_________________________________________
ﻣﻦ
اﻟﺪآﺘـــﺎﺗﻮرﻳﺔ إﻟﻰ
اﻟﺪﻳﻤـــﻘﺮاﻃﻴﺔ إﻃـــﺎر ﺗﺼـــﻮري ﻟﻠﺘـــــــﺤﺮر _________________________________________
ﺟﻴﻦ ﺷﺎرب ﻣﺆﺳﺴﺔ أﻟﺒﺮت أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ
_________________________________________
ﻣﺆﺳﺴﺔ أﻟﺒﺮت أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺘﻀ ﺢ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴ ﺔ أﻟﺒ ﺮت أﻳﻨﺸ ﺘﺎﻳﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ دراﺳ ﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﺔ واﺳ ﺘﺨﺪام اﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ،ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈن اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﻜﺮس ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ: •
اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ.
•
ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻻﺿﻄﻬﺎد واﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﻟﻘﺘﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ .
•
ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ آﺄداة ﺳﻴﺎﺳﺔ .
ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ وهﻲ: •
ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻷﺑﺤ ﺎث واﻟﺪراﺳ ﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﺣ ﻮل أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ واﺳ ﺘﻌﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ ﻓ ﻲ ﻧﺰاﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
•
ﻃﺮح ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث أﻣﺎم اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻨﺸﻮرات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .
•
اﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﺣﻮل اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ.
2
ﻣﻦ اﻟﺪآﺘـــﺎﺗﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤـــﻘﺮاﻃﻴﺔ إﻃـــﺎر ﺗﺼـــﻮري ﻟﻠﺘـــــــﺤﺮر
ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﺧﺎﻟﺪ دارﻋﻤﺮ
3
ﻳﺴﺮﻧﺎ أن ﻧﻀﻊ ﻣﺎدة هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺟﻴﻦ ﺷﺎرب ن ﻣﺴﺒ ٍ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ واﻻﻗﺘﺒﺎس ﻣﻨﻬﺎ دون اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ إذ ٍ
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ :أﻳﺎر2002 اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺣﺰﻳﺮان2003 ﻧﺸﺮت ﻟﺠﻨﺔ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب" ﻣﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ "أول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺑﺎﻧﻜﻮك ﻋﺎم 1993ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ .ﺛﻢ ﺗﻢ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ ﺛﻤﺎن ﻟﻐﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺼ ﺮب واﻧﺪوﻧﻴﺴ ﻴﺎ وﺗﺎﻳﻠﻨ ﺪا وﺑﻠ ﺪان أﺧ ﺮى .ه ﺬﻩ ه ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺸ ﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻻﻳ ﺎت اﻟﻤﺘﺤ ﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. ﻋﻨﻮان ﻣﺆﺳﺴﺔ أﻟﺒﺮت أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ
The Albert Einstein Institution 427 Newbury Street Boston, MA 02115-1801, USA Tel: USA + 617-247-4882 Fax: USA + 617-247-4035 einstein@igc.orgE-mail: www.aeinstein.orgWebsite:
4
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
8
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
10
ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب واﻗﻌﻲ
10
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ
10
ﺣﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻨﻒ؟
12
اﻧﻘﻼﺑﺎت ،اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻨﻘﺬﻳﻦ أﺟﺎﻧﺐ؟
13
ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ
14
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
16
ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت
16
ﻣﺰاﻳﺎ وﻣﺤﺪدات اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت
16
اﺳﺘﺴﻼم ﻣﻔﺎوَض؟
17
اﻟﻘﻮة واﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت
18
أﻧﻈﻤﺔ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ" ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ"
18
أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻼم؟
19
ﺳﺒﺐ ﻟﻸﻣﻞ
20
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
21
ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ؟
21
أﺳﻄﻮرة" ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮود"
21
اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
22
ﻣﺮاآﺰ ﻗﻮة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ
24
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
26
ﻟﻠﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ
26
ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ( آﻌﺐ أﺧﻴﻞ )
26
ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
26
ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
27
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
29
ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ
29
أﻋﻤﺎل اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ
29
أﺳﻠﺤﺔ واﻧﻀﺒﺎط اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ
30
ﻋﻼﻧﻴﺔ ،ﺳﺮﻳﺔ ،وﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ
32
ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى
32
5
أرﺑﻊ ﺁﻟﻴﺎت ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ
33
دﻣﻘﺮﻃﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
34
ﺗﻌﻘﻴﺪات اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ
35
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس
36
اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ
36
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻮاﻗﻌﻲ
36
ﻣﻌﻮﻗﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
37
أرﺑﻊ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت هﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ
38
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ
41
إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
41
اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ
42
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ
42
اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
43
ﻋﻤﻞ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ
43
ﺗﺨﻄﻴﻂ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤﻠﺔ
44
ﻧﺸﺮ ﻓﻜﺮة اﻟﻼﺗﻌﺎون
46
اﻟﻘﻤﻊ وﻃﺮق ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ
46
اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺨﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ
47
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ
48
ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
48
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺨﺘﺎرة
48
ﺗﺤﺪي رﻣﺰي
49
ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ
49
اﺳﺘﻬﺪاف ﻗﻮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮر
50
ﺗﺤﻮﻻت ﻓﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ
51
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ
53
ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري
53
ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺔ
54
ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري
55
ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ
55
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ
57
أﺳﺲ ﺛﺒﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ
57
6
ﺧﻄﺮ ﻧﺸﻮء دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة
57
ﻣﻨﻊ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت
58
آﺘﺎﺑﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر
59
ﺳﻴﺎﺳﺔ دﻓﺎع دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ
60
ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻘﺔ
60
اﻟﻤﻠﺤﻖ
61
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻼﻋﻨﻔﻲ
61
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺣﺘﺠﺎج واﻹﻗﻨﺎع اﻟﻼﻋﻨﻔﻲ
61
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌﺎون
63
اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
63
اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي :اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
64
اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي :اﻻﺿﻄﺮاب
65
اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
66
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ
67
7
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ آﻴﻒ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻨﻊ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ؟ ﺷﻜﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺟﺰﺋ ًﺎ ﻣ ﻦ اهﺘﻤﺎﻣ ﺎﺗﻲ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻟﺴ ﻨﻮات ﻋ ﺪة ،ﺣﻴ ﺚ ﻧﺒ ﻊ ه ﺬا اﻻهﺘﻤ ﺎم ﻣ ﻦ إﻳﻤ ﺎﻧﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺠ ﺐ ﻟﻠﺒﺸ ﺮﻳﺔ أن ﺗﺨﻀ ﻊ وﺗﺴ ﺤﻖ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ .وﺟﺎءت ﻗﺮاءاﺗﻲ ﺣﻮل أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ وﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ( ﺧﺎﺻ ﺔ ﻗﺮاءاﺗ ﻲ ﻷرﺳ ﻄﻮ واﻟﺘﺤﺎﻟﻴ ﻞ اﻟﺘ ﻲ آﺘﺒ ﺖ ﺣ ﻮل اﻟﻨﻈ ﺎم اﻻﺳ ﺘﺒﺪادي )ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ( ﺧﺎﺻ ﺔ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﻨﺎزي وﺣﻜﻢ ﺳﺘﺎﻟﻴﻦ )ﻟﺘﻌﺰز هﺬا اﻹﻳﻤﺎن . ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺧﻼل اﻟﺴ ﻨﻮات ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﺎس ﻋ ﺎﻧﻮا ﺗﺤ ﺖ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﻨ ﺎزي ،ﺣﺘ ﻰ أن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻧﺠ ﻮا ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺴ ﻜﺮات اﻻﻋﺘﻘ ﺎل ﻼ اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺄﺷﺨﺎص ﻗﺎوﻣﻮا اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻔﺎﺷﻲ وﻧﺠﻮا ﻣﻨﻪ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮا ﻋﻦ أﺷﺨﺎص ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻟﻔﻬﻢ اﻟﻨﺎزﻳﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻨﺮوﻳﺞ ﻣﺜ ً اﻟﺤﻆ وﻗﻀﻮا أﺛﻨﺎء ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ ﻟﻠﻔﺎﺷﻴﺔ .ﺗﺤﺪﺛﺖ أﻳﻀًﺎ ﻣﻊ ﻳﻬﻮد ﻧﺠﻮا ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﻨﺎزﻳﺔ وﻣﻊ أﺷ ﺨﺎص ﺳ ﺎﻋﺪوهﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺠﺎة . ﺟﺎءت ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻹرهﺎب اﻟﺬي ﻣﺎرﺳ ﺘﻪ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪة ﺑﻠ ﺪان ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺐ أآﺜ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺼ ﺎﻻت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺮآﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت أﺛﺮًا ﻻذﻋًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻷن هﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻔ ﺮض ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺑﺎﺳ ﻢ اﻟﺘﺤ ﺮر ﻣﻦ اﻻﺿﻄﻬﺎد واﻻﺳﺘﻐﻼل. أﺻﺒﺤﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أآﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎرة أﺷﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة اﻟﻤﺎﺿ ﻴﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻠ ﺪان ﺗﺤﻜﻤﻬ ﺎ أﻧﻈﻤ ﺔ دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺑﻨﻤ ﺎ وﺑﻮﻟﻨ ﺪا وﺗﺸ ﻴﻠﻲ واﻟﺘﺒ ﺖ وﺑﻮرﻣ ﺎ .اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣ ﺎرﺑﻮا اﻟﻌ ﺪوان اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺖ واﻟﺮوس اﻟﺬﻳﻦ هﺰﻣﻮا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻤﺘﺸﺪد اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻓ ﻲ ﺁب ﻋ ﺎم 1991واﻟﺘﺎﻳﻠﻨ ﺪﻳﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻨﻌﻮا اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ،هﺬﻩ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ ﺗﺮآ ﺖ وﻗﻌ ًﺎ ﻣﺰﻋﺠ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺎآﺮة ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ. اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮﺛﺎء واﻟﻐﻀﺐ ﺿﺪ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ،واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب ﺑﺮزاﻧﺔ ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﺮﺟ ﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء ﺷ ﺠﻌﺘﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ زﻳﺎرات إﻟ ﻰ أﻣ ﺎآﻦ آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﺨ ﺎﻃﺮ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ﻻ ﺗ ﺰال ﺗﺤ ﺪق ﺑﻬ ﺎ ،ﻟﻜ ﻦ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ اﻟﺘﺤ ﺪي ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻷﺷ ﺨﺎص اﺳﺘﻤﺮت ،ﺗﻤﺜﻠﺖ هﺬﻩ اﻷﻣﺎآﻦ ﺑﺒﻠﺪان ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻤﺎ وﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻠﻨﻴﺲ ﻓﻲ ﻟﺘﻮاﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤ ﻊ اﻟﺴ ﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ وﺳﺎﺣﺔ ﺗﻴﺎﻧﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺑﻜﻴﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻈﺎهﺮات اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﺣﻴ ﺚ دﺧﻠ ﺖ أول ﻧ ﺎﻗﻼت اﻟﺠﻨ ﻮد اﻟﻤﺪرﻋ ﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ،وﻣﺮاآﺰ ﻗﻴﺎدة اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎت ﻣﺎﻧﺮﺑﻠﻮ ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ اﻟﺤﺮة. ﻗﻤﺖ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮا ﻣﺜﻞ ﺑﺮج اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن وﻣﻘﺒﺮة ﻓﻴﻠﻨﻴﺲ ﻓﻲ ﻟﺘﻮاﻧﻴﺎ واﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ رﻳﻐﺎ( ﻓﻲ ﻻﺗﻔﻴﺎ )ﺣﻴﺚ أﻃﻠﻘ ﺖ اﻷﻋﻴ ﺮة اﻟﻨﺎرﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻟﺘﻘ ﺘﻠﻬﻢ ،وﻣﺮآ ﺰ ﻓ ﺮاري ﻓ ﻲ ﺷ ﻤﺎل إﻳﻄﺎﻟﻴ ﺎ ﺣﻴ ﺚ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻔﺎﺷ ﻴﻮن اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ،واﻟﻤﻘﺒﺮة اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎﻧﺮﺑﻠﻮ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌ ﺔ ﺑﺄﺟﺴ ﺎد اﻟﺮﺟ ﺎل اﻟ ﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠ ﻮا وه ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻘﺘﺒ ﻞ اﻟﻌﻤ ﻞ .اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻟﻤﺮة أن ﻧﺸﻮء اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ إﻻ اﻟﻤﻮت واﻟﺪﻣﺎر . ﻣﻦ هﻨﺎ وﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اهﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻲ وﺧﺒﺮاﺗﻲ ﻧﺸﺄ ﻟﺪي أﻣﻞ راﺳﺦ ﺑﺄن هﻨﺎك ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻤﻨﻊ اﻟﻈﻠﻢ ،وأن هﻨﺎك ﺳ ﺒﻴﻞ ﻟﻠﻨﻀ ﺎل ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﻨﺠﺎح دون اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﺬﺑﺢ اﻟﻤﺘﺒﺎدل ،وأﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻣﻨﻊ ﻧﺸﻮء دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
8
ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻓﻜﺮ ﻣﻠﻴًﺎ وﺑﺤﺬر ﺧﻼل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات ﻓﻲ أآﺜﺮ اﻟﺴﺒﻞ ﻧﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﺄﻗ ﻞ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة واﻷرواح ،وﻋﻠﻴ ﻪ ﻗﻤ ﺖ ﺑﻌﻤ ﻞ دراﺳ ﺎت ﻟﻸﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺣﺮآ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ واﻟﺜ ﻮرات واﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وأﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻟﻮاﻗﻌﻲ. ﺟﺎء هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺎت ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﻜﻤﺎل إﻻ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪم ﺑﻌﺾ اﻹرﺷﺎدات ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻹﻧﺘﺎج ﺣﺮآﺎت ﺗﺤﺮر أﻗﻮى وأآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل. ﻳﺮآﺰ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وهﻲ آﻴﻔﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻣﻨﻊ ﻗﻴﺎم ﻧﻈﺎم دآﺘﺎﺗﻮري ﺟﺪﻳ ﺪ، ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ه ﺬا اﻟﺘﺮآﻴ ﺰ ﻣ ﻦ ﻣﻨﻄﻠ ﻖ اﻟﻀ ﺮورة وﻣ ﻦ ﻣﻨﻄﻠ ﻖ اﻟﺨﻴ ﺎر اﻟﻤﺘﻌﻤ ﺪ .ﻻ أﻣﻠ ﻚ اﻟﻜﻔ ﺎءة ﻋﻠ ﻰ إﺻ ﺪار ﺗﺤﻠﻴ ﻞ ﻣﻔﺼﻞ أو ﻋﻤﻞ وﺻﻔﺔ ﻟﺒﻠﺪ ﻣﻌﻴﻦ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺁﻣﻞ أن ﻳﻌﻮد هﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮاﺟ ﻪ ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ،وه ﻲ ﻟﺴ ﻮء اﻟﺤ ﻆ آﺜﻴ ﺮة .ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﻌﻮب أن ﺗﺨﺘﺒ ﺮ ﻣ ﺪى ﺻ ﻼﺣﻴﺔ ﺗﻄ ﺎﺑﻖ ه ﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎﻋﻬﻢ وﻋﻠﻰ ﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺮر. أود أن أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎهﻤﻮا ﻓﻲ إﻧﺠﺎز هﺬا اﻟﻌﻤﻞ :ﻣﺴﺎﻋﺪي اﻟﺨﺎص ﺑﺮوس ﺟﻨﻜﻨﺰ اﻟ ﺬي ﻗ ﺪم ض أآﺜ ﺮ ﻣﺴﺎهﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺑ ﺜﻤﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﺤﺪﻳ ﺪﻩ ﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﻤﺤﺘ ﻮى واﻟﻌ ﺮض وﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﻮﺻ ﻴﺎﺗﻪ اﻟﺪﻗﻴﻘ ﺔ ﻟﻌ ﺮ ٍ وﺿﻮﺣًﺎ ودﻗ ﺔ ﻟﻸﻓﻜ ﺎر اﻟﺼ ﻌﺒﺔ( ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ )واﻟﺘﺮآﻴﺒ ﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ﺔ وإﺟ ﺮاء ﺗﺤﺴ ﻴﻨﺎت ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﺮﻳ ﺮ اﻟﻜﺘ ﺎب .أود أﻳﻀ ًﺎ أن أﺗﻘ ﺪم ﺑﺎﻟﺸ ﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة ﻓ ﻲ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪﻣﻬﺎ ﺳ ﺘﻴﻔﻦ آ ﻮدي ،وإﻟ ﻰ اﻟﺪآﺘﻮر آﺮﺳﺘﻮﻓﺮ آﺮوﻏﻠﺮ وروﺑﺮت هﻠﻔﻲ اﻟﻠﺬان ﻗﺪﻣﺎ ﻧﻘﺪًا وﻧﺼﺤًﺎ هﺎﻣﻴﻦ .أﺷﻜﺮ أﻳﻀًﺎ اﻟﺪآﺘﻮرة هﻴﺰل ﻣﻜﻔﺮﺳﻮن واﻟ ﺪآﺘﻮرة ﺑﺎﺗﺮﻳﺸ ﺎ ﺑﺎرآﻤ ﺎن اﻟﻠ ﺬان زوداﻧ ﻲ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻋ ﻦ اﻟﻨﻀ ﺎل ﻓ ﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴ ﺎ وأﻣﺮﻳﻜ ﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﻮاﻟﻲ . وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ هﺬا اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،إﻻ أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻮاردة ﻓﻴﻪ هﻲ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻲ . ﻼ ودون ﺛﻤ ﻦ ،ﻷن ﺟﻤﻴ ﻊ ﻼ ﺳﻬ ً ﻻ أﻓﺘﺮض ﻓﻲ أي ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أن ﺗﺤﺪي اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻤ ً أﻧﻮاع اﻟﻨﻀﺎل ﻟﻬﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪاﺗﻬﺎ وﻟﻬ ﺎ ﺛﻤﻨﻬ ﺎ .ﺳ ﺘﺆدي ﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺤ ﺎل إﻟ ﻰ وﻗ ﻮع إﺻ ﺎﺑﺎت وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺁﻣﻞ أن ﻳﻘﻮم ه ﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ ﺑ ﺪﻓﻊ ﻗﻴ ﺎدات اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ إﻟ ﻰ اﻋﺘﺒ ﺎر اﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺗﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻓﻌ ﺎﻟﻴﺘﻬﻢ وﺗﻘﻠ ﺺ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺎت. ﻻ ﻳﺠﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء ﻧﻈﺎم دآﺘﺎﺗﻮري ﻣﻌﻴﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ،ﺣﻴ ﺚ أن ﺳ ﻘﻮط ﻧﻈﺎم ﻣﻌﻴﻦ ﻻ ﻳﺨﻠﻖ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﻔﺎﺿ ﻠﺔ ﺑ ﻞ أﻧ ﻪ ﻳﻔ ﺘﺢ اﻟﻤﺠ ﺎل أﻣ ﺎم ﺟﻬ ﻮد ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﻟﺒﻨ ﺎء ﻋﻼﻗ ﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎدﻟﺔ وإﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل اﻟﻼﻋﺪاﻟﺔ واﻻﺿﻄﻬﺎد اﻷﺧﺮى .ﺁﻣﻞ أن ﻳﻌﻮد هﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﻓ ﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮر . ﺟﻴﻦ ﺷﺎرب 6ﺗﺸﺮﻳﻦ أول( أآﺘﻮﺑﺮ) 1993 Albert Einstein Institution 427 Newbury Street Boston Massachusetts 02115-1801
9
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب واﻗﻌﻲ ﺷﻬﺪت اﻟﺴ ﻨﻮات اﻷﺧﻴ ﺮة اﻧﻬﻴ ﺎر اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ ذات أﺻ ﻞ داﺧﻠﻲ أو ﺧﺎرﺟﻲ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬ ﺎ ﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﻤﻨ ﺘﻈﻢ ،وأﺛﺒﺘ ﺖ ﻋ ﺪم ﻗ ﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤ ﺪي اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻧﻈﻤﺔ ﻣﺘﻮﻃﺪة وﻣﻨﻴﻌﺔ. ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺎم 1980اﺳﺘﻄﺎع ﺗﺤﺪي اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺬي ﺗﻤﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﻒ إﺳ ﻘﺎط اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻮﻧﻴﺎ وﻻﺗﻔﻴﺎ وﻟﺘﻮاﻧﻴﺎ وﺑﻮﻟﻨﺪا وأﻟﻤﺎﻧﻴ ﺎ اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ وﺗﺸﻴﻜﻮﺳ ﻠﻮﻓﺎآﻴﺎ وﺳ ﻠﻮﻓﻴﻨﻴﺎ وﻣﺪﻏﺸ ﻘﺮ وﻣ ﺎﻟﻲ وﺑﻮﻟﻴﻔﻴ ﺎ واﻟﻔﻠﺒ ﻴﻦ .وﻋﻤﻠ ﺖ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻔ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺮﺳ ﻴﺦ اﻟﺘﻮﺟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻴﺒ ﺎل وزاﻣﺒﻴ ﺎ وآﻮرﻳ ﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴ ﺔ وﺗﺸﻴﻠﻲ واﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ وهﺎﻳﻴﺘﻲ واﻟﺒﺮازﻳﻞ وأوروﻏﻮاي وﻣﻼوي وﺗﺎﻳﻠﻨﺪا وﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ وهﻨﻐﺎرﻳﺎ وزاﺋﻴﺮ وﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وأﺟﺰاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ( ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺒﺖ دورًا هﺎﻣًﺎ ﻓﻲ هﺰﻳﻤﺔ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻤﺘﺸﺪد اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺁب ﻋ ﺎم 1991). ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ اﻟﻌ ﺎرم 1ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻦ وﺑﻮرﻣ ﺎ واﻟﺘﺒ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﻮات اﻷﺧﻴ ﺮة ،وﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أن ه ﺬا ﺾ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري أو اﻻﺣ ﺘﻼل اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ إﻻ أﻧ ﻪ آﺸ ﻔﺖ ﻋ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻮﺣﺸ ﻴﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻨﻀ ﺎل ﻟ ﻢ ﻳﻘ ِ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ أﻣﺎم أﻋﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،آﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺪم ﻟﻠﺸﻌﻮب ﺧﺒﺮة ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل . ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أن اﻧﻬﻴﺎر اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻮارد ذآﺮهﺎ أﻋﻼﻩ ﻟﻢ ﻳﻤﺤﻮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت :ﻓﺎﻟﻔﻘﺮ واﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وﻋﺪم اﻟﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴ ﺔ وﺗﺨﺮﻳ ﺐ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ ه ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻮرﺛ ﻪ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﻘﻤﻌﻴ ﺔ .وﻟﻜ ﻦ ﺳﻘﻮط هﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ آﺎن ﻟﻪ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﻘﻤﻊ ،وﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم إﻋﺎدة ﺑﻨ ﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻮﺟﻮد ﺣﺮﻳﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ودﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺷﺨﺼﻴﺔ وﺑﻮﺟﻮد ﻋﺪاﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻖ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ واﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ . ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ أﺻ ﺒﺢ هﻨ ﺎك ﺗﻮﺟﻬ ﺎت أآﺒ ﺮ ﻧﺤ ﻮ ﺗﻄﺒﻴ ٍ ﺢ أﺻﺪرﺗﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﻳﺪم هﺎوس اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﻣﺴﺤًﺎ دوﻟﻴًﺎ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ﺣﻮل وﺿﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺴ ٍ
اﻟﻼﺗﻌ ﺎون و اﻻﺣﺘﺠ ﺎج( اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ اﻟﻨﻀ ﺎل هﻠﻔ ﻲ روﺑ ﺮت اﺳ ﺘﺨﺪﻣﻪ واﻟ ﺬي اﻟﺴ ﻴﺎق ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻟ ﻮارد "اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ اﻟﺘﺤﺪي" ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻌﻨﻲ
1
اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ اﻟﻨﻀ ﺎل ﻣﺴ ﺎواة ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺎﺗﺠﻴﻦ واﻟﺘﺤﺮﻳ ﻒ اﻻرﺗﺒ ﺎك ﻋﻠ ﻰ آﺮد اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻧﺸﺄ .ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻏﺮاض وﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﺤ ٍﺪ اﻟﻤﻨﻔﺬ )واﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺗﻌﻤ ﺪ إﻟ ﻰ "ﺗﺤ ﺪي" ﻣﺼﻄﻠﺢ وﻳﺸﻴﺮ اﻟﺪﻳﻨﻲ ،أو اﻷﺧﻼﻗﻲ "اﻟﻼﻋﻨﻒ"و )دﻳﻨﻴﺔ أو أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب اﻟﺴﻼح ﺣﻤﻞ رﻓﺾ( ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﻴﺔ اﻟﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ )اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ( اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻮﻇ ﻒ اﻟﺘ ﻲ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ "اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ اﻟﺘﺤﺪي" وﻳﺼﻒ .اﻟﺨﻨﻮع وﻋﺪم اﻟﻌﺼﻴﺎن ﺧﻼل ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴ ﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة ﻻﺳ ﺘﻌﺎدة اﻟﺸ ﻌﻮب ﺑ ﻪ ﺗﻘ ﻮم اﻟ ﺬي اﻟﻌﻤ ﻞ ﻟﻴﺼﻒ أﺳﺎﺳًﺎ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ وﻳﺴﺘﺨﺪم ).اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ( ﻋﻤﺪًا واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﺳﺘﺨﺪام اﻷﻧﻈﻤﺔ هﺬﻩ ﻗﻮة ﻣﺼﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻞ ﻻ هﺠﻤﺎت ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧﻼل ﻣﻦ وذﻟﻚ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ ه ﺬا ﻓﻲ ﻣﺘﺒﺎدل ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻬﻲ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ واﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻔﺔ واﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت إﻟﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ أﻣﺎ .اﻟﻐﺮض ﻟﻬﺬا ).اﻟﺦ ...وﻧﻔﺴﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( اﻷهﺪاف ﻣﻦ أوﺳﻊ ﺑﻤﺪى اﻟﻨﻀﺎل إﻟﻰ ﻳﺸﻴﺮان اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﻴﻦ أن ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ اﻟﻌﻤﻞ
10
واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،أن ﻋ ﺪد اﻟ ﺪول ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺼ ﻨﻒ أﻧﻬ ﺎ" ﺣ ﺮة "ﻗ ﺪ زاد ﺑﺸ ﻜﻞ آﺒﻴ ﺮ ﺧ ﻼل اﻟﻌﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة :2 ﻏﻴﺮ ﺣﺮ
ﺣﺮ ﺟﺰﺋﻴ ًﺎ
ﺣﺮ
64
76
55
1983
38
73
75
1993
وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ إﻻ أن هﻨ ﺎك أﻋ ﺪاد آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗ ﺰال ﺗﻘﺒ ﻊ ﺗﺤ ﺖ اﻟﻈﻠ ﻢ .ﻓﻤﻨ ﺬ آﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ /ﻳﻨﺎﻳﺮ ، 1993ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠ ﺪان وﻣﻨ ﺎﻃﻖ" ﻏﻴ ﺮ ﺣ ﺮة "أي اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪودة ﺟﺪًا 31%ﻣﻦ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻎ 5.45 ﺑﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ً. 3 ﻳﺤﻜﻢ اﻟﺒﻠﺪان واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدهﺎ 38و 12ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ وﺗﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" ﻏﻴﺮ ﺣﺮة "ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ( ﻣﺜﻞ ﺑﻮرﻣﺎ واﻟﺴﻮدان )أو اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ( ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴ ﻌﻮدﻳﺔ و ﺑﻮﺗﺎن )أو اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺴﻴﻄﺮة( ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻴﻦ وآﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ )أو اﻻﺣﺘﻼل اﻷﺟﻨﺒﻲ( ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺒﺖ وﺗﻴﻤﻮر اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ )أو ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ. ﻧﺠﺪ اﻟﻴﻮم أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ ،ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﺪد اﻟﺒﻠﺪان" اﻟﺤﺮة "ﻗﺪ ازداد ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﺸ ﺮ اﻷﺧﻴ ﺮة إﻻ أن هﻨ ﺎك ﺧﻄ ﺮ ﻣﺤ ﺪق ﻳﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ أن اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻣﻢ ،أﺛﻨﺎء هﺬﻩ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ،ﺗﺄﺧﺬ اﺗﺠﺎهًﺎ ﻣﻌﺎآﺴًﺎ ﻟﺘﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﻧﻴ ﺮ أﻧﻈﻤ ﺔ دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ،ﺣﻴ ﺚ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﺰﻣﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﻄﺎﻣﺢ ،واﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﻦ اﻟﻤﻨﺘﺨﺒ ﻴﻦ ،واﻷﺣ ﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ اﻟﻤﺬهﺒﻴ ﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﻤﺮار ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ أن ﺗﻔ ﺮض إرادﺗﻬ ﺎ ،وﺗﺒﻘ ﻰ اﻻﻧﻘﻼﺑ ﺎت ﻇ ﺎهﺮة ﻣﺄﻟﻮﻓ ﺔ ،وﺗﺴ ﺘﻤﺮ ﻇ ﺎهﺮة اﻧﺘﻬ ﺎك ﺣﻘ ﻮق اﻹﻧﺴ ﺎن اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب. ﻻ ﻳﺰال اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﻳﻌﺸﺶ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﻋﻮﻳﺼ ﺔ .هﻨﺎﻟ ﻚ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ أو اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮات ﺑﻞ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ .وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻨﻮع إﻟ ﻰ ﻏ ﺮس ﻓ ﻲ اﻟ ﺬهﻦ ،ﻓﻔ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﺤ ﺎﻻت ﺗﻄﺮﻓ ًﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ رﻣ ﻮز اﻟﺴ ﻠﻄﺔ واﻟﺤﻜ ﺎم دون ﻣﺴ ﺎﺋﻠﺔ ﻗ ﺪ ُ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ– ﺧﺎرج ﺣ ﺪود ﺳ ﻴﻄﺮة اﻟﺪوﻟ ﺔ -ﻗ ﺪ ُأﺿ ﻌﻔﺖ ﻋﻤ ﺪًا أو ﺣﻮﻟ ﺖ إﻟ ﻰ ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﺗﺎﺑﻌ ﺔ أو ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻤﺆﺳﺴ ﺎت ﺻ ﺎرﻣﺔ ﺗﺴ ﺘﺨﺪم ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺪوﻟ ﺔ أو اﻟﺤ ﺰب اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻟﻠﺴ ﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻳﻜﻮن اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﺷﺘﺘﻮا ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻬﻢ أﺻﺒﺤﻮا آﺘﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻤﻌ ﺰوﻟﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣﻌًﺎ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ أو ﻧﻴﻞ ﺛﻘﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ أو ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺒﺎدرة ﺑﺄي ﺷﻲء.
2
Freedom House, Freedom in the World: The Annual Survey of Political Rights and Civil Liberties, 1992-1993 (New York: Freedom House, 1993), p. 66 ) 1993ﻳﻨﺎﻳﺮ/اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺎﻧﻮن ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﺪأ 1993ﺳﻨﺔ أرﻗﺎم( .هﺎوس ﻓﺮﻳﺪم ﻧﻈﺮ وﺟﻬﺔ ﻣﻦ "ﺣﺮ ﻏﻴﺮ" و "ﺟﺰﺋﻴًﺎ ﺣﺮ" و "ﺣﺮ" ﻓﺌﺎت ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ 79-80اﻟﺼﻔﺤﺎت أﻧﻈﺮ Freedom House, Freedom in the World p. 4
11
3
ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺼ ﺒﺢ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﺿ ﻌﻔﺎء ﻻ ﺣ ﻮل ﻟﻬ ﻢ وﻻ ﻗ ﻮة وﺗﻨﻘﺼ ﻬﻢ اﻟﺜﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻨﻔﺲ وﻏﻴﺮ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺪى آﺮهﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري و ﺣﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ أن اﻟﺮﻋﺐ ﻳﺪب ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ إذا ﻓﻜ ﺮوا ﺟ ﺪﻳًﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ،وﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﺠ ﺪهﻢ ﻳﻌ ﺎﻧﻮن ﻼ ﺑﻼ أﻣﻞ. دون ﺳﺒﺐ وﻳﻮاﺟﻬﻮن ﻣﺴﺘﻘﺒ ً رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻷوﺿﺎع اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺤ ﺖ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ أﺳ ﻮأ ﺑﻜﺜﻴ ﺮ ﻣﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ ﺣﻴ ﺚ ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ أن اﻟﺒﻌﺾ اﺗﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ورﺑﻤﺎ آﺎن هﻨﺎك اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻋﺎرﻣﺔ وﻣﻈﺎهﺮات ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟ ﺮوح اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻗﺪ ارﺗﻔﻌﺖ وﻟﻜﻦ ﻟﻮﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ ورﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﻤﺒﺎدرات ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣﺆآﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ أو ﺗﺤﺪﻳﻬﻢ ﻓ ﻲ أوﻗ ﺎت أﺧ ﺮى .إن أﻋﻤ ﺎل اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ه ﺬﻩ ،ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻧﺒ ﻞ دواﻓﻌﻬ ﺎ ،ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ آﺎﻓﻴ ﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻮف اﻟﻤﺘﺠﺬر ﻟﺪى اﻟﻨﺎس وﻋﺎدة اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﻤﺰروﻋﺔ ﻓﻴﻬﻢ ،اﻷﻣﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﻄﻠﺒ ﺎت اﻟﻀ ﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻘﻀ ﺎء ﻻ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ أن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل أدت إﻟﻰ اﻟﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة وأﻋ ﺪاد اﻟﻘﺘﻠ ﻰ ﺑ ﺪ ً ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﻧﺘﺼﺎرات أو ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻞ. ﺣﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻨﻒ؟ ﻣ ﺎ اﻟﻌﻤ ﻞ إذًا ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ ﺗﺒ ﺪوا ﻓﻴﻬ ﺎ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ﺎت اﻟﺠﻠﻴ ﺔ وآﺄﻧﻬ ﺎ ﻋﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﻔﺎﺋ ﺪة ﺣﻴ ﺚ أن اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﺠﺎهﻞ اﻟﻤﺤﺪدات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ واﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﺮأي اﻟﻌﺎم .ﻳﻜﻮن اﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ردة ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻻﺧﺘﻔﺎء واﻟﻘﺘﻞ أن اﻟﻌﻨﻒ وﺣﺪﻩ ﻓﻘ ﻂ ﻗ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻓﻨﺠﺪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أن اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﻐﺎﺿﺒﻮن ﻳﻨﻈﻤﻮن ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻮﺣﺸ ﻴﺔ ﻣﺴ ﺘﺨﺪﻣﻴﻦ ﻣ ﺎ أﺗ ﻴﺢ ﻟﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﻒ وﻣ ﻦ ﻗ ﺪرات ﻋﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﺿ ﻌﻒ ﻓ ﺮص اﻟﻨﺠ ﺎح وﻳﻘ ﺎﺗﻠﻮن ﻼ ﻣ ﺎ أدت أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ وﻳﺪﻓﻌﻮن ﺛﻤﻨًﺎ ﺑﺎهﻈًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة واﻷرواح ،وﻳﺤﻘﻘ ﻮن إﻧﺠ ﺎزات ﻣﻤﻴ ﺰة وﻟﻜ ﻦ ﻗﻠ ﻴ ً اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﻷن اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣ ﺎ ﺗﻮاﺟ ﻪ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺎت ﻗﻤ ﻊ وﺣﺸ ﻴﺔ ﺗﻘﺘ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻣ ﻦ أﻣ ﻞ ﻟ ﺪى اﻟﻨﺎس. ﺧﻴﺎر اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﻳﻌﻜﺲ ﺑﻮﺿﻮح أﻣﺮًا واﺣﺪًا وهﻮ أن اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺜﻘ ﺔ ﻓ ﻲ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻨﻒ إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب ﻟﻠﻨﻀﺎل ﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﻄﻐﺎة داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﻮق ﻓﻴﻪ .ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﻌﺪادهﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﺳﺤﻖ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻃ ﺎل اﻟ ﺰﻣﻦ وﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﻄ ﺎف ﻻ ﺗﺠ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺎت أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺧﻴﺎرًا إﻻ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ وهﻲ أن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﺘﻔﻮق ﺑﺎﻣﺘﻼآﻬﺎ ﻟﻠﻌﺘﺎد اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ وﺗﺘﻔﻮق ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ ﻼ ﻟﻬﺎ . ﺷﺠﺎﻋﺔ أﻓﺮادهﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ،ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻣﺜﻴ ً ﻳﻠﺠﺄ اﻟﻤﻨﺸﻘﻮن ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺣﺮب اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻬﻢ ﻋﺪم واﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻤﺮد اﻟﻌﺴﻜﺮي ،وﻟﻜﻦ هﺬا اﻟﺨﻴﺎر ﻻ ﻳﻌﻮد ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة أو ﻳﻘﻮدهﺎ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ .إن ﺧﻴ ﺎر ﺣ ﺮب اﻟﻌﺼ ﺎﺑﺎت ﻄ َﻬﺪ ،أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﺸ ﻞ ه ﺬا اﻟﺨﻴ ﺎر واردة ﻳﺆدي إﻟﻰ وﻗﻮع ﺧﺴ ﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣ ﺔ ﻓ ﻲ أﺑﻨ ﺎء اﻟﺸ ﻌﺐ اﻟ ُﻤﻀ َ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻧﻈﺮﻳﺔ وﺗﺤﺎﻟﻴﻞ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻌ ِﺰزَة ووﺟﻮد دﻋﻤًﺎ دوﻟﻴًﺎ ﻟﻪ .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺮب اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﻘﻮم ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ ﺑﺈﺟﺒﺎر اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺰوح ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺟﺴﻴﻤﺔ .
12
وﺣﺘﻰ إذا ﺣﻘﻘﺖ ﺣﺮب اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت ﻧﺠﺎﺣًﺎ ﻓﺈن ﻟﻬﺎ أﺛﺮًا ﺳﻠﺒﻴًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﺤﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻧﻈﺎﻣًﺎ أآﺜﺮ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔً ،وﻋﻨﺪ ﻧﺠ ﺎح ﻣﻘ ﺎﺗﻠﻲ ﺣ ﺮب اﻟﻌﺼ ﺎﺑﺎت وﺗ ﻮﻟﻴﻬﻢ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻳﺨﻠﻘ ﻮن ﻧﻈ ﺎم ﺣﻜ ٍﻢ أآﺜ ﺮ دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ًﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﺣﺎرﺑﻮا ﺿﺪﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺮآﺰﻳﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ اﻟﻤﻤﺘ ﺪة وﺑﺴ ﺒﺐ ﺿ ﻌﻒ أو دﻣﺎر ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ– اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺤﻴﻮﻳ ﺔ ﻓ ﻲ إﻧﺸ ﺎء ﻣﺠﺘﻤ ﻊ دﻳﻤﻘﺮاﻃ ﻲ داﺋﻢ -أﺛﻨﺎء ﻓﺘﺮة اﻟﻨﻀﺎل .ﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﺈن ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮم اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أن ﻳﺒﺤﺜﻮا ﻋﻦ ﺧﻴﺎ ٍر ﺁﺧﺮ. اﻧﻘﻼﺑﺎت ،اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻨﻘﺬﻳﻦ أﺟﺎﻧﺐ؟ ﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ إﻟﻰ أي اﻧﻘﻼب ﺿ ﺪ ﻧﻈ ﺎم دآﺘ ﺎﺗﻮري ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ اﻟﺨﻴ ﺎر اﻷﺳ ﻬﻞ واﻷﺳ ﺮع ﻧﺴ ﺒﻴًﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ اﻟﺒﻐﻴﺾ .وﻟﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺸﺎآﻞ ﺧﻄﺮة ﺗﺮاﻓﻖ هﺬا اﻟﺨﻴﺎر أهﻤﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎوئ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﺑﻴﻦ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ .إن إزاﺣ ﺔ أﺷ ﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨ ﻴﻦ أو إزاﺣ ﺔ زﻣ ﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ ،ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ ،أآﺜ ﺮ دﻋ ًﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ وﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ أآﺜﺮ ﺑﻄ ﺮق ﻣﺤ ﺪودة إﻟ ﻰ اﻹﺻ ﻼح اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،ﻟﻜ ﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﺣ ﺪوث اﻟﻌﻜ ﺲ ه ﻲ اﻷﻗﻮى . ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺰز اﻟﺰﻣﺮة ﻣﺮآﺰهﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻧﻈﺎم أآﺜﺮ هﻤﺠﻴﺔ وأآﺜﺮ ﻃﻤﻮﺣًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ،ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓ ﺈن زﻣﺮة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة– اﻟﺘ ﻲ ﻋﻘ ﺪ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺁﻣ ﺎﻟﻬﻢ -ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻔﻌ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﺮﻳ ﺪ دون أي ﻣﺮاﻋ ﺎة ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أو ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ،وهﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻧﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺟﻮد ﻧﻈﺎم دآﺘﺎﺗﻮري. ﻻ ﺗﺴ ﻤﺢ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ إﺟ ﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑ ﺎت ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﺪث ﺗﻐﻴﻴ ﺮات ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ هﺎﻣ ﺔ .وﻧﺠ ﺪ أن ﺑﻌ ﺾ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ ت ﻟﺘﻈﻬﺮ وآﺄﻧﻬ ﺎ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ، اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﺟﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎءا ٍ وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎءات آﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد إﺟ ﺮاءات ﺷ ﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﻣﻮاﻓﻘ ﺔ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻣﺮﺷ ﺤﻴﻦ اﺧﺘ ﺎرﺗﻬﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐ ﺔ .ﻗ ﺪ ﻳﻮاﻓ ﻖ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻋﻠ ﻰ إﺟ ﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑ ﺎت إذا وﻗﻌ ﻮا ﺗﺤ ﺖ ﺿ ﻐﻮﻃﺎت ،وﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﻰ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮن ﺑﻬﺎ ،وإذا ﺳﻤﺢ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌﺎرض أن ﻳﺮﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑ ﻪ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻴﻨﻮا دﻣ ً ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺎهﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أو ﻗ ﺪ ﻳﺘﻌ ﺮض اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﻨﺘﺨ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺘﺮهﻴ ﺐ أو اﻻﻋﺘﻘ ﺎل أو ﺣﺘ ﻰ اﻹﻋ ﺪام ﻣﺜﻠﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻮرﻣﺎ ﻋﺎم 1990وﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻋﺎم ، 1993ﻓﺎﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮن ﺑﺈﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻋﺰﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺮوﺷﻬﻢ. ﻻ ﻳﺆﻣﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ،واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺎروا اﻟﻤﻨﻔﻰ ﻟﻴﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻗﺪرة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳ ﺮ أﻧﻔﺴ ﻬﺎ ،ﻓﻬ ﻢ ﻳ ﺄﻣﻠﻮن اﻟﻨﺠ ﺎة ﻟﺸ ﻌﻮﺑﻬﻢ ﻓﻘ ﻂ إذا ﺗ ﺪﺧﻞ اﻵﺧﺮون .ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻊ هﺆﻻء ﺛﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘ ﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ وﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺄن اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﻴ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ﺗﻤﺘﻠ ﻚ اﻟﻘ ﻮة اﻟﻜﺎﻓﻴ ﺔ ﻹﺳﻘﺎط اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﻗﺪ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮة– ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﺛﺮ -ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻷﻧﻪ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة اﻟﺮﻏﺒﺔ أو اﻟﻘﺪرة– ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻗﺖ -ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،ﺣﻴ ﺚ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻤﻠ ﻚ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ هﻤﺠﻴﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻻ ﺗﻌﺮف ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺨﻼﺻﻬﺎ .ﻣﻦ هﻨ ﺎ ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﻀﻌﻮن ﺁﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮر ﻓﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻘ ﺪ اﻵﻣ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮة ﺧﺎرﺟﻴ ﺔ ﻗ ﺪ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم أو اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة أو ﺑﻠﺪ ﻣﻌﻴﻦ أو ﻓﻲ إﺟﺮاء ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.
13
ﻗﺪ ﻳﺒﺪو هﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﺠﺎﺑﻬًﺎ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻧﺠﺪ أن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻗﻮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻪ اﻧﻌﻜﺎﺳ ﺎﺗﻪ اﻟﺨﻄ ﺮة ،ﻓﻘ ﺪ ﻧﻀﻊ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺧﺎﻃﺊ ﻷن اﻟﻤﻨﻘﺬ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻣًﺎ وﺣﺘ ﻰ إذا ﺗ ﺪﺧﻠﺖ دوﻟ ﺔ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺠ ﺐ اﻟﺜﻘ ﺔ ﺑﻬﺎ. ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﺮض ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻤﺮ ة اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺮآﻴﺰ: •
ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺎﻋﺪ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
•
ﻻ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ وﻋﻮده ﺎ ﻟﻬ ﺎ اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺴ ﺘﻌﺪة ﻟﺒﻴ ﻊ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﻤﻀ ﻄﻬﺪة ﺑ ﺪ ً ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻧﺪة واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻘﺎﺑﻞ هﺪف ﺁﺧﺮ.
•
ﺗﺘﺨﺬ اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺧﻄﻮات ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺳﻴﻄﺮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد.
•
ﻗﺪ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﺧﻴﺮة ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﻬﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﺣﻮﻟﺖ ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ.
ﻳﻌﻮد ﻓﻀﻞ ﺑﻘ ﺎء اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻮد أﺳﺎﺳ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻮزﻳ ﻊ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺴ ﻠﻄﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼد اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻜﻤﻬ ﺎ، ﻓﺎﻟﺴﻜﺎن واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺸﻜﻠﻮا ﺧﻄﺮًا ﻣﺤﺪﻗًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻔﻬﻢ ﻷن ﺛﺮوة اﻟﺒﻼد وﻣﺮاآ ﺰ ﻗﻮﺗﻬ ﺎ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي ﺣﻔﻨ ﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس .أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﻴﺪهﺎ أو ﺗﻀﻌﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ،أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ وﺑﻘﺎء اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻓﻬﺬا ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ داﺧﻠﻴﺔ . ي أو ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﺎﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺮض ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ دوﻟﻴﺔ أو ﻓﺮض ﺣﺼﺎ ٍر اﻗﺘﺼﺎد ٍ أو اﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ أو اﻻﺳﺘﻨﻜﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة أو اﻷﻋﻤﺎل اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﺮآﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻷن ﺑﻐﻴﺎب ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ردود ﻓﻌﻞ دوﻟﻴﺔ. ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻷﻧﻪ إذا أردﻧﺎ أن ﻧﺴﻘﻂ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘ ﺎﺗﻮري ﺑﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ وﺑﺄﻗ ﻞ اﻟﺘﻜ ﺎﻟﻴﻒ ﻓﻌﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﻘ ﻮم ﺑﺎﻟﻤﻬ ﺎم اﻷرﺑ ﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: •
ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ وﻋﺰﻳﻤﺘﻬﺎ وﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ وﻣﻬﺎرات اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ.
•
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻤﺎﻋﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
•
ﺧﻠﻖ ﻗﻮة ﻣﻘﺎوﻣﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ.
•
وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺗﺤﺮر إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﻜﻴﻤﺔ وآﺒﻴﺮة وﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ﺑﻤﻬﺎرة.
14
وﻗﺖ اﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺮر هﻮ وﻗﺖ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﻘﻮﻳﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ ،وه ﺬا ﻣ ﺎ دﻋ ﺎ إﻟﻴ ﻪ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﺳﺘﻮارت ﺑﺎرﻧﻞ ﺧﻼل إﺿﺮاب ﻓﻲ أﻳﺮﻟﻨﺪا ﻋﻦ دﻓﻊ اﻷﺟﻮر ﻋﺎم 1879وﻋﺎم1880: ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ...ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻳﻤﺘﻜﻢ...ﺳﺎﻋﺪوا أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل وﻗﻮﻓﻜﻢ ﻣﻌًﺎ...اﻣﻨﺤﻮا ﺿﻌﻔﺎﺋﻜﻢ اﻟﻘﻮة...ﺗﻮﺣﺪوا وﻧﻈﻤﻮا ﺻﻔﻮﻓﻜﻢ...ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺘﺼﺮوا .4 ﻓﻔﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﺘﺤ ﺮر ﻣ ﻦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ أﺳﺎﺳ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪرة اﻟﺸ ﻌﻮب ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﺮﻳ ﺮ أﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﺎ .ﺣﺎﻻت اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أي اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻼ وﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺤﺮر اﻟﺸﻌﻮب أﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺒﻘ ﻰ ﺧﻴ ﺎر اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ آﻤﺎ ﺟﺎء ذآﺮهﺎ أﻋﻼﻩ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن هﻨﺎك ﻓﻌ ً (اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ )ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ .ﺳﺘﺘﻨﺎول اﻟﻔﺼ ﻮل اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ( ﺧﻴ ﺎر اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ) ﻻ أن ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت آﺄﺳﻠﻮب ﻟﺘﻔﻜﻴﻚ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري . ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أو ً
4
Patrick Sarsfield O'Hegarty, A History of Ireland Under the Union, 1880-1922 (London: Methuen, 1952), pp. 490-491
15
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻗﺪ ﻳﻘﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﻮع اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﻤﺘﻔﺎﻗﻤﺔ( اﻟﻤﺬآﻮرة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول )ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﺬي ﻳﺒﺪو وآﺄﻧﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺮون وﺟﻮد ﻷي ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﺄﻣ ﻞ ه ﺆﻻء أن ﻳﻜ ﻮن ﺑﺎﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ إﻧﻘ ﺎذ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ وإﻧﻬﺎء اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻠﺢ واﻟﺘﻨﺎزل واﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت .ﻳﺒﺪو هﺬا اﻟﺨﻴﺎر ﻣﻘﻨﻌًﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎب اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ . ﻻ ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻨﻀ ﺎل ﺿ ﺪ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴ ﺔ أﻣ ﺮًا ﻣﺤﺒﺒ ﺎً ،إذًا ﻟﻤ ﺎذا إﺗﺒ ﺎع ه ﺬا اﻟﺴ ﺒﻴﻞ؟ وﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﻧﻜ ﻮن ﻼ ﻟﻠﺨﻼص ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﺪث واﻟﺘﻔﺎوض ﻹﻳﺠﺎد ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻨﻬﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﺟﻲ؟ ﻋﻘﻼﻧﻴﻮن وﻧﺠﺪ ﺳﺒ ً أﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮر اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﺪى اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﺗﻘﻨﻌﻪ ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ درﺟﺔ درﺟﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻻﺳﺘﺴﻼم آﻠﻴًﺎ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ؟ ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺒﻌﺾ أن اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ واﺣ ﺪ .ﻓﻘ ﺪ ﺗﻜ ﻮن اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻗ ﺪ أﺳ ﺎءت ﻓﻬ ﻢ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ رﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ داﻓﻊ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﺻﻌﺒﺔ .أو ﻗﺪ ﻳﻈﻦ اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎزﻟﻮن ﻋﻦ ﻋﺮوﺷﻬﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟ ﺒﻼد إذا ﻗﻤﻨ ﺎ ﺑﺘﺸ ﺠﻴﻌﻬﻢ واﺳ ﺘﻬﻮاﺋﻬﻢ .و ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺒﻌﺾ ض ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف .وﻗﺪ ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺒﻌﺾ أﻧ ﻪ ﻻ ﻼ ﻣﺮ ٍ اﻵﺧﺮ أن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ أن ﻧﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺣ ً ﻳﻮﺟﺪ هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻀ ﺎل واﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ راﻏﺒ ًﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ﻞ ﺳ ﻠﻤﻲ( ﻗ ﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ إﺑﺮاﻣﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺧﺮى أو أﻓﺮاد ﺁﺧﺮﻳﻦ )ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت .أﻻ ﻳﺒﺪو هﺬا اﻷﻣ ﺮ أﻓﻀ ﻞ ﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ)؟ ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﻨﻀﺎل( ﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎن هﺬا اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻔﻲ ﺑﺪ ً ﻣﺰاﻳﺎ وﻣﺤﺪدات اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت أدا ًة هﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ﻞ ﺑﻌ ﺾ أﻧ ﻮاع ﻗﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﻨ ﺰاع وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺠﺎهﻠﻬ ﺎ أو رﻓﻀ ﻬﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺠﻮهﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻨﺎزل أﻣ ﺮًا ﻻ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت وﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاع .ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻹﺿ ﺮاب ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ﺔ ﺑﺮﻓ ﻊ اﻷﺟ ﻮر أﺣ ﺪ ﻣﻘﺒﻮ ً اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺠﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﺣ ﻞ اﻟﻨ ﺰاع ﻷن اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﺗﺴ ﻮﻳﺔ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ رﻓﻊ اﻷﺟﻮر ﻟﺪرﺟﺔ ﺗﺮﺿﻲ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع .وﻟﻜﻦ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻧﺰاﻋ ﺎت اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ ﻧﻘﺎﺑ ﺎت اﻟﻌﻤ ﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﻮن ﻓﻴﻬ ﺎ ﻗﻀ ﻴﺔ اﺳ ﺘﻤﺮارﻳﺔ ﺑﻘ ﺎء ﻧﻈ ﺎم ﺣﻜ ﻢ دآﺘ ﺎﺗﻮري ﻏﺎﺷ ﻢ أو إﻧﺸ ﺎء ﺣﺮﻳ ﺔ ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤﻚ . ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤ ﻚ ﺗ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺒ ﺎدئ دﻳﻨﻴ ﺔ أو ﻗﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ أو ﺗ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻄ ﻮر ﻞ ﻳﺮﺿ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﻃ ﺮاف ﻷﻧ ﻪ ﻻ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﺈن اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻻ ﺗﻮﻓﺮ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﺣ ٍ
16
ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻘ ﺪﻳﻢ ﺗﻨ ﺎزﻻت ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ .ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺤ ﻮل ﻓ ﻲ ﻣ ﻮازﻳﻦ اﻟﻘ ﻮى ﻟﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻚ .ﻳﺤﺪث هﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻀﺎل ﻻ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت .ﻟﻜﻦ هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ﻋ ﺪم اﻟﻠﺠ ﻮء إﻟ ﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت أﺑ ﺪًا .اﻟﻘﻀ ﻴﺔ هﻨ ﺎ أن اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت ﻻ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ أﺳ ﻠﻮﺑًﺎ واﻗﻌﻴًﺎ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺄﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑﻐﻴﺎب ﻣﻌﺎرﺿﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ . ﻗ ﺪ ﻻ ﺗﺸ ﻜﻞ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت ﺧﻴ ﺎرًا ﻋﻠ ﻰ اﻹﻃ ﻼق ﻷن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﻤﻜﻨ ﻴﻦ واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺸ ﻌﺮون ﺑﺎﻷﻣ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺮاآ ﺰهﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن رﻓ ﺾ اﻟﺘﻔ ﺎوض ﻣ ﻊ اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ،أو ﻗ ﺪ ﻳﺘﺴ ﺒﺒﻮن ﻓ ﻲ اﺧﺘﻔ ﺎء اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﻴﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮد ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺪء ﺑﺎﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت . اﺳﺘﺴﻼم ﻣﻔﺎوَض؟ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪى اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎرض اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﺗﻔﻀﻞ أﺳﻠﻮب اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت دواﻓﻊ ﺟﻴ ﺪة ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﺴﻠﺢ ﺿﺪ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ هﻤﺠﻴﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪة دون ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﺮ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓ ﺈن ﻞ ﺳ ﻠﻤﻲ .واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ﺬآﺮ أن اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳ ﻴﺮﻏﺒﻮن ﻓ ﻲ ﺣ ٍ ﺗﺤﻤﻞ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ ﺧﺎﺻ ًﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﻔ ﻮق اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻟﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ وﻳﺼ ﺒﺢ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎر واﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ ،ﻋﻨﺪهﺎ ﻧﺠﺪ رﻏﺒﺔ ﻗﻮﻳ ﺔ ﻟﻠﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺁﺧ ﺮ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﻘ ﺬ ﺑﻌﺾ أهﺪاف اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻨﻬﻲ داﺋﺮة اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻀﺎد . ﻋﺮض" اﻟﺴﻼم "ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺬي ﺗﺘﻘﺪم ﺑﻪ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري هﻮ ﻋﺮض ﺧﺪ اع ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺮض اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺷﻦ ﺣﺮب ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻌﻮﺑﻬﻢ ،وﺗﺠ ﺪهﻢ ﻳﺒ ﺎدرون دون أي ﻣﺴﺎوﻣﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر إﻟﻰ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤﺮﻳ ﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠ ﻴﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﻴﻦ ووﻗ ﻒ اﻟﺘﻌ ﺬﻳﺐ ووﻗ ﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻻﻋﺘﺬار ﻟﻠﺸﻌﺐ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻗﻮﻳًﺎ وﻟﻜﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺗﻘﻠﻖ ﻣﻀﺎﺟﻌﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳ ﻮد ﻋ ﺮض اﻟﺘﻔ ﺎوض ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﺮهﺎ ﻧﺤﻮ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر" ﺻﻨﻊ اﻟﺴﻼم ".وﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺟﺬاب وﻟﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺟﻤﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ . ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﻳﻜﻮن اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻓﻌ ً ﻼ ﻣﻬ ﺪد ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻳﺴ ﻌﻮن وراء اﻟﺘﻔ ﺎوض ﻟﻜ ﻲ ﻳﻨﻘ ﺬوا أآﺒ ﺮ ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة واﻟﺜ ﺮوة اﻟﺘ ﻲ ﻻزاﻟ ﺖ ﺑ ﻴﻦ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ .ﻻ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ آﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ . ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أن ﺗ ﺪرك أن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻳﻨﺼ ﺒﻮن ﻣﺼ ﺎﺋﺪهﻢ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻔﺎوﺿ ﻴﺔ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ ﺗﻜ ﻮن ﻓﻴ ﻪ ﻗﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﺤﺮﻳ ﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤ ﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮة ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻟﺠ ﺮ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻧﺤ ﻮ اﻻﺳﺘﺴ ﻼم ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﺳ ﻠﻤﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﺴ ﺘﻤﺮ ل ﺣﺎﺳ ٍﻢ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻨﻒ ﻟﺪﻳﻬﻢ .ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻨﺰاﻋ ﺎت ﻳﻜ ﻮن اﻟ ﺪور اﻷﻣﺜ ﻞ ﻟﻠﺘﻔ ﺎوض ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ ﻧﻀ ﺎ ٍ ﻦ إﻟﻰ أﻗﺮب ﻣﻄﺎر دوﻟﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺠﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن اﻧﻬﺎرت ﻗﻮاهﻢ . ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ إﻳﺠﺎد ﻣﻤ ٍﺮ ﺁﻣ ٍ
17
اﻟﻘﻮة واﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت س ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت ﻓﺮﺑﻤ ﺎ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺗﻌ ﺪﻳﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴ ﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄ ﺔ ﺑﻬ ﺎ، ﻖ ﻗﺎ ٍ إذا آ ﺎن ه ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ ﺗﻌﻠﻴ ٍ ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮب هﻮ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺟﻠﻲ ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت. ﻼ ﻟﻠﺨﻼﻓ ﺎت اﻟﺘ ﻲ أوﺟ ﺪ س ﻣﺘﺴﺎ ٍو وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن وﻳﺠﺪون ﺣ ً ﻻ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت أن ﻳﺠﻠﺲ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ﻣﻌًﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎ ٍ ﻻ ﻻ ﺗﺤ ﺪد اﻟﻌﺪاﻟ ﺔ اﻟﻨﺴ ﺒﻴﺔ وأه ﺪاف اﻵراء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻓﺤ ﻮى اﻟﻨ ﺰاع ﺑﻴ ﻨﻬﻢ .هﻨ ﺎك ﺣﻘﻴﻘﺘ ﻴﻦ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﺘ ﺬآﺮهﻤﺎ :أو ً اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت ،ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ إن ﻗ ﻮة وﻗ ﺪرة آ ﻞ ﻃ ﺮف ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪد ﻓﺤ ﻮى اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺘﻔﺎوض ﺑﻨﺴﺒﺔ آﺒﻴﺮة . ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻌﻠ ﻪ آ ﻞ ﻃ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪا ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ أهﺪاﻓﻪ إذا ﻓﺸﻞ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت؟ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻌﻠﻪ آ ﻞ ﻃ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪا ﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ اﺗﻔ ﺎق ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ ﺪم اﻟﺘ ﺰام اﻟﻄ ﺮف اﻵﺧ ﺮ ﺑﻮﻋ ﻮدﻩ واﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻘ ﻮة اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻪ ﺿﺎرﺑًﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﺮض اﻟﺤﺎﺋﻂ؟ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﺒﻨﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺻﺤﺔ أو ﺧﻄﺄ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤ ﻚ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ آﺜﺮة أو ﻗﻠﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻷوﺿﺎع اﻟﻘﻮة اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﻨﺴ ﺒﻴﺔ ﻟﻸﻃ ﺮاف اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴ ﺔ .ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻔﻌﻠ ﻪ اﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻟﻀ ﻤﺎن أن ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨﺎك إﻧﻜ ﺎر ﻷدﻧ ﻰ ﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟ ﺐ؟ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻌﻠ ﻪ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻟﻴﺒﻘ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ وﺗﺤﻴﻴ ﺪ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ؟ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔ ﺎق ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﻜ ﻮن ﻧﺎﺟﻤ ًﺎ ﻋ ﻦ ﺗﻘﻴ ﻴﻢ آ ﻞ ﻃ ﺮف ﻟﻜﻴﻔﻴ ﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ اﻟﻘ ﻮة واﻟﻘﺪرة اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ وﻣﻦ ﺛﻢ إﻋﺪاد آﻴﻔﻴﺔ إﻧﻬﺎء ﺻﺮاع ﻣﻔﺘﻮح. ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺮاﻋﻲ أﻳﻀًﺎ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﻞ ﻃﺮف اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﺗﻔ ﺎق .هﻨ ﺎك ﺗﻨ ﺎزل ﻓ ﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺼﻞ آﻞ ﻃﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ وﻳﺘﻨﺎزل ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻋﻦ ﺟﺰ ٍء ﻣﻦ أهﺪاﻓﻪ . ﻣﺎ هﻲ ﻗﻮى ﻣﻨﺎﺻﺮة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ إذا آ ﺎن ﺣﻜﻤﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮع اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﻤﺘﻌﻨﺖ؟ ﻣﺎ هﻲ أهﺪاف اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻗﺒﻮﻟﻬ ﺎ؟ ه ﻞ ﺳ ﻴﻘﺪم ﻻ ﻋﻦ دورًا ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪﺳ ﺘﻮر ﻓ ﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺎت اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ( ﺳ ﻮاء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن ﺗﻨﺎز ً آﺎﻧﻮا ﺣﺰﺑًﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ أو ﺛﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ)؟ أﻳﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ؟ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن آﻞ ﺷﻲ ٍء ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻗ ﺪ ﺳ ﺎر ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮام ،ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﺒﻘ ﻰ اﻟﺴ ﺆال :ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻧ ﻮع اﻟﺴ ﻼم اﻟﻨ ﺎﺗﺞ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت؟ ه ﻞ ﺳﺘﺼ ﺒﺢ اﻟﺤﻴ ﺎة أﻓﻀ ﻞ أم أﺳ ﻮء ﻣﻤ ﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻷﻣ ﺮ ﻟ ﻮ اﺳ ﺘﻤﺮت اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻀﺎل ؟ أﻧﻈﻤﺔ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ" ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ" ﻳﻮﺟﺪ ﻟ ﺪى اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ دواﻓ ﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣﻀ ﻤﺮة ﻓ ﻲ هﻴﻤﻨ ﺘﻬﻢ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻘ ﻮة واﻟﻤﺮآ ﺰ واﻟﺜ ﺮوة وإﻋ ﺎدة ﺗﺸ ﻜﻴﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺬآﺮ أن ﺗﺨﻠﻲ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺮاآﺰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪواﻓﻊ اﻷﺧﺮى ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺄهﺪاﻓﻬﻢ.
18
ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻻ ﻧﻨﺴﻰ أﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺧﻨﻮع ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺠﺪهﻢ ﺣﻘﻴﺮﻳﻦ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻬﻜﻮن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﻲ وﻗﻌﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ . إذا واﻓﻘﺖ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ واﻻﺿﻄﻬﺎد ﻓﺴﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻢ اﻟﻤﻄ ﺎف إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑﺨﻴﺒ ﺔ اﻷﻣ ﻞ ،ﻓﻘﻠﻤ ﺎ ﻳﻘﻠ ﻞ اﻟﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﺠ ﻢ اﻻﺿ ﻄﻬﺎد ﺣﻴ ﺚ أﻧ ﻪ ﻋﻨ ﺪ زوال اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﺗﺠﺪهﻢ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻗﻤﻌًﺎ وﻋﻨﻔ ًﺎ أآ ﺮ وﺣﺸ ﻴﺔ ﻣ ﻦ ذي ﻗﺒ ﻞ .إن اﻧﻬﻴﺎر اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳﺰﻳﻞ ﻗﻮة اﻟﺘﻮازن اﻟﺘﻲ ﻗﻴﺪت ﺳﻴﻄﺮة وهﻤﺠﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳُﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻟﻴﺘﺤﺮآﻮا ﺿﺪ أي ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ "،ﻷن اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮر ﻳﻤﺘﻠ ﻚ اﻟﻘ ﻮة ﻟﻴﻀ ﺮب ﻓﻘ ﻂ ﺣﻴ ﺚ ﺗﻨﻘﺼ ﻨﺎ اﻟﻘﻮة ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ" ،آﻤﺎ آﺘﺐ آﺮﺷﻨﺎﻻل ﺷﺮدهﺎراﻧﻲ .
5
اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻻ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت هﻲ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺣﻴ ﺚ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤ ﻚ ،وﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﺤ ﺎﻻت ﺗﻘﺮﻳﺒ ًﺎ أن ﺗﺴ ﺘﻤﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺰﻳ ﻞ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ .ﻓﺎﻟﻨﺠ ﺎح ﻻ ﺗﺤ ﺪدﻩ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﻞ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻷآﺜﺮ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﻼﺋﻤ ﺔ واﻟﻘﻮﻳ ﺔ اﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮة ﻟ ﺪى اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ .ﻗﻨﺎﻋﺘﻨ ﺎ واﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻴﺘﻢ ﺗﻨﺎوﻟﻬ ﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺑﺘﻔﺎﺻ ﻴﻞ أآﺒ ﺮ ه ﻲ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ أو اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ،ﻓﻬ ﻲ ﺗﻤﺜ ﻞ اﻷﺳ ﻠﻮب اﻷﻗ ﻮى اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪى هﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﺿﻠﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ. أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻼم؟ إذا ﻗﺮر اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن واﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أن ﻳﺘﻔﺎوﺿ ﻮا ﻓﺴ ﻴﻜﻮن هﻨ ﺎك ﺣﺎﺟ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻟﻠﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﺑﻮﺿ ﻮح ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻔ ﺎوض .ﻓﻠ ﻴﺲ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﺘﺨﺪم آﻠﻤ ﺔ" ﺳ ﻼم "ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟﺴ ﻼم اﻟﺤ ﺮ اﻟﻌ ﺎدل .إن اﻟﺨﻨﻮع ﻟﻠﻘﻤﻊ واﻻﻧﺼﻴﺎع اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻋﺪﻳﻤﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ارﺗﻜﺒﻮا ﺟﺮاﺋﻢ ﺑﺤﻖ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﻼﻣًﺎ .ﻟﻘﺪ دﻋﺎ هﺘﻠﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻼم ﻣﺮات ﻋﺪة وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻼم اﻟﺬي آﺎن ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺨﻨﻮع ﻹرادﺗﻪ . اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﻳﻄﺮﺣﻪ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻼم اﻟﺴﺠﻮن أو اﻟﻘﺒﻮر. هﻨ ﺎك أﻳﻀ ًﺎ ﻣﺨ ﺎﻃﺮ أﺧ ﺮى ،ﺣﻴ ﺚ أن اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﻮن ﻋ ﺎد ًة ﻣ ﺎ ﻳﺨﻠﻄ ﻮن ﺑ ﻴﻦ أه ﺪاف اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﺎت وﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻔ ﺎوض ﻧﻔﺴ ﻬﺎ .أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﻮن ﻋ ﻦ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أو اﻟﻤﻔﺎوﺿ ﻮن اﻷﺟﺎﻧ ﺐ اﻷﺧﺼ ﺎﺋﻴﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪون ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎوض ﻳﻘﺪﻣﻮن اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺑﺠﺮة ﻗﻠﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ هﺬﻩ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﻟﻬ ﺆﻻء اﻟﺤﻜ ﺎم ﺑﺴ ﺒﺐ اﺣ ﺘﻼﻟﻬﻢ ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ واﻧﺘﻬ ﺎآﻬﻢ ﻟﺤﻘ ﻮق اﻹﻧﺴ ﺎن وﻣﻤﺎرﺳ ﺎﺗﻬﻢ اﻟﻬﻤﺠﻴ ﺔ .ﻓﺒ ﺪون ه ﺬﻩ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻮا إﻟﻴﻬﺎ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﻜﺎم اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ إﻟﻰ اﻷﺑ ﺪ ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠ ﻰ دﻋ ﺎة اﻟﺴﻼم أن ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻮهﻢ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
5
Krishnalal Shridharani, War Without Violence: A Study of Gandhi's Method and Its Accomplishments (New York: Harcourt, Brace, 1939, and reprint New York and London: Garland Publishing, 1972), p. 260.
