المضامين التربوية في كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم

Page 1

‫المملكة العربية السعودية‬ ‫وزارة التعليم العالي‬ ‫الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‬ ‫كلية الدعوة وأصول الدين‬ ‫قسم التربية‬

‫المضــــامين الـــتربـــويــة فــي كتـــــاب‬ ‫( تعــليم الــمتعلم طـــريق التعــلــم )‬ ‫لــبرهان الـــدين الزرنـــوجي‬

‫مقدم لسعادة الدكتور ‪ /‬عيد حجيج الجهني (حفظه هللا)‬ ‫إعداد البحث ‪ /‬خـــالــد يـــوسف القليـــــطي‬ ‫الرقم الجامعي‪550120333 /‬‬ ‫الشـــــــــــعبة ‪0 /‬‬

‫‪1‬‬


‫شكر وتقدير‬ ‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نيب بعده‪ ,‬وعلى آله وصحبه ومن تبعه‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫ال يسعين بعد اكتمال هذا الواجب مبادة (تاريخ الرتبية االسالمية )إال أن أمحد اهلل سبحانه‬ ‫وتعاىل وأشكره على عظيم نعمته‪ ,‬وجليل منته‪ ,‬وأسأله تعاىل أن يبارك يل فيها‪ ,‬وأن جيعلها عوناً يل‬ ‫على طاعته‪ ,‬وحمبته ومرضاته‪ ,‬وإنين ألشكر بعد شكر اهلل تعاىل أستاذي القدير سعادة الدكتور عيد‬ ‫حجيج اجلهين (حفظه اهلل)‪,‬الذي مل يدخر وسعاً يف تقدمي املادة بأسلوب شيق وعرض جيد ‪ ,‬ويوزع‬ ‫اهتمامه على مجيع زمالئي الدارسني ‪ ,‬ويعطي كل جليس نصيبه من الكالم واالحرتام والتقدير ‪ ,‬ويف‬ ‫اغلب أوقات احملاضرة يكون مبتسما مع الدارسني ‪ ,‬ولقد استفدت من خلقه وعلمه الكثري فكان‬ ‫نِ ْع َم األستاذ ونِ ْع َم املريب‪ ,‬ولقد كان ألرائه القيمة‪ ,‬ولرحابة صدره‪ ,‬وطيب معاملته‪ ,‬أكرب ُم َش ِّجع يل‬ ‫على إمتام هذا الواجب‪ ,‬فله مين جزيل الشكر ومن اهلل املثوبة واألجر‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫المستخلص ‪:‬‬ ‫عنوان البحث ‪ :‬الفكر التربوي عند برهان الدين الزرنوجي في كتابه "تعليم المتعلم طريق التعلم"‬ ‫إسم الباحث ‪ :‬خالد بن يوسف بن محمد القليطي‬ ‫الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪،‬كلية الدعوة وأصول الدين‪،‬قسم التربية اإلسالمية‬ ‫الرتبية عملية ليست مستحدثة وال طارئة ‪,‬بل هي عملية قدمية ارتبطت بوجود اإلنسان علي األرض ‪,‬وهي‬ ‫مستمرة وستبقي ما بقي هذا الوجود ‪ .‬والرتبية يف حقيقتها عملية إنسانية ‪,‬موضوعها األساسي هو اإلنسان‬ ‫جبوانب شخصيته املختلفة وبكل ما حيتويه من عقل ووجدان‪,‬وجسد وروح وماض وحاضر ‪,‬وضعف وقوة ‪,‬وعلم‬ ‫وجهل‪.‬‬ ‫ومن هنا جيب إعداد اإلنسان إعدادا صحيحا يف ضوء الكتاب والسنة إعدادا تربويا وشرعيا ليقوم برسالته‬ ‫العظيمة ‪,‬ويعمر الكون ‪ ,‬وحيقق الوسطية واخلريية اليت وصف اهلل هبا هذه األمة ‪.‬‬ ‫وتأيت أمهية هذا البحث للمهتمني بدراسة الفكر الرتبوي عند علماء املسلمني‪ ,‬ومن هؤالء العلماء عاملنا اجلليل‬ ‫برهان الدين الزرنوجي‪,‬حيث نربز اآلراء الرتبوية يف فكره من خالل كتابه "تعليم املتعلم طريق التعلم"‪.‬‬ ‫ومن أهداف هذا البحث‪,‬الرتف على السرية الذاتية لعاملنا اجلليل واآلراء الرتبوية لديه من خالل كتابه "تعليم‬ ‫املتعلم "‪ ,‬وقد استخدم الباحث منهجني من مناهج البحث ومها املنهج التحليلي االستداليل واملنهج التارخيي ‪.‬‬ ‫ويوجز الباحث أهم النتائج اليت توصل اليها يف اآليت ‪ :‬اشتمل الكتاب على مبادئ واساليب تربوية عديدة‬ ‫‪,‬كما أن املبادئ الرتبوية احلديثة تتفق مع مبادئ وافكار برهان الدين الزرنوجي ‪.‬‬ ‫ومن اهم التوصيات ‪,‬العمل املستمر على البحث يف الفكر الرتبوي اإلسالمي ‪ ,‬وإجراء دراسات تربوية مقارنة‬ ‫بني اجتاه علماء املسلمني وبني اجتاهات الرتبية احلديثة هبدف التأصيل‬

‫(‪)0‬‬

‫‪ -‬الخطيب ‪،‬محمد شحات وآخرون ‪.‬أصول التربية اإلسالمية دار ألخريجي للنشر والتوزيع ‪.‬ط‪0223- 5‬‬

‫‪3‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني نبنا حممد وعلى آله‬ ‫وصحبه وسلم ‪....‬وبعد‪:‬‬ ‫يشغل العلم مكانة مهمة يف الرتاث اإلسالمي ‪ ,‬استمدها من القرآن الكرمي والسنة النبوية‬ ‫الشريفة ‪ ,‬يقول تبارك وتعاىل‪﴿ :‬ي رفَ ِع اللَّهُ الَّ ِذين آمنُوا ِمن ُكم والَّ ِذين أُوتُوا ال ِْعلْم َدرج ٍ‬ ‫ات﴾‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫فالعلم قيمة من القيم اإلسالمية العليا اليت جاء هبا اإلسالم وأقام عليها حياة اإلنسان املعنوية واملادية‬ ‫‪ ,‬األخروية والدنيوية ‪ ,‬وجعله طريق اإلميان وداعي العمل‪ ,‬وملا كان اإلنسان املسلم اليوم يواجه‬ ‫ثقافات خمتلفة ‪,‬وحتديات متعددة ومتباينة سواء كانت فكرية أو عقدية ‪ ,‬وبوسائل خمتلفة ‪.‬‬ ‫ومن هنا جيب إعداد اإلنسان إعدادا صحيحا يف ضوء الكتاب والسنة إعدادا تربويا وشرعيا‬ ‫ليقوم برسالته العظيمة ‪ ,‬ويعمر الكون ‪ ,‬وحيقق الوسطية واخلريية اليت وصف اهلل هبا هذه األمة ﴿كنتم‬ ‫خير أمة أخرجت للناس﴾ ‪.‬‬ ‫وحيث إن عملية هذا اإلعداد الرتبوي هلذا اإلنسان يتطلب فهما تربويا شرعيا مستمدا من كتاب‬ ‫اهلل تعاىل وسنة النيب صلى اهلل وسلم وسرية سلف هذه األمة وجهود علمائها‪ ,‬وفق املنهج الرتبوي‬ ‫املؤصل‪.‬‬ ‫وحيتوي الرتاث اإلسالمي على العديد من النظريات واآلراء الرتبوية اليت حتدد العالقة بني املتعلم‬ ‫واملعلم‪ .‬ومن هوالء املفكرين برهان الدين الزرنوجي‪.‬‬

‫(‬

‫ المجادلة ‪)00 :‬‬‫‪( -‬آلعمران‪)001‬‬

‫‪4‬‬


‫وبتكليف من سعادة األستاذ الدكتور " عيد الجهني" حفظه اهلل تعاىل قمت بإعداد هذا البحث‬ ‫عن كتاب" تعليم المتعلم طريق التعلم" تطرقت فيه عن السرية الذاتية للمؤلف واملصادر اليت‬ ‫استخدمها يف مؤلفه ‪ ,‬والقيمة الرتبوية للكتاب ‪ ,‬وسبب اختياري له ‪,‬وثناء العلماء عليه ‪ ,‬ووصف‬ ‫الكتاب ‪,‬وحددت املنهج الذي اتبعته يف حبثي ‪ ,‬مث قمت باستنباط أهم املضامني الرتبوية ‪ ,‬مث‬ ‫استخرجت النتائج و التوصيات‪.‬وحاولت يف هذا البحث أن اظهر الفكر الرتبوي عند الزرنوجي من‬ ‫خالل كتابه" تعليم املتعلم طريق التعلم " وما حيمله هذا الكتاب من قيم تربوية مفيدة ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تمهيد‪:‬‬ ‫تتمثل أمهية الرتبية اإلسالمية التعليمية والرتبوية يف كوهنا فريضة أسالمية وضرورة مصريية ويف‬ ‫الكشف عن جوهر اإلسالم ومبادئه وروحه وتشريعاته ‪,‬وتكوين الوعي السليم بأن اإلسالم عقيدة‬ ‫وعبادات ومعامالت وأخالق ‪,‬وتبصري الناشئة بكل ما جاء به اإلسالم من حكم وصالح للفرد يف‬ ‫الدنيا‬

‫واآلخرة‪.‬‬

‫فلقد جاء الدين اإلسالمي بأروع نظام تربوي عرفته البشرية ‪,‬نظام يتناول حياة اإلنسان من مجيع‬ ‫نواحيها ويهيئ لكل ناحية منها منهجاً تربوياً متكامالً يصعد هبا أيل أعلي درجة كمالية ميكن أن‬ ‫يصل إليها اإلنسان‬

