حالة حقوق الطفل يف بلدان عربية
حالة حقوق الطفل يف بلدان عربية
2
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
يواجه الأطفال يف العامل العربي العديد من التحديات املتعلقة مبدى تطبيق حقوقهم الأ�سا�سية التي ت�ضمنها لهم اتفاقية حقوق الطفل الدولية والقانون الدويل. تعترب القوانني املتعلقة بالأطفال قدمية ،و�إنفاذ حقوق الطفل يف كثري من الأحيان �أي�ضا �ضعيف �أو معدوم .كما وتفتقر العديد من الدول الى نظام ق�ضاء �أحداث �شامل قادر على تناول حقوق الطفل ب�شكل �شمويل وو�ضع اخلطط املنا�سبة ملعاجلتها .هذا يجابه �أي�ضا ب�ضعف او غياب الإرادة ال�سيا�سية لدى احلكومات يف بع�ض البلدان العربية يف توفري احلماية للأطفال ب�شكل كايف. عرب منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ،تدير منظمات حقوق الإن�سان حملة من �أجل التغيري حيث توفر وتعزز اخلدمات الأ�سا�سية .ومع ذلك ،تواجه هذه املنظمات �صعوباتها اخلا�صة ،وتعوقها القيود املفرو�ضة على حرية التعبري واالعتداءات اجل�سدية على النا�شطني. يقوم املكتب الإقليمي للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال DCIمبنطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ،والذي ت�أُ�س�س عام ،2011بالعمل على حت�سني حالة الأطفال يف جميع �أنحاء املنطقة من خالل دعم املنظمات التي تعمل من �أجل حقوق الطفل .من خالل العمل ب�شكل وثيق مع جامعة الدول العربية و�إن�شاء �شبكة �إقليمية قوية ،تعزز احلماية الأ�سا�سية للأطفال ،وت�سعى �إلى تطوير نظم العدالة ال�صديقة للطفل ا�ستنادا �إلى اتفاقية الأمم املتحدة حلقوق الطفل والقانون الدويل.
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
3
4
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
فهرس احملتويات ملخلص تنفيذي
6
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع تونس
8
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع السودان
11
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع العراق
15
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع فلسطني
19
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع لبنان
24
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع ليبيا
28
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع مصر
32
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع املغرب
36
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع موريتانيا
39
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال-فرع اليمن
43
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
5
ملخلص تنفيذي سكينة خالوي املنسقة اإلقليمية لفروع احلركة العاملية يف الشرق األوسط وشمال افريقيا.
يف عام 2011نه�ضت �شعوب العامل العربي يف احتجاج �شعبي �ضد احلكم الإ�ستبدادي لزعمائهم ،يف حني قادت بع�ض االنتفا�ضات املدنية �إلى التحول نحو الدميقراطية ،وجد �آخرون �أن انعدام اال�ستقرار ال�سيا�سي املفاجئ قد �أقحمهم يف حالة �صراع م�سلح. فوفقا للتقرير ال�سنوي للأمني العام للأمم املتحدة عن الأطفال والنزاع امل�سلح “�شهد عام 2014حتديات غري م�سبوقة تتعلق بحماية ع�شرات املاليني من الأطفال الذين ين�ش�ؤون يف دول تت�أثر بال�صراع ،من بني الدول التي ت�شهد حاالت نزاع داخلي والبالغ عددها 23دولة يوجد 7من بينها عربية. وقع الأطفال يف كل من العراق ولبنان و�سوريا وفل�سطني وال�سودان واليمن �ضحية لتلك االنتهاكات اجل�سيمة والتي ت�ضمنت القتل والت�شويه والتجنيد واال�ستغالل والعنف اجلن�سي واالختطاف. ويف غ�ضون ذلك وجدنا �أن تدفق الالجئني وطالبي اللجوء الهاربني من اال�ستبداد قد تخطى معدل ا�ستجابة الدول امل�ست�ضيفة التي ترتك الأطفال الالجئني دون �أدنى درجات احلماية ويف ظروف خطرة وه�شة يف وجهات متعددة. وحتى الدول العربية التي عاي�شت الثورات يف فرتة ما ي�سمى “بالربيع العربي” ال تزال تواجه العديد من التحديات املرتبطة بالعادات والأعراف االجتماعية التي حتمل يف طياتها بع�ض املمار�سات ال�سلبية التي تنتهك حقوق الأطفال وتعتربها مقبولة اجتماعيا من مثل الزواج املبكر ،وختان الفتيات ،وعمالة الأطفال ،والعنف �ضد الأطفال وغريها من االنتهاكات الأخرى. ومن هنا ر�أت احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال �ضرورة منو وتو�سع امل�ؤ�س�سة يف العامل العربي ملواجهة التحديات واملخاطر الكبرية حتديدا يف جمال احلماية للأطفال ،وبناء عليه قام املجل�س التنفيذي الدويل للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف عام 2011بتفوي�ض مكتب فل�سطني لي�صبح املكتب الإقليمي لفروع احلركة العاملية وت�أ�سي�س فروع للم�ؤ�س�سة يف العامل العربي. توا�صلت احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف فل�سطني مع م�ؤ�س�سات جمتمع مدين م�ستقلة وريادية على امل�ستوى الوطني يف جمال حقوق الأطفال يف كل من م�صر والعراق ولبنان وليبيا وموريتانيا واملغرب وتون�س واليمن ،وبالفعل �أ�صبحت كلها �أع�ضاء يف احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال. ويف الوقت الذي قامت فيه احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال بالعديد من اخلطوات واجلهود ل�ضم �شريك من ال�سودان الذي ا�ستمرت ع�ضويته ملا يقارب العامني� ،إال �أن فرع احلركة يف ال�سودان مل يتمكن من اال�ستمرار يف ع�ضوية احلركة العاملية نظرا لل�ضغوطات التي تعر�ض لها على امل�ستوى الوطني من قبل احلكومة يف ظل اال�ضطرابات ال�سيا�سية والتي للأ�سف �أدت الى ان�سحاب فرع امل�ؤ�س�سة يف ال�سودان. 6
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
ت�سعى الفروع الع�شرة ،مبا فيها فرع فل�سطني ،منذ انطالق الربنامج الإقليمي �إلى �إ�شراك جامعة الدول العربية على وجه التحديد ،وكذلك الأمم املتحدة والهيئات الدولية الأخر ،لتعزيز �آليات احلماية للأطفال يف العامل العربي. يف عام 2004تبنى جمل�س اجلامعة العربية امليثاق العربي املعدل حلقوق الإن�سان الذي يعيد ت�أكيد الإلتزام بالقانون الدويل حلقوق الإن�سان ،ومنذ ذلك احلني �صادقت 13دولة على امليثاق ،وعلى الرغم من ذلك ودون توافر �آليات ملزمة ومداخالت غري فاعلة وجادة من قبل منظمات حقوق الإن�سان ،ف�إن �أي تغيري �أو تدخل �إيجابي �سيظل مكان جدل وغري نافذ. ومن هنا ،وجدت احلركة الدولية للدفاع عن الأطفال نقاط تركيز عملها و�ضرورة بناء برامج للتدخل على هذا امل�ستوى حيث تطالب الفروع الع�شرة اجلامعة العربية بو�ضع و�إعداد �أجندة وا�ضحة حلقوق الطفل ،ومن بني هذه التدخالت واملعاجلات التي تطالب بها الفروع الع�شرة وتعمل على منا�صرتها على م�ستوى اجلامعة العربية و�أهمها ،مراجعة امليثاق العربي حلقوق الإن�سان ل�ضمان �أن حقوق الطفل املن�صو�ص عليها يف امليثاق تتما�شى واملعايري الدولية ذات العالقة ،و�أمر �آخر ال يقل �أهمية هو �إعادة هيكلة جلنة حقوق الإن�سان واملفو�ضية العربية حلقوق الإن�سان بغر�ض حت�سني نظامها الداخلي و�آليات �إعطاء م�ساحة �أكرب للت�شاور والتفاعل مع منظمات املجتمع املدين. ويكمن الدور الرئي�سي لفروع احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف العامل العربية يف �صياغة دليل �شامل للعدالة ال�صديقة مع الطفل وعمل املنا�صرة على م�ستوى اجلامعة العربية لتبني هذا الدليل .ويتعامل الدليل مع القوانني وتطبيقها حتديدا املرتبطة منها بالأطفال يف خالف مع القانون ،والأطفال يف متا�س مع القانون ،والأطفال �ضحايا العنف. وتطرح الوثيقة عددا من املمار�سات الإيجابية التي ت�ؤكد على �ضرورة �أخذ م�صلحة الطفل الف�ضلى ومنائه وكرامته وحمايته باحل�سبان �أثناء الإجراءات القانونية ،حيث �سيوجه الدليل لكل من منفذي القانون ،والق�ضاة واملحامني ،ووكالء النيابات ،ومراقبي ال�سلوك واحلماية ،وامل�شرعني،والقائمني على رعاية الأطفال. ومن بني اجلهود احلثيثة التي تقوم بها الفروع من �أجل تعزيز ومنا�صرة حقوق الطفل� ،إعداد هذه امللخ�صات التي تعطي ت�صورا حول حالة حقوق الأطفال يف بلدانهم املعنية ،بغر�ض �إعطاء �صورة �أو�ضح حول حقوق الأطفال يف العامل العربي و�أين نقف مع نهاية عام ،2014و�أين نحتاج �أن نكون يف امل�ستقبل القريب لتحفيز وحث الآخرين وال�شركاء على العمل لتح�سني و�ضع الأطفال يف العامل العربي.
