المضامين التربوية المستنبطة من كتاب حلية طالب العلم

‫المملكة العربية السعودية‬ ‫وزارة التعليم العالي‬ ‫الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‬ ‫كلية الدعوة وأصول الدين‬

‫قسم التربية‬ ‫( البرنامج المسائي )‬

‫املضامني الرتبوية املستنبطة من‬ ‫كتاب حلية طالب العلم‬ ‫لفضيلة الشيخ – بكر عبد اهلل ابو زيد‬ ‫يرمحه اهلل‬ ‫إعداد الطالب‬ ‫بندر حممد صاحل العمري‬

‫إشراف‬ ‫د ‪ .‬عيد حجيج اجلهين‬ ‫العام الدراسي‬ ‫‪ 4141 / 4141‬هـ‬

‫‪1‬‬

‫مستخلص الدراسة‬ ‫عنوان الدراسة ‪ :‬المضامين التربوية المستنبطة من كتاب حلية طالب العلم ‪.‬‬ ‫تحددت مشكلة الدراسة في االجابة على السؤال الرئيس التالي‪:‬‬ ‫ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب حلية طالب العلم‬ ‫وقد هدفت الدراسة الحالية إلى‪:‬‬ ‫هدف رئيس وهو معرفة المضامين التربوية بكتاب حلية طالب العلم ويتفرع منه أهداف فرعية وهي ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬نبذة عن حياة الشيخ بكر أبو زيد وإسهاماته العلمية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬التعريف بكتاب " حلية طالب العلم " ‪.‬‬ ‫‪ .3‬استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " حلية طالب العلم " ‪.‬‬ ‫وقد تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬ان األمة اإلسالمية منذ القدم تهتم بكل ما يخص طالب العلم ‪.‬‬ ‫‪ ‬ان العلماء يتناقلوا علمهم عن خالل طالب العلم المتلقين له على يديهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬العلم ال يغفل جانب اآلداب وبتطبيقها يصبح طالب العلم عالماً بعلمه ‪.‬‬ ‫وقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات اهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬وجود دراسات تهتم بعلوم األمة اإلسالمية ومعرفة بتاريخ األمة في الزمان الماضي ‪.‬‬ ‫‪ ‬تدريب الطالب على بعض الجوانب التربوية الواردة في كتاب حلية طالب العلم ‪.‬‬ ‫‪ ‬االلمام باآلداب وتطبيقاتها من طالب العلم ليرتقي بالفوائد الجميلة في ثنايا الكتاب ‪.‬‬ ‫و اقترحت الدراسة مجموعة من المقترحات اهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬األخذ بمنهج التربية االسالمية وتعزيزه ببعض المضامين الواردة في كتاب حلية طالب العلم ليتم النفع‬ ‫لجميع الطالب في المستقبل القريب ‪.‬‬ ‫‪ ‬فرض اآلداب الجليلة التي أوردها الشيخ بكر عبد اهلل ابو زيد في كتابه حلية طالب العلم على كل‬ ‫داء من التعليم االبتدائي ووصوالً للتعليم العالي ‪.‬‬ ‫متعلم في جميع المستويات التعليمية ابت ً‬

‫‪ ‬توظيف الجانب االعالمي في مسألة التطبيقات التي يستفيد منها طالب العلم ليرتقي من خاللها‬ ‫بالفوائد الجميلة التي في ثنايا الكتاب ‪.‬‬

‫‪2‬‬

Abstract Study Title: Educational Implications derived from the book Ornament science student.

The study identified a problem in the answer to the following question: What educational content derived from the book Ornament science student The present study aimed to: Prime objective of a knowledge of the contents of educational book Ornament student science and fork to the sub-goals, namely: 1. About the life of Sheikh Bakr Abu Zaid and his contributions to science.

2. Definition of the book "Ornament seeker of knowledge."

3. Devise the most prominent educational content of the book "Ornament seeker of knowledge."

Has been reached following results: • The Islamic nation since ancient care of every student with respect to the flag.

• Scientists Atnagulwa their knowledge about science students during his recipients on their hands.

• Do not lose sight of the flag by the Arts and applied science student becomes a world knowledge.

The study recommended a series of recommendations including: • The existence of studies concerned with science and knowledge of the Islamic nation on the nation in the past decade.

• train students to some of the educational aspects contained in the book Ornament science student.

• knowledge of morality and applications of science students to move up in the folds of the benefits beautiful book.

And the study suggested a set of proposals including: • the introduction of Islamic education approach and strengthen some of the contents contained in the book Ornament science student to be beneficial to all students in the near future.

• the imposition of Arts venerable cited by Sheikh Abu Bakr Abdullah Zaid in his book Ornament seeker of knowledge on each learner in all levels of education from primary education and continuing higher education.

• the employment side of the media on the issue of applications that benefit from a seeker of knowledge from which to move up the benefits beautiful in the folds of the book.

3

‫شكر وتقدير‬ ‫الشكر هلل سبحانه وتعاىل ىلع نعمته وفضله وامتنانه‬ ‫علينا بتحصيل العلم المفيد يف ادلارين ‪.‬‬ ‫وأتقدم بالشكر اجلزيل إىل فضيلة‬ ‫االستاذ ادلكتور ‪ :‬عيد حجيج اجلهىن‬ ‫( حفظه اهلل )‬ ‫ىلع حرصه بزتويدنا بالعلم انلافع‬ ‫وآمل من اهلل العيل القدير أن يكون لك ما يقدمه يف‬ ‫مزيان حسناته‬

‫‪4‬‬

‫فهرس الموضوعات‬ ‫الموضوع‬

‫الصفحة‬

‫صفحة العنوان‬

‫أ‬

‫مستخلص الدراسة باللغة العربية‬

‫ب‬

‫مستخلص الدراسة باللغة االنجليزية‬

‫ج‬

‫شكر وتقدير‬

‫د‬ ‫الفصل التمهيدي – االطار العام للدراسة‬

‫‪ ‬مقدمة‬

‫‪7‬‬

‫‪ ‬مشكلة الدراسة‬

‫‪8‬‬

‫‪ ‬أهداف الدراسة‬

‫‪8‬‬

‫‪ ‬أهمية الدراسة‬

‫‪8‬‬

‫‪ ‬منهج الدراسة‬

‫‪9‬‬

‫‪ ‬حدود الدراسة‬

‫‪9‬‬

‫‪ ‬مصطلحات الدراسة‬

‫‪9‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‬

‫‪9‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬نبذة عن حياة الشيخ بكر أبو زيد واسهاماته العلمية ‪.‬‬ ‫‪ ‬المبحث األول ‪:‬مولده ونشأته‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪:‬اسمه ‪ ،‬ونسبه ‪ ،‬وكنيته ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬خصاله‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬المبحث الرابع‪ :‬حياته العلمية‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬المبحث الخامس ‪:‬شيوخه‬

‫‪12‬‬

‫‪ ‬المبحث السادس ‪ :‬تالمذته‬

‫‪12‬‬

‫‪ ‬المبحث السابع‪ :‬آثاره العلمية‬

‫‪12‬‬

‫‪ ‬المبحث الثامن‪ :‬مؤلفاته‬

‫‪11 -13‬‬

‫‪ ‬المبحث التاسع‪ :‬وفاته‬

‫‪11‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬التعريف بالكتاب وقيمته العلمية‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬اسم الكتاب وطبعاته‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪:‬مصادر المؤلف في الكتاب‬