19
ﺳﺒﺐ ﻟﻸﻣﻞ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺠَﺒﺮ ﻗﺎدة اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎوض اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻮرهﻢ ﺑﺎﻟﻴﺄس ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ .ﻓﺎﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻤﺮ إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ وﻟ ﻦ ﺗﺒﻘ ﻰ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺮازﺣ ﺔ ﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮ هﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ أن ﻳﺤﺘﻔﻈﻮا ﺑﻘﻮﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ .ﻗﺎل أرﺳﻄﻮ ﻣﻨﺬ زﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ" ُﺗ َﻌ ِﻤ ﺮ أﻧﻈﻤ ﺔ ﺣﻜ ﻢ اﻷﻗﻠﻴ ﺔ واﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻻﺳ ﺘﺒﺪادﻳﺔ إﻟ ﻰ ﻓﺘ ﺮات أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻷﺧﺮى...ﻓﺎﻻﺳﺘﺒﺪاد ﻗﻠﻴﻼ ﻣﺎ ﻳﻌﻤ ﺮ ."6وه ﺬا ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮة ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺤ ﻮل ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻬﺎ إﻟﻰ أزﻣﺎت وأن ﻧﻔﻜﻚ ﻗﻮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ( .ﺳﻴﺘﻨﺎول اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻧﻘ ﺎط اﻟﻀ ﻌﻒ ه ﺬﻩ ﺑﺘﻔﺎﺻ ﻴﻞ أآﺜﺮ ). ﻳﺸﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ إﻟﻰ ﺿﻌﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ اﻧﻬﻴﺎره ﺎ ﺧ ﻼل ﻓﺘ ﺮة ﻗﺼ ﻴﺮة ﻧﺴ ﺒﻴﺎً، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻧﻬﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓ ﻲ ﺑﻮﻟﻨ ﺪا ﺧ ﻼل ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ) (1980-1990اﻧﻬ ﺎر ﻣﺜﻴﻠ ﻪ ﻓ ﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴ ﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﻣﺜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎآﻴﺎ ﺧﻼل أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﺎم ، 1989وﻓﻲ اﻟﺴﻠﻔﺎدور وﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ اﻧﻬﺎر اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ اﻟﻬﻤﺠﻴﻴﻦ ﻋﺎم 1944ﺧﻼل ﺣﻮاﻟﻲ أﺳﺒﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﺿﺪ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ .أﻣﺎ ﻧﻈﺎم ﺷﺎﻩ إﻳﺮان اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﻘﻮي ﻓﻘ ﺪ اﻧﻬ ﺎر ﺧ ﻼل أﺷ ﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ .وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم 1986اﻧﻬ ﺎر ﻧﻈ ﺎم ﻣ ﺎرآﻮس ﻓ ﻲ اﻟﻔﻠﺒ ﻴﻦ أﻣ ﺎم إرادة اﻟﺸ ﻌﺐ ﺧ ﻼل أﺳ ﺎﺑﻴﻊ ﺣﻴ ﺚ ﻗﺎﻣ ﺖ ﺣﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻮﻻﻳ ﺎت اﻟﻤﺘﺤ ﺪة وﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺼ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮﺋﻴﺲ ﻣ ﺎرآﻮس ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺻ ﺒﺤﺖ ﻗ ﻮة اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﻤﺘﺸﺪدون ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﺁب 1991أوﻗﻔﻬﻢ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﻼل أﻳﺎم ،واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ رزﺣﺖ ﺗﺤ ﺖ اﻟﻈﻠ ﻢ واﻻﺳ ﺘﺒﺪاد أن ﺗﺴ ﺘﻌﻴﺪ اﺳ ﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺧ ﻼل أﻳ ﺎم أو أﺳﺎﺑﻴﻊ أو أﺷﻬﺮ. ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ هﻨﺎ أن اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮل أن أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻨ ﻒ ﺗﻌﻤ ﻞ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ وأن أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﻋﻨ ﻒ ﻼ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ اﻟﻤﻔﻌﻮل .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﻗﺖ أﻃﻮل ﻹﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺿ ﻊ ﺗﺘﻄﻠﺐ وﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳ ً واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ إﻻ أن اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻳﺤﺪث أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ . اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻻﺳﺘﻤﺮار ﺣﺮب اﻹﺑﺎدة أو اﻻﺳﺘﺴﻼم ،ﻓﺎﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ه ﺬا اﻟﻔﺼ ﻞ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻤﺬآﻮرة ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻷول ه ﻲ ﺧﻴ ﺮ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮد ﺧﻴ ﺎر ﺁﺧ ﺮ أﻣ ﺎم ه ﺆﻻء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳ ﺪون اﻟﺴ ﻼم واﻟﺤﺮﻳﺔ :أﻻ وهﻮ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
6
Aristotle, The Politics, translated by T A Sinclair (Harmondsworth, Middlesex, England and Baltimore, Maryland: Penguin Books 1976 [1962], Book V, Chapter 12, pp. 231 and 232.
20
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ؟ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻬﻤ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺠﺘﻤ ﻊ ﻳﺘﻤﺘ ﻊ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳ ﺔ واﻟﺴ ﻼم ﻣﻬﻤ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﺳ ﻬﻠﺔ ،ﻓﻬ ﻲ ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ ﻣﻬ ﺎرات ﻋﻈﻴﻤ ﺔ وﺗﻨﻈ ﻴﻢ وﺗﺨﻄﻴﻂ ،واﻷآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﻮة ،ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أن ﺗﺴ ﻘﻂ ﻧﻈ ﺎم ﺣﻜ ﻢ دآﺘﺎﺗﻮري وأن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ دون اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ . وﻟﻜﻦ آﻴﻒ ﻳﻜﻮن هﺬا؟ ﻣﺎ هﻮ ﻧﻮع اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜ ﻮن آﺎﻓﻴ ﺔ ﻟﻠﻘﻀ ﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﺷﺒﻜﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺸﺮﻃﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ؟ ﺗﻜﻤﻦ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻘ ﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺠﺎهﻠﻪ ،ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺗﻌﻠﻢ هﺬا اﻟﺘﺒﺼﺮ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻷن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ: أﺳﻄﻮرة" ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮود" هﻨﺎك ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑ ﻊ ﻋﺸ ﺮ ﻟﻠﻤﺆﻟ ﻒ ﻟﻴ ﻮ ﺟ ﻲ ﺗﻮﺿ ﺢ ه ﺬا اﻟﻔﻬ ﻢ اﻟﻤﺘﺠﺎه ﻞ ﻟﻠﻘ ﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﺟﻴﺪة:
7
ﻞ ﻋﺠ ﻮز ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻄﺎع ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻣ ﻦ آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﺗﺸﻮ اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺔ رﺟ ُ ﺧﻼل اﺣﺘﻔﺎﻇﻪ ﺑﻘﺮود ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ ،وآﺎن أهﺎﻟﻲ ﺗﺸﻮ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺟﻮ ﻏﻮﻧﻎ أي" ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮود ". آﺎن هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻘﺮدة آﻞ ﺻﺒﺎح ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺘﻪ وﻳ ﺄﻣﺮ أآﺒﺮه ﺎ أن ﻳﻘﻮده ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺠﺒ ﺎل ﻟﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﺎآﻬﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﻤﺔ واﻷﺷﺠﺎر .وآﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮود ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ ﻗﺮدﺗ ﻪ ﻗﺎﻋ ﺪة وه ﻲ أن ﻳﻘ ﺪم آ ﻞ ﻗ ﺮد ﻣ ﻨﻬﻢ ﻋﺸﺮ ﻣﺎ ﺟﻤﻊ إﻟﻴﻪ ،وآﺎن ﻳﻌﺎﻗﺐ آﻞ ﻗﺮد ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺠﻠﺪﻩ دون رﺣﻤﺔ .آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻘﺮود ﻋﻈﻴﻤ ﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻮى . ﻼ" هﻞ زرع اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻬﺮم ﺟﻤﻴﻊ أﺷ ﺠﺎر اﻟﻔﺎآﻬ ﺔ وﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺳﺄل ﻗﺮد ﺻﻐﻴﺮ اﻟﻘﺮود اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺎﺋ ً واﻷﺟﻤﺔ؟ "ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ" ﻻ ،إﻧﻬﺎ ﺗﻨﻤﻮا ﻟﻮﺣﺪهﺎ ".ﺛﻢ ﺗﺴﺎءل اﻟﻘﺮد اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻘﺎل" أﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺄﺧﺬ اﻟﻔﺎآﻬ ﺔ دون إذن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺠﻮز؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ" ﻧﻌﻢ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ".ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺮد اﻟﺼ ﻐﻴﺮ" ﻟﻤ ﺎذا إذًا ﻧﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﻌﺠﻮز ،ﻟﻤﺎذا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺨﺪﻣﻪ؟
ﻼ اﻟﻘﺼﺔ هﺬﻩ إﻟ ﻰ ﺗ ﺎي ﺳ ﻴﺪﻧﻲ ﺗﺮﺟﻤﻬ ﺎ (1311-1375)،زي ﻟ ﻲ ﻳ ﻮ ﻣ ﻦ " Rule by Tricksﻟﻠﺴ ﻴﻄﺮة اﻟﺨ ﺪع اﺳ ﺘﺨﺪام" ﺑﻌﻨ ﻮان أﺻ ً
7
أﺧﺒﺎر :اﻟﻼﻋﻨﻒ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻧﺸﺮت .ﺟﻲ ﻟﻠﻴﻮ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر اﻻﺳﻢ هﻮ زي ﻟﻲ ﻳﻮ .ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ اﻟﻄﺒﻊ ﺣﻘﻮق ﺟﻤﻴﻊ .اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ) Nonviolent Sanctions: News from Albert Einstein Institutionﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳ ﺘﺲ آ ﺎﻣﺒﺮدج (،أﻳﻨﺸ ﺘﺎﻳﻦ أﻟﺒ ﺮت ﻣﺆﺳﺴ ﺔ 3.ﺻﻔﺤﺔ ) 1992-1993ﺷﺘﺎء( 3رﻗﻢ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻤﺠﻠﺪ
21
ﻓﻬﻤﺖ اﻟﻘﺮدة ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺮﻧﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮد اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﻨﻬ ﻲ ﺟﻤﻠﺘ ﻪ .وﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ وﻋﻨ ﺪ ذهﺎب اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻬﺮم إﻟﻰ ﻓﺮاش اﻟﻨﻮم ﺣﻴﺚ ذهﺐ ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ ﻗﺎﻣ ﺖ اﻟﻘ ﺮدة ﺑﺘﻤﺰﻳ ﻖ ﻗﻀ ﺒﺎن أﻗﻔﺎﺻ ﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ،آﻤﺎ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎآﻬﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن اﻟﻌﺠﻮز ﻗﺪ ﺧﺰﻧﻬﺎ وأﺧﺬﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﺑﺔ .ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﻘﺮدة إﻟﻰ اﻟﻌﺠﻮز ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺑﺪاً ،وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎت اﻟﻌﺠﻮز ﺟﻮﻋًﺎ. ﻳﻘ ﻮل ﻳ ﻮ ﻟ ﻲ زي" ﻳﺤﻜ ﻢ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮﺟ ﺎل ﺷ ﻌﻮﺑﻬﻢ ﺑﺈﺗﺒ ﺎع اﻟﺨ ﺪع ،ﻻ اﻟﻤﺒ ﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﻴ ﺔ ،ه ﺆﻻء اﻟﺤﻜ ﺎم ﻳﺸﺒﻬﻮن ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮدة ،ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻮن ﺗﺸﻮش أذهﺎﻧﻬﻢ وﻻ ﻳﺪرآﻮن أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺪرك اﻟﻨ ﺎس أﻣ ﺮهﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻔﻌﻮل ﺧﺪﻋﻬﻢ ". اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺒﺪأ هﻨﺎ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﺎﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻤﻮﻧﻪ ﺣﻴﺚ أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ دون ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﺄﻣﻴﻦ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: •
اﻟﺴﻠﻄﺔ :إﻳﻤﺎن اﻟﻨﺎس ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم وأن ﻃﺎﻋﺘﻪ واﺟﺐ أﺧﻼﻗﻲ.
•
اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﻋﺪد وأهﻤﻴﺔ اﻷﺷﺨﺎص واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻴﻊ وﺗﺘﻌﺎون أو ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻮن ﻟﻠﺤﻜﺎم.
•
اﻟﻤﻬ ﺎرات واﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ :ﻳﺤﺘﺎﺟﻬ ﺎ اﻟﻨﻈ ﺎم ﻷداء أﻋﻤ ﺎل ﻣﺤ ﺪدة وﻳﻮﻓﺮه ﺎ اﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎوﻧﻮن.
•
اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳ ﺔ :وه ﻲ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺚ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻃﺎﻋ ﺔ وﻣﺴ ﺎﻋﺪة اﻟﺤﻜﺎم.
•
اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺎدﻳﺔ :وهﻲ درﺟﺔ ﺳ ﻴﻄﺮة أو ﺗﺤﻜ ﻢ اﻟﺤﻜ ﺎم ﺑﺎﻟﻤﻤﺘﻠﻜ ﺎت واﻟﻤﺼ ﺎدر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ واﻟﻤﺼ ﺎدر اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ووﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﻤﻮاﺻﻼت.
•
اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت :وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ أو اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪد ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﺼ ﻴﺎن أو اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺨﻀﻮع واﻟﺘﻌﺎون اﻟﻼزﻣﻴﻦ ﻟﺒﻘﺎء اﻟﻨﻈﺎم وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ.
ﺗﻌﺘﻤﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدر ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ وﻋﻠ ﻰ ﺧﻀ ﻮع وﻃﺎﻋ ﺔ ﺟﻤ ﻮع اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟ ﻪ وﻋﻠ ﻰ ﺗﻌ ﺎون اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وهﻲ ﻣﺼﺎدر ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ. ﻳﻌﻤ ﻞ اﻟﺘﻌ ﺎون واﻟﻄﺎﻋ ﺔ واﻟﻤﺴ ﺎﻧﺪة اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ زﻳ ﺎدة ﺗ ﻮﻓﺮ ﻣﺼ ﺎدر اﻟﻘ ﻮة اﻟﻼزﻣ ﺔ وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻳﺘﺴ ﻊ ﻣ ﺪى ﻗ ﻮة أي ﺣﻜﻮﻣﺔ. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ واﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ورﺑﻤﺎ ﻗﻄﻊ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻜﺎم .ﻓﺒﻐﻴﺎب هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدر ﺗﻀﻌﻒ ﻗﻮة اﻟﺤﻜﺎم وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻨﺤﻞ . اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺣﺴﺎﺳﻮن ﻟﻸﻋﻤﺎل واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪد ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮا ﻟﻬ ﻢ ،ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﻬ ﻢ ﻳﻬ ﺪدون ﺑﻤﻌﺎﻗﺒ ﺔ ه ﺆﻻء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻄﻴﻌ ﻮﻧﻬﻢ أو ﻳﻀ ﺮﺑﻮن أو ﻳﺮﻓﻀ ﻮن اﻟﺘﻌ ﺎون ﻣﻌﻬ ﻢ .وه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻷﻣ ﺮ ﻓ ﺎﻟﻘﻤﻊ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺘﺠﺎن داﺋﻤًﺎ ﻋﻮدة اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﻮع واﻟﺘﻌﺎون اﻟﻼزﻣﻴﻦ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ.
22
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة أو ﻗﻄﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة آﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤ ﻊ ﺗﻜ ﻮن اﻻﻧﻌﻜﺎﺳ ﺎت اﻷوﻟﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠ ًﺔ ﻓﻲ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻹرﺑﺎك ،ﺛﻢ ﻳﺘﺒ ﻊ اﻹرﺑ ﺎك وﻋ ﺪم اﻻﺳ ﺘﻘﺮار ﺑﻀ ﻌﻒ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮة اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺆدي ﺣﺠﺐ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة إﻟﻰ ﺷﻠﻞ وﻋﺠﺰ ﻟﺪى اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ وإﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﻜﻪ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﺤﺎﻻت ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻮت ﻗﻮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﺗﺘﻮﻗ ﻒ درﺟ ﺔ اﻟﺘﺤ ﺮر أو اﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬ ﺎ أي ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺻ ﺮار اﻟﻨﺴ ﺒﻲ ﻟﻠﻤﺤﻜ ﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ورﻏﺒﺘﻬﻢ وﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﻻﺳﺘﻌﺒﺎدهﻢ . وﺧﻼﻓ ًﺎ ﻟﻠ ﺮأي اﻟﺴ ﺎﺋﺪ ،ﺣﺘ ﻰ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻻﺳ ﺘﺒﺪادﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺤﻜﻤﻮﻧﻬﺎ .آﺘﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ آﺎرل دﺗﺶ ﻓﻲ ﻋﺎم 1953ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮة اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﺑﻜﺜﺮة ،أﻣﺎ إذا اﺣﺘﺎﺟﺖ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺿﺪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﻜﺜﺮة ﻓﺈن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳ ﺘﻤﺮار ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘ ﻮة ﺗﺼ ﺒﺢ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ .وﻷن أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﻮة أآﺜﺮ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ أﻧﻮاع اﻟﺤﻜﻢ اﻷﺧﺮى ،ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺘﺎج أآﺜﺮ إﻟﻰ ﻋﺎدات إذﻋﺎن واﺳﻌﺔ ﻣﺆﺗﻤﻨﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس ،أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻻﺳ ﺘﺒﺪادﻳﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎدر ًة ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎت هﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﻢ.
8
ﻈ ﺮ اﻟﻘ ﺎﻧﻮﻧﻲ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي ﺟ ﻮن أوﺳ ﺘﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺘﺎﺳ ﻊ ﻋﺸ ﺮ وﺿ ﻊ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻓ ﻲ وﺻ ﻒ اﻟﻤ َﻨ ِ ﻼ إذا ﻗﺮرت ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺗﻮﻓﺮت ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺷﻌﺐ ﻣﻤﺘﻌﺾ ﻗﺎﺋ ً ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺆﻳ ﺪوﻧﻬﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤﺎﻳ ﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ .واﺳﺘﻨﺘﺞ أوﺳﺘﻦ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻹﺟﺒﺎر اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ واﻟﺨﻀﻮع.
9
ﻼ أن اﻷﻣﻴ ﺮ "...اﻟ ﺬي ﻳﻌﺎدﻳ ﻪ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺗ ﻮﻓﻴﺮ أﻣﺎ ﻧﻴﻜﻮﻟﻮ ﻣﻜﻴﺎﻓﻴﻠﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﻃﺮح ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗ ﺎﺋ ً اﻷﻣﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ وآﻠﻤﺎ زادت ﻗﺴﻮﺗﻪ آﻠﻤﺎ ﺿﻌﻒ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻤﻪ ."10 ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺒﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻨﺮوﻳﺠﻴﺔ اﻟﺒﺎﺳﻠﺔ ﺿﺪ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻨﺎزي ،وﺗﻤﺜﻞ أﻳﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ اﻟﺒﻮﻟﻨ ﺪﻳﻮن واﻷﻟﻤ ﺎن واﻟﺘﺸ ﻴﻚ واﻟﺴ ﻠﻮﻓﺎآﻴﻮن واﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻷﺧ ﺮى اﻟﺘ ﻲ ﻗﺎوﻣ ﺖ اﻟﻌ ﺪوان واﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ،وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ أدت ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺳ ﻘﻮط اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻲ ﻓ ﻲ أوروﺑﺎ .ﻃﺒﻌًﺎ هﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻈﺎهﺮة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﺤﺎﻻت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻼﻋﻨﻴﻔﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 494ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻦ أﺳﻴﺎدهﻢ اﻟﻨﺒﻼء اﻟﺮوﻣﺎن 11.ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺘﻴﻦ وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺁﺳﻴﺎ اﻷﺳﺘﺮاﻟﻴﺔ وﺟﺰر اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي وأوروﺑﺎ .
8
Karl W. Deutsch, "Cracks in Monolith," in Carl J. Friedrich, ed., Totalitarianism (Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1954), pp. 313-314. 9 John Austin, Lectures of Jurisprudence or the Philosophy of Positive Law (Fifth Edition, revised and edited by Robert Campbell, 2 vol., London: John Murray, 1911 [1861]), Vol. I, p. 296. 10 Niccolo Machiavelli, "The Discourse on the First Ten Books of Livy," in The Discourse of Niccolo Machiavelli (London: Routledge and Kegan Paul, 1950), Vol. I, p. 254. 11 وﻣﺼ ﺎدر : Gene Sharp, The Politics of Nonviolent Action, (Boston: Porter Sargent, 1973), p. 75أﻧﻈ ﺮ .أﺧﺮى ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ أﺧﺮى
23
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن أهﻢ ﺛﻼث ﻋﻮاﻣﻞ ﺳﻮف ﺗﺤ ﺪد درﺟ ﺔ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة أو ﻋ ﺪم اﻟﺴ ﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮة اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ه ﻲ ): (1اﻟﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮام ﻓﻲ ﻓﺮض ﺣﺪود ﻋﻠﻰ ﻗﻮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ) (2واﻟﻤﻘﺪرة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺣﺠﺐ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻘﻮة ) (3وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺐ ﺗﺠﺎوﺑﻬﻢ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ
.
ﻣﺮاآﺰ اﻟﻘﻮة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ إﺣﺪى ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮد ﻋ ﺪة ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺎت وﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﺣﻜﻮﻣﻴ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺗﺸ ﻤﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜ ﺎل اﻟﻌ ﺎﺋﻼت واﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ واﻷﻧﺪﻳ ﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿ ﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻨﻘﺎﺑﺎت واﺗﺤﺎدات اﻟﻄﻠﺒﺔ واﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﺮى وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺠﻴ ﺮة وأﻧﺪﻳ ﺔ اﻟﺤ ﺪاﺋﻖ وﻣﻨﻈﻤ ﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷدﺑﻴﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺒﻊ أهﻤﻴﺔ هﺬﻩ اﻷﺟﺴﺎم ﻣ ﻦ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻷهﺪاﻓﻬﺎ وﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺟﺴﺎم أهﻤﻴ ﺔ ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻓﻬ ﻲ ﺗ ﻮﻓﺮ أﺳ ﺲ ﺟﻤﺎﻋﻴ ﺔ وﻣﺆﺳﺴ ﺎﺗﻴﺔ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ وﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻷﺧ ﺮى أو اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌ ﺪى ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼ ﺎﻟﺤﻬﺎ وﻧﺸ ﺎﻃﺎﺗﻬﺎ وأهﺪاﻓﻬﺎ .ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﻨﻌﺰﻟﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎﻗﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ وﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻜﻮن درﺟﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أﻗﻞ وﻳﻨﻌﺪم ﺗﺄﺛﻴﺮهﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ إذا آ ﺎن ﺑﺈﻣﻜ ﺎن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺳ ﻠﺐ اﺳ ﺘﻘﻼﻟﻴﺔ وﺣﺮﻳ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت ﻓ ﺈن اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻳﺼ ﺒﺤﻮن ﺿﻌﻔﺎء ﻧﺴﺒﻴًﺎ .وإذا آﺎن هﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻔﺮض ﺳﻴﻄﺮة دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﻤﺮآ ﺰي ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت ﻓﺈﻧﻬ ﺎ( أي اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت )ﺳﺘﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻀﺎء اﻷﻓﺮاد وﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ،إذا اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ اﻻﺣﺘﻔﺎظ أو إﻋﺎدة اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ( ﺧﺎرج ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ )ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن هﺎﻣ ﺔ ﺟ ﺪًا ﻟﺘﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ .إن اﻟﺸ ﻲء اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﺑ ﻴﻦ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ أﻋ ﻼﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻔﻜ ﻚ أو إﺿﻌﺎف اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ هﻮ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﺸﺠﺎع ﻟﻠﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ . وآﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻋﻼﻩ ﻓﺈن ﻣﺮاآﺰ اﻟﻘﻮة هﺬﻩ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻷﺳ ﺲ اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﻀ ﻐﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أو ﺗﺤﺪﻳﻬﺎ .وﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺮاآﺰ اﻟﻘﻮة هﺬﻩ ﺟﺰءًا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳ ﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺎﻋ ﺪة اﻟﺒﻨﻴﻮﻳ ﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ أن اﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ وﻧﻤﻮهﺎ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮﻳﻦ هﻤﺎ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎن ﻟﻨﺠﺎح اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﺤﺮري. إذا آﺎن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻧﺎﺟﺤًﺎ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ أو اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ أن ﺗﺨﻠﻖ ﺟﻤﺎﻋﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو أن ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻘﻂ أو ﻋﻠ ﻰ ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﻣﺴ ﻴﻄﺮ ﻋﻠﻬ ﺎ ﺟﺰﺋﻴ ًﺎ .ﻇﻬ ﺮ ﺧ ﻼل اﻟﺜ ﻮرة اﻟﻬﻨﻐﺎرﻳ ﺔ ﻋ ﺎم 1956-1957ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮﺣﺪت ﻟﺘﺄﺳﺲ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻧﻈﺎﻣًﺎ ﻓﺪراﻟﻴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺤﻜﻢ .وﻓﻲ ﺑﻮﻟﻨﺪا ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﺣ ﺎﻓﻆ اﻟﻌﻤ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻧﻘﺎﺑ ﺎت اﻟﺘﻀ ﺎﻣﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤ ﺎﻻت ﺳ ﻴﻄﺮوا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮن .ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ هﺎﻣﺔ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن إﺿﻌﺎف وﺗﺪﻣﻴﺮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ه ﻮ أﻣ ُﺮ ﺳ ﻬﻞ وﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ أن آ ﻞ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗ ﻨﺠﺢ، وﺑﺎﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ه ﺬا ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك إﺻ ﺎﺑﺎت أﺛﻨ ﺎء اﻟﻨﻀ ﺎل ﻷن ه ﺆﻻء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ زاﻟ ﻮا ﻳﺨ ﺪﻣﻮن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﺳﻴﺤﺎرﺑﻮن ﻟﻜﻲ ﻳﺠﺒﺮوا اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻄﺎﻋﺔ .
24
ه ﺬا اﻟﻔﻬ ﻢ ﻟﻠﻘ ﻮة ﻳﻌﻨ ﻲ أن اﻟﺘﻔﻜ ﻚ اﻟﻤﺘﻌﻤ ﺪ ﻟﻸﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ه ﻮ أﻣ ُﺮ ﻣﻤﻜ ﻦ .ﻓﺄﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻟﻬ ﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺤﺪدة ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻤﺎهﺮ ﻟﻠﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻟﻨﺘﻨﺎول هﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ أآﺜﺮ .
25
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وآﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻲ ﺗﺸ ﻜﻞ ﺳ ﻴﻄﺮة اﻟﻔﺌ ﺔ اﻟﻘﻮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﺑﺮات واﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﺠﻴﺶ واﻟﺴﺠﻮن وﻣﺮاآﺰ اﻻﻋﺘﻘﺎل وﻓﺮق اﻹﻋﺪام ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﻟﺒﻼد وﻣﺼ ﺎدرهﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ وﻗﺪراﺗﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺗﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻌﺴﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إرادﺗﻬﺎ . ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻗﻮى اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻮاهﻦ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺬي ﻻ ﺣﻮل ﻟﻪ وﻻ ﻗ ﻮة ،ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓ ﺈن هﺬا اﻟﻔﻬﻢ( أي ﻗﻮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻬﺎ ووهﻦ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ )ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ أﻣﺮًا ﻣﺴﺘﺒﻌﺪاً ،ﺑﻴﺪ أن اﻟﻘﺼﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ هﻨﺎ . ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ( آﻌﺐ أﺧﻴﻞ )
ﻻ ﺟﻠﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﺤﺎرب أﺧﻴﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻤﺜﻞ إﺣﺪى اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺜﺎ ً ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ أي ﺿﺮﺑﺔ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴ ﻪ أو أي ﺳ ﻴﻒ أن ﻳﺨﺘ ﺮق ﺟﺴ ﺪﻩ ،ﻗﺎﻣ ﺖ أﻣ ﻪ ﺑﻮﺿ ﻌﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎء ﻧﻬ ﺮ ﺳ ﺘﺎﻳﻜﺲ اﻟﺴﺤﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن ﻃﻔ ً ﻼ ﺣﻴﺚ أآﺴﺒﻪ ذﻟﻚ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﺪ أﻳﺔ أﺧﻄﺎر ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻄﻔﻞ أﺧﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺎء آﺎﻧ ﺖ أﻣﻪ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﻣﻦ آﻌﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺠﺮﻓﻪ اﻟﺘﻴﺎر ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ذﻟﻚ اﻟﺠﺰء اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ آﺒﺮ أﺧﻴﻞ ﻇﻬﺮ أﻣﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﻨﺎﻋﺘﻪ ﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻋﺪاء ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻃﺮوادة ،ﻗﺎم أﺣﺪ اﻟﺠﻨﻮد اﻷﻋﺪاء اﻟﺬي ﻋﻤ ﻞ ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﺮف ﺑﻨﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ أﺧﻴﻞ ،ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺳﻬﻤﻪ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ أﺧﻴﻞ ،وهﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﻓﻴﻪ .آﺎﻧﺖ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ،وﻣﺎزال اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ" آﻌﺐ أﺧﻴﻞ "ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا ﻟﻴﺪل ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أو ﺧﻄﺔ ﻣﺎ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ. ﻳﻨﻄﺒﻖ هﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗ ﺄﺗﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ وﺑﺄﻗﻞ اﻟﺘﻜ ﺎﻟﻴﻒ إذا ﺣ ﺪدﻧﺎ ﻧﻘ ﺎط ﺿ ﻌﻒ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴ ﺔ ورآﺰﻧ ﺎ اﻟﻬﺠ ﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: .1ﺑﺎﻹﻣﻜ ﺎن ﺗﺤﺪﻳ ﺪ أو ﺳ ﺤﺐ اﻟﺘﻌ ﺎون اﻟ ﺬي ﻳﻘﺪﻣ ﻪ اﻟﻨ ﺎس ﻋﺎﻣ ﺔ واﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت واﻟ ﺬي ه ﻮ ﺿﺮوري ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻨﻈﺎم. .2ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت وﺗﺄﺛﻴﺮات ﺳﻴﺎﺳ ﺎت اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ أن ﺗﺤ ﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗ ﺪرات اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ. .3ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ أن ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ روﺗﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺠﺪﻳﺪة.
