التدخل الروسي في سورية المخاطر والفرص الكامنة

Page 1

‫ورقة حتليلية‬

‫التدخل الروسي يف سورية‪ :‬املخاطر والفرص الكامنة‬ ‫د‪ .‬بشيرزين العابدين‬ ‫أكاديمي سوري‬

‫التواطؤ الغريب الستدراج روسيا يف املأزق السوري‬

‫ً‬ ‫في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 2015‬شن الطيران الروس ي أولى طلعاته الجوية مستهدفا مخازن لألسلحة والذخيرة وعربات ومدرعات في‬ ‫ً‬ ‫حمص وحماة وحلب؛ مستندا إلى معلومات تم جمعها وتحديدها من قبل غرفة عمليات يديرها تحالف روس ي‪-‬إيراني‪-‬‬ ‫عراقي‪-‬سوري في العاصمة العراقية بغداد‪.‬‬ ‫وجاءت عملية القصف بعد الكشف عن حشود عسكرية روسية تضمنت‪ :‬تعزيز القاعدة البحرية في طرطوس بغواصة‬ ‫نووية ومجموعة سفن حربية‪ ،‬وتوسيع القاعدة الجوية في الالذقية‪ ،‬وتزويدها بنحو ‪ 48‬مقاتلة من طراز (‪ )Su-24‬و(‪Su-‬‬ ‫‪ )25‬و(‪ )Su-30‬وبمروحيات قتالية و‪ 35‬عربة قتال مدرعة مزودة بمدفعية من طراز (‪ ،)BTR-82A/B‬ومدفعية عيار ( ‪152‬‬ ‫‪ ،)mm‬و‪ 6‬دبابات من طراز (‪ ،)T-90‬ونحو ‪ 800‬مقاتل روس ي من القوات الخاصة و‪ 500‬من سالح البحرية‪ ،‬وعدد غير‬ ‫ً‬ ‫معروف من املرتزقة الشيعة الذين تم شحنهم من العراق وباكستان وأفغانستان عبر طائرات (‪ )Ilyushin IL-76‬تمهيدا‬ ‫للزج بهم في هجوم بري مرتقب ضد املعارضة السورية بإسناد جوي روس ي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ادعاء موسكو أن حشدها العسكري يهدف إلى قتال تنظيم الدولة املتطرف؛ إال أن العمليات الجوية قد‬ ‫استهدفت مختلف فصائل املعارضة في عدة محافظات‪ ،‬وأكد محللون عسكريون أن دوافع موسكو املعلنة ال تتناسب مع‬ ‫الدفاعات الجوية املتطورة التي نصبها الروس في قاعدة "حميميم"‪ ،‬مثل صواريخ أرض‪-‬جو (‪ )SA15‬و(‪ ،)SA22‬والتي ال‬ ‫يمكن أن تكون موجهة ضد تنظيم الدولة املتطرف الذي ال يملك أية مقاتالت أو منظومات دفاع صاروخي‪ ،‬بل إن الهدف‬ ‫الفعلي من نصب هذه هو إنشاء منطقة عزل جوي (‪ )"A2AD" Anti-Access Area-Denial‬في املنطقة بالتزامن مع سحب‬ ‫حلف الناتو دفاعاته الصاروخية‪ ،‬ومبادرة واشنطن إلى سحب بطاريات صواريخ باتريوت من منطقة "أضنة" تحت ذريعة‬ ‫تحديث هذه البطاريات‪ ،‬ومن ثم سحب حاملة الطائرات الوحيدة (‪ )USS Theodore Roosevelt carrier‬تاركة املجال‬ ‫الجوي ملنطقة شرقي املتوسط بأسره للطيران الروس ي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫وفي مقابل التراجع العسكري الغربي تحدثت املصادر عن رسو حاملة الطائرات الصينية (‪ )Liaoning-CV-16‬في ميناء‬ ‫طرطوس‪ ،‬بعد أن عبرت قناة السويس في ‪ 22‬سبتمبر‪ ،‬حيث تتوجه بكين إلى تعزيز قواتها البحرية بمقاتالت من طراز ( ‪J-15‬‬ ‫‪ )Flying Shark‬ومروحيات قتالية مزودة بصواريخ مضادة للغواصات من طراز (‪ )Z-18F‬و(‪ )Z-18J‬في منتصف شهر نوفمبر‬ ‫القادم‪ ،‬والتي ستتمركز في القاعدة الجوية الروسية بالالذقية بعد أن تمر باألجواء اإليرانية والعراقية بالتنسيق مع طهران‬ ‫وبغداد‪.‬‬ ‫وتأتي التعزيزات الصينية بعد استقبال الرئيس األمريكي باراك أوباما الرئيس الصيني في البيت األبيض يوم الجمعة ‪25‬‬ ‫سبتمبر ‪ ،2015‬مما يؤكد وجود تفاهمات مسبقة بين العواصم الثالثة (واشنطن‪ ،‬موسكو‪ ،‬بكين) حول الترتيبات‬ ‫العسكرية التي تجري في سورية بالتنسيق مع إيران‪ .