‫‪17‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬موضوعات الكتاب‬

‫‪17‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ ‬المبحث الرابع ‪:‬طريقة المؤلف في الكتاب‬

‫‪18‬‬

‫‪ ‬المبحث الخامس‪:‬مميزات الكتاب‬

‫‪18‬‬

‫‪ ‬المبحث السادس‪ :‬مآخذ على الكتاب‬

‫‪18‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬المضامين التربوية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬ ‫أوالً ‪ :‬المضامين التربوية اإليمانية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬

‫‪ ‬مضمون العلم عبادة‬

‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ ‬مضمون مالزمة خشية اهلل‬

‫‪21‬‬

‫‪ ‬مضمون دوام المراقبة‬

‫‪21‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المضامين التربوية الخلقية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬

‫‪ ‬مضمون القناعة والزهد‬ ‫‪ ‬مضمون الصدق‬

‫ثالثاً ‪ :‬المضامين التربوية السلوكية المستنبطة من كتاب ( حلية طالب العلم )‬

‫‪ ‬مضمون إجمام النفس‬

‫‪ ‬مضمون حسن السؤال‬ ‫رابعاً ‪ :‬المضامين التربوية العملية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬

‫‪ ‬صيانة العلم‬

‫‪ ‬التعامل مع الكتاب‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪22‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫‪22‬‬

‫توصيات الدراسة‬

‫‪22‬‬

‫مقترحات الدراسة‬

‫‪22‬‬

‫المراجع‬

‫‪21‬‬

‫‪6‬‬

‫الفصل األول‬ ‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫المقدمة ‪:‬‬ ‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالة والسالم على من بعثه اهلل رحمة للعالمين ومعلما ورسوال للناس كافة يتلو‬ ‫عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة أما بعد ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫العلْم َدرج ٍ‬ ‫ات َواللَّهُ بِ َما تَ ْع َملُو َن َخبِير} [المجادلة‪]11 :‬‬ ‫ين أُوتُوا َ َ َ‬ ‫ين َ‬ ‫آمنُوا م ْن ُك ْم َوالذ َ‬ ‫قال تعالى ‪ { :‬يَ ْرفَ ِع اللهُ الذ َ‬ ‫يتميز العالم اإلسالمي منذ القدم بفكره وفلسفته التى توارثته األجيال حتى عصرنا الحالي مما ساهم به‬ ‫المفكرون والمبدعون في تسخير كل الوسائل واإلمكانات ليظهروا هذه العلوم بشكل يتناسب مع مقتضيات‬ ‫العصر ‪.‬‬ ‫وما تشهده المجتمعات في العصر الحديث من التقدم التكنولوجي والتطور الحضاري في جميع الجوانب‬ ‫الحياتيه يدعونا الى نشر المعارف والمعلومات في جميع أنحاء العالم وبخاصة العالم العربي واإلسالمي مما‬ ‫يجعل للشعوب اإلسالمية الدور الفعال في نشرها للتراث األمة اإلسالمية بوساطة التقنية الحديثة ‪.‬‬ ‫ويعتبر المنهج اإلسالمي منهج للجميع في كل زمان ومكان ولذلك ينبغي نشره في أوساط العالم وفق األفكار‬ ‫والتوجهات والمثل التي يدعوا إليها منهج األمة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫وسوف نتناول بهذه الدراسة استنباط المضامين التربوية من كتاب " حلية طالب العلم "‬

‫‪7‬‬

‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬ ‫مما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في اإلجابة على السؤال الرئيسي التالي‪:‬‬ ‫س ‪ /‬ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " حلية طالب العلم " لفضيلة الشيخ بكر عبد اهلل أبو زيد ؟‬ ‫ولإلجابة على هذا السؤال تتفرع األسئلة التالية‪:‬‬ ‫س‪ :1‬ما السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد ؟‬ ‫س‪ :2‬التعريف بكتاب " حلية طالب العلم " ؟‬ ‫س‪ :3‬ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتابه " حلية طالب العلم " ويتفرع منها عدد من المضامين وهي‬ ‫‪ – 1‬ما المضامين التربوية اإليمانية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم ) ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ما المضامين التربوية الخلقية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم ) ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ما المضامين التربوية السلوكية المستنبطة من كتاب ( حلية طالب العلم ) ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ما المضامين التربوية العملية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم ) ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬ ‫‪ . 1‬نبذة عن حياة الشيخ بكر أبو زيد وإسهاماته العلمية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬التعريف بكتاب " حلية طالب العلم " ‪.‬‬ ‫‪ .3‬استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " حلية طالب العلم " ‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫تتضح أهمية الدراسة من خالل استخراج القيم التربوية التي يحتويها كتاب " حلية طالب العلم " ‪ ،‬وما يحتويه‬ ‫من مجموعة آداب التي ينبغي أن يختص بها طالب العلم في تلقيه العلم النافع والجوانب التربوية التي تسهم‬ ‫في شد عضد طالب العلم ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬ ‫اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي‪.‬‬ ‫ويعرف بدوي المنهج االستداللي فيقول‪" :‬وهو منهج يبدأ من قضايا مبدئيّة مسلّم بها إلى قضايا أخرى تنتج‬ ‫ّ‬

‫ويتم هذا بواسطة القول‪ ،‬أو بواسطة الحساب"‪.‬‬ ‫عنها بال ّ‬ ‫ضرورة‪ ،‬دون االلتجاء إلى التّجربة‪ّ .‬‬

‫‪1‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬ ‫الحدود الموضوعية ‪ :‬ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من " كتاب حلية طالب العلم " ؟‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وض َماناً‪َ :‬ك َفل به‪.‬‬ ‫ض ِم َن‬ ‫ض ْمناً َ‬ ‫الشيء وبه َ‬ ‫ين‪ :‬الكفيل‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫المضامين‪ :‬الضَّم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّمنَّه؛ ومنه الحديث‪ :‬أَن النبي‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬نهى‬ ‫ين ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن ت َ‬ ‫َ‬ ‫والمضام ُ‬ ‫عن بيع المالقيح والمضامين‪ ،‬وقد مضى تفسير المالقيح‪ ،‬وأَما الم ِ‬ ‫ضامين فِإن أَبا عبيد قال‪ :‬هي ما في أَصالب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪2‬‬ ‫ْب ماء ال ُف ِ‬ ‫ض ُمون؛ وأَنشد غيره‪َّ :‬‬ ‫الح ْدب‪.‬‬ ‫إن‬ ‫المضامين التي في ُّ‬ ‫الفحول‪ ،‬وهي جمع َم ْ‬ ‫حول في الظُّهوِر ُ‬ ‫الصل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫" والمضمون المحتوى ‪ ،‬ومنه مضمون الكتاب ‪ :‬ما في طيه ‪ ،‬ومضمون الكالم ‪ :‬فحواه وما يفهم منه ‪ ،‬والجمع‬ ‫مضامين " ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ويرى الباحث ان تعريف أنيس لمفهوم المضامين أوضح ويتفق معه ان مضمون الكتاب ما في طيه ‪.‬‬ ‫وتُعرف المضامين التربوية من وجهة نظر الباحث ‪ :‬أنها كافة األفكار والقيم والممارسات التي يتوصل إليها الباحث‬ ‫والتي تساعد في االسهام بتحقيق األهداف التربوية الملقى في الميدان التربوي ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬ ‫على الرغم من األهمية البالغة للجوانب التي ينبغي على كل طالب علم االستفادة منها والتحلي بها فإن الباحث‬ ‫لم يج د دراسة محددة تتضمن المضامين التربوية المستنبطة من كتاب حلية طالب العلم إال أنه وجد أن هناك‬ ‫شرح لكتاب حلية طالب العلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه اهلل ‪ ،‬و الشيخ صالح الدين علي‬ ‫عبد الموجود ‪.‬‬