26
.4ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص واﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻮزﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎم ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﻬﺎم ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﺟﺪﻳﺪة. .5ﻳﻤﻜﻦ أن ﻻ ﻳﻮﻓﺮ اﻷﺗﺒﺎع اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼ ﺤﻴﺤﺔ أو اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬ ﺎ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﻐﻀﺒﻮا أﺳﻴﺎدهﻢ. .6ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أن ﺗﺘﺂآﻞ وأن ﺗﺘﺰﻋﺰع أﺳﺎﻃﻴﺮ ورﻣﻮز اﻟﻨﻈﺎم. .7اﻹﻏﻔﺎل ﻋﻦ اﻷوﺿﺎع اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻤﺴﻚ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻨﻈﺮة أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺘﺼﻠﺒﺔ ﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. .8ﻳ ﺆدي ﺗ ﺪهﻮر ﻓﻌﺎﻟﻴ ﺔ وأهﻠﻴ ﺔ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴ ﺔ أو اﻹﻓ ﺮاط ﺑ ﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ واﻹﺟ ﺮاءات إﻟ ﻰ أن ﺗﺼ ﺒﺢ ﺳﻴﺎﺳ ﺎت اﻟﻨﻈﺎم وإدارﺗﻪ ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﺠﺪوى. .9اﻟﻨﺰاﻋ ﺎت اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎﺗﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ واﻟﺘﻨ ﺎﻓﺲ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﺘﺸ ﺎﺣﻦ آﻠ ﻪ ﺗﻀ ﺮ وﺗﻌﻴ ﻖ إدارة اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﺤﺎآﻢ. .10ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻄﻼب واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻗﻠﻘﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻷوﺿﺎع واﻟﻘﻴﻮد واﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻻﺿﻄﻬﺎد. ﻼ وﺷﻜﺎآًﺎ وﻋﺪواﻧﻴًﺎ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ. .11ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻬﻤ ً .12ﺗﺰداد ﺣﺪة اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻄﺒﻘﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. .13ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن هﺮم ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﺰﻋﺰﻋًﺎ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺰﻋﺰﻋًﺎ ﺟ ﺪًا أﺣﻴﺎﻧ ﺎً ،ﻓ ﺎﻷﻓﺮاد اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮن هﺬا اﻟﻬﺮم ﻻ ﻳﺒﻘﻮن ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮاآﺰ داﺋﻤًﺎ وإﻧﻤﺎ ﻳﺼﻌﺪون وﻳﻬﺒﻄﻮن إﻟ ﻰ ﻣﻨﺎﺻ ﺐ أﺧ ﺮى أو ﻗ ﺪ ﻳﺰاﻟﻮن آﻠﻴًﺎ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﻢ أﺷﺨﺎص ﺁﺧﺮون. .14ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﺾ أﻗﺴﺎم اﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﺿﺪ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻣﺜﻞ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. .15ﺗﺤﺘﺎج أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة إﻟﻰ وﻗﺖ ﻟﺘﺼﺒﺢ راﺳﺨﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ. .16ﺗﺼ ﺒﺢ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻢ واﻟﺴﻴﺎﺳ ﺔ واﻟﻌﻤ ﻞ أﻣ ﺮًا واردًا ﺑﺴ ﺒﺐ آﺜ ﺮة اﻟﻘ ﺮارات اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺨ ﺬهﺎ اﻟﻘﻠ ﺔ ﻓ ﻲ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ. .17ﺗﺘﺂآﻞ أدوات اﻟﻘﻮة اﻟﻤﺮآﺰﻳﺔ ﻓﻲ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻘ ﺮر ﺗﺠﻨ ﺐ ه ﺬﻩ اﻷﺧﻄ ﺎر ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻼﻣﺮآﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار. ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أن ﺗﺨﻠ ﻖ أزﻣ ﺔ ﻟ ﺪى ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣﻌﺮﻓﺘﻬ ﺎ ﺑﻨﻘ ﺎط ﺿ ﻌﻔﻪ اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ" آﻌﻮب أﺧﻴﻞ "وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﻴﺮﻩ أو ﺗﻔﻜﻜﻪ. ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ واﺿ ﺤﺔ :ﻓﺒ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﻣﻈﻬﺮه ﺎ اﻟﻘ ﻮي إﻻ أن أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻟ ﺪﻳﻬﺎ ﻧﻘ ﺎط ﺿ ﻌﻒ وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻜﻔﺎءة وهﻨﺎك ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﺮادهﺎ وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وهﻨ ﺎك ﻧﺰاﻋ ﺎت ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ودواﺋﺮهﺎ .ﺗﺤﻮل ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ هﺬﻩ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ أﻧﻈﻤﺔ أﻗﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴ ﺔ وأآﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺮﻳﺎح اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ .ﻓﻠﻴﺲ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻨﺠﺢ ،ﺣﺘ ﻰ أن أواﻣ ﺮ هﺘﻠ ﺮ آﺎﻧ ﺖ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﺬ ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ ﻣﻦ هﻢ ﺗﺤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﺮم ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ .وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗﻨﻬﺎر أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ آﻤﺎ ﺟﺎء أﻋﻼﻩ. هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ دون ﻣﺨ ﺎﻃﺮ وإﺻ ﺎﺑﺎت ،ﻷن ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺳ ﺒﻴﻞ ﻣﻤﻜ ﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﺨﺎﻃﺮ وﻣﻌﺎﻧﺎة ،آﻤﺎ أن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ أن ﻳﺄﺧﺬ وﻗﺘﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻤﻞ .أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ 27
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺳﻠﻮب ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺪورﻩ أن ﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺣًﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎً ،وﻟﻜ ﻦ أﺷ ﻜﺎل اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺘﻬﺪف ﻧﻘ ﺎط ﺿ ﻌﻒ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻤﺤﺪدة ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻓﺮﺻﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﻟ ﻰ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ه ﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﻃﻦ ﻗﻮﺗﻬ ﺎ، وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال هﻨﺎ :آﻴﻒ ﻧﺸﻦ هﺬا اﻟﻨﻀﺎل
.
28
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ذآﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول أن اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﺤﺔ واﻟﺬﺧﺎﺋﺮ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﻃﻦ ﺿﻌﻒ هﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻧﻤﺎ ﻳﺒﺮر ﻟﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وﻳﻀﻊ ﺣﺮآ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺿﻌﻒ ﻻ ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻷن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑ ﺎﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺴ ﻜﺮي واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ ﺎ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ .ﺗﻨ ﺎول اﻟﻔﺼ ﻞ اﻷول أﻳﻀ ًﺎ ﻣﺨ ﺎﻃﺮ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﻼص ،وﺗﻨ ﺎول اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺸﺎآﻞ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت آﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹزاﻟﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﻣﺎ هﻲ إذًا اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ أﻣ ﺎم ﺣﺮآ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻀ ﺮب اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﻃﻦ ﺿﻌﻔﻬﺎ اﻟﻤﺤﺪدة؟ ﻣﺎ هﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻔﻊ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ أﻓﻀ ﻞ اﻧﺘﻔﺎع؟ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺒﺪﻳﻞ هﻮ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: •
ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرﺗﻬﺎ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.
•
ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ.
•
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄزم ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وأن ﺗﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺼﺎدر ﻗﻮﺗﻬﺎ.
•
ﻳﻘﺒﻞ أن ﻳﻮزع ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل واﺳﻊ وﻳﻘﺒﻞ أن ﻳﺮآﺰ ﻋﻠﻰ هﺪف ﻣﺤﺪد.
•
ﻳﺆدي إﻟﻰ وﻗﻮع اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺑﺄﻋﻤﺎل وأﺣﻜﺎم ﺧﺎﻃﺌﺔ.
•
ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﺘﻔ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ وﻣ ﻦ ﻣﺆﺳﺴ ﺎت وﻣﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀ ﺎل ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ .
•
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻮزﻳ ﻊ اﻟﻘ ﻮة اﻟﻤ ﺆﺛﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺼ ﺒﺢ إﻧﺸ ﺎء وﺑﻘ ﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ أآﺜ ﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ .
أﻋﻤﺎل اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺪرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ أﻧ ﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷه ﺪاف ﺗﻤﺘ ﺪ ﻣ ﻦ ﺑ ﺬل اﻟﺠﻬﻮد ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﺼ ﻮم إﻟ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺧﻠ ﻖ ﻇ ﺮوف ﻣﻼﺋﻤ ﺔ ﻟﺤ ﻞ ﺳ ﻠﻤﻲ ﻟﻠﻨ ﺰاع أو ﺗﻔﻜﻴ ﻚ ﻧﻈ ﺎم ﺣﻜ ﻢ اﻟﺨﺼ ﻢ .واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ذآ ﺮﻩ أن اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﻳﻌﻤ ﻞ ﺑﻄ ﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻨ ﻒ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أن آ ﻼ اﻷﺳ ﻠﻮﺑﻴﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﺎن ﻟﺸﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﺟ ﺪًا وﺑﻨﺘ ﺎﺋﺞ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ .ﺣﻴ ﺚ أن ﻃ ﺮق وﻧﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﺼ ﺮاع اﻟﻌﻨﻴﻒ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻔﺰاز واﻹﺻﺎﺑﺔ واﻟﻘﺘﻞ واﻟﺘﺪﻣﻴﺮ .
29
ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أآﺜ ﺮ ﺗﻌﻘﻴ ﺪًا وﻳﺴ ﺘﺨﺪم أﺳ ﺎﻟﻴﺐ أآﺜ ﺮ ﺗﻨﻮﻳﻌ ًﺎ ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ ﺑ ﺎﻟﻌﻨﻒ ،ﺣﻴ ﺚ أﻧ ﻪ ﻳﺴ ﺘﺨﺪم اﻷﺳ ﻠﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻗ ﺪ أﻃﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻋ ﺪة أﺳﻤﺎء ﻣﺜﻞ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت واﻹﺿﺮاﺑﺎت واﻟﻼﺗﻌﺎون واﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎت وﺳﺤﺐ اﻟﻮﻻء وﺳﻠﻄﺔ اﻟﺸﻌﺐ . وآﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻋﻼﻩ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت أن ﺗﻔﺮض ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ إذا ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎون وﺧﻀﻮع وﻃﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ، ﺑﻌﻜﺲ اﻟﻌﻨﻒ ،ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة هﺬﻩ. أﺳﻠﺤﺔ واﻧﻀﺒﺎط اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ وﻗﻌﺖ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻻرﺗﺠﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻣﺸﺘﺮك وه ﻮ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ أو ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻴﻦ ]ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ [ﻣﺜﻞ اﻹﺿﺮاﺑﺎت واﻟﻤﻈﺎهﺮات اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳ ﺔ .ﻓﻔ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ،هﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ أن ﻳﺮآﺰوا اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ أو ﻳﻮزﻋﻮهﺎ ﺣﺴﺐ اﻟﻀﺮورة. هﻨﺎك ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﺎﺋﺘﻲ أﺳﻠﻮب ﻣﺤﺪد ﻟﻠﻌﻤ ﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺆآ ﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺤﻘ ﻖ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ أﻓﻀ ﻞ ،وﻗ ﺪ ﺗ ﻢ ﺗﺒﻮﻳ ﺐ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﺤ ﺖ ﺛ ﻼث ﻓﺌ ﺎت ﺷ ﺎﻣﻠﺔ وه ﻲ :اﻻﺣﺘﺠ ﺎج واﻹﻗﻨ ﺎع ،اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ،واﻟﺘ ﺪﺧﻞ .ﺗﺘﻜ ﻮن أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻻﺣﺘﺠ ﺎج واﻹﻗﻨﺎع اﻟﻼﻋﻨﻔﻲ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮات رﻣﺰﻳ ﺔ ﺗﺸ ﺘﻤﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿ ﺎت واﻟﻤﺴ ﻴﺮات واﻻﻋﺘﻜ ﺎف( ﺣﻴ ﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ أرﺑﻊ وﺧﻤﺴﻮن أﺳﻠﻮﺑًﺎ) ،وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻼﺗﻌﺎون إﻟﻰ ﺛ ﻼث ﻓﺌ ﺎت ﺻ ﻐﺮى وه ﻲ أ .اﻟﻼﺗﻌ ﺎون اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ (ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ أﺳ ﻠﻮﺑًﺎ) ،ب .اﻟﻼﺗﻌ ﺎون اﻻﻗﺘﺼ ﺎدي ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﻘﺎﻃﻌ ﺔ( ﺳ ﺖ وﻋﺸ ﺮون أﺳ ﻠﻮﺑًﺎ) ،ت .اﻟﻼﺗﻌ ﺎون اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ (ﺛﻤ ﺎن وﺛﻼﺛ ﻮن أﺳ ﻠﻮﺑًﺎ ).أﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘ ﺪﺧﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻟﺠﺴ ﺪﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻴﺎم واﻻﺣﺘﻼل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ ﻓﻴﺒﻠﻎ ﻋﺪدهﺎ( واﺣﺪ وأرﺑﻌﻮن أﺳﻠﻮﺑًﺎ ) وهﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﻴﺮة .هﻨﺎﻟﻚ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ وﺛﻤﺎن وﺗﺴﻌﻮن أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓ ﻲ ﻣﻠﺤﻖ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب. إن اﺳﺘﺨﺪام ﻋﺪد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎرهﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ وﺗﻄﺒﻴﻘﻬ ﺎ ﺑﺈﺻ ﺮار وﺑﺸ ﻜﻞ واﺳ ﻊ ودﻣﺠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎق إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﻜﻴﻤ ﺔ وﺗﻜﺘﻴ ﻚ ﻣﻼﺋ ﻢ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ أﻓ ﺮاد ﻣ ﺪرﺑﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮﺟﺢ أن ﻳﺴ ﻘﻂ أي ﻧﻈ ﺎم ﺣ ﺎآﻢ ﻏﻴ ﺮ ﺷﺮﻋﻲ ،وهﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻞ ﻣﺘﻔﺎﻗﻤﺔ . ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮآﺰ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻔ ﻲ ،ﺑﻌﻜ ﺲ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ،ﺑﺸ ﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤﻚ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل وﺣﻴﺚ أن ﻗﻀﻴﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ هﻲ ﻓ ﻲ اﻷﺳ ﺎس ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﺗﺼ ﺒﺢ أﺷ ﻜﺎل اﻟﻼﻋﻨ ﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻀﺎل أآﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ .ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺘﻤﻞ هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل ﻋﻠﻰ إﻧﻜﺎر ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ وﻋﺪم اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ أﻧﻈﻤﺘﻬﻢ .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺤﺪدة ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻋﺎﻗﺔ واﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﺑﻬﺪوء وﺳﺮﻳﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺼﻴﺎن واﻟﻤﻈﺎهﺮات اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪﻳﺔ واﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻇﺎهﺮة أﻣﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،إذا آﺎن ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،أو إذا آﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿ ﺪ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ ،ﺗﺼ ﺒﺢ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﻘﺎﻃﻌ ﺎت واﻹﺿ ﺮاﺑﺎت ه ﻲ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﻼﺋﻤ ﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣ ﺔ . ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺟﻬﻮد اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﺨﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺈﺿ ﺮاﺑﺎت ﻋﺎﻣ ﺔ ﻣﺤ ﺪودة وﺑﺎﻹﺿ ﺮاب اﻟﺘﺒﺎﻃﺆي وﺑﺮﻓﺾ( أو اﺧﺘﻔﺎء )اﻟﺨﺒﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ ﺗﻌﺎوﻧﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﻨﻈ ﺎم .وﺑﺎﻹﻣﻜ ﺎن ﺗﻄﺒﻴ ﻖ أﻧ ﻮاع
30
اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻹﺿﺮاﺑﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮاﻓ ﻖ اﻟﺤﻴﻮﻳ ﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺼ ﺎﻧﻊ ووﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻤﻮاﺻ ﻼت وأﻣ ﺎآﻦ ﺗﺰوﻳ ﺪ اﻟﻤ ﻮاد اﻟﺨﺎم وﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت. ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أن ﻳﻘ ﻮم اﻟﺸ ﻌﺐ ﺑﺄﻋﻤ ﺎل ﻻ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﺟ ﺰءًا ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﺎدﻳ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗﻮزﻳ ﻊ اﻟﻤﻨﺎﺷﻴﺮ وﺗﺸﻐﻴﻞ ﻣﻄﺎﺑﻊ ﺳﺮﻳﺔ واﻹﺿﺮاب ﻋ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم أو اﻟﺠﻠ ﻮس ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻮارع .ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺾ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس إﻻ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﺤﺎﻻت . ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻃﺮق اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺴﺘﻤﺮوا ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻼ اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺬهﺒﻮا إﻟﻰ أﻣ ﺎآﻦ ﻋﻤﻠﻬ ﻢ ﺑ ﺪل ﻣ ﻦ أن ﻳﻀ ﺮﺑﻮا وﻟﻜ ﻦ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﻢ أن ﻳﺘﻌﻤ ﺪوا ﻋﻤﺎ ﻗﺒﻞ ،ﻣﺜ ً اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺒﻂء وﺑﺄﻗﻞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻋﺎدة .وﺗﺘﻄﻠﺐ هﺬﻩ اﻟﻄﺮق أﻳﻀًﺎ اﻓﺘﻌﺎل اﻷﺧﻄ ﺎء ﺑﺸ ﻜﻞ ﻣﺘﻜ ﺮر ﻣﺜ ﻞ اﻟﺘﻈﺎهﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮض أو اﻟﻌﺠﺰ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ أوﻗ ﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ أو رﻓ ﺾ اﻟﻌﻤ ﻞ آﻠﻴ ﺎً ،واﻟ ﺬهﺎب إﻟ ﻰ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻄﻘ ﻮس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻐﺮض اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪات دﻳﻨﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻈ ﺎم ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ أو اﻟﺼ ﻔﻮف اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﺔ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ،ورﻓ ﺾ اﻻﻧﻀ ﻤﺎم إﻟ ﻰ ﻣﻨﻈﻤ ﺎت "ﻣﻮﺻﻰ ﺑﻬﺎ "أو ﻣﻄﻠﻮب اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﺧﺘﻴﺎرﻳًﺎ ﻓ ﻲ أوﻗ ﺎت أﺧ ﺮى .إن ﺗﺸ ﺎﺑﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻋﻤ ﺎل ﻣ ﻊ ﻧﺸ ﺎﻃﺎت اﻟﻨ ﺎس اﻟﻤﻌﺘ ﺎدة ودرﺟ ﺔ اﻻﺑﺘﻌ ﺎد اﻟﻤﺤ ﺪدة ﻋ ﻦ ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳ ﺔ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺎرآﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺮر أآﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس . وﺑﻤﺎ أن اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ واﻟﻌﻨﻒ ﻳﻌﻤﻼن ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﻠﻴًﺎ ﻓﺈن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺑﺸ ﻜﻞ ﻣﺤ ﺪد أﺛﻨﺎء ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺳﻴﻌﻮد ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻷن اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻻﺳﺘﺨﺪام ﺳﺒﻞ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﻟﺘﻔﻮق اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ( وهﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ).ﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻻﻧﻀ ﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ه ﻮ ﻣﻔﺘ ﺎح اﻟﻨﺠ ﺎح وﻳﺠ ﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻔﺰازات واﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻬﻤﺠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻬ ﺎ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ وﻋﻤﻼؤهﻢ. ﻓﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻀ ﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﻋﻨ ﻒ اﻟﺨﺼ ﻢ ﻳﺴ ﻬﻞ ﻋﻤ ﻞ أرﺑ ﻊ ﺁﻟﻴ ﺎت ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ( واﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻴﺘﻢ ﺷ ﺮﺣﻬﺎ ﻻﺣﻘ ًﺎ ).وﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻻﻧﻀ ﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أﻣ ﺮًا ﺑﻐﺎﻳ ﺔ اﻷهﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳﻴﺎﺳ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺎرﻋﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴ ﺔ( ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺠﻴ ﻮ ﺟﺘﺴ ﻮ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ )ﺣﻴ ﺚ ﺗﺮﺗ ﺪ ﻣﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟﻮﺣﺸ ﻴﺔ ﺿ ﺪ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﺎزع ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻪ وإﻟﻰ ﺣﺼﻮل اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻋﺎدة ﻣﺆﻳﺪون ﻟﻠﻨﻈﺎم وإﻟﻰ ﺣﺼﻮل اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻣﻦ أﻃﺮاف أﺧﺮى . وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻳﻜﻮن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﺤ ﺪود ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ أﻣ ﺮًا ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺠﻨﺒ ﻪ ،ﻓﻘ ﺪ ﺗﺼﻞ درﺟﺔ اﻹﺣﺒﺎط واﻟﻜﺮاهﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ إﻟ ﻰ اﻻﻧﻔﺠ ﺎر اﻟﻌﻨﻴ ﻒ ،وﻗ ﺪ ﺗ ﺮﻓﺾ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻨﻒ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺄهﻤﻴ ﺔ دور اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ .ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ﻻ ﺗﻀ ﻄﺮﻧﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ وأﻋﻤﺎل اﻟﻼﻋﻨﻒ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ درﺟ ﺔ ﻣﻤﻜﻨ ﺔ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺴﻜﺎن واﻟﺘﻮﻗﻴﺖ واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .إذا ﻟﻢ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻨﻒ ﺳﺘﻜﻮن وﺧﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي هﻮ أآﺜﺮ ﻗﻮة وﻧﺠﺎﺣًﺎ . ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺴﺠﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ إﻟ ﻰ أﻧ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ وﺟ ﻮد إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﻟﻮﻗ ﻮع ﺿ ﺤﺎﻳﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺘﻠ ﻰ واﻟﺠﺮﺣ ﻰ أﺛﻨ ﺎء اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻻ أن ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻳﻜﻮن أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤ ﺮب اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ،أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﻻ ﻳﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﺟﻴﺞ دورة اﻟﻘﺘﻞ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ.
31
ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻧﺰع اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أو ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺳﻴﻄﺮة أآﺒﺮ ﻋﻠﻰ ه ﺬا اﻟﺨ ﻮف ﻣ ﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ وﻣ ﻦ ﻗﻤﻌﻬ ﺎ اﻟﻌﻨﻴ ﻒ ﺣﻴ ﺚ أن ﻧ ﺰع اﻟﺨ ﻮف أو اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﺑ ﻪ ﻳﻌﺘﺒ ﺮان ﻋﻨﺼ ﺮان رﺋﻴﺴ ﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻠﻄﺔ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ
.
ﻋﻼﻧﻴﺔ ،ﺳﺮﻳﺔ ،وﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺴﺮﻳﺔ واﻟﺨﺪاع واﻟﺘﺂﻣﺮ اﻟﺴﺮي ﺗﺤﺪﻳًﺎ ﺧﻄﻴﺮًا ﺟﺪًا ﻟﺤﺮآﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻼﻋﻨﻴﻔﺔ ،وﻳﻜﻮن أﻣ ﺮ ﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ ﻼ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ .ﻓﺎﻟﺴ ﺮﻳﺔ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ ﺣﺮآ ﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﻤﻼء اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮاﻳﺎ واﻟﺨﻄﻂ ﻣﺴﺘﺤﻴ ً اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻼﻋﻨﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺬر ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﺨﻮف وﻟﻜﻦ ﺗﺴ ﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺗ ﺄزم ه ﺬا اﻟﺨ ﻮف اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺒﻂ روح اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ وﻳﻘﻠ ﻞ ﻋﺪد اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻴﻦ .ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺴﺮﻳﺔ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺷﻜﻮك واﺗﻬﺎﻣﺎت ﻋﺎد ًة ﻣ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒ ﺮرة داﺧﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻤ ﻦ ه ﻮ ﻋﻤﻴ ﻞ وﻳﻌﻤ ﻞ ﻟﺤﺴ ﺎب اﻟﺨﺼ ﻢ .وﺗ ﺆﺛﺮ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪرة اﻟﺤﺮآ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻋﻨﻒ .ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻻ ﺗﺆدي اﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻳﺎ واﻟﺨﻄﻂ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴ ﻴﺔ ﻓﺤﺴ ﺐ ﺑ ﻞ ﺗﺴ ﺎهﻢ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺻﻮرة ﻣﻘﺘﻀﺎهﺎ أن ﺣﺮآﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪًا .وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ هﻨﺎ أآﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣ ﺮ وهﻨ ﺎك ﻧﻮاﺣﻲ هﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺴﺮﻳﺔ .ﺳﻴﻜﻮن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن ﻋﻦ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎت اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ وﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺤﺪدة. ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮ وﻃﺒﺎﻋﺔ وﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻨﺸﻮرات ﺳﺮﻳﺔ واﺳﺘﺨﺪام ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮادﻳ ﻮ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ﻟﻠﺒ ﺚ داﺧ ﻞ اﻟﺒﻠ ﺪ وﺟﻤ ﻊ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﺪودة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ درﺟ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺴﺮﻳﺔ. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺳﻠﻮآﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻀ ﺮورﻳﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ ﻣﺮاﺣ ﻞ اﻟﻨ ﺰاع، وهﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻋﺪم اﻟﺨﻮف واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻀﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ وه ﻲ أﻳﻀ ًﺎ أﻣ ﻮ ٌر ﻣﻄﻠﻮﺑ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ .وﻣ ﻦ اﻷهﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن أن ﻧﺘﺬآﺮ أن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ أﺟ ﻞ إﺣ ﺪاث ﺗﻐﻴﻴ ﺮات ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻋﺪاد اﻟﻜﺒﻴﺮة م ن اﻟﻨﺎس آﻤﺸﺎرآﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺤﺮآﺔ. ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ أن ﻳﺪرآﻮا داﺋﻤًﺎ أن اﻟﻨﺰاع ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،هﻮ ﺣﻘﻞ ﻧﻀﺎل ﺣﺎﻓﻞ ﺑ ﺎﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﺣﻴﺚ هﻨﺎك ﺗﻔﺎﻋﻞ وﺗﺤﺮآﺎت و ﺗﺤﺮآﺎت ﻣﻀﺎدة وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻜﻮن .وﺗﻜﻮن ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘ ﻮى ﺳ ﻮا ًء اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ أو اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻋﺮﺿﺔ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮات ﺛﺎﺑﺘﺔ وﺳﺮﻳﻌﺔ ،هﺬا ﺑﻔﻀﻞ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ﻓﻲ إﺻﺮارهﻢ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ رﻏﻢ اﻟﻘﻤﻊ . ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺟﺢ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺰاع أآﺜﺮ ﺣﺪ ًة ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ،وﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ أآﺜﺮ ﺗﻨﻮﻋ ًﺎ وأآﺜ ﺮ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ . وﻳﻜﻮن ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻤﺤﺪدة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻘﺎوﻣﻮن ﻧﺘﺎﺋﺞ أآﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﺤﺪث ﻓﻴﻪ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ،وﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻳ َﻘﻮي أو ﻳﻀﻌﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أو أﺧﺮى .
32
أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ زﻳﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن ﻗﻮة اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ آﺒﻴ ﺮة . ﻓﻌﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜ ﺎل ،ﺗ ﺪﻓﻊ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻼﻋﻨﻔﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻤﺘ ﻊ ﺑﺎﻻﻧﻀ ﺒﺎط واﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﻣﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ وﺳ ﺤﺐ اﻟ ﻮﻻء وﻋ ﺪم اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ وﻋﺼ ﻴﺎن ﻓ ﻲ أﻗﺼ ﻰ اﻟﺤ ﺎﻻت ﺑ ﻴﻦ ﺟﻨﻮد اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ .وﺗﺆدي ه ﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ إﻟ ﻰ زﻳ ﺎدة اﻟﺘﻨﺪﻳ ﺪ اﻟ ﺪوﻟﻲ ﺑﻨﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري . وﻳﺆدي اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺎهﺮ اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ اﻟﺪءوب إﻟ ﻰ ﻣﺸ ﺎرآﺔ ﻣﺘﺰاﻳ ﺪة ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻨ ﺎس اﻟﻤ ﻮاﻟﻴﻦ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ أو اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻘﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎد أﺛﻨﺎء اﻟﻨﺰاع. أرﺑﻊ ﺁﻟﻴﺎت ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻳﺆﺗﻲ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ أآﻠﻪ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻃﺮق ،اﻵﻟﻴﺔ اﻷوﻟﻲ هﻲ اﻷﻗﻞ ﺗﺮﺟﻴﺤًﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪوﺛﻬﺎ ،ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤ ﺮك ﻋﻮاﻃﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﺨﺼ ﻢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗ ﺄﺛﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة واﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟﻤﻔﺮوﺿ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ اﻟﺸ ﺠﻌﺎن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﺿﻠﻮن ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﻋﻨﻒ أو ﻋﻨﺪ اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻌﺪاﻟﺔ ﻗﻀ ﻴﺔ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ ﻳﻘﺒﻠ ﻮن أه ﺪاﻓﻬﻢ .ﺗﺴ ﻤﻰ ه ﺬﻩ اﻵﻟﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪوث هﺬا اﻟﺘﺤﻮل آﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﻋﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت إﻻ أن هﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻳﺒﻘﻰ ﻧﺎدر اﻟﺤﺪوث ،آﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺰاﻋﺎت أو ﻻ ﻳﻜﻮن ذي أهﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ . وﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﺣ ﺎل اﻟﻨ ﺰاع واﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﺼ ﻮم اﻟﺘﺼﺮف آﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮا ﻟﻬﻢ .هﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ هﻮ اﻟﺬي ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺣ ﺪوث اﻵﻟﻴ ﺎت اﻟ ﺜﻼث اﻷﺧ ﺮى وه ﻲ :اﻟﺘ ﺄﻗﻠﻢ ،اﻹﺟﺒ ﺎر ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﻒ ،واﻟﺘﻔﻜﻚ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺣﺪوث أي ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ وﻓﻘﻬﺎ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘ ﻮى اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ واﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ . ﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ أﺛﻨﺎء ﺣﻤﻠﺔ ﻣﺤﺪودة وآﺄﻧﻬﺎ ﻣﻄﺎﻟ ﺐ ﻏﻴ ﺮ ﺧﻄﻴ ﺮة إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ ُﻳﻨ َ اﻟﻤﺤﻚ ﻏﻴﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻋﻨﺪهﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮى ﻗﺪ ﻏﻴﺮت ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﺣ ﻞ ﻓﻮري ﻟﻠﻨﺰاع ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺰﺋﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎت أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺻﻮل إﻟ ﻰ ﺗﺴ ﻮﻳﺔ .ﺗﺴ ﻤﻰ ه ﺬﻩ اﻵﻟﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻗﻠﻢ .واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬآﺮ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻹﺿ ﺮاﺑﺎت ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺣﻔ ﺎظ ﻃﺮﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺰاع ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ أهﺪاﻓﻬﻢ وﻟﻜﻦ دون ﺗﺤﻘﻴﻖ آﻞ ﺷﻲء أرادوﻩ .ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت أن هﻨ ﺎك ﻓﻮاﺋ ﺪ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ ﺗﻨ ﺘﺞ ﻋ ﻦ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻧﺰع ﻓﺘﻴ ﻞ اﻻﺿ ﻄﺮاﺑﺎت وﺧﻠ ﻖ اﻧﻄﺒ ﺎع ﻋ ﻦ" اﻟﻌﺪاﻟ ﺔ "أو ﺻ ﻘﻞ ﺻ ﻮرة اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟﺪوﻟﻴ ﺔ .ﻓﻤ ﻦ اﻷهﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠ ﻖ أن ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ أﻗﺼ ﻰ درﺟ ﺎت اﻟﺤ ﺬر ﻋﻨ ﺪ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺴ ﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻼ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ هﺬﻩ اﻵﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ إﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري ﻣﻌﻴﻦ . ﺧﻼل ﺁﻟﻴﺔ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ،ﻓﻤﺜ ً ﻳﻜ ﻮن اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أﻗ ﻮى ﺑﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﻴﺮ إﻟﻴ ﻪ ﺁﻟﻴ ﺎت اﻟﺘﺤ ﻮل واﻟﺘ ﺄﻗﻠﻢ ﺣﻴ ﺚ أن اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮي ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎن أن ﻳﻐﻴﺮا ﻣﺠﺮى اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻮازﻳﻦ اﻟﻘ ﻮى ﺣﻴ ﺚ ﺗﻨ ﺰع ﻗ ﺪرة اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻜ ﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻋﺰﻟ ﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻳﻔﻘﺪ ﺟﻴﺶ اﻟﺨﺼﻢ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺮﻓﺾ أواﻣﺮ ﻗﻤﻊ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ .وﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻘ ﺎء ﻗﻴ ﺎدي اﻟﺨﺼﻢ ﻓﻲ أﻣﺎآﻨﻬﻢ وﻳﺒﻘﻰ ﺗﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﺄهﺪاﻓﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ إﻻ أن ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﺗﺆﺧﺬ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ،وه ﺬا ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻹﺟﺒﺎر ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﻒ . وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻘﺼﻮى ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ اﻹﺟﺒﺎر ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﻒ إﻟﻰ ﺣ ﺪود أﺑﻌ ﺪ ﺣﻴ ﺚ ﺗﻔﻘ ﺪ ﻗﻴ ﺎدة اﻟﺨﺼ ﻢ ﺟﻤﻴ ﻊ ﻗ ﺪراﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ وﺗﻨﻬ ﺎر هﻴﻜﻠﻴ ﺔ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ ﻟ ﺪﻳﻬﺎ .وﻳﺼ ﺒﺢ ﺗﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻮن اﻟ ﺬاﺗﻲ و اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﻼ ﻟﺪرﺟﺔ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺨﺼﻢ ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬ ﻢ .وﺗ ﺮﻓﺾ ﺑﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﺨﺼ ﻢ اﻟﺘﻌ ﺎون ﻣﻌ ﻪ وﺗﺤ ﺪث ﺣﺎﻟ ﺔ واﻟﺘﺤﺪي ﻣﻜﺘﻤ ً 33
ﻋﺼﻴﺎن ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮد وﺷﺮﻃﺔ اﻟﺨﺼﻢ وﻳﺘﻨﺼﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻨﻜﺮًا وﺟﻮد أي ﺣﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻈﺮوف ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟﻨﻀﻮج ﺁﻟﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وهﻲ ﺗﻔﻜﻚ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﺼﻢ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺴﻼم ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ إﻟﻰ أﺟﺰاء ﺻﻐﻴﺮة . ﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎة اﻵﻟﻴﺎت اﻷرﺑﻊ أﻋﻼﻩ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻞ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﺘﺤ ﺮر ،ﻓﻬ ﻲ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻌﻤ ﻞ ﺻ ﺪﻓﺔ وﻟﻜ ﻦ اﺧﺘﻴ ﺎر واﺣﺪة أو أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ آﺂﻟﻴﺔ أو ﺁﻟﻴ ﺎت ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺰاع ﺳ ﻴﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ ﺗﺸ ﻜﻴﻞ اﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻣﻌ ﺰزة وﺗﺒﺎدﻟﻴ ﺔ .ﻳﺘﻮﻗ ﻒ اﺧﺘﻴﺎر أي ﺁﻟﻴﺔ أو ﺁﻟﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ آﺜﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﻨﺴ ﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋ ﺔ وﻣﻮاﻗ ﻒ وأه ﺪاف ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ. دﻣﻘﺮﻃﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺗﺴﺎهﻢ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ،ﺑﻌﻜ ﺲ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮات اﻟﻤﺮآﺰﻳ ﺔ ﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻌﻨ ﻒ ،ﻓ ﻲ ﺗﺤﻮﻳ ﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ إﻟ ﻰ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة ﻃﺮق. أﺣﺪ أﺟﺰاء اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺳﻠﺒﻲ ،وهﺬا ﺑﻌﻜﺲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ أن هﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﻗﻴ ﺎدة اﻟﻔﺌ ﺔ اﻟﺤﺎآﻤﺔ وﺳﻴﻠﺔ اﺿﻄﻬﺎد ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺿﺪ اﻟﺸﻌﺐ ﻹﻧﺸﺎء وﻟﺒﻘﺎء ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري .وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺎدة ﺣﺮآ ﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺮض ﺗﺄﺛﻴﺮ وﺿﻐﻮط ﻋﻠﻰ أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺳ ﺠﻨﻬﻢ أو إﻋ ﺪاﻣﻬﻢ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻌﺎرﺿ ﻮهﻢ أو ﻳﺨﺘﺎروا ﻗﻴﺎدات أﺧﺮى. ﻼ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺠ ﺰء اﻵﺧ ﺮ ﻟﻠﺘ ﺄﺛﻴﺮات اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ إﻳﺠ ﺎﺑﻲ ﺣﻴ ﺚ أن اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻳﻌﻄ ﻲ اﻟﺸ ﻌﺐ وﺳ ﺎﺋ ً اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺪ ﺣﻜﺎم دآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﺣﺎﻟﻴﻴﻦ أو ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠ ﻲ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ: •
ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮة ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أن ﻳﺼ ﺒﺢ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن أآﺜ ﺮ ﺛﻘ ﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤ ﺪي ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ وﻓﻲ ﺗﺤﺪي ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮض أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺿﻄﻬﺎد اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ.
