمي‪ ،‬ويخالف أحكام‬ ‫املادة ‪ 21‬من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية الذي سبق للبحرين وأن صادقت عليه‪.‬‬ ‫وينص القانون عىل اتباع إجراءات شاقة ومرهقة من أجل التقدم بطلب للحصول عىل ترخيص للمسرية‪ ،‬ويبيح‬ ‫للحكومة فرض حظر عىل املظاهرات ألسباب تتجاوز تلك التي يبيحها القانون الدويل‪ ،‬وينص القانون البحريني‬ ‫ً‬ ‫عنيفا‪ ،‬أو جرى تنظيمها دون سابق ترخيص‪.‬‬ ‫منحى‬ ‫عىل معاقبة منظمي املسرية واملشاركني فيها يف حال اتخذت‬ ‫ً‬


‫ﻧﻈﺎم ﻋﺪاﻟﺔ ﺑﻪ ﻣﺜﺎﻟﺐ‬ ‫ولقد حوكم الناشطون الثالثة عرش‪ ،‬والعاملون األربعة يف قطاع الخدمات الطبية‪ ،‬ورئيس نقابة املعلمني أمام‬ ‫محاكم عسكرية )محكمة السالمة الوطنية( يف عام ‪ ،2011‬وهو ما يخالف القانون واملعايري الدولية التي ال تبيح‬ ‫تلب اإلجراءات يف تلك املحكمة املعايري الدولية املرعية يف مجال ضمان‬ ‫محاكمة املدنيني أمام محاكم عسكرية‪ .‬ولم ِ‬ ‫قاض عسكري‪ ،‬وعضوية‬ ‫املحاكمات العادلة‪ .‬وانعقدت تلك املحكمة يف مقر وزارة الدفاع البحرينية برئاسة ٍ‬ ‫قاضيني مدنيني‪ ،‬فيما ُ‬ ‫احتجز املتهمون يف أماكن غري معروفة طوال أسابيع دون السماح لهم باالتصال بالعالم‬ ‫الخارجي‪ .‬فقد ُحرموا من االتصال باملحامني خالل األسابيع األوىل من احتجازهم‪ ،‬بينما كانوا يخضعون‬ ‫لالستجواب عىل أيدي عنارص جهاز األمن الوطني‪ ،‬وتعرضوا حسب ما ُزعم للتعذيب بغية انتزاع "اعرتافات‬ ‫مزعومة" منهم‪ .‬ولم ُيسمح للبعض من أولئك املتهمني االتصال باملحامني‪ ،‬ورؤية ذويهم إال يوم جلسة املحكمة‪.‬‬ ‫كما ُزعم أن "اعرتافاتهم" التي انتزعت منهم تحت التعذيب قد ُ‬ ‫استخدمت كأدلة إلدانتهم يف املحكمة‪.‬‬ ‫ولقد جرى بعد ذلك إحالة جميع هذه القضايا إىل محكمة مدنية بعد توقف عمل املحكمة العسكرية يف أكتوبر من‬ ‫عام ‪ ،2011‬مع ذلك‪ ،‬فلم يحصل أولئك الرجال إال عىل فرصة للتقدم باستئناف‪ ،‬وليس إعادة محاكمتهم أمام‬ ‫املحكمة املدنية‪ .‬ولقد جرى يف عام ‪ 2012‬تأييد جميع أحكام اإلدانة الصادرة بحقهم‪ ،‬بيد أن العام ذاته قد شهد‬ ‫تخفيض األحكام الصادرة بحق البعض منهم‪ ،‬بما يف ذلك مهدي عيىس مهدي أبو ديب والعاملني األربعة يف قطاع‬ ‫الخدمات الطبية‪ .‬ويف يوليو ‪ ،2012‬قرر القايض الذي ينظر يف قضية ‪ 13‬من ناشطي املعارضة أن تنعقد جميع‬ ‫جلسات املحاكمة برسية‪ ،‬وأمر أن يتم تسجيلها عىل أرشطة فيديو‪ .‬واحتجاجا ً منهم عىل القرار‪ ،‬طلب املتهمون‬ ‫الثالثة عرش من املحامني التوقف عن تمثيلهم‪ ،‬وقامت املحكمة بتعيني محامني جدد لهم‪ ،‬فيما ُعقدت باقي‬ ‫الجلسات بشكل علني يف نهاية املطاف‪.‬‬ ‫ويف أعقاب صدور توصيات لجنة تقيص الحقائق‪ُ ،‬شكلت هيئة جديدة للتحقيق يف انتهاكات حقوق اإلنسان‪ .‬فلقد‬ ‫ُ‬ ‫استحدثت يف عام ‪ 2012‬وحدة التحقيقات الخاصة التابعة ملكتب النائب العام‪ .‬ويف نهاية العام املايض‪ ،‬نرشت‬ ‫الوحدة معلومات عن التحقيقات يف ‪ 92‬قضية حول حاالت وفاة للمحتجني‪ ،‬ووفيات أخرى يف الحجز خالل الفرتة‬ ‫من أوائل عام ‪ 2011‬إىل نوفمرب ‪ .2012‬ولقد أعادت وحدة التحقيقات الخاصة ‪ 45‬قضية من تلك القضايا لعدم‬ ‫اكتمال األدلة التي تثبت ارتكاب أي فعل جنائي‪ .‬ومن غري الواضح كيف تمت التحقيقات‪ ،‬وماهية املعلومات التي‬ ‫ُزود املشتكون بها كتربير لرد تلك القضايا‪.‬‬ ‫ويف أواخر عام ‪ ،2012‬أنشأت الحكومة مكتبني جديدين تابعني "لألمني العام للتظلمات" )مكتب أمني املظالم(‬ ‫للنظر يف الشكاوى املقدمة حول االنتهاكات التي يرتكبها عنارص وزارة الداخلية وجهاز األمن الوطني‪ .‬ومع‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ال زال املكتبان الجديدان يعكفان عىل صياغة‬ ‫استحداث وحدة التحقيقات الخاصة للنظر يف االنتهاكات‬ ‫مذكرة التفاهم التي من شأنها أن توضح املجاالت الواقعة ضمن اختصاصهما‪ ،‬وعليه فال زال من غري الواضح كيف‬ ‫يمكن للمشتكني اإلبالغ عن االنتهاكات حتى الساعة‪ .‬وبحسب الصالحيات املمنوحة لهما‪ُ ،‬يفرتض باملكتبني‬ ‫الجديدين استقبال الشكاوى والنظر فيها قبل إحالتها إىل السلطات املعنية إلجراء الالزم‪ ،‬وسواء أكان ذلك اإلجراء‬ ‫ً‬ ‫تأديبيا‪ ،‬أم قضائيا ً جنائيا ً‪.‬‬ ‫ولقد رفض اثنا عرش من ناشطي املعارضة الثالثة عرش أن تقوم وحدة التحقيقات الخاصة أو مكتب النائب العام‬ ‫بالتحقيق يف ما زعموه عن تعرضهم للتعذيب‪ ،‬وذلك نظرا ً ألنهم ال يعتقدون أن هاتني الجهتني تتمتعان‬