‫‪.‬‬

‫والرتبية اإلسالمية متثل املنهج الذي حيقق التطبيق الفعلي للتشريع اإلسالمي‪,‬الن اإلسالم ليس‬ ‫جانباً علميا معرفيا فقط ‪,‬بل يهدف إيل التطبيق العملي ‪,‬والعلم وسيلة لتحقيق اجلانب التطبيقي‬ ‫الصحيح ‪,‬الذي يرسم لإلنسان سبيل اهلدى‪ ,‬الذي جاء به مجيع األنبياء عليهم السالم وآخرهم نبينا‬ ‫حممد عليه الصالة والسالم ‪,‬الذي قال اهلل تعايل فيه‪.‬‬ ‫ويف هذا الصدد سوف نتطرق خالل هذا البحث على اجلهود املبذولة يف جمال الرتبية عند مفكرنا‬ ‫اجلليل برهان الدين الزرنوجي‪ ,‬وما قدمه لألمة من آراء تربوية حنن بأمس احلاجة اليها يف وقتنا‬ ‫احلاضر‪.‬‬

‫‪ -‬الخطيب ‪،‬محمد شحات وآخرون ‪.‬أصول التربية اإلسالمية دار ألخريجي للنشر والتوزيع ‪.‬ط‪0223- 5‬‬

‫‪-‬ياجلن ‪,‬مقداد ‪.‬الرتبية اإلسالمية دورها يف مكافحة اجلرمية ‪,‬ص ‪,‬ص‬

‫‪ -‬علي حممود عبدا حلليم ‪.‬عاملية الدعوة اإلسالمية ‪.‬ط ‪.‬املنصورة‪.‬دارا لوفاء للطباعة والنشر‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪. 99 /‬ص ‪8‬‬


‫موضوع البحث وتساؤالته ‪:‬‬ ‫يعترب العامل اجلليل برهان الدين الزرنوجي من الرواد الذين كتبوا عن التعليم واثروا املكتبات‬ ‫بأفكارهم النرية ‪,‬ومن خالل كتاب "تعليم املتعلم طريق التعلم "يتجلى الفكر الرتبوي عند برهان الدين‬ ‫الزرنوجي‪,‬ومن خالل ما سبق ونظرا" ألمهية املوضوع جاء هذا البحث والذي ميكن أن حندد موضوعه‬ ‫من خالل السؤال الرئيس التايل ‪:‬‬ ‫ما المضامين التربوية في كتاب تعليم المتعلم ؟‬

‫ويتفرع عن السؤال الرئيس األسئلة الفرعية‬

‫التالية ‪:‬‬ ‫ما السرية الذاتية لربهان الدين الزرنوجي‬‫ما املضامني الرتبوية يف كتاب تعليم املتعلم طريق التعلم‬‫ما األساليب الرتبوية والتعليمية عند برهان الدين الزرنوجي‬‫األهداف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إبراز السرية الذاتية لربهان الدين الزرنوجي‬

‫‪-‬‬

‫التعرف على املضامني الرتبوية لربهان الدين الزرنوجي‬

‫‪-‬‬

‫التعرف على األساليب الرتبوية والتعليمية عند الزرنوجي‬

‫‪7‬‬


‫أهمية البحث ‪:‬‬ ‫تنطلق أهمية هذا البحث من االعتبارات التالية ‪:‬‬ ‫أمهية دراسة التاريخ اإلسالمي ‪.‬‬‫ دور العلماء املسلمني يف جمال الرتبية اإلسالمية ‪.‬‬‫ دور برهان الدين الزرنوجي يف تأسيس بعض املفاهيم الرتبوية اإلسالمية واليت اصبحت أساسا" يف‬‫علوم الرتبية‬ ‫ أمهية إبراز جهود العلماء املسلمني ‪.‬‬‫ يبني البحث املكانة الرتبوية والتعليمية لكتاب برهان الدين الزرنوجي "تعليم املتعلم طريق التعلم "‬‫حدود البحث ‪:‬يقتصر البحث على ابراز مالمح الفكر الرتبوي عند برهان الدين الزرنوجي من خالل‬ ‫كتابة "تعليم املتعلم طريق التعلم‬ ‫مصطلحات البحث ‪:‬‬ ‫الفكر الرتبوي‪:‬هو جمموعة البادئ والقواعد اليت توجه سائر النشاطات الرتبوية بقصد تنمية ملكات‬ ‫املتعلمني وتنشئتهم وتكوين شخصياهتم وتقومي سلوكهم يف ضوء املبادئ اليت تشكل هذا الفكر‪.‬‬

‫‪ -‬القاضي ‪,‬اعتدال مصطفى(‪ 991‬م)‪:‬الفكر الرتبوي عند املودودي‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫الدراسات السابقة ‪:‬‬ ‫دراسة فايزة عطا اهلل حممد آل عبداهلل بعنوان (الفكر الرتبوي عند برهان الدين الزرنوجي يف كتاب‬‫تعليم املتعلم طريق التعلم )‬

‫هـ كلية الرتبية جامعة أم القرى‪.‬‬

‫وهدفت الدراسة اىل التعرف على الفكر الرتبوي عند برهان الدين الزرنوجي من خالل كتابة "تعليم‬ ‫املتعلم طريق التعلم "وما مدى مالئمة الفكر الرتبوي لبعض الرتبويني احملدثني مع الفكر الرتبوي لربهان‬ ‫الدين الزرنوجي‪ .‬لقد استخدم الباحث منهجني من مناهج البحث ومها ‪:‬املنهج التحليلي االستداليل‬ ‫و املنهج التارخيي ‪.‬وتصلت الباحثة الىنتائج من امهها أن الكتاب اشتمل على مبادئ واساليب تربوية‬ ‫عديدة ‪,‬كما أن املبادئ الرتبوية احلديثة تتفق مع مبادئ وافكار برهان الدين الزرنوجي ‪ .‬ومن اهم‬ ‫التوصيات ‪,‬العمل املستمر على البحث يف الفكر الرتبوي اإلسالمي ‪ ,‬وإجراء دراسات تربوية مقارنة‬ ‫بني اجتاه علماء املسلمني وبني اجتاهات الرتبية احلديثة هبدف التأصيل ‪.‬‬ ‫دراسة وحتقيق ‪,‬مصطفى عاشور ( ‪ 8‬هـ) ملخطوطة برهان الدين الزرنوجي "تعليم املتعلم طريق‬‫التعلم‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬ ‫ اإلطار العام للبحث ‪ :‬ويشمل‬‫ املقدمة ‪-‬موضع البحث ‪-‬أسئلة البحث ‪-‬أهداف البحث ‪-‬أمهية البحث حدود البحث ‪-‬‬‫مصطلحات البحث ‪-‬الدراسات السابقة ‪-‬منج البحث‬ ‫ الفصل األول ‪:‬‬‫ املبحث األول‪ :‬تعريف باملؤلف‬‫‪9‬‬


‫ املبحث الثاين ‪ :‬ومؤلفاته‬‫ املبحث الثالث ‪ :‬شيوخه وثناء العلماء عليه‪.‬‬‫ الفصل الثاني ‪:‬‬‫ املبحث األول ‪ :‬وصف الكتاب‬‫ املبحث الثاين ‪ :‬سبب تأليف الكتاب‬‫ املبحث الثالث ‪ :‬القيمة الرتبوية للكتاب‬‫ الفصل الثالث ‪:‬‬‫ املبحث األول ‪:‬املضامني الرتبوية للكتاب‬‫ املبحث الثاين ‪ :‬ماخيص املعلم‬‫ املبحث الثاين ‪ :‬ماخيص املتعلم‬‫منهج البحث ‪:‬‬ ‫لقد استخدم الباحث منهجني من مناهج البحث ومها ‪:‬‬ ‫املنهج التحليلي االستداليل ‪ :‬الذي يعتمد على قراءة النصوص وحتليل ما جاء فيها حسب الضرورة‬ ‫إلبراز الفكر الرتبوي الذي تضمنه كتاب "تعليم املتعلم طريق التعلم " كما استخدم الباحث املنهج‬ ‫التارخيي ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الفصل األول‬ ‫التعريف بالمؤلف برهان الدين الزرنوجى‬ ‫السيرة الذاتية ‪:‬‬ ‫‪-1‬أسمه ‪:‬‬ ‫بالبحث من عدة مراجع مل أتوصل إال إىل لقبه الذي اشتهر به وهو برهان الدين الزرنوجى‬ ‫نسبة إىل بلده زرنوج‪ ( ,‬تنطق بضم الزاي ) وهى كما يقول القرشى صاحب اجلواهر املضيئة‪ ,8‬من‬ ‫بالد الرتك‪ .‬أما ياقوت احلموى فقال عنها يف معجمه‪ :9‬بلد مشهور مبا وراء النهر بعد خوجند من‬ ‫أعمال تركستان‪. 1‬‬ ‫وما وراء النهر هي البالد الواقعة وراء هنر جيحون خبراسان الىت قال عنها ياقوت‪ :‬من أنزه األقاليم‬ ‫وأخصبها وأكثرها خريا ‪ .‬وأول من أرسل اجليوش لفتحها هو احلجاج بن يوسف (تويف ‪9‬هـ‪/‬‬ ‫م) بأمر من اخلليفة ـ عبد امللك بن مروان بن احلكم (تويف سنة ‪ 8‬هـ‪ 1 /‬م)‪.‬‬ ‫واألرجح كما ذكر البغدادي هي مدينة يف بالد فارس وهي العاصمة السابقة إلقليم سجستان وتقع‬ ‫إىل اجلنوب من هراة على مسرية عشرة أيام يف صحراء تشقها قنوات متفرعة من هنر هيلمند‬ ‫ والدته ووفاته ‪:‬‬‫مل تذكر كتب التاريخ والطبقات والرتاجم سنة والدته ‪,‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -‬الجواهر المضيئة ‪.502 /2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ -‬معجم البلدان ‪.583 /2‬‬

