ادارة الازمات (2) (2)

Page 1

‫المقدمة‬ ‫إن المزمممات الممتي تحممدث فممي المنظمممات أو المؤسسممات ممما هممي إل تغييم مرات مفاجئممة تطم م أر علممى البيئممة‬ ‫الداخلية أو الخارجية للمنظمة أو المؤسسمة دون توقمع لهما أو فمرض لتجنبهما ‪ ,‬والحقيقمة المتي يفمترض أن‬ ‫نقف أمامها كثي ار كي نعيها وندركها هي عمدم وجمود دولمة فمي العمالم محصمنة تمامم ا ممن المزممات‪ ،‬حمتى‬ ‫إوان نجممت مممن هممذه المخمماطر والهموال لسممنوات عديممدة ‪ ،‬لقممد رافقممت المزمممات النسممان منممذ أن وجممد علممى‬

‫ه ممذه الرض وتعام ممل معه مما وف ممق إمكان مماته المتاح ممة للح ممد م ممن آثاره مما ‪ ..‬ورغ ممم ق ممدم ه ممذه المزم ممات ع ممبر‬ ‫الحضارات المتعاقبة؛ إل أن الهتمام بعلم إدارة المزمات لم يبرمز إل حديث ا نتيجة تعممدد الكموارث المممدمرة‬

‫ممن ناحيمة‪ ،‬وارتفماع الصموات المتي مما انفكمت تنمادي بمأن شميئ ا مما يجمب أن يتخمذ تجماه الحمداث الكمبيرة‬ ‫والمفاجئممة وذلممك لمنعهمما أو الحممد مممن آثارهمما‪ .‬وكممثي اار ممما يقممال إن كممل أمزمممة تحتمموي بممداخلها بممذور النجمماح‬

‫ضا ‪ ،‬إوان مجالت المزمات الدارية كثيرة ومتعددة ول نستطيع حصرها أو تصنيفها بممل‬ ‫وجذور الفشل أي ا‬

‫يمكممن القممول إن المزمممات قممد تممأتي عممن فشممل مفمماجئ أو ع موارض أو إهمممال ‪ .‬كممما أن بعممض المزمممات‬

‫تحدث خارج نطاق سيطرة الدارة ‪ ،‬كما وأن بعض المزمات تحدث نتيجة تسرب معلومات هامة وأحياانمما‬ ‫سمرية كاسمتراتيجيه أو خطمة جديمدة أو مشمروع جديمد إلمى خمارج المنظممة فيحمدث عكمس مما مخطمط لمه ‪.‬‬

‫فالخبراء يقترحون في هذه المرحلة عدة إجراءات وق اررات للتعامل مع المزمات منها ‪:‬‬ ‫ إنشاء مركمز خاص للمزمات ‪.‬‬‫ تكوين فريق متدرب يسمى فريق الفرص ‪.‬‬‫ تأمين شبكة اتصالت متطورة دائمة التجهيمز ‪.‬‬‫ويصل التحدي إلى ذروته في مرحلة وجود المزمة فعلا حيث يتطلب المر القيام باتخاذ أصعب‬

‫الق اررات وأسرعها ‪ .‬فالسمة الرئيسية للقيادة في المزمات هي البقاء على بساطة الشياء وأن يطلب من‬ ‫الناس مثلا القيام بالشياء أو العمال التي تدربوا عليها وليس القيام بأعمال جديدة غير معتادين عليها‬ ‫‪.‬‬

‫باختصار إن إدارة المزمة تتطلب السرعة في التصرف والعتراف بالحقيقة ‪ ,‬كما أن تحدي المزمة‬ ‫ومواجهتها أفضل من الهروب ويجب أن يعترف المدير بحقيقة أخرى هي أن عقارب الساعة تدور‬ ‫دائاما إلى المام أو أن المزمن ل يعود للوراء أبادا ‪.‬‬

‫إن الدارة بالمزمات ما هي إل نتيجة لغياب التخطيط أو السياسات أو غياب الستراتيجية‪ .‬حيث ل‬

‫تتحرك الدارة إل عند ظهور المزمات أو المآمزق ‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‬ ‫‪1‬‬


‫ما مشكلة إدارة المزمات ؟‬

‫اسئلة الدراسة‬

‫ ما مفهوم المزمة ؟‬‫‪ -‬ما انواع المزمات ؟‬

‫ ما خصائص ومراحل المزمة ؟‬‫‪ -‬ما مفهوم ادارة المزمات؟‬

‫‪ -‬ما استراتيجيات ادارة المزمات ؟‬

‫أهداف الدراسة‬ ‫‪ -‬توضيح مفهوم المزمة‬

‫توضيح انواع المزمات‬

‫‪-‬‬

‫ توضيح خصائص ومراحل المزمة‬‫‪ -‬توضيح مفهوم ادارة المزمة‬

‫‪ -‬تبيان استراتيجية ادارة المزمة‬

‫أهمية الدراسة‬ ‫‪-‬‬

‫قد تنفع هذه الدراسة راسمي السياسات الدارية ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫قد يستفيد من هذه الدراسة مدراء المؤسسات المختلفة ‪.‬‬

‫مصطلحات الدراسة‬ ‫المزمة ‪/‬‬

‫المزمة في اللغة‪ :‬أمزمة الشدة والقحط‪ .‬ويقال أصابتنا أمزمة‪ ،‬أي شدة ويقال أمزمت عليهم السنة أي اشتد‬ ‫قحطها)مختار الصحاح ( الزمة‪ ،‬والزمة‪ :‬ج ع إزم وأزم وأزمات وأوزام‪ :‬الشدة والضيقة‪ .‬نقول أزمة اقتصادية‪ ،‬وأزمة‬ ‫سياسية‪..‬ا‬

‫المزمة في الصطل‪:‬ح‪ :‬هي حالة وصول الحل لمشكلة ما إلى طريق مسدود يعيق التقدم تجاه حلها‪.‬‬

‫في اللغة تعني الضيق والشدة‬

‫الطار النظري‬ ‫‪2‬‬


‫الفصل الول ‪ :‬مفهوم المزمة ‪.‬‬ ‫مفهوم المزمة‬

‫قد تظهر المزمة كنتيجة لغياب السياسة أو الخطط أو عدم الرشد في اتخاذ الق اررات أو لسباب‬ ‫أخرى عديدة قد تخرج عن سيطرة الدارة ‪.‬‬ ‫كما أن المزمة ربما تكون نتيجة لخلل ما في إنجامز الوظائف الدارية )تخطيط وتنظيم وتوجيه‬ ‫ورقابة واتخاذ ق اررات ( أو قصور في إدارة البيئة الكلية للمنظمة ‪ .‬إواذا كان مفهوم المشكلة يتلخص في‬

‫أنها ‪:‬‬

‫ موقف غامض في حاجة إلى تفسير‬‫ هي حالة من عدم التوامزن أو التساق بين ما تم وبين ما يحب أن يتم‬‫‪-‬‬

‫ل(‬ ‫هي انحراف الداء المخطط )ما يجب أن يكون( عن الداء الفعلي )ما حدث فع ا‬

‫ومفهوم المزمة يمكن أن يتمثل في التي ‪:‬‬

‫ه ممي ك ممل م مما ل يمك ممن ت مموقعه أو التفكي ممر في ممه م ممن أح ممداث أو تصم مرفات ت ممؤثر عل ممى وته ممدد بق مماء الن مماس‬ ‫ومنظمات العمال أو تلوث البيئة والحياة الطبيعية‪.‬‬ ‫درج الكثير من الكتاب والباحثين والمهتمين على استخدام كلمة المزمة والكارثة على أنهما‬ ‫كلمتان مترادفتان‪ ،‬على الرغم من محاولتهم الشارة إلى بعض الفروق بينهما‪ .‬فبعض العلماء يرى أن‬ ‫المزمة من الممكن التنبؤ بها ‪ ،‬بينما تظل الكارثة بعيدة عن دائرة التوقعات الدقيقة؛ إذ تحدث بشكل‬ ‫مفاجىء‪ .‬ولكن هناك من المفكرين من يرى بأن هذا المعيار للتفريق غير كاف؛ إذ إن العديد من‬ ‫الكوارث ‪ -‬كالمزلمزل مثلا ‪ -‬أصبح من الممكن التنبؤ بحدوثها وبشكل دقيق‪ .‬ومن جانب آخر فليست‬

‫كل المزمات قابلة للتنبؤ‪ ،‬ويعتقد بعض الباحثين أن الكوارث غالب ا ما تكون بأسباب طبيعية‪ ،‬بينما‬ ‫المزمات يخلقها النسان ‪ ..‬إل أن هذا القول أيضا ل يمكن قبوله على إطلقه؛ إذ إن هناك من‬

