ورقة تحليلية مسار السياسة والعالقات الدولية
مركزعمران للدراسات االستراتيجية ً ً ً دولة ومجتمعا وإنسانا ،ترقى لتكون مؤسسة بحثية مستقلة ذات دور رائد في البناء العلمي واملعرفي لسوريا واملنطقة ً مرجعا لترشيد السياسات ولرسم االستراتيجيات. ً ً ً ورافدا ّ لصناع القرار في تأسس املركز في تشرين الثاني/نوفمبر 3102كمؤسسة بحثية تسعى ألن تكون مرجعا أساسا ّ سوريا واملنطقة في املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعيةُ .ينتج املركز الدراسات املنهجية املنظمة التي تساند املسيرة العملية ملؤسسات الدولة واملجتمع ،وتدعم آليات اتخاذ القرار ،وتحقق التكامل املعلوماتي وترسم خارطة األولويات. ّ ّ مما يمكن من وضع تعتمد أبحاث املركز على الفهم الدقيق والعميق للواقع ،ينتج عنه تحديد االحتياجات والتطلعات الخطط التي ّ يحقق تنفيذها تلك االحتياجات.
املوقع اإللكتروني www.OmranDirasat.org البريد اإللكتروني info@OmranDirasat.org تاريخ اإلصدار 9أيلول/سبتمبر 3102 جميع الحقوق محفوظة © مركز عمران للدراسات االستراتيجية 3102
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
املحددات
الحرب بالوكالة التدخل غيراملكلف أولوية امللف النووي اإليراني صعوبة الحسم دون استراتيجية طويلة األجل
محاور استراتيجية محاربة "تنظيم الدولة" محور عسكري
محور سياس ي
تحالف دولي
مستندات قانونية
سيناريوهات محاربة التنظيم في الجغرافية السورية تنسيق أو توظيف األسد دعم املعارضة " املعتدلة" توظيف طرفي النزاع ملحاربة التنظيم
ا ملصدر :مركز دراسة الحروب -خريطة تمدد تنظيم " الدولة اإلسالمية " في حزيران - 3102
َ ُ تنظيم " الدولة اإلسالمية "الواليات املتحدة األمريكية على مراجعة سياساتها لقد أجبر تجاه ملفات الصراع في املشرق العربي واالنتقال من تموضعات الزهد في التدخل والقيادة من الخلف إلى دوائر االقحام ّ والريادة ،وذلك ألسباب عدة أهمها: خطورة تبعات تمكين سلطة التنظيم وتغلغلها بالطبقات االجتماعية باملنطقة. عدم القدرة على االستمرار بتوظيف التنظيم بما يتفق مع املصلحة اإلقليمية
الخياراألقل ضررا
]![Add More Great Info Here
السيرباتجاه تعزيزالفاعليات
السياسية واملعالجات الشاملة
والدولية. تهديد رغبات "الدولة" الناشئة لألمن القومي ألمريكا وحلفائها باملنطقة .حيث ً ست ُ ؤثر سلبا على املسار التطوري التنموي وسيهدد التجارة الحرة ملوارد الطاقة في الخليج واملشرق العربي.