‫‪1‬‬ ‫ تركستان هى اليوم أفغانستان وجزء من الجمهوريات اإلسالمية فىاإلتحادالسوفياتى وعن التحديد الجغرافىوالتاريخى للمنطقة قارن مادة‬‫تركستان فى الموسوعة اإلسالمية‪ ،‬الترجمة العربية ‪.200-212 /3‬‬ ‫‪ -‬معجم البلدان ‪.531 /3‬‬

‫‪11‬‬


‫أما سنة وفاته فقد اختلف املؤرخون يف حتديدها فقد ذكر سيد عثمان أنه تويف سنة ( ‪ 9‬هـ ) وقد‬ ‫ذكرت بعض املراجع أنه تويف سنة ( ‪ 1‬هـ) وإن كنت أرجح وفاته سنة (‪ 1‬هـ) ألن هذا ماذكر‬ ‫يف املوسوعة العربية امليسرة ومبعرفة تواريخ وفاة شيوخه ‪ -‬ويقال أن مؤلف "دار اهلداية" برهان الدين‬ ‫املريغنانيو املتويف عام ‪ 9‬هـ دعا له الزر نوجي بالرمحة أكثر من مرة يف كتابه تعليم املتعلم طريق‬ ‫التعلم ‪ .‬كما يقول حاجي خليفه صاحب كتاب (كشف الضنون عن أمساء الكتب والفنون ) (‪–)8‬‬ ‫وهنا تأكيد على أن وفاة الزر نوجي كانت بعد عام ‪ 9‬م وذكر ذلك أألهوائي يف كتابه ‪.‬‬ ‫ شخصيته ‪:‬‬‫إن قلة املعلومات حول حياة الزرنوجى ال تغىن بالتايل استحالة تكوين فكرة عن شخصيته الىت‬ ‫نلمسها بوضوح ىف كتابه‪ ,‬فمن خالل قراءة كتاب (تعليم املتعلم) تتبني لنا مالمح تلك الشخصية‬ ‫فهو‪ :‬فقيه حنفي متعصب ملذهبه‪ ,‬وتبعيته ملذهبه تظهر ىف مصنفه الذى أورد فيه العديد من‬ ‫اإلستشهادات واألقوال السائرة‪ ,‬أغلبها لعلماء وفقهاء أحناف‪ ,‬مع أن الكتاب ال ميت بصلة إىل أى‬ ‫من مواضيع الفقه وال يتناول مذهب اإلمام أىب حنيفة بأية دراسة‪ ,‬وتظهر أيضا بتلميحه إىل بعض‬ ‫كتب األحناف املختصرة ىف الفقه‪ ,‬الىت رأى أن على املتعلم حفظها ىف بداية طريق التعلم‪ ,‬بل‬ ‫أوجب تقطيع الورق للكتابة على ما كان يفعله اإلمام أىب حنيفة (انظر ص ‪.)8‬‬ ‫عدا اهتمام الزرنوجى بالناحية الفقهية‪ ,‬فقد وصفه املستشرق بلسنر(‪ ) Plessner‬بأنه‬ ‫فيلسوف عريب ‪ .‬وال ندرى على أى مرجع اعتمد ىف تأكيده لدراسة الزرنوجى الفلسفة ورمسه‬ ‫بالفيلسوف‪ ,‬أما أن يكون الزرنوجى عربيا فهذا وهم بني‪ ,‬فإن صاحبنا ولد ونشأ ىف منطقة توصف‬ ‫بأهنا من (بالد الرتك) فهو ليس عربيا رغم معرفته وكتابته بالعربية والىت كانت لغة احلضارة اإلسالمية‬ ‫ىف كل بالد اإلسالم‪ ,‬كما أنه ليس هناك ما يدل على أن أصله من العرب القاطنني ىف تلك املناطق‪.‬‬ ‫كما حيرص مؤلف كتب الرتاجم على ذكر هذه النسبة فيمن تتوفر له‪ ,‬ولذلك فقد كان من األجدر‬ ‫‪ -‬الموسوعة اإلسالمية للمستشرقين ‪.523 /01‬‬

‫‪12‬‬


‫به أن يعرف الزرنوجى بأنه‪ :‬عامل تربوي أو فقيه حنفي أو غري ذلك مما يتناسق مع شخصيته ومما‬ ‫يتوفر له الدليل‪.‬‬ ‫وهبذه النسبة أيضا عرف رجل آخر هو النعمان بن إبراهيم الزرنوجى‪ ,‬ذكره صاحب اجلواهر‬ ‫املضيئة ىف ترمجة املؤلف فقال‪ :‬هو ىف طبقة النعمان بن إبراهيم الزرنوجى‪ ,‬وقد تويف ـ كما ذكر ىف‬ ‫موضع آخر‬

‫عام ‪/ 1‬‬

‫فىبخارى‪ .‬لقبه‪ :‬تاج الدين‪ ,‬وكان أديبا‪ ,‬وله املوضح ىف شرح‬

‫مقامات اخلريرى‪.‬‬ ‫ شيوخه ‪:‬‬‫أخذ الزرنوجى العلم عن عدد من مشاخيه وعلماء عصره املشهورين واملكثرين من التصنيف ىف‬ ‫الفقه واألدب‪ ,‬جيمعهم قاسم مشرتك وهو كوهنم من األحناف‪ .‬وال شك أن دراسة املرء العلم على‬ ‫رجال من مدرسة فكرية ومذهبية واحدة‪ ,‬وخصوصا املدارس الىت تكونت هلا جذورا علمية عميقة‬ ‫ولعبت دورا جمتمعيا هاما‪ ,‬إن هذه الدراسة عليهم ترتك بصماهتا واضحة ثابتة على منهجه العلمي‬ ‫الذى لن جيعل سوى متابعة ذات التوجه الفكري وال حييد عن طريقه وذلك مما ميكن أن يدرك‬ ‫بسهولة تامة‪.‬‬ ‫إن مرجعنا الرئيسي ىف التعرف على مشاخيه هو كتابه فقد ذكر فيه عددا منهم وأورد أقواال‬ ‫تنسب إليهم‪.‬‬ ‫أما أشهر من أكثر النقل عنه ىف مواضع عديدة من الكتاب فهو ‪:‬‬ ‫برهان الدين علي بن أىب بكر املرغيناىن املتوىف عام ‪9 / 9‬‬

‫م وصاحب كتاب (اهلداية ىف‬

‫الفقه) وكثري من التصانيف وهو من كبار فقهاء األحناف ىف عصره‪.‬‬ ‫ ‪.532 /2‬‬‫ ‪ 210 /2‬و ‪.502‬‬‫‪ -8‬حاجي خليفة –كشف الضنون عن أسماء الكتب والفنون ‪.‬مطبعة المثنى بغداد‬

‫‪13‬‬


‫واآلخرون فمنهم‪:‬‬ ‫ ركن اإلسالم حممد بن أىب بكر املعروف خبواهر زاده أو إمام زاده‪ ,‬مفىت أهل خبارى وهو فقيه‬‫وأديب وشاعر‪ ,‬تويف عام‬

‫‪/‬‬

‫م‪.‬‬

‫ محاد بن إبراهيم بن إمساعيل بن أمحد بن أسحاق بن شبيب قوام الدين أبن اإلمام ركن الدين‪:‬‬‫هـ‪81 /‬‬

‫فقيه وأديب ومتكلم ومن أهل خبارىتويف عام‬

‫م‪.‬‬

‫ فخر الدين الكاشاىن‪ :‬وأغلب الظن أنه أبو بكر بن مسعود الكاشاىن صاحب كتاب (بدائع‬‫الصنائع) ىف الفقه‪ ,‬توىف عام ‪. 9 / 8‬‬ ‫ فخر الدين قاضى خان األوزجندى‪ ,‬له العديد من املؤلفات الفقهية وكان جمتهدا‪ ,‬تويف ‪/ 9‬‬‫‪. 9‬‬ ‫‪ -‬األديب املختار ركن الدين الفرغاىن‪ :‬فقيه وأديب وشاعر‪ ,‬املتوىف عام ‪. 98 / 9‬‬

‫‪ -5‬مؤلفاته ‪:‬‬ ‫مل يعرف له سوى مؤلف واحد هو " تعليم املتعلم طريق املتعلم " (املوسوعة العربية‬ ‫ص‪)9 :‬‬ ‫ويرجع حممد عبدا لقادر أمحد ( ‪ 1‬هـ ) يف كتابه عن الزرنوجي أن عدم وصول مؤلفات الزرنوجي‬ ‫إلينا قد يكون ألسباب منها أهنا ضاعت شأن كثري من املخطوطات العربية اليت ضاعت واندثرت‬ ‫إما بسبب اإلمهال أو أمراض املخطوطات بالقرضة والسوسة‬

‫‪14‬‬


‫أو الغزو املغويل الذي قضى على كل ما كان يصادفه من أثر للحضارة العربية فقد القى املغول بكل‬ ‫املخطوطات اليت عثروا عليها يف مكتبة بغداد يف هنر دجلة وكان من املمكن أن تعرب عليها خيوهلم‬ ‫من كثرهتا ‪.‬‬ ‫عرف برهان اإلسالم الزرنوجى بأنه مؤلف كتاب تعليم املتعلم‪ ,‬ومل يشتهر كتابه بنسبته إليه عكس من‬ ‫املصنفني‪ ,‬فقد ترجم له غري واحد بأنه (‪ ...‬مصنف كتاب تعليم املتعلم) ‪ .‬وهذا دليل على شهرة‬ ‫أمر الكتاب ألمهيته مع قلة املعلومات حول صاحبه كما سبق ذكره‪.‬‬ ‫عدا ذلك فإننا نستنتج فائدة أخرى‪ ,‬وهى أن هذا الكتاب هو املصنف الوحيد الذى كتبه الزرنوجى‬ ‫ومل يكن له نتاج علمي آخر‪ ,‬ال ىف الرتبية وال ىف الفقه أو غريه من العلوم طاملا أن مجيع من حكي‬ ‫عنه اكتفى بذكر كتابه هذا‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فإن ما كتبه املستشرق بلسنرىف املوسوعة اإلسالمية‬