‫باالستقاللية التي تمكنهما من التحقيق يف تلك املزاعم بكل حيادية‪ .‬وأوضح إبراهيم رشيف الوضع ألعضاء وفد‬ ‫منظمة العفو الدولية قائال ً‪:‬‬

‫"لقد قررنا أنه قد بلغ السيل الزبى‪ .‬فنظام العدالة ليس نظاما ً مستقال ً‪ .‬وال يمكننا التواصل بحرية مع محامينا‪،‬‬ ‫ونحتاج إىل تقديم ورقة رسمية نطلب فيها السماح لنا باللقاء بهم‪ ،‬وال يمكننا أن ّ‬ ‫نسلم للمحامني أية وثائق‬ ‫مكتوبة‪".‬‬ ‫ولقد عربت منظمة العفو الدولية عن بواعث قلقها حيال مدى قدرة مكتب النائب العام عىل التحقيق بشكل مستقل‬ ‫يف املزاعم األخرية التي تحدثت عن ارتكاب ممارسات التعذيب‪ .‬ويف املايض‪ ،‬لطاملا تقاعس مكتب النائب العام عن‬ ‫التحقيق مثال ً يف مزاعم التعذيب‪ ،‬ولجأ إىل استخدام "االعرتافات" املنتزعة تحت التعذيب وغريه من رضوب سوء‬ ‫املعاملة إلدانة املتهمني‪.‬‬ ‫ووحده سعيد مريزا النوري وافق عىل أن يتم استجوابه يف مكتب النائب العام‪ ،‬وذلك عىل الرغم من إرصاره أيضا ً‬