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال
7
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع تونس تعمل اجلمعية التون�سية حلقوق الطفل ،التي ت�أ�س�ست يف عام ، 1997 على رفع الوعي بحقوق الطفل يف جماالت ال�صحة والتعليم وامل�شاركة. كما تقدم اجلمعية التون�سية حلقوق الطفل وحدات الرعاية ال�صحية املتنقلة وتقدم �أن�شطة ترفيهية للأطفال الذين يعي�شون يف املناطق الريفية وخميمات الالجئني.
تونس يف كانون �أول 2010انتف�ض ال�شعب التون�سي يف احتجاجات �شعبية �ضد احلكم اال�ستبدادي للرئي�س زين العابدين بن علي ،مما �أدى �إلى خلعه من ال�سلطة وبد�أ التحول اجلاري حالياً �إلى الدميقراطية يف البالد� .أعلنت الثورة التون�سية بداية الربيع العربي ،موجة االنتفا�ضات املدنية التي انت�شرت يف جميع �أنحاء منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ( )MENAبداية عام .2011
8
تون�س
منذ ذلك احلني وتون�س تعزز الدميقراطية ب�إن�شاء جمل�س ت�أ�سي�سي ،واعتماد د�ستور جديد ،وتنظيم انتخابات ت�شريعية ورئا�سية دميقراطية كاملة .و�أجنزت تون�س بنجاح اجلولة الثانية من االنتخابات الرئا�سية يف نوفمرب ،2014معززة بذلك الدميقراطية النا�شئة يف البالد. كان الرئي�س زين العابدين بن علي قد مكث يف ال�سلطة قبل الثورة مدة 23عاماً .خالل هذه الفرتة ،حجبت احلريات الأ�سا�سية ،حيث مل يتمكن الق�ضاء من العمل ب�شكل م�ستقل ومنعت العديد من منظمات حقوق الإن�سان من مزاولة �أن�شطتها .على الرغم من هذا ال�سجل ال�سيء� ،صادقت حكومة بن علي على معظم االتفاقيات واملعاهدات الدولية التي تخ�ص حقوق الطفل ،ابتداء من عام 1991مع امل�صادقة على اتفاقية حقوق الطفل. وحققت احلكومة التون�سية �أي�ضا تقدم ًا مهم ًا يف املجال الت�شريعي حلماية وتعزيز حقوق الطفل. بيد �أنه من الناحية العملية يواجه الأطفال يف تون�س حتديات مل يتم حلها بعد يف �أعقاب الثورة .كانت �سائدة ما قبل الثورة وبعدها على حد �سواء اال وهي املعايري االجتماعية التي تنظر �إلى العنف �ضد الأطفال ك�إجراء ت�أديبي مقبول ،حيث ي�ستخدم العقاب البدين على نطاق وا�سع ب�سبب عدم الوعي ب�إجراءات ت�أديبية بديلة .ووفق ًا لتقرير اليوني�سف ال�سنوي 2013لتون�س ،يتعر�ض ما ي�صل الى ثلث الأطفال الذين ترتاوح �أعمارهم بني 2 و 14للعنف اجل�سدي. خلقت الثورة نف�سها الفر�ص والعقبات اجلديدة للأطفال .فح�سب ن�شطاء حمليني ،ف�إن منظمات حقوق الإن�سان لديها الآن حرية �أكرب للعمل يف املجتمع التون�سي والدعوة �إلى حماية حقوق الطفل .ومع ذلك ،وجد تقرير للبنك الدويل �صدر عام � 2012أن حالة عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي املفاجئ فاقم الفقر والبطالة يف تون�س ،خا�صة يف املناطق الريفية .وقد �شكل هذا �ضغط ًا على الأ�سر حيث حد من قدرتها على دعم �أطفالها و�أججت ثالث ق�ضايا مرتابطة �سببت قلق ًا كبري ًا للأطفال يف تون�س،
�سواءً قبل عام � 2011أو بعدها� .أو ًال ،معدل الت�سرب عال .ثانيا ،وجود عمل من املدار�س الثانوية متو�سط �إلى ٍ الأطفال؛ وثالثا ،الت�شرد خارج املنزل. و�أ�شارت اليوني�سيف يف تقريرها عن تون�س �إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يت�سربون من املدار�س قبل نهاية التعليم الإلزامي ،والتي و�ضعت عند �سن 16عام ًا. ووفق ًا للحركة العاملية للدفاع عن االطفال يف تون�س ،ف�إن ن�سبة الأطفال الذين تركوا الدرا�سة قبل �سن � 16سنة ت�صاعدت خالل العقدين املا�ضيني .وك�شف تقرير �صادر عن املنتدى التون�سي للحقوق االقت�صادية واالجتماعية، وهي جمعية حملية حلقوق الإن�سان� ،أن 107,000 طالب ًا تركوا الدرا�سة قبل الأوان يف عام ،2013وهو ما ميثل انخفا�ضا هام�شي ًا يف امل�ستوى القيا�سي الذي �شهده العام ال�سابق بعدد . 112,000وقد ا�ستمرت هذه الظاهرة على الرغم من امل�ستويات العالية لال�ستثمار يف التعليم قبل عام ،2010والإ�صالحات التعليمية يف �أعقاب الثورة. وي�سبب هذا االرتفاع يف معدل الت�سرب قلق ًا من حيث ت�أثريه على قدرة الطفل على املدى الطويل للو�صول �إلى الفر�ص املتاحة لأولئك الذين يكملون تعليمهم مثل فر�ص �أوفر للعمل وم�ستويات معي�شية عالية -ف�ض ًال عن زيادة خطر ا�ستغالل الأطفال فور ت�سربهم. وتظهر بيانات احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال فرع تون�س �أن الأوالد يت�أثرون يف املقام الأول حيث ميثلون ثلثي جمموع الذين ينهون تعليمهم قبل الأوان .وعلى الرغم من احلاجة ملزيد من املعلومات ،ت�شري البيانات املتوفرة �إلى �أن الت�سرب من املدر�سة يرتبط ارتباط ًا وثيقاً بعمالة الأطفال .فوجدت درا�سة قامت بها وزارة العمل الأمريكية عن عمالة الأطفال يف تون�س ن�شرت عام � 2012أن تنفيذ احلكومة املرتاخي للأنظمة القائمة يعني �أن هناك فر�ص ًا م�ستمرة للأطفال للح�صول على عمل ،على الرغم من الت�شريعات التي �أدخلت ملكافحة عمالة الأطفال .يجب �أن ت�أخذ احللول لكلتا هاتني امل�شكلتني على حممل اجلد ال�سبب اجلذري للفقر ،كما تون�س
9
ي�شار �إليه من ارتفاع معدالت عمالة الأطفال وانخفا�ض معدالت البقاء يف املدار�س الثانوية يف املناطق الأكرث فقر ًا -وهو ارتباط وثقته عدة جماعات حلقوق الإن�سان، مبا فيها منظمة �إنقاذ الطفل الدولية. يف حني �أن ا�ستمرار وجود عمالة الأطفال يعود يف الغالب �إلى الفقر ،وبخا�صة من حيث ت�أثريه على املناطق الريفية ،فقد وثقت احلركة العاملية يف تون�س بع�ض احلاالت التي عزا فيها الأطفال دخولهم �سوق العمل جزئياً �إلى خيبة املهم يف نظام التعليم .وقد تن�ش�أ هذه امل�شكلة من غياب التوجيه الفردي للطالب والتو�سطات الإيجابية يف املدار�س ،ف�ض ًال عن �ضعف نظم احلوافز والإجراءات الوقائية لتعزيز �إمتام الدرا�سة الثانوية. تبقى الإح�صاءات الدقيقة حول عمالة الأطفال �صعبة املنال ،حيث ي�شارك الأطفال عادة يف العمالة غري الر�سمية .ومع ذلك� ،أ�شارت البحوث التي قامت بها منظمة �إنقاذ الطفل عام � 2011أن الأوالد الذين يعملون يف املناطق الريفية يعرثون على عمل يف املقام الأول يف القطاع الزراعي ،يف حني يعمل الأطفال القاطنني يف املناطق احل�ضرية عادة يف القطاع ال�صناعي .يف كلتا احلالتني ،تعر�ض ظروف العمل الأطفال للمواد الكيميائية التي قد تكون �ضارة ،والإ�صابة من الآالت اخلطرة �أو من الأدوات� ،أو الأذى اجل�سدي من �أداء احلركات التكرارية وحتمل الأعباء الثقيلة. بالن�سبة للفتيات ،ت�أتي عمالة الأطفال يف كثري من الأحيان يف �شكل اخلدمة املنزلية ،التي ت�ضعهن يف موا�ضع خا�صة وغري منظمة للعمل ،وترتكهن عر�ضة ل�سوء املعاملة .قدرت �إحدى جمموعات حقوق الطفل، قرى الأطفال ،SOSعدد الفتيات الالتي يبد�أن العمل املنزيل قبل �سن 14عاماً بنحو 30يف املئة .خارج �سوق العمالة املحلية امل�أجورة للأطفال ،ما تزال الأ�سر تتوقع من الفتيات القيام بح�صة كبرية من الواجبات املنزلية يف منازلهم العائلية .ومن املمكن �أن يجعل عبء هذه امل�س�ؤوليات من احل�صول على التعليم �أمر ًا� صعب ًا �أو حتى م�ستحي ًال. 10