‫ل‪ ،‬فحادثة "تشيرنوبل" كارثة سببها النسان ليس غير‪.‬‬ ‫أواهما ا‬ ‫الكوارث التي حدثت بسبب النسان عمدا إ‬

‫أوجه التختلف بين المزمة والكارثة‪-:‬‬

‫والحقيقة أنه على الرغم من هذه الختلفات بين العلماء في النظرة على المزمة والكارثة من حيث الترادف والختلف‬ ‫ونرى في هذا السياق بأن المزمة أعم وأشمل من الكارثة‪ ،‬فعندما نقول أمزمة فهي تعني كافة المزمات الصغيرة والكبيرة‬ ‫المحلية أو القليمية أو الدولية أو حتى السرية ‪ ..‬وأيضا تعني بشكل عام الكوارث ‪ .‬أما الكارثة فإن مدلولها يكاد‬ ‫ينحصر في الحوادث ذات الدمار الشامل والخسائر الكبيرة في الرواح والممتلكات‪.‬‬

‫عناصر المقارنة‬

‫الكارثة‬

‫المزمة‬

‫‪3‬‬


‫المفاجأة‬

‫تصاعدية‬

‫كاملة‬

‫الخسائر‬

‫معنوية وقد يصاحبها‬

‫بشرية ومادية كبيرة‬

‫خسائر بشرية ومادية‬ ‫أسبابها‬

‫إنسانية‬

‫غالبا طبيعية وأحيانا إنسانية‬

‫التنبؤ بوقوعها‬

‫إمكانية التنبؤ‬

‫صعوبة التنبؤ‬

‫الضغط على متخذ القرار‬

‫ضغط وتوترعال‬

‫تفاوت في الضغط تبع ا لنوع‬

‫المعونات والدعم‬

‫أحيانا ‪ ..‬وبسرية‬

‫غالبا ‪ ..‬ومعلنة‬

‫أنظمة وتعليمات المواجهة‬

‫داخلية‬

‫محلية إواقليمية ودولية )أنظمة‬

‫الكارثة‬

‫الحماية المدنية(‬ ‫قد يكون من المفيد الشارة إلى التي ‪:‬‬

‫أن كثي اار من المشاكل يمكن التنبؤ بها ‪ ,‬حيث تقع ضمن الرقابة التنبؤية ‪ .‬ومن ثم يمكن العداد‬

‫لمواجهتها سواء بمنع حدوثها أو التقليل من آثارها السلبية‪ .‬بينما المزمات فإن معظمها ل يمكن التنبؤ‬ ‫بها ‪ .‬كما أن عنصر المفاجأة هو العامل الساس فيها ‪.‬‬ ‫انواع المزمات‬ ‫تتعدد أنواع المزمات بتعدد وتباين وتنوع وتشعب وتداخل مجالت الحياة القتصادية والجتماعية‬ ‫والثقافية والسياسية ‪.‬‬ ‫ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬ ‫ أمزمات ترتبط بالسلع والمنتجات أو الخدمات ‪.‬‬‫ أمزمات ترتبط بالفراد ‪.‬‬‫ أمزمات ترتبط بالبيئة الطبيعية أو الطقس ‪.‬‬‫ أمزمات تنشأ نتيجة حوادث أو تصرفات غير رشيدة داخل أو خارج منظمات العمال‪.‬‬‫‪ -‬أمزمات ترتبط بالبيئة الداخلية للمنظمات ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ أمزمات ترتبط بالقتصاد أو النظام والحياة القتصادية ‪.‬‬‫ أمزمات ترتبط بالتكنولوجيا‬‫إوان الحداث التي تهدد بقاء المنظمات ‪ ,‬أو تؤدي إلى فناء الناس وكل حدث ل يمكن السيطرة عليه‬

‫تقع كلها في دائرة المزمات ‪.‬وكل أمزمة قد تحتوي على آثا اار إيجابية أو أساسا للنجاح كما قد تحتوي بذواار‬ ‫وأسباابا للفشل ‪.‬‬

‫أمثلة المزمات في تاريخ العمال الحديثة‬

‫ أمزمة شركة جونسون آند جونسون ‪. 1982/1986‬‬‫ أمزمة النفجار الذي حدث بمركمز التجارة العالمية في نيويورك‪.‬‬‫ أمزمممة اكتشمماف أحممد المسممتهلكين لفممأر ميممت فممي فنينممة مممن الممبيرة الممتي تبيعهمما إحممدى الشممركات‬‫المريكية بولية فلوريدا‪.‬‬ ‫ أمزمة انفجار المفاعل النووي الروسي )تشيرنوبل( ‪.‬‬‫تصنيف المزمات ‪/‬‬ ‫اقترح خبراء إدارة المزمات التصنيف التي ‪:‬‬ ‫فنية ـ اقتصادية ‪ ,‬بشرية ‪ ,‬اجتماعية ‪ ,‬تنظيمية‬ ‫* حوادث وتلوث بيئي *عيوب في السلع والخدمات بسبب الصناعة * الفشل في النظم على مستوى‬ ‫كبير * حوادث صناعة أو عيوب بالمصانع * الكوارث الطبيعية * تدمير في الحاسبات اللية*‬ ‫الستيلء على الحكم بالقوة * أخطاء معلوماتية * المزمات الحكومية * المزمات ا لدولية * إفلس‬ ‫* السقاط الرممزي الشعارات*الفشل في التكيف* القتل والخطف* خلل تنظيمي* الرهاب* سوء‬ ‫التصال * خطف المديرين والقادة * نشوية الناس والقتل* شائعات * الضراب العمالي* أعمال‬ ‫غير مشروعة*المقاطعات* الغتصاب والتحرش الجنسي‬

‫*‬

‫أمراض بسبب الوظائف‬ ‫مفهوم إدارة المزمة ‪/‬‬ ‫تقليدييا يمكن النظر إلى إدارة المزمة بأنها ))مجموعة الستعدادات والجهود الدارية تبذل لمواجهة أو‬

‫الحد من الدمار المترتب على المزمة (( ‪.‬‬

‫أما حدييثا فإن إدارة المزمة يتطلب من المديرين ضرورة التفكير فيما ل يمكن التفكير فيه ‪ ,‬وكذلك توقع‬

‫ما ل يمكن توقعه ‪ .‬فإدارة المزمة بهذا المنظور تعني ‪:‬‬

‫‪5‬‬


‫عملية العداد والتقدير المنظم والمنتظم للمشكلت الداخلية والخارجية التي تهدد بدرجة خطيرة سمعة‬ ‫المنظمة ‪ ,‬وربحيتها أو بقاءها في السوق ‪.‬‬ ‫وكما يلحظ ‪ ,‬فإن هذا المفهوم يعني ربط إدارة المزمات بصفة عامة بالدارة الستراتيجية ‪ ,‬وربطها‬ ‫بالرقابة الستراتيجية بصفة خاصة ‪.‬‬ ‫يرى البعض أن إدارة المزمة لها مفهوم أو معنى ممزدوج الول يعني أن إدارة المزمة هي‪- :‬‬ ‫إدارة العمليات أثناء حدوث المزمة الحقيقية ‪ ,‬مثل عمليات الخلء أثناء الحرائق ‪ ,‬إواغلق المحلت ‪,‬‬ ‫أو سحب المنتجات من السوق ‪.‬‬

‫فيشير إلى أن إدارة المزمة تعني ‪)) :‬القدرة على إدارة الشركة قبل وبعد حدوث المزمة((‬

‫أسباب المزمات من وجهة نظر إدارية‬ ‫· المعلومات الخاطئة آو الناقصة‬ ‫عندما تكون المعلومات غير دقيقة فان الستنتاجات تكون خاطئة فتصبح الق اررات أيضا خاطئة وغير‬ ‫سليمة مما يؤدي إلي ظهور أمزمات‬ ‫· التفسير الخاطىء للمور‬ ‫إن الخلل في عملية التقدير والتقويم للمور والعتماد يجعل الق اررات غير واقعية ويؤدي إلى المزمة‪.‬‬ ‫· الضغوط ‪:‬‬ ‫هناك ضغوط داخلية وخارجية تقود إلى المزمة‬ ‫· ضعف المهارات القيادية فالقيادة فن وعلم وموهبة وذكاء‬ ‫وعلى المدير أن يلعب دوره بمهارة فائقة أن يقلع عن أسلوب الدارة بالتهديد والوعيد والتعنيف حيث لم‬ ‫يعد هذا السلوب ذو اثر ‪.‬‬ ‫· الجمود والتكرار ‪:‬‬ ‫بعض مدرائنا والعاملين عندنا يختارون طريق الجمود والتكرار في أداء العمل لنه الطريق الذي يعود‬ ‫بنا سالمين وهناك كثير من الناس يضيعون حياتهم منتظرين انفراج المشكلت وفي هذه الحالة تتراكم‬ ‫المشكلت وتكون مقدمة لحدوث المزمة‬ ‫· البحث عن الحلول السهلة‬ ‫إن حل المشكلت والمزمات يتطلب بذل الجهد والعرق إواعمال العقل أما البحث عن الحلول السهلة‬