‫عىل أن تقوم لجنة مستقلة بالتحقيق معه يف الوقت نفسه‪ .‬ويف ‪ 20‬نوفمرب ‪ّ ،2012‬‬ ‫عرب املوظف املسؤول يف مكتب‬ ‫النائب العام عن تدوين إفادة سعيد عن رفضه لذلك الطلب عىل ما يظهر‪ ،‬زاعما ً أنه ال يريد كتابة أي يشء من شأنه‬ ‫أن يشكك يف نزاهة مكتب النائب العام‪ .‬ولقد تقدم محامي سعيد مريزا بشكوى رسمية لدى مكتب النائب العام‬ ‫يجر التحقيق يف مزاعم التعذيب التي وردت عىل لسان سعيد‬ ‫احتجاجا ً عىل رفض طلب موكله‪ .‬وحتى الساعة‪ ،‬فلم ِ‬ ‫مريزا‪.‬‬ ‫وال زالت محاكمة اثنني من كبار الضباط مستمرة بتهمة ارتكاب التعذيب بحق العاملني يف قطاع الخدمات الطبية‬ ‫ٍ‬ ‫واحد فقط من العاملني األربعة‬ ‫عىل الرغم من أن قضيتهما تقترص عىل اإلشارة إىل املزاعم التي وردت عىل لسان‬ ‫الذي يميض اآلن مدة الحكم يف سجن الجو‪ .‬ويف ‪ 4‬فرباير ‪ ،2013‬شهد ‪ 10‬من موظفي وزارة الداخلية دفاعا ً عن‬ ‫اثنني من الضباط املتهمني‪ ،‬ونفوا وقوع أي تعذيب‪ .‬ويف األثناء‪ ،‬فلقد ُفتح تحقيق يف مزاعم التعذيب التي وردت عىل‬ ‫لسان مهدي عيىس مهدي أبو ديب يف مارس من عام ‪ ،2012‬بيد أنه وعقب االستجواب األويل‪ ،‬لم ُيحط أفراد عائلته‬ ‫أو محاموه علما ً بأية خطوة أخرى جرى اتخاذها‪.‬‬


‫زﻳﺎرة إﻟﻰ ﺳﺠﻦ اﻟﺠﻮ‬ ‫ضمن إطار الوقت املحدود الذي ُمنح ملنظمة العفو الدولية أثناء زيارة أعضاء الوفد لسجن الجو‪ّ ،‬‬ ‫عرب سجناء الرأي‬ ‫عن الشعور باإلحباط الذي يعرتيهم جراء نظام العدالة القائم‪ ،‬وتعرضهم لإلدانة عىل نحو غري منصف‪ .‬ولقد‬ ‫شددوا جميعا ً عىل أنهم قد ُأدينوا ال لشئ سوى ملمارستهم بشكل سلمي لحقوقهم املرشوعة‪.‬‬

‫سجن الجو )الحقوق محفوظة(‪© Amnesty International‬‬

‫وقال بعض ناشطي املعارضة الثالثة عرش أنهم يواجهون قيود ُتفرض عليهم وتحول دون اتصالهم باملحامني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فيهم مهدي عيىس أبو ديب‪ ،‬وحسن مشيمع من تردي الرعاية الطبية التي يحصالن عليها‪،‬‬ ‫فيما اشتكي آخرون‪ ،‬بما‬ ‫إذ اعترباها رعاية غري كافية الحتياجاتهم الصحية‪ .‬ويعاني مهدي أبو ديب من متاعب صحية جراء ما ُزعم عن‬ ‫تعرضه للتعذيب‪ ،‬فيما يخىش حسن مشيمع أن مرض الرسطان قد عاود ليتنرش يف جسده بعد أن خضع لفحص‬ ‫طبي يف مناسبتني‪ ،‬بيد أنه يزعم أنه لم يتم إطالعه عىل نتائج الفحص عىل الرغم من إلحاحه‪ .‬كما قال حسن ملنظمة‬ ‫العفو الدولية‪:‬‬

