أنباء الأتقياء في حق آباء المصطفى صلى الله علي

Page 1

‫أن ـ ـباء األتقـياء‬ ‫في‬ ‫حق آباء المصطفى صلى اهلل عليو وسلم‬

‫تأليف‬ ‫الصومالي‬ ‫الشافعي‬ ‫البكري‬ ‫أحمد عمر عبد بيلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫راجعو الشيخ عبد الشكور معلم عمر عبد‬ ‫الناشر ‪ :‬مكتبة دار الحنين للنشر والطباعة‪.‬‬ ‫الهاتف ‪ٖٓٙٔ٘ٔٓ​ٖ​ٖ8 :‬‬ ‫البريد األلكتروني‪Bakraawi@gmail.com :‬‬ ‫الطبعة األولى ذي العقدة سنة ٔٗ​ٗٔىـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[2‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[3‬‬

‫اإلىداء‪:‬‬ ‫إذل سيدم كقرة عيِب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كإذل كل ‪٧‬بب‬

‫تفاين يف ‪٧‬ببة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كإذل كل من ٌنور اهلل‬ ‫بصّبتو با‪٢‬بكمة كا‪٤‬بوعظ ا‪٢‬بسنة ‪ ،‬كإذل كل من طلب من مواله أف‬ ‫يفعل ا‪٣‬بّب‬ ‫كإذل كل من إذا كقع يف أعراض ا‪٤‬بسلمْب يتوب ‪ ،‬كإذل كل من خشي‬ ‫اهلل كخاؼ يوـ ا‪٢‬بساب ‪ ،‬كإذل كل من أراد ا‪٢‬بق من غّب ارتياب‬ ‫كإذل ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بسلمْب يف كل األعصار‪.‬‬

‫كتبو الفقير أحمد عمر عبد بيلى غفر اهلل لو ولوالديو ولمشايخو‬ ‫ولجميع المسلمين آمين‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[4‬‬

‫وقفة الزمة‬ ‫أخي القارم الكرًن‬ ‫‪‬إقرأ ىذا الكتاب بنيٌة العمل ٗبا فيو فإنو ال خّب يف علم‬ ‫بال عمل ‪ ،‬كال خّب يف عمل بال نيٌة خالصة‪.‬‬ ‫‪ ‬قف عند كل عنواف كاحضر لو نيٌة خالصة فإ ٌف األجر‬ ‫العبد على قدر نيٌتو‪.‬‬ ‫إ٭با ينفع ى‬ ‫أم‬ ‫‪ ‬ال تَبؾ الكتاب حٌب ٌ‬ ‫تتمو إذل آخره فإنك ال تدرم ٌ‬ ‫لعل آخره أنفع لك من‬ ‫صفحاتو تصيب الفائدة كالربكة ك ٌ‬ ‫أكلو‬ ‫الوعاظ كأىل العلم كا‪٤‬بدارس كا‪٤‬بعاىد‬ ‫‪‬جدير بالدعاة ك ٌ‬ ‫كا‪١‬بامعات أف يينشئوا أبناءن يعرفوف حقوؽ رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم عليهم كعلى األمة اإلسالمية‬ ‫كل ما يؤذيو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫‪ٝ‬بيعان من ا‪٢‬بذر عن ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[5‬‬

‫المقدمة‬ ‫بسم اهلل الر‪ٞ‬بن الرحيم‬ ‫‪٧‬بمدا صلي اهلل عليو كسلم من خالص‬ ‫ا‪٢‬بمد هلل الذم أكجد نبيٌو ن‬ ‫خالصة كلد عدناف من أطه ًر البشريٌة كأطيب األنساب‪ ،‬كأنفس‬ ‫جواىر النطىف الناشئة بْب األمهات كاآلباء‪ ،‬دل يزؿ ينقلو من‬ ‫األصالب الطيٌبة إذل األرحاـ الزكيٌة ‪ ،‬الطاىرة مص نفى ‪ ،‬مهذبنا ال‬ ‫تتشعب شعبتاف إالا كاف يف خّبٮبا ‪ ،‬كأفضلهما إذل أف أخرجو إذل‬ ‫الدنيا ‪ ،‬سيد ا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬كخامت النبيٌْب ‪ ،‬كر‪ٞ‬بة للعا‪٤‬بْب ‪ ،‬بشّبان كنذيران‪.‬‬ ‫برز صلى اهلل عليو كسلم من أبوين شريفْب من أشرؼ األصوؿ ‪،‬‬ ‫كأكرمها ‪ ،‬كأ‪٦‬بدىا ففاقا بو على سائر اآلباء ‪ ،‬كاألمهات‪.‬‬ ‫كسالما دائمْب ال ينقطعاف أبد األبد‬ ‫صلى اهلل عليو صال نة‬ ‫ن‬ ‫فهذا قد زلٌت قدـ بعض الناس فنسب أبويو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫إذل الشرؾ‪.‬‬ ‫كا‪٢‬ب ىذر ا‪٢‬ب ىذر من ذكرٮبا بنقص فإ اف ذلك يؤذيو صلي اهلل عليو كسلم‬ ‫فعن سعيد بن جبّب‪ ،‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهما ‪ ،‬أف رجال من‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[6‬‬

‫االنصار كقع يف أب للعباس رضي اهلل عنو كاف يف ا‪١‬باىلية‪ ،‬فلطمو‬ ‫العباس ‪ ،‬فجاء قومو ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كاهلل لنلطمنو كما لطمو ‪ ،‬فلبسوا‬ ‫السالح ‪ ،‬فبلغ ذلك رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ :‬فصعد ا‪٤‬بنرب‪،‬‬ ‫فقاؿ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬أم أىل االرض أكرـ على اهلل ؟ " قالوا ‪ :‬أنت‬ ‫‪ ،‬قاؿ ‪ " :‬فإف العباس مِب كأنا منو‪ ،‬التسبوا أمواتنا فتؤذكا أحياءنا "‬ ‫فجاء القوـ فقالوا ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬نعوذ باهلل من غضبك‪ ،‬فاستغفر‬ ‫لنا(ُ)‪ .‬ككما قاؿ يف حديث الطرباينٌ ‪ ":‬ال تؤذكا األحياء بسب‬ ‫األموات "(ِ)‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بالكي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كال أذل أعظم لو‬ ‫العرب‬ ‫كقاؿ القاضي ابن ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫صلي اهلل عليو كسلم من أف يقاؿ ‪ :‬إ ٌف أبويو يف النار ‪ ،‬كاهلل سبحانو‬

‫ُ) ركاه أ‪ٞ‬بد يف( مسنده) (ُ\َ​َّ) كيف( فضائل الصحابة)(ِ|ِٓٗ)‪.‬‬ ‫كالبزار يف( مسنده) ( ُ​ُ|ِٕٖ) كقاؿ‪ :‬كىذا الكالـ ال نعلمو يركل عن النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم إال من ىذا الوجو هبذا اإلسناد كإسناده حسن عبد األعلى الثعليب مشهور من أىل‬ ‫الكوفة كمن بعده ثقات‪ .‬كابن سعد يف ( الطبقات) (ْ‪ ، )ِْ ،ِّ /‬كا‪٢‬باكم يف( ا‪٤‬بستدرؾ) (ّ‪/‬‬ ‫ِّٓ‪ )ِّٗ ،‬من طريق إسرائيل بو مطوالن ك‪٨‬بتصران‪ ،‬كصححو ا‪٢‬باكم‪ ،‬ككافقو الذىيب‪.‬‬

‫ِ) كقاؿ ا‪٥‬بيثمي يف ( اجملمع ) ‪ )ٕٔ/ٖ ( :‬ركاه الطرباين يف ( الكبّب ) ك ( الصغّب ) كقاؿ ‪:‬‬ ‫عُب النيب صلى اهلل عليو ك سلم الكفار الذين أسلم أكالدىم ‪ .‬كفيو عبد اهلل بن سعيد بن أب‬ ‫مرًن كىو ضعيف ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[7‬‬

‫ً اً‬ ‫ين يػي ٍؤذيك ىف اللاوى ىكىر يسولىوي لى ىعنىػ يه يم اللاوي ًيف الدنٍػيىا‬ ‫كتعاذل يقوؿ ‪ {:‬إ اف الذ ى‬ ‫ىك ٍاآلى ًخىرةً }(ُ)(ِ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َل‬ ‫لـ ـ ـ ـ ـوالـ ـ ـ ـ ـ ـ َدي طَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو َمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َق ٌ‬

‫فـ ـ ـ ـ ــوق ع ـ ـ ـ ـ ــل الـ ــناس ب ـ ـ ـ ـ ــل ارت ـ ـ ـ ــياب‬

‫بَـ ـ ــوأىـ ـ ـ ـ ــما الرح ـ ـ ــمن من فضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلو‬

‫فِي ج ـ ـ ـ ـ ـ ـن َِّة الْـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫خلد َو َدا ِر الثّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب‬ ‫َ‬

‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ َلت لو‬ ‫َوق ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرةٌ ِم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن فَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬

‫تـ ـ ـ ـ ـ ــبرئ اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقام فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤاد مص ـ ـ ـ ــاب‬

‫ما دخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلت جـ ـ ـ ـ ـ ــوفا إال غـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت‬

‫فِي الج ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫يم الْعق ـ ِ‬ ‫وف تُشفي ِمن أَلِ ِ‬ ‫اب‬ ‫َ‬

‫ت‬ ‫ام لَ ـ ـ ـوُ قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْد غَـ ـ ـ ـ ـ ـ َد ْ‬ ‫فَ َك ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫َرح ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫يف أ َ‬

‫تؤم ـ ـ ــل الخـ ـ ـ ــير وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسن الـ ـ ـ ـ ــمآب‬

‫ح ـ ـ ــشى ألرح ـ ـ ـ ـ ـ ــام ل ـ ـ ـ ــو أصـ ـ ـ ـ ـ ــبحت‬

‫ِ‬ ‫صـ ـ ـلَى بـ ـ ـ ـ ــِنَا ِر الْـ ـ ـ َع ـ ـ ـ ـ ـ ـ َذاب‬ ‫َحـ ـ ـ ـامـ ـ ـ ـ ـلَة تُ ْ‬

‫كىذه رسالة ‪ ،‬قصّبة يف الدفاع عن أبويو صلي اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كعن‬ ‫عموما ‪ ،‬ك‪٠‬بيتها ‪ ":‬أنباء األتقياء في حق آباء‬ ‫آبائو كأجداده‬ ‫ن‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليو وسلم " كقد رتبتها يف مقدمة كمباحث سبعة‬ ‫كيف كل مبحث مطالب ‪ ،‬كخا‪ٛ‬بة أحسن اهلل ختمنا‪.‬‬ ‫ُ) سورة األحزاب اآلية ٕٓ‪.‬‬ ‫ِ‬

‫) نقلو عنو اإلماـ ا‪١‬بليل ‪٦‬بمود ‪٧‬بمد السبكي يف ( ا‪٤‬بنهل العذب ا‪٤‬بوركد ) شرح (سنن أب‬

‫داكد) ( ٗ‪.)َُ​َ/‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[8‬‬

‫كأسألو تعاذل أف ٯبعلها قرىة ع و‬ ‫ْب للمصطفى صلي اهلل عليو كسلم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫كأف يكتب ‪٥‬با القبوؿ ‪ ،‬كأف ينفع هبا ا‪٤‬بسلمْب ‪ ،‬إنو خّبي مأموؿ‬ ‫أكرـ مسؤكؿ‪.‬‬ ‫ك ي‬ ‫فهذه آوان الشروع في المقصود‬ ‫المبحث األول ‪ :‬في بيان حقيقة الكفر‬ ‫وفيو ثلث مطالب‬ ‫المطلب األول ‪ :‬في تعريف الكفر لغة وشرعاً‬

‫الكفر لغة ‪ :‬التغطية كالسَب‪ ،‬كمنو قولو تعاذل ‪{:‬كمثل غيث أعجب‬ ‫الكفار نباتو}(ُ) ‪ ،‬أل الغراس ‪ ،‬حيث إهنم يسَبكف ا‪٢‬ببوب داخل‬ ‫الَببة‪.‬كالتكفّب ‪ :‬مصدر ك ٌفر بالفاء ا‪٤‬بفتوحة ا‪٤‬بشددة أل دعا إذل‬ ‫الكفر كاصطالحا ‪ :‬نسبة أحد من أىل القبلة إذل الكفر‪.‬‬ ‫كالكفر ىف الشرع ‪ :‬نقيض اإلٲباف ‪ ،‬كىو ا‪١‬بحود ‪ ،‬كمنو قولو‬ ‫تعاذل‪{:‬كقالوا إنا بكل كافركف}(ِ) ‪ ،‬أل جاحدكف ‪ ،‬كىو هبذا ال‬ ‫ٱبرج عن ا‪٤‬بعُب اللغول ‪ ،‬ألف الكافر يسَب قلبو كيغطيو بكفره‪.‬‬ ‫ُ) سورة ا‪٢‬بديد اآلية َِ‪.‬‬ ‫ِ) سورة القصص اآلية ْٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[9‬‬

‫قاؿ ابن عابدين ‪ :‬الكفر شرعا ‪ :‬تكذيبو صلى اهلل عليو كسلم ىف‬ ‫شىء ‪٩‬با جاء بو ‪٩‬با ىو معلوـ من الدين بالضركرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬في نسبتو ‪ :‬نسبة أىل الكفر إذل كفرىم ال شىء‬

‫فيو ‪ ،‬كأما نسبة ا‪٤‬بسلم إذل الكفر فإنو يدكر بْب حكمْب‪:‬‬

‫أحدىما ‪ :‬التحرًن ‪ ،‬كذلك إذا كاف ا‪٤‬بسلم باقيا على إسالمو كدل يقم‬ ‫دليل على كفره لقولو تعاذل ‪{:‬يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ىف سبيل‬ ‫اهلل فتبيٌنوا كال تقولوا ‪٤‬بن ألقى إليكم السالـ لست مؤمنا}(ُ)‪.‬‬ ‫كلقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬من صلى صالتنا كاستقبل قبلتنا‬ ‫كأكل ذبيحتنا فذاكم ا‪٤‬بسلم الذل لو ذمة اهلل كرسولو فال ‪ٚ‬بفركا اهلل‬ ‫ىف ذمتو "(ِ)‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬إذا قاؿ الرجل ألخيو يا‬ ‫كافر فقد باء هبا أحدٮبا ‪ ،‬فإف كاف كما قاؿ كاال رجعت عليو "(ّ)‪.‬‬

‫ثانيهما ‪ :‬الوجوب كذلك ىف حق من صدر عنو ما يكفره ‪٩‬بن لو‬ ‫صالحية إصدار ا‪٢‬بكم كاإلفتاء كالقضاء ‪٤‬بصلحة شرعية معتربة‬ ‫تَبتب على ا‪٢‬بكم بتكفّبه ‪ ،‬حٌب تكو ىف نسبة أحد إذل الكفر‬ ‫صحيحة البد ‪ ،‬كيكو ىف من يحكم بكفره قد رجع عن اإلسالـ بأحد‬ ‫ُ) سورة النساء اآلية ْٗ‪.‬‬ ‫ِ) ركاه البخارل من حديث أنس بن مالك رضي اهلل عنو (ُ‪)ُّٓ/‬‬ ‫ّ) ركاه البخارل من حدبث أىب ىريرة رضي اهلل عنو ‪. )ِ​ِّٔ/ٓ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[01‬‬

‫صور الرجوع كالقوؿ أك الفعل أك االمتناع عن الفعل بشرط كونو‬ ‫قاصدا عا‪٤‬با فال ٰبكم ‪ -‬مثال بكفرمن جرل على لسانو الكفر دكف‬ ‫قصد أك دراية ‪٤‬بعُب ما صدر عنو (ُ)‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬في أقوال العلماء في بيان حقيقة الكفر‬

‫ارل ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ما نصو ‪ :‬كاعلم أ ٌف‬ ‫قاؿ اإلماـ حجة اإلسالـ الغز ٌ‬ ‫حقيقة الكفر كاإلٲباف كح ادٮبا ‪ ،‬كا‪٢‬بق ‪ ،‬كالضالؿ كسرٮبا‪ ،‬ال ينجلي‬ ‫للقلوب ا‪٤‬بدنسة بطلب ا‪١‬باه كا‪٤‬باؿ ‪ ،‬كحبهما‪.‬‬ ‫بل إ٭با ينكشف ذلك لقلوب ‪ ،‬طهرت من كسخ أكضار الدنيا‪.‬‬ ‫أكالن ثٌ صقلت بالرياضة الكاملة ‪ ،‬ثانيان ‪ ،‬ثٌ نورت بالذكر الصايف‪،‬‬ ‫ثالثان‪ ،‬ثٌ غذيت بالفكر الصائب ‪ ،‬رابعان ‪ ،‬ثٌ زينت ٗبالزمة حدكد‬ ‫الشرع ‪ ،‬خامسان ‪ ،‬حٌب فاض عليها النور من مشكاة النبوة ‪،‬‬ ‫كأهنا مرآة ‪٦‬بلوة‪ ،‬كصار مصباح اإلٲباف يف زجاجة قلبو‪،‬‬ ‫كصارت ٌ‬ ‫مشرؽ األنوار‪ ،‬يكاد زيتو يضيء كلو دل ‪ٛ‬بسسو نار ‪ ،‬كأىن تتجلى‬ ‫أسرار ا‪٤‬بلكوت لقوـ ‪ ،‬إ‪٥‬بهم ىواىم‪،‬كمعبودىم سالطينهم ‪ ،‬كقبلتهم‬ ‫دراٮبهم كدنانّبىم ‪،‬كشريعتهم رعونتهم ‪ ،‬كإرادهتم جاىهم كشهواهتم‬ ‫‪ ،‬كعبادهتم خدمتهم أغنياءىم ‪ ،‬كذكرىم كساكسهم‪،‬‬ ‫ُ) ا‪٤‬بفاىيم اإلسالمية‪ :‬لعلي بن نايف الشحود ص‪)ُّْ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[00‬‬

‫ككنزىم سواسهم (ُ ) ‪ ،‬كفكرىم استنباط ا‪٢‬بيل‪٤ ،‬با تقتضيو‬ ‫حشمتهم(ِ) ‪ ،‬فهؤالء من أين تتميز ‪٥‬بم ظلمة الكفر‪ ،‬من ضياء‬ ‫اإلٲباف ‪ ،‬أم إ‪٥‬باـ إ‪٥‬بي ‪ ،‬كدل يفرغوا القلوب من كدكرات الدنيا‬ ‫لقبو‪٥‬با‪ ،‬أـ بكماؿ علمي ‪ ،‬كإ٭با بضاعتهم يف العلم‪ ،‬مسألة النجاسة‪،‬‬ ‫كماء الزعفراف كأمثا‪٥‬بما‪ ،‬ىيهات ‪ ،‬ىيهات ‪ ،‬ىذا ا‪٤‬بطلب أنفس كأعز‬ ‫من أف يدرؾ با‪٤‬بُب‪،‬أك يناؿ با‪٥‬بوينا ‪ ،‬فاشتغل أنت بشأنك‪ ،‬كال تضيع‬ ‫فيهم بقية زمانك‪.‬‬ ‫كساؽ الكالـ إذل أف قاؿ ‪ :‬لعلك تشتهي أف تعرؼ حد الكفر‪ ،‬بعد‬ ‫أف تناقض عليك حدكد أصناؼ ا‪٤‬بقلدين‪.‬‬ ‫فاعلم ‪ :‬أ ٌف شرح ذلك طويل‪ ،‬كمدركو غامض‪ ،‬كلكِب أعطيك عالمة‬ ‫صحيحة فتطردىا ‪ ،‬كتعكسها ‪ ،‬لتتخذىا مطمح نظرؾ ‪ ،‬كترعوم‬ ‫بسببها عن تكفّب الفرؽ ‪ ،‬كتطويل اللساف يف أىل اإلسالـ ‪ ،‬كإف‬ ‫اختلفت طرقهم ‪ ،‬ماداموا متمسكْب بقوؿ ‪ :‬ال إلو إال اهلل ‪٧ ،‬بمد‬ ‫رسوؿ اهلل‪ ،‬صادقْب هبا ‪ ،‬غّب مناقضْب ‪٥‬با‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ا‪٣‬بىيل ًيف أعناقها فييبسها ىح اٌب ‪ٛ‬بىيوت‪.‬‬ ‫) كيف بعض القواميس‪ :‬أف السواس ىداء يىأٍ يخذ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كٰب يش يمو ىح ٍشمان‬ ‫ِ) ا‪٢‬بي ٍش ىمةي أىف ٯبلس إليك الرجل فتؤذيىوي كتي ٍسم ىعوي ما يىكىٍرهي‪ ،‬ىح ىش ىمو ىٍٰبش يموي ىٍ‬ ‫ىح ىش ٍمتيوي أىغضبتو‬ ‫كح ىش ٍمتيو أىخجلتو كأ ٍ‬ ‫كأ ٍ‬ ‫ىح ىش ىموي ى‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[02‬‬

‫فأقوؿ ‪:‬الكفر‪ :‬ىو تكذيب الرسوؿ عليو الصالة كالسالـ ‪ ،‬يف شيء‬ ‫‪٩‬با جاء بو‪.‬‬ ‫كاإلٲباف ‪ :‬تصديقو يف ‪ٝ‬بيع ما جاء بو‪.‬‬ ‫فاليهودم كالنصراينٌ ‪ :‬كافراف ‪ ،‬لتكذيبهما للرسوؿ عليو الصالة‬ ‫ٌ‬ ‫كالسالـ‪.‬‬ ‫الربٮبي ‪ :‬كافر بالطريق األكذل‪ ،‬ألنٌو أنكر مع رسولنا سائر ا‪٤‬برسلْب‪.‬‬ ‫ك ٌ‬ ‫كالدىرم ‪ :‬كافر بالطريق األكذل‪ ،‬ألنو أنكر مع رسولنا ا‪٤‬برسل‪ ،‬سائر‬ ‫الرسل ‪.‬‬ ‫كىذا أل ٌف الكفر حكم شرعي‪ :‬كالرؽ كا‪٢‬برية مثالن‪ ،‬إذ معناه إباحة‬ ‫الدـ كا‪٢‬بكم با‪٣‬بلود يف النار ‪ ،‬كمدركو شرعي‪ ،‬فيدرؾ ‪ :‬إما بنص‪.‬‬

‫كإما بقياس على منصوص ‪ ،‬كقد كردت النصوص يف اليهود‬ ‫كالنصارل‪ ،‬كأيلتحق هبم بالطريق األكذل ‪ :‬الرباٮبة‪،‬كالثنوية ‪ ،‬كالزنادقة‪،‬‬ ‫كالدىرية ‪ ،‬ككلهم مشركوف مكذبوف للرسل عليهم السالـ ‪ ،‬فكل‬ ‫كافر مكذب للرسل ‪ ،‬ككل مكذب للرسل فهو كافر ‪ ،‬فهذه ىي‬ ‫العالمة ا‪٤‬بطردة ا‪٤‬بنعكسة (ُ)‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫ُ) فيصل التفرقة بْب االسالـ كالزندقة لو‪ :‬ص‪ٓ:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[03‬‬

‫فر ضد اإلٲباف‬ ‫كقاؿ ‪٧‬بمد بن أب بكر بن عبد القادر الرازم ‪ :‬ال يك ي‬ ‫كقد ىكفىر باهلل من باب نصر ‪ ،‬ك‪ٝ‬بع الكافًر يك ٌف هار ك ىك ىفرةه ‪ ،‬ككً ىف هار‬ ‫بالكسر ‪٨‬بففا كجائع كجياع كنائم كنياـ ‪ ،‬ك‪ٝ‬بع الكافرة ىك ىوافًير ‪،‬ك‬ ‫ال يكف ير أيضا جحود النعمة كىو ضد الشكر كقد ىك ىفرهي من باب دخل‬ ‫كيك ٍفىرانان أيضا بالضم كقولو تعاذل ‪ { :‬إنا بكل كافركف }(ُ) أم‬ ‫جاحدكف كقولو تعاذل ‪{:‬فأىب الظا‪٤‬بوف إال كفورا}(ِ)‪.‬‬ ‫قاؿ األخ ىفش ‪ :‬ىو ‪ٝ‬بع كفر مثل برد كبركد ‪ ،‬ك ال ىك ٍفير بالفتح‬ ‫التغطية كبابو ضرب ‪ ،‬كال ىك ٍفير أيضا القرية كيف ا‪٢‬بديث " لتخرجنٌكم‬ ‫الركـ منها ىك ٍفرا ىك ٍفرا "(ّ) أم من قرل الشاـ كمنو قو‪٥‬بم ‪ :‬كفر توثا‬ ‫ك‪٫‬بوه فهي قرل نسبت إذل رجاؿ‪ .‬كمنو قوؿ معاكية رضي اهلل عنو ‪:‬‬ ‫أىل ال يك يفوًر ىم أىل القبور(ْ) يقوؿ ‪ :‬إهنم ٗبنزلة ا‪٤‬بوتى ال يشاىدكف‬ ‫األمصار كا‪١‬بمع ك‪٫‬بوٮبا ‪ ،‬كالكافًير الليل ا‪٤‬بظلم ألنو سَب بظلمتو كل‬ ‫شيء ‪ ،‬ككل شيء غطى شيئا فقد ىك ىفىرهي‪.‬‬ ‫ُ) سورة القصص اآلية ْٖ‪.‬‬ ‫ِ) سورة اإلسراء اآلية ٗ​ٗ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫) ركاه ابن عساكر يف( تاريخ دمشق) (ِ|ُِٓ) من طريق أب ا‪٢‬بسن رجل من أىل الرقة‬

‫عن عن أب أ‪٠‬باء الرحيب عن أب ىريرة رضي اهلل عنو كرجالو ثقات ‪.‬‬ ‫ْ) ذكره القاسم بن سالـ يف(غريب ا‪٢‬بديث) (ْ|ُُٗ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[04‬‬

‫قاؿ ابن السكيت ‪ :‬كمنو ‪٠‬بي الكافًير ألنو يسَب نعم اهلل عليو‪،‬كالكافر‬ ‫الزارع ألنو يغطي البذر بالَباب ‪ ،‬كال يك اف يار الزراع ‪ ،‬كأ ٍك ىفىرهي دعاه كافرا‬ ‫يقاؿ ‪ :‬ال تكفر أحدا من أىل فًٍبػلىتًك أم ال تىػٍنسبو إذل ال يك ٍف ًر‪،‬ك‬ ‫تك ًٍفّبي اليمْب فعل ما ٯبب با‪٢‬بنث فيها ‪ ،‬كاالسم ال ىك افارةي (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ فخر الدين الرازم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل _ بعد أف ذكر أف‬ ‫ا‪٤‬بتكلمْب صعب عليهم حد الكفر _ ما نصو ‪ :‬الكفر يف الشرع‬ ‫إنكار ما يعلم بالضركرة ‪٦‬بيء رسوؿ اهلل صلى اهلل علبو كسلم بو‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬فإف قيل ‪ :‬إ ٌف الشرع ع ٌد ليبس الغيار كش ٌد الزنار ك‪٫‬بوٮبا كفران ؟‬ ‫قلنا ‪ :‬ىذه األشياء يف ا‪٢‬بقيقة ليست كفران ‪ ،‬أل ٌف التصديق كعدمو‬ ‫أمر باطن ال اطالع للخلق عليو ‪ ،‬كمن عادة الشرع أنو ال يبِب‬ ‫ا‪٢‬بكم يف أمثاؿ ىذه األمور على نفس ا‪٤‬بعُب ‪ ،‬ألنو ال سبيل إذل‬ ‫االطالع ‪ ،‬بل ٯبعل ‪٥‬با معرفات كعالمات ظاىرة كٯبعل تلك ا‪٤‬بظاف‬ ‫الظاىرة مداران لألحكاـ الشرعية ‪ ،‬كليس الغيار كشد الزنار من ىذا‬ ‫الباب ‪ ،‬فإف الظاىر أف من يصدؽ الرسوؿ عليو الصالة السالـ فإنو‬ ‫ال يأيت هبذه األفعاؿ ‪ ،‬فحيث أتى هبا دؿ على عدـ التصديق فال‬

‫ُ) ‪٨‬بتار الصحاح لو ص‪. )ُِٕ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[05‬‬

‫جرـ الشرع يفرع األحكاـ عليها ‪ ،‬ال أهنا يف أنفسها كفر ‪ ،‬فهذا‬ ‫الكالـ ا‪٤‬بلخص يف ىذا الباب كاهلل أعلم (ُ)‪.‬‬ ‫الربز‪٪‬بي تعليقان بكالـ اإلماـ ‪ :‬أم كما جعل ال إلو إال اهلل‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫كفرع عليها أحكاـ اإلسالـ ‪ ،‬كإف دل يكن يف‬ ‫دليالن على التصديق ٌ‬ ‫نفسو تصديقان أال ترل أ ٌف ا‪٤‬بنافق يقو‪٥‬با مراران كىو يف الدرؾ األسفل‬ ‫من النار لعدـ حقيقة التصديق يف قلبو ‪ ،‬فمدار أمر الدنيا على‬ ‫األمارات كالظواىر ‪ ،‬كمدار امر اآلحرة على ا‪٢‬بقائق كالبواطن ‪،‬‬ ‫ا‪٤‬بكذب بقلبو ‪٨‬بل هد يف النار‪ ،‬كالكافر بأقوالو ‪ ،‬كأفعالو‬ ‫فا‪٤‬بسلم بلسانو‬ ‫ي‬ ‫ا‪٤‬بصدؽ بقلبو من أىل ا‪١‬بنة خالدان فيها ‪ ،‬كىذا أصل عظيم ٯبب‬ ‫التنبو لو‪.‬‬ ‫ثٌ قاؿ اإلماـ ‪ :‬فإف قيل إف جعل ترؾ ا‪٤‬بأمور بو كارتكاب ا‪٤‬بنهي عنو‬ ‫عالمة للتكذيب نازالن منزلتو يلزـ أف يبطل طرد التعريف لصدقو على‬ ‫الفسقة من ا‪٤‬بؤمنْب ؟ قلنا ‪ :‬ٯبوز أف ٯبعل الشارع بعض ‪٨‬بطورات‬ ‫الشرع عالمة التكذيب‪ ،‬فيحكم بكفر من ارتكبو كشد الزنار ك‪٫‬بوه ‪،‬‬

‫) التفسّب الكبّب لو‪ )ِّٖ|ِ( :‬ػ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[06‬‬

‫كال ٯبعل بعضها كذلك‪،‬كال ٰبكم بكفر من ارتكبو كالزىن كشرب‬ ‫ا‪٣‬بمر (ُ)‪.‬‬ ‫كيف ( ا‪٤‬بوسوعة الفقهية) ‪ :‬من معاين التٌكفّب يف اللٌغة ‪ :‬التٌغطية‬ ‫للزٌراع ‪:‬كافر ‪ ،‬كمنو قولو تعاذل‬ ‫السَب كىو أصل الباب تقوؿ العرب ٌ‬ ‫ك ٌ‬ ‫و‬ ‫ب ال يك اف ىار نىػبىاتيو}(ِ)‪.‬‬ ‫{ ىك ىمثى ًل ىغيث أ ٍىع ىج ى‬ ‫كأيضان يقاؿ ‪ :‬التٌكفّب يف احملارب ‪ :‬إذا تك ٌفر يف سالحو ‪ ،‬كالتٌكفّب‬ ‫الركوع ‪ ،‬كما‬ ‫أيضان ‪ :‬ىو أف ينحِب اإلنساف كيطأطئ رأسو قريبا من ٌ‬ ‫يفعل من يريد تعظيم صاحبو ‪ ،‬كمنو حديث أب معشر " أنٌو كاف‬ ‫الصالة "(ّ) أم اال‪٫‬بناء الكثّب يف حاؿ القياـ‪.‬‬ ‫يكره التٌكفّب يف ٌ‬ ‫الشرع ‪ :‬نقيض اإلٲباف ‪ ،‬كىو ا‪١‬بحود ‪ ،‬كمنو قولو‬ ‫كالكفر يف ٌ‬ ‫تعاذل‪{:‬إناا بً يك ٍّل ىكافًيركف}(ْ) أم جاحدكف‪.‬‬ ‫غوم ‪ ،‬أل ٌف الكافر ذك كفر‪ ،‬أم ذك‬ ‫كىو هبذا ال ٱبرج عن معناه اللٌ ٌ‬ ‫تغطية لقلبو بكفره ‪ ،‬قاؿ صاحب ( ال ٌد ٌر ا‪٤‬بختار ) ‪ :‬الكفر شرعان ‪:‬‬ ‫ػُ) سداد الدين ً‬ ‫كسداد ال ٌدين لو‪ :‬ص‪.)ِْ(:‬‬ ‫ِ) سورة ا‪٢‬بديد اآلية َِ‪.‬‬ ‫ّ ) النهاية يف غريب ا‪٢‬بديث كاألثر‪ :‬البن أثّب (ْ|ٖ​ُٖ)‪.‬‬ ‫ْ) سورة القصص اآلية ْٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[07‬‬

‫تكذيبو صلى اهلل عليو كسلم يف شيء ‪٩‬بٌا جاء بو من ال ٌدين ضركرة‬ ‫(ُ)‪ .‬كالتٌكفّب ‪ :‬ىو نسبة أحد من أىل القبلة إذل الكفر‪.‬‬ ‫كتكفّب ال ٌذنوب ‪٧‬بوىا بفعل ا‪٢‬بسنات ك‪٫‬بوه ‪ ،‬لقولو تعاذل ‪{:‬إ اف‬ ‫ات ي ٍذ ًىْب ال اسيِّ ً‬ ‫ً‬ ‫ئات}(ِ) كسيأيت تفصيلو‪ .‬كالتٌكفّب عن اليمْب‬ ‫ا‪٢‬بى ىسنى ي ٍ ى‬ ‫‪ :‬ىو فعل ما ٯبب با‪٢‬بنث فيها (ّ)‪.‬‬ ‫البيضاكم ‪ :‬كالكفر لغة ‪ :‬سَب النعمة ‪،‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ ناصر الدين‬ ‫ٌ‬ ‫كأصلو الكفر بالفتح كىو السَب ‪ ،‬كمنو قيل ‪ :‬للزارع كلليل كافر‪،‬‬ ‫كلكماـ الثمرة كافور ‪ ،‬كيف الشرع ‪ :‬إنكار ما علم بالضركرة ‪٦‬بيء‬ ‫الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم بو ‪ ،‬كإ٭با عد لبس الغيار كشد الزنار‬ ‫ك‪٫‬بوٮبا كفرا ألهنا تدؿ على التكذيب‪ ،‬فإف من صدؽ الرسوؿ صلى‬ ‫اهلل عليو كسلمال ٯبَبئ عليها ظاىرا ال ألهنا كفر يف أنفسها(ْ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬كيف قولو ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل " ال أهنا كفر يف نفسها "‪ :‬تنبيو على‬ ‫الربز‪٪‬بي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل آنفان ‪.‬‬ ‫ما نبٌو عليو‬ ‫ٌ‬ ‫ُ) (ْ|ِّ​ِ)‪.‬‬ ‫ِ) سورة ىود اآلية ُْ​ُ‪.‬‬ ‫ّ) ا‪٤‬بوسعة الفقهية الكوتية‪ :‬لوزارة األكقاؼ كالشئوف اإلسالمية بالكويت(ِ|ْْٖٕ)‪.‬‬ ‫ْ) أنوار التنزيل كأسرار التأكيل‪.)ُْ/ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[08‬‬

‫كقاؿ العالمة مفٍب اإلسالـ أبو السعود ‪ :‬الكفر يف الشريعة إنكار ما‬ ‫يعلم ‪٦‬بيء الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم بو كإٌ٭با يع اد لبس الغيار كشد‬ ‫الزنار بغّب اضطرار كنظائرٮبا كفران ‪ ،‬لداللتو على التكذيب إذ ال‬ ‫داعي إليو كالزىن كشرب ا‪٣‬بمر(ُ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬كأ ٌف العالمة أشار بزيادة قيد عدـ اإلضطرار ‪ ،‬كقولو ‪ " :‬إذ ال‬ ‫داعي إليو " بياف علة ‪ٚ‬بصيص الشرع شيئان ‪ ،‬كجعلو عالمة للكفر‬ ‫دكف شيء من ا‪٤‬بعاصي ‪ ،‬كىو تعليل جيد‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن ا‪٣‬بازف ‪ :‬فقولو تعاذل ‪{ :‬إً اف الا ً‬ ‫ين ىك ىفيركا }(ِ) أم جحدكا‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫كأنكركا كأصل الكفر يف اللغة السَب كالتغطية ‪ ،‬كمنو ‪٠‬بي الليل كافرا‬ ‫ألنو يسَب األشياء بظلمتو قاؿ الشاعر‪ :‬فِي ٍ‬ ‫النجوم‬ ‫ليلة َك َف َر‬ ‫َ‬ ‫مامها(ٖ) أم سَبىا كالكفر على أربعة أضرب ‪ :‬كفر إنكار كىو‬ ‫غَ ُ‬ ‫أف ال يعرؼ اهلل أصال ككفر فرعوف كىو قولو{ما علمت لكم من‬ ‫إلو غّبم}(ْ)‪ ،‬كفر جحود كىو أف يعرؼ اهلل بقلبو كال يقر بلسانو‬ ‫ككفر إبليس‪ ،‬ككفر عناد كىو أف يعرؼ اهلل بقلبو كيقر بلسانو كال‬ ‫ُ‬

‫) سداد الدين كسداد ال ٌدين ص‪. )ّٖ( :‬‬

‫ِ) سورة البقرة اآلية ٔ‪.‬‬ ‫ّ) ككاف صدره‪ :‬يىػ ٍعليو طريقةى متنها متوات‬ ‫ْ) سورة القصص اآلية ّٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[09‬‬

‫يدين بو ككفر أمية بن أب الصلت كأب طالب حيث يقوؿ يف شعر‬ ‫لو‪:‬‬ ‫ولقد عـ ـ ـلـمت بأن دين مح ـ ـ ـمـد‬ ‫لوال الم ـ ــلمة أو ح ـ ـ ــذار مــسبة‬

‫من خ ـ ـ ـ ـ ـير أديان ال ـ ـ ـبرية ديناً‬ ‫لوج ــدتني سمـ ــحاً ب ـ ـ ــذك مــبيناً‬

‫ككفر نفاؽ ‪ ،‬كىو أف يقر بلسانو كال يعتقد صحة ذلك بقلبو‪،‬فجميع‬ ‫ىذه األنواع كفر‪.‬‬ ‫كحاصلو ‪ :‬أف من جحد اهلل أك أنكر كحدانيتو أك أنكر شيئا ‪٩‬با أنزلو‬ ‫على رسولو أك أنكر نبوة ‪٧‬بمد صلٌى اهلل عليو كسلٌم أك أحدا من‬ ‫الرسل فهو كافر فإف مات على ذلك فهو يف النار خالدا فيها كال‬ ‫يغفر اهلل لو كنزلت يف مشركي العرب‪.‬‬ ‫{سواءه ىعلىٍي ًه ٍم} أم متساك لديهم {أىأىنٍ ىذ ٍرتىػ يه ٍم} أم‬ ‫كقيل يف اليهود ‪ :‬ى‬ ‫خوفتهم كحذرهتم‪،‬كاإلنذار إعالـ مع ‪ٚ‬بويف ‪ ،‬فكل منذر معلم ‪،‬‬ ‫كليس كل معلم منذرا {أ ٍىـ ىدلٍ تيػٍن ًذ ٍريى ٍم ال يػي ٍؤًمنيو ىف} أم ال يصدقوف‬ ‫كىذه اآلية يف أقواـ حقت عليهم كلمة العذاب يف سابق علم اهلل‬ ‫األزرل أهنم ال يؤمنوف‪.‬‬ ‫ث ذكر سبب تركهم اإلٲباف فقاؿ تعاذل‪ {:‬ىختى ىم اللاوي ىعلى قيػليوهبً​ً ٍم}‬ ‫أم طبع اهلل عليها فال تعي خّبا كال تفهمو‪ ،‬كأصل ا‪٣‬بتم التغطية‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[21‬‬

‫كحقيقة االستيثاؽ من الشيء لكي ال ٱبرج منو ما حصل فيو كال‬ ‫يدخلو ما خرج ‪ ،‬منو كمنو ختم الكتاب‪.‬‬ ‫قاؿ أىل السنة ‪ :‬ختم اهلل على قلوهبم بالكفر ‪٤‬با سبق يف علمو‬ ‫األزرل فيهم ‪ ،‬كإ٭با خص القلب با‪٣‬بتم ألنو ‪٧‬بل الفهم كالعلم ‪،‬‬ ‫{ ىك ىعلى ‪٠‬بىٍعً ًه ٍم} أم كختم على موضوع ‪٠‬بعهم فال يسمعوف ا‪٢‬بق‬ ‫كال ينتفعوف بو ألهنا ‪ٛ‬بجو كتنبو عن اإلصغاء إليو كأهنا مستوثق منها‬ ‫با‪٣‬بتم أيضا ‪ ،‬كذكر السمع بلفظ التوحيد كمعناه ا‪١‬بمع قيل ‪ :‬إ٭با‬ ‫كحده ألنو مصدر كا‪٤‬بصدر ال يثُب كال ٯبمع {كعلى أىبصا ًرًىم ً‬ ‫غ‬ ‫شاكةه‬ ‫ىى ٍ‬ ‫ٍ ى‬ ‫} ىذا ابتداء كالـ ‪ ،‬كالغشاكة الغطاء ‪ ،‬كمنو غاشية السرج أم‬ ‫كجعل على أبصارىم غشاكة فال يركف ا‪٢‬بق كىي غطاء التعامي عن‬ ‫آيات اهلل كدالئل توحيده {كى‪٥‬بم عذاب ع ً‬ ‫يم} يعِب يف اآلخرة‬ ‫ظ‬ ‫ى يٍ ى ه ى ه‬ ‫كقيل‪ :‬األسر كالقتل يف الدنيا كالعذاب الدائم يف العقىب‪.‬‬ ‫كحقيقة العذاب ىو ‪ :‬كل ما يؤدل اإلنساف كيعيبو كيشق عليو كقيل‪:‬‬ ‫ىو اإلٯباع الشديد كقيل‪:‬ىو ما ٲبنع اإلنساف من مراده‪ ،‬كمنو ا‪٤‬باء‬ ‫كجل ‪:‬‬ ‫العذب ألنو ٲبنع العطش ‪ ،‬كالعظيم ضد ا‪٢‬بقّب كقولو ٌ‬ ‫عز ٌ‬ ‫{ ىكًم ىن الن ً‬ ‫وؿ ىآمناا بًاللا ًو }(ُ) نزؿ يف ا‪٤‬بنافقْب عبد اهلل بن‬ ‫ااس ىم ٍن يىػ يق ي‬ ‫ُ) سورة البقرة اآلية ٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[20‬‬

‫أب ابن سلوؿ كمعتب بن قشّب كجد بن قيس كأصحاهبم كذلك أهنم‬ ‫أظهركا كلمة اإلسالـ ليسلموا هبا من النيب صلٌى اهلل عليو كسلٌم‬ ‫كأصحابو كأسركا الكفر كاعتقدكه كأكثرىم من اليهود‪،‬كصفة ا‪٤‬بنافق‬ ‫أف يعَبؼ بلسانو باإلٲباف كيقربو كينكره بقلبو كيصبح على حاؿ‬ ‫كٲبسي على غّبىا‪ ،‬كالناس ‪ٝ‬بع إنساف ‪٠‬بي بو ألنو عهد إليو فنسي‬ ‫قاؿ الشاعر‪:‬‬ ‫سميت إنسانا ألنك ناسي‬

‫كقيل ‪٠ :‬بي إنسانا ألنو يستأنس ٗبثلو (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الربز‪٪‬بي توضيحان لكالمو ‪ :‬أقوؿ ‪ :‬فيو أمور الب ٌد من التنبيو‬ ‫عليها‬

‫أحدىا ‪ :‬أ ٌف قولو ‪ " :‬الكفر على أربعة أضرب " معناه ما يطلق عليو‬ ‫لفظ الكفر حقيقة كيف نفس األمر ‪ ،‬أك شرعان كيف الظاىر‪.‬‬ ‫فالقسم األكؿ ‪ :‬إجتمع فيو الكفر ا‪٢‬بقيقي كالشرعي ‪ ،‬ففرعوف‬ ‫إجتمع فيو التكذيب ‪،‬كىو ا‪٤‬براد بعد ا‪٤‬بعرفة يف قولو ‪ " :‬أف ال يعرؼ‬ ‫" كما سنبينو ‪ ،‬كعدـ اإلقرار باللساف‬

‫ُ) لباب التأكيل يف معاين التنزيل‪)ِٔ|ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[22‬‬

‫يقر بلسانو ‪،‬‬ ‫والثاني ‪ :‬كإف اشتمل على معرفة اهلل تعاذل لكن دل ٌ‬ ‫كىذا إ٭با يتأتى على طريقة من ٯبعل اإلٲباف تصديقان كقوالن ‪ ،‬كاألكذل‬ ‫أف يقاؿ ‪ :‬إنو كذب بالرسل ليتأتى على ا‪٤‬بذاىب‬

‫والثالث ‪ :‬ليس فيو إال الكفر الشرعي ‪ ،‬على قوؿ من ٯبعل اإلٲباف‬ ‫ىو التصديق فقط ‪ ،‬كفيو ا‪٢‬بقيقي أيضان عند من ٯبعل اإلٲباف مركبان‪،‬‬ ‫يقر بنبوة‬ ‫كا‪٢‬بق ي‬ ‫الفرؽ بْب كفر أمية ككفر أب طالب ‪ ،‬ألف أمية دل ٌ‬ ‫سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم ٖبالؼ أب طالب ‪ ،‬حيث يقوؿ‬ ‫يف شعره ‪:‬‬ ‫ألم تعلمـوا أنا وج ـدنا محمـداً‬

‫رسوالً كموسىصح ذلك في الكتب‬

‫كلكن حيث إنو دل يؤدىا بلفظ الشهادة ‪ ،‬كال سيما عند خا‪ٛ‬بتو حْب‬ ‫سألو النيب صلى اهلل عليو كسلم دل ٰبكم الشرع بإسالمو ‪ ،‬بل ا‪٢‬بكم‬ ‫بكفره ‪ ،‬فإٲباف أمية بإٲباف إبليس أشبو ‪ ،‬فهذا فيو الكفر الشرعي‬ ‫فقط ‪ ،‬دكف ا‪٢‬بقيقي‪.‬‬ ‫كأما القسم الرابع ‪ :‬فليس فيو إال الكفر ا‪٢‬بقيقي فقط ‪ ،‬كليس فيو‬ ‫الشرعي ‪ ،‬أعِب احملكوـ بو يف ظاىر الشرع‬ ‫الشرعي ‪ ،‬بل فيو اإلٲباف‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٤‬بدلوؿ عليو بال إلو إال اهلل‪،‬ك‪٥‬بذا دل يقيد ا‪٤‬بقسم بالشرعي فلم يقل‪:‬‬ ‫الكفر شرعان على أربعة أقساـ ‪ ،‬بل أطلق كقاؿ ‪ " :‬الكفر على أربعة‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[23‬‬

‫أضرب "ثانيها‪:‬قولو‪":‬أف ال يعرؼ اهلل أصالن"‪ ،‬ا‪٤‬براد بو ‪:‬أف ال يصدؽ‬ ‫بو ‪،‬فإف ا‪٤‬بعرفة تطلق على التصديق (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ التفتازاين ‪ :‬انو يقع يف كالـ كثّب من عظماء ا‪٤‬بلة كعلماء األمة‬ ‫‪،‬مكاف لفظ التصديق ‪ ،‬لفظ ا‪٤‬بعرفة كالعلم كاإلعتقاد فينبغي أف ٰبمل‬ ‫التصديقي )ِ(‪.‬‬ ‫على العلم‬ ‫ٌ‬ ‫األشعرم‬ ‫كقاؿ الشيخ العالمة إبراىيم الكوراين‪ :‬كيؤيده أهنم نقلوا عن‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ،‬أف أكؿ ما ٯبب على ا‪٤‬بكلف معرفة اهلل ‪ ،‬ثٌ قالوا ‪ :‬مراده ٗبعرفة اهلل‬ ‫ىنا التصديق بوجوده ‪ ،‬كصفاتو الكاملية الثبوتية كالسلبية بقدر الطاقة‬ ‫البشرية (ّ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬قد يعلم من تعريف الكفر أف أىل الفَبة قبل بلوغ الدعوة‬ ‫ليسوا كفاران با‪٤‬بعُب الذم يوجب دخو‪٥‬بم النار‪ ،‬إذ ال قبل التكذيب‬ ‫كاإلنكار ‪ ،‬كال تكذيب كال إنكار إال بعد بلوغ الدعوة ‪ ،‬كال دعوة إال‬ ‫بعد بعثة الرسوؿ‪.‬‬ ‫فا‪٤‬بتقدـ على التكذيب ٗبراتب ال يكوف كافران با‪٤‬بعُب ا‪٤‬بذكور كإف ي‪٠‬بي‬ ‫‪٦‬بازان ٗبعُب آخر ‪ ،‬كباعتبار آخر عند قياـ قرينة صارفة ‪ ،‬كالكافر إذا‬ ‫ُ) سداد الدين كسداد الدين لو ص‪.)ْٔ(:‬‬ ‫ِ) شرح ا‪٤‬بقاصد يف علم الكالـ لو‪.)ِّٓ|ِ( :‬‬ ‫ّ) سداد الدين كسداد ال ٌدين للربز‪٪‬بي‪ :‬ص‪.)ْٔ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[24‬‬

‫أطلق ال ٰبمل إال على ا‪٤‬بذكور كىو ا‪٤‬بكذب للرسوؿ ا‪١‬باحد لنبوتو‬ ‫‪٤‬با جاء بو ‪ ،‬مثل قولو تعاذل‪ {:‬كجعلنا جهنم للكافرين حصّبان }(ُ)‪،‬‬ ‫كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬حيثما مررت بقرب كافر فبشره بالنار "‬ ‫(ِ)‪ ،‬كعلى ىذا ال تناقض بْب اآلحاديث كال حاجة إذل ‪ٚ‬بصيص‬ ‫عمومات الكتاب كالسنة بأحاديث االمتحاف ك‪٫‬بوىا‪.‬‬ ‫كقاؿ الغزارل ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬قد ظن بعض الناس أ ٌف مأخذ التكفّب‬ ‫من العقل ال من الشرع ‪ ،‬كإف ا‪١‬باىل باهلل كافر ‪ ،‬كالعارؼ باهلل‬ ‫مؤمن ‪ ،‬فيقاؿ لو ‪ :‬ا‪٢‬بكم بإباحة الدـ كا‪٣‬بلود يف النار حكم شرعي‬ ‫ال معُب لو قبل كركد الشرع ‪ ،‬كإف أراد بو أ ٌف ا‪٤‬بفهوـ من الشارع أ ٌف‬ ‫ا‪١‬باىل باهلل كافر ‪،‬فهذا الٲبكن حصره ‪ ،‬آل ٌف ا‪١‬باىل بالرسوؿ كاليوـ‬ ‫اآلخر أيضان كافر ‪ ،‬ثٌ إف يخصص ذلك با‪١‬بهل بذات اهلل تعاذل‬ ‫كٔبحد كجوده أك كحدانيتو كدل يطرده يف الصفات ‪ ،‬فرٗبا يسوعد عليو‬ ‫‪ ،‬كإف جعل ا‪٤‬بخطئ يف الصفات أيضان جاىالن ككافران ‪ ،‬لزمو تكفّب‬ ‫ي‬ ‫من ينفي صفة البقاء كصفة القدـ ‪ ،‬كغّب ذلك‪.‬‬

‫ُ) سورة اإلسراء اآلية ٖ‪.‬‬ ‫للمقدسي (ّ|َِْ)‪.‬‬ ‫ِ) األحاديث ا‪٤‬بختارة‬ ‫ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[25‬‬

‫كبا‪١‬بملة يلزـ التكفّب يف كل مسألة تتعلق بصفات اهلل تعاذل‪،‬كذلك‬ ‫‪ٙ‬ب اك هم ال مسند لو ‪ ،‬كإف ىخصص ببعض الصفات دكف بعض دل ٯبد‬ ‫ذلك فيصالن كمرادان ‪ ،‬فال كجو إال الضبط بالتكذيب ليىػ يع ٌم ا‪٤‬بكذب‬ ‫بالرسوؿ كا‪٤‬بعاد ‪ ،‬كٱبرج منو األكؿ‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬كأنا أقوؿ ‪ :‬إف الر‪ٞ‬بة تشمل أكثر األمم السالفة ‪ ،‬كإف كاف‬ ‫أكثرىم يعرضوف على النار إما عرضة خفيفة حٌب ‪٢‬بظة أكساعة ‪،‬‬ ‫كإما يف مدة حٌب ينطلق عليهم اسم بعث‪،‬بل أقوؿ ‪ :‬أكثر نصارل‬ ‫الركـ كالَبؾ يف ىذا الزماف تشملهم الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬أعِب الذين ىم يف‬ ‫أقاصي الركـ كالَبؾ كدل تبلغهم الدعوة‪.‬‬ ‫فإهنم ثالثة أصناؼ ‪ :‬صنف دل يبلغهم اسم ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم أصالن ‪ ،‬فهم معذكركف‪.‬‬ ‫كصنف ‪ :‬بلغهم ا‪٠‬بو كنعتو ‪ ،‬كما ظهر عليو من ا‪٤‬بعجزات ‪ ،‬كىم‬ ‫اجملاكركف لبالد اإلسالـ ‪ ،‬كا‪٤‬بخالطوف ‪٥‬بم ‪ ،‬كىم الكفار ا‪٤‬بلحدكف‪.‬‬ ‫كصنف ثالث ‪ :‬بْب الدرجتْب ‪ ،‬بلغهم اسم ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪ ،‬كدل يبلغهم نعتو كصفتو ‪ ،‬بل ‪٠‬بعوا أيضان منذ الصبا أف كذابان‬ ‫ملبسان ا‪٠‬بو ‪٧‬بمد ادعى النبوة ‪ ،‬كما ‪٠‬بع صبياننا أف كذابان يقاؿ لو‬ ‫ا‪٤‬بقفع‪ ،‬ادعى أف اهلل بعثو ك‪ٙ‬بدل بالنبوة كاذبا‪،‬فهؤالء عندم يف معُب‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[26‬‬

‫الصنف األكؿ‪ ،‬فإهنم مع أهنم ‪٠‬بعوا ا‪٠‬بو ‪٠ ،‬بعوا ضد أكصافو ‪ ،‬كىذا‬ ‫ال ٰبرؾ داعية النظر يف الطلب (ُ)‪.‬‬ ‫ز‪٪‬بي ‪ :‬فانظر إذل ا‪٢‬بصر يف قولو ‪ ":‬فهم الكفار ا‪٤‬بخلدكف‬ ‫كقاؿ الرب ٌ‬ ‫"(ِ)‪ ،‬يظهر لك أنو إشارة إذل أف تسميتهم كفاران ليس باعتبار‬ ‫اتصافهم بوصف التكذيب ا‪٤‬بوجب للخلود يف النار‪،‬كإ٭با يسموف‬ ‫كفاران باعتبار اتصافهم با‪١‬بهل ا‪٤‬بعذكرين ىم فيو ‪ ،‬كلذا ترل يف‬ ‫اآلحاديث كاآلثار يقولوف ‪ :‬يف عهد ا‪١‬باىلية ‪ ،‬أىل ا‪١‬باىلية ‪ ،‬كاف‬ ‫يف ا‪١‬باىلية ‪ ،‬فأكثر ما ييطلقوف عليهم ا‪١‬بهل دكف الكفر ‪ ،‬كإذا أطلق‬ ‫عليهم الكفر ‪ ،‬فإ٭با ييطلق عليهم ‪٦‬بازان ‪ٔ ،‬بامع عدـ ا‪٤‬بعرفة باهلل تعاذل‬ ‫يف النوعْب ‪ ،‬أك ٔبامع عدـ تصديق الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫فيهما ‪ ،‬كىذا القدر كاؼ يف عالقة اجملاز‪ ،‬كلنا دليل آخر قوم‬ ‫كأكضح من ىذا ‪ ،‬كىو‪ :‬أف كل كافر من أىل النار ‪ ،‬كليس شيء‬ ‫‪٩‬بن دل تبلغهم الدعوة من أىل النار ‪ ،‬ينتج من القياس االقَباين يف‬ ‫الشكل األكؿ من الضرب الثاين ‪ :‬أنو ال شيء ‪٩‬بن دل تبلغو الدعوة‬ ‫بكافر (ّ)‪.‬‬ ‫ُ( فيصل التفرقة لو‪ :‬ص‪.)َّ(:‬‬ ‫ِ‬ ‫عرب يف تعليقو ‪ :‬ا‪٤‬بخلدكف‬ ‫) ىذا تصحيف أل ٌف اإلماـ قاؿ ‪ :‬ا‪٤‬بلحدكف ‪ .‬كالربزجي ٌ‬ ‫ُ) سداد الدين كسداد الدين يف إثبات النجات‪:‬لو ص‪.)ّٔ_َٔ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[27‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كقد اختلفت عبارات‬ ‫األصحاب فيمن دل تبلغو الدعوة ‪ ،‬فأحسنها أنو ناج ‪ ،‬كقاؿ بعض‬ ‫األصحاب ‪ :‬مسلم ‪ ،‬كقاؿ الغزارل ‪ :‬التحقيق أف يقاؿ ‪ :‬يف معُب‬ ‫ا‪٤‬بسلم‬ ‫كقاؿ الغزارل ‪ :‬من دل تبلغو الدعوة يضمن بالدية كالكفارة ال‬ ‫بالقصاص على الصحيح ‪ ،‬ألنو ليس مسلمان على التحقيق ‪ ،‬كإ٭با‬ ‫ىو يف معُب ا‪٤‬بسلم‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن الرفعة ‪ :‬ألنو مولود على الفطرة ‪ ،‬كدل يظهر منو عناد‪.‬‬ ‫كقاؿ البغوم ‪ :‬من دل تبلغو الدعوة ال ٯبوز قتلو قبل أف ييدعى إذل‬ ‫اإلسالـ ‪ ،‬فإف قتل قبل أف يدعى إال اإلسالـ ‪ ،‬كجب يف قتلو الدية‬ ‫كالكفارة ‪ ،‬كعند أب حنيفة ال ٯبب الضماف بقتلو ‪ ،‬كأصلو أنو عنده‬ ‫‪٧‬بجوج عليو بعقلو ‪ ،‬كعندنا ىو غّب ‪٧‬بجوج عليو قبل بلوغ الدعوة‬ ‫إليو لقولو تعاذل ‪ { :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوالن }(ُ) فثبت‬ ‫أنو ال حجة عليو قبل ‪٦‬بيء الرسوؿ‪.‬‬ ‫كقاؿ النوكم ‪ :‬يف مسألة أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ‪ :‬ا‪٤‬بذىب الصحيح ا‪٤‬بختار‬ ‫الذم صار إليو احملققوف أهنم يف ا‪١‬بنة لقولو تعاذل ‪{ :‬كما كنا معذبْب‬ ‫ُ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[28‬‬

‫حٌب نبعث رسوال}‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كإذا كاف ال يعذب البالغ لكونو دل تبلغو‬ ‫الدعوة فغّبه أكذل(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الرافعي ‪ :‬من دل تبلغو الدعوة الٯبوز قتلو قبل اإلعالـ كالدعاء‬ ‫إذل اإلسالـ ‪ ،‬كلو قتل كاف مضمومان ‪ ،‬خالفان ألب حنيفة ر‪ٞ‬بو اهلل‬ ‫تعاذل ‪،‬كبيِب ا‪٣‬بالؼ على أنو ‪٧‬بجوج عليو بالعقل عنده‪ .‬كعندنا من‬ ‫دل تبلغو الدعوة ال تثبت عليو ا‪٢‬بجة كال تتوجو إليو ا‪٤‬بؤاخذة‪ ،‬قاؿ‬ ‫تعاذل‪ {:‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال }(ِ)‪.‬‬ ‫الدم النيب صلى اهلل‬ ‫كقاؿ الربز‪٪‬بي ‪ :‬ال ٯبوز إطالؽ الكفر على ك ٌ‬ ‫عليو كسلم كلو ‪٦‬بازان ‪ ،‬كإف قلنا ‪ :‬إهنما من أىل الفَبة ‪ ،‬كإنو ٯبوز‬ ‫إطالؽ الكفر على أىل الفَبة ‪٦‬بازان __ يعِب سواٮبا __ ‪ ،‬ألنو‬ ‫إيذاء لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كإيذاؤه صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫حراـ (ّ)‬ ‫كأخرج ابن عساكر ‪ :‬من طريق ٰبٓب بن عبد ا‪٤‬بلك بن أب عتبة قاؿ ‪:‬‬ ‫حدثنا نوفل بن الفرات ‪ ،‬ككاف عامالن لعمر بن عبد العزيز رضي اهلل‬ ‫تعاذل عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاف رجل من كتٌاب الشاـ مأمونان عندىم استعمل‬ ‫ُ)ا‪٢‬باكم للفتاكل لو‪)ُٗٔ-ُٗٓ|ِ( :‬‬ ‫ِ) الشرح الكبّب لو‪.)ّ​ِّ|َُ( :‬‬ ‫ّ) سداد الدين كسداد ا ىلدين يف إثبات النجاة ‪ :‬لو‪ ،‬ص (ٕٗ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[29‬‬

‫رجال على كورة الشاـ ككاف أبوه يز ٌف با‪٤‬بانيٌة ‪ ،‬فبلغ ذلك عمر بن‬ ‫عبد العزيز فقاؿ ‪ :‬ما ‪ٞ‬بلك على أف تستعمل رجالن على كورة من‬ ‫كور ا‪٤‬بسلمْب كاف أبوه يز ٌف با‪٤‬بانيٌة ؟ قاؿ ‪ :‬أصلح اهلل أمّب ا‪٤‬بؤمنْب‬ ‫كما على من كاف أبوه كاف أبو النيب صلى اهلل عليو كسلم مشركان‪.‬‬ ‫فقاؿ عمر ‪ :‬آه ‪ ،‬ث سكت ‪ ،‬ث رفع رأسو ‪ ،‬ث قاؿ ‪ :‬أأقطع لسانو؟‬ ‫أأقطع يده كرجلو ؟ أأضرب عنقو ؟ ث قاؿ ‪ :‬ال ًتل رل شيئان ما‬ ‫بقيت(ُ)‪.‬‬ ‫كهلل در الدكتور ‪٧‬بمد سليماف فرج حينما قاؿ ‪٨‬باطبان لوالد رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم الشريف ‪:‬‬ ‫ئت من كل شرك سيدي أبداً‬ ‫بر َ‬

‫تخر إلى ُع َّزى وال ُىَب ٍل(ِ)‬ ‫فلم ّ‬

‫كقاؿ الشارح ‪ :‬خاطب الناظم كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم بقولو‪:‬برئت من كل شرؾ سيدم أبدان ‪ :‬أم أنك دل تشرؾ باهلل‬ ‫تبارؾ كتعاذل طرفة عْب ألنك طاىر مطهر‪،‬كا‪٤‬بشركوف ‪٪‬بس كليسوا‬ ‫بأطهار‪ ،‬أك أبرار ‪ ،‬أك سادة ‪ ،‬أكأخيار ‪ ،‬كأنت ياكالدم ا‪٤‬بختار صلى‬ ‫اهلل عليو كآلو كسلم مع آبائك األطهار أىل العز كالفخار ‪ ،‬كقد تنقل‬ ‫فيكم نور سيدنا أ‪ٞ‬بد صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬الذم كاف أضوء‬ ‫للصا‪٢‬بي‪.)ُِٔ|ُ( :‬‬ ‫ُ) سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‬ ‫ٌ‬ ‫ِ) الوفا لوالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم لو‪ :‬ص‪)ُٔ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[31‬‬

‫من نور القمر إذا استدار كدل ينقل عنك أبدان ال يف حديث صحيح‬ ‫أك ضعيف أك حٌب مدلس أك كضاع أنك سجدت لألصناـ كعزل أك‬ ‫ىبل كما يفعل الكفار(ُ)‪.‬‬ ‫كحاشا أف يقوؿ رجل‪ :‬مؤمن ‪٧‬بب نبيو صلى اهلل عليو كسلم بكفر‬ ‫أبويو ‪ ،‬ككيف ٰبكم بكفر أبوم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم‪ ،‬كقد كاف يقرأ {تبت يدا أب ‪٥‬بب} يف بعض األحياف‪ ،‬فقرأنا‬ ‫يف بعض الكتب ركاية عن بعض الصا‪٢‬بْب‪ ،‬أنو كاف يكثر من قراءة‬ ‫ىذه السورة ‪ ،‬فرأل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يف الرؤيا ‪ ،‬كيف‬ ‫كجهو عالئم التأثر كالعتاب ‪ ،‬كقاؿ لو ‪ :‬أليس ىو عمي ؟ يقصد أبا‬ ‫‪٥‬بب‪.‬‬ ‫كمنذ ذلك ا‪٢‬بْب أمسكت عن قراءة ىذه السورة إال يف ا‪٣‬بتم ‪،‬‬ ‫إكرامان لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم‪.‬‬

‫ُ) نشر األعطار كنثر األزىار يف ‪٪‬باة آباء النيب ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬ ‫للسيد األستاذ أ‪ٞ‬بد السايح ا‪٢‬بسيِب ص‪. )ِٕ_ُٕ (:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[30‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬في ذكر شرف أصلو الكريم وتقلبو صلى اهلل عليو‬ ‫وسلم في األصلب الطاىرة‬ ‫فيو مطالب خمسة ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬في بيان طهارة آبائو وأجداده جمل ًة‬

‫ثبت طهارة آبائو ‪ ،‬كأجداده صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كنقائهم عن‬ ‫قل ‪ ،‬كأكؿ ىذه األمور ىو أف األصالب ‪ ،‬كالبطوف الٍب‬ ‫الشرؾ كإف ٌ‬ ‫‪ٞ‬بلتو عليو الصالة كالسالـ ىي ا‪٤‬بقصودة ٗبا جاء يف القرآف الكرًن‬ ‫على لساف أب األنبياء سيدنا إبراىيم عليو السالـ يف قولو‪{:‬كاجعلنا‬ ‫مسلمْب لك كمن ذريتنا أمة مسلمة لك}(ُ)‪،‬‬ ‫كيف قولو‪{:‬ربنا كأبعث فيهم رسوالن منهم يتلو عليهم آياتك كيعلمهم‬ ‫الكتاب كا‪٢‬بكمة}(ِ)‪.‬‬ ‫اؿ إًبػر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِب‬ ‫اى‬ ‫يم ىر ِّ‬ ‫اجنيٍب ًِب ىكبىً ا‬ ‫اج ىع ٍل ىى ىذا الٍبىػلى ىد آمننا ىك ٍ‬ ‫ب ٍ‬ ‫كيف قولو‪ {:‬ىكإ ٍذ قى ى ٍ ى ي‬ ‫ىصنىاـ}(ّ)‪ .‬كىنا نأيت إذل النقطة ا‪٤‬بهمة ‪ :‬كىي أف دعوة‬ ‫أى ٍف نىػ ٍعبي ىد ٍاأل ٍ‬ ‫سيدنا إبراىيم عليو السالـ عند ما قاؿ‪ " :‬كمن ذريتنا أمة مسلمة لك‬ ‫" أم أنو قد سأؿ اهلل أف ٯبعل يف ذريتو من كلد إ‪٠‬باعيل أمة مسلمة‬ ‫ُ)سورة البقرة اآلية ُِٖ‪:‬‬ ‫ِ)سورة البقرة اآلية ُِٗ‪:‬‬ ‫ّ) سورة إبراىيم اآليةّٓ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[32‬‬

‫‪ ،‬كما تناسل منهم ‪ ،‬فا‪٤‬بقاـ كاف مقاـ الدعاء ‪ ،‬كسؤاؿ اهلل أف يبقى‬ ‫ىذا اإلسالـ يف ذريتو ث جاء التعقيب {كأبعث فيهم رسوالن‬ ‫منهم}(ُ) كىذا يوضح ٔبالء أف ا‪٤‬بقصود ذرية إ‪٠‬باعيل دكف من‬ ‫سواىم من كلد إبراىيم عليو السالـ ثٌ دعا أف يبعث الرسوؿ من‬ ‫ىذه األمة ا‪٤‬بسلمة ‪ ،‬فالناس من سيدنا إ‪٠‬باعيل عليو السالـ ال ٱبلو‬ ‫من قوـ مسلمْب منهم إذل البعثة احملمدية ‪ ،‬كأنو ظلت فئآت ‪ ،‬كاقواـ‬ ‫كلو قليلوف يدينوف ٗبلة إبراىيم عليو السالـ يف التوحيد ا‪٣‬بالص كال‬ ‫يعبدكف األصناـ ‪ ،‬كآباء ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم كأجداده أكذل‬ ‫كأجدر بذلك‪.‬‬ ‫كأخرج ابن ا‪٤‬بنذر عن ابن جريج رضي اهلل عنو يف قولو‪{ :‬رب اجعلِب‬ ‫مقيم الصالة كمن ذريٍب}(ِ) قاؿ ‪ :‬فلن يزاؿ من ذرية إبراىيم عليو‬ ‫السالـ ناس على الفطرة يعبدكف اهلل تعاذل حٌب تقوـ الساعة (ّ) ‪.‬‬ ‫كحيث كجد يف ذرية إ‪٠‬باعيل عليو السالـ ىمن عبد األصناـ فواضح‬ ‫أف إبراىيم عليو السالـ‪،‬قد خص بدعائو أمة ًمن ذريتو تىب ىقى فيهم‬ ‫ُ) سورة البقرة اآلية ُِٗ‪.‬‬ ‫ِ)سورة إبراىيم اآلية َْ‪.‬‬ ‫ّ) الدر ا‪٤‬بنثور‪.)ْٗ|ٓ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[33‬‬

‫ملتيو كال تىند ًرس على تىطىا ًكًؿ القركف إذل أف يبعث اهلل رسولو ‪٧‬بمدا‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم منهم ‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل بعد كالـ طويل ‪ :‬فىػ يعرؼ أف كل ما‬ ‫ذكر عن ذرية إبراىيم عليو السالـ ‪ ،‬فإف أكذل الناس بو سلسلة‬ ‫نور النبوة‬ ‫األجداد الشريفة الذين خصوا باالصطفاء ‪ ،‬كانتىقل إليهم ي‬ ‫كاحدا بعد كاحد ‪ ،‬فهم أكذل بأف يكونوا ىم البعض ا‪٤‬بشار إليهم يف‬ ‫قولو‪{:‬رب اجعلِب مقيم الصالة كمن ذريٍب}(ُ)‬ ‫كأخرج ابن أب حامت عن سفياف بن عيينة ‪ :‬أنو سئل ىل عبٌد أح هد‬ ‫من كلد إ‪٠‬باعيل األصناـ ؟ قاؿ ‪ :‬ال أدل تسمع قولو ‪{ :‬كاجنبِب كبِب‬ ‫أف نعبد األصناـ}(ِ) ؟ قيل‪ :‬فكيف دل يدخل كلد إسحاؽ كسائر‬ ‫كلد إبراىيم ؟ قاؿ ‪ :‬ألنو دعا ألىل ىذا البلد أف ال يعبدكا إذا‬ ‫أسكنهم إياه فقاؿ ‪ :‬إجعل ىذا البلد آمنا كدل يدع ‪١‬بميع البلد بذلك‬ ‫خص أىلو‬ ‫فقاؿ‪{:‬كاجنبِب كبِب أف نعبد األصناـ} فيو كقد‬ ‫ٌ‬ ‫كقاؿ‪{:‬ربنا إين أسكنت من ذريٍب بواد غّب ذم زرع عند بيتك احملرـ‬

‫ُ) سورة إبراىيم اآليةَْ‪.‬‬ ‫ِ) سورة ابراىيم اآلية ّٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[34‬‬

‫ربنا ليقيموا الصالة}(ُ) فانظر إذل ىذا ا‪١‬بواب من سفياف بن عيينة‬ ‫كىو أحد األئمة اجملتهدين كىو شيخ إمامنا اإلماـ الشافعي رضي اهلل‬ ‫عنهما (ِ)‪ .‬ككذلك أخرج بن جرير عن ‪٦‬باىد أنو قاؿ ‪ :‬إستجاب‬ ‫اهلل إلبراىيم دعوتو يف كلده ‪ ،‬فلم يعبد أح هد من كلده صنما بعد‬ ‫ّ‬ ‫خص بدعائو أف تىب ىقى فيهم‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫إال‬ ‫ىذا‬ ‫ينطبق‬ ‫كال‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫دعوتو (‬ ‫ٌ‬ ‫ملتيو كال تندرس من آبائو ‪ ،‬كأجداده صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كمن نذر‬ ‫خصهم اهلل بعنايتو ‪٩‬بن دل يبدلوا ‪ ،‬كدل ٰبرفوا‪.‬‬ ‫قليل ٌ‬ ‫كركل عبد بن ‪ٞ‬بيد عن يونس عن شيباف‪ ،‬عن قتادة يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫{كجعلها كلمة باقية يف عقبو}(ْ) قاؿ‪:‬شهادة أف ال إلو إال اهلل‬ ‫كالتوحيد ال يزاؿ يف ذريتو من يقو‪٥‬با بعده(ٓ)‪.‬‬ ‫كركل عبد الرزاؽ عن ابن معْب عن قتادة يف اآلية قاؿ‪ :‬اإلخالص‬ ‫يوحد اهلل كيعبده(ٔ)‪.‬‬ ‫كالتوحيد ال يزاؿ يف ذريتو من ٌ‬ ‫ُ)سورة إبراىيم اآلية ّٕ‪.‬‬ ‫ِ) ا‪٢‬باكم للفتاكم‪.)َِٓ|ِ( :‬‬ ‫ّ) فتح القدير‪:‬للشوكاين (ّ|ُّٔ)‬ ‫ْ) سورة الزحرؼ اآلية ِٖ‪.‬‬ ‫ٓ) ا‪٢‬باكم للفتاكل لو ‪)َِٓ|ِ(:‬‬ ‫ٔ) تفسّب عبد الرزاؽ ‪.)ُٗٔ ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[35‬‬

‫يوحد‬ ‫كقاؿ ابن جريح يف اآلية يف عقب إبراىيم ‪:‬دل يزؿ يف ذريتو من ٌ‬ ‫اهلل كيعبده بقولو‪:‬ال إلو إال اهلل (ُ)‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬في بيان تنقلو صلى اهلل عليو وسلم في الساجدين‬

‫إختار اهلل تعاذل لنبيٌو آبائو ‪ ،‬كأمهاتو من طاىر إذل طيب ‪ ،‬كمن‬ ‫طيب إذل طاىر إذل أف أكصلو اهلل إذل صلب عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب‬ ‫كمنو إذل رحم أمو آمنة بنت كىب ‪ ،‬فأخرجو إذل الدنيا كجعلو سيد‬ ‫ا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬كخامت النبيْب ‪ ،‬كر‪ٞ‬بة العا‪٤‬بْب ‪ ،‬صلى اهلل عليو كسلم ‪،‬‬ ‫ً​ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وـ ىكتىػ ىقلبى ى ً‬ ‫ين }(ِ)‬ ‫كقاؿ تعاذل ‪ {:‬الاذم يىػىر ىاؾ ح ى‬ ‫ْب تىػ يق ي‬ ‫ك يف ال اساجد ى‬ ‫كعن عكرمة عن ابن عباس رضي اهلل عنهما يف تفسّب قولو تعاذل‬ ‫‪ {:‬كتقلبك يف الساجدين } قاؿ ‪ :‬من نيب إذل نيب حٌب أخرجك نبيا‬ ‫(ّ)‪ .‬كقاؿ السيوطي ‪ :‬كأخرج ابن أب عمر العدينٌ يف (مسنده)‬ ‫كالبزار كابن أب حامت كالطرباين كابن مردكيو كالبيهقي يف( الدالئل) عن‬

‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكل ‪.)َِٓ_ِ( :‬‬ ‫ِ‬

‫) سورة الشعراء اآليةُِٖ‪.ُٗٗ -‬‬

‫ّ)تفسّب القرآف العظيم‪ :‬البن أب حامت (ٗ|ِِٖٖ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[36‬‬