[You Have Room for Another التي تفض ي إلى دولة سورية ]!One Here
جديدة
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة0 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
وستراعي هذه املراجعات السياسية أربع محددات خاضعة للفهم األوبامي: .1الحرب بالوكالة مع إمكانية القيام بالعمليات العسكرية الجوية. .3التدخل غيراملكلف ً وفاء للشعارات والوعود االنتخابية بما يرجح املطالب الداخلية على الضرورات الخارجية. .3إنهاء ملف النووي اإليراني والذي ماتزال القيادة السياسية االمريكية ترتأيه أولوية رئيسية في املنطقة. .2صعوبة حسم الصراع مع تنظيم الدولة خالل والية أوباما الحالية. والجدير باالنتباه أن تلك املحددات التي تستوجب خطة طويلة املدى ال تعني البطء في اتخاذ القرار والبدء في التنفيذ ،ألن سلسلة املهام طويلة وعميقة تحتاج لتظافر عدة مستويات في منظومة املعالجة ،وقد تم البدء بقوننتها على الصعيد ً ً املحلي األمريكي بعد القرار األممي الذي شكل مستندا قانونيا يجيز التدخل ،وبإعادة صياغة مشاريع قوانين الهجرة واللجوء لضمان عدم االختراق ،1باإلضافة إلى مشروع قانون يتيح للواليات املتحدة استعمال القوة العسكرية ضد اإلرهاب الدولي في أي مكان سواء يهدد أو ال يهدد األمن األمريكي وضد أي دولة أو منظمة أو أشخاص داعمة أو حاضنة للـ "اإلرهاب"، عال مع الناتو والحلفاء االقليميين.2 وذلك بتنسيق ٍ ومن بين التدافعات الجيوسياسية التي يفرضها تحرك تنظيم "الدولة اإلسالمية" العسكري هي: تحول مواجهة امللف السوري من إدارة سياسية للصراع إلى الفعل السياس ي والعسكري الدولي عبر آليات مباشرة، انصهار مفرزات امللف السوري مع اضطرابية وفوض ى الحراك السياس ي والعسكري في العراق، ً ً كما شبكت بين الخيارات املتاحة تشبيكا عضويا ال يمكن فصله.
املالمح العامة لالستراتيجية األمريكية ُ ترتسم الخيارات األمريكية وفق رؤية قائمة على املوازنة بين القوى املختلفة وتوظيف هذا التوازن لخدمة أولويات الواليات املتحدة االمريكية املتداخلة واملتعارضة في التعامل مع ظاهرة تنظيم " الدولة" .ويمكن إيجازهذه األولويات بالتالي: ّ الحد من تجذر حركة التنظيم والعمل الجاد على تحجيمه وشل أدواته .ومنع أفراده من العودة إلى بالدهم واالستمرار بنهج تطويقهم في الجغرافية املشرقية لتطالهم نار الحرب وتنهيهم. استرجاع السيطرة على العراق واإلمساك بخيوطه بشكل أوثق ،لقيمته الذاتية كبلد ذي موقع استراتيجي ونفطي، وألمل اإلمساك بالورقة الكردية كأداة ضغط على جميع الالعبين في املنطقة. استخدام عقدة داعش – بادية الشام كأداة تفاوضية في شأن النووي اإليراني.
-1للمزيد راجع الخطة التي طرحها السيناتور كوتس ،تحدث فيها عن ضرورة إعادة صياغة القوانين األمريكية للهجرة واللجوء http://www.realclearpolitics.com/articles/2014/08/25/what_we_must_do_about_isis_123757.html
-2مشروع قانون تقدم به عضو الكونغرس فرانك وولف للمزيد راجع الرابط التالي: /http://justsecurity.org/14568/exhibit-1-authorize-armed-conflict
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة3 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
توليف السلوك التركي بما يضمن دائرة املصالح األمريكية. تطويع التحالفات والتمحورات اإلقليمية املستعدة للتعاون في مجال مكافحة "اإلرهاب" ،وتوظيفه في سياق التحالف الدولي. ضرورة االنخراط املباشر في بلورة الخيارات السياسية الخاصة باملنطقة وبشكل يراعي الخصوصية املحلية ً ً ويساعد في تهيئة مناخ سياس ي ُي ّ صدر إطارا تتشارك فيه القوى الوطنية وتنخرط جمعيا في محاربة التنظيم (كالعراق ً نموذجا). وتقوم هذه االستراتيجية على أربعة محاور متوازية ستحاول وهي:
املستند القانوني
الخيارات العسكرية
"محاربة اإلرهاب" الخيارات السياسية واالجتماعية
تحالفات إقليمية
َ َُ وستتشكل االستراتيجية االمريكية بعد تدارس مجموع خيارات وسيناريوهات تحقق غاية أمريكا وحلفائها وتؤمن مقاربة سياسية لدفع جميع األطراف ملحاربة التنظيم كل حسب مقدراته وامكانياته. ويوضح الجدول التالي أهم املهمات املراد تنفيذها كحزم غايات لضرب التنظيم داخل املجال السوري في هذا الصدد:3
-3للمزيد راجع الروابط التالية والتي تم استخالص حزم الغايات منها: http://csis.org/publication/iraq-time-act http://www.businessinsider.com/obama-risks-falling-into-a-trap-in-syria-2014-8 http://www.realclearpolitics.com/articles/2014/08/25/what_we_must_do_about_isis_123757.html
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة2 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
الحزمة السياسية واالجتماعية
الحزمة العسكرية
حزمة املهام الخارجية
ّ البغدادي تقييم عدة خيارات تتعلق بحل األزمة في عدم جدوى التدخل العسـكري األمريكي البري ض ـ ــي اعالمي مض ـ ــاد للخطاب س ـ ـ ــوريا إما عبر تمكين املعارض ـ ـ ــة أو جر
وتتدارس خياري النظام أو املعارضــة أو كليهما
الذي " يسـ ـ ـ ــعى لبث الفتنة بين الس ـ ـ ــنة
الطرفين للتفاوض أو تعزيز س ـ ـ ــياس ـ ـ ــات
ليقموا باملهمات البرية.
والشـ ـ ـ ــيعــة" وأنــه "الخطر الحقيقي على
الهدن ،أو تمكين النظام. تعزيز الدولة الس ــورية خش ــية أن يخدم
تصفية القيادات العسكرية كونهم املخططين الرئيسين وتدمير القوة التجنيدية للتنظيم.
النجف وكربالء ومك ــة وامل ــدين ــة" وذل ــك عبر تنسيق مع دول املنطقة الحليفة.
قطع طرق االمــداد واالتص ـ ـ ـ ـ ــال (من الرقــة إلى التع ـ ــاون مع قطر والس ـ ـ ـ ــعودي ـ ــة لقطع ضعفها بقاء التنظيم. س ـ ـ ـ ـب ـ ــل ال ـت ـمــوي ـ ــل وع ـ ــدم دفــع األمــوال تفضيل خيار اقناع طرفي النزاع السوري املوصل). جر التنظيم إلى من ــاطق بري ــة واس ـ ـ ـ ـع ــة مث ــل الباهظة مقابل فك الرهائن. "املتوازنين" بقبول املفاوضات. س ـ ـ ـ ـيـ ــاس ـ ـ ـ ـ ــة دعم العش ـ ـ ـ ـ ــائر السـ ـ ـ ــنيـ ــة ومشروعهم السياس ي وتوظيفهم في قتال
الرتبة في العراق على الحدود األردنية والش ــعر دعم خطة محكمة تضمن حماية حدود لبنان وصد تمدد التنظيم. في بادية الشام.
تحطيم مفهوم االنتصــارات املتالحقة للتنظيم دعم مش ــاريع "محددة" في لبنان واألردن التنظيم. ً اجتماعيا وس ـ ـ ــياس ـ ـ ـ ًـيا وتوقيف تمــددهــا واسـ ـ ـ ــتغالل تمــددهــا الزائــد والخليج تسـ ــاعد على انتشـ ــار " اإلسـ ــالم التغلغل بالتنظيم املعتدل" ليقف في وجه فكر " الدولة" وتشـ ـ ـ ــوي ــه السـ ـ ـ ــلط ــة ال ــديني ــة ب ــالتنظيم (الذي يعد أكبر من طاقاتها). ً إنشـ ـ ـ ــاء تنظيمات عس ـ ـ ــكرية إقليمية مضـ ـ ـ ــادة دع ـ ـ ـ ــم ك ـ ـ ـ ــال م ـ ـ ـ ــن األردن واإلم ـ ـ ـ ــارات واستغالل الصراعات القيادية فيه. احـ ــداث مش ـ ـ ـ ـ ــاكـ ــل في التحـ ــالفـ ــات التي لـلـتـنـظـيــم ذات خـط ـ ــاب ديـنــي “مـحـلــي" بـ ــديـ ــل والسـ ـ ـ ـ ـعــوديـ ــة وتــرك ـي ـ ــا ب ـغــرض إقـ ــامـ ــة معسكرات تدريبية للمعارضة املعتدلة. للخطاب العابر للحدود. تعقدها "الدولة ".