‫يمزيد المشكلت ويعقدها ويحولها إلى أمزمات ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الشائعات‬ ‫تؤثر الشائعات بشكل كبير على الروح المعنوية وتشيع نوعا من عدم الثقة‬ ‫إن هذه السباب ليست هي الوحيدة بل يوجد غيرها حسب طبيعة المزمة لكن يجب تلفي هذه السباب‬ ‫لتجنب الممزيد من المزمات‪.‬‬ ‫تنمية برنامج لدارة المزمة‬ ‫إن تنمية أو إعداد برنامج لدارة المزمة يجب أن ينطوي على خمسة عناصر رئيسية يمكن توضيحها‬ ‫باختصار على النحو التي ‪:‬‬

‫شكل يوضح عناصر برنامج إدارة الزمة‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫إدراك‬ ‫الزمة‬

‫بناء خطة‬ ‫موقفية‬

‫تقدير الاسائر‬ ‫أو النتائج‬ ‫الاسلبية‬ ‫خطة‬

‫إعداد مراجعة‬ ‫دقيقة للزمة‬

‫)‪(4‬‬ ‫إعداد فريق‬ ‫مدرب‬ ‫فريق‬ ‫مديرين‬

‫ويجدر بالذكر في هذا السياق أن التدريب على نماذج افتراضية مختلفة للمزمات يساعد في تنمية‬ ‫مهارات إدارتها‪.‬‬

‫أما من وجهة نظر أوجستين ) ‪ (Augustine.1995‬فإن خطوات إدارة ومنع المزمات تتمثل في التي ‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة منع حدوث المزمة ‪ -‬مرحلة العداد لدارة المزمة ‪ -‬مرحلة إدراك والعتراف بوجود‬

‫أمزمة ‪ -‬مرحلة احتواء المزمة ‪ -‬مرحلة الستفادة من المزمة ‪ -‬مرحلة حل المزمة‬

‫أهم ما أشار إليه أوجستين هنا هو مرحلة الستفادة من المزمة يعني أن كل أمزمة تخلق درواسا معينة‬

‫يجب الستفادة منها ‪.‬‬

‫قصة فرعون مصر مع سيدنا يوسف عليه السلم‬ ‫لحظنا أن أول مرحلة أو خطوة في برنامج إدارة المان هي إدراك المزمة ‪ ,‬ثم التحضير لمواجهتها ‪,‬‬ ‫وهكذا ‪ .‬وفي هذا الخصوص قد يكون من المفيد الشارة إلى أن حدوث المزمات والعداد لمواجهتها‬ ‫ليس ظاهرة حديثة أو ارتبطت بالثورة الصناعية أو التطور عبر المزمن ‪ .‬فالقرآن الكريم يطالعنا بالكثير‬ ‫‪7‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫تنفيذ‬ ‫البنامج‬ ‫بدقة‬

‫الامارسة‬


‫من المثلة على أمزمات وطرق مواجهتها ‪ .‬وبين هذه المثلة ما جاء في سورة يوسف ‪ .‬فعندما رأى‬ ‫فرعون أو عمزيمز مصر في منامه رؤيا لم يستطيع تفسيرها من شدة هولها أرسل لسيدنا يوسف )وكان‬ ‫يقضي مدة عقوبة في السجن بسبب عدم رضوخه لرتكاب المعصية مع امرأة العمزيمز ( حيث أدرك‬ ‫فرعون أن مصر مقبلة على كارثة تتمثل في مجاعة ‪ .‬وعندما قام سيدنا يوسف بتفسير الرؤيا‬ ‫ومضمونها )وال أعلم( أن مصر سوف تمر بسبع سنوات من الرخاء يليها سبع سنوات من الجدب‬ ‫والفقر وأوصى بأن ما يقومون بمزراعته من الحبوب كالقمح مثلا ل يحصدونه بالكامل خلل السبع‬

‫سنوات الولى بل يستهلكون جمزاءا أو بقدر ما يحتاجون ثم يتركوا الحبوب في سنابلها حتى ل تتعفن أو‬

‫تتلف لتظل صالحة في مخامزنها هذه للعوام السبعة التالية ‪ ,‬وهكذا ‪ .‬وطلب سيدنا يوسف من فرعون‬ ‫أن يوليه إدارة خمزائن الرض هذه حتى تمر المزمة ‪ ,‬ووافق فرعون على طلب سيدنا يوسف الذي‬ ‫استطاع بقدرة ما أعطاه ال من حكمة وحسن تصرف وعلم من أن يدير هذه المزمة باقتدار ويحفظ‬ ‫مصر كارثة حقيقية ‪.‬‬ ‫قال تعالى‬

‫ت ل‬ ‫ل‬ ‫ساتت ليا أليلها‬ ‫سلبعع لعلجا ع‬ ‫سنكبللتت كتخ ل‬ ‫ضتر لوأكلتخلر ليالب ل‬ ‫سلبلع ك‬ ‫ف لو ل‬ ‫سلبلع لبقللارت سلماتن ليألككلككهّنن ل‬ ‫}لولقالل اللملكك إلنني أللر ى ل‬ ‫ل‬ ‫ي لإن ككنتكلم للليرلؤليا تللعكبكرولن {يوسف ‪.43‬‬ ‫اللملك أللفكتولني في كرلؤليا ل‬

‫مدتخل التتخطيط لدارة المزمات‬

‫هذا المدخل اقترحه جوتشوك عام ‪ 1993‬من واقع مراجعته لنماذج افتراضية للمزمات ‪ ,‬بالضافة إلى‬ ‫المعلومات التي جمعها من الخبراء ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬مدتخل رسالة المنظمة ويحتوي على ما يلي باتختصار ‪:‬‬ ‫* تحليل ودراسة رسالة المنظمة يساعد في توفير إطار عمل جيد لبناء خطة المزمة‬ ‫* المعايير والقيم التي تحكم سلوك المنظمة مع أطراف التعامل الداخلي والخارجي ‪ .‬حيث يساعد في‬ ‫تمكين العاملين من فهم أسباب خطة مواجهة المزمات ومتطلباتها ‪.‬‬ ‫* شرح الموقف كاملا وتبيان أهمية تبين هذا النوع من الخطط ‪.‬‬

‫* الهداف ‪ :‬وهنا تجدر الشارة إلى ضرورة أولوية ترتيب الهداف طباقا لهميتها‬ ‫* تشكيل فريق العمل الذي سوف يدير المزمة ‪.‬‬

‫* إعداد نموذج افتراضي للمزمة للتدريب عليه ‪.‬‬ ‫* إعداد قائمة مختصرة بالمزمات السابقة ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬المدتخل التاريتخي ‪ :‬تاريخ المزمات )المزمات السابقة والمزمات المتوقعة(‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن يمكن الشارة إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫‪8‬‬


‫ تحليل المزمات السابقة ‪ :‬وهذا من أهم خطوات التخطيط لمواجهة المزمات ‪ .‬فوصف المزمات‬‫السابقة يؤكد ضرورة وجود خطة لمواجهة المزمات ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المزمات المرتقبة ‪ :‬من أخطر عناصر التخطيط لمواجهة المزمات عملية تحديد‬

‫المجالت أو النقاط المتوقع أن تمثل بؤاار للمزمات مع إعداد قائمة بالمزمات المتوقعة و‬

‫تصنيفها إلى مجموعتين أمزمات يمكن تجنبها وأخرى ل يمكن تجنبها أمزمات داخلية ‪ ,‬وأخرى‬ ‫خارجية‪.‬‬

‫)‪ (3‬نتائج المسح أو الدراسة الميدانية ‪ :‬وذلك بعقد مقابلت مع الدارة العليا ‪.‬‬

‫)‪(4‬تعريف المزمة والمستويات المتختلفة لرد الفعل ‪ :‬وذلك بتعريف محدد واضح ومفهوم‬

‫للمزمة ‪ ..‬ثم ترتب المزمات المتوقع حدوثها طباقا لم ‪:‬‬

‫‪ -1‬النوع ‪ -2‬درجة الخطورة ‪- 3‬احتمالية الحدوث ‪ -4‬ردود الفعل ‪ - 5‬درجة حدة المزمة ‪6‬‬

‫ الثار المتوقعة ‪ - 7‬الطراف التي سوف تتأثر‪...‬‬‫)‪ (5‬مرحلة المزمة ‪ :‬من المهم تحديد المزمة مبك اار حتى تتمكن الدارة من التعامل معها فعادة‬