‫‪٦‬باىد يف قولو ‪{:‬كتقلبك يف الساجدين} قاؿ ‪ :‬من نيب إذل نيب حٌب‬ ‫أخرجو نبيا (ُ)‪.‬‬ ‫كعن عطاء عن ابن عباس رضي اهلل عنهما ‪ ،‬يف قوؿ اهلل عز كجل‪:‬‬ ‫{كتقلبك يف الساجدين} قاؿ ‪ :‬مازاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫يتقلب يف أصالب األنبياء حٌب كلدتو أمو (ِ)‪.‬‬ ‫ازم ‪ :‬قيل ‪ :‬معناه ‪ :‬إنٌو كاف ينقل ركحو من ساجد‬ ‫كقاؿ اإلماـ الر ٌ‬ ‫إذل ساجد كهبذا التقدير ‪ :‬فاآلية دالة على أ ٌف ‪ٝ‬بيع آباء ‪٧‬بمد عليو‬ ‫الصالة كالسالـ كانوا مسلمْب‪ ،‬كحينئذ ٯبب القطع بأ ٌف كالد إبراىيم‬ ‫عليو السالـ كاف مسلمان (ّ)‪.‬‬ ‫كيف مقدمة ( س ىداد ً‬ ‫الدي ًن ً‬ ‫كس ىد ياد الداين يف إثبات النجاة كالدرجات‬ ‫ى ي‬ ‫للوالدين ) ‪ :‬كقوؿ إبن عباس رضي اهلل عنهما يف تفسّب قولو تعاذل ‪:‬‬ ‫{ كتقلبك يف الساجدين } قاؿ ‪ :‬تقلبو يف الظهور حٌب أخرجو نبيان‬ ‫طاىر ؟‪ ،‬أك ىل ٱبربنا ا‪٤‬بصطفى‬ ‫فهل ا‪٤‬بشرؾ أك الكافر طيٌ ه‬ ‫ب أـ ه‬

‫ُ) الدر ا‪٤‬بنثور لو ‪.)ّ​ِّ|ٔ( :‬‬ ‫ِ) تفسّب القرآف العظيم ‪.)ِِٖٖ|ٗ( :‬‬ ‫ّ) مفاتيح الغيب ‪)ِّ|ُّ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[37‬‬

‫صلى اهلل عليو كسلم أنٌو ًخيار من خيا ور إذل خيار‪ ،‬كأنو خّبنا نفسان‬ ‫كخّبنا أبان‪ ،‬كنقوؿ ‪ :‬إ ٌف كالديو صلى اهلل عليو كسلم كذا ‪...‬؟!!(ُ)‪.‬‬ ‫كيف (ا‪٢‬باكم الكبّب ) ‪ :‬إف اهلل تعاذل دل يزؿ ينقل نبيو عليو السالـ‬ ‫من األصالب الزاكية إذل األرحاـ الطاىرة ‪ ،‬كقد قاؿ ابن عباس ‪ :‬يف‬ ‫قولو تعاذل ‪ {:‬كتقلبك يف الساجدين }(ِ) قاؿ ‪ :‬من نيب إذل نيب ‪،‬‬ ‫حٌب جعلك نبيا (ّ)‪.‬‬ ‫كأما آزر فالصحيح أنٌو دل يكن أبا إلبراىيم عليو السالـ بل أبوه تارح‬ ‫ص ٌحح ىف بعض " التواريخ " ‪ ،‬كإ٭با كاف آزر عم إبراىيم ‪ ،‬كرباه‬ ‫كذا ي‬ ‫اهلل تعاذل ىف ًحجره ‪ ،‬كالعرب تيسمي العم الذل كرل تربية ابن أخيو‬ ‫أبا ‪ ،‬كعلى ىذا التأكيل قولو تعاذل ‪ {:‬كإذ قاؿ إبراىيم ألبيو آزر‬ ‫}(ْ)‪ ،‬كىو ا‪٤‬براد ٗبا ركم ىف بعض " الصحاح " أنٌو نزؿ ىف أب سيٌد‬ ‫العادل صلى اهلل عليو كآلو كاصحابو{ما كاف للنىب كالذين آمنوا أف‬ ‫يستغفركا للمشركْب كلو كانوا أكذل قرىب من بعد ما تبْب ‪٥‬بم أهنم‬

‫ُ) س ىد ًاد ً‬ ‫الدي ًن ً‬ ‫كس ىد ًاد الداين(ُّ)‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ِ) سورة الشعراء اآلية ُِٗ‪.‬‬ ‫ّ) (ٗ|ٔ)‬ ‫ِ) سورة األنعاـ اآلية ْٕ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[38‬‬

‫أصحاب ا‪١‬بحيم }(ُ) فإ ٌف ا‪٤‬براد باألب العم كيف ال ؟ كقد كقع‬ ‫صرٰبا ىف "صحيح" البخارل أنٌو نزؿ ىف أىب طالب ‪.‬‬ ‫كهلل در الدكتور ‪٧‬بمد سليماف‪:‬‬ ‫المـعـصوم آدمـ ـ ـهم‬ ‫آبـ ـ ـ ـ ـ ــاءُ طَـ ـ ـ ـوَ إلى َ‬

‫لـ ـ ـ ـذا ف ـ ـ ـ ـ ـآزر ع ـ ـ ـ ّم للـ ـ ـ ـ ـخـ ـ ـليل بم ـ ـا‬

‫فازوا بنص خيار صين من عـ ـ ـلل‬ ‫ق ـد بيّنت علماء البحث والنّ ـحل‬

‫صح فامتثل‬ ‫فالـ ـ ـعم ص ـ ـنو أب في ال ـ ـذكر مشتهـ ـر كـ ـ ـ ـما أتـ ـ ـى بحديث ّ‬

‫حوى الخطاب كتاب اهلل فلتسل‬ ‫والعرف يجري على استعمال ذلك في فَ َ‬

‫السب ـ ـ ـل‬ ‫فـ ـ ـ ـالوالد الط ـ ـ ـاىر المشهور ت ـ ـ ُ‬ ‫ارخ في تحـ ـ ـق ـ ـ ـيق نسبـتو من أوثق ُ‬ ‫فغير الوالد الفضـ ـل‬ ‫أمـ ـ ـ ـا أبـ ـ ـوه ال ـ ـ ـذي م ـ ـنو تـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ّرأ في نـ ـ ّ‬ ‫ص الكتاب ُ‬

‫لـ ـذا الخـ ـ ـ ـليل دع ـ ـا ح ـ ـقاً بمغـ ـ ـف ـ ـ ـ ـرة‬ ‫لـ ـ ـوكـ ـان آزر مقصوداً بـ ـ ـ ـدعـ ـوت ـ ـ ـو‬

‫ل ـ ـ ـ ـوال ـ ـديو بإبراى ـ ـ ـيم فاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتزل‬

‫لَـ ـ ـما أقـ ـ ـ ـ ّر لـ ـ ـو الم ـولى ب ـ ـ ـل جـدل‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬في ذكر األحاديث الواردة في فضل نسبو‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم‬

‫األحاديث الواردة يف نسبو الشريف صلى اهلل عليو كسلم كثّبة جدا‬ ‫كال ٲبكن حصرىا يف ىذا اجملاؿ كنذكر ىنا طرفان منها ‪ :‬عن ابن عمر‬ ‫رضي اهلل تعاذل عنهما قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬‬ ‫خلق اهلل ا‪٣‬بلق ‪ ،‬فاختار من ا‪٣‬بلق بِب آدـ‪ ،‬كاختار من بِب آدـ‬ ‫ّ) سورة التوبة اآلية ُّ​ُ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[39‬‬

‫العرب ‪ ،‬كاختار من العرب مضر ‪ ،‬كاختار من مضر قريشا ‪ ،‬كاختار‬ ‫من قريش بِب ىاشم ‪ ،‬كاختارين من بِب ىاشم ‪ ،‬فأنا خيار من خيار‬ ‫إذل خيار‪ ،‬فمن أحب العرب ‪ ،‬فبحيب أحبهم كمن أبغض العرب‬ ‫فببغضي أبغضهم "ركاه الطرباين(ُ) كا‪٢‬باكم(ِ)‪ ،‬كالبيهقي(ّ)‪،‬‬ ‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬فيو ‪ٞ‬باد بن كاقد كىو ضعيف يعترب بو ‪ ،‬كبقية رجالو‬ ‫كثقوا(ْ)‪.‬‬ ‫كعنو أيضا قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪٤ " :‬با خلق‬ ‫اهلل ا‪٣‬بلق إختار العرب‪ ،‬ث اختار من العرب قريشا‪ ،‬ث اختار من‬ ‫قريش بِب ىاشم‪ ،‬ث اختارين من بِب ىاشم‪ ،‬فأنا خّبة من خّبة‬ ‫"‪.‬ركاه ا‪٢‬باكم (ٓ) كصححو ‪ ،‬كسكت عنو الذىيب يف ( التلخيص)‬ ‫كعن أب ىريرة رضي اهلل تعاذل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم ‪ " :‬اف اهلل حْب خلق ا‪٣‬بلق ٌبعث جربيل فقسم الناس‬ ‫كقسم العجم قسما ككانت خّبة اهلل يف‬ ‫فقسم العرب قسما ى‬ ‫قسمْب ى‬ ‫ُ) ا‪٤‬بعجم الكبّب لو‪.)ْٓ​ٓ|ُِ( :‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بستدرؾ على الصحيحْب لو ‪ )ّٖ|ْ( :‬رقم ‪.)ّٔٗٓ(:‬‬ ‫ّ) شعب اإلٲباف لو‪.)ُّٗ|ِ(:‬‬ ‫ْ) ‪٦‬بمع الزكائد كمنبع الفوائد لو‪.)ُِٕ|ٖ( :‬‬ ‫ٓ) ا‪٤‬بستدرؾ على الصحيحْب ‪.)ٕٗ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[41‬‬

‫العرب ث قسم العرب قسمْب فقسم اليمن قسما كقسم مضر قسما‬ ‫كقريش قسما فكانت خّبة اهلل يف قريش ث اخرجِب من خّب من أنا‬ ‫منو " ركاه الطرباين(ُ) كقاؿ ‪ :‬ال يركل ىذا ا‪٢‬بديث عن اب ىريرة اال‬ ‫هبذا االسناد تفرد بو بشر بن معاذ‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه الطرباين يف(االكسط) كفيو من دل أعرفو(ِ)‪.‬‬ ‫الشامي ‪ :‬ركاه الطرباين يف(‬ ‫الصا‪٢‬بي‬ ‫كقاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن يوسف‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اقي إسناده (ّ)‪.‬‬ ‫األكسط)‬ ‫ٌ‬ ‫كحسن ا‪٢‬بافظ أبو الفضل العر ٌ‬ ‫علي بن برىاف الدين ا‪٢‬بليب يف السّبة‬ ‫ككذا إقتبس بتحسينو اإلماـ ٌ‬ ‫ا‪٢‬بلبية ا‪٤‬بس اماة (إنساف العيوف يف سّبة األمْب ا‪٤‬بأموف)‬ ‫اقي ىو ‪ :‬عبد الرحيم بن ا‪٢‬بسْب بن عبد الر‪ٞ‬بن بن أب بكر بن‬ ‫كالعر ٌ‬ ‫إبراىيم ‪ ،‬ا‪٢‬بافظ الكبّب‪ ،‬ا‪٤‬بفيد ‪ ،‬ا‪٤‬بتقن ‪ ،‬احملرر ‪ ،‬الناقد ‪٧ ،‬بدث‬ ‫الديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬ذك التصانيف‪ ،‬ا‪٤‬بفيدة زين الدين ‪ ،‬أبو الفضل‪،‬‬ ‫اقي األصل‪ ،‬الكردم ‪ ،‬ا‪٤‬بتويف سنة ست ك‪ٜ‬با٭بائة ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‬ ‫العر ٌ‬ ‫ر‪ٞ‬بة األبرار‪.‬‬

‫ُ) ا‪٤‬بعجم األكسط لو‪.)ُّٓ|ْ( :‬‬ ‫ِ) ‪٦‬بمع الزكائد كمنبع الفوائد لو‪)ُِٕ|ٖ (:‬‬ ‫ّ) سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪ ،‬يف سّبة خّب العباد لو‪.)َِّ|ُ( ،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[40‬‬

‫كعن كاثلة بن األسقع رضي اهلل تعاذل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم‪" :‬إ ٌف اللاو اصط ىفى ًمن ك ً‬ ‫لد إً ىبراىيم إً‪٠‬بعًيل ىكاصطفى‬ ‫ى‬ ‫ًمن ىكلى ًد إً‪٠‬بعيل ًبِب كنانة ىكاصطفى ًمن بىًِب كنانة ىقريشا ىكاصط ىفى ًمن‬ ‫اصطفاين ًمن ب ًِب ً‬ ‫قريش ًبِب ً‬ ‫ً‬ ‫ىاشم " ركاه مسلم(ُ) كالَبمذم‬ ‫ىاشم ىك‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫(ِ) كصححو كقاؿ ‪ :‬ىذا حديث حسن صحيح ‪ ،‬كاللفظ لو‪.‬‬ ‫كلفظ مسلم ‪ " :‬إف اهلل اصطفى كنانة من كلد إ‪٠‬باعيل‪ ،‬كاصطفى‬ ‫قريشا من كنانة‪ ،‬كاصطفى من قريش بِب ىاشم‪ ،‬كاصطفاين من بِب‬ ‫ىاشم "‪.‬‬ ‫م من حديث كائلة بلفظ ‪ ":‬إف اهلل اصطفى من كلد‬ ‫كللمحب الطرب ٌ‬ ‫آدـ ابراىيم ‪ ،‬كا‪ٚ‬بذه خليال ‪،‬كاصطفى من كلد ابراىيم إ‪٠‬بعيل ‪ ،‬ث‬ ‫اصطفى من كلد إ‪٠‬باعيل نزاران ‪ ،‬ثٌ اصطفى من كلد نزار مضر ‪ ،‬ثٌ‬ ‫اصطفى من مضر كنانة ‪ ،‬ثٌ اصطفى من كنانة قريشا ‪ ،‬ثٌ اصطفى‬ ‫من قريش بُب ىاشم ‪ ،‬ثٌ اصطفى من بُب ىاشم بِب عبدا‪٤‬بطلب ‪،‬ثٌ‬ ‫اصطفاين من بُب عبدا‪٤‬بطلب "‪.‬‬

‫ُ) صحيح مسلم لو‪)ُِٕٖ|ْ( :‬‬ ‫ِ) سنن الَبمذم لو‪.)ّٖٓ|ٓ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[42‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬أخرجو هبذا السياؽ ا‪٢‬بافظ أبو القاسم ‪ٞ‬بزة بن يوسف‬ ‫السهم ٌي يف( فضائل العباس) (ُ)‪.‬‬ ‫ككجو اإلستدالؿ من ىذا ا‪٢‬بديث ‪ :‬أ ٌف اإلصطفاء يشعر بالنجاة إذ‬ ‫اهلل ال يصطفي ا‪٤‬بشركْب األ‪٪‬باس‪ ،‬كإ٭با يصطفي ا‪٤‬بوحدين الطاىرين‪،‬‬ ‫فعبد اهلل أبو الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم اصطفاه اهلل كما أخربنا‬ ‫الصادؽ األمْب ‪ ،‬عليو أفضل الصالة كالسالـ‪ ،‬كىو غّب مصطفى يف‬ ‫نظر ا‪١‬باىل اللعْب‬ ‫كقاؿ ا‪٤‬بناكم ‪ ":‬إف اهلل اصطفى من كلد إبراىيم " ككانوا ثالثة عشر‬ ‫" إ‪٠‬باعيل " إذ كاف نبيا رسوال إذل جرىم كعماليق ا‪٢‬بجاز‪"،‬كاصطفى‬ ‫من كلد إ‪٠‬باعيل كنانة " بن ثابت " كاصطفى من كنانة قريشا " بن‬ ‫النضر " كاصطفى من قريش بِب ىاشم " فهو أفضلهم كأخّبىم "‬ ‫كاصطفاين من بِب ىاشم " فأكدع ذلك النور الذم كاف يف جبهة آدـ‬ ‫عليو السالـ يف جبهة عبد ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬ث كلده ‪ ،‬كطهر اهلل ىذا النسب‬ ‫‪،‬الشريف من سفاح ا‪١‬باىلية (ِ)‪.‬‬

‫ُ) ذخائر العقىب يف مناقب ذكل القرىب لو‪ :‬ص‪)َُ(:‬‬ ‫ِ) فيض القدير لو‪.)ِٔ​ٔ|ِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[43‬‬

‫كقاؿ االماـ أ‪ٞ‬بد ‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ،‬عن سفياف‪ ،‬عن يزيد بن أىب‬ ‫زياد‪ ،‬عن عبد اهلل بن ا‪٢‬بارث بن نوفل ‪ ،‬عن ا‪٤‬بطلب بن أىب كداعة‬ ‫قاؿ ‪ :‬قاؿ العباس ‪ :‬بلغو صلى اهلل عليو كسلم ما يقوؿ بعض الناس‬ ‫‪ :‬قاؿ‪ :‬فصعد ا‪٤‬بنرب فقاؿ ‪ " :‬من أنا " ؟ قالوا ‪ :‬أنت رسوؿ اهلل قاؿ‬ ‫‪ " :‬أنا ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬إف اهلل خلق ا‪٣‬بلق‬ ‫فجعلِب يف خّب خلقو ‪ ،‬كجعلهم فرقتْب فجعلِب يف خّب فرقة ‪ ،‬كخلق‬ ‫القبائل فجعلِب يف خّب قبيلة ‪ ،‬كجعلهم بيوتا فجعلِب يف خّبىم بيتا‪،‬‬ ‫فأنا خّبكم بيتا كخّبكم نفسا "(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ يعقوب بن سفياف ‪ :‬حدثنا عبيد اهلل بن موسى ‪ ،‬عن إ‪٠‬باعيل‬ ‫بن أىب خالد ‪ ،‬عن يزيد بن أىب زياد ‪ ،‬عن عبد اهلل بن ا‪٢‬بارث بن‬ ‫نوفل ‪ ،‬عن العباس بن عبد ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف‬ ‫قريشا إذا التقوا لقى بعضهم بعضا بالبشاشة‪ ،‬كإذا لقونا لقونا بوجوه‬ ‫ال نعرفها فغضب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عند ذلك غضبا‬ ‫شديدا ث قاؿ ‪ " :‬كالذل نفس ‪٧‬بمد بيده ال يدخل قلب رجل‬ ‫االٲباف حٌب ٰببكم هلل كلرسولو " ‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف قريشا‬ ‫جلسوا فتذاكركا أحساهبم فجعلوا مثلك كمثل ‪٬‬بلة يف كبوة من‬ ‫ُ) مسند أ‪ٞ‬بد ‪. )َّٕ-ّ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[44‬‬

‫كجل‬ ‫االرض‪ .‬فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬إ ٌف اللٌوى ٌ‬ ‫عز ٌ‬ ‫لق ىج ً‬ ‫قهم جعلِب يف خ ًّب‬ ‫علِب يف خّبىم‪،‬ثا ى‬ ‫خلق ا‪٣‬بى ى‬ ‫يوـ ى‬ ‫حْب فىر ي‬ ‫ى‬ ‫الفري ىقْب ‪ ،‬ثا حْب جعل القبائل ىجعل ًِب يف ىخ ًّب قىبًٍيلة ‪ ،‬ثا حْب ىجعل‬ ‫ً‬ ‫البييوت ىج ً‬ ‫كخّبىم نىفسا "(ُ)‪.‬‬ ‫خّبىم بىيتا‪ٍ ،‬‬ ‫علِب من ىخّب بييوهتم‪ ،‬فأىنا ٍ‬ ‫كعن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪ " :‬إف اهلل قسم ا‪٣‬بلق قسمْب فجعلِب يف خّبٮباقسما‪ ،‬فذلك‬ ‫قولو‪ { :‬كأصحاب اليمْب }(ِ)‪ {،‬كأصحاب الشماؿ }(ّ)‪،‬فأنا من‬ ‫أصحاب اليمْب‪ ،‬كأنا خّب أصحاب اليمْب‪ ،‬ث جعل القسمْب أثالثا‬ ‫فجعلِب خّبىا ثلثا‪ ،‬فذلك قولو‪{:‬كأصحاب ا‪٤‬بيمنة}(ْ)‪{،‬كالسابقوف‬ ‫السابقوف }(ٓ) فأنا من السابقْب‪ ،‬كأنا خّب السابقْب ‪ ،‬ثٌ جعل األ‬ ‫ثالث ‪ ،‬ثالث قبائل فجعلِب من خّبىا قبيلة‪ ،‬كذلك قولو‬ ‫تعاذل‪{:‬كجعلناكم شعوبا كقبائل لتعارفوا‪ ،‬إف أكرمكم عند اهلل أتقاكم‬ ‫إف اهلل عليم خبّب }كأنا أتقى كلد آدـ كأكرمهم على اهلل كال فخر ‪،‬‬ ‫ُ) السّبة النبوية للحافظ إبن كثّب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ص‪.)ُِٗ(:‬‬ ‫ِ) سورة الواقعة اآلية ِٕ‪.‬‬ ‫ّ) سورة الواقعة اآلية ُْ‪.‬‬ ‫ْ) سورة الواقعة اآلية ٖ‪.‬‬ ‫ٓ) سورة الواقعة اآلية َُ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[45‬‬

‫ثٌ جعل القبائل بيوتا فجعلِب يف خّبىا بيتا‪ ،‬كذلك قولو تعاذل ‪ {:‬إ٭با‬ ‫يريد اهلل ليذىب عنكم الرجس أىل البيت كيطهركم تطهّبا} فأنا‬ ‫كأىل بيٌب مطهركف من الذنوب "(ُ)‪ .‬كقاؿ ابن كثّب ‪ :‬كىذا ا‪٢‬بديث‬ ‫فيو غرابة كنكارة )ِ(‪.‬‬ ‫كركل ا‪٢‬باكم (ّ) كالبيهقي(ْ) من حديث ‪٧‬بمد بن ذكواف ‪ ،‬خاؿ‬ ‫كلد ‪ٞ‬باد بن زيد‪ ،‬عن عمرك بن دينار ‪ ،‬عن ابن عمر قاؿ ‪ :‬إنا‬ ‫لقعود بفناء النيب صلى اهلل عليو كسلم إذ مرت بو امرأة ‪ ،‬فقاؿ بعض‬ ‫القوـ ‪ :‬ىذه ابنت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫فقاؿ ابوسفياف ‪ :‬إف ىمثل ‪٧‬بمد يف بُب ىاشم مثل الرٰبانة يف كسط‬ ‫النًٌب ‪ ،‬فانطلقت ا‪٤‬برأة فأخربت النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فجاء‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ييعرؼ يف كجهو الغضب‪،‬فقاؿ ‪ ":‬ما‬ ‫باؿ أقواؿ تبلغِب عن أقواـ ؟ ! إف اهلل خلق السماكات سبعا فاختار‬ ‫العلياء منها فأسكنها من شاءمن خلقو‪ ،‬ث خلق ا‪٣‬بلق فاختار من‬ ‫ٓ) شرؼ ا‪٤‬بصطفى ألب سعيد(ِ|ِٕ)‪.‬‬ ‫ِ( السّبة النبوية‪ :‬ص‪.)ُِٗ(:‬‬ ‫ّ) ا‪٤‬بستدرؾ لو‪. )ّٖ-ْ(:‬‬ ‫) دالئل النبوة لو‪ )ُُٕ-ُ(:‬ػ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[46‬‬

‫ا‪٣‬بلق بُب آدـ ‪ ،‬كاختار من بُب آدـ العرب‪ ،‬كاختار من العرب‬ ‫مضر‪،‬كاختار من مضر قريشا‪ ،‬كاختار من قريش بُب ىاشم‪ ،‬كاختارين‬ ‫من بُب ىاشم ‪ ،‬فأنا خيار من خيار‪ ،‬فمن أحب العرب فبحيب‬ ‫أحبهم‪ ،‬كمن أبغض العرب فببغضي أبغضهم "‪ .‬ىذا أيضا حديث‬ ‫غريب‪.‬‬ ‫كثبت يف )صحيح ( مسلم ‪ :‬أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫قاؿ‪ " :‬أنا سيد كلد آدـ يوـ القيامة كال فخر "(ُ)‪.‬‬ ‫كركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد من حديث موسى بن عبيدة ‪ ،‬عن عمرك بن عبد‬ ‫اهلل‪ ،‬عن الزىرم‪ ،‬عن أىب سلمة‪ ،‬عن عائشة رضى اهلل عنها قالت‪:‬‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬قاؿ ذل جربيل‪ :‬قلبت‬ ‫االرضمن مشارقها ‪ ،‬كمغارهبا فلم أجد رجال ‪ ،‬أفضل من ‪٧‬بمد‪،‬‬ ‫كقلبت االرض مشارقها ‪ ،‬كمغارهبا فلم أجد بُب أب أفضل من بُب‬ ‫ىاشم "(ِ)‪ .‬كقاؿ ا‪٢‬بافظ البيهق ٌي ‪ :‬قاؿ أ‪ٞ‬بد ‪ :‬كىذه االحاديث‪،‬‬ ‫كإف كاف يف ركاهتا من ال ٰبتج بو‪ ،‬فبعضها يؤكد بعضا‪ ،‬كمعُب ‪ٝ‬بيعها‬ ‫يرجع إذل حديث كاثلة بن االسقع‪ ،‬كأب ىريرة كاهلل أعلم (ّ)‪.‬‬ ‫ُ)صحيح مسلم‪.)ُِٕٖ-ْ( :‬‬ ‫ِ) فضائل الصحابة لو‪. )ِٖٔ-ِ( :‬‬ ‫ّ) دالئل النبوة كمعرفة أحواؿ صاحب الشريعة لو‪.)ُٕٔ|ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[47‬‬

‫قلت ‪ :‬كىف ىذا ا‪٤‬بعُب يقوؿ أبو طالب ٲبتدح النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪:‬‬

‫يش لِ َمف َخ ٍر‬ ‫اجتم َعت يوماً قر ٌ‬ ‫إذا َ‬ ‫اف ِ‬ ‫عبد ُمنَافِ َها‬ ‫صلت أَشر ُ‬ ‫فإن ُح ِّ‬ ‫وإن فَخـ ـ ـ ـَ​َرت يوماً فإ ّن مح ـ ـ ــمداً‬

‫وسمينُها‬ ‫تـ ـ ـ ـَ َد َ‬ ‫اعت ق ـ ـ ـر ٌ‬ ‫يش غَثُـ َها َ‬ ‫وُك ـ ـ ــنا ق ـُ ـ ـ ــديماً ال نُـ ـ ـ ـقـُِّر ظَُلمةً‬ ‫ونحـ ـ ِـمي ِحماىا كـ ـ ــل ٍ‬ ‫يوم َكـ ـ ـ ـ ِر َيه ٍة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ـود ال َذ َواءُ وإنم ــا‬ ‫ش الع ـ ـ ُ‬ ‫بنا إِنتَـ َع َ‬ ‫ادةُ األَعلَون في ُك ِل َحالَ ٍة‬ ‫الس َ‬ ‫ُىم َ‬ ‫ِ‬ ‫ـاعة‬ ‫ين لَ ُهم ُكـ ـ ـ ـ ُّ‬ ‫ـل الـ ـ ـ ــب ِريَّة ط ـ ـ َ‬ ‫يَــد ُ‬

‫فعـ ـ ـ ــب ُد ٍ‬ ‫سرىا َ ِ‬ ‫يمها‬ ‫مناف ُّ‬ ‫وصـ ــم ـ ـ ـ ُ‬ ‫ف ـ ـ ــفى ىا ٍ‬ ‫شم أشرافُها وقـ ـ ـ ـ ِديمـُها‬ ‫سرىا وكـَِريمها‬ ‫ى ـ ــو المصطفى ِمن ِّ‬ ‫ومها‬ ‫علينا فَـلَم تَظ َفر وطَا َشت ُحلُ ُ‬ ‫إذا م ـ ــا ثَنـوا ص ـ ـ ــعر ال ُخ ُد ِ‬ ‫ود نُِقيُها‬ ‫َ ُ َ‬ ‫وم َها‬ ‫ونَض ِر ُ‬ ‫َحجارىا َمن يَـ ُر ُ‬ ‫ب َعن أ َ‬ ‫وم ـ ـ ـ ــها‬ ‫بأَكنـَافـِنَا تَن َدى وت ـَن ـ ـ ـ ـَ​َمى أ َُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ومها‬ ‫رم ـ ـ ـةٌ ال يُستَـ ــطاَعٌ قُـ ـ ـ ُر ُ‬ ‫لهم ص َ‬ ‫ِ‬ ‫ويُك ِرُمهم ِمألَ ٍ‬ ‫يمو‬ ‫أرض عـ ـ ـندي أَد ُ‬

‫الطائي يف " ا‪١‬بزء " ا‪٤‬بنسوب إليو‬ ‫كقاؿ أبو السكن زكريا بن ٰبٓب‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٤‬بشهور ‪ :‬حدثُب عمر بن أىب زحر بن حصْب ‪ ،‬عن جده ‪ٞ‬بيد بن‬ ‫منهب ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قاؿ جدم خرًن بن أكس ‪ :‬ىاجرت إذل رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم فقدمت عليو منصرفو من تبوؾ ‪ ،‬فأسلمت ‪،‬‬ ‫فسمعت العباس بن عبد ا‪٤‬بطلب رضي اهلل عنو يقوؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[48‬‬

‫إىن أريد أف أمتدحك‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬قل‪:‬‬ ‫ال يفضض اهلل فاؾ "(ُ)‪.‬‬ ‫فأنشأ يقوؿ‪:‬‬

‫الظ َل ِل وفى مست ٍ‬ ‫بت في ِ‬ ‫ـف ال ـ ـ ـ ـ َـوَر ُق‬ ‫خص ـ ـ ـ ُ‬ ‫ِمن قَبلِ َها ِط َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ودعي ـ ـ ـ ـ ــوميُ َ‬ ‫ـت َوال ُم ـ ـ ـ ـ ـض ـ ـ ـغَةٌ وال َعـ ـ ـ ـ ـ ـلَ ـ ٌق‬ ‫ـت البـ ـَِل َد ال بـَـ َ‬ ‫شـ ـ ـ ـ ٌـر أَنـ ـ ـ َ‬ ‫ثُ َّم َىـ ـبـَـط ـ َ‬ ‫َلج ـ ـ ـ َـم نسـ ـ ــرا وأَى ـ ـ ـ ـ ـلَوَ الغَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـر ُق‬ ‫ـين َوقَد أ َ‬ ‫السف ـِ َ‬ ‫بَل نُطـ ـ َفةٌ تَرَك ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ِ‬ ‫صــالِ ٍ‬ ‫ضى عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَلَ ٌم بَـ ـ ـ ـ ـ ـ َدا طَـبـ ـ ـ ـَ ٌق‬ ‫ب إِلى َرح ـِـ ـ ٍـم إذا َمـ ـ ـ َ‬ ‫تَن ُق ُل من َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫طق‬ ‫حتى احتوى بَيتُ َ‬ ‫ـاء تحـ ـ ـ ــتها الن ـ ـ ـ ـُ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫الم ِهيم ُن من خ ـ ـ ــندف عـ ـ ـ ــلي َ‬ ‫ِ‬ ‫دت أَشر ِ‬ ‫ض وضـ ــاءت بِن ـ ـُـ ـ ــوِر َك األُف ـ ـُ ـ ـ ـ ـ ـ ُـق‬ ‫قت األَر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وأنت لما ُول َ َ‬ ‫فنـح ــن في ذلك الضـ ـ ِ‬ ‫ـياء وفى الن ــوِر وسـُـبـ ـُل الرش ـ ــاد نَخ ـ ـ ـت ـَـ ِر ُق(ٕ)‬

‫‪٢‬بساف بن و‬ ‫و‬ ‫ثابت رضي اهلل عنو ‪.‬‬ ‫كقد ركم ىذا الشعر‬ ‫ظ أبو القاسم بن عساكر ‪ ،‬من طريق أىب ا‪٢‬بسن بن أىب‬ ‫فركل ا‪٢‬باف ي‬ ‫ا‪٢‬بديد‪ :‬أخربنا ‪٧‬بمد بن أىب نصر‪ ،‬أنبأنا عبد السالـ بن ‪٧‬بمد بن‬ ‫أ‪ٞ‬بد القرشى‪ ،‬حدثنا أبو حصْب ‪٧‬بمد ابن إ‪٠‬باعيل بن ‪٧‬بمد‬ ‫التميمي‪ ،‬حدثنا ‪٧‬بمد بن عبد اهلل الزاىد ا‪٣‬براساين ‪ ،‬حدثُب إسحاؽ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أسنانو يف ً‬ ‫أسنانك كالتفارقت كالتك اسرت‪،‬فهو دعاء لو ً‬ ‫فمو‪.‬‬ ‫ٕبفظ‬ ‫ذىبت‬ ‫ى‬ ‫) معناه‪ :‬ال ٍ‬ ‫ى ه ي‬ ‫ً‬ ‫الع ً‬ ‫كقاؿ الازبيدم يف ً‬ ‫ى‬ ‫ركس ‪ :‬ال في ا‬ ‫ثغرهي‬ ‫تاج ى‬ ‫ض فوهي‪ ،‬أم ‪ :‬ال يكسر ي‬ ‫ِ) جامع اآلثار يف مولد النيب ا‪٤‬بختار‪. )َٕٔ|ِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[49‬‬

‫ابن إبراىيم بن سناف‪ ،‬حدثنا سالـ بن سليماف أبو العباس ا‪٤‬بكفوؼ‬ ‫ا‪٤‬بدائِب‪ ،‬حدثنا كرقاء بن عمر‪ ،‬عن ابن أىب ‪٪‬بيح‪ ،‬عن عطاء ك‪٦‬باىد‬ ‫عن ابن عباس قاؿ‪ :‬سألَبسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فقلت‪:‬‬ ‫فداؾ أىب كأمى‪ ،‬أين كنت كآدـ يف ا‪١‬بنة ؟ قاؿ‪ :‬فتبسم حٌب بدت‬ ‫نواجذه ث قاؿ‪ " :‬كنت يف صلبو‪ ،‬كركب ىب السفينة يف صلب أىب‬ ‫ام على سفاح‬ ‫نوح‪ ،‬كقذؼ ىب يف صلب أىب إبراىيم‪ ،‬دل يلتق أبو ٌ‬ ‫قط‪ ،‬دل يزؿ اهلل ينقلِب من االصالب ا‪٢‬بسيبة إذل االرحاـ الطاىرة‬ ‫صفيا مهذبا ال تتشعب شعبتاف إال كنت يف خّبٮبا‪ ،‬كقد أخذ اهلل‬ ‫بالنبوة ميثاقي ‪،‬كباالسالـ عهدم‪ ،‬كنشر يف التوراة كاال‪٪‬بيل ذكرل‪،‬‬ ‫كبْب كل نىب صفٍب‪ ،‬تشرؽ االرض بنورم كالغماـ بوجهي‪ ،‬كعلمِب‬ ‫كتابو كزادين شرفا يف ‪٠‬بائو‪ ،‬كشق ذل ا‪٠‬با من أ‪٠‬بائو‪ ،‬فذك العرش‬ ‫‪٧‬بمود كأنا ‪٧‬بمد كأ‪ٞ‬بد‪ ،‬ككعدين أف ٰببوين با‪٢‬بوض كالكوثر‪،‬كأف‬ ‫ٯبعلِب أكؿ شافع كأكؿ مشفع‪،‬ث أخرجُب من خّب قرف المٍب‪ ،‬كىم‬ ‫ا‪٢‬بمادكف يأمركف با‪٤‬بعركؼ كينهوف عن ا‪٤‬بنكر "‪.‬‬ ‫قاؿ ابن عباس‪ :‬فقاؿ حساف بن ثابت يف النيب صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬ ‫من قـ ـ ـ ـبلها طبت في الظلل وفى‬

‫مستودع يوم يخصـف الورق‬

‫ثــم سـكـ ــنت الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلد ال بـ ــشر‬

‫أنــت وال ن ـطـ ــفة وال عـ ـل ــق‬

‫م ـطـهر تــركب السفــين وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫ألجـ ــم نسـرا وأىـ ـلــو ال ـ ـغ ـ ــرق‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫تنـ ـقـل من صـ ــلب إلى رحـ ـ ـ ـ ـ ـم‬

‫]‪[51‬‬

‫إذا مــضى ط ـبـق بـدا طـ ـ ـ ـ ـ ـبـق‬

‫فقاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬يرحم اهلل حسانا " فقاؿ على بن‬ ‫كرب الكعبة (ُ)‪.‬‬ ‫أىب طالب ‪ :‬كجبت ا‪١‬بنة ‪٢‬بساف ِّ‬ ‫قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن عساكر ‪ :‬ىذا حديث غريب جدا‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬بل منكر جدا ‪ ،‬كاحملفوظ أف ىذه االبيات لعباس بن عبد‬ ‫ا‪٤‬بطلب رضى اهلل عنو‪.‬‬ ‫كعن إبن عمر رضي اهلل عنهما أنو صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪ " :‬إف‬ ‫اهلل تعاذل إختار خلقو منهم بِب آدـ ‪ ،‬ث اختار منهم العرب ‪،‬‬ ‫فاختار منهم قريشا ‪ ،‬فاختار منهم بِب ىاشم ‪ ،‬ث إختار بِب ىاشم‬ ‫أحب العرب فبحيب‬ ‫‪ ،‬فاختارين فلم أزؿ خيارا من خيار أال ىمن ٌ‬ ‫أحبهم كمن أبغض العرب فببغضي أبغضهم " ركاه الطرباين (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي‪ :‬ركاه الطرباين يف( الكبّب) (ّ) ك( االكسط) إال أنٌو قاؿ‬ ‫العرب فلبغضي‬ ‫أحب العرب ‪ ،‬فلحيب أحبٌهم ‪ ،‬كمن أبغض ى‬ ‫فمن ٌ‬ ‫‪ ":‬ى‬

‫ُ) ركاه ابن عساكر (ّ|َْٗ)‪.‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بعجم األكسط لو‪.)ُٗ​ٗ|ٔ( :‬‬ ‫ّ) ا‪٤‬بعجم الكبّب لو‪.)ْٓ​ٓ|ُِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[50‬‬

‫أبغضهم "‪.‬كفيو ‪ٞ‬باد بن كاقد ‪ ،‬كىوضعيف ‪ ،‬يعترب بو‪ ،‬كبقيٌة رجالو‬ ‫كثػي ٌقو ا(ُ)‪.‬‬ ‫كعن عائشة رضي اهلل عنها عن النيب صلى اهلل عليو كسلم عن جربيل‬ ‫مشارؽ األرض‪ ،‬كمغارهبا ‪ ،‬فلم أجد رجال‬ ‫بت‬ ‫ى‬ ‫عليو السالـ قاؿ ‪ ":‬قىػلٌ ي‬ ‫أفضل من ‪٧‬بمد‪،‬كدل أر بِب أب افضل من بِب ىاشم "ركاه‬ ‫الطرباين(ِ) كأبو بكر بن أب عاصم (ّ) كا‪٢‬بافظ البيهقي(ْ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ إبن حجر ‪ :‬ىذا حديث غريب أخرجو الطرباين يف (‬ ‫األكسط) من ركاية بكار كأخرجو البهيقي يف ( الدالئل) من ركاية‬ ‫هبلوؿ ‪ ،‬فوقع لنا عاليا على طريق كل منهما بدرجة قاؿ الطرباين ‪ :‬ال‬ ‫يركل عن عائشة إال هبذا اإلسناد تفرد بو موسى بن عبيدة ‪ ،‬كموسى‬ ‫كإف كاف ضعيفا ‪ ،‬كشيخو كإف كاف ‪٦‬بهوال‪ ،‬لكن لوائح الصدؽ‬ ‫الئحة على صفحات ىذا ا‪٤‬بًب كاهلل أعلم (ٓ)‪.‬‬

‫ُ) ‪٦‬بمع الزكائد كمنبع الفوائد لو‪)ّٗٔ|ٖ( :‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بعجم األكسط لو‪)ِّٕ|ٔ( :‬‬ ‫ّ) السنة لو ‪.)ِّٔ|ِ( :‬‬ ‫ْ) دالئل النبوة كمعرفة أحواؿ صاحب الشريعة لو‪.)ُٕٔ|ُ( :‬‬ ‫ٓ) األمارل ا‪٤‬بطلقة‪ :‬ص‪)ِٕ:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[52‬‬

‫يريد _ كاهلل أعلم _ أ ٌف األحاديث الكثّبة تؤيده يف أفضليتو صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم كيف أفضلية بِب ىاشم على سائر القبائل ‪.‬‬ ‫كعن جعفر بن ‪٧‬بمد ‪ ،‬عن أبيو معضال ‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم‪ " :‬أتاين جربيل فقاؿ ‪ :‬يا ‪٧‬بمد إ ٌف اهلل بعثِب ‪،‬‬ ‫طفت شرؽ األرض ‪ ،‬كغرهبا ‪ ،‬كسهلها ‪ ،‬كجبلها ‪ ،‬فلم أجد حيان ‪،‬‬ ‫فى ي‬ ‫خّبا ‪ ،‬من مضر ‪ ،‬ث أمرين ‪ ،‬فطفت يف مضر ‪ ،‬فلم أجد حيان ‪ ،‬خّبان‬ ‫من كنانة ‪،‬ث أمرين ‪ ،‬فطفت يف كنانة ‪ ،‬فلم أجد حيا ‪ ،‬خّبا من‬ ‫قريش ‪،‬ث أمرين فطفت ‪ ،‬يف قريش ‪ ،‬فلم أجد حيا ‪ ،‬خّبا من بِب‬ ‫ىاشم ‪،‬ثٌ أمرين ‪ ،‬أف أختار يف أنفسهم ‪ ،‬فلم أجد نفسا ‪ ،‬خّبا‬ ‫الَبمذم (ُ)‪.‬‬ ‫من نفسك "‪.‬ركاه ا‪٢‬بكيم‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٤‬بناكم ‪ :‬قاؿ ا‪٢‬بكيم __ يعِب ا‪٢‬بكيم الَبمذم __ ‪:‬‬ ‫كقاؿ العالمة‬ ‫ٌ‬ ‫إ٭باطاؼ األرض ‪ ،‬ليطلب النفوس ‪ ،‬الطاىرة ‪ ،‬الصافية ‪ ،‬ا‪٤‬بتزكية‬ ‫ألهنم كانوا أىل ا‪١‬باىلية‬ ‫ٗبحاسن ‪ ،‬األخالؽ ‪ ،‬كدل ينظر لألعماؿ ‪ٌ ،‬‬ ‫إ٭با نظر إذل أخالقهم فوجد ا‪٣‬بّبيف ىؤالء‪ ،‬كجواىرالنفوس‪ ،‬متفاكتة‬ ‫ِ‬ ‫عرب قاؿ ‪ :‬من خصائص‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫إيض‬ ‫كنقل‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪،‬بعيدة التفاكت (‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ُ) نوادر األصوؿ يف معرفة آحاديث الرسوؿ لو‪)ُِٓ|ُ(:‬‬ ‫ِ) فيض القدير لو‪.)ْٔٓ|ْ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[53‬‬

‫الى ام ‪٥‬بم إالقيرل‬ ‫ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم أنٌو بيعث من قوـ ى‬ ‫الضيف ‪ ،‬ك‪٫‬بران ‪١‬بزكر‪ ،‬كا‪٢‬بركب الدائمة‪،‬كسفك الدماء ‪ ،‬كهبذا‬ ‫يتمدحوف ‪ ،‬كبو ٲبدحوف ‪ ،‬كالخفاء ‪ ،‬عند ً‬ ‫كل أحد بفضل العرب ‪،‬‬ ‫على العجم ‪ ،‬بالكرـ ‪ ،‬كالسماحة ‪ ،‬كالوفاء ‪ ،‬كإف كاف يف العجم‬ ‫لكن يف آحاد ‪،‬كما أ اف يف العرب جبناء‪،‬‬ ‫كرماء ‪ ،‬كشجعاف‪ٌ ،‬‬ ‫كٖبالء‪ ،‬لكن يف آحاد ‪ ،‬كإ٭با الكالـ‪ ،‬يف الغالب ‪ ،‬كىذا الينكره‬ ‫أحد (ُ)‪.‬‬ ‫كحسنو عن العباس بن عبد ا‪٤‬بطلب رضي اهلل عنو‬ ‫كركل الَبمذل ٌ‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬إف اهلل خلق ا‪٣‬بلق‬ ‫فجعلِب يف خّب فرقهم ث ‪ٚ‬بّب القبائل فجعلِب يف خّب قبيلة ث ‪ٚ‬بّب‬ ‫البيوت فجعلِب يف خّب بيوهتم فأنا خّبىم نفسا كخّبىم بيتا "(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٤‬بناكم ‪ " :‬إف اهلل خلق ا‪٣‬بلق " أم ا‪٤‬بخلوقات ث جعلهم فرقا‬ ‫" فجعلِب " أم صّبين تعاذل " يف خّب فرقهم " ‪ٝ‬بع فرقة أم أشرفها‬ ‫" كخّب الفريقْب " كيف نسخ الفرقتْب " ث ‪ٚ‬بّب القبائل " أم اختار‬ ‫ُ) نفس ا‪٤‬بصدر السابق‪.‬‬ ‫ِ) سنن الَبمذم لو‪)ّْ​ّ|ٓ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[54‬‬

‫خيارىم فضال " فجعلِب يف خّب قبيلة " من القرب ىذا ٕبسب‬ ‫اإلٯباد أم قدر إٯبادم يف خّبىا قبيلة " ث ‪ٚ‬بّب البيوت " أم‬ ‫اختارىم شرفا " فجعلِب يف خّب بيوهتم " أم يف أشرؼ بيوهتم‪،‬قاؿ‬ ‫ابن تيمية ‪ :‬كقولو ‪ ":‬خلق ا‪٣‬بلق " ٰبتمل شيئْب ‪ :‬أحدٮبا ‪ :‬أف‬ ‫ا‪٣‬بلق ىم الثقالف أك ىم ‪ٝ‬بيع ما خلق يف األرض كبنو آدـ خّبىم‬ ‫كإف قيل بعموـ ا‪٣‬بلق حٌب تدخل ا‪٤‬بالئكة أفاد تفضيل جنس بِب آدـ‬ ‫على جنس ا‪٤‬بالئكة قاؿ ‪ :‬كالفريقاف العرب كالعجم ث جعل العرب‬ ‫قبائل ‪ ،‬كجعل قريشا أفضلها بيوتا ‪ ،‬كجعل بِب ىاشم أفضلها ‪،‬‬ ‫كٰبتمل أنو أراد با‪٣‬بلق بنو آدـ فكاف يف خّبىم أبا يف كلد إبراىيم‬ ‫أب العرب ث جعل بِب إبراىيم فرقتْب بِب إ‪٠‬باعيل كبِب إسحاؽ‬ ‫كجعل العرب عدناف كقحطاف فجعل بِب إ‪٠‬باعيل يف بِب عدناف ث‬ ‫جعل بِب إ‪٠‬باعيل أك بِب عدناف قبائل فجعل يف خّبىم قبيلة كىم‬ ‫قريش كأيا ما كاف ‪ ،‬فا‪٢‬بديث صحيح يف تفضيل العرب على العجم‬ ‫علي كلطفو يف سابق علمو " خّبىم نفسا " أم‬ ‫" فأنا " بفضل اهلل ٌ‬ ‫ركحا كذاتا إذ جعلِب نبيا رسوال فا‪ٙ‬با خا‪ٛ‬با " كخّبىم بيتا " أم‬ ‫أصال إذ جئت من طيب إذل طيب إذل صلب عبد اهلل بنكاح ال‬ ‫سفاح كدل يردفو بقولو ‪ ":‬كال فخر " كما يف خرب ‪ ":‬أنا سيد كلد‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[55‬‬

‫آدـ كال فخر "‪ ،‬ألف ىذا ٕبسب حاؿ ا‪٤‬بخاطبْب يف صفاء قلوهبم‬ ‫ٗبا يعلمو من حا‪٥‬بم أك أف ىذا بعد ذلك كالتفاضل يف األنساب‬ ‫كالقبائل كالبيوت باعتبار حسن خلقة الذات كالتفاضل فيما قاـ هبا‬ ‫من الصفات حٌب يف األقوات{كاهلل فضل بعضكم على بعض يف‬ ‫الرزؽ}(ُ)‬ ‫كىذا جار يف سائر ا‪٤‬بخلوقات أف فضل اهلل يؤتيو من يشاء فال إ٘باه‬ ‫‪٤‬با عساه يقاؿ ‪ :‬اإلنساف كلو نوع كاحد فما معُب التفاضل يف‬ ‫األنساب(ِ)‪.‬‬ ‫كأخرج البيهقي عن أنس رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم " أنا ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب بن ىاشم بن عبد‬ ‫م بن غالب بن‬ ‫مناؼ بن قصي بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤ ٌ‬ ‫فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزٲبة بن مدركة بن إلياس بن‬ ‫مضر بن نزار بن معد بن عدناف ‪ ،‬كما افَبؽ الناس فرقتْب إال جعلِب‬ ‫أبوم فلم يصبِب شئ من عهر‬ ‫اهلل يف خّبٮبا فاخرجت من بْب ٌ‬

‫ُ) سورة النحل اآلية ُٕ‪.‬‬ ‫ِ) فيض القدير لو‪.)ِّٗ|ِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[56‬‬

‫ا‪١‬باىلية كخرجت من نكاح كدل أخرج من سفاح من لدف آدـ حٌب‬ ‫إنتهيت إذل أب كامي فأنا خّبكم نسبا كخّبكم أبا "(ُ) ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬كىذا حديث غريب جدا من حديث مالك‪ ،‬تفرد بو القدامى‬ ‫كىو ضعيف‪ .‬كلكن نذكر لو شواىد من كجوه أيخر‪:‬‬ ‫فمن ذلك ‪ :‬ما ركل الَبمذم ‪ :‬حدثنا ‪٧‬بمود بن غيالف حدثنا أبو‬

‫أ‪ٞ‬بد حدثنا سفياف عن يزيد بن أب زياد عن عبد اهلل بن ا‪٢‬برث عن‬ ‫ا‪٤‬بطلب بن أب كداعة قاؿ ‪ :‬جاء العباس إذل رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو ك سلم فكأنو ‪٠‬بع شيئا فقاـ النيب صلى اهلل عليو ك سلم على‬ ‫ا‪٤‬بنرب فقاؿ ‪ ":‬من أنا " ؟ فقالوا ‪ :‬أنت رسوؿ اهلل عليك السالـ قاؿ‬ ‫‪ ":‬أنا ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب إف اهلل خلق ا‪٣‬بلق فجعلِب‬ ‫يف خّبىم فرقة ث جعلهم فرقتْب فجعلِب يف خّبىم فرقة ث جعلهم‬ ‫قبائل فجعلِب يف خّبىم قبيلة ث جعلهم بيوتا فجعلِب يف خّبىم بيتا‬ ‫كخّبىم نسبا "(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ‪ :‬ىذا حديث حس‪.‬‬

‫ُ) دالئل النبوة كمعرفة أحواؿ صاحب الشريعة لو‪.)ُْٕ|ُ( :‬‬ ‫ِ) سنن الَبمذم لو‪.)ّْٓ|ٓ( :‬الناشر‪ :‬دار إحياء الَباث العرب – بّبكت‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[57‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬في بيان صيانة اهلل تعالى أصولو الشريفة من زلة‬ ‫السفاح‬

‫قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬خرجت من نكاح كدل أخرج من سفاح‬ ‫"(ُ)‪.‬‬ ‫كعن ابن عيينة ‪ ،‬عن جعفر بن ‪٧‬بمد‪ ،‬عن أبيو أىب جعفر الباقر يف‬ ‫قولو تعاذل‪ " :‬لقد جاءكم رسوؿ من أنفسكم " قاؿ ‪ :‬دل يصبو شئ‬ ‫من كالدة ا‪١‬باىلية ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬‬ ‫إً ِّين خرجت من نً ىكاح ىكدل أخرج من سفاح "(ِ)‪ .‬كىذا مرسل جيد‪.‬‬ ‫كىكذا ركاه البيهقى عن ا‪٢‬باكم عن األصم ‪ ،‬عن ‪٧‬بمد بن إسحاؽ‬ ‫الصنعاينٌ ‪ ،‬عن ٰبٓب بن أىب بكّب ‪ ،‬عن عبد الغفار بن القاسم ‪ ،‬عن‬ ‫جعفر بن ‪٧‬بمد ‪ ،‬عن أبيو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪ ":‬إف اهلل أخرجُب من النكاح كدل ٱبرجِب من السفاح "(ّ)‪.‬‬ ‫عدم موصوال فقاؿ ‪ :‬حدثنا أ‪ٞ‬بد بن‬ ‫كقاؿ ابن كثّب ‪ :‬كقد ركاه ابن ٌ‬ ‫ا‪٤‬بكى ‪ ،‬حدثنا ‪٧‬بمد بن‬ ‫حفص‪ ،‬حدثنا ‪٧‬بمد بن أىب عمرك العدىنٌ ٌ‬ ‫ُ) ا‪٤‬بصنف ‪ :‬للحافظ عبد الرزاؽ(ٕ‪ )َّّ-‬كقاؿ‪ :‬أخربنا ابن جريج قاؿ أخربين جعفر بن‬ ‫البغدادم يف"الشريعة"(ّ‪)ُُْٖ-‬‬ ‫‪٧‬بمد عن أبيو فذكر ىذا األثر‪ .‬كركاه اآلجرم‬ ‫ٌ‬ ‫ِ) السنن الكربل‪ :‬للحافظ البيهقي ‪.)َُٗ-ٕ(:‬‬ ‫ّ) شعب اإلٲباف لو‪.)ِٓ​ِ|ِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[58‬‬

‫جعفر بن ‪٧‬بمد بن على بن ا‪٢‬بسْب ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬أشهد على أىب حدثُب‬ ‫عن أبيو‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن على بن أىب طالب أف النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قاؿ‪ ":‬خرجت من نكاح كدل أخرج من سفاح من لدف آدـ إذل‬ ‫أف كلدىن أىب كأمى‪ ،‬كدل يصبُب من سفاح ا‪١‬باىلية شيء"(ُ)‪.‬‬ ‫ىذا غريب من ىذا الوجو كال يكاد يصح‪.‬‬ ‫كقاؿ ىشيم ‪ :‬حدثنا ا‪٤‬بديُب ‪ ،‬عن أىب ا‪٢‬بويرث ‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬ما كلدىن من نكاح‬ ‫أىل ا‪١‬باىلية شئ‪ ،‬ما كلدىن إال نكاح كنكاح االسالـ "(ِ)‪.‬‬ ‫كىذا أيضا غريب أكرده ا‪٢‬بافظ ابن عساكر‪ ،‬ث أسنده من حديث‬ ‫أىب ىريرة ‪ ،‬كيف إسناده ضعف كاهلل أعلم‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن سعد ‪ :‬أخربنا ‪٧‬بمد بن عمر‪ ،‬حدثُب ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن‬ ‫مسلم ‪ ،‬عن عمو الزىرم ‪ ،‬عن عركة ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬قاؿ‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬خرجت من نكاح غّب سفاح‬ ‫"(ّ)‪.‬‬ ‫ُ) السّبة النبوية لو‪.)َُٗ|ُ( :‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بعجم الكبّب للطرباين ‪.)ِّٗ=َُ(:‬‬ ‫ّ) الطبقات الكربل لو‪.)ُٓ-ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[59‬‬

‫ث أكرد ابن عساكر من حديث أىب عاصم‪ ،‬عن شبيب‪ ،‬عن عكرمة‪،‬‬ ‫عن ابن عباس يف قولو تعاذل‪ { :‬كتقلبك يف الساجدين } قاؿ‪ :‬من‬ ‫نىب إذل نىب حٌب أخرجت نبيا (ُ) ‪ ،‬كركاه عن عطاء‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن سعد ‪ :‬أخربنا ىشاـ بن ‪٧‬بمد الكلىب ‪ ،‬عن أبيو ‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫كتبت للنىب صلى اهلل عليو كسلم ‪ٟ‬بسمائة ٌأـ ‪ ،‬فما كجدت فيهن‬ ‫سفاحا كال شيئا ‪٩‬با كاف من أمر ا‪١‬باىلية (ِ)‪.‬‬ ‫كثبت يف (صحيح) البخارم من حديث عمرك بن أىب عمرك عن‬ ‫سعيد ا‪٤‬بقربل‪ ،‬عن أىب ىريرة قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪ " :‬بعثت من خّب قركف بُب آدـ قرنا فقرنا‪ ،‬حٌب بعثت من‬ ‫القرف الذل كنت فيو "(ّ)‪.‬‬ ‫كذكر اإلماـ ا‪٢‬بليب‪ :‬عن أنس رضي اهلل تعاذل عنو قاؿ ‪ :‬قرأ رسوؿ‬ ‫اهلل {لقد جاءكم رسوؿ من أنفسكم}(ْ) كقاؿ ‪ ":‬أنا أنفسكم‬ ‫نسبان كصهران كحسبان‪ ،‬ليس يف آبائي من لدف آدـ سفاح كلها نكاح "‬

‫ُ) تاريخ دمشق لو‪.)َُْ-ّ( :‬‬ ‫ِ) الطبقات الكربل لو‪.) َٓ-ُ( :‬‬ ‫اّ) صحيح البخارم ‪:‬لو‪.)َُّٓ-ّ( :‬‬ ‫ْ) سورة التوبة اآلية ُِٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[61‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬كيف ركاية عن ابن عباس رضي اهلل عنهما " كنكاح اإلسالـ‬ ‫" أم ٱبطب الرجل إذل الرجل موليٌتو فيصدقها ثٌ يعقد عليها ‪.‬‬ ‫السبكي أنٌو قاؿ ‪ :‬األنكحة الٍب نسبو صلى‬ ‫كنقل أيضان ‪ :‬عن اإلماـ‬ ‫ٌ‬ ‫اهلل عليو كسلم منو إذل آدـ عليو السالـ ‪،‬كلها مستجمعة شركط‬ ‫الصحة كأنكحة اإلسالـ ‪ ،‬كدل يقع يف نسبو منو إذل آدـ إال نكاح‬ ‫صحيح مستجمع لشرائط الصحة كنكاح اإلسالـ ا‪٤‬بوجود اليوـ‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬فاعتقد ىذا بقلبك ك‪ٛ‬بسك بو ‪ ،‬كال تزؿ عنو فتخسر الدنيا‬ ‫كاآلخرة‪.‬‬ ‫كقاؿ إيضا ‪ :‬قاؿ بعضهم ‪ :‬كىذا من أعظم العناية بو ‪ ،‬أف أجرل‬ ‫اهلل سبحانو كتعاذل نكاح آبائو من آدـ إذل أف أخرجو من بْب أبويو‬ ‫على ٭بط كاحد من كفق شريعتو ‪ ،‬كدل يكن كما كاف يقع يف ا‪١‬باىلية‬ ‫إذا أراد الرجل أف يتزكج ‪ ،‬قاؿ خطب ‪ :‬كيقوؿ أىل الزكجة نكح كما‬ ‫تقدـ‪ ،‬كيكوف ذلك قائمان مقاـ اإلٯباب كالقبوؿ‪.‬‬ ‫التسرم‪ ،‬بناء على‬ ‫ا‪٢‬بل‪ ،‬حٌب يشمل ٌ‬ ‫كا‪٤‬براد بنكاح اإلسالـ ما يفيد ٌ‬ ‫أف أـ إ‪٠‬باعيل كانت ‪٩‬بلوكة إلبراىيم حْب ‪ٞ‬بلت بإ‪٠‬باعيل‪ ،‬كدل‬ ‫يعتقها كدل يعقد عليها قبل ذلك (ُ) ‪.‬‬ ‫ُ) السّبة ا‪٢‬بلبية‪)ّٔ|ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[60‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ العراق ٌي ‪ :‬دل يكن يف أصلو صلى اهلل عليو كسلم إال آدـ‬ ‫إال نكاح ليس فيو سفاح (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ أبو الفرج عبد الر‪ٞ‬بن بن ا‪١‬بوزم ‪ :‬إعلموا أ ٌف نبينا صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ا‪٤‬بصطفى على ا‪٣‬بلق كلهم ‪ ،‬صاف اهلل آبائو من زلة‬ ‫الزنا‪ ،‬ثٌ ذكر بسنده حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما أ ٌف النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪":‬خرجت من لدف آدـ من نكاح غّب‬ ‫سفاح" (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الربز‪٪‬بي ‪ :‬كمن فركع ‪ٝ‬بع ‪ٝ‬بيع الكماالت لو صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪ :‬أنٌو كما كرد يف أحاديث بلغت حد التواتر‪ ،‬دل ٯبتمع لو قط‬ ‫أبواف على السفاح إذل أف خرج من بْب أبويو صلى اهلل عليو كسلم ‪،‬‬ ‫علي كابن عباس كعائشة ك‪٧‬بمد الباقر كأب ىريرة‬ ‫ككرد ذلك عن ٌ‬ ‫ككاثلة بن األسقع كأنس رضي اهلل عنهم كغّبىم (ّ)‪.‬‬

‫ُ) ا‪٤‬بورد ا‪٥‬بِب يف ا‪٤‬بولد النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫ِ‬ ‫لدم نسخة كانت ‪٦‬بلدا ضخمان تبلغ‬ ‫) التبصرة لو ص‪ .ُّٓ_َّٓ :‬ك ٌ‬ ‫صفحاتو ُُِْصفحة‪.‬‬ ‫ّ) سداد الدين ص‪.)ِٖ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[62‬‬

‫كأخرج ابن عساكر عن الكليب قاؿ ‪ :‬كتبت للنيب صلى اهلل عليو‬ ‫فيهن سفاحان ‪ ،‬كال شيئان ‪٩‬با كاف‬ ‫كسلم ‪ٟ‬بس مئة ٌأـ ‪ ،‬فما كجدت ٌ‬ ‫من أمر ا‪١‬باىلية (ُ)‪.‬‬ ‫كأخرج أبو نعيم عن إبن عباس رضي اهلل عنهما أنو صلى اهلل عليو‬ ‫ام قط على سفاح كدل يزؿ اهلل ينقلِب من‬ ‫كسلم قاؿ ‪":‬دل يلتق أبو ٌ‬ ‫األصالب الطيٌبة إذل األرحاـ الطاىرة مصفي مهذبا ال تتشعب‬ ‫شعبتاف‪،‬إال كنت يف خّبىم " (ِ)‪.‬‬ ‫الدمشقي حيث قاؿ‪:‬‬ ‫مشس الدين بن ناصر الدين‬ ‫كيرحم اهلل ا‪٢‬باف ى‬ ‫ي‬ ‫ظ ى‬ ‫ٌ‬ ‫تَنـ ـَ ـ ـ ـ ـ ـ َق َل أح ــم ُد ن ـ ـُ ـ ــوراً ُمبَـيِّناً‬ ‫ب ف ـِـيهـِـم قَ ـرن ـَاً فـَـ َقرنـ ـاً‬ ‫ت ـَق ـَـ ـ ـلَ َ‬

‫تًَأل َأل فِي وجوهِ الس ِ‬ ‫اج ِدينَا‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رسلِينَا‬ ‫الم َ‬ ‫اء َخ ُير ُ‬ ‫إلَى أَن َج َ‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬في دفع شبهة أ ّن كنانة ج ّد رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫تزوج زوجة أبيو بعد موت أبيو‪.‬‬ ‫عليو وسلم ّ‬

‫كأما ما قيل ‪ :‬من تزكيج كنانة أمو ٌأـ النضر برة بنت أ ٌيد بن طاٖبة ‪،‬‬ ‫بعد موت أبيو خزٲبة ‪ ،‬فولدت لو النضر على ما كانت ا‪١‬باىلية‬ ‫ف على زكجتو أكرب بنيو من غّبٮبا‪.‬‬ ‫تفعلو إذا مات الرجل ىخلى ى‬ ‫ُ) تاريخ دمشق‪.)ِٕ|ِ( :‬‬ ‫السيوطي ‪.)ْٔ|ُ(:‬‬ ‫ِ) ا‪٣‬بصائص الكربل للحافظ‬ ‫ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[63‬‬

‫نقوؿ ‪ :‬ىذا القوؿ‪ _ :‬كاهلل أعلم _ يىػرده صريح األحاديث الواردة يف‬ ‫بياف طهارة نسبو الشريف صلى اهلل عليو كسلم كحديث إبن عباس‬ ‫رضي اهلل عنهما الذم ركل الطرباين مرفوعان " ما كلدين من سفاح‬ ‫ا‪١‬باىلية شيئا كما كلدين إال نكاح كنكاح اإلسالـ " كمعلوـ أ ٌف ذلك‬ ‫قل ‪ ،‬فال ٯبوز أف يدخل مثل ىذا النكاح‬ ‫ليس كنكاح اإلسالـ كإف ٌ‬ ‫يف نسبو الشريف صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫ككذا ى‪ٝ‬ب يع يعقوب عليو السالـ بْب األختْب غّب ثابت ‪ ،‬فقد ذكر ابن‬ ‫ا‪٣‬بازف يف ( اللباب ) يف تفسّب سورة يوسف ‪ :‬أنو إ٭با تزكج راحيل أـ‬ ‫يوسف كبيامْب بعد ليا ‪ٌ ،‬أـ أكالده الكبار كىم ستة ‪ ،‬كأربعة من‬ ‫كل كاحدة كلدت لو كلدين‪.‬‬ ‫يسريتْب لو ‪ ،‬ي‬ ‫الدمّبم عن ا‪٢‬بافظ قطب الدين عبد الكرًن ر‪ٞ‬بو اهلل‬ ‫كقد نقل اإلماـ‬ ‫ٌ‬ ‫كقفت على ىذا ‪ ،‬قمت منكران مدة إذل أف رأيت‬ ‫تعاذل أنٌو قاؿ ‪٤ :‬بٌا ي‬ ‫أباعثماف ‪ ،‬عمرك بن ٕبر ‪ ،‬ا‪١‬باحظ قاؿ يف كتاب لو ‪٠‬باه كتاب‬ ‫"األصناـ " ‪ :‬كخلف كنانة بن خزٲبة على زكجة أبيو بعد كفاتو ‪ ،‬كىي‬ ‫برة بنت ٌأد بن طاٖبة ‪ ،‬كدل تلد منو كلدان ذكران كال أنثى ‪ ،‬كلكن كانت‬ ‫ابنة أخيها برة بنت يمٌر بن ٌأد بن طاٖبة‪ٙ‬بت كنانة بن خزٲبة‪ ،‬فولدت‬ ‫لو النضر بن كنانة‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[64‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كإ٭با غلط كثّب من الناس ‪٤ ،‬با ‪٠‬بعوا أف كنانة خلفو على زكجة‬ ‫أبيو التفاؽ ا‪٠‬بهما‪ ،‬كتقارب نسبهما‪ ،‬كىذا الذم عليو مشاٱبنا كأىل‬ ‫العلم كالنسب‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬كمعاذ اهلل أف يكوف أصاب نسب النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫نكاح مقت‪ ،‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كسلم‪" :‬مازلت أخرج من نكاح‬ ‫كنكاح اإلسالـ حٌب خرجت من بْب أب كأمي"‪.‬‬ ‫ث قاؿ ‪ :‬كمن اعتقد غّب ىذا فقد كفر كشك يف ىذا ا‪٣‬برب‪.‬‬ ‫كطهره تطهّبا‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬كا‪٢‬بمد هلل الذم نزىو عن كل كصم ‪ٌ ،‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬قلت ‪ :‬كىذا أرجو بو الفوز للجاحظ يف منقلبو‪ ،‬كأف يتجاكز‬ ‫اهلل عنو ما سطره يف كتبو‪ ،‬كأشرت إذل ذلك يف أكؿ كتاب " السّب "‪،‬‬ ‫من ا‪٤‬بنظومة بقورل‪:‬‬ ‫محـ ـمد خـ ـير جميع الخ ـ ـ ـ ـ ـلق‬

‫جـ ـ ـاء من ال ـح ّق لنا بالح ـ ـ ـق‬

‫الط ـيب األصـ ـ ـ ـول والفـ ـ ـ ـروع‬

‫الط ـ ـاىر المح ـ ـ ـ ـ ـتد والين ـ ـ ـبوع‬

‫آب ـ ـاؤه ق ـ ـد ط ـ ـهرت أن ـ ـ ـ ـسابا‬

‫وش ـ ـ ـرفت بين الورى أحس ـ ـابا‬

‫نـ ــكاحهم مــثل نكــاح االسلم‬

‫كذا رواه النجباء األعـ ـ ـ ـ ـ ــلم‬

‫دع ـ ـوة اب ـ ـ ـراى ـيم الخلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل‬

‫بشارة المسي ـح ف ـي التـ ـ ـنزيل‬

‫ومـ ــن أبى أو شك في ىذا كفر وذنــبو بــما جناه مـ ـا اغتـ ـ ـ ـ ـفر‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[65‬‬

‫نقــل ذا الح ــافظ قــطب الـدين عن صاحب البيان والتبيين(ُ)‬

‫كقاؿ ا‪٤‬بناكم ‪ :‬أبدل بعضهم ىنا إشكاال ‪ ،‬قويا ‪ ،‬كىو أف أئمة‬ ‫التاريخ ذكركا أف كنانة بن خزٲبة تزكج برة زكجة أبيو فولدت نضرا‬ ‫أحد أجداد النيب صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫وأجيب ‪ :‬بأف نضرا إ٭با ىو من رٰبانة ‪ ،‬كباستثناء ذلك كبأنٌو كاف‬

‫نكاحا قبل اإلسالـ ‪ ،‬ككلها إقناعية كال داللة يف قولو تعاذل ‪{ :‬إال‬ ‫الد‪١‬بي فإنٌو استثناء من الفعل‬ ‫ما قد سلف}‪ ،‬على ا‪١‬بواز كما كىم‬ ‫ٌ‬ ‫ال ا‪٢‬برمة كبأف ا‪١‬باحظ نقل عن أب عثماف أ ٌف كنانة دل يولد لو من‬ ‫زكجة أبيو برة بل من بنت أختها كا‪٠‬بها برة أيضا فغلظ كثّب ‪٤‬بوافقة‬ ‫االسم (ِ)‪.‬‬ ‫كعن ابن عباس رضي اهلل تعاذل عنهما قاؿ‪:‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫مضر ‪ ،‬كخّبي مضر بنو عبد مناؼ ‪،‬‬ ‫عليو كسلم ‪ ":‬خّبي العرب ي‬ ‫كخّب بِب عبد مناؼ بنو ىاشم ‪ ،‬كخّب بِب ىاشم بنو عبد ا‪٤‬بطلب ‪،‬‬ ‫كاهلل ما افَبقت فرقتاف منذ خلق اهلل آدـ إال كنت يف خّبٮبا "ركاه أبن‬ ‫كثّب(ّ)‪.‬‬ ‫ُ) حياة ا‪٢‬بيواف الكربل لو‪)ّ​ّٔ|ِ(:‬‬ ‫ِ(فيض القدير لو‪)ِٖٓ|ّ(:‬‬ ‫ّ)السّبة النبوية‪. )ُِٗ|ُ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[66‬‬

‫كعن أب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪":‬ما كلدتِب بغي قط منذ خرجت من صلب آدـ ‪ ،‬كدل تزؿ‬ ‫تنازعِب األمم كابرا عن كابر حٌب خرجت من أفضل حيْب من العرب‬ ‫‪ :‬ىاشم كزىرة "(ُ)‪.‬‬ ‫الكليب ر‪ٞ‬بو اهلل‬ ‫مر آنفا عن‬ ‫كركل ابن سعد كابن عساكر كما ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كتبت للنيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ٟ‬بسمائة ٍّأـ فما‬ ‫تعاذل قاؿ ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫كجدت فيهن سفاحا كال شيئا من أمر ا‪١‬باىلية‪.‬‬ ‫كقاؿ الصا‪٢‬بي ‪ :‬قولو ‪ٟ‬بسمائة ٌأـ ‪ :‬يريد ا‪١‬بدات كجدات ا‪١‬بدات‬ ‫من قبل أبيو كأمو‪.‬‬ ‫كالقرف بسكوف الراء ‪ :‬اختلف السلف يف تعيْب مدتو‪ ،‬فقيل‪ :‬مائة‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ‪ :‬كىو األشهر‪.‬‬ ‫كحكى ا‪٢‬برب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬اإلختالؼ فيو ث قاؿ ‪ :‬كعندم أ ٌف‬ ‫بق منها أحد ‪ ،‬كالسفاح بكسر السْب‬ ‫كل أمة ىلكت فلم يى ٌ‬ ‫القرف ي‬ ‫ا‪٤‬بهملة‪ :‬الزنا (ِ)‪.‬‬ ‫ُ) ذكره السيوطي يف ( الدر ا‪٤‬بنثور) ( ّ‪ )ِٗٓ /‬كعزاه البن عساكر‪.‬‬ ‫ِ)سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪.)ِّٖ|ُ( :‬‬ ‫‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[67‬‬

‫كقاؿ الشيخ يوسف بن إ‪٠‬باعيل النبهاين يف ( طيبة الغراء يف مدح‬ ‫سيد األنبياء ) ‪:‬‬ ‫ق ـ ـد تحـ ّرى َكـرائماً وك ـ ـراماً‬ ‫بصحيح النكاح دون سفاح‬

‫كيرحم اهلل تعاذل القائل‪:‬‬

‫ما ابتُغي قط في حماىم بِغاءٌ‬ ‫فهو ن ـ ـعم الـ ـنكاح نـ ــعم ال ـ ّرفاء‬

‫ِمن َع ِ‬ ‫َد َم لم يزل تحمي لو‬ ‫هد آ َ‬

‫في نسلها األصلب واألرحـام‬

‫حتى تنـقــل في نـكاح طاىـ ـ ــر‬

‫ما ضــم مجتـمعـين ف ـ ـيو حـ ـ ـرام‬

‫فبـدا كبــدر لي ـ ـ ـ ــلة وضـ ـ ـ ـ ــعو‬

‫ما شــان مـطـلعـو المنيـر قـ ـ ــتام‬

‫فانجابت الظـلماء من أنـواره‬

‫والنـور ال يبـ ـقى ع ـ ـ ـليــو ظ ـ ـ ـلم‬

‫شكرا لمهديو إليـنا نعـ ـ ـ ـ ـمـ ــة‬

‫ليست تحـيـط بكنهـها األوىـام‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ مشس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‬ ‫مر سابقان ‪:‬‬ ‫كما ٌ‬ ‫ِ‬ ‫يماً‬ ‫حم ُد نُوراً َعـ ـ ـ ـظ َ‬ ‫تَـنَـ َق َل أَ َ‬ ‫َّ‬ ‫ب فـ ـ ـيهم قَرناً فَـ ـ ـ ـ ـ ـ َقرناً‬ ‫تَقل َ‬

‫كقاؿ أيضا ‪:‬‬

‫حــفـظ اآللو كرام ــة لمح ـم ــد‬

‫تَ​َأل َأل فِي جـ ـ ـ ـ ـباه الساج ـ ـدينا‬ ‫ِ‬ ‫اء خ ـ ـ ـ ـ ُير المرسلينا‬ ‫إلى أَن َج َ‬

‫آباءه األمجاد صونا السمو‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[68‬‬

‫كقاؿ الشرؼ البوصّبم صاحب الربدة‪:‬‬

‫اء‬ ‫كي ـف تَرقـَى ُرق ـِي ـّ َ‬ ‫ك األَن ـبـِيَـ ُ‬ ‫وك في ُعـ َل َك َوقَـد َحا‬ ‫سـ ـ ـ ُاو َ‬ ‫لم يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫صـ ـفـ ـاتِـ ـ ِ‬ ‫ك لل ـ ـ ـنـا‬ ‫إنمـ ـ ـا َمثَّـ ـ ـ ـل ـُوا َ‬ ‫ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫صباح ِ‬ ‫فضل فما تصـ‬ ‫أنت م ُ‬ ‫لوم ِمن َع ِ‬ ‫الم الغَيـ‬ ‫لك ُ‬ ‫ذات العـُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضمائِ ِر الك ـ ِ‬ ‫ون تُخـ ـ ـتَا‬ ‫ُ‬ ‫لم تَـ َزل في َ َ‬ ‫ما م ـضت فترةٌ من الـرسـ ـ ـ ِل إالّ‬ ‫سم ـو‬ ‫ت ـَت ـَبَ َ‬ ‫اىى بـ ـك ُ‬ ‫ور وتَ ُ‬ ‫العصـُ ُ‬ ‫وب ـ ـدا لِلـ ـ ـوجـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ود م ـنـك كريـ ـ ـ ٌم‬ ‫َ‬ ‫الع ـ ــل بِ ُح ـ ـ ـله‬ ‫ب ُ‬ ‫نسـ ـ ـ ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ب تَحـ ـ َ‬ ‫َ‬