‬ومن امللفت لالنتباه أن يتزامن الحشد الروس ي مع حالة إخالء جوي‬ ‫غربي ملنطقة شرقي املتوسط في ظل تطورين مهمين‪:‬‬ ‫‪ .1‬الترحيب األوروبي بالدور الروس ي‪-‬اإليراني الجديد‪ :‬ففي أول رد فعل لها على العمليات الجوية الروسية‬ ‫رحبت املستشارة األملانية أنجيال ميركل بالتدخل الروس ي مؤكدة أنه‪" :‬لن يكون من املمكن إنهاء الحرب األهلية في سورية‬ ‫إال بمساعدة روسيا التي بدأت أول أمس شن ضربات جوية في البالد"‪ ،‬وأكدت في كلمة في شرق أملانيا بمناسبة الذكرى‬ ‫الخامسة والعشرين إلعادة توحيد أملانيا‪" :‬هذا صحيح بصورة خاصة في حالة سورية‪ ،‬إذ نعرف جميعا منذ أعوام أنه‬ ‫يمكن أن يكون هناك حل فقط في وجود روسيا وليس من دون وجودها"‪ .‬وفي زيارته األخيرة إلى طهران أكد وزير الخارجية‬ ‫النمساوي سيباستيان كورتس‪ ،‬أن األزمة السورية‪" :‬تحتاج إلى نهج عملي مشترك يتضمن مشاركة األسد في التصدي‬ ‫إلرهاب تنظيم الدولة"‪ ،‬وأضاف‪" :‬في رأيي أن األولوية لقتال اإلرهاب‪ ،‬وال يمكن أن يتحقق ذلك دون إشراك قوى مثل روسيا‬ ‫وإيران"‪ ،‬كما صرح وزير الخارجية اإلسباني‪ ،‬خوسيه مانويل جارثيا مارجايو‪ ،‬من طهران كذلك‪ ،‬أن‪" :‬حكومة بشار األسد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سواء رضينا بها أم ال‪ ،‬هي من تمتلك الشرعية الدولية‪ ،‬وهي من تملك مقعدا في األمم املتحدة"‪ .‬وتزامن إعالن وزير الخارجية‬ ‫ً‬ ‫البريطاني أن بالده مستعدة لبقاء بشار األسد رئيسا في الفترة االنتقالية‪ ،‬مع تأكيد صحيفة "غارديان" البريطانية (‪29‬‬ ‫سبتمبر ‪ )2015‬أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد ألول مرة أن بريطانيا مستعدة للقبول ببشار أسد على‬ ‫رأس مرحلة انتقالية في سورية بهدف التوصل إلى اتفاق مع روسيا وإيران حول امللف السوري‪.‬‬ ‫‪ .2‬التضييق على املعارضة السورية ووقف الدعم عنها‪ :‬ففي شهر مارس املاض ي قطعت واشنطن الدعم عن‬ ‫أربع فصائل‪ ،‬وخفضت املساعدات التي كانت تقدمها لنحو ‪ 12‬كتيبة أخرى‪ ،‬ثم بادرت إلى إيقاف الدعم املالي عن ‪52‬‬ ‫ً‬ ‫فصيال في الجبهة الجنوبية في نهاية شهر أغسطس‪ ،‬وأعلنت بعد ذلك عن مراجعتها لبرنامج "تدريب املعارضة املعتدلة"‬ ‫متهمة العناصر التي دربتها بتسليم أسلحة وعتاد أمريكي إلى "جبهة النصرة" في ‪ 21‬سبتمبر‪ ،‬ثم عمدت إلى تعميق حالة الفراغ‬ ‫عبر إغالق غرفة التنسيق املشتركة في األردن "املوك"‪ ،‬في حين نشطت وكالة االستخبارات املركزية األمريكية في التضييق‬ ‫ً‬ ‫على ممولي الفصائل املعتدلة وإصدار قوائم بأسماء مطلوبين ملالحقتهم أمنيا في دول الجوار‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫وعلى الرغم من التصريحات األمريكية الرافضة الستهداف املعارضة املعتدلة في ‪ 30‬سبتمبر ‪2015‬؛ إال أن الرئيس أوباما‬ ‫كان على علم مسبق بتفاصيل عمليات سالح الجو الروس ي‪ ،‬حيث أكد البيت األبيض أن بوتين قد‪" :‬أوضح املوقف الروس ي‬ ‫بصورة كاملة ألوباما"‪ ،‬وذلك في إشارة إلى مراسالت مفصلة أرسلتها موسكو إلى واشنطن في ‪ 29‬سبتمبر تتضمن تفاصيل‬ ‫العمليات املرتقبة‪ ،‬ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي قوله إن موسكو أعلمت واشنطن بالضربات قبل شنها‪ ،‬ومن‬ ‫امللفت لالنتباه تزامن التصريحات األمريكية الرافضة للقصف الروس ي مع جلسات مفاوضات مكثفة عقدها وزير‬ ‫الخارجية األمريكي جون كيري ونائبته ويندي شيرمان مع الروس واإليرانيين للحديث عن‪" :‬سبل التعاون في الشأن‬ ‫السوري"!‬