‫تتشابه مراحل حدوث المزمات ‪.‬‬

‫ مرحلة ما قبل المزمة ‪.‬‬‫‪ -‬مرحلة ظهور المزمة‬

‫ مرحلة ما بعد المزمة‬‫وعلى الرغم من تعدد المراحل التي تمر بها المزمة نتيجة تطوراتها نوعي ا على مدى فترة مزمنية معينة‪،‬‬

‫فإن هذه المراحل قد اختلفت أيضا نتيجة لختلف وجهات نظر الكتاب والباحثين في تصنيفهم لها‪،‬‬ ‫ومع ذلك سنحاول تسليط الضوء على أهم المراحل‪:‬‬ ‫‪ -1‬مرحلة النذار المبكر‪ :‬وهي عبارة عن مرحلة تحذيرية لستشعار المزمة‪ ،‬وتتمثل بالشارات‬ ‫والرهاصات الولى التي تنذر بحدوث أمزمة‪ ،‬إواذا لم يتم إدراكها فإن مرحلة التأمزم تأتي سريعة‪ ،‬وقد‬

‫يكون النذار مباش ار يمكن إدراكه وقد يكون العكس‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة التأمزم‪ :‬وهي مرحلة نشوء المزمة وتسمى أيضا مرحلة المزمة الحادة ‪ ،‬فعندما ينتهي‬

‫النذار تبدأ مرحلة التأمزم‪.‬‬ ‫أو كما يصفها الناس بالمزمة ويتحدثون عن وجودها ‪ ،‬وهي نقطة اللعودة‪ ،‬وقد تكون أقصر المراحل‬ ‫‪ ،‬ويصبح الوضع فيها معقدا نتيجة لوصول المزمة إلى ذروتها‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة انفجار المزمة‪ :‬عندما ل تتمكن المنظمة من التحرك في مرحلة التأمزم‪ ،‬أو أنها أخفقت في‬

‫‪9‬‬


‫اتخاذ القرار المناسب‪ ،‬أو أنها لم تستطع السيطرة على متغيرات الموقف فإن المنظمة ستتعرض إلى‬ ‫أمزمة ذات درجة عالية من القوة والعنف‪ ،‬ومن ثم تعرض مستقبل المنظمة للخطر‪.‬‬ ‫‪ -4‬مرحلة المزمة الممزمنة‪ :‬وتتم فيها الصحوة والتعرف على أسباب المزمة وتقدير الضرر وتحديد‬ ‫المسؤولية‪ ،‬وتحليل الذات وتضميد الجراح ‪ ،‬وقد تستمر إلى فترة طويلة نسبياا‪ ،‬وفيها يتم التخطيط‬ ‫والتحليل لما حدث واتخاذ الجراء المناسب‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة حل المزمة‪ :‬و هي مرحلة إدارة المزمة ‪ ،‬ويتم فيها السيطرة على المزمة‪ ،‬وحساب الطريقة‬ ‫المباشرة لحل المزمة‪ ،‬والتفكير بالطرق والساليب والوسائل التي تسرع من هذه المرحلة فتحل المزمة‬ ‫مرة واحدة‪ ..‬الوضع المثالي لهذه المرحلة‪ ،‬أن تأتي المرحلة الولى‪ .‬ولكن قد تفلت مزمام المور من يد‬ ‫المسئول أو المدير‪ ،‬وقد تنمزلق الحداث وتصل إلى مرحلة المزمة الحادة المزمة الممزمنة ‪ ،‬ومعنى ذلك‬ ‫أن تكمل المزمة دورتها وتصل إلى مراحلها كافة‪.‬‬

‫القيادة في وقت المزمة‬

‫من مسؤوليات القائد الرئيسية هو أن يوجد رؤيا إستراتيجية للمؤسسة ‪ .‬ويعتبر وجود مكتب للخطط‬ ‫ونظام التخطيط من الشياء المساعدة في هذا الخصوص ‪.‬‬ ‫وللعلم أنه مهما كانت قدرات المدير أو القائد في التنبؤ بالمشكلت أو التعامل معها إل أن المزمات‬ ‫‪ Crises‬قد‪/‬أو ل بد أن تحدث ‪ .‬والتعامل مع المزمات يتطلب التفكير السريع في عدة بدائل‬ ‫للختيارات ‪ ,‬على أن يكون البتكار والمرونة دعامتين أساسيتين في معاملة المزمة أو اتخاذ القرار‬ ‫بشأنها ‪ .‬ويرى سميث ‪ Smith‬أن السمة الرئيسية للقيادة في المزمات هي ‪ :‬البقاء على بساطة‬ ‫الشياء وأن يطلب من الناس مثلا القيام بالشياء أو العمال التي تدربوا عليها وليس القيام بأشياء أو‬ ‫أعمال جديدة غير معتادين عليها ‪.‬‬

‫إوادارة المزمات‬

‫أما مراحل إدارة المزمات‪ ،‬فكما هو الحال في المزمة فإن إدارة المزمة تمر بعدد من المراحل يمكن‬

‫تلخيصها بالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة اكتشاف إشارات النذار‪ :‬وهي مرحلة اكتشاف إشارات الخطر بوقوع المزمة‪ ،‬وتظهر تلك‬

‫الشارات مبك ارا‪ ،‬لنه عادة ما ترسل المزمة قبل وقوعها بمدة طويلة سلسلة من إشارات النذار المبكر‪،‬‬

‫أو العراض التي تنبئ باحتمال وقوع المزمة‪ ،‬وما لم يوجه الهتمام لهذه الشارات فمن المحتمل جدا‬ ‫أن تقع المزمة‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة الستعداد والوقاية‪ :‬وفيها تتخذ مجموعة من أساليب الوقاية المطلوبة في مرحلة اكتشاف‬

‫‪10‬‬


‫الخطر‪ ،‬الوقاية تشمل اكتشاف نقاط الضعف والقوة من اجل معالجتها‪ ،‬وعليه يجب أن يتوفر لدى‬ ‫المنظمة استعدادات وأساليب كافية للوقاية من المزمات‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرحلة احتواء الضرار والحد منها‪ :‬من سوء الحظ انه من المستحيل منع المزمات من الوقوع طالما‬ ‫أن الميول التدميرية تعد خاصية طبيعية لكافة النظم الحية‪ ،‬وعلى ذلك فإن المرحلة الثالثة في إدارة‬ ‫المزمات تتلخص في إعداد وسائل تحد من الضرار ومنعها من النتشار لتشمل الجمزاء الخرى التي لم‬ ‫تتأثر بعد في المنظمة‪ ،‬وتتوقف هذه المرحلة على طبيعة الحادث الذي وقع‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة استعادة النشاط‪ :‬تشمل هذه المرحلة إعداد وتنفيذ برامج قصيرة وطويلة الجل‪ ،‬وتتضمن‬

‫هذه المرحلة استعادة المعنويات المفقودة‪.‬‬ ‫‪ -5‬مرحلة التعلم‪ :‬وهي مرحلة تعليم مستمر إواعادة التقييم لتحسين ما تم إنجامزه في الماضي‪.‬‬

‫أن التعليم يعد أم ار حيويا غير انه مؤلم للغاية‪ ،‬حيث يثير ذكريات مؤلمة خلفتها المزمة‪ ،‬وان‬

‫استخلص دروس مستفادة من كارثة أو أمزمة يتوقف على توافر حس مرهف لدى النسان يجعله يقدر‬ ‫معاناة التغير‪ ،‬ومتصو ار نفسه أو أحب الناس إليه يمرون بتجربة الغير‪.‬‬

‫والتعلم ل يعني تبادل التهامات أو إلقاء اللوم على الغير وتحميله المسؤولية‪،‬أو البحث عن كبش فداء‬

‫أو ادعاء بطولت كاذبة‬

‫أمثلة لمزمات ومشكلت من الواقع ‪.‬‬ ‫يعرض هذا الجمزء عدادا من المزمات والمشكلت التي واجهت بعض الشركات خلل العقدين الخيرين‬

‫من القرن العشرين ‪.‬‬

‫تجدر الشارة إلى أن كل أمزمة هي في جوهرها مشكلة ‪ .‬والمشكلة هي دائاما نتيجة ‪ .‬وحل المشكلة أو‬ ‫المزمة يتطلب بالضرورة البحث عن السباب إوان معرفة المتسبب في المزمة يساعد في الحل ‪.‬‬ ‫*** أمزمة تيلينول ‪TYLENOL – Tragedy‬‬

‫* ملتخص المزمة طباقا لتقرير تم إعداده ))تقرير عن المأساة(( في سبتمبر )أيلول( ‪ 1982‬أشارت‬