‫من أن تعليم املتعلم‪( :‬هو‬

‫الكتاب الوحيد الذى بقى من مؤلفات الزرنوجى) حيمل ىف ضمنه التأكيد على أن هناك مؤلفات‬ ‫أخرى له وأهنا ضاعت واندثرت‪ .‬وحنن نعترب أن ما قاله بلسنر هو حمل ادعاء ألمر غري موجود طاملا‬ ‫أنه مل يورد الدليل عليه‪ ,‬صحيح أن الغزو املغويل الذى حدث أواخر أيام الزرنوجى وىف بالده بالذات‬ ‫رمبا يكون قد أباد ودمر‪ ,‬إال أن القضية تبقى ىف جانب الظن‪.‬‬ ‫عقيدته ‪ :‬بالبحث يف عدة مراجع مل أتوصل اال أنه أحد فقهاء احلنفية الذين عاشو يف ما وراء النهر‬ ‫‪ .‬يف النصف الثاين من القرن السادس اهلجري ‪ ,‬وأوائل القرن السابع ‪.‬‬

‫الجـــواهر المضيئة ‪ .532 /2‬الفــوائد البهية ‪ .32‬المــوسوعة العربية الميسرة ص ‪.225‬‬‫‪.523 /01‬‬

‫‪15‬‬


‫ثناء العلماء على كتاب((تعليم المتعلم طريق التعلم))‬ ‫ قال عنه حميي الدين عبدا لقادر بن أبو الوفاء (وهو مؤلف كتاب اجلواهر املضية يف طبقات‬‫احلنفية ) كتاب تعليم املتعلم طريق التعلمهو نفيس مفيدوهو عزيز يف بالدنا‪.‬‬ ‫ وقال عبدا حلي بن حممد الكنوي صاحب كتاب ( الفوائد البهية يف تراجم احلنفية ) كتاب‬‫تعليم املتعلم طريق التعلم هو كتاب مفيد ‪ ,‬قليل احلج ‪,‬كثري املنافع ‪.‬‬ ‫ وقال عن يوسف ليان سركيس يف كتابه (معجم املطبوعات العربية واملعربة )ص‪9 9‬كتاب تعليم‬‫املتعلم طريق التعلم هو كتاب خمتصر حمتوي على فصول وبشرح وجيز ‪.‬‬ ‫ عصر الزرنوجي‬‫لعل القرنني السادس والسابع اهلجريني محال الكثري من مالمح القرون السابقة الىت شهدت انفصاال‬ ‫حقيقيا بني األوضاع السياسية وبني ازدهار املدنية اإلسالمية‪ .‬ففي الوقت الذى نرى فيه الصراع‬ ‫السياسي وتفكك الدولة العظمى إىل إمارات ومناطق نفوذ‪ ,‬ندهش ملا أنتجته تلك املدنية من أفكار‬ ‫وعلوم‪ ,‬وعلماء وأدباء ىف شىت نواحي املعرفة‪.‬‬ ‫وهذان القرنان (السادس والسابع) وإن محال تلك املالمح البارزة‪ ,‬فقد اختصا مبعاصرة الرياح‬ ‫العاتية الىت ضربت شجرة احلضارة‪ ,‬وذلك من البدايات األوىل لالهتزاز حىت اهلجمة العنيفة الىت‬ ‫أطاحت بكثري من أجزاء كيان تلك الشجرة‪.‬‬ ‫وعليه فمن كان ابن ذاك العصر سيحرص بالتأكيد على املشاركة قدر طاقته ىف احملافظة على‬ ‫ما لدى بيئته وزمانه‪ ,‬ورد األمور إىل أصوهلا‪ ,‬وذلك كحد أدىن إن مل يستطع أن يعيد هو ما فقدته‬ ‫أمته خالل التصادم‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫أما من ناحية املدنية اإلسالمية فقد تابعت وقتئذ مسريهتا وازدهرت ثقافتها رغم كل الظروف‬ ‫الصعبة من حروب داخلية مدمرة ومن تعدد املذاهب الكالمية والفلسفية وكثرة الفرق واملذاهب‪ .‬وقد‬ ‫قام السالجقة بدور هام ىف إجياد مكان ثابت لالزدهار بعد أن قضوا نوعا ما على االهتزازالسياسي‬ ‫الذى كاد أن يدمر احلضارة وأعادوا للخالفة العباسية بعض مظهرها‪ ,‬مع احتفاظهم بالسيطرة الفعلية‬ ‫ألنفسهم‪ ,‬وذلك فيما وراء النهر وفارس والعراق‪ .‬واملضمون الثقاىف هلذا االستقرارالنسيب كان ىف جهد‬ ‫السالجقة بإنشاء املدارس واملؤسسات التعليمية واملعاهد الدينية‪ ,‬والذي ميكن اعتباره العمل األول من‬ ‫نوعه ىف التاريخ اإلسالمي‪ .‬وقد كانت املدرسة النظامية ىف نيسابور وبغداد أمنوذجا لتخريج العلماء‬ ‫وللنشر الثقاىف والفكر املتطور‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫*وصف وعرض الكتاب ‪:‬‬ ‫أتسم الكتاب بلغة أدبية راقية ‪ ,‬حيث االستشهاد املستمر بالشعر واحلكم وأقوال الشعراء واحلكماء‬ ‫وانتقاء بدائع احلكم واألمثال ويدل ذلك علي متيز اإلمام _رمحه اهلل _ وطول باعه يف اللغة العربية‬ ‫‪ ,‬علما بان لغة األصل كما يتضح اللغة الفارسية‬ ‫اال أنه يالحظ عدم الدقة العلمية املطلوبة يف سرد بعض القصص واألمثلة ‪ ,‬أي مل حيرص املؤلف على‬ ‫توثيق كل ما أورده يتعارض ‪ ,‬بل أورد مناذج يتعارض معها السياق التارخيي فمثال أورد أن األمام‬ ‫حممد بن إمساعيل البخاري أجته لعلم احلديث بعد توجيه من أستاذه حممد بن احلسن علما بان األمام‬ ‫البخاري رمحه اهلل ولد يف عام ‪ 9‬واألمام حممد بن احلسن تويف يف عام ‪, 89‬‬ ‫وكذلك أشارته إيل فضل البدء يف اإلعمال يوم األربعاء استشهاد حبيث ضعيف ‪.‬‬ ‫سبب تأليف الكتاب ومحتوياته‬ ‫عاش الزرنوجي يف أواسط القرن السادس اهلجري وهو القرن الذي ضعفت فيه جبهة املسلمني‬ ‫الداخلية مما حرض الصليبيني على غزواهتم املتكررة على ديار املسلمني وكذلك ظهور كثري من الفرق‬ ‫يف عصره واليت تسربت إليها كثري من اآلراء غري اإلسالمية ‪ -‬فقد رأى مثله مثل كثري من املخلصني‬ ‫يف ذلك العصر ضرورة العودة إىل الكتاب والسنة وذلك عن طريق الرتبية والتعليم‬ ‫فكان كتاب "تعليم املتعلم طريق التعلم" واحداً من أشهر الكتب اليت سامهت يف حتقيق هذا اهلدف ‪.‬‬ ‫يقول الزرنوجي ‪:‬‬ ‫فلما رأيت كثريا من طالب العلم ىف زماننا جيدون إىل العلم واليصلون [ومن منافعه ومثراته ـ وهى‬ ‫العمل به والنشر ـ حيرمون] ملا أهنم أخطئوا طريقه وتركوا شرائطه‪ ,‬وكل من أخطأ الطريق ضل‪ ,‬والينال‬ ‫‪18‬‬


‫املقصود قل أو جل‪ ,‬فأردت وأحببت أن أبني هلم طريق التعلم على ما رأيت ىف الكتب ومسعت من‬ ‫أساتيذي أوىل العلم واحلكم‪ ,‬رجاء الدعاء يل من الراغبني فيه‪ ,‬املخلصني‪ ,‬بالفوز واخلالص ىف يوم‬ ‫الدين‪ ,‬بعد ما استخرت اهلل تعاىل فيه‪ ,‬ومسيته‪ :‬تعليم المتعلم طريق التعلم‪1‬‬ ‫وجعلته ثالثة عشر فصال‪:‬‬ ‫‪ .1‬فصل ‪ :‬ىف ماهية العلم‪ ,‬والفقه‪ ,‬وفضله‪.‬‬ ‫‪ .2‬فصل ‪ :‬ىف النية ىف حال التعلم‪.‬‬ ‫‪ .3‬فصل‪ :‬ىف اختيار العلم‪ ,‬واألساتذة‪ ,‬والشريك‪ ,‬والثبات‪.‬‬ ‫‪ .4‬فصل ‪ :‬ىف تعظيم العلم وأهله‪.‬‬ ‫‪ .5‬فصل‪ :‬ىف اجلد واملواظبة واهلمة‪.‬‬ ‫‪ .6‬فصل ‪ :‬ىف بداية السبق وقدره وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ .7‬فصل ‪ :‬ىف التوكل‪.‬‬ ‫‪ .8‬فصل ‪ :‬ىف وقت التحصيل‪.‬‬ ‫‪ .9‬فصل ‪ :‬ىف الشفقة والنصيحة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫فصل ‪ :‬فىاالستفادة واقتباس األدب‪.‬‬

‫‪.11‬‬

‫فصل ‪ :‬ىف الورع‪.‬‬

‫‪.12‬‬

‫فصل ‪ :‬فيما يورث احلفظ‪ ,‬وفيما يورث النسيان‬

‫‪1‬‬ ‫ فى األصل والمخطوطين‪ .. :‬فى طريق التعلم‪ ،‬وربما تكون (فى) من إضافة الناسخ أو وهمه‪ ،‬خصوصا أن عنوان الكتاب كما هو أعاله نقله‬‫غير واحد من مؤلفي كتب الرجال واكتفينا باالسم الذى اشتهر به الكتاب واألمر قريب على كل حال‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪.13‬‬