‫املمالم اوأولية للخطة الروسية‬ ‫تتطلب عملية تشخيص مخاطر التدخل الروس ي االعتماد على معلومات دقيقة غير متأثرة بالشحن اإلعالمي الغربي‬ ‫املصاحب للحملة‪ ،‬ومن خالل ما رشح من محاضر االجتماعات التي عقدها املسؤولون الروس في موسكو ونيويورك خالل‬ ‫األسبوعين املاضيين؛ يمكن تلخيص أهم معالم الخطة الروسية في سورية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إنشاء منظومة أمنية إقليمية جديدة‬ ‫تجمع بين موسكو وطهران وبغداد ودمشق‪ ،‬وتنسق عملياتها مع تل أبيب‪ ،‬ففي مقابلة مع موقع (‪ )RT‬الروس ي‪ ،‬بتاريخ ‪2‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،2015‬أكد الفريق سيرغي كورالينكو ممثل روسيا الرسمي في "املركز املعلوماتي" ببغداد‪ ،‬أن املهمة األساسية‬ ‫للمركز تتمثل في‪" :‬جمع وتحليل ومعالجة وتبادل املعلومات الجارية حول الوضع في منطقة الشرق األوسط في سياق‬ ‫مكافحة ما يسمى "الدولة اإلسالمية"‪ ،‬وللقيام بعدها بإيصال هذه املعلومات إلى هيئات األركان في روسيا والعراق وإيران‬ ‫وسورية"‪ ،‬كما أكد وجود تنسيق كامل مع اإلدارة األمريكية‪ ،‬وأشار إلى وجود وثيقة تأسيسية تحدد نمط العالقة بين الدول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األربع مرحبا بانضمام أية دولة أخرى إلى هذه الغرفة‪ ،‬قائال‪" :‬أود التأكيد على أن هذا املركز املعلوماتي ال يعتبر مخصصا‬ ‫فقط ألربعة أطراف‪ ،‬وإنما نأمل أن ينضم لعملنا دول أخرى‪ ،‬والتي لها مصلحة في القضاء على داعش‪ ،‬ولذلك نحن‬ ‫مقتنعون بانضمام دول أخرى إلينا وسيصبح عملنا أكثر فاعلية"‪ ،‬وذلك في إشارة واضحة إلى التعاون الوثيق بين املركز‬ ‫املعلوماتي مع رئاسة األركان اإلسرائيلية وإمكانية انضمام تل أبيب إلى ذلك التحالف؛ حيث تزامن الحشد الروس ي في‬ ‫سورية مع اجتماعات مكثفة بين رئيس ي األركان الروس ي واإلسرائيلي واالتفاق على إنشاء آلية لتنسيق العمليات بين موسكو‬ ‫وتل أبيب في املجاالت‪ :‬الجوية والبرية والبحرية والفضاء اإللكتروني تحت إدارة نائبي رئيس ي أركان البلدين نيكوالي‬ ‫ً‬ ‫بوغدانوفسكي ويائير جوالن‪ ،‬وتنفيذا لتلك االتفاقيات؛ فقد أكدت صحيفة "تايمز أو إسرائيل" أن موسكو قد أشعرت‬ ‫ً‬ ‫تل أبيب مسبقا بجميع األهداف التي كانت ستقصفها يوم األربعاء ‪ 30‬سبتمبر‪ ،‬وقبل نحو ساعة من قصف أهداف بحمص‬ ‫اتصلت موسكو مع عدد من الضباط اإلسرائيليين منهم مستشار األمن القومي يوس ي كوهين وأخبرتهم بتفاصيل العملية‬ ‫الجوية قبل شنها‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫‪ .2‬توجيه ضربات ترجيحية لتعزيزوضع النظام في املناطق التي فقدها‬ ‫في اجتماع عقد املقر الرئاس ي في أوغاريوفو بالقرب من العاصمة الروسية يوم اإلثنين ‪ 21‬سبتمبر ‪2015‬؛ حرص الرئيس‬ ‫الروس ي فالديمير بوتين على طمأنة رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو والوفد األمني والعسكري املرافق له بأن سالح‬ ‫الجو الروس ي لن يقوم بأية عمليات جنوب سورية‪ ،‬وأن موسكو ستنسق مواقفها مع تل أبيب‪ ،‬ولن تسمح لحزب هللا بنقل‬ ‫أية أسلحة جنوب غربي سورية‪ ،‬وأكد بوتين للوفد اإلسرائيلي أن العمليات العسكرية الروسية ستهدف إلى‪:‬‬ ‫‪ ‬حماية النظام السوري وتعزيز قدراته القتالية‪.