‫ بدوي‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي ‪ ،‬ص‪. 1 :‬‬‫ ابن منظور ‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرم ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ 1 1 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪51‬‬‫‪ - 1‬أنيس ‪ ،‬إبراهيم وآخرون ‪ :‬المعجم الوسيط ‪ ،‬ط ‪ ،‬ج ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 111 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 155‬‬

‫‪9‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫نبذة عن حياة الشيخ بكر أبو زيد واسهاماته العلمية ‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬مولده ونشأته‬ ‫ولد عام ‪1311‬ه في مدينة الدوادمي‪.‬‬ ‫نشأ نشأة كريمة في بيت صالح وثراء وعراقة نسب‪.‬‬ ‫درس في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة االبتدائية‪ ،‬وأكملها في مدينة الرياض حيث واصل جميع مراحل التعليم‬ ‫االبتدائي ثم المعهد العلمي ثم كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء‪ ،‬وكان بجانب دراسته النظامية يتلقى‬ ‫العلم عن عدد من المشايخ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬اسمه ‪ ،‬ونسبه ‪ ،‬وكنيته ‪.‬‬ ‫هو الشيخ العالمة بكر بن عبد اهلل بن محمد بن أبوزيد بن أبوبكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد‪،‬‬ ‫ينتهي نسبه إلى بني زيد األعلى‪ ،‬وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي‪،‬‬ ‫من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم‪ ،‬وعالية نجد‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصاله‬ ‫الشيخ ‪ :‬بكر أبو زيد وهو من أكابر العلماء ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة ألنه تولى مناصب‬ ‫كل ِ‬ ‫عمله فيها يدل على أنه أهل لما تواله ‪ ،‬ثم إن كالمه في غالب كتبه كالم يدل على تضلعه في‬ ‫كثيرة و ُّ‬ ‫اللغة العربية ولهذا يأتي احيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة قواميس اللغة‪ ،‬والذي يظهر انه ال يتكلف ذلك‬ ‫ألن الكالم سلس ومستقيم وهذا يدل على ان اهلل تعالى اعطاه غريزًة في اللغة العربية لم ينلها كثير من‬

‫العلماء في وقتنا حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري ومقامات الحريري معروفة‬ ‫ألكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد اإلنسان منها‪.‬‬

‫‪ -‬موقع صيد الفوائد على الرابط ‪http://www.saaid.net/Warathah/1/bkar.htm‬‬

‫‪11‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حياته العلمية‬ ‫درس في الكتاب حتى السنة الثانية االبتدائي‪ ،‬ثم انتقل إلى الرياض عام ‪ 1371‬ه ‪ ،‬وفيه واصل دراسته‬ ‫االبتدائية‪ ،‬ثم المعهد العلمي‪ ،‬ثم كلية الشريعة‪ ،‬حتى تخرج عام ‪ 88/ 87‬ه من كلية الشريعة بالرياض‬ ‫منتسبا‪ ،‬وكان ترتيبه األول ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1382‬ه انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫وكان بجانب دراسته النظامية يالزم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة ‪.‬‬ ‫ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق‪ ،‬وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من‬ ‫مقامات الحريري‪ ،‬وكان‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬يحفظها ‪ ،‬وفي الفقه‪ :‬زاد المستقنع للحجاوي‪ ،‬كتاب البيوع فقط ‪.‬‬ ‫وفي مكة قرأ على سماحة شيخه‪ ،‬الشيخ عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز كتاب الحج‪ ،‬من [المنتقى [‬ ‫للمجد ابن تيمية‪ ،‬في حج عام ‪ 1381‬ه بالمسجد الحرام ‪.‬‬ ‫واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ‪ :‬سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان‪ ،‬فأجازه إجازة مكتوبة‬ ‫المد النبوي ‪.‬‬ ‫بخطه لجميع كتب السنة‪ ،‬وإجازة في ُ‬

‫في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في [فتح الباري] و [بلوغ المرام] ‪ ،‬وعددا من‬

‫الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته‪ ،‬إذ الزمه نحو سنتين وأجازه ‪.‬‬ ‫والزم سماحة شيخه الشيخ محمد األمين الشنقيطي نحو عشر سنين‪ ،‬منذ انتقل إلى المدينة المنورة‪،‬‬ ‫حتى توفي الشيخ في حج عام ‪ 1393‬ه ‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬فقرأ عليه في تفسيره [أضواء البيان]‬ ‫ورسالته [آداب البحث والمناظرة]‪ ،‬وانفرد بأخذ علم النسب عنه‪ ،‬فقرأ عليه [القصد واألمم] البن عبد‬ ‫البر‪ ،‬وبعض [اإلنباه] البن عبد البر أيضا‪ .‬وقرأ عليه بعض الرسائل‪ ،‬وله معه مباحثات واستفادات‪ ،‬ولديه‬ ‫نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها‪ ،‬وقد جمعها في‬ ‫ثبت مستقل ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪1399‬ه ‪ 1211 /‬ه ‪ ،‬درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا‪ ،‬فنال شهادة العالمية‬ ‫(الماجستير)‪ ،‬وفي عام ‪ 1213‬ه تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه) ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫المبحث الخامس ‪:‬شيوخه‬ ‫‪ .1‬الشيخ القاضي صالح بن مطلق ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الشيخ‪ :‬سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان ‪.‬‬ ‫‪ .1‬الشيخ محمد األمين الشنقيطي‬

‫المبحث السادس ‪ :‬تالمذته‬ ‫كان من أكبر تالميذه الدكتور محمد قاسم احمد فارح والشيخ علي العمران‬

‫المبحث السابع‪ :‬آثاره العلمية‬ ‫ قاضي في محكمة المدينة الكبرى من ‪1388‬ه‪-‬إلى ‪1211‬ه‬‫ مدرس في المسجد النبوي ‪1391‬ه‪1211-‬ه‬‫ وكيل وزارة العدل من ‪1211‬ه ‪-‬إلى عام ‪1213‬ه‬‫ داعيا وخطيبا ومؤلفا وباحثا يمتاز بالدقة في البحث والجزالة في األسلوب‬‫ عضو مجلس القضاء األعلى بهيئته العامة‬‫ رئيس مجمع الفقه اإلسالمي عام ‪1211‬ه‬‫ عضو مجمع الفقه اإلسالمي الدولي عام ‪1211‬ه‬‫ مدرس في المعهد العالي للقضاء وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض‬‫‪ -‬عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية عام ‪ 1213‬ه‬