جلب املعلومات األمنية عبرتجنيد محاور املنطقة أو عبراالختراق املباشر في صفوف القوى الفاعلة في الجغرافية السورية
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة2 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
سيناريوهات التعاطي السياس ي والعسكري في سوريا سيحدد الرئيس أوباما يوم األربعاء القادم 3102/9/01بعد ما أتمت القنوات األمريكية (وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وجهاز االستخبارات املركزي ووكالة األمن القومي) مهام تشكل التحالف الدولي مع دول الناتو ودفعت املحاور العربية (التي ً تختلف رؤاها حول طرق التعامل مع تنظيم الدولة) للسير قدما واالنخراط في هذا التحالف .ويهدف هذا التحالف إلى: املشاركة وتسهيل العمليات العسكرية. تجفيف منابع تمويل التنظيم ،عبر تقييد حركة التحويالت املالية ،ومنع التعامالت التجارية معه. منع هجرة " املتطرفين" إلى التنظيم ،أو عودتهم إلى بالدهم. تكوين بنك معلومات أمني يرصد التحركات العسكرية واالفعال االجتماعية والسياسية واالقتصادية للتنظيم وقادته. وبمعزل عن التداخالت املتشابكة واملعقدة بين الجغرافيتين العراقية والسورية ،فإن الواليات املتحدة ستسير في استراتيجية محاربة تنظيم الدولة في سورية ضمن ثالث سيناريوهات تتدارسها مؤسسات صنع القرار األمريكي:4
املصدر :مركز عمران للدراسات االستراتيجية -4لالطالع على أهم السيناريوهات املطروحة راجع الروابط االلكترونية التالية: http://www.rand.org/blog/2014/08/to-fight-isis-make-peace-with-syrias-assad.html http://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2014/08/25/the-islamic-state-or-assad-isnt-there-another-choice / http://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE126/RAND_PE126.pdf http://edition.cnn.com/2014/08/26/opinion/ford-isis-syria /
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة5 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
أوال-التحالف مع األسد تبرير ٌّ بشكل مباشر :والتبرير هنا ٌ فني يتعلق بالتكتيكات العسكرية ،فاألسد يمتلك جيش مركزي منظم ومنظومة أمنية فاعلة ،تسهل العمليات الجوية األمريكية وتسهم في تعزيز الحدود الغربية العراقية املفتوحة ويكمل مهام الجيش العراقي املتكفل بالجبهة الجنوبية والبشمركة بالجبهة الشمالية ،باإلضافة إلى أن امليلشيات التي تسانده تتقن شروط الصفقة وال تخرقها .وقد بدأت الواليات املتحدة بتهيئة هذا السيناريو (من باب تجهيز البدائل) عبر لقاء مع بعض القادة اإليرانيين في دولة خليجية على هامش املفاوضات النووية بهدف التعاون األمني املشترك في محاربة تنظيم " الدولة". بشكل غيرمباشر :إن َ ض َ رب التنظيم باتفاق مباشر مع األسد يخالف النهج السياس ي واإلعالمي األمريكي املناوئ لألسد ويصعب تبريره ،وهنا يجب اتاحة الفرصة لألسد لضرب التنظيم بأسلحته التي استلمها األول من الروس واإليرانيين، ً اعتقادا من األسد بأنه سيتوافق مع الواليات املتحدة األمريكية ،وبمعنى آخر توظيف نظام األسد في هذه الحرب بدون ً ارتباط مباشر واستغالل متطلبات الحرب التي تستوجب حكومة مركزية وجيشا ذا مرجعية سياسية واحدة. ويعزز هذا الخيار عدم كفاية وقدرة قوات املعارضة املعتدلة على مواجهة التنظيم ،إضافة إلى أن اعتدال املعارضة السورية