‫كمنها‪:‬‬

‫ـاء ما طـَـ َاولـَت ـ َها َس ـم ـَـاءُ‬ ‫يا َسم ً‬ ‫اء‬ ‫َل َسنًى منـك دونهـم َو َسـنَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫س كـَما مـَثّـل الن ـ َ‬ ‫جوم الم ـ ـ ـ ُ‬ ‫ضوئ ـِ َ‬ ‫ـ ـ ُد ُر إالّ عن َ‬ ‫ك األَضـ َواءُ‬ ‫ـــ ِ‬ ‫ب وم ـن ـ ـها َ‬ ‫آلدم األس ـ ـ ـماءُ‬

‫ُر لـك األُ ُمـ ـ ـ ـ ـ ـهـَـ ـ ُ‬ ‫ات واآلب ـ ـ ـاءُ‬ ‫بَش ـَّـرت َ‬ ‫قومها ب ـ ـك األن ـ ـبياءُ‬

‫ياء‬ ‫بـ ـك عـ ـَلـياءُ ب ـ ـعـ ـدىا َعـ ـ ـ ـ ـلـ ـ ُ‬ ‫من كـ ـ ـ ـري ـ ـ ـ ٍم آب ـ ـ ـا ُؤ ُه ك ـُ ـ ـ ـرمـ ـاءُ‬ ‫ق ـلـ ـّـدتها نج ـ ـومـ ـَه ـ ـا الج ـُـ ـوزاءُ‬

‫ـل الـذي ُشـ ـ ـ ـ ِّرف ـ ـ ـ ـت بـ ـ ـو حـ ـ ـ ّـواءُ‬ ‫فَهـَـ ـنيئاً بـ ـ ـو آلمـ ـنـة الـ ـ ـ ـ َفض ـ ـ ُ‬ ‫َم ـ ـن لِحـ ـ ـ ـ ّواء أنه ـ ـا حملت أحمـ ـ ـ ـ ـ ــدأو أنـ ـ ـه ــا بـ ـ ـ ـ ـو نــفسـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬ ‫ي ـوم نالت ب ـوضـع ـو ابنـة وىب‬ ‫فأتـ ـت ق ـ ـومـ ـها بأفـ ـض ـ ـل مم ــا‬

‫مـ ــن فخ ـ ـار ما لم تنلو النسـاء‬

‫حم ـ ـ ــلت قب ـ ــل مـ ـريم الع ــذراء‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[69‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬فيما ورد في بيان إيمان آبائو وأمهاتو صلى اهلل عليو‬ ‫وسلم‬

‫وفيو مطالب ثمانية‬ ‫المطلب األول ‪ :‬في إيمان آبائو وأمهاتو جملة‬

‫اآلثار السابقةي ‪ ،‬بعضها على أ ٌف كل أصل ًمن أصوؿ ا‪٤‬بصطفى‬ ‫دلت ي‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬من أبينا آدـ عليو السالـ ‪ ،‬إذل أبيو عبد اهلل‬ ‫ىو من خّب قرنو كأفضلو‬ ‫آثار كثّبة ‪ ،‬سبق بعضها أيضان ‪ ،‬أ ٌف األرض من عهد آدـ إذل‬ ‫ككردت ه‬ ‫بعثة النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كإذل قياـ الساعة ‪ ،‬ال ‪ٚ‬بلو من‬ ‫أناس على الفطرة ‪ ،‬يعبدكف اهلل ‪ ،‬كيوحدكنو ‪ ،‬كبفضلهم ‪ ،‬ككرامتهم‬ ‫كمن عليها‪.‬‬ ‫‪ٙ‬بفظ األرض ‪ ،‬كلوالىم ‪٥‬بلكت ى‬ ‫صوؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم دل يكن فيهم‬ ‫كىذه تى يد يؿ على أ ٌف أي ى‬ ‫كل أصل منهم من خّب أىل قرنو ‪ ،‬أك‬ ‫ه‬ ‫مشرؾ‪ ،‬كإالٌ ‪٤‬با ٌ‬ ‫صح أف يكوف ي‬ ‫بأم حاؿ من األحواؿ‬ ‫خّبىم إذ ا‪٤‬بشرؾ ال يكوف خّبان من ا‪٤‬بسلم ٌ‬ ‫أم القركف كأف‬ ‫‪ٚ‬بل من مسلم يف ٌ‬ ‫‪،‬ك ي‬ ‫اآلثار الدالٌة على أنٌاألرض دل ٌ‬ ‫سلسلة نسبو الشريف كلهم كانوا على ا‪٥‬بدم ا‪٢‬بنيف كثّبة ‪:‬‬ ‫منها ‪ :‬ما ركاه عبد الرزاؽ بإسناده على شرط الشيخْب عن ابن‬ ‫علي بن أب طالب رضي اهلل‬ ‫جريج قاؿ ‪ :‬قاؿ ابن ا‪٤‬بسيب‪ :‬قاؿ ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[71‬‬

‫عنو‪ :‬دل يزؿ على كجو الدىر يف األرض سبعة مسلموف فصاعدان فلوال‬ ‫كمن عليها (ُ)‪.‬‬ ‫ذلك ‪٥‬بلكت األرض ى‬ ‫كمثل ىذا اليقاؿ ‪ :‬بالرأم فلو حكم ا‪٤‬برفوع ‪ ،‬ألنٌو ال‪٦‬باؿ فيو للرأم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كيف ( السبل ) ‪ :‬كاف كل جد من أجداده صلى اهلل عليو كسلم من‬ ‫‪ٝ‬بلة السبعة ا‪٤‬بذكورين يف زمانو فهو ا‪٤‬بدعى‪.‬‬ ‫كإف كاف غّبىم لزـ أحد أمرين ‪ :‬إما أف يكوف غّبىم خّبا منهم‪،‬‬ ‫كىو باطل ‪٤‬بخالفتو ا‪٢‬بديث الصحيح ‪ ،‬كإما أف يكونوا خّبا منو كىم‬ ‫على الشرؾ كىو باطل باإل‪ٝ‬باع‪،‬كيف التنزيل‪{:‬كلعبد مؤمن خّب من‬ ‫مشرؾ } فثبت أهنم على التوحيد ليكونوا خّب أىل األرض ‪ ،‬كل يف‬ ‫زمانو (ِ)‪.‬‬ ‫كمنها ‪ :‬ما ركاه ا‪٢‬باكم كصححو عن ابن عباس رضي اهلل عنهما يف‬ ‫قولو تعاذل ‪ {:‬ىكا ىف النااس أيامةن ك ً‬ ‫اح ىدة})ّ( قاؿ ‪ :‬كاف بْب آدـ كنوح‬ ‫ي ى‬ ‫عشرة قركف كلهم على شريعة من ا‪٢‬بق فاختلفوا فبعث اهلل النبيٌْب‬ ‫كا‪٤‬برسلْب كأنزؿ كتابو فكانوا أمة كاحدة "(ْ)‬

‫ُ) ركاه عبد الرزاؽ ‪،‬يف ا‪٤‬بصنف (ٓ‪)ٗٔ/‬‬ ‫ِ) سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪)ِٓٔ|ُ( :‬‬ ‫ّ) سورة البقرة اآلية ُِّ‪.‬‬ ‫ْ) ا‪٤‬بستدرؾ لو‪)َْٖ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[70‬‬

‫كذكره ا‪٥‬بيثمي عن ابن عباس موقوفا‪ ،‬كعزاه للبزار كقاؿ‪ :‬فيو عبد‬ ‫الصمد بن النعماف كث ٌقو ابن معْب(ُ)‪.‬‬ ‫كذكر ابن سعدعن عكرمة قاؿ ‪ :‬كاف بْب آدـ كنوح عشرة قركف‬ ‫كلهم على اإلسالـ (ِ)‪ .‬كركل ابن أب حامت عن قتادة ‪٫‬بوه‪.‬‬ ‫كركل أبو يعلى(ّ) كالضياء ا‪٤‬بقدسي (ْ) بسند صحيح عن ابن‬ ‫عباس رضي اهلل عنهما قي ىذه اآلية قاؿ ‪ :‬على اإلسالـ كلهم‬ ‫كقاؿ أبو العباس شهاب الدين أ‪ٞ‬بد بن أب بكر بن إ‪٠‬باعيل بن‬ ‫سليم بن قاٲباز بن عثماف البوصّبم الكناين الشافعي (ا‪٤‬بتوىف‪:‬‬ ‫ٓ‬ ‫ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه أبو يعلى‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫َْٖىػ)‪ :‬ىذا إسناد ركاتو ثقات (‬ ‫ٌ‬ ‫كالطرباين باختصار ‪ ،‬كرجاؿ أىب يعلى رجاؿ الصحيح (ٔ)‪.‬‬ ‫الصا‪٢‬بي ‪ :‬يف التنزيل حكاية عن نوح صلى اهلل عليو‬ ‫كقاؿ اإلماـ‬ ‫ٌ‬ ‫كسلم‪ { :‬رب اغفر رل كلوالدم ك‪٤‬بن دخل بيٍب مؤمنا}(ٕ) كساـ بن‬ ‫ُ) ‪٦‬بمع الزكائد لو‪)ُّٖ|ٔ( :‬‬ ‫ِ) الطبقات الكربل لو‪)ّٔ|ُ( :‬‬ ‫ّ) مسند أب يعلى ‪.)ّْٕ|ْ(:‬‬ ‫ْ) األحاديث ا‪٤‬بختارة لو‪. )ِ​ِ​ِ|ُِ(:‬‬ ‫ٓ) إ‪ٙ‬باؼ ا‪٣‬بّبة ا‪٤‬بهرة بزكائد ا‪٤‬بسانيد العشرة لو ‪. )ُُٖ|ٔ( :‬‬ ‫ٔ) ‪٦‬بمع الزكائد لو‪. )ُّٖ|ٔ( :‬‬ ‫ٕ) سورة نوح اآلية ِٖ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[72‬‬

‫بن نوح مؤمن بنص القرآف كاإل‪ٝ‬باع ‪ ،‬بل كرد يف أثر أنٌو نيب ‪ ،‬ركاه‬ ‫ابن سعد‪ ،‬كالزبّب بن بكار يف (ا‪٤‬بوفقيات) كابن عساكر عن ‪٧‬بمد بن‬ ‫صرح بإٲبانو يف أث ور عن ابن عباس‪.‬‬ ‫السائب‪ ،‬ككلده أرفخشذ ٌ‬ ‫ركاه ابن عبد ا‪٢‬بكم يف ( تاريخ مصر ) كفيو أنٌو أدرؾ جده نوحا كأنٌو‬ ‫النبوة يف كلده‪.‬‬ ‫دعا لو أف ٯبعل اهلل تعاذل ا‪٤‬ب ى‬ ‫لك ك ٌ‬ ‫ي‬ ‫ككلد أرفخشذ إذل تارح كرد التصريح بإٲباهنم‪.‬‬ ‫ركل ابن سعد من طريق ‪٧‬بمد بن السائب‪ ،‬عن أب صاحل‪ ،‬عن ابن‬ ‫عباس رضي اهلل عنهما أ ٌف الناس ما زالوا ببابل كىم على اإلسالـ من‬ ‫عهد نوح إذل أ ٌف ملكهم ٭بركد فدعاىم إذل عبادة األكثاف ففعلوا‪.‬‬ ‫فعرؼ من ‪٦‬بموع ىذه اآلثار ‪ :‬أ ٌف أجداد النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫كانوا مؤمنْب بيقْب من آدـ إذل زمن ٭بركد ‪،‬كيف زمنو كاف إبراىيم‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫كآزر إف كاف كالد إبراىيم ‪ ،‬فيستثُب من سلسلة النسب‪،‬كإف كاف‬ ‫عمو فال استثناء‪.‬‬ ‫كىذا القوؿ ‪_، :‬يعِب أ ٌف آزر ليس أبا إلبراىيم ‪ ،‬عليو السالـ _‪،‬‬ ‫كرد عن ‪ٝ‬باعة من السلف رضي اهلل عنهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬ ‫ركاه ابن أب شيبة ‪ ،‬كابن ا‪٤‬بنذر عن ‪٦‬باىد ‪ ،‬من طرؽ بعضها صحيح‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[73‬‬

‫كركاه ابن ا‪٤‬بنذر عن ابن جريج بسند صحيح ‪ ،‬كابن أب حامت عن‬ ‫السدم بسند صحيح‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كقد كجو من حيث اللغة ‪ :‬بأ ٌف العرب تطلق لفظ األب على العم‬ ‫إطالقان‪ ،‬شائعا ‪ ،‬كإف كاف ‪٦‬بازان‪.‬‬ ‫السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل _ الكالـ على ذلك‪،‬‬ ‫الشيخ_ يعِب‬ ‫كبسط‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫كتركتو ألنٌو خالؼ الظاىر‬ ‫البخارم كغّبه كتضافرت‬ ‫كقد صحت األحاديث يف (صحيح)‬ ‫ٌ‬ ‫العرب من عهد إبراىيم ‪ ،‬كىم على دينو كدل‬ ‫نصوص العلماء ‪ :‬بأ ٌف ى‬ ‫يكفر أح هدمنهم إذل عهد عمرك بن عامر ا‪٣‬بزاعي‪ ،‬كىو الذييقاؿ‪ :‬لو‬ ‫كغّب دين إبراىيم ‪،‬‬ ‫عمرك بن ي‪٢‬ب ٌي ‪ ،‬فهو ٌأكؿ ىمن عبٌد األصناـ ‪ٌ ،‬‬ ‫ك‪ٞ‬بل العرب على ذلك فتبعتو‪.‬ككاف عمرك بن ‪٢‬بي قريبا من زمن‬ ‫كنانة جد النيب صلى اهلل عليو كسلم ك‪٥‬بذا مزيد بياف يأيت قبيل أبواب‬ ‫البعثة‪.‬‬ ‫ث ذكر الشيخ ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬ما يشهد إلٲباف عدناف كمعد كربيعة‬ ‫كمضر كخزٲبة كأسد كإلياس ككعب بن لؤم‪ ،‬كسيأيت بياف ذلك يف‬ ‫ترا‪ٝ‬بهم‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[74‬‬

‫ث قاؿ ‪ :‬فتلخص من ‪٦‬بموع ما سقناه ‪ :‬أف أجداده صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم من آدـ إذل كعب بن لؤم كمن كلده مرة مصرح بإٲباهنم ‪ ،‬إال‬ ‫آزر فإنٌو ‪٨‬بتلف فيو‬ ‫فإ ٌف كلد إبراىيم ‪ ،‬فإنٌو مستثُب ‪ ،‬كإف كاف عمو كما ىو أحد القولْب‬ ‫فيو ‪ ،‬فهو خارج عن األجداد ‪ ،‬كسلمت سلسلة النسب‪.‬‬ ‫كبقي بْب مرة كعبد ا‪٤‬بطلب أربعة أجداد دل أظفر فيهم بنقل(ُ)‪.‬‬ ‫كنقل الربز‪٪‬بي عن الشهرستاين يف ( ا‪٤‬بلل كالنحل) قاؿ ‪ :‬كاف دين‬ ‫غّبه‬ ‫إبراىيم عليو السالـ قائمان يف صدر العرب شائعان ‪ ،‬كأكؿ من ٌ‬ ‫كا‪ٚ‬بذ عبادة األكثاف‪ ،‬عمرك بن ‪٢‬بي (ِ)‪.‬‬ ‫ىريىرة‬ ‫كقد ٌ‬ ‫صح بذلك ا‪٢‬بديث ‪ ،‬ركل البخارم من حديث أب ى‬ ‫رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قىاؿ النًايب صلاى اللاو على ً‬ ‫مرك‬ ‫ع‬ ‫ىيت‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫يو‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٌ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫بن ع ًامر ب ًن ‪٢‬بي ا‪٣‬بز ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؿ‬ ‫ىك‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الن‬ ‫يف‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ٯب‬ ‫ي‬ ‫اع‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٌ ى‬ ‫ٌ ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ب "(ّ)‪.‬‬ ‫ال اس ىوائ ى‬ ‫كركل ابن جرير عن أب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬عرضت علي النار ‪ ،‬فرأيت فيها عمرك بن‬ ‫ُ) سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد لو‪. )ِٕٓ|ُ(:‬‬ ‫ِ) سداد الدين لو‪)ُْٔ( :‬‬ ‫ّ) صيحيح البخارم‪.)ُْٖ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[75‬‬

‫فالف بن فالف بن خندؼ ٯبر قصبو يف النار ‪ ،‬كىو أكؿ من غّب دين‬ ‫إبراىيم ‪ ،‬كسيب السائبة‪ ،‬كأشبو من رأيت بو أكثم بن ا‪١‬بوف! فقاؿ‬ ‫أكثم‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬أيضرين شبهو؟ قاؿ ‪ ":‬ال ألنك مسلم‪ ،‬كإنو‬ ‫ُ‬ ‫غّب دين‬ ‫من‬ ‫أكؿ‬ ‫كاف‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪":‬‬ ‫إسحاؽ‬ ‫ابن‬ ‫اية‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫كيف‬ ‫)‬ ‫كافر "(‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إ‪٠‬باعيل فنصب األكثاف ‪ ،‬كٕبر البحّبة ‪ ،‬كسيب السائبة ‪ ،‬ككصل‬ ‫الوصيلة ‪ ،‬ك‪ٞ‬بى ا‪٢‬باـ "(ِ) كلو طرؽ أخر‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬في تعين بعض أجداده وذكر إيمانهم‬

‫ركل ابن سعد من يمرسل عبد اهلل بن خالد قاؿ‪:‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ ":‬التسبوا مضر فإنٌو كاف قد أسلم "(ّ)‪.‬‬ ‫كركل ابن حبيب عن ابن عباس رضي اهلل عنهما ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كاف‬ ‫عدناف‪ ،‬كمعد ‪ ،‬كربيعة ‪ ،‬كخزٲبة ‪ ،‬كأسد ‪ ،‬على ملة إبراىيم ‪ ،‬فال‬ ‫تذكركىم اال ٖبّب (ْ)‪.‬‬

‫ُ) جامع البياف يف تأكيل القرآف‪)ُ​ُٖ|ُ​ُ(:‬‬ ‫ِ) سّبة ابن ىشاـ ‪.)ٕٔ|ُ(:‬‬ ‫ّ) الطبقات الكربل لو‪)ٖٓ|ُ( :‬‬ ‫ْ) فتح البارم إلبن حجر‪.)ُْٔ|ٕ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[76‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ‪ :‬كركل الزبّب بن بكار من كجو آخر مرفوعا ‪" :‬‬ ‫التسبوا مضر كال ربيعة فإهنما كانا مسلمْب " كلو شاىد عند بن‬ ‫حبيب من مرسل سعيد بن ا‪٤‬بسيب (ُ)‪.‬‬ ‫كعن ابن عباس رضي اهلل عنهما مرفوعا " التسبوا قيسان فإنو كاف‬ ‫مسلما "(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ السهيلي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كعن النيب صلى اهلل عليو كسلم أنٌو‬ ‫قاؿ ‪ " :‬التسبوا إلياس فإنو كاف مؤمنان " كذكر أنو كاف ييسمع يف‬ ‫صلبو تلبية النيب صلى اهلل عليو كسلم با‪٢‬بج (ّ)‪ .‬قاؿ ‪ :‬ككعب بن‬ ‫لؤم ‪ ،‬أكؿ من ‪ٝ‬بع يوـ العركبة‬ ‫ٌ‬ ‫كقيل ‪ :‬إنٌو أكؿ من ‪٠‬بٌها ا‪١‬بمعة فكانت قريش ٘بتمع إليو يف ىذا‬ ‫اليوـ فيخطبهم كيذكرىم ٗببعث النيب صلى اهلل عليو كسلم كيعلمهم‬ ‫أنو من كلده كيأمرىم باتباعو كاإلٲباف بو ‪ ،‬كينشدىم ىذه األبيات‬ ‫الٍب منها‪:‬‬ ‫ياليتني شاىد فحواء دعوتو‬

‫إذا قريش تبغي الحق خذالنا‬

‫ُ) نفس ا‪٤‬بصدر السابق‪.‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بناقب ا‪٤‬بزيدية يف أخبار ا‪٤‬بلوؾ األسدية ‪ :‬ألب البقاء (ُ|ّْٕ)‪.‬‬ ‫ّ) الركض األنف لو ‪.)ُٔ|ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[77‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كقد ذكر ا‪٤‬باكرم ىذا ا‪٣‬برب يف كتاب ( األعالـ) لو (ُ)‪.‬‬ ‫السيوطي ‪ :‬كىذا ا‪٣‬برب أخرجو أبو نعيم يف(دالئل النبوة)‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ‬ ‫ٌ‬ ‫بسنده عن أب سلمة بن عبد الر‪ٞ‬بن بن عوؼ كيف آخره ‪ :‬ككاف بْب‬ ‫موت كعب كمبعث النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ٟ‬بس مئة كستوف سنة‬ ‫(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بليب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كانت قريش ٘بتمع إذل كعب ‪ ،‬ثٌ‬ ‫يعظهم ‪ ،‬كيذ ٌكرىم ٗببعث النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كيعلمهم بأنو‬ ‫من كلده ‪ ،‬كيأمرىم باتباعو ‪ ،‬كيقوؿ ‪ :‬سيأيت ‪٢‬برمكم نبأ عظيم‪،‬‬ ‫كسيخرج منو نيب كرًن‪ ،‬كينشد أبياتان آخرىا‪:‬‬ ‫النبي محمـ ٌد‬ ‫على غفلة يأتي ُ‬

‫فيخبر أخباراً صدوقاً خبيرىا‬

‫عوتَ ِو‬ ‫اء َد َ‬ ‫يا ليتني شاى ٌد فَ َح َو َ‬

‫ِ ِ‬ ‫الح ّق ِخ َ‬ ‫ذالناً‬ ‫حين َ‬ ‫العشـِ َيرة تَبغي َ‬ ‫َ‬

‫كينشد أيضان‪:‬‬

‫ككاف بينو كبْب مبعثو ‪ٟ‬بسمائة سنة كستوف سنة‪.‬‬ ‫كيف (اإلمتاع) ‪ :‬كعشركف سنة ‪ ،‬ألف ا‪٢‬بق أف ا‪٣‬بمسمائة كالستْب إ٭با‬ ‫ىي بْب موت كعب ‪ ،‬كالفيل الذم ىو مولده كما ذكره أبو نعيم يف‬ ‫(الدالئل النبوية)‪.‬‬ ‫ُ) ا‪٤‬بصدر السابق(ُ|ُٓ)‪.‬‬ ‫ِ) ا‪٢‬باكم للفتاكم‪.)َِٕ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[78‬‬

‫كقيل ‪ :‬إ ٌف كعبان كاف أكؿ من قاؿ " أما بعد " فكاف يقوؿ‪ :‬أما بعد‬ ‫فا‪٠‬بعوا ‪ ،‬كافهموا ‪ ،‬كتعلموا ‪ ،‬كاعملوا ‪ ،‬ليل داج‪.‬‬ ‫كيف ركاية ‪ :‬ليل ساج‪ ،‬كهنار صاح ‪ ،‬كاألرض مهاد‪ ،‬كالسماء بناء‪،‬‬ ‫كا‪١‬بباؿ أكتاد‪ ،‬كالنجوـ أعالـ ‪ ،‬كاألكلوف كاآلخرين‪ ،‬فصلوا أرحامكم‬ ‫‪،‬كاحفظوا أصهاركم‪ ،‬ك‪ٜ‬بركا أموالكم ‪ ،‬الدار أمامكم ‪ ،‬كالظن غّب ما‬ ‫تقولوف‪ :‬أم كقيل ‪ :‬لو كعب لعلوه كارتفاعو ‪ ،‬ألف كل شيء عال‬ ‫كارتفع فهو كعب ‪ً ،‬‬ ‫كمن ثىا قيل ‪ :‬للكعبة كعبة كلعلوه كارتفاع شأنو‬ ‫ٌأرخوا ٗبوتو حٌب كاف عاـ الفيل أرخوا بو ث أرخوا بعد عاـ الفيل‬ ‫ٗبوت عبد ا‪٤‬بطلب ككعب(ُ)‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬في المحصول من األدلة السابقة‬

‫السيوطي بعد كالـ طويل ‪ :‬فحصل ‪٩‬با أكردناه أ ٌف آباء النيب‬ ‫قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم من عهد إبراىيم إذل كعب بن لؤم كانوا كلهم‬ ‫على دين إبراىيم ككلد كعب يمرة الظاىر أنو كذلك ألف أباه أكصاه‬ ‫باإلٲباف كبقي بينو كبْب عبد ا‪٤‬بطلب أربعة آباء كىم كالب كقصي‬ ‫كعبد مناؼ كىاشم كدل أظفر فيهم بنقل ال هبذا كال هبذا (ِ)‪.‬‬ ‫ُ) السّبة ا‪٢‬بلبية‪)ِٓ|ُ(:‬‬ ‫ِ) ا‪٢‬باكل للفتاكل ‪. )َِٕ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[79‬‬

‫كقاؿ الربز‪٪‬بي بعد ذكر أدلة كثّبة ‪ :‬فحصل ‪٩‬با سردناه إذل ىنا أف‬ ‫آباء النيب صلى اهلل عليو كسلم من عهد إبراىيم عليو السالـ إذل‬ ‫كعب بن لؤم ‪ ،‬كانوا كلهم على دين إبراىيم عليو السالـ (ُ)‪.‬‬ ‫كيف( مسلم الثبوت مع شرحو) ‪ :‬كأما الواقع ‪ ،‬فا‪٤‬بتوارث من لدف‬ ‫آدـ ‪ ،‬أب البشر ‪ ،‬إذل نبينا ‪ ،‬كموالنا افضل الرسل ‪ ،‬كأشرؼ ا‪٣‬بلق‬ ‫‪٧‬بمد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كأصحابو كسلم ‪ ،‬أنو دل يبعث‬ ‫نص اإلماـ أبو حنيفة يف ( الفقو‬ ‫نيب قط أشرؾ باهلل طرفة عْب كعليو ٌ‬ ‫األكرب)‪ ،‬كيف بعض ا‪٤‬بعتربات أف االنبياء عليهم السالـ معصوموف عن‬ ‫حقيقة الكفر كعن حكمو بتبعية آبائهم كعلى ىذا ‪ ،‬فالبد من أف‬ ‫يكوف تولد االنبياء بْب أبوين مسلمْب أك يكوف موهتما قبل تولدىم‬ ‫لكن الشق الثاين قلما يوجد يف اآلباء كال ٲبكن يف االمهات كمن‬ ‫ىهنا بطل ما نسب بعضهم من الكفر إذل أـ سيد العادل مفخر بِب‬ ‫آدـ صلى اهلل عليو كآلو كأصحابو كسلم كذلك ألنو حينئذ يلزـ نسبة‬ ‫األكؿ‬ ‫الكفر بالتبع كىو خالؼ اإل‪ٝ‬باع بل ا‪٢‬بق الراجح ىو ٌ‬

‫ػُ)سداد الدين كسداد الدين‪.)ُٔٗ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[81‬‬

‫كأما االحاديث الواردة‪ :‬يف أبوم سيد العادل صلوات اهلل كسالمو‬ ‫عليو كآلو كأصحابو فمتعارضة مركية أحاد فال تعويل عليها يف‬ ‫االعتقادات‬ ‫كأما آزر‪ :‬فالصحيح أنو دل يكن أبا البراىيم عليو السالـ ‪ ،‬بل أبوه‬ ‫تارح كذا صحح يف بعض " التواريخ " كا٭با كاف آزر عم ابراىيم عليو‬ ‫السالـ كرباه اهلل تعاذل يف حجره كالعرب تسمى العم الذم كرل تربية‬ ‫ابن أخيو أبا لو كعلى ىذا التأكيل قولو تعاذل‪ {:‬كإذ قاؿ ابراىيم ألبيو‬ ‫آزر} كىو ا‪٤‬براد ٗبا ركم يف بعض " الصحاح " أنو نزؿ يف أب سيد‬ ‫العادل صلى اهلل عليو كآلو كأصحابو كسلم {ما كاف للنيب كالذين آمنوا‬ ‫أف يستغفركا للمشركْب كلو كانوا أكذل قرىب من بعد ما تبْب ‪٥‬بم أهنم‬ ‫أصحاب ا‪١‬بحيم} فإف ا‪٤‬براد باألب العم كيف ال؟ كقد كقع صرٰبا‬ ‫يف ( صحيح ) البخارم أنو نزؿ يف أىب طالب ىذا‪،‬كينبغي أف يعتقد‬ ‫أ ٌف آباء سيد العادل صلى اهلل عليو كآلو كأصحابو كسلم من لدف أبيو‬ ‫السيوطي بوجو أمتٌ‪،‬كلو ال كوف‬ ‫إذل آدـ ‪ ،‬كلهم مؤمنوف ‪ ،‬كقد بينو‬ ‫ٌ‬ ‫الفن غريبا لفصلنا القوؿ فيو (ُ)‪.‬‬

‫ُ)(ِ|ُٖ​ُ‪)ُ​ُٗ-‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[80‬‬

‫كقاؿ القاضي أبو بكر بن العرىب أحد أئمة ا‪٤‬بالكية ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل عن‬ ‫رجل قاؿ‪ :‬إف آباء النىب صلى اهلل عليو كسلم ىف النار فأجاب بأنو‬ ‫ملعوف ألف اهلل تعاذل يقوؿ ‪ {:‬إف الذين يؤذكف اهلل كرسولو لعنهم اهلل‬ ‫ىف الدنيا كاآلخرة } ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كال أذل أعظم من أف يقاؿ‪ :‬عن أبيو‬ ‫أنو ىف النار (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الشيخ ‪٧‬بمود ‪٧‬بمد السبكي ‪ :‬قاؿ ا‪٢‬بلواين يف (ا‪٤‬بواكب) ‪:‬‬ ‫القوؿ بكفر أبويو صلى اهلل عليو كسلم زلة عاقل نعوذ باهلل من ذلك‪.‬‬ ‫فمن تفوه بو فقد تعرض للكفر بإيذائو صلى اهلل عليو كسلم ‪.‬‬ ‫فقد جاء أف عكرمة بن أب جهل إشتكى إليو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫أف الناس يسبوف أباه فقاؿ ‪ ":‬ال تؤذكا األحياء بسبب األموات "‬ ‫حي يف قربه تعرض‬ ‫ركاه الطرباين كال شك أنو صلى اهلل عليو كسلم ٌ‬ ‫عليو أعمالنا كإذا ركعي عكرمة رضي اهلل عنو يف أبيو بالنهي عما‬ ‫يتأذل بو من سبو ‪ ،‬فسيد ا‪٣‬بلق أكذل كأكجب‪ ،‬كيف كقد جاء أف‬ ‫ُ‬

‫) ا‪٤‬بنهل العذب ا‪٤‬بوركد‪ :‬شرح سنن أب داكد‪)َُ​َ|ٗ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[82‬‬

‫سبيعة ككأهنا ا‪٤‬بعركفة بدرة بنت أب ‪٥‬بب جاءت إذل رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم فقالت ‪ :‬إف الناس يصيحوف ب يقولوف ‪ :‬إين ابنت‬ ‫حطب النار فقاـ رسوؿ رسوؿ اهلل عليو كسلم كىو مغضب شديد‬ ‫الغضب فقاؿ‪ " :‬ما باؿ أقواـ يؤذكنِب يف نسيب كذكم ر‪ٞ‬بي أالكمن‬ ‫آذل نسيب كذكم ر‪ٞ‬بي فقد آذاين كمن آذاين فقد آذل اهلل عز كجل‬ ‫"(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ السهيلى ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كليس لنا ‪٫‬بن أف نقوؿ ‪:‬‬ ‫ذلك ىف أبويو عليو الصالة كالسالـ لقولو عليو الصالة كالسالـ‪ ":‬ال‬ ‫تؤذكا األحياء بسبب األموات " كاهلل تعاذل يقوؿ ‪ {:‬إف الذين يؤذكف‬ ‫اهلل كرسولو لعنهم اهلل ىف الدنيا}(ِ)(ّ)‪.‬‬ ‫الطهطاكم (ا‪٤‬بتوىف‪َُِٗ :‬ىػ)‪:‬‬ ‫كقاؿ رفاعة رافع بن بدكم بن علي‬ ‫ٌ‬ ‫كعلى كل حاؿ فا‪٢‬بذر كل ا‪٢‬بذر من ذكر أبوم النىب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ٗبا فيو نقص ‪ ،‬فإف ذلك قد يؤذل النىب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫ألف العرؼ جار بأنو إذا ذكر أبو الشخص ٗبا ينقصو تأ ٌذل كلده‬ ‫بذلك عند ا‪٤‬بخاطبة‪ ،‬كيف كقد ركل ابن منده كغّبه عن أىب ىريرة‬ ‫ُ) نفس ا‪٤‬بصدر األكؿ‬ ‫ِ) سورة األحزاب اآلية ٕٓ ‪.‬‬ ‫ّ) الركض األنف‪.)ُٖٔ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[83‬‬

‫قاؿ ‪ " :‬جاءت سبيعة بنت أىب ‪٥‬بب إذل النىب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف الناس يقولوف ‪ :‬أنت بنت حطب النار‪.‬‬ ‫فقاـ رسوؿ اهلل صلٌى اهلل عليو كسلٌم كىو مغضب ‪ ،‬فقاؿ ‪":‬ما باؿ‬ ‫أقواـ يؤذكنُب يف قرابٍب ‪ ،‬كمن اذاىن فقد اذل اهلل ! "كقد قاؿ عليو‬ ‫الصالة كالسالـ ‪ " :‬ال تؤذكا األحياء بسب األموات " كال ريب أف‬ ‫إيذاءه كفر‪ ،‬يقتل فاعلو إف دل يتب (ُ)‬ ‫كقد أمرنا أف ٭بسك اللساف إذا ذكر أصحابو رضى اهلل عنهم بشىء‬ ‫يرجع إذل العيب كالنقص فيهم‪.‬‬ ‫فألف ٭بسك كنكف عن أبويو أحق كأحرل إذا تكرر ذلك ‪ ،‬فحق‬ ‫ٱبل بشرؼ نسب نبيو عليو الصالة‬ ‫ا‪٤‬بسلم أف ٲبسك لسانو ‪ ،‬عما ٌ‬ ‫كالسالـ بوجو من الوجوه ‪ ،‬كال خفاء ىف أ ٌف إثبات الشرؾ ىف أبويو‬ ‫إخالؿ ظاىر بشرؼ نسب نبيو الطاىر ‪ ،‬ك‪ٝ‬بلة ىذه ا‪٤‬بسائل ليست‬ ‫ه‬ ‫من االعتقاديات فالحظ للقلب فيها ‪ ،‬كأما اللساف ‪ ،‬فحقو اإلمساؾ‬ ‫ألهنم ال يقدركف على‬ ‫عما يتبادر منو النقصاف خصوصا عند العامة ٌ‬ ‫دفعو كتداركو‪.‬‬ ‫ُ) هناية اإلٯباز يف سّبة ساكن ا‪٢‬بجاز لو‪.)ّْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[84‬‬

‫كمن ذلك يعلم أف الرجل الثاىن الذل قاؿ ‪ٗ :‬بوت أبوم النىب صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم على الكفر قد أخطأ خطأ بينا يأث كيدخل بو فيمن‬ ‫آذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كلكن ال ٰبكم عليو بالكفر‬ ‫ألف ا‪٤‬بسألة ليست من ضركريات الدين الٌب ٯبب على ا‪٤‬بكلف‬ ‫تفصيلها ‪ ،‬ىذا ىو ا‪٢‬بق الذل تقتضيو النصوص كعليو احملققوف من‬ ‫العلماء كاهلل أعلم‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬في ذكر إيمان عبد المطلب خاصة‬ ‫وأما جده عبد المطلب ففيو ثلثة أقوال‬

‫أحدىا ‪ :‬كىو األشبو أنٌو دل تبلغو الدعوة ألجل ا‪٢‬بديث الذم يف‬ ‫(البخارم) كغّبه‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أنو كاف على التوحيد كملة إبراىيم كىو ظاىر عموـ كالـ‬ ‫ازم كما تقدـ عن ‪٦‬باىد كسفياف بن عيينة‬ ‫اإلماـ فخر الدين الر ٌ‬ ‫كغّبٮبا يف تفسّب اآليات السابقات‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬أف اهلل أحياه بعد بعثة النيب صلى اهلل عليو كسلم حٌب‬

‫آمن بو كأسلم ث مات ‪ ،‬حكاه ابن سيد الناس كىذا ىو أضعف‬ ‫األقواؿ كأسقطها كأكىاىا ‪ ،‬ألنو ال دليل عليو كدل يرد قط يف حديث‬ ‫ال ضعيف كال غّبه كال قاؿ ىذا القوؿ ‪ :‬أحد من أئمة السنة بل إ٭با‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[85‬‬

‫حكوه عن بعض الشيعة ك‪٥‬بذا اقتصر غالب ا‪٤‬بصنفْب على حكاية‬ ‫القولْب األكلْب كسكتوا عن حكاية الثالث ألف خالؼ الشيعة ال‬ ‫يعتد بو‪.‬‬ ‫كقاؿ السهيلي ‪ :‬كيف ( الصحيح )‪ :‬أ ٌف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم دخل على أب طالب عند موتو ‪ ،‬كعنده أبو جهل ‪ ،‬كابن أب‬ ‫أمية فقاؿ ‪ ":‬يا عم قل ‪ :‬ال إلو إال اهلل كلمة أشهد لك هبا عند اهلل‬ ‫"‪ .‬فقاؿ لو أبو جهل كابن أب أمية ‪ :‬أترغب عن ملة عبد ا‪٤‬بطلب‬ ‫فقاؿ ‪ :‬أنا على ملة عبد ا‪٤‬بطلب‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬فظاىر ىذا ا‪٢‬بديث يقتضي أف عبد ا‪٤‬بطلب مات على الشرؾ‬ ‫قاؿ ‪ :‬ككجدت يف بعض كتب ا‪٤‬بسعودم اختالفا يف عبد ا‪٤‬بطلب ‪،‬‬ ‫كأنٌو قد قيل فيو ‪ :‬مات مسلما ‪٤‬با رأل من الدالئل على نبوة ‪٧‬بمد‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كعلم أنو ال يبعث إال بالتوحيد فاهلل أعلم غّب‬ ‫أف يف (مسند) البزار ككتاب النسائي من حديث عبد اهلل بن عمرك‬ ‫أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ :‬لفاطمة كقد عزت قوما من‬ ‫األنصار عن ميتهم " لعلك بلغت معهم الكدل " فقالت ‪ :‬ال فقاؿ‬ ‫‪ " :‬لو كنت بلغت معهم الكدل ما رأيت ا‪١‬بنة حٌب يراىا جد أبيك‬ ‫" قاؿ ‪ :‬كقد أخرجو أبو داكد كدل يذكر فيو " حٌب يراىا جد أبيك "‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[86‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كيف قولو ‪ ":‬جد أبيك "كدل يقل ‪ :‬جدؾ تقوية للحديث‬ ‫الضعيف الذم قدمنا ذكره أف اهلل أحيا أباه كأمو كآمنا بو فاهلل أعلم‪.‬‬ ‫قاؿ ‪:‬كٰبتمل أنو أراد ‪ٚ‬بويفها بذلك ألف قولو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫حق ‪ ،‬كبلوغها معهم الكدل ال يوجب خلودا يف النار (ُ)‪.‬‬ ‫اؿ ا‪٢‬باكًم ‪ً :‬‬ ‫يح اًٍإلسنى ًاد ىعلىى‬ ‫قلت ‪ :‬كيف صحتو خالؼ ‪ ،‬قى ى ى ي ى‬ ‫صح ي‬ ‫ىشر ًط الش ً‬ ‫ايخْب ىكىدل يٱبىِّرجاه‪.‬‬ ‫اؿ – يعِب ا‪٢‬باكم ‪ : -‬ىى ىذا ىح ًديث‬ ‫العيِب ‪ :‬قى ى‬ ‫كقاؿ بدر الدين ٌ‬ ‫صً‬ ‫ً‬ ‫يف يىػ يقوؿ‪ :‬على‬ ‫دل‬ ‫ك‬ ‫ْب‬ ‫خ‬ ‫اي‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫رط‬ ‫ش‬ ‫على‬ ‫يح‬ ‫ح‬ ‫ى‬ ‫ٱبرجاهي قلت‪ :‬ىك ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ايخ ً‬ ‫ْب ىكىربًي ىعة بن سيف دل ٱبرج لىوي أحد ًمن يه ىما ؟(ِ)‪.‬‬ ‫ىشرط الش ى‬ ‫اؿ ا‪٢‬بافظ ابن ىدقًيق العًيد ‪ :‬ىكفيما قالو ا‪٢‬بىاكم عندم نظىر ‪ ،‬فًإ اف‬ ‫كقى ى‬ ‫يح ىشيئا فً‬ ‫صً‬ ‫ركاية ربيعة بن سيف ىدل يٱبِّرج لو الشايخ ً‬ ‫ً‬ ‫يما‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫اف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫أ ٍىعلى يم (ّ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن القيم ‪ :‬قاؿ أبوحامت ‪ :‬يريد ا‪١‬بنة العالية الٍب يدخلها من دل‬ ‫يرتكب هني رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫ُ) الركض األنف‪)ِٗ|ْ( :‬‬ ‫ِ) عمدة القارم لو ‪)ْٔ|ٖ(:‬‬ ‫ّ) نيل األكطار للشوكاين‪.)ُّْ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[87‬‬

‫ألف فاطمة علمت النهي فيو قبل ذلك كا‪١‬بنة ىي جناف كثّبة ‪ ،‬ال‬ ‫جنة كاحدة ‪ ،‬كا‪٤‬بشرؾ ال يدخل ا‪١‬بنة أصال ‪ ،‬ال عالية كال سافلة كال‬ ‫ما بينهما كقد طعن غّبه يف ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬كقالوا ‪ :‬ىو غّب‬ ‫صحيح‪،‬ألف ربيعة بن سيف‪-‬ضعيف ا‪٢‬بديث‪،‬عنده مناكّب (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن ا‪٤‬بلقن ‪ :‬ركاه أبو داكد ‪ ،‬كالنسائي ‪ ،‬كالسياؽ لو‬ ‫كتر‪ٝ‬با عليو باب التعزية ‪.‬‬ ‫قاؿ ربيعة ‪ :‬كالكدل القبور فيما أحسب ‪ ،‬كصححو ابن حباف‬ ‫كا‪٢‬باكم ‪ ،‬كقاؿ صحيح على شرط الشيخْب ‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن القطاف ‪ :‬قاؿ ابن حباف ‪ :‬ربيعة ىذا ال يتابع يف حديثو‬ ‫مناكّب ‪ ،‬كدل أر أنا ىذا يف ضعفائو ‪ ،‬كذكر لو النسائي يف ‪ٛ‬بييزه ىذا‬ ‫ا‪٢‬بديث ث قاؿ ‪ :‬ليس بو بأس نعم يف بعض نسخ النسائي عقب‬ ‫إيراده ا‪٢‬بديث ربيعة ضعيف ‪ ،‬كيف بعضها صدكؽ ‪ ،‬كدل ٱبرج لو‬ ‫كاحد من (الصحيحْب)‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن القطاف أيضان ‪ :‬ا‪٢‬بديث عندم حسن ال ضعيف (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ البوصّبم ‪ :‬ركاه أبو يعلى بإسناد حسن (ّ)‪.‬‬ ‫ُ) عوف ا‪٤‬بعبود شرح (سنن أب داكد) ‪.)ِْ|ٗ(:‬‬ ‫ِ) ‪ٙ‬بفة احملتاج إذل أدلة ا‪٤‬بنهاج‪.)ُٔٔ|ُ(:‬‬ ‫ّ) إ‪ٙ‬باؼ ا‪٣‬بّبة ا‪٤‬بهرة بزكائد ا‪٤‬بسانيد العشرة‪)َٖٓ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[88‬‬

‫اؿ السندم ‪ :‬كظ ً‬ ‫السيىاؽ _ ‪ :‬ييًفيد أى ٌف الٍمراد ىما‬ ‫قى ى‬ ‫اىر ال اسوؽ _ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫رأىيت أبدا كما ىدل يرىا ف ىالف ‪ ،‬كأ ٌف ىىذه الغاية من قىبيل ىح ٌ​ٌب يلج‬ ‫ا ٍ‪١‬بمل ًيف سم ا‪٣‬بً‬ ‫ؤدم إً ىذل‬ ‫‪،‬‬ ‫اط‬ ‫ي‬ ‫كمعلوـ أى ٌف الٍمعصيىة ىغّب الشِّرؾ ىال تي ٌ‬ ‫ى‬ ‫ىٌ ى‬ ‫ً‬ ‫ك ‪ ،‬فىإ اما أىف ٰبمل ىعلىى التاغليظ ًيف حقها ‪ ،‬ىكإً اما أىف يٰب ىمل ىعلىى أىنٌ يو‬ ‫ذل ى‬ ‫علًم ًيف حقها أىنػها لىو اً‬ ‫ً‬ ‫لك الٍمعصية ىألفضت ًهبا إً ىذل مع ً‬ ‫صيىة‬ ‫ت‬ ‫تكبت‬ ‫ر‬ ‫ى ى ىٌ ى ٌى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى‬ ‫فى ىك ٍوف يم ىؤِّديىة إً ىذل ىما (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الس ً‬ ‫يوطي ىر‪ٞ‬بو اللاو تعاذل ‪ :‬أىقيوؿ ‪ :‬ىال داللة ًيف ى ىذا ا ٍ‪٢‬بى ًديث‬ ‫ى‬ ‫ىعلى ىما تىواٮبو ا‪٤‬بت ِّ‬ ‫وٮبوف ًألىناوي لىو ىمشت اًمىرأة ىمع جن ىازة إً ىذل الٍ ىم ىقابًر ىدل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يى يكن ىذلك يكفران يموجبا للخليود يف الناار ىك ىما يىو ىكاضح ‪ ،‬ىك ىغايىة ىما يف‬ ‫احبها يث يكوف ً‬ ‫ىذلك أىف يكوف ًمن ي‪ٝ‬بلة الٍ ىكبائر الًٌٍب يع ٌذب ً‬ ‫آخر‬ ‫ى‬ ‫ص ى ٌى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫أىم ًره إً ىذل ا‪١‬بىنة‪.‬‬ ‫ىكأىىل السنٌة ييؤًكلوف ىما ىكىرد ًمن ا‪٢‬بى ًديث ًيف أىىل ال ىكبىائًر ًمن أ اىهنم ىال‬ ‫يدخلوف ا‪١‬بنٌة بًأى ٌف ا‪٤‬براد ىال يدخلوهنا مع الس ً‬ ‫ابقْب الا ًذين يى ٍدخلوهنىا أ اىكال‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫دؿ ىعلىيو ا ٍ‪٢‬بى ًديث ا‪٤‬بذكور ىعلىى أ ٌىهنا لىوبىلغت‬ ‫بًغى ًّب ىعذاب ‪ ،‬فىػغىايىة ىما يى ٌ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك ىع ىذاب أىك‬ ‫ىمعهم ال يكدل ىدل تىر ا‪١‬بىنٌة ىمع ال اسابًقْب بىل يىت ىق ٌدـ ىذل ى‬ ‫ُ)عوف ا‪٤‬بعبود‪.)ّّٗ|ٖ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[89‬‬

‫ًش ٌدة أ ٍىك ىما ىشاء اللاو ًمن أىن ىواع الٍ ىم ىشا ٌؽ ثيا يىئوؿ أىمرىىا إً ىذل يدخوؿ ا‪١‬بىناة‬ ‫قىطعا ىكيىكوف ىعٍبد ا‪٤‬بطالًب ىك ىذلك ىال يىرل ا‪١‬بىناة ىم ىع ال اسابً​ًقْب بىل يػىتىػ ىق ٌدـ‬ ‫يخر ‪ ،‬ىكيى يكوف ىم ٍع ىُب ا‪٢‬بى ًديث ىدل‬ ‫ىذلًك ًاالمتًحاف ىكحده أىك ىمع ىم ىش ٌ‬ ‫اؽ أ ى‬ ‫تىر ا‪١‬بىناة ىح اٌب يى ًأيت ال ىوقت الا ًذم يىػىر ىاىا فً ًيو ىج ٌد أىبًيك فىػتىػىرينىػ ىها ًحينىئً وذ ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْب ى‪٥‬بىا‬ ‫أخىرة ىعن يرؤيىة ىغّبؾ من ال اسابًق ى‬ ‫فىػتى يكوف يرؤيىتك ى‪٥‬بىا يمتى ٌ‬ ‫ً‬ ‫ى ىذا مدليوؿ ا‪٢‬ب ًديث ىال دىاللىة لىو علىى قىػو ً‬ ‫ك‪.‬‬ ‫اعد أىىل السناة ىغّب ىذل ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى يى ى‬ ‫كاىلا ًذم ىً‪٠‬بعتو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫م ىكقىد يسئل‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‪٤‬ب‬ ‫ِّين‬ ‫الد‬ ‫ؼ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫إل‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫يخنا‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫اؿ‪ :‬يىو ًمن أىىل ال ىفَبة الا ًذين ىدل تىبلغ ى‪٥‬بيم الداع ىوة‪،‬‬ ‫ىع ٍن ىعبد ا‪٤‬بطالب فىػ ىق ى‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ذىب ىمعيركؼ ( )‪.‬‬ ‫ىك يحكمهم ًيف ا‪٤‬بى ى‬ ‫كقاؿ الشهرستاين ‪ :‬ظهر نور النيب صلى اهلل عليو كسلم بعض الظهور‬ ‫يف أسارير عبد ا‪٤‬بطلب شيبة ا‪٢‬بمد‪ ،‬كسجد لو الفيل األعظم‪ ،‬كعليو‬ ‫قصة أصحاب الفيل‪.‬‬ ‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬دفع اهلل تعاذل شر أبرىة كأرسل عليهم طّبان‬ ‫أبابيل‪.‬‬ ‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬رأل تلك الرؤيا يف تعريف موضع زمزـ ككجداف‬ ‫الغزالة كالسيوؼ الٍب دفنتها جرىم‪.‬‬ ‫ُ) حاشيتو على سنن النسائي‪)ُُٖ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[91‬‬

‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬أ‪٥‬بم عبد ا‪٤‬بطلب النذر الذم نذر يف ذبح العاشر‬ ‫من أكالده ‪ ،‬كبو افتخر النيب عليو الصالة كالسالـ حْب قاؿ ‪ ":‬أنا‬ ‫ابن الذبيحْب" أراد بالذبيح األكؿ إ‪٠‬باعيل عليو السالـ ‪ ،‬كىو أكؿ‬ ‫من ا‪٫‬بدر إليو النور فاختفى‪ ،‬كبالذبيح الثاين عبد اهلل بن عبد‬ ‫ا‪٤‬بطلب‪ ،‬كىو آخر من ا‪٫‬بدر إليو النور فظهر كل الظهور‪.‬‬ ‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬كاف عبد ا‪٤‬بطلب يأمر أكالده بَبؾ الظلم كالبغي‬ ‫كٰبثهم على مكارـ األخالؽ ‪ ،‬كينهاىم عن دنيات األمور‬ ‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬كاف قد سلم إليو النظر يف حكومات العرب‬ ‫كا‪٢‬بكم بْب ا‪٤‬بتخاصمْب‪ ،‬فكاف يوضع لو كسادة عند ا‪٤‬بلتزـ فيستند‬ ‫إذل الكعبة كينظر يف حكومات القوـ‪.‬‬ ‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬قاؿ ألبرىة ‪ :‬إف ‪٥‬بذا البيت ربان ٰبفظو كيذب عنو‬ ‫كفيو قاؿ ‪ :‬كقد صعد إذل جبل أين قبيس‪:‬‬ ‫ال ىم إن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـرء يمـنـ ـ ـ ـع‬

‫حـ ـ ـلو فـ ـ ـ ـام ـ ـن ـ ـ ـع ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلل ـك‬

‫بن ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلي ـ ـب ـهم‬ ‫ال يـ ـ ـ ـغـ ـ ـ ـ ـلـ ّ‬

‫ومح ـ ـ ـ ـ ـالهم عـ ـ ـ ـدواً مح ـ ـ ـ ـ ـ ـالك‬

‫إن كـ ـ ـنت تاركـ ـ ـهم وكـ ـعبتنا‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر مـ ـ ـ ـ ـا ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا لك‬

‫كبربكة ذلك النور ‪ :‬كاف يقوؿ يف كصاياه ‪ :‬إنو لن ٱبرج من الدنيا‬ ‫ظلوـ حٌب ينتقم اهلل منو كتصيبو عقوبة ‪ ،‬إذل أف ىلك رجل ظلوـ‬ ‫حتف أنفو دل تصبو عقوبة‪ ،‬فقيل عبد ا‪٤‬بطلب ‪ :‬يف ذلك‪ ،‬ففكر‪،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[90‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬كاهلل إف كراء ىذه الدار دار ٯبزم فيها احملسن بإحسانو‪،‬‬ ‫كيعاقب فيها ا‪٤‬بسيء بإساءتو‪ .‬كقاؿ أيضان ‪ :‬ك‪٩‬با يدؿ على إثباتو‬ ‫ا‪٤‬ببدأ كا‪٤‬بعاد ‪ :‬أنٌو كاف يضرب بالقداح على ابنو عبد اهلل كيقوؿ‪:‬‬

‫المحمود‬ ‫الملك‬ ‫يا رب أنت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫أنت ربي المبدىءُ والمعيد‬

‫ِ‬ ‫بوجهو‬ ‫الغمام‬ ‫وأبيض يَ ْستَس َقى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الهلَ ُك من ِ‬ ‫آل ٍ‬ ‫ىشام‬ ‫يلوذُ بو ُ‬ ‫كذبتم ِ‬ ‫وبيت اهلل نُـ ْبـ َزى محمداً‬ ‫ْ‬ ‫ونُسلـ ُـموُ حتى نُصـ ـ ِّـر َ‬ ‫ع ح ـ ــولَوُ‬

‫مال اليتامى ِعصمةٌ لألر ِ‬ ‫امل‬ ‫ثِ ُ‬ ‫فهم عن َده في ٍ‬ ‫نعمة وف ِ‬ ‫ـواضل‬

‫ك‪٩‬با يدؿ على معرفتو ٕباؿ الرسالة كشرؼ النبوة‪ :‬أ ٌف أىل مكة ‪٤‬با‬ ‫اصاهبم ذلك ا‪١‬بدب العظيم ‪ ،‬كأمسك السحاب عنهم سنتْب ‪ ،‬أمر‬ ‫أبا طالب ابنو أف ٰبضر ا‪٤‬بصطفى ‪٧‬بمدان صلى اهلل عليو كسلم‪،‬‬ ‫فأحضره كىو رضيع يف قماط ‪ ،‬فوضعو على يديو‪ ،‬كاستقبل الكعبة ‪،‬‬ ‫كرماه إذل السماء ‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬يا رب ٕبق ىذا الغالـ كرماه ثانيا ‪ ،‬كثالثان‬ ‫‪ ،‬ككاف يقوؿ ‪ٕ :‬بق ىذا الغالـ اسقنا غيثان مغيثان دائمان ىطالن فلم‬ ‫يلبث ساعة أف طبق السحاب كجو السماء كأمطر ‪ ،‬حٌب خافوا على‬ ‫ا‪٤‬بسجد كأنشد أبو طالب ذلك الشعر الالمي الذم منو‪:‬‬

‫ُ) ا‪٤‬بلل كالنحل‪. )ِّٕ|ِ(:‬‬

‫ـطاعن دونَو وتُـناضـ ـ ِـل‬ ‫َّ‬ ‫ولما نُـ ـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫والحلئل(ٔ)‪.‬‬ ‫ذىب عن أبنائنا‬ ‫ونَ َ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[92‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬قي إيمان عبد اهلل بن عبد المطلب واعتقاده‬ ‫السليم‪.‬‬

‫أما عبد اهلل أبو المصطفى صلى اهلل عليو وسلم‬

‫فعن‬

‫ابن عباس رضي اهلل عنهما قاؿ‪٤ :‬با خرج عبد ا‪٤‬بطلب بعبداهلل‬

‫ليزكجو مار بو على كاىنة يقاؿ ‪٥‬با ‪ :‬فاطمة بنت يمٌر من‬ ‫إبنو ٌ‬ ‫أىل(تبالة) (ُ) ‪ :‬قد قرأت الكتب ‪ ،‬فرأت على كجهو نوران‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫علي كأعطيك مائةن من ا ًإلبل؟ فأنشأ يقوؿ‪:‬‬ ‫يا فٌب ‪ ،‬ىل لك أف تقع ا‬ ‫فالمـ ـ ًـمات دون ــو‬ ‫أما َ‬ ‫الح ـ ـ َـر ُام َ‬ ‫فكيف باألمر الذي تب ـ ــغينو‬

‫ثٌ تركها كمضى(ِ)‬

‫ـل فأستبينو‬ ‫ـل ال حـ ـ ـ ّ‬ ‫والحـ ـ ـ ُ‬

‫يحمي الكريم عرضو ودينو‬

‫كقاؿ الصا‪٢‬بي ‪ :‬ركل أبو نعيم كا‪٣‬برائطي كابن عساكر من طريق‬ ‫عطاء عن ابن عباس كالبيهقي‪ ،‬كأبو نعيم ‪ ،‬كابن عساكر عن عكرمة‬ ‫ُ) تيعترب قرية تبالة من أكثر ا‪٤‬بواق ًع األثر ًية شهرةن يف ا‪١‬بنوب من ا‪١‬بزيرة العربية؛ حيث تقع يف‬ ‫ا‪٤‬بملكة العربية السعودية يف الشماؿ الغرب من ي‪٧‬بافظة بيشة‪ ،‬كالٍب تبعد عنها قرابة ْٖ‬ ‫ً‬ ‫كٰبدىا من ا‪١‬بهة ا‪١‬بنوبية كادم ترج‪ ،‬كمن ً‬ ‫الشرقية منطقة بيشة التابعة لعسّب‪،‬‬ ‫ا‪١‬بهة‬ ‫كيلومَبان‪ ،‬ى‬ ‫ك‪ٙ‬ب ٌدىا من ا‪١‬بهة الشمالية منطقة جعبة‪ ،‬كمن ا‪١‬بهة الغربية سبت العالية‪ .‬تعترب قريةتبالة= أقدـ‬ ‫القرل ا‪٤‬بوجودة يف جزيرة العرب‪ ،‬كتسكن فيها حاليان قبائل مشراف كىي‪ :‬بنو خناس‪ ،‬كالكليات‪،‬‬ ‫كآؿ عامر‪ ،‬كا‪٤‬بصعبيوف‪ ،‬كبنو سهم‪.‬‬ ‫ِ) الوفا بتعريف فضائل ا‪٤‬بصطفى البن ا‪١‬بوزم‪)ّٖ(:‬الناشر‪ :‬دار ا‪٤‬بعرفة‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[93‬‬

‫عنو ‪ ،‬كابن سعد‪ ،‬عن أب الفياض ا‪٣‬بثعمي كابن سعد‪ ،‬عن أب يزيد‬ ‫ليزكجو ىمٌر بو على امرأة ‪،‬‬ ‫ا‪٤‬بديِب ‪ :‬أ ٌف عبد ا‪٤‬بطلب ‪٤‬با خرج بابنو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كاىنة من أىل ( تبالة) يمتهودة قد قرأت الكتب يقاؿ ‪٥‬با فاطمة‬ ‫بنت يمٌر ا‪٣‬بثعمية ‪ :‬فرأت نور النبوة يف كجو عبد اهلل ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا‬ ‫علي اآلف كأعطيك مائة من اإلبل ؟ فقاؿ عبد‬ ‫فٌب ىل لك أف تقع ٌ‬ ‫اهلل‪:‬‬ ‫أما الحـ ـرام فالمـ ـمــات دونـ ــو‬

‫والحـ ــل ال حـل فـ ـأس ـ ــتبينو‬

‫فكيف باألمر الذي تبغينو‬

‫يحمي الكريم عرضو ودينو‬

‫فزكجو آمنة بنت كىب ‪ ،‬فأقاـ عندىا ثالثا‪ ،‬ث‬ ‫ث مضى مع أبيو ‪ٌ ،‬‬ ‫مر على تلك ا‪٤‬برأة ‪ ،‬فلم تقل ‪ :‬لو شيئا‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬مالى ً‬ ‫ك ال تعرضْب‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫علي باألمس ؟ فقالت‪ :‬من أنت ؟ قاؿ‪ :‬أنا فالف‪.‬‬ ‫علي ما عرضت ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫_ أم أنا عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب _ قالت ‪ :‬ما أنت ىو ؟‪ ،‬كلئن‬ ‫كنت ذاؾ لقد رأيت بْب عينيك نورا ما أراه اآلف ‪ ،‬ما صنعت بعدم‬ ‫؟ فأخربىا فقالت ‪ :‬كاهلل ما أنا بصاحبة ًريبى وة ‪ ،‬كلكن رأيت يف‬ ‫يف كأىب اهلل إال أف ٯبعلو حيث أراده‬ ‫كجهك نورا فأردت أف يكوف ٌ‬ ‫إذىب فأخربىا ٌأهنا ‪ٞ‬بلت خّب أىل األرض‪ ،‬ث أنشأت تقوؿ‪:‬‬

‫إني رأيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مخ ـ ـ ـ ـ ــيلة لمع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتألألت بخـ ـ ـ ـ ــاتم القط ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ظلم ـ ــا به ـ ـ ــا ن ـ ـ ــور يض ـ ـ ـ ـ ــيء ل ـ ـ ـ ـ ــو‬

‫مـ ــا ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولو كإض ـ ـ ـ ــاءة الـ ـ ـ ـ ــبدر‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫ورج ـ ـ ـ ـ ـ ــوتو فخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراً أب ـ ـ ـ ـ ـ ــوء بـ ـ ـ ــو‬ ‫هلل م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا زىـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبت‬

‫كقالت أيضان ‪:‬‬

‫]‪[94‬‬

‫م ـ ــا كـ ـ ـ ـل قـ ـ ـ ـ ــادح زن ـ ـ ـ ــده يـ ـ ـ ـوري‬ ‫ثوب ــيك م ــا اس ـ ـ ــتلبت ومــا تدري‬

‫بني ىاشم ق ــد غادرت من أخ ـيكم آميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة إذا للـ ـ ــباه يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلجان‬ ‫كمـ ــا غـ ــادر المصـ ـ ـ ـباح بعـ ــد خبوة فت ـ ـ ـ ـ ــائل قـ ـ ــد مي ـ ـ ــثت لو ب ـ ـ ـ ــدىان‬ ‫ومــا ك ــل مــا يحوي الفتى من تلده بحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزم وال مـ ـ ـ ــا فات ـ ـ ـ ـ ــو لـ ـ ـ ـ ـ ــتواني‬ ‫فاجمـ ــل إذا طال ـ ـ ـ ــبت أم ـ ـ ـراً فإنّـ ـ ـ ــو سـ ـ ــيكفيكو جـ ـ ـ ــدان يص ـ ـ ـ ـ ـ ـطرعان‬

‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيكفيكو إمـ ـ ـ ــا ي ـ ـ ـ ـ ــد مقفل ـ ـ ــة‬

‫وإمـ ـ ــا ي ـ ـ ـ ـ ــد مبس ـ ـ ـ ـ ـ ـوطة ببـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنان‬

‫ولمـ ــا قضــت م ـ ــنو أميـ ــنة ما قضت نـبا بص ـ ــري عــنو وكـل لس ـ ـ ـاني(ٔ)‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٤‬باكرم ‪ :‬كأما طهارة مولده فإف اهلل تعاذل استخلص رسولو من‬ ‫أطيب ا‪٤‬بناكح ك ‪ٞ‬باه من دنس الفواحش ك نقلو من أصالب طاىرة‬ ‫إذل أرحاـ طاىرة ك قد قاؿ ابن عباس رضي اهلل تعاذل عنو يف تأكيل‬ ‫قوؿ اهلل تعاذل { كتقلبك يف الساجدين } أم تقلبك من أصالب‬ ‫طاىرة من أب بعد أب إذل أف جعلتك نبيا كقد كاف نور النبوة يف‬ ‫آبائو ظاىرا ‪ ،‬حكي أف كاىنة ٗبكة يقاؿ ‪٥‬با فاطمة بنت مر‬ ‫ا‪٣‬بثعمية ‪ :‬قرأت الكتب فمر هبا عبد ا‪٤‬بطلب ك معو ابنو عبد اهلل يريد‬ ‫أف يزكجو آمنة بنت كىب فرأت نور النبوة يف كجو عبد اهلل فقالت ‪:‬‬

‫ُ) سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪. )ِّٕ|ُ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[95‬‬

‫ىل لك أف تغشاين ك تأخذ مائة من اإلبل ؟ فعصمو اهلل تعاذل من‬ ‫إجابتها كقاؿ ‪٥‬با ‪:‬‬ ‫أما الح ـ ـرام فالمـ ـ ـ ــمات دونـ ـ ـ ــو‬

‫و الح ـ ــل ال ح ـ ـ ـ ــل فاستبــينو‬

‫فكـيف لي األمــر الذي تبغينو‬

‫يحــمي الكـ ـريم ع ــرضو ودينو‬

‫واآلن قد ضيعت ما كان ظاىرا‬

‫عليك و فارقت الضياء المباركــا‬

‫غ ــدوت عـ ــلي خـ ـ ــال ــيا فب ــذلــتو‬

‫غـ ـ ــيري ىــنيـا فالح ــقن بــنسائكـ ــا‬

‫والتحسبن الـ ـيــوم أمس و لـيتني‬

‫رزقت غـلما منك في مثل حالكا‬

‫فلما تزكجت بو أمنة ‪ ،‬ك ‪ٞ‬بلت منو رسوؿ اهلل صلى اهلل تعاذل عليو‬ ‫كسلم قاؿ ‪٥‬با ‪ :‬ىل لك فيما قلت ؟ فلم تر ذلك النور يف كجهو‬ ‫فقالت لو ‪ :‬قد كاف ذلك مرة فاليوـ ال ماذا صنعت ؟ فقاؿ ‪ :‬زكجِب‬ ‫أب آمنة بنت كىب الزىريٌة فقالت ‪ :‬قد أخذت النور الذم كاف يف‬ ‫كجهك ك أنشأت تقوؿ ‪:‬‬

‫كداخلها األسف على ما فاهتا ‪،‬كا‪٢‬بسرة على ما توذل عنها فحسدت‬ ‫آمنة على ما صار ‪٥‬با فأنشأت تقوؿ ‪ :‬فذكر األبيات السابقة‪ .‬ثٌ قاؿ‬ ‫‪ :‬كىذا من آيات اهلل تعاذل يف رسولو أف عصم أباه حْب كاف يف‬ ‫ظهره أف يضعو من سفاح حٌب كضعو من نكاح ث زالت العصمة‬ ‫بعد كضعو حٌب عرض بالطلب بعد أف كاف مطلوبا ك رغب فيو بعد‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[96‬‬

‫أف كاف مرغوبا ث دل يشركو يف كالدتو من أبويو أخ ك ال أخت‬ ‫النتهاء صفوهتما إليو ك قصور نسبهما عليو ليكوف ‪٨‬بتصا بنسب‬ ‫جعلو اهلل تعاذل للنبوة غاية ك لتفرده هبا آية فيزكؿ عنو أف يشارؾ فيو‬ ‫‪ ،‬ك ٲباثل بو فلذلك مات أبواه عنو يف صغره فأما أبوه عبد اهلل فمات‬ ‫عنو ٗبكة كىو ‪ٞ‬بل ك أما آمنة فماتت عنو با‪٤‬بدينة ك ىو ابن ست‬ ‫سنْب ألهنا رحلت إليها لزيارة أخوا‪٥‬با من بِب النجار فماتت هبا‬ ‫عندىم‬ ‫كإذا خربت حاؿ نسبو ‪ ،‬كعرفت طهارة مولده علمت أنو ساللة آباء‬ ‫كراـ سادكا كرأسوا ألنو ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب بن ىاشم‬ ‫بن عبد مناؼ بن قصي بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤم بن‬ ‫غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزٲبة بن مدركة بن‬ ‫الياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدناف ليس يف آبائو خامل‬ ‫مسَبذؿ ك ال مغمور مستذؿ كلهم سادة قادة كىم أخص الناس‬ ‫با‪٤‬بناكح الطاىرة حٌب ‪ٚ‬برجوا من نكاح احملارـ ك إف استباحو غّبىم‬ ‫من العرب حٌب حكي أف حاجب بن زرارة ك ىو سيد بِب ‪ٛ‬بيم نكح‬ ‫بنتو كأكلدىا كقد كاف ‪٠‬باىا دختنوس باسم بنت كسرل كقاؿ فيها‬ ‫حْب نكحها مر ٘بزا ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫ياليت شعري عنك دختنوس‬

‫]‪[97‬‬

‫إذا أتاىـ ـا الخـ ـبر الم ـرم ـوس‬

‫أتسحـ ـب الذيـ ـلـ ــين أم تم ــيس‬

‫ال بل تمـ ـيس إنه ـ ـا ع ـروس(ٔ)‪.‬‬

‫يا أطـ ـ ـهر ال ـ ـناس عبد اهلل يا أملي‬

‫أسعدت بالفضل بابن سيد الناس‬

‫ياوالـ ــداً لحـ ـ ـ ـ ـبيب الحـ ـ ـ ــق ســيدنا‬

‫طو الرؤوف شفيع الخلق من وجل‬

‫كقاؿ الربز‪٪‬بي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كأما عبد اهلل أبو النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم فلما دعتو تلك ا‪٤‬برأة أذل نفسها قاؿ ‪ :‬فذكر األبيات‬ ‫ثٌ قاؿ‪:‬فكونو يعرؼ الدين كيعرؼ ا‪٢‬بالؿ كا‪٢‬براـ‪،‬كيعرؼ أف الزىن من‬ ‫ا‪٢‬براـ‪،‬كأف النكاح من ا‪٢‬بالؿ‪،‬يدؿ على أف دين إبراىيم عليو السالـ‬ ‫كاف باقيان فيهم‪،‬كمن ينظر خطبة أب طالب خدٯبة رضي اهلل عنها‬ ‫على النيب صلى اهلل عليو كسلم كخطبتو بْب يدم ا‪٣‬بطبة ك‪ٞ‬بده اهلل‬ ‫كثناءه عليو‪،‬اليشك أهنم كانوا على بصّبة من دين إبراىيم عليو‬ ‫السالـ (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الدكتور ‪٧‬بمد سليماف ‪٨‬باطبا لوالد ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪:‬‬ ‫أنـ ـت المبـارك والمح ـبوب خير ٍ‬ ‫أب بالنّقل والعقل قد كرمت من أزل‬ ‫قد خ ـ ـصك اهلل بالـ ـتشريف مرتبة‬ ‫ُ) أعالـ النبوة‪)َِِ(:‬ػ‪.‬‬ ‫ِ)سداد الدين لو‪.)ُِٕ(:‬‬

‫ـسر فيك مشتمل‬ ‫ف ـ ــوق ال ـثٌرايا لـ ـ ّ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫إخ ـ ـتارك الـلو للـ ـمحـ ـ ــبوب والـ ـ َده‬ ‫نور ُم ـؤتِلـ ــقاً‬ ‫الم ـ ّ‬ ‫طهر ش ـ ـ َّع الـ ـ ُ‬ ‫أنت ُ‬ ‫منك الرس ـ ـول أتى لل ـكون مـرحمة‬ ‫الفخار بما‬ ‫نلت‬ ‫أنت الذبيح الذي َ‬ ‫َ‬

‫ئت م ـ ـن ك ـ ـل شرك سيدي أبدا‬ ‫بر َ‬

‫وقـد‬ ‫نشأت عـ ـلى الـ ـتوحيد ُمتَّبعاً‬ ‫َ‬ ‫ـت ف ـي أدب‬ ‫وبالع ـ ـناية قـ ـ ــد ُربِـ ـيـ ـ ـ َ‬

‫ّسمـ ـ ـ ـاك شيبةُ ع ـ ـ ـ ـب َد اهلل مـ ـ ـ ـنق ـ ـبةً‬ ‫وك ـ ـ ـ ـنت آث ـ ــر أبناء حـ ـ ـ ـظيت بم ـ ــا‬

‫قد عـ ـ ـشت ذا ورع في كل م ـرحلة‬

‫وحـ ـ ـزت كـ ـ ـل كماالت وأعـ ـظمها‬ ‫المـ ـختار مـ ـ ـعذرًة‬ ‫يا س ـ ـيدي يا أبـ ـا ُ‬

‫]‪[98‬‬

‫فنلت أش ــرف مولـ ـ ـ ــود ومكـت ـ ـمل‬ ‫َ‬ ‫على جبينك بُشرى مولِد األمـ ـ ـ ـل‬ ‫فص ـ ـ ـاغك اهلل محـ ـفوظاً من الخلل‬ ‫ِّيت بالرسل‬ ‫قـ ـد ق ـالو المصطفى ثـٌن َ‬ ‫فـ ـ ـ ـلم َّ‬ ‫تخ ـ ـ ــر إلى ُع ـ ـ ـ ّـزى وال ىـ ــبل‬

‫طو الحـ ـنفية السـ ـمحا بل زلل‬ ‫خــ َ‬

‫وصانك اهلل من فُحش ومن َزغَل‬ ‫تنبي عن الفطرة األنقى ب ـل علل‬

‫لم يحـ ـ ـ ـظو ولـ ـد مـ ـ ـن حبو الجـ ـزل‬

‫لم يح ـ ـ ـظو ول ـ ـ ـد من حـ ـ ـ ـبو الجزل‬ ‫فضل األُبُـ ّوة للم ـ ـختار فـ ـ ـ ـي األزل‬ ‫ُ‬

‫فقد أساءوا وقالوا فيك بالخطل(ٔ)‪.‬‬

‫كقاؿ الشارح ‪ :‬بدأ الناظم قصيدتو الالمية يف مدح كالد خّب الربية‬ ‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬بتحية ‪ ،‬كنداء ‪ ،‬كإخالص ‪ ،‬ككفاء ‪،‬‬ ‫كاعَباؼ ‪ ،‬كرجاء مقركنان ‪ٗ ،‬بحبة كصفاء ‪ ،‬فحيا سيدنا عبد اهلل كالد‬ ‫أحب ا‪٣‬بلق إذل اهلل ‪ ،‬صلوات اهلل كسالمو عليو كعلى آلو بقولو ‪" :‬‬ ‫ُ)قصيدة الوفا لوالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم لو‪)ّٔ-ّٓ(:‬مع‬ ‫شرحها "نشر األعطار"‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[99‬‬

‫يا أطهر الناس عبد اهلل يا أملي" كذلك ألف طهارة كالد ا‪٤‬بصطفى‬ ‫صلوات اهلل كسالمو عليو كآلو ىي أشهر من نار على ىعلم كأظهر من‬ ‫ضوء الشمس يف رابعة النهار ‪ ،‬إذ أف ا‪٢‬ببيب العارل القدر العظيم‬ ‫ا‪١‬باه خيار من خيار ‪ ،‬تقلب يف أصالب الساجدين كأرحاـ‬ ‫الطاىرات ‪ ،‬كدل ٯبتمع أحد من آبائو العظاـ كأمهاتو ذكات الفضل‬ ‫كاإلحتشاـ على سفاح فقط‪.‬كنسبتو إذل سيدنا إ‪٠‬باعيل معلومة‬ ‫احملمدم ينتقل يف ا‪١‬بباه من سيدنا آدـ عليو‬ ‫مشهورة ‪ ،‬ككاف النور‬ ‫ٌ‬ ‫السالـ إذل سيدنا عبد اهلل كإذل سيدتنا آمنة بنت كىب كما حكاه‬ ‫الركاة الثقات‪.‬‬ ‫كالدليل على طهارهتما ما ثبت يف الكتاب كالسنة ‪ ،‬كمن ذلك ما‬ ‫أخرجو أبو نعيم يف (دالئل النبوة) عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‬ ‫قاؿ ‪ :‬قاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬دل يزؿ اهلل ينقلِب من‬ ‫األصالب الطيبة إذل األرحاـ الطاىرة مصفى مهذبان ال تنشعب‬ ‫شعبتاف إال كنت يف خّبٮبا "‬ ‫ثٌ ٱباطب الناظم كالد سيدنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫بقولو ‪ " :‬أسعدت بالفضل " أم لسبق العنايات اإل‪٥‬بية ‪،‬‬