‫البيانات إلى أن شركة جونسون آند جونسون حققت معدلت مذهلة في النمو والربحية خلل عدة أعوام‬ ‫‪ .‬كما أن أسعارها ارتفعت إلى الضعف في العاملين التاليين لهذا التاريخ ‪ .‬ومن المعروف أن هذه‬ ‫الشركة تنتج عدة أنواع من المستحضرات الطبية والصيدلنية وغيرها ‪ .‬وبين أشهر أنواع المنتجات‬ ‫التي تقدمها للسواق نوع يمسى تياينول ‪ Tylenol‬الذي يستخدم كممزيل لللم ‪ .‬وقد بلغت حصة‬ ‫الشركة من السوق الخاص بهذا النوع من المنتجات حوالي ‪ %35‬حيث تبلغ إجمالي المبيعات ‪450‬‬ ‫مليون دولر في العام ‪ .‬وتبلغ نسبة مساهمة هذا المنتج في ربح الشركة حوالي ‪ %20‬ومع النمو‬

‫‪11‬‬


‫المتمزايد سنوايا للشركة فقد اتبعت سياسة الباب المغلق مع الصحافة ‪ .‬وقد ظهر هذا واضاحا من تعليق‬

‫رئيس قسم إنتاج التيلينول السيد جومزيف حيث تبني ما يسمى بمدخل الكتاف البادرة )‪Cold-‬‬ ‫‪ shouldered approach‬والذي يتخلص في التي ‪:‬‬

‫))إننا نتمسك وبشكل صارم بسياسة عدم التحدث عن أي شيء مع الصحافيين(( وفي سبتمبر )أيلول(‬ ‫‪ 1982‬حدثت مأساة غير مسبوقة في صناعة السلع الستهلكية بالوليات المتحدة المريكية تسببت‬ ‫في صدمة قوية للشركة وأثارت هذه الصدمة تساؤلا حول سياسة أو مدخل الفم المغلق )‪Closed-‬‬

‫‪ (mouth app‬في التصالت ‪ .‬ففي هذا اليوم توفي سبعة أشخاص من مدينة شيكاغو بالتسمم بعد‬

‫تناولهم كبسولت تيلينول ‪ ،‬وفي الحال قام رئيس الشركة جيمس بيورك بتكوين قوة عمل خاصة تتكون‬ ‫منه ومن الرئيس العام وخمسة من مديري الدارة العليا التنفيذية ‪ .‬وبدأت قوة العمل هذه في وضع‬ ‫خطة لتجنب أي خسائر إضافية في الرواح وكذلك إنقاذ سمعة تيلينول من النهيار ‪.‬‬ ‫احتواء المزمة وحلها‬ ‫بعد عدة أسابيع قليلة من موت سبعة أشخاص قدم رئيس الشركة إستراتيجية كالتالي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬وقف العلن عن المنتج ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقف إنتاج المنتج ‪.‬‬ ‫‪ -3‬بعد أسبوع من الحادثة تم سحب المنتج من السوق )حيث بلغت حوالي ‪ 31‬مليون مزجاجة تحتوي‬ ‫على كبسولت تيلينول( أي من جميع المحلت ‪ .‬وفي خلل أسبوعين انخفضت حصة تيلينول من‬ ‫السوق بنسبة ‪. %87‬‬ ‫‪ -4‬بالتعاون مع هيئة أو إدارة الغذية والدوية ‪ FDA‬قامت الشركة باختيار ‪ 8‬مليين مزجاجة حيث‬ ‫اكتشفت أن ثماني مزجاجات وحوالي ‪ 75‬كبسولة تم تسميمهم )أي أن السم حدث بفعل فاعل( وقد‬ ‫أفادت ‪ FDA‬بأن الكبسولت تم تسميمها بعد وضع المزجاجات على أرفف محلت التجمزئة ‪ ,‬وتم نشر‬ ‫هذا بالصحف ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬قامت الشركة بالعلن عن جائمزة مقدارها ‪ 100.000‬دولر لمن يقدم أي معلومات تقود إلى‬ ‫ضبط المجرمين ‪ ،‬ولقد كان أحد العناصر الرئيسية في جميع التصرفات التي قامت بها الشركة هو ‪:‬‬ ‫وضع إستراتيجية اتصال إيجابي ومفتوح مع الصحافة والجماهير ‪.‬‬ ‫‪ -6‬قامت الشركة بحملة قومية لتوعية الجماهير ومطالبتهم بالتوقف عن وتحذيرهم من استخدام‬ ‫تيلينول ‪ .‬كما قامت بتكوين إنشاء غرفة عمليات للرد على استفسار طوال الليل والنهار ‪ .‬حيث ثم‬ ‫استقبال أكثر من ‪ 350.000‬مكالمة خلل الفترة من أكتوبر )تشرين الول( حتى )ديسمبر )كانون‬

‫‪12‬‬


‫الول( ‪ .‬كما وصل إليها حوالي ‪ 3000‬خطاب من المستهلكين قامت بالرد عليها ‪ .‬بالضافة إلى‬ ‫إرسال ما يمزيد عن ‪ 2‬مليون ملجرام من التيلينول للجهات الطبية المتخصصة وتجار التجمزئة المهتمين‬ ‫بالمر ‪ .‬وخلل ذلك كانت قوة العمل على اتصال دائم بجميع الطراف وكذلك العاملين لمعرفة وكذلك‬ ‫البل غ عن أي مستجدات ‪ .‬وفضلا عن هذا طلبت من جميع العاملين تقديم المساعدة والمشاركة‬

‫بالتطوع في عملية الرد على خطوط التصال الساخنة )المشار إليها بغرفة العمليات ( ‪.‬‬

‫‪ -7‬وضع جميع المديرين تحت الستعداد للرد على أي استفسارات أو عقد مقابلت أو التحدث مع‬ ‫الصحافة وباقي وسائل العلم الخرى وقد قام رئيس الشركة بنفسه بدور المتحدث الرئيس باسم‬ ‫الشركة ‪ ,‬حيث ظهر على شاشات التلفمزيون هو ومجموعة العمل مرتين خلل فترة تنفيذ الستراتيجية ‪.‬‬ ‫‪ -8‬كان العلن من أهم الوسائل خاصة بعد أن قررت الشركة إعادة تقديم تيلينول إلى السوق من‬ ‫جديد في غلف جديد ل يسمح بإمكانية فتحه إل عند الستخدام فقط ‪ .‬كما أنه يوضح للمستهلك عما‬ ‫إذا كانت العبوة فتحت من قبل أم ل ‪.‬‬ ‫‪ -9‬بنهاية شهر أكتوبر )تشرين الول( قامت الشركة بحملة تلفمزيونية تكلفت ‪ 2‬مليون دولر تمثلت في‬ ‫ظهور المدير الطبي للشركة السيد‪ /‬توماس جاتر الذي حث المستهلكين على الثقة بتيلينول وأن المنتج‬ ‫ظا بطريقة تقاوم أي محاولت للتلعب أو الغش ‪.‬‬ ‫أصبح معبأا أو محفو ا‬

‫‪ -10‬بعد ثلثة أسابيع أخرى أعدت الشركة برناماجا إخبارايا من نيويورك موجاها إلى ‪ 30‬مدينة بالقمر‬

‫الصناعي مع توفير فرص الرد المباشر على أي استفسار ‪.‬‬

‫‪ -11‬لعبت الصحف من خلل العلن فيها دواار إيجابايا في شرح فكرة الغلف الجديد للمنتج ‪.‬‬

‫‪ -12‬مع انتهاء المزمة في أوائل ‪ 1983‬والتي كتبت أو تناولتها أكثر من ‪ 125000‬وسيلة من وسائل‬ ‫العلم تحملت الشركة حوالي ‪ 100‬مليون دولر خسائر في شكل اختيارات وسحب المنتج من‬ ‫السوق مناعا لحدوث الممزيد من إمزهاق الرواح ‪ ,‬لكنها نجحت في إنهاء المزمة وكذلك أدخلت أسلوابا‬ ‫جديادا في التغليف وبحلول ربيع عام ‪ 1983‬لستطاع تيلينول من استعادة حوالي ‪ %80‬من حصته‬ ‫الضائعة من السوق ‪.‬‬

‫*** أمزمة شركة ‪ Z‬لنتاج البسكويت‬ ‫ملحوظة ‪ //‬الشاعة = أمزمة فل تنسى!! أن المزمة قد تكون نتيجة لشاعة‬ ‫ملخص المزمة في صيف ‪ 1997‬انطلقت إشاعة في بلد عربي مؤداها أن البسكويت الذي تنتجه‬ ‫الشركة ‪ Z‬يحتوي على دهن الخنمزير ‪ ,‬واستمرت الشاعة لمدة تمزيد عن ثلثة أشهر وكان نتيجتها أن‬ ‫مزاد حجم المخمزون من البسكويت لدى الشركة نظ اار لعدم إقبال تجار الجملة وتجار التجمزئة على الشراء‬