أمر فيه شبهة من وجهة النظر األمريكية ،حيث تعتقد الواليات املتحدة أن املرجعية الفقهية ملعظم الحركات اإلسالمية املسلحة هي مرجعية سلفية "متطرفة". إن اعتماد الواليات املتحدة على نظام األسد بحجة مركزية جيشه وفعالية أجهزة األمنية ،هوخيارغيرواقعي وال يحقق الغاية املرجوة ألسباب عدة أهمها: تآكل املركزية في الجيش منذ تسلم وزير الدفاع الحالي حيث أضحى كل قائد وحدة عسكرية هو اآلمر الناهي ،مما أفض ى الى ظهور أمراء حرب ضمن صفوف املؤسسة العسكرية. تضارب غايات املجموعات املساندة للجيش (شبيحة – قوات دفاع مدني – وحدات دفاع محلية – ميلشيا حزب هللا –ميلشيات عراقية). الخسارات املتكررة للجيش سواء في الرقة أو الغوطة أو حتى في القنيطرة. املعلومات األمنية املرتجى تحصيلها من النظام هو أمر مبالغ فيه وفيه إيهام وتضليل.
ثانيا-التحالف مع قوى املعارضة السورية املعتدلة
ً ً وهو السيناريو األكثر تداوال اعالميا ،وفي سبيل ذلك تدرس الواليات املتحدة خيار تدريب املعارضة السورية املعتدلة في
بعض الدول املجاورة ،ودفعت في الوسط املعارض تكوين جبهة موحدة ضد التنظيم ،لضربه فحسب من غير أن يمكنها من تغيير التوازن العسكري في سورية .ومن املهم التنويه إلى أن معظم توصيات مراكز الدراسات األمريكية في هذا املجال لم تثمن هذه الخطوة واعتبرتها غير مجدية.
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة6 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
هنالك عدة أسباب سياسية بحتة تجعل الواليات املتحدة تفكر في هذا الخيار أهمها الفشل شبه املحتم في تعويم نظام األسد وقبوله في التحالف ضد "الدولة" ،سواء أتعلق األمر بدول املنظومة الخليجية بما فيهما قطر والسعودية ،أو تركيا التي عزز رجب أرودغان (الذي لن يقبل هذا التعويم) موقعه القيادي فيها بمنصب الرئاسة األولى .حتى فرنسا وبريطانيا ً ً قد عبرتا عن رفضهما للتحالف مع األسد ،وهذا ما أكده أيضا االتحاد األوروبي معتبرا أن التنظيم هو أحد مفرزات وحشية نظام األسد.
ثالثا-توظيف طرفي الصراع في هذه الحرب
ً وهو السيناريو األكثر ترجيحا ،ويبرز فيه احتماالن :احتمال مرتبط بتهيئة ظروف التفاوض وآخر في حال فشل األول. يفيد االحتمال األول بأن محاربة التنظيم تستوجب إنهاء االقتتال في سورية وتبديد أسباب التطرف ،وألن املجتمع الدولي يفضل حل املشكلة السورية عبر املفاوضات ،لذا يتوجب اقناع الطرفين قبول املفاوضات ،وعند ذلك يتوجب على الواليات املتحدة إعطاء ضمانات حقيقية للمجموعات من الطرفين التي تقبل التفاوض إلعادة بناء سوريا ضمن اتفاق دولي بإشراف األمم املتحدة لتمكين خيار التفاوض وفق االفتراض التالي: ً أساس حل األزمة السورية هو الهدنة وأن األسد سيقبل بها ألنها ستمنحه شرعية ونفوذا على جزء من سوريا ،حيث تتيح سياسة التمكين الثنائي (نظام ومعارضة) فرصة ملحاربة مشتركة ضد التنظيم. ويستوجب هذا السيناريو إنشاء مناطق آمنة عبر مجموعات دولية (قد يكون الناتو ومجموعات غربية) ،5وبذل جهود ً دبلوماسية مكثفة تضمن تدخل قوات حفظ السالم لهذه املناطق تؤدي أغراضا إنسانية. أما االحتمال الثاني املرتبط في تعثر مسار التفاوض وفي حال عدم الرغبة في التعامل مع األسد فإن حل الدولتين ً املنفصلتين سيكون األنسب امريكيا وفي هاتين الدولتين ستسمر الواليات املتحدة بضرب التنظيم واضعافه واستنزاف طاقاته.