‫‪12‬‬

‫المبحث الثامن ‪ :‬مؤلفاته‬ ‫له مشاركة في التأليف في‪ :‬الحديث والفقه واللغة والمعارف العامة‪ ،‬طبع منها ما يأتي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬في الفقه‬ ‫===== فقه القضايا المعاصرة ===== (فقه النوازل) ثالثة مجلدات فيها خمس عشرة قضية فقهية‬ ‫مستجدة في خمس عشرة رسالة‪:‬‬ ‫‪ -1‬التقنين واإللزام‪.‬‬ ‫‪( -2‬المواضعة في االصطالح)‪.‬‬ ‫‪( -3‬أجهزة اإلنعاش وعالمة الوفاة)‪.‬‬ ‫‪( -2‬طفل األنابيب)‪.‬‬ ‫‪( -1‬خطاب الضمان البنكي)‪.‬‬ ‫‪( -1‬الحساب الفلكي)‪.‬‬ ‫‪( -7‬البوصلة)‪.‬‬ ‫‪( -8‬التأمين)‪.‬‬ ‫‪( -9‬التشريح وزراعة األعضاء)‪.‬‬ ‫‪( -11‬تغريب األلقاب العلمية)‪.‬‬ ‫‪( -11‬طاقه االئتمان)‪.‬‬ ‫‪( -12‬بطاقة التخفيض)‪.‬‬ ‫‪( -13‬اليوبيل)‪.‬‬ ‫‪( -12‬المثامنة في العقار)‪.‬‬ ‫‪( -11‬التمثيل)‪.‬‬ ‫‪( -11‬التقريب لعلوم ابن القيم) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -17‬الحدود والتعزيرات) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -18‬الجناية على النفس وما دونها) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -19‬اختيارات ابن تيمية) للبرهان ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪.‬‬ ‫‪( -21‬حكم االنتماء إلى الفرق واألحزاب والجماعات اإلسالمية) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -21‬معجم المناهي اللفظية) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -22‬ال جديد في أحكام الصالة)‪.‬‬ ‫‪( -23‬تصنيف الناس بين الظن واليقين)‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪( -22‬التعالم)‪.‬‬ ‫‪( -21‬حلية طالب العلم)‪.‬‬ ‫‪( -21‬آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب)‪.‬‬ ‫‪( -27‬الرقابة على التراث)‪.‬‬ ‫‪( -28‬تسمية المولود)‪.‬‬ ‫‪( -29‬أدب الهاتف)‪.‬‬ ‫‪( -31‬الفرق بين حد الثوب واألزرة)‪.‬‬ ‫‪( -31‬أذكار طرفي النهار)‪.‬‬ ‫‪( -32‬المدخل المفصل إلى مذهب اإلمام أحمد بن حنبل) مجلدان‪.‬‬ ‫‪( -33‬البلغة في فقه اإلمام أحمد بن حنبل) للفخر ابن تيمية‪ ،‬مجلد‪ ،‬تحقيق‪.‬‬ ‫‪( -32‬فتوى السائل عن مهمات المسائل)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬في الحديث وعلومه‬ ‫‪( -31‬التأصيل ألصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل)‪ .‬ثالث مجلدات‪ ،‬طبع منها األول‪.‬‬ ‫‪( -31‬معرفة النسخ والصحف الحديثة)‪.‬‬ ‫‪( -37‬التحديث بما ال يصح فيه حديث)‪.‬‬ ‫‪( -38‬الجد الحثيث في معرفة ما ليس بحديث) للغزي‪ ،‬تحقيق‪.‬‬ ‫‪( -23-39‬األجزاء الحديثية) مجلد‪ ،‬فيه خمس رسائل هي‪:‬‬ ‫‪( -39‬مرويات دعاء ختم القرآن الكريم) جزء‪.‬‬ ‫‪( -21‬نصوص الحوالة) جزء‪.‬‬ ‫‪( -21‬زيارة النساء للقبور) جزء‪.‬‬ ‫‪( -22‬مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء) جزء‪.‬‬ ‫‪( -23‬ضعف حديث العجن) جزء‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬في المعارف العامة‬ ‫‪( -27 -22‬النظائر) مجلد‪ ،‬ويحتوي على أربع رسائل‪:‬‬ ‫‪( -22‬العزاب من العلماء وغيرهم)‪.‬‬ ‫‪( -21‬التحول المذهبي)‪.‬‬ ‫‪( -21‬التراجم الذاتية)‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪( -27‬الطائف الكلم في العلم)‪.‬‬ ‫‪( -28‬طبقات النسابين) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -29‬ابن القيم‪ :‬حياته‪ ،‬آثاره‪ ،‬موارده) مجلد‪.‬‬ ‫‪( -12 -11‬الردود) مجلد‪ ،‬ويحتوي على خمس رسائل‬ ‫‪( -11‬الرد على المخالف)‪.‬‬ ‫‪( -11‬تحريف النصوص)‪.‬‬ ‫‪( -12‬براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء األمة)‪.‬‬ ‫‪( -13‬عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها)‪.‬‬ ‫‪( -12‬التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير)‪.‬‬ ‫‪( -11‬بدع القراء) رسالة‪.‬‬ ‫‪( -11‬خصائص جزيرة العرب)‪.‬‬ ‫‪( -17‬السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة)‪ 3 ،‬مجلدات‪ ،‬للشيخ محمد بن عبد اهلل بن حميد مفتي الحنابلة بمكة‬ ‫سنة ‪ 1291‬ه ‪ -‬تعالى‪ -‬تحقيق باالشتراك‪.‬‬ ‫‪( -18‬تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة) للشيخ‪ /‬صالح بن عبد العزيز بن عثيمين المكي‪ -‬تعالى‪ -‬تحقيق في‬ ‫مجلدين‪.‬‬ ‫‪( -19‬علماء الحنابلة من اإلمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري)‪ ،‬مجلد على طريقة‪( :‬األعالم) للزركلي‪.‬‬ ‫‪( -11‬دعاء القنوت)‪.‬‬ ‫‪( -11‬فتح اهلل الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد) للشيخ حامد بن محمد الشارقي‪ -‬تعالى‪ -‬مجلد‪ ،‬تحقيق‪.‬‬ ‫‪( -12‬نظرية الخلط بين اإلسالم وغيره من األديان)‪.‬‬ ‫‪( -13‬تقريب آداب البحث والمناظرة)‪.‬‬ ‫‪( -12‬جبل إالل بعرفات)‪ ،‬تحقيقات تاريخية وشرعية‪.‬‬ ‫‪( -11‬مدينة النبي صلى اهلل عليه وسلم رأي العين)‪.‬‬ ‫‪( -11‬قبة الصخرة‪ ،‬تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها)‪.‬‬

‫المبحث التاسع‪ :‬وفاته‬ ‫توفي يوم الثالثاء ‪ 28‬من محرم سنة ‪1229‬ه ‪ 1 -‬فبراير لعام ‪2118‬م ‪ -‬بمدينة الرياض ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫التعريف بالكتاب وقيمته العلمية‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اسم الكتاب وطبعاته‬ ‫الكتاب ‪ :‬حلية طالب العلم ( وهو مطبوع ضمن كتاب المجموعة العلمية )‬ ‫المؤلف ‪ :‬بكر بن عبد اهلل أبو زيد بن محمد بن عبد اهلل بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد‬ ‫المتوفي ‪ 1229 :‬ه‬ ‫الناشر ‪ :‬دار العاصمة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬ ‫الطبعة ‪ :‬األولى ‪ 1211‬ه‬ ‫عدد األجزاء ‪1‬‬