تون�س
�أما االجتاه الثالث امللفت لالنتباه يف ال�سنوات الأخرية فهو زيادة عدد الأطفال الذين يعي�شون �أو يق�ضون معظم وقتهم يف ال�شوارع .وقد و�صف بع�ض ال�صحفيني املحليني والنا�شطني يف جمال حقوق الإن�سان امل�شكلة باملوجودة م�سبق ًا ،م�ضيفني �أنها �أ�صبحت فقط �أكرث و�ضوح ًا يف �أعقاب الثورة .تتمتع و�سائل الإعالم الآن ،والتي حظرت وروقبت خالل حكم الرئي�س زين العابدين بن علي ،باملزيد من احلريات ،مما �أتاح لل�صحفيني فر�صة درا�سة �سيا�سات الدولة وانتقادها علناً .ونتيجة لذلك، فقد اقرتح ال�صحفيون الذين يعملون حملي ِا يف جمال حقوق الطفل �أن ق�ضية �أطفال ال�شوارع يتزايد االعرتاف بها كتحدي لتون�س .ال تزال البيانات احلديثة حول هذه الظاهرة حمدودة ،ولكن تقرير اليوني�سيف عام 2008 �أظهر �أن �أطفال ال�شوارع يعي�شون يف الغالب يف املراكز احل�ضرية املكتظة بال�سكان ،حيث يتعر�ضون ل�سوء املعاملة واال�ستغالل واخلو�ض يف م�شاكل مع ال�سلطات. ب�شكل قاطع ،قال 86يف املئة من الأطفال الذين مت ا�ستجوابهم والذين كانوا يعي�شون يف ال�شارع يف ذلك الوقت �أنهم ت�سربوا من املدر�سة يف وقت مبكر جد ًا. مع م�ستقبل املنطقة امل�ضطرب ،قد يواجه الأطفال يف تون�س املزيد من التحديات غري تلك التي �ست�أتي بها االجتاهات احلالية طويلة املدى .وميكن �أن ي�ؤدي عدم اال�ستقرار� ،سواء ب�سبب اال�ضطراب ال�سيا�سي املحلي �أو الإقليمي� ،إلى تفاقم الق�ضايا و�إلى حتديات جديدة.
السودان عانى ال�سودان من �صراع �أهلي على مدى العقود املا�ضية .يف حني �سعى اتفاق عام 2005لإنهاء القتال� ،أدى ال�صراع امل�سلح الأخري بني القوات احلكومية واملتمردين يف دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الى انتهاكات ج�سيمة حلقوق الطفل كما جاء يف التقارير� .إن امل�ستويات العالية من النزوح الداخلي والفقر وال�ضغط االقت�صادي ال�شديد على احلكومة ،العائد جزئيا �إلى النزاع امل�سلح اجلاري ،هي عقبات حتول دون حماية حقوق الطفل وتنفيذ املعايري القانونية الدولية والوطنية القائمة.
ال�سودان
11
ي�شكل الأطفال 48يف املئة من جمموع �سكان ال�سودان البالغ 38مليون ن�سمة ،مبا يف ذلك 5.7مليون طفل دون �سن � 5سنوات ،ح�سب اليوني�سف .يف حني �أن الأطفال يف املناطق الريفية والفقرية يف البالد هم الأكرث �ضعف ًا ،يواجه جميع الأطفال عقبات كبرية يف احل�صول على احلماية واحلقوق الأ�سا�سية .ف�إنهم غالب ًا ما يعانون من �آثار القتال امل�سلح ،والإمكانية املحدودة للو�صول �إلى التعليم واملوارد ،ومن نق�ص الغذاء وتغري املناخ ،ح�سب ما جاء يف تقرير م�شرتك من اليوني�سيف واملجل�س القومي لرعاية الطفولة يف.2011 تع ّر�ضت
200
فتاة و�إمر�أه حلادثة �إغت�صاب جماعي يف عام 2014 يف عام 1990كان ال�سودان من �أوائل الدول التي اعرتفت وتعهدت بحماية حقوق الطفل من خالل التوقيع والت�صديق على اتفاقية الأمم املتحدة حلقوق الطفل ( .) CRCمنذ ذلك احلني وقع ال�سودان على الربوتوكولني االختياريني التفاقية حقوق الطفل، وامليثاق الأفريقي حلقوق ورفاهية الطفل .و�أن�ش�أت حكومة ال�سودان املجل�س القومي لرعاية الطفولة وعدد من الوكاالت وامل�ؤ�س�سات احلكومية الأخرى اخلا�صة بالأطفال ،و�سنت قانون الطفل عام 2010لتعزيز حماية الأطفال .وقد اعتربت منظمات حقوق الإن�سان املحلية هذه التطورات �إجنازات هامة .ومع ذلك ،وجدت جلنة حقوق الطفل �أن الأطفال يف ال�سودان مل ي�شهدوا حت�سن ًا ملحوظ ًا يف احل�صول على احلقوق واحلماية حيث ف�شلت ال�سلطات ال�سودانية يف تنفيذ القوانني التي تهدف �إلى حماية الأطفال ب�شكل مقنع. تعترب انتهاكات حقوق الطفل وا�سعة النطاق يف املناطق التي ت�شهد ال�صراع امل�سلح ،مبا يف ذلك قتل الأطفال 12
ال�سودان
وت�شويههم وجتنيد الأطفال وا�ستخدامهم من قبل القوات واجلماعات امل�سلحة ،وفق ًا للتقارير ال�صادرة عن الأمني العام للأمم املتحدة .ي�ضم حالي ًا مرفق التقرير ال�سنوي للأمني العام للأمم املتحدة ب�ش�أن الأطفال وال�صراعات امل�سلحة �ستة �أطراف ،مبا يف ذلك القوات امل�سلحة ال�سودانية ،ب�سبب االنتهاكات اخلطرية املتعلقة بتجنيد وا�ستخدام الأطفال يف النزاعات امل�سلحة .وقد �شارك عدد من الأطفال املرتبطني بالقوات واجلماعات امل�سلحة يف برامج �إعادة الإدماج ونزع ال�سالح والت�سريح للأطفال يف ال�سودان .ومع ذلك ،ال تزال هناك تقارير م�ستمرة لتجنيد الأطفال يف دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. على الرغم من ال�صعوبات يف الو�صول �إلى مناطق ال�صراع ،ال تزال هناك تقارير متكررة النتهاكات خطرية �أخرى �ضد الأطفال خالل النزاعات امل�سلحة، مبا يف ذلك الهجمات على املدنيني والعنف اجلن�سي �ضد الأطفال والهجمات على املدار�س .وك�شف تقرير منظمة العفو الدولية م�ؤخرا �أنه يف � 30أكتوبر 2014قامت القوات امل�سلحة ال�سودانية يف دارفور بهجمات �ضد املدنيني ،مبن فيهم الأطفال� ،شملت االغت�صاب اجلماعي لنحو 200من الن�ساء والفتيات .نظر ًا ل�ضعف قدرات الر�صد وو�صمة العار املرتبطة ب�ضحايا العنف اجلن�سي� ،أ�شار التقرير ال�سنوي للأمني العام للأمم املتحدة 2014ب�ش�أن الأطفال وال�صراعات امل�سلحة �إلى �إحتمالية الإبالغ غري الكامل عن حوادث العنف اجلن�سي �ضد الأطفال يف ال�سودان .وك�شف تقرير حديث �صادر عن االئتالف العاملي حلماية التعليم من االعتداء �أنه خالل عام � ،2013سبب �ضرب وق�صف القوات اجلوية ال�سودانية �أ�ضرار�آً ودمار ًا للعديد من املدار�س يف �شمال دارفور وجنوب كردفان. �إن العنف �ضد الأطفال منت�شر يف جميع �أنحاء ال�سودان ويحدث يف الأماكن اخلا�صة والعامة .وال مينع العقاب البدين �صراحة يف قانون الطفل لعام ،2010وبالتايل فهو م�سموح به يف املنازل واملدار�س وال�سجون ومراكز
احتجاز الأحداث ،ح�سب املبادرة العاملية للق�ضاء على جميع �أ�شكال العقاب اجل�سدي �ضد الأطفال .يف حني �أن قانون الطفل لعام 2010يحظر «العقوبات القا�سية»، وجدت جلنة الأمم املتحدة حلقوق الطفل �أن القانون ال يحظر �صراحة العقاب البدين .و�أوردت منظمات حملية حلقوق الطفل �أنه نظر ًا لعدم و�ضوح القانون ،ف�إن العنف �ضد الأطفال يف املدار�س يتجلى يف االعتداء اجل�سدي واللفظي على حد �سواء .ويف حني �أن القانون ال�سوداين ين�ص على التعليم الأ�سا�سي املعفى من الر�سوم �إلى ال�صف الثامن ،وردت تقارير تفيد ب�أن الطالب ا�ضطروا �إلى دفع ر�سوم للح�ضور .ويف بع�ض احلاالت على الأقل� ،أفادت منظمات حملية حلقوق الطفل �أن الأطفال املتعرثين يف دفع هذه الر�سوم يتعر�ضون للعنف اجل�سدي .وعالوة على ذلك ،ف�إن العنف اجل�سدي �سائد بني الطالب �أنف�سهم ،حيث يعتدي الأطفال الأكرب �سن ًا على الأ�صغر �سن ًا ويتحر�شون بهم ،ح�سب منظمات حقوق الطفل.