‬‬ ‫‪ ‬دعم إيران للقيام بدور إيجابي في املنطقة بعد االتفاق النووي‪.‬‬ ‫‪ ‬مواجهة قوى التطرف متمثلة في تنظيم "داعش" وجبهة النصرة‪.‬‬ ‫وبعد تحقيق هذه األهداف أوضح بوتين أن قواته ستشرف على تنفيذ خطة انتقالية تتضمن‪ :‬وقف إطالق النار‪ ،‬وتأسيس‬ ‫ً‬ ‫حكم انتقالي يضم أطرافا من السلطة واملعارضة‪ ،‬واإلشراف على انتخابات بلدية ونيابية ورئاسية يختار فيها الشعب‬ ‫السوري من يمثله ويحكمه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولتحقيق هذه الخطة أكد بوتين للوفد اإلسرائيلي على ضرورة تمكين الحكم في دمشق من إدارة املرحلة االنتقالية‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن القوات الروسية ال تنوي التمدد إلى دمشق‪ ،‬بل سيقتصر وجودها في الالذقية حيث ستعمل على حماية األقلية‬ ‫العلوية ومنع املعارضة من التقدم نحو جبال األنصارية أو املناطق الساحلية‪.‬‬ ‫وسربت مصادر مقربة من املوساد تفاصيل أخرى حول اللقاء تتعلق بمداخالت رئيس األركان اإلسرائيلي وقائد األمن‬ ‫الفيدرالي الروس ي‪ ،‬ملنع وقوع أي تضارب في األهداف حيث ستركز الخطة الروسية على تمكين النظام من استعادة املناطق‬ ‫التي فقدها في األشهر املاضية‪ ،‬وذلك من خالل توفير غطاء جوي للمرتزقة اإليرانيين في معارك تهدف إلى توطيد سيطرة‬ ‫النظام في دمشق والقلمون وحمص وريف حماة والريف الغربي ملدينة جسر الشغور‪.‬‬ ‫وأشار املصدر إلى أن تفاصيل العمليات البرية قد تم وضعها في سلسلة زيارات متبادلة اجتمع فيها مساعد وزير الخارجية‬ ‫الروس ي‪ ،‬ميخائيل بوغدانوف‪ ،‬مع حسين أمير عبد اللهيان في طهران‪ ،‬ولقاءات قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني‬ ‫ً‬ ‫مع الضباط الروس بموسكو‪ ،‬حيث يتوقع أن تنضم ميلشيات شيعية قريبا إلى قوات األسد و"حزب هللا"‪ ،‬لشن هجوم بري‬ ‫بإسناد جوي روس ي‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫‪ .3‬التمهيد لعملية تحول سياس ي تحت إشراف النظام‬ ‫ً‬ ‫بالتزامن مع الحشد العسكري بذلت الدبلوماسية الروسية جهودا حثيثة للتسويق لخطة تحول سياس ي حيث تحدث بوتين‬ ‫ً‬ ‫عن إمكانية تشكيل حكومة سورية موسعة تضم أطرافا من املعارضة "املعتدلة" وتكليفها بترتيب انتخابات بلدية ونيابية‬ ‫ورئاسية بالتتابع‪ ،‬وتأكيده على أن‪" :‬الرئيس السوري بشار األسد مستعد إلجراء انتخابات برملانية مبكرة والقتسام السلطة‬ ‫مع معارضة بناءة"‪ .‬وقال الرئيس الروس ي على هامش املنتدى االقتصادي الشرقي في فالديفوستوك بأقص ى شرق البالد‬ ‫ً‬ ‫"نريد فعال إيجاد نوع من التحالف الدولي ملكافحة اإلرهاب والتطرف"‪ ،‬وأضاف بوتين نحن نعمل مع شركائنا في سورية‪،‬‬ ‫وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة اإلرهاب يجب أن يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في‬ ‫ً‬ ‫سورية نفسها‪ .