American map to face islamic republicخارطة الخيارات الأميريكية اتجاه محاربة الدولة الإسلامية.pdf

Page 1

‫ورقة تحليلية‬ ‫مسار السياسة والعالقات الدولية‬


‫مركزعمران للدراسات االستراتيجية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دولة ومجتمعا وإنسانا‪ ،‬ترقى لتكون‬ ‫مؤسسة بحثية مستقلة ذات دور رائد في البناء العلمي واملعرفي لسوريا واملنطقة‬ ‫ً‬ ‫مرجعا لترشيد السياسات ولرسم االستراتيجيات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورافدا ّ‬ ‫لصناع القرار في‬ ‫تأسس املركز في تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ 3102‬كمؤسسة بحثية تسعى ألن تكون مرجعا أساسا‬ ‫ّ‬ ‫سوريا واملنطقة في املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ُ .‬ينتج املركز الدراسات املنهجية املنظمة التي تساند‬ ‫املسيرة العملية ملؤسسات الدولة واملجتمع‪ ،‬وتدعم آليات اتخاذ القرار‪ ،‬وتحقق التكامل املعلوماتي وترسم خارطة‬ ‫األولويات‪.‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫مما يمكن من وضع‬ ‫تعتمد أبحاث املركز على الفهم الدقيق والعميق للواقع‪ ،‬ينتج عنه تحديد االحتياجات والتطلعات‬ ‫الخطط التي ّ‬ ‫يحقق تنفيذها تلك االحتياجات‪.‬‬

‫املوقع اإللكتروني ‪www.OmranDirasat.org‬‬ ‫البريد اإللكتروني ‪info@OmranDirasat.org‬‬ ‫تاريخ اإلصدار ‪ 9‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪3102‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة © مركز عمران للدراسات االستراتيجية ‪3102‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫املحددات‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الحرب بالوكالة‬ ‫التدخل غيراملكلف‬ ‫أولوية امللف النووي اإليراني‬ ‫صعوبة الحسم دون استراتيجية‬ ‫طويلة األجل‬

‫محاور استراتيجية محاربة‬ ‫"تنظيم الدولة"‬ ‫محور عسكري‬

‫محور سياس ي‬

‫تحالف دولي‬

‫مستندات قانونية‬

‫سيناريوهات محاربة التنظيم في‬ ‫الجغرافية السورية‬ ‫‪ ‬تنسيق أو توظيف األسد‬ ‫‪ ‬دعم املعارضة " املعتدلة"‬ ‫‪ ‬توظيف طرفي النزاع ملحاربة‬ ‫التنظيم‬

‫ا ملصدر‪ :‬مركز دراسة الحروب ‪ -‬خريطة تمدد تنظيم " الدولة اإلسالمية " في حزيران ‪- 3102‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تنظيم " الدولة اإلسالمية "الواليات املتحدة األمريكية على مراجعة سياساتها‬ ‫لقد أجبر‬ ‫تجاه ملفات الصراع في املشرق العربي واالنتقال من تموضعات الزهد في التدخل والقيادة‬ ‫من الخلف إلى دوائر االقحام ّ‬ ‫والريادة‪ ،‬وذلك ألسباب عدة أهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬خطورة تبعات تمكين سلطة التنظيم وتغلغلها بالطبقات االجتماعية باملنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬عدم القدرة على االستمرار بتوظيف التنظيم بما يتفق مع املصلحة اإلقليمية‬

‫الخياراألقل ضررا‬

‫]!‪[Add More Great Info Here‬‬

‫السيرباتجاه تعزيزالفاعليات‬

‫السياسية واملعالجات الشاملة‬

‫والدولية‪.‬‬ ‫‪ ‬تهديد رغبات "الدولة" الناشئة لألمن القومي ألمريكا وحلفائها باملنطقة‪ .‬حيث‬ ‫ً‬ ‫ست ُ‬ ‫ؤثر سلبا على املسار التطوري التنموي وسيهدد التجارة الحرة ملوارد الطاقة في‬ ‫الخليج واملشرق العربي‪.‬‬