‫كاإلصطفاءات الربانيٌة بأف يكوف كالدان لسيدنا رسوؿ اهلل صلى اهلل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[011‬‬

‫عليو كآلو كسلم ‪ ،‬كلذا خرج من صلبو ‪ ،‬كاختاره اهلل ألف يكوف سيدا‬ ‫‪١‬بميع الرسل ‪ ،‬كخا‪ٛ‬بان لألنبياء ‪ ،‬كىذا شرؼ كعز كفخار لو ا‪٢‬بق أف‬ ‫يتيو بو يف سائر األعصار ‪ ،‬كيف ‪ٝ‬بيع األمصار ‪ ،‬فمن مثل ابنو‬ ‫ا‪٤‬بصطفى ا‪٤‬بختار صلى اهلل عليو كآلو كسلم الذم يقوؿ ‪ " :‬أنا سيد‬ ‫كلد آدـ يوـ القيامة كال فخر " ركاه مسلم (ُ)‬ ‫كقاؿ شارحان لقوؿ الناظم ‪:‬‬ ‫أنت المبارك والمحبوب خير أب‬

‫بالنقل والعقل قد كرمت من أزل‬

‫ٱباطب الناظم كالد سيدنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم بقولو‬

‫‪ " :‬أنت المبارك " كحقان قد نطق الناظم ‪ ،‬كىو كاهلل كذلك مبارؾ‬ ‫مكرـ من األزؿ‪ ،‬ىذا كإف الربكة ا‪٢‬بسية ‪ ،‬كا‪٤‬بعنويٌة النبويٌة أصوالن‬ ‫كفركعان ظاىران كباطنان ‪ ،‬كل ذلك بسبب ا‪٢‬ببيب صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم الذم ٗبحبتو ك‪٧‬ببة أصولو كفركعو نناؿ من ا‪٣‬بّبات أعلى‬ ‫نصيب ‪ ،‬كلذا ناؿ سيدنا عبد اهلل من النعم أجلها برسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كآلو كسلم كهلل در القائل‪:‬‬ ‫نعم اإللو على العباد كثيرة‬

‫وأجلهن نجابة األوالد‬

‫ُ) نشر األعطار كنثر األزىارشرح"قصيدة الوفا" للسيد األستاذ أ‪ٞ‬بد‪.‬‬ ‫السايح ا‪٢‬بسيِب(ُٓ‪)ّٓ-‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[010‬‬

‫فهو رضي اهلل تعاذل عنو مبارؾ ‪٧‬ببوب لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم كألمتو ألنو خّب اآلباء بالدليل النقلي كما ٌبْب النيب صلى اهلل‬ ‫البيهقي يف (دالئل النبوة )‬ ‫عليو كآلو كسلم أنو حّب أب ‪ ،‬فقد أخرج‬ ‫ٌ‬ ‫عن أنس رضي اهلل تعاذل عنو أف النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ‬ ‫‪ " :‬ما افَبؽ الناس فرقتْب إال جعلِب اهلل يف خّبٮبا فأخرجت من بْب‬ ‫أبوم فلم يصبِب شيء من عهر ا‪١‬باىلية ‪ ،‬كخرجت من نكاح كدل‬ ‫ٌ‬ ‫أخرج من سفاح من لدف آدـ حٌب إنتهيت إذل أب كأمي فأنا خّبكم‬ ‫نفسان كخّبكم أبان "‬ ‫النبوم الشريف‬ ‫فأبوه صلى اهلل عليو كآلو كسلم خّب اآلباء هبذا النص ٌ‬ ‫‪ ،‬كإف العقل السليم احملب لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يرل‬ ‫ذلك من البدىيات (ُ) كقاؿ شارحان لقولو ‪:‬‬ ‫يا وال ـ ـداً لح ـ ـ ـ ـبيب الحـ ـ ـق سـ ـ ـيدنا طو الرؤوف شفيع الخلق من وج ـل‬ ‫قد خـ ـصك اهلل بالتشريف مـ ـرتبة‬

‫فـ ـوق الثريا ل ـ ـسر ف ـ ـ ـيك مشت ـ ـ ـمل‬

‫ُ) نشر األعطار كنثر األزىارشرح"قصيدة الوفا" للسيد األستاذ أ‪ٞ‬بد‪.‬‬ ‫السايح ا‪٢‬بسيِب(ّٓ‪)ْٓ-‬الناشر ‪:‬دار جوامع الكلم‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[012‬‬

‫أشار الناظم يف البيت الثالث ألعظم منقبة لسيدنا عبد اهلل تطأطئ‬ ‫هبا الرؤكس ‪ ،‬ك‪ٙ‬بييها أصحاب النفوس ‪ ،‬كىي أنو كالد من سيسقى‬ ‫‪٧‬ببيو يوـ ا‪٢‬بشر بالكؤكس ‪ ،‬كالذم بالصالة كالسالـ عليو مع توقّبه‬ ‫ك‪٧‬ببتو تندفع عنها النحوس ‪ ،‬كىو الذم كصفو خالقو كمواله بأنو‬ ‫رؤكؼ رحيم‪ .‬ناىيك بأنو صلوات اهلل كسالمو عليو الشافع ا‪٤‬بشفع‬ ‫للخالئق أ‪ٝ‬بعْب ‪٩‬با يصيبهم يوـ القيامة من خوؼ كىلع ‪ ،‬ككجل‬ ‫كجزع ‪ ،‬فيأتوف لسيد األكلْب كاآلخرين صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫ليشفع ‪٥‬بم بعد أف يعتذر عنها ‪ٝ‬بيع األنبياء كا‪٤‬برسلْب صلوات اهلل‬ ‫كسالمو عليو كعليهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬ ‫وفي البيت الرابع ‪ :‬بْب الناظم أف اهلل تعاذل ٱبص من شاء ٗبا شاء‬

‫كيصطفى من عباده الفضالء ‪ ،‬كلذا أشار عند ‪٨‬باطبتو لسيدنا عبد‬ ‫اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬قائالن ‪ :‬إف اهلل قد خصك ٗبنقبة فخيمة ‪،‬‬ ‫كشرفك ٗبرتبة عظيمة ال ٲبكن كصفها أك بياف فضلها ‪ ،‬كىي تعلو‬ ‫على الثريا _ كىو النجم _ كىذه كناية عن قدره العارل ‪ ،‬كما حباه‬ ‫مر األياـ كالليارل ‪ ،‬كذلك لكونو موضع‬ ‫اهلل بو من ‪٠‬بو يسمو بو على ٌ‬ ‫السرمدم‬ ‫احملمدم ‪،‬كالسر‬ ‫سر األسرار ‪،‬كنور األنوار‪ ،‬أال كىو النور‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[013‬‬

‫الذم كاف يتألأل على كجهو كالقمر ليلة التماـ ‪ ،‬كالذم ىدل اهلل بو‬ ‫من اختصو من األناـ (ُ) ثٌ قاؿ شارحان لقولو ‪:‬‬ ‫إخـ ــتارك اهلل لل ـ ــمح ــبوب والـ ـ ــده‬

‫فن ــلت أشـ ــرف مـ ــولود وم ــكتمل‬

‫صلوا على الهادي ألعذب مورد‬

‫صلوا على خير األنام األوحـ ـد‬

‫صلوا على بدر التمام األس ـ ــعد‬

‫بمحـ ـ ــمد فـ ـزنا وم ــن ك ــمح ـ ـ ـمد‬

‫يقوؿ الناظم ‪ :‬كأنت يا كالد ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫إختارؾ اهلل ٕبكمتو كخصك بقدرتو لتكوف مظهر إرادتو ‪ ،‬كشرفك‬ ‫ألف تكوف كالد سيد رسلو ػ كزين ‪٩‬بلكتو ‪ ،‬فأكرمك اهلل تعاذل بأف‬ ‫انتسب إليك أشرؼ مولود كأعز موجود ‪ ،‬خّب ا‪٣‬بالئق ‪ ،‬كٲبْب‬ ‫ا‪٢‬بقائق ‪ ،‬الكامل الذات ا‪١‬بميل الصفات ‪ ،‬منتهى الغايات ‪ ،‬نور‬ ‫ا‪٢‬بق سراج العوادل ‪ ،‬سيدنا ‪٧‬بمد صاحب لواء ا‪٢‬بمد أبو القاسم‬ ‫صلوات اهلل عليو كآلو كسلم كما أحسن القائل ‪:‬‬

‫اهلل زاد م ـ ـ ـح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمداً تعـ ـ ـ ـ ـ ــظيماً‬

‫صـ ـ ــلوا عليو وسلموا تس ــليما(ٕ)‬

‫أنت المطهر شع النور مؤتلقا‬

‫على جبينك بشرى مولد األمل‬

‫كقاؿ شارحان لقولو ‪:‬‬

‫ُ) ا‪٤‬بصدر السابق (ْٓ‪..)ٓ​ٓ-‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بصدر السابق (ٓ​ٓ‪.)ٓٔ-‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[014‬‬

‫ٱباطب الناظم كالد ا‪٢‬ببيب العظم ‪ ،‬كالنيب األعظم ‪ ،‬صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم بقولو ‪ :‬أنت ا‪٤‬بطهر ‪ :‬طهارة سيدنا عبد اهلل كطهارة مولده‬ ‫كأصولو من ا‪٤‬بقطوع هبا ‪ ،‬كاإلٲباف هبا كاجب‪،‬ألف منكر طهارتو صلى‬ ‫اهلل عليو كآلو كسلم كمنكر طهارة آبائو كافر بال خالؼ‪،‬لقولو‬ ‫سبحانو كتعاذل{الذم يراؾ حْب تقوـ كتقلبك يف الساجدين }(ُ)‪.‬‬ ‫ك‪٤‬با كرد يف األحاديث الصحيحة يف تنقل ا‪٤‬بصطفى من أصالب‬ ‫الدمّبم‪:‬‬ ‫الطاىرين إذل األرحاـ الطاىرات قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫آب ـ ـ ـ ــائو ق ـ ـ ـ ـ ـ ــد ط ـ ـ ــهرت أنساباً‬ ‫نكــاحهم مثل ن ــكاح اإلسلم‬

‫وشرفت بين الورى أحساباً‬ ‫ك ـ ــذا رواه الن ــجباء األعلم‬

‫ومـ ــن أبى أوشك في ىذا كفر‬

‫وذن ـ ــبو فيما جـ ــناه ما اغتُفر‬ ‫عن صاحب البيان والتبيين‬

‫نقل ذا الحـ ــافظ قطب الدين‬

‫أما النور الذم كاف يتألق على جبْب سيدنا عبد اهلل فهو النور‬

‫احملمدم الذم كاف يتنقل من آدـ عليو السالـ إذل أبنائو حٌب ظهر‬ ‫يف جباىهم كالقمر ليلة التماـ إذل سيدنا عبد اهلل كما حكى عن‬ ‫كعب األحبار كما أحسن قوؿ اإلماـ النبهاينٌ ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪:‬‬ ‫ُ) سورة الشعراء اآلية ُِٖ‪. ُِٗ-‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[015‬‬

‫من سي ـ ـ ـ ـ ـد ل ـ ـ ـ ـسيد ينتقـ ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫ولم يزل نور النبي األكـ ــمل‬

‫يراه مـ ــن يعقل ومـ ــن ال يعــقل‬

‫كــأنو فوق الجبين م ـ ــشعل‬

‫من كـ ــان لل ــمختار خـ ـ ــير والد‬

‫ح ـتى استقر في جبين الماجد‬

‫ككوكب قد حل برج سعد‬

‫لم يرو عنو قــط وصف جاحد‬

‫موالي عبد اهلل ذي المحامد‬

‫وأمو تـن ـ ــزىت عن جـ ــحد (ٔ)‬

‫كقاؿ شارحان لقولو ‪:‬‬ ‫منك الرسول أتى للكون مرحمة‬

‫فصاغك اهلل محفوظاً من الخلل‬

‫يف ىذا البيت كما بعده يعدد الناظم بعض ما اختص اهلل تعاذل بو‬ ‫سيدنا عبد اهلل ‪ ،‬كمن أعظم ا‪٣‬بصوصيات كوف مالذنا كسيدنا رسوؿ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم من صلبو ‪ ،‬كأتى ‪٥‬بذا الكوف ر‪ٞ‬بة‬ ‫عمت ‪ٝ‬بيع العا‪٤‬بْب ‪ ،‬كقد كصفو اهلل جل كعال بذلك حيث قاؿ‬ ‫جل ذكره ‪{:‬كما أرسلناؾ إال ر‪ٞ‬بة للعا‪٤‬بْب}(ِ)‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫ُ) ) ا‪٤‬بصدر السابق (ٔٓ‪.)ٕٓ-‬‬ ‫ِ) سورة األنبياء اآلية َُٕ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[016‬‬

‫كإنك لذلك فطرؾ اهلل بقدرتو ‪٧‬بفوظان من النقائص ا‪٣‬بيلقية كا‪٣‬بلقية ‪،‬‬ ‫فكنت ‪ٝ‬بيل ا‪٣‬بًلقة حسن ا‪٣‬بيلق (ُ) ‪.‬‬ ‫فائدة‪:‬‬ ‫برئ كالد ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم من الشر كالكفر ككل‬ ‫ما يفعلو أىل مكة من القبائح يف ا‪١‬باىلية ‪ ،‬كدل يشرؾ باهلل طرفة عْب‬ ‫ألنو طاىر مطهر كما دلت النصوص ‪ ،‬كا‪٤‬بشركوف ‪٪‬بس كليسوا‬ ‫بأطهار ‪ ،‬أك أبرار ‪ ،‬أك سادة ‪ ،‬أك أخيار ‪ ،‬كىو مع آبائو األطهار‬ ‫أىل الفضل كالعز كالكرامة كالفخار قد تنقل فيهم نور سيدنا رسوؿ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم الذم كاف أضوء من نور القمر اذا‬ ‫استدار كدل ينقل عنو أبدان ال يف حديث صحيح أك ضعيف كحٌب‬ ‫موضوع أنو سجد لألصناـ كعزل أك ىبل ك‪٫‬بوٮبا كما يفعل أقرانو من‬ ‫أىل مكة‬ ‫ر‪ٞ‬بة اهلل على الدكتور ‪٧‬بمد سليماف فرج ألنو ىو القائل‪:‬‬ ‫برئت من كل شرك سيدي أبدا‬ ‫ُ) ا‪٤‬بصدر السابق (ٔٓ‪.)ٕٓ-‬‬

‫تخر إلى عزى وال ىبل‬ ‫فلم ّ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[017‬‬

‫بل فطره اهلل تعاذل منذ أف خلقو على توحيده تبارؾ كتعاذل ‪ ،‬على‬ ‫ملة آبائو الذين كانوا على ا‪٢‬بنفية السمحاء ملة خليل اهلل إبراىيم ‪،‬‬ ‫ككاف كآبائو على ذلك ألنو ‪ٙ‬بمل يف صلبو من يدعو إذل عبادة اهلل‬ ‫كحده كنبذ الشرؾ كالوثنية ‪ ،‬ككل ما يعبد دكف اهلل تعاذل بدليل ما‬ ‫أخرجو ابن ا‪٤‬بنذر عن ابن جريج يف قولو تعاذل ‪ {:‬ربنا اجعلِب مقيم‬ ‫الصالة}(ُ)‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬فلن تزاؿ من ذرية إبراىيم عليو السالـ ناس على الفطرة‬ ‫يعبدكف اهلل تعاذل ‪ ،‬ككذا ما أخرجو أبو الشيخ يف " تفسّبه " عن زيد‬ ‫علي قاؿ ‪ :‬قالت سارة ‪٤‬با بشرهتا ا‪٤‬بالئكة ‪ { :‬قالت كيلٍب أألد‬ ‫بن ٌ‬ ‫كأنا عجوز كىذا بعلي شيخان كبّبان إف ىذا لشيء عجيب }(ِ)‪.‬‬ ‫فقالت ا‪٤‬بالئكة ترد على سارة ‪{:‬قالوا أتعجبْب من أمر اهلل ر‪ٞ‬بت اهلل‬ ‫كبركاتو عيكم أىل البيت إنو ‪ٞ‬بيد ‪٦‬بيد}(ّ) كما أحسن قوؿ القائل‪:‬‬ ‫وقد نشأت على التوحيد متبعاً‬

‫ُ) سورة إبراىيم اآلية َْ ‪.‬‬ ‫ِ) سورة ىود اآلية ِٕ‪.‬‬ ‫ّ) سورة ىود اآلية ّٕ‪.‬‬

‫خطو الحنفية السمحا بل زلل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[018‬‬

‫قاؿ شارحا ‪٥‬بذا البيت ‪ :‬أم أف اهلل تعاذل فطرؾ منذ خلقك على‬ ‫توحيده تبارؾ كتعاذل ‪ ،‬على ملة آبائك الذين كانوا على ا‪٢‬بنفية‬ ‫السمحاء ملة إبراىيم‪ ،‬ككنت كآبائك على ذلك ألنك ‪ٙ‬بمل يف‬ ‫صلبك من سيدعو إذل عبادة اهلل كحده كنبذ الشرؾ كالوثنية‪ ،‬بدليل‬ ‫ما أخرجو ابن ا‪٤‬بنذر عن ابن جريج يف قولو تعاذل { رب اجعلِب‬ ‫مقيم الصالة}(ُ)‪ .‬ك‪٩‬با يؤيد على ما قلناه تسميتو بعبد اهلل ألنو من‬ ‫أفضل األ‪٠‬باء كأحبها إذل اهلل كما قاؿ صلى اهلل عليو كسلم"كأحب‬ ‫األ‪٠‬باء إذل اهلل عز كجل عبد اهلل كعبد الر‪ٞ‬بن "ركاه اإلماـ أ‪ٞ‬بد (ِ)‪.‬‬

‫كقاؿ األستاد أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بسيِب شارح قصيدة الدكتور ‪٧‬بمد سليماف ‪:‬‬ ‫التسمية بعبد اهلل دليل التوحيد‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضا ‪ :‬يبْب الناظم أف عبد ا‪٤‬بطلب ‪٠‬بى ابنو عبد اهلل كىي ػ ػ‬ ‫أم التسمية ػ ػ ػ منقبة كربل تدؿ على اإلٲباف كالتوحيد ألهنا بإ‪٥‬باـ من‬ ‫اهلل تعاذل حيث ٱبص بكرمو من يشاء كيفعل ما يريد(ّ) ‪.‬‬ ‫كقاؿ شارحان لقوؿ الناظم ‪:‬‬ ‫ُ) ف ا‪٤‬بصدر السابق (ِٔ)‪.‬‬ ‫ِ)مسند أ‪ٞ‬بد ‪)ّٕ​ٕ|ُّ(:‬‬ ‫ّ (نشر األعطار كنثر األزىارشرح( قصيدة الوفا) (ٔ​ٔ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫قد عشت ذا ورع في كل مرحلة‬

‫]‪[019‬‬

‫من الحياة عزوفاً عن ىوى وحل‬

‫أم أنك يا كالد ا‪٢‬ببيب قد عشت حياتك القصّبة الٍب دل يتجاكز‬ ‫كجانبت ا‪٤‬بعاصي‬ ‫عشرين أك ‪ٟ‬بسة كعشرين عامان ‪ ،‬كرعان تقيان ‪،‬‬ ‫ى‬ ‫كالذنوب ‪ ،‬فأنت مضرب األمثاؿ على غّب ما عهد عن قرنائك من‬ ‫قريش ‪ ،‬بدليل ما ركاه أبو نعيم يف ( دالئل النبوة ) كابن إسحاؽ ‪:‬‬ ‫أنو ‪٤‬با انصرؼ عبد ا‪٤‬بطلب ػ ػ ػ يعِب من ‪٫‬بر اإلبل عن عبد اهلل ػ ػ ػ أخذه‬ ‫بيده فمر على امرة من بِب أسد كىي أخت كرقة بن نوفل بن أسد‬ ‫بن عبد العزل بن قصي فقالت ‪ :‬لو حْب نظرت إذل كجهو ‪ :‬أين‬ ‫تذىب يا عبد اهلل ؟ قاؿ ‪ :‬مع أب قالت ‪ :‬لك مثل اإلبل الٍب ي‪٫‬برت‬ ‫علي اآلف ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬أنا مع أب كال أستطيع خالفو كال فراقو‪.‬‬ ‫عنك كقع ٌ‬ ‫فامتنع عن ا‪٢‬براـ كما ركم أيضان عن ابن عباس رضي اهلل عنهما انو‬ ‫‪٤‬با انطلق بو أبوه ليذٕبو مر على فاطمة ا‪٣‬بثعمية ػ ػ ػ كاىنة مشهورة‬ ‫قرأت الكتب ‪ ،‬ك‪٥‬با ‪ٝ‬باؿ مفرط كعفة زائدة ػ ػ ػ ككاف شباب قريش‬ ‫يتحدثوف هبا فقالت لو ‪ :‬يافٌب من أنت ؟ فأخربىا‪.‬‬

‫علي اآلف كأعطيك مائة من اإلبل ؟ فنظر إليها‬ ‫فقالت ‪ :‬ىل أف تقع ٌ‬ ‫كقاؿ ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[001‬‬

‫أما الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام فالـ ـ ـ ـ ـ ـممات دونـ ـ ـ ـو والح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ال حـ ـ ـ ـ ـ ـل فأس ـ ـ ـ ـ ـ ـتبينو‬ ‫فك ـ ـ ـ ـ ـيف باألم ـ ـ ـر الذي تـ ـ ـ ـبغينو‬

‫يحـ ـ ـ ـ ـ ـمي الكـ ـ ـ ـ ـ ـريم عـ ـ ـرضو ودينو‬

‫فأنظر كاعترب كانزجر يا من تفتح فاؾ باإلفك كالشقاؽ ‪ ،‬كترمي بريئان‬ ‫بالكفر كاإلشراؾ ‪ ،‬كيف رد على ىذه ا‪٤‬برأة ‪٤‬با أ‪٢‬بت عليو ‪ ،‬كزجرىا‬ ‫فيما كادت إليو ‪ ،‬فللو دره (ُ)‪.‬‬ ‫المطلب السادس ‪ :‬في ذكر إيمان آمنة بنت وىب واعتقادىا بأ ّن إبنها‬ ‫سيكون نبيّاً‬

‫وأما آمنة بنت وىب أم المصطفى صلى اهلل عليو وسلم‬

‫فهي " آمنة " بنت كىب بن عبد مناؼ ابن زىرة بن كالب‪.‬‬ ‫ك " أمها " برة بنت عبد العزم بن عثماف بن عبد الدار بن قصي‪.‬‬ ‫ك " أمها " أـ حبيب بنت أسد بن عبد العزم بن قصي‪.‬‬ ‫ك " أمها " برة بنت عوؼ بن عبيد بن عويج بن عدل بن كعب ابن‬ ‫لؤم بن غالب ‪ ،‬ك " أمها " قالبة بنت ا‪٢‬بارث بن مالك بن حباشة‬ ‫ابن عادية بن صعصعة بن كعب بن طاٖبة بن ‪٢‬بياف بن ىذيل بن‬ ‫مدركة بن إلياس بن مضر‪ .‬ك" أمها " أميمة بنت مالك بن غنم ابن‬ ‫‪٢‬بياف بن غادية بن صعصعة‪.‬‬ ‫ُ) ا‪٤‬بضدر السابق (ٖٔ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[000‬‬

‫ك" أمها " بنت كهف الظلم بن يربوع بن ناصرة بن غاضرة بن‬ ‫حطيط بن جشم بن قسي كىو ثقيف بن منبو (ُ)‪.‬‬ ‫ككانت خّب إمرأة يف قريش نسبان كموضعان ‪ ،‬ككانت أيضان تعرؼ دين‬ ‫نيب اهلل إبراىيم عليو السالـ كما أخرجو أبو نعيم يف(دالئل النبوة) من‬ ‫طريق الزىرم عن أـ ‪٠‬باعة بنت أب يرىم‪ ،‬عن أمها قالت ‪ :‬شهدت‬ ‫آمنة بنت كىب يف علتها الٍب ماتت فيها ‪ ،‬ك‪٧‬بمد _ صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم _ غالـ يفع لو ‪ٟ‬بس سنْب عند رأسها فنظرت إذل كجهو ث‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫بـ ـ ـارك ف ـ ـ ـ ـ ـيك اهلل من غـ ـ ـ ـ ـ ـلم‬

‫يا ابـ ـ ـ ـن ال ـذي من حـ ـومة الحـ ـ ـ ـمام‬

‫نجا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـ ـون الم ـ ـ ـلك المـ ـ ـ ـنعام‬

‫ف ـ ـ ـ ـوديغـ ـ ـداة الض ـ ـرب ب ـ ـالسـ ـ ـ ـ ـ ـهام‬

‫فأنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت مـ ـ ـ ـبعوث إلى األن ـ ـ ـ ـام‬

‫من ع ـ ـ ـ ـند ذي الجـ ـ ـ ـ ـلل واإلكـ ـرام‬

‫بمائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من إب ـ ـ ـ ـ ـ ـل سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوام‬

‫إن ص ـ ـ ـ ـح ما أب ـص ـ ـ ـرت في الم ـ ـنام‬

‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـبعث في الح ـ ـل وفي الح ـ ـ ـ ـ ـرام ت ـ ـ ـ ـبعـث بالتـ ـحقـ ـ ـ ـ ـ ـيق واإلس ـ ـ ـ ـ ـلم‬ ‫دين أب ـ ـ ـ ـ ـي ـك الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبر إبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراىام‬

‫ف ـ ــاللـو أنهـ ـ ـ ـ ــاك عن األصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنام‬

‫أن ال توال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيها م ـ ـ ـ ـ ـ ـع األق ـ ـ ـ ـ ــوام‬

‫ُ) ركاه ‪٧‬بمد بن حبيب بن أمية بن عمرك ا‪٥‬بامشي‪ ،‬بالوالء‪ ،‬أبو جعفر‬ ‫البغدادم (ا‪٤‬بتوىف‪ِْٓ :‬ىػ)‪.‬يف تارٱبو" احملرب"ص‪.ٗ:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[002‬‬

‫ث قالت ‪ :‬كل حي ميت ككل جديد باؿ ككل كبّب يفُب كأنا ميتة‬ ‫كذكرم باؽ كقدتركت خّبا ككلدت طهرا‪ ،‬ث ماتت ككنا نسمع نوح‬ ‫ا‪١‬بن عليها فحفظنا من ذلك‪:‬‬ ‫نبـ ـكي الف ـ ـ ـ ـ ـ ـتاة الـ ـ ـ ـ ـبرة األمـ ـ ـ ـ ـينة‬

‫ذات الجـ ـمال الع ـ ـ ـ ـف ـ ـة الرزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬

‫زوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ع ـ ـبد اهلل والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرينة‬

‫أم ن ـ ـ ـ ـبي الـ ـلو ذي الس ـ ـ ـ ـ ـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـنو‬

‫وصـ ـاحـ ـ ـب الم ـ ـنبر بالمـ ـ ـ ـديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬

‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارت ل ـ ـ ـ ـدىح ـ ـ ـفرتها رى ـ ـ ـيـنو‬

‫ل ــوف ــوديـ ـ ـ ــت لـ ـفودي ـ ـت ثمـ ـ ـ ــينو‬

‫وللـ ـمـنايـ ـ ـا ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفرة سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنـينو‬

‫ال تـ ـ ـ ـبقي ظ ـ ـع ـ ـ ـان ـ ـا وال ظـ ـ ـعينة‬

‫إال أت ـ ـ ـ ـت وق ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ـعـت وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـينو‬

‫أما ى ـ ـلـ ـكت أيـ ـ ـ ـ ـها الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزينة‬

‫عن الـ ـ ـذي ذو العـ ـ ـرش يـعلي دينو‬

‫ف ـكـ ـل ـنا وال ـه ـ ـ ـ ـ ـة ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيـنو‬

‫نبكـ ـيـك للـ ـ ـ ـع ـ ـ ـطل ـ ـة أو لل ـ ـ ـ ـ ـ ـزينو‬

‫قلت ‪ :‬أخي ا‪٤‬بسلم إذا نظرت إذل كالمها تعلم أهنا كانت تعرؼ‬ ‫كتعلم دين إبراىيم ‪ ،‬عليو كعلى نبينا أفصل الصالة كالتسليم‪،‬‬ ‫كا‪٢‬بالؿ كا‪٢‬براـ ‪ ،‬بل ترل أهنا هنت كلدىا عن عبادة األكثاف ‪،‬‬ ‫كآمنت ببعثتو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫المطلب السابع ‪ :‬في ذكر إيمان جداتو صلى اهلل عليو وسلم‪:‬‬

‫فبعد ذكر أجداده كسالمتهم من الشرؾ نأيت على ذكر سلسلة‬ ‫أمهاتو كسالمتهن من الشرؾ كطهارهتن من السفاح‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[003‬‬

‫السيوطي ‪ :‬ثٌ إين استقرأت أمهات األنبياء عليهم‬ ‫قاؿ ا‪٢‬بافظ‬ ‫ٌ‬ ‫السالـ فوجدهتن مؤمنات فأـ إسحاؽ ‪ ،‬كموسى ‪ ،‬كىاركف ‪ ،‬كعيسى‬ ‫‪ ،‬كحواء أـ شيث مذكورات يف القرآف بل قيل ‪ :‬بنبوهتن ‪.‬‬ ‫ككردت األحاديث بإٲباف ىاجر أـ إ‪٠‬باعيل‪ ،‬كأـ يعقوب‪ ،‬كأمهات‬ ‫أكالده‪ ،‬كأـ داكد‪ ،‬كسليماف‪ ،‬كزكريا ‪ ،‬كٰبٓب ‪ ،‬كمشويل ‪ ،‬كمشعوف ‪،‬‬ ‫كذم الكفل‪.‬‬ ‫كنص بعض ا‪٤‬بفسرين على إٲباف أـ نوح ‪ ،‬كأـ إبراىيم كرجحو أبو‬ ‫ٌ‬ ‫حياف يف تفسّبه‪.‬‬ ‫كقد تقدـ عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أنٌو دل يكن بْب نوح ‪ ،‬كآدـ‬ ‫كالد كافر ك‪٥‬بذا قاؿ ‪{:‬رب اغفر رل كلوالدم ك‪٤‬بن دخل بيٍب‬ ‫مؤمنا}(ُ) كقاؿ إبراىيم ‪{:‬رب اغفر رل كلوالدم كللمؤمنْب يوـ يقوـ‬ ‫ا‪٢‬بساب}(ِ) كدل يعتذر عن استغفار إبراىيم يف القرآف إال ألبيو‬ ‫خاصة دكف أمو فدؿ على ٌأهنا كانت مؤمنة‪.‬‬ ‫كأخرج ا‪٢‬باكم يف ( ا‪٤‬بستدرؾ) كصححو عن ابن عباس قاؿ ‪ :‬كانت‬ ‫األنبياء من بِب إسرائيل إال عشرة نوح ‪ ،‬كىود ‪ ،‬كصاحل ‪ ،‬كلوط ‪،‬‬ ‫ُ) سورة نوح اآلية ِٖ‪.‬‬ ‫ِ) سورة إبراىيم اآلية ُْ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[004‬‬

‫كشعيب ‪ ،‬كإبراىيم‪ ،‬كإ‪٠‬باعيل ‪ ،‬كإسحاؽ ‪ ،‬كيعقوب ‪ ،‬ك‪٧‬بمد عليهم‬ ‫الصالة كالسالـ‪.‬‬ ‫كبنو إسرائيل كلهم كانوا مؤمنْب دل يكن فيهم كافر إذل أف بعث‬ ‫عيسى فكفر بو من كفر ‪ ،‬فأمهات األنبياء الذين من بِب إسرائيل‬ ‫كلهم مؤمنات‪.‬‬ ‫كأيضا فغالب أنبياء نيب إسرائيل كانوا أكالد أنبياء أك أكالد أكالدىم‬ ‫فإف النبوة كانت تكوف يف سبط منهم يتناسلوف كما ىو معركؼ يف‬ ‫أخبارىم‪.‬‬ ‫كأما العشرة ا‪٤‬بذكوركف من غّب بِب إسرائيل فقد ثبت إٲباف أـ نوح‬ ‫كإبراىيم كإ‪٠‬باعيل كإسحاؽ كيعقوب كبقي أـ ىود كصاحل كلوط‬ ‫كشعيب ٰبتاج إذل نقل أك دليل‪ ،‬كالظاىر إف شاء اهلل تعاذل إٲباهنن‬ ‫‪،‬فكذلك أـ النيب صلى اهلل عليو كسلم ككاف السر يف ذلك ما يرينو‬ ‫من النور كما كرد يف ا‪٢‬بديث‪.‬‬ ‫أخرج أ‪ٞ‬بد كالبزار كالطرباين كا‪٢‬باكم كالبيهقي عن العرباض بن سارية‬ ‫أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ " :‬إين عند اهلل ‪٣‬بامت‬ ‫النبيْب‪ ،‬كإف آدـ ‪٤‬بنجدؿ يف طينتو‪ ،‬كسأخربكم عن ذلك‪ :‬دعوة أب‬ ‫إبراىيم‪ ،‬كبشارة عيسى‪ ،‬كرؤيا أمي الٍب رأت " ككذلك أمهات‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[005‬‬

‫النبيْب يرين ‪ ،‬كأف أـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم رأت حْب‬ ‫كضعتو نورا أضاءت لو قصور الشاـ‪ ،‬كال شك أف الذم رأتو أـ النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم يف حاؿ ‪ٞ‬بلها بو ككالدهتا لو من اآليات أكثر‬ ‫كأعظم ‪٩‬با رآه سائر أمهات األنبياء كما سقنا األخبار بذلكفي كتاب‬ ‫( ا‪٤‬بعجزات )‪ ،‬كقد ذكر بعضهم أنو دل ترضعو مرضعة إال أسلمت ‪،‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬كمرضعاتو أربع ‪ :‬أمو‪ ،‬كحليمة ‪ ،‬السعدية ‪ ،‬كثويبة ‪ ،‬كأـ أٲبن‬ ‫(ُ)‪.‬‬ ‫مهمة‪:‬‬

‫إنتسب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إذل عبد ا‪٤‬بطلب يوـ حنْب‬ ‫فقاؿ ‪ ":‬أنا ابن عبد ا‪٤‬بطلب " كىو ‪٩‬با يؤيد القوؿ بإسالـ عبد‬ ‫ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬كىو أيضان من ‪ٝ‬بلة ما استدؿ بو العلماء على إٲبانو ‪.‬‬ ‫قاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل بعد ذكر كالـ الشهرستاين‬ ‫السابق آنفان ‪ :‬كيناسق ما ذكره ما أخرجو ابن سعد يف (طبقاتو) عن‬ ‫ابن عباس قاؿ ‪ :‬كانت الدية عشرا من اإلبل ‪ ،‬كعبد ا‪٤‬بطلب أكؿ‬ ‫من سن دية النفس مائة من اإلبل فجرت يف قريش كالعرب مائة من‬

‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكل‪)َِٕ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[006‬‬

‫اإلبل كاقرىا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كينضم إذل ذلك أف النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم انتسب إليو يوـ حنْب فقاؿ ‪:‬‬ ‫أنا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنبي ال ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬

‫أنا اب ـ ـ ـ ــن عـ ـ ـ ـ ـ ــبد الم ـ ـ ـ ــطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬

‫كىذا أقول ما تقول بو مقالة اإلماـ فخر الدين ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل كمن‬ ‫كافقو ‪ ،‬أل ٌف األحاديث كردت يف النهى عن االنتساب إذل اآلباء‬ ‫الكفار (ُ)‪.‬‬ ‫كعن أب بن كعب رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬إنتسب رجالف على عهد‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فقاؿ أحدٮبا ‪ :‬أنا فالف بن فالف‬ ‫الأـ لك ؟ فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ":‬إنتسب‬ ‫فمن أنت ٌ‬ ‫رجالف على عهد موسى عليو السالـ فقاؿ أحدٮبا ‪ :‬أنا فالف بن‬ ‫الأـ لك ؟ فقاؿ ‪ :‬أنا فالف بن فالف‬ ‫فالف حٌب ع ٌد تسعة فمن أنت ٌ‬ ‫بن االسالـ ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فأكحى اهلل تعاذل إذل موسى عليو السالـ اف‬ ‫ىذين ا‪٤‬بنتسبْب ‪ ،‬أما أنت أيها ا‪٤‬بنتمى أك ا‪٤‬بنتسب إذل تسعة يف النار‬ ‫فأنت عاشرىم يف النار ‪ ،‬كأما أنت يا ىذا ا‪٤‬بنتسب إذل اثنْب يف ا‪١‬بنة‬ ‫ا‪٤‬بقدسي(ِ)‪.‬‬ ‫فأنت ثالثهما يف ا‪١‬بنة "ركاه‬ ‫ٌ‬ ‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكم‪.)ِٔ​ٔ|ِ(:‬‬ ‫ِ) األحاديث ا‪٤‬بختارة ‪)ّْٗ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[007‬‬

‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه عبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد ‪ ،‬كرجالو رجاؿ الصحيح غّب‬ ‫يزيد بن زياد بن أب ا‪١‬بعد كىو ثقة (ُ)‪.‬‬ ‫كعن معاذ ابن جبل رضي اهلل عنو عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‬ ‫‪ ":‬انتسب رجالف من بِب إسرائيل على عهد موسى صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم أحدٮبا ‪ :‬مسلم كاآلخر مشرؾ فانتسب ا‪٤‬بشرؾ فقاؿ ‪ :‬أنا‬ ‫فالف بن فالف ‪ ،‬حٌب ع ٌد تسعة آباء ‪ ،‬ث قاؿ ‪ :‬لصاحبو انتسب ال‬ ‫ٌأـ لك فقاؿ ‪ :‬أنا فالف بن فالف ‪ ،‬كأنا برئ ‪٩‬با كراء ذلك فنادل‬ ‫موسى يف الناس ‪ ،‬فجمعهم ثٌ قاؿ ‪ :‬قد قضى بينكما أما أنت الذم‬ ‫انتسب إذل آباء فانك توفيهم العاشر يف النار ‪ ،‬كأما أنت الذم‬ ‫انتسبت إذل أبويك فأنت امرؤ من أىل االسالـ "‪ .‬ركاه الطرباين (ِ)‬ ‫كأ‪ٞ‬بد موقوفا على معاذ (ّ)‪ ،‬كأحد أسانيد الطرباينٌ‪ ،‬رجالو رجاؿ‬ ‫الصحيح ‪ ،‬ككذلك رجاؿ أ‪ٞ‬بد‪.‬‬ ‫كعن حذيفة رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫‪ " :‬كلكم بنو آدـ كآدـ من تراب لينتهْب قوـ يفخركف بآبائهم أك‬ ‫ُ)‪٦‬بمع الزكائد‪)ٖٓ|ٖ(:‬‬ ‫ِ)ا‪٤‬بعجم الكبّب‪)ُّٗ|َِ(:‬‬ ‫ّ) مسند أ‪ٞ‬بد‪)َْٗ|ّٔ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[008‬‬

‫ليكونن أىوف على اهلل من ا‪١‬بعالف " ركاه البزار(ُ)‪ .‬كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪:‬‬ ‫ركاه البزار كفيو ا‪٢‬بسن بن ا‪٢‬بسْب العرين كىو ضعيف (ِ)‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بناكم ‪ :‬ركاه البزار يف ( مسنده ) عن حذيفة بن اليماف رمز‬ ‫قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٥‬بيثمي بأف فيو ا‪٢‬بسن بن‬ ‫ا‪٤‬بصنف ‪٢‬بسنو كليس كما ذكر فقد أعلو‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٢‬بسْب ا‪٤‬بقرم كىو ضعيف(ّ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضا ‪ " :‬كلكم بنو آدـ كآدـ خلق من تراب" فال يليق ٗبن‬ ‫أصلو الَباب االفتخار كالتكرب كالتجرب " لينتهْب" الالـ يف جواب‬ ‫ليكونن " عطف‬ ‫القسم أم كاهلل لينتهْب " قوـ يفتخركف بآبائهم أك‬ ‫ٌ‬ ‫على " لينتهْب " كالضمّب الفاعل العائد إذل أقواـ ىو ‪ ،‬ككاك ا‪١‬بمع‬ ‫احملذكؼ من " ليكونن " يعِب كاهلل إف أحد األمرين كاقع ال ‪٧‬بالة إما‬ ‫األنتهاء أك كوهنم " أىوف على اهلل من ا‪١‬بعالف " دكيبة سوداء قوهتا‬ ‫الغائط ‪ ،‬فإف مشت رٰبا طيبة ماتت ‪ ،‬فليحذر كل عاقل من اإلتكاؿ‬ ‫على شرؼ نفسو ‪ ،‬كفضيلة آبائو ‪ ،‬فإف ذلك يورث النقص ‪،‬‬ ‫كاال‪٫‬بطاط عن معا‪٤‬بهم ‪ ،‬فنهايتو ا‪٢‬بسرة ‪ ،‬كالندامة ‪ ،‬كغايتو العداكة ‪،‬‬ ‫ُ) مسند البزار (ٕ|َّْ)‪.‬‬ ‫ِ)‪٦‬بمع الزكائد‪)ٖٔ|ٖ(:‬‬ ‫ّ)فيض القدير ‪)ْٖ|ٓ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[009‬‬

‫إذ كل يظهر مثالب اآلخر كيثبت مفاخر نفسو فيؤدم لذلك فال‬ ‫ينبغي لعاقل اإلعجاب بنفسو { إً اف أى ٍكىرىم يك ٍم ًعٍن ىد اللا ًو أىتٍػ ىقا يك ٍم }(ُ)‪.‬‬ ‫والناس بجمعهم في األنساب‬

‫وإنما اختلفوا في الفضل شتاتا‬

‫كقيل‪:‬‬ ‫إذا افتخرت بآباء مضوا سلفا‬

‫قالوا صدقت ولكن بئس ما ولدوا‬

‫وليس فخار المرء إال بنفسو‬

‫وإن عد آباء كـ ـ ـ ـ ـراما ذوي نسب‬

‫كقيل‪:‬‬

‫كشرؼ النسب كإف كاف لو ‪ٜ‬برة فينبغي للمتصف بو أف ال يعجب‬ ‫بنفسو كال يفاخر ٕبسبو بل يهضم نفسو (ِ)‪.‬‬ ‫كعن أب رٰبانة عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ ":‬من انتسب إذل‬ ‫تسعة آباء كفار يريد هبم عزا كشرفا فهو عاشرىم يف النار " ركاه‬ ‫البيهقي(ّ)‪ .‬كأ‪ٞ‬بد(ْ)كأبو يعلى(ٓ)‬

‫ُ) سورة ا‪٢‬بجرات اآلية ُّ‪.‬‬ ‫ِ) فيض القدير ‪)ْٖ|ٓ(:‬‬ ‫ّ) شعب اإلٲباف‪)ِٖٕ|ْ(:‬‬ ‫ْ) مسند أ‪ٞ‬بد‪)ْ​ْ​ْ|ِٖ(:‬‬ ‫ٓ) مسند أب يعلى‪ِٖ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[021‬‬

‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه ا‪ٞ‬بد كالطرباين يف ( الكبّب ) ك( االكسط) كأبو‬ ‫يعلي ‪ ،‬كرجاؿ أ‪ٞ‬بد ثقات (ُ)‪.‬‬ ‫كعن ابن عباس أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ ":‬ال تفتخركا‬ ‫بآبائكم الذين ماتوا يف ا‪١‬باىلية فوالذم نفسي بيده ‪٤‬با يدحرج ا‪١‬بعل‬ ‫بأنفو خّب من آبائكم الذين ماتوا يف ا‪١‬باىلية ركاه البيهقي (ِ)‬ ‫كأ‪ٞ‬بد(ّ) ‪.‬‬ ‫ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه ا‪ٞ‬بد كالطرباين يف ( االكسط) ك( الكبّب ) بنحوه‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫إال أنو قاؿ ‪ ":‬للذم يدىده ا‪١‬بعالف بأنفو خّب منهم "‪ ،‬كرجاؿ أ‪ٞ‬بد‬ ‫رجاؿ الصحيح (ْ)‪.‬‬ ‫كركل البيهقي عن أب ىريرة عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪":‬‬ ‫لينتهْب أقواـ‬ ‫إف اهلل قد أذىب عنكم عيبة ا‪١‬باىلية كفخرىا باآلباء‬ ‫ٌ‬ ‫يفتخركف برجاؿ إ٭با ىم فحم من فحم جهنم أك ليكونن أىوف على‬ ‫اهلل من ا‪١‬بعالف الٍب تدفع النًب بأنفها "(ٓ)‪.‬‬ ‫ُ) ‪٦‬بمع الزكائد‪)ٖٓ|ٖ(:‬‬ ‫ِ)شعب اإلٲباف‪)ِٖٔ|ِ|ْ(:‬‬ ‫ّ)مسند أ‪ٞ‬بد‪)َْٕ|ْ(:‬‬ ‫ْ) ‪٦‬بمع الزكائد‪)ٖٓ|ٖ(:‬‬ ‫ٓ)شعب اإلٲباف‪. )ُِٓ|ٕ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[020‬‬

‫قاؿ ال ىقا ًرم ‪ :‬ىشبٌو ا‪٤‬بفتخ ًرين بآبائهم الذين ماتوا يف ا‪١‬باىليٌة‬ ‫ك ى‬ ‫عال ًف ‪ ،‬كآباءىم ا‪٤‬بفتخر هبم بالعذرةً ‪ ،‬ىكنىفس اًفت ىخارىم هبً​ًم‬ ‫بًا‪١‬بً ى‬ ‫ً‬ ‫ا‪٤‬بعُب أى ٌف أىحد األىمرين ىكاقع البتٌة إً ٌما‬ ‫بالداف ًع ىكالداى ىد ىىة باألنف ‪ ،‬ىك ى‬ ‫عال ًف‬ ‫ًاالنتًهاء ىعن االفتً ىخار أىك ىكوهنم أىذ ٌؿ ًعند اللاو تىػ ىع ىاذل ًمن ا‪١‬ب ى‬ ‫الٍ ىموصوفىة (ُ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬قد اتضح باألحاديث السابقة أنٌو كاف موحدان قطعان ‪ ،‬كإال دل‬ ‫ينتسب إليو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬خصوصان يف ذلك ا‪٤‬بوضع ‪،‬‬ ‫كا‪٢‬بمدهلل رب العا‪٤‬بْب ‪.‬‬ ‫فإف قلت ‪ :‬حديث مسلم يفيد النهي عن اإلفتخار باإلحتساب‬ ‫مطلقان ‪ ،‬سواء كاف اآلباء كفاران أك مسلمْب ‪ ،‬فما ا‪١‬بواب عن‬ ‫حديث‪ ":‬أنا ابن عبد المطلب "كأمثالو ؟‬ ‫يح يف النهي عن الفخر كلكن دل يرده صلى‬ ‫نقوؿ ‪ :‬نعم ا‪٢‬بديث صر ه‬ ‫للحليمي‪،‬‬ ‫اهلل عليو كسلم فخران كما نبٌو بو ا‪٢‬بافظ‬ ‫السيوطي معزيان‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ككذا يقاؿ ‪ :‬يف كل األحاديث الواردة يف اإلنتساب كحديث ‪" :‬أنا‬

‫خيركم نسباً وخيركم أباً "‪ ،‬كإ٭با أراد صلى اهلل عليو كسلم بذلك‬ ‫تعريف منازؿ آبائو الكراـ كرجل يقوؿ‪ :‬كاف أب فقيهان ال يريد بذلك‬ ‫ُ ) عوف ا‪٤‬بعبود‪)ُٕ|ُْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[022‬‬

‫الفخر‪ ،‬كإ٭با يريد تعريف حالو‪ ،‬كٰبتمل أنو صلى اهلل عليو كسلم أراد‬ ‫التحدث بنعمة اهلل تعاذل عليو ‪ ،‬كعلى كل فليس ذلك من الفخر يف‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫ك‪٩‬با يدؿ على توحيد عبد ا‪٤‬بطلب قصة حفر زمزـ‪ ،‬كىي مبسوطة يف‬ ‫كتب السّب‪.‬‬ ‫ك‪٩‬با يدؿ أيضان على معرفتو ٕباؿ الرسالة كشرؼ النبوة‪ ،‬أ ٌف أىل مكة‬ ‫‪٤‬با أصاهبم ا‪١‬بدب أمر أبا طالب أف ٰبضر بالنيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم كىو صغّب ففعل فاستسقى بو صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫كقاؿ الربز‪٪‬بي ‪٩ :‬با يدؿ على أهنما ‪ ،‬بل ‪ٝ‬بيع آبائو كانوا على دين‬ ‫قياس مركب من مقدمتْب‬ ‫إبراىيم عليو السالـ ‪ ،‬ي‬ ‫األولى ‪ :‬قد ثبت باألحاديث أف الناس من لدف آدـ إذل حْب‬ ‫كالدتو صلى اهلل عليو كسلم دل يفَبقوا فرقتْب كدل يتشعبوا شعبتْب ‪ ،‬إال‬ ‫كانت الفرقة كالشعبة الٍب فيها النيب صلى اهلل عليو كسلم خّبٮبا ‪.‬‬ ‫كجدكا يف كل زماف على دين إبراىيم عليو السالـ‬ ‫والثانية ‪ :‬أف ‪ٝ‬بعا ي‬

‫إذل زمن كالدتو صلى اهلل عليو كسلم كالٯبوز أف يكوف من ليس على‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[023‬‬

‫دين كلو كاف موحدان ‪،‬أف يكوف خّبان ‪٩‬بن على دين من األدياف ا‪٢‬بقة‬ ‫(ُ)‪.‬‬ ‫المطلب الثامن ‪ :‬في المحصول مما سبق‬

‫قاؿ الدكتور ‪٧‬بمد سليماف فرج ‪:‬‬ ‫يـ ـ ـا أط ـ ـ ـهر الناس عـ ـ ـ ـبد اهلل ي ـ ـ ـا أم ـ ـ ـ ـلي‬

‫أس ـ ـعدت بالفضل بابن سيد الناس‬

‫أنـ ـ ـ ـت الم ـ ـ ـبارك والمـ ـحـ ـ ـ ـبوب خ ـ ـ ـير ٍ‬ ‫أب بالنـ ـق ـل والعقـ ـ ـ ـل قد كرمت من أزل‬ ‫يا وال ـ ـ ـ ــداً لحـ ـ ـ ـ ــبيب الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق س ـ ـ ـ ـيدنا ط ـ ـو الرؤوف شفيع الخلق من وجـ ـ ـل‬ ‫ق ـ ـد خ ـ ـ ـ ـ ـصك اهلل بالت ـ ـ ـ ـشريف م ـ ـ ـ ـ ـرتبة‬

‫ـسر ف ـ ـيك مـ ـشتـ ــمل‬ ‫ف ـ ـ ـ ـوق ال ـ ـثُّريّا لـ ـ ّ‬

‫فن ـ ـ ـلت أشـ ـ ـ ـ ـ ـرف مـ ـ ـولود وم ـكـ ـ ـتمل‬

‫اخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتارك اهلل للـ ـ ـ ـ ـ ـمح ـ ـبوب وال ـ ـ ـ ـ ـ ـده‬ ‫أنـ ـ ـت ال ـمطه ـ ـ ـر شـ ـ ـ ـ ّع الن ـ ـ ـ ـور مـ ـ ـؤتِـ ـلقاً‬ ‫مـ ـ ـ ـنك الرس ـ ـ ـ ـول أتـ ـ ـى للـ ـ ـ ـكون م ـ ـرحمة‬

‫فـ ـ ـصاغك اهلل محـ ـ ـ ـ ـفوظا من الخ ـ ـ ـلل‬

‫أنـ ـ ـ ـت الذبـ ـ ـيح الـ ـ ـذي نلت الفخار بما‬

‫قـ ـ ـد ق ـ ـ ـالو المـ ـ ـصطفى ثُنيت بالـ ـرسل‬

‫وق ـ ـ ـد ن ـ ـشأت عـ ـ ـ ـ ـلى التـ ـ ـ ـ ـوحيد م ـ ـتبعا‬

‫خ ـ ـ ـطو الح ـ ـ ـنفيّة السم ـ ـ ـحا بـ ـ ـل زلل‬

‫على ج ـ ـ ـبينك بشرى م ـ ـولـ ـ ـد األم ـ ـل‬

‫بـ ـ ـرئت م ـ ـ ـ ـن كـ ـ ـل ش ـ ـرك سي ـ ـدي أبـ ـ ـدا‬

‫ف ـ ـ ـ ـلم تخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّر إلى عـ ـ ـ ـ ـ ّزى وال ىـ ـ ـبل‬

‫وبال ـ ـ ـ ـ ـ ـعناية ق ـ ـ ـ ـ ـ ـد ُربي ـ ـ ـ ـ ـت ف ـ ـ ـ ـ ـي أدب‬

‫وص ـ ـانك اهلل من ف ـ ـحش ومـ ـن زغل‬

‫سم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاك ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيبةُ عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب َد اهلل منـ ـ ـ ـ ـ ـقبة تنبي عن الفـ ـ ـطرةاألن ـ ـقى ب ـ ــل علـل‬ ‫ّ‬

‫وكنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت آثـ ـ ـر أبن ـ ـ ـ ــاء حـ ـ ـ ـظيت بمـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ُ) سداد الدين كسداد الدين(َُْ)‪.‬‬

‫لم يحـ ـ ـ ـ ـ ـظو ول ـ ـ ـد من ح ـ ـ ـ ـ ـبّو الجـزل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[024‬‬

‫ق ـ ـ ـ ـد ع ـ ـ ـشت ذا ورع في ك ـ ـ ـل مرحل ـ ـ ـ ــة‬ ‫وحـ ـ ـ ـ ـ ـزت كـ ـ ـ ـ ـ ـل ك ـ ـ ـماالت وأع ـ ـ ـ ـظمها‬

‫من الح ـ ـ ـياة عـ ـ ـزوفاً عن ى ـ ـوى ِ‬ ‫وح ٍل‬ ‫َ‬ ‫ً‬

‫ف ـ ـ ـضل األب ـ ـ ـوة لل ـ ـ ـمختـ ـ ـار في األزل‬

‫يا س ـ ـ ـيدي يا أب ـ ـ ـا الم ـ ـ ـ ـ ـ ـختار م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعذرة‬ ‫وأن ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ت يا ّأم خ ـ ـ ـ ـ ـ ـير الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـلق مع ـ ـ ـ ـذرة‬

‫ف ـ ـ ـ ـقدأس ـ ـ ـاءوا وقـ ـ ـالوا فيك بالخطل‬

‫أسـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫عدت كـ ـ ـ ـ ّل بني الـ ـ ـ ـدنيا بم ـ ـ ـولد من‬ ‫ل ـ ـ ـذا يق ـ ـ ـ ـول ش ـ ـ ـ ـفيع الخـ ـ ـ ـلق ع ـ ـ ِ‬ ‫نك أنا‬ ‫ُ‬ ‫وزار روض ـ ـ ـ ـ ـ ـك مـ ـ ـ ـ ـ ـأذوناً ل ـ ـ ـ ـو فب ـ ـ ـ ـ ـكى‬ ‫لك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّن رب ـ ـ ـ ـ ـ ـي لم يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأذن ل ـ ـ ـحك ـ ـ ـمتو‬ ‫فـ ـ ـ ـما س ـ ـ ـ ِ‬ ‫جدت ل ـ ـ ـألصنام وال صدرت‬

‫ض البُهم بال َخ ـبل‬ ‫فـ ـ ـ ـقد ت ـ ـ ـطاول بعـ ـ ـ ُ‬

‫والمـ ـ ـثل‬ ‫ق ـ ـ ـد ن ـ ـ ـ ـ ّور ال ـ ـ ـ ـكون باآليات ُ‬

‫رؤي ـ ـ ـا ألمي فقـ ـ ـد ألهـ ـ ـمت كال ـ ـرسل‬

‫ب فيك مكـ ـ ـتمل‬ ‫شـ ـ ـوقاً وأبكى لحـ ـ ـ ّ‬

‫مس ـ ـ ـ ـ ـتغفراً ل ـ ـ ـك يا م ـ ـ ـبرورة الـ ـ ـ ـعمل‬

‫مـ ـ ـنك الـ ـ ـضللة يا فخراً لذي عقل‬

‫فالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق أ ّن نجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاة ال ـ ـ ـ ـوالدين لـ ـ ـ ـها أدل ـ ـة ظ ـ ـ ـهرت كالـشمس في األصل‬

‫عـ ـ ـ ـ ـ ـلى الح ـ ـ ـ ـنيفة كـ ـ ـأنا خ ـ ـ ـ ـ ـير ف ـ ـ ـرقتهم واهللُ أحـ ـ ـ ـياىما في صـ ـ ـ ـ ـادق الـ ـ ـ ـنّقل‬ ‫بالـ ـ ـ ـفضـ ـ ـ ـل والج ـ ـ ـود إتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاماً لـ ـ ـ ـنعمتو ألجـ ـ ـ ـ ـل رحم ـ ـ ـ ـتو المـ ـ ـهداة مـ ـ ـ ـن أزل‬ ‫أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه ك ـ ـ ـ ـذا الـ ـ ـعصماء آم ـ ـنة رف ـ ـ ـعا ل ـ ـ ـقدرىما في ش ـ ـ ـرف النُ ـ ـ ـزل‬ ‫واهلل ف ـ ـ ـي محـ ـ ـ ـ ـكم ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنزيل أخـ ـ ـ ـ ـبرنا‬

‫عـ ـ ـ ـظمى ودينهما التوحيد فابتـ ـ ـ ـ ــهل‬ ‫بعـ ـ ـ ـ ـ ـدلو عـ ـ ـ ـن س ـ ـ ـواء القسط لم ِ‬ ‫يمل‬

‫لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـينعما بسنا اإلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمان مـ ـ ـ ـ ـ ـنزلـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ف ـ ـ ـ ـل يع ـ ـ ـ ـ ـ ـذب من لم تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأتو رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـصداق قول (وما كنا)بـ ـل ج ـ ـ ـدل‬

‫وفـ ـي ( تقـ ـ ـ ـلبك ) اآليـ ـ ـ ـات نـ ـ ـ ـ ـاطق ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫بأعـ ـ ـظم المدح فاىنأ في الم ـل األول‬

‫األلوسي كـ ـ ـفر الألولى اج ـترحوا‬ ‫يخشى‬ ‫ّ‬

‫غـ ـ ـ ـير النجــاة لنور القلب والمـ ـ ـق ـ ـ ـل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[025‬‬

‫آب ـ ـ ـ ـ ـاء ط ـ ـ ـ ـ ـ ـو إلى المعصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم أدم ـ ـ ـ ـهم ف ـ ـ ـازوا بنص(خيار) صـي ـ ــن من علل‬ ‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـذا ف ـ ـ ـآزر عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ل ـ ـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـخـ ـ ـ ـليل بمـ ـا‬

‫قـ ـد بينت علماء البحث والنـ ـ ـ ـحـ ـل‬

‫فالـ ـ ـعم ص ـ ـ ـ ـنو أب في الـ ـ ـذكر مشته ـ ـ ـ ــر‬

‫ك ـ ـ ـما أتى بحـ ـ ـديث صـ ــح فامتث ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وال ـعرف يجري على استعمال ذلك فـي‬

‫فحوى الخطاب كت ـ ـ ـ ــاب اهلل فلتسل‬

‫فالـ ـ ـ ـوالد الط ـ ـاىر الم ـ ـشهـور تـ ـ ـارخ ف ـ ــي‬

‫تح ـ ـ ــقـ ـ ـيق نسبتو من أوث ـ ـ ـ ـق الس ـ ـ ــبل‬

‫أم ـ ـ ـا أب ـ ـ ـ ـ ـ ـوه ال ـ ـ ـ ـذي م ـ ـ ـنو ت ـ ـ ـ ـ ـبرأ فـ ـ ـ ـ ـي‬

‫ن ـ ـ ـص الكت ـ ــاب فغير الوال ـ ــد الفضل‬

‫ل ـ ـ ـذا الخ ـ ـ ـ ـليل دع ـ ـ ـا حـ ـ ـقا بمـ ـ ـ ـغف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة ل ـ ـ ـ ـوالدي ـ ــو بـ(إبراى ـ ـ ـ ـيم) ف ـ ـ ـ ـ ـاع ـ ـ ــتزل‬ ‫لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان آزر مـ ـ ـ ـقصوداً بـ ـ ـ ـدعوتو‬

‫لمـ ـ ـ ـا أق ـ ـ ـ ـ ـ ّر ل ـ ـ ـ ـو المـ ـ ـ ـولى ب ـ ـ ـل جدل‬

‫ك ـ ـ ـذا الح ـ ـديث الذي يبدي تس ـ ـ ـ ــاؤلهم‬

‫أبي أبـ ـ ـ ــوك على التأوي ـ ــل ال ال ـدخـ ـ ـل‬

‫فال ـ ـ ـعـم م ـ ـ ـقصده إن ص ـ ـ ــح من ـ ـ ـطقـ ـ ـ ـ ـ ــو‬

‫عني ف ـ ـ ـ ـارتحـ ـ ـ ـ ـ ـل‬ ‫ولي ـس وال ـ ـ ـده الم ـ ـ ـ ـ ُ‬

‫قـ ـ ـ ـد مـ ـ ـات وال ـ ـ ـ ــده من ق ـ ـ ـ ـبل م ـ ـول ـ ـده‬

‫ولم يعاص ـ ـ ـ ـر ن ـ ـ ـ ـزول الوحي فاعـ ـتدل‬

‫ف ـ ـ ـاألم في سادس من ع ـ ـ ـ ـ ـمره رحـ ـ ـ ـلت‬

‫إلى الج ـ ـ ـنان عـلى التوحيد ال الخطل‬

‫ى ـ ـذا أبـ ـ ـ ـ ـ ـو لهـ ـ ـ ـب ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزى بفـ ـ ـ ـرحتو‬

‫بـ ـ ـ ـعتــق ج ـ ـ ـ ـارية في مـ ـ ـ ـ ـ ـولد الكـ ـ ـ ـمل‬

‫يخف ـ ـ ـ ـ ـ ـف اهلل عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنو ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم مولـ ـ ـ ـ ـ ـده‬

‫ك ـما أتى في البخاري مـ ـ ـضرب المـثل‬

‫فكـ ـ ـ ـ ـ ـيف من قـ ـد أتى من ظهره أت ـ ـ ــرى‬

‫يصـ ـ ـ ـ ـلى بنـ ـ ـار ولم ي ـ ـكفر ولم يح ـ ـ ـ ــل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[026‬‬

‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـو ال نـ ـ ـ ـ ـ ـار تحـ ـ ـرقو‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواد إذ ّ‬

‫فك ـ ـيف بطن ح ـ ـ ـوت نـ ـ ـ ـورا بل ح ـ ــول‬

‫أيرحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الخـ ـ ـلق بالمـ ـ ـ ـختار ق ـ ـ ـاطبة‬

‫ويحـ ـ ـ ـرم ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوالدان الفـ ـ ـ ـ ـ ـوز فلـ ـتقل‬

‫ويشـ ـ ـ ـ ـ ـفع اإلبن لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاصين كـ ـ ـ ـ ـلهم‬

‫المث ـ ـل‬ ‫وي ـ ـ ـ ـترك الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوالدين ص ـ ـ ـ ـفوة ُ‬

‫واهللُ ق ـ ـ ـ ـ ـ ـد وع ـ ـ ـ ـ ـ ـد الم ـ ـ ـ ـ ـختار م ـ ـ ـوعدةً‬

‫أال يساء بـ ـ ـ ـذي الـ ـ ـ ـ ـ ـتوحيد ف ـ ـ ـامتثل‬

‫وسـ ـ ـوف يعـ ـ ـط ـ ـ ـ ـيك إكـ ـ ـ ـ ـراماً ألم ـ ـ ـ ـ ـتو‬

‫فهـل سيرضىسوى الفـ ـ ـردوس فاعتدل‬

‫أيطل ـ ـ ـ ـ ـب المصط ـ ـ ـ ـفى أجـ ـ ـ ـ ـراً لدعوتـ ـ ـ ـ ـو‬

‫صـ ـفو المـ ـودة في القـ ـ ـ ـ ـ ـربى بل ب ـ ـ ـدل‬

‫ويه ـ ـ ـ ـرف المسـ ـ ـ ـ ـ ـلم الراجـ ـ ـ ـ ـ ـي شـ ـفاعتو‬

‫بأثق ـ ـل الق ـول إن يرمى عـ ـ ـلى جبـ ـ ـ ـل‬

‫وىـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل يك ـ ـ ـ ـ ـ ـون مح ـ ـ ـ ـباً َمـ ـ ـ ـن تسـ ـ ـاوره‬

‫تـ ـ ـلك الشـ ـكوك فيبديها بـ ـل خج ـ ـل‬

‫وى ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل يصـ ـ ـ ـح لم ـ ـ ـ ـن فـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫رض مح ـ ـ ـبتو وح ـ ـب ع ـ ـ ـ ـترتو والص ـح ـ ـ ـب والنسل‬ ‫تـ ـ ـرديد قـ ـ ـ ـ ـول ي ـ ـ ـمس الـ ـ ـ ـوالدين ل ـ ـكي‬

‫األمر بالخط ـل‬ ‫يش ـاع في الن ـ ـاس ىـ ـذا ُ‬

‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ى ـ ـ ـ ـ ـناك دلي ـ ـ ـ ـ ـل قاط ـ ـ ـ ـ ـع أبـ ـ ـ ـداً‬

‫بـ ـل ىـ ـ ـذه ش ـ ـبو م ـ ـ ـ ـن زي ـ ـ ـغ مختجـ ـ ـل‬

‫عل ـ ـ ـ ـ ـما بأن حبيـ ـ ـ ـ ـب اهلل قـ ـ ـ ـال لن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫فلتدرؤا الحـ ـ ـد بالشبـ ـ ـهات والحـ ـ ـ ـ ــيل‬

‫وفي االح ـ ـ ـ ـديث إذا أخ ـ ـ ـطأت تـ ـ ـ ـ ـبرئـ ـ ـ ـ ـ ـةً خ ـ ـ ـير من الحـ ـد في ظـ ـ ــن بل كـ ـ ــل ـ ـل‬ ‫وق ـ ـ ـ ـد أمـ ـرنا بحس ـ ـ ـ ـن الظ ـ ـ ـن ف ـ ـ ـ ــي ورع‬

‫م ـع العدو فـق ــل‪ :‬لي كيف شأن ولـ ـي؟‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫فإن بن ـ ـ ـت أبي لهـ ـ ـ ـب أتـ ـ ـ ـت وشـ ـ ـ ـكت‬

‫]‪[027‬‬

‫من يطعن ـون بـ ـ ـ ـقصد اللّمـ ـ ـز ِ‬ ‫والحيَ ـ ـ ـ ـ ِل‬

‫قال الحبيـ ـب ‪(:‬فما لي أوذي في أىلي)‬

‫بطعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكم فت ـ ـ ـ ـ ـأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ذاك فامتثـ ـ ـل‬

‫إلي‬ ‫ل ـ ـ ـذا يقـ ـ ـ ـ ـول ‪ :‬أبو بكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر أحـ ـ ـ ـب ّ‬

‫ومن قـ ـبلـ ـ ــي‬ ‫أن يسـ ـ ـلم ال ـ ـعم من أىلي َ‬

‫نبي أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫أين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبزون أب ـ ـ ـ ـ ـاه والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬

‫أن ينبـ ـ ـ ـز ابن أبي وى ـو في ال ـوح ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد أراد اب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنو ت ـ ـ ـ ـ ـ ـكفينو شـ ـ ـ ـ ـرفا‬

‫بملبس المصطفى ين ـ ـجو من الظُّلـ ـ ـ ـل‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـلم يع ـ ـ ـ ـ ـ ـارض رس ـ ـ ـ ـ ـ ـول اهلل رغبتـ ـ ـ ـ ـ ـو‬

‫وىـ ـ ـ ـ ـ ـو المنـ ـ ـافق مـ ـ ـ ـعروفاً بل ج ـ ـ ـ ـدل‬

‫فك ـ ـ ـ ـ ـيف يجـ ـ ـ ـ ـرؤ من يدري عـ ـ ـواطـ ـ ـ ـ ــفو‬

‫لوالديـ ــو ع ـ ـلى التكـ ـ ـ ـ ـ ــفير بالخط ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫ويع ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـن األم ـ ـ ـ ـر إرجـ ـ ـافا وشقش ـ ـ ـ ـ ـ ــقة‬

‫بـ ـ ـ ـل حـ ـ ـ ـياء و الخـ ـوف وال وج ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫بأن والـ ـ ـ ـ ـدي المـخت ـ ـ ـار ق ـ ـ ــد خرسـ ـ ـ ـ ــت‬

‫أفـ ـ ـ ـ ـواى ـ ــهم بسـعـ ـ ـير النار في غ ـٌ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬ ‫لل‬

‫ىدى‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـد أوجـ ـ ـ ـب ال ـدين ّبر الوالدين ً‬

‫وأل ـ ـ ـزم الشكر عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفاناً بل مه ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬

‫فك ـ ـ ـ ـ ـ ـيف بر حبي ـ ـ ـ ـب اهلل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـدوتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫بـ ـ ـ ـ ـوالديو وفـ ـ ـ ـاء يا أخ ـ ـا الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذل‬

‫وال ي ـ ـ ـ ـ ـ ـطاوعني نـ ـ ـ ـطقـ ـ ـ ـي بم ـ ـ ـ ـ ـا قذف ـ ـ ـ ـ ـوا أحباب قلبي وروحـي مـ ـ ـعقد األمـ ـ ـ ـ ــل‬

‫وأي ـ ـ ـن ف ـ ـ ـ ـضل دعـ ـ ـ ـ ـاء المصطف ـ ـى لهم ـ ـ ــا وى ـ ـ ـو الم ـ ـ ـقرب عـ ـ ـند اهلل بالس ـ ـ ـ ـ ـ ــبـ ـل‬ ‫ففـ ـ ـي الحـ ـ ـ ـ ـديث أتـى ي ـ ـ ـوم القيـ ــامـ ــة أن‬

‫يؤتى بــثلة إفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراط بل عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج ـ ـ ـ ـ ـل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[028‬‬

‫لي ـ ـ ـ ـدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوا جن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ق ـ ـ ـ ـ ـالوا ل ـ ـ ـربهم يارب لـ ـ ـ ــننترك اآلبـ ـ ـ ـ ـاء في الوجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬ ‫يق ـ ـ ـ ـ ـ ـول خـ ـ ـ ـ ـالقـ ــنا فض ـ ـ ـ ـ ـل ومرحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ىيا ادخـلوا جنتي معهم بـ ـ ـ ــل عم ـ ـل‬ ‫فــكـ ـ ـ ـيف أك ـ ـ ـ ـرم رسـ ـ ـ ـ ــل اهلل يدخل ـ ـ ـ ـ ــها‬

‫ووال ـ ـ ـديو بع ـ ـ ــيدا ع ـ ـ ـنو في الج ـ ـ ـ ـ ـلل ؟‬

‫فلـ ـ ـ ـ ـينتو المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلم العاصـ ـ ـ ـ ـي بق ـ ـ ـ ـ ـولتو مستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغفراً رب ـ ـ ـ ـ ـو من أقب ـ ـ ـح ال ـ ـ ـ ّزلل‬

‫أم ـ ـ ـا الـ ـ ـذي يتب ـ ـعن قـ ـ ـ ـوال بغير ىـ ـ ـ ـ ــدى‬

‫لذي الفصاحة والتدليس بالجـ ـ ـ ـ ـ ــدل‬

‫فقـ ـ ـ ـ ـل ل ـو ق ـ ـ ـد تبعت الق ـ ـ ـ ـوم في شب ـ ـ ـ ـ ــو تهدي إلى الطعن والحرمان والفشـ ــل‬ ‫إن ق ـ ـ ـ ـال زاعـ ـ ـمهم في الع ـ ـ ـ ـلم حجتن ـ ـ ـ ــا ى ـذي نصـ ـ ـوص بأيديـنا ب ـ ـ ـ ـ ـ ــل م ـ ـ ـ ـلـل‬ ‫وىـ ـ ـ ـو اجـ ـ ـ ـتهاد لنا أج ـر على خط ـ ـ ـ ـ ــأ‬

‫فقـ ـ ـل لهم قد أصيـب القلـ ـ ـ ــب بالع ـلل‬

‫فكـ ـ ـ ـيف تف ـ ـ ـ ـهم نـ ـ ـ ـصاً وى ـ ـ ـو مشت ـ ـ ـ ـ ـ ــبو‬

‫من غـ ـ ـير أىل رسوخ العل ـ ــم والع ـ ـ ـمـل‬

‫أليس ى ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا جف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء في محب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتو وليس مجتـ ـ ـ ـ ـهد ق ـ ـ ـد قال بالخ ـ ـ ـ ـ ـ ــطل‬ ‫فك ـيف يلـ ـ ـ ـ ـقون خ ـ ـ ـ ـير الرسل منقذن ـ ـ ـ ــا‬

‫بأي وجـ ـ ـو وىـ ـ ـ ـم يرضون بالخ ـ ـ ـ ـ ـ ــذل‬

‫ىـ ـ ـ ـذا اله ـ ـ ـ ـراء الـ ـ ـذي يهذي بو خـ ـ ـ ــرف‬

‫بساحة المسجد المعمور في خـ ـ ـ ـ ـذل‬

‫وم ـ ـ ـن تجاس ـ ـ ـ ـ ـ ـر بغ ـ ـ ـ ـيا في رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالتو رسالـة السخف والتضليل وال ـدج ـ ــل‬ ‫ون ـ ـ ـ ـ ـ ـال زورا وب ـ ـه ـ ـ ـ ـتانا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكاف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأة‬

‫على العقوق وإيذاء بـ ـ ـ ـ ــل خ ـ ـ ــج ـ ـ ـل‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[029‬‬

‫فـ ـ ـ ـل ـ ـ ـيتق اهلل م ـ ـ ـ ـ ـ ـن يبغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادلة بالخ ـ ـ ـ ـ ــوض في والـ ـ ـديو موضع المقــل‬ ‫ىـ ـ ـ ـل يستطيع ام ـرؤ يب ـ ــدي معايب من‬

‫صـ ـار ابنـ ـ ـو ملكا من قـ ـ ــادة الـ ـ ــدول؟‬

‫فكـ ـ ـ ـيف أفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل خ ـ ـ ـ ـلق اهلل والـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده‬

‫يرمـ ـ ــى بشرك ولم يشرك بل مح ـ ـ ـ ـ ــل؟‬

‫فـ ـ ـ ـمن يق ـ ـ ـ ـول بـهذا القول قد عـ ـمـ ـ ــيت‬

‫منو البص ـ ـ ـيرة والتفكـ ـ ـ ـير في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلل‬

‫فاىـ ـ ـ ـجر سبيلهم واسلك سبيل ىـ ـ ــدى‬

‫إجـ ـ ـماع أىل التقى والنـ ـ ـور والم ـ ـ ـ ــثل‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجوز بأن ينساق ذو نظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬

‫فضلً عن العـ ـ ـ ـ ـ ـالِم المسؤل فاعتـ ـ ـدل‬

‫اهلل يلـ ـعن من يـ ـ ـ ـؤذي ال ـ ـ ـ ـرسول وم ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬

‫يرض ـ ـى بق ـ ـ ـولـة مأفـ ـ ـ ـون و منخ ـ ـ ـ ــذل‬

‫ف ـ ـ ـ ـيا أُح ـ ـ ـ ـيباب قـ ـ ـ ـلبي ج ـ ـ ـ ـئتما شـ ـ ـ ـ ـ ـرفا‬

‫للك ـ ـون بالمصطفى المبعوث للـ ـ ــدول‬

‫قـ ـ ـ ـد نلتما من فيوض الن ـور ما وصــلت‬

‫بو العط ـ ـ ـ ـ ـي ـ ــة للم ـ ـ ـ ـ ــقدور م ـ ـ ـ ـ ـ ـن أزل‬

‫وفزتم ـ ـ ـا من رض ـ ـ ـ ـ ـ ـاء اهلل أن جـ ـ ـ ـ ـعل ـ ـ ـت‬

‫ط ـ ـاعات طو لكم من أفضل العـ ـ ـمل‬

‫منى السـ ـ ـ ـ ـلم عـ ـ ـ ـليكم في الجن ـ ـ ـان فـ ـ ـل تنسوا مح ـ ـ ـ ـبكم في المـوقف الج ـ ـلل‬ ‫نفسـ ـ ـي بحبكما حـ ـ ـقا لـ ـ ـ ـقد ش ـ ـ ـ ـ ـ ــغفت‬

‫وال ـ ـروح ىامت بكم يا أطهـ ـ ــر الملـل‬

‫مت ـ ـ ـ ـوسلً بك ـ ـ ـ ـما لحبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب خـ ـ ـ ـالـ ـ ـ ـ ـقنا‬

‫ح ـ ـ ـتى أنـ ـ ـ ـال من الم ـ ـ ـختار يشفع لي‬

‫يا رب فاغ ـ ـ ـ ــفر لنا فضـ ـ ـ ـل وىب كـ ــرما‬

‫ووالـ ــدينا رض ـ ـ ـاء ح ـ ـ ـ ـ ـقـق ـ ـ ــن أمـ ـ ـ ـ ـلــي‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[031‬‬

‫واجع ـ ـ ـ ـ ـل حبيـبـك ع ـ ـ ــني راض ـ ــيا أب ـ ـ ـ ـ ـدا‬

‫ح ـ ـ ـتى نـ ـ ـ ـراه بعـيـن الـ ـ ـ ـروح وال ُـمـقـ ـ ـ ـل‬

‫يا رب صـ ـ ـ ـل عـ ـ ـلى طـ ـ ـ ـ ـ ـو وعـ ـ ـ ـ ـ ـترت ـ ـ ـ ـ ـ ــو‬

‫ووالديـ ـ ـ ـ ــو م ــع األص ـ ـ ـحـ ــاب واألول‬

‫ولـه ـ ـ ـ ـ ـتـني بغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام فـ ـ ـ ـيـو يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـدني أكـ ـ ـ ـرم بحسـن خت ـ ـ ــام القول والعمـل‬

‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـحمد هلل في بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدء ومخ ـ ـ ـ ـ ـ ـتت ـ ـ ـ ـ ــم والش ـ ـ ـ ـكـ ــر هلل أزجـ ـ ـ ـيو م ـ ـع السـ ـ ـ ــؤل‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪:‬‬

‫إن الـ ـ ـ ـذي بع ـ ـ ـ ـث ال ـ ـ ـ ـ ـ ـنبي مح ـ ـ ـمداً أنجى بـ ـ ـو ال ـ ـ ـ ـ ـثقلين م ـ ـ ـ ـما يجـ ـ ـحف‬ ‫وألمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو وأبـ ـ ـ ـ ـيو ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكم شـ ـ ـ ـ ـائع أبـ ـ ـ ـداه أىـ ـ ـ ـل العـ ـ ـ ـلم فيما صـ ـ ـ ـنفوا‬ ‫فج ـ ـ ـماعة أجـ ـ ـ ـ ـروىما مجـ ـ ـ ـرى ال ـ ـذي لم يـ ـ ـ ـ ـأتو خـ ـبر الدع ـ ـ ـ ـاة المسع ـ ـ ـ ـف‬

‫والحـ ـ ـ ـ ـكم في ـ ـ ـ ـمن لم تج ـ ـ ـ ـئو دع ـ ـ ـ ـوة أن ال عـ ـ ـ ـذاب ع ـ ـليو ح ـ ـ ـكم ي ـ ـؤلـف‬

‫فبـ ـ ـ ـ ـ ـذاك ق ـ ـ ـ ـ ـ ـال الشـ ـ ـ ـافعية كـ ـ ـ ـلهم‬ ‫وبسـ ـ ـ ـورة اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء فـ ـ ـ ـ ـ ـيو حـ ـ ـ ـجة‬

‫واألشع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية م ـ ـ ـا بهم مت ـ ـ ـ ـ ـوق ـ ـ ـ ـف‬

‫وبنجـ ـ ـ ـو ذا في ال ـ ـذكر آى تع ـ ـ ـ ـ ـ ـرف‬

‫ولب ـ ـ ـعض أى ـ ـ ـ ـ ـ ـل الفق ـ ـ ـو في تعلي ـ ـ ـلو معـ ـ ـ ـ ـنى أرق مـ ـ ـن النسـ ـ ـ ـيم وألط ـ ـ ـف‬

‫ونحـ ـ ـ ـا اإلمام الفخـ ـ ـ ـر رازي الـ ـ ـورى‬

‫إذ ى ـ ـ ـم على الفط ـ ـ ـر التي ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدوا‬

‫من ـ ـ ـحى بـ ـ ـ ـو للسامعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين تشنـ ـ ـ ـ ـف‬ ‫ولم يظه ـ ـر عـ ـ ـ ـ ـناد منـ ـ ـهم وتخل ـ ـ ـ ـف‬

‫قـ ـ ـال‪ :‬األولـ ـ ـى ولـدوا النبي المصطفى ك ـ ـ ـل ع ـ ـ ـلى التوح ـ ـ ـيد إذ يتحن ـ ـف‬

‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن آدم ألبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيو عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبد اهلل ما فيـ ـ ـ ـهم أخ ـ ـ ـو ش ـ ـ ـرك وال مستنكف‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[030‬‬

‫فالمشـ ـ ـ ـركون كـ ـ ـ ـ ـما بسـ ـ ـ ـ ـ ـورة ت ـ ـ ـ ـ ـوبة نجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس وكلـ ـ ـ ـهم بطهـ ـ ـ ـر يوص ـ ـ ـف‬ ‫وبس ـ ـ ـورة الشع ـ ـ ـ ـ ـ ـراء فـ ـ ـ ـ ـيو تقل ـ ـ ـ ـب‬

‫في الساج ـ ـ ـدين فكـ ـ ـ ـلهم متحن ـ ـ ـ ـف‬

‫فجـ ـ ـ ـ ـ ـزاه رب الع ـ ـ ـرش خـ ـ ـير جزائو‬

‫وحـ ـ ـ ـ ـباه جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنات النعيم تزخـ ـ ـرف‬

‫ى ـ ـ ـذا ك ـ ـلم الشيخ فخـ ـر الدين في‬

‫أسـ ـ ـ ـ ـراره ىـ ـ ـطلت ع ـ ـ ـ ـليو الـ ـ ـ ـذرف‬

‫فلقـ ـ ـد تـ ـ ـ ـ ـدين في زم ـ ـ ـان الجاىل ـ ـية‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـرقة دي ـ ـ ـن اله ـ ـ ـ ـ ـدى وتحن ـ ـ ـ ـ ـ ـفوا‬

‫قـ ـ ـد فسر السب ـ ـكي ب ـ ـذاك م ـ ـقالة‬

‫لألش ـ ـ ـ ـ ـ ـعري وما س ـ ـ ـ ـواه مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيف‬

‫زي ـ ـ ـد بن عمر وابن نوفل ىك ـ ـ ـ ـذا‬

‫الصديق ما ش ـ ـ ـ ـرك عـ ـ ـليو يعكـ ـ ـف‬

‫إذ لم تزل ع ـ ـ ـ ـين ال ـ ـ ـ ـ ـرضا منو على‬

‫الصديق وى ـ ـ ـو بطول عـ ـمر أحنف‬

‫عـ ـ ـادت ع ـ ـليو صحبة الهادي فما‬

‫في الج ـ ـ ـ ـ ـ ـاىلية بالضـ ـ ـ ـللة يق ـ ـ ـ ـرف‬

‫وج ـ ـ ـ ـ ـ ـماعة ذى ـ ـ ـ ـ ـ ـبوا إلى إحـ ـ ـ ـيائو‬

‫أب ـ ـ ـ ـ ـ ـويو حـ ـتى آم ـ ـ ـنا ال خ ـ ـ ـ ـ ـوفـ ـ ـ ـوا‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـألمو وأبـ ـ ـ ـوه أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى سيما‬

‫ورأت مـ ـ ـن اآليات مـ ـا ال يوص ـ ـ ـف‬

‫وروى ابن شاىين ح ـ ـديثا مسنـ ـ ـ ـدا‬

‫في ذاك ل ـ ـ ـكن الح ـ ـ ـ ـديث مضعـ ـ ـف‬

‫ى ـ ـ ـذي مسـ ـ ـالك لو تفرد بعض ـ ـها‬

‫لكف ـ ـ ـى فكـ ـ ـيف بـ ـ ـ ـ ـها إذا تت ـ ـ ـألف‬

‫وبحسب من ال ي ـ ـرتضـ ـ ـيها صمـ ـتو‬

‫صـ ـ ـ ـ ـلى اآللو ع ـ ـ ـلى النبي محمـ ـ ـ ـد‬

‫أدبـ ـ ـا ولكن أين من ى ـ ـو منصـ ـ ـ ـف‬

‫ما ج ـ ـ ـ ـدد الـ ـ ـدين الحني ـ ـف محن ـ ـف‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[032‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬في حكم أىل الفترة‬ ‫وفيو خمسة مطالب‬

‫المطلب األول ‪ :‬في تعريف أىل الفترة‬

‫نقوؿ ‪ :‬أىل الفَبة ‪ :‬ىم كل من كاف بْب رسولْب ‪ ،‬كدل يكن األكؿ‬ ‫مرسالن إليهم ‪ ،‬كال أدركوا رسالة الثاين كقيل ‪ :‬ىم كل من دل يدرؾ‬ ‫رسالة رسوؿ من الرسل ‪ ،‬سواء أرسل إليهم أك ال كاألكثر على األكؿ‬ ‫كمن ا‪٤‬بعلوـ أف أىل الفَبات متعددكف ‪ ،‬كلكن إذا أطلقت الفَبة يراد‬ ‫هبا ما بْب سيدنا عيسى عليو السالـ كبْب سيدنا ‪٧‬بمدان صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم كقاؿ تعاذل‪ {:‬يا أ ٍىىل الٍ ًكتى ً‬ ‫ْب‬ ‫اب قى ٍد ىجاءى يك ٍم ىر يسولينىا يػيبىػ ِّ ي‬ ‫ى ى‬ ‫لى يك ٍم ىعلىى فىػٍتػىرةو ًم ىن الر يس ًل أى ٍف تىػ يقوليوا ىما ىجاءىنىا ًم ٍن بى ًش وّب ىكىال نى ًذي ور فىػ ىق ٍد‬ ‫ىجاءى يك ٍم بى ًشّبه ىكنى ًذ هير ىكاللاوي ىعلىى يك ِّل ىش ٍي وء قى ًد هير })ُ(‪.‬‬ ‫كتلك الفَبة كانت مدهتا ستمائة سنة ‪.‬‬ ‫كقيل ‪ٟ :‬بسمائة كستوف سنة‪.‬‬ ‫كقيل ‪ٟ :‬بسمائة كأربعوف سنة‪.‬‬ ‫كالفَبة يف اللغة ‪ :‬ىي على كزف فعلة ‪ ،‬كا‪٤‬بادة تدؿ على اإلنقطاع‬ ‫كالسكوف عن العمل‪،‬كا‪٤‬براد هبا ىنا ‪ :‬إنقطاع ما بْب الرسولْب‪.‬‬ ‫ُ) سورة ا‪٤‬بائدة اآلية ُٗ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[033‬‬

‫كقاؿ ‪٧‬بمد ركاس قلعجي ‪ :‬أىل الفَبة ‪ :‬الناس الذم أكجدىم اهلل‬ ‫تعاذل من بعد عيسى عليو السالـ إذل مبعث رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم‪ ،‬كماتوا قبل البعثة (ُ)‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬في نجاة أىل الفترة‬

‫قد ذىب ‪ٝ‬بهور العلماء ‪ :‬إذل ‪٪‬باة أىل الفَبة كأهنم اليعذبوف ألهنم‬ ‫دل تبلغهم الدعوة كدل تقم عليهم ا‪٢‬بجة ‪.‬‬ ‫كقد جرل على ذلك أئمة الشافعية يف" الفقو " كاألشاعرة يف"‬ ‫نص على ذلك اإلماـ األعظم الشافعي ر‪ٞ‬بو اهلل‬ ‫األصوؿ " كقد ٌ‬ ‫تعاذل يف( األـ) ك( ا‪٤‬بختصر) كتبعو ‪ٝ‬بيع األصحاب ‪ ،‬بل دل يشذ‬ ‫أحد منهم با‪٤‬بخالفة كما نقل ذلك عنهم احملققوف ‪.‬‬ ‫كاألدلة على القوؿ ‪ :‬بنجاة اىل الفَبة كثّبة فلنذكر بعضان منها بدايةن‬ ‫باآليات القرآنية ‪:‬‬ ‫ث ىر يسوؿ})ِ(‪ .‬فاآلية عامة‬ ‫ْب ىح اٌب نىػٍبػ ىع ى‬ ‫قاؿ تعاذل‪ { :‬ىكىما يكناا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫كصرٰبة يف أ ٌف اهلل تعاذل ال ِّ‬ ‫يعذب أحدان حٌب يرسل الرسل‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬يف قولو تعاذل ‪{:‬كما كنا‬ ‫معذبْب حٌب نبعث رسوال} ىذه اآلية ىي الٍب اطبقت أئمة السنة‬ ‫ُ) معجم لغة الفقهاء لو‪.)ّ​ّٗ:‬‬ ‫ِ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[034‬‬

‫على االستدالؿ هبا يف أنو ال تعذيب قبل البعثة كردكا هبا على ا‪٤‬بعتزلة‬ ‫كمن كافقهم يف ‪ٙ‬بكم العقل‪.‬‬ ‫أخرج ابن جرير كابن أب حامت يف تفسّبيهما عن قتادة يف قولو ‪{:‬كما‬ ‫كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال} قاؿ ‪ :‬إف اهلل ليس ٗبعذب أحدا‬ ‫حٌب يسبق إليو من اهلل خرب أك تأتيو من اهلل بينة‪.‬كقاؿ تعاذل‪ {:‬كلىوال‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫لت إًلىينىا‬ ‫ىرس ى‬ ‫أىف تيصيبىػ يهم مصيبىةي ٗبىا قىد ى‬ ‫امت أىيدي ًهم فىػيىػ يقوليواٍ ىرباػنىا لىوال أ ى‬ ‫ً ً​ً‬ ‫ْب }(ُ)‪.‬‬ ‫ىر يسوالن فىػنىتابً ىع ءىايىاتً ى‬ ‫ك كنى يكو ىف م ىن ا‪٤‬بيؤمن ى‬ ‫أخرج ابن أب خامت يف تفسّبه عند ىذه اآلية بسند حسن عن أب‬ ‫سعيد ا‪٣‬بدرم ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬ا‪٥‬بالك‬ ‫يف الفَبة يقوؿ رب دل يأتِب كتاب كال رسوؿ ث قرأ ىذه اآلية ‪{:‬ربنا‬ ‫لوال أرسلت إلينا رسوال فنتبع آياتك كنكوف من ا‪٤‬بؤمنْب}(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ تعاذل ‪{:‬كلىو أىناا أىىلى ىكنهم بًع ىذ و‬ ‫اب ِّمن قىبلً ًو لىىقاليواٍ ىربػانىا لىوال‬ ‫ي ى‬ ‫ّ‬ ‫ك‪٬‬بىزل}( )‪.‬‬ ‫ك ًمن قى ًبل أىف نا ًذ اؿ ى‬ ‫لت إًلىينىا ىر يسوالن فىػنىتابً ىع ءىايىتً ى‬ ‫ىرس ى‬ ‫أ ى‬

‫ُ) سورة القصص اآلية ْٕ‪.‬‬ ‫ِ) سورة القصص اآلية ْٕ‪.‬‬ ‫ّ) سورة طو اآلية ُّْ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[035‬‬

‫كأخرج ابن أب حامت يف تفسّبه عند ىذه اآلية عن عطية العويف قاؿ‪:‬‬ ‫ا‪٥‬بالك يف الفَبة يقوؿ ‪ :‬رب دل يأتِب كتاب كال رسوؿ كقرأ ىذه اآلية‬ ‫{كلو أنا أىلكناىم بعذاب من قبلو لقالوا }(ُ) إذل آخر اآلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ث ًيف أ ِّيم ىها ىر يسوالن‬ ‫ك ال يقىرل ىح اٌب يى ىبع ى‬ ‫كما ىكا ىف ىربيك يمهل ى‬ ‫كقاؿ تعاذل ‪ {:‬ى‬ ‫يىتليواٍ ىعلىي ًهم ءىايىاتًنىا }(ِ)‪.‬‬ ‫كأخرج ابن أب حامت عن ابن عباس ‪ ،‬كقتادة يف اآلية قاال ‪ :‬دل يهلك‬ ‫اهلل ملة حٌب يبعث إليهم ‪٧‬بمدان صلى اهلل عليو كسلٌم فلما كذبوا‬ ‫كظلموا بذلك ىلكوا‪.‬‬ ‫كقاؿ تعاذل ‪ { ":‬ىكىما أ ٍىىلىكٍنىا ًم ٍن قىػ ٍريىوة إًاال ى‪٥‬بىا يمٍن ًذ يرك ىف ًذ ٍكىرل ىكىما يكناا‬ ‫ً​ً‬ ‫ْب } (ّ)‬ ‫ظىالم ى‬ ‫كأخرج عبد بن ‪ٞ‬بيد ‪ ،‬كابن ا‪٤‬بنذر ‪ ،‬كابن أب حامت يف تفاسّبىم عن‬ ‫قتادة يف اآلية قاؿ ‪ :‬ما أىلك اهلل من قرية إال من بعد ا‪٢‬بجة كالبيٌنة‬ ‫كالعذر حٌب يرسل الرسل كينزؿ الكتب تذكرة ‪٥‬بم كموعظة كحجة هلل‬

‫ُ) سورة طو اآلية ُّْ ‪.‬‬ ‫ِ) سورة القصص اآلية ٗٓ‪.‬‬ ‫ّ) سورة الشعراء اآلية َِٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[036‬‬

‫ذكرل كما كنا ظا‪٤‬بْب ‪ ،‬يقوؿ ‪ :‬ما كنا لنعذهبم إال من البينة كا‪٢‬بجة‬ ‫(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أبو القاسم ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن عبد اهلل‪ ،‬ابن جزم‬ ‫ً‬ ‫ك القرل‬ ‫ك يم ٍهل ى‬ ‫ناطي (ا‪٤‬بتوىف‪ُْٕ :‬ىػ) ‪ {:‬ىكىما ىكا ىف ىرب ى‬ ‫الكليب الغر ٌ‬ ‫ث يف أ ِّيم ىها ىر يسوالن } أيـ القرل مكة ألهنا اأكؿ ما خلق اهلل‬ ‫حٌب يىػٍبػ ىع ى‬ ‫من األرض كأل اف فيها بيت اهلل‪ ،‬كا‪٤‬بعُب أف اهلل أقاـ ا‪٢‬بجة على أىل‬ ‫القرل بأف بعث سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم يف ِّأـ القرل فإف‬ ‫كفركا أىلكهم بظلمهم بعد البياف ‪٥‬بم كإقامة ا‪٢‬بجة عليهم (ِ)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً وً‬ ‫كما يكناا‬ ‫كرل ى‬ ‫كقاؿ تعاذل‪ {:‬ى‬ ‫كما أىىلىكنىا من قىريىة إال ى‪٥‬بىا يمنذ يرك ىف‪ ،‬ذ ى‬ ‫ً​ً‬ ‫ْب }(ّ)‪.‬‬ ‫ظىالم ى‬ ‫ً‬ ‫ر‪ٞ‬بيو ىف‪،‬‬ ‫اب أىنزلنىاهي يمبى ىارهؾ فىاتابً يعوهي كاتاػ يقواٍ لى ىعلا يكم تي ى‬ ‫كقاؿ تعاذل‪ {:‬ى‬ ‫كى ىذا كتى ى‬ ‫ينزؿ ً‬ ‫اب ىعلىى طىائًىفتى ً‬ ‫ْب ًمن قىبلًنىا كإًف يكناا ىعن‬ ‫ت‬ ‫الك‬ ‫أىف تىػ يقوليواٍ إًا٭بىا أ ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ًدراستً ًهم لىغىافً‬ ‫ينزؿ علىينىا ً‬ ‫ا‬ ‫ىىدل‬ ‫ت‬ ‫الك‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ىك‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫لْب‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫اب لى يكناا أ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ىى‬ ‫ً‬ ‫كر‪ٞ‬بةه}(ْ)‪.‬‬ ‫م ينهم فىػ ىقد ىجاءى يكم بىػيِّػنىةه ِّمن اربِّ يكم ي‬ ‫كى ندل ى‬ ‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكل‪.)ُِٗ|ِ(:‬‬ ‫ِ) التسهيل لعلوـ التنزيل‪. )ُ​ُٕ|ِ(:‬‬ ‫ّ) سورة الشعراء اآلية َِٖ‪َِٗ-‬‬ ‫ْ) سورة األنعاـ اآلية ُٕٓ‪.ُٓ​ٓ،ُٓٔ،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[037‬‬

‫كقاؿ تعاذل‪ {:‬كىم يصطى ًرخو ىف فًيها رباػنىا أىخ ًرجنىا نىعمل ص ً‬ ‫ا‪٢‬بان ىغ ىّب‬ ‫ي ى ي‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫الا ًذل يكناا نىعمل أىكىدل نػيع ِّمريكم اما يػت ىذ اكر فً ًيو من تى ىذ اكر كجاء يكم الن ً‬ ‫اذ يير‬ ‫ىي ى ى‬ ‫ىى ي ى‬ ‫ى ىى ي‬ ‫فى يذكقيواٍ فىما لًلظاالً ًمْب ًمن نا ً‬ ‫ص وّب }(ُ)‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫كاآليات يف ىذا الباب كثّبة جدان ‪٤‬بن أراد أف يتبصر فعليو بكتاب اهلل‬ ‫الذم ال يأتيو الباطل من بْب يديو كال من خلفو‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬في جواب من قال‪ :‬باإلمتحان مع سرد األحاديث‬ ‫الواردة في ذلك‬

‫كأما ىمن قاؿ ‪ :‬إف أىل الفَبة يٲبتى ىحنيوف على الصراط فإف أطاعوا دخلوا‬

‫ا‪١‬بنة ‪ ،‬كإال كانت األخرل مستدالن باألحاديث ‪ ،‬الواردة يف أ ٌف أىل‬ ‫الفَبة ٲبتحنوف يوـ القيامة فمن أطاع منهم أدخل ا‪١‬بنة كمن عصى‬ ‫أدخل النار‪ ،‬فإف العلماء نصوا على أف الوالدين الشريفْب حٌب لو‬ ‫قيل بامتحاهنما ‪ :‬فإهنما من أىل الطاعة‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن حجر ‪ :‬إف‬ ‫الظن هبما أف يطيعا عند االمتحاف‪.‬‬

‫ُ) سورة فاطر اآلية ّٕ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[038‬‬

‫واألحاديث الدالة على ذلك ىي ىذه‪:‬‬

‫ركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد بن حنبل(ُ) كإسحاؽ بن راىوية (ِ) كالبيهقي (ّ)‬ ‫كصححو عن األسود بن سريع أف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪":‬‬ ‫أربعة ٲبتحنوف يوـ القيامة رجل أصم ال يسمع شيئا كرجل أ‪ٞ‬بق‬ ‫كرجل ىرـ كرجل مات يف فَبة فأما األصم فيقوؿ ‪ :‬رب لقد جاء‬ ‫اإلسالـ كما ا‪٠‬بع شيئا كأما األ‪ٞ‬بق فيقوؿ ‪ :‬رب لقد جاء اإلسالـ‬ ‫كالصبياف ٰبذفوين بالبعر كأما ا‪٥‬برـ فيقوؿ رب لقد جاء اإلسالـ كما‬ ‫أعقل شيئا ‪ ،‬كأما الذم مات يف الفَبة فيقوؿ‪ :‬رب ما أتاين لك‬ ‫رسوؿ ‪ ،‬فيأخذ مواثيقهم ليطيعنو ‪ ،‬فّبسل إليهم أف أدخلوا النار فمن‬ ‫دخلها كانت عليو بردا كسالما ‪ ،‬كمن دل يدخلها يسحب إليها "‬ ‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه أ‪ٞ‬بد كالبزار‪ ،‬إال أنو قاؿ ‪" :‬يعرض على اهلل‬ ‫األصم الذم ال يسمع شيئا كاأل‪ٞ‬بق كا‪٥‬برـ كرجل مات يف الفَبة "‪.‬‬ ‫ركاه الطرباين بنحوه‪ ،‬كذكر بعده إسنادا إذل أب ىريرة قاال ٗبثل ىذا‬ ‫ا‪٢‬بديث‪ ،‬غّب أنو قاؿ يف آخره‪ " :‬فمن دخلها كانت عليو بردا‬ ‫ُ) مسند أ‪ٞ‬بد‪.)ِ​ِٖ|ِٔ(:‬‬ ‫ِ)مسند إسحاؽ ‪. )ُِ​ِ|ُ(:‬‬ ‫ّ) اإلعتقاد لو‪)ُٔٗ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[039‬‬

‫كسالما‪ ،‬كمن دل يدخلها يسحب إليها " ىذا لفظ أ‪ٞ‬بد كرجالو يف‬ ‫طريق االسود بن سريع كأىب ىريرة رجاؿ الصحيح ككذلك رجاؿ البزار‬ ‫فيهما(ُ)‪.‬‬ ‫كلفظ البيهقي ‪ " :‬أربعة يوـ القيامة _ يعِب يدلوف على اهلل ٕبجة _‬ ‫رجل أصم ال يسمع ‪ ،‬كرجل أ‪ٞ‬بق ‪ ،‬كرجل ىرـ ‪ ،‬كرجل مات يف‬ ‫فَبة ‪ ،‬فأما األصم فيقوؿ ‪ :‬رب لقد جاء اإلسالـ كما أ‪٠‬بع شيئا ‪،‬‬ ‫كأما األ‪ٞ‬بق فيقوؿ ‪ :‬رب ‪ ،‬لقد جاء اإلسالـ كالصبياف ٰبذفونِب‬ ‫بالبعر ‪ ،‬كأما ا‪٥‬برـ فيقوؿ ‪ :‬رب ‪ ،‬لقد جاء اإلسالـ كما أعقل شيئا ‪،‬‬ ‫كأما الذم مات يف فَبة فيقوؿ ‪ :‬رب ما آتاين الرسوؿ ‪ ،‬فيأخذ‬ ‫مواثيقهم ليطيعنو كيرسل إليهم أف ادخلوا النار ‪ ،‬فوالذم نفس ‪٧‬بمد‬ ‫بيده لو دخلوىا ما كانت عليهم إال بردا كسالما "‬ ‫قاؿ ‪ :‬كهبذا اإلسناد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن ا‪٢‬بسن ‪ ،‬عن أب رافع ‪ ،‬عن‬ ‫أب ىريرة رضي اهلل عنو ‪ ،‬عن النيب صلى اهلل عليو كسلم بنحو من‬ ‫ىذا ‪ ،‬كىذا إسناد صحيح ‪.‬‬

‫ُ) ‪٦‬بمع الزكائد‪)ُِٔ|ٕ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[041‬‬

‫كقاؿ أيضان ‪ :‬كأخربنا أبو ا‪٢‬بسْب ‪ ،‬أنا ‪٧‬بمد بن عمرك ‪،‬نا حنبل ‪ ،‬نا‬ ‫علي بن عبد اهلل ‪ ،‬نا معاذ ‪ ،‬نا أب ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن ا‪٢‬بسن ‪ ،‬عن‬ ‫أب رافع ‪ ،‬عن أب ىريرة ‪ ،‬عن النيب صلى اهلل عليو كسلم بنحو من‬ ‫ىذا‪ .‬ىذا إسناد صحيح كركم بإسناد آخر فيو ضعف (ُ)‪.‬‬ ‫كركل علي بن ا‪١‬بىعد بن عبيد ا‪١‬بىوىىرم البغدادم (ا‪٤‬بتوىف‪َِّ :‬ىػ)‬ ‫(ِ) عن أب سعيد ا‪٣‬بدرم رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ ":‬يؤتى با‪٥‬بالك يف الفَبة كا‪٤‬بعتوه كا‪٤‬بولود فيقوؿ‬ ‫ا‪٥‬بالك‪ :‬يف الفَبة دل يأتِب كتاب كال رسوؿ كيقوؿ ا‪٤‬بعتوه ‪ :‬أم رب دل‬ ‫٘بعل رل عقال أعقل بو خّبا كال شرا كيقوؿ ا‪٤‬بولود‪ :‬دل أدرؾ العمل‬ ‫قاؿ ‪ :‬فَبفع ‪٥‬بم نار فيقاؿ ‪٥‬بم ردكىا أك قاؿ ‪ :‬ادخلوىا فيدخلها من‬ ‫كاف يف علم اهلل سعيدا لو أدرؾ العمل كٲبسك عنها من كاف يف علم‬ ‫اهلل شقيا لو أدرؾ العمل فيقوؿ اهلل تبارؾ كتعاذل كايام عصيتم‬ ‫فكيف برسلي بالغيب "‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي ‪ :‬يف إسناده عطية العويف فيو ضعف كالَبمذم ٰبسن‬ ‫حديثو كىذا ا‪٢‬بديث لو شواىد تقتضي ا‪٢‬بكم ٕبسنو كثبوتو (ّ)‪.‬‬ ‫ُ) القضاء كالقدر لو‪)ُّٔ(:‬‬ ‫ِ) مسند ابن ا‪١‬بعد‪.)َّ​َ(:‬‬ ‫ّ) ا‪٢‬باكم للفتاكل لو‪.)ِْٕ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[040‬‬

‫كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه البزار كفيو عطية كىو ضعيف(ُ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬عطية بن سعد بن جنادة العويف بفتح ا‪٤‬بهملة كإسكاف الواك‬ ‫بعدىا فاء ا‪١‬بدرل بفتح ا‪١‬بيم أبو ا‪٢‬بسن الكويف ركل عن أب ىريرة‬ ‫كأب سعيد كابن عباس‪ ،‬كعنو ابناه عمر كا‪٢‬بسن كإ‪٠‬باعيل بن أب‬ ‫الثورم ‪ ،‬كىشيم ‪ ،‬كابن عدم‪،‬‬ ‫خالد كمشعر كخلق آخر ضعفو‬ ‫ٌ‬ ‫الَبمذم أحاديث كقاؿ مطْب ‪ :‬مات سنة إحدل عشرة‬ ‫كحسن لو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كمائة‪.‬‬ ‫كقاؿ شعيب األرنؤكط ‪ :‬كذكره ا‪٥‬بيثمي يف (اجملمع) (ٕ‪،)ُِٔ/‬‬ ‫كقاؿ‪ :‬ركاه البزار كفيو عطية كىو ضعيف‪ ،‬قلت ‪ :‬كحديثو حسن يف‬ ‫الشواىد‪ ،‬كىذا منها(ِ)‪.‬‬ ‫كركل البزار (ّ) عن أنس رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ " :‬يؤتى بأربعة يوـ القياـ با‪٤‬بولود كا‪٤‬بعتوه كمن مات‬ ‫الفَبة كبالشيخ الفاين كلهم يتكلم ٕبجتو فيقوؿ اهلل تبارؾ كتعاذل‪:‬‬ ‫لعنق من جهنم أبرزم فيقوؿ ‪٥‬بم إين كنت أبعث إذل عبادم رسال‬ ‫ُ) ‪٦‬بمع الزكائد‪)ُِٔ|ٕ(:‬‬ ‫ِ) ‪ٚ‬بريج صحيح ابن حباف لو‪.)ّٖٓ|ُٔ(:‬‬ ‫ّ) مسند البزار‪)َُْ|ُْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[042‬‬

‫من أنفسهم كإين رسوؿ نفسي إليكم ادخلوا ىذه فيقوؿ من كتب‬ ‫اهلل عليو الشقاء يارب أندخلها كمنها كنا نفرؽ؟ كمن كتب لو‬ ‫السعادة فيمضي فيقتحم فيها مسرعا فيقوؿ اهلل ‪ :‬قد عصيتموين‬ ‫فأنتم لرسلي أشدتكذيبا كمعصية فيدخل ىؤالء ا‪١‬بنة كىؤالء النار "‪.‬‬ ‫البوصّبم ‪ :‬ركاه أبو يعلى ا‪٤‬بوصلي‪ ،‬كلو شاىد من حديث‬ ‫قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫األسود بن ا‪٤‬بريع ‪ ،‬ركاه ابن حباف يف (صحيحو) ‪،‬كالبزار من حديث‬ ‫ثوباف (ُ)‪.‬‬ ‫ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬ركاه أبو يعلى كالبزار بنحوه كفيو ليث بن أىب سليم‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫كىو مدلس ‪ ،‬كبقية رجاؿ أىب يعلى رجاؿ الصحيح (ِ)‪.‬‬ ‫كركل عبد الرزاؽ كابن جرير كابن ا‪٤‬بنذر كابن أب حامت عن أب ىريرة‬ ‫رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬إذا كاف يوـ القيامة ‪ٝ‬بع اهلل أىل الفَبة ‪ ،‬كا‪٤‬بعتوه‬ ‫كاألصم ‪ ،‬كاألبكم ‪ ،‬كالشيوخ الذين دل يدركوا اإلسالـ ‪ ،‬ث أرسل‬ ‫إليهم رسوال أف ادخلوا النار فيقولوف ‪ :‬كيف كدل تأتنا رسل؟ قاؿ‪:‬‬ ‫كأًن اهلل لو دخلوىا لكانت عليهم بردا كسالما ث يرسل إليهم فيطيعو‬

‫ُ) إ‪ٙ‬باؼ ا‪٣‬بّبة ا‪٤‬بهرة بزكائد ا‪٤‬بسانيد العشرة‪)ُٕٔ|ٖ(:‬‬ ‫ِ) ‪٦‬بمع الزكائد كمنبع الفوائد‪)ُِٔ|ٕ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[043‬‬

‫من كاف يريد أف يطيعو ‪ ،‬قاؿ أبو ىريرة اقرؤكا إف شئتم {كما كنا‬ ‫معذبْب حٌب نبعث رسوال}(ُ)‪.‬‬ ‫السيوطي ‪ :‬إسناده صحيح على شرط الشيخْب كمثلو ال يقاؿ‪:‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫من قبل الرأم فلو حكم الرفع (ِ)‪.‬‬ ‫كركل ا‪٢‬باكم ‪ :‬عن ثوباف رضي اهلل عنو أ ٌف النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قاؿ ‪ ":‬إذا كاف يوـ القيامة جاءأىل ا‪١‬باىلية ٰبملوف أكثاهنم‬ ‫على ظهورىم فيسأ‪٥‬بم رهبم فيقولوف ‪:‬ربنا دل ترسل إلينا رسوال كدل‬ ‫يأتنا لك أمر كلو أرسلت إلينا رسوال لكنا أطوع عبادؾ فيقوؿ‪٥ :‬بم‬ ‫رهبم أريتكم أف أمرتكم بأمر تطيعوين؟ فيقولوف ‪ :‬نعم فيأمرىم أف‬ ‫يعمدكا إذل جهنم فيدخو‪٥‬با فينطلقوف حٌب إذا دنوا منها كجدكا ‪٥‬با‬ ‫تغيظا كزفّبا فرجعوا إذل رهبم فيقولوف ربنا أجرنا منها فيقوؿ‪٥ :‬بم ادل‬ ‫تزعموا أين إف أمرتكم بأمر تطيعوين؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم‬ ‫فيقوؿ ‪ :‬اعمدكا إليها فادخلوىا فينطلقوف حٌب إذا رأكىا فرقوا كرجعوا‬ ‫فقالوا ‪ :‬ربنا فرقنا منها كال نستطيع أف ندخلها فيقوؿ ادخلوىا‬ ‫داخرين فقاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم "لو دخلوىا أكؿ مرة كانت‬ ‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكل لو‪)ِْٕ|ِ(:‬‬ ‫ِ)نفس ا‪٤‬بصدر السابق‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[044‬‬

‫عليهم بردا كسالما "(ُ)‪ .‬قاؿ ا‪٢‬باكم ‪ :‬صحيح على شرط البخارم‬ ‫كمسلم (ِ)‪.‬‬ ‫كركل أبو نعيم عن معاذ بن جبل عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‬ ‫‪ ":‬يؤتى يوـ القيامة با‪٤‬بمسوخ عقال‪ ،‬كبا‪٥‬بالك يف الفَبة ‪ ،‬كبا‪٥‬بالك‬ ‫صغّبا‪ ،‬فيقوؿ ا‪٤‬بمسوخ العقل‪ :‬يا رب‪ ،‬لو آتيتِب عقال ما كاف من‬ ‫آتيتو عقال بأسعد بعقلو مِب‪ ،‬كيقوؿ ا‪٥‬بالك يف الفَبة‪ :‬يا رب‪ ،‬لو‬ ‫أتاين منك عهد ما كاف من أتاه عهد بأسعد مِب‪ ،‬كيقوؿ ا‪٥‬بالك‬ ‫صغّبا‪ :‬يا رب‪ ،‬لو آتيتِب عمرا ما كاف من آتيتو عمرا بأسعد بعمره‬ ‫مِب‪ ،‬فيقوؿ الرب سبحانو ‪ " :‬فإين آمركم بأمر فتطيعوين‪ ،‬فيقولوف ‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬كعزتك يا رب‪ ،‬فيقوؿ ‪ :‬اذىبوا فادخلوا النار ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كلو‬ ‫دخلوىا ما ضرهتم ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فتخرج عليهم قوانص يظنوف أهنا قد‬ ‫أىلكت ما خلق اهلل من شيء ‪ ،‬فّبجعوف سراعا ‪ ،‬فيقولوف ‪ :‬خرجنا‬ ‫كعزتك نريد دخو‪٥‬با فخرجت علينا قوانص ظننا أهنا أىلكت ما‬ ‫خلقت من شيء ‪ ،‬فيأمرىم الثانية فيقولوف ‪ :‬مثل قو‪٥‬بم ‪ ،‬ث الثالثة ‪،‬‬ ‫فيقوؿ الرب سبحانو ‪ :‬قبل أف أخلقكم علمت ما أنتم عليو‪ ،‬كعلى‬ ‫ُ)ا‪٤‬بستدرؾ ‪.)ْٗٔ|ْ(:‬‬ ‫ِ)نفس ا‪٤‬بصدر السابق‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[045‬‬

‫علمي خلقتكم ‪ ،‬كإذل علمي تصّبكف‪ ،‬ضميهم‪ ،‬فتأخذىم النار‬ ‫"(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬ال يعرؼ ىذا ا‪٢‬بديث مسندا متصالن عن النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم من حديث أب إدريس ‪ ،‬عن معاذ ‪ ،‬إال من حديث يونس بن‬ ‫ميسرة ‪ ،‬تفرد بو عنو عمرك بن كاقد (ِ)‪.‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬في مسألة أوالد المشركين ‪ ،‬وأقوال بعض العلماء ‪:‬‬ ‫بنجاة أىل الفترة ومن كان على سبيلهم ‪.‬‬

‫الطيالسي ‪ :‬حدثنا الربيع ‪ ،‬عن يزيد بن أباف قاؿ ‪ :‬قلنا‬ ‫ركل أبو داكد‬ ‫ٌ‬ ‫ألنس ‪ :‬يا أبا ‪ٞ‬بزة‪ ،‬ما تقوؿ يف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ‪:‬؟ فقاؿ ‪ :‬قاؿ‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪" :‬دل يكن ‪٥‬بم سيئات فيعذبوا هبا‬ ‫فيكونوا من أىل النار‪ ،‬كدل يكن ‪٥‬بم حسنات فيجازكا هبا فيكونوا من‬ ‫ملوؾ أىل ا‪١‬بنة ىم من خدـ أىل ا‪١‬بنة "(ّ) ‪.‬‬ ‫كركل ا‪٢‬بافظ أبو بكر الربقاين يف كتابو ( ا‪٤‬بستخرج على البخارم)‬ ‫العطاردم ‪ ،‬عن ى‪٠‬بيىرة ‪،‬‬ ‫من حديث عوؼ األعراب ‪ ،‬عن أب رجاء‬ ‫ٌ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪ ،‬عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ " :‬كل مولود‬ ‫ُ)حلية األكلياء‪)ُِٕ|ٓ(:‬‬ ‫ِ)نفس ا‪٤‬بصدر السابق‬ ‫ّ)مسند الطيالسي‪)َٖٓ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[046‬‬

‫يولد على الفطرة " فناداه الناس ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬كأكالد ا‪٤‬بشركْب؟ قاؿ‬ ‫‪ " :‬كأكالد ا‪٤‬بشركْب "(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ الطرباينٌ ‪ :‬حدثنا عبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد‪ ،‬حدثنا عقبة بن مكرـ‬ ‫ايب‪ ،‬عن عيسى بن شعيب‪ ،‬عن عباد بن منصور‪ ،‬عن أب ىر ىجاء‪،‬‬ ‫الض ِّ‬ ‫عن ‪٠‬برة قاؿ ‪ :‬سألنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عن أطفاؿ‬ ‫ا‪٤‬بشركْب فقاؿ ‪ " :‬ىم خدـ أىل ا‪١‬بنة "(ِ)‪.‬‬ ‫كركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد من حديث حسناء بنت معاكية من بِب صرًن‬ ‫قالت ‪ :‬حدثِب عمي قاؿ ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬من يف ا‪١‬بنة ؟‬ ‫قاؿ ‪ " :‬النيب يف ا‪١‬بنة‪ ،‬كالشهيد يف ا‪١‬بنة‪ ،‬كا‪٤‬بولود يف ا‪١‬بنة ‪ ،‬كالوئيد‬ ‫ّ‬ ‫العيِب ‪ :‬إسناده حسن (ْ)‪.‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫يف ا‪١‬بنة "(‬ ‫ٌ‬ ‫كقاؿ أيضان ‪ :‬اختلف العلماء قدٲبا كحديثا يف ىذه ا‪٤‬بسألة _ يعِب‬ ‫مسألة أكالد ا‪٤‬بشركْب _ على أقواؿ ‪ :‬األكؿ ‪ٌ :‬أهنم يف مشيئة اهلل‬ ‫تعاذل ‪ ،‬كىو منقوؿ عن ‪ٞ‬باد بن سلمة‪ ،‬ك‪ٞ‬باد بن زيد ‪ ،‬كعبد اهلل بن‬ ‫الشافعي يف حق أكالد الكفار‬ ‫البيهقي عن‬ ‫ا‪٤‬ببارؾ ‪ ،‬كإسحاؽ ‪ ،‬كنقلو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ)نقلتو عن حاشية مسند اإلماـ أ‪ٞ‬بد بن حنبل ‪)ّْ​ْ|ّ(:‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بعجم الكبّب‪)ِْ​ْ|ٕ(:‬‬ ‫ّ) مسند أ‪ٞ‬بد ‪.)َُٗ|ّْ(:‬‬ ‫ْ) عمدة القارم‪.)ُِِ|ٖ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[047‬‬

‫خاصة‪ ،‬كا‪٢‬بجة فيو " اهلل أعلم ٗبا كانوا عاملْب "_ يعِب حديث‬ ‫الصحيحْب من حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما ‪ :‬سئل النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم عن أكالد ا‪٤‬بشركْب فقاؿ ‪ " :‬اهلل أعلم ٗبا كانوا‬ ‫عاملْب " _‬ ‫الثاين ‪ٌ :‬أهنم تبع آلبائهم فأكالد ا‪٤‬بسلمْب يف ا‪١‬بنة ‪ ،‬كأكالد الكفار يف‬ ‫النار ‪ ،‬كحكاه ابن حزـ عن األزارقة من ا‪٣‬بوارج كاحتجوا بقولو تعاذل‪:‬‬ ‫{ رب ال تذر على األرض من الكافرين ديارا }(ُ) كرد بأ ٌف ا‪٤‬براد‬ ‫قوـ نوح خاصة كإ٭با دعا بذلك ‪٤‬با أكحى اهلل إليو ‪ { :‬أنو لن يؤمن‬ ‫ِ‬ ‫قلت ‪ :‬يف ا‪٢‬بديث ىم من‬ ‫فإف‬ ‫)‬ ‫من قومك إال من قد آمن }(‬ ‫ى‬ ‫آبائهم أك منهم ؟ قلت ‪ :‬ذاؾ كرد يف ا‪٢‬برب ‪.‬‬ ‫فإف قلت ‪ :‬ركل أ‪ٞ‬بد من حديث عائشة رضي اهلل تعاذل عنها‬ ‫سألت رسوؿ هلل عن كلداف ا‪٤‬بسلمْب قاؿ‪ " :‬يف ا‪١‬بنة " كعن أكالد‬ ‫ا‪٤‬بشركْب قاؿ ‪ " :‬يف النار كلو شئت أ‪٠‬بعتك تضاغيهم يف النار "‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬ىذا حديث ضعيف جدا ألف يف إسناده أبا عقيل موذل هنية‬ ‫كىو مَبكؾ‪.‬‬ ‫ُ) سورة نوح اآلية ِٔ‪.‬‬ ‫ِ) سورة ىود اآلية ّٔ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[048‬‬

‫الثالث ‪ٌ :‬أهنم يكونوف يف برزخ بْب ا‪١‬بنة كالنار ألهنم دل يعملوا‬ ‫حسنات يدخلوف هبا ا‪١‬بنة كال سيئات يدخلوف هبا النار‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬ىم خدـ أىل ا‪١‬بنة ككرد فيو حديث ضعيف أخرجو أبو داكد‬ ‫الطيالسي كأبو يعلى كالبزار من حديث ‪٠‬برة مرفوعا " أكالد ا‪٤‬بشركْب‬ ‫ٌ‬ ‫خدـ أىل ا‪١‬بنة " ‪.‬‬ ‫ا‪٣‬بامس ‪ٌ :‬أهنم ٲبتحنوف يف اآلخرة بأف ترفع ‪٥‬بم نار فمن دخلها‬ ‫كانت عليو بردا كسالما كمن أب يع ٌذب ‪.‬‬ ‫كقاؿ البزار حدثنا ‪٧‬بمد بن عمر بن ىتاخ الكويف حدثنا عبيد اهلل بن‬ ‫موسى حدثنا فضيل بن مرزكؽ عن عطية عن أب سعيد عن النيب‬ ‫أحسبو قاؿ ‪ " :‬يؤتى با‪٥‬بالك يف الفَبة كا‪٤‬بعتوه كا‪٤‬بولود فيقوؿ‪ :‬ا‪٥‬بالك‬ ‫يف الفَبة دل يأتِب كتاب كال رسوؿ كيقوؿ ا‪٤‬بعتوه ‪ :‬أم رب دل ٘بعل‬ ‫رل عقال أعقل بو خّبا كال شرا كيقوؿ ا‪٤‬بولود‪:‬دل أدرؾ العمل قاؿ ‪:‬‬ ‫فَبفع ‪٥‬بم نار فيقاؿ ‪٥‬بم ‪ :‬ردكىا أك قاؿ ‪ :‬أدخلوىا فيدخلها من كاف‬ ‫يف علم اهلل سعيدا أك أدرؾ العمل قاؿ ‪ :‬كٲبسك عنها من كاف يف‬ ‫علم اهلل شقيا أم لو أدرؾ العمل فيقوؿ تبارؾ كتعاذل إيام عصيتم‬ ‫فكيف برسلي بالغيب "‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[049‬‬

‫قاؿ البزار ال نعلمو يركل عن أب سعيد إال من حديث فضيل كركاه‬ ‫الطرباين من حديث معاذ بن جبل رضي اهلل تعاذل عنو ‪.‬‬ ‫كقيل ‪ :‬قد صحت مسألة االمتحاف يف حق اجملنوف كمن مات يف‬ ‫الفَبة من طرؽ صحيحة‬ ‫كركل البزار من حديث أنس بن مالك قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ " :‬يؤتى بأربعة يوـ القيامة با‪٤‬بولود كا‪٤‬بعتوه كمن مات‬ ‫يف الفَبة كبالشيخ الفاين كلهم يتكلم ٕبجتو فيقوؿ اهلل تعاذل لعنق من‬ ‫جهنم أحسبو قاؿ إبرزم فيقوؿ ‪٥‬بم إين كنت أبعث إذل عبادم رسال‬ ‫من أنفسهم كإين رسوؿ نفسي إليكم أدخلوا ىذه فيقوؿ من كتب‬ ‫عليو الشقاء يا رب أتدخلناىا كمنها كنا نفرؽ كمن كتب لو السعادة‬ ‫فيمضي فيقتحم فيها مسرعا قاؿ فيقوؿ اهلل قد عصيتموين كأنتم‬ ‫لرسلي أشد تكذيبا كمعصية قاؿ فيدخل ىؤالء ا‪١‬بنة كىؤالء النار "‬ ‫كركل أيضا من حديث األسود بن سريع عن النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قاؿ ‪ :‬يعرض على اهلل األصم الذم ال يسمع شيئا كاأل‪ٞ‬بق‬ ‫كا‪٥‬برـ كرجل مات يف الفَبة فيقوؿ األصم ‪ :‬رب جاء األسالـ كما‬ ‫أ‪٠‬بع شيئا ‪ ،‬كيقوؿ األ‪ٞ‬بق ‪ :‬رب جاء اإلسالـ كما أعقل شيئا ‪،‬‬ ‫كيقوؿ الذم ‪ :‬مات يف الفَبة رب ما أتاين لك من رسوؿ قاؿ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[051‬‬

‫فيأخذ مواثيقهم فّبسل إليهم تبارؾ كتعاذل أدخلوا النار فوالذم نفس‬ ‫‪٧‬بمد بيده لو دخلوىا لكانت عليهم بردا كسالما " ‪.‬‬ ‫كحكى البيهقي أف مسألة االمتحاف يف حق اجملنوف كمن مات يف‬ ‫الفَبة ىو ا‪٤‬بذىب الصحيح كاعَبض بأف اآلخرة ليست بدار تكليف‬ ‫فال عمل فيها كال ابتالء‪.‬‬ ‫كأجيب ‪ :‬بأف ذلك بعد أف يقع االستقرار يف ا‪١‬بنة أك النار كأما يف‬ ‫عرصات يوـ القيامة فال مانع من ذلك كقد قاؿ تعاذل‪{:‬يوـ يكشف‬ ‫عن ساؽ كيدعوف إذل السجود فال يستطيعوف}(ُ) ‪.‬‬ ‫كيف (الصحيحْب) ‪ :‬أف الناس يؤمركف بالسجود فيصّب ظهر ا‪٤‬بنافق‬ ‫طبقا فال يستطيع أف يسجد‬ ‫النوكم ‪ :‬ىو ا‪٤‬بذىب الصحيح ا‪٤‬بختار‬ ‫السادس ‪ :‬أهنم يف ا‪١‬بنة قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫الذم صار إليو احملققوف لقولو تعاذل ‪{:‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث‬ ‫رسوال }(ِ) كإذا كاف ال يعذب العاقل لكونو دل تبلغو الدعوة فألف‬ ‫ال يعذب غّب العاقل من باب األكذل ‪.‬‬

‫ُ) سورة القلم اآلية ِْ‪.‬‬ ‫ِ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[050‬‬

‫النوكم أيضا ‪ :‬يف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ثالثة مذاىب قاؿ األكثركف‪:‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫ىم يف النار تبعا آلبائهم كتوقف طائفة منهم‬ ‫كالثالث ‪ :‬ىو الصحيح أهنم من أىل ا‪١‬بنة ‪٢‬بديث إبراىيم عليو‬ ‫الصالة كالسالـ حْب رآه يف ا‪١‬بنة كحولو أكالد الناس ‪.‬‬ ‫كا‪١‬بواب عن حديث‪ " :‬كاهلل أعلم ٗبا كانوا عاملْب " أنو ليس فيو‬ ‫تصريح بأهنم يف النار كقاؿ القاضي البيضاكم ‪ :‬الثواب كالعقاب ليسا‬ ‫باألعماؿ كإال لزـ أف تكوف الذرارم ال يف ا‪١‬بنة كال يف النار بل‬ ‫اإل‪٥‬بي ا‪٤‬بقدر ‪٥‬بم يف األزؿ‬ ‫ا‪٤‬بوجب ‪٥‬بما ىو اللطف الرباين كا‪٣‬بذالف ٌ‬ ‫فالواجب فيهم ‪ :‬التوقف ‪ ،‬فمنهم من سبق القضاء بأنو سعيد حٌب‬ ‫لو عاش عمل بعمل أىل ا‪١‬بنة كمنهم بالعكس(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ إبن بطاؿ ‪ :‬كقد اختلف العلماء ىف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب‪،‬فقاؿ‬ ‫أكثرىم ‪ :‬ىم فىا‪٤‬بشيئة ‪ ،‬كتأكلوا ىف قولو تعاذل ‪{ :‬إال أصحاب‬ ‫اليمْب}(ِ) ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬ىم أطفاؿ ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬كقيل ‪ :‬ىم أصحاب‬ ‫ا‪٤‬بالئكة ‪ ،‬كقاؿ آخركف ‪ :‬حكم األطفاؿ حكم آبائهم ىف الدنيا‬ ‫كاآلخرة ‪ ،‬كىم مؤمنوف بإٲباهنم ‪ ،‬ككافركف بكفرىم ‪ ،‬كاحتجوا بقولو‬ ‫ُ)عمدة القارم ‪.)ُِّ|ٖ(:‬‬ ‫ِ) سورة ا‪٤‬بدثر اآلية ّٗ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[052‬‬

‫صلى اهلل عليو كسلم ىف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب يصابوف ىف ا‪٢‬برب ‪ ":‬ىم‬ ‫من آبائهم "‬ ‫كقاؿ آخركف ‪ :‬أكالد الكفار ٲبتحنوف ىف اآلخرة‪.‬‬ ‫كقاؿ آخركف ‪ :‬أكالد ا‪٤‬بشركْب ىف ا‪١‬بنة مع أكالد ا‪٤‬بسلمْب ‪ ،‬كاحتجوا‬ ‫ٕبديث ‪٠‬برة ابن جندب ‪ ،‬ذكره البخارل ىف كتاب (التعبّب) ‪ " :‬كأما‬ ‫الرجل الطويل الذل ىف الركضة فإنو إبراىيم ‪ ،‬كأما الولداف الذين‬ ‫حولو فكل مولود مات على الفطرة ‪ ،‬قاؿ بعض ا‪٤‬بسلمْب ‪ :‬يا رسوؿ‬ ‫اهلل‪ ،‬فأكالد ا‪٤‬بشركْب ؟ فقاؿ رسوؿ اهلل ‪ :‬كأكالد ا‪٤‬بشركْب "‪.‬‬ ‫كىذه ا‪٢‬بجة قاطعة ‪ ،‬كىذه الركاية يفسرىا ما جاء ىف حديث ىذا‬ ‫الباب‪ :‬أف الشيخ إبراىيم كالصبياف حولو أكالد الناس ‪ ،‬ألف ىذا‬ ‫اللفظ يقتضى عمومو ‪١‬بميع الناس مؤمنهم ككافرىم ‪ ،‬كىذا القوؿ‬ ‫أصح ما ىف ىذا الباب من طريق اآلثار كصحيح االعتبار‪.‬‬ ‫فإف قيل ‪ :‬فإذا صح ىذا القوؿ ىف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ‪ ،‬فما معُب قولو‬ ‫‪ ":‬اهلل أعلم ٗبا كانوا عاملْب ؟ " كىذا يعارض حديث ‪٠‬برة الذل‬ ‫ابْب فيو حكمهم‪ ،‬أهنم ىف ا‪١‬بنة مع أكالد ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[053‬‬

‫كجوىا من التأكيل‪ :‬أحدىا‪ :‬أف يكوف قولو‪":‬اهلل‬ ‫قيل ‪ :‬ىذا ٰبتمل ن‬ ‫أعلم ٗبا كانوا عاملْب "‪ ،‬قيل ‪ :‬أف يعلمو اهلل أهنم ىف ا‪١‬بنة مع أكالد‬ ‫ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬ألنو دل يكن ينطق عن ا‪٥‬بول‪ ،‬كإ٭با ينطق عن الوحى‪.‬‬ ‫كٰبتمل قولو ‪ " :‬اهلل أعلم ٗبا كانوا عاملْب " أل على أل دين كاف‬ ‫ٲبيتهم لو عاشوا فبلغوا العمل ‪ ،‬فأما إذ عدـ منهم العمل‪ ،‬فهم ىف‬ ‫ر‪ٞ‬بة اهلل الٌب ينا‪٥‬با من ال ذنب لو‪.‬‬ ‫كقيل ‪ :‬قولو ‪ " :‬اهلل أعلم ٗبا كانوا عاملْب " ‪٦‬بمل يفسره قولو‪:‬‬ ‫{كإذ أخذ ربك من بُب آدـ من ظهورىم}(ُ) اآلية‪ ،‬فهذا إقرار عاـ‬ ‫يدخل فيو أكالد ا‪٤‬بشركْب كا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬فمن مات منهم قبل بلوغ‬ ‫ا‪٢‬بنث ‪٩‬بن أقر اإلقرار من أكالد الناس كلهم‪ ،‬فهو على إقراره ا‪٤‬بتقدـ‬ ‫ال يقضى لو بغّبه‪ ،‬ألنو دل يدخل عليو ما ينقضو إذل أف يبلغ ا‪٢‬بنث‪،‬‬ ‫فسقطت ا‪٤‬بعارضة بْب اآلثار‪ ،‬فهذه الوجوه احملتملة‪.‬‬ ‫كأما من قاؿ ‪ :‬حكمهم حكم آبائهم‪ ،‬فهو مردكد بقولو تعاذل‪{ :‬كال‬ ‫تزر كازرة كزر أخرل}(ِ) كإ٭با حكم ‪٥‬بم ٕبكمهم ىف الدنيا ال ىف‬ ‫أحكاـ اآلخرة‪ ،‬أل أهنم إف أصيبوا ىف التبييت كالغارة ال قود فيهم كال‬ ‫ُ) سورة األعراؼ اآلية ُِٕ ‪.‬‬ ‫ِ) سورة األنعاـ اآلية ُْٔ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[054‬‬

‫دية‪ ،‬كقد هنى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عن قتل النساء‬ ‫كالصبياف ىف ا‪٢‬برب‪ ،‬كأما من قاؿ ‪ :‬إهنم ٲبتحنوف ىف اآلخرة‪ ،‬فهو‬ ‫قوؿ ال يصح ‪ ،‬ألف اآلثار الواردة بذلك ضعيفة ال تقوـ هبا حجة‪،‬‬ ‫كاآلخرة دار جزاء ليست دار عمل كابتالء (ُ)‪.‬‬ ‫البيجورم ‪ :‬كالصيب ليس ٗبكلف ‪ ،‬فمن مات قبل‬ ‫العالمة‬ ‫كقاؿ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫البلوغ فهو ناج ‪ ،‬كلو من أكالد الكفار‪ ،‬كال يعاقب على كفر غّبه‪،‬‬ ‫خالفان للحنفية حيث قالوا ‪ :‬بتكليف الصيب العاقل باإلٲباف لوجود‬ ‫العقل كىو كاؼ عندىم‪ ،‬فإف اعتقد اإلٲباف ‪ ،‬أك الكفر فأمره ظاىر‪،‬‬ ‫كإف دل يعتقد كاحدان منهما كاف من أىل النار لوجوب اإلٲباف عليو‬ ‫ٗبجرد العقل‪.‬‬ ‫كالذم دل تبلغو الدعوة ليس ٗبكلف ‪ ،‬كذلك بأف نشأ يف شاىق‬ ‫جبل‪ ،‬على األصح خالفان ‪٤‬بن قاؿ ‪ " :‬بأنو مكلف " لوجود العقل‬ ‫الكايف لوجوب ا‪٤‬بعرفة عندىم‪ ،‬كإف دل تبلغو الدعوة ‪.‬‬ ‫أم نيب لو سيدنا‬ ‫كعلى اشَباط بلوغ الدعوة فهل يكفي بلوغ دعوة ٌ‬ ‫آدـ ؟ أل ٌف التوحيد ليس أمران خاصان هبذه األمة ‪ -‬أك ال بد من بلوغ‬ ‫ُ) شرح صحيح البخارم البن بطاؿ‪)ّّٕ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[055‬‬

‫ا‪٤‬بلوم‬ ‫دعوة الرسوؿ الذم أرسل إليو ؟ كالتحقيق كما نقلو العالٌمة ٌ‬ ‫عن األب يف " شرح مسلم " خالفان للنوكم ‪" :‬أنو ال بد من دعوة‬ ‫الرسوؿ الذم أرسل إليو "‪.‬‬ ‫فا‪٤‬بذىب ا‪٢‬بق أف أىل الفَبة ‪ :‬كىم من كاف يف أزمنة الرسل‪ ،‬أك يف‬ ‫كغّبكا أك‬ ‫زمن الرسوؿ الذم دل يرسل إليهم " ناجوف‪ ،‬كإف بدلوا ٌ‬ ‫عبدكا األصناـ‪.‬‬ ‫فإف قيل‪ :‬كيف ىذا مع أف النيب صلى اهلل عليو كسلم أخرب بأف‬ ‫‪ٝ‬باعة من أىل الفَبة يف النار‪ ،‬كامرئ القيس كحامت الطائي‪ ،‬كبعض‬ ‫آباء الصحابة ؟ فإف بعض الصحابة سألو صلى اهلل عليو كسلم كىو‬ ‫أب ؟" فقاؿ ‪ " :‬يف الناا ًر "‬ ‫ٱبطب فقاؿ ‪ ":‬أي ىن ٍ‬ ‫أجيب ‪ :‬بأف أحاديثهم أحاديث آحاد‪ ،‬كىي ال تعارض القطعية‪،‬‬ ‫ث ىر يسوالن}كبأنو ٯبوز أف‬ ‫ْب ىح اٌب نىػٍبػ ىع ى‬ ‫{كىما يكناا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫كىو قولو تعاذل‪ :‬ى‬ ‫يكوف تعذيب من صح تعذيبو منهم ألمر ٱبتص بو‪ ،‬يعلمو اهلل تعاذل‬ ‫كرسولو‪ ،‬كغّب سليم ا‪٢‬بواس ليس ٗبكلف‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعض أئمة‬ ‫الشافعية ‪ :‬لو خلق اهلل إنسانان ‪ ،‬أعمى ‪،‬أصم لسقط عنو كجوب‬ ‫النظر ‪ ،‬كالتكليف ‪ ،‬كىو صحيح كما يف شرح ا‪٤‬بصنف‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[056‬‬

‫كاجملنوف ليس ٗبكلف‪ ،‬لكن ‪٧‬بل ذلك إف بلغ ‪٦‬بنونان ‪ ،‬كاستمر على‬ ‫جن ككاف غّب مؤمن‪،‬‬ ‫ذلك حٌب مات‪ٖ ،‬بالؼ ما لو بلغ عاقالن ‪ ،‬ث ٌ‬ ‫كمات كذلك‪ ،‬فهو غّب ناج (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ شيخ اإلسالـ زكريا بن ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن زكريا األنصارم‬ ‫الشافعي أبو ٰبٓب ( ِّٖ‪ِٗٔ -‬ىػ) ‪ :‬ال حكم قبلو _ أم قبل الشرع‬ ‫_ بل األمر موقوؼ إرل كركده (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضان ‪ :‬كعندنا " أنو ال حكم " متعلق بفعل تعلقا تنجيزيا "‬ ‫قبلو " أم الشرع أم بعثة أحد من الرسل النتفاء الزمو حينئذ من‬ ‫ترتب الثواب كالعقاب بقولو تعاذل ‪{ :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث‬ ‫رسوالن} أم كال مثيبْب فاغتُب عن ذكر الثواب بذكر مقابلو األظهر‬ ‫يف ‪ٙ‬بقق معُب التكليف‪ ،‬كالقوؿ بأف الرسوؿ يف اآلية العقل ‪،‬‬ ‫ك‪ٚ‬بصيص العذاب فيها بالدنيوم خالؼ الظاىر‪ " .‬بل " انتقالية ال‬ ‫إبطالية " األمر " أم الشأف يف كجوب ا‪٢‬بكم " موقوؼ إذل كركده "‬ ‫أم الشرع فال ‪٨‬بالفة بْب من عرب منا يف األفعاؿ قبل البعثة بالوقف‪،‬‬ ‫كمن نفى منا ا‪٢‬بكم فيها‪.‬‬ ‫ُ) ‪ٙ‬بفة ا‪٤‬بريد شرح "جوىرة التوحيد"‪.)ِٖ(:‬‬ ‫ِ) لب األصوؿ‪.)ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[057‬‬

‫أما عند ا‪٤‬بعتزلة‪ :‬فا‪٢‬بكم متعلق بو تعلقا تنجيزيا قبل البعثة ‪ ،‬فإهنم‬ ‫جعلوا العقل حاكما يف األفعاؿ قبل البعثة فما قضى بو يف شيء‬ ‫منها ضركرم كالتنفس يف ا‪٥‬بواء أك اختيارم ‪٣‬بصوصو بأف أدرؾ فيو‬ ‫مصلحة أك مفسدة ‪ ،‬أك انتفاءٮبا ‪ ،‬فأمر قضائو فيو ظاىر ‪ ،‬كىو أف‬ ‫الضركرم مقطوع بإباحتو ‪ ،‬كاالختيارم ‪٣‬بصوصو ينقسم إذل األقساـ‬ ‫ا‪٣‬بمسة ا‪٢‬براـ كغّبه ‪ ،‬ألنو إف اشتمل على مفسدة فعلو فحراـ‬ ‫كالظلم ‪ ،‬أك تركو فواجب كالعدؿ ‪ ،‬كإال فإف اشتمل على مصلحة‬ ‫فعلو فمندكب كاإلحساف ‪،‬أك تركو فمكركه ‪ ،‬كإف دل يشتمل على‬ ‫مفسدة كال مصلحة فمباح‪،‬فإف دل يقض العقل يف شيء منها‬ ‫‪٣‬بصوصو بأف دل يدرؾ فيو شيئا ‪٩‬با مر كأكل الفاكهة فاختلف يف‬ ‫قضائو فيو لعموـ دليلو على ثالثة أقواؿ أحدىا ‪ :‬أنو ‪٧‬بظور ألف‬ ‫الفعل تصرؼ يف ملك اهلل تعاذل بغّب إذنو إذ العادل كلو ملك لو‬ ‫تعاذل‪ .‬كثانيها ‪ :‬أنو مباح ألف اهلل تعاذل خلق العبد كما ينتفع بو‪ ،‬فلو‬ ‫دل يبح لو كاف خلقهما عبثا أم خاليا عن ا‪٢‬بكمة‪.‬‬ ‫كثالثها ‪ :‬الوقف عنهما أم ال يدرم أنو ‪٧‬بظور أك مباح مع أنو ال‬ ‫ٱبلو عن كاحد منهما ‪ ،‬إما ‪٩‬بنوع منو فمحظور أك ال فمباح ‪ ،‬كذلك‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[058‬‬

‫لتعارض دليلهما ‪ ،‬كقد علم بطالف الثالثة ‪٩‬با مر من قولو تعاذل‬ ‫‪{:‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوالن}(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ البناين " تنبيو " قولو ‪ " :‬كال حكم قبل الشرع " ظاىره أنو ال‬ ‫فرؽ يف ذلك بْب األصوؿ كالفركع‪ ،‬فمن دل تبلغو دعوة نيب ال ٯبب‬ ‫عليو توحيد كال غّبه‪.‬‬ ‫كاختلف يف أىل الفَبة كالعرب من انقطاع رسالة سيدنا إ‪٠‬باعيل عليو‬ ‫كعلى نبينا أفضل الصالة كالسالـ إذل زمن نبينا ىل ىم ‪٨‬باطبوف يف‬ ‫ىذه ا‪٤‬بدة الٍب ىي مدة الفَبة بعقائد التوحيد أـ ال ؟ كأما عدـ‬ ‫فمحل اتفاؽ ذىب إذل األكؿ ‪ٝ‬باعة قائلْب ٌإهنم‬ ‫تكليفهم بالفركع ى‬ ‫كإف دل تبلغهم دعوة نيب مرسل ‪٥‬بم فقد بلغتهم دعوة من أرسل إذل‬ ‫غّبىم كسيدنا موسى كىاركف كسليماف كداكد كغّبىم صلوات اهلل‬ ‫عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬فمن كاف منهم ذا رأم كنظر كدل يعتقد دينان فهو‬ ‫كافر‪ ،‬كإذا ‪٠‬بع آية دعوة كانت إذل اهلل كترؾ أف يستدؿ بعقلو على‬ ‫صحتها كىو من أىل االستدالؿ كالنظر كاف معرضان عن الدعوة فهو‬ ‫كافر‪ ،‬كىذا صريح يف ثبوت تكليف كل أحد باإلٲباف بعد كجود‬ ‫دعوة أحد من الرسل ‪ ،‬كإف دل يكن مرسالن إليو‪ ،‬كيف تعذيب أىل‬ ‫ُ)غاية الوصوؿ شرح( لب األصوؿ)(ٖ)‪،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[059‬‬

‫الفَبة بَبؾ اإلٲباف كالتوحيد ‪ ،‬كىذا اعتمده النوكم يف شرح مسلم‬ ‫حيث قاؿ يف حديث مسلم ‪ " :‬إف من مات يف الفَبة على ما كانت‬ ‫عليو العرب من عبادة األكثاف فهو يف النار " ‪ ،‬كليس يف ىذا مؤاخذة‬ ‫قبل بلوغ الدعوة فإف ىؤالء كانت بلغتهم دعوة سيدنا إبراىيم كغّبه‬ ‫عليهم الصالة كالسالـ‪.‬‬ ‫كإذل الثاينٌ ‪ٝ :‬بهور األشاعرة من ا‪٤‬بتكلمْب ‪ ،‬كاألصوليْب ‪ ،‬كالفقهاء‬ ‫الشافعية كأجابوا عما صح من تعذيب ‪ٝ‬باعة من أىل الفَبة بأنٌو خرب‬ ‫آحاد ال يعارض القطع بعدـ تعذيبهم ‪ ،‬كبأنو ٯبوز أف يكوف تعذيب‬ ‫صح تعذيبو منهم ألمر ٱبتص بو يقتضي ذلك علمو اهلل كرسولو‬ ‫من ٌ‬ ‫نظّب ما قيل ‪ :‬يف ا‪٢‬بكم بكفر الغالـ الذم قتلو ا‪٣‬بضر عليو السالـ‬ ‫مع صباه‪.‬ك‪٤‬با دلت القواطع على أنٌو ال تعذيب حٌب تقوـ ا‪٢‬بجة‬ ‫علمنا أف أىل الفَبة غّب معذبْب (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أبو الفضل أ‪ٞ‬بد بن منصور بن إ‪٠‬باعيل قرطاـ الفلسطيِب‬ ‫ا‪٤‬بالكي األشعرم ‪ :‬كقاؿ موالنا ا‪٤‬بنعم الفقيو األصورل احملدث ا‪٤‬بفسر‬ ‫النحرير كاللغوم الكبّب عالمة ا‪٤‬بغرب بل الدنيا سيدم عبد اهلل بن‬ ‫الصديق الغمارم عليو من اهلل ر‪ٞ‬بة البارم كطيب اهلل ثراه كجعالنا‬ ‫ُ)حاشية العالمة البناين‪)َُٓ|ُ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[061‬‬

‫على خطاه يف كتابو ا‪٤‬بوسم بػػ(ا‪٣‬بواطر الدينية ) ‪ :‬أىل الفَبة ىم‬ ‫الذين عاشوا يف زمن دل يكن فيو نيب كال رسوؿ بعث اليهم‪ ،‬كالعرب‬ ‫الذين عاشوا يف الفَبة الٍب بْب سيدنا ا‪٠‬باعيل كنبينا عليهما السالـ‬ ‫ككذلك أىل الكتاب الذين عاشوا يف الفَبة الٍب بْب سيدنا عيسى‬ ‫كنبينا عليهما السالـ كا‪٢‬بكم فيهم عند ا‪١‬بمهور أهنم ناجوف كلو‬ ‫ث ىر يسوالن‬ ‫ْب ىح اٌب نى ىبع ى‬ ‫غّبكا كبدلوا لقولو تعاذل ‪ {:‬ىكىما يكنىا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫بعض منها‪ ،‬كأجابوا عن تعذيب بعض‬ ‫}كغّبىا من األيات‪ ،‬كالٍب مر ه‬ ‫أىل الفَبة بأهنا آحاد ال تقول على معارضة القرأف زيادة على أهنا‬ ‫‪ٙ‬بتمل التأكيل أما من أشرؾ من أىل الفَبة كغّب بابتداع أمور شركية‬ ‫مثل عمرك بن ‪٢‬بي ‪ ،‬كىو أكؿ من أدخل األصناـ إذل مكة فيعذب‬ ‫لوركد نص فيو بعينو‪ ،‬كال ييعَبض علينا بالقاعدة الٍب تقوؿ‪ :‬العربة‬ ‫بعموـ اللفظ ال ٖبصوص السبب ألف ذلك يتعارض مع صريح القرأف‬ ‫فتعْب أف يكوف حكما خارجا على غّب قياس‪.‬‬ ‫أما بعد البعثة احملمديٌة الٍب ع امت غالب أىل األرض ‪ٝ‬بيعا فال يوجد‬ ‫أىل فَبة كلكن قد يعَبض علينا بوجود من دل تبلغو الدعوة كىو‬ ‫اعَباض قد يكوف صحيحا فلو افَبضنا كجود شخص ما يف بعض‬ ‫‪٦‬باىل القارة االفريقية أك غابات أمريكا مثال دل يسمع باإلسالـ كال‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[060‬‬