•
ﻳﻮﻓﺮ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ.
•
ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻳ ﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأي وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ.
•
ﻳﺴﺎهﻢ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﺑﻘ ﻮة ﻓ ﻲ إﺣﻴ ﺎء وإﻋ ﺎدة وﻻدة وﺗﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ وﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻋ ﻼﻩ ،واﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﺣﻴﻮﻳ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﺑﺴ ﺒﺐ ﻗ ﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻗﺪرة اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻓﺮض ﻗﻴﻮد ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ أي ﺣﺎآﻢ دآﺘﺎﺗﻮري ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
•
ﻼ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺣﺸ ﺪ اﻟﻘ ﻮة ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ اﻷﻋﻤ ﺎل ﻳﻮﻓﺮ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ وﺳ ﺎﺋ ً اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﻟﺸﺮﻃﺔ وﺟﻴﺶ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ.
•
ﻳﻮﻓﺮ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻃﺮﻗ ًﺎ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ أن ﻳﻘﻴ ﺪوا أو ﻳﻘﻄﻌﻮا ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺤﺎآﻤﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻗ ﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻤﺮار ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة ،وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺟﻞ ﺧﺪﻣﺔ أهﺪاف اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. 34
ﺗﻌﻘﻴﺪات اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬا اﻟﻨﻘﺎش أن اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ه ﻮ ﺗﻘﻨﻴ ﺔ ﻣﻌﻘ ﺪة ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﺣﻴ ﺚ ﻳﺸ ﺘﻤﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻻ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق وﻋﻠﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎت اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ وﻣﺘﻄﻠﺒ ﺎت ﺳ ﻠﻮآﻴﺔ ﻣﺤ ﺪدة .وﻟﻜ ﻲ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﻓﻌ ﺎ ً ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺤﺬر ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ،وﻋﻠﻰ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أن ﻳﺪرآﻮا ﻣﺎ هﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣ ﻨﻬﻢ ،وﻳﺠ ﺐ أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮة ،ﺛﻢ إن ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻷآﺜﺮ اﻟﻄﺮق ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ،وهﺬا هﻮ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺤﻴﻮي اﻟﺬي ﺳﻨﻮﺟﻪ اﻧﺘﺒﺎهﻨﺎ إﻟﻴﻪ أﻻ وهﻮ :اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ
35
.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺗﺘﻌﺪد اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺑ ﺪء ﺣﻤ ﻼت اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،ﻓﻔ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺤﻤﻼت ﺗﺄﺗﻲ دون ﺗﺨﻄﻴﻂ وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أﺷﻌﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﺤﻤﻼت هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻴﺎم اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﻤﻤﺎرﺳﺎت هﻤﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﺑﺎﻋﺘﻘﺎل أو ﻗﺘﻞ أﺷﺨﺎص ذوي اﻋﺘﺒﺎر آﺒﻴﺮ أو ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻗﻤﻌﻴﺔ أو ﺗﻄﺒﻴﻖ أواﻣﺮ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة أو ﺑﺴ ﺒﺐ ﺣ ﺪوث ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ أو آﻨﺘﻴﺠ ﺔ ﻻﻧﺘﻬ ﺎك ﺣﺮﻣ ﺎت دﻳﻨﻴ ﺔ ﻣﻘﺪﺳ ﺔ أو أﺛﻨ ﺎء اﻻﺣﺘﻔ ﺎل ﺑ ﺬآﺮى ﺣ ﺪث ﺗ ﺎرﻳﺨﻲ ه ﺎم . وﻧﺠﺪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أن أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﻤ ﻞ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻳﺜﻴ ﺮ ﺳ ﺨﻂ اﻟﺸ ﻌﺐ اﻟ ﺬي ﻳﻨ ﺘﻔﺾ ﺿ ﺪ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﺘﺌﻮل إﻟﻴﻪ اﻷﻣ ﻮر .وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻳﻘ ﻮم ﺑﻌ ﺾ اﻷﻓ ﺮاد أو ﺗﻘ ﻮم ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﺗﺘﻤﻴ ﺰ ﺑ ﺎﻟﺠﺮأة ص ﺁﺧﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ردة ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻗﻤﻌﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ . ﺑﻌﻤﻞ ﻳﻨﺎل دﻋﻤًﺎ ﺟﻤﺎهﻴﺮﻳﺎً ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﻀﻢ أﺷﺨﺎ ُ وﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧﺮى ﺗﺒﺪأ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ آﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻋﻮة ﻣﻦ أﻓﺮاد أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﺿﺪ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺰاﻳﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺎت ﺳ ﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﻔ ﻲ أﻏﻠ ﺐ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻻ ﻳﺘﻨﺒ ﺄ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻮن اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن ﺑ ﺮدة ﻓﻌ ﻞ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻮﺣﺸ ﻴﺔ ﺿ ﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗﻨﻬ ﺎر ﻣﻘ ﺎوﻣﺘﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ .وأﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻳ ﺆدي اﻓﺘﻘ ﺎر ﺣﺮآ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ إﻟ ﻰ ﻼ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ،إن اﻓﺘﻘ ﺎر اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ إﻟ ﻰ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ وﺧﻴﻤ ﺔ ﻷﻧﻬ ﺎ ﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﻈ ﺮوف ﺗ ﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ ﻗ ﺮارات ﻣﺼ ﻴﺮﻳﺔ .ﻓﻀ ً اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺳ ﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﻮر دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺎت ﺟﺪﻳ ﺪة ﺣﺘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﺳﺘﻠﻌﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ أدوارًا هﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺿﺪ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻵن إﻋﺪاد أآﺜﺮ اﻟﻄﺮق ﻓﻌﺎﻟﻴ ًﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﺗﻜ ﻮن ﻓﻴ ﻪ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﺘﻮﺟ ﻪ اﻟﺠﻤ ﺎهﻴﺮي ﻗ ﺪ ﻧﻀ ﺠﺖ وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ اﺧﺘﻴ ﺎر ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﺑ ﺪء ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ .ﻧﺤﺘﺎج هﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺤﺬر اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ واﻗﻌﻲ ﻟﻤﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮر وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺸ ﻌﺐ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﺧﺘﻴﺎر ﻃﺮق ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف . ﻳﻔﻀﻞ أن ﻧﺨﻄﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻧﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﻪ ،ﺣﻴ ﺚ ﺗﻜﻤ ﻦ أهﻤﻴ ﺔ اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻓ ﻲ أهﻤﻴ ﺔ اﻟﻬ ﺪف اﻟ ﺬي ﻧﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﻪ وإﻟ ﻰ ﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﻮﺧﻴﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل اﻟﻔﺸ ﻞ .إن اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺮص اﺳﺘﻐﻼل آﺎﻓﺔ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ أآﻤﻞ وﺟﻪ .هﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﺼﺎدر ﻣﺎدﻳ ﺔ ﻣﺤ ﺪودة واﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻌ ﺮض أﻧﺼ ﺎرهﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺨﻄ ﺮ ﻋﻨ ﺪ ﻗﻴ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﻤﺤﺎوﻟ ﺔ إﺳ ﻘﺎط
36
أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ .ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ،ﺗﺘﻤﺘ ﻊ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻤﺼ ﺎدر ﻣﺎدﻳ ﺔ ﺟﻤ ﺔ وﻗ ﻮة ﺗﻨﻈﻴﻤﻴ ﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاف اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ . إن اﻟﻤﻘﺼﻮد" ﺑﺘﺨﻄ ﻴﻂ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ "ه ﻮ إﻋ ﺪاد ﻃﺮﻳ ﻖ ﻋﻤ ﻞ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﻮﺿ ﻊ اﻟﺤ ﺎﻟﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻮﺿ ﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ اﻟﻤﺮﻏﻮب أﻣﺮًا أآﺜﺮ ﺗﺮﺟﻴﺤﺎً ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﺮض هﺬا اﻟﺒﺤﺚ ،ﻓﺈن اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻬﺪف ﻣ ﻦ ﺳﻠﺴ ﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﻼت واﻟﻨﺸ ﺎﻃﺎت اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻷﺧ ﺮى اﻟﻤﺼ ﻤﻤﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳ ﺔ اﻟﺸ ﻌﺐ واﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﺮاﺿ ﺨﻴﻦ ﺗﺤ ﺖ ﻧﻴ ﺮ اﻻﺿ ﻄﻬﺎد وإﺿﻌﺎف اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻻﺣﻆ هﻨﺎ أن اﻟﻬﺪف ﻻ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﻟﻜﻦ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،ﻓﺎﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺼﺮ أهﺪاﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ،ﺗﻌﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ آﺒﻴﺮة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ وﻻدة دآﺘﺎﺗﻮر ﻇﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪ. ﻣﻌﻮﻗﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻ ﻳﻮﺟﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺎدون ﺑﺄﻓﻜ ﺎر اﻟﺘﺤ ﺮر ﻓ ﻲ أﺟ ﺰاء ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻗ ﺪراﺗﻬﻢ ﻟﺤ ﻞ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ وﻧﺎدرًا ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮف هﺆﻻء ﺑﺎﻷهﻤﻴﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺒ ﺪء ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ،ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﻔﺸ ﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ . ﻟﻤﺎذا ﻧﺠﺪ أن اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻤ ﻦ ﻳﻤﻠﻜ ﻮن رؤﻳ ﺎ ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺘﺤ ﺮر ﺷ ﻌﻮﺑﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﻮﺿ ﻊ ﺧﻄ ﺔ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺷ ﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ هﺬا اﻟﻬﺪف؟ ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﻧﺠﺪ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻻ ﻳﺪرآﻮن اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ أو ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻌﺘﺎدﻳﻦ أو ﻣ ﺪرﺑﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ . ﻓ ﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻋﻤ ﻞ ﺷ ﺎق .وﻳﺘﻌ ﺮض ﻗ ﺎدة اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻀ ﺎﻳﻘﺎت ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎت اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺪون ﻻ اﻷﻣﻦ وﻻ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ . ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﺠﺪ أن ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺋﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺸﻜﻞ ردة ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﺎدر إﻟﻴﻪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺧﻂ دﻓﺎﻋﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺮﻳ ﺎت ﻣﺤ ﺪودة أو إﺑﻄ ﺎء ﺗﻘ ﺪم ﺳ ﻴﻄﺮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ أو اﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻞ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣﻮال. ﻗﺪ ﻻ ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺮآﺎت اﻟﺘﺤﺮر إﻟﻰ ﺗﺨﻄﻴﻂ واﺳﻊ ﺑﻌﻴﺪ اﻷﻣﺪ ،وﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ اﻋﺘﻘﺎ ٌد ﺳﺎذج ﺑﺄﻧﻬﻢ إذا ﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﻬﺪﻓﻬﻢ ﺑﻘﻮة وﺷﺪة وﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺳ ﻴﻨﺠﺢ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣ ﺎ .وﻳﻔﺘ ﺮض اﻵﺧ ﺮون أن ﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ وﻣﺜﺎﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﻢ ﻳﺒﺬﻟﻮن آﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ .إن اﻟﺰواج ﻣﻦ أو اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷهﺪاف اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻹﺧﻼص إﻟﻰ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎت أﻣﺮ راﺋﻊ وﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ أﺑﺪًا ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ. ﻗﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﺼﻮم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺴﺬاﺟﺔ أن اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻋﻼﻩ، اﻟﻌﻨﻒ ﻻ ﻳﻀﻤﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮد إﻟﻰ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ أو اﻟﻤﺂﺳﻲ أو آﻼهﻤﺎ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ وﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ أهﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﻨﻴﻒ وﻧﺎدرًا ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺸﻄﺎء ﺣﺮآﺎت اﻟﺘﺤﺮر أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ وﺗﻜﻮن أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد ﻧﺤﻮ ﺗﻄﻮﻳﺮ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮر. 37
إن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ" اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻴﺮة "اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ه ﻲ أﻳﻀ ًﺎ ﻣﺤ ﺪودة .إن ﻣ ﺎ ﻧﺤﺘ ﺎج إﻟﻴ ﻪ ه ﻮ ﻋﻤ ﻞ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد واﻋﻲ" ﻟﻠﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ "اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺳ ﻘﺎط اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ .إن ﻋ ﺪم وﺟ ﻮد ﺗﺤﻠﻴ ﻞ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳ ﺆدي إﻟﻰ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﺎدة" ﺑﺎﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ "ﺣﻴﺚ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜ ﺮوا ﺑﻌﻨﺎﻳ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﻤﺤ ﺪدة اﻟﻤﻤﻜﻨ ﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻻﻧﺘﺼﺎر .ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻴﺮة أﻣﻮرًا هﺎﻣﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻐﻼل وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ إﺣ ﺪاث ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻳﺪﻋﻮا ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ" ﻋﻤ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ ﺁن واﺣ ﺪ "ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ وﺟ ﻮد أﺷ ﻜﺎل ﻋﺪﻳ ﺪة ﻟﻠﻌﻤ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﻤﻜ ﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺿﺪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻟﻜ ﻦ دون ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻧﻘﻄ ﺔ اﻟﺒ ﺪء ،ﻗ ﺪ ﻳﻌ ﻮد ه ﺬا ﺑ ﺎﻟﻨﻔﻊ وﻟﻜﻨ ﻪ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ وﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ وﺟﻮد ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺸ ﻜﻞ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻟﻼﻧﻄ ﻼق وﻻ ﻳ ﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺮآﻴﺰ اﻟﺠﻬﻮد أو إﻟﻰ آﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺪودة . وﻗﺪ ﻳ ﺮى اﻟ ﺒﻌﺾ أن هﻨ ﺎك ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ وﻟﻜ ﻦ ﻗ ﺪرﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺸ ﺄن ﺗﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤ ﺪى اﻟﻘﺼﻴﺮ أو ﻋﻨﺪ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮون أن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ أو إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﻴ ﺪ . وﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻘﻌﻮن ﻓﻲ ﺧﻄﺄ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﻻ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدرة إﻟ ﻰ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻤﻘﺎوﻣ ﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ .إن ﺗﻜ ﺮﻳﺲ ﻃﺎﻗ ﺔ ﻋﻈﻴﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮد ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﺨﺼﻢ ﺑﺪ ً ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻗﺼﻴﺮة اﻷﻣﺪ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻓﺸﻞ هﺆﻻء اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ اآﺘﺸﺎف ﻃﺮق ﻋﻤﻞ ﺑﺪﻳﻠﺔ آﺜﻴﺮة ﺗﻘﻮد اﻟﺠﻬ ﻮد ﺟﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻻﻗﺘﺮاب اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف. ورﺑﻤﺎ ﻧﺠﺪ أﻳﻀًﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻻ ﺗﻀﻊ ﺧﻄﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﺗﺮآﺰ ﻻ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧ ﺮ ،ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﻔﻮرﻳ ﺔ .ﻻ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ اﻷﺷ ﺨﺎص ﻓ ﻲ اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ه ﺬﻩ أن ﺑﺪ ً ﺟﻬﻮدهﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺳﺘﺆدي إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻀﻴﻌ ًﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ أو أن اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ .ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺮوف أن اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺎﺿ ﻞ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﺿ ﺪ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴ ﺔ ﺗﻮاﺟ ﻪ ﻗ ﻮات ﻋﺎﺗﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻴﺶ واﻟﺸ ﺮﻃﺔ ،وآ ﺄن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﻔﻌﻠ ﻮا ﻣ ﺎ ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟﻬ ﻢ .وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﺗﻔﻘ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻷﻣ ﻞ إﻻ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺘﺤ ﺪي اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺰاهﺔ أو رﺑﻤﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا ﺑﺬﻟﻚ أﺑﺪًا أو أﻧﻬ ﻢ أن ﻻ ﻳﻌﻮا ذﻟﻚ ،إﻻ أﻧﻬﻢ ﻳﺮون أن ﻋﻤﻠﻬﻢ أﺻﺒﺢ ﺑﻼ ﻧﺘﻴﺠﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ،ﺣﺴﺐ وﺟﻬﺔ ﻧﻈ ﺮهﻢ ،ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ أي ﺟﺪوى. ﺗﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻬﺪر اﻟﻘﻮة وﺗﺼﺒﺢ اﻷﻋﻤﺎل ﺑ ﻼ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ وﺗﻀ ﻴﻊ اﻟﻄﺎﻗ ﺔ وﻻ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻤﺰاﻳﺎ واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ﺗﺬهﺐ هﺒﺎءا ،وإذا ﻟﻢ ﻳﺨﻄﻂ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﻔﺸﻠﻮن ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أه ﺪاﻓﻬﻢ ،أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ اﻟﻀ ﻌﻴﻒ وﻋ ﺪم اﻧﺴ ﺠﺎم ﻧﺸ ﺎﻃﺎت اﻟﺠﻬ ﻮد اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ﻟ ﻦ ﻳﺤ ﺮك اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم وإﻧﻤﺎ ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﺗﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ . ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وآﺄﻧﻬﺎ أﻗ ﻮى ﻣﻤ ﺎ ه ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ وﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌ ﻴﺶ ﺳ ﻨﻴﻨًﺎ وﻋﻘ ﻮدًا أآﺜ ﺮ ﻷن ﺧﻄ ﻂ اﻟﺘﺤﺮر اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻧﺎدرة وﻗﻠﻴﻼ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻄﻮرة
.
أرﺑﻊ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت هﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳﻠﺰﻣﻨ ﺎ وﺿ ﻮح ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ أرﺑ ﻊ ﻣﺼ ﻄﻠﺤﺎت رﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻟﻜ ﻲ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﻜ ﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: 38
اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ :وهﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻗﻴﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ وﺗﻮﺟﻴ ﻪ اﺳ ﺘﺨﺪام ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻟﻤﻼﺋﻤ ﺔ واﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮة( اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ واﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴ ﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ﺔ...اﻟ ﺦ )ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أهﺪاﻓﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻨﺰاع. ﺗﺤﺪد اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ،ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺘﺮآﻴ ﺰ ﻋﻠ ﻰ أه ﺪاف اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ وﻣﺼ ﺎدرهﺎ أﺛﻨ ﺎء اﻟﻨ ﺰاع ،أي اﻟﺘﻘﻨﻴ ﺎت اﻷآﺜﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ( ﻣﺜﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﺤﺔ أو اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع ).ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎدة اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ أن ﺗﻘﻴﻢ وﺗﺨﻄﻂ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻀﻐﻮط واﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺿﺪ اﻟﺨﺼﻢ ﻋﻨﺪ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻗﺮارات ﺣﻮل أآﺜﺮ اﻟﻈﺮوف ﻣﻼﺋﻤﺔ وأﻓﻀﻞ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻟﺒﺪء اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ. ﺗﻀﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻹﻃﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻﺧﺘﻴﺎر إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت أﺧ ﺮى ﻣﺤ ﺪودة ﻟﺸ ﻦ اﻟﻨﻀ ﺎل ،وﺗﺤ ﺪد ﺗﻮزﻳ ﻊ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺤﺪدة وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل . اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ :وهﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف ﻣﻌﻴﻨ ﺔ أﺛﻨ ﺎء اﻟﺼ ﺮاع وﺗﻌﻤ ﻞ ﺿ ﻤﻦ ﻣﺠ ﺎل اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر .ﺗﻌﻨﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر وزﻣﻦ وآﻴﻔﻴ ﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل وآﻴﻔﻴ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أﻓﻀﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻹﻧﺠ ﺎز أه ﺪاف ﻣﻌﻴﻨ ﺔ .ﻳﻤﻜ ﻦ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻤﻔﻬ ﻮم اﻟﻔﻨ ﺎن ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗﻘ ﺎرن اﻟﺨﻄ ﺔ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻤﺨﻄﻂ اﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﻤﻌﻤﺎري.
12
ﺗﺤﺘﻮي اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻬ ﻮد اﻟﺘ ﻲ ﺗﺒ ﺬل ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ وﺿ ﻊ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻼﺋ ﻢ ﺟ ﺪًا ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺨﺼﻢ ﻓﻴﻪ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺄن اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﻔﺘﻮح ﺳﻴﺠﻠﺐ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺆآﺪة ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ دون اﻻﺿﻄﺮار إﻟ ﻰ ﺧﻮض ذﻟﻚ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﻔﺘﻮح .أو إذا ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻮﺿﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﻤﺘﻄﻮر ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﺠ ﺎح اﻟﻤﺘﺤ ﺪﻳﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺰاع أﻣﺮًا ﻣﺆآﺪاً ،وﺗﺸﺘﻤﻞ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﺨﺪام ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻨﺠﺎﺣﺎت ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ . ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺨﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ آﻴﻔﻴ ﺔ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ اﻟﺤﻤﻠ ﺔ، وآﻴﻔﻴ ﺔ وﺿ ﻊ ﻣﺮآﺒﺎﺗﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣﻌ ًﺎ ﻟﻜ ﻲ ﺗﺴ ﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف .واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ﺬآﺮ أن اﻟﺨﻄ ﺔ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻮزﻳ ٍﻊ ﻣﺎه ٍﺮ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤﻠﻴ ﺎت أﺻ ﻐﺮ .إن اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﻜﻴﻤ ﺔ ﻳﺠ ﺐ أن ﻳﺄﺧ ﺬ ﺑﻌ ﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒ ﺎر ﻣﺘﻄﻠﺒ ﺎت اﻟﻨﺠ ﺎح ﻟﻌﻤ ﻞ ﺗﻘﻨﻴ ﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة ،ﻷن آ ﻞ ﺗﻘﻨﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻞ ،ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺠﺮد أن ﻧﻔ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﻄﻠﺒ ﺎت أﻧﻨ ﺎ ﺿ ﻤﻨﺎ اﻟﻨﺠ ﺎح ﺣﻴ ﺚ أن هﻨ ﺎك ﻋﻮاﻣ ﻞ أﺧ ﺮى إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻨﺤﻘﻖ اﻟﻨﺠﺎح . ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ أن ﻳﻌﺮﻓﻮا أهﺪاﻓﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح أﺛﻨﺎء وﺿﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت وأن ﻳﻘﺮروا آﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴ ﺎس ﻓﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺠﻬ ﻮد ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻳﺴﻤﺤﺎن ﻟﻺﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ ﺑﺄن ﻳﺘﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺗﺤﻘﻴﻖ آ ﻞ ه ﺪف ﺑﺪﻗﺔ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﻮﺿﻮح واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻨﻄﺒﻘﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ. ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ وﻃﺮق اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻬﺎرة اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮى ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ وﺟﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺤﺪد ،ﺣﻴ ﺚ أن اﻟﺘﻜﺘﻴ ﻚ ه ﻮ ﻋﻤ ﻞ ﻣﺤ ﺪد ﻳﺴ ﺘﺨﺪم ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ ه ﺪف ﻣﺤ ﺪد .إن ﻣﻔﻬ ﻮم أﻓﻀ ﻞ اﺳ ﺘﺨﺪام ،ﻓ ﻲ ﻇﺮوف ﻣﺤﺪدة ،ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺤﻜ ﻢ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﺘﻜﺘﻴ ﻚ ،وﻟﻜ ﻲ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﻜﺘﻴ ﻚ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ ﺣﺎل ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺨﺘﺎر اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ واﻟﻄﺮق وﻧﻄﺒﻘﻬﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺮة ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ . اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺰز اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷهﺪاف اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ هﺪرًا ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ . ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻳﺮآﺰ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺳﻴﺮ ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺪد ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ آﻤﺎ ﺗﻨﺴﺠﻢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻣﺘﻌﻠﻘًﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل أﻣﺎ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻤﻞ إﻋﺘﺒ ﺎرات أوﺳ ﻊ .ﻳﻤﻜ ﻦ Robert Helvey, personal communication, 15 August 1993
39
12
ﻓﻬﻢ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻧ ﻪ ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ آﺎﻣﻠ ﺔ ﻟﻤﻌﺮآ ﺔ أوﺣﻤﻠ ﺔ ،وﻳﻄﺒ ﻖ اﻟﺘﻜﺘﻴ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺘ ﺮات ﻣ ﻦ اﻟﻮﻗ ﺖ أﻗﺼﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أو ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ أﺻﻐﺮ( ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ أو ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ...اﻟﺦ )أو ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻋ ﺪد ﻣﺤﺪود ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أو ﻹهﺪاف ﻣﺤﺪودة أآﺜﺮ .وﻳﻜﻮن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻷهﺪاف اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ واﻟﻬﺪف اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ إذا ﻣﺎ آﺎن هﺪف ﻋﻤﻞ ﺻﻐﻴﺮًا أم آﺒﻴﺮًا . ﻳﺴ ﺘﺨﺪم اﻻﺷ ﺘﺒﺎك اﻟﺘﻜﺘﻴﻜ ﻲ اﻟﻬﺠ ﻮﻣﻲ ﻟ ﺪﻋﻢ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻓﺎﻻﺷ ﺘﺒﺎآﺎت اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴ ﺔ ه ﻲ أدوات اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻇﺮوف ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻮﺟﻴﻪ هﺠﻤﺎت ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺿﺪ اﻟﺨﺼﻢ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﺑﻤﻜ ﺎن أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻮن ﻋ ﻦ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ وﺗﻨﻔﻴ ﺬ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴ ﺔ ﻣﻬ ﺮة ﻓ ﻲ ﺗﻘﻴ ﻴﻢ اﻟﻮﺿ ﻊ وأن ﻳﺨﺘ ﺎروا أﻓﻀ ﻞ اﻟﻄﺮق ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻪ .وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﻮم ﺑﺘ ﺪرﻳﺐ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﺳ ﻴﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﻤﺸ ﺎرآﺔ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﺘﻘﻨﻴ ﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة واﻟﻄﺮق اﻟﻤﺤﺪدة. ﺗﻌﻨ ﻲ اﻟﻄ ﺮق اﻷﺳ ﻠﺤﺔ أو اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻤﺤ ﺪدة ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ،ﺣﻴ ﺚ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺸ ﻤﻞ ﻋﺸ ﺮات أﺷ ﻜﺎل اﻟﻌﻤ ﻞ( ﻣﺜ ﻞ اﻹﺿ ﺮاﺑﺎت واﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎت واﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ )ﻓﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻟﻤﻮﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻤﻠﺤﻖ. ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﻄﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺸ ﻜﻴﻞ واﺧﺘﻴ ﺎر اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت واﻟﺘﻜﺘﻴﻚ واﻟﻄﺮق . اﻟﺪرس اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻘﺎش هﻮ أن اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺠﻴﺪ ﻟﻠﺬآﺎء اﻟﺒﺸﺮي ﻣﻄﻠ ﻮب ﻓ ﻲ اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺤ ﺬر ﻟﻠﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻷن اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﺑ ﺬآﺎء ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺣ ﺪوث آ ﻮارث ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳ ﺆدي اﻻﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻔﻌ ﺎل ﻟﻠﻘﺪرات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن إﻟﻰ وﺿﻊ ﻧﻬﺞ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﺑﺬآﺎء ﻟﻤﻀﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻧﺤ ﻮ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ هﺪف اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺪﻣﻘﺮاﻃﻴﺔ.