الدولية لعدالة الأحداث .منح قانون الطفل ل�سنة 2010نظام ق�ضاء خا�ص بالأحداث يف ال�سودان. ومع ذلك ،فقد �أ�شارت املنظمات املحلية حلقوق الطفل، وجلنة الأمم املتحدة حلقوق الطفل� ،أن عدم تخ�صي�ص املوارد الكافية ي�شكل عقبة �أمام االمتثال التام للمعايري الدولية لعدالة الأحداث .على وجه اخل�صو�ص ،ف�إن النظام يفتقر �إلى املرافق ال�صديقة للطفل و�إلى املوظفني امل�ؤهلني .وفيما يتعلق بحقوق احل�صول على حماكمة عادلة� ،أثارت املنظمات املحلية حلقوق الطفل خماوف تت�ضمن تقاريرعن �أعمال العنف البدين �أثناء االعتقال ،وعن م�س�ؤولني �أمنيني قاموا ب�إجراء حتقيقات دون ح�ضور �أحد الوالدين �أو ح�ضور و�صي .وعالوة على ذلك ،يف حني �أن قانون الطفل لعام � 2010ألغى عقوبة الإعدام للأطفال ،نوهت جلنة الأمم املتحدة حلقوق الطفل �أن املادة 36من الد�ستور الوطني امل�ؤقت لعام 2005ت�سمح بعقوبة الإعدام على الأ�شخا�ص الذين تقل �أعمارهم عن � 18سنة يف حاالت الق�صا�ص.
يف املجال العام ،يعاين الأطفال ال�سودانيون زيادة خطر العنف يف �سياق االحتجاجات واملظاهرات .منذ عام 2011ا�ستخدمت القوات امل�سلحة ال�سودانية وال�شرطة القوة ب�صورة مبالغ فيها ومفرطة �ضد املتظاهرين، مما �أدى �إلى مقتل و�إ�صابة عدد من الأطفال �أثناء املظاهرات .وجدت منظمة العفو الدولية يف �أيلول � 2013أن ال�شرطة قتلت طفلني بر�صا�ص حي خالل احتجاج خارج املكاتب احلكومية يف نياال .يف متوز 2012قتلت ال�شرطة ال�سودانية وقوات الأمن 10 �أطفال عندما �أطلقوا ذخرية حية يف احتجاج عام ،وذلك وفقاً للمركز الأفريقي لدرا�سات العدالة وال�سالم .نظر ًا لقيود احلكومة ال�سودانية احلالية على حرية التعبري وتكوين اجلمعيات والتجمع ،وال�ستخدام ال�شرطة و قوات الأمن تكرار ًا للقوة املفرطة لتفريق االحتجاجات ،يظل الأطفال يف املظاهرات �أو بالقرب منها عر�ضة للعنف.
بالإ�ضافة �إلى هذه االنتهاكات ،تواجه الفتيات ال�سودانيات حتديات �إ�ضافية مع ارتفاع املعدالت الوطنية للزواج املبكر والعنف املبني على اجلن�س� .إن ال�سودان لديها �أحد �أعلى معدالت زواج الأطفال يف املنطقة العربية ،ح�سب ما جاء يف تقرير عن مكتب املراجع ال�سكانية . 2013تبني �أحدث البيانات التي جمعتها اليوني�سيف �أن نحو �سبعة يف املئة من الفتيات يتزوجن عاما ،ويتزوج نحو 33يف املائة قبل بلوغهن �سن ً 15 من الفتيات من قبل بلوغهن �سن 18عاماً .بالإ�ضافة �إلى ذلك ،ال يزال ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية للإناث/
يواجه الأطفال ال�سودانيون الذين يجدون �أنف�سهم يف م�شاكل مع ال�سلطات نظام ق�ضاء مل يحقق املعايري
ي�ش ّكل الأطفال ما ن�سبته 48يف املئة من جمموع �سكان ال�سودان البالغ 38مليون ن�سمة ،مبا يف ذلك
5.7
مليون طفل دون �سن � 5سنوات
ال�سودان
13
اخلتان ( )FGM/Cمنت�شر على نطاق وا�سع حيث خ�ضع 37يف املائة من الفتيات ل�شكل من �أ�شكال اخلتان وفق ًا لبيانات منظمة اليوني�سيف. يف حني �أن القانون يحظر العمل الق�سري �أو الإجباري، ال متنع عمالة الأطفال �صراحة يف قانون الطفل ل�سنة ، 2010وال وجود ل�سن معني لعمالة الأطفال يف قانون العمل ال�سوداين .وكثري ًا ما يتعر�ض الأطفال العاملني و�أطفال ال�شوارع للعنف اجل�سدي ،ف�أ�سرهم �إما ال توفر لهم الدعم �أو ال ت�ستطيع القيام بحمايتهم ،ح�سب منظمات حقوق الطفل املحلية .وكانت جلنة الأمم املتحدة حلقوق الطفل قد �أثارت خماوف من �أن «عمالة الأطفال منت�شرة على نطاق وا�سع يف ال�سودان ،حيث يعمل الكثري من الأطفال يف امل�صانع وكخدم يف املنازل، ويف القطاع الزراعي واالقت�صاد غري الر�سمي ».و�أ�ضافت اللجنة« ،مبا �أن الت�شريعات ال حتد من ال�صناعات وامل�ؤ�س�سات �أو �أنواع الأعمال التي ميكن �أن توظف الأطفال ،ف�إن الأطفال ال يتمتعون باحلماية الكافية �ضد القيام ب�أعمال خطرة».
14
ال�سودان
قتلت ال�شرطة ال�سودانية وقوات الأمن
� 10أطفال
عندما �أطلقوا ذخرية حية يف احتجاج عام، وذلك وفق ًا للمركز الأفريقي لدرا�سات العدالة وال�سالم
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع العراق �إن منظمة �شباب اجلنوب ،التي ت�أ�س�ست يف عام ،2005تعمل على ن�شر الوعي بحقوق الإن�سان وتعمل على حتقيق �أكرب قدر من احلماية للأطفال .وتوثق منظمة �شباب اجلنوب SYOاالنتهاكات اجل�سيمة �ضد الأطفال وتك�شفها ،مع الرتكيز ب�شكل خا�ص على االعتداءات على الن�ساء والفتيات ،والعنف الطائفي ،وق�ضايا التمييز.