‫عرؼ شيئا عن توحيد اهلل تعاذل كدل يسمع بأف ىناؾ نيب ا‪٠‬بو ‪٧‬بمد‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم كعاش بْب الغابات فإنو ناج بال شك حٌب كلو‬ ‫اعتنق بعض الديانات كالنصرانية مثال ذلك ألف بلوغ الدعوة شرط يف‬ ‫توجو ا‪٣‬بطاب التكليفى للشخص فحيث دل تبلغهالدعوة بدكف‬ ‫تقصّب منو ال يكوف مكلفا‪.‬‬ ‫كأما الذين كلدكا بْب أبوين يهوديْب أك نصرانيْب كبلغتهم دعوة النيب‬ ‫‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم بأم كجو من الوجوه فهم كفار بال نزاع‬ ‫ٕبيث لو يخ ٌّب أحدىم بْب اإلسالـ كا‪٤‬بوت الختار ا‪٤‬بوت على‬ ‫اإلسالـ(ُ)‪.‬‬ ‫اسي يف تعليقو يف ( األصوؿ) يف مسألة شكر ا‪٤‬بنعم‪:‬‬ ‫كقاؿ الكيا ا‪٥‬بر ٌ‬ ‫اعلم أف الذم استقر عليو آراء أىل السنة قاطبة‪ ،‬أنو ال مدرؾ‬ ‫لألحكاـ سول الشرع ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬كال يتلقى حكم من قضيات العقوؿ‪،‬‬ ‫فأما من عدا أىل ا‪٢‬بق من طبقات ا‪٣‬بلق‪ ،‬كالرافضة كالكرامية‬ ‫كا‪٤‬بعتزلة كغّبىم‪ ،‬فإهنم ذىبوا إذل أف األحكاـ منقسمة‬ ‫فمنها ‪ :‬ما يتلقى من الشرع ا‪٤‬بنقوؿ ‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما يتلقى من قضيات العقوؿ ‪.‬‬ ‫ُ( إظهار ا‪٢‬بق بوجوب الدفاع عن سيد ا‪٣‬بلق‪:‬ص(ْ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[062‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كأما ‪٫‬بن فنقوؿ ‪ :‬ال ٯبب شيء قبل ‪٦‬بيء الرسوؿ فإذا ظهر‬ ‫الرسوؿ‪ ،‬كاقاـ ا‪٤‬بعجزة‪ٛ ،‬بكن العاقل من النظر فنقوؿ‪ :‬ال يعلم أكؿ‬ ‫الواجبات إال بالسمع‪ ،‬فإذا جاء الرسوؿ كجب عليو النظر‪ ،‬كعند‬ ‫ىذا يسأؿ ا‪٤‬بستطرفوف فيقولوف‪ :‬ما الواجب الذم ىو طاعة كليس‬ ‫بقربة ؟‪.‬‬ ‫كجوابو ‪ :‬أف النظر الذم ىو أكؿ الواجبات طاعة كليس بقربة‪ ،‬ألف‬ ‫من ينظر للمعرفة فهو مطيع كليس ٗبتقرب ألنو إ٭با يتقرب إذل من‬ ‫يعرفو‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬كقد ذكر شيخنا اإلماـ يف ىذا ا‪٤‬بقاـ شيئا حسنا فقاؿ‪ :‬قبل‬ ‫‪٦‬بيء الرسوؿ تتعارض ا‪٣‬بواطر كالطرؽ‪ ،‬إذ ما من خاطر يعرض لو‪،‬‬ ‫إال كٲبكن أف يقدر أف ٱبطر خاطر آخر على نقيضو‪ ،‬فتتعارض‬ ‫ا‪٣‬بواطر كيقع العقل يف حّبة كدىشة‪ ،‬فيجب التوقف إذل أف‬ ‫تنكشف الغمة كليس ذلك إال ٗبجيء الرسوؿ (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ فخر الدين الرازم ‪ :‬شكر ا‪٤‬بنعم ال ٯبب شرعا العقال‬ ‫خالفا للمعتزلة لنا إنو لو ‪ٙ‬بقق الوجوب قبل البعثة‪ ،‬لعذب تاركو‪ ،‬فال‬ ‫كجوب‪ ،‬أما ا‪٤‬بالزمة فبينة كأما أنو ال تعذيب‪ ،‬فلقولو سبحانو ‪ {:‬كما‬ ‫ُ) ا‪٢‬باكم للفتاكل‪.)ِْٖ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[063‬‬

‫كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال } نفى التعذيب إذل غاية البعثة فينتفي‬ ‫كإال كقع ا‪٣‬بلف يف قوؿ اهلل تعاذل كىو ‪٧‬باؿ (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي ‪ :‬كقد نص إمامنا الشافعي رضي اهلل تعاذل كىو بعد‬ ‫بعد البعثة ٗبأتْب من السنْب‪ ،‬على أف يف زمانو من دل تبلغو الدعوة‬ ‫كىم قوـ كراء الصْب ‪ ،‬فإذا كجد من دل تبلغو الدعوة بعد بعثة نبينا‬ ‫ٗبأتْب سنة كاإلسالـ ظاىر كالدين كافر‪ ،‬فما ظنك بزمن ا‪١‬باىلية الٍب‬ ‫عم فيها الكفر كا‪١‬بهل طبق األرض كغلب فيها كل كافر ‪ ،‬كبا‪١‬بملة‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ناج سواء كاف‬ ‫فا‪٤‬بدار على بلوغ الدعوة كعدمو ‪ ،‬فمن دل تبلغو ‪ ،‬فهو و‬ ‫قبل البعثة احملمدية أك بعدىا ‪ ،‬كمن كاف يف زمن الفَبة كبلغتو‪ ،‬فهو‬ ‫يف النار إذا أصر على العناد كردىا‬ ‫كقاؿ ‪ :‬كىذا القسم األخّب ‪٧ ،‬بل اإل‪ٝ‬باع ليس فيو بْب أحد من‬ ‫ا‪٣‬بلق نزاع ‪ ،‬كىو الذم أشار إليو النوكم يف شرح مسلم ‪ ،‬فمن عذره‬ ‫اهلل كرسولو فهو ا‪٤‬بعذكر كمن يهن اهلل فما لو من مكرـ (ِ)‪.‬‬

‫ُ)احملصوؿ لو‪:‬ص(ُْٖ) مع تصرؼ اللفظ‬ ‫ِ) الرسائل العشر لو ‪ :‬ص (ِّ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[064‬‬

‫ارل ‪ :‬فأما ا‪٥‬بالكة ا‪٤‬بخلدة يف النار من ىذه الفرؽ‪ ،‬فهي فرقة‬ ‫كقاؿ الغز ٌ‬ ‫كاحدة ‪ ،‬كىي الٍب كذبت كجوزت الكذب على رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم ‪ ،‬با‪٤‬بصلحة‪.‬‬ ‫كأما من سائر األمم فمن كذبو بعدما قرع ‪٠‬بعو بالتواتر عن خركجو‪،‬‬ ‫كصفتو‪ ،‬كمعجزاتو ا‪٣‬بارقة للعادة‪ ،‬كشق القمر‪ ،‬كتسبيح ا‪٢‬بصا‪ ،‬كنبع‬ ‫ا‪٤‬باء من بْب أصابعو‪ ،‬كالقرآف ا‪٤‬بعجز الذم ‪ٙ‬بدل بو أىل الفصاحة‬ ‫كعجزكا عنو فإذا قرع ذلك ‪٠‬بعو‪ ،‬فأعرض عنو‪ ،‬كتوذل كدل ينظر فيو كال‬ ‫يتأمل‪ ،‬كدل يبادر إذل التصديق‪ ،‬فهذا ىو ا‪١‬باحد الكاذب‪ ،‬كىو‬ ‫الكافر‪ ،‬كال يدخل يف ىذا أكثر الركـ كالَبؾ الذين بعدت بالدىم‬ ‫عن بالد ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬ ‫بل أقوؿ ‪ :‬من قرع ‪٠‬بعو ىذا‪ ،‬فال بد أف تنبعث فيو داعية الطلب‬ ‫ليستبْب حقيقة األمر‪ ،‬إف كاف من أىل الدين‪ ،‬كدل يكن من الذين‬ ‫استحبوا ا‪٢‬بياة الدنيا على اآلخرة‪.‬‬ ‫فإف دل تنبعث فيو ىذه الداعية‪ ،‬فذلك لركونو إذل الدنيا‪ ،‬كخلوه عن‬ ‫ا‪٣‬بوؼ كخطر أمر الدين كذلك كفر كإف انبعثت الداعية‪ ،‬فقصر عن‬ ‫الطلب‪ ،‬فهو أيضان كفر‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[065‬‬

‫بل ذك اإلٲباف باهلل ‪ ،‬كاليوـ اآلخر‪ ،‬من أىل كل ملة‪ ،‬ال ٲبكنو أف‬ ‫يفَب عن الطلب بعد ظهور ا‪٤‬بخايل باألسباب ا‪٣‬بارقة للعادة فإف‬ ‫اشتغل بالنظر كالطلب‪ ،‬كدل يقصر‪ ،‬فأدركو ا‪٤‬بوت قبل ‪ٛ‬باـ التحقيق‪،‬‬ ‫فهو أيضان مغفور لو ث لو الر‪ٞ‬بة الواسعة (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضان ‪ :‬ىم يف أقاصي الركـ كالَبؾ‪ ،‬كدل تبلغهم الدعوة‪ ،‬فإهنم‬ ‫ثالثة أصناؼ ‪:‬‬

‫صنف ‪ :‬دل يبلغهم اسم ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم أصالن‪ ،‬فهم‬ ‫معذكركف‬

‫وصنف ‪ :‬بلغهم ا‪٠‬بو كنعتو‪ ،‬كما ظهر عليو من ا‪٤‬بعجزات ‪ ،‬كىم‬ ‫اجملاكركف لبالد اإلسالـ‪ ،‬كا‪٤‬بخالطوف ‪٥‬بم‪ ،‬كىم الكفار ا‪٤‬بلحدكف‪.‬‬

‫وصنف ‪ :‬ثالث بْب الدرجتْب‪ ،‬بلغهم اسم ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪ ،‬كدل يبلغهم نعتو كصفتو‪ ،‬بل ‪٠‬بعوا أيضان منذ الصبا أف كذابان‬ ‫يملبسان ا‪٠‬بو ‪٧‬بمد ادعى النبوة‪ ،‬كما ‪٠‬بع صبياننا أف كذابان يقاؿ لو‬ ‫ا‪٤‬بقفع‪ ،‬ادعى أف اهلل بعثو ك‪ٙ‬بدل بالنبوة كاذبان فهؤالء عندم يف معُب‬

‫ُ) فيصل التفرقة بْب االسالـ كالزندقة‪:‬ص(ِٖ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[066‬‬

‫الصنف األكؿ ‪ ،‬فإهنم مع أهنم ‪٠‬بعوا ا‪٠‬بو‪٠ ،‬بعوا ضد أكصافو‪ ،‬كىذا‬ ‫ال ٰبرؾ داعية النظر يف الطلب (ُ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬الغز ٌارل ىو اإلماـ الفقيو األصوذل أبو حامد ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد‬ ‫الغزاذل الشافعى كلد ىف مدينة طوس من أعماؿ خراساف كتوىف هبا‬ ‫٘بوؿ ىف طلب العلوـ الشرعية كالعقلية حٌب نبغ فيها ث آثر التصوؼ‬ ‫كغلب عليو كلو اكثر من مائٌب كتاب كمقالة كرسالة تويف سنة‪َٓٓ :‬‬ ‫ىجرية كاهلل أعلم‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل يف تر‪ٝ‬بة أب طالب يف القسم الرابع من‬ ‫حرؼ الطاء من الكُب‪ ،‬بعد أف أكرد قصة االمتحاف ‪ :‬ك‪٫‬بن نرجو أف‬ ‫يدخل عبد ا‪٤‬بطلب كآؿ بيتو يف ‪ٝ‬بلة من يدخلها طائعا فينجو ‪ ،‬إال‬ ‫أبا طالب فإنو أدرؾ البعثة كدل يؤمن ‪ ،‬كثبت أنو يف ضحضاح من‬ ‫النار(ِ)‪.‬‬ ‫الربز‪٪‬بي اهلل تعاذل ‪ :‬كإذا علمت معُب الفَبة كمعُب اإلمتحاف‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫فنقوؿ ‪ :‬األبواف الشريفاف كعبد ا‪٤‬بطلب كمن فوقهم لو يسلٌم أهنم دل‬ ‫يكونوا على دين إبراىيم كإ‪٠‬باعيل عليهما السالـ ‪ ،‬كدل يكونوا على‬ ‫ُ) ا‪٤‬بصدر السابق ص‪)ِٕ(:‬‬ ‫ِ) اإلصابة يف ‪ٛ‬بييز الصحابة‪)َُِ|ٕ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[067‬‬

‫التوحيد ‪ ،‬فال أقل من أف يكونوا غافلْب عن الشرؾ كالتوحيد‪،‬‬ ‫أكيكونوا مشركْب معذكرين‬ ‫كمثل ىؤالء ليسوا معذبْب أصالن ‪ ،‬عند األشاعرة كأىل األصوؿ‪،‬‬ ‫كالفقهاء من الشافعية كا‪٤‬بالكية ‪،‬بل الييسموف كفاران حقيقة‪ ،‬كىم يف‬ ‫اآلخرة ناجوف‪.‬‬ ‫كحد كإف دل‬ ‫غايتو ‪ :‬أف مرتبتهم دكف مرتبة من آمن كعمل صا‪٢‬بان‪،‬أك ٌ‬ ‫يعمل ‪ ،‬كٲبتحنوف عند احملدثْب‪ ،‬كالظن باهلل كٔباه رسولو صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم أهنم إذا امتحنوا أطاعوا كدخلوا طوعان‪ ،‬فتكوف النار عليهم‬ ‫بردان كسالمان كيدؿ عليو ما سنذكره (ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬كالدليل على أهنم إذا امتحنوا أطاعوا ‪ ،‬آيات كأحاديث‪.‬‬ ‫أما اآليات‪:‬‬

‫ً‬ ‫اار فىػ ىق ٍد‬ ‫فأحدىا‪ :‬قاؿ اهلل تعاذل‪ {:‬ىرباػنىا إًنا ى‬ ‫ك ىم ٍن تي ٍدخ ًل الن ى‬ ‫ىخىزيٍػتىو})ِ(مع قولو تعاذل‪ {:‬ىكىال ي‪ٚ‬بٍ ًزنىا يىػ ٍوىـ الٍ ًقيى ىامة})ّ(‬ ‫أٍ‬ ‫كأخرج ابن جرير كابن أب حامت عن أنس رضي اهلل عنو يف قولو‬ ‫تعاذل‪{:‬من تدخل النار فقد أخزيتو}قاؿ ‪ :‬من ‪ٚ‬بلد ‪.‬‬ ‫ُ) سداد الدين ‪:‬ص(ُٖٓ)‬ ‫ِ( سورة آؿ عمراف اآلية ُِٗ‪:‬‬ ‫ّ( سورة آؿ عمراف اآلية ُْٗ‪:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[068‬‬

‫كأخرج عبد الرزاؽ كعبد بن ‪ٞ‬بيد كابن جرير كابن ا‪٤‬بنذر ‪ ،‬عن سعيد‬ ‫بن ا‪٤‬بسيب رضي اهلل عنو يف اآلية قاؿ‪:‬ىذه خاصة ‪٤‬بن الٱبرج منها ‪.‬‬ ‫كأخرج ابن جرير كا‪٢‬باكم ‪ ،‬عن جابر رضي اهلل عنو ‪٫‬بوه‬ ‫كأخرج أبو يعلى عن جابر رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قاؿ‪ ":‬العار كالتخزية يبلغ من إبن آدـ يف القيامة يف ا‪٤‬بقاـ بْب‬ ‫يدم اهلل تعاذل ‪،‬ما يتمُب العبد أف يؤمر بو إذل النار "‬ ‫ً‬ ‫رصافة رضي اهلل عنو قاؿ ‪:‬كاف‬ ‫كأخرج أبو بكر الشافعي عن أب ق ى‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ ‪ ":‬اللهم ال‪ٚ‬بزنا يوـ القيامة كال‬ ‫تفضحنا يوـ اللقاء "‪.‬‬ ‫كجو الداللة ‪ :‬أ ٌف اهلل ‪٠‬بى إدخاؿ النار على سبيل ا‪٣‬بلود خزيان‪،‬‬ ‫كالنيب صلى اهلل عليو كسلم سأؿ ربو أف الٱبزيو‪ ،‬كقد أخرب اهلل بأنو‬ ‫استجاب ‪٥‬بم‪ ،‬كمنهم النيب صلى اهلل عليو كسلم فيلزـ أف الٱبلد أبويو‬ ‫يف النار ‪ ،‬لوعد اهلل الذم الٱبلف ا‪٤‬بيعاد ‪،‬كما أخرب عنو‬ ‫بقولو‪{:‬إنك ال‪ٚ‬بلف ا‪٤‬بيعاد}‪.‬‬ ‫كقد أخرب صلى اهلل عليو كسلم أف ا‪٣‬بزم يف اآلخرة أشد من النار ‪،‬‬ ‫حٌب أنو ليتمُب أف يؤمر بو إذل النار كحاشا جناب الرسوؿ صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم من ذلك ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[069‬‬

‫اآلية الثانية‪:‬‬ ‫النيب كاللذين آمنوا}اآلية ‪.‬‬ ‫قاؿ اهلل تعاذل ‪{:‬يوـ الٱبزم اهلل ٌ‬ ‫فقد كعد اهلل نبيو صلى اهلل عليو كسلم أنو الٱبزيو ‪ ،‬كأم خزم أعظم‬ ‫من أف ييؤخذ كالداه صلى اهلل عليو كسلم بْب يديو اذل النار؟‪.‬‬ ‫فإف قلت ‪ :‬قد كرد أف إبراىيم عليو السالـ يقوؿ يوـ القيامة‪ :‬يارب‬ ‫كعدتِب أف ال‪ٚ‬بزين‪ ،‬كأم خزم أعظم من أف يدخل أب النار‪،‬فيؤمر‬ ‫بذيخ فيلقى ‪ٙ‬بت رجليو فيقاؿ‪ :‬ىذا أبوؾ فيتربأ منو‪.‬‬ ‫فإذا جاز ىذا يف حق إبراىيم عليو السالـ ‪ ،‬فليجز يف حقو صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬الفرؽ من كجوه‪:‬‬ ‫أحدىا ‪ :‬تقدـ أف ذلك عمو الأبوه ‪ ،‬كقد مرت أدلتو ‪.‬‬

‫ثانيها ‪ :‬أف إبراىيم عليو السالـ ىو سأؿ ربو فقاؿ ‪{:‬كال ‪ٚ‬بزين يوـ‬ ‫ييبعثوف }‪ ،‬يف ‪ٝ‬بلة أشياء ‪ ،‬فيمكن أف يكوف دل ٯبب لو يف خصوص‬ ‫ىذه‬ ‫كقولو ‪ :‬كعدتِب ‪ ،‬قالو بناءن على أف دعوة األنبياء مستجابة‪ٖ ،‬بالؼ‬ ‫نبينا صلى اهلل عليو كسلم فإف اهلل تعاذل أعطاه ذلك إبتداءان‪ ،‬فال‬ ‫ٲبكن التخلف‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[071‬‬

‫ثالثها ‪ :‬أف أبا إبراىيم عليو السالـ أدرؾ البعثة كبلغتو الدعوة ‪،‬‬ ‫ٖبالؼ الوالدين الشريقْب ‪.‬‬ ‫اآلية الثالثة‪:‬‬

‫قاؿ تعاذل‪ {:‬كلسوؼ يعطيك ربك فَبضى}(ُ)‪.‬‬ ‫أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قاؿ ‪ً :‬من رضى‬ ‫‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم أف اليدخل أحد من أىل بيتو النار ‪.‬‬ ‫كأخرج ابن ا‪٤‬بنذر كابن مردكيو كأبونعيم يف( ا‪٢‬بلية) من طريق حرب‬ ‫بن سريج قاؿ‪ :‬قلت ألب جعفر ‪٧‬بمد بن علي بن ا‪٢‬بسْب ‪ :‬أرأيت‬ ‫ىذه الشفاعة الٍب يتحدث هبا أىل العراؽ ‪،‬أحق ىي ؟ قاؿ ‪ :‬أم‬ ‫كاهلل‪،‬حدثِب عمي ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بنفية ‪ ،‬عن علي رضي اهلل عنو أف‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ ":‬أشفع ألمٍب حٌب ييناديِب رب‬ ‫يا‪٧‬بمد ؟ فأقوؿ ‪ :‬نعم يارب رضيت "‪.‬‬ ‫علي فقاؿ ‪ :‬إنكم تقولوف يا معشر أىل العراؽ ‪ :‬إف أرجى‬ ‫ث أقبل ٌ‬ ‫آية يف كتاب اهلل ‪ {:‬يا ًعب ًادم الا ً‬ ‫ىسىرفيوا ىعلىى أىنٍػ يف ًس ًه ٍم ىال تىػ ٍقنىطيوا‬ ‫ذ‬ ‫ين أ ٍ‬ ‫ى ى ى ى‬ ‫ِ‬ ‫ًمن ر ٍ‪ٞ‬ب ًة اللا ًو إً اف اللاو يػ ٍغ ًفر الذنيوب ىً‬ ‫‪ٝ‬ب نيعا}( )‪.‬‬ ‫ٍىى‬ ‫ى‬ ‫ىى ي‬ ‫ُ) سورة الضحى اآلية ٓ‪.‬‬ ‫ِ) سورة الزمر اآلية ّٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[070‬‬

‫فقلت ‪ :‬إنا لنقوؿ ذلك ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬لكنا نقوؿ أىل البيت ‪ :‬أرجى آية‬ ‫يف كتاب اهلل ‪{ :‬كلسوؼ يعطيك ربك فَبضى }‪ ،‬كىي الشفاعة‪.‬‬ ‫وأما األحاديث فكثيرة‪:‬‬

‫أخرج ا‪٢‬باكم كصححو عن ابن مسعود رضي اهلل عنو أنو صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم يسئل عن أبويو فقاؿ ‪ ":‬ما سألتهما رب فيعطيِب فيهماك‬ ‫إين لقائم يومئذ ا‪٤‬بقاـ احملمود "(ُ)‪.‬‬ ‫كأخرج ‪ٛ‬باـ بسند فيو ضعف ‪ ،‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قاؿ‪:‬‬ ‫قاؿ رسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬إذا كاف يوـ القيامة شفعت ألب‬ ‫كأمي كعمي أب طالب كأخ رل كاف يف ا‪١‬باىلية "(ِ)‪.‬‬ ‫السيوطي ‪ :‬أكرده احملب الطربم كىو من ا‪٢‬بفاظ كالفقهاء يف(‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫ذخائر العقىب) كقاؿ ‪ :‬إف ثبت فهو مؤكؿ يف أب طالب ‪ ،‬على ما‬ ‫كرد يف ( الصحيح) من ‪ٚ‬بفيف العذاب بشفاعتو ‪.‬‬ ‫كأخرج ا‪٢‬بكيم الَبمذم كالطرباين كابن مردكيو كأبو نعيم كالبهقي معان‬ ‫يف( الدالئل) عن ابن عباس رضي اهلل عنهما يف تفسّب قولو تعاذل ‪:‬‬ ‫{إ٭با يريد اهلل ليذىب عنكم الرجس أىل البيت كيطهركم تطهّبان}‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬إف اهلل قسم ا‪٣‬بلق ‪،‬‬ ‫ُ) ا‪٤‬بستدرؾ ‪.)ّٗٔ|ِ(:‬‬ ‫ِ ) الفوائد ‪.)ْٓ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[072‬‬

‫فجعلِب يف خّبٮبا قسما ث جعل القسمْب أثالثا ‪ ،‬فجعلِب يف خّبىا‬ ‫ثلثا ث جعل األثالث قبائل فجعلِب يف خّبىا ث جعل القبائل بيوتا‬ ‫فجعلِب يف خّبىا بيتا فذلك قولو تعاذل ‪ {:‬إ٭با يريد اهلل ليذىب‬ ‫عنكم الرجس أىل البيت كيطهركم تطهّبان}(ُ) فأنا كأىل بيٍب‬ ‫مطهركف من الذنوب "(ِ)‪.‬‬ ‫كأخرج أبو سعد النيسابورم ‪ ،‬كا‪٤‬بإل يف (سّبتو) عن عمراف بن‬ ‫حصْب قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬سألت رب أف‬ ‫ال يدخل النار أحدا من أىل بيٍب فأعطاين ذلك "‬ ‫كأكرده ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بب الدين الطربم يف كتابو ( ذخائر العقىب)‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي ‪ :‬فهذه أحاديث عدة ‪ ،‬يشد بعضها بعضا فإف‬ ‫ا‪٢‬بديث الضعيف يتقول بكثرة طرقو ‪ ،‬كأمثلها حديث ابن مسعود‬ ‫فإف ا‪٢‬باكم صححو‪.‬‬ ‫فهذه الوجوه الٌب ذكرىا العلماء رضي اهلل عنهم يف إثبات ‪٪‬باهتما‬ ‫كفيها كفاية للمؤمن العارؼ بنصوص الشريعة ‪ ،‬كأصوؿ العلماء رضي‬ ‫اهلل عنهم‪ ،‬فإف سبب تفرؽ أقواؿ العلماء ا‪٤‬بتقدمْب غالبان ‪ ،‬إ٭با ىو‬ ‫ُ) سورة األحزاب اآلية ّ​ّ‪.‬‬ ‫ِ) ا‪٤‬بعجم الكبّب ‪.)ٕٓ|ّ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[073‬‬

‫سبب عدـ األصلْب ‪ :‬أصوؿ الدين كأصوؿ الفقو‪ ،‬فما خالف‬ ‫األصوؿ كجب رده إليها‪ ،‬كمن العلماء من جعل األحاديث الواردة‬ ‫فيهما منسوخة باآليات ا‪٤‬بارة يف ا‪٤‬بقدمة الثانية‪،‬كما أجابوا بذلك عن‬ ‫األحاديث الواردة يف أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ‪ ،‬مع صحتها‪ ،‬كقالوا ‪ :‬الناسخ‬ ‫ألحاديث أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب‪ ،‬قولو تعاذل‪ {:‬ىكىال تى ًزير ىكا ًزىرةه ًكٍزىر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ْب ىح اٌب‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫اا‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫تعاذل‪{:‬‬ ‫لو‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫األبوين‬ ‫كألحاديث‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫يخىرل})‬ ‫ي‬ ‫أٍ‬ ‫يى ى‬ ‫ىى‬ ‫ث ىر يس نوال}(ِ)‪.‬‬ ‫نىػٍبػ ىع ى‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ‪ :‬كمن لطائف القرآف كوف ا‪١‬بملتْب يف‬ ‫الفريقْب مقَبنتْب يف آية كاحدة ‪ ،‬متعاطفْب متناسقْب يف النظر (ّ)‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي يف حديث ابن مسعود رضي اهلل عنو ‪ :‬جاء ابنا‬ ‫مليكة إذل النيب صلى اهلل عليو كسلم فقاال‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬إف أمنا‬ ‫كانت ‪ٙ‬بفظ على البعل‪ ،‬كتكرـ الضيف‪ ،‬كقد ماتت يف ا‪١‬باىلية‪،‬‬ ‫فأين أمنا ؟ قاؿ ‪ " :‬أمكما يف النار " ‪ ،‬فقاما ‪ ،‬كقد شق ذلك‬ ‫عليهما ‪ ،‬فدعاٮبا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فرجعا ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬‬ ‫أمي مع أمكما " فقاؿ رجل من ا‪٤‬بنافقْب ‪ :‬كما يغِب ىذا عن أمو‬ ‫ُ(سورة األنعاـ اآليةُْٔ‪.‬‬ ‫ِ)سورة األسراء اآلية ُٓ‪.‬‬ ‫ّ) سداد الدين لو ‪:‬ص(ُٖٓ_ُُٗ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[074‬‬

‫شيئا ‪ ،‬ك‪٫‬بن نطأ عقبيو ؟ فقاؿ رجل من األنصار‪ ،‬شاب دل أر رجال‬ ‫كاف أكثر سؤاال لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم منو ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪،‬‬ ‫أين أبوؾ ؟ فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬سألت رب عز‬ ‫كجل ‪٥‬بما ‪ ،‬كإين لقائم ا‪٤‬بقاـ احملمود "(ُ)‬ ‫فهذا ا‪٢‬بديث ‪ :‬يشعر بأنو ير٘بي ‪٥‬بما ا‪٣‬بّب عند قيامو ا‪٤‬بقاـ احملمود‬ ‫كذلك بأف يشفع ‪٥‬بما فيوفقا للطاعة إذا امتحنا حينئذ كما ٲبتحن‬ ‫أىل الفَبة كال شك يف أنو يقاؿ لو‪ :‬عند قيامو ذلك ا‪٤‬بقاـ سل تعط‬ ‫كاشفع تشفع كما يف األحاديث الصحيحة فإذا سأؿ ذلك أعطيو‬ ‫(ِ)‪.‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬في محصول ما تقدم‬

‫البيجورم ‪ :‬فا‪٤‬بذىب ا‪٢‬بق أف‬ ‫قاؿ العالٌمة الشيخ إبراىيم بن ‪٧‬بمد‬ ‫ٌ‬ ‫أىل الفَبة بفتح الفاء كىم من كاف يف أزمنة الرسل‪ ،‬أك يف زمن‬ ‫كغّبكا أك عبدكا‬ ‫الرسوؿ الذم دل يرسل إليهم ناجوف ‪ ،‬كإف بدلوا ٌ‬ ‫األصناـ‬ ‫فإف قيل ‪ :‬كيف ىذا مع أف النيب صلى اهلل عليو كسلم أخرب بأف‬ ‫‪ٝ‬باعة من أىل الفَبة يف النار‪ ،‬كامرئ القيس كحامت الطائي‪ ،‬كبعض‬ ‫ُ) ا‪٤‬بعجم األكسط ‪)ِٖ|ّ(:‬‬ ‫ِ) ا‪٢‬باكم للفتاكل ‪)ُٗٔ|ِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[075‬‬

‫آباء الصحابة ؟ فإ ٌف بعض الصحابة سألو صلى اهلل عليو كسلم كىو‬ ‫ٱبطب فقاؿ‪ :‬أيٍ ىن أب ؟ فقاؿ ‪ " :‬يف الناا ًر "‪.‬‬ ‫أجيب ‪ :‬بأف أحاديثهم أحاديث آحاد‪ ،‬كىي ال تعارض القطعية‪،‬‬ ‫ث ىر يسوالن} كبأنو ٯبوز أف‬ ‫ْب ىح اٌب نىػٍبػ ىع ى‬ ‫{كىما يكناا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫كىو قولو تعاذل‪ :‬ى‬ ‫يكوف تعذيب من صح تعذيبو منهم ألمر ٱبتص بو‪ ،‬يعلمو اهلل تعاذل‬ ‫كرسولو‪.‬‬

‫تنبيو ‪ :‬إذا علمت أ ٌف أىل الفَبة ناجوف على الراجح علمت أف أبويو‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ناجياف لكوهنما من أىل الفَبة‪ ،‬بل ‪ٝ‬بيع آبائو‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم كأمهاتو ناجوف ك‪٧‬بكوـ بإٲباهنم‪ ،‬دل يدخلهم‬ ‫كفر‪ ،‬كال رجس كال عيب‪ ،‬كال شيء ‪٩‬با كاف عليو ا‪١‬باىلية‪ ،‬بأدلة‬ ‫اج ً‬ ‫نقلية كقولو تعاذل‪{ :‬كتىػ ىقلبك ًيف ال اس ً‬ ‫ين}‪.‬‬ ‫د‬ ‫ى ىى‬ ‫ى‬ ‫كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬دل أزؿ أنتقل من األصالب الطاىرات‬ ‫إذل األرحاـ الزاكيات "‪.‬‬ ‫كغّب ذلك من األحاديث البالغة مبلغ التواتر‪.‬‬ ‫كأما ما نقل عن أب حنيفة يف ( الفقو األكرب) من أف كالدم‬ ‫ا‪٤‬بصطفى ماتا على الكفر فمدسوس عليو‪ ،‬كحاشاه أف يقوؿ ذلك‪،‬‬ ‫كغلط مال علي القارم غفر اهلل لو يف كلمة شنيعة قا‪٥‬با‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[076‬‬

‫فا‪٢‬بق الذم نلقى اهلل عليو أف أبويو صلى اهلل عليو كسلم ناجياف‬ ‫كرد‬ ‫‪،‬على أنو قيل ‪ :‬إنو تعاذل أحياٮبا حٌب آمنا بو ثٌ أماهتما ‪٢‬بديث ٌ‬ ‫يف ذلك ‪:‬كىو ما يركم عن عركة عن عائشة أ ٌف رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم سأؿ ربو أف ٰبيي لو أبويو فأحياٮبا فآمنا بو ثٌ أماهتما‪.‬‬ ‫السهيلي ‪ :‬كاهلل قارد على كل شيء‪ ،‬لو أف ٱبص نبيٌو صلى اهلل‬ ‫قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫عليو كسلم ٗبا شاء من فضلو كينعم عليو ٗبا شاء من كرامتو‪.‬‬ ‫كقد أنشد بعضهم فقاؿ ‪:‬‬ ‫ح ـ ـ ـبا اهلل النبي مزيد فض ـ ـ ـل‬

‫على فضل وكان بو رؤوفا‬

‫فـ ـأحـ ـ ـ ـيا أم ـ ــو وك ـ ــذا أب ـ ـ ـ ــاه‬

‫إليمـ ــان بو ف ـ ــضل من ـ ـ ــيفاً‬ ‫وإن كان الحديث ضعيفاً‬

‫أيقنـ ـ ـ ـ ـ ـت أ ّن أب ـ ـ ـا النـ ـ ـ ـبي وأمـ ـ ـ ـو‬

‫أحـ ـ ـياىما الرب الك ـ ـريم ال ـ ـ ـباري‬

‫فسلّم فال ـ ــقديم بذا قـ ــدير‬

‫كلعل ىذا ا‪٢‬بديث ص ٌح عند أىل ا‪٢‬بقيقة بطريف الكشف‪،‬كما‬ ‫أشار بعضهم بقولو‪:‬‬ ‫حتى لو شهدا بصـ ـ ـ ـدق رس ـ ـالة‬

‫ىذا الحديث ومن يقول بضعفو‬

‫صـ ـ ـ ـ ّدق فتلك كرامة المـ ـ ـ ـخـ ـ ـتار‬

‫فهو الضعيف عن الحقيقة عاري‬

‫علي القارم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬رأل فَبة أ ٌف‬ ‫قلت ‪ :‬كاف الشيخ ٌ‬ ‫ا‪٤‬بال ٌ‬ ‫كالدم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يف النار‪ ،‬ككتب يف ىذا‬ ‫رسالة‪ ،‬لكنو رجع عن ذلك كا‪٢‬بمد هلل كما ‪٪‬بده يف شرحو للشفاء‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[077‬‬

‫للقاضي عياض ‪ ،‬الذم إنتهى منو سنة ُ​َُُىػػ‪ ،‬أم قبل كفاتو‬ ‫بثالث سنوات‬ ‫فقد جاء فيو بعد كالـ ‪ " :‬كأبو طالب دل يصح إسالمو " كأما إسالـ‬ ‫أبويو ففيو أقواؿ كاألصح إسالٮبا على ما اتفق عليو األجلٌة من األمة‬ ‫‪ ،‬كما نيٌنو السيوطي يف رسائلو الثالث ا‪٤‬بؤلفة يف ىذا ا‪٤‬بوضوع‪.‬‬ ‫ا‪٢‬بنفي ‪ :‬مطلب يف الكالـ‬ ‫كقاؿ الشيخ العالمة ‪٧‬بمد ابن عابدين‬ ‫ٌ‬ ‫على أبوم النيب صلى اهلل عليو كسلم كأىل الفَبة ‪ :‬إنا نقوؿ ‪ :‬إف‬ ‫ا‪٢‬بديث أعم بدليل ركاية الطرباين كأب نعيم كابن عساكر " خرجت‬ ‫من نكاح كدل أخرج من سفاح من لدف آدـ إذل أف كلدين أب كأمي دل‬ ‫يصبِب من سفاح ا‪١‬باىلية شيء " كإحياء األبوين بعد موهتما ال ينايف‬ ‫كوف النكاح كاف يف زمن الكفر‪.‬‬ ‫كال ينايف أيضا ما قالو اإلماـ __ يعُب أبا حنيفة __ يف "الفقو‬ ‫األكرب" من أف كالديو صلى اهلل عليو كسلم ماتا على الكفر‪ ،‬كال ما‬ ‫يف صحيح مسلم " استأذنت رب أف أستغفر ألمي فلم يأذف رل" كما‬ ‫فيو أيضا أف رجال قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل أين أب؟ قاؿ‪ ":‬يف النار" فلما‬ ‫قفا دعاه فقاؿ ‪ ":‬إف أب كإباؾ يف لنار " إلمكاف أف يكوف اإلحياء‬ ‫بعد ذلك ألنو كاف يف حجة الوداع ككوف اإلٲباف عند ا‪٤‬بعاينة غّب‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[078‬‬

‫نافع فكيف بعد ا‪٤‬بوت فذاؾ يف غّب ا‪٣‬بصوصية الٍب أكرـ اهلل هبا‬ ‫نبيو‪.‬‬ ‫كأما االستدالؿ على ‪٪‬باهتما بأهنما ماتا يف زمن الفَبة فهو مبِب على‬ ‫أصوؿ االشاعرة أف من مات كدل تبلغو الدعول ٲبوت ناحيا‪ ،‬أما‬ ‫ا‪٤‬باتريدية‪ ،‬فإ ٌف مات قبل مضي مدة ٲبكنو فيها التأمل كدل يعتقد إٲبانا‬ ‫كال كفرا فال عقاب عليو‪ٖ ،‬بالؼ ما إذا اعتقد كفرا أك مات بعد‬ ‫ا‪٤‬بدة غّب معتقد شيئا‪ ،‬نعم البخاريوف من ا‪٤‬باتريدية كافقوا االشاعرة‪،‬‬ ‫ك‪ٞ‬بلوا قوؿ االماـ ‪ :‬ال عذر الحد يف ا‪١‬بهل ٖبالقو‪ ،‬على ما بعد‬ ‫البعثة‪ ،‬كاختاره احملقق ابن ا‪٥‬بماـ يف ( التحرير) ‪ ،‬لكن ىذا يف غّب من‬ ‫مات معتقدا للكفر‪ ،‬فقد صرح النوكم كالفخر الرازم بأف من مات‬ ‫قبل البعثة مشركا فهو يف النار‪ ،‬كعليو ‪ٞ‬بل بعض ا‪٤‬بالكية ما صح من‬ ‫االحاديث يف تعذيب أىل الفَبة‪ٖ ،‬بالؼ من دل يشرؾ منهم كدل‬ ‫يوحد بل بقي عمره يف غفلة من ىذا كلو ففيهم ا‪٣‬بالؼ كٖبالؼ‬ ‫من اىتدل منهم بعقلو كقس بن ساعده ك زيد بن عمرك بن نفيل‬ ‫فال خالؼ يف ‪٪‬باهتم‪ ،‬كعلى ىذا فالظن يف كرـ اهلل تعاذل أف يكوف‬ ‫أبواه صلى اهلل عليو كسلم من أحد ىذين القسمْب‪،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[079‬‬

‫بل قيل ‪ :‬إف آباءه صلى اهلل عليو كسلم كلهم موحدكف‪ ،‬لقولو‬ ‫تعاذل‪{:‬كتقلبك يف الساجدين}(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ شهاب الدين النفراكم األزىرم ا‪٤‬بالكي (ا‪٤‬بتوىف‪ُ​ُِٔ :‬ىػ)‪:‬‬ ‫األجهورم ‪ :‬كاحتج بعض مشاٱبنا إذل ترجيح القوؿ‪:‬‬ ‫قاؿ العالمة‬ ‫ٌ‬ ‫بأف أىل الفَبة ناجوف فيكونوف يف ا‪١‬بنة‪ ،‬ككذلك أبوم النيب ‪ ،‬صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ناجياف كليسا يف النار با‪٤‬بوت قبل البعثة كال تعذيب‬ ‫قبلها لقولو تعاذل‪{ :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال}‪ ،‬كدخوؿ‬ ‫ا‪١‬بنة ال يناؿ بعمل كإ٭با ىو ٗبحض الفضل‪ ،‬كالنار إ٭با تكوف للكافر‬ ‫كالعاصي‪ ،‬كمن مات قبل البعثة دل يتصور عصيانو‪ ،‬كأيضا أطبقت‬ ‫األئمة األشاعرة من أىل الكالـ كاألصوؿ على أف من مات كدل تبلغو‬ ‫الدعوة ٲبوت ناجيا ال عقاب عليو كال ثواب لو (ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ابن حجر ا‪٥‬بيتمي ‪ :‬األصح يف أىل الفَبة كىم من دل يرسل‬ ‫إليهم رسوؿ أهنم يف ا‪١‬بنة عمال بقولو تعاذل {كما كنا معذبْب حٌب‬ ‫نبعث رسوال}(ّ)‪.‬‬ ‫ُ) رد احملتار على الدر ا‪٤‬بختار‪)ُٖٓ|ّ(:‬‬ ‫ِ) الفواكو الدكاين على رسالة ابن أب زيد القّبكاين‪)ٕٗ|ُ(:‬‬ ‫ّ)الفتاكل ا‪٢‬بديثية‪ :‬ص(ُّ​ُ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[081‬‬

‫يرم ‪ :‬فا‪٢‬بق ‪ :‬أ ٌف أىل الفَبة ناجوف ‪،‬‬ ‫كقاؿ عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد ا‪١‬بز ٌ‬ ‫غّبكا ‪ ،‬كعبدكا األصناـ كما يقوؿ األشاعرة كا‪٤‬بالكية كبعض‬ ‫كإف ٌ‬ ‫‪٧‬بققي ا‪٢‬بنفية ‪ :‬كالكماؿ بن ا‪٥‬بماـ ‪ ،‬كا‪٤‬باتردية قد اختلفوا أيضا‬ ‫فمنهم من قاؿ‪:‬إهنم ناجوف ‪ ،‬كمنهم من اشَبط لنجاهتم أف ٲبضي‬ ‫زمن ٲبكنهم النظر فيو ‪ ،‬كأف ال ٲبوتوا كىم مشركوف بعد النظر ‪ ،‬ك‪٤‬با‬ ‫كاف ا‪٤‬باتردية كا‪٢‬بنفية شيئا كاحدا ‪ ،‬فقد ٌأكؿ بعضهم ما ذىب إليو‬ ‫بعض ا‪٤‬باتردية من ‪٪‬باهتم بأنو ‪٧‬بموؿ على ما إذا دل ٲبوتوا كىم‬ ‫مشركوف ‪،‬كال أدرم ‪٥‬بذا ا‪٢‬بمل معُب ‪ ،‬ألف ا‪٤‬بفركض أهنم ناجوف بعد‬ ‫موهتم مشركْب ‪ ،‬أما إذا ماتوا موحدين فال خالؼ فيو ألحد فالذم‬ ‫قاؿ من ا‪٤‬باتردية ‪ :‬إهنم ناجوف ال يريد بو إال ‪٪‬باهتم بعد موهتم‬ ‫مشركْب كإال كاف ىازال ألف من قاؿ‪:‬ال إلو إال اهلل ‪٨‬بلصا دخل ا‪١‬بنة‬ ‫كإف قضى طوؿ عمره مشركا باتفاؽ ا‪٤‬بسلمْب (ُ)‪.‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬في دفع المعارضات‬ ‫وفيو مطالب خمسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬في سرد أدلة المعارضين ومناقشتها‬

‫إستدؿ ا‪٤‬بخالفوف بآيات قرآنية ‪ ،‬كأحاديث نبويٌة الٍب منها ما يلي‪:‬‬ ‫ُ) الفقو على ا‪٤‬بذاىب األربعة‪.)ُٖ​ٖ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[080‬‬

‫ً‬ ‫‪ ‬قولو تعاذل‪{ :‬ما ىكا ىف لًلنً ا ً‬ ‫غفركاٍ لً ً‬ ‫ْب كلىو‬ ‫لمش ًرك ى‬ ‫ِّ‬ ‫ى‬ ‫ين ءى ىامنيواٍ أىف يىستى ي ي‬ ‫ايب كالذ ى‬ ‫ً ً‬ ‫عد ما تىػبػ اْب ى‪٥‬بم أىنػاهم أىصحاب ً‬ ‫ا‪١‬بحي ًم}(ُ)‪.‬‬ ‫ىكانيواٍ أ ٍيكًرل قي ىرىب من بى ى ى ى ي ي‬ ‫ى ي‬ ‫نقوؿ ‪ :‬ال ٰبتج هبذه اآلية على أىل الفَبة كذلك ألف ىذه األية‬ ‫نزلت يف أب طالب عم الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم كال تتعلق‬ ‫بوالديو ال من قريب كال من بعيد كال تصرٰبا كال تلوٰبا كما ىو مقرر‬ ‫كمعلوـ كمشهور كذلك ألف أبا طالب أدرؾ بعثة النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم كرفض أف يسلم‪ ،‬أما أبواه صلى اهلل عليو كسلم فلم يدركا‬ ‫البعثة فأين ىذا من ىذا؟ كيقوم ذلك ما ركاه أبو داكد (ِ )‬ ‫كالبيهقي(ّ) من أف سيدنا عل ٌي كرـ اهلل كجهو جاء إذل النيب صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم فقاؿ‪ :‬إف عمك الشيخ الضاؿ قد مات فقاؿ‪" :‬‬ ‫إذىب فواره " ‪.‬‬ ‫كيف ركاية أبن أب شيبة ‪ ":‬إف عمك الشيخ الكافر "(ْ)‪.‬‬

‫ُ) سورة التوبة اآلية ُّ​ُ‪.‬‬ ‫ِ) سنن أب داكد ‪)ُِْ|ّ(:‬‬ ‫ّ) السنن الكربل‪.)ٓ​ٖٓ|ّ(:‬‬ ‫ْ)مصنف أبن أب شيبة ‪.)ّ​ّ|ّ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[082‬‬

‫‪ ‬كما ركاه مسلم عن أنس رضي اهلل عنو أف رجال قاؿ ‪:‬يا رسوؿ اهلل‬ ‫أين أب؟ قاؿ ‪ ":‬يف النار" فلما قفى دعاه فقاؿ‪ ":‬إف أب كأباؾ يف‬ ‫النار "(ُ)‪.‬‬ ‫نقوؿ ‪ :‬ىذا ا‪٢‬بديث أقول دليل لديهم ‪ ،‬كىو مع ذلك من اآلحاد‬ ‫كال يقوم أف يقف أماـ آية من قرآف اهلل تعاذل ا‪٤‬بتواتر فهو من‬ ‫أخبار اآلحاد مٌب خالفت القرآف الكرًن أك ا‪٤‬بتواتر‬ ‫أخبار اآلحاد‪ ،‬ك ي‬ ‫أك ا‪٤‬بقطوع بو عقال أك القواعد الشرعية ا‪٤‬بتفق عليها أك اإل‪ٝ‬باع‬ ‫القطعي فإهنا يَبؾ ظاىرىا كال ٰبتج هبا يف العقائد ‪.‬‬ ‫كا‪٢‬بديث الصحيح إذا عارضتو أدلٌة أخرل ىي أرجح كأقول منو‪،‬‬ ‫مقرر يف علم األصوؿ‬ ‫كجب تأكيلو كتقدًن تلك األدلٌة عليو كما ىو ٌ‬ ‫فال ٯبوز للعامي بالكلية أف يأخذ األحاديث ‪ ،‬كيستدؿ هبا ٗبجرد أنو‬ ‫قرأىا أك رآىا يف الصحيحْب فهذا ليس أ‪٠‬بة علم ‪ ،‬بل أ‪٠‬بة طحْب‪.‬‬ ‫فماذا يقوؿ ا‪٤‬بعَبض يف ا‪٢‬بديث الشريف الذم ركاه أبوداكد كغّبه من‬ ‫أئمة ا‪٢‬بديث ‪ " :‬الوائدة كا‪٤‬بوءكدة يف النار "(ِ) فكيف تكوف‬ ‫ُ)صحيح مسلم ‪)ُُٗ|ُ(:‬‬ ‫ِ) سنن أب داكد‪. )ّٔ​ٔ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[083‬‬

‫ا‪٤‬بوءكدة ‪ ،‬يف النار من غّب ذنب كيقوؿ اهلل تعاذل ‪ { :‬كإذا ا‪٤‬بوءكدة‬ ‫سئلت بأم ذنب قتلت }(ُ)؟‪.‬‬ ‫يخىرل}(ِ) ؟ فظاىر ا‪٢‬بديث‬ ‫كيقوؿ اهلل تعاذل‪ {:‬ىكىال تى ًزير ىكا ًزىرةه ًكٍزىر أ ٍ‬ ‫ٱبالف القراف الكرًن ‪ ،‬كلذا ال ٯبوز أف يأيت شخص من ا‪٤‬بتفيهقْب‬ ‫كيدعي أف " ا‪٤‬بوءكدة يف النار " ألف ظاىر ا‪٢‬بديث كذلك‪.‬‬ ‫كلذلك شرحو االئمة األعالـ ‪ ،‬كدل يؤخذكا بظاىره كما يفعل البعض‬ ‫ككذلك أحاديث أكالد ا‪٤‬بشركْب‪ .‬فعن ابن عباس رضي اهلل عنهما‬ ‫قاؿ ‪ :‬سئل النيب صلى اهلل عليو كسلم عن أكالد ا‪٤‬بشركْب فقاؿ ‪ :‬اهلل‬ ‫البخارم (ّ) ‪،‬كمسلم (ْ)‪.‬‬ ‫أعلم ٗبا كانوا عاملْب" أخرجػو‬ ‫ٌ‬ ‫كيف ذلك يقوؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كللمسألة ػ ػ ػ ػ ػ أم‬ ‫مسألة األبوين الشريفْب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ نظّب صحيح ‪ ،‬للناس فيها خالؼ كىي‬ ‫مسألة أطفاؿ ا‪٤‬بشركْب ‪ ،‬فقد كرد يف أحاديث كثّبة ا‪١‬بزـ بأهنم يف‬ ‫كصحح ا‪١‬بمهور ىذا‪،‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫النار ‪ ،‬كيف أحاديث قليلة أهنم يف ا‪١‬بنة ‪ٌ ،‬‬ ‫ُ) سورة التكوير اآلية ٖ‪ٗ-‬‬ ‫ِ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬ ‫ّ) صحيح البخارم(ُ|ْٓٔ)‪.‬‬ ‫ْ) صحيح مسلم‪)ّٓ|ٖ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[084‬‬

‫يعِب صححوا بأهنم أىل ا‪١‬بنة مستدلْب باألحاديث القليلة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ منهم‬ ‫النوكم ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إنو ا‪٤‬بذىب الصحيح ا‪٤‬بختار الذم صار إليو احملققوف‬ ‫لقولو تعاذل ‪ { :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال }(ُ)‪.‬‬ ‫كإذا كاف ال يعذب البالغ لكونو دل تبلغو الدعوة فغّبه أكذل ‪ ،‬ىذا‬ ‫كالـ النوكم ‪ ،‬كذكر غّبه‪ :‬أف أحاديث كوهنم يف النار منسوخة‬ ‫بأحاديث كوهنم يف ا‪١‬بنة (ِ)‪.‬‬ ‫كىكذا فإف كل حديث ٱبالف ظاىره القرآف الكرًن ‪ ،‬أك اإل‪ٝ‬باع ‪،‬‬ ‫أك ما ىو أقول منو يلزـ تأكيلو ‪ ،‬أك ترؾ ظاىره ‪ ،‬فليس كل ما كرد‬ ‫من طريق صحيح ٰبتج بو ‪ ،‬كقد نص على ذلك األئمة ‪ .‬فقاؿ‬ ‫ا‪٢‬بافظ ابن عبد الرب ‪ :‬عن اإلماـ ابن أب ليلى ر‪ٞ‬بو اهلل أنو قاؿ‪:‬ال‬ ‫يفقو الرجل يف ا‪٢‬بديث حٌب يأخذ منو كيدع (ّ)‪.‬‬ ‫كعلى ذلك فحديث عدـ ‪٪‬باة األبوين من حديث اآلحاد ‪٨‬بالف‬ ‫لنص القرآف الكرًن ‪ {:‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال}(ْ)‪.‬‬ ‫ُ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬ ‫ِ) التعظيم كا‪٤‬بنة لو‪:‬ص(ُّٕ)‬ ‫ّ) جامع بياف العلم كفضلو ‪)ِٓٗ|ِ :‬‬ ‫ْ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[085‬‬

‫كقولو تعاذل‪ {:‬كما أرسلنا إليهم قبلك من نذير }(ُ)‬ ‫كعلى ىذا يَبؾ ظاىر ا‪٢‬بديث ‪ ،‬كال ٰبتج بو‬ ‫كنقوؿ ايضان اليس األب ييطلق على العم كا‪١‬بد يف لغة العرب ؟ أدل‬ ‫ت إً ٍذ‬ ‫يقل اهلل تبارؾ كتعاذل ‪{:‬أ ٍىـ يكٍنتي ٍم يش ىه ىداءى إً ٍذ ىح ى‬ ‫وب الٍ ىم ٍو ي‬ ‫ضىر يىػ ٍع يق ى‬ ‫اؿ لًبنً ًيو ما تىػعب يدك ىف ًمن بػع ًدم قىاليوا نىػعب يد إً ى‪٥‬بك كإًلىو آبائً ً ً‬ ‫يم‬ ‫ٍي ى ى ى ى ى ى‬ ‫ٍ ىٍ‬ ‫قى ى ى ى ٍ ي‬ ‫ك إبٍػىراى ى‬ ‫اؽ إً ى‪٥‬بان ك ً‬ ‫كإً ٍ‪٠‬ب ً‬ ‫اع ً‬ ‫احدان ىكىٍ‪٫‬ب ين لىوي يم ٍسلً يمو ىف}(ِ)‪.‬‬ ‫يل ىكإ ٍس ىح ى ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫‪٫‬بن اآلف‬ ‫فهل إبراىيم كإ‪٠‬باعيل كإسحاؽ آباء يعقوب ؟ فما رأيكم ي‬ ‫أماـ آية صرٰبة كاضحة كليس حديثان نبويان ؟ فإف قلتم عموي أك خالو‪.‬‬ ‫فنقوؿ لكم ‪٤ :‬باذا قبلتم الكناية يف آية‪ ،‬قرآنية ‪ ،‬كدل تقبلوا الكناية يف‬ ‫كتبْب للناس أنو صلى اهلل عليو كسلم ما قاؿ ذلك‬ ‫نبوم‪ٌ .‬‬ ‫حديث ٌ‬ ‫لألعراب ‪ :‬إال من باب الكناية كالتورية كأف مراده بذلك عمو‪.‬‬ ‫أدل يقل عليو الصالة كالسالـ كما أسلفنا ‪:‬‬ ‫أنـا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـنـبي ال كـ ـ ـ ـ ــذب‬ ‫ُ) سورة سبأ اآلية ْ​ْ‪.‬‬ ‫ِ) سورة البقرة اآلية ّ​ُّ‪.‬‬

‫أنا اب ـ ـ ــن عـ ـ ـ ــبد المـ ـ ـ ـطـ ـ ـل ــب ؟‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[086‬‬

‫إذا كالد النيب عليو الصالة كالسالـ ىو عبد ا‪٤‬بطلب كليس بعبد اهلل‬ ‫على حد زعمكم يف األخذ بالقوؿ‪ :‬الصريح الصحيح من كالـ‬ ‫رسوؿ اهلل ادل يقل عليو الصالة كالسالـ ي‪٨‬باطبان أصحابوي رضواف اهلل‬ ‫عليهم ‪،‬كما يف ا‪٢‬بديث الطويل الذم أشرناه " كما افَبؽ الناس‬ ‫أبوم فلم يصبِب‬ ‫فرقتْب إال جعلِب اهلل يف خّبىا‪ٍ ،‬‬ ‫فأخرجت من بْب ٌ‬ ‫شيء من عهر ا‪١‬باىلية‪ ،‬كخرجت من نكاح كدل أخرج من سفاح من‬ ‫لدف آدـ حٌب انتهيت إذل أب كأمي‪ ،‬فأنا خّبكم نفسا كخّبكم أبا "‬ ‫كىذا ا‪٢‬بديث لوي شواىد كثّبة‪.‬‬ ‫ندم ‪ :‬من يىقوؿ بًنجاة ىكالً ىديو صلاى اللاو ىعلىي ًو ىك ىسلا ىم ىٰب ًملوي‪:‬‬ ‫الس ٌ‬ ‫كقاؿ ٌ‬ ‫_ يعِب حديث أنس _ ىعلىى ا ىلع ٌم فىًإ اف اًسم ٍاألىب ييطلىق ىعلىى الٍ ىع ٌم‬ ‫ً‬ ‫صلاى اللاو ىعلىي ًو ىك ىسلا ىم فىػيىستى ًح ٌق‬ ‫ىم ىع أ ٌف أىبىا طىالب قىد ىراىب ىر يسوؿ اللاو ى‬ ‫إً ى ً‬ ‫لك ا‪١‬بً ىهة(ُ)‪.‬‬ ‫طالؽ اسم األىب ًمن تً ى‬ ‫كقاؿ عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد عوض ا‪١‬بزيرم (ا‪٤‬بتوىف‪َُّٔ :‬ىػ) ‪:‬دل‬ ‫يثبت أف آباء النيب كانوا مشركْب ‪ ،‬بل ثبت أهنم كانوا موحدين‪ ،‬فهم‬

‫ُ)عوف ا‪٤‬بعبود(ٗ|ُٔٓٗ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[087‬‬

‫أطهار مقربوف‪ ،‬كال ٯبوز أف يقاؿ ‪ :‬إف أبوم النيب صلى اهلل كعليو‬ ‫كسلم كافراف على أم حاؿ‪ ،‬بل ٮبا يف أعلى فراديس ا‪١‬بنات‪.‬‬ ‫أما الكالـ يف حديث مسلم فقد عرفت أف ا‪٤‬بالكية كاألشاعرة ‪ ،‬قد‬ ‫احتجوا بقولو تعاذل {كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوالن}(ُ) كظاىر‬ ‫اللغة كالعرؼ كالسياؽ يفيد أف الرسوؿ ىو اإلنساف الذم يوحى إليو‬ ‫من عند اهلل تعاذل كيؤمر بالتبليغ‪ ،‬فتأكيلو بالعقل تعسف كاضح‪ ،‬كمٌب‬ ‫نطق كتاب اهلل بأمر يؤيده العقل كجب تأكيل األحاديث الٍب ‪ٚ‬بالفو‬ ‫إذا أمكن تأكيلها‪ ،‬كإال كجب العمل ٗبا يقتضيو كتاب اهلل تعاذل‪.‬‬ ‫كحديث مسلم ىذا ٲبكن تأكيلو ‪ ،‬كىو أف ا‪٤‬براد بأب النيب صلى اهلل‬ ‫كعليو كسلم أبو ‪٥‬بب‪ ،‬فإف اهلل تعاذل قد أخرب أنو يف النار قطعان‪،‬‬ ‫كاألب يطلق يف اللغة على العم كيؤيد ىذا التأكيل نص ا‪٢‬بديث‬ ‫كىو‪ " :‬أف رجالن قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل أين أب؟ قاؿ‪ ":‬يف النار "‪ ،‬فلما‬ ‫قفا دعاه فقاؿ ‪ ":‬إف أب كأباؾ يف النار"‪ ،‬فظاىر ىذا يفيد أف أحد‬ ‫ا‪٤‬بسلمْب سأؿ عن مقر أبيو الذم مات مشركان‪ ،‬كدل ٯبب دعوة النيب‬ ‫صلى اهلل كعليو كسلم‪ ،‬فقاؿ لو النيب صلى اهلل كعليو كسلم‪ " :‬إنو يف‬ ‫فوذل آسفان‪،‬‬ ‫النار" فظهر على كجو الرجل طبعان أمارة ا‪٢‬بزف كاألسف‪ٌ ،‬‬ ‫ُ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[088‬‬

‫فأراد صلى اهلل كعليو كسلم أف يزيل ما علق بنفس الرجل من أسى‪،‬‬ ‫فاستدعاه ثانيان كقاؿ لو ‪ " :‬إف أب كأباؾ يف النار" كمعُب ىذا أنو إذا‬ ‫كاف أبوؾ يف النار ألنو دل يؤمن ب‪ ،‬فال ٘بزع ألف أب أنا‪ ،‬كأنا رسوؿ‬ ‫اهلل‪ ،‬يف النار ألنو دل يؤمن ب ‪ ،‬كىو أبو ‪٥‬بب طبعان ‪ ،‬فإف اهلل تعاذل‬ ‫قد أخرب نبيو بأنو دل يؤمن‪ ،‬فهو من أىل النار حتمان‪.‬‬ ‫كأظن أف ىذا ا‪٤‬بعُب ال تكلف فيو كال تعسف ‪ ،‬بل ىو الظاىر‬ ‫ا‪٤‬بعقوؿ ألف كوف النيب صلى اهلل عليو كسلم ٱبرب بأف أبويو يف النار‬ ‫كٮبا دل يعارضاه يف دعوتو كدل يرفضا ما جاء بو ال فائدة فيو للناس‪،‬‬ ‫إذ ال زجر فيو ألحد‪ ،‬كإ٭با الذم يصح أف يزجر الناس كوف أب ‪٥‬بب‬ ‫ا‪٤‬بعارض للدعوة يف النار‪.‬‬ ‫كا‪٢‬باصل أ ٌف األحاديث الواردة يف مثل ىذا ا‪٤‬بقاـ ٯبب أف ‪ٙ‬بمل على‬ ‫‪٫‬بو ما ذكرنا‪ ،‬كمن دل يستطع تأكيلها كقف معها موقف ا‪٤‬بفوض‬ ‫الذم عجز عن التأكيل‪ ،‬كعمل ٗبا يقتضيو ظاىر كتاب اهلل تعاذل‬ ‫ا‪٤‬بؤيد بالعقل‪ ،‬كاهلل يهدم إذل سواء السبيل(ُ)‪.‬‬

‫ُ) الفقو على ا‪٤‬بذاىب األربعة‪)َُٗ|ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[089‬‬

‫كأما قوؿ اإلماـ النوكم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل عند شرحو ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث‪:‬فًيو _‬ ‫أم يف ا‪٢‬بديث _ أ ٌف ىمن مات على الكفر فىهو ًيف الناار ‪ ،‬ىكىال تىن ىفعو‬ ‫قىرابة الٍ يم ىقٌربًْب ‪ ،‬ىكفًيو أ اف ىمن مات ًيف ال ىف ىَبة ىعلىى ىما ىكانىت ىعلىي ًو‬ ‫العرب ًمن ًعبادة األىكثىاف فىػهو ً‬ ‫مؤاخ ىذة قىبل‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫اار‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ىىل‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫يس ىى ىذا ى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬ ‫يى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫عوة إً ىبر ًاىيم ىك ىغّبه ًمن‬ ‫اعوة ‪ ،‬فىًإ اف ىىؤىالء ىكانىت قى ٍد بػىلى ي‬ ‫غتهم ىد ى‬ ‫بيلوغ الد ى‬ ‫صلىىوات اللاو تىػ ىع ىاذل ىك ىس ىالمو ىعلىٍي ًهم ‪.‬‬ ‫ٍاألىنبًيىاء ى‬ ‫فليس فيو ما يدؿ على ما يقوؿ البعض ‪ً :‬‬ ‫أبوم‬ ‫ف‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫يقوؿ‬ ‫أنو‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يف النار صراحة‪.‬‬

‫أبوم النيب عليو الصالة كالسالـ يف النار ‪،‬‬ ‫بل دل ٌ‬ ‫ينص فيو على أف ٌ‬ ‫كإ٭با سكت عن ذلك كقد نبٌو السيوطي على ذلك يف كتابو(‬ ‫التعظيم كا‪٤‬بنة) فقاؿ ما نصو ‪ :‬الذم عندم أنو ال ينبغي أف يفهم من‬ ‫قوؿ النوكم يف شرح مسلم يف حديث " أ ٌف رجال قاؿ يا رسوؿ اهلل ‪:‬‬ ‫أين أب اخل " أنو أراد بذلك ا‪٢‬بكم على أب النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم ‪ ،‬بل ينبغي أف يفهم أنو أراد ا‪٢‬بكم على أب السائل ‪،‬‬ ‫ككالمو ساكت عن ا‪٢‬بكم على األب الشريف‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[091‬‬

‫كقاؿ بعضهم ‪ :‬قاؿ النوكل ‪ :‬كىو الشارح األكرب لكتاب (مسلم)‬ ‫ىف تعليقو كشرحو على حديث "أىب كأباؾ ىف النار"‪ :‬فيو أ ٌف من مات‬ ‫على الكفر فهو من أىل النار‪ ،‬كفيو أف من مات ىف الفَبة على ما‬ ‫كانت عليو العرب من عبادة األكثاف فهو من أىل النار‪.‬‬ ‫كليس ىذا مؤاخذهي قبل بلوغ الدعوة‪ ،‬فإف ىؤالء كانت قد بلغتهم‬ ‫دعوة إبراىيم كغّبه من األنبياء‪.‬‬ ‫م ىذه ا‪١‬برأة أكالن على أبول النىب‬ ‫كال أعلم أيضا كيف ٲبلك النوك ٌ‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم كذلك ىف جزمو أهنما ماتا على ما كانت عليو‬ ‫العرب من عبادة األكثاف فكيف عرؼ ذلك؟ ككيف تأكد منو؟‬ ‫ككيف أجاز لنفسو أف يقوؿ ‪ :‬من مات على الكفر؟‪ ،‬كا‪٤‬بعركؼ دينان‬ ‫كلغةن كبداىة أف الكفر إ٭با ىو الكفر بالدعوة فكيف ك ٌفر أبواه عليو‬ ‫صلوات اهلل بدين دل ييدعيا إليو‪ ،‬ث ٲبتلك كالعادة أيضا جرأة عظيمة‬ ‫على ‪ٙ‬بدل آيات القرآف بقولو ‪ :‬فإف ىؤالء كانت قد بلغتهم دعوة‬ ‫‪{:‬كىما‬ ‫إبراىيم‪.‬كيف ذلك؟ كالقرآف ٱباطب النىب الكرًن بقوؿ اهلل ى‬ ‫اىم ِّمن يكتي و‬ ‫ك ًمن نا ًذي ور}(ُ)‪.‬‬ ‫ب يى ٍد ير يسونىػ ىها ىكىما أ ٍىر ىس ٍلنىا إًلىٍي ًه ٍم قىػٍبػلى ى‬ ‫آتىػٍيػنى ي‬ ‫ُ) سورة سبأ اآلية ْ​ْ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[090‬‬

‫كقاؿ عمدة الشافعية كمفتيهم العالمة ابن حجر ا‪٥‬بيتمي ‪ :‬كحديث‬ ‫مسلم ‪ :‬قاؿ رجل يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬أين أب ؟ قاؿ ‪ " :‬يف النار" فلما‬ ‫قفا دعاه فقاؿ ‪ " :‬إف أب كأباؾ يف النار " يتعْب تأكيلو ‪ ،‬كأظهر‬ ‫تأكيل عندم ‪ :‬أنو أراد بأبيو عمو أبا طالب‪٤،‬با تقرر أف العرب تسمي‬ ‫العم أبا ‪،‬كقرينة اجملاز يف اآلية اآلتية الشاىدة ٖبالفو على أصح‬ ‫‪٧‬باملها عند أىل السنة‪،‬كأف عمو ىو الذم كفلو بعد جده عبد‬ ‫ا‪٤‬بطلب(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أبو الفضل أ‪ٞ‬بد بن منصور بن إ‪٠‬باعيل قرطاـ الفلسطيِب‬ ‫األشعرم ‪ :‬كحديث أف رجال قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل أين أب ؟‬ ‫ا‪٤‬بالكي‬ ‫ٌ‬ ‫قاؿ‪ :‬يف النار " فلما قفى دعاه فقاؿ‪ ":‬إف أب كأباؾ يف النار "‬ ‫فمما ٯبب أف يعلم أف ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث ثالثة طرؽ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ا‪٢‬بديث ٌ‬

‫الرواية األول ‪ :‬عن طريق ‪ٞ‬باد بن سلمة عن ثابت كىي الٍب جاء‬ ‫فيها ‪ " :‬إف أب كأباؾ يف النار "‪.‬‬

‫الرواية الثاني ‪ :‬عن طريق معمر عن ثابت كىي خالية من ذكر " إف‬

‫أب كأباؾ يف النار "‪.‬‬

‫ُ)جواىر البحار للنبهاين(ِ|ُٗ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[092‬‬

‫الرواية الثالث ‪ :‬عن طريق إبراىيم بن سعد عن الزىرم عن عامر بن‬ ‫سعد عن أبيو سعد بن أب كقاص كىي خاليٌة أيضا من ذكر " إف أب‬ ‫كأباؾ يف النار " غّب أهنا تنتهي بقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬حيث‬ ‫ما مررت بقرب كافر فبشره بالنار"(ُ) فالطريقو األكذل يف سندىا ثابت‬ ‫ك‪ٞ‬باد بن سلمة‪.‬‬ ‫أما ثابت فهو عند بعضهم ثقة كلكن ذكره ابن عدم يف (الضعفاء)‬ ‫كعلل ا‪٢‬بديث فقاؿ ‪ ":‬إنو كقع يف أحاديثو ما ينكر ‪ ،‬كىذا ا‪٢‬بديث‬ ‫منها كأ اما ‪ٞ‬باد فقاؿ عنو ا‪٢‬بافظ ابن حجر العسقالين يف مقدمة‬ ‫(فتح البارم) ‪ٞ :‬باد بن سلمة بن دينار البصرم أحد األئمة األثبات‬ ‫إال أنو ساء حفظو يف اآلخر‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي عن ‪ٞ‬باد بن سلمة يف كتابو (مسالك ا‪٢‬بنفا يف ‪٪‬باة‬ ‫كالدم ا‪٤‬بصطفى) ‪ :‬إف ‪ٞ‬بادان تيكلٌم يف حفظو ككقع يف أحاديثو‬ ‫مناكّب ذكركا أف ربيبو دسها يف كتبو ككاف ‪ٞ‬باد يف آخر حياتو ال‬ ‫ٰبفظ فحدث هبا فوىم فيها كمن ثٌ دل ٱبرج لو البخارم شيئا كال‬ ‫خارج لو مسلم يف اصوؿ الدين إال من ركايتو عن ثابت‪.‬‬ ‫ُ) ركاه الطرباين يف "ا‪٤‬بعجم الكبّب"(ُ|ُْٓ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[093‬‬

‫خرج مسلم ‪٢‬بماد إال من حديثو عن‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬باكم يف ( ا‪٤‬بدخل ) ما ٌ‬ ‫ثابت‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضان‪:‬قلت‪:‬كحديث ‪ٞ‬باد هبذا اللفظ " إف أب كأباؾ يف النار"‬ ‫مضطرب عند أىل ىذا الفن‪،‬قاؿ البيقوين‪:‬‬ ‫وذو اختلف سند أومتن‬

‫مضطرب عند أىيل الفن‬

‫أما السنداف الثاين كالثالث ففي سند الركاية الثانية معمر عن ثابت‬ ‫عن أنس عوضان عن ‪ٞ‬باد عن ثابت كالركاية الثالثة جاءت بالسند‬ ‫األيت فقد أخرج البزار كالطرباين كالبيهقي من طريق إبراىيم بن سعد‬ ‫عن الزىرم عن عامر بن سعد عن أبيو سعد بن أب كقاص أف أعرابيان‬ ‫قاؿ لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ":‬أين أب ؟ قاؿ ‪ ":‬يف النار"‬ ‫قاؿ‪ ":‬فأين أبوؾ" قاؿ‪ ":‬حيث ما مررت بقرب كافر فبشره بالنار "‬ ‫كييالحظ أف السند األكؿ ذكر فيو ‪ٞ‬باد عن ثابت كالسند الثاين ذكر‬ ‫فيو معمر عن ثابت كمن ا‪٤‬بعركؼ أف معمرا أثبت من ‪ٞ‬باد بدليل أف‬ ‫‪ٞ‬بادان تيكلِّم يف حفظو كما سلف كدل يتكلم أحد يف معمر‪.‬‬ ‫قاؿ السيوطي يف نفس ا‪٤‬برجع ا‪٤‬بذكور ‪ :‬كأما معمر فلم يتكلم يف‬ ‫استينكر شيءه من حديثو كاتفق على التخريج لو الشيخاف‬ ‫حفظو كال ٍ‬ ‫فكاف لفظو أثبت أم فتكوف ركايتو أكثق كأثبت كأقرب اذل الصحة‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[094‬‬

‫كأما سند الركاية الثالثو ‪ :‬فقد قاؿ السيوطي يف نفس ا‪٤‬برجع ‪ :‬كىذا‬ ‫إسناد على شرط الشيخْب فتعْب ا‪٤‬بصّب اليو كاالعتماد على ىذا‬ ‫اللفظ كتقدٲبو على غّبه‬ ‫قاؿ ‪ :‬قلت ‪ :‬كذلك لصحة سنده ‪ ،‬كدقة متنو ‪ ،‬كقوة عبارتو كخلوه‬ ‫‪٩‬بن ىو ضعيف أك منكر ا‪٢‬بديث ‪ ،‬ككذلك الشذكذ كالعلة ال سيما‬ ‫عدـ معارضتو لصريح القرآف (ُ)‪.‬‬ ‫كهلل در ا‪٢‬بافظ ا‪٣‬بطيب الببغدادم حينما قاؿ ‪ :‬إذا ركل الثقة ا‪٤‬بأموف‬

‫خربا متصل اإلسناد رد بأمور ‪ :‬أحدىا ‪ :‬أف ٱبالف موجبات العقوؿ‬

‫فيعلم بطالنو ‪ ،‬ألف الشرع إ٭با يرد ٗبجوزات العقوؿ ‪ ،‬كأما ٖبالؼ‬ ‫العقوؿ ‪ ،‬فال ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أف ٱبالف نص الكتاب أك السنة ا‪٤‬بتواترة ‪ ،‬فيعلم أنو ال‬

‫أصل لو أك منسوخ والثالث ‪ :‬أف ٱبالف اإل‪ٝ‬باع ‪ ،‬فيستدؿ على أنو‬ ‫منسوخ أك ال أصل لو ‪ ،‬ألنو ال ٯبوز أف يكوف صحيحا غّب منسوخ‬ ‫‪ ،‬ك٘بمع األمة على خالفو (ِ)‪.‬‬

‫ُ) إظهار ا‪٢‬بق(ُّ)‪.‬‬ ‫‪ )ِ.‬الفقيو كا‪٤‬بتفقو (ُ|ّْٓ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[095‬‬

‫كقاؿ اإلماـ النوكم ‪ :‬كمٌب خالف خرب اآلحاد نص القرآف أك إ‪ٝ‬باعا‬ ‫كجب ترؾ ظاىره (ُ)‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬قاؿ الزركلي ‪ٞ :‬باد بن سلمة بن دينار البصرم الربعي بالوالء‬ ‫‪ ،‬أبو ‪٠‬بلة ‪ :‬مفٍب البصرة‪ ،‬كأحد رجاؿ ا‪٢‬بديث‪ ،‬كمن النحاة‬ ‫كاف حافظا ثقة مأمونا‪ ،‬إال أنو ‪٤‬با كرب ساء حفظو فَبكو البخارم‪،‬‬ ‫كأما مسلم فاجتهد كأخذمن حديثو بعض ما ‪٠‬بع منو قبل تغّبه(ِ)‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬في الموازنة بين طرق الحديث الثلثة‬

‫الطريقة األولى ‪ :‬ألٍب تنتهي هبذه ا‪١‬بملة " إ ٌف أب كأباؾ يف النار" يف‬

‫سندىا ثابت ك‪ٞ‬باد بن سلمة‪ ،‬أما ثابت فهو عند بعضهم ثقة ‪ ،‬لكن‬ ‫ذكره ابن عدم يف ( الضعفاء) كقاؿ ‪ :‬إنو كقع يف أحاديثو ما ينكر‪،‬‬ ‫كأما ‪ٞ‬باد فقاؿ عنو ا‪٢‬بافظ ابن حجر يف مقدمة(فتح البارم) ما يلي‪:‬‬ ‫‪ٞ‬باد بن سلمة بن دينار البصرم أحد األئمة األثبات‪ ،‬إال أنٌو ساء‬ ‫حفظو يف اآلخر‪ ،‬استشهد بو البخارم تعليقا‪ ،‬كدل ٱبرج لو احتجاجا‬ ‫كال متابعة إال يف موضوع كاحد قاؿ فيو ‪ :‬قاؿ لنا أبو الوليد حدثنا‬ ‫‪ٞ‬باد بن سلمة فذكر كىو يف كتابو (الرقاؽ) ىذه الصيغة يستعملها‬

‫ُ) اجملموع(ْ|ِّْ)‪.‬‬ ‫ِ) األعالـ(ِ|ِِٕ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[096‬‬

‫البخارم يف األحاديث ا‪٤‬بوقوفة كيف ا‪٤‬برفوعة إذا كاف يف إسنادىا من‬ ‫ال ٰبتج بو عنده ‪.‬‬ ‫كقاؿ السيوطي عن ‪ٞ‬باد بن سلمة يف كتابو ‪(:‬مسالك ا‪٢‬بنفا يف كالد‬ ‫ا‪٤‬بصطفى) ‪ :‬إ ٌف ‪ٞ‬بادا تكلم يف حفظو ككقع يف أحاديثو مناكّب‪،‬‬ ‫ذكركا أف ربيبو دسها يف كتبو‪ ،‬ككاف ‪ٞ‬باد ال ٰبفظ‪ ،‬فحدث هبا‬ ‫فوصم فيها‪ ،‬كمن ث دل ٱبرج ‪٥‬با البخارم شيئا‪ ،‬كال خرج لو مسلم يف‬ ‫األصوؿ إال من ركايتو عن ثابت‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬باكم يف( ا‪٤‬بدخل) ‪ :‬ما خرج‬ ‫مسلم ‪٢‬بماد إال من حديثو عن ثابت‪.‬‬ ‫أما الطريقة الثانية والثالثة ‪ :‬فهما خاليتاف من ذكر "إ ٌف أب كأباؾ يف‬ ‫النار " كالثالثة منتهية بقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬حيثما مررت‬ ‫بقرب كافر فبشره بالنار "‪ ،‬كيف سند الركاية الثانية معمر عن ثابت عن‬ ‫أنس عوضا عن ‪ٞ‬باد عن ثابت‪ ،‬كالركاية الثالثة جاءت بالسند اآليت‪،‬‬ ‫أخرج البزار كالطرباين كالبيهقي من طريق إبراىيم بن سعد عن الزىرم‬ ‫عن عامر بن سعد عن أبيو سعد بن أب كقاص رضي اهلل عنو" أ ٌف‬ ‫أعرابيا قاؿ لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أين أب؟ قاؿ ‪ ":‬يف النار‬ ‫" كقاؿ ‪ :‬فأين أبوؾ ؟ قاؿ ‪ ":‬حيثما مررت بقرب كافر فبشره بالنار "‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[097‬‬