‫‪[You Have Room for Another‬‬ ‫التي تفض ي إلى دولة سورية‬ ‫]!‪One Here‬‬

‫جديدة‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪0 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫وستراعي هذه املراجعات السياسية أربع محددات خاضعة للفهم األوبامي‪:‬‬ ‫‪ .1‬الحرب بالوكالة مع إمكانية القيام بالعمليات العسكرية الجوية‪.‬‬ ‫‪ .3‬التدخل غيراملكلف ً‬ ‫وفاء للشعارات والوعود االنتخابية بما يرجح املطالب الداخلية على الضرورات الخارجية‪.‬‬ ‫‪ .3‬إنهاء ملف النووي اإليراني والذي ماتزال القيادة السياسية االمريكية ترتأيه أولوية رئيسية في املنطقة‪.‬‬ ‫‪ .2‬صعوبة حسم الصراع مع تنظيم الدولة خالل والية أوباما الحالية‪.‬‬ ‫والجدير باالنتباه أن تلك املحددات التي تستوجب خطة طويلة املدى ال تعني البطء في اتخاذ القرار والبدء في التنفيذ‪ ،‬ألن‬ ‫سلسلة املهام طويلة وعميقة تحتاج لتظافر عدة مستويات في منظومة املعالجة‪ ،‬وقد تم البدء بقوننتها على الصعيد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املحلي األمريكي بعد القرار األممي الذي شكل مستندا قانونيا يجيز التدخل‪ ،‬وبإعادة صياغة مشاريع قوانين الهجرة‬ ‫واللجوء لضمان عدم االختراق‪ ،1‬باإلضافة إلى مشروع قانون يتيح للواليات املتحدة استعمال القوة العسكرية ضد اإلرهاب‬ ‫الدولي في أي مكان سواء يهدد أو ال يهدد األمن األمريكي وضد أي دولة أو منظمة أو أشخاص داعمة أو حاضنة للـ "اإلرهاب"‪،‬‬ ‫عال مع الناتو والحلفاء االقليميين‪.2‬‬ ‫وذلك بتنسيق ٍ‬ ‫ومن بين التدافعات الجيوسياسية التي يفرضها تحرك تنظيم "الدولة اإلسالمية" العسكري هي‪:‬‬ ‫‪ ‬تحول مواجهة امللف السوري من إدارة سياسية للصراع إلى الفعل السياس ي والعسكري الدولي عبر آليات مباشرة‪،‬‬ ‫‪ ‬انصهار مفرزات امللف السوري مع اضطرابية وفوض ى الحراك السياس ي والعسكري في العراق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬كما شبكت بين الخيارات املتاحة تشبيكا عضويا ال يمكن فصله‪.‬‬

‫املالمح العامة لالستراتيجية األمريكية‬ ‫ُ‬ ‫ترتسم الخيارات األمريكية وفق رؤية قائمة على املوازنة بين القوى املختلفة وتوظيف هذا التوازن لخدمة أولويات الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية املتداخلة واملتعارضة في التعامل مع ظاهرة تنظيم " الدولة"‪ .‬ويمكن إيجازهذه األولويات بالتالي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الحد من تجذر حركة التنظيم والعمل الجاد على تحجيمه وشل أدواته‪ .‬ومنع أفراده من العودة إلى بالدهم‬ ‫‪‬‬ ‫واالستمرار بنهج تطويقهم في الجغرافية املشرقية لتطالهم نار الحرب وتنهيهم‪.‬‬ ‫‪ ‬استرجاع السيطرة على العراق واإلمساك بخيوطه بشكل أوثق‪ ،‬لقيمته الذاتية كبلد ذي موقع استراتيجي ونفطي‪،‬‬ ‫وألمل اإلمساك بالورقة الكردية كأداة ضغط على جميع الالعبين في املنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام عقدة داعش – بادية الشام كأداة تفاوضية في شأن النووي اإليراني‪.‬‬

‫‪ -1‬للمزيد راجع الخطة التي طرحها السيناتور كوتس‪ ،‬تحدث فيها عن ضرورة إعادة صياغة القوانين األمريكية للهجرة واللجوء‬ ‫‪http://www.realclearpolitics.com/articles/2014/08/25/what_we_must_do_about_isis_123757.html‬‬