العراق ال يزال الأطفال يف العراق عر�ضة للخطر ب�سبب النزاع امل�سلح الداخلي واخلارجي ،وحالة عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي امل�ستمرة .وقد و�ضع ال�صراع امل�سلح املت�صاعد مع تنظيم الدولة الإ�سالمية يف العراق وال�شام (داع�ش) الإرهابي ,عدداً �أكرب من الأطفال يف خطر .توجد خماطر حماية عالية للأطفال يف جوانب متعددة من حياتهم ،وخا�صة يف جماالت التجنيد وعمالة الأطفال والتعليم والعنف اجلن�سي وامل�أوى.
العراق
15
مت ا�ستخدام
653
مدر�سة يف عام 2014يف منطقة دهوك يف كرد�ستان العراق ،كم�أوى للنازحني لقد مهدت حالة عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي يف املنطقة ب�شكل عام الى تو�سع ما ي�سمى بتنظيم داع�ش ،وهو جمموعة من االرهابني اتخذت ال�صراع الداخلي يف �سوريا معقل لها لتمتد يف الأجزاء ال�شمالية والغربية من العراق يف العام .2014يف حزيران من نف�س العام قام تنظيم داع�ش الإرهابي باجتياح املو�صل-ثاين �أكرب مدينة يف العراق ،لت�أخذ منها مقرا رئي�سيا لها .تزامنا مع ظهور هذا التنظيم الإرهابي ،بد�أت انتهاكات حقوق االن�سان ت�شتد ب�شكل وا�ضح للعيان .حيث �أفادت عدة منظمات حقوق الإن�سان عن انت�شار جتنيد الأطفال، مبا يف ذلك ا�ستخدام الأطفال كدروع ب�شرية ،وعمالة الأطفال يف املناطق اخلا�ضعة ل�سيطرة داع�ش .و�أفادت منظمة �شباب اجلنوب ،املنت�سبة للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف العراق� ،أنه يف يونيو 2014ا�ستخدم داع�ش الأطفال كدروع ب�شرية يف املو�صل ،و�أجربوهم على اجللو�س بجانب نوافذ ال�سيارات ملنع قوات العدو من �إطالق النار على مقاتليهم .ويف ال�شهر نف�سه ،وجد تقرير هيومن رايت�س ووت�ش عن ا�ستخدام الأطفال من قبل اجلماعات امل�سلحة يف �سوريا �أن جتنيد الأطفال كان هو ال�سائد من قبل كل من داع�ش والف�صائل الأخرى .و�أ�شار التقرير �إلى �أن داع�ش االرهابي على وجه اخل�صو�ص ا�ستهدف الأطفال للتجنيد ب�شكل منتظم .و�أكد العديد من مقاطع الفيديو التي ن�شرها تنظيم داع�ش ذاته عرب مواقع التوا�صل االجتماعي هذه النتائج ،والتي تبني الأطفال �أثناء التدريب الع�سكري وحمل ال�سالح ،و�إطالق النار على ال�سجناء. للفتيات اللواتي يع�شن حتت حكم داع�ش يف العراق، ف�إن �أعظم خماطر احلماية هو العنف اجلن�سي والزواج 16
العراق
الق�سري .و�أو�ضح تقرير �صادر عن منظمة العفو الدولية يف 2014الأخطار ال�شديدة التي تواجه الفتيات املنتميات �إلى الأقليات العرقية ،و�أبرزها اليزيديون. ووجد التقرير �أن تعذيب الفتيات اليزيديات ،مبا يف ذلك االغت�صاب واال�ستعباد اجلن�سي ،وغريها من �أ�شكال العنف اجلن�سي ،كانت منت�شرة على نطاق وا�سع .و�شملت االنتهاكات املفزعة الأخرى تقدمي الفتيات “ كهدايا” �أو “بيعهن” ملقاتلي داع�ش وم�ؤيديهم .و�أجرب العديد منهم على اعتناق الإ�سالم .ور�صد تقرير هيومن رايت�س ووت�ش ،الذي ن�شر عام 2014املئات من حاالت االختطاف واالغت�صاب والعنف الذي يرتكبه تنظيم داع�ش �ضد الفتيات .وخل�ص كال التقريرين �أن بيع الفتيات القا�صرات كعبيدات اجلن�س هي جرائم حرب وجرائم �ضد الإن�سانية. وقد �أثر وجود داع�ش يف العراق ب�شكل كبري � ً أي�ضا على قطاع التعليم بعدة طرق� .أوال ،ف�إن الكثري من الأ�سر الفارة من عنف داع�ش يبحثون عن م�أوى يف املباين املدر�سية ،مما يجعل هذه املباين غري �صاحلة لال�ستعمال للطالب .وذكرت هيومن رايت�س ووت�ش يف بيان �صحفي يف �سبتمرب � 2014أن 653مدر�سة يف منطقة دهوك يف كرد�ستان العراق ،وحوايل 2,000مدر�سة على امل�ستوى الوطني كانت ت�ستخدم لإيواء النازحني داخلي ًا. بالإ�ضافة �إلى ذلك� ،أ�صبحت املدار�س هدف ًا يف هجمات قاتلة ،مما حد من وجود امل�ساحات الآمنة ال�صديقة للأطفال ،ح�سب اليوني�سيف .يف املناطق التي ي�سيطر عليها داع�ش ،وثقت العديد من التقارير الإعالمية املدى الذي و�صل �إليه حتكم التنظيم يف �إدارة املدار�س ومناهجها .و�أ�شارت مقالة لذي ويك ،ن�شرت يف �أكتوبر
2,000
مدر�سة على امل�ستوى الوطني كانت ت�ستخدم لإيواء النازحني داخلياً
� ،2014أن جميع املدار�س يف الأرا�ضي التي ي�سيطر عليها التنظيم الإرهابي يجب �أن تخ�ضع ملناهجها الإلزامية التي حتظر املو�سيقى والدرا�سات االجتماعية والتاريخ والفنون والريا�ضة والفل�سفة وعلم النف�س. وتقرتح تقارير و�سائل االعالم �أنه وبهذه الطريقة ،و�صل التنظيم �إلى جيل كامل من الأطفال ،ب�أمل حتويلهم �إلى م�ؤيدين مدى احلياة .ووفق ًا ملنظمة �شباب اجلنوب ، واجه املعلمون التهديد بالتعذيب �أو املوت �إذا رف�ضوا فتح املدار�س وتدري�س مناهج داع�ش. فاقم ال�صراع يف �سوريا الو�ضع الإن�ساين املعقد �أ�صال يف العراق .منذ بداية الأزمة ال�سورية يف عام ،2011 بحث عدد متزايد من الالجئني الفارين من العنف يف �سوريا عن الأمان يف العراق .ووفق ًا لتقرير ن�شرته وكالة الأمم املتحدة لالجئني ( )UNHCRيف فرباير ، 2015اقرتب عدد الالجئني ال�سوريني يف العراق من 250,000يف نهاية عام ،2014ن�صفهم تقريباً من الأطفال .وي�شري التقرير �إلى �أن الغالبية العظمى من الالجئني تعي�ش يف �إقليم كرد�ستان يف �شمال العراق 40 :يف املئة من ه�ؤالء الالجئني يقيمون يف ت�سعة خميمات لالجئني ،يف حني يعي�ش الباقي جنب ًا �إلى جنب مع املجتمعات امل�ضيفة. وقد عاد الآالف من العراقيني الذين فروا �إلى �سوريا بني عامي 2003و � 2011إلى بالدهم ،من�ضمني �إلى املليون عراقي الذين نزحوا داخليا بعد عقود من عدم اال�ستقرار وال�صراع يف البالد .وبح�سب مركز ر�صد النزوح الداخلي ،ف�إن عدد امل�شردين داخلي ًا يف العراق يقدر بنحو 2.1مليون ،بعد �أن فرت موجة جديدة من العراقيني من ديارهم يف عام ،2014بحثا عن مالذ من تنظيم داع�ش. �إن �أو�ضاع الالجئني والنازحني داخلي ًا قا�سية� ،سواء للمقيمني يف خميمات الالجئني �أو يف املجتمعات امل�ضيفة وبالقرب منها .وجدت املنظمة الدولية لالجئني ،وهي منظمة �إن�سانية ،يف �أبحاثها عام � 2014أن خميمات
الالجئني تعاين من االكتظاظ ،مما �أدى �إلى �ضغط على املرافق واملوارد ،وزيادة خطر الإ�صابة بالأمرا�ض املعدية .وت�شري تقديرات منظمة �شباب اجلنوب �إلى وفاة 1,500طف ًال من �أ�سر الهاربني جراء اجلوع واملر�ض والعمليات الع�سكرية منذ قيام تنظيم داع�ش .ويف املناطق احل�ضرية ،جتد الأ�سر نف�سها م�ضطرة لالنتقال مرار ًا وتكرار ًا بحث ًا عن فر�ص العمل وامل�ساكن ذات الأ�سعار املعقولة .وت�صبح النتيجة الإجمالية للأطفال هي بيئة يف غاية عدم اال�ستقرار ،تعطل تعليمهم وت�ؤثر �سلب ًا على �صحتهم النف�سية واجل�سدية ،وفق ًا ملنظمة �شباب اجلنوب. وقد �ساهم الو�ضع املتف�شي يف جميع �أنحاء العراق يف خلق ظروف ااقت�صادية �صعبة وميكن �أن يزيد من خطر عمالة الأطفال .فبني عامي 2006و � 2011أظهر معدل عمالة الأطفال انخفا�ض ًا من � 11إلى 6يف املئة ،وفقاً لليوني�سف .ومع ذلك ،ف�إن النخفا�ض معدل االلتحاق باملدار�س ،مقرون ًا بتزايد انعدام الأمن املادي واملايل يف كثري من الأحيان ،ت�أثري ًا م�ضاعف ًا على انت�شار عمالة الأطفال ،حيث يبد�أ الآباء يف االعتماد على �أبنائهم لدعم دخل الأ�سرة .و هذا �صحيح ب�شكل خا�ص يف املناطق التي �أغلقت فيها املتاجر �أبوابها نتيجة لعدم اال�ستقرار و�أعمال العنف .يف كثري من احلاالت ،ي�ضطر الأطفال �إلى العمل لتوفري لقمة العي�ش لأ�شقائهم بعد وفاة �أحد الوالدين �أو كليهما .وتعرثت ب�سبب النزاع �أي�ض ًا جهود احلكومة ال�سابقة ملعاجلة وجود عمالة الأطفال التي و�ضعت قبل قيام تنظيم داع�ش. بالإ�ضافة �إلى احلاجة �إلى قدر �أوفر من الأمن واال�ستقرار الوطني� ،أ�شارت � UNHCRإلى �أن �شح التمويل عدد امل�شردين داخلي ًا يف العراق يقدر بنحو