‫فصل ‪ :‬فـيمـا جيـلب الـرزق‪ ,‬وفيـما ميـنع‪ ,‬وما يزيـد ىف العـمـر‪ ,‬وما‬

‫القيمة التربوية‬

‫ينقص‪.‬‬

‫للكتاب ‪:‬‬

‫هلذا الكتاب قيمة بني النتاج العلمي اإلسالمي فقد كان معروفاً ذائع الصيت ومقدراً عند علماء‬ ‫املسلمني ومن الدارسني احملدثني من يعده أحد ثالثة كتب تفرغت متاماً ملوضوعات الرتبية وهي‬ ‫إضافة إىل كتاب الزرنوجي‪:‬‬ ‫ كتاب(الفضيلة ألحوال املعلمني وأحكام املعلمني واملتعلمني ) للقابسي‬‫ كتاب( يف أحكام املعلمني واملتعلمني ) حملمد بن أيب زيد‬‫تأتى أمهية كتاب الزرنوجى عن (طريق التعلم) الذي يعطينا فهمه وتصور عصره للمالمح العملية‬ ‫لكيفية تطبيق أسس النظرية اإلسالمية الرتبوية‪ .‬وهو ىف عرضه لتلك املالمح يتبىن بعض ما كان‬ ‫معروفا قبله من الكتب واألبواب ـ والفصول املتخصصة ىف العلم والرتبية‪ ,‬كما يصف املالحظات‬ ‫املبنية على التجارب الشخصية وخربة معلميه‪ .‬لذلك فإن عملية التعرف على (طريق التعلم) الذي‬ ‫وضعه الزرنوجى جيب أن تنتهج السلوك املعتدل ىف احلكم عليه‪ ,‬فال يبالغ املرء باإلعجاب به ويقول‬ ‫بسبق الزرنوجى لعلماء الرتبية احلديثة ىف بعض األسس التعليمية‪ ,‬وال يبالغ أيضا بالرفض ويصف‬ ‫الكتاب بعدم األمهية بسبب بعض اآلراء الواردة فيه الىت ال تتجاوز مفاهيم عصره‪.‬‬ ‫ىف ثالثة عشرة فصال يعرض الزرنوجى تصوره لطريق التعلم‪ ,‬ويرى أن هذا الطريق هو‬ ‫األسلوب األمثال لعملية التعلم‪ ,‬وأن ما يعرضه هو نصيحة للمتعلمني جيب األخذ هبا وإال فلن‬ ‫يتمكنوا مما يرغبون به‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫السبق التربوي ‪:‬‬ ‫عند مقارنة بعض أراء الرتبية احلديثة بآراء الفكر الرتبوي لربهان الدين الزرنوجي جند مايلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حرية المتعلم ومسؤوليته‬ ‫االختيار عند الزرنوجي يؤكد على حرية املتعلم ومسؤوليته يف اختيار العلم واختيار املعلم مع‬ ‫املشاورة مث الثبات بعد االختيار ‪ -‬فيتبني لنا مشول نظرته لذات املتعلم اليت تتميز باالستقالل واحلرية‬ ‫واملسؤولية وأن املتعلم مكرم بعقله وقلبه وهو حر بعبوديته هلل وحده وهو مسؤل عن ذاته وبالتايل‬ ‫جمتمعه‬ ‫أما بستالوتزي ‪ :‬فقد نادي إىل احرتام شخصية املتعلم وإعطائه قسطاً كبرياً من احلرية حىت تظهر ميوله‬ ‫الطبيعية وعلى هذه الروح تبىن الرتبية احلديثة‬ ‫أما ماريا منتسوري ‪ :‬ترى أن الغرض من الرتبية هو تربية شخصية املتعلم وأن يشجع املتعلم على أن‬ ‫يتعلم بنفسه ويعتمد عليها وهكذا يالحظ اهتمامها باستقالل املتعلمني بأعماهلم‬ ‫أما ديوي ‪ :‬فنالحظ أنه قد ذهب يف طريقه املشروع إىل تعويد املتعلمني االعتماد على أنفسهم يف‬ ‫حبث املشكالت ودراستها والتفكري يف إجياد احللول هلا ‪.‬‬ ‫( مما سبق نقول أن الزرنوجي وبستالوتزي ومنتسوري وديوي ‪-‬اهتموا مجيعاً باملتعلم وحبريته وبنفسيته‬ ‫ إال أن الزرنوجي سبق هوالء الرتبويني احملدثني يف ذلك بقرون عديدة )‬‫ العلم والمعلم‬‫ذكر الزرنوجي توقري املعلم مثل أال ميشي أمامه وال جيلس مكانه وأن يراعي وقت الدرس ‪....‬‬ ‫يف الرتبية احلديثة يقول بستالوتزى أنه جيب أن تكون احملبة أساس العالقة بني املعلم واملتعلم وحمور‬ ‫النظام الدراسي وأن تكون العالقة بني املدرس والتلميذ عالقة أبوه قائمة على العطف واحلب والتعاون‬ ‫‪21‬‬


‫ومنتسوري ‪ :‬أكدت على أمهية املدرس وواجبه الشاق لذا فال بد أن ميتاز املدرس برغبة يف اإلخالص‬ ‫لعمله‬ ‫ويتضح أن كل من الزرنوجي وبستالوتزى ومنتسوري قد اهتموا باملعلم واملتعلم والشريك والعالقة بينهم‬ ‫‪-3‬استمرار التعلم ‪:‬‬ ‫ينصح الزرنوجي املتعلم بأن يكون نشاطه للتعلم مستمراً من املهد إىل اللحد ‪ -‬فكان له السبق إذ‬ ‫يالحظ إن اهلدف من الرتبية عند ديوي ليس إعداد للحياة وإمنا احلياة نفسها وهي عملية منو وعملية‬ ‫تعلم وبناء وجتديد مستمرة وهي بالتايل تسعى ملساعدة املتعلم على االستمرار يف تربيته ومنوه وتعلمه‬ ‫وتكيفه مع بيئته وحياته مادام فيها‪.‬‬ ‫‪ -3‬الفهم ‪:‬‬ ‫ينصح الزرنوجي املتعلم أن يقبل على ما يفهمه من األستاذ ويبتعد عن ما ال يفهمه‬ ‫ويركز كذلك بستالوتزى يف أرائه الرتبوية على الفهم ‪ -‬وكذلك منتسوري تصر على عنصر الفهم يف‬ ‫القراءة والكتابة‬ ‫‪ -4‬التدرج‬ ‫يراعي الزرنوجي التدرج يف تعليم املتعلم‬ ‫ويرى بستالوتزى أن املتعلم عليه أن يبدأ باألسهل وأن ميون االنتقال تدرجيياً ومتمشياً مع منو الطفل‬ ‫فهو يؤمن بوجوب البدء باملدركات احلسية مث االنتقال إىل املعقول ومن البسيط إىل املركب‬ ‫‪ -5‬األخالق‬ ‫ينبه الزرنوجي إىل أنه كلما كان طالب العلم اكثر ورعاً كلما كان علمه أنفع والتعلم عليه أيسر‬ ‫وفوائده أكثر‬ ‫‪22‬‬


‫أما بستالوتزى فقد صرح بأن الطفل الذي تعلم الصالة والتفكري والعمل هو أكثر من نصف متعلم‬ ‫ويرى أنه ال بد من تعلم اآلداب واألخالق وحسن املعاملة‬ ‫عند جون ديوي تكتسب األخالق من خالل التفاعل مع البيئة اليت يعيشها املتعلم عن طريق اخلربة‬ ‫والتجربة وهي عبارة عن أخالق اجتماعية أو ظاهرة اجتماعية تكتسب نتيجة للتفاعل مع البيئة‬ ‫وبعد مقارنة أهم أراء بعض املفكرين الرتبويني احملدثني يف التعلم بآراء الزرنوجي يظهر فضل الرتبية‬ ‫اإلسالمية ‪ ,‬فأساسيات الرتبية اإلسالمية مستنبطة من تعاليم الكتاب الكرمي والسنة املطهرة فهي ثابتة‬ ‫ال تتغري وال تتبدل وإمنا األخذ هبا ‪ ,‬وطريقة تطبيقها تتطلب منهجاً كما تتطلب نظاماَ تعليمياَ‬ ‫وأسلوباً إلعداد املعلمني وتركز الرتبية اإلسالمية على اجلانب الديين واألخالقي يف الرتبية وكذلك‬ ‫تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية اجلسم‬ ‫مصادره ‪:‬‬ ‫فكر الزرنوجي عين بأمهية الرتبية اإلسالمية املستمدة من الكتاب والسنة واالسرتشاد بفكر الصحابة‬ ‫رضوان اهلل عليهم والتابعني ‪ ,‬وأخذ كثري من أقول األئمة ومنهم اإلمام أبو حنيفة واحلكم واآلثار‬ ‫واإلشعار ذات املضمون الرتبوي‪.‬‬ ‫سبب اختياري للكتاب ‪:‬‬ ‫يسهم هذا الكتاب يف تأصيل الرتبية اإلسالمية وماله من املكانة الرتبوية والتعليمية‬ ‫( ومكانة واهتمام املسلمني بالفكر الرتبوي اإلسالمي ‪,‬وأهنا ما تزال تشكل قوة فكرية قادرة حىت‬ ‫عصرنا هذا على إرشادنا إىل أفضل الطرق ملواجهة حتديات الرتبية والتعليم املعاصرة )‬ ‫ويفيد للتعرف على القواعد واملبادئ الرتبوية اإلسالمية اخلاصة بطريق التعلم املتعلمني والقائمني على‬ ‫عملية التعلم يف مدارسنا ومعرفة مالئمة الفكر الرتبوي لبعض الرتبويني احملدثني مع الفكر الرتبوي‬ ‫للزرنوجي‬ ‫‪23‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫المضامين التربوية‪:‬‬ ‫المضامين العقلية‪:‬‬ ‫تناول الزرنوجي احلفظ والنسيان واملراجعة ومن أمثلة توجيهاته يف هذا قوله ( وينبغي لطالب العلم أن‬ ‫يكرر سبق األمس مخس مرات وسبق اليوم الذي قبل األمس أربع مرات والسبق الذي قبله ثالث‬ ‫مرات والذي قبله مرتني والذي قبله مرة واحدة‬ ‫قال تعاىل (وذكر فإن الذكرى تنفع املؤمنني ) ويف سورة الرمحن تكررت آية(فبأى آالء ربكما تكذبان‬ ‫)‬