‫وصف الكتاب ‪:‬‬ ‫يحوي الكتاب جملة من اآلداب والفوائد والتوجيهات التي ينبغي على طالب العلم التحلي بها وكيفية طلب‬ ‫العلم ومراتبه وأكد على طريق التلقين والتلقي ‪ ،‬واألخذ من أفواه الرجال ال من الصحف وبطون الكتب ‪ ،‬ومن‬ ‫اآلداب التي أشار اليها المؤلف في كتابه آداب الطالب مع شيخه حيث ذلك عنوان النجاح والفالح والتحصيل‬ ‫والتوفيق‪ ،‬فليكن شيخك محل إجالل منك وإكرام وتقدير وتلطف‪ ،‬فخذ بمجامع اآلداب مع شيخك في‬ ‫جلوسك معه‪ ،‬والتحدث إليه‪ ،‬وحسن السؤال واالستماع ‪ ،‬وحسن األدب في تصفح الكتاب أمامه ومع‬ ‫الكتاب‪ ،‬وترك التطاول والمماراة أمامه‪ ،‬وعدم التقدم عليه بكالم أو مسير أو إكثار الكالم عنده ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬مصادر المؤلف في الكتاب‬ ‫ذكر المؤلف في مقدمة كتابه ( حلية طالب العلم ) منهجاً أجاز فيه باستخدام ألفاظ وجيزة وعبارات تحتاج من‬

‫القارئ الوقوف عندها لتطبيقها في حياته العلمية والعملية حيث قال في المقدمة ‪ " :‬فأقيد معالم هذه الحلية‬

‫المباركة عام ‪ 1218‬ه ‪ ،‬والمسلمون ‪ -‬وهلل الحمد ‪ -‬يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه‪ ،‬وال تزال‬ ‫تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب األمة‪ ،‬مدها ودمها المجدد لحياتها‪ ،‬إذ نرى الكتائب‬ ‫الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون‪ ،‬فلديهم من الطموح‪ ،‬والجامعية‪،‬‬ ‫واالطالع المدهش والغوص على مكنونات المسائل‪ ،‬ما يفرح به المسلمون نصراً‪ ،‬فسبحان من يحيى ويميت‬

‫قلوباً‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬موضوعات الكتاب‬ ‫والكتاب كما ذكر المؤلف في مقدمته مقسم إلى سبعة فصول ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الفصل األول ‪ :‬آداب الطالب في نفسه‬ ‫‪ .2‬الفصل الثاني ‪ :‬كيفية الطلب التلقي‬ ‫‪ .3‬الفصل الثالث ‪ :‬أدب الطالب مع شيخه‬ ‫‪ .2‬الفصل الرابع ‪ :‬أدب الزمالة‬ ‫‪ .1‬الفصل الخامس ‪ :‬آداب الطالب في حياته العلمية‬ ‫‪ .1‬الفصل السادس ‪ :‬التحلي بالعمل‬ ‫‪ .7‬الفصل السابع ‪ :‬المحاذير‬

‫‪17‬‬

‫المبحث الرابع ‪:‬طريقة المؤلف في الكتاب‬ ‫إن القارئ لكتاب فضيلة الشيخ – بكر عبد اهلل أبو زيد رحمه اهلل يستدرك من كتاباته فكره العميق ومعانيه‬ ‫الغزيرة من فيض اللغة العربية توحي للقارئ مدى فكر الشيخ واستدراكه لحلية تحوى مجامع اآلداب التي عندما‬ ‫يلتزم بها طالب العلم فإنه يصل بذلك للرقي في ذاته وتعامالته ويصبح بذلك جلى وواضح في أقواله وعباراته ‪.‬‬ ‫حيث أن كتابه يعتبر من الكتب الجليلة القديرة عظيمة الفائدة لمن يسلك طريق العلم الشرعي ويحوي في‬ ‫طياته جملة ال غنى عنها من آراءه وأفكاره وتوجيهات التي يحتاجها كل طالب علم ‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪:‬مميزات الكتاب‬ ‫يمتاز الكتاب بالسهولة في الطرح واإليجاز في العرض وعمق المعاني وشمولية اآلراء وتنوع األساليب والحث‬ ‫على اآلداب النافعة المفيدة في الحياة العلمية والعملية ‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬مآخذ على الكتاب‬ ‫أبرز ما يؤخذ على الكتاب طرحه لبعض العبارات العميقة في معناها التي يصعب لغير طالب العلم ممن يقرأه أن‬ ‫يجد فهم لهذه العبارات والمعاني ‪ ،‬وقلة استخدامه لألدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشاهدة على‬ ‫أساليب تلقي طالب العلم لآلداب التي تعينه في حياته العلمية والعملية ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫المضامين التربوية المستنبطة من كتاب ( حلية طالب العلم )‬ ‫أوالً ‪ :‬المضامين التربوية اإليمانية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬ ‫‪ - 1‬مضمون العلم عبادة ‪:‬‬ ‫ان من نعم اهلل على عباده ان جعل كل من يسلك طريق للعلم كمن يسلك طريقاً للجنة كما ورد في الحديث‬

‫عن " أبي الدرداء ر ِ‬ ‫ض َي اللَّهُ َعنهُ قال سمعت َر ُسول اللَّ ِه يقول‪( :‬من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل اللَّه له‬ ‫َ‬ ‫طريقاً إلى الجنة‪ ،‬وإن المالئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع‪ ،‬وإن العالم ليستغفر له من في‬ ‫السماوات ومن في األرض حتى الحيتان في الماء‪ ،‬وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب‪،‬‬ ‫ورثوا العلم‪ ،‬فمن أخذه أخذ بحظ وافر)‬ ‫يورثوا ديناراً وال درهماً إنما ّ‬ ‫وإن العلماء ورثة األنبياء‪ ،‬وإن األنبياء لم ّ‬ ‫رواه أبو داود والت ِ‬ ‫ي "‪.1‬‬ ‫ِّرم ِذ ُّ‬ ‫َ​َ ُ ُ َ ُ َ َ‬ ‫وبذلك نجد أن العلم عبادة كما ذكر المؤلف رحمه اهلل في كتابه حيث قال " فالتزم التخلص من كل ما يشوب‬ ‫نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور‪ ،‬والتفوق على األقران‪ ،‬وجعله سلماً ألغراض وأعراض‪ ،‬من جاه‪ ،‬أو‬ ‫مال‪ ،‬أو تعظيم‪ ،‬أو سمعة‪ ،‬أو طلب محمدة‪ ،‬أو صرف وجوه الناس إليك‪ ،‬فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية‪،‬‬ ‫أفسدتها‪ ،‬وذهبت بركة العلم‪ ،‬ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شوب اإلرادة لغير اهلل تعالى‪ ،‬بل وتحمى‬ ‫الحمى" ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫َحمد والتِّرِم ِذي َعن ابْن َعبَّاس ر ِ‬ ‫ال‪(( :‬يَا‬ ‫ال‪ :‬كنت خلف النَّبِي صلى اهلل َعلَْي ِه َوسلم فَ َق َ‬ ‫ضي اهلل َعنهُ قَ َ‬ ‫أخرج أ ْ َ ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫غُ َالم إِنِّي أعلمك َكلِ َمات‪ :‬احفظ اهلل يحفظك‪ ،‬احفظ اهلل تَجدهُ تجاهك‪ ،‬إِذا َسأَلت فاسأل اهلل‪َ ،‬وإِذا استعنت‬ ‫فَ ِ‬ ‫ش ْيء قد كتبه اهلل لَك‪َ ،‬ولَو‬ ‫ش ْيء لم ينفعوك إَِّال بِ َ‬ ‫اجتمعت على أَن ينفعوك بِ َ‬ ‫استَع ْن بِاللَّه‪َ ،‬وا ْعلَم أَن ْاألمة لَو ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫الص ُحف))‬ ‫ش ْيء قد كتبه اهلل َعلَْيك‪ ،‬رفعت األقالم وجفت ُّ‬ ‫اجتَمعُوا على أَن يضروك بِ َش ْيء لم يضروك إَِّال بِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ولم يكتفي المؤلف بذلك بل زاد عليه من فيض العلم حيث قال " عن سفيان رحمه اهلل تعالى أنه قال‪:‬‬