2مليون
العراق
17
ميثل عقبة خطرية �أمام تقدمي اخلدمات للأ�شخا�ص ذوي االحتياجات املوثقة .يف تقرير نهاية العام ،2014 ذكرت املفو�ضية �أن برنامج الغذاء العاملي علق برنامج التغذية املدر�سية لالجئني ال�سوريني يف �سبتمرب ب�سبب نق�ص التمويل .وباملثل ،ف�إن الوكالة مل تنفذ عمليات توزيع الأغذية الروتينية يف خميمات الالجئني يف يونيو و�أغ�سط�س من ذلك العام .ولأنه من املتوقع �أن يتجاوز عدد ال�سكان من ذوي احلاجة حاجز املليوين ن�سمة بحلول نهاية عام � ،2015سيكون التمويل عام ًال حا�سم ًا يف تعزيز احلماية للأطفال يف العراق.
18
العراق
ت�شري تقديرات منظمة �شباب اجلنوب �إلى وفاة
1,500
طفل من �أ�سر الهاربني جراء اجلوع واملر�ض والعمليات الع�سكرية منذ قيام تنظيم داع�ش
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع فلسطني احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال بفل�سطني ،والتي ت�أُ�س�ست عام ،1991حتقق وتوثق وتف�ضح االنتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان �ضد الأطفال ،وتدعو على ال�صعيدين الدويل والوطني لتعزيز الو�صول �إلى العدالة واحلماية للأطفال .كما توفر احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال بفل�سطني امل�ساعدة القانونية املبا�شرة للأطفال يف الظروف ال�صعبة.
فلسطــــــني ي�شكل الأطفال 46.2باملئة من 4.68مليون فل�سطيني يعي�شون يف ال�ضفة الغربية املحتلة ،مبا فيها القد�س ال�شرقية وقطاع غزة� .أن عدم اال�ستقرار والعنف يحددان الكثري من مالمح حيات ه�ؤالء الأطفال .ال يقت�صر الأمر على معاناة الأطفال الفل�سطينيني من �سيا�سات وممار�سات االحتالل الإ�سرائيلي، ولكنهم �أي�ضا يواجهون ق�سوة نظام الأحداث الق�ضائي املحلي وانعدام احلماية الكافية.
الحــرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال فل�سطين
19
منذ عام ،2000قتلت قوات االحتالل الإ�سرائيلية �أكرث من 1,991طفل فل�سطيني ،مبا يف ذلك 551يف عام 2014وحده ،وفقا لوحدة التوثيق التابعة احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال -فرع فل�سطني (.)DCIP ال يزال احل�صول على التعليم والرعاية ال�صحية، وال�صدمات النف�سية التي خلفها العدوان الأخري على غزة عام 2014من �أكرب و�أعقد التحديات التي تواجه الأطفال الفل�سطينيني. يعي�ش ٪46.2من �أ�صل
4.68
مليون فل�سطيني يف ال�ضفة الغربية املحتلة، القد�س ال�شرقية وقطاع غزة �شهد العام 2014تدهور ملحوظ يف الو�ضع الأمني ب�شكل عام و�أمن و�سالمة الأطفال الفل�سطينيني ب�شكل خا�ص .حيث وثقت احلركة العاملية يف فل�سطني ا�ست�شهاد 535طفل -ما يقرب من 68باملئة منهم ب�أعمار 12 �سنة �أو �أ�صغر -كنتيجة مبا�شرة للهجمات الإ�سرائيلية على غزة يف ف�صل ال�صيف .و�أ�صيب 3,306طفال �آخرين بجروح ،من بينهم �أكرث من 1,000تركوا ب�إعاقات دائمة ،ووفقا ملكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية ( .)OCHAتيتم 1,500طفال على الأقل ب�سبب الهجمة الع�سكرية الإ�سرائيلية التي ا�ستمر ملدة 50يوما على غزة ،هذا وقدرت الأمم املتحدة �أن 373,000طفل ممن ترتاوح �أعمارهم ثمان �سنوات فاكرث بحاجة للح�صول على الدعم النف�سي واالجتماعي كونهم عاي�شوا �ست هجمات �إ�سرائيلية على غزة خالل فرتة حياتهم. يف �أعقاب الهجوم الذي �شنته دولة االحتالل يف �صيف 2014على غزة ،ف�أن 100,000فل�سطيني ال يزالوا 20فل�سطي ــن
نازحني داخليا ،من بينهم الكثري من الأطفال .وما زالت معظم الأ�سر التي دمرت منازلها �أو ت�ضررت جزئيا غري قادرة على �إعادة بناء منازلها لأنها تفتقر �إلى الأموال، واحل�صار اال�سرائيلي لقطاع غزة يحد من ا�سترياد مواد البناء .ومع الدمار الهائل يف البنى التحتية املدنية ،مبا فيها املدار�س وامل�ست�شفيات ،يواجه الكثري من الأطفال يف غزة املحدودية يف احل�صول على التعليم والرعاية ال�صحية .ووفقا لوكالة الغوث وت�شغيل الالجئني (الأونروا « )UNRWAيتم ت�شغيل 90باملئة من 252مدر�سة التابعة للأونروا يف غزة على �أ�سا�س نظام الفرتات امل�سائية ،ويف البع�ض منها حتى ثالث فرتات خالل اليوم الواحد ،مما يقل�ص عدد �ساعات الدوام املدر�سي �إلى �أربع �ساعات فقط خالل الفرتة الواحدة». عانى الأطفال الفل�سطينيون �أي�ضا يف ال�ضفة الغربية، مبا فيها القد�س ال�شرقية ،من ت�صعيد يف حالة العنف يف عام ،2014حيث ا�ستخدم جنود و�شرطة االحتالل الإ�سرائيلي القوة املفرطة لقمع االحتجاجات� .أ�ست�شهد خالل هذه االحتجاجات وامل�سريات اثنا ع�شر طفال فل�سطينيا على �أيدي قوات االحتالل ،كلهم بالذخرية احلية ما عدا طفل واحد ،وفقا لتوثيق .DCIPمل جتد � DCIPأي دليل على ت�شكيل �أي من الأطفال الذين قتلوا يف ال�ضفة الغربية تهديدا مبا�شرا لقوات االحتالل الإ�سرائيلية �أو امل�ستوطنني .وكان هناك حادث واحد فقط نتج عنه التحقيق وتوجيه االتهام للقاتل. ويقدر مكتب تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية OCHAوجود 1,188من الأطفال الفل�سطينيني يف ال�ضفة الغربية حيث وثقت احلركة العاملية يف فل�سطني ا�ست�شهاد
535
طف ـ ًال يف قطاع غزة يف عام 2014
�أ�صيب
3,306 طفل �آخرين بجروح يف العدوان الأخري على غزه
ممن �أ�صيبوا بالعيارات احلية من قبل قوات االحتالل خالل م�شاركتهم يف املظاهرات وامل�سريات ال�سلمية ،مبا يف ذلك الر�صا�ص املطاطي (املعدين املغلف باملطاط)، وقنابل الغاز امل�سيل للدموع ،وخراطيم املياه العادمة والقنابل ال�صوتية. الأطفال الفل�سطينيون يف ال�ضفة الغربية ،حالهم حال الكبار ،يتعر�ضون �أي�ضا لالعتقال واملالحقة والتوقيف مبوجب نظام املحكمة الع�سكرية الإ�سرائيلية الذي يحرمهم من حقوقهم الأ�سا�سية .منذ عام ،1967 عملت �إ�سرائيل مبوجب نظامني قانونيني منف�صلني �ضمن نف�س املنطقة :يعي�ش امل�ستوطنون الإ�سرائيليون يف ظل القانون املدين بينما يخ�ضع الفل�سطينيون لقانون ع�سكري .وتطبق �إ�سرائيل القانون املدين على الأطفال الفل�سطينيني يف القد�س ال�شرقية .ووفقا لـ DCIPف�أن دولة االحتالل هي الدولة الوحيدة يف العامل التي حتاكم ما يرتاوح بني 500و 700طفل يف املحاكم الع�سكرية �سنويا. يف عام ،2014و�صل معدل االعتقال للأطفال الفل�سطينيني على يد قوات االحتالل ما يقارب 188 طفال فل�سطينيا �شهريا ،وفقا للبيانات املقدمة من قبل م�صلحة �سجون االحتالل الإ�سرائيلية .تلقت حركة � DCIPشهادات من 107طفل يف ال�ضفة الغربية ممن اعتقلوا خالل العام والتي �أظهرت �أن ثالثة �أرباعهم قد عانوا �شكال من �أ�شكال العنف اجل�سدي بعد �إلقاء القب�ض عليهم .وا�ستخدم املحققون الإ�سرائيليون �أي�ضا ا�ستغالل الو�ضع والتهديد واحلب�س االنفرادي النتزاع االعرتافات من بع�ض الأطفال 93 .باملئة من هذه احلاالت ،حرمتها