‫" ينطوي األمر عىل الكثري من املضايقات عندما أتوجه إىل املستشفى طلبا ً للعالج الذي يستغرق ست ساعات؛ إذ‬ ‫يقومون بتغطية وجهي بحيث ال أتمكن من رؤية الطبيب املعالج أو طاقم املمرضني "‬ ‫ويف الفرتة ما بني ‪ 2‬و‪ 7‬فرباير ‪ ،2013‬بدأ ثالثة من ناشطي املعارضة يف السجن‪ ،‬وهم عبد الهادي الخواجة‪،‬‬ ‫والدكتور عبد الجليل السنكيس‪ ،‬وعبد الهادي عبد الله حسن املخورض إرضابا ً عن الطعام احتجاجا ً عىل تلك القيود‬ ‫املشار إليها آنفا ً‪ .‬ولقد قام الثالثة يف السابق بمقاطعة االتصاالت الهاتفية املتاحة لهم مع عائالتهم احتجاجا ً عىل‬ ‫ً‬ ‫عموما‪ ،‬وخصوصا ً بعد قطع مكاملة حسن مشيمع مع عائلته يف يناير ‪ 2013‬لدى‬ ‫القيود املفروضة عىل اتصاالتهم‬


‫محاولته الخوض يف وضعه الصحي معهم‪.‬هذا‪ ،‬ولقد استأنف الثالثة اآلن قبول االتصاالت الهاتفية مع عائالتهم‪.‬‬ ‫وقال نبيل رجب أنه يواجه قيودا ً ُتفرض عىل اتصاالته والزيارات العائلية‪ ،‬وأنه قد ُعزل عن السجناء السياسيني‬ ‫اآلخرين‪ .‬ولقد أخرب نبيل أعضاء وفد منظمة العفو الدولية ما ييل‪:‬‬

‫"قبل بضعة أيام فقط‪ ،‬قيل يل أنهم لن يتهاونوا معي إن تحدثت باللغة اإلنكليزية‪ .‬والعقوبة التي تنتظرني يف حال‬ ‫عصياني لألمر هي الحبس االنفرادي‪ .‬كما أنني قد تعرضت للتهديد ‪ ...‬جراء حديثي عن حقوق اإلنسان‪"...‬‬ ‫وقال غسان أحمد ضيف‪ ،‬أحد السجناء من العاملني يف قطاع الخدمات الطبية )راجع القسم الخاص بالخلفية‬ ‫أدناه(‪:‬‬

‫"ثمة قيود معينة‪ ،‬وهم يحاولون أن يقوموا بإذاللنا قدر اإلمكان‪ .‬لقد كانت هناك بعض الضغوط النفسية يف‬ ‫البداية‪ .‬فلقد وضعونا يف زنازين مع املجرمني العاديني‪ ،‬ومعلوم أن مخالطة املجرمني أمر صعب حيث نبقى خلف‬ ‫أبواب الزنزانة املغلقة طوال ‪ 18‬ساعة‪ ...‬وال ترقى الخدمات الطبية هنا إىل املعايري املطلوبة‪"...‬‬ ‫كما التقت منظمة العفو الدولية مع بعض أفراد عائالت السجناء يف البحرين‪ .‬وعىل الرغم من اإلجحاف الذي‬ ‫ً‬ ‫ظلما‪ ،‬وما لذلك من تبعات عىل حياتهم‪ ،‬فلقد كانت وال تزال‬ ‫يشعرون به جراء يقينهم بأن أحبتهم قد ُسجنوا‬ ‫عائالت السجناء أكرب مصدر يبث القوة واملساندة يف نفوس سجناء الرأي‪ ،‬وسواء أكان ذلك من خالل قيامهم دون‬ ‫كلل بحمالت للمدافعة عنهم وكسب التأييد لصالح قضاياهم‪ ،‬أو عرب التوجه إىل املجتمع الدويل إلطالعه عىل محنة‬ ‫ذويهم‪.‬‬ ‫وقالت عائلة نبيل رجب ملنظمة العفو الدولية‪:‬‬

‫"نحن نساند نبيل بالكامل‪ ،‬إذ نعلم أنه عىل حق‪ ،‬وأنه لم يقرتف أي ذنب‪ ،‬فهذه رحلته"‪.‬‬

‫صورة نبيل رجب‬

‫‪© Amnesty International‬‬


‫ولقد وصفت العديد من عائالت سجناء الرأي ملنظمة العفو الدولية تداعيات صدور تلك األحكام عىل حياة أفرادها‪.‬‬ ‫وعالوة عىل كونهن املنافحات عن أزواجهن واملدافعات عنهم‪ ،‬فلقد أصبحت زوجات السجناء املعيل الوحيد لألرس‪،‬‬ ‫ويتعني عليهن أن يوضحن ألطفال األرسة املحنة التي يمر بها آباءهم‪.‬‬