‫‪ - 5‬رياض الصالحين – كتاب العلم‬ ‫ حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص ‪) 1‬‬‫ِ‬ ‫َحمد ِفي ُم ْسنده (‪ )206 ،362/1‬واْل َحِديث‬ ‫ي (‪َ )7766/4‬وقَ َ‬ ‫ص ِحيح َوأخرجه أ ْ‬ ‫ أخرجه التِّْرِمذ ّ‬‫ال‪ :‬حسن َ‬ ‫وحسنه ْابن َر َجب ِفي َجامع اْل ُعلُوم َواْلحكم ص‪.473‬‬ ‫إِ ْس َناده حسن ّ‬

‫‪19‬‬

‫"كنت أوتيت فهم القرآن‪ ،‬فلما قبلت الصرة‪ ،‬سلبته" ‪. 8‬‬ ‫وبذلك نجد أن العلماء منذ القدم اجتهدوا في عرض نماذج للعلم المقترن بعبادة اهلل سبحانه وتعالى وذلك‬ ‫تحقيقاً لما أورده أبو الدرداء عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في الحديث ‪. .....‬‬ ‫فالعلم أنفع للمتعلم اذا ابتغى بتعلمه عبادة اهلل سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫‪ – 2‬مضمون مالزمة خشية اهلل ‪:‬‬ ‫إن المتأمل للشريعة االسالمية يجد أنها تحث كل طالب للعلم ان يسعى بمالزمة للعلم النافع خشية اهلل في كل‬ ‫أحوال ومما حث عليه المؤلف في كتابه حلية طالب العلم هو خشية اهلل في الظاهر والباطن كما قال ‪" :‬التحلي‬ ‫بعمارة الظاهر والباطن بخشية اهلل تعالى؛ محافظاً على شعائر اإلسالم‪ ،‬وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها‬ ‫‪9‬‬ ‫والدعوة إليها؛ داالً على اهلل بعلمك وسمتك وعلمك‪ ،‬متحلياً بالرجولة‪ ،‬والمساهلة‪ ،‬والسمت الصالح" ‪.‬‬

‫فالمؤلف رحمه اهلل كان حريص على كل طالب علم بأمتثاله خشية اهلل في جميع األحوال واألزمان ليتحقق‬ ‫بذلك حصوله على العلم النافع والمفيد في الحياة الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫فهذه من أجل الحلى التي أشار إليها رحمه اهلل في كتابه ألنها تصون طالب العلم من الوقوع في مهالك األمور ‪.‬‬

‫‪ – 3‬دوام المراقبة ‪:‬‬ ‫من الحلى المفيدة في طالب العلم دوام المراقبة هلل في السر والعلن الن مراقبة اهلل تعينه على التأدب في‬ ‫النفس والحلم والتقوى هلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬والناظر من منظار تقوى اهلل تجعله طالب متزن بعلمه وعمله في‬ ‫ضوء المنهج االسالمي ‪ ،‬ودوام المراقبة يصفه المؤلف في كتابه بقوله ‪ " :‬تحل بآداب النفس‪ ،‬من العفاف‪،‬‬ ‫والحلم‪ ،‬والصبر‪ ،‬والتواضع للحق‪ ،‬وسكون الطائر‪ ،‬من الوقار والرزانة‪ ،‬وخفض الجناح‪ ،‬متحمالً ذل التعلم لعزة‬ ‫العلم‪ ،‬ذليال للحق"‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫ويصف الحسين بن المنصور باهلل بقوله " دوام مراقبة اهلل تعالى في السر والعالنية‪ ،‬والمحافظة على خوفه في‬ ‫جميع حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله‪ ،‬فإنه أمين على ما أودع من العلوم‪ ،‬وما منح من الحواس والفهوم‪ .‬قال اهلل‬ ‫تخونوا اهلل والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) ‪ .‬وقال تعالى‪( :‬بما استحفظوا من كتاب اهلل‬ ‫تعالى‪( :‬ال َ‬ ‫ِ‬ ‫واخشون) " ‪.11‬‬ ‫وكانوا عليه شهداء فال تخشوا الناس‬ ‫ويرى الباحث ان كالم الشيخان ابو زيد واليمني من أشمل العبارات التي تصف مبدأ دوام مراقبة اهلل ويتفق مع‬ ‫الشيخان في قولهم ووصفهم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تذكرة السامع والمتكلم" (ص‪. )16‬‬ ‫ حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص ‪) 11‬‬‫‪ - 1‬مرجع سابق ( ص ‪) 15‬‬ ‫‪ -‬اليمني ‪ ،‬الحسين بن المنصور باهلل ‪ ،‬آداب العلماء والمتعلمين ‪ ،‬ج‬

‫ص‬

‫‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المضامين التربوية الخلقية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬ ‫‪ – 1‬مضمون القناعة والزهد ‪:‬‬ ‫من األسس التربوية في الشريعة االسالمية اهتمامها بالجانب الخلقي ومما نالحظه في طرح المؤلف رحمه اهلل‬ ‫اهتمامه بما يرقتي باإلنسان المسلم في األمور الحياتية وما يجعله على منهج السلف السابقين ‪.‬‬ ‫ومن أجمل الحلي التي يتصف بها طالب العلم وينبغي التحلي بها القناعة والزهد في الطلب والحرص على‬ ‫تناوله العلم النافع وعدم التطلع إلى ما في ايدي الناس والتطلع بذلك الى الزهد الذي يحرزه بالبعد عن‬ ‫الشبهات والمنكرات كما ذكر المؤلف رحمه اهلل في كتابه بقوله "الزاهد من يتحرز عن الشبهات‪ ،‬والمكروهات‪،‬‬ ‫في التجارات‪ ،‬وكذلك في سائر المعامالت والحرف" ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫ويذكر المؤلف عن الشيخ محمد األمين الشنقيطي نموذجاً فعلياً عن القناعة والزهد في العلم بقوله ‪:‬‬

‫قد كان شيخنا محمد األمين الشنقيطى المتوفى في ‪1393/12/17‬ه رحمه اهلل تعالى متقلالً من الدنيا‪ ،‬وقد‬