الخياراألقل ضررا إن تطويق وتجفيف موارد "التطرف" املالية والبشرية يتطلب تظافر الجهود السياسية وتطويعها لتكريس حل سياس ي عادل يحقق الغايات املجتمعية ،والتي ستفرز بنية رافضة ألي حراك تطرفي يهدد االستقرار. وتفيدنا التجربة العراقية في التدليل على فشل الخيارات العسكرية إن لم يرافقها حل سياس ي يتيح للمجتمع فرص ً ً ثانيا ،حيث َّ حتم التجاهل التفاعالت املشاركة الحقيقية في عمليات بناء الدولة على صعيد الهوية أوال وعلى باقي الصعد االجتماعية ودورها في حصانة الدولة فشل استقرار العراق إضافة إلى ما سببه االستمرار في السياسات الحكومية العراقية -5راجع الرابط االلكتروني التالي:
http://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE126/RAND_PE126.pdf _______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة7 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "
التي زادت تشظي املجتمع وأزمت مظلومية فرقه املتعددة ،فأنتجت دولة فاشلة َّ فر 85ألف من جنودها "االحترافيين" أمام ألفي مقاتل من تنظيم الدولة. وبناء على ذلك وفيما يخص محاربة التنظيم في سورية فإن الخيار الذي يتوقع أن يكون َّ أقل ضررا هو السير باتجاه تعزيزالفاعليات السياسية واملعالجات الشاملة التي تفض ي إلى دولة سورية جديدة ويقوم هذا الخيارعلى:
ً حتمية رحيل رأس النظام حيث سيشكل ذلك مناخا يرجح لغة السياسة على االقتتال (وكمثال تنحية املالكي عن رأس الحكم في العراق والبدء بحلول سياسية).
قيام سلطة وطنية تشاركية تحافظ على ما بقي من بنى الدولة وتضمن تحقيق العدالة االنتقالية.
ً ً ً وسيوفر هذا الخيار مناخا سياسيا جاذبا باملعنى االجتماعي لكل األطياف املتعبة (وهم األغلبية) من التجاذبات اإلقليمية وينهي إخضاع قطاعات الدولة ُوبناها االجتماعية والسياسية واالقتصادية لالستقطاب اإلقليمي والدولي ،ويمتن جبهة املجتمع الداخلية األصيلة ،وبهذا يتقاطع الخيار السياس ي مع املتطلبات املجتمعية وبالتالي يقلص تأثير أي جهة وتنظيم راديكالي وينحسر. والجديربالذكرواملسلم به بأن أي حرب ضد التنظيم دون حل األزمة السورية سيزيد من أمرين مهمين في بقاء التنظيم وتجديده وهما: غياب األمل في التحرر من استبداد النظام الحاكم سيزيد من التطرف وبالتالي انصهار وانضمام معظم قواعد القطاعات العسكرية املعارضة في هذا التنظيم. إن اإلغراق في النهج البراغماتي األمريكي الذي يكرس إيران " الشيعية" في املشرق العربي ذي األغلبية ّ البغدادي "السنية" مقابل صفقات في املجال النووي ومجال مكافحة اإلرهاب سيزيد من شرعية الخطاب والتأثيرفي بناء جيل قاعدي جديد.
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة8 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
الصفحة0 :
عمران للدراسات االستراتيجية
Omran for Strategic Studies