‫‪ -2‬مشروع قانون تقدم به عضو الكونغرس فرانك وولف للمزيد راجع الرابط التالي‪:‬‬ ‫‪/http://justsecurity.org/14568/exhibit-1-authorize-armed-conflict‬‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪3 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫‪ ‬توليف السلوك التركي بما يضمن دائرة املصالح األمريكية‪.‬‬ ‫‪ ‬تطويع التحالفات والتمحورات اإلقليمية املستعدة للتعاون في مجال مكافحة "اإلرهاب"‪ ،‬وتوظيفه في سياق‬ ‫التحالف الدولي‪.‬‬ ‫‪ ‬ضرورة االنخراط املباشر في بلورة الخيارات السياسية الخاصة باملنطقة وبشكل يراعي الخصوصية املحلية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويساعد في تهيئة مناخ سياس ي ُي ّ‬ ‫صدر إطارا تتشارك فيه القوى الوطنية وتنخرط جمعيا في محاربة التنظيم (كالعراق‬ ‫ً‬ ‫نموذجا)‪.‬‬ ‫وتقوم هذه االستراتيجية على أربعة محاور متوازية ستحاول وهي‪:‬‬

‫املستند القانوني‬

‫الخيارات العسكرية‬

‫"محاربة اإلرهاب"‬ ‫الخيارات السياسية‬ ‫واالجتماعية‬

‫تحالفات إقليمية‬

‫َ‬ ‫َُ‬ ‫وستتشكل االستراتيجية االمريكية بعد تدارس مجموع خيارات وسيناريوهات تحقق غاية أمريكا وحلفائها وتؤمن مقاربة‬ ‫سياسية لدفع جميع األطراف ملحاربة التنظيم كل حسب مقدراته وامكانياته‪.‬‬ ‫ويوضح الجدول التالي أهم املهمات املراد تنفيذها كحزم غايات لضرب التنظيم داخل املجال السوري في هذا الصدد‪:3‬‬

‫‪ -3‬للمزيد راجع الروابط التالية والتي تم استخالص حزم الغايات منها‪:‬‬ ‫‪http://csis.org/publication/iraq-time-act‬‬ ‫‪http://www.businessinsider.com/obama-risks-falling-into-a-trap-in-syria-2014-8‬‬ ‫‪http://www.realclearpolitics.com/articles/2014/08/25/what_we_must_do_about_isis_123757.html‬‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪2 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫الحزمة السياسية واالجتماعية‬

‫الحزمة العسكرية‬

‫حزمة املهام الخارجية‬

‫ّ‬ ‫البغدادي‬ ‫‪ ‬تقييم عدة خيارات تتعلق بحل األزمة في ‪ ‬عدم جدوى التدخل العسـكري األمريكي البري ‪ ‬ض ـ ــي اعالمي مض ـ ــاد للخطاب‬ ‫س ـ ـ ــوريا إما عبر تمكين املعارض ـ ـ ــة أو جر‬

‫وتتدارس خياري النظام أو املعارضــة أو كليهما‬

‫الذي " يسـ ـ ـ ــعى لبث الفتنة بين الس ـ ـ ــنة‬

‫الطرفين للتفاوض أو تعزيز س ـ ـ ــياس ـ ـ ــات‬

‫ليقموا باملهمات البرية‪.‬‬

‫والشـ ـ ـ ــيعــة" وأنــه "الخطر الحقيقي على‬

‫الهدن‪ ،‬أو تمكين النظام‪.‬‬ ‫‪ ‬تعزيز الدولة الس ــورية خش ــية أن يخدم‬

‫‪ ‬تصفية القيادات العسكرية كونهم املخططين‬ ‫الرئيسين وتدمير القوة التجنيدية للتنظيم‪.‬‬

‫النجف وكربالء ومك ــة وامل ــدين ــة" وذل ــك‬ ‫عبر تنسيق مع دول املنطقة الحليفة‪.‬‬