‫‪13‬‬


‫من الشركة ‪ .‬كما قام بعض التجار بإلغاء العقود التي كانت مبرمة بينهم وبين إدارة الشركة ‪ ,‬حتى بلغ‬ ‫ضا لتمويل بعض توسعات الشركة ‪ ,‬مما اضطر الشركة إلى‬ ‫المر أن ثلثة من البنوك رفضوا عر ا‬

‫تأجيل برنامج التوسع وكذلك تجديد إواحلل بعض سيارات الشحن والنقل وتحملت الشركة خسائر كبيرة‬ ‫من جراء قيامها بالتخلص من المخمزون والذي انتهى مدة صلحيته وقامت بتخفيض طاقتها النتاجية‬

‫بشكل كبير ‪ .‬وقد بلغ المر إلى أن بعض عملئها بالخارج الطلبيات التي سبق إرسالها إليه بعد أسبوع‬ ‫من بدء الشائعة ‪ .‬وقد بذلت إدارة الشركة بعض الجهود لحتواء المزمة تمثلت في قيام مالك الشركة‬ ‫بتكذيب الشائعة في الصحف والمجلت‪ ...‬ولكن لم تثمر هذه الجهود عن نتائج ملموسة ‪.‬‬ ‫ماذا فعلت الشركة لحتواء المزمة وحلها جذرايا ؟‬

‫استقدمت الشركة أحد الخبراء من جامعة السكندرية وعرضت الموقف عليه في اجتماع مجلس الدارة‬ ‫‪ .‬وقد طلب الخبير توفير كامل الصلحيات له والتصرف على أن تؤخذ توصيات بكل جدية ويتم‬

‫تنفيذها على الفور بعد أن يطرح تقريره بالحل على مجلس الدارة خلل ‪ 24‬ساعة على الكثر ‪ .‬بعد‬ ‫‪ 24‬ساعة تم إعداد التقرير وعرضه على مجلس الدارة الذي وافق على الفور على ما جاء فيه ‪ .‬وقد‬ ‫احتوى التقرير على ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن تقوم الشركة باستقدام عدد من خبراء التغذية بو امزرة الصحة لخذ عينة من البسكويت الذي تم‬ ‫تصنيعه ولم تنته بعد مدة صلحيته وكذلك عينة من المواد الخام وتحليلها بمختبرات و امزرة الصحة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعلن الختبار في مختلف وسائل العلم المرئية والمسموعة والصحف والمجلت في حضور‬ ‫خبراء من و امزرة الصحة ‪ ,‬واستصدار شهادة رسمية بذلك إواعلنها بالصحف ‪.‬‬

‫‪ -3‬تنظيم مزيارة لكبار العملء ورجال العمال لمصانع الشركة والمخامزن ووسائل النقل للتعرف على‬

‫أساليب التصنيع والتخمزين والنقل والتغليف ‪.‬‬ ‫‪ -4‬شراء مساحة مزمنية من التليفمزيون ‪ 20‬دقيقة لبث برنامج وثائقي عن مراحل العملية النتاجية‬ ‫بالكامل من )أ( إلى )ي( بما فيها التخمزين والنقل لتوضيح مدى نظافة المعامل ‪ ,‬وأن تدخل العنصر‬ ‫البشري يقتصر فقط على بعض العمليات ل يتدخل فيها العنصر البشري وتتم بصورة آلية تمااما ‪.‬‬

‫‪ -5‬العلن عن جائمزة كبرى ‪ 1000‬جنيه ذهب لمن يثبت أن في البسكويت المصنوع أي نسبة مهما‬

‫كانت ضآلتها من دهن الخنمزير ‪.‬‬

‫‪ -6‬مشاركة الشركة في أقرب مناسبة قومية ‪ ,‬والقيام بتنفيذ بعض المشروعات الخيرية الجتماعية‬

‫والمسابقات الرياضية ‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ -7‬العلن عن إنشاء إدارة لخدمة المستهلك والرد على جميع الشكاوي فواار ‪ .‬وبتنفيذ هذه التوصيات‬ ‫بدأت مبيعات الشركة في الرتفاع بحيث وصلت حصتها من السوق ما يعادل ‪ %35‬تقريابا وهي أعلى‬

‫من حصة أكبر المنافسين لها على مستوى الصناعة ككل سواء في السوق المحلي أو السوق الخارجي‬ ‫‪.‬‬

‫استراتيجيات مواجهة المزمات‬ ‫‪ -1‬استراتيجية العنف في التعامل مع المزمة‬ ‫وتستخدم هذه الستراتيجية مع المزمة المجهولة التي ل يتوفر عنها معلومات كافية وكذلك تستخدم مع‬ ‫المزمات المتعلقة بالمبادىء والقيم ومع المزمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع‬ ‫المزمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك من خلل تحطيم مقومات المزمة وضرب الوقود المشعل‬ ‫للمزمة آو وقف تغذية المزمة بالوقود اللمزم لستمرارها كما يمكن حصار العناصر المسببة للمزمة‬ ‫وقطع مصادر المداد عنها‬ ‫‪ -2‬استراتيجية وقف النمو‬ ‫تهدف هذه الستراتيجية إلى التركيمز على قبول المر الواقع وبذل الجهد لمنع تدهوره وفي نفس الوقت‬ ‫السعي إلى تقليل درجة تأثير المزمة وعدم الوصول إلى درجة النفجار وتستخدم هذه الستراتيجية في‬ ‫حالة التعامل مع قضايا الرأي العام و الإضرابات ويجب هنا الستماع لقوى المزمة وتقديم بعض‬ ‫التنامزلت وتلبية بعض المتطلبات من اجل تهيئة الظروف للتفاوض المباشر وحل المزمة‬ ‫‪ -3‬استراتيجية التجمزئة‬ ‫تعتمد هذه الستراتيجية على دراسة وتحليل العوامل المكونة والقوى المؤثرة وخاصة في المزمات الكبيرة‬ ‫والقوية حيث يمكن تحويلها إلى أمزمات صغيرة مما يسهل التعامل معها ويمكن هنا خلق تعارض في‬ ‫المصالح بين الجمزاء الكبيرة للأمزمة والصراع على قيادة الجمزاء واستمالتها وتقديم إغراءات لضرب‬ ‫التحالفات‬ ‫‪ -4‬استراتيجية إجهاض الفكر الصانع للمزمة‬ ‫ويمثل الفكر الذي يقف وراء المزمة في صورة اتجاهات معينة تأثير شديد على قوة المزمة وتركمز هذه‬ ‫الستراتيجية على التأثير في هذا الفكر إواضعاف السس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض‬ ‫القوى وتضعف المزمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا‬

‫الفكر ثم التخلي عنه إواحداث النقسام‪.‬‬ ‫‪ -5‬استراتيجية دفع المزمة للأمام‬

‫‪15‬‬


‫وتهدف هذه الستراتيجية إلى السراع بدفع القوى المشاركة في صناعة المزمة إلى مرحلة متقدمة‬ ‫تظهر خلفاتهم وتسرع بوجود الصراع بينهم ويستخدم في هذه الستراتيجية تسريب معلومات خاطئة‬ ‫وتقديم تنامزلت تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها‬ ‫‪ -6‬استراتيجية تغير المسار ‪:‬‬ ‫وتهدف إلى التعامل مع المزمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف أمامها‬ ‫وتركمز على ركوب عربة قيادة المزمة والسير معها لقصر مسافة ممكنة ثم تغير مسارها الطبيعي‬ ‫وتحويلها إلى مسارات بعيدة عن اتجاه قمة المزمة ويستخدم هنا الخيارات التالية‬ ‫ النحناء للعاصفة ‪ --‬السير في نفس اتجاه العاصفة ‪ --‬محاولة إبطاء سرعة العاصفة‬‫ تصدير المزمة إلى خارج المجال الأمزموي ‪ --‬إحكام السيطرة على اتجاه المزمة‬‫ استثمار المزمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة‬‫أمثلة للنموذج النبوي السلمي لدارة المزمات ‪:‬‬

‫• أن يكون مرجع إدارة المزمة نابع من كتاب ال وسنة رسوله – صلى ال عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫• التعلق بال جل وعل والكثار من الدعاء ‪ :‬ففي غمزوة بدر عندما ظل النبي – صلى ال عليه وسلم –‬

‫رافعا يديه إلى السماء يدعو ربه ويقول ‪ ) :‬اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل السلم لن تعبد في الرض‬ ‫بعد اليوم( فما مزال يهتف بربه ‪ ،‬مادا يديه مستقبل القبلة ‪ ،‬حتى سقط رداؤه عن منكبيه حتى جاءه أبو بكر –‬ ‫رضي ال عنه – قائل ‪ :‬إن ال منجمز وعدك يا رسول ال ويجب علينا أل ننسى ) إن ال يحب الملحين‬