‫شاهدته ال يعرف فئات العملة الورقية‪ ،‬وقد شافهني بقوله‪:‬‬

‫"لقد جئت من البالد ‪ -‬شنقيط ‪ -‬ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد‪ ،‬وهو (القناعة) ‪ ،‬ولو أردت المناصب‪،‬‬ ‫لعرفت الطريق إليها‪ ،‬ولكني ال أوثر الدنيا على اآلخرة‪ ،‬وال أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية"‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫وقد كان هدف ا لمؤلف لعرضه لعمل الشيخ محمد األمين الشنقيطي بإيصال رسالة مهمه لجميع طالب العلم‬ ‫أن يتحلوا بالقناعة والزهد الذي يوصلهم إلى أعلى المراتب في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬مضمون الصدق ‪:‬‬ ‫ومن افضل الخصال التي اذا تحلى بها طالب العلم وهي ما حث عليه الدين االسالمي ورغب فيه وذم خالفه‬ ‫وقلل من شيمة من تحلى بالكذب ويورد الشيخ بكر أبو زيد كلمات تقدر بالذهب بهذه الصفة حيث قال "‬ ‫فتعلم ‪ -‬رحمك اهلل ‪ -‬الصدق قبل أن تتعلم العلم‪ ،‬والصدق‪ :‬إلقاء الكالم على وجه مطابق للواقع واالعتقاد‪،‬‬ ‫فالصدق من طريق واحد‪ ،‬أما نقيضه الكذب فضروب وألوان ومسالك وأودية "‪.12‬‬

‫ويقول الشيخ بكر ابو زيد أيضاً ‪ " :‬فيا طالب العلم! احذر أن تمرق من الصدق إلى المعاريض فالكذب‪ ،‬وأسوأ‬ ‫مرامي هذا المروق (الكذب في العلم) لداء منافسة األقران‪ ،‬وكيران السمعة في اآلفاق‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫ويتفق الباحث مع كالم الشيخ بكر ابوزيد في مناداته لطالب العلم خاصة بقوله ( فيا طالب العلم ) حيث النداء‬ ‫الخاص والتمييز به يشد انتباه القارئ للتمسك بالخصال التي أوردها – رحمه اهلل – وهي الصدق وتجنب‬ ‫الكذب خصوصاً إذا اقترن بالعلم ‪.‬‬ ‫ حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص ‪) 1‬‬‫‪ - 1‬مرجع سابق ( ص ‪) 1‬‬ ‫‪ - 1‬مرجع سابق ( ص ‪) 1‬‬ ‫‪ - 5‬مرجع سابق ( ص ‪) 11‬‬

‫‪21‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬المضامين التربوية السلوكية المستنبطة من كتاب ( حلية طالب العلم )‬ ‫‪ - 1‬مضمون اجمام النفس ‪:‬‬ ‫"خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم من كتب المحاضرات (الثقافة العامة) ‪ ،‬فإن‬ ‫القلوب يروح عنها ساعة فساعة"‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫يحثنا المؤلف على قضاء ساعات الراحة في تربية النفس على االستزادة من نبع العلم وقضاء هذه الساعات‬ ‫باالستجمام في رياض العلم والنيل من الثقافة العامة ‪ ،‬فال نترك للنفس ان االبتعاد عن العلم حتى بأوقات الراحة‬ ‫التي يصفها المؤلف بقوله ‪ " :‬العطل األسبوعية للطالب منتشرة منذ أمد بعيد‪ ،‬وكان األغلب فيها‪ ،‬يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬وعصر الخميس‪ ،‬وعند بعضهم يوم الثالثاء‪ ،‬ويوم االثنين‪ ،‬وفي عيدي الفطر واألضحى من يوم إلى‬

‫ثالثة أيام وهكذا …‪. 17".‬‬

‫ويتفق الباحث مع ما قاله المؤلف بان ينبغي لطالب العلم ان ينتهز كل العطل األسبوعية وغيرها بالتزود من‬ ‫رياض العلم والنيل من العلم المفيد في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حسن السؤال ‪:‬‬ ‫ان من اجل الحلى التي ينبغي ان يتحلى بها طالب العلم هي حسن السؤال وقد أورد المؤلف في كتابه‬ ‫جمله من الحلى التي ينبغي أن يتصف بها كل طالب للعلم بقوله ‪ ":‬لتزم أدب المباحثة من حسن السؤال‪،‬‬ ‫فاالستماع فصحة الفهم للجواب‪ ،‬وإياك إذا حصل الجواب أن تقول‪ :‬لكن الشيخ فالن قال لي كذا‪ ،‬أو قال‬ ‫كذا‪ ،‬فإن هذا وهن في األدب‪ ،‬وضرب ألهل العلم بعضهم ببعض‪ ،‬فاحذر هذا‪.‬‬ ‫وإن كنت ال بد فاعالً‪ ،‬فكن واضحا في السؤال‪ ،‬وقل‪ :‬ما رأيك في الفتوى بكذا‪ ،‬وال تسم أحداً‪".‬‬

‫‪18‬‬

‫ويرى الباحث ان المؤلف – رحمه اهلل – قد عبر بكلمات واسلوب جميل يساعد كل طالب علم اذا تحلى‬ ‫بهذه الخصال التي اوردها المؤلف فقد فاز بالعلم النافع واألدب مع شيخه وكسب العلم والسلوك الحسن‬

‫المعين في تعلمه بأحسن صورة ‪.‬‬

‫ مرجع سابق ( ص ‪) 15‬‬‫ مرجع سابق ( ص ‪) 1‬‬‫‪ - 1‬مرجع سابق ( ص ‪) 11‬‬

‫‪22‬‬

‫رابعاً ‪ :‬المضامين التربوية العملية المستنبطة من كتاب (حلية طالب العلم )‬ ‫‪ -1‬صيانة العلم ‪:‬‬ ‫من اجمل الحلى التي حث المؤلف ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬على ذكرها وأوصى بها طالب العلم هي صيانة العلم‬ ‫حيث قال ‪ " :‬إن بلغت منصباً‪ ،‬فتذكر أن حبل الوصل إليه طلبك للعلم‪ ،‬فبفضل اهلل ثم بسبب علمك بلغت ما‬ ‫بلغت من والية في التعليم‪ ،‬أو الفتيا‪ ،‬أو القضاء …‪ .‬وهكذا فأعط العلم قدره وحظه من العمل به وإنزاله‬

‫منزلته"‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ويرى الباحث من كالم المؤلف ان هناك اشارة استدركها المؤلف بكتابه وهي مهمة للغاية حيث اشار ان‬ ‫المناصب الرفيعة تعتبر بداية الطريق القويم في طلب العلم والغاية ال تدرك إال من خالل طلب العلم ‪ ،‬وبفضل‬ ‫من اهلل ولم يكن لطالب العلم الفضل بتعلمه اال عندما امتن اهلل عليه ببلوغه العلم الذي كما ذكر المؤلف‬ ‫يوصله الى والية في التعليم أو الفتيا أو القضاء وكذلك في جميع شؤون حياته العلمية والعملية فينبغي علي كل‬ ‫طالب للعلم عدم التكبر والتعالى على العلم ابدا ‪ ،‬ومن الحلى التي يلبسنا إياها إعطاء العلم قدره وعدم‬ ‫االستصغار من العلم وأهله وإنزال كل علم منزلته الخاصة به ‪.‬‬ ‫ومما يبادر للذهن فإن صياغة العلم ال تأتي إال بمبادئ وأسس نلحظ أن المؤلف لم يغفل عنها في كتابه بل‬ ‫ذكرها بقوله ‪ " :‬فالزم ‪ -‬رحمك اهلل ‪ -‬المحافظة على قيمتك بحفظ دينك وعلمك‪ ،‬وشرف نفسك‪ ،‬بحكمة‬ ‫ودراية وحسن سياسة‪" :‬احفظ اهلل يحفظك ""احفظ اهلل في الرخاء يحفظك في الشدة"‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ - 2‬التعامل مع الكتاب ‪:‬‬ ‫ان مبدأ العلوم النفيسة منطلق من كتاب العلم المشتمل في طياته مختلف العلوم المفيدة ويذكر المؤلف‬ ‫في كتابه خطوات نيرة تعتبر من الحلى التي اذا سار على خطاها طالب العلم يجد سبيل العلم النافع في شتى‬ ‫وسائل العلم وعلى كل صعيد حيث يقول ‪ ":‬ال تستفد من كتاب حتى تعرف اصطالح مؤلفة فيه‪ ،‬وكثيراً ما تكون‬ ‫المقدمة كاشفة عن ذلك‪ ،‬فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته‪.‬‬