‬وأضاف بوتين إن "الرئيس السوري يتفق مع هذا وصوال إلى إجراء انتخابات برملانية مبكرة وإجراء اتصاالت‬ ‫مع ما يسمى املعارضة الصحية وإشراكهم في الحكومة"‪.‬‬ ‫وينسجم الطرح الروس ي مع مبادرة أطلقها وزير الخارجية اإليراني محمد جواد ظريف للبدء بحوار وطني سوري ال يقوم‬ ‫على أساس "جنيف ‪ "1‬أو "جنيف ‪ ،"2‬بل ينطلق من مبدأ (‪ )1+6‬ويشمل دول مجلس التعاون الخليجي باإلضافة إلى إيران‪،‬‬ ‫ويقوم على أساس وقف جميع العمليات العسكرية ودعم الفصائل وامليلشيات املقاتلة‪.‬‬ ‫وينطلق ظريف من نجاح مفاوضات امللف النووي كنقطة ارتكاز باإلضافة إلى الضربات الترجيحية الروسية وتراخي مواقف‬ ‫بعض الدول اإلقليمية والدولية فيما يتعلق برحيل بشار األسد واعتقادهم بإمكانية توليه القيادة في مرحلة انتقالية للبالد‪.‬‬

‫‪ .4‬ملء الفراغ االستراتيجي الذي تركته أمريكا في املنطقة‬ ‫تؤكد مصادر أمنية غربية بأن العملية الروسية قد جاءت كضربات استباقية تهدف إلى إفشال مخططات بعض القوى‬ ‫اإلقليمية لفرض مناطق عازلة شمال وجنوب غربي البالد‪ ،‬وهذا ما يفسر تكديس منظومات الدفاع الصاروخية املتطورة‬ ‫وسعيها إلنشاء منطقة عزل جوي (‪ ،)"A2AD" Anti-Access Area-Denial‬وتحذير قوى التحالف من خرق املجال الجوي‬ ‫السوري دون التنسيق مع موسكو‪.‬‬ ‫وتأتي هذه العمليات ضمن خطة طويلة األمد تهدف من خاللها موسكو إلى مد شبكاتها الصاروخية في املنطقة املمتدة ما‬ ‫ً‬ ‫بين طهران وبيروت مرورا ببغداد ودمشق‪ ،‬والسيطرة على أجواء املنطقة من خالل إنشاء شبكة دفاع جوي مع هذه الدول‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي مقابل سعي واشنطن إلى استدراج موسكو لعمل عسكري في سورية؛ يبذل الروس جهودا حثيثة لتأسيس وجود بحري‬ ‫دائم في املياه الدافئة شرقي البحر األبيض املتوسط‪ ،‬حيث تمكن هذه السياسة موسكو من صياغة تحالفات إقليمية‬ ‫جديدة في املنطقة والدخول بقوة في أسواق السالح والطاقة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أشارت إلى أن خطاب أوباما في األمم املتحدة‪ ،‬يوم اإلثنين ‪ 28‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعترافا محزنا بالفشل؛ حيث حمل خطاب أوباما رسالتين‪ :‬تتضمن األولى إدراك الواليات املتحدة على مدى العقد املاض ي‬ ‫أنه "ال يمكن فرض االستقرار على أرض أجنبية"‪ ،‬وتؤكد الثانية على أن اإلدارة األمريكية‪" :‬مستعدة للعمل مع أي دولة‪،‬‬ ‫بما في ذلك روسيا وإيران‪ ،‬لحل الصراع في سورية"‪.‬‬

‫‪ .5‬إنعاش سوق الصناعات العسكرية الروسية‬ ‫تروج موسكو لنفسها في اآلونة األخيرة على أنها العب دولي يمكن االعتماد عليه في احتواء إيران وحملها على االلتزام باالتفاق‬ ‫النووي‪ ،‬ومنع النظام السوري من استخدام األسلحة الكيميائية‪ ،‬واملساهمة الفاعلة في محاربة اإلرهاب‪ ،‬ومنع انسياب‬ ‫األزمة السورية خارج الحدود‪ ،‬والترويج لتقنيات الطاقة السلمية في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه الحزمة من املعطيات يعمل الكرملين على إنعاش االقتصاد الروس ي عبر استعادة مجاله في سوق السالح‬ ‫الذي كانت تعتمد عليه الجمهوريات العربية املتداعية‪ ،‬فقد أكد نائب رئيس شركة "روس أوتوم نيكوالي