�سلطات االحتالل من احل�صول على امل�ساعدة القانونية ونادرا ما مت ابالغهم بحقوقهم مبوجب القانون ووفقا لتقرير ن�شرته �صحيفة ه�آرت�س الإ�سرائيلية عن تقرير املحكمة الع�سكرية للعام � 2011أظهر �أن ن�سبة الإدانة بحق املعتقلني الفل�سطينيني يف �سجون االحتالل و�صلت الى 99.7باملثة . يعي�ش عدد متزايد من الأطفال الفل�سطينيني و�أ�سرهم يف القرى والبلدات املحاطة بامل�ستوطنات وجتمعات امل�ستوطنني الإ�سرائيليني واملت�سمني بالعنف يف �أغلب الأحيان .منذ �أن احتلت �إ�سرائيل ال�ضفة الغربية ،مبا فيها القد�س ال�شرقية ،يف عام � ،1967أن�ش�أت نحو 125من امل�ستوطنات املقت�صرة على اليهود والتي ت�أوي 515,000من الإ�سرائيليني .ويعتربها املجتمع الدويل ب�أنها غري قانونية� .إال �أن �إ�سرائيل تدعي امتالكها للحقوق الدينية والتاريخية يف الأرا�ضي .ويقوم جنود االحتالل اال�سرائيلي وال�شرطة وال�شركات الأمنية اخلا�صة، املتمركزون يف �أنحاء ال�ضفة الغربية ،بحماية ال�سكان امل�ستوطنني على ح�ساب املدنيني الفل�سطينيني .يف هذه البيئة امل�سلحة ب�شدة ،يواجه الأطفال الفل�سطينيون العنف اجل�سدي ،وحمدودية احل�صول على التعليم، وال�صدمات النف�سية .وت�شري تقديرات مكتب تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية � OCHAإلى ح�صول �أكرث من 730 من اعتداءات امل�ستوطنني منذ عام .2013 حتدث انتهاكات حقوق الطفل �أي�ضا حتت والية ال�سلطة الفل�سطينية .وعلى وجه اخل�صو�ص� ،أولئك الأطفال الذين هم يف خالف مع القانون حيث يتعر�ضون للإ�ساءة �أثناء االعتقال واال�ستجواب والتوقيف ما قبل للمحاكمة .وامل�صدر املهم لهذه امل�شكلة هو غياب قانون �أحداث فل�سطيني موحد .بدال من ذلك ،تعتمد ال�سلطة الفل�سطينية يف ال�ضفة الغربية على القانون الأردين والذي يعود تاريخه �إلى 1954وحكومة حما�س يف غزة تطبق القانون الربيطاين الذي �صدر يف عام .1937هذه الت�شريعات تعود حلقبة ت�سبق املعايري الدولية احلديثة حلماية حقوق الطفل ،وال ت�ستند �إلى فل�سطي ــن
21
اتفاقية الأمم املتحدة حلقوق الطفل ( .)CRCومع ذلك ،فقد اتخذت ال�سلطة الفل�سطينية ( )PAخطوات مهمة لتعزيز احلماية القانونية للأطفال يف ال�سنوات الأخرية.، يف نهاية عام ،2012دخلت التعديالت على قانون الطفل الفل�سطيني رقم ( )7حيز التنفيذ ،والتي رفعت �سن امل�س�ؤولية اجلنائية من � 9إلى ،12من بني غريها من التعديالت الأخرى .يف عام ،2014وقع الرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها االختياري ب�ش�أن ا�شرتاك الأطفال يف النزاعات امل�سلحة .وعالوة على ذلك� ،أنتهت جلنة وطنية من م�شروع قانون ب�ش�أن ق�ضاء الأحداث يف عام ،2012مع الرتكيز على اتخاذ تدابري وقائية وبدائل لل�سجن .ومع ذلك ،فقد كانت عملية مترير الت�شريعات بطيئة على الرغم من قدرتها على معاجلة �أوجه الق�صور يف النظام احلايل لق�ضاء الأحداث. يف هذه الأثناء ،وجد 2,457طفال فل�سطينيا يف ال�ضفة الغربية �أنف�سهم يف مواجهة القانون يف عام .2014 ووفقا للمديرية العامة لل�شرطة ،جرح 1,891منهم يف مراكز التوقيف بعد القاء القب�ض عليهم .وقد ذكر البع�ض التهديدات وال�ضرب والإهمال من قبل قوات الأمن الفل�سطينية .وقدمت احلركة العاملية للدفاع عن الأطفال -فرع فل�سطني امل�ساعدة القانونية املجانية �إلى 81طفل يف عام 2014ووثقت 22حالة �أخرى .وقال حوايل 40باملئة منهم �أنهم عانوا من بع�ض �أ�شكال العنف اجل�سدي على �أيدي �أجهزة ال�شرطة والأمن غري املتخ�ص�صة .ومل يورد �أي من �أولئك الأطفال الذين اعتقلوا من قبل �شرطة الأحداث -وهي الوحدة التي �أن�شئت يف عام 2012للتعامل مع ق�ضايا الأحداث - �أي �سوء معاملة .يف املتو�سط� ،أم�ضى 81طفال املمثلني من قبل حركة ،DCIPو�أم�ضوا 18يوما يف احلب�س االحتياطي� ..أن انعدام توفر املرافق ترك الأحداث يف �سجون البالغني �أو مراكز ال�شرطة رغم �أن ذلك كان يف زنزانات منف�صلة. 22
فل�سطي ــن
عدد الأطفال املعر�ضني للعنف يف املجتمع ويف املنزل ال يزال ينذر باخلطر .ووفقا لإح�صائيات اجلهاز املركزي الفل�سطيني للإح�صاء PCBSيف عام ،2011 �أن 22باملئة من الأطفال الذين يعي�شون يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة ،من الذين ترتاوح �أعمارهم بني 12و 17عاما ،قد عانوا من العنف يف املدار�س .وقد عانى 51باملئة من �شكل من �أ�شكال العنف املنزيل على الأقل .ووفقا لنف�س امل�صدر ،ف�إن ارتفاع معدالت الفقر يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة �أجرب حوايل 73,000 طفل على االنخراط يف القوى العاملة ،حيث تعر�ض الكثري منهم لأ�شكال متعددة من اال�ستغالل. �إن �إح�صاءات عمالة الأطفال الفل�سطينيني ال ت�شمل فئة الأطفال العمال من الفئة العمرية ممن ت�صل �أعمارهم 12-11عاما ،حيث يعملون لفرتات ت�صل �إلى 12 �ساعة يوميا يف امل�ستوطنات الزراعية الإ�سرائيلية .يدفع �أرباب العمل �أجورهم نقدا ،الأمر الذي ال يرتك �أي �أثر لعملهم يف امل�ستوطنات ويحرمهم من ال�صفة الر�سمية �أو الت�أمني ال�صحي �أو حقوق العامل .هذه القوى العاملة غري املرئية ت�سبب خماطر جدية حلماية الأطفال .فقد يعاين الأطفال من الإ�صابات والآالم املزمنة ب�سبب �ساعات العمل الطويلة ،والتعر�ض للمواد الكيميائية اخلطرة ،وطبيعة العمل القا�سية بدنيا .وهم �أي�ضا �أكرث عر�ضة لال�ستغالل ،حيث يخ�شون �أن ال�شكوى قد تعر�ض م�صدر رزقهم و�سالمتهم للخطر .يحظر كل من القانون الفل�سطيني والقانون الإ�سرائيلي العمل حتت �سن 15 والأعمال اخلطرة حتت �سن .18ومع ذلك ،ف�إن فر�ض القانون الفل�سطيني لي�س له �أي �سلطة يف امل�ستوطنات
100,000 فل�سطيني ال يزالوا نازحني داخليا من بينهم الكثري من الأطفال
الإ�سرائيلية ،ووفقا لتقرير �صدر حديثا من منظمة هيومن رايت�س ووت�ش « �أن �إ�سرائيل غ�ضت الطرف عن انتهاكات قوانني العمل الإ�سرائيلية فيما يتعلق بالعمال الفل�سطينيني يف قطاع امل�ستوطنات الزراعية». بينما اتخذت فل�سطني خطوات هامة ل�ضمان �سالمة ورفاه الأطفال الفل�سطينيني ،مبا يف ذلك امل�صادقة على اتفاقية حقوق الطفل والربوتوكول االختياري ،اال �أن ثغرات احلماية �ست�ستمر ما مل يتم �إدخال �إ�صالحات كبرية على القوانني املحلية .وعالوة على ذلك ،ف�إن حياة الأطفال الفل�سطينيني �ستظل عر�ضة للخطر حتى التو�صل �إلى حل �سيا�سي ينهي االحتالل الع�سكري الإ�سرائيلي الذي طال �أمده.