‫‪ ‬قطع طرق االمــداد واالتص ـ ـ ـ ـ ــال (من الرقــة إلى ‪ ‬التع ـ ــاون مع قطر والس ـ ـ ـ ــعودي ـ ــة لقطع‬ ‫ضعفها بقاء التنظيم‪.‬‬ ‫س ـ ـ ـ ـب ـ ــل ال ـت ـمــوي ـ ــل وع ـ ــدم دفــع األمــوال‬ ‫‪ ‬تفضيل خيار اقناع طرفي النزاع السوري املوصل)‪.‬‬ ‫‪ ‬جر التنظيم إلى من ــاطق بري ــة واس ـ ـ ـ ـع ــة مث ــل الباهظة مقابل فك الرهائن‪.‬‬ ‫"املتوازنين" بقبول املفاوضات‪.‬‬ ‫‪ ‬س ـ ـ ـ ـيـ ــاس ـ ـ ـ ـ ــة دعم العش ـ ـ ـ ـ ــائر السـ ـ ـ ــنيـ ــة‬ ‫ومشروعهم السياس ي وتوظيفهم في قتال‬

‫الرتبة في العراق على الحدود األردنية والش ــعر ‪ ‬دعم خطة محكمة تضمن حماية حدود‬ ‫لبنان وصد تمدد التنظيم‪.‬‬ ‫في بادية الشام‪.‬‬

‫‪ ‬تحطيم مفهوم االنتصــارات املتالحقة للتنظيم ‪ ‬دعم مش ــاريع "محددة" في لبنان واألردن‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا وس ـ ـ ــياس ـ ـ ـ ًـيا وتوقيف تمــددهــا واسـ ـ ـ ــتغالل تمــددهــا الزائــد والخليج تسـ ــاعد على انتشـ ــار " اإلسـ ــالم‬ ‫‪ ‬التغلغل بالتنظيم‬ ‫املعتدل" ليقف في وجه فكر " الدولة"‬ ‫وتشـ ـ ـ ــوي ــه السـ ـ ـ ــلط ــة ال ــديني ــة ب ــالتنظيم (الذي يعد أكبر من طاقاتها)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬إنشـ ـ ـ ــاء تنظيمات عس ـ ـ ــكرية إقليمية مضـ ـ ـ ــادة ‪ ‬دع ـ ـ ـ ــم ك ـ ـ ـ ــال م ـ ـ ـ ــن األردن واإلم ـ ـ ـ ــارات‬ ‫واستغالل الصراعات القيادية فيه‪.‬‬ ‫‪ ‬احـ ــداث مش ـ ـ ـ ـ ــاكـ ــل في التحـ ــالفـ ــات التي لـلـتـنـظـيــم ذات خـط ـ ــاب ديـنــي “مـحـلــي" بـ ــديـ ــل والسـ ـ ـ ـ ـعــوديـ ــة وتــرك ـي ـ ــا ب ـغــرض إقـ ــامـ ــة‬ ‫معسكرات تدريبية للمعارضة املعتدلة‪.‬‬ ‫للخطاب العابر للحدود‪.‬‬ ‫تعقدها "الدولة "‪.‬‬

‫جلب املعلومات األمنية عبرتجنيد محاور املنطقة أو عبراالختراق املباشر في‬ ‫صفوف القوى الفاعلة في الجغرافية السورية‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪2 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫سيناريوهات التعاطي السياس ي والعسكري في سوريا‬ ‫سيحدد الرئيس أوباما يوم األربعاء القادم ‪ 3102/9/01‬بعد ما أتمت القنوات األمريكية (وزارة الخارجية ووزارة الدفاع‬ ‫وجهاز االستخبارات املركزي ووكالة األمن القومي) مهام تشكل التحالف الدولي مع دول الناتو ودفعت املحاور العربية (التي‬ ‫ً‬ ‫تختلف رؤاها حول طرق التعامل مع تنظيم الدولة) للسير قدما واالنخراط في هذا التحالف‪ .‬ويهدف هذا التحالف إلى‪:‬‬ ‫‪ ‬املشاركة وتسهيل العمليات العسكرية‪.‬‬ ‫‪ ‬تجفيف منابع تمويل التنظيم‪ ،‬عبر تقييد حركة التحويالت املالية‪ ،‬ومنع التعامالت التجارية معه‪.‬‬ ‫‪ ‬منع هجرة " املتطرفين" إلى التنظيم‪ ،‬أو عودتهم إلى بالدهم‪.‬‬ ‫‪ ‬تكوين بنك معلومات أمني يرصد التحركات العسكرية واالفعال االجتماعية والسياسية واالقتصادية للتنظيم‬ ‫وقادته‪.‬‬ ‫وبمعزل عن التداخالت املتشابكة واملعقدة بين الجغرافيتين العراقية والسورية‪ ،‬فإن الواليات املتحدة ستسير في‬ ‫استراتيجية محاربة تنظيم الدولة في سورية ضمن ثالث سيناريوهات تتدارسها مؤسسات صنع القرار األمريكي‪:4‬‬