‫مره‬

‫وعن أنس بن مالك رضي اهلل عنه عن النيب صلى اهلل عليه وسلم أنه كان إذا سلم سلم ثالثاً ولو‬ ‫تكلم بكلمة أعادها ثالثاً حىت تفهم عنه وإذا أتى على قوم سلم عليهم ثالثاً ) رواه البخاري‬ ‫مما يدل على أن التكرار أسلوب تعليمي تربوي ‪.‬‬ ‫وكذلك تناول التأمل يف أكثر من موضع ومن أمثلة ذلك قوله " وينبغي لطالب العلم أن يكون‬ ‫متأمالً يف مجيع األوقات يف دقائق العلوم ويعتاد على ذلك فإمنا تدرك الدقائق بالتأمل "‬ ‫دعا القرآن الكرمي إىل التأمل ففي قوله تعاىل ( امل تروا كيف خلق اهلل سبع مسوات طباقا وجعل القمر‬ ‫فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً )‬ ‫والزرنوجي حيث طالب العلم على التأمل يف دروسه ألن العلم يف رأيه ال حيصل إال بالتأمل والتأمل يف‬ ‫مجيع األوقات ويف دقائق العلوم حىت يعتاد ذلك املتعلم‬

‫‪24‬‬


‫ التدرج ‪ :‬من مبادئ الرتبية اإلسالمية التدرج ‪ ,‬وأن القرآن الكرمي نزل منجماً على الرسول‬‫صلى اهلل عليه وسلم على مدار ثالثة وعشرين سنة‬ ‫فالزرنوجي (يطلب من املعلم أن خيتار من العلم للمبتدئ ما مين ضبطه وفهمه باإلعادة مرتني بالرفق‬ ‫ويزيد كل يوم كلمة ويزيد بالرفق ‪ ,‬وأن خيتار له الكتب الصغرية الواضحة ‪.‬‬ ‫ مراعاة الفروق الفردية ‪ :‬اإلفراد تتفاوت قدراهتم العقلية واستعداداهتم وميوهلم وذكائهم‬‫وقد نبه القرآن الكرمي على ذلك يف قوله تعاىل(ال يكلف اهلل نفساً إال وسعها )‬ ‫جيب على املربني مراعاة الفروق بني املتعلمني فليست كل العقول واحدة وليست قدرهتا على الفهم‬ ‫واالستيعاب متماثلة فمنهم من تعلم وفهم ومنهم من رغب يف االستزادة يف العلم والتعمق يف الفهم‬ ‫فوصل إىل درجة عالية من العلم‪.‬‬ ‫المضامين اإليمانية ‪:‬‬ ‫معرفة اإلنسان علم العبادات وعلم املعامالت من بيع وزواج وطالق وعلم أحوال القلب من خوف‬ ‫ورجاء وتوكل على اهلل واإلنابة إليه ‪ -‬وعلم األخالق ويشمل الفضائل والبعد عن الرذائل ‪-‬‬ ‫تعلم اإلنسان ما البد منه مثل حفظ القرآن ومعرفة رواة احلديث ‪ -‬ومعرفة ما هو ليس علماً شرعياً‬ ‫مثل الطب واحلساب ‪.‬‬ ‫التأهب ‪:‬ويقصد به االستعداد واإلقبال على التعلم‬ ‫النية ‪ :‬يقول الزرنوجي ‪ " :‬ينبغي أن ينوي املتعلم بطلب العلم رضاء اهلل والدار اآلخرة وإزالة اجلهل‬ ‫عن النفس وإحياء الدين وإبقاء اإلسالم‬

‫‪25‬‬


‫التوكل ‪ :‬يقول الزرنوجي ‪ " :‬البد لطالب العلم من التوكل يف طلب العلم و ال يهتم ألمر الرزق وال‬ ‫يشغل قلبه بذلك ‪ ,‬روى أبو حنيفة رمحه اهلل عن عبداهلل بن الزبيدي رضي اهلل عنه صاحب رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم من تفقه يف الدين كفاه اهلل تعاىل مهه ‪ ,‬ورزقه من حيث ال حيتسب "‬ ‫ فالتوكل هو االعتماد على واالستعانة قال تعاىل " من يتوكل على اهلل فهو حسبه )‬‫الصالة والسنن ‪:‬ينصح الزرنوجي املتعلم أن يكثر من الصالة ويصلي صالة اخلاشعني يقول ‪:‬‬ ‫ينبغي لطالب العلم أال يتهاون باآلداب والسنن فإن من هتاون بالسنن حرم الفرائض ومن هتاون‬ ‫بالفرائض حرم اآلخرة‬ ‫الشكر والذكريقول الزرنوجي ‪" :‬فأنه سبب زيادة العلم ألنه شكر على نعمة العقل والعلم وقال أبو‬ ‫حنيفة رمحه اهلل تعاىل إمنا أدركت العلم باحلمد والشكر‬ ‫وينبغي لكل مسلم أن يشغل نفسه يف مجيع أوقاته بذكر اهلل تعاىل والدعاء والتضرع وقراءة القرآن‬ ‫الدعاء ‪ :‬يقول الزرنوجي ‪ " :‬ويدعو املتعلم اهلل تعاىل ويتضرع إاليه فإنه جييب دعاه وال خييب رجاه‬ ‫‪,‬قال تعاىل (ادعوين استجب لكم )‬ ‫المضامين االجتماعية‪:‬‬ ‫تناول الزرنوجي ذلك يف اهتمامه بالصحبة أو الرفقة من املشاركني يف التعلم ومن أمثلة ذلك قوله"‬ ‫وأما اختيار الشريك فينبغي أن خيتار اجملد والورع وصاحب الطبع السليم "‬ ‫المضامين الصحية ‪ :‬اهتم باجلوانب الصحية سواءً كانت صحة البدن أو صحة النفس فنجده يقول‬

‫"مث ال بد لطالب العلم من القوت ومعرفة ما يزيد يف العمر والصحة ‪ ...‬ويف كل ذلك صنفوا كتباً‪...‬‬ ‫وعلى املتعلم فيما يرى الزرنوجي أن " ال جيهد نفسه جهداً وال يضعف النفس حىت ينقطع عن‬ ‫العمل بل يستعمل الرفق يف ذلك والرفق أصل عظيم يف مجيع األشياء "‬ ‫‪26‬‬


‫يقول الزرنوجي " وأقوى أسباب احلفظ واجلد واملواظبة وتقليل الغذاء وصالة الليل وقراءة القرآن من‬ ‫أسباب احلفظ ""والسواك وشرب العسل وأكل الكندر مع السكر وأكل إحدى وعشرين زبيبة محراء‬ ‫كل يوم على الريق يورث احلفظ – وأكل ما يقلل البلغم والرطوبات ويزيد يف احلفظ "‬ ‫اجلد واملواظبة وقراءة القرآن وصالة الليل كلها تؤدي إىل السكينة وتثبت العقيدة ‪.‬‬ ‫كثرة الغذاء تعيق التفكري السليم ومتنع من العبادة وتثقل الرأس وتؤذي املعدة ومتيت القلب‬ ‫ويقول الزرنوجي " فاملعاصي وكثر الذنوب واهلموم واألحزان يف أمور الدنيا وكثرة االنشغال والعالئق‬ ‫وكل ما يزيد البلغم يورث النسيان‬ ‫وما يورث النسيان ( أكل الكزبرة الرطبة والتفاح احلامض والنظر إىل املصلوب ورمي القمل احلي على‬ ‫األرض )‬ ‫أسباب نفسية ‪ :‬كثرة املعاصي والذنوب تؤدي إىل ظلمة القلب واهلموم واألحزان تضعف القابلية‬ ‫للحفظ واالهتمام به والرتكيز فيه‬ ‫المضامين االنفعالية ‪ :‬يؤكد الزرنوجي على االهتمام جبوانب شخصية املتعلم كاالنفعالية يف إجياهبا‬ ‫مثل ضرورة تعظيم العلم وأهله بقوله " اعلم أن طالب العلم ال ينال العلم وال ينتفع به إال بتعظيم‬ ‫العلم وأهله وتعظيم األستاذ وتوقريه‬ ‫أو سلبها ‪ :‬كما يف نصحه لرتك اخلصومة بقوله الذي يوجهه لطالب العلم " وينبغي أال ينازع أحداً‬ ‫وال خياصمه ‪ "..‬وقوله " وإياك واملعاداة فإهنا تفضحك وتضيع وقتك "‬ ‫الحلم والصبر ‪ :‬قال الزرنوجي " اختار أبو حنيفة رمحه اهلل تعاىل محاد بن سلمان رمحه اهلل بعد‬ ‫التأمل والتفكري وقال ‪ :‬وجدته شيخاً كبرياً وقوراً حليماً صبوراً‬