سباسكي"‬ ‫الروسية أثناء لقاءه مع السفير اإليراني في موسكو أن شركته تعمل على بناء منشأتين نوويتين جديدتين جنوب إيران‪ ،‬وفي‬ ‫ً‬ ‫شهر فبراير املاض ي وقع فالديمير بوتين مع الرئيس املصري عبد الفتاح السيس ي عقدا يقض ي بقيام روسيا ببناء مفاعالت‬ ‫نووية في مصر‪ ،‬كما تتفاوض موسكو مع السعودية واإلمارات والكويت واألردن على صفقات لتطوير الطاقة النووية‪ ،‬وكان‬ ‫ً ً‬ ‫أكبرها في ‪19‬يونيو ‪ ، 2015‬حيث التزمت موسكو بإنشاء ‪ 16‬مفاعال نوويا للسعودية‪ ،‬كما تعمل وزارة الدفاع الروسية على‬ ‫إبرام صفقات ضخمة مع دول الخليج العربية في مجال تطوير سالح البحرية ونظم الدفاع الجوية وتقنيات الطائرات بدون‬ ‫ً‬ ‫طيار‪ ،‬فضال عن العربات املدرعة وأنظمة اإلشارة‪ ،‬وتتطلب مثل هذه االلتزامات العسكرية طويلة األمد صياغة تحالفات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أمنية وطيدة‪ ،‬ووجودا فعليا في املياه الدافئة شرقي البحر األبيض املتوسط‪.‬‬

‫حمدودية التدخل الروسي والفرص الكامنة‬ ‫من خالل املحاولة التي بذلها الباحث أعاله لتحديد النطاق النوعي واملكاني للعمليات الروسية‪-‬اإليرانية املرتقبة؛ ال بد من‬ ‫التأكيد على أن التوجهات الروسية تندرج ضمن خطة بشار أسد العسكرية بتقليص سيطرة قواته على "سورية املفيدة"‬ ‫املتمثلة في دمشق وحمص والالذقية وطرطوس‪ ،‬وعلى أن محدودية التحرك الروس ي تندرج في هذا اإلطار؛ إذ إن ‪ 48‬مقاتلة‬ ‫و‪ 6‬دبابات و‪ 35‬عربة مدرعة متمركزة في قاعدتي‪" :‬حميميم" الجوية و"طرطوس" البحرية‪ ،‬ال يمكن أن تنفذ عملية‬ ‫"احتالل" أو "اجتياح" للقطر السوري‪ ،‬خاصة وأن قوام القوات الخاصة وسالح البحرية التي تم حشدها ال يتجاوز ‪1776‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جنديا روسيا يعمل أغلبهم في مجال تقنيات الرصد والدفاع الجوي‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫كما أن الضغوط االقتصادية على موسكو تمنعها من شن حملة اجتياح بري واسع النطاق خارج البالد‪ ،‬إذ إن عملية ّ‬ ‫ضم‬ ‫شبه جزيرة القرم قد فاقمت من الضغوط االقتصادية على روسيا التي باتت تعاني من‪ :‬العزلة الدولية‪ ،‬وهبوط أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬وتراجع قيمة الروبل‪ ،‬وارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬وزيادة أسعار بعض املواد الغذائية األساسية إلى حد ‪ 30‬في املائة‪.‬‬ ‫ويجدر التنبيه إلى أن الدعم الروس ي األخير للنظام السوري ليس األول وال األكبر من نوعه؛ فقد حصلت دمشق في السنوات‬ ‫املاضية على منظومات دفاع جوي متطورة‪ ،‬ومروحيات قتالية‪ ،‬وقامت موسكو بتطوير وتحديث أسراب طائرات "ميغ"‬ ‫و"سوخوي" منذ عام ‪2012‬؛ كما استلم جيش النظام في السنوات األربعة املاضية كميات كبيرة من العربات املدرعة‬ ‫واملدفعية الثقيلة والدبابات املتطورة والذخيرة من مختلف األعيرة‪ ،‬وكانت االستخبارات الروسية تزود رئاسة األركان في‬ ‫دمشق بأماكن تواجد املعارضة وسبل استهدافها‪ ،‬دون أن يغير ذلك من ترجح امليزان العسكري لصالح املعارضة أو يساعد‬ ‫على منع نظام بشار املتفكك من االنهيار‪.