‫املصدر‪ :‬مركز عمران للدراسات االستراتيجية‬ ‫‪ -4‬لالطالع على أهم السيناريوهات املطروحة راجع الروابط االلكترونية التالية‪:‬‬ ‫‪http://www.rand.org/blog/2014/08/to-fight-isis-make-peace-with-syrias-assad.html‬‬ ‫‪http://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2014/08/25/the-islamic-state-or-assad-isnt-there-another-choice /‬‬ ‫‪http://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE126/RAND_PE126.pdf‬‬ ‫‪http://edition.cnn.com/2014/08/26/opinion/ford-isis-syria /‬‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪5 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫أوال‪-‬التحالف مع األسد‬ ‫تبرير ٌّ‬ ‫بشكل مباشر‪ :‬والتبرير هنا ٌ‬ ‫فني يتعلق بالتكتيكات العسكرية‪ ،‬فاألسد يمتلك جيش مركزي منظم ومنظومة أمنية‬ ‫فاعلة‪ ،‬تسهل العمليات الجوية األمريكية وتسهم في تعزيز الحدود الغربية العراقية املفتوحة ويكمل مهام الجيش العراقي‬ ‫املتكفل بالجبهة الجنوبية والبشمركة بالجبهة الشمالية‪ ،‬باإلضافة إلى أن امليلشيات التي تسانده تتقن شروط الصفقة وال‬ ‫تخرقها‪ .‬وقد بدأت الواليات املتحدة بتهيئة هذا السيناريو (من باب تجهيز البدائل) عبر لقاء مع بعض القادة اإليرانيين في‬ ‫دولة خليجية على هامش املفاوضات النووية بهدف التعاون األمني املشترك في محاربة تنظيم " الدولة"‪.‬‬ ‫بشكل غيرمباشر‪ :‬إن َ‬ ‫ض َ‬ ‫رب التنظيم باتفاق مباشر مع األسد يخالف النهج السياس ي واإلعالمي األمريكي املناوئ لألسد‬ ‫ويصعب تبريره‪ ،‬وهنا يجب اتاحة الفرصة لألسد لضرب التنظيم بأسلحته التي استلمها األول من الروس واإليرانيين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اعتقادا من األسد بأنه سيتوافق مع الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وبمعنى آخر توظيف نظام األسد في هذه الحرب بدون‬ ‫ً‬ ‫ارتباط مباشر واستغالل متطلبات الحرب التي تستوجب حكومة مركزية وجيشا ذا مرجعية سياسية واحدة‪.‬‬ ‫ويعزز هذا الخيار عدم كفاية وقدرة قوات املعارضة املعتدلة على مواجهة التنظيم‪ ،‬إضافة إلى أن اعتدال املعارضة‬ ‫السورية أمر فيه شبهة من وجهة النظر األمريكية‪ ،‬حيث تعتقد الواليات املتحدة أن املرجعية الفقهية ملعظم الحركات‬ ‫اإلسالمية املسلحة هي مرجعية سلفية "متطرفة"‪.‬‬ ‫إن اعتماد الواليات املتحدة على نظام األسد بحجة مركزية جيشه وفعالية أجهزة األمنية‪ ،‬هوخيارغيرواقعي وال يحقق‬ ‫الغاية املرجوة ألسباب عدة أهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬تآكل املركزية في الجيش منذ تسلم وزير الدفاع الحالي حيث أضحى كل قائد وحدة عسكرية هو اآلمر الناهي‪ ،‬مما‬ ‫أفض ى الى ظهور أمراء حرب ضمن صفوف املؤسسة العسكرية‪.‬‬ ‫‪ ‬تضارب غايات املجموعات املساندة للجيش (شبيحة – قوات دفاع مدني – وحدات دفاع محلية – ميلشيا حزب‬ ‫هللا –ميلشيات عراقية)‪.‬‬ ‫‪ ‬الخسارات املتكررة للجيش سواء في الرقة أو الغوطة أو حتى في القنيطرة‪.‬‬ ‫‪ ‬املعلومات األمنية املرتجى تحصيلها من النظام هو أمر مبالغ فيه وفيه إيهام وتضليل‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬التحالف مع قوى املعارضة السورية املعتدلة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وهو السيناريو األكثر تداوال اعالميا‪ ،‬وفي سبيل ذلك تدرس الواليات املتحدة خيار تدريب املعارضة السورية املعتدلة في‬