‫كيالحظ أ ٌف السند األكؿ ذكر فيو ‪ٞ‬باد عن ثابت ‪ ،‬كالسند الثاين‬ ‫ذكر فيو معمر عن ثابت كمن ا‪٤‬بعركؼ أف معمرا أثبت من ‪ٞ‬باد‬ ‫بدليل أف ‪ٞ‬باد تكلم يف حفظو كما سلف كدل يتكلم أحد يف معمر‪.‬‬ ‫قاؿ السيوطي يف ا‪٤‬برجع ا‪٤‬بذكور ‪ :‬كأما معمر فلم يتكلم يف حفظو‪،‬‬ ‫كال استنكر شيء من حديثو‪ ،‬كاتفق على التخريج لو الشيخاف‪،‬‬ ‫فكاف لفظو أثبت‪.‬‬ ‫أم فتكوف ركايتو أثبت كأكثق كأقرب إذل الصحة كسند الركاية الثالثة‬ ‫ىي إبراىيم بن سعد عن الزىرم عن عامر بن سعد عن أبيو سعد بن‬ ‫أب كقاص إذل آخر ذلك‪.‬‬ ‫السيوطي ‪ :‬كىذا إسناد على شرطْب الشيخْب فتعْب االعتماد‬ ‫قاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫على ىذا اللفظ كتقدٲبو على غّبه‪.‬‬ ‫كمن مناكّب ‪ٞ‬باد ما ركاه عن ثابت عن أنس أف النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قرأ‪{ :‬فلما ٘بلى ربو للجبل} قاؿ ‪ ":‬أخرج طرؼ خنصره‬ ‫كضرب على إهبامو فساخ ا‪١‬ببل " أخرج ىذا ا‪٢‬بديث أ‪ٞ‬بد كالَبمذم‬ ‫كا‪٢‬باكم كأكرده ابن ا‪١‬بوزم يف (ا‪٤‬بوضوعات) كسنده يشبو سند‬ ‫ا‪٢‬بديث الذم استدؿ بو ىؤالء القوـ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[098‬‬

‫أبوم النيب‬ ‫كىذه دار اإلفتاء ا‪٤‬بصرية تقوؿ يف ىذه ا‪٤‬بسألة ‪ :‬ا‪٢‬بكم يف ى‬ ‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬أهنما ناجياف ‪ ،‬كليسا من أىل النار ‪ ،‬كقد‬ ‫صرح بذلك ‪ٝ‬بع من العلماء‪ ،‬كصنف العلماء ا‪٤‬بصنفات يف بياف‬ ‫الدم‬ ‫ذلك‪ ،‬منها ‪ :‬رسالتا اإلماـ السيوطي (مسالك ا‪٢‬بنفا يف ‪٪‬باة ك ى‬ ‫ً‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو‬ ‫ا‪٤‬بصطفى) ك (التعظيم كا‪٤‬بنٌة بأ اف ك ى‬ ‫كسلم يف ا‪١‬بنة) ‪ ،‬كقد سلكوا يف إثبات ىذا ا‪٢‬بكم كاالستدالؿ عليو‬ ‫عدة طرؽ أٮبها ‪ :‬أهنما ًمن أىل ال ىفَبة ‪ ،‬ألهنما ماتا قبل البعثة كال‬ ‫تعذيب قبلها‪.‬‬ ‫كقد صرح أئمة أىل السنة أف ىمن مات ‪ ،‬كدل تبلغو الدعوة ٲبوت‬ ‫ناجيا ‪ ،‬كً‬ ‫ا‬ ‫ىجهوًرم فيما نقلو عنو النفراكم‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫العالمة‬ ‫بذلك‬ ‫ح‬ ‫صر‬ ‫ن‬ ‫‪٩‬ب‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يف ( الفواكو ال ادكاين) ‪ ،‬كشرؼ الدين ا‪٤‬بناكم فيما نقلو عنو السيوطي‬ ‫ي‬ ‫السبط ابن ا‪١‬بىوزم عن ‪ٝ‬باعة من‬ ‫يف ( ا‪٢‬باكم) ‪ ،‬كنقل ىذا القوؿ ِّ‬ ‫العلماء منهم ىجده‪ ،‬كجزـ هبذا القوؿ العالمة األ ِّيب يف شرحو على‬ ‫(صحيح مسلم) ‪ ،‬كماؿ إليو ا‪٢‬بافظ ابن حجر يف بعض كتبو كما‬ ‫نقل عنو السيوطي يف (مسالك ا‪٢‬بنفا)‪ .‬كاستدلوا على ما ذىبوا إليو‬ ‫ث ىر يس نوال}(ُ)‪.‬‬ ‫ْب ىح اٌب نىػٍبػ ىع ى‬ ‫بقولو تعاذل‪ { :‬ىكىما يكناا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫ُ)سورة اإلسراء‪:‬اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[099‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك الٍ يقىرل بًظيٍل وم ىكأ ٍىىلي ىها‬ ‫ك يم ٍهل ى‬ ‫ك أى ٍف ىدلٍ يى يك ٍن ىرب ى‬ ‫كقولو تعاذل‪ { :‬ىذل ى‬ ‫ىغافًليو ىف}(ُ) كبآيات كأحاديث أخرل‪.‬‬ ‫ككالدا ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم ًمن أىل الفَبة ‪ ،‬ألهنما‬ ‫ماتا كدل تبلغهما الدعوة‪ ،‬لتأخر زماهنما ‪ ،‬كب ً‬ ‫عده عن زماف آخر‬ ‫ي‬ ‫األنبياء‪ ،‬كىو سيدنا عيسى عليو السالـ‪ ،‬كإلطباؽ ا‪١‬بهل يف عصرٮبا‪،‬‬ ‫أحدا دعوةي نيب من أنبياء اهلل إال النفر اليسّب من أحبار أىل‬ ‫فلم يبلغ ن‬ ‫الكتاب يف أقطار األرض كالشاـ كغّبىا‪ ،‬كدل يعهد ‪٥‬بما التقلب يف‬ ‫عمرا ٲبكن معو البحث عن أخبار األنبياء‪ ،‬كٮبا‬ ‫األسفار كال ع امرا ن‬ ‫ليسا من ذرية عيسى عليو السالـ ‪ ،‬كال من قومو‪ ،‬فباف أهنما ًمن أىل‬ ‫الفَبة بال شك‪.‬‬ ‫كمن قاؿ ‪ :‬إف أىل الفَبة يٲبتى ىحنيوف على الصراط فإف أطاعوا دخلوا‬ ‫ى‬ ‫ا‪١‬بنة كإال كانت األخرل‪ ،‬فإف العلماء نصوا على أف الوالدين‬ ‫الشريفْب لو قيل‪ :‬بامتحاهنما فإهنما من أىل الطاعة‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن‬ ‫حجر‪ " :‬إف الظن هبما أف يطيعا عند االمتحاف "‪ ،‬نقلو السيوطي‬ ‫عنو‪.‬‬ ‫ُ) سورة األنعاـ‪:‬اآلية ُُّ‪،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[211‬‬

‫كقد أكرد الطربم يف تفسّبه عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أنو قاؿ‬ ‫ضى}(ُ)‪.‬‬ ‫يف تفسّب قولو تعاذل ‪ { :‬ىكلى ىس ٍو ى‬ ‫يك ىرب ى‬ ‫ؼ يػي ٍع ًط ى‬ ‫ك فىػتىػ ٍر ى‬

‫ً‬ ‫دخل أح هد ًمن‬ ‫قاؿ ‪ :‬من ًرضا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف ال يى ي‬ ‫أىل بيتو النار‪.‬‬

‫أبوم النيب صلى اهلل‬ ‫الطريق الثاين ‪ :‬الذم سلكو القائلوف بنجاة ى‬ ‫عليو كآلو كسلم ‪ :‬أهنما ناجياف‪ ،‬ألهنما دل يثبت عنهما شرؾ‪ ،‬بل‬ ‫كانا على ا‪٢‬بنيفية ًدين جدٮبا إبراىيم عليو السالـ ‪ ،‬كلقد ذىب إذل‬ ‫‪ٝ‬بع من العلماء منهم الفخر الرازم يف كتابو ( أسرار‬ ‫ىذا القوؿ ه‬ ‫التنزيل) كاستدؿ أىل ىذا الطريق بقولو تعاذل‪{:‬الا ًذييػر ىاؾ ً‬ ‫وـ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ْب‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ىى‬ ‫اج ً‬ ‫كتىػ ىقلبك ًيف ال اس ً‬ ‫ين}(ِ)‪،‬أم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪-‬كاف‬ ‫د‬ ‫ى ىى‬ ‫ى‬ ‫يتقلب يف أصالب الساجدين ا‪٤‬بؤمنْب ‪٩‬با يدؿ على أف آباءه صلى‬ ‫اهلل عليو كآلو كسلم دل يكونوا مشركْب‪ ،‬قاؿ الرازم ‪ :‬قاؿ صلى اهلل‬ ‫ىصالب الطٌ ً‬ ‫اى ًرين إذل أ ً‬ ‫عليو كآلو كسلم ‪ ":‬ىدل أ ىىزؿ أين ىقل ًمن أ ً‬ ‫ىرحاـ‬ ‫ى‬ ‫ي‬

‫ُ) سورة الضحى اآلية ٓ‪.‬‬ ‫ِ) سورة الشعراء‪ :‬اآلية ُِٖ ‪.ُِٗ ،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[210‬‬

‫الطٌ ً‬ ‫اىر ً‬ ‫ات "‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪{ :‬إًا٭بىا الٍ يم ٍش ً‬ ‫س}(ُ)‪ ،‬فوجب أال‬ ‫‪٪‬ب‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫يكوف أح هد ًمن أجداده صلى اهلل عليو كآلو كسلم مشرنكا‪.‬‬ ‫صو ‪ :‬أ ٌف‬ ‫كاستدؿ‬ ‫السيوطي ‪٥‬بذا ا‪٤‬بسلك بدليل آخر مركب ‪ ،‬يمل اخ ي‬ ‫ٌ‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ ‪ " :‬أنا ً‬ ‫يار ًمن ًخيا ور "‪،‬‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫كهبذا ا‪٢‬بديث ‪ ،‬كغّبه من األحاديث ‪ ،‬كاآليات الدالة على مثل ىذا‬ ‫ا‪٤‬بعُب ثبت أ ٌف كل أصل ًمن أصولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ًمن آدـ‬ ‫عليو السالـ إذل أبيو عبد اهلل خّب أىل قرنو ‪ ،‬كأفضلهم ‪ ،‬كقد كردت‬ ‫األحاديث ‪ ،‬كاآليات الٍب تدؿ على أف كل عصر ًمن العصور ًمن‬ ‫عهد نوح عليو السالمإذل قياـ الساعة ال ٱبلو ًمن أناس على الفطرة‬ ‫أبوم النيب صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كالتوحيد‪ ،‬كعليو ٯبب أف نقوؿ ‪ :‬إف ى‬ ‫كسلم كانا مؤمنى ً‬ ‫ْب كإال كقعنا يف احملظور‪ ،‬كىذا احملظور ا‪٤‬بتمثل يف‬ ‫أحد أمرين ‪:‬‬ ‫أك‪٥‬بما ‪ :‬أف غّبٮبا ‪٩‬بن ىم مؤمنوف إف كانا مشرىك ً‬ ‫ْب خّبه منهما‪ ،‬كىذا‬ ‫‪٨‬بالف لصريح األدلة الٍب منها ا‪٢‬بديث السابق ذكره‪.‬‬ ‫كثانيهما ‪ :‬أف نقوؿ‪ :‬إهنما خّب من ا‪٤‬بؤمنْب مع كفرٮبا ‪ ،‬كهبذا نقوؿ‪:‬‬ ‫ُ) سورة التوبة‪:‬اآلية ِٖ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[212‬‬

‫بتفضيل الكافرين على ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬كلكي ‪٬‬برج من ىذا احملظور كجب‬ ‫أف نقوؿ بأهنما‪ ،‬مؤمناف‪.‬‬ ‫كالطريق الثالث الذم سلكو القائلوف بنجاهتما ‪ :‬أهنما ناجياف ‪ ،‬ألف‬ ‫اهلل تعاذل أحياٮبا لو صلى اهلل عليو كآلو كسلم حٌب ىآمنا بو صلى اهلل‬ ‫عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بسلك ماؿ إليو طائفة كثّبة ًمن حفاظ‬ ‫احملدِّثْب كغّبىم‪ ،‬منهم ‪ :‬ا‪٣‬بطيب البغدادم ‪ ،‬كابن شاىْب ‪ ،‬كابن‬ ‫ا‪٤‬بنىػ ِّ​ّب ‪ ،‬كاحملب الطربم ‪ ،‬كالقرطيب كاحتجوا ‪٤‬بسلكهم بأحاديث‬ ‫ي‬ ‫ضعيفة‪ ،‬كلكنها ترقى إذل ا‪٢‬بسن ٗبجموع طرقها‬ ‫كقد راد أصحاب ىذا ا‪٤‬بسلك على أف النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫قد يهنً ىي عن االستغفار ‪٥‬بما بأف اإلحياء متأخر عن النهي‪ ،‬فكاف‬ ‫ض بْب حديث‬ ‫حكمو‬ ‫ن‬ ‫عار ى‬ ‫ناسخا ‪٢‬بكم النهي‪ .‬قاؿ القرطيب‪ :‬ال تى ي‬ ‫اإلحياء كحديث النهي عن االستغفار‪ ،‬فإف إحياءٮبا متأخر عن‬ ‫النهي عن االستغفار ‪٥‬بما ‪ ،‬بدليل حديث عائشة أف ذلك كاف يف‬ ‫ناسخا ‪٤‬با ذكر ًمن األخبار‪.‬‬ ‫حجة الوداع كلذلك جعلو ابن شاىْب ن‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل‬ ‫فهذه مسالك العلماء الذين قالوا ‪ :‬بنجاة ك ى‬ ‫عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىي مسالك قوية مؤيادةه بالدليل ‪ ،‬كالربىاف‪،‬‬ ‫كعليها ‪ٝ‬باىّب علماء األمة‪ ،‬أما األحاديث الٍب استدؿ هبا بعضهم‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[213‬‬

‫لييػىرِّكجوا لرأم تفوح منو رائحة البيعد عن حب النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم ‪ ،‬كاإلقالؿ ًمن قدره الشريف ا‪٤‬بنًيف مع أف اهلل سبحانو ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ضى}( )‪.‬‬ ‫كتعاذل قاؿ لو‪ { :‬ىكلى ىس ٍو ى‬ ‫يك ىرب ى‬ ‫ؼ يػي ٍع ًط ى‬ ‫ك فىػتىػ ٍر ى‬ ‫فهذه األحاديث إما أساؤكا فهمها‪ ،‬أك دل تكن ‪٥‬بم دراية بالعلوـ‬ ‫ا‪٤‬بساعدة الستنباط األحكاـ ‪ ،‬مثل علم ا‪٢‬بديث كأصوؿ الفقو‪،‬‬ ‫كخطّبا يف‬ ‫فجاء كالمهم على ىذه األحاديث ‪٦‬بانبنا للصواب‪،‬‬ ‫ن‬ ‫جناب حبيب رب األرباب سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫فلفظ " أب كأباؾ يف النار" الوارد يف حديث أنس رضي اهلل عنو عند‬ ‫اد بن ىسلمة‬ ‫مسلم دل يتفق الركاة على لفظو‪ ،‬كإ٭با ذى ىكىر ىذا اللف ى‬ ‫ظ ى‪ٞ‬بٌ ي‬ ‫عمر عن ثابت فلم يذكر " إ ٌف أب‬ ‫عن ثابت عن أنس‪ ،‬كقد خالفو ىم ى‬ ‫رت ب ىق ًرب كافً ور فبىشِّره بالنا ًر‬ ‫كأباؾ يف النا ًر "‪ ،‬كلكن قاؿ لو ‪ " :‬إذا ىمىر ى‬ ‫أثبت عند أىل ا‪٢‬بديث ًمن ‪ٞ‬باد ‪ ،‬فإف‬ ‫"‪ ،‬كمعمر راكم ىذه الركاية ي‬ ‫‪ٞ‬بادا تي يكلِّم يف حفظو‪ ،‬ككقع لو أحاديث مناكّب ذكركا أف ربيبو دسها‬ ‫يف كتبو ككاف ‪ٞ‬باد ال ٰبفظ‪ ،‬فحداث هبا فوًىم‪ً ،‬‬ ‫كمن ثىا دل يٱبىِّرج لو‬ ‫ى‬ ‫البخارم شيئنا‪ ،‬كال أخرج لو مسلم يف األصوؿ إال ًمن ركايتو عن‬ ‫ثابت‪ ،‬فال شك أف ركاية معمر أثبت من ركاية ‪ٞ‬باد‪ ،‬كالذم نراه أف‬ ‫ُ) سورة الضحى اآلية ٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[214‬‬

‫ا‪٢‬بديث با‪٤‬بعُب‪ ،‬فوقع ىذا‬ ‫‪ٞ‬بادا ككأنو ركل ىو أك أحد الركاة عنو‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ا‪٣‬بطأ منو أك من أحد الركاة عنو‪.‬‬ ‫ىذا كالـ أىل ا‪٢‬بديث يف ىذه الركاية من جهة إسنادىا‪ ،‬أما من‬ ‫جهة الدراية ‪ ،‬فإف ىذا ا‪٢‬بديث باللفظ األكؿ لو ثبت لوجب أف‬ ‫صحيحا‪ ،‬كىو الفهم الذم ٯبعل ا‪٢‬بديث ال يتعارض مع‬ ‫فهما‬ ‫يي ى‬ ‫ن‬ ‫فهم ن‬ ‫أبوم النيب صلى اهلل عليو‬ ‫اآليات كاألحاديث السابقة الدالة على ‪٪‬باة ى‬ ‫كآلو كسلم ‪ ،‬فما ا‪٤‬بانع أف يكوف ا‪٤‬بقصود يف قولو ‪ " :‬أب " ع امو أبا‬ ‫العم ‪ ،‬قاؿ‬ ‫طالب‪ ،‬ألف القرآف جاء باستعماؿ لفظ األب يف حق ِّ‬ ‫ك إًبػر ًاىيم كإً ٍ‪٠‬ب ً‬ ‫ك كإًلىو آبائً‬ ‫ً‬ ‫اؽ}(ُ)‪.‬‬ ‫اع‬ ‫يل ىكإً ٍس ىح ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫تعاذل‪{:‬قىاليوا نىػ ٍعبي يد إ ى‪٥‬بى ى ى ى ى ٍ ى ى ى‬ ‫ى‬ ‫فأطلق على إ‪٠‬باعيل لفظ األب كىو عم يعقوب ‪ ،‬ككانت من عادة‬ ‫العرب أف ٘بعل الع ام أبنا‪ ،‬فتنادم ابن األخ باالبن حٌب قاؿ مشركو‬ ‫قريش ألب طالب ‪ " :‬قل البنك يى ًرجع عن ىشتم آ‪٥‬بتنا " يقصدكف‬ ‫النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬ككانت تسمية أب طالب أبنا للنيب‬ ‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم شائعة يف قريش‪ ،‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫ب يف بيتو كيك ًف ىل فيو‪ ،‬كقد ثبت أف أبا طالب يكوف يف‬ ‫كسلم يرِّى‬ ‫ضحضاح ًمن النار‪ ،‬فيكوف ىو ا‪٤‬بقصود بلفظ ‪ ":‬أب كأباؾ يف النار"‬ ‫ى‬ ‫ُ)سورة البقرة‪ :‬اآلية ّ​ُّ‪،.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[215‬‬

‫كقد أجاب بعض العلماء كابن عابدين كغّبه بأف ىذه األحاديث‬ ‫ناسخا‬ ‫منسوخة‪ ،‬ألف حديث اإلحياء تأخر عن ىذا ا‪٢‬بديث فيكوف ن‬ ‫لو‪ ،‬كقد نقل ا‪٢‬بافظ السيوطي ىذا القوؿ عن ‪ٝ‬باعة من العلماء يف‬ ‫(مسالك ا‪٢‬بنفا)‪ ،‬كعليو فال يصح االحتجاج هبا‪.‬‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم ىو ما‬ ‫كالقوؿ ‪ :‬بنجاة ك ى‬ ‫عليو الفتول بدار اإلفتاء ا‪٤‬بصرية‪ ،‬كقد صدرت بذلك فتول فضيلة‬ ‫مفٍب الديار ا‪٤‬بصرية األسبق العالمة الشيخ ‪٧‬بمد ٖبيت ا‪٤‬بطيعي‪ ،‬كالٍب‬ ‫أبوم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو‬ ‫قاؿ يف آخرىا يف حكم ىمن زعم أف ى‬ ‫كآلو كسلم ليسا ًمن أىل اإلٲباف‪ :‬قد أخطأ خطأن بيِّػننا ‪ ،‬يأث كيدخل‬ ‫بو فيمن آذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كلكن ال يٰب ىكم‬ ‫عليو بالكفر‪ ،‬ألف ا‪٤‬بسألة ليست من ضركريات الدِّين الٍب ٯبب على‬ ‫ا‪٤‬بكلاف تفصيلها‪ ،‬ىذا ىو ا‪٢‬بق الذم تقتضيو النصوص كعليو‬ ‫احملققوف من العلماء‪.‬‬ ‫كنصيحتنا للشباب ا‪٤‬بنتسبْب للدعوة إذل اهلل أف يتقوا اهلل يف األمة كال‬ ‫يبالغوا يف إطالؽ األحكاـ قبل الفهم كالبحث‪ ،‬كإف ضاقت هبم‬ ‫ملكاهتم العقلية ‪ ،‬كالعلمية فقد كصف ‪٥‬بم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم الدكاء ًمن ىذا ا‪٤‬برض فقاؿ‪ " :‬إا٭با ًشفاءي العً ِّي السؤ ياؿ "‪،‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[216‬‬

‫فعليهم سؤاؿ أىل العلم بدال ًمن إيقاع أنفسهم يف اللعن كا‪٣‬بركج من‬ ‫ر‪ٞ‬بة اهلل بالتعدم على جناب ا‪٢‬ببيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فقد‬ ‫ذكر الس ىهيلًي كالنفراكم أف القاضي أبا بكر ابن العرب أحد أئمة‬ ‫ا‪٤‬بالكية يسئًل عن رجل قاؿ‪ :‬إ ٌف أبا النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم يف‬ ‫النار‪ ،‬فأجاب ‪ :‬بأف ىمن قاؿ ذلك فهو ملعوف‪ ،‬لقولو تعاذل‪{ :‬إً اف‬ ‫الا ً‬ ‫ً‬ ‫ىع اد ى‪٥‬بي ٍم ىع ىذابنا‬ ‫ذ‬ ‫ين يػي ٍؤذيك ىف اللاوى ىكىر يسولىوي لى ىعنىػ يه يم اللاوي ًيف الدنٍػيىا ىك ٍاآلخىرةً ىكأ ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫يم ًهيننا}( ) قاؿ ‪ " :‬كال أذنل أعظم ًمن أف يقاؿ عن أبيو إنو يف النار"‬ ‫فليتقوا اهلل كليخشوا لىعنىو كإيذاءى حبيبو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫أيضا بأال يشغلوا األمة ٖبالؼ‬ ‫ا‪٤‬بستوجب للعن فاعلو‪ ،‬كنصيحتنا ‪٥‬بم ن‬ ‫ال طائل ًمن كرائو‪ ،‬فقد قاؿ العالمة ابن عابدين يف (حاشيتو) عن‬ ‫ىذه ا‪٤‬بسألة ‪" :‬كبا‪١‬بملة كما قاؿ بعض احملققْب ‪ :‬إنو ال ينبغي ذكر‬ ‫ىذه ا‪٤‬بسألة إال مع مزيد ًمن األدب‪ ،‬كليست ًمن ا‪٤‬بسائل الٍب يضر‬ ‫جهلها أك يسأؿ عنها يف القرب أك يف ا‪٤‬بوقف‪ً ،‬‬ ‫فحفظ اللساف عن‬ ‫ي‬ ‫التا ىكلم فيها إال ٖبّب أكذل كأسلم (ِ)‪.‬‬

‫ُ) سورة األحزاب‪ :‬اآلية ٕٓ‬ ‫ِ( رقم الفتول الصادرة من أمانة الفتول‪.ِِّٔ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[217‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬في سرد روايات حديث " إ ّن أبي وأباك "‬

‫اتفقت الركايات على سؤاؿ السائل " أين أب " كاختلفت يف جواب‬ ‫ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم ‪:‬‬ ‫سرد الروايات في حديث " إ ّن أبي " روايةً إثر رواية ‪:‬‬ ‫الرواية األولى‪ :‬لإلمام مسلم واللفظ لو وأبي داود في (سننو) وابن حبان‬

‫واحمد في ( مسنده) كلهم عن حماد بن سلمة‬

‫لقد استنبط ا‪٤‬بعارض من ركاية ‪ٞ‬باد فقط دكف النظر يف الركايات‬ ‫األخرل من غّب طريق ‪ٞ‬باد كدل يعرض ركاية ‪ٞ‬باد نفسها على القرآف‬ ‫الكرًن كالسنة النبوية كما جاء يف كتب السّبة ا‪٤‬بعتمدة ‪:‬‬ ‫ركل مسلم فقاؿ ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪،‬حدثنا عفاف‪ ،‬حدثنا‬ ‫‪ٞ‬باد بن سلمة ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬أف رجال قاؿ ‪ :‬يا رسوؿ‬ ‫اهلل ‪،‬أين أب ؟ قاؿ ‪ ":‬يف النار" ‪ ،‬فلما قفى دعاه ‪ ،‬فقاؿ ‪ ":‬إف أب‬ ‫كأباؾ يف النار"‪.‬‬ ‫كيف ( عوف ا‪٤‬بعبود) ‪ :‬كىذا الرجل ىو حصْب بن عبيد كالد عمراف‬ ‫بن حصْب ‪ ،‬كقيل ىو أبو رزين لقيط بن عامر العقيلي‪.‬‬ ‫الزىري‬ ‫الرواية الثانية ‪:‬ألبي جعفر الطحاوي وليس فيها حماد وال‬ ‫ّ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[218‬‬

‫قاؿ ‪ :‬حدثنا أبو أمية قاؿ ثنا أبو بكر بن أب شيبة قاؿ ثنا ‪٧‬بمد بن‬ ‫بشر العبدم قاؿ ثنا زكريا بن أب زائدة قاؿ ثنا منصور بن ا‪٤‬بعتمر قاؿ‬ ‫ثنا ربعي بن حراش عن عمراف بن حصْب قاؿ ‪ :‬جاء حصْب إذل‬ ‫النيب صلى اهلل عليو كسلم قبل أف يسلم فقاؿ ‪ :‬يا ‪٧‬بمد كاف عبد‬ ‫ا‪٤‬بطلب خّبا لقومو منك كاف يطعمهم الكبد ‪ ،‬كالسناـ ‪ ،‬كأنت‬ ‫تنحرىم فقاؿ لو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ":‬ما شاء اهلل أف‬ ‫يقوؿ "‬ ‫ث إف حصينا قاؿ ‪ :‬يا ‪٧‬بمد ماذا تأمرين أف أقوؿ ؟ قاؿ ‪ ":‬قل اللهم‬ ‫إين أعوذ بك من شر نفسي كأسألك أف تعزـ رل على رشد أمرم "‬ ‫قاؿ ‪ :‬ث إف حصينا أسلم ث أتى النيب صلى اهلل عليو كسلم فقاؿ ‪:‬‬ ‫إين كنت سألتك ا‪٤‬برة األكذل ‪ ،‬كإين اآلف أقوؿ ‪ :‬ما تأمرين أف أقوؿ ؟‬ ‫قاؿ ‪ ":‬قل اللهم اغفر رل ما أسررت ‪ ،‬كما أعلنت ‪ ،‬كما أخطأت‪،‬‬ ‫كما عمدت ‪ ،‬كما جهلت ‪ ،‬كما علمت "‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬حدثنا أ‪ٞ‬بد بن داكد بن موسى قاؿ حدثنا عبد الر‪ٞ‬بن بن‬ ‫صاحل األزدم قاؿ ثنا ٰبٓب بن يعلى أنو أتى النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قبل أف يسلم ث ذكر ىذا ا‪٢‬بديث غّب أنو قاؿ ‪ ، ":‬كما‬ ‫أخطأت ‪ ،‬كما عمدت ‪ ،‬كما عقلت ‪ ،‬كما جهلت " قاؿ ‪ :‬فتأملنا‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[219‬‬

‫ىذا ا‪٢‬بديث فوجدنا فيو قولو صلى اهلل عليو كسلم " اللهم اغفر رل‬ ‫ما أخطأت " فقاؿ قائل‪ :‬ككيف يسأؿ غفراف ما أخطأ بو كاهلل تعاذل‬ ‫يقوؿ‪ { :‬كليس عليكم جناح فيما أخطأمت بو كلكن ما تعمدت‬ ‫قلوبكم } فكاف جوابنا لو يف ذلك بتوفيق اهلل عز كجل كعونو أف‬ ‫ذلك ا‪٣‬بطأ الذم توٮبو الذم ىو ضد للعمد كلكنو خطأ من ا‪٣‬بطايا‬ ‫الٍب ٱبطئها ‪٩‬با يدخل يف قوؿ اهلل عز كجل {ربنا ال تؤاخذنا إف‬ ‫نسينا أك أخطأنا}(ُ) من ا‪٣‬بطيئات الٍب ٱبطئوهنا ك‪٩‬با يدخل يف قولو‬ ‫عز كجل { ً‪٩‬باا ىخ ًطيئىاهتً​ً ٍم أي ٍغ ًرقيوا فىأ ٍيد ًخليوا نى نارا }(ِ)‬ ‫فذلك على ا‪٣‬بطايا الٍب اكتسبوىا بقصدىم إليها كبعمدىم إياىا ال‬ ‫أضدادىا من ا‪٣‬بطأ الذم يكوف منهم ‪٩‬با ال يعمدكنو كال يقصدكف‬ ‫إليو كال يقعوف فيو باختيارىم إياه كأما قولو عليو السالـ ‪ " ،‬كما‬ ‫جهلت" فمعُب ما جهلت ‪ :‬أم ‪ :‬ما عملتو جاىال بقصدم إليو مع‬ ‫معرفٍب بو كجنايٍب على نفسي بدخورل فيو كعملي إياه ‪.‬‬ ‫فقاؿ قائل‪ :‬ىذا ا‪٢‬بديث قد ركم ما ٱبالفو عن عمراف بن حصْب‬ ‫كذكر ما قد حدثنا فهد بن سليماف قاؿ حدثنا ‪٧‬بمد بن سعيد بن‬ ‫ُ) سورة البقرة اآلية ِٖٔ‪.‬‬ ‫ِ) سورة نوح اآلية ِٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[201‬‬

‫األصبهاين قاؿ حدثنا علي بن مسهر عن داكد بن أب ىند عن‬ ‫العباس بن عبد الر‪ٞ‬بن كىو ابن ربيعة بن ا‪٢‬بارث ا‪٥‬بامشي ‪ :‬عن‬ ‫عمراف بن ا‪٢‬بصْب أف أباه ا‪٢‬بصْب بن عبيد أتى النيب صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪ ،‬ككاف مشركا فقاؿ‪ :‬أرأيت رجال كاف يقرم الضيف كيصل‬ ‫الرحم مات قبلك‪.‬‬ ‫قاؿ أبو جعفر ‪ :‬كأنو يعِب بذلك أباه فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم " إف أب كأباؾ يف النار قاؿ فما مرت عشركف ليلة حٌب مات‬ ‫مشركا " قاؿ ‪ :‬ففي ىذا ا‪٢‬بديث أف حصينا أبا عمراف بن حصْب‬ ‫مات مشركا ‪.‬‬ ‫كيف ا‪٢‬بديث األكؿ ‪ :‬ذكر إسالمو كتعليم النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫إياه ما ذكر تعليمو إياه فيو كىذا اختالؼ شديد‪ ،‬فكاف جوابنا لو يف‬ ‫ذلك بتوفيق اهلل عز كجل كعونو أف ىذا ‪ ،‬كإف كاف اختالفا كما ذكر‬ ‫يف ىذين ا‪٢‬بديثْب فإنو ليس من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪،‬‬ ‫كإ٭با ىو من ركاة ىذين ا‪٢‬بديثْب كاهلل أعلم ٕبقيقة األمر يف ذلك ما‬ ‫ىو غّب أنا تأملناٮبا فوجدناٮبا قد ٱبرجاف ٗبا ال اختالؼ فيو كذلك‬ ‫أف يكوف عمراف ىو ابن حصْب بن حصْب بن عبيد فيكوف أبوه‬ ‫حصْب ا‪٤‬بذكور باإلسالـ يف ا‪٢‬بديث األكؿ من ا‪٢‬بديثْب اللذين‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[200‬‬

‫ذكرناٮبا يف ىذا الباب أباه األدىن ىو الذم أسلم كعلمو رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ما علمو يف ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بذكور فيو إسالمو من‬ ‫ا‪٢‬بديثْب اللذين ركيناٮبا يف ىذا الباب كيكوف الذم مات مشركا ىو‬ ‫حصْب بن عبيد أباه األقصى من أبويو اللذين اسم كل كاحد منهما‬ ‫حصْب فيصح ا‪٢‬بديثاف ‪ٝ‬بيعا كال يتضاداف كذلك أكذل ‪٩‬با ‪ٞ‬بال عليو‬ ‫حٌب ال يدفع كاحد منهما صاحبو كال ٱبالفو كال يضاده‬ ‫كاهلل عز كجل نسألو التوفيق (ُ)‪.‬‬ ‫الرواية الثالثة ‪ :‬للبزار عن الزىري‬

‫قاؿ ‪ :‬حدثنا زيد بن أخزـ ‪ ،‬ك‪٧‬بمد بن عثماف بن ‪٨‬بلد ‪ ،‬قاال ‪ :‬نا‬ ‫يزيد بن ىاركف ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬أنا إبراىيم بن سعد ‪ ،‬عن الزىرم ‪ ،‬عن عامر‬ ‫بن سعد ‪ ،‬عن أبيو ‪ ،‬أف أعرابيا أتى النيب فقاؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل أين‬ ‫أب ؟ قاؿ‪ ":‬يف النار "‪ .‬قاؿ ‪ :‬فأين أبوؾ ؟ قاؿ ‪ " :‬حيث ما مررت‬ ‫بقرب كافر فبشره بالنار"‪ .‬كقاؿ ‪ :‬كىذا ا‪٢‬بديث ال نعلم ركاه إال سعد‬ ‫‪ ،‬كال نعلم ركاه عن إبراىيم بن سعد ‪ ،‬إال يزيد بن ىاركف (ِ)‪.‬‬

‫‪ )1‬مشلك الاثر هل" (‪.)444\3‬‬ ‫‪ )2‬مس ند امزبار‪)322\3(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[202‬‬

‫الزىري‬ ‫الرواية الرابعة ‪ :‬للطبراني وعنده زيادة على رواية البزار من رواية‬ ‫ّ‬

‫قاؿ ‪ :‬حدثنا علي بن عبد العزيز ‪ ،‬حدثنا ‪٧‬بمد بن أب نعيم‬ ‫الواسطي ‪ ،‬حدثنا إبراىيم بن سعد ‪ ،‬عن الزىرم ‪ ،‬عن عامر بن‬ ‫سعد ‪ ،‬عن أبيو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬جاء أعراب إذل النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫فقاؿ ‪ :‬إف أب كاف يصل الرحم ‪ ،‬ككاف ككاف ‪ ،‬فأين ىو ؟ قاؿ ‪ :‬يف‬ ‫النار ‪ ،‬فكأف األعراب كجد من ذلك ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬فأين‬ ‫أبوؾ ؟ قاؿ ‪ " :‬حيث ما مررت بقرب كافر فبشره بالنار "‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬فأسلم األعراب بعد ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬لقد كلفِب رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم تعبا ‪ ،‬ما مررت بقرب كافر إال بشرتو بالنار(ُ)‪.‬‬ ‫كسنده صحيح‪.‬‬ ‫للبيهقي‬ ‫الرواية الخامسة ‪:‬‬ ‫ّ‬

‫قاؿ ‪ :‬أخربنا أبو ‪٧‬بمد عبد اهلل بن عبد الر‪ٞ‬بن ا‪٢‬برضي‪ ،‬النيسابورم‪،‬‬ ‫قاؿ‪ :‬أخربنا أبو بكر ‪٧ :‬بمد بن ا‪٢‬بسن بن يعقوب بن مقسم ا‪٤‬بقرئ‪،‬‬ ‫قاؿ‪ :‬حدثنا موسى بن ا‪٢‬بسن النسوم‪ ،‬قاؿ‪ :‬حدثنا أبو نعيم الفضل‬ ‫بن دكْب ‪ ،‬قاؿ‪ :‬حدثنا إبراىيم بن سعد‪ ،‬عن الزىرم‪ ،‬عن عامر بن‬ ‫سعد‪ ،‬عن أبيو‪ ،‬قاؿ‪ :‬جاء أعراب إذل النيب‪ ،‬صلى اهلل عليو كسلم‪،‬‬ ‫‪)1‬املعجم امكبري‪.)145\1(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[203‬‬

‫فقاؿ‪ :‬إف أب كاف يصل الرحم‪ ،‬ككاف ككاف‪ ،‬فأين ىو؟ قاؿ‪ " :‬يف‬ ‫النار "‪ .‬قاؿ‪ :‬فكأف األعراب كجد من ذلك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يارسوؿ اهلل فأين‬ ‫أبوؾ؟ قاؿ‪ " :‬حيثما مررت بقرب كافر فبشره بالنار "‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬فأسلم األعراب بعد‪ ،‬فقاؿ‪:‬لقد كلفِب رسوؿ اهلل‪ ،‬صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪ ،‬تعبا‪ ،‬ما مررت بقرب كافر إال بشرتو بالنار (ُ)‪.‬‬ ‫الزىري‬ ‫الرواية السادسة ‪ :‬البن ماجو عن‬ ‫ّ‬

‫قاؿ ‪ :‬حدثنا ‪٧‬بمد بن إ‪٠‬باعيل بن البخَبم الواسطي‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬ ‫ىاركف عن إبراىيم ابن سعد عن الزىرم عن سادل عن أبيو قاؿ‪ :‬جاء‬

‫أعراب إذل النيب صلى اهلل عليو ك سلم فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف أب‬ ‫كاف يصل الرحم ككاف ككاف ‪ .‬فأين ىو ؟ قاؿ‪ ":‬يف النار " قاؿ‬ ‫فكأنو كجد من ذلك ‪.‬فقاؿ يا رسوؿ اهلل فأين أبوؾ ؟ فقاؿ رسوؿ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليو ك سلم ‪:‬حيثما مررت بقرب مشرؾ فبشره بالنار "‬ ‫قاؿ‪ :‬فأسلم األعراب بعد‪.‬‬ ‫كقاؿ‪ :‬لقد كلفِب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك سلم تعبا‪ ،‬ما مررت‬ ‫بقرب كافر إال بشرتو بالنار(ِ)‪.‬‬ ‫كيف الزكائد إسناد ىذا ا‪٢‬بديث صحيح‬ ‫‪ )1‬دالئل امنبوة ‪)142\1( :‬‬ ‫‪ )2‬سنن ابن ماجه‪.)501\1(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[204‬‬

‫المقدسي‬ ‫الرواية السابعة ‪ :‬للضياء‬ ‫ّ‬

‫قاؿ ‪ :‬أخربنا أبو بكر ‪٧‬بمد بن أب عبد اهلل بن أب الفتح النهركاين‬ ‫ببغداد أف أبا ا‪٢‬بسن سعد ا‪٣‬بّب بن ‪٧‬بمد بن سهل األنصارم أخربىم‬ ‫قراءة عليو أنا أبو ‪٧‬بمد عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪ٞ‬بد الدكاين أنا أبو نصر أ‪ٞ‬بد‬ ‫بن ا‪٢‬بسْب الكسار أنا أبو بكر أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن إسحاؽ السِب أنا‬ ‫‪٧‬بمد بن صاعد كالقاضي أبو عبيد علي بن ا‪٢‬بسْب بن حرب قاال‪:‬‬ ‫نا زيد بن أحزـ نا يزيد بن ىاركف نا إبراىيم بن سعد عن الزىرم عن‬ ‫عامر بن سعد عن أبيو‪ :‬أف أعرابيا قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف أب كاف‬ ‫يصل الرحم كيفعل فأين ىو؟ قاؿ‪ ":‬يف النار " فكأف األعراب كجد‬ ‫من ذلك فقاؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل فأين أبوؾ؟ قاؿ لو ‪ ":‬حيثما مررت‬ ‫بقرب كافر فبشره بالنار" قاؿ‪ :‬ثٌ إف األعراب أسلم ‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬فقاؿ ‪ :‬لقد كلفِب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم تعبان ما‬ ‫مررت بقرب كافر إال بشرتو بالنار (ُ)‪.‬‬ ‫السني‬ ‫الرواية الثامنة ‪ :‬البن‬ ‫ّ‬

‫قاؿ ‪ :‬أخربنا أبو ‪٧‬بمد بن صاعد‪ ،‬كالقاضي أبو عبيد علي بن‬ ‫ا‪٢‬بسْب بن حرب قاال‪ :‬حدثنا زيد بن أخزـ‪ ،‬ثنا يزيد بن ىاركف‪ ،‬ثنا‬ ‫إبراىيم بن سعد‪ ،‬عن الزىرم‪ ،‬عن عامر بن سعد‪ ،‬عن أبيو‪ ،‬رضي‬ ‫‪ )1‬ا ألحاديث اخملتارة‪.)204\3(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[205‬‬

‫اهلل عنو ‪ :‬أف أعرابيا‪ ،‬قاؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬إف‬ ‫أب كاف يصل الرحم‪ ،‬كيفعل كيفعل‪ ،‬فأين ىو؟ قاؿ‪ " :‬يف النار" ‪.‬‬ ‫فكأف األعراب كجد من ذلك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬فأين أبوؾ؟ فقاؿ‬ ‫لو‪" :‬حيث ما مررت بقرب كافر فبشره بالنار" ‪ .‬قاؿ‪ :‬ث إف األعراب‬ ‫أسلم‪ .‬قاؿ‪ :‬فقاؿ‪ :‬لقد كلفِب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بعثا‪،‬‬ ‫ما مررت بقرب كافر إال بشرتو بالنار(ُ)‪.‬‬ ‫الرواية التاسعة ‪ :‬لإلمام أحمد عن عاصم بن لقيط‬

‫قاؿ بسنده ‪ :‬عن عاصم بن لقيط أف لقيطا خرج كافدا إذل رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم كمعو صاحب لو يقاؿ لو‪ :‬هنيك بن عاصم بن‬ ‫مالك بن ا‪٤‬بنتفق قاؿ لقيط‪ :‬فخرجت أنا كصاحيب حٌب قدمنا على‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم النسالخ رجب فأتينا رسوؿ اهلل‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم فوافيناه حْب انصرؼ من صالة الغداة فقاـ يف‬ ‫الناس خطيبا‪ ........ :‬قاؿ رجل من عرض قريش‪ :‬كاهلل إف أباؾ‬ ‫ا‪٤‬بنتفق لفي النار قاؿ‪ :‬فلكأنو كقع حر بْب جلدم ككجهي ك‪٢‬بمي ‪٩‬با‬ ‫قاؿ ألب على رءكس الناس‪ :‬فهممت أف أقوؿ‪ :‬كأبوؾ يا رسوؿ اهلل؟‬ ‫ث إذا األخرل أجهل‪ ،‬فقلت يا رسوؿ اهلل كأىلك؟ قاؿ‪ ":‬كأىلي‬ ‫‪ )1‬معل اميوم وانليةل ص‪.)546( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[206‬‬

‫قرشي من مشرؾ فقل‪:‬‬ ‫أتيت عليو من قرب‬ ‫لعمر اهلل ما ى‬ ‫ٌ‬ ‫عامرم‪ ،‬أك ٌ‬ ‫أرسلِب إليك ‪٧‬بمد فأبشرؾ ٗبا يسوءؾ ٘بر على كجهك كبطنك يف‬ ‫النار"‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما فعل هبم ذلك كقد كانوا على عمل ال‬ ‫ٰبسنوف إال إياه؟ ككانوا ٰبسبوف أهنم مصلحوف؟ قاؿ‪ ":‬ذلك ألف‬ ‫اهلل عز كجل بعث يف آخر كل سبع أمم ػ ػ ػ يعِب نبيا ػ ػ ػ ػ فمن عصى‬ ‫نبيو كاف من الضالْب كمن أطاع نبيو كاف من ا‪٤‬بهتدين "(ُ)‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬في بيان شذوذ رواية حماد‬

‫أوال ‪ :‬اتضح لك بسرد الركايات‪ ،‬أ ٌف ركاية ‪ٞ‬باد شادة ‪٤‬بخالفتها‬ ‫الزىرم الصحيحة‬ ‫بالركايات األخرل ألٍب تبلع عددا كبّبا خاصة ركاية‬ ‫ٌ‬

‫ثانيا ‪٨ :‬بالفتها القرآف الكرًن أل ٌف القرآف يثبت أنو دل يأت رسوؿ‬ ‫للعرب يذ ٌكرىم كيدعوىم لإلٲباف من قبل إبراىيم عليو السالـ‪ ،‬كال‬ ‫بعده دكف ا‪٤‬بصطفي صلى اهلل عليو كسلم ‪:‬‬ ‫ت ًٔبىانً ً‬ ‫ب الطوًر إً ٍذ نى ىاديٍػنىا ىكلى ًك ٍن‬ ‫اآلية األولى ‪ :‬قاؿ تعاذل‪ { :‬ىكىما يكٍن ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر ٍ‪ٞ‬بةن ًمن ربِّ ً ً‬ ‫ك لى ىعلا يه ٍم‬ ‫اى ٍم ًم ٍن نىذي ور ًم ٍن قىػٍبل ى‬ ‫ىى ٍ ى ى‬ ‫ك لتيػٍنذ ىر قىػ ٍونما ىما أىتى ي‬ ‫يىػتى ىذ اكيرك ىف}(ِ)‪.‬‬ ‫‪ )1‬مس ند أأمحد ‪.)127\26(:‬‬ ‫‪ )2‬سورة امقصص الية ‪.)46‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[207‬‬

‫ك‬ ‫اآلية الثانية ‪ :‬قاؿ تعاذل ‪ { :‬أ ٍىـ يىػ يقوليو ىف افٍػتىػىراهي بى ٍل يى ىو ا ٍ‪٢‬بىق ًم ٍن ىربِّ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ك لى ىعلا يه ٍم يىػ ٍهتى يدكف }(ُ)‪.‬‬ ‫اى ٍم ًم ٍن نىذي ور ًم ٍن قىػٍبل ى‬ ‫لتيػٍنذ ىر قىػ ٍونما ىما أىتى ي‬ ‫اآلية الثالثة‪ :‬قاؿ تعاذل ‪ { :‬لًتيػٍن ًذ ىر قىػ ٍونما ىما أينٍ ًذ ىر آبى ياؤيى ٍم فىػ يه ٍم‬ ‫ىغافًليوف}(ِ)‪.‬‬ ‫اى ٍم ًم ٍن يكتي و‬ ‫ب يى ٍد ير يسونىػ ىها ىكىما‬ ‫{كىما آتىػٍيػنى ي‬ ‫اآلية الرابعة ‪ :‬قاؿ تعاذل ى‬ ‫ك ًم ٍن نى ًذير }(ّ)‪.‬‬ ‫أ ٍىر ىسلٍنىا إًلىٍي ًه ٍم قىػٍبػلى ى‬ ‫ثالثا ‪٨ :‬بالفتها آليات كأحاديث اإلصطفاء كدعاء إبراىيم عليو‬ ‫السالـ لبنيو ‪.‬‬ ‫آؿ ًع ٍمىرا ىف‬ ‫آؿ إًبٍػىر ًاىي ىم ىك ى‬ ‫وحا ىك ى‬ ‫اصطىىفى ى‬ ‫قاؿ تعاذل ‪{ :‬إً اف اللاوى ٍ‬ ‫آد ىـ ىكني ن‬ ‫ً‬ ‫ْب}(ْ)‪.‬‬ ‫ىعلىى الٍ ىعالىم ى‬ ‫اؿ إًبػر ً‬ ‫ً‬ ‫قاؿ تعاذل ‪ {:‬كإً‬ ‫ِب‬ ‫اى‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫يم ىر ِّ‬ ‫ى‬ ‫اجنيٍب ًِب ىكبىً ا‬ ‫اج ىع ٍل ىى ىذا الٍبىػلى ىد آمننا ىك ٍ‬ ‫ب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ي‬ ‫ىصنى ىاـ }(ٓ)‪.‬‬ ‫أى ٍف نىػ ٍعبي ىد ٍاأل ٍ‬

‫‪ )1‬سورة امسجدة الية ‪.)3‬‬ ‫‪ )2‬سورة يس الية ‪.)6‬‬ ‫‪ )3‬سورة س بأأ الية ‪.)44‬‬ ‫‪ )4‬سورة أل معران الية ‪)54‬‬ ‫‪ )5‬سورة أأبراهمي الية ‪)35‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[208‬‬

‫كيف صحيح مسلم ‪ ،‬عن كاثلة بن األسقع رضي اهلل عنو ‪ ،‬يقوؿ ‪:‬‬ ‫‪٠‬بعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ ‪ ، ":‬كاصطفى من‬ ‫قريش بِب ىاشم ‪ ،‬كاصطفاين من بِب ىاشم "(ُ)‪.‬‬ ‫كهلل در الشيخ ‪٧‬بمد نور بن عبد ا‪٢‬بفيظ سويد حينما قاؿ ‪ :‬آيات‬ ‫كآحاديث األصطفاء كآيات دعاء إبراىيم لذريتو كأحاديث النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم بأنو كاف يف خّب الفرؽ يساكم أف آباء النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ىم ا‪٤‬بعنيوف باإلصطفاء كالدعاء ككلهم مؤمنوف‬ ‫رابعا ‪٨ :‬بالفتها ‪٢‬بديث " إف أىوف أىل النار عذابا أبو طالب "‬

‫ركاه ا‪ٞ‬بد هبذا اللفظ‪.‬‬ ‫فإذا كانت قرابة أب طالب كدفاعو عن ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم قد نفعتو ‪ ،‬فخ ٌفف اهلل تعاذل عنو العذاب يوـ القيامة ‪ ،‬كىو‬ ‫من الذين قد بلغتهم الدعوة فمن باب األكذل أف ينتفع كالدا رسوؿ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليو كسلم بشفاعة كلدٮبا الشريف صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم ‪ ،‬رغم أهنما دل يبلغا الدعوة‪.‬‬ ‫خامسا ‪٨ :‬بالفتها ‪٤‬با كاف من عادة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫من ‪٨‬باطبتو الناس على قدر عقو‪٥‬بم كفهمهم‪.‬‬ ‫ُ) (ْ|ُِٖٕ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[209‬‬

‫ككاف صلى اهلل عليو كسلم إذا سئلو أعراب كخاؼ فتنتو من إيضاح‬ ‫ا‪١‬بواب لو ‪ ،‬كاضطراب قلبو‪ ،‬أجابو ٔبواب فيو تورية كإهباـ ‪.‬‬ ‫كحديث البخارم يف (صحيحو) ‪ :‬من حديث عائشة قالت ‪ :‬كاف‬ ‫رجاؿ من األعراب جفاة يأتوف النيب صلى اهلل عليو ك سلم فيسألونو‬ ‫مٌب الساعة ؟ فكاف ينظر إذل أصغرىم فيقوؿ ‪ ":‬إف يعش ىذا ال‬ ‫يدركو ا‪٥‬برـ حٌب تقوـ عليكم ساعتكم " (ُ)‪.‬‬ ‫قاؿ ىشاـ ‪ :‬يعِب موهتم‪.‬‬ ‫ا‪٢‬بنفي حيث قاؿ يف شرحو ل ػػ" لفقو‬ ‫كهلل در الشيخ زاده هباء الدين‬ ‫ٌ‬ ‫األكرب" ‪ :‬عند شرحو ‪٢‬بديث " إف أب كأباؾ يف النار " قا‪٥‬با ػ ػ ػ يعِب‬ ‫الرسوؿ ػ ػ ػ لألعراب تطييبا لقلبو كإزالة لغضبو‪ ،‬فإف قيل‪ :‬كالنيب صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم صادؽ على كل حاؿ ‪ ،‬فكوف أبيو يف النار قوؿ‬ ‫صدكؽ كلو كاف قالو تطييبا لقلب رجل ؟‬ ‫قلت ‪ٰ :‬بتمل أف يكوف تعريضا ‪ ،‬كيكوف مراده عليو السالـ من النار‬ ‫التحسر مثال بطريق اإلستعارة ‪ ،‬فال يلزـ الكذب‬ ‫يف ا‪٢‬بديث نار‬ ‫ٌ‬ ‫للنيب كال الكفر ألبيو ‪ ،‬كلو سلم فدخوؿ النار ال يستلزـ الكفر ‪.‬‬

‫ُ) (ٓ|ِّٕٖ)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[221‬‬

‫فإف قيل ‪ :‬عدـ إٲبانو يف صحتو كقبل إختضاره مقطوع بو ‪ ،‬كحْب‬ ‫اإلختصار يستلزـ عدـ دخوؿ النار ٕبكم أ ٌف اإلسالـ يهدـ ‪٤‬با قبلو ‪،‬‬ ‫ال نسلم القطع بعدـ إٲبانو قبل اإلختصار ‪ ،‬بل ٯبوز أف يشرح اهلل‬ ‫صدره لإلسالـ يف صحتو أك مرضو قبل أكاف إختصاره بشرؼ نور‬ ‫النبوة كما شرح صدر جده عبد ا‪٤‬بطلب اذل القوؿ بدار ا‪٤‬بعاد كيكوف‬ ‫معذكرا يف اإلخالؿ باإلعالف لكونو بْب ا‪٤‬بشركْب ‪ ،‬لكن يكوف‬ ‫مستحقا للعذاب ‪٤‬بوافقتو للمشركْب يف بعض أفعا‪٥‬بم ا‪٤‬بعتادة ‪٥‬بم ‪،‬‬ ‫كلو سلم فيجوز دخوؿ النار على تقدير االٲباف حْب اإلختصار ٗبا‬ ‫يهدمو االٲباف مثل حقوؽ العباد‪.‬‬

‫سادساً ‪٨ :‬بالفتها النتساب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أذل أبيو‬ ‫كجده‬ ‫قاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬أنا ابن الذبيحْب " فالذبيح األكؿ‬ ‫ىو سيدنا إ‪٠‬باعيل عليو السالـ كالذبيح اآلخر أبوه األدىن عبد اهلل‬ ‫بن عبد ا‪٤‬بطلب ‪.‬‬ ‫كقاؿ أيضا ‪ " :‬أنا النيب ال كذب أنا ابن عبد ا‪٤‬بطلب " ‪.‬‬

‫سابعاً ‪٨ :‬بالفتها ‪٢‬بديث الشفاعة الكربل فإذا كاف الشهيد الواحد‬ ‫حملمدية يشفع يف سبعْب من أىلو ‪ ،‬فلما ذا ٰبرـ ا‪٣‬بصم‬ ‫من ٌ‬ ‫األمة ا ٌ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[220‬‬

‫ا‪٤‬بعارض لوالدم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم شفاعة كلدٮبا النيب‬ ‫ا‪٤‬ببعوث ر‪ٞ‬بة للعا‪٤‬بْب السابقْب كالالحقْب‪ ،‬كاهلل أعلم ‪.‬‬ ‫اؿ ىز ىار النًاىب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫‪ ‬كما ركاه مسلم ىع ٍن أًىىب يىىريٍػىرىة قى ى‬ ‫ىستىػ ٍغ ًفىر‬ ‫قىػٍبػىر أ ِّيم ًو فىػبى ىكى ىكأىبٍ ىكى ىم ٍن ىح ٍولىوي فىػ ىق ى‬ ‫استىأٍ ىذنٍ ي‬ ‫ت ىرِّىب ًىف أى ٍف أ ٍ‬ ‫اؿ " ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ور‬ ‫ى‪٥‬بىا فىػلى ٍم يػي ٍؤ ىذ ٍف ًذل ىك ٍ‬ ‫كركا الٍ يقبي ى‬ ‫كر قىػٍبػىرىىا فىأيذ ىف ذل فىػيز ي‬ ‫استىأٍ ىذنٍػتيوي ىف أى ٍف أ يىز ى‬ ‫ت "(ُ)‪.‬‬ ‫فىًإنػا ىها تي ىذ ِّكير الٍ ىم ٍو ى‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬في أقوال العلماء في منع رسول اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫وسلم من اإلستغفار ألمو‪.‬‬

‫علي بن نايف الشحود ‪ :‬فيو دليل على جواز البكاء على ا‪٤‬بيت‬ ‫قاؿ ٌ‬ ‫كال حرج يف ذلك بشرط أال يكوف فيو نواح أك ما شابو ذلك ‪ ،‬كليس‬ ‫ذلك من سخط اهلل ‪ ،‬كال ينايف القدر‪ ،‬كىو عاطفة بشرية فطرية يف‬ ‫النفس اإلنسانية ‪ٙ‬بدث عندما يفقد اإلنساف من ٰبب‪.‬‬ ‫كسبب عدـ اإلذف باالستغفار ‪٥‬با ‪ ،‬ألهنا من أىل الفَبة لقولو تعاذل‪:‬‬ ‫ث ىر يسوالن}(ِ) أم ماتت قبل الرسالة(ّ)‪.‬‬ ‫ْب ىح اٌب نىػٍبػ ىع ى‬ ‫{كىما يكناا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬

‫) (ّ|ٓٔ)‪.‬‬

‫ِ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬ ‫ّ) اإلستعداد للموت لو ص‪.)ّْٖ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[222‬‬

‫كقاؿ فضيلة األستاذ أ‪ٞ‬بد السايح ا‪٢‬بسيِب ‪ :‬كما يهذم(ُ) ىؤالء‬ ‫أيضا بكفر أـ النيب صلى اهلل عليو كسلم كأهنا يف النار للحديث‬ ‫الذم ركاه مسلم أيضان عن أب ىريرة رضي اهلل عنو أف النيب صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم عند ما زار قرب أمو قاؿ ‪ " :‬إستأذنت رب تعاذل أف‬ ‫أستعفر ‪٥‬با فلم يأذف رل فاستأذنتو أف أزكر قربىا فأذف رل "‪.‬‬ ‫كقد قاؿ العالمة السيد ‪٧‬بمد زكى ابراىيم رائد العشّبة احملمدية يف‬ ‫حديث أـ النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ :‬أما ا‪٤‬بفاىيم العلمية فيما‬ ‫نعتقد يف حديث منع الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من اإلستغفار‬ ‫ألمو فهي ‪ :‬أف اإلستغفار فرع على ا‪٤‬بؤاخذة على الذنب ‪ ،‬كمن دل‬ ‫تبلغو الدعوة دل يذنب حٌب يؤاحذ على ذنبو ‪ ،‬فال حاجة إذل‬ ‫اإلستغفار لو من ذنب دل يفعلو ‪ ،‬كلن يؤاحذه اهلل عليو ‪ ،‬فيقع‬ ‫اإلستغفار حينئذ لغوان ‪ ،‬كليس من شأف األنبياء اللغو‬ ‫كذلك ألف ىذا اإلستغفار كقتئذ كاف ‪٩‬با يراد بو مشرؾ أك منافق أك‬ ‫كافر ‪ ،‬كدل تكن أـ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم من أم ىذه‬ ‫األصناؼ فلو ترؾ اهلل تعاذل رسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم يستغفر‬ ‫‪٥‬با لع ٌدىا الناس منهم ٕبكم العرؼ كليس كذلك شأهنا ( فتأمل )‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كالـ غّبي ىمع يقوؿ مثل ىك ىالـ ا‪٤‬ببىػ ٍر ىسم كا‪٤‬بعتوه‬ ‫اؿ اللايث‪ :‬ا‪٥‬بىىذياف‪:‬‬ ‫)ى ىذل يىػ ٍه ًذم‪ :‬قى ى‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫ي‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[223‬‬

‫ىذا كإف منع النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم من اإلستغفار ألمو ال‬ ‫يستلزـ عقالن كال شرعان أف تكوف كافرة ( كحشا ‪٥‬با ) فقد منع اهلل‬ ‫تعاذل النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم يف أكؿ اإلسالـ من اإلستغفار‬ ‫‪٤‬بن مات ‪ ،‬كعليو دين دل يَبؾ لو كفاء ‪ ،‬بل كاف قد منع صلى اهلل‬ ‫عليو كآلو كسلم من الصالة عليو فضالن عن اإلستغفار لو ‪ ،‬كىو‬ ‫مسلم ال ريب فيو ‪ ،‬فمنعو صلى اهلل عليو كآلو كسلم من اإلستغفار‬ ‫ألمو إذا سلمنا جدالن بو قد يكوف ‪٤‬بعُب آخر من ‪٫‬بو أهنا مغفور ‪٥‬با‬ ‫مع أىل الفَبة ‪ ،‬فال داعي لإلستغفار حٌب ال يظن هبا السوء ‪ ،‬فهو‬ ‫من أدلة النجاة فيما رأينا ‪ ،‬كا‪٢‬بديث كما قدمنا ال يعارض ما يثبت‬ ‫من ‪٪‬باهتا بالقراءف كالسنة ‪.‬‬ ‫كبذلك يكوف ىذا ا‪٢‬بديث الشريف مبينان منزلة أـ الرسوؿ صلى اهلل‬ ‫عليو كآلو كسلم عنده فقد بكى شوقا إليها عند ما زارىا حٌب أبكى‬ ‫من حولو كىذ من أكضح األدلة على إٲباهنا ‪ ،‬ألف اهلل تعاذل دل يأذف‬ ‫لو بزيارهتا إال ألهنا مؤمنة فقد هنى اهلل تعاذل رسولو صلى اهلل عليو‬ ‫ص ِّل ىعلىى‬ ‫{كىال تي ى‬ ‫كآلو كسلم عن الوقوؼ على قبور ا‪٤‬بشركْب بقولو ‪ :‬ى‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[224‬‬

‫إًنػا يه ٍم ىك ىفيركا بًاللا ًو ىكىر يسولً​ًو‬

‫أىح ود ًمٍنػهم مات أىب ندا كىال تىػ يقم علىى قىػ ًربهً‬ ‫ٍ ى ٍ‬ ‫ى يٍ ى ى ى ى‬ ‫كماتيوا كىم فى ً‬ ‫اس يقوف }(ُ) (ِ)‪.‬‬ ‫ىى ى ي ٍ‬ ‫كقاؿ الشيخ العالمة يوسف خطاار ‪٧‬بمد‪ :‬كال يلزـ من البكاء عند‬ ‫القرب عذاهبا ككفرىا بل ٲبكن ‪ٙ‬بققو مع النجاة كاإلسالـ‪،‬فبكاؤه صلى‬ ‫اهلل عليو كآلو كسلم ‪٤‬بزيد شفقتو على كالديو ‪،‬كقيامو ٕبقوقهما حق‬ ‫القياـ(ّ)‪.‬‬ ‫كقاؿ أبو الفضل أ‪ٞ‬بد بن منصور بن إ‪٠‬باعيل قرطاـ الفلسطيِب‬ ‫ا‪٤‬بالكي األشعرم ‪:‬حديث " إستأذنت رب أف أستغفر ألمي فلم‬ ‫يأذف رل كاستأذنتو أف أزكر قربىا فأذف رل " كيف ا‪٢‬بديث أنو صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم " بكى كأبكى من حولو " فإف ىذا ا‪٢‬بديث ال يصح‬ ‫االستدالؿ بو على أف كالدتو صلى اهلل عليو كسلم يف النار لعدة‬ ‫أمور‪ :‬إ ٌف ىذا ا‪٢‬بديث يعارض معارضة صرٰبة قوؿ اهلل تعاذل‪ {:‬ىكىما‬ ‫ث ىر يسوالن }(ْ)‪.‬‬ ‫ْب ىح اٌب نى ىبع ى‬ ‫يكنىا يم ىع ِّذبً ى‬ ‫ُ) سورة التوبة اآلية ْٖ‪.‬‬ ‫ِ) نشر األعطار كنثر األزىار ص‪)ٕٗ-ٕ​ٕ (:‬‬ ‫ّ)ا‪٤‬بوسعة اليوسفية (ُّٓ)‬ ‫ْ) سورة اإلسراء اآلية ُٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[225‬‬

‫ك ًمن نا ًذي ور}(ُ)‪.‬‬ ‫ىرسلنىا إًلىي ًهم قىبلى ى‬ ‫كقولو تعاذل‪ {:‬ىكىما أ ى‬ ‫كإ ٌف بكائو صلى اهلل عليو كسلم على أمو ال يدؿ على أهنا من أىل‬ ‫النار بأم كجو من الوجوه بدليل أنو بكى على إبنو إبراىيم كما يف‬ ‫الصحيحْب إذ قاؿ ‪ ":‬تدمع العْب كٰبزف القلب كال نقوؿ إال ما‬ ‫يرضي ربنا كاهلل يا إبراىيم إنا بك حملزكنوف " (ِ)‪.‬‬ ‫كإ ٌف اهلل تعاذل أذف لو بزيارة قربىا يدؿ على أهنا مؤمنة كليست كافرة‬ ‫من أىل النار كإال لتعارض صدر ا‪٢‬بديث مع عجزه ناىيك أيضا أف‬ ‫اهلل تعاذل قد هناه أف يقوـ على قبور الكفار كا‪٤‬بنافقْب بقولو عز من‬ ‫قائل‪ { :‬كال تيصل علىى أ و‬ ‫ات أىبىدان كال تىػ يقم ىعلىى قى ًربهً إًنػا يهم‬ ‫ىحد ِّم ينهم ام ى‬ ‫ى ِّ ى ى‬ ‫ىك ىفركاٍ بًاهللً كرسولً​ًو كماتيواٍ كىم فى ً‬ ‫اس يقو ىف }(ّ) ‪.‬‬ ‫ىي ى ي‬ ‫ي‬ ‫كحاشى مقاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أف ٱبالف أمر اهلل‬ ‫تعاذل كمن يظن ذلك فليس لو نصيب من اإلٲباف يف شيء‪.‬‬ ‫كقاؿ ‪ :‬كراددكا عن ِّأـ ا‪٤‬بصطفى صلي اهلل عليو كسلم ما ركاه مسلم‬ ‫كأبو داكد عن أب ىريرة رضي اهلل عنو أنٌو صلي اهلل عليو كسلم‬ ‫ألمو فلم ييؤ ىذف لو‪.‬‬ ‫استأذف يف االستغفار ٌ‬ ‫ُ) سورة سبأ اآلية ْ​ْ‪.‬‬ ‫ِ) (ِ|َُٓ)‪)ٕٔ|ٕ(.‬‬ ‫ّ) سورة التوبة اآلية ْٖ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[226‬‬

‫كقد جاء عن عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪ :‬حج بنا رسوؿ اهلل صلي‬ ‫اهلل عليو كسلم حجة الوداع فمار بعقبة ا‪٢‬بجوف كىو و‬ ‫باؾ حزين مغتم‬ ‫ًح مبتسم‪،‬فقلت لو يف‬ ‫فىػنىػىزؿ فى ىمكث عِب طويالن ث عاد ا‬ ‫إرل كىو فىر ه‬ ‫كردىا‬ ‫ذلك فقاؿ‪ ":‬ذىبت لقرب ٌأمي فسألت اهلل أف ٰبييها فآمنت ب ٌ‬ ‫إليو "(ُ)‪.‬‬ ‫أقوؿ ‪ :‬قد تق ٌدـ أنٌو ال حاجة إذل اإلحتجاج ٕبديث عائشة رضي اهلل‬ ‫عنها عن إسالـ أبويو صلى اهلل عليو كسلم لثبوت إسالمهما‬ ‫السابقْب ‪ ،‬ك‪٫‬بن إٌ٭با‬ ‫بالكتاب كالسنة كما تق ٌدـ بيانو يف ا‪٤‬بسلكْب ٌ‬ ‫حجة الوداع‬ ‫سقنا ا‪٢‬بديث ىنا ‪٤‬با فيو إ ٌف الزيارة كاالستئذاف كانا يف ٌ‬ ‫كنعود إذل حديث مسلم يف عدـ اإلذف باالستغفار ‪٥‬با فمعلوـ أ ٌف‬ ‫‪٨‬بصوصا با‪٤‬بشرؾ كالكافر بل ىو شامل للمؤمن‬ ‫االستغفار ليس‬ ‫ن‬ ‫استىػ ٍغ ًف ٍر‬ ‫كالكافر‪ ،‬كالطائع‪ ،‬كالعاصي‪ ،‬كالورل‪ ،‬كالنيب كما قاؿ تعاذل‪ {:‬ىك ٍ‬ ‫ً ً ِ‬ ‫لً‬ ‫ك كلًلٍم ٍؤًمنً‬ ‫ً‬ ‫استىػ ٍغ ًف ٍرهي إًناوي ىكا ىف‬ ‫ك‬ ‫تعاذل‪{:‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫}‬ ‫ات‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ْب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى ي ى ى ي‬ ‫تىػ اوابنا}(ّ)‪.‬‬ ‫ُ) الفوائد اجملموعة ص‪.)ِّ​ِ(:‬‬ ‫ِ) سورة ‪٧‬بمد اآلية ُٗ‪.‬‬ ‫ّ) سورة النصر اآلية ّ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[227‬‬

‫أيضا أف النٌهي عن االستغفار للمشركْب كعن القياـ على قرب‬ ‫كمعلوـ ن‬ ‫مشرؾ كاف من قبل حجة الوداع الٍب حصل فيها االستئذاف‪،‬‬ ‫كما قاؿ تعاذل‪{:‬ما ىكا ىف لًلنًايب كالا ً‬ ‫ين آى ىمنيوا أى ٍف يى ٍستىػ ٍغ ًفيركا‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫ِّ ى ى‬ ‫لًلٍم ٍش ًركًْب}(ُ)‪ .‬ككما قاؿ تعاذل‪{:‬كىال تيص ِّل علىى أىح ود ًٍ‬ ‫ات‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ى ى ى ى يٍ ى ى‬ ‫ي ى‬ ‫أىبى ندا ىكىال تىػ يق ٍم ىعلىى قىػ ًٍربهً إًنػا يه ٍم ىك ىفيركا بًاللا ًو ىكىر يسولً​ًو ىكىماتيوا ىكيى ٍم‬ ‫فى ً‬ ‫اس يقوف}(ِ)‪.‬‬ ‫كرسوؿ اهلل صلي اهلل عليو كسلم ال يطلب األمر الٌذم هنى عنو كال‬ ‫يرتكب ما هناه عنو ربٌو‪ ،‬كىو طلب استئذانو لالستغفار ‪٥‬با كاستئذانو‬ ‫بالشرؾ كدليل‬ ‫صحت طهارهتا عن دنس التٌ ٌلوث ٌ‬ ‫لزيارهتا إٌ٭با ىو ألنٌو ٌ‬ ‫الشرؾ كعدـ اإلذف لو يف االستغفار‬ ‫على إسالمها كعدـ موهتا على ٌ‬ ‫أبدا إذ ٯبوز أف ييؤذف يف‬ ‫‪٥‬با ال يدؿ على أ ٌف االستغفار ‪٥‬با غّب مقبوؿ ن‬ ‫ا‪٤‬بعْب فيستجاب‬ ‫فيؤخر إذل ‪٦‬بيء الوقت ا‬ ‫كقت كال ييؤذف يف كقت ٌ‬ ‫عند ‪٦‬بيئو كما قالت عائشة أنٌو صلي اهلل عليو كسلم نزؿ إذل ا‪٢‬بجوف‬ ‫مسركرا‪،‬كما أ اف عدـ اإلذف باالستغفار ‪٥‬با ال يقتضي ٌأهنا من‬ ‫ث عاد‬ ‫ن‬ ‫أىل النٌار أك يقتضي شركها‪ ،‬أل ٌف ىذا االحتماؿ معارض ٗبا ىو‬ ‫ُ) سورة التوبة اآلية ُّ​ُ‬ ‫ِ) سورة التوبة اآلية ْٖ ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[228‬‬

‫أرجح منو كىو ما سبق يف ا‪٤‬بسلكْب من أدلٌة قرآنيٌة كأحاديث على‬ ‫أ اف كل أصل من أصولو صلي اهلل عليو كسلم كاف متديٌػننا با‪٤‬بلٌة‬ ‫ِب أى ٍف‬ ‫اجنيٍب ًِب ىكبىً ا‬ ‫السالـ{ ىك ٍ‬ ‫اإلبراىيميٌة استجابةن لدعاء إبراىيم عليو ٌ‬ ‫ىصنى ىاـ }(ُ)‪.‬‬ ‫نىػ ٍعبي ىد ٍاأل ٍ‬ ‫السالـ باستجابة دعائو‬ ‫كإ ٌف أكذل الناس من ٌ‬ ‫ذريتو من إ‪٠‬باعيل عليو ٌ‬ ‫الشريفة الٌذين دعا أف يبعث الرسوؿ منهم‬ ‫فيهم ىم سلسلة أصولو ٌ‬ ‫حيث يخصوا باالصطفاء‪ً ،‬‬ ‫احدا بعد كاحد‪،‬‬ ‫النبوة إليهم ك ن‬ ‫كنقل نور ٌ‬ ‫ك‪٤‬با دلٌت عليو األحاديث أف كل أصل من أصولو كاف خّب أىل‬ ‫قرنو‪.‬‬ ‫ليتشرفا بصحبتو‬ ‫ا‬ ‫فتعْب ‪٥‬بذا تأكيل ا‪٢‬بديث بأنٌو كاف يطلب إحياءٮبا ٌ‬ ‫صلي اهلل عليو كسلم باإلٲباف بو‪ ،‬فلم يؤذف لو ؛ ألنٌو مأمور بدعوة‬ ‫األحياء إذل اإلٲباف ال بدعوة األموات‪ ،‬أك ألنٌو طلب اإلذف‬ ‫باالستغفار من غّب كحي إ‪٥‬بي‪ ،‬فلم يؤذف لو ألف األكذل بو صلي اهلل‬ ‫عليو كسلم أف يقف عند كحي ربو أك أف الغاية من طلبو االستغفار‬ ‫‪٥‬بما ىو الدعاء برفع درجاهتما كدل يكن الوقت قد جاء بعد‪.‬‬ ‫ُ) سورة إبراىيم اآلية ّٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[229‬‬