‬‬ ‫وتشير مصادر أمنية مطلعة إلى أن التدخل الروس ي األخير قد جاء عقب معلومات مؤكدة بأن النظام السوري على وشك‬ ‫السقوط‪ ،‬حيث تقلصت سيطرته على البالد إلى نحو ‪ 18‬باملائة‪ ،‬في حين استنفذ جيشه ‪ 93‬باملائة من مخزونه من‬ ‫ً‬ ‫الصواريخ‪ ،‬ولم يعد قادرا على استعادة سيطرته أو إرجاع أي منطقة فقدها في األشهر املاضية‪ ،‬ودفعت هذه الهزائم بشار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نحو التفكير باستخدام مخزونه من األسلحة الكيميائية املتبقية لحماية العاصمة من الثوار الذي أحرزوا تقدما ملحوظا‬ ‫في األسابيع القليلة املاضية‪.‬‬ ‫وال يتوقع أن تسفر عمليات شحن املزيد من قطعان املرتزقة الشيعة إلى األراض ي السورية بتغيير فعلي؛ إذ إن التقارير‬ ‫العسكرية تؤكد فشل سياسة الحشد الطائفي التي يقوم بها قاسم سليماني بسبب قصر فترة تدريب هذه القوات على ستة‬ ‫أسابيع في مخيمات‪ ،‬وعجز هؤالء املقاتلين عن املواجهة‪ ،‬وتشير املصادر إلى أن املبادرة اإليرانية‪-‬الروسية األخيرة تأتي‬ ‫كمحاولة لوقف االستنزاف املالي الذي تعاني منه طهران بعد أن أنفقت نحو ‪ 40‬مليار دوالر إلنقاذ نظام بشار‪ ،‬وتوجهها‬ ‫للتركيز على تحسين وضعها االقتصادي عقب االتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الغربية‪ ،‬إضافة إلى إدراك الحكم في‬ ‫طهران أن قدرتها على دعم بشار ال بد وأن تنضب في ظل الخسائر الكبيرة التي يعاني منها نظامه‪.‬‬ ‫وتأتي أنباء حشد إيران للمزيد من املرتزقة على خلفية إنهاك "حزب هللا" وتكبده نحو ‪ 1800‬قتيل و‪ 3000‬جريح منذ تدخله‬ ‫في سورية‪ ،‬واضطراره لعقد الهدن مع املعارضة حتى يتمكن من استعادة معنويات قواته املنهارة‪ ،‬مما يؤكد على أن العمليات‬ ‫املرتقبة ستكون محدودة بإطار زمني ال يتعدى شهرين‪ ،‬وستنحصر في إطار القيام بضربات ترجيحية تحاول استعادة توازن‬ ‫النظام في املناطق التي فقدها في املعارك األخيرة‪ ،‬وستشنها قوات منهكة سبق وأن انكسرت في معارك سابقة مع املعارضة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫وفي ظل هذه املعطيات؛ يؤكد املسؤولون الروس على أن الهدف من العملية العسكرية يقتصر على‪ :‬ترجيح كفة النظام‪،‬‬ ‫والتوصل إلى وقف إلطالق النار‪ ،‬والبدء في مفاوضات املرحلة االنتقالية‪ ،‬وذلك في ظل إدراك الكرملين أنه من غير الواقعي‬ ‫محاولة القضاء على عشرات آالف املقاتلين الذين يتمتعون بأفضلية القتال على أرضهم‪ ،‬ويستفيدون من تحول‬ ‫االستراتيجية العسكرية لجيش النظام إلى "الدفاع" وفقدانه عنصر املبادرة‪ ،‬وضعف الكفاءة القتالية للميلشيات التابعة‬ ‫إليران‪ ،‬وذلك في مقابل توحد فصائل املعارضة واعتمادها تكتيكات قتالية متطورة‪ ،‬وتحقيقها اختراقات غير مسبوقة في‬ ‫حروب املدن من خالل املواكبة ما بين العمليات النوعية ضد التحصينات الخارجية‪ ،‬وتوظيف القصف الصاروخي عالي‬ ‫الدقة الستهداف نقاط األمن الداخلية‪.‬‬