40
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻳﺤﺘﺎج ﻗﺎدة اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ زﻳ ﺎدة ﻓ ﺮص ﻧﺠ ﺎح اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺨﻄ ﺔ ﻼ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة ،وﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ُﺗﻀ ﻌﻒ وﺗﻘﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘ ﻲ أﻣﻀ ﺖ زﻣﻨ ًﺎ ﻃ ﻮﻳ ً اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ،وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻗﻮي . ﻧﺤﺘﺎج ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻮﺿﻊ وﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮ اﻟﻤﺘﺎﺣ ﺔ ،ﻓﻤ ﻦ ﺧ ﻼل هﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻀﻊ وﻧﻄﻮر إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴ ﻴﺔ واﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤ ﻼت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﻟﻨﻴ ﻞ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ . وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ارﺗﺒﺎط آﻞ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ واﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤ ﻼت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ إﻻ أﻧﻬﻤ ﺎ ﻋﻤ ﻼن ﻣﻨﻔﺼ ﻼن، ﺣﻴﺚ أن ﺗﻄﻮﻳﺮ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤﻼت ﺑﺸﻜﻞ آﺎﻣﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ .أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﺳ ﻮف ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ ﻋﻤ ﻞ ﺗﺼ ﻤﻴﻢ ﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤ ﻼت ﻣ ﻦ اﺟ ﻞ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ وﺗﻌﺰﻳ ﺰ اﻷه ﺪاف اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻟﻤﻬﺎم ،وﻋﻠﻴﻨ ﺎ هﻨ ﺎ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻬﺎﻣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺐ أﺧ ﺬهﺎ ﺑﻌ ﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒ ﺎر ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ وﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤ ﻼت . وﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﺪى ﻣﺨﻄﻄ ﻮ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﻓﻬ ﻢ ﻋﻤﻴ ﻖ ﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻧ ﻮاﺣﻲ اﻟﺼ ﺮاع اﻟﺘ ﻲ ﺗﺸ ﻤﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت إﻻ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﺤﺪد وﺧﻠﻔﻴﺎﺗﻪ . وﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن أن ﻳﻘﻮم اﻟﻘﺎدة واﻟﻤﺨﻄﻄ ﻮن اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن ﺑﺘﻘﻴ ﻴﻢ أهﻤﻴ ﺔ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ واﻷه ﺪاف ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ درﺟ ﺔ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ﻟﺸﻦ ﻧﻀﺎل واﺳﻊ أم ﻻ .واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬآﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻬﺪف اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ ﻟﻠﻨﻀ ﺎل ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺠ ﺐ ﻣﺮاﻋ ﺎة ﻣﺴ ﺄﻟﺔ أن اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺣ ﺪﻩ ﻻ ﻳﺸ ﻜﻞ ه ﺪﻓًﺎ آﺎﻓﻴ ًﺎ .ﻓﺎﻟﻬ ﺪف ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ ﻼ ﻓ ﻲ إﻧﺸ ﺎء ﻣﺠﺘﻤ ﻊ ﺣ ﺮ ﻳﺤﻜﻤ ﻪ ﻧﻈ ﺎم ﺣﻜ ﻢ دﻳﻤﻘﺮاﻃ ﻲ .إن وﺿ ﻮح ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻤ ﺜ ً ﺳﻴﺆﺛﺮ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ. وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﺠﻴﺒﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ: •
ﻣﺎ هﻲ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ؟
•
ﻣﺎ هﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ؟
•
ﻣﺎ هﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري؟
•
ﻣﺎ هﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري؟
•
إﻟﻰ أي درﺟﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ؟
•
ﻣﺎ هﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم؟
•
ﻣﺎ هﻲ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وآﻴﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ؟
•
ﻣﺎ هﻮ ﻣﻮﻗﻒ اﻷﻃﺮاف اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ دور ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪت أو ﻗﺪ ﺗﻘﺪم اﻟﻌ ﻮن ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري أو ﻟﻠﺤﺮآﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وآﻴﻒ؟
41
اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﻤﺨﻄﻄﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻷن ﻳﺨﺘﺎروا أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺳﺘﺴ ﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ اﻟﺼﺮاع ،وﻳﺠﺐ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺰاﻳﺎ وﻣﺤﺪدات اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺒﺪﻳﻠ ﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺤ ﺮب اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ و ﺣ ﺮب اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت و اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻷﺧﺮى. ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ ﻣﺮاﻋﺎة اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﺧﺘﻴﺎر أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀﺎل :هﻞ ﻧ ﻮع اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻻﺧﺘﻴ ﺎر ﺿﻤﻦ ﻗﺪرات اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ؟ هﻞ ﺗﻘﻮم اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﺤﻜﻮم؟ هﻞ ﺗﺴﺘﻬﺪف هﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻧﻘ ﺎط ﺿ ﻌﻒ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري أم ﺗﺴ ﺘﻬﺪف ﻧﻘ ﺎط ﻗﻮﺗ ﻪ؟ ه ﻞ ﺗﺴ ﺎﻋﺪ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ آﻲ ﻳﺼﺒﺤﻮا أآﺜﺮ اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ أم ه ﻞ ﻳﺤﺘ ﺎﺟﻮن إﻟ ﻰ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ أﻃ ﺮاف أﺧ ﺮى أو دﻋ ﻢ ﺧﺎرﺟﻲ؟ ﻣﺎ هﻮ ﺳﺠﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ؟ هﻞ ﺗﺰﻳﺪ أم ﺗﺤﺪ ﻣ ﻦ ﻋﺪد اﻹﺻﺎﺑﺎت واﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث أﺛﻨﺎء اﻟﺼ ﺮاع؟ ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﺨﻠﻔﻬﺎ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺠﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﺮ؟ ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺜﻨﺎء أﻧﻮاع اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻬﺪف اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻣﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺣﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أن اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺰاﻳﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ هﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻨﻀﺎل اﻷﺧ ﺮى ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﺘﻔﺤﺼﻮا اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﺤﺪد وﻳﻘ ﺮروا ﻓﻴﻤ ﺎ إذا آ ﺎن اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﻳﻘ ﺪم أﺟﻮﺑ ﺔ أآﻴ ﺪة ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أم ﻻ . اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﺘ ﺬآﺮ أن ه ﺪف اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻻ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﺑﺒﺴ ﺎﻃﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ وﺿ ﻊ ﻧﻈ ﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃ ﻲ وﻳﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻧﺸ ﻮء دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة أﻣ ﺮًا ﻼ .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎهﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻗﻮى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺤﻴ ً أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف اﻟﻤﺬآﻮرة أﻋﻼﻩ( اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﺧﻠﻖ ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻇﻬﻮر دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ).ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺮوف أن اﻟﺸ ﻌﻮب وﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻤ ﺪﻧﻲ ﺗﻜ ﻮن ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ﻓ ﻲ ﻇ ﻞ وﺟ ﻮد أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،وﺗﻜﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﻮﻳﺔ ﺟ ﺪًا .ﻓ ﺈذا ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮازﻳﻦ اﻟﻘ ﻮى ه ﺬﻩ ﻓ ﺈن اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺠ ﺪد ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن إن أرادوا أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺣﻜﺎﻣًﺎ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن آﺄﺳﻼﻓﻬﻢ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺮﻓﺾ أي" ﺛﻮرة داﺧﻞ اﻟﻘﺼﺮ "أو أي اﻧﻘﻼب ﺿﺪ اﻟﺤﻜﻢ. ﻳﺴﺎهﻢ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺎدل ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺸﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺿﺪ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري آﻤ ﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ،وﺗﺤﺪث هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻋ ﺪة ﻃ ﺮق ،ﺣﻴ ﺚ أن ﺗﻄ ﻮﻳﺮ ﻗ ﺪرات اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﺗﻌﻨﻲ أن ﻗﺪرات اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ أﻋﻤ ﺎل اﻟﻌﻨ ﻒ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ إره ﺎب اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻓ ﺮض اﻟﺨﻀ ﻮع ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ وإﻋﺎﻗﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻓ ﺮض ﻗﻮﺗﻬ ﺎ .أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أن ﺣﺸ ﺪ اﻟﻘ ﻮة اﻟﺸ ﻌﺒﻴﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﺗﻌ ﺰز ﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻷن اﻟﺨﺒ ﺮة اﻟﻤﻜﺘﺴ ﺒﺔ ﻣ ﻦ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻘ ﻮة اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،وﺳﺘﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ أآﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أي دآﺘﺎﺗﻮر ﺟﺪﻳﺪ .إن هﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮص إﻧﺸﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻗﻮي . 42
اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷدوار اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻀﻐﻮط اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺟ ﺰءًا ﻣﻦ ﺗﺤﻀﻴﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .ﻧ ﺎﻗﺶ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻘ ﻮة اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺐ أن ﺗ ﺄﺗﻲ ﻣ ﻦ ﻼ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﻘﻘﻪ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ. داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﺎﺻ ً ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺬل اﻟﺠﻬﻮد ﻟﺘﺴ ﺨﻴﺮ اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻲ آﺘﺘﻤ ﺔ ﻣﺘﻮاﺿ ﻌﺔ ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺲ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺔ ودﻳﻨﻴﺔ .وﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀًﺎ ﺑﺬل اﻟﺠﻬﻮد ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎت دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺧﺬ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺷﻜﻞ ﻓﺮض ﺣﺼﺎر اﻗﺘﺼﺎدي وﻓﺮض ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ اﻷﺳﻠﺤﺔ وﺗﺨﻔﻴﺾ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ أو ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ وﻣﻨﻊ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﻨﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ أﻧﻈﻤﺔ ﺣﻜ ﻢ دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﻃ ﺮد ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة .أﺿ ﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧﻨ ﺎ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺎﻟﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮ ًة إﻟﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻋﻤﻞ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺨﻄﻄﻮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ أﻓﻀﻞ ﺧﻄ ﻮط ﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﻟﺴ ﻴﺮ اﻟﻨﻀ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﻋﻤ ﻞ ﺗﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻠﻮﺿ ﻊ، ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻄﻲ هﺬﻩ اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺤﺎﺿ ﺮ وﺗﻤﺘ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﺘﺤ ﺮر ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻞ وإﻟ ﻰ ﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ .وﻋﻠ ﻰ هﺆﻻء اﻟﻤﺨﻄﻄﻮن أن ﻳﺴﺄﻟﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ أﺛﻨﺎء وﺿﻊ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺣﻴ ﺚ ﺗﺸ ﻜﻞ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ (ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺪد أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﻣﻀ ﻰ )أﻧ ﻮاع اﻻﻋﺘﺒ ﺎرات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑ ﺔ ﻟﻮﺿ ﻊ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻟﻨﻀ ﺎل ﻳﺴ ﺘﺨﺪم أﺳ ﻠﻮب اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺗﺘﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻣﺎ هﻲ أﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺒﺪء ﺑﻨﻀﺎل ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ؟ آﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﺗﺤ ﺖ ﻧﻴ ﺮ اﻻﺿ ﻄﻬﺎد أن ﻳﺤﺸ ﺪ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﻘﻮة ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﺪى ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻟ ﻮ ﺑﺸ ﻜﻞ ﻣﺤ ﺪود ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ؟ آﻴ ﻒ ﻳﻤﻜ ﻦ زﻳ ﺎدة ﻗ ﺪرة اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟﻮﻗ ﺖ وﻣ ﻊ اﻟﺨﺒ ﺮة اﻟﻤﻜﺘﺴ ﺒﺔ؟ ﻣ ﺎ ه ﻮ أه ﺪاف ﺳﻠﺴ ﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻤﺤﺪودة ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ؟ هﻞ ﻳﻮﺟﺪ هﻨﺎك ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻋﺎﻳﺸ ﺖ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﻳﻤﻜ ﻦ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀ ﺎل ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ؟ ﻣ ﺎ ه ﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ أو ﻣﺎ هﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻼزم إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن وﺧﻠﻖ أﺟﻮاء ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري؟ آﻴ ﻒ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ اﻟﻘ ﻮة اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣ ﺔ؟ آﻴ ﻒ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗ ﺪرﻳﺐ اﻟﻤﺸ ﺎرآﻴﻦ؟ ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎدر( اﻟﻤﺎﻟﻴ ﺔ واﻟﻤﻌﺪات...اﻟﺦ )اﻟﻼزﻣﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺼﺮاع؟ ﻣﺎ هﻮ ﻧﻮع اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﺣﺸﺪ اﻟﺸﻌﺐ؟ ﻣﺎ هﻲ أﻧﻮاع اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة اﻟﺤﺎآﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻗﻄﻌﻬﺎ وﻓﻲ أي ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪم؟ آﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﻘﺎوم أن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤ ﺪي وﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻳﺤ ﺎﻓﻆ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻧﻀ ﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ اﻟﻀﺮوري؟ آﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻨﻀﺎل؟ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺧﻼل اﻟﺼﺮاع؟ آﻴﻒ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎﺗﻴﺔ
43
ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺘﺮب ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤ ﻮل( ﻣ ﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ)؟ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ هﻨﺎك ﺧﻄﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻟﻜ ﻞ ﺣﺮآ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﺮآ ﺎت اﻟﺘﺤ ﺮر ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،ﻷن آ ﻞ ﺣﺮآﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري ﻣﻌﻴﻦ وﺗﺴﻌﻰ ﻟﺒﻨﺎء ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻋ ﻦ ﺣﺮآ ﺎت اﻟﺘﺤﺮر اﻷﺧﺮى .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ وﺿﻌﺎن ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎن ﺗﻤﺎﻣﺎً ،وﻟﻜﻞ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،وﺗﺨﺘﻠﻒ أﻳﻀًﺎ ﻗﺪرات آﻞ ﺷ ﻌﺐ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﻋ ﻦ ﻗ ﺪرات اﻟﺸ ﻌﻮب اﻷﺧ ﺮى .ﻋﻠ ﻰ ﻣﺨﻄﻄ ﻲ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻟﻠﻨﻀﺎل وﻓﻖ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﺤﺪد اﻟﺨﺎص ﺑﻬ ﻢ ﺑ ﻞ أﻳﻀًﺎ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﺨﺘﺎرة .13 هﻨﺎك أﺳﺒﺎب ﺟﻴﺪة ﺗﺪﻋﻮا ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻢ إﻧﺠﺎزهﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺮوي وﻣﺘﺄن ،ﺣﻴﺚ أن اﻷﻋﺪاد اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺸﺎرآﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ رﻏﺒﺔ وأآﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ ﺑ ﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻌ ﺎم وﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ﺎت اﻟﻤﺤ ﺪدة ﻟﻺﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .ﺣﻴ ﺚ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻜﻮن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ وﻗﻌ ًﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻬﻢ وﻋﻠﻰ رﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮف آﻤ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ .ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﺗﺼ ﺒﺢ اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻺﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن وﻗﺪ ﺗﺆدي ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام أﺳ ﺎﻟﻴﺐ أﻗ ﻞ هﻤﺠﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن أﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻌﻮد ﺳ ﻠﺒًﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ .وﻳﻤﻜ ﻦ أﻳﻀ ًﺎ أن ﺗﺴ ﺎهﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﺨﺼ ﺎﺋﺺ ﻣﺤﺪدة ﻟﻺﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻧﺰاع وارﺗﺪاد ﻓﻲ داﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻧﻔﺴﻪ. ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺒﻨﻲ ﺧﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺑﻨ ﺎء اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻨﻔﻴ ﺬهﺎ ،وﻻ ﻳﺴ ﻤﺢ إﻻ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎﻻت ﻧ ﺎدرة اﻻﻧﻄ ﻼق ﺑﺎﻟﻨﻀ ﺎل ﻣ ﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻄﻄﻴﻦ أن ﻳﻌﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك أدﻟﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻠﻬﺎ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻇﺮوف اﻟﻨﻀﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﺟ ﺬري .ﻋﻠ ﻰ أﻳ ﺔ ﺣ ﺎل ،ﻳﺤ ﺪث ه ﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓﻘ ﻂ ﺑﻌ ﺪ إﺟﺮاء إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ أﺳﺎﺳﻲ وﻋﻨﺪ وﺿﻊ وﺗﺒﻨﻲ ﺧﻄﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أآﺜﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ . ﺗﺨﻄﻴﻂ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻤﻄﻮرة ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻨ ﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺠﺪ أن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻹرﺷﺎد اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﺗﻘ ﻮﻳﺾ ﺳ ﻠﻄﺔ اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري .وﺗﻘ ﻮم ه ﺬﻩ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺑ ﺪورهﺎ ﻓ ﻲ دﻣ ﺞ وإرﺷ ﺎد ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎآﺎت اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﺗﻮﺟﻴ ﻪ ﺿ ﺮﺑﺎت ﺣﺎﺳ ﻤﺔ ﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري .ﻳﺠ ﺐ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﺘﻜﺘﻴﻜ ﺎت وﻃﺮق اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺤﺪدة ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ ﻟﻜﻲ ﺗﺴ ﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أه ﺪاف آ ﻞ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ .واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ﺬآﺮ أن ه ﺬا اﻟﻨﻘﺎش ﻳﺮآﺰ ﺣﺼﺮﻳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ. ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻀ ﻌﻮن ﺧﻄ ﻂ اﻟﺤﻤ ﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ ،ﻣ ﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜ ﻞ ﻣﺨﻄﻄ ﻲ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ دراﻳ ﺔ ﺗﺎﻣ ﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺔ ووﺗﻴ ﺮة ﻋﻤ ﻞ ﺗﻘﻨﻴ ﺎت اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة .وآﻤ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺤ ﺎل ﻓ ﻲ ﻓﻬ ﻢ اﻟﻀ ﺒﺎط Gene Sharp, The Politics of Nonviolent Action (Boston, MA: Porter Sargent,أﻧﻈﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻟﻤﺰﻳﺪ 1973) and Peter Ackerman and Christopher Kruegler, Strategic Nonviolent Conflict (Westyport, Connecticut: Praeger, 1994). Also see Gene Sharp, Waging Nonviolent Struggle: Twentieth Century Practice and Twenty-First Century Potential. Forthcoming. 13
44
اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﻮن ﻟﻬﻴﻜﻠﻴ ﺔ اﻟﺠ ﻴﺶ واﻟﺘﻜﺘﻴﻜ ﺎت واﻷﻣ ﻮر اﻟﻠﻮﺟﺴ ﺘﻴﺔ واﻟ ﺬﺧﻴﺮة واﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮات اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺔ وﻣ ﺎ ﺷ ﺎﺑﻪ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ وﺿﻊ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ،ﻋﻠ ﻰ ﻣﺨﻄﻄ ﻲ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ أن ﻳ ﺪرآﻮا ﻃﺒﻴﻌ ﺔ وﻣﺒ ﺎدئ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ .ﻣﻦ اﻷهﻤﻴ ﺔ ﺑﻤﻜ ﺎن أن ﻧ ﺪرك أﻧ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻋﻨ ﺪ اآﺘﺴ ﺎب اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ وﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟﺘﻮﺻ ﻴﺎت اﻟ ﻮاردة ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب واﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻓ ﺈن ه ﺬا ﻻ ﻳﻨ ﺘﺞ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻷن وﺿ ﻊ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻨﻀ ﺎل ﻳﺘﻄﻠﺐ إﺑﺪاﻋًﺎ ووﻋﻴًﺎ. ﻋﻠﻰ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أن ﻳﺄﺧﺬوا ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻞ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻣﺤﺪدة ﻟﺤﻤﻼت ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﺤﺮري ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : •
ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷهﺪاف اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ وﻣﺴﺎهﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ.
•
ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟﻄ ﺮق اﻟﻤﺤ ﺪدة أو اﻷﺳ ﻠﺤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻨﻔﻴ ﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﺨﺘﺎرة .هﻨﺎك أﻳﻀًﺎ ﺿﺮورة ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺨﻄ ﻂ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴ ﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة وﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻌﻴﻨﺔ اﻟﻤﺮاد اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻐﻂ وﻓ ﻲ وﺿ ﻊ ﻗﻴ ﻮد ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼ ﺎدر ﻗ ﻮة اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻓ ﻲ اﻟﺨﻄ ﺔ اﻟﺸ ﺎﻣﻠﺔ ﻟﺤﻤﻠ ﺔ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ .وﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﺘ ﺬآﺮ أن ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻷهﺪاف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ آﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﻮات ﺧﺎﺻﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﺸﻜﻞ رﺻﻴﻦ .
•
ﺗﺤﺪﻳﺪ آﻴﻔﻴﺔ رﺑﻂ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻀﺎل اﻟﺬي هﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻀﺎل ﺳﻴﺎﺳﻲ ،وﻳﺠﺐ أن ﻧﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﺘﻈﻠﻤ ﺎت اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺼ ﺒﺢ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ ﻗﻀ ﺎﻳًﺎ ﺑ ﺎرز ًة ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀ ﺎل ،وإﻻ ﻓ ﺈن اﻟﺘﺤ ﺮر ﻣ ﻦ اﻻﻋﺘﻘ ﺎد اﻟﺨ ﺎﻃﺊ وﺳ ﺤﺐ ﻻ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻻء ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺮﺳﺦ إذا ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺣﻠﻮ ً ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ .هﺬا اﻹدراك ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻳﺆدي ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎ ﻇﻬﻮر ﻗﻮى دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﻌﺪ ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .
•
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻹﻋﻼم اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺪء ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ،وﺗﺤﺪﻳ ﺪ ﺳ ﺒﻞ ﺻ ﻨﻊ اﻟﻘ ﺮار وﺳ ﺒﻞ اﻹﻋ ﻼم اﻟﻤﺘﺎﺣ ﺔ أﺛﻨ ﺎء اﻟﻨﻀ ﺎل ،وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺗﻘ ﺪﻳﻢ اﻹرﺷ ﺎد اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ واﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎﻣﺔ .
•
ﻧﺸﺮ أﺧﺒﺎر اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎﻣﺔ وﺑﻴﻦ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري واﻟﺼ ﺤﺎﻓﺔ اﻟﺪوﻟﻴ ﺔ، ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜ ﻮن اﻹدﻋ ﺎءات واﻟﺘﻘ ﺎرﻳﺮ اﻟﻤﻨﺸ ﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ،ﻷن اﻟﻤﺒﺎﻟﻐ ﺔ واﻹدﻋ ﺎءات اﻟﺘﻲ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ .
•
وﺿ ﻊ ﺧﻄ ﻂ ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ وﺑﻨ ﺎءة ﻟﻨﺸ ﺎﻃﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻴ ﺔ واﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴ ﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺐ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﺰاع ،ﺣﻴﺚ ﺗ ﺪار ه ﺬﻩ اﻟﺨﻄ ﻂ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ أﺷ ﺨﺎص ﻣﺮﺗﺒﻄ ﻮن ﺑﺸ ﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ.
•
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻤﺮﻏﻮب ﺑﻬﺎ ﻓﻲ دﻋﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﺤﺮري اﻟﻌﺎم .آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺸﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ دون ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪًا ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻀ ﻤﻮﻧﺔ؟ ﻳﺠ ﺐ ﻣﺮاﻋ ﺎة اﺧﺘﻴ ﺎر أآﺜ ﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴ ﺎﻋﺪة ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻷهﻠﻴ ﺔ( اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ،اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻤﺎل...اﻟﺦ )واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت و/أو اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ . 45
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻄﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﺗﺨ ﺎذ إﺟ ﺮاءات ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎم وﻟﺘﻠﺒﻴ ﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﺧﻼل ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨﻠ ﻖ هﻴﻜﻠﻴ ﺎت ﺑﺪﻳﻠ ﺔ دﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻴ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﺗﻠﺒ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ وﺗﻘﻠ ﺺ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ أي ادﻋﺎءات ﺑﺄن هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ واﻟﺒﻄﺶ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﻘﺎﻧﻮن . ﻧﺸﺮ ﻓﻜﺮة اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻳﻌﺘﺒﺮ إدراك اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻔﻜﺮة اﻟﻼﺗﻌﺎون أﻣﺮ ﺿﺮوري ﻟﻨﺠﺎح ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻓﻤﺜﺎل "ﺳﻴﺪ اﻟﻘﺮود "ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﺑﺄن اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ وهﻲ أﻧﻪ إذا رﻓﺾ ﻋﺪد آﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺗﻘ ﺪﻳﻢ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﻔﺘﺮة آﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ ﻓﺈن ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻤﻊ واﻻﺿﻄﻬﺎد ﻳﻀﻌﻒ وﻳﻨﻬﺎر. ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ دول ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ أﻧﻈﻤﺔ ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدر ﻋﺪﻳ ﺪة، وﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أن ﺗﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺸ ﺮ ه ﺬا اﻟﻤﻔﻬ ﻮم ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻧﺸ ﺮ ﻗﺼ ﺔ" ﺳ ﻴﺪ اﻟﻘﺮود "أوﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،ﺣﻴ ﺚ أن ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺺ ﺗﻜ ﻮن ﺳ ﻬﻠﺔ اﻻﺳ ﺘﻴﻌﺎب واﻟﻔﻬ ﻢ، وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺼ ﺒﺢ ﻣﺼ ﻄﻠﺢ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﺷ ﺎﺋﻌﺎ ﻳﺼ ﺒﺢ اﻟﻨ ﺎس ﻗ ﺎدرﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻬ ﻢ ﺻ ﻠﺔ اﻟ ﺪﻋﻮات اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻼﺗﻌﺎون ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،وﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﻘﻮﻣ ﻮا ﻟﻮﺣ ﺪهﻢ ﺑﺎرﺗﺠ ﺎل ﻧﻤ ﺎذج ﻻ ﺗﺤﺼ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻓﻲ اوﺿﺎع ﺟﺪﻳﺪة. ﻟﻘ ﺪ أﺛﺒﺘ ﺖ اﻟﺘﺠ ﺎرب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﻧﺸ ﺮ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻷﺧﺒ ﺎر وﺗﻌﻠﻴﻤ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﻮﺑﺎت ﻼ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﻘﺎوﻣﻮن اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ واﻷﺧﻄﺎر اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺿﺪهﺎ ،ﻣﺜ ً اﻷﻓ ﺮاد اﻵﺧ ﺮﻳﻦ وإﻧﻤ ﺎ ﻣ ﻊ أﻋ ﺪاد آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺐ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻧﺸ ﺮ اﻟﺼ ﺤﻒ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ واﻟﻨﺸ ﺮات واﻟﻜﺘ ﺐ واﻷﺷﺮﻃﺔ اﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ وأﺷﺮﻃﺔ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻻﺣﻘﺔ ﺣﺘﻰ أﺛﻨﺎء ﺣﻜﻢ اﻟﻨﺎزﻳﺔ واﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ . إن وﺟﻮد ﺗﺨﻄﻴﻂ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳﺘﻴﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ وﻧﺸﺮ إرﺷﺎدات ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ هﺬﻩ اﻻرﺷﺎدات إﻟ ﻰ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ واﻟﻈ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺪﻋﻮا اﻟﺸ ﻌﺐ إﻟ ﻰ اﻻﻋﺘ ﺮاض وإﻟ ﻰ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون وإﻟ ﻰ وآﻴﻔﻴ ﺔ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ،وﺳﻴﻌﺮف اﻟﺸﻌﺐ آﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﻘﻄ ﺎع اﻻﺗﺼ ﺎل واﻧﻘﻄ ﺎع ﺻﺪور أو اﺳﺘﻼم ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎدة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن .ﺗﻮﻓﺮ هﺬﻩ اﻻرﺷﺎدات أﻳﻀًﺎ اﺧﺘﺒﺎرًا ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ" ﺗﻌﻠﻴﻤ ﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ "اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرهﺎ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮا إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻳﻀﺮ ﺑﺴﻤﻌﺔ ﺣﺮآﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
.
اﻟﻘﻤﻊ وﻃﺮق ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻳﻘﻮم اﻟﻤﺨﻄﻄﻮن اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن ﺑﻌﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻺﺟﺮاءات وﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ رد أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻋﻤ ﺎل اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ،ﻷن ﻣﻌﺮﻓ ﺔ آﻴﻔﻴ ﺔ اﻟﺼ ﻤﻮد واﻟﺘﺼ ﺪي ﻟﻬ ﺬﻩ اﻹﺟ ﺮاءات واﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ أو ﻣﻌﺮﻓ ﺔ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺰاﻳﺪهﺎ دون اﻟﺨﻀﻮع ﻟﻬ ﺎ ه ﻮ أﻣ ٌﺮ ﺿ ﺮوري .ﻳﻌﻤ ﻞ ه ﺬا اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴ ﺔ وﻓ ﻲ ﻇ ﺮوف ﺧﺎﺻ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤ ﺬﻳﺮ اﻟﺸ ﻌﺐ واﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ ﺣ ﻮل إﺟ ﺮاءات اﻟﻘﻤ ﻊ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠ ﺔ وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﺗﺘ ﻮﻓﺮ ﻟ ﺪﻳﻬﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﻤﺨ ﺎﻃﺮ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن هﺬا اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻳﺘ ﻴﺢ اﻟﻤﺠ ﺎل ﻟﺘ ﻮﻓﻴﺮ رﻋﺎﻳ ﺔ ﻃﺒﻴ ﺔ ﻟﻺﺻ ﺎﺑﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﺿﺪهﻢ .
46
ﻳﺒﻠﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن ﺣﺴﻨًﺎ إذا ﺗﻨﺎوﻟﻮا ﻣﺴﺄﻟﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﺘﻴﻜﺎت وﻃ ﺮق ﺗﺴ ﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﻬ ﺪف اﻟﻤﺤ ﺪد ﻟﻠﺤﻤﻠ ﺔ أو ﻼ ﺗﻜ ﻮن اﻟﺘﺤﺮر وﻓﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺗﻘﻠ ﻞ ﻣ ﻦ أو ﺗﻤﻨ ﻊ ﻣﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻘﻤ ﻊ اﻟﻤﻮﺟﻬ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ،ﻣ ﺜ ً اﻟﻤﻈ ﺎهﺮات واﻟﻤﺴ ﻴﺮات ﺿ ﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﻤﺘﻌﻨﺘ ﺔ ﻣ ﺆﺛﺮة وﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺮض ﺣﻴ ﺎة اﻻﻵف ﻟﻠﺨﻄ ﺮ . ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت واﻹﺿﺮاب أو أﻋﻤﺎل اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻮﻇﻔﻲ اﻟﺨﺪﻣ ﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴ ﺔ أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎهﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﺣﻴﺎة اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﺨﻄﺮ . ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺒﻌﺾ أن أﻋﻤ ﺎل اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻻﺳ ﺘﻔﺰازﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻌ ﺮض ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻜﺜﻴ ﺮﻳﻦ ﻟﺨﻄ ﺮ اﻹﺻ ﺎﺑﺔ ﺗﻠ ﺰم ﻷﻏ ﺮاض إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋ ﺎة ﻣﺴ ﺄﻟﺔ ﺣﺠ ﻢ اﻹﺻ ﺎﺑﺎت واﻹﻧﺠ ﺎزات اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬ ﺎ ،ه ﻞ ﺳﻴﺘﺼ ﺮف اﻟﻨ ﺎس واﻟﻤﻘﺎوﻣﻮن ﺑﺎﻧﻀﺒﺎط دون اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨ ﻒ ﺧ ﻼل ﻓﺘ ﺮة اﻟﻨﻀ ﺎل؟ ه ﻞ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺘﻔﺰهﻢ وﺗ ﺪﻋﻮهﻢ ﻻﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨ ﻒ؟ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺨﻄﻄ ﻮن أن ﻳﺮاﻋ ﻮا اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻧﻀﺒﺎط اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ واﻟﻮﺣﺸﻴﺔ .هﻞ ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﻮد وﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻤﻨﺸﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮا إﻟﻰ اﻻﻧﻀﺒﺎط وﻣﻨﻈﻤﻲ اﻟﻤﻈﺎهﺮات وﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨ ﻒ ﻣ ﺆﺛﺮة؟ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺎدة أن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣﺘﻴﻘﻈ ﻴﻦ ﻟﻮﺟ ﻮد ﻋﻤ ﻼء ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻳﺤﺜﻮن اﻟﻤﺘﻈﺎهﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ. اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺨﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ إﺷ ﻐﺎل اﻟﻘ ﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮآ ﺎت اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻬ ﺎ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن واﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮدهﻢ إﻟ ﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وإﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﺨﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻃﺎت هﺎﻣﺔ .أﺿﻒ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻻ ﻧﺴ ﻤﺢ ﻟﻠﻌﻮاﻃ ﻒ اﻟﻠﺤﻈﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺸﻜﻞ ردة ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ أن ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺠﺮى اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺗﺄﺧ ﺬهﺎ ﺑﻌﻴ ﺪًا ﻋﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ أو إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﻤﻠﺔ .ﺗﻬﺪف ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ إﻟﻰ إﺟﺒ ﺎر اﻟﻘ ﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺠﺪ هﺬﻩ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﺒ ﺮرًا ﻻﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ودﺣﺮ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ . ﺟﻮدة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﺳﺎﺳ ﻲ ﺗﻌﻄ ﻲ اﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﻟﻠﻘ ﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻟﻜ ﻲ ﺗﺴ ﻴﺮ ﻧﺤ ﻮ اﻷﻣ ﺎم ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ،واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬآﺮ أﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪث ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺗﻐﻴﻴﺮات ﻟﻠﺘﻜﺘﻴﻜﺎت وﻟﻸهﺪاف اﻟﻔﻮرﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻘ ﺎدة اﻟﺠﻴ ﺪون ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن اﺳ ﺘﻐﻼل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺮص ،ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ،ﻻ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات أهﺪاﻓًﺎ ﻟﻺﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ أو ﻟﻠﺤﻤ ﻼت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ،وﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﺪرك أن اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻤﺘﺄﻧﻲ ﻟﻺﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة وﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤ ﻼت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺳﻴﺴ ﺎهﻢ ﺑﺸ ﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح.
47
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻬﺎم اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮآﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺨ ﻮف ﻣﻬ ﺎم ﻗﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﻤﺨ ﺎﻃﺮ وﺗﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس .هﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻷﻋﻤ ﺎل ،ﻣﺜ ﻞ وﺿ ﻊ اﻟﻠﺒ ﺎس ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓ ﺔ ،ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ رأي ﻣﻌ ﺎرض وﺗﻤﻨﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرآﺔ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﻮاﺳ ﻌﺔ ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎل ﻣﻌﺎرﺿ ﺔ .وﻓ ﻲ ﺣ ﺎﻻت أﺧ ﺮى ،ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺗﺮآﻴ ﺰ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺠﻤ ﺎﻋﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻀ ﺎﻳﺎ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻏﻴ ﺮ ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗ ﺄﻣﻴﻦ ﻣﺼ ﺪر ﻣﻴ ﺎﻩ .وﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﺨﺘ ﺎروا ﻗﻀ ﻴﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ وﻳﺼﻌﺐ رﻓﺾ ﻣﻴﺰاﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻤﺤﺪودة ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺗﻈﻠﻤﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ وﻓ ﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻘﻨﻊ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺄن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻮة. ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻳﻬﺪف إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﺤﻤﻼت ﻓﻲ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ إﻟﻰ ﺳﻘﻮط آﺎﻣﻞ وﻓﻮري ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻟﻜﻦ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف ﻣﺤﺪودة ،وﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻤﻼت ﻣﺸﺎرآﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ . ﻋﻠﻰ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﺘﺤﺪي أن ﻳﺄﺧﺬوا ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺴﺄﻟﺔ آﻴﻔﻴﺔ اﺧﺘﻼف اﻟﺤﻤﻼت ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ وﻣﻨﺘﺼﻒ وﻋﻨﺪ اﻗﺘﺮاب ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻄﻮﻳ ﻞ ﻋ ﻦ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺘﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ ﺳﻠﺴ ﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﻼت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴ ﺬ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
.