‫بعض الدول املجاورة‪ ،‬ودفعت في الوسط املعارض تكوين جبهة موحدة ضد التنظيم‪ ،‬لضربه فحسب من غير أن يمكنها‬ ‫من تغيير التوازن العسكري في سورية‪ .‬ومن املهم التنويه إلى أن معظم توصيات مراكز الدراسات األمريكية في هذا املجال‬ ‫لم تثمن هذه الخطوة واعتبرتها غير مجدية‪.‬‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪6 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫هنالك عدة أسباب سياسية بحتة تجعل الواليات املتحدة تفكر في هذا الخيار أهمها الفشل شبه املحتم في تعويم نظام‬ ‫األسد وقبوله في التحالف ضد "الدولة"‪ ،‬سواء أتعلق األمر بدول املنظومة الخليجية بما فيهما قطر والسعودية‪ ،‬أو تركيا‬ ‫التي عزز رجب أرودغان (الذي لن يقبل هذا التعويم) موقعه القيادي فيها بمنصب الرئاسة األولى‪ .‬حتى فرنسا وبريطانيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قد عبرتا عن رفضهما للتحالف مع األسد‪ ،‬وهذا ما أكده أيضا االتحاد األوروبي معتبرا أن التنظيم هو أحد مفرزات وحشية‬ ‫نظام األسد‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬توظيف طرفي الصراع في هذه الحرب‬

‫ً‬ ‫وهو السيناريو األكثر ترجيحا‪ ،‬ويبرز فيه احتماالن‪ :‬احتمال مرتبط بتهيئة ظروف التفاوض وآخر في حال فشل األول‪.‬‬ ‫يفيد االحتمال األول بأن محاربة التنظيم تستوجب إنهاء االقتتال في سورية وتبديد أسباب التطرف‪ ،‬وألن املجتمع الدولي‬ ‫يفضل حل املشكلة السورية عبر املفاوضات‪ ،‬لذا يتوجب اقناع الطرفين قبول املفاوضات‪ ،‬وعند ذلك يتوجب على‬ ‫الواليات املتحدة إعطاء ضمانات حقيقية للمجموعات من الطرفين التي تقبل التفاوض إلعادة بناء سوريا ضمن اتفاق‬ ‫دولي بإشراف األمم املتحدة لتمكين خيار التفاوض وفق االفتراض التالي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أساس حل األزمة السورية هو الهدنة وأن األسد سيقبل بها ألنها ستمنحه شرعية ونفوذا على جزء من سوريا‪ ،‬حيث تتيح‬ ‫سياسة التمكين الثنائي (نظام ومعارضة) فرصة ملحاربة مشتركة ضد التنظيم‪.‬‬ ‫ويستوجب هذا السيناريو إنشاء مناطق آمنة عبر مجموعات دولية (قد يكون الناتو ومجموعات غربية)‪ ،5‬وبذل جهود‬ ‫ً‬ ‫دبلوماسية مكثفة تضمن تدخل قوات حفظ السالم لهذه املناطق تؤدي أغراضا إنسانية‪.‬‬ ‫أما االحتمال الثاني املرتبط في تعثر مسار التفاوض وفي حال عدم الرغبة في التعامل مع األسد فإن حل الدولتين‬ ‫ً‬ ‫املنفصلتين سيكون األنسب امريكيا وفي هاتين الدولتين ستسمر الواليات املتحدة بضرب التنظيم واضعافه واستنزاف‬ ‫طاقاته‪.‬‬