‫‪27‬‬


‫المضامين التعليمية والتربوية ‪:‬‬ ‫التعلم المستمر ووجوب إخالص النية هلل ‪:‬‬‫استشهد الزرنوجي من قوله تعاىل (وما أوتيتم من العلم إال قليال ) وقوله تعاىل ( وفوق كل‬ ‫ذي علم عليم ) حيث أن وقت عنده من املهد إىل اللحد فهو مل حيدد سناً معينة لبدء التعلم‬ ‫واستشهد باحلسن بن زياد حيث بدأ بالتفقه وهو ابن مثانني سنة‬ ‫فال ميكن لبش أن حييط بكل معرف العلوم شرعية كانت أو كونية فالتعلم ال ينتهي بفرتة زمنية وإمنا‬ ‫ميتد من املهد إىل اللحد باستمرار لتحصل مزيد من العلم واملعرفة‬ ‫وأن تكون النية يف هذا التعلم املستمر خالصة لوجه اهلل سبحانه وتعاىل ‪.‬‬ ‫إلزامية التعليم ‪:‬‬ ‫حتدث الزرنوجي عن علم احلال مثل تعلم الصالة والصوم والزكاة واحلج وكذلك املعامالت واحلرف‬ ‫وكل من اشتغل بشئ منها يفرتض عليه التحرز من احلرام فيه وكذلك يفرتض عليه علم أحوال القلب‬ ‫من التوكل واإلنابة واخلشية والرضا‬ ‫االختيار ( الحرية ) ‪:‬‬ ‫إن ارتباط املتعلم بتوحيد اهلل وحده ال شريك له وحترره من العبودية لغري اهلل هلو امسي درجات احلرية‬ ‫فاملتعلم يتمتع مبمارسة احلرية ما دامت تسري وفق الرتبية اإلسالمية فهي تضمن له عدم االعتداء على‬ ‫ماله وجسمه ونفسه وعرضه ‪ .‬فمبدأ حرية االختيار يتيح للمتعلم أن يكتسب الثقة بالنفس فللمتعلم‬ ‫حرية اخنيار العلم النافع والذي ال خيرج عن نطاق العلم الذي حثنا عليه الدين ‪,‬‬ ‫واختيار األستاذ والرفيق له تأثري وانعكاسات على شخصية املتعلم ‪,‬‬ ‫فهذا مضمون مهم من مبادئ الرتبية اإلسالمية‬ ‫‪28‬‬


‫ كما أهنا هتتم باستقالل املتعلم والدليل على احرتام شخصيته واالهتمام حبرية اختياره لعلمه‬‫وألستاذه وشريكه ‪.‬‬ ‫المشاورة‬ ‫قال تعاىل ( وأمرهم شورى بينهم )‬ ‫يقول الزرنوجي (فطلب العلم من أعلى األمور وأصعبها‪ ,‬فكانت املشاورة فيه أهم وأوجب )‬ ‫ففي املشاورة اكتساب للصواب لكثرة اخلربات وتنوعها من املشاورين كما إن هبا كشف عن قدرات‬ ‫عقلية ومشاركة اجلميع بالتايل تؤدي إىل حتمل نتيجة املشورة‬ ‫الزرنوجي ‪ :‬حيث املتعلم قبل أن يثبت على يد معلم معني – يستشري الشيوخ املوجودين يف ذلك‬ ‫العصر يف رأيهم يف ذلك املعلم الذي يريد أن يتتلمذ على يده‬ ‫المضامين األخالقية واألدبية ‪:‬‬ ‫آداب المعلم ‪:‬‬ ‫المظهر الالئق ‪ :‬يؤكد الزرنوجي يف كتابه على ضرورة املظهر احلسن للمعلم أمام متعلميه مستشهداً‬ ‫بقول أيب حنيفة رمحه اهلل ألصحابه " عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم " إمنا قال ذلك لئال‬ ‫يستخف بالعلم وأهله‪.‬‬ ‫العلم والورع‪ :‬يقول الزرنوجي يف اختيار املعلم " ينبغي أن خيتار األعلم واألروع واآلسن‬ ‫التواضع ‪ :‬يقول الزرنوجي " وينبغي للمعلم أال يذل نفسه بالطمع يف غري مطمع ويتحرر عما فيه‬ ‫مذلة العلم وأهله ويكون متواضعاً والتواضع بني الكرب واملذلة والعفة‬

‫‪29‬‬


‫إرشاد المتعلم وتوجيهه إلى العلوم المناسبة‪ :‬يقول الزرنوجي" كان شيخ اإلمام األجل األستاذ‬ ‫شيخ اإلسالم برهان احلق والدين رمحه اهلل تعاىل يقول ‪ :‬كان طلبة العلم يف الزمان األول يفوضون‬ ‫أمورهم إىل أستاذهم فكانوا يصلون إىل مقاصدهم ومرادهم واآلن خيتارون بأنفسهم فال حيصل‬ ‫مقصودهم من العلم والفقه ‪.‬‬ ‫الشفقة والنصيحة ‪:‬‬ ‫ويقول الزرنوجي" وينبغي أن يكون صاحب العلم مشفقاً ناصحاً وكان استأذنا شيخ اإلسالم برهان‬ ‫الدينرمحه اهلل يقول ‪ :‬قالوا إن ابن املعلم يكون عاملاً ألن املعلم يريد أن يكون تالميذه علماء ‪ ,‬وكان‬ ‫حيكى أن الصدر األجل برهان االئمة رمحة اهلل جعل وقت السبق ال بنيه الصدر الشهيد حسام الدين‬ ‫والصدر الشهيد تاج الدين رمحهما اهلل تعاىل وقت الصحوة الكربى بعد مجيع االسباق وكانا يقوالن‬ ‫طبيعتنا تكل ومتل يف ذلك الوقت‬

‫آداب‬

‫المتعلم ‪:‬‬

‫شغل النفس بأعمال اخلري هذا ما يؤكده الزرنوجي للمتعلم بقوله " ينبغي لكل أحد أن يشغل نفسه‬ ‫بأعمال اخلري ‪.‬‬ ‫االحرتاز من األخالق الذميمة قال الزرنوجي " ينبغي لطالب العلم أن حيرتز من األخالق الذميمة‬ ‫مثل الغيبة والنميمة والغدر والكذب ‪.‬‬ ‫تقليل العالئق الدنيوية قال الزرنوجي " وال بد لطالب العلم من تقليل العالئق الدنيوية‬ ‫اال جيهد نفسه حىت ال ينقطع عن العمل ‪ :‬قال الزرنوجي " وال جيهد نفسه جهداَ وال يضعف النفس‬ ‫حىت ينقطع عن العمل بل يستعمل الرفق يف ذلك ‪ -‬وأيك والكسل فإنه شؤم وآفة عظيمة‬

‫‪31‬‬


‫آدابه مع المعلم قال الزرنوجي ‪ :‬أال ميشي أمامه وال جيلس مكانه وال يبتدئ الكالم قبله إال بأذنه‬ ‫وال يكثر الكالم عنده وال يسأله عند ضجره وسأمتة وأن يراعي الوقت وال يدق الباب بل يصرب حىت‬ ‫خيرج وال جيلس قرب األستاذ‬ ‫آدابه مع شريكه ‪ :‬على املتعلم أن جيالس الصلحاء ويتقرب منهم –ألن اجملاورة مؤثرة ال حمالة ‪-‬‬ ‫وأن يغتنم دعوة أهل اخلري وحيرتز من دعوة املظلوم ‪.‬‬

‫أساليب التعلم ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنوع طرق وأساليب التعلم وهي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المناظرة‪ :‬وهي عبارة عن حماورة بني فريقني حول موضوع معني ‪ ,‬لكل منهما‬ ‫وجهة نظر خمتلفة عن وجهة نظر الفريق اآلخر ‪ -‬ووضع الزرنوجي أصوالً‬ ‫للمناظرة وهي ‪ :‬أن تكون باإلنصاف والتأين ‪ ,‬وتكون الستخراج الصواب ‪ ,‬وال‬ ‫حتصل بالغضب والشغب وحتل ألظهر احلق ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬آداب املناظرة كما وضعها الزرنوجي ‪:‬أن تكون إلظهار احلق ولو على يد‬ ‫اخلصم ‪ -‬أن يتجنب الغضب والشغب أثناء املناظرة – أن ال حيتال على خصمه‬ ‫وال ميوه عليه أثناء املناظرة ‪-‬‬ ‫ت‪ -‬المطارحة‪ :‬وهي إلقاء القوم املسائل بعضهم على بعض ‪ -‬فهي طريقة تقوم‬ ‫على املناقشة املتبادلة بني طرفني وتتخللها أسئلة وإجابات هدفها يباين احلقيقة أو‬ ‫الواقع وإزالة األوهام عن العقول وإزالة العقبات اليت قد تعرتض سبيل التعلم‬ ‫الصحيح‬ ‫ث‪ -‬المذاكرة‪ :‬مأخوذة من تذكر الشئ إذا نسيه والتذكر ضد النسيان – وأفضل‬ ‫املذاكرة الصباح الباكر‬ ‫‪31‬‬


‫ج‪-‬السؤال ‪ :‬يقول الزرنوجي " قيل البن عباس رضي اهلل عنهما ‪ :‬مب أدركت العلم ؟‬ ‫قال ‪ :‬بلسان سئول وقلب عقول – قال تعاىل (فسألوا أهل الذكر إن كنتم ال‬ ‫تعلمون )‬ ‫ الرحلة في طلب العلم ‪ :‬قال الزرنوجي" وال بد لطالب العلم من تقليل العالئق الدنيوية بقدر‬‫الوسع وهلذا اختاروا الغربة إذ ال بد من حتمل النصب واملشقة يف سفر التعلم‬ ‫ الكتابة قال الزرنوجي " ومن حفظ فر ومن كتب شيئاً قر‬‫ ‪ -‬وقت التحصيل وذكر الزرنوجي" وقت التحصيل من املهد إىل اللحد ( دخل احلسن بن زياد‬‫يف التفقه وهو ابن الثمانني سنة ومل يبت على فراش أربعني سنة ‪ ,‬فأفىت بعد ذلك أربعني سنة )‬ ‫وأفضل وقت بني العشاءين ووقت السحر "‬

‫ما يخص المعلم ‪:‬‬ ‫ الواجب على املعلم أن يطبق التوجيهات اإلسالمية بأن يكون قدوة ملتعلمية وباملظهر‬‫الالئق يكسب احرتامهم‬ ‫ جيب على املعلم أن يكون تقياً يف سلوكه وممارساته مع املتعلمني فال حيط من قدر العلم‬‫سواء كان ذلك يف مظهره أو ما يطلبه من املتعلمني يف منافعه الشخصية ‪ ,‬إذ جيب‬ ‫على املعلم أن يتحرى احلالل يف طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه ‪ ,‬وحيرص على شرف‬ ‫املهنة اليت ينتمي إليها من خالل حمافظته على مبادئها وقيمها‪.‬‬ ‫ املعلم ال بد أن يكون متواضعاً يف مسلكه والتواضع هو حالة متوسطة بني التكرب وذل‬‫النفس قال تعاىل ( واخفض جناحك ملن اتبعك من املؤمنني)‬ ‫‪32‬‬