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺨﺘﺎرة إن وﺿﻊ ﺣﻤﻼت ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ذات أهﺪاف ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻀﺎل اﻷوﻟﻰ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺣﻴﺚ أن هﺬﻩ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ وﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﺗﺪاﺧﻞ زﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﺘﻴﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﺎ . ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺮوري ،أﺛﻨ ﺎء ﺗﺨﻄ ﻴﻂ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ" ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ ﻣﺨﺘ ﺎرة" ،ﺗﺤﺪﻳ ﺪ ﻗﻀ ﺎﻳﺎ أو ﺗﻈﻠﻤ ﺎت ﻣﺤ ﺪدة ﺧﺎﺻ ﺔ ﺗﻤﺜ ﻞ اﻻﺿﻄﻬﺎد اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻷه ﺪاف اﻟﻤﻼﺋﻤ ﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴ ﺬ ﺣﻤﻼت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺿﻤﻦ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ . ﻳﺠﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷه ﺪاف اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻄﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻘ ﻮة اﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮة ﺣﺎﻟﻴ ًﺎ واﻟﻤﺘﻮﻗﻌ ﺔ ﻟﻠﺤﺮآ ﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺎت وﺗﺴﺎهﻢ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻮل ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻟﻤﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻟﻠﻨﻀﺎل. ﻻ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻀ ﺎﻳﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو اﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ أو ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳ ﺘﻢ ﻳﺠ ﺐ أن ﺗﺮآ ﺰ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة أو ً اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﺎآﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري أو اﺳ ﺘﺮﺟﺎع اﻟﺴ ﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﺰء ﻳ ﺘﺤﻜﻢ ﺑ ﻪ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن أو ﻣﻨ ﻊ ه ﺪف ﺧ ﺎص ﻋ ﻦ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ .ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة أن ﺗﻀﺮب ،إن أﻣﻜﻦ ،ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ آﻤﺎ ﺟﺎء ذآﺮﻩ أﻋﻼﻩ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺤﻘ ﻖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن أآﺒﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮﺗﻬﻢ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة . ﻳﺤﺘﺎج اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن إﻟ ﻰ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﻤﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺮاﺣ ﻞ ﻣﺒﻜ ﺮة ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺸ ﻤﻞ ه ﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﺎهﻴﺔ أهﺪاﻓﻬﺎ اﻟﻤﺤﺪدة وآﻴﻒ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ،وإن أﻣﻜﻦ ،ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ
48
وﺿ ﻊ ﺧﻄ ﻮط ﻋﺎﻣ ﺔ ﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ أو اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ .ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت أن ﺗﻨﻔ ﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﺑﺈرﺷﺎداﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﺗﺤﺪي رﻣﺰي ﺗﻜ ﻮن اﻷﻋﻤ ﺎل اﻷوﻟ ﻰ ﻓ ﻲ ﻣﺮاﺣ ﻞ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺣﻤﻠ ﺔ ﺗﻘ ﻮﻳﺾ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري ذات اﻟﻄ ﺎﺑﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ وﻣﺤ ﺪودة اﻟﻤﺪى ،وﺗﻜﻮن ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎر وﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم وﺗﺤﻀﺮ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﻨﻀﺎل ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﺗﺄﺧﺬ اﻷﻋﻤﺎل اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ ﺷ ﻜﻞ اﺣﺘﺠﺎﺟ ﺎت رﻣﺰﻳ ﺔ أو أﻋﻤ ﺎل رﻣﺰﻳ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون اﻟﻤﺤﺪود أو اﻟﻤﺆﻗﺖ ،ﻓﺈذا آﺎن ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺮاﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻘﺘﺼﺮ ًة ﻋﻠﻰ وﺿ ﻊ اﻟﺰهﻮر ﻋﻠﻰ أﻣﺎآﻦ ذات أهﻤﻴﺔ رﻣﺰﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ إذا آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟﺮاﻏﺒ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﺎرآﺔ آﺒﻴ ﺮ ﻳ ﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴ ﺬ أﻋﻤ ﺎل ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻨﺸ ﺎﻃﺎت ﻟﻤ ﺪة ﺧﻤ ﺲ دﻗ ﺎﺋﻖ أو اﻟﺼ ﻤﺖ ﻟﻌ ﺪة دﻗ ﺎﺋﻖ .وﻓ ﻲ ﺣ ﺎﻻت أﺧ ﺮى، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﺗﻨﻔﻴ ﺬ إﺿ ﺮاب ﻋ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم أو اﻻﻋﺘﻜ ﺎف ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻟ ﻪ أهﻤﻴ ﺔ رﻣﺰﻳ ﺔ أو ﻣﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻗﺼ ﻴﺮة ﻟﻠﺤﺼﺺ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻄﻼب أو اﻻﻋﺘﺼﺎم ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ هﺎم ،ﺳﺘﻮاﺟﻪ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻷﻋﻤ ﺎل اﻷآﺜ ﺮ ﺷ ﺪة ﻣﻤﺎرﺳ ﺎت ﻗﻤﻌﻴ ﺔ ﻗﻮﻳﺔ . ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻋﺘﺼﺎم أﻣﺎم ﻗﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري أو ﻣﻘ ﺮات ﻗﻴ ﺎدة اﻟﺸ ﺮﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬ ﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ وﻻ ﻳﻨﺼﺢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺪء اﻟﺤﻤﻠﺔ . ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺆدي أﻋﻤﺎل اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻷوﻟﻴ ﺔ إﻟ ﻰ اهﺘﻤ ﺎم ﻋ ﺎﻟﻤﻲ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﻈ ﺎهﺮات اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻮرﻣ ﺎ ﻋ ﺎم 1988واﻻﺣ ﺘﻼل اﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺬﻩ اﻟﻄ ﻼب واﻹﺿ ﺮاب ﻋ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﺗﻴﺎﻧ ﺎﻣﻦ ﻓ ﻲ ﺑﻜ ﻴﻦ ﻋ ﺎم 1989.ﻋ ﺪد اﻹﺻ ﺎﺑﺎت اﻟﻜﺒﻴ ﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺘﻈ ﺎهﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ آ ﻼ اﻟﺤ ﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳ ﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺤﻤﻼت ،ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﻗﻌﻬﺎ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ إﻻ أن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻻ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺣﻴ ﺚ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺒﻘ ﻰ ﺑﺸ ﻜﻞ آﺒﻴ ﺮ رﻣﺰﻳ ﺔ وﻻ ﺗﺤ ﺪث ﺗﻐﻴﻴ ٍﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺮآ ﺰ ﻗ ﻮة أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻓﺼﻞ ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺑﺸﻜﻞ آﺎﻣﻞ وﺳﺮﻳﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻷوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻀ ﺎل ،ﻷن هﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﻳﻘﻮم اﻟﺸﻌﺐ أﺟﻤﻌﻪ وﺟﻤﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ،ﺑﺮﻓﺾ ﺗ ﺎم وﺗﺤ ﺪي ﻣﻔ ﺎﺟﺊ ﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻼﺗﻌ ﺎون اﻟﺠﻤ ﺎهﻴﺮي اﻟﻮاﺳ ﻊ .ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﺑﻌ ﺪ، وﺳﻴﻜﻮن ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺻﻌﺐ اﻟﻤﻨﺎل .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن وﺟﻮد ﺣﻤﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﻜﺎﻣ ﻞ وﻣ ﻦ اﻟﺘﺤ ﺪي ه ﻲ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻏﻴﺮ واﻗﻌﻴﺔ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺒﻜﺮة ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري. ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺗﻘﻊ وﻃﺄة اﻟﻨﻀﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع أو أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،ﺛﻢ ﻳﺘﺤﻮل ﻋﺐء اﻟﻨﻀﺎل ﻼ ﻳﻘ ﻮم اﻟﻄ ﻼب ﺑﺘﻨﻔﻴ ﺬ إﺿ ﺮاﺑﺎت إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻻﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﻼت اﻟﻨﻀ ﺎل ،ﻣ ﺜ ً اﺣﺘﺠﺎﺟًﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﻳﻘﻮم اﻟﻘﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﻮن واﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﻳﻘ ﻮم ﻋﻤ ﺎل 49
ﺳﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﻤﺮاﻋﺎة إﺟﺮاءات اﻟﺴﻼﻣﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺑﻄﺎء ﺣﺮآﺔ اﻟﻘﻄﺎرات ،وﻳﻘﻮم اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺑﺘﺤﺪي اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺮ ﺻﻔﺤﺎت ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﻏﺎت ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ ،وﺗﻘﻮم اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻘ ﺎرﻳﺮ ﺣ ﻮل ﻓﺸ ﻠﻬﺎ ﻓ ﻲ إﻳﺠ ﺎد واﻋﺘﻘ ﺎل أﺷ ﺨﺎص ﻣﻄﻠ ﻮﺑﻴﻦ ﻣ ﻦ أﻋﻀ ﺎء اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ .إن ﺗﻘﺴ ﻴﻢ ﺣﻤ ﻼت اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ﺣﺴ ﺐ ﻧ ﻮع اﻟﻘﻀﻴﺔ وﺣﺴﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺴﻜﺎن ﺗﻌﻄﻲ أﻗﺴﺎم ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺳﺘﺮاﺣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ. ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ذات أهﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ وﺟﻮد واﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ ﺧ ﺎرج ﻧﻄ ﺎق ﺳ ﻴﻄﺮة ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري( ﺗ ﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻊ ﺑﺎﺧﺘﺼ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ).ﺗﻌﻄ ﻲ ﻣﺮاآ ﺰ اﻟﻘ ﻮة ه ﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻓ ﺮض ﺿﻐﻮﻃﺎت أو ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻓﻼ ﻋﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺮاآﺰ اﻟﻘﻮة هﺬﻩ ﻣﻦ اﻷهﺪاف اﻷوﻟﻰ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري . اﺳﺘﻬﺪاف ﻗﻮة اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮر ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﻌﺪوا ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻣﺼ ﺎدر ﻗ ﻮة اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄ ﻮر اﻟﻨﻀ ﺎل إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻼ ﻓﻲ وراء اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻷوﻟﻴ ﺔ وﻳﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺮاﺣ ﻞ ﻣﺘﻘﺪﻣ ﺔ ذات ﻃﻤﻮﺣ ﺎت أآﺒ ﺮ ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن اﻟﻬ ﺪف ﻣﺘﻤ ﺜ ً اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮي ﻟﺨﻠﻖ وﺿﻊ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻳﻌﻤ ﻞ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن ﻋﻠ ﻰ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ اﻟﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﻄﻤ ﻮح ﻟﻘﻄ ﻊ ﻣﺼ ﺎدر ﻗ ﻮة ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻘﻮة ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﻬﺪف زﻳﺎدة اﻟﺸﻠﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. هﻨﺎك ﺿﺮورة ﻷﺧﺬ اﻟﺤﻴﻄﺔ واﻟﺤﺬر ﻋﻨﺪ ﺗﺨﻄﻴﻂ آﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻐﺮض إﺿﻌﺎف اﻟﺪﻋﻢ اﻟ ﺬي ﻗﺪﻣ ﻪ اﻟﻨﺎس واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري .هﻞ ﺳ ُﻴﻀﻌﻒ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم دﻋﻢ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ ،وهﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻜﻮارث اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﻬﻢ ﺟﺪﻳﺪ؟ وﻳﺠﺐ ﺣﺚ أﻧﺼﺎر اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ" ﻣﺤﺎﻳﺪﻳﻦ "ﻓ ﻲ ﻧﺸ ﺎﻃﺎﺗﻬﻢ أو ﻳﻔﻀﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻧﺼﺎر ﻓﻌﺎﻟﻴﻦ ﻟﻠﺤﺮآﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ . ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﺧﻼل ﺗﺨﻄﻴﻂ وﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﻋﻠ ﻰ أﻧﺼ ﺎر وﻣﺴ ﺎﻋﺪي اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ، ه ﺬا ﻳﺸ ﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ وﺣ ﺰﺑﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ واﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﺒﻴﺮوﻗ ﺮاﻃﻴﻴﻦ وﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺮآﻴ ﺰ ﺧﺎﺻ ًﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻴﺶ . ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺟﻴﺪ ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻮاﻻة اﻟﺠﻴﺶ( اﻟﺠﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط )ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻓﻴﻤﺎ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ .هﻞ هﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط اﻟ ﺬﻳﻦ ه ﻢ ﻣﺠﻨ ﺪﻳﻦ ﻏﻴ ﺮ راﺿﻴﻦ وﺧﺎﺋﻔﻴﻦ؟ هﻞ هﻨ ﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﻹﺑﻌ ﺎد اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻨ ﻮد واﻟﻀ ﺒﺎط ﻋ ﻦ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻷﺳ ﺒﺎب ﺷﺨﺼ ﻴﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ أو ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ؟ ﻣﺎ هﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺠﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط ﻋﺮﺿﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻮل دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ؟ ﻳﺠﺐ وﺿﻊ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻤﺒﻜ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﺘﺤ ﺮري ﻟﻠﺘﻮاﺻ ﻞ ﻣ ﻊ ﺟﻨ ﻮد وﻣ ﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﺮﻣﻮز واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻋ ﻼم اﻟﺠﻨ ﻮد أن اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﺤﺮري ﺳﻴﻜﻮن ﺷﺪﻳﺪ وﻣﺼﻴﺮي ودءوب .ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﻮد أن ﻳﻌﺮﻓﻮا أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻠﻨﻀﺎل ﻣﻮاﺻ ﻔﺎت ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺣﻴ ﺎة اﻟﺠﻨ ﻮد .ﻳﻜ ﻮن اﻟﻬ ﺪف اﻷﺳ ﻤﻰ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺠﻬ ﻮد ه ﻮ ﺗﻘ ﻮﻳﺾ 50
اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮد وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ وﻻﺋﻬﻢ وﻃ ﺎﻋﺘﻬﻢ ﻟﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ .ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻮﺟﻴ ﻪ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت أﺧﺮى ﻻﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺸﺮﻃﺔ وﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻻ ﻳﺠﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻃﻒ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺤﺚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺼ ﻴﺎن ﺑ ﻴﻦ ﻗ ﻮات اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻋﻤ ﻞ ﻋﺴ ﻜﺮي ،ﻷن ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ ﻻ ﻳﺮﺳ ﺦ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻷن اﻻﻧﻘ ﻼب ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻻ ﻳﻌ ﺎﻟﺞ ﻋﻼﻗ ﺎت اﻟﻘ ﻮى ﺑ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻌﺐ واﻟﺤﻜﺎم .ﻟﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺮورة ﺗﺨﻄ ﻴﻂ آﻴﻔﻴ ﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ إﻗﻨ ﺎع اﻟﻀ ﺒﺎط اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌ ﺎﻃﻔﻴﻦ أﻧ ﻪ ﻻ ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي أو ﺣﺮب ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ . ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻀ ﺒﺎط اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌ ﺎﻃﻔﻴﻦ أن ﻳﻠﻌﺒ ﻮا دورًا ﺣﻴﻮﻳ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻣﺜ ﻞ ﻧﺸ ﺮ ﺳ ﺤﺐ اﻟ ﻮﻻء واﻟﻼﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻗﻮات اﻟﺠﻴﺶ ،وﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﺪم اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻤﺪة وﺗﺠﺎهﻞ اﻷواﻣﺮ ودﻋﻢ رﻓﺾ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن أﻳﻀًﺎ أن ﺗﻘﺪﻳﻢ أﺷﻜﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻼﻋﻨﻔﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮآﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗ ﻮﻓﻴﺮ ﻣﻤ ﺮ ﺁﻣﻦ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﻃﻌﺎم وﺗﺰوﻳﺪات ﻃﺒﻴﺔ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ. ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﻴﺶ أﺣﺪ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻘﻮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺴﺘﻐﻞ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻤﻨﻀﺒﻄﺔ
وأﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻮم وﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺎﺻﻲ .ﻋﻠﻰ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﺘﺤﺪي أن ﻳﺘﺬآﺮوا أن ﺳﻴﻜﻮن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﺐ أو ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﺒﻴﺮوﻗ ﺮاﻃﻴﻴﻦ واﻟﻘ ﻮات اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﺗﻘ ﺪم اﻟ ﺪﻋﻢ اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ﻟﻠﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﺗﻄﻴ ﻊ أواﻣﺮه ﺎ .ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻴﻦ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ إﻋﻄ ﺎء اﻹﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺗﺤﻮﻳﻞ وﻻء ﻗﻮات اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ أوﻟﻮﻳﺔ ﻗﺼﻮى. ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﺘﺬآﺮ أن ﺳﺤﺐ اﻟﻮﻻء واﻟﻌﺼﻴﺎن ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﻠ ﻰ أﻋﻀﺎء هﺬﻩ اﻟﻘﻮات ،ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺠﻨﻮد واﻟﺸ ﺮﻃﺔ ﻋﻘﺎﺑ ًﺎ ﻗﺎﺳ ﻴًﺎ إذا ﻗ ﺎﻣﻮا ﺑ ﺄي ﻋﻤ ﻞ ﻳﻌﺼ ﻮن ﻓﻴ ﻪ اﻷواﻣ ﺮ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻬﻢ واﻟﺘﻤﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط أن ﻳﺘﻤﺮدوا ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ إن ﺗﻮﻓﺮ اﻻﺗﺼﺎل ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻮﺿﺢ أن هﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻷﻣﻴﻨﺔ ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﻣﻦ" اﻟﻌﺼ ﻴﺎن وﺑﺪ ً ﻼ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﺠ ﻴﺶ أن ﻳﻨﻔ ﺬوا اﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻘﻤ ﻊ اﻟﺨﻔﻲ "اﻟﺬي ﻳﻤﻜ ﻨﻬﻢ ﻣﻤﺎرﺳ ﺘﻪ ،ﻣ ﺜ ً وﻟﻜ ﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻌﺎﻟ ﺔ ،أو اﻟﻔﺸ ﻞ ﻓ ﻲ إﻳﺠ ﺎد أﺷ ﺨﺎص ﻣﻄﻠ ﻮﺑﻴﻦ أو ﺗﺤ ﺬﻳﺮ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ ﻋ ﻦ اﻟﻘﻤ ﻊ واﻻﻋﺘﻘ ﺎﻻت واﻹﺑﻌﺎد اﻟﻤﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ واﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت هﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺿﺒﺎﻃﻬﻢ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﻢ .اﻟﻀﺒﺎط اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺤﺒﻮن وﻻﺋﻬﻢ ﺑﺪورهﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﺠﺎهﻞ ﺗﻤﺮﻳ ﺮ أواﻣ ﺮ اﻟﻘﻤ ﻊ وﻓ ﻖ ﺗﺴﻠﺴ ﻞ اﻷواﻣ ﺮ .ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﻨ ﻮد إﻃ ﻼق اﻟﻨ ﺎر ﻓ ﻮق رؤوس اﻟﻤﺘﻈﺎهﺮﻳﻦ ،وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﺿﺎﻋﺔ ﻣﻠﻔﺎت وﺗﻌﻠﻴﻤﺎت وأن ﻳﻌﻤﻠﻮا ﺑﺪون ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ أو ﻳﺘﻤﺎرﺿﻮا ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻘﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻔﻮا. ﺗﺤﻮﻻت ﻓﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻳﻘﻮم إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻌﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وإﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺨﺎﺻﺔ ،هﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل أن ﻻ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﻨﻀﺎل وﻓﻖ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ إﻋﺪاد اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ . ﻣﺎ اﻟﺬي ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ ﻟﺰﻳﺎدة ﻗﺪرة اﻟﺤﺮآﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدرة؟ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺮوري ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﻋﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ورﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎت اﻟﻨﻀ ﺎل إﻟ ﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻜﺎن وﺣﺸ ﺪ ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة إﺿﺎﻓﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺴﺎرات ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻌﻤﻞ .وﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻮرًا. 51
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،آﻴﻒ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ واﻟﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ إﺣ ﺪاث ﺷ ﻠﻞ ﻟﻠﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ إذا آﺎن ﺳﻴﺮ اﻟﻨﻀﺎل أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ وﺗﺒﺪأ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻻﻧﻬﻴﺎر ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ؟ ﺳﻨﻘﻮم ﺑﺎﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم.
52
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻳﻌﺰز اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﺘﺮاآﻢ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﻤﻼت ﺗﺤﺪي ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﺎﺟﺢ ﻣﻨﻔﺬ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴﺪة اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﻳﻨﺸ ﺊ وﻳﻮﺳ ﻊ ﻣﺠ ﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪود ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ .ﺗﻮﻓﺮ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻤ ﻼت أﻳﻀ ًﺎ ﺧﺒ ﺮة هﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ آﻴﻔﻴ ﺔ رﻓﺾ اﻟﺘﻌﺎون وآﻴﻔﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .وﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮة ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻴﻦ وﻗﺖ اﻟﻼﺗﻌﺎون واﻟﺘﺤﺪي ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﻤﺎهﻴﺮي. وآﻤﺎ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﺘﻌﺎون واﻻﺳﺘﺴﻼم أﻣﻮر ﺣﻴﻮﻳﺔ إذا أراد اﻟﺤﻜﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن أن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا أﻗﻮﻳﺎء ،ﻓﺒﺪون اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﻗ ﻮة اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺗﻨﻬ ﺎر .إن ﺳ ﺤﺐ اﻟﺪﻋﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ هﻮ أهﻢ ﻋﻤﻞ ﻣﻄﻠﻮب ﻟﺘﻔﻜﻴﻚ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .وﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ دراﺳﺔ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼ ﺎدر اﻟﻘ ﻮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ واﻟﺘﺤﺪي ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮض ﺳ ﻠﻄﺔ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴ ﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻤﺪ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻮﺗﻪ وﺳﻠﻄﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ .ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺾ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻬﺪد وﺟ ﻮد اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺧﻄﻴ ﺮ، وﻳﻠﺰم ﺳﺤﺐ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ اﻷﺧﺮى . ﻳﺘﻤﺜ ﻞ ﻣﺼ ﺪر اﻟﻘ ﻮة اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ ،أي ﻋ ﺪد وأهﻤﻴ ﺔ اﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻄﻴ ﻊ وﺗﺘﻌﺎون ﻣﻊ أو ﺗﺴﺎﻧﺪ اﻟﺤﻜﺎم .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻔ ﺬ اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻗﻄﺎﻋ ﺎت آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻜﺎن ﻓ ﺈن ه ﺬا ﻳﺸ ﻜﻞ ﺧﻄ ﺮًا ﻼ إذا ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺘﻬﻢ اﻟﻤﻌﺘﺎدة أو ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻘﻮا ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ آﺒﻴﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ ،ﻓﻤﺜ ً ﻓﺈن هﺬا ﻳﺆﺛﺮ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰة اﻹدارﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ.
أﻳﻀًﺎ إذا آﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤ ﺎرس اﻟﻼﺗﻌ ﺎون أﺷ ﺨﺎص ﻗ ﺎﻣﻮا ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ﺑﺘﺰوﻳ ﺪ ﺧﺒ ﺮات وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻳﺮون أن ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻨﻔﻴ ﺬ ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪون ﻗ ﺪ ﺿ ﻌﻔﺖ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ ،وﺣﺘﻰ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﻘﻞ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ.
ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺴﻜﺎن أآﺜﺮ ﻣﻴﻼ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺼﻴﺎن و اﻟﻼﺗﻌﺎون إذا ﺿﻌﻔﺖ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ( اﻟﻤﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ )اﻟﺘﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺤﻜﺎم أو ﺗﻐﻴﺮت. ﻳﺆﺛﺮ ﺣﺼﻮل اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻣﺎدﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻬﻢ ،وﻋﻨﺪ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻷﻣﻼك واﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻤﻮاﺻﻼت ووﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎﻻت ﻳﺼ ﺒﺢ ﻣﺼﺪر آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻗﻮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺰوال ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻹﺿﺮاب واﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ وزﻳﺎدة اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم واﻟﻤﻮاﺻﻼت ﺗﻀﻌﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ . وآﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،ﻓﺈن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪ وﺗﻨﻔﻴ ﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت ﺿ ﺪ أﺟ ﺰاء ﻣﻬﺘﺎﺟ ﺔ وﻋﺎﺻ ﻴﺔ وﻏﻴ ﺮ ﻣﺘﻌﺎوﻧ ﺔ ه ﻮ اﻟﻤﺼ ﺪر اﻟﻤﺮآ ﺰي ﻟﻘ ﻮة اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ،ﻳﻤﻜ ﻦ إﺿ ﻌﺎف ﻣﺼ ﺪر اﻟﻘ ﻮة ه ﺬا ﺑﻄ ﺮﻳﻘﺘﻴﻦ : اﻷوﻟﻰ ،ﺗﺘﻘﻠﺺ ﻓﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت اﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮة ﺑﺸ ﻜﻞ آﺒﻴ ﺮ إذا آ ﺎن اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻣﺴ ﺘﻌﺪون آﻤ ﺎ ه ﻮ اﻟﺤ ﺎل ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮب ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺧﻄﻴﺮة آﺜﻤﻦ ﻟﻠﺘﺤ ﺪي( أي أن اﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟ ﺬي ﻳﻤﺎرﺳ ﻪ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻻ ﻳﻀ ﻤﻦ اﻟﻄﺎﻋ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ) ،اﻟﺜﺎﻧﻲ :إذا ﻗﺎﻣ ﺖ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﻘ ﻮات اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﺑﺴ ﺤﺐ وﻻﺋﻬ ﺎ ،ﺳ ﻮاء آ ﺎن ﺳ ﺤﺐ ه ﺬا اﻟ ﻮﻻء ﻓﺮدﻳ ًﺎ أو
53
ﺟﻤﺎﻋﻴﺎً ،أو ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺘﺠﻨﺐ أو رﻓﺾ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻷواﻣﺮ اﻻﻋﺘﻘﺎل أو اﻟﻀﺮب أو إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘ ﺎوﻣﻴﻦ ،وإذا أﺻ ﺒﺢ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻏﻴ ﺮ ﻗ ﺎدرﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﻘ ﻮات اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴ ﺬ اﻟﻘﻤ ﻊ ﺗﺘﻬ ﺪد اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ . ﺑﺎﺧﺘﺼ ﺎر ،ﻳﺘﻄﻠ ﺐ ﻧﺠ ﺎح اﻟﻌﻤ ﻞ ﺿ ﺪ دآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣﺘﺠ ﺬرة ﺗﻘﻠ ﻴﺺ أو إزاﻟ ﺔ ﻣﺼ ﺎدر ﻗ ﻮة اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻼﺗﻌﺎون واﻟﺘﺤﺪي .ﻓﺒﺪون اﻟﺘﺰود اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻘﻮة ﺗﻀﻌﻒ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺗﻨﻬ ﺎر ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﻤﺎهﺮ ﻟﻠﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺿﺪ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻳﺘﻄﻠ ﺐ اﺳ ﺘﻬﺪاف أه ﻢ ﻣﺼ ﺎدر ﻗﻮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ. ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻳﺰداد ﻧﻤﻮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ" ﻓﻀﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ " ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺗﺘﻘﻠﺺ ﺳﻴﻄﺮة اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ أﺛﻨ ﺎء ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة . وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ أﻗﻮى ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧ ﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،ﻳﻨﺸ ﻐﻞ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺧﺎرج ﻧﻄﺎق ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ،وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻟﻮﻗﻒ" ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺔ "وﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ" ﺑﺠﺒﻬﺔ "أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل. ﻳﻘﻮد هﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت إﻟﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ اﻧﻬﻴ ﺎر اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ وﻣ ﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ أﻣ ٌﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﻨﺒﻪ ﻷن ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت آﻠﻴًﺎ. ﺑﻮﻟﻨ ﺪا ﻋ ﺎم 1970و 1980ه ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﻣﺜ ﺎل ﻋﻠ ﻰ أﻋﻤ ﺎل اﺳ ﺘﻌﺎدة اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ ،ﻟﻘ ﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﻟﻨﺪا ﻟﻼﺿﻄﻬﺎد ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ أﺑ ﺪًا ﺗﺤ ﺖ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ،وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم 1976ﺷﻜﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ واﻟﻌﻤﺎل ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺜﻞ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺎل وذﻟ ﻚ ﻟﺘﻄ ﻮﻳﺮ أﻓﻜ ﺎرهﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ . ﺛﻢ أﺛﺒﺘﺖ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ إﺿ ﺮاﺑﺎت ﻓﻌﺎﻟ ﺔ وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺮﺿ ﺖ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻬ ﺎ ﻋ ﺎم 1980.وﺷ ﻜﻞ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ واﻟﻄﻼب وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى آﺜﻴﺮة ﻣﻨﻈﻤﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ أدرك اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻴﻮن أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت ﻗ ﺪ ﻏﻴﺮت واﻗﻊ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺤﻈﺮ ﺣﺮآﺔ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ وﻋﺎد اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮن إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي . واﺳﺘﻤﺮت ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻮﻟﻨ ﺪا ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮض اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي وﺗﻨﻔﻴ ﺬ اﻻﻋﺘﻘ ﺎﻻت وﻓﺮض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ،واﺳﺘﻤﺮت ﻋﺸﺮات اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺪور وﻗﺎﻣ ﺖ دور اﻟﻨﺸ ﺮ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ﺑﻨﺸ ﺮ ﻣﺌ ﺎت اﻟﻜﺘ ﺐ ﺳ ﻨﻮﻳﺎً ،وﻗ ﺎم اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﺸ ﻬﻮرﻳﻦ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌ ﺔ اﻟﻤﻨﺸ ﻮرات اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻴﺔ ودور اﻟﻨﺸ ﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،واﺳﺘﻤﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. آﺎﻧﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ ﻳﺮوزﻟﺴﻜﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺗﻮﺻ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮاﺣ ﻞ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ اﺣﺘﻞ اﻟﻤﻮﻇﻔﻮن اﻟﺮﺳﻤﻴﻮن ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وأﺑﻨﻴﺘﻬﺎ وآﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎآﻢ أن ﻳﻀﺮب ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت واﻻﻋﺘﻘﺎﻻت واﻟﺴﺠﻦ وﻣﺼﺎدرة اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت وﻣ ﺎ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ . وﻟﻜﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠ ﻖ أﺻ ﺒﺢ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺤ ﺎآﻢ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ وﻗﺖ. هﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻹﻧﺸﺎء" ﺣﻜﻮﻣﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻮازﻳﺔ "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاآﺰ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘ ﻮم ه ﺬﻩ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻤﻮازﻳ ﺔ ﺑﻤﻬﺎﻣﻬ ﺎ وﺗﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻮاﻻة واﻟﺘ ﺰام وﺗﻌ ﺎون اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ و ﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ، 54
وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻳﺤ ﺮم اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻣﻴ ﺰات اﻟﺤﻜ ﻢ ،وﺗﺤ ﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﻤﻮازﻳ ﺔ ﻣﺤ ﻞ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺑﺸﻜﻞ آﺎﻣﻞ ﻣﻨﻔﺬ ًة ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻴﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻨﻲ دﺳﺘﻮر وﻋﻤﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت آﺠﺰء ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل. ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻳﺘﻢ ﺗﺼ ﻌﻴﺪ ﺣﺮآ ﺔ اﻟﺘﺤ ﺪي و اﻟﻼﺗﻌ ﺎون ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺤ ﻮل اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎﺗﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﺟﺎرﻳ ًﺎ ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻋﻠ ﻰ إﺳ ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻲ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺄﺗﻲ وﻗ ﺖ ﺗﺠﺘ ﺎز ﻓﻴ ﻪ اﻟﻘ ﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة وﺗﻄﻠﻖ ﺗﺤﺪﻳًﺎ ﺟﻤﺎهﻴﺮﻳًﺎ .ﺗﺤﺘﺎج ﻣﺴ ﺄﻟﺔ إﻧﺸ ﺎء وﺑﻨ ﺎء وﺗﻮﺳ ﻴﻊ ﻗ ﺪرة اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻗ ﺖ ،وﻳﺤﺘ ﺎج ﺗﻄ ﻮﻳﺮ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺠﻤ ﺎهﻴﺮي إﻟ ﻰ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﻮات ﻗﺒ ﻞ ﺣﺪوﺛ ﻪ .ﻟ ﺬﻟﻚ ﻳﺠ ﺐ إﻃ ﻼق ﺣﻤ ﻼت ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة ذات اﻷهﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬ ﺎ أﺟ ﺰاء آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ ﻗﻄﺎﻋ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺗﺼﺒﺢ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أآﺜﺮ وﺿﻮﺣًﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻮﻓﺮ ﺗﺤﺪي ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻨﻀﺒﻂ وﻣﺴﺘﻤﺮ ﻳﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت . ﻳﺠﻠﺐ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻘﻮي اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺟﻨﺒًﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ اﻧﺘﺒﻬًﺎ دوﻟﻴﺎ واﺳﻌﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ،وﻳﻨﺘﺞ أﻳﻀًﺎ اﺳﺘﻨﻜﺎرًا دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴًﺎ دوﻟﻴًﺎ وﻣﻘﺎﻃﻌﺎت وﺣﺼﺎر دﻋﻤًﺎ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ( آﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻮﻟﻨﺪا ). ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن أن ﻳﺪرآﻮا أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﺟﺎء اﻧﻬﻴﺎر اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘ ﺔ آﻤ ﺎ ﺣ ﺪث ﻓ ﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴ ﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺎم 1989ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻄﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘ ﻮة ﺑﺸ ﻜﻞ آﺒﻴ ﺮ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﺛ ﻮرة ﻋﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺿ ﺪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺒﻘﻰ هﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻧﺎدر اﻟﺤﺪوث وﻳﻔﻀﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻨﻀﺎل ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ( ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻨﻀﺎل ﻗﺼﻴﺮ). ﻳﺠﺐ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎرات ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﺤ ﺮري ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﻤﺤ ﺪودة ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﺠ ﺐ اﻻﻋﺘ ﺮاف ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻘﻘﻮن اﻟﻨﺼﺮ .ﻓﺎﻻﺣﺘﻔ ﺎﻻت ﻣ ﻊ أﺧ ﺬ اﻟﺤﻴﻄ ﺔ واﻟﺤ ﺬر ﺗﺴ ﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮوح اﻟﻤﻌﻨﻮﻳ ﺔ اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻟﻤﺮاﺣﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل. ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻄﻲ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻹﻋﺪاد ﻣﻘﺪﻣًﺎ ﻟﻄﺮق اﺧﺘﺘﺎم اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻨﺎﺟﺢ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ واﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﻣﻨ ﻊ ﻇﻬﻮر دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻟﻀﻤﺎن اﻹﻧﺸﺎء اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻨﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻗﻮي. ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن أن ﻳﻌﺪوا ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻨﻀﺎل .ﻳﻔﻀ ﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ إﻧﺸﺎء ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻮﺟ ﻮﻩ ﺟﺪﻳ ﺪة .ﻳﺠ ﺐ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ أﺟ ﺰاء هﻴﻜﻠﻴ ﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ إزاﻟﺘﻬﺎ آﻠﻴًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺿﺪ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ( ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ )وﻣﻌﺮﻓﺔ أﺟﺰاء اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑﻬ ﺎ وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻷن وﺟ ﻮد ﻓﺮاغ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻳﺘﻴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻈﻬﻮر ﻓﻮﺿﻰ أو دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة. ﻳﺠﺐ أﻳﻀًﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﻣﻘﺪﻣًﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ ذوي اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﻟﻠﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ ﻗﻮﺗﻬ ﺎ، ﻼ هﻞ ﻳﺠﺐ ﻣﺤﺎآﻤﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ؟ هﻞ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻐﺎدرة اﻟﺒﻼد إﻟﻰ اﻷﺑ ﺪ؟ ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﺨﻴ ﺎرات اﻷﺧ ﺮى ﻣﺜ ً 55
اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ وﺑﻨﺎء اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺼﺮ؟ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﺠﻨﺐ ﺣﻤﺎﻣﺎت اﻟﺪم ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻳﺠ ﺐ أن ﺗﻜ ﻮن ﻟ ﺪﻳﻨﺎ ﺧﻄ ﻂ واﺿ ﺤﺔ ﻟﻠﺘﺤ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺨﻄ ﻂ ﺟ ﺎهﺰة ﻟﻠﺘﻄﺒﻴ ﻖ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻀﻌﻒ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أو ﺗﻨﻬﺎر ،ﻷن هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻂ ﺗﻤﻨ ﻊ ﻇﻬ ﻮر ﺟﻤﺎﻋ ﺔ أﺧ ﺮى ﺗﻘ ﻮم ﺑﻤﺼ ﺎدرة ﻗ ﻮة اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺧﻄﻂ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ دﺳ ﺘﻮرﻳﺔ ﺗﻤ ﻨﺢ ﺣﺮﻳ ﺎت ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ وﻓﺮدﻳ ﺔ آﺎﻣﻠﺔ إﻧﺸﺎء ،إن اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت ﺑﺎهﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ. ﺗﻔﻘ ﺪ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ اﻟﺴ ﻴﻄﺮة ﻋﻨ ﺪ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﻣ ﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻣﻌ ﺰزﻳﻦ ﺑﺎﺳ ﺘﻤﺮار وﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﻧﻤ ﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺎت وﻣﺆﺳﺴ ﺎت دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻳﺠ ﺪ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ أن أﻧﻈﻤ ﺘﻬﻢ ﺳ ﺘﻨﻬﺎر ﺣﻴ ﺚ ﻳﻌﻤ ﻞ اﻹﻏ ﻼق ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ وﻣﺴﻴﺮات ﺗﺤﺪي واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻷﺧﺮى ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺾ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ . وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ ﺿﻌﻔﺎء ﺑﻼ ﻗﻮة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺤﺪي و اﻟﻼﺗﻌﺎون وﻣﺸﺎرآﺔ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻨﺘﺼﺮ اﻟﻤﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ دون ﻋﻨﻒ وﺗﺘﻔﻜﻚ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ أﻣﺎم أﻋﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﺘﺤﺪي. ﻼ وﺳ ﺮﻳﻌﺎً ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﺘ ﺬآﺮ أن اﻟﺤ ﺮوب اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﺠﺎح آﻞ ﻣﺠﻬﻮد ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺤ ﺎوﻻت ﺳ ﻬ ً اﻟﻨﺼﺮ وﻓﻴﻬﺎ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻮﻓﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﺮ .وآﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ زﻳﺎدة ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﻮﻳﺮ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺨﻄﻴﻂ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺣﺬر ،وﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﺎد واﻟﻨﻀﺎل اﻟﺸﺠﺎع اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ .
56
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ أﺳﺲ ﺛﺒﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻔﻜﻚ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺳﺒﺒًﺎ ﻻﺣﺘﻔﺎل ﻋﻈﻴﻢ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﺮح وﻟﻼﺳﺘﺮﺧﺎء وﻟﻠﻌﺮﻓﺎن ﻟﻠﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻮا ﻟﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ودﻓﻌﻮا ﺛﻤﻨًﺎ ﺑﺎهﻈًﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻀﺎل ،إﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ وﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺿﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻴﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻟﻴﺲ آﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺿﻞ ﺳ ﻴﻌﻴﺶ ﻟﻴ ﺮى ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺳ ﻴﺬآﺮون ﻣ ﻦ ﻋ ﺎش وﻣ ﻦ ﻣﺎت آﺄﺑﻄﺎل ﺳﺎﻋﺪوا ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة آﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼدهﻢ . وﻟﻜ ﻦ ،ﻟﺴ ﻮء اﻟﺤ ﻆ ،ه ﺬا ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺣ ﺎن اﻟﻮﻗ ﺖ ﻟﺘﻘﻠﻴ ﻞ اﻟﺤ ﺬر ،ﻓﺤﺘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻨﺠ ﺎح ﻓ ﻲ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺗﺨ ﺎذ إﺟ ﺮاءات وﻗﺎﺋﻴ ﺔ ﺣ ﺬرة وذﻟ ﻚ ﻟﻤﻨ ﻊ ﻇﻬ ﻮر ﻧﻈ ﺎم ﻗﻤ ﻊ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺗﻮﻟ ﺪﻩ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻔﻮﺿ ﻰ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻠ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻧﻈ ﺎم اﻟﻘﻤ ﻊ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ .ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺎدة اﻟﻘ ﻮى اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺪﻋﻢ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻣﺴﺒﻖ ﻟﻠﺘﺤﻮل اﻟﻤﻨﻈﻢ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ .ﺛﻢ ﻳﺠ ﺐ ﺗﻔﻜﻴ ﻚ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴ ﺔ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳ ﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﻨﺎء اﻷﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ. ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺘﻘﺪ أﺣﺪ أن ﻣﺠﺘﻤﻌًﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴًﺎ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻓﻮر ﺳﻘﻮط ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ،ﻓﺴﻘﻮط اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ه ﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪء اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﻇﺮوف ﺣﺮﻳﺔ أﻓﻀ ﻞ ﺗﺘ ﻴﺢ اﻟﻤﺠ ﺎل ﻟﺒ ﺬل ﺟﻬ ﻮد ﻃﻮﻳﻠ ﺔ اﻷﻣ ﺪ ﻟﺘﻄ ﻮﻳﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ وﺗﻠﺒﻴ ﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ .ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺨﻄﻴﺮة ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﺎون اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﻟﻬﺎ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ أن ﻳﻮﻓﺮ ﻓﺮص أﻣﺎم اﻟﻨﺎس رﻏﻢ اﺧﺘﻼف ﺁراﺋﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻤﻠﻮا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﺧﻄﺮ ﻧﺸﻮء دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻼ "...ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ اﻻﺳﺘﺒﺪادي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﺘﺤ ﻮل إﻟ ﻰ ﺣﻜ ﻢ اﺳ ﺘﺒﺪادي ..."14 ﻟﻘﺪ ﺣﺬرﻧﺎ أرﺳﻄﻮ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻗﺎﺋ ً واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻨﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﻴﻌﺎﻗﺒﺔ وﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﺒﻠﺸﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ وﺁﻳﺔ اﷲ ﻓﻲ إﻳﺮان وﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﺣﻴﺚ ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت ﻓ ﻲ ﺳﻘﻮط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻤﻌﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮا هﻢ اﻷﺳﻴﺎد اﻟﺠﺪد .وﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ دواﻓﻊ هﺆﻻء اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت وﻟﻜ ﻦ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣ ﺎ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ ﻣﺘﺸ ﺎﺑﻬﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺼ ﺒﺢ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﺠﺪﻳ ﺪ أﺷ ﺪ ﺑﻄﺸ ًﺎ وﺗﺤﻜﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري اﻟﻘﺪﻳﻢ . ﻳﺤﺎول ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻧﻬﻴﺎر ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري أن ﻳﻘﻄﻌ ﻮا اﻟﻄﺮﻳ ﻖ أﻣ ﺎم ﻧﻀ ﺎل اﻟﺘﺤﺪي ﻧﺤﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻦ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﻟﻼﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸ ﻌﺒﻴﺔ .وﻗ ﺪ ﻳﺪﻋﻲ ه ﺆﻻء اﻷﻋﻀ ﺎء ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻳﻄ ﺮدون ﻧﻈ ﺎم اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري وﻟﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﺗﺠ ﺪهﻢ ﻳﺴ ﻌﻮن ﻟﻔ ﺮض ﻧﻤ ﻮذج ﻣﻄﻮر ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻘﺪﻳﻢ.
Aristotle, The Politics, Book V, Chapter 12, p. 233.
57
14
ﻣﻨﻊ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت هﻨﺎك ﻃﺮق ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ دﺣ ﺮ اﻻﻧﻘﻼﺑ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌ ﺎت ﺣﺪﻳﺜ ﺔ اﻟﺘﺤ ﺮر ،وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﻣﻘ ﺪﻣًﺎ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻘﺪرة اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻟﺮدع اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻧﻘﻼب ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻳﻮﻟﺪ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ .15 ﻲ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺤﻘﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻢ ،ﻓ ﻮرًا ﺑﻌ ﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﻣﻨﻔﺬو اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت إﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﻏﻄﺎ ٍء ﺷﺮﻋ ٍ ﺑ ﺪء اﻻﻧﻘ ﻼب ،وﻳﺘﻤﺜ ﻞ اﻟﻤﺒ ﺪأ اﻷﺳﺎﺳ ﻲ اﻷول ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﺿ ﺪ اﻻﻧﻘﻼﺑ ﺎت هﻨ ﺎ ﻓ ﻲ إﻧﻜ ﺎر اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻣﻨﻔ ﺬي اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت وراء اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺛﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻣﻨﻔﺬو اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﻘﺎدة اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﺄن ﻳﻜﻮﻧﻮا داﻋﻤﻴﻦ أو ﻣﻨﺤﺎزﻳﻦ ﻟﻬ ﻢ أو أن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ .ﺛﻢ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺘﻌﺎون اﻷﺧﺼﺎﺋﻴﻴﻦ واﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ واﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﻴﻦ وﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻷوﺻﻴﺎء واﻟﻘﻀﺎة وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﻻﻧﻘﻼب .ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﺑﺨﻀﻮع اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ وﻣﺆﺳﺴ ﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ واﻻﻗﺘﺼ ﺎد واﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﺠ ﻴﺶ ،وﺗﻨﻔﻴ ﺬ أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ اﻟﻤﻌﺘ ﺎدة ﺣﺴ ﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ أواﻣﺮ وﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﻨﻔﺬي اﻻﻧﻘﻼب. أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺪأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺿﺪ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻨﻔﺬي اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻼﺗﻌﺎون واﻟﺘﺤ ﺪي ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻼزﻣﻴﻦ ﻋﻨﻬﻢ ،أي أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪم ﻧﻔﺲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮري ﺿﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ .وإذا ﻣﻨﻌﺖ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﻟﺘﻌﺎون ﻋ ﻦ اﻻﻧﻘ ﻼب ﻧﺠ ﺪ أﻧ ﻪ ﺳﻴﻤﻮت ﻣﻦ اﻟﺠﻮع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺳﻨﺴﺘﻌﻴﺪ ﻓﺮﺻﺔ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ. آﺘﺎﺑﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ دﺳ ﺘﻮرًا ﻳﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺄﺳ ﻴﺲ إﻃ ﺎر اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ اﻟﻤﺮﻏ ﻮب ﻓﻴ ﻪ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﻀﻊ هﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر أهﺪاف اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻣﺤﺪدات ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ وأﺳﺎﻟﻴﺐ وأوﻗﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس ﻣﻦ اﺟﻞ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﻤ ﻮﻇﻔﻴﻦ اﻟﺤﻜ ﻮﻣﻴﻴﻦ واﻟﻤﺸ ﺮﻋﻴﻦ وﺣﻘ ﻮق اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ وﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ﺔ ﺑﻤﺴ ﺘﻮﻳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻷدﻧﻰ اﻷﺧﺮى. ﻳﺠ ﺐ ﻓﺼ ﻞ اﻟﺴ ﻠﻄﺎت اﻟ ﺜﻼث اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ﺔ واﻟﻘﻀ ﺎﺋﻴﺔ ﻋ ﻦ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺑﺸ ﻜﻞ واﺿ ﺢ ﻟﻜ ﻲ ﺗﺒﻘ ﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ اﻟﻤﺮآﺰﻳﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ،وﻳﺠﺐ ﺗﻘﻴﻴﺪ أﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﻤﺨﺎﺑﺮات واﻟﺠﻴﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي ﻳﻤﻨﻊ أي ﺗﺪﺧﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ. وﻳﻔﻀﻞ أن ﻳﻨﺺ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻋﻠ ﻰ إﻧﺸ ﺎء ﻧﻈ ﺎم ﻓ ﺪراﻟﻲ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد اﻣﺘﻴ ﺎزات هﺎﻣ ﺔ ﺗﻤ ﻨﺢ ﻟﻠﻤﺴ ﺘﻮﻳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ﺔ وﻋﻠ ﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻻﻳﺎت وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ وﻣﻨ ﻊ ﻇﻬ ﻮر ﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم اﻷﻗ ﺎﻟﻴﻢ اﻟﺴﻮﻳﺴ ﺮي اﻟ ﺬي ﻳﻌﻄ ﻲ ﻣﻨ ﺎﻃﻖ ﺻ ﻐﻴﺮة ﺗﻮﺟﻬﺎت دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻓﻤﺜ ً ﻧﺴﺒﻴًﺎ اﻣﺘﻴﺎزات آﺒﻴﺮة ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ آﻜﻞ . وﻋﻨﺪ وﺟﻮد دﺳﺘﻮر آﻬﺬا ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻓ ﻲ ﺣﻘﺒ ﺔ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ﻣ ﻦ ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻠ ﺪ اﻟﻤﺤ ﺮر ﺣ ﺪﻳﺜًﺎ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ إﻋﺎدة اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ إﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ .أﻣﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ ﺪم وﺟ ﻮد دﺳ ﺘﻮر ﻣﺴ ﺒﻖ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﻔﻀﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪﺳﺘﻮر ﻣﺆﻗ ﺖ وإﻻ ﻓﻌﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﻌﻤ ﻞ دﺳ ﺘﻮر ﺟﺪﻳ ﺪ ،اﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻄﻠ ﺐ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻗ ﺖ واﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ، :أﻧﻈﺮ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت ﺿﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻟﻤﺰﻳﺪ Gene Sharp, The Anti-Coup (Boston, MA: The Albert Einstein Institution, 2003). 15
58
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ أﻧ ﻪ ﻳﻔﻀ ﻞ ﻣﺸ ﺎرآﺔ اﻟﺠﻤ ﺎهﻴﺮ ﻋﻨ ﺪ ﻋﻤ ﻞ اﻟﺪﺳ ﺘﻮر ،وﻋﻨ ﺪ ﺗﺼ ﺪﻳﻖ أو ﺗﻌ ﺪﻳﻞ أي ﻧ ﺺ ﻣ ﻦ اﻟﺪﺳ ﺘﻮر ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ ﺿﺮورﻳﺔ .واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬآﺮ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺗﺨﺎذ اﻟﺤﻴﻄﺔ ﻟﻜﻲ ﻧﺘﺠﻨ ﺐ وﺿ ﻊ وﻋ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟﺪﺳ ﺘﻮر ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ أو وﺿﻊ أﺣﻜﺎم ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺮآﺰﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ أن آﻼ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻳﺴﻬﻼ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣ ﺎم ﻧﺸﻮء ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري . ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻐﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﻌﺐ ،ﻓﻼ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻣﻌﻘﺪًا أو ﻏﺎﻣﻀًﺎ ﻟﺪرﺟﺔ أن اﻟﻤﺤﺎﻣﻮن أو اﻟﻨﺨﺐ اﻷﺧﺮى ﻓﻘﻂ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻤﻪ
.
ﺳﻴﺎﺳﺔ دﻓﺎع دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺤﺮرة ﺗﻬﺪﻳﺪات أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻗ ﺪرات دﻓﺎﻋﻴ ﺔ ،وﻗ ﺪ ﺗﻮاﺟ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺗﻬﺪﻳ ﺪًا ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎوﻻت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،16ﻓﻌﻨﺪ وﺿﻊ ﻗﺪرات اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﺸ ﻌﺐ ،ﺗﺼ ﺒﺢ اﻟ ﺪول ﺣﺪﻳﺜ ﺔ اﻟﺘﺤ ﺮر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﺎء ﻗﺪرات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ آﺒﻴ ﺮة ﺗﻬ ﺪد اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ أو ﺗﺘﻄﻠ ﺐ ﺗﺴ ﺨﻴﺮ ﻣﺼ ﺎدر اﻗﺘﺼ ﺎدﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻠﺰم ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف أﺧﺮى . ي ﺟﺪﻳﺪ، ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺬآﺮ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺳﺘﻘﻮم ﺑﺘﺠﺎهﻞ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﺸﺎء ﻧﻈﺎم ﺣﻜ ٍﻢ دآﺘﺎﺗﻮر ٍ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن هﻨﺎك دورًا داﺋﻤًﺎ ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻼﺗﻌﺎون ﺿﺪ أي ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دآﺘﺎﺗﻮري ﻳﻨﺸﺄ وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ واﻟﺤﻘﻮق واﻹﺟﺮاءات اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻘﺔ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺛﻤﺎر اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف وإزاﻟﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﻴﻦ وإﻧﻤﺎ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﺿﻄﻬﺎد هﺆﻻء اﻟﺤﻜﺎم ،ﺣﻴﺚ ٌﻳ َﻤ ِﻜﻦ هﺬا اﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮت ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﺣﺠ ﺎرة ﺷ ﻄﺮﻧﺞ أو ﺿ ﺤﺎﻳﺎ ﻣ ﻦ ﺗ ﺬﻟﻴﻞ اﻟﻘ ﻮة ﺑﺸ ﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ،ﻣﻌﺘﻤ ﺪﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻬ ﻮدهﻢ ،ﻋﻠ ﻰ ﺣﺮﻳ ﺔ أآﺒ ﺮ وﻋﺪاﻟ ﺔ أﻋﻈ ﻢ ،وﺗ ﻨﻌﻜﺲ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ ﺗﺠﺮﺑ ﺔ اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ اﻟﻬﺎﻣ ﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺎ ﻋﻠ ﻰ زﻳ ﺎدة ﺛﻘ ﺔ اﻟﺸ ﻌﻮب ﺑﻨﻔﺴ ﻬﺎ وزﻳ ﺎدة اﺣﺘﺮاﻣﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ. أﺣﺪ أهﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﻔﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤ ﺪى اﻟﺒﻌﻴ ﺪ ﻻﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﺎء ﺣﻜﻮﻣ ﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﻗ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﺤﺎﻟﻴ ﺔ واﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﺸ ﻤﻞ ﻓﺴ ﺎد اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ أو ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ اﻟﻘﻤﻊ ﺿﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﺪاﻟﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ووﺿﻊ ﻗﻴﻮد ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺎواة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ .وﺗﺼ ﺒﺢ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﺪﻳﻬﺎ ﺧﺒ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ أﻗ ﻞ ﻋﺮﺿ ﺔ ﻷﻧﻈﻤ ﺔ ﺣﻜ ﻢ دآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .
16
See gene Sharp, Civilian-Based defense: A Post-Military Weapons System (Princeton, New Jersey: Princeton University Press, 1990).
59
إن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ ﺗﻮﻓﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﺮر ﻃﺮﻗ ًﺎ ﻟﻠ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ ﺔ واﻟﺤﺮﻳ ﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴ ﺔ وﺣﻘ ﻮق اﻷﻗﻠﻴ ﺎت واﻣﺘﻴ ﺎزات اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴ ﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴ ﺎت اﻷهﻠﻴ ﺔ ،وﺗﻤﻜ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻄ ﺮق أﻳﻀ ًﺎ اﻷﻓ ﺮاد واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ هﺎﻣ ﺔ ﺑﻄ ﺮق ﺳ ﻠﻤﻴﺔ دون اﻟﻠﺠ ﻮء إﻟ ﻰ اﻹره ﺎب وﺣ ﺮب اﻟﻌﺼ ﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ . إن اﻟﻘﺼ ﺪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮح ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜ ﺎر ﻓ ﻲ اﺧﺘﺒ ﺎر اﻟﺘﺤ ﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻲ أو اﻟﻨﻀ ﺎل اﻟﻼﻋﻨﻴ ﻒ ه ﻮ ﻣﺴ ﺎﻋﺪة اﻷﻓ ﺮاد واﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﻌﻰ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ ﻣ ﻦ اﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟ ﺪآﺘﺎﺗﻮري وإﻧﺸ ﺎء ﻧﻈ ﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃ ﻲ داﺋ ﻢ ﻳﺤﺘ ﺮم اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. هﻨﺎك ﺛﻼث اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎر اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ وهﻲ: •
ﻦ. أن اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪآﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ هﻮ أﻣ ٌﺮ ﻣﻤﻜ ٌ
•
ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ.
•
اﻟﺤﺬر واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪءوب واﻟﻨﻀﺎل اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺎهﻆ اﻟﺜﻤﻦ ،هﻲ أﻣﻮ ٌر ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ .
إن اﻟﻘﻮل اﻟﺸﺎﺋﻊ" ﻻ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﺠﺎﻧًﺎ "هﻮ ﻗﻮل ﺻﺤﻴﺢ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺗﻤﻨﺢ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻀﻄﻬﺪة ﻼ. اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻴﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا آﻴﻒ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،وهﺬا ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺳﻬ ً إن ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺎ هﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ وﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﻮدهﻢ إﻟﻰ ﻧﻴ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻲ ﺟﺪﻳ ﺪ ،وﻣ ﻦ ﺗﺠﻬﻴ ﺰ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎء اﻟﻄﻮﻳﻞ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺜﺎﺑﺮة ،ﻣﻦ ﺑﻨ ﺎء ﻧﻈ ﺎ ٍم دﻳﻤﻘﺮاﻃ ٍ أﺟﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم .إن اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎل ﺳﺘﺒﻘﻰ ،وﻳﻜﻮن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮي ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ وﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ
.
60
ﻣﻠﺤﻖ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻼﻋﻨﻒ
17
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺣﺘﺠﺎج واﻹﻗﻨﺎع ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻼﻋﻨﻒ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت رﺳﻤﻴﺔ .1ﺧﻄﺎﺑﺎت ﻋﺎﻣﺔ .2رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أو ﺗﺄﻳﻴﺪ .3ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت .4ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻣﻮﻗﻌﺔ .5ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﻦ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ واﻟﻤﻄﺎﻟﺐ .6ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮاﺋﺾ ﺟﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ .7ﺷﻌﺎرات وآﺎرﻳﻜﺎﺗﻮرات ورﻣﻮز .8ﻻﻓﺘﺎت وﻣﻠﺼﻘﺎت وإﻋﻼﻧﺎت ﺗﻈﺎهﺮﻳﺔ .9ﻧﺸﺮات وآﺘﻴﺒﺎت وآﺘﺐ .10ﺻﺤﻒ ودورﻳﺎت .11ﺗﺴﺠﻴﻼت وإذاﻋﺔ وﺗﻠﻔﺰﻳﻮن .12آﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ وﻋﻠﻰ اﻷرض اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ .13ﺗﻔﻮﻳﺾ .14أﺣﻜﺎم ﺻﻮرﻳﺔ )هﺰﻟﻴﺔ( .15ﺟﻤﺎﻋﺎت ﺿﺎﻏﻄﺔ )اﻟﻠﻮﺑﻲ( .16اﻋﺘﺼﺎﻣﺎت .17اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺻﻮرﻳﺔ)هﺰﻟﻴﺔ( أﻋﻤﺎل رﻣﺰﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ .18رﻓﻊ اﻷﻋﻼم وﻋﺮض اﻷﻟﻮان اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ : Gene Sharp, The Politics of Nonviolent Action, Part Twoأﻧﻈﺮ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ هﺬﻩ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﻮل اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﻟﻤﺰﻳﺪ and The Methods of Nonviolent Action, Boston: Porter Sargent, 1973 and later editions.
61
17
.19ارﺗﺪاء اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺨﺎﺻﺔ .20اﻟﺼﻼة واﻟﻌﺒﺎدة .21ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻮاد ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ رﻣﻮز ﺧﺎﺻﺔ .22اﻟﺘﻌﺮي ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج .23إﺗﻼف اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ .24اﺳﺘﺨﺪام أﺿﻮاء ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﻣﻐﺰى ﻣﻌﻴﻦ .25ﻋﺮض اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﻌﺒﺮة .26اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻄﻼء آﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج .27اﺳﺘﺨﺪام إﺷﺎرات وأﺳﻤﺎء ﺟﺪﻳﺪة .28اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺻﻮات آﺮﻣﻮز .29اﺳﺘﺼﻼح رﻣﺰي ﻟﻠﻌﻘﺎرات .30إﻳﻤﺎءات ﺑﺬﻳﺌﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد .31ﻣﻼزﻣﺔ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ .32ﺗﻮﺑﻴﺦ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ .33اﻟﻤﺂﺧﺎة .34اﻻﻋﺘﻜﺎف اﻟﻤﺴﺮح واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ .35ﻣﺸﺎهﺪ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺗﻬﻜﻤﻴﺔ .36ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت وﻋﺰف اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ .37اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻐﻨﺎء اﻟﻤﻮاآﺐ .38ﻣﺴﻴﺮات .39اﻻﺳﺘﻌﺮاض .40ﻣﻮاآﺐ دﻳﻨﻴﺔ .41اﻟﺤﺠﻴﺞ .42ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺳﻴﺎرات ﺗﻜﺮﻳﻢ اﻟﻤﻮﺗﻰ .43اﻟﺤﺪاد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .44اﻟﺠﻨﺎزات اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ 62
.45اﻟﺠﻨﺎزات اﻟﺘﻈﺎهﺮﻳﺔ .46زﻳﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .47اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺣﺘﺠﺎج أو اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ .48ﻟﻘﺎءات اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ .49ﻟﻘﺎءات اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻣﻤﻮهﺔ .50ﻋﻘﺪ اﻟﻨﺪوات اﻧﺴﺤﺎب وﺗﻨﺼﻞ .51اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﻌﻴﻦ .52اﻟﺼﻤﺖ .53رﻓﺾ اﻟﺘﺸﺮﻳﻔﺎت .54إدارة اﻟﻈﻬﺮ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﺒﺬ اﻷﺷﺨﺎص .55اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .56ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ .57ﺣﺠﺐ اﻟﻌﻮاﻃﻒ( ﻋﺪم إﻇﻬﺎر اﻟﻌﻮاﻃﻒ ) .58اﻟﺤﺮﻣﺎن .59اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ اﻟﻼﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﺣﺪاث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت .60ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ .61ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺸﺌﻮن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .62إﺿﺮاﺑﺎت اﻟﻄﻼب .63اﻟﻌﺼﻴﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .64اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .65اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل .66اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺸﺎﻣﻞ 63
" .67هﺮوب "اﻟﻌﻤﺎل .68اﻟﺨﻠﻮة .69اﻻﺧﺘﻔﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ .70اﻟﻬﺠﺮات اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي ): (1اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻋﻤﺎل ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ .71ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ .72ﻋﺪم اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ .73ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻘﺸﻒ .74اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ دﻓﻊ اﻷﺟﻮر .75رﻓﺾ اﻻﺳﺘﺌﺠﺎر .76ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .77ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ اﻟﺪوﻟﻴﺔ أﻋﻤﺎل ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻤﺎل واﻟﻤﻨﺘﺠﻮن .78ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ .79ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻮﺳﻄﺎء .80ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺰودﻳﻦ واﻟﻮآﻼء أﻋﻤﺎل ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻷﻣﻼك واﻟﻤﺪراء .81ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺘﺠﺎر .82اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﺄﺟﻴﺮ أو ﺑﻴﻊ اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت .83ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ وإﻏﻼق اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت .84رﻓﺾ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ .85إﺿﺮاب ﻋﺎم ﻟﻠﺘﺠﺎر أﻋﻤﺎل ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ .86ﺳﺤﺐ اﻟﻮداﺋﻊ اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ .87اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮم واﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺎت واﻟﻀﺮاﺋﺐ .88اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ دﻓﻊ اﻟﺪﻳﻮن واﻟﻔﻮاﺋﺪ 64
.89ﻗﻄﻊ اﻟﻤﺨﺼﺼﺎت واﻟﻘﺮوض .90اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ دﻓﻊ اﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ .91اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻗﺒﻮل اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت .92اﻟﺤﺼﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻠﻲ .93وﺿﻊ ﺗﺠﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺴﻮداء .94ﺣﻈﺮ اﻟﺒﻴﻊ دوﻟﻴ ًﺎ .95ﺣﻈﺮ اﻟﺸﺮاء دوﻟﻴًﺎ .96اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺪوﻟﻲ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي ): (2اﻹﺿﺮاب اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ .97اﻹﺿﺮاب اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻲ .98اﻟﻤﻐﺎدرة اﻟﻔﻮرﻳﺔ اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ .99إﺿﺮاﺑﺎت اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ .100إﺿﺮاب ﻋﻤﺎل اﻟﻤﺰارع .101رﻓﺾ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻟﺰاﻣﻲ .102إﺿﺮاب اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ .103إﺿﺮاب اﺣﺪ ﻓﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ .104إﺿﺮاب اﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ .105إﺿﺮاب ﻣﻨﺸﺄة ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ .106إﺿﺮاب اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ .107اﻹﺿﺮاب اﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻲ اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ .108اﻹﺿﺮاب اﻟﺘﺼﺎﻋﺪي .109إﺿﺮاب اﻟﺼﺪﻣﺔ .110اﻹﺿﺮاب اﻟﺘﺒﺎﻃﺆي 65
.111إﺿﺮاب اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ .112اﻹﺿﺮاب ﺑﺎﻟﻐﻴﺎب اﻟﻤﺮﺿﻲ( ﺗﻤﺎرض) .113اﻹﺿﺮاب ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ .114اﻹﺿﺮاب اﻟﻤﺤﺪود .115اﻹﺿﺮاب اﻟﻤﺤﺪد اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺰدوﺟﺔ .116اﻹﺿﺮاب اﻟﻤﻌﻤﻢ .117اﻹﺿﺮاب اﻟﻌﺎم اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻹﺿﺮاﺑﺎت واﻹﻏﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .118هﺎرﺗﺎل ) (Hartalإﺿﺮاب ﻣﺆﻗﺖ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج .119اﻹﻏﻼق اﻻﻗﺘﺼﺎدي
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻼﺗﻌﺎون اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻧﺒﺬ اﻟﺴﻠﻄﺔ .120ﺳﺤﺐ اﻟﻮﻻء .121رﻓﺾ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﻌﺎم .122ﺧﻄﺎﺑﺎت وآﺘﺎﺑﺎت ﺗﺪﻋﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .123ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .124ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .125ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻤﺮاآﺰ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ .126ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺪواﺋﺮ واﻟﻮآﺎﻻت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻷﺧﺮى .127اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ .128ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .129رﻓﺾ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .130إزاﻟﺔ إﺷﺎرات وﻋﻼﻣﺎت اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ .131رﻓﺾ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ اﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻦ .132رﻓﺾ ﺣﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ
66
ﺑﺪاﺋﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ .133ﻣﻌﺎرﺿﺔ واﻣﺘﺜﺎل ﺑﻄﻲء .134اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎب اﻹﺷﺮاف اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ .135اﻟﻌﺼﻴﺎن اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮي .136اﻟﻌﺼﻴﺎن اﻟﻤﻘﻨﻊ .137رﻓﺾ ﺗﻔﺮﻳﻖ اﻟﺤﺸﻮد .138اﻻﻋﺘﺼﺎم .139رﻓﺾ اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ اﻹﺟﺒﺎري واﻹﺑﻌﺎد .140اﻻﺧﺘﺒﺎء واﻟﻬﺮوب واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﻮﻳﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ .141ﻋﺼﻴﺎن ﻣﺪﻧﻲ ﻟﻠﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ أﻋﻤﺎل ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻇﻔﻮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .142اﻣﺘﻨﺎع ﻣﺤﺪد ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أرآﺎن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .143ﻗﻄﻊ ﺧﻄﻮط اﺗﺼﺎل اﻷواﻣﺮ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت .144اﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ واﻹﻋﺎﻗﺔ .145ﻻ ﺗﻌﺎون إداري ﻋﺎم .146ﻻ ﺗﻌﺎون ﻗﻀﺎﺋﻲ .147ﻋﺪم ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﺼﻮد وﻻ ﺗﻌﺎون اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﺟﻬﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .148اﻟﺘﻤﺮد أﻋﻤﺎل ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .149ﻣﺮاوﻏﺎت وﺗﺄﺧﻴﺮات ﺷﺒﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .150ﻻﺗﻌﺎون وﺣﺪات ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ذات ﺻﻼﺣﻴﺔ أﻋﻤﺎل ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ دوﻟﻴﺔ .151ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺧﺮى .152ﺗﺄﺧﻴﺮ وإﻟﻐﺎء اﻷﺣﺪاث اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ .153ﺳﺤﺐ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ .154ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ .155اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ .156رﻓﺾ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ .157اﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ
67
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ .158اﻻﻧﻜﺸﺎف أﻣﺎم اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .159اﻟﺼﻴﺎم أ.
ﺻﻴﺎم اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻤﻌﻨﻮي
ب .اﻹﺿﺮاب ﻋﻦ اﻟﻄﻌﺎم ت .ﺻﻴﺎم اﻟﺴﺎﺗﻴﺎﺟﺮاهﺎ( ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺨﺼﻢ آﻠﻴًﺎ) .160اﻟﻤﺤﺎآﻤﺔ اﻟﻤﻌﻜﻮﺳﺔ .161اﻟﺘﺤﺮش ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻼﻋﻨﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺠﺴﺪي .162اﻻﻋﺘﺼﺎم .163اﻻﻋﺘﺼﺎم وﻗﻮﻓﺎ .164اﻻﻋﺘﺼﺎم رآﻮﺑًﺎ .165اﻻﻗﺘﺤﺎم .166اﻟﻄﻮاف .167اﻟﺼﻼة اﻗﺘﺤﺎﻣًﺎ .168ﻏﺎرة اﻟﻼﻋﻨﻒ .169ﻏﺎرات اﻟﻼﻋﻨﻒ اﻟﺠﻮﻳﺔ .170ﻏﺰو اﻟﻼﻋﻨﻒ .171اﻻﻋﺘﺮاض اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ .172اﻟﺤﺎﺟﺰ اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ .173اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻼﻋﻨﻴﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .174ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﻤﺎذج اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة .175إرهﺎق اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت .176اﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ .177اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻜﻼﻣﻴﺔ .178ﻣﺴﺮح اﻟﻤﻐﺎوﻳﺮ .179ﻣﺆﺳﺴﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ .180ﻧﻈﺎم اﺗﺼﺎﻻت ﺑﺪﻳﻞ
68
اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي .181ﻗﻠﺐ اﻹﺿﺮاب .182اﻹﺿﺮاب أﻻﻋﺘﺼﺎﻣﻲ .183اﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻼﻋﻨﻒ .184ﺗﺤﺪي اﻟﺤﺼﺎر .185ﺗﺰوﻳﺮ ﺑﺪاﻓﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ .186اﻟﺸﺮاء اﻟﻮﻗﺎﺋﻲ اﻻﺣﺘﻜﺎري .187ﺣﺠﺰ اﻟﻤﻮﺟﻮدات( اﻷﺻﻮل) .188إﻏﺮاق اﻷﺳﻮاق ﺑﺎﻟﺴﻠﻊ .189ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺤﺪدة .190أﺳﻮاق ﺑﺪﻳﻠﺔ .191أﻧﻈﻤﺔ ﻣﻮاﺻﻼت ﺑﺪﻳﻠﺔ .192ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .193إرهﺎق اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ .194آﺸﻒ هﻮﻳﺎت اﻟﻌﻤﻼء اﻟﺴﺮﻳﻴﻦ .195اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ .196اﻟﻌﺼﻴﺎن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻠﻘﻮاﻧﻴﻦ" اﻟﻤﺤﺎﻳﺪة" .197اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪون ﺗﻮاﻃﺆ .198ازدواﺟﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ.
69
ﻋﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻳﻌﻤ ﻞ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺟ ﻴﻦ ﺷ ﺎرب آﺒﺎﺣ ﺚ آﺒﻴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺆﺳﺴ ﺔ أﻟﺒ ﺮت أﻳﻨﺸ ﺘﺎﻳﻦ ﻓ ﻲ ﺑﻮﺳ ﻄﻦ ﻓ ﻲ وﻻﻳ ﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳ ﺘﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻤﻞ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ودرﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أوهﺎﻳﻮ واﻟﺪآﺘﻮراﻩ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أآﺴﻔﻮرد .وﻗﺪ ﺣﺼﻞ اﻟﺪآﺘﻮر ﺟﻴﻦ ﺷﺎرب ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪآﺘﻮراﻩ اﻟﻔﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘ ﺎﻧﻮن ﻣ ﻦ آﻠﻴ ﺔ ﻣﺎﻧﻬ ﺎﺗﻦ وﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪآﺘﻮراﻩ اﻟﻔﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ آﻠﻴﺔ رﻳﻔﻴﺮ .ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪآﺘﻮر ﺟﻴﻦ ﺷﺎرب ﺑﺮوﻓﺴﻮرًا ﻣﺘﻘﺎﻋﺪًا ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻓﻲ دارﺗﻤﻮث ،وﻗ ﺪ در س اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺷ ﺎرب ﻓ ﻲ ﺟﺎﻣﻌ ﺔ أوﺳ ﻠﻮ وﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻓ ﻲ ﺑﻮﺳ ﻄﻦ ،وﻗ ﺪ اﺣﺘ ﻞ ﻣﺮآ ﺰ ﺑﺎﺣ ﺚ ﻓ ﻲ ﻣﺮآ ﺰ اﻟﺸ ﺆون اﻟﺪوﻟﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻣﻌ ﺔ هﺎرﻓ ﺎرد ﻟﻤ ﺎ ﻳﻘ ﺎرب اﻟﺜﻼﺛﻮن ﻋﺎﻣﺎً ،ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
.1 .2 .3 .4 .5
)The Politics of Nonviolent Action (1973 )Gandhi as a Political Strategist (1979 )Social Power and Political Freedom (1980 )Making Europe Unconquerable (1985 )Civilian-Based Defense: A Post-Military Weapons System (1990
وﻣﺆﻟﻒ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ زال ﻗﻴﺪ اﻟﻌﻤﻞ ) (2003ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان : Waging Nonviolent Struggle: Twentieth Century Practice and Twenty-First Century Potential ﺗﺮﺟﻤﺖ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﺪآﺘﻮر ﺷﺎرب إﻟﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻟﻐﺔ.
70