‫ومنه‪:‬‬ ‫إذا حزت كتاباً؛ فال تدخله في مكتبتك إال بعد أن تمر عليه جرداً‪ ،‬أو قراءة لمقدمته‪ ،‬وفهرسه‪ ،‬ومواضع منه‪ ،‬أما‬ ‫إن جعلته مع فنه في المكتبة‪ ،‬فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه‪ ،‬وهذا مجرب واهلل الموفق‪".‬‬

‫‪21‬‬

‫ويتفق الباحث مع ما ذكره المؤلف اساليب في التعامل مع الكتاب فكل كتاب يعرف من عنوانه وكل عنوان‬ ‫يعرف من مقدمة كتابه فهذه خطوة أولى ينبغي لكل طالب علم أن يستفيد منها في حياته المستقبلية وال يغفل‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫ مرجع سابق ( ص ‪1‬‬‫‪ - 1‬مرجع سابق ( ص ‪1‬‬ ‫‪ -‬مرجع سابق ( ص‬

‫)‬ ‫)‬ ‫)‬

‫‪23‬‬

‫الخاتمة‬ ‫ختاماً نسأل اهلل القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه وأن يزيدنا من فضله وعلمه ‪ ،‬وقد تم التوصل إلى‬ ‫مجموعة من النتائج والتوصيات والمقترحات من واقع رأي الباحث وما وجده عند دراسته لكتاب حلية طالب‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫وآمل ممن يطلع على البحث أن يستفيد منه في حياته العلمية والعملية والغنى للرجوع للكتاب فإنه غزير‬ ‫بالفوائد الجميلة ‪.‬‬ ‫وقد تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬ان األمة اإلسالمية منذ القدم تهتم بكل ما يخص طالب العلم ‪.‬‬ ‫‪ ‬الحرص عل ى خشية اهلل ودوام المراقبه له يعين طالب العلم على الحفاظ القيم والمبادئ اإلسالمية التي‬ ‫حثنا الدين اإلسالمي بالتمسك بها في جميع حياتنا العلمية والعملية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ان العلماء يتناقلوا علمهم عن خالل طالب العلم المتلقين له على يديهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬العلم ال يغفل جانب اآلداب وبتطبيقها يصبح طالب العلم عالماً بعلمه ‪.‬‬ ‫‪ ‬التمسك باآلداب يساعد المجتمع اإلسالمي للرقي والتقدم ‪.‬‬

‫‪ ‬حسن إتباع العالم وفق اآلداب اإلسالمية يسهم بنشر الدين اإلسالمي بجميع أنحاء العالم ‪.‬‬ ‫‪ ‬التمسك بأهم مصادر العلم وهو الكتاب واستسقاء منه العلوم المفيدة ‪.‬‬ ‫وقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات اهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬وجود دراسات تهتم بعلوم األمة اإلسالمية ومعرفة بتاريخ األمة في الزمان الماضي ‪.‬‬ ‫‪ ‬تدريب الطالب على بعض الجوانب التربوية الواردة في كتاب حلية طالب العلم ‪.‬‬ ‫‪ ‬االلمام باآلداب وتطبيقاتها من طالب العلم ليرتقي بالفوائد الجميلة في ثنايا الكتاب ‪.‬‬ ‫‪ ‬نشر اآلداب اإلسالمية التي أوردها كتاب حلية طالب العلم في المساجد والمؤسسات التعليمية ‪.‬‬ ‫و اقترحت الدراسة مجموعة من المقترحات اهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬األخذ بمنهج التربية االسالمية وتعزيزه ببعض المضامين الواردة في كتاب حلية طالب العلم ليتم النفع‬ ‫لجميع الطالب في المستقبل القريب ‪.‬‬ ‫‪ ‬فرض اآلداب الجليلة التي أوردها الشيخ بكر عبد اهلل ابو زيد في كتابه حلية طالب العلم على كل‬ ‫ابتداء من التعليم االبتدائي ووصوالً للتعليم العالي ‪.‬‬ ‫متعلم في جميع المستويات التعليمية‬ ‫ً‬

‫‪ ‬توظيف الجانب االعالمي في مسألة التطبيقات التي يستفيد منها طالب العلم ليرتقي من خاللها‬ ‫بالفوائد الجميلة التي في ثنايا الكتاب ‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫المراجع‬

‫القرآن الكريم‬ ‫‪ .1‬بدوي‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي ‪ ،‬ص‪.11 :‬‬ ‫‪ .2‬ابن منظور ‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرم ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ ، 11‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ 1 11 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪251‬‬ ‫‪ .1‬أنيس ‪ ،‬إبراهيم وآخرون ‪ :‬المعجم الوسيط ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ج ‪ ، 1‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 1 11 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬ ‫‪ .‬موقع صيد الفوائد على الرابط ‪http://www.saaid.net/Warathah/1/bkar.htm‬‬ ‫‪ .5‬رياض الصالحين – كتاب العلم‬ ‫‪ .6‬حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص ‪) 1 2‬‬ ‫صحِيح َوأخرجه أَ ْحمد فِي ُم ْسنده (‪ )117 ،261/1‬وا ْل َحدِيث إِ ْس َناده حسن‬ ‫ِي ( ‪َ )6676/‬و َقال َ‪ :‬حسن َ‬ ‫‪ .7‬أخرجه ال ِّت ْر ِمذ ّ‬ ‫وحسنه ا ْبن َر َجب فِي َجامع ا ْل ُعلُوم َوا ْلحكم ص‪. 62‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬تذكرة السامع والمتكلم" (ص‪. )16‬‬ ‫‪ .6‬حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص‬

‫‪)1‬‬

‫‪ .11‬مرجع سابق ( ص ‪) 1 5‬‬ ‫‪ .11‬اليمني ‪ ،‬الحسين بن المنصور باهلل ‪ ،‬آداب العلماء والمتعلمين ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪. 1‬‬ ‫‪ .12‬حلية طالب العلم ‪ ( :‬ص ‪) 1 7‬‬ ‫‪ .11‬مرجع سابق ( ص ‪) 1 7‬‬ ‫‪ .1‬مرجع سابق ( ص ‪) 112‬‬ ‫‪ .15‬مرجع سابق ( ص ‪) 111‬‬ ‫‪ .16‬مرجع سابق ( ص ‪) 115‬‬ ‫‪ .17‬مرجع سابق ( ص ‪) 116‬‬ ‫‪ .11‬مرجع سابق ( ص ‪) 111‬‬ ‫‪ .16‬مرجع سابق ( ص ‪) 161‬‬ ‫‪ .21‬مرجع سابق ( ص ‪)16‬‬ ‫‪ .21‬مرجع سابق ( ص ‪) 166‬‬

‫‪25‬‬