‫ أن يكون املعلم صبوراً حليماً على املتعلمني وواجبه أن حيبس لسانه عن الشكوى‬‫ويرضى بقلبه ويطمئن مبا كتب اهلل له وقضاه ‪ -‬قال تعاىل (واهلل حيب الصابرين) (إن‬ ‫اهلل مع الصابرين )‬ ‫ على املعلم أن يوجه متعلمية إىل اختيار كل ما يرى إنه مفيد ويتناسب مع قدراهتم‬‫وميوهلم واستعدادهم الفطري عل أن يراعي حاجة اجملتمع املسلم وطبيعته‪. .‬‬ ‫ لطريقة املناظرة واحلوار منذ القدم فضل كبري يف تربية التفكري وتنمية العقول وتوسيع‬‫آفاقها ويأيت يف مقدمتها العلوم اإلسالمية مثل علم الفقه وعلم أصول الفقه‬ ‫ على املعلم أن يسري خبرباته مع خربات املتعلم ذاته وجتاربه‬‫مايخص المتعلم ‪:‬‬ ‫ إخالص النية يف العمل الرتبوي ومنذ البداية حىت بلوغ اهلدف هي أساس وطريقة وقصد‬‫وبدون النية ال حتقق عملية التعلم يف جانبيها اإلفادة واالستفادة‬ ‫ الصالة وما يلزمها من الطهارة وما يتبعها من سنن منهج قويل وعملي جيعل املتعلم على‬‫صلة مستمرة باهلل ويف الصالة وتالوة القرآن الكرمي وذكر واستغفار ودعاء وصالة على‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم وهي منهج تعليمي تربوي فلها مواقيت تؤدي فيها موزعة‬ ‫خالل اليوم تذكر املتعلم بالوقت وأمهيته‬ ‫ والصالة يف مجاعة تريب املتعلمني على التعاون والنصرة والتكافل ويكونوا أمة واحدة‬‫يعبدون رباً واحداً‬ ‫ الدعاء له أمهية كربى يف تعليم وتربية املتعلم املسلم فهو يعلمه أن اهلل هو الغين الرزاق‬‫الذي جييب الدعاء ويسمع النداء ‪ -‬فعل املتعلم شغل نفسه هبذه األمور حىت تتأصل يف‬ ‫نفسه ذلك أن املعاصي تعوق تركيز املتعلم يف العلم بل إن املعلومات ال تثبت يف ذهنه‬ ‫‪33‬‬


‫ يسعى اإلسالم بأن يكون شغل املتعلم موجه حنو اخلري ومن هذه الصفات والقيم والتقوى‬‫قال تعاىل(إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم ) ‪ ,‬وأن يذكر املتعلم اهلل يف كل وقت فيرتتب‬ ‫على ذلك خشية اهلل وتقواه واخلوف منه وحبه ومواالته وبغض أعدائه كما يعترب الذكر‬ ‫عالجاً لوساوس النفس والشيطان‬ ‫ التعلق بالعالئق الدنيوية تبعد املتعلم عن حتقيق اهلدف من التعلم من طلب رضاء اهلل‬‫وإخالص النية له والوصول إليه ال يتم واملتعلم منشغل الفكر فلن يستطيع أن يعطي العلم‬ ‫حقه‬ ‫ ينبغي على املتعلم أال جيهد نفسه يف طلب العلم بل يكون متوسطاَ فال ينهك فيه قواه‬‫خمافة السآمة وامللل – وعلى املتعلم إجياد احلال املالئم للعلم وللحفظ‬

‫‪34‬‬


‫النتائج ‪:‬‬ ‫ اشتمل الكتاب على مبادئ واساليب تربوية عديدة ‪.‬‬‫ أن املبادئ الرتبوية احلديثة تتفق مع مبادئ وافكار برهان الدين الزرنوجي ‪.‬‬‫ اهتم بالرتبية الدينية واخللقية وضرورة التمسك هبا يف التعليم‬‫ أهتم كتابه جبميع أركان العملية التعليمية وخاصة مبا يتعلق باملعلم واملتعلم‬‫ ذكر الطرق املناسبة للتعليم مثل املناظرة واملطارحة واملذاكرة والسؤال واآلداب‬‫ اهتم الزرنوجي بالوقت احملدد واألفضل واألجدى للدراسة ‪.‬‬‫ اهتمامه بربط العلم بالعمل لتحقيق اهلدف من العلم أال وهو احملافظة على عقيدة اإلسالم‬‫واملشاركة يف أعمار األرض‪.‬‬ ‫‪ -8‬تقدير عمل املعلم وضرورة احرتامه وذكر آداب خاصة به‬

‫التوصيات ‪:‬‬ ‫ العمل املستمر على البحث يف الفكر الرتبوي اإلسالمي ‪.‬‬‫ وإجراء دراسات تربوية مقارنة بني اجتاه علماء املسلمني وبني اجتاهات الرتبية احلديثة هبدف‬‫التأصيل‪.‬‬ ‫‪ -‬األخذ باآلراء الرتبوية احلديثة اليت تتوافق مع القيم واملفاهيم اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫ استخدام املعلمون واملتعلمون فن املناظرة يف موضوع التعليم ال كتساب القدرات واملهارات‬‫مع التمسك باألخالق العلمية‬ ‫ الرتكيز على طريقة املناقشة ملا هلا من أمهية كبرية يف التعلم والرتبية ألهنا تقوم على النشاط‬‫الذايت و الفكري معاً مع العملي للمتعلم للوصول باملتعلم إىل احلقائق باختاذها أساساً‬ ‫الستخدام منطق العقل والقوى النفسية لرتكيزها على البحث عن احلقيقة‬ ‫ البحث والسفر من أجل طلب العلم‬‫ الرتكيز على الكتابة خاصة يف املراحل األوىل من الدراسة ألن كتابة العلوم بعد الفهم تساعد‬‫على احلفظ لفرتة طويلة وعدم النسيان ‪.‬‬ ‫‪ -8‬أن خيتار الطالب العلم الذي يريد أن يتعلمه حبسب رغباته وأن يكون موافقاً للشريعة‬ ‫اإلسالمية ويعود بالنفع والفائدة على األمة اإلسالمية وأن يكون بضوابط وقواعد أساسيه ‪.‬‬ ‫[واحلمد هلل على التمام‪ ,‬وصلى اهلل على سيدنا حممد أفضل الرسل الكرام‪ ,‬وآله وصحبه‬ ‫األئمة اإلعالم‪ ,‬على مر الدهور وتعاقب األيام‪ ,‬آمني‪[.‬‬

‫‪36‬‬


‫الفهرس ‪:‬‬ ‫اإلطار العام‬ ‫المستخلص‪3---------------------------------------‬‬ ‫المقدمة ‪5-4--------------------------------------‬‬ ‫التمهيد ‪6----------------------------------------‬‬ ‫أهمية البحث ‪-------------------------------------‬‬ ‫حدود البحث ‪------------------------------------‬‬ ‫مصطلحات البحث ‪----------------------------------‬‬ ‫الدراسات السابقة ‪8----------------------------------‬‬ ‫خطة البحث ‪9-8-----------------------------------‬‬ ‫منهج البحث ‪9------------------------------------‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫السيرة الذاتية ‪14-11----------------------------------‬‬ ‫ثناء العلماء على الكتاب ‪15-----------------------------‬‬ ‫وصف الكتاب ‪19-1 ---------------------------------‬‬

‫‪37‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫القيمة التربوية للكتاب ‪19----------------------------------‬‬ ‫السبق التربوي ‪1--------------------------------------‬‬ ‫سبب اختيار الكتاب ‪3-----------------------------------‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫المضامين التربوية ‪4-----------------------------------‬‬ ‫اساليب التعلم ‪31-------------------------------------‬‬ ‫ما يخص المعلم ‪3 ------------------------------------‬‬ ‫ما يخص المتعلم ‪34------------------------------------‬‬ ‫النتائج ‪35-----------------------------------------‬‬ ‫التوصيات ‪36----------------------------------------‬‬ ‫المراجع ‪39-----------------------------------------‬‬

‫‪38‬‬


‫المراجع ‪:‬‬ ‫ القرآن الكرمي‪.‬‬‫ القاضي ‪,‬اعتدال مصطفى(‪ 991‬م)‪:‬الفكر الرتبوي عند املودودي‪ ,‬اجملموعة االعالميه لدار‬‫النشر‪,‬جدة ‪.‬‬ ‫‪-‬اجلـ ـواهر املضيئة ‪/‬‬

‫‪ .‬الف ـوائد البهية‬

‫‪ .‬املــوسوعة العربية امليسرة ص‬

‫‪9‬‬

‫‪-‬اخلطيب ‪,‬حممد شحات وآخرون ‪.‬أصول الرتبية اإلسالمية دار أخلرجيي للنشر والتوزيع ‪.‬ط ‪-‬‬

‫ياجلن ‪,‬مقداد ‪.‬الرتبية اإلسالمية دورها يف مكافحة اجلرمية ‪,‬ص ‪,‬ص‬‫علي حممود عبدا حلليم ‪.‬عاملية الدعوة اإلسالمية ‪.‬ط ‪.‬املنصورة‪.‬دارا لوفاء للطباعة والنشر‪.‬‬‫‪. 99 /‬ص ‪8‬‬ ‫‪-‬أحلازمي ‪,‬خالد حامد ‪:‬أصول الرتبية اإلسالمية ‪.‬دار الزمان للنشر والتوزيع ‪ ,‬املدينة املنورة ‪,‬ط ‪-‬‬

‫معجم البلدان ‪. 8 /‬‬‫ معجم البلدان ‪. 1 /‬‬‫‪ -‬املوسوعة اإلسالمية للمستشرقني ‪/ 1‬‬

‫‪.‬‬

‫‪39‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.