‫نتائج وتوصيات‬ ‫وللتعامل مع مخاطر الحشد الروس ي وعملياته املرتقبة يتعين على املعارضة أن تبادر إلى اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫تبني سياسة "الكمون االستراتيجي"‪ :‬والذي يتمثل في امتصاص الضربات املبدئية‪ ،‬واستيعاب عنصر املفاجأة من‬ ‫خالل رصد التحركات واستقراء نمط العمليات املعادية‪ ،‬وتجنب استدراجها في مواجهات غير متكافئة في هذه ا لفترة‬ ‫الحاسمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬تنفيذ استراتيجية "إعادة التموضع"‪ :‬لتشتيت إحداثيات غرفة العمليات املشتركة ببغداد‪ ،‬وذلك من خالل عدة‬ ‫صيغ أبرزها‪" :‬االنتشار الكيفي"‪ ،‬وتجنب التجمعات‪ ،‬وشن حرب العصابات‪ ،‬وتنفيذ العمليات الخاصة‪ ،‬واملبادرة إلى‬ ‫"إعادة التشكيل"‪.‬‬ ‫ت‪ .‬إنشاء "غرفة عمليات سورية مشتركة"‪ :‬حيث تمثل عملية إغالق غرفة العمليات املشتركة في األردن "املوك" فرصة‬ ‫سانحة إلنشاء غرفة عمليات سورية تعزز مفاهيم األمن الوطني‪ ،‬وتمنح فصائل املعارضة ما تحتاجه من شخصية‬ ‫اعتبارية في املعادلة اإلقليمية‪ ،‬وذلك من خالل تبني استراتيجيات "إدارة األزمة"‪ ،‬واتباع وسائل احترافية لتبادل‬ ‫املعلومات‪ ،‬ورسم الخطط‪ ،‬وتقدير املوارد املطلوبة‪ ،‬وتوظيف مصادر القوة الكامنة بمختلف أبعادها‪ ،‬ووضع ذلك‬ ‫في إطار قالب تطبيقي يستوعب التحوالت اإلقليمية والدولية وآليات توظيفها في إفشال خطة التدخل الخارجي‪.‬‬ ‫ث‪ .‬إعداد خطة للمحافظة على "املكتسبات االستراتيجية"‪ :‬عبر تحديد األولويات‪ ،‬وتنفيذ عمليات اإلخالء‪ ،‬وتنسيق‬ ‫خطط الكر والفر‪ ،‬وإعادة التشكل في إطار املحافظة على البؤر االستراتيجية التي اكتسبتها املعارضة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التوسع في مناطق "الخاصرة الرخوة" التي ال تصل إليها ميلشيات املرتزقة وال تطالها عمليات القصف الجوي‪.‬‬ ‫ج‪ .‬التركيزعلى العمليات النوعية والضربات املوضعية في املناطق اآلمنة للنظام‪ :‬وذلك من خالل شن عمليات نوعية‬ ‫تطال النظام في مقراته اآلمنة وتستثمر مشاعر السخط في صفوف خزانه البشري الذي يتنامى سخطه من قيادة‬ ‫ً‬ ‫بشار‪ ،‬وخاصة في قلب العاصمة ومحيطها‪ ،‬فضال عن محاولة نقل املواجهات إلى مناطق متفرقة في محافظتي‬ ‫الالذقية وطرطوس‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


‫ح‪ .‬إعادة صياغة التحالفات اإلقليمية‪ :‬حيث يحاول تحالف (موسكو‪-‬طهران‪-‬بغداد‪-‬دمشق) توظيف "فراغ املجال"‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الغربي ‪-‬عسكريا وأمنيا‪ -‬لفرض عزلة على بعض القوى اإلقليمية وعلى رأسها الرياض وأنقرة‪ ،‬وال شك في أن‬ ‫االستفادة من هذه القوى كداعم يتجه نحو التحلل من بعض القيود وااللتزامات الدولية‪ ،‬والتعامل معه كظهير‬ ‫دبلوماس ي يتحدث بقوة في األروقة الدولية‪ ،‬دون التقليل من قدرة الكوادر السورية التي أنتجتها األزمة على رفد‬ ‫الساحة بأطروحات جديدة في مقابل ترهل الدبلوماسية الدولية‪ ،‬والدفع نحو مبادرة تقوم على التخطيط السليم‬ ‫والتشكيل البنيوي املتوافق مع متطلبات املرحلة‪.‬‬ ‫خ‪ .‬اإلعداد لخطة تحول سياس ي تحظى بإجماع وطني‪ :‬تنطلق من منظور وطني وترتكز على مفاهيم االحترافية‬ ‫واالنضباط وتعمل على توفير االحتياجات األساسية للشعب السوري‪ ،‬وتفهم املتطلبات األمنية لدول الجوار‪ ،‬واألخذ‬ ‫بزمام املبادرة للتقدم بمبادرة وطنية جامعة على أنقاض الدكتاتورية املتهاوية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪info@OmranDirasat.org | www.OmranDirasat.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.