‫زوجة عبد الهادي الخواجة ‪© Amnesty International‬‬

‫وتعترب منظمة العفو الدولية جميع أولئك األشخاص من سجناء الرأي الذين ُ‬ ‫احتجزوا ال ليشء سوى ملمارستهم‬ ‫حقوقهم املرشوعة يف حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع‪ .‬وما لم يتم اتخاذ خطوات فورية‬ ‫تضمن تحقيق املساءلة‪ ،‬وإطالق رساح سجناء الرأي‪ ،‬فسوف ُتفرغ اإلصالحات املؤسسية األخرية‪ ،‬والحوار الوطني‬ ‫من مضمونهما‪ .‬ومن األهمية بمكان أن تبادر الحكومة البحرينية إىل إطالق رساح جميع سجناء الرأي فورا ً ودون‬ ‫رشوط‪ ،‬وأن تحرتم حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فتكرر منظمة العفو الدولية دعوتها الحكومة البحرينية القيام بما ييل‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫ إطالق رساح جميع سجناء الرأي فورا ً ودون رشوط لكونهم محتجزين ال ليشء سوى ملمارستهم السلمية‬‫لحقوقهم املرشوعة يف حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع؛‬ ‫‪ -‬ورفع جميع القيود املفروضة عىل حرية التعبري عن الرأي‪ ،‬وتشكيل الجمعيات‪ ،‬والتجمع؛‬


‫ وضمان مقاضاة جميع املسؤولني عن ارتكاب انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وخصوصا ً تلك املتعلقة منها بمقتل‬‫املحتجني‪ ،‬وتعذيب املحتجزين‪.‬‬