‫الخياراألقل ضررا‬ ‫إن تطويق وتجفيف موارد "التطرف" املالية والبشرية يتطلب تظافر الجهود السياسية وتطويعها لتكريس حل سياس ي‬ ‫عادل يحقق الغايات املجتمعية‪ ،‬والتي ستفرز بنية رافضة ألي حراك تطرفي يهدد االستقرار‪.‬‬ ‫وتفيدنا التجربة العراقية في التدليل على فشل الخيارات العسكرية إن لم يرافقها حل سياس ي يتيح للمجتمع فرص‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ ،‬حيث َّ‬ ‫حتم التجاهل التفاعالت‬ ‫املشاركة الحقيقية في عمليات بناء الدولة على صعيد الهوية أوال وعلى باقي الصعد‬ ‫االجتماعية ودورها في حصانة الدولة فشل استقرار العراق إضافة إلى ما سببه االستمرار في السياسات الحكومية العراقية‬ ‫‪ -5‬راجع الرابط االلكتروني التالي‪:‬‬

‫‪http://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE126/RAND_PE126.pdf‬‬ ‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪7 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫خارطة الخيارات األمريكية تجاه محاربة تنظيم "الدولة اإلسالمية "‬

‫التي زادت تشظي املجتمع وأزمت مظلومية فرقه املتعددة‪ ،‬فأنتجت دولة فاشلة َّ‬ ‫فر ‪ 85‬ألف من جنودها "االحترافيين" أمام‬ ‫ألفي مقاتل من تنظيم الدولة‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك وفيما يخص محاربة التنظيم في سورية فإن الخيار الذي يتوقع أن يكون َّ‬ ‫أقل ضررا هو السير باتجاه‬ ‫تعزيزالفاعليات السياسية واملعالجات الشاملة التي تفض ي إلى دولة سورية جديدة ويقوم هذا الخيارعلى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ً‬ ‫حتمية رحيل رأس النظام حيث سيشكل ذلك مناخا يرجح لغة السياسة على االقتتال (وكمثال تنحية املالكي‬ ‫عن رأس الحكم في العراق والبدء بحلول سياسية)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫قيام سلطة وطنية تشاركية تحافظ على ما بقي من بنى الدولة وتضمن تحقيق العدالة االنتقالية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسيوفر هذا الخيار مناخا سياسيا جاذبا باملعنى االجتماعي لكل األطياف املتعبة (وهم األغلبية) من التجاذبات اإلقليمية‬ ‫وينهي إخضاع قطاعات الدولة ُوبناها االجتماعية والسياسية واالقتصادية لالستقطاب اإلقليمي والدولي‪ ،‬ويمتن جبهة‬ ‫املجتمع الداخلية األصيلة‪ ،‬وبهذا يتقاطع الخيار السياس ي مع املتطلبات املجتمعية وبالتالي يقلص تأثير أي جهة وتنظيم‬ ‫راديكالي وينحسر‪.‬‬ ‫والجديربالذكرواملسلم به بأن أي حرب ضد التنظيم دون حل األزمة السورية سيزيد من أمرين مهمين في بقاء التنظيم‬ ‫وتجديده وهما‪:‬‬ ‫‪ ‬غياب األمل في التحرر من استبداد النظام الحاكم سيزيد من التطرف وبالتالي انصهار وانضمام معظم‬ ‫قواعد القطاعات العسكرية املعارضة في هذا التنظيم‪.‬‬ ‫‪ ‬إن اإلغراق في النهج البراغماتي األمريكي الذي يكرس إيران " الشيعية" في املشرق العربي ذي األغلبية‬ ‫ّ‬ ‫البغدادي‬ ‫"السنية" مقابل صفقات في املجال النووي ومجال مكافحة اإلرهاب سيزيد من شرعية الخطاب‬ ‫والتأثيرفي بناء جيل قاعدي جديد‪.‬‬

‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪8 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


‫_______________________________________________________________________________________________________________________________________‬

‫الصفحة‪0 :‬‬

‫عمران للدراسات االستراتيجية‬

‫‪Omran for Strategic Studies‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.