‫بالدعاء ( ويقول – صلى ال عليه وسلم – ‪ ) :‬ما على الرض مسلم يدعو ال بدعوة إل آتاه ال إياها أو‬ ‫صرف عنه السوء مثلها ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ( رواه الترمذي‪.‬‬ ‫• الثقة بال جل وعل ‪ :‬وما يشير إلى ذلك قوله تعالى ‪ } :‬فإن مع العسر يس ار * إن مع العسر يس ار {‬ ‫)الشرح ‪ , ( 6 – 5 :‬وقوله تعالى ‪ } :‬ول تهنوا ول تحمزنوا وأنتم العلون إن كنتم مؤمنين { ) آل عمران ‪:‬‬ ‫‪ , ( 139‬وأيضا في غمزوة بدر عندما وقف النبي – صلى ال عليه وسلم – يشير إلى مواطن الرض ‪,‬‬ ‫ويقول ‪ :‬هذا مصرع فلن وهذا مصرع فلن ‪ ,‬يقول الصحابة ‪ :‬فما اخطأ موقع أحدهم ‪ ,‬وبعد موتهم ودفنهم‬ ‫في القليب وقف أمام القليب – صلى ال عليه وسلم – وقال ‪ ) :‬إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما‬ ‫وعد ربكم حقا(‪ ,‬وفي هذا يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫ولرب نامزلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند ال منها المخرج‬ ‫أظنها ل تفرج‬ ‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت ّ‬

‫‪16‬‬


‫• الستفادة مما سبق من تجارب ماضية ‪ :‬والنبي صلى ال عليه وسلم يؤكد على عدم الوقوع في المر‬ ‫مرتين فيقول ‪) :‬ل يلد غ المؤمن من جرح مرتين( متفق عليه ‪ ,‬والستفادة من المزمة لمعرفة الصديق‬ ‫المساند من العدو المتهرب ‪ ,‬يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫جمزى ال الشدائد كل خير *** عرفت بها عدوي من صديقي‬

‫ويقول الشافعي مادحا أعداءه على فضلهم عليه بقوله ‪:‬‬ ‫عداتي لهم فضل علي ومنة‬

‫هموا بحثوا عن مزلتي فاجتنبتها‬

‫فل أبعد الرحمن عّني العاديا‬

‫وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا‬

‫فالواجب علينا الستفادة من تجاربنا السابقة وتجارب الخرين أيضا والعمل على قراءة المستقبل من خلل‬ ‫معرفة الماضي للستفادة من مزماننا حتى ل يضيع سدى ‪.‬‬ ‫• عدم تقليد المنظمات التخر ى في حلول المزمات التي تتبعها ‪ ,‬فما يناسب منظمة ليس بالضرورة أن‬ ‫يناسب منظمة أخرى لعدم تكافؤ الظروف بين المنظمات ‪.‬‬ ‫• المبادأة والبتكار فيما يتخدم تطوبر المنظمة نحو الفضل ‪ ,‬فالقائد الناجح عليه إشعال حماس العاملين‬

‫المر الذي يؤدي إلى رغبة الفرد في المشاركة وحل المزمة ‪ ,‬فعلى سبيل المثال إتاحة الفرصة للتعبير عن‬ ‫النفس ‪ ،‬وتحقيق الذات ‪ ،‬والحساس بأن الفرد نافع ‪ ،‬والرغبة في الحصول على معلومات ‪ ،‬والرغبة في‬ ‫التعرف والعمل مع مزملء جدد‪ ،‬والحساس بالنتماء إلى عمل خلق ومكان عمل منتج ‪ ،‬والرغبة في النمو‬ ‫والتطور من خلل البداع والتطوير ‪ ،‬وغيرها من مثيرات الحماس والدافعية ‪.‬‬ ‫• أن يتبنى إدارة المزمات داتخل المنظمة قائدا يتمتع بصفات تؤهله لدارة المزمات وحل المشكلت ‪ ,‬ومن‬ ‫هذه الصفات ) العلم – الخبرة – الذكاء – سرعة البديهة – القدرة في التأثير على الفراد – التفكير البداعي‬ ‫والقدرة على حل المشاكل والسيطرة على المزمات – القدرة على الستفادة من علوم الخرين وخبراتهم –‬ ‫القدرة على التصال الفعال بالخرين وتكوين العلقات اليجابية – الرغبة والحماس ( ‪ ,‬يقول تعالى ‪ } :‬إن‬ ‫خير من استأجرت القوي المين { ) القصص ‪. ( 26 :‬‬ ‫• الموامزنة الموضوعية بين البدائل المتاحة واتختيار أقربها إلى حل المزمة وتحقيق مصلحة العمل‬

‫والمنظمة فيما ل يخالف الشريعة السلمية ‪ ,‬وهذا ما فعله النبي – صلى ال عليه وسلم – عندما جمع‬ ‫أصحابه في غمزوة الخندق يأخذ رأيهم ‪ ,‬فعرضوا عليه آرائهم وكان من بين الراء رأي سلمان الفارسي –‬ ‫رضي ال عنه – الذي أشار إلى حفر الخندق فأخذ برأيه النبي – صلى ال عليه وسلم – لنه القرب‬ ‫للصواب ‪.‬‬ ‫• يعتبر ) الصبر ( من أهم الصفات التي يجب على القائد التحلي بها عند المزمة ‪ ,‬وتتضح أهمية الصبر‬ ‫من موقف النبي – صلى ال عليه وسلم في حل أمزمة الحصار القتصادي عليه وعلى الذين آمنوا معه قبل‬

‫‪17‬‬


‫الهجرة ‪ :‬يقول تعالى ‪ } :‬يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلة إن ال مع الصابرين { )البقرة ‪153 :‬‬ ‫( ‪ ,‬وفي موقف آخر " لما عجمزت قريش عن قتل النبي صلى ال عليه وسلم أجمعوا على منابذته و من معه‬ ‫من المسلمين ‪ ،‬فكتبوا كتاب ا تعاقدوا فيه على أل يناكحوهم و ل يبايعوهم و ل يدعوا سببا من أسباب الرمزق‬ ‫يصل إليهم و ل يقبلوا منهم صلحا و ل تأخذهم بهم رأفة حتى يسلم بنو المطلب رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم إليهم ليقتلوه‪ ،‬و علقوا الكتاب في جوف الكعبة و اشتد البلء برسول ال صلى ال عليه وسلم و الذين‬ ‫آمنوا معه حتى كانوا يأكلون الخبط و ورق الشجر و كان التجار يغالون في أسعار السلع عليهم و كان‬ ‫الطفال يتضاغون من الجوع‪ ،‬و لم تترك سلعة تصل إليهم ‪ ,‬و بعد ثلث سنوات أجمع بنو قصي على‬ ‫نقض ما تعاهدوا عليه‪ ،‬فأرسل ال على صحيفتهم الرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق و عهد و لم‬ ‫يسلم من ذلك إل الكلمات التي ذكر فيها اسم ال عمز وجل " فكان جمزاء هذا الصبر و الجلد و تحمل المشاق‬ ‫أن ال سبحانه وتعالى قد مكنهم من منابع الثروة و الستيلء على عروش الملوك و فتح بلد الروم و فارس‬ ‫‪ ,‬و صدق ال إذ يقول‪} :‬و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين‬ ‫{ ) القصص ‪. (5 :‬‬ ‫• الستتخارة ‪ :‬فلقد حكى لنا جابر أن رسممول ال صلى ال عليه وسلم كان يعّلمهم الستخارة في المور كلها‬

‫كالسورة من القرآن‪ ،‬ولحظ أنه قال‪" :‬في المور كلها" هكذا‪ ،‬أي في عظيم المر وحقيره؛ فما بالك بقرار‬ ‫يتعلق بأمزمة‪ ،‬وها هو صلى ال عليه وسلم يقول لنا‪" :‬إذا ههم أحدكم بالمر فليركع ركعتين من غير‬

‫الفريضة‪ ،‬ثم ليقل‪ :‬اللهمم إني أستخيرك بعلممك ‪ , ".....‬وكان يقول – صلى ال عليه وسلم – ‪ ) :‬ما خاب‬