‫ﺧﻠﻔﻴﺔ‬ ‫ُحكم عىل نبيل رجب الذي يشغل منصب رئيس املركز البحريني لحقوق اإلنسان بالسجن ثالث سنوات يف ‪16‬‬ ‫أغسطس ملشاركته يف "تجمعات غري قانونية بغرض اإلخالل باألمن العام"‪ ،‬والدعوة إىل تنظيم مسريات واملشاركة‬ ‫فيها يف الفرتة الواقعة بني يناير ومارس ‪ ،2012‬ودون إبالغ السلطات عنها مسبقا ً‪ .‬ولقد ُ ّ‬ ‫خفض الحكم الصادر‬ ‫بحق نبيل رجب إىل السجن سنتني عىل إثر االستئناف الذي تقدم به يف ‪ 11‬ديسمرب ‪.2012‬‬ ‫وصدرت يف الفرتة ما بني ‪ ،5‬و‪ 12‬نوفمرب أحكام بالسجن ترتاوح ما بني أربعة وستة أشهر بحق عبد الله علوي‬ ‫الهاشمي‪ ،‬وعيل محمد عيل‪ ،‬وعيل عبد النبي الحايكي‪ ،‬وذلك بتهمة اإلساءة إىل العاهل البحريني عرب رسائل‬ ‫قاموا برفعها عىل حساباتهم الشخصية عىل موقع تويرت ما بني عامي ‪ ،2011‬و‪.2012‬‬ ‫وأدانت محكمة السالمة الوطنية )وهي محكمة عسكرية( ‪ 13‬ناشطا ً بارزا ً يف ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬بتهم جنائية‬ ‫تتضمن "تشكيل جماعات إرهابية بغرض قلب نظام الحكم امللكي وتغيري الدستور"‪ ،‬واصدرت املحكمة بحقهم‬ ‫أحكاما ً بالسجن ترتاوح بني خمس سنوات‪ ،‬والسجن مدى الحياة‪ .‬فلقد ُحكم عىل كل من حسن مشيمع‪ ،‬وعبد‬ ‫الوهاب حسني‪ ،‬وعبد الهادي الخواجة‪ ،‬والدكتور عبد الجليل السنكيس‪ ،‬ومحمد حبيب املقداد‪ ،‬وعبد‬ ‫الجليل املقداد‪ ،‬وسعيد مريزا النوري بالسجن مدى الحياة‪ .‬فيما ُحكم عىل أربعة آخرون بالسجن ‪ 15‬سنة‪،‬‬ ‫وهم‪ :‬محمد حسن جواد‪ ،‬ومحمد عيل رضا إسماعيل‪ ،‬وعبد الله املحروس‪ ،‬وعبد الهادي عبد الله حسن‬ ‫املخورض‪ُ .‬‬ ‫وحكم عىل اثنني آخرين بالسجن خمس سنوات‪ ،‬وهما إبراهيم رشيف‪ ،‬وصالح عبد الله حبيل‬ ‫الخواجة‪ ،‬شقيق عبد الهادي الخواجة‪ .‬ويف ‪ 4‬سبتمرب ‪ ،2012‬أيدت محكمة االستئناف الجنائية العليا )وهي‬ ‫محكمة مدنية( أحكام اإلدانة والسجن الصادرة‪ ،‬وهو القرار الذي أكدت عليه أيضا ً محكمة التمييز يف ‪ 7‬يناير‬ ‫‪ُ ،2013‬‬ ‫ولتستنفد بذلك جميع أشكال وسائل االنتصاف القانونية املتاحة أمام سجناء الرأي املشار إليهم أعاله‪.‬‬ ‫وأما العاملني يف قطاع الخدمات الطبية‪ ،‬وهم عيل عيىس منصور العكري‪ ،‬وإبراهيم عبد الله إبراهيم‪ ،‬وغسان‬ ‫أحمد ضيف‪ ،‬وسعيد مظاهر حبيب السماهيجي‪ ،‬فلقد سبق وأن حوكموا يف سبتمرب ‪ 2011‬أمام املحكمة‬ ‫العسكرية املعروفة باسم محكمة السالمة الوطنية‪ ،‬وصدرت بحقهم أحكام ترتاوح بني خمس سنوات‪ ،‬و‪ 15‬سنة‬ ‫سجن إىل جانب آخرين غريهم من العاملني يف هذا القطاع‪ .‬ويف يونيو ‪ ،2012‬خفضت محكمة االستئناف الجنائية‬ ‫العليا مدة تلك األحكام لترتاوح بعد تخفيضها ما بني السجن سنة واحدة وخمس سنوات‪ .‬ويف أكتوبر ‪ ،2012‬أيدت‬ ‫محكمة التمييز األحكام الجديدة‪ ،‬وليستنفد هؤالء األربعة أيضا ً جميع وسائل االنتصاف القانونية املتاحة‪.‬‬ ‫وأما الرئيس السابق لنقابة معلمي البحرين‪ ،‬مهدي عيىس مهدي أبو دهيب‪ ،‬فلقد أصدرت محكمة السالمة‬ ‫الوطنية )العسكرية( حكما ً يف ‪ 25‬سبتمرب ‪ 2011‬بسجنه ‪ 10‬سنوات‪ .‬ويف ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2012‬أيدت محكمة‬ ‫االستئناف الجنائية العليا يف املنامة الحكم بإدانة مهدي‪ ،‬وخفضت مدة حكمه إىل السجن خمس سنوات‪.‬‬


‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬ ‫‪1‬تتضمن سلسلة التقارير التي أصدرتها منظمة العفو الدولية بهذا الخصوص منذ فرباير ‪ 2011‬ما ييل‪ " :‬مرضجون بالدم‬ ‫ولكنهم ال ينحنون‪ :‬عنف الدولة ضد املحتجني البحرينيني بدون إنذار " )رقم الوثيقة‪،( MDE 11/009/2011:‬‬ ‫و"البحرين‪ :‬حماية حقوق اإلنسان يف مرحلة ما بعد االحتجاجات – تقرير منظمة العفو الدولية أمام آلية األمم املتحدة املعنية‬ ‫باالستعراض الدوري الشامل )مايو‪ /‬أيار – يونيو‪ /‬حزيران ‪) "(2012‬رقم الوثيقة‪،( MDE 11/019/2011:‬‬ ‫و"إصالحات معيبة" )رقم الوثيقة‪ ،( MDE 11/066/2011:‬و"البحرين تخفق يف تحقيق العدالة للمحتجني" )رقم‬ ‫الوثيقة‪ ،(MDE 11/014/2012 :‬و"البحرين‪ :‬وضع اإلصالحات عىل الرف‪ ،‬وإطالق العنان للقمع" )رقم الوثيقة‪MDE :‬‬ ‫‪.(11/062/2012‬‬



‫ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ International Secretariat Peter Benenson House 1 Easton Street London WC1X 0DW www.amnesty.org/ar


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.