‫م أنٌو صلي اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ ":‬ليت شعرم ما فعل أبوام‬ ‫كما يرًك ى‬ ‫ُ‬ ‫ىصح ً‬ ‫اب ا ٍ‪١‬بى ًحي ًم }(ِ)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ىؿ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫لت‬ ‫ز‬ ‫فن‬ ‫)‬ ‫"(‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى يٍ ىٍ ٍ ى‬ ‫فهذا دل ٱبرج يف شيء من كتب ا‪٢‬بديث كإٌ٭با ذكر يف بعض التٌفاسّب‬ ‫بسند منقطع ‪ ،‬ال ٰبتج بو كال ييع اوؿ عليو‬ ‫كالثٌابت يف الصحيحْب ‪ :‬أ ٌهنا نزلت يف أب طالب‬ ‫أيضا كذلك أ ٌف اآليات من قبل ىذه‬ ‫السبب ال يع اوؿ عليو ن‬ ‫ث إ ٌف ىذا ٌ‬ ‫اآلية كمن بعدىا كلٌها يف اليهود من قولو تعاذل { يا ب ًِب إًسرائً‬ ‫يل‬ ‫ى ى ٍى ى‬ ‫اذٍ يكركا نًعم ًٍب الاًٍب أىنٍػعمت علىي يكم كأىكفيوا بًعه ًدم أ ً‬ ‫يكؼ بً ىع ٍه ًد يكم كإً‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ىٍ ي ى ٍ ٍ ى ٍ ىٍ‬ ‫ٍى ى‬ ‫ي ٍى ى‬ ‫وف }(ّ)‪.‬إذل قولو تعاذل ‪ { :‬كإً ًذ ابػتػلىى إًبػر ً‬ ‫فىارىب ً‬ ‫يم ىربوي}(ْ)‪.‬‬ ‫اى‬ ‫ٍ ىي‬ ‫ى ٍى ٍ ى ى‬ ‫القصة ٗبثل ما صدرت بو كىو قولو تعاذل ‪ { :‬يىا بىًِب‬ ‫ك‪٥‬بذا اختتمت ٌ‬ ‫إًسرائً‬ ‫يل اذٍ يكيركا نً ٍع ىم ً‬ ‫ت ىعلىٍي يك ٍم }(ٓ) اآليتْب‪.‬‬ ‫ٍب الاًٍب أىنٍػ ىع ٍم ي‬ ‫ٍى ى‬ ‫ى‬ ‫ُ ) معجم ابن األعراب(ِ|ِّٕ)‬ ‫ِ) سورة البقرة اآلية ُٗ​ُ‬ ‫ّ) سورة البقرة اآلية َْ‬ ‫ْ) سورة البقرة اآلية ُِْ‪.‬‬ ‫ٓ) سورة البقرة اآلية ِ​ُِ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[231‬‬

‫فتبْب أ اف ا‪٤‬براد بأصحاب ا‪١‬بحيم ك ٌفار م ٌكة‪ ،‬كقد كرد ذلك مصار نحا‬ ‫ٌ‬ ‫بو يف أثر أخرجو عبد بن ‪ٞ‬بيد كالفرياب كابن جرير كابن ا‪٤‬بنذر يف‬ ‫تفاسّبىم عن ‪٦‬باىد قاؿ ‪ :‬من أكؿ البقرة أربع آيات يف نعت‬ ‫ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كثالث عشر آية يف نعت ا‪٤‬بنافقْب ‪ ،‬كمن أربعْب آية إذل‬ ‫عشرين كمائة يف بِب إسرائيل‪.‬إسناده صحيح‬ ‫السورة مدنيٌة كأكثر ما خوطب فيها اليهود كير ٌشح‬ ‫ك‪٩‬بٌا يؤٌكد ذلك أ ٌف ٌ‬ ‫ذلك من حيث ا‪٤‬بناسبة أ ٌف ا‪١‬بحيم اسم ‪٤‬با عظم من النٌار كما ىو‬ ‫مقتضى اللٌغة كاآلثار‪ ،‬فالالائق هبذه ا‪٤‬بنزلة من ىعظيم كفره كعانىد عند‬ ‫ال ٌدعوة كبداؿ كحارؼ كجحد بعد علم ال من ىو ٗبظنٌة التخفيف‬ ‫كإذا كاف قد ص اح يف أب طالب أنٌو أىوف أىل النار عذابنا ‪ ،‬فإف ىذا‬ ‫‪٩‬با يدؿ على أ ٌف أبوم النيب صلي اهلل عليو كسلم ليسا يف النار‪،‬‬ ‫ألهنما أشد‬ ‫ألهنما لو كانا فيها لكانا أىوف عذابنا من أب طالب ‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عذرا إذ دل يدركا البعثة ‪ ،‬كال عرض عليهما‬ ‫منو قربنا ‪ ،‬كأبسط ن‬ ‫اإلسالـ فامتنعا ٖبالؼ أب طالب‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[230‬‬

‫ضرب‬ ‫كما ركم من حديث أنٌو صلي اهلل عليو كسلم استغفر أل ٌمو فى ى‬ ‫جربيل يف صدره كقاؿ ‪:‬ال تستغفر ‪٤‬بن مات مشرنكا كأنٌو نزؿ فيها{ ىما‬ ‫ىكا ىف لًلنًايب كالا ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ْب }(ُ)‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ين آى ىمنيوا أى ٍف يى ٍستىػ ٍغفيركا للٍ يم ٍش ًرك ى‬ ‫ِّ ى ى‬ ‫البزار أخرجو بسند فيو من ال يعرؼ‪ ،‬كحديث نزكؿ اآلية يف‬ ‫فإ ٌف ٌ‬ ‫الصحيحْب‪ٌ :‬أهنا نزلت يف أب طالب‬ ‫ذلك ضعيف ن‬ ‫أيضا‪ ،‬كالثٌابت يف ٌ‬ ‫كقولو صلي اهلل عليو كسلم ‪ " :‬ألستغفر اف لك ما دل أنٍوى عنك "(ِ)‬ ‫كما ركم من حديث أنٌو صلي اهلل عليو كسلم قاؿ البِب مليكو ‪":‬‬ ‫ٌأمكما يف النٌار " فش اق عليهما ‪ ،‬فدعاٮبا ‪ ،‬فقاؿ ‪ " :‬إف أمي مع‬ ‫ّ‬ ‫قطِب كحلف ال ٌذىيب ٲبيننا شرعيًّا بأناو‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫فو‬ ‫ع‬ ‫فض‬ ‫)‬ ‫ٌأمكما " (‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ضعيف‪.‬‬ ‫كغالب ما ييركل عن ِّأـ النيب صلي اهلل عليو كسلم ضعيف ‪ ،‬كدل‬ ‫يصح يف ِّأـ النيب صلي اهلل عليو كسلم إالا حديث مسلم عن أب‬ ‫أيضا يف أبيو‬ ‫ىريرة رضي اهلل عنو ‪ ،‬كقد عرفت ا‪١‬بواب عنو‪ ،‬كدل يصح ن‬ ‫أيضا‬ ‫أيضا‪ ،‬كقد تق ٌدـ ا‪١‬بواب عنو ن‬ ‫إالا حديث مسلم ن‬ ‫ُ) سورة التوبة اآلية ُّ​ُ‪.‬‬ ‫ِ) (ٔ|ُُْ) (ُ|َْ)‪.‬‬ ‫ّ) مسند البزار (ْ|ّٗ​ّ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[232‬‬

‫الشرؾ من أبويو ‪ ،‬فكيف‬ ‫كأنٌو ال داللة يف تلك األحاديث على كقوع ٌ‬ ‫األمة‬ ‫على موهتما عليو ؟ كما زعم البعض‪ ،‬كقد ثبت ٌأهنما من ٌ‬ ‫ذرياة إبراىيم الذين دعا إبراىيم ‪٥‬بم باإلسالـ‪ ،‬كدعا ببعث‬ ‫ا‪٤‬بسلمة من ٌ‬ ‫الرسوؿ منهم فىػ ىقبٌ ىل اهلل دعوتو ‪ ،‬كحفظ ًملاتو إذل بعثو صلي اهلل عليو‬ ‫ٌ‬ ‫كسلم‪ ،‬بل إذل يوـ القيامة ببعثتو صلي اهلل عليو كسلم ‪.‬‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬في دكر أقوال بعض العلماء في ىذا الموضوع‬ ‫وفيو مطلب واحد ‪ :‬وىو سرد أقولهم ور ّد ما نُسب إلى اإلمام األعظم‬ ‫إبي حنيفة رضي اهلل عنو‪:‬‬

‫نقوؿ ‪ :‬من العلماء الذين قالوا ‪ :‬بنجاة أبوم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم على سبيل ا‪٤‬بثاؿ ال ا‪٢‬بصر من يأيت‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬اإلماـ األعظم أبو حنيفة النعماف ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ‪:‬‬ ‫كالدارسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ما ماتا على الكفر‪.‬‬ ‫نقوؿ ‪ :‬ىذا يف النسخ القدٲبة لكتاب ( الفقو األكرب) لإلماـ األعظم‬ ‫أب حنيفة رضي اهلل عنو فجاء الناسخ كحدؼ " ما " األكذل ظنان منو‬ ‫أهنا زائدة فأصبحت العبارة ‪ ":‬ماتا على الكفر " فانتشرت ىذه‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[233‬‬

‫ا‪٥‬بركم قضيتو‬ ‫علي القارم‬ ‫ٌ‬ ‫النسخة ا‪٣‬باظئة ‪ ،‬كا‪٤‬بصحفة‪ ،‬كبُب اإلماـ ٌ‬ ‫على ىذه النسخة ا‪٣‬باطئة كقاؿ‪ :‬ما قاؿ سا‪٧‬بو اهلل تعاذل كغفر لو ‪.‬‬ ‫كيف مقدمة ( مرقاة ا‪٤‬بفاتيح ) ‪ :‬كالصواب ىو‪ ":‬ما ماتا على الكفر "‬ ‫كقاؿ شيخ اإلسالـ مصطفى صربم يف مقدمتو لكتاب الشيخ‬ ‫مصطفى أبو سيف ا‪٢‬بمامي ر‪ٞ‬بهم اهلل تعاذل ( النهضة اإلصالحية‬ ‫لألسرة اإلسالمية)‪ :‬فصادفت ا‪٤‬بقالة الٍب تربئ اإلماـ أبا حنيفة رضي‬ ‫اهلل عنو عن تكفّب كالدم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬ ‫كتصحيح ما كتب يف النسخ لػػ(لفقو األكرب) ا‪٤‬بنسوب إذل اإلماـ من‬ ‫لفظ " ماتا على الكفر " ٗبا رآه فضيلة بعينيو يف ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة من‬ ‫نسخة ضمن ‪٦‬بموع ‪٨‬بطوطة ترجع كتابتها إذل عهد بعيد ٗبكتبة‬ ‫عارؼ حكمت أحد مشايخ اإلسالـ يف الدكلة العثمانية من لفظ "‬ ‫ماتا على الفطرة " كىو األكفق بسياؽ كالـ اإلماـ ‪ ،‬فشكرت فضيلة‬ ‫ا‪٤‬بؤلف على توثيق ذلك التصحيح الذم ‪٠‬بعناه من أفواه بعض‬ ‫األساتذة هبذا الضبط‪.‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ الكوثرم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‪ :‬كيف مكتبة شيخ اإلسالـ‬ ‫العالمة عارؼ حكمت با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة نسختاف من(الفقو األكرب)‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[234‬‬

‫قدٲبتاف كصحيحتاف فيا ليت بعض الطابعْب قاـ بإعادة طبع (الفقو‬ ‫األكرب) من ىاتْب النسختْب مع ا‪٤‬بقابلة بنسخ دار الكتب ا‪٤‬بصرية‬ ‫ففي بعض تلك النسخ ‪ :‬كأبوا النيب صلى اهلل عليو كسلم ماتا على‬ ‫الفطرة ك " الفطرة "سهلة التحريف إذل " الكفر " يف ا‪٣‬بط الكويف‪،‬‬ ‫كيف أكثرىا ‪ " :‬ما ماتا على الكفر " ‪ ،‬كأف اإلماـ األعظم يريد بو‬ ‫الرد على من يركم حديث " أب كأبوؾ يف النار " كيرل كوهنما من‬ ‫أىل النار‪ ،‬ألف إنزاؿ ا‪٤‬برء يف النار ال يكوف إال بدليل يقيِب كىذا‬ ‫ا‪٤‬بوضوع ليس ٗبوضوع عملي حٌب يكتفى فيو بالدليل الظِب(ُ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بمد ا‪٤‬برتضى الزبيدم شارح ( اإلحياء ) ك( القاموس )‬ ‫ما معناه ‪ :‬إف الناسخ ‪٤‬با رأل تكرر " ما " يف " ما ماتا " ظن أ ٌف‬ ‫إحداٮبا زائدة فحذفها فذاعت نسختو ا‪٣‬باطئة ‪ ،‬كمن الدليل على‬ ‫ذلك سياؽ ا‪٣‬برب أل ٌف أبا طالب ‪ ،‬كاألبوين لو كانوا ‪ٝ‬بيعان على حالة‬ ‫كاحدة ‪١‬بمع الثالثة يف ا‪٢‬بكم ٔبملة ‪ ،‬كاحدة ال ٔبملتْب مع عدـ‬ ‫التخالف بينهم يف ا‪٢‬بكم‪.‬‬

‫ُ) العادل كا‪٤‬بتعلم ص‪.ٕ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[235‬‬

‫كعلق اإلماـ الكوثرم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل كقاؿ ‪ :‬كىذا رأم كجيو من‬ ‫ا‪٢‬بافظ الزبيدم إال أنو دل يكن رأل النسخة الٍب فيها " ما ماتا "‬ ‫كإ٭با حكى ذلك عمن رآىا ‪ ،‬كإين ٕبمد اهلل رأيت لفظ " ما ماتا "‬ ‫يف نسختْب بدار الكتب ا‪٤‬بصرية قدٲبتْب كما رأل بعض أصدقائي‬ ‫لفظي " ما ماتا "ك" على الفطرة " يف نسختْب قدٲبتْب ٗبكتبة شيخ‬ ‫اإلسالـ ا‪٤‬بذكورة‪ ،‬كعلي القارم بُب شرحو على النسخة ا‪٣‬باطئة‬ ‫كأساء األدب سا‪٧‬بو اهلل‪.‬‬ ‫كقاؿ الربز‪٪‬بي ‪ :‬فإف قلت ‪ :‬أليس قد صرح اإلماـ أبو حنيفة يف(الفقو‬ ‫األكرب ) بأهنما على الكفر ‪ ،‬فما جوابك عن ىذا القوؿ ؟‬ ‫غر كثّبان من ا‪٢‬بنفية ‪ ،‬السيما ا‪٤‬بتعصبْب منهم الذين‬ ‫قلت ‪ :‬ىذا قد ٌ‬ ‫ال ٯبوزكف عليو ا‪٣‬بطأ ‪ ،‬كيعتقدكف عصمتو يف ‪ٝ‬بيع األقواؿ ‪ ،‬كليست‬ ‫ىذه ا‪٤‬برتبة إال لسيد ا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬كما قاؿ اإلماـ مالك ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‬ ‫كل أحد يؤخذ من أقوالو كيَبؾ إال صاحب ىذا القرب‬ ‫‪ :‬ي‬ ‫والجواب عنو‪:‬‬ ‫أما أكالن ‪ :‬فال نسلم أ ٌف أبا حنيفة قاؿ ذلك ‪ ، :‬فقد قاؿ العالمة ابن‬ ‫حجر يف ( الفتاكل ) ‪ :‬كما نقل عن أب حنيفة أنو قاؿ يف ( الفقو‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[236‬‬

‫األكرب) ‪ :‬إهنما ماتا على الكفر مردكد بأ ٌف النسخ ا‪٤‬بعتمدة من (الفقو‬ ‫األكرب) ليس فيها شيء من ذلك ‪،‬كبأ ٌف ا‪٤‬بوجود فيها ذلك ألب‬ ‫حنيفة ‪٧‬بمد بن يوسف البخارم ال ألب حنيفة النعماف بن ثابت‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬أقوؿ ‪ :‬قد حصلت نسخة صحيحة من (الفقو األكرب) لإلماـ‬ ‫أب حنيفة رضي اهلل عنو ركاية صاحبو أب يمطيع البلخي ركاه ٰبٓب بن‬ ‫ا‪٤‬بطرؼ ‪ ،‬عن أب صاحل ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسْب ‪ ،‬عن أب سعيد سعداف بن‬ ‫البسي ا‪١‬برمقي عن أب ا‪٢‬بسن علي بن ا‪ٞ‬بد بن مركاف الفارسي‬ ‫‪٧‬بمد ٌ‬ ‫الفقيو ‪ ،‬عن أب بكر نصّب بن ٰبٓب قاؿ ‪٠ :‬بعت أبا مطيع ا‪٢‬بكم بن‬ ‫عبد اهلل قاؿ ‪ :‬سألت أبا حنيفة عن (الفقو األكرب) قاؿ فذكره ػ ػ ػ أم‬ ‫ا‪٤‬بقالة اآلتية ػ ػ ػ ػ كىي قد كتبت يف مستهل صفر سنة إحدل ك‪ٟ‬بسْب‬ ‫كمر عليها ا‪٢‬بفاظ كالعلماء كاتصل سندم هبا كهلل ا‪٢‬بمد‬ ‫كست مئة ‪ٌ ،‬‬ ‫‪ ،‬كىي كما قاؿ غّب ( الفقو األكرب ) ىذا فقد صح أ ٌف ىذا ليس‬ ‫لإلماـ أب حنيفة‪.‬‬ ‫غايتو ‪ :‬إ٭با نشأ اإلشتباه من اإلشَباؾ بالتأليفْب يف اإل سم ‪ ،‬كاشَباؾ‬ ‫ا‪٤‬بؤلفْب يف الكنية ‪ ،‬كدل يظفركا إال نسخة كاحدة ‪ ،‬فظنوا أهنا ىي ألٍب‬ ‫لإلماـ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[237‬‬

‫كأما ثانيان ‪ :‬فليس يف ىذا القوؿ‪ :‬تصريح بذلك ‪ ،‬أل ٌف قولو ‪ " :‬ماتا‬ ‫على الكفر " ا‪٤‬براد بالكفر الفَبة ‪ ،‬فقد تقدـ أف الكفر ييطلق على‬ ‫الفَبة ‪٦‬بازان ‪ ،‬فهو على كزاف قولو تعاذل ‪ {:‬على فَبة من الرسل } أم‬ ‫غّب العبارة يف أب‬ ‫ماتا يف الفَبة ‪ ،‬كىذا قوؿ صحيح ‪ ،‬أال ترل كيف ٌ‬ ‫طالب فقاؿ يف حقو‪ ":‬مات كافرا " فأطلق عليو الكافر حيث إنو‬ ‫بلغتو الدعوة ‪ ،‬فكاف كفره حقيقيان نظران لظاىر الشرع ‪ ،‬كدل يطلق‬ ‫ذلك عليهما ‪ ،‬فلم يقل ماتا كافرين(ُ)‪.‬‬ ‫كقد ذىب بعضهم إذل أ ٌف الكلمة " ماتا على الكفر " مدسوسة على‬ ‫اإلماـ‪.‬‬ ‫كقاؿ البيجورم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬كأما ما نقل عن أب حنفية يف (‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى " ماتا على الكفر " فمدسوس‬ ‫الفقو األكرب) من أ ٌف ك ٌ‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى ذلك (ِ)‪.‬‬ ‫عليو‪ ،‬كحشاه أف يقوؿ يف ك ٌ‬

‫ُ) سداد الدين كسداد الدين ص‪)َٗ(:‬‬ ‫ِ) ‪ٙ‬بفة ا‪٤‬بريد شرح جوىرة التوحيد ص‪)ّٖ:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[238‬‬

‫الطحاكم على الدر ا‪٤‬بختار‪ :‬كما يف ( الفقو األكرب) من‬ ‫كيف حاشية‬ ‫ٌ‬ ‫أ ٌف كالديو صلى اهلل عليو كسلم" ماتا على الكفر" فمدسوس على‬ ‫اإلماـ كيدؿ عليو أ ٌف النسخ ا‪٤‬بعتمدة منو ليس فيها شيء (ُ)‪.‬‬ ‫ا‪٢‬بسيِب ‪ :‬نقوؿ‬ ‫ا‪٤‬بكي‬ ‫علوم بن عباس‬ ‫كقاؿ السيد ‪٧‬بمد بن ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٤‬بالكي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ :‬من اإلفَباء الفاحش على اإلماـ األعظم أب حنيفة النعماف رضي‬ ‫اهلل عنو ‪ :‬أف ييسند إليو أنو يعتقد أ ٌف أبوم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم غّب ناجْب يوـ القيامة‪ ،‬بل ٮبا مع الكفار يف نار جهنم‬ ‫خلدين فيها أبدان‪ ،‬نعم ذلك افَباء عظيم على ىذا اإلماـ العظيم‪،‬‬ ‫كإذف من اإلفك أف تيػ ىع ىنوف تلك الرسالة هبذا العنواف " أدلة معتقد أب‬ ‫حنيفة اإلماـ يف أبوم الرسوؿ عليو السالـ "‪ ،‬على أ ٌف معتقده فيهما‬ ‫علي القارم نقل يف صدر‬ ‫أهنما كافرين‪ .‬فإف قاؿ القارئ ‪ :‬إ ٌف مال ٌ‬ ‫ىذه الرسالة ‪ :‬أ ٌف ىذا قالو يف كتابو ( الفقو األكرب) ما نصو‪ :‬ك كالدا‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ماتا على الكفر‬ ‫كإذا كاف ىذا قولو يف كتابو ا‪٤‬بنسوب إليو فكيف تسميو إفَباءن‬ ‫عظيمان ؟ كأنا أقوؿ ‪ :‬إ ٌف الذم قالو الرجل يف( الفقو األكرب) ليس ما‬ ‫ُ) ص‪)ِٕٖ\ْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[239‬‬

‫نصو ‪ :‬ك كالدا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫ذكر ‪ ،‬بل الذم قالو ٌ‬ ‫ماتا على الفطرة كأبو طالب مات كافران ‪ ،‬ىذا الذم رأيتو أنا بعيِب‬ ‫يف ( الفقو األكرب) لإلماـ أب حنيفة رضي اهلل عنو‪ ،‬رأيتو يف نسخة‬ ‫ٗبكتبة شيخ اإلسالـ با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة على ساكنها أفضل الصالة‬ ‫كالسالـ‪ ،‬ترجع كتابة ىذه تلك النسخة إذل عهد بعيد‪ ،‬حٌب قاؿ رل‬ ‫بعض العارفْب ىناؾ ‪ :‬إهنا كتبت يف زمن العباسيْب ‪ ،‬كىذه النسخة‬ ‫ضمن ‪٦‬بموعة رقمها (َّ​ّ) من قسم اجملاميع بتلك ا‪٤‬بكتبة كىو‬ ‫ٯبدىا ىناؾ هبذا النص الذم نقلناه ىنا ‪.‬‬ ‫كال يظن القارئ أ ٌف رؤيٍب ىذه ترجع إذل عهد بعيد‪ ،‬ال يظن ىذا‬ ‫كليتأكد أهنا كانت يف موسم ا‪٢‬بج الفائت (سنة ُّْٓ)(ُ)‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬اإلماـ علي بن سلطاف القارم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل فإنو رجع عن‬ ‫تكفّب االبوين الشريفْب ‪ ،‬بعد زمن كٕبث طويل ‪.‬‬ ‫فإ ٌف ‪٩‬با تتشدؽ بو الفرقة ا‪٤‬بخالفة التيميٌة كثّبان كتابو ( أدلة معتقد أب‬ ‫حنيفة األعظم يف ابوم الرسوؿ عليو الصالة السالـ)‪.‬‬

‫ُ) الذخائر احملمدية ص‪.)ِٓ-ِْ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[241‬‬

‫فلً ىم يصركف على الكذب كالتدليس كإخفاء تراجعو عن ىذا القوؿ‪:‬‬ ‫قبل كفاتو ك‪٤‬باذا ينفقوف اآلؼ كاآلؼ من الرياالت على طبع كتابو‬ ‫أبوم النيب صلى اهلل عليو كسلم يف النار بعد‬ ‫الذم يقوؿ فيو ‪ :‬باف ٌ‬ ‫اف ثبت تراجعو عنو كقولو ‪ :‬بالعكس فهذا كاهلل ‪٥‬بو عْب ا‪١‬بفاء‬ ‫كإيذاء النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪.‬‬ ‫القارم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل رأل فَبة أ ٌف كالدم رسوؿ اهلل‬ ‫علي‬ ‫ٌ‬ ‫كاف اإلماـ ٌ‬ ‫يف النار‪ ،‬ككتب يف ىذا رسالة ‪ ،‬لكنو رجع عن ذلك كا‪٢‬بمد هلل كما‬ ‫‪٪‬بد يف شرحو ل ػ( لشفاء ) للقاضي عياض‪ ،‬الذم انتهى منو سنة‬ ‫ُ​َُُىػ‪ ،‬أم قبل كفاتو بثالث سنوات‪ ،‬فقد جاء فيو بعد كالـ ‪ :‬كأبو‬ ‫طالب دل يصح إسالمو‪ :‬كأما إسالـ أبويو ففيو أقواؿ‪ ،‬كاألصح‬ ‫إسالمهما على ما اتفق عليو األجلٌة من األمة‪ ،‬كما بيٌنو السيوطي يف‬ ‫رسائلو الثالث ا‪٤‬بؤلفة (ُ)‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬اإلماـ فخر الدين الرازم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‪ ،‬قاؿ ‪٩ :‬با يدؿ‬ ‫على أ ٌف آباء سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم ما كانوا مشركْب قولو‬ ‫عليو الصالة السالـ ‪ " :‬دل أزؿ أنقل من أصالب الطاىرين إذل أرحاـ‬ ‫ُ) شرح الشفا‪ ،‬لعلي القارم (ُ|َُٔ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[240‬‬

‫الطاىرات " ‪ ،‬كقاؿ تعاذل ‪ {:‬إ٭با ا‪٤‬بشركوف‬ ‫اإلٲباف أف ال يكوف أحد أجداده مشركا‪.‬‬

‫‪٪‬بس}(ُ)‬

‫‪ ،‬فوجب‬

‫قاؿ ‪ :‬كمن ذلك قولو تعاذل ‪ {:‬الذم يراؾ حْب تقوـ كتقلبك يف‬ ‫الساجدين}(ِ)(ّ)‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬اإلماـ أبو بكر بن العرب ا‪٤‬بالكي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل يقوؿ‬

‫ا‪٢‬بافظ السيوطي عنو ‪ :‬نقلت ٖبط الشيخ كماؿ الدين الشمِب كالد‬ ‫شيخنا اإلماـ تقي الدين ر‪ٞ‬بهما اهلل تعاذل ما نصو ‪ :‬سئل القاضي‬ ‫أبو بكر بن العرب عن رجل قاؿ ‪ :‬إف أبا النيب صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫يف النار ‪ ،‬فأجاب بأنو ملعوف ‪ ،‬ألف اهلل تعاذل قاؿ ‪ { :‬إف الذين‬ ‫يؤذكف اهلل كرسولو لعنهم اهلل يف الدنيا كاآلخرة كأعد ‪٥‬بم عذابا مهينا‬ ‫ْ‬ ‫}( ) ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬ال أذل أعظم من أف يقاؿ عن أبيو إنو يف النار (ٓ)‪.‬‬

‫ُ) سورة التوبة اآلية ِٖ‪.‬‬ ‫ِ) الدرج ا‪٤‬بنيفة يف اآلباء الشريفة ص‪.ِٗ :‬‬ ‫ّ) مفاتيح الغيب(ُّ|ّ​ّ)‪.‬‬ ‫ْ) سورة األحزاب اآلية ٕٓ‪.‬‬ ‫ٓ) الدرج ا‪٤‬بنيفة يف اآلباء الشريفة ص‪َُّ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[242‬‬

‫الخامس ‪ :‬ا‪٢‬بافظ ا‪٤‬بفسر الكبّب القرطيب حيث قاؿ ‪ :‬إف فضل النيب‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم كخصائصو دل تزؿ تتواذل كتتتابع إذل ‪٩‬باتو صلى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فيكوف ىذا ‪٩‬با فضلو اهلل تعاذل بو كأكرمو ‪ ،‬كليس‬ ‫إحياؤٮبا __ أم إحياء أبويو صلى اهلل عليو كسلٌم __ كإٲباهنما بو‬ ‫‪٩‬بتنعا عقال ‪ ،‬كال شرعا (ُ)‪.‬‬ ‫كأكمل قائالن ما نصو ‪ :‬ليس إحياؤٮبا كإٲباهنما ٗبمتنع عقال كال شرعا‬ ‫‪ ،‬فقد كرد يف الكتاب إحياء قتيل بِب إسرائيل ‪ ،‬كإخباره بقاتلو ‪،‬ككاف‬ ‫عيسى عليو السالـ ٰبٓب ا‪٤‬بوتى ‪ ،‬ككذلك نبينا صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫أحيا اهلل تعاذل على يديو ‪ٝ‬باعة من ا‪٤‬بوتى(ِ) ‪.‬‬ ‫السادس ‪ :‬االماـ ا‪٤‬بفسر الكبّب اآللوسي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ذكر عند‬ ‫اج ً‬ ‫قولو تعاذل { كتىػ ىقلبك ًيف ال اس ً‬ ‫ين }(ّ)‪:‬أف القوؿ بإٲباف أبويو صلى‬ ‫د‬ ‫ى ىى‬ ‫ى‬ ‫اهلل عليو كسلم ‪ :‬قوؿ كثّب من أجلة أىل السنة ثٌ قاؿ ما نصو ‪:‬‬

‫ُ) التذكرة بأحواؿ ا‪٤‬بوتى كأمور اآلخرة ص ‪.)َُْ( :‬‬ ‫ِ) التذكرة بأحواؿ ا‪٤‬بوتى كأمور اآلخرة‪:‬ص(ُُْ)‪.‬‬ ‫ّ) سورة الشعراء اآلية ُِٗ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[243‬‬

‫كأنا أخشى الكفر على من يقوؿ فيهما رضي اهلل عنهما على رغم‬ ‫أنف القارم كأضرابو بضد ذلك (ُ)‪.‬‬ ‫السابع ‪ :‬عمدة السادة الشافعية كمفتيهم العالمة ابن حجر ا‪٥‬بيتمي‬

‫ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ‪ :‬كحديث مسلم ‪ :‬قاؿ رجل يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬أين‬ ‫أب ؟ قاؿ ‪ " :‬يف النار "‪ ،‬فلما قفا دعاه فقاؿ ‪ " :‬إف أب كأباؾ يف‬ ‫النار " يتعْب تأكيلو ‪ ،‬كأظهر تأكيل عندم ‪ :‬أنو أراد بأبيو عمو أبا‬ ‫طالب ‪٤ ،‬با تقرر أف العرب تسمي العم أبا ‪ ،‬كقرينة اجملاز يف اآلية‬ ‫اآلتية الشاىدة ٖبالفو على أصح ‪٧‬باملها عند أىل السنة ‪ ،‬كأف عمو‬ ‫ىو الذم كفلو بعد جده عبد ا‪٤‬بطلب (ِ)‪.‬‬

‫كقاؿ ايضا ‪ :‬كقوؿ أب حياف ‪ :‬إ ٌف الرافضة ىم القائلوف بأ ٌف آباء النيب‬ ‫صلٌى اهلل عليو كسلٌم مؤمنوف غّب مع اذبْب‪ ،‬مستدلٌْب بقولو تعاذل‪{:‬‬ ‫رده‪:‬بأ ٌف مثل أب حيٌاف إٌ٭با يرجع إليو‬ ‫كتقلٌبك يف الساجدين }‪ .‬فلك ٌ‬ ‫يف علم النحو كما يتعلٌق بذلك‪ ،‬ك ٌأما ا‪٤‬بسائل االيصوليٌة فهو عنها‬ ‫مر آنفان ػ على ٌأهنم‬ ‫ٗبعزؿ‪ ،‬كيف كاألشاعرة كمن ذكر معهم ػ فيما ٌ‬ ‫ُ) ركح ا‪٤‬بعاين(َُ|ُّٓ‬ ‫ِ) ا‪٤‬بنح ا‪٤‬بكية شرح القصيدة ا‪٥‬بمزية ص‪.َُِ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[244‬‬

‫أئمة‬ ‫مؤمنوف‪ ،‬فنسبة ذلك للرافضة كحدىم ػ مع أ ٌف ىؤالء الذين ىم ٌ‬ ‫أم تساىل (ُ) ‪.‬‬ ‫أم قصور‪،‬تساىل ك ٌ‬ ‫أىل السنٌة قائلوف بو ػ قصور ك ٌ‬ ‫كقاؿ ‪ :‬إحذر أف تزكغ عن القوؿ بنجاهتما ‪ ،‬فإنو صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم حذرؾ من ذلك بقولو ‪٤‬با إشتكى إليو عكرمة رضي اهلل عنو أف‬ ‫الناس يسبوف أبا جهل‪ ":‬التؤذكا األحياء بسبب األموات " ركاه‬ ‫الطرباين يف ( الصغّب) كقاؿ ‪ :‬فا‪٣‬بوض يف ذلك على خالؼ ما قلناه‬ ‫_ يعِب القوؿ بالنجاة _ رٗبا يؤذيو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كإيذائو‬ ‫كفر ييراؽ بو دـ قائلو ‪ ،‬فعلى العاقل أف يصرؼ نفسو عن ىذه‬ ‫ه‬ ‫الورطة الصعبة الٍب قد تيقضي إذل الكفر ‪ ،‬كالعياذ باهلل تعاذل (ِ)‪.‬‬ ‫الثامن ‪ :‬اإلماـ ا‪٢‬بافظ ابن شاىْب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬أشار إذل ذلك‬ ‫يف كتابو ( الناسخ كا‪٤‬بنسوخ ) حيث أكرد حديث الزيارة كالنهي عن‬ ‫نص السيوطي يف (الدرج) ‪.‬‬ ‫االستغفار كجعلو منسوخا كما ٌ‬ ‫التاسع ‪ :‬اإلماـ السهيلى ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ ‪ :‬ليس لنا أف نقوؿ اف‬ ‫ابوم النىب صلى اهلل عليو كسلم ىف النار لقولو عليو السالـ " ال تؤذكا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ) نفس ا‪٤‬بصدر السابق ص‪.ِٕ :‬‬ ‫ِ) نقلو الربز‪٪‬بي يف "سداد الدين"ص(ٕٖ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[245‬‬

‫ً اً‬ ‫ين يػي ٍؤذيك ىف اللاوى‬ ‫االحياء بسبب االموات "‪ .‬كاهلل تعاذل يقوؿ‪ {:‬إ اف الذ ى‬ ‫ىكىر يسولىوي لى ىعنىػ يه يم اللاوي ًيف الدنٍػيىا ىك ٍاآلى ًخىرةً }(ُ) اآلية يعُب يدخل التعامل‬ ‫ا‪٤‬بذكور ىف اللعنة اآلتية كال ٯبوز القوؿ ‪ :‬ىف االنبياء عليهم السالـ‬ ‫بشئ ‪ ،‬يؤديهم اذل العيب كالنقصاف كال فيما يتعلق هبم (ِ)‪.‬‬ ‫اآلب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ‬ ‫العاشر ‪ :‬اإلماـ أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد بن خلفة ٌ‬

‫عند شرح حديث ‪ " :‬إف أب كأباؾ يف النار " أكرد قوؿ اإلماـ النوكم‬ ‫‪ :‬فيو أم ا‪٢‬بديث‪ :‬إف من مات كافرا يف النار كال تنفعو قرابة‬ ‫اآلب ‪ :‬انظر ىذا اإلطالؽ كقد قاؿ السهيلي ر‪ٞ‬بو‬ ‫األقربْب‪ .‬ثٌ قاؿ ٌ‬ ‫اهلل تعاذل‪ :‬ليس لنا أف نقوؿ ‪ :‬ذلك ‪ ،‬فقد قاؿ صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬ ‫" ال تؤذكا األحياء بسب األموات " كقاؿ تعاذل‪{ :‬إف الذين يؤذكف‬ ‫اهلل كرسولو لعنهم اهلل يف الدنيا كاآلخرة كأعد ‪٥‬بم عذابا مهينا}(ّ)‬ ‫كلعلو يصح ما جاء أنو صلى اهلل عليو كسلم أحيا اهلل لو أبويو فآمنا‬ ‫بو‪ ،‬كرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فوؽ ىذا ‪ ،‬كال يعجز اهلل‬

‫ُ) سورة األحزاب اآلية ٕٓ‪.‬‬ ‫ِ)الركض األنف(ِ|َُِ)‬ ‫ّ) سورة األحزاب اآلية ٕٓ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[246‬‬

‫سبحانو كتعاذل شئ ‪ ،‬ثٌ سرد األدلة كغّبىا فلّباجع شرحو للحديث‬ ‫ا‪٤‬بذكور(ُ)‪.‬‬ ‫الحادي عشر‪ :‬ا‪٢‬بافظ مشس الدين بن ناصر الدين الدمشقي ر‪ٞ‬بو‬ ‫اهلل تعاذل قاؿ ‪ :‬أختار أف اهلل أحيا األبوين فآمنا بالرسوؿ (ِ)‪.‬‬ ‫الثاني عشر ‪ :‬شيخ اإلسالـ شرؼ الدين ا‪٤‬بناكم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل كقد‬ ‫نقل عنو السيوطي أنو سئل عن كالد النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ :‬ىل‬ ‫ىو يف النار ؟ فزأر السائل زأرة شديدة ‪ ،‬فقاؿ لو السائل ‪ :‬ىل ثبت‬ ‫إسالمو ؟ فقاؿ ‪ :‬إنو مات يف الفَبة ‪ ،‬كال تعذيب قبل البعثة (ّ)‪.‬‬ ‫قي قاؿ‪:‬‬ ‫الثالث عشر‪ :‬ا‪٢‬بافظ زين الدين العرا ٌ‬ ‫ح ـ ـ ـ ـ ــفظ اإلل ـ ــو كـ ـ ـرام ـةً لمح ـ ـ ٍ‬ ‫ـمد‬

‫ِ‬ ‫السمو‬ ‫ـاد ص ـ ــوناً‬ ‫ءابـ ـ ــاءهُ األمجـ ـ ُ‬

‫تركوا السفاح فلم يصيبهم عاره‬

‫مـ ــن ٍ‬ ‫ءادم وإل ـ ـ ـ ـى أب ـ ـ ـي ِـو وأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـو‪.‬‬

‫الرابع عشر ‪ :‬اإلماـ الشهاب ا‪٣‬بفاجي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ ‪:‬‬ ‫ُ) شرح صحيح مسلم لو (ُ‪.)ُٕٔ/‬‬ ‫ِ)نقلوا عن مورد الصادم يف مولد ا‪٥‬بادم كدل أجده‬ ‫ّ) مسالك ا‪٢‬بنفا للسيوطي ص‪.ُْ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[247‬‬

‫ِ‬ ‫ام َعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َل‬ ‫لـ ـ ـ ـ ـوالـ ـ ـ ـ ـ ـ َدي طَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو َمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َق ٌ‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـوق عـ ـ ـ ـ ـ ـل ال ـ ـناس بـ ـ ـ ـ ـ ـل ارتـ ـ ـ ـ ـياب‬

‫بَـ ـ ـوأى ـ ـ ـ ـ ـما الرحـ ـ ـ ـمن من فض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلو‬

‫فِي ج ـ ـ ـ ـ ـ ـن َِّة الْـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫خلد َو َدا ِر الثّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب‬ ‫َ‬

‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ َلت لو‬ ‫َوق ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرةٌ ِم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن فَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬

‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـبرئ اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقام ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤاد مصـ ـ ـ ـ ـاب‬

‫ما دخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلت ج ـ ـ ـ ـ ـ ـوفا إال غ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدت‬

‫فِي الج ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫يم الْعق ـ ِ‬ ‫وف تُشفي ِمن أَلِ ِ‬ ‫اب‬ ‫َ‬

‫ت‬ ‫ام لَ ـ ـ ـوُ قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْد غَـ ـ ـ ـ ـ ـ َد ْ‬ ‫فَ َك ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫َرح ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫يف أ َ‬

‫تؤمـ ـ ـ ـل الخ ـ ـ ـ ـير وح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسن ال ـ ـ ـ ـ ـمآب‬

‫حـ ـ ـ ـشى ألرحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام لـ ـ ـ ـ ـو أص ـ ـ ـ ـ ـ ـبحت‬

‫ِ‬ ‫صـ ـ ـلَى بـ ـ ـ ـ ــِنَا ِر ال ـ ـ َعـ ـ ـ ـ ـ ـ َذاب(ٔ)‬ ‫َحـ ـ ـ ـامـ ـ ـ ـ ـلَة تُ ْ‬

‫الخامس عشر ‪ :‬أمّب ا‪٤‬بؤمنْب يف ا‪٢‬بديث ا‪٢‬بافظ ابن حجر‬ ‫العسقالين ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ ‪ :‬الظن بآؿ بيتو صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫كلهم أف يطيعوا عند االمتحاف (ِ)‪.‬‬ ‫السادس عشر ‪ :‬اإلماـ القسطالين ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ ‪ :‬كا‪٢‬بذر‬

‫ا‪٢‬بذر من ذكرٮبا ٗبا فيو نقص ‪ ،‬فإ ٌف ذلك قد يؤذم النيب صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم ‪ ،‬فإ ٌف العرؼ جار بأنٌو إذا ذكر أبو الشخص ٗبا ينقصو ‪،‬‬ ‫أك كصف كصف بو ‪ ،‬كذلك الوصف فيو نقص تأذل كلده بذكر‬ ‫ُ)سلك الدرر يف أعياف القرف الثاين عشر(ْ|ُٗ​ُ)‪.‬‬ ‫ِ) حجة اهلل على العا‪٤‬بْب (ٗ​ِٗ)‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[248‬‬

‫ذلك لو عند ا‪٤‬بخاطبة ‪ ،‬كقد قاؿ عليو الصالة كالسالـ ‪ " :‬ال تؤذكا‬ ‫األحياء بسب األموات " ركاه الطرباين يف (الصغّب ) ‪ ،‬كال ريب أف‬ ‫أذاه عليو السالـ كفر يقتل فاعلو إف دل يتب عندنا(ُ)‪.‬‬ ‫السابع عشر ‪ :‬اإلماـ الزرقاين ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ ‪ :‬كقد بينا لك أيها‬ ‫ا‪٤‬بالكي حكم األبوين ‪ ،‬فإذا سئلت عنهما ‪ ،‬فقل ‪ :‬إهنما ناجياف يف‬ ‫ا‪١‬بنة ‪ ،‬إما ألهنما أحييا حٌب آمنا ‪ ،‬كما جزـ بو ا‪٢‬بافظ السهيلي‬ ‫كالقرطيب ‪ ،‬كناصر الدين بن ا‪٤‬بنّب ‪ ،‬كإف كاف ا‪٢‬بديث ضعيفا ‪ ،‬كما‬ ‫جزـ بو أك‪٥‬بم ككافقو ‪ٝ‬باعة من ا‪٢‬بفاظ ‪ ،‬ألنٌو يف منقبة ‪ ،‬كىي يعمل‬ ‫فيها با‪٢‬بديث الضعيف‪ ،‬كإما ألهنما ماتا يف الفَبة قبل البعثة كال‬ ‫األب كإما ألهنما كانا على ا‪٢‬بنيفية ‪،‬‬ ‫تعذيب قبلها ‪ ،‬كما جزـ بو ٌ‬ ‫كالتوحيد ‪ ،‬كدل يتقدـ ‪٥‬بما شرؾ ‪ ،‬كما قطع بو اإلماـ السنوسي ‪،‬‬ ‫كالتلمساين ا‪٤‬بتأخر ‪٧‬بشي الشفاء ‪ ،‬فهذا ما كقفنا عليو من نصوص‬ ‫علمائنا كدل نر لغّبىم ما ٱبالفو إال ما يشم من نفس ابن دحية ‪ ،‬كقد‬ ‫تكفل برده القرطيب(ِ)‪.‬‬

‫ُ) ا‪٤‬بواىب اللدنية (ُ\ّْٖ)‪.‬‬ ‫ِ) شرح ا‪٤‬بواىب اللدنية لو ‪.)ّْٗ \ُ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[249‬‬

‫الثامن عشر ‪ :‬العالمة البيجورم ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل قاؿ يف شرح البيت‬ ‫التاسع من ( ا‪١‬بوىرة) ‪ :‬إذا علمت أف أىل الفَبة ناجوف على الراجح‬ ‫‪ ،‬علمت أف أبويو صلى اهلل عليو كسلم ناجياف لكوهنما من أىل‬ ‫الفَبة ‪ ،‬بل ‪ٝ‬بيع آبائو صلى اهلل عليو كسلم كأمهاتو ناجوف ك‪٧‬بكوـ‬ ‫بإٲباهنم ‪ ،‬دل يدخلهم كفر ‪ ،‬كال رجس ‪ ،‬كال عيب ‪ ،‬كال شيء ‪٩‬با‬ ‫كاف عليو ا‪١‬باىلية بأدلة نقلية كقولو تعاذل ‪ { :‬كتقلبك يف‬ ‫الساجدين }‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪":‬دل أزؿ أنتقل من‬ ‫األصالب الطاىرات إذل األرحاـ الزاكيات " ‪ ،‬كغّب ذلك من‬ ‫األحاديث البالغة مبلغ التواتر‪.‬‬ ‫التاسع عشر ‪ :‬ابن جعفر الكتاينٌ قاؿ ‪ :‬كٗبا تقرر تعلم أف أبويو‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ناجياف ألهنما من أىل الفَبة ‪ ،‬بل ‪ٝ‬بيع أصولو‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم ناجوف ‪٧‬بكوـ بإٲباهنم ‪ ،‬دل يدخلهم كفر كال‬ ‫رجس كال عيب ‪ ،‬كال شيء ‪٩‬با كاف عليو ا‪١‬باىلية (ُ)‪.‬‬ ‫الشافعي‬ ‫العشرون ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد ابن ىشىرؼ الدين ا‪٣‬بليلي‬ ‫ٌ‬ ‫القادرم ا‪٤‬بتوىف‪ُ​ُْٕ :‬ق قاؿ‪ :‬عند ما يسئل ىل ٮبا يف ا‪١‬بنة لكوهنما‬ ‫ُ) نظم ا‪٤‬بتناثر من ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بتواتر ص‪.)َِِ(:‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[251‬‬

‫من أىل الفَبة كماتا فيها كدل تبلغهما الدعول أك أنو صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم يشفع ‪٥‬بما كيدخالف ا‪١‬بنة بشفاعتو صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬أك‬ ‫أف اهلل تعاذل أحياٮبا لو كآمنا بو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كما يستحق‬ ‫من العقوبة من قاؿ‪ :‬إهنما يف النار؟ ‪ :‬ال ريب ‪ ،‬كال شك أف أبويو‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم يف ا‪١‬بنة ‪ ،‬كمن قاؿ ٖبالؼ ذلك ‪ :‬فقد باء‬ ‫بغضب من اهلل تعاذل‪ ،‬كقد صنف العلماء ر‪ٞ‬بهم اهلل تعاذل يف ذلك‬ ‫رسائل ‪ٝ‬بة ‪ ،‬منهم العالمة ا‪١‬بالؿ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ألٌف يف‬ ‫ذلك رسائل ‪ ،‬منها ‪ ( :‬السبل ا‪١‬بلية يف اآلباء العليو ) ‪ ،‬كسأذكر‬ ‫منها ما ىو ا‪٤‬بقصود باالختصار ‪.‬‬ ‫السبيل األول ‪ :‬أهنما دل تبلغهما الدعوة ‪ ،‬ألهنما كانا يف زمن‬ ‫عم فيها ا‪١‬بهل طبق األرض ‪ ،‬كفيًق ىد فيها من يبلغ‬ ‫ا‪١‬باىلية الٍب ٌ‬ ‫الدعوة على كجهها ‪ ،‬خصوصا كقد ماتا يف حداثة السن‪ ،‬فإف كالده‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم عاش من العمر ‪٫‬بو ‪ٜ‬بانية عشر سنة ‪ ،‬ككالدتو‬ ‫ماتت يف حدكد العشرين تقريبا ‪ ،‬كمثل ىذا العمر ال يسع الفحص‬ ‫عن ا‪٤‬بطلوب يف مثل ذلك الزماف‪ ،‬كحكم من دل تبلغو الدعوة أنو‬ ‫ٲبوت ناجيان كال يعذب ‪ ،‬كيدخل ا‪١‬بنة ‪ ،‬ىذا مذىبنا ال خالؼ فيو‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[250‬‬

‫بْب أئمتنا ‪ ،‬كمصداؽ ذلك قولو تعاذل‪{ :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث‬ ‫رسوال} ‪.‬‬

‫السبيل الثاني ‪ :‬أهنما من أىل الفَبة كقد كرد يف أىل الفَبة أحاديث‬

‫أهنم موقوفوف إذل أف ٲبتحنوا يوـ القيامة‪ ،‬فمن أطاع منهم دخل‬ ‫ا‪١‬بنة‪ ،‬كمن عصى دخل النار كال شك أف اهلل تعاذل يوفقهما عند‬ ‫االمتحاف لإلجابة بشفاعة النيب صلى اهلل عليو كسلم؛ لقولو صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم‪ ":‬إذا كاف يوـ القيامة شفعت ألب كأمي"‪.‬‬ ‫كعن ابن عباس رضي اهلل عنهما يف قولو تعاذل‪{ :‬كلسوؼ يعطيك‬ ‫ربك فَبضى} قاؿ‪ :‬من رضى ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم أف ال‬ ‫يدخل أحد من أىلو النار‪.‬‬

‫السبيل الثالث ‪ :‬أف اهلل تعاذل أحياٮبا لو حٌب آمنا بو‪ ،‬ث أماهتما‬

‫كاهلل سبحانو كتعاذل قادر على كل شيء كليس تعجز ر‪ٞ‬بتو كقدرتو‬ ‫عن شيء‪ ،‬كنبيو صلى اهلل عليو كسلم أىل أف ٱبتصو ٗبا شاء من‬ ‫فضلو كينعم عليو ٗبا شاء من كرامتو‪.‬‬ ‫القرطيب ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل ‪ :‬فضائل النيب صلى اهلل عليو كسلم دل‬ ‫كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫تزؿ تتواذل كتتابع إذل حْب ‪٩‬باتو فيكوف ىذا ‪٩‬با فضلو اهلل تعاذل‬ ‫كأكرمو بو كقاؿ ‪ :‬كليس إحياؤٮبا كإٲباهنما بو ٗبمتنع عقال كال شرعا‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[252‬‬

‫فقد كرد يف القرآف إحياء قتيل بِب إسرائيل كإخباره بقاتلو ‪ ،‬ككاف‬ ‫عيسى عليو السالـ ٰبيي ا‪٤‬بوتى ككذلك نبينا صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫قاؿ ‪ :‬كإذا ثبت ىذا فما ٲبنع من إٲباهنما بعد إحيائمها زيادة يف‬ ‫كرامتو كفضيلتو صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬ ‫السبيل الرابع ‪ :‬أهنما كانا على ا‪٢‬بنفية دين إبراىيم عليو الصالة‬

‫كالسالـ كأف آباءه صلى اهلل عليو كسلم كلهم إذل آدـ كانوا على‬ ‫التوحيد لقولو تعاذل‪{ :‬كتقلبك يف الساجدين} قيل‪ :‬معناه أنو كاف‬ ‫ينقل نوره من ساجد لساجد؛ لقولو صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬دل أزؿ‬ ‫أنقل من أصالب الطاىرين إذل أرحاـ الطاىرات‪.‬‬ ‫كقد سئل القاضي أبو بكر بن العرب أحد أئمة ا‪٤‬بالكية عن رجل قاؿ‬ ‫‪:‬إف أبا النيب صلى اهلل عليو كسلم يف النار فأجاب بأنو ملعوف‪ ،‬ألف‬ ‫اهلل تعاذل يقوؿ‪{ :‬إف الذين يؤذكف اهلل كرسولو لعنهم اهلل يف الدنيا‬ ‫كاآلخرة} اآلية‪ .‬قاؿ‪ :‬كال أدرم أذية أعظم من أف يقاؿ عن أبيو أنو‬ ‫يف النار‪ ،‬كلقولو صلى اهلل عليو كسلم‪ ":‬ال تؤذكا األحياء بسب‬ ‫األموات " كاهلل سبحانو كتعاذل أعلم(ُ)‪.‬‬

‫ُ) فتاكم ا‪٣‬بليلي على ا‪٤‬بذىب الشافعي‪.)َُّ |ِ( :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[253‬‬

‫الحادي والعشرون ‪ :‬فضيلة الشيخ عبد ا‪٤‬بنعم فرج دركيش من‬ ‫علماء األزىر الشريف قاؿ ‪ :‬ا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب ‪ ،‬كالصالة‬ ‫كالسالـ على الر‪ٞ‬بة ا‪٤‬بهداة كالنعمة ا‪٤‬بسداة سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آلو‬ ‫كصحبو أ‪ٝ‬بعْب ‪ ،‬كبعد ‪ :‬فإف قضية ‪٪‬باة كالدم الرسوؿ صلى اهلل‬ ‫عليو كآلو كصحبو كسلم قضية ىامة شغلت الباحثْب من العلماء‬ ‫كا‪٤‬بفكرين ‪ ،‬فتناك‪٥‬با بالبحث كالدراسة كالتحقيق أئمة كبار ال يٯبهل‬ ‫قدرىم كال ينكر فضلهم بْب أكساط العلماء العاملْب ‪.‬‬ ‫كىؤالء العلماء احملققوف ‪ ،‬كالنظار ا‪٤‬بدققوف ‪ ،‬ذىبوا إذل ‪٪‬باة كالدم‬ ‫ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كصحبو كسلم ‪ ،‬كقد حرركا يف ذلك‬ ‫ا‪٤‬بصنفات كافتوا بنجاة األبوين الشريفْب مؤصلْب الفتول على‬ ‫الكتاب كالسنة كاألقواؿ ا‪٤‬بعتربة عند أىل العلم ‪ ،‬كملتزمْب جانب‬ ‫األدب كالتوقّب للجانب النبوم الشريف الذم أمر اهلل سبحانو‬ ‫بتعظيمو كتوقّبه يف كل ما يتعلق بشخصو الطاىر ا‪٤‬ببارؾ العظيم ‪،‬‬ ‫كقد استدؿ العلماء على ‪٪‬باة الوالدين الشريفْب بإدلة كثّبة جدان منها‬ ‫قولو تعاذل ‪{ :‬كما كنا معذبْب حٌب نبعث رسوال}‬ ‫كمنها قولو تعاذل ‪ { :‬إ٭با ا‪٤‬بشركوف ‪٪‬بس }(ُ)‬ ‫ُ) سورة التوبة اآلية ِٖ‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[254‬‬

‫حيث قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬دل يزؿ اهلل ينقلِب من األصالب‬ ‫الطيبة إذل األرحاـ الطاىرة مصفى مهذبان ال تنشعب شعبتاف إال كنت‬ ‫يف خّبٮبا " ركاه أبو نعيم ‪٩‬با يدؿ على أ ٌف الوالدين الشريفْب ليسا‬ ‫من ا‪٤‬بشركْب ‪.‬‬ ‫ككذلك استدؿ العلماء على ‪٪‬باهتما باهنما من اىل الفَبة كىي ا‪٤‬بدة‬ ‫الٍب تقع بْب رسولْب دل يدرؾ السابق منهما كدل يعاصر الالحق فوالده‬ ‫الكرٲباف دل يدركا أم رسالة كدل يرفضا اإلٲباف بل كانا على الفطرة‬ ‫ا‪٢‬بنفيٌة السمحة ‪.‬‬ ‫كللعلماء يف ىذا األمر صوالت كجوالت كقد بلغت ا‪٤‬بؤلفات يف ‪٪‬باة‬ ‫كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم مبلغان عظيمان هبذه‬ ‫ا‪٣‬بصوص نذكر منها على سبيل ا‪٤‬بثاؿ ال ا‪٢‬بصر ما يلي ‪ :‬فذكر إثُب‬ ‫كاربعْب مؤلفان يف ىذا ا‪٤‬بوضوع ‪ ،‬ػ ػ ػ ػ ػ كسنذكر يف ا‪٤‬ببحث السابع ػ ػ ػ ثٌ‬ ‫قاؿ ‪ :‬كأما األحاديث ألٍب كردت يف شأف األبوين الكرٲبْب كالٍب‬ ‫ظاىرىا أهنما يف النار – كنعوذ باهلل من ذلك – فقد ردىا العلماء‬ ‫لعدـ ثبوت أكثرىا ‪ ،‬كما ثبت منها يعترب خرب آحاد ظِب الثبوت‬ ‫كالداللة ‪ ،‬فتقدـ عليو اآليات القرآنية قطعية الثبوت كالداللة ‪ ،‬كمن‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[255‬‬

‫ذلك قوؿ اهلل تعاذل ‪ {:‬كما أىلكنا من قرية إال ‪٥‬با منذركف ذكرل كما‬ ‫كنا ظا‪٤‬بْب }(ُ)‪.‬‬ ‫حيث ال تعذيب قبل اإلرساؿ ‪ ،‬كمن الثابت عند العلماء كا‪٤‬بشهور‬ ‫أف القطعي مقدـ على الظِب عند التعارض ‪ ،‬لذا قدـ العلماء اآليات‬ ‫الٍب تفيد ‪٪‬باهتما على اآلحاديث ألهنا أخبار آحاد ظنية فال تعارض‬ ‫القطعي من القراءف الكرًن ‪.‬‬ ‫كلذا فهذه األحاديث الٍب ظاىرىا التعارض ٯبب تأكيلها لتتفق مع‬ ‫اآليات احملكمة كما ٌبْب ذلك الراسخوف يف العلم‬ ‫ىذا كإف قصيدة العالمة الصاحل فضيلة الدكتور ‪٧ :‬بمد سليماف فرج‬ ‫الدين ‪٫‬بسبو كذلك كال نزكيو على اهلل ‪ ،‬كالذم نظمها يف ‪٪‬باة‬ ‫األبوين الكرٲبْب تعترب شامة بيضاء يف كجو األدب كالشعر ألهنا‬ ‫قصيدة علمية إٲبانية تعترب عن آراء العلماء احملققْب يف ىذه القضية‬ ‫(ِ)‪.‬‬

‫ُ) سورة الشعراء اآلية َِٖ‪.َِٗ-‬‬ ‫ِ ) نشر األعطار كنثر األزىار يف ‪٪‬باة آباء النيب األطهار صلى اهلل عليو كسلم ص‪.ُّ-ٖ :‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[256‬‬

‫المبحث السابع ‪ :‬في ذكر بعض الكتب المؤلفة في ىدا الموضوع‪.‬‬ ‫وفيو مطلب واحد ‪ :‬وىو سرد الكتب المصنفة في ىذا الموضوع‪.‬‬

‫ُ‪ .‬اإلنتصار لوالدم النيب ا‪٤‬بختار صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للسيد‬ ‫مرتضى الزبيدم كما قاؿ‪:‬كرل يف ىذا الشأف جزء لطيف‬ ‫‪٠‬بيتو‪(:‬اإلنتصار لوالدم النيب ا‪٤‬بختار صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬ ‫ِ‪ .‬إرشاد الغيب يف إسالـ آباء النيب صلى اهلل عليو كسلم‪:‬ألحد‬ ‫علماء ا‪٥‬بند كما يف (كشف الظنوف) لإلماـ ‪٧‬بمد عصمت بن‬ ‫ابراىيم الركمي ا‪٢‬بنفي ا‪٤‬بعركؼ ب ػػ"حاجي خليفة"‬ ‫ّ‪ٙ .‬بقيق آماؿ الراجْب يف أ ٌف كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫من الناجْب ‪ :‬للشيخ نور الدين علي بن ا‪١‬بزار ا‪٤‬بصرم‪.‬‬ ‫ْ‪ .‬التعظيم كا‪٤‬بنة يف أف أبوم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم يف‬ ‫ا‪١‬بنة‪ :‬لإلماـ ا‪٢‬بافظ جالؿ الدين عبد الر‪ٞ‬بن السيوطي‪.‬‬ ‫ٓ‪ :‬حديقة الصفا يف كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم‪:‬لإلماـ‬ ‫السيد مرتضى الزبيدم‪.‬‬ ‫ٔ‪ :‬الدرجة ا‪٤‬بنيفة يف اآلباء الشريفة ‪ :‬لإلماـ السيوطي ‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[257‬‬

‫ٕ ‪ :‬ذخائر العابدين يف ‪٪‬باة كالد ا‪٤‬بكرـ سيد ا‪٤‬برسلْب صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم‪ :‬لألسبّبم‪.‬‬ ‫ٖ‪ :‬مرشد ا‪٥‬بدل يف ‪٪‬باة أبوم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬ ‫للركمي‪.‬‬ ‫ٗ ‪ :‬مسالك ا‪٢‬بنفا يف كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬ ‫لإلماـ السيوطي ر‪ٞ‬بو اهلل تعاذل‪.‬‬ ‫َُ ‪ :‬مطلع النّبين يف إثبات ‪٪‬باة أبوم سيد الكونْب صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم‪ :‬للمنيِب‪.‬‬ ‫ُ​ُ‪ :‬نشر العلمْب ا‪٤‬بنيفْب يف إحياء األبوين الشريفْب‪ :‬لإلماـ‬ ‫السيوطي‪.‬‬ ‫ُِ ‪ :‬ىدايا الكراـ يف تنزيو آباء النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬ ‫للبديعي‪.‬‬ ‫ُّ‪ :‬أمهات النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للمدائِب‪.‬‬ ‫ُْ‪ :‬األنوار النبوية يف آباء خّب الربية صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬ ‫للرفيعي األندلسي‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[258‬‬

‫ُٓ‪ :‬بلوغ ا‪٤‬بآرب يف ‪٪‬باة أبوم ا‪٤‬بصطفى كعمو أب طالب‪ :‬لألزىرم‬ ‫الالذقي‪.‬‬ ‫ُٔ‪ :‬بلوغ ا‪٤‬براـ يف آباء النيب عليو الصالة كالسالـ‪ :‬إلدريس بن‬ ‫‪٧‬بفوظ‪.‬‬ ‫ُٕ‪ :‬تأديب ا‪٤‬بتمردين يف حق األبوين‪ :‬لعبد األحد بن مصطفى‬ ‫الكتاىي السيواسي‪.‬‬ ‫ُٖ‪ :‬الرد على من اقتحم القدح يف األبوين الكرٲبْب‪ :‬للبخشي‪.‬‬ ‫ُٗ‪ :‬سداد الدين كسداد الدين يف إثبات النجاة كالدرجات‪،‬‬ ‫للوالدين‪ :‬للربز‪٪‬بي‪.‬‬ ‫َِ‪ :‬قرة العْب يف إٲباف الوالدين‪ :‬للشيخ‪ ،‬حسْب بن ا‪ٞ‬بد بن اب‬ ‫بكر ا‪٢‬بليب‪ ،‬ا‪٢‬بنفي‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بالداكٱبي‪.‬‬ ‫ُِ‪ :‬القوؿ ا‪٤‬بختار فيما يتعلق بأبوم النيب ا‪٤‬بختار صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم‪ :‬للديرب‪.‬‬ ‫ِ​ِ‪ :‬ا‪٤‬بقامة السندسية يف اآلباء الشريفة ا‪٤‬بصطفوية‪ :‬لإلماـ‬ ‫السيوطي‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[259‬‬

‫ِّ‪ :‬ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بضية يف حق أبوم خّب الربية صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم‪ :‬للتمرتاشي‪.‬‬ ‫ِْ‪ :‬سبيل السالـ يف حكم آباء سيد األناـ صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم‪ :‬حملمد بن عمر البارل‪.‬‬ ‫ِٓ‪ :‬أخبار آباء النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للكويف ذكره‬ ‫يف(الذريعة)‪.‬‬ ‫ِٔ‪ :‬أنباء األصفيا يف حق آباء ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬ ‫األماسي‪.‬‬ ‫للركمي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫ِٕ‪ٙ :‬بفة الصفا فيما يتعلق بأبوم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫للغنيمي‬ ‫كسلم‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِٖ‪ :‬رسالة يف أبوم النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للفنارم‬ ‫ِٗ‪ :‬سبيل النجاة ‪ :‬للسيوطي‬ ‫َّ‪ :‬آباء النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬البن عمار‬ ‫ُّ‪ :‬السيف ا‪٤‬بسلوؿ يف القطع بنجاة أبوم الرسوؿ صلى اهلل عليو‬ ‫كآلو كسلم‪ :‬أل‪ٞ‬بد الشهرزكرم‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[261‬‬

‫ِّ‪ :‬خالصة الوفا يف طهارة أصوؿ ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم من الشرؾ كا‪١‬بفا‪ :‬حملمد بن ٰبي الطالب‪.‬‬ ‫ّ​ّ‪ :‬مباىج السنة يف كوف أبوم النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم يف‬ ‫ا‪١‬بنة‪ :‬البن طولوف‪.‬‬ ‫ّْ‪ :‬سعادة الدارين بنجاة األبوين‪:‬حملمد علي بن حسْب ا‪٤‬بالكي‪.‬‬ ‫ّٓ‪ :‬القوؿ ا‪٤‬بسدد يف ‪٪‬باة كالدم سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم ‪ :‬حملمد بن عبد الر‪ٞ‬بن األىدؿ‪.‬‬ ‫ّٔ ‪٬ :‬ببة األفكار يف تنجية كالدم ا‪٤‬بختار صلى اهلل عليو كآلو‬ ‫كسلم ‪ :‬حملمد بن السيد إ‪٠‬باعيل ا‪٢‬بسِب ‪.‬‬ ‫ّٕ ‪ :‬إٯباز الكالـ يف كالدم النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬حملمد‬ ‫بن ‪٧‬بمد التربيزم‪.‬‬ ‫ّٖ‪ :‬السبل ا‪١‬بليلة يف اآلباء العلية‪ :‬لإلماـ السيوطي‬ ‫ّٗ‪ :‬كُب آباء النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬البن الكليب‬ ‫َْ‪ :‬أ‪٠‬باء أجداد النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للربماكم‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[260‬‬

‫ُْ‪ :‬العقد ا‪٤‬بنظم يف أمهات النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬للسيد‬

‫مرتضى الزبيدم‪.‬‬

‫ِْ‪ :‬ا‪١‬بوىرة ا‪٤‬بضية يف حق أبوم خّب الربية صلى اهلل عليو كسلم ‪:‬‬ ‫لصاحل بن ‪٧‬بمد ‪ٛ‬برتاشي الغزم‪.‬‬ ‫ّْ‪ :‬السركر كالفرج يف حياة كإٲباف كالدم الرسوؿ صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪:‬حملمد بن أب بكر ا‪٤‬برعشي ‪.‬‬ ‫ْ​ْ‪ :‬مسالك ا‪٢‬بنفا يف كالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬ ‫لإلماـ السيوطي‪.‬‬ ‫ْٓ ‪ :‬قصيدة الوفا لوالدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬لألستاذ‬ ‫الدكتور ‪٧‬بمد سليماف فرج ‪.‬‬ ‫ْٔ‪ :‬نشر األعطار كنثر األزىار يف ‪٪‬باة آباء النيب األطهار صلى اهلل‬ ‫عليو كسلم‪ :‬للسيد األستاذ أ‪ٞ‬بد السايح ا‪٢‬بسيِب‪.‬‬ ‫ْٕ‪ :‬تأكيد األدلة بسعادة النيب صلى اهلل عليو كآلو كسلم بوالديو‬ ‫الشريفْب يف جنة الفردكس األعلى إف شاء اهلل‪ :‬حملمد نور بن عبد‬ ‫ا‪٢‬بفيظ سويد‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[262‬‬

‫ْٖ‪ :‬مناقب سيدنا عبد اهلل كالد سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬ ‫‪٤‬بوالنا السيد داكد ا‪٤‬بوسوم الشافعي‪.‬‬ ‫ْٗ‪ :‬النيب صلى اهلل عليو كسلم ككالداه الكرٲباف ‪ :‬للدكتور ‪٧‬بمد‬ ‫عبده ٲباين ‪.‬‬ ‫الدم ا‪٤‬بصطفى صلى اهلل عليو كسلم ‪ :‬للعادل‬ ‫َٓ‪ :‬رسالة تقديس ك ٌ‬ ‫النحرير قاضي ‪٧‬بمد ثناء اهلل ‪٧‬بدث ا‪٥‬بند‪.‬‬ ‫أبوم النيب صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬للعارؼ‬ ‫ا‪١‬بلي بنجاة ٌ‬ ‫ُٓ‪ :‬القوؿ ٌ‬ ‫الركمي‪.‬‬ ‫باهلل تعاذل عبد اهلل البسنوم‬ ‫ٌ‬ ‫فمن أراد الزيادة فعليو هبا ‪ ،‬كذلك حٌب اليظن أنِب إبتدعت ٕبثا دل‬ ‫أسبق إليو ‪ ،‬بل إ٭با أنا تلميذ كطويلب ألكلئك العلماء العارفْب ‪،‬‬ ‫أعيش على موائد فضل اهلل عليهم ‪ٗ ،‬با فتح عليهم من علم ‪ ،‬كٗبا‬ ‫كىبهم من حجة ‪ ،‬كٗبا أعطاىم من إخالص فر‪ٞ‬بهم اهلل ر‪ٞ‬بة كاسعة‬ ‫كجعلنا معهم آمْب آمْب آمْب‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[263‬‬

‫(خاتمة)‪:‬‬ ‫كهبذا إنتهى ما أردت إيراده يف ىذا الكتاب الذم أسأؿ اهلل جل‬ ‫كعال أف ٯبعلو كتابان مباركان نافعان لطلبة العلم إنو ‪٠‬بيع ‪٦‬بيب‪.‬‬ ‫كما كاف فيو من خطأ فمِب كالشيطاف‪ ،‬كأستغفراهلل منو فليمعن الناظر‬ ‫فيو النظر‪ ،‬كليوسع العذر فإف اللبيب منعذر‪،‬كيأىب اهلل العصمة‬ ‫لكتاب غّب كتابو العزيز ‪ ،‬كا‪٤‬بنصف من اغتفر قليل خطأ ا‪٤‬برء يف كثّب‬ ‫صوابو‪.‬‬ ‫والسلم عليكم ورحمة اهلل وبركاتو‬

‫وباهلل التوفيق‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا محمد وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫ا‪٤‬بوضوع‪:‬‬

‫]‪[264‬‬

‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬

‫اإلىداء‪ّ ............................................................. :‬‬ ‫كقفة الزمة‪ْ ........................................................... :‬‬ ‫ا‪٤‬بقدمة‪ٓ .............................................................. :‬‬ ‫ا‪٤‬ببحث األكؿ ‪ :‬يف بياف حقيقة الكفر كفيو ثالث مطالب‪.................‬‬

‫ٖ‬

‫ا‪٤‬بطلب األكؿ ‪ :‬يف تعريف الكفر لغة كشرعان‪.............................‬‬

‫ٖ‬

‫ا‪٤‬بطلب الثاثي ‪ :‬يف نسبة الكفر‪ٗ ...........................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثالث ‪ :‬يف أقواؿ العلماء يف بياف حقيقة الكفر‪َُ ..................‬‬ ‫ا‪٤‬ببحث الثاين ‪ :‬يف ذكر شرؼ أصلو الكرًن كتقلبو صلى اهلل عليو كسلم يف‬ ‫األصالب الطاىرة كفيو مطالب ‪ٟ‬بسة ‪ُّ ................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب األكؿ ‪ :‬يف بياف طهارة آبائو كأجداده ‪ٝ‬بلةن‪ُّ .......................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثاين ‪ :‬يف بياف تنقلو صلى اهلل عليو كسلم يف الساجدين‪ّٓ .........‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثالث ‪ :‬يف ذكر األحاديث الواردة يف فضل نسبو صلى اهلل عليو‬ ‫كسلم‪ّٖ ..............................................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الرابع ‪ :‬يف بياف صيانة اهلل أصولو الشريفة من زلة السفاح‪ٕٓ ...........‬‬ ‫تزكج‬ ‫ا‪٤‬بطلب ا‪٣‬بامس ‪ :‬يف دفع شبهة إ ٌف كنانة ج ٌد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ٌ‬ ‫ِٔ‬ ‫زكجة أبيو بعد موت أبيو‪............................................‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[265‬‬

‫ا‪٤‬ببحث الثالث ‪ :‬فيما كرد يف بياف إٲباف آبائو كأمهاتو صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬كفيو‬ ‫ٗٔ‬ ‫مطالب ‪ٜ‬بانية ‪....................................................:‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب األكؿ ‪ :‬يف إٲباف آبائو كأمهاتو ‪ٝ‬بلة ‪ٔٗ ..............................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثاين ‪ :‬يف تعْب بعض أجداده كذكر أٲباهنم‪ٕٓ .....................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثالث ‪ :‬يف احملصوؿ من األدلة السابقة ‪ٕٖ ........................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الرابع ‪ :‬يف ذكر إٲباف عبد ا‪٤‬بطلب خاصة‪ْٖ .........................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب ا‪٣‬بامس ‪ :‬يف إٲباف عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب كاعتقاده السليم‪ِٗ ........‬‬ ‫َُٕ‬ ‫فائدة ‪........................................................:‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب السادس ‪ :‬يف ذكر إٲباف آمنة بنت كىب كاعتقادىا بأ ٌف إبنها سيكوف نبيٌان ‪:‬‬ ‫‪ُ​َُ ...................................................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب السابع ‪ :‬يف ذكر إٲباف جداتو صلى اهلل عليو كسلم ‪ُ​ُِ ............‬‬ ‫مهمة‪ُ​ُٓ .............................................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثامن ‪ :‬يف احملصوؿ ‪٩‬با سبق‪ُِّ ..................................‬‬ ‫ا‪٤‬ببحث الرابع ‪ :‬يف حكم أىل الفَبة ‪ :‬كفيو مطالب ‪ٟ‬بسة‪ُِّ .............‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب األكؿ ‪ :‬يف تعريف أىل الفَبة‪ُِّ ..................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثاين ‪ :‬يف ‪٪‬باة أىل الفَبة‪ُّ​ّ ...................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثالث ‪ :‬يف جواب من قاؿ ‪ :‬باإلمتحاف مع سرد األحاديث الواردة يف‬ ‫ذلك‪ُّٕ ...............................................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الرابع ‪ :‬يف مسألة أكالد ا‪٤‬بشركْب‪ ،‬كأقواؿ بعض العلماء بنجاة أىل الفَبة كمن‬ ‫كاف على سبيلهم‪ُْٓ ..................................................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب ا‪٣‬بامس ‪ :‬يف ‪٧‬بصوؿ ما تقدـ‪ُْٕ ...............................‬‬


‫أأنباء الأتقياء يف حق أابء املصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫]‪[266‬‬

‫ا‪٤‬ببحث ا‪٣‬بامس ‪ :‬يف دفع ا‪٤‬بعارضات ‪ :‬كفيو مطالب ‪ٟ‬بسة‪.............‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب األكؿ ‪ :‬يف سرد أدلة ا‪٤‬بعارضْب كمناقشتها‪......................‬‬

‫َُٖ‬ ‫َُٖ‬

‫ا‪٤‬بطلب الثاين ‪ :‬يف ا‪٤‬بوازنة بْب طرؽ ا‪٢‬بديث الثالثة‪ُٗٓ .....................‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الثالث ‪ :‬يف سرد ركايات حديث " إ ٌف أب كأباؾ"‪َِٕ ...............‬‬ ‫ا‪٤‬بطلب الرابع ‪ :‬يف بياف شذكذ ركاية ‪ٞ‬باد‪.............................‬‬

‫ُِٔ‬

‫ا‪٤‬بطلب ا‪٣‬بامس ‪ :‬يف أقواؿ العلماء يف منع الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من‬ ‫ُِ​ِ‬ ‫اإلستغفار ألمو‪..................................................‬‬ ‫ا‪٤‬ببحث السادس ‪ :‬يف دكر أقواؿ بعض العلماء يف ىذا ا‪٤‬بوضوع ‪ :‬كفيو مطلب كاحد‬ ‫كرد ما نيسب إذل اإلماـ األعظم إب حنيفة رضي اهلل‬ ‫‪ :‬كىو سرد أقو‪٥‬بم ٌ‬ ‫ِِّ‬ ‫عنو‪............................................................‬‬ ‫ا‪٤‬ببحث السابع ‪ :‬يف ذكر بعض الكتب ا‪٤‬بؤلفة يف ىدا ا‪٤‬بوضوع‪.‬كفيو مطلب كاحد ‪:‬‬ ‫ِٔٓ‬ ‫كىو سرد الكتب ا‪٤‬بصنفة يف ىذا ا‪٤‬بوضوع‪..........................‬‬ ‫خا‪ٛ‬بة ‪...........................................................‬‬

‫ِّٔ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.