‫من استخار وما ندم من استشار ( ‪.‬‬ ‫• التمسك بالقيم والمثل والخلق والسلوكيات الحسنة ‪ :‬فنجد أن الرسول صلى ال عليه وسلم وقت المزمات‬ ‫و المحن القتصادية لم يتنامزل عن القيم و المثل و الخلق و السلوكيات التي أمر ال بها وبذلك استحق‬ ‫النصر بعد المزمة و اليسر بعد العسر ‪.‬‬ ‫• الشجاعة ‪ :‬ومثال لذلك لما ارتجفت المدينة وسمع الناس دويا عظيما فيها فخرج الناس لينظروا ‪ ,‬فإذا‬ ‫بالنبي – صلى ال عليه وسلم – قد عاد راكبا على حصانه من غير سرج يقول لهم ‪ ) :‬لم تراعوا ‪ ...‬لم‬ ‫تراعوا ( ‪ ,‬وكان أصحابه – رضوان ال عليهم – يقولون ‪) :‬كنا إذا اشتد بنا الوطيس احتمينا بالنبي – صلى‬ ‫ال عليه وسلم – ( ‪.‬‬ ‫• التفاؤل وعدم التشاؤم ‪ :‬فيجب على المسلم أل ينظر للمزمة على أنها كلها شر ‪ ,‬فالنظرة السلبية تعوق‬

‫التفكير السليم الذي يسهل الوصول للحل المناسب ‪ ,‬وفي هذا يقول الشافعي ‪:‬‬ ‫أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ‪....‬وتستقر بأقصى قاعه الدرر‬

‫• على القائد أن يتذكر دائما قاعدة ) ما أصابك لم يكن ليتخطئك ( ‪ :‬هذه الوصية تجعلك تظفر بثمرة‬

‫‪18‬‬


‫"اليمان بالقضاء والقدر"؛ فالمزمة في حقيقتها مصيبة يبتلينا ربنا ‪ -‬عمز وجل ‪ -‬بها تمحيص ا للذنوب ورفعة‬ ‫للدرجات‪ ،‬قال ‪ -‬تعالى ‪ } :-‬إنا كل شيء خلقناه بقدر { }القمر‪ ،{49 :‬وقال‪ } :‬وكان أمر ال قد ار مقدو ار {‬ ‫}الحمزاب‪ ،{38 :‬وفي حديث جبريل ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬أخبرنا الرسول صلى ال عليه وسلم عن اليمان‬ ‫بقوله‪" :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره وشره"‪ ,‬وفي هذا الطاري يقول جل من قال‬ ‫‪} :‬أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا‬ ‫وليعلمن الكاذبين { )العنكبوت ‪ , ( 3 – 2 :‬ويجب على المسلم أن يجعل اليمان بالقضاء والقدر وسيلة لكسب‬ ‫الحسنات وتكفير السيئات من منطلق حديث النبي – صلى ال عليه وسلم – ‪) :‬ما يصيب المسلم من‬ ‫نصب ول وصب ولهم ول حمزن ول أذى ول غم ‪ ،‬حتى الشوكة يشاكها إل كفر ال بها من خطاياه( متفق‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫• تجنب الغضب وقت المزمة ‪ :‬لن الغضب يؤدي إلى تشويش التفكير وعدم التركيمز وبالتالي ق اررات‬

‫عشوائية ‪ ,‬فعن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أوصني! فقال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫"ل تغضب" فردد م ار ارا؛ قال‪" :‬ل تغضب" ‪.‬‬

‫• توسيع نطاق المشاورة ‪ :‬يقول تعالى ‪ } :‬وشاورهم في المر فإذا عمزمت فتوكل على ال {‬

‫)آل عمران ‪:‬‬

‫‪.( 159‬‬

‫• التعاون بين الفراد داتخل المنظمة للعمل على حل المشاكل والمزمات التي يمكن أن تواجهها المؤسسة ‪,‬‬ ‫وقد قال تعالى ‪} :‬وتعاونوا على البر والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان { ) المائدة ‪. ( 2 :‬‬ ‫• العمزم والعمل وعدم التتخاذل والتردد‪ :‬يقول تعالى ‪ } :‬فإذا عمزمت فنوكل على ال { ) آل عمران ‪( 159 :‬‬

‫‪ ,‬ولذا فقد قيل ‪ :‬العاجمز يلجأ إلى كثرة الشكوى ‪ ،‬والحامزم يسرع إلى العمل‬

‫وبالتالي يمكننا الستفادة مما هو موجود بالفكر الغربي بعد تأصيله بالفكر الداري السلمي الذي جاءت‬ ‫به شريعتنا السلمية في ضوء الكتاب والسنة النبوية المطهرة التي لم تترك أم ار من أمور الحياة الدنيا‬ ‫والخرة إل تضمنتها ‪ ,‬يقول تعالى ‪ } :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم‬ ‫دينا {‬ ‫إن وفقنا فمن ال إوان مزللنا فمن أنفسنا ومن الشيطان ‪.‬‬

‫سبحانك اللهم ل علم لنا إل ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم‬ ‫اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ومزدنا علما برحمتك يا أرحم الراحمين‬

‫‪19‬‬


‫المراجع‬

‫‪ -1‬البرعي‪ ,‬محمد بن عبد الله و عابدين ‪ ,‬عدنان بن حمدي ‪1408 ) .‬هـ ( ‪ .‬الادارة في التراث اللسلمي )الجزء الول ( جدة‬ ‫) المملكة العربية السعوادية ( ‪ :‬مكتبة الخدمات الحديثة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الضحيان ‪ ,‬عبد الرحمن إبراهيم ) ‪ 1407‬هـ ( ‪.‬الادارة في اللسل م ‪ :‬الفكر والتطبيق )ط ‪ . (1‬جدة ) المملكة العربية السعوادية ( ‪:‬‬ ‫ادار الشروق ‪.‬‬ ‫‪ -3‬أبو قحف‪ ,‬عبد السل م‪ .‬إادارة المزمات‪ .‬القاهرة‪ :‬مطبعة العشعاع للطباعة و النشر و التومزيع‪1999 ,‬‬ ‫‪ -4‬إادارة المزمات‪ :‬الفن الصعب عندما يحدث ما ل تتوقعه كيف تواجه المواقف والحداث التي لم تخطط لها؟‪ 30 .‬مارس ‪) .2006‬لم‬ ‫ييـذكر السم كاتب المقال في الموقع(‪.‬‬

‫‪ -5‬العرجي‪ ,‬عاصم حسين‪" .‬إادارة المزمات بين )الوقائية و العلجية(‪ :‬ادرالسة مسحية في المصارف الرادنية"‪ .‬الادارة العامة مجلد ‪39‬‬

‫العداد الول ابريل ‪.1999‬‬ ‫‪ -6‬الحملوي‪ ،‬محمد رعشااد‪ .‬إادارة المزمات‪ .‬أبوظبي‪ :‬مركز المارات للدرالسات و البحوث اللستراتيجية‪1997 ,‬‬ ‫‪ -7‬الوكيل‪ ,‬بسيوني‪ .‬إادارة الممزممات ومواجهة المشكلت‪ 30 .‬مارس ‪2006‬‬

‫‪ -8‬جبر‪ ,‬محمد صدا م‪" .‬إادارة المزمات‪ :‬نظرة مقارنة بين النموذج اللسلمي و النموذج الياباني"‪ .‬الاداري السنة ‪ 21‬عداد ‪ 76‬مارس ‪1999‬‬

‫‪ -9‬حواش‪ ,‬جمال‪ .‬لسيناريو المزمات و الكوارث بين النظرية و التطبيق‪ .‬القاهرة‪ :‬المؤلسسة العربية للنشر و العل م‪.1999 ,‬‬ ‫‪ -10‬ادقامسة‪ ،‬مأمون وعاصم حسين العرجي‪" .‬إادارة المزمات‪ :‬ادرالسة ميدانية لمدى توافر عناصر نظا م إادارة المزمات من وجهة نظر العاملين‬ ‫في الوظائف العشرافية في أمانة عممان الكبرى"‪ .‬الادارة العامة مجلد ‪ 39‬العداد الرابع يناير ‪2000‬‬

‫‪ -11‬عشريف‪ ,‬منى صل ح الدين‪ .‬إادارة المزمات الولسيلة للبقاء‪ .‬القاهرة‪ :‬البيان للطباعة و النشر‪1998 ,‬‬ ‫‪ -12‬صاادق‪ ,‬أمنية مصطفى‪ .‬إادارة المزمات و الكوارث في المكتبات‪ .‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪2002 ,‬‬ ‫‪ -13‬عليوه‪ ,‬السيد‪ .‬إادارة المزمات و الكوارث مخاطر العولمة و الرهاب الدولي‪ .‬لسلسلة ادليل صنع القرار)‪ .(2‬القاهرة‪ :‬ادار المين للنشر و‬

‫التومزيع‪2004 ,‬‬ ‫‪ -14‬مواجهة المزمات والكوارث بالستخدا م نظم المعلومات‪http://dssworld.jeeran.com/new_page_11.htm .‬‬ ‫)لم ييـذكر السم كاتب المقال في الموقع(‬

‫‪20‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.