2,457
طفال فل�سطينيا يف ال�ضفة الغربية وجدوا �أنف�سهم يف مواجهة القانون يف عام 2014
فل�سطي ــن 23
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع لبنان تعمل جمعية التوا�صل مع الأطفال الآن ،التي ت�أ�س�ست يف عام ،2014 على حماية الأطفال من العنف والإ�ساءة واال�ستغالل ،مع الرتكيز على الأطفال الالجئني والعمال .وتوفر جمعية التوا�صل مع الأطفال الآن CCNالدعم النف�سي واالجتماعي وتقدم �أن�شطة ترفيهية لهذه الفئات اله�شة من �أجل التخفيف من �آثار ال�صدمات النف�سية والتغلب على التحديات
لبنان ت�ستمر الأزمة ال�سورية املمتدة يف جعل �أعداد كبرية من الأطفال داخل لبنان عر�ضة النتهاكات حقوق الإن�سان .وذكرت وكالة االمم املتحدة لالجئني (� ،)UNHCRأن ما يقدر مبليون الجئ �سوري و 50,000الجئ فل�سطيني من �سوريا ( )PRSيقيمون يف لبنان ،مما يجعل لبنان �أكرب دولة م�ضيفة لالجئني ال�سوريني .وبا�ستمرار حالة عدم اال�ستقرار يف املنطقة وداخل لبنان ،تبقى فر�ص التغيري الإيجابي حمدودة ،ومن املتوقع �أن يظل عدد الأطفال املت�أثرين بالو�ضع مرتفع ًا �أو يف تزايد. وعالوة على ذلك ،يظهر �أن �شدة ال�صعوبات التي يواجهها الأطفال ال�سوريني الالجئني يف حياتهم اليومية يف تزايد م�ستمر .وكلما ارتفعت م�ستويات ال�ضيق وتال�شت الآمال يف حت�سني الأو�ضاع ،تتجه الأ�سر �شيئاً ف�شيئاً �إلى �آليات املواجهة ال�سلبية ،مثل الزواج املبكر وعمالة الأطفال .يف الوقت ذاته، بد�أت عالمات التوتر يف الظهور يف املجتمعات اللبنانية امل�ضيفة مع تزايد املناف�سة االقت�صادية وتناق�ص فر�ص احل�صول على امل�ساكن ب�أ�سعار معقولة.
24
لبنانـرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال الحـ
وبا�ستمرار تدفق الالجئني ال�سوريني �إلى لبنان، والت�شريد املطول للآخرين ،تظل برامج امل�ساعدة البلدية والإن�سانية تعاين من �أجل تلبية االحتياجات الأ�سا�سية للأطفال .وذكر التقرير ال�سنوي لليوني�سيف يف 2013 �أن ربع الأطفال ال�سوريني فقط الذين كانوا خارج النظام التعليمي ا�ستطاعوا احل�صول على التعليم الر�سمي �أو غري الر�سمي يف ذلك العام .ووجدت درا�سة املفو�ضية �أن 77يف املئة من الأطفال ال�سوريني الالجئني مل يتم ت�سجيلهم عند الوالدة ،مما يعر�ضهم خلطر انعدام اجلن�سية .يف العام نف�سه� ،أبلغت اليوني�سيف عن عجز يف ميزانيتها بن�سبة 49٪خلدمات املياه وال�صرف ال�صحي �إن الر�سوم ال�سنوية ،وجمموعها
US$200 والالزمة لت�سجيل جميع من هم من غري املواطنني املقيمني يف لبنان
والنظافة ،مما ترك العديد دون م�صدر للمياه النظيفة وعر�ضهم للإ�صابة بالأمرا�ض املنقولة عن طريق املياه. بالإ�ضافة �إلى حجم ال�سكان ومعدل النمو ،كان الت�شتت اجلغرايف الوا�سع لالجئني مبثابة عقبة كبرية يف تقدمي اخلدمات .ووفق ًا خلطة اال�ستجابة الإقليمية للأزمة ال�سورية يف لبنان ،)SRRP( 2014فقد ا�ستقر الالجئون ال�سوريون يف 1,500حملية ،مما يجعل ن�شر اخلدمات املقدمة للأطفال املحتاجني �شاق ًا ومكلف ًا . �أ�صبح النق�ص يف امل�ساكن املوجودة م�سبقا يف لبنان حتديا كبريا لالجئني ال�سوريني .مع ا�ستمرار النزوح وزيادة �أ�سعار امل�ساكن ،ا�ضطر الكثري من ال�سوريني للعي�ش يف م�ساكن ع�شوائية .وبالإ�ضافة �إلى ذلك ،ف�إن الر�سوم ال�سنوية ،وجمموعها 200دوالر �أمريكي ،والالزمة لت�سجيل جميع من هم من غري املواطنني املقيمني يف
لبنان والتي تزيد �أعمارهم على 15عاما“ ،قد تدفع املزيد من الأ�سر الالجئة �إلى قبول جودة �أدنى مل�سكنهم من �أجل االلتزام بهذه النفقات ”،وفق ًا لتقرير �صدر م�ؤخرا عن UNHCRو.UN-HABITAT وبدورها �أثرت ظروف ال�سكن ال�سيئة �سلب ًا على �صحة و�سالمة الأطفال وخلقت م�شاكل بيئية جديدة. وبالن�سبة لل�سوريني القادرين على ت�أمني �شقق بالإيجار، فقد �أ�صبح االكتظاظ هو ال�شاغل الرئي�س .وفقا خلطة اال�ستجابة الإقليمية للأزمة ال�سورية يف لبنان ،ف�إن ن�صف امل�ساكن امل�ؤجرة من قبل الالجئني ال�سوريني مكتظة ،حيث تتقا�سم �أ�سر متعددة امل�ساحات ال�ضيقة. وعند اقرتانه مب�ستويات عالية من بطالة الوالدين وال�شدة ،قد يت�سبب االكتظاظ يف خلق خماطر حماية وخيمة على الأطفال ،الذين �أ�صبحوا �أكرث عر�ضة ل�سوء املعاملة ،مبا يف ذلك االعتداء اجلن�سي يف املنزل. �إن االعتداء اجلن�سي على الأطفال معقد ب�شكل فريد و�صعب املعاجلة حيث �أن الأطفال و�أفراد الأ�سرة نادر ًا ما يبلغون عن وقوعه ،مما يجعل من ال�صعب حتديد وتوفري اخلدمات لل�ضحايا من الأطفال .يف حني �أن عدد الأطفال امل�صابني غري معروف ،فقد �أفاد عدد من امل�ساعدين املهنيني عن الكثري من حاالت القلق .يف بع�ض احلاالت ،يبلغ الأطفال �أنف�سهم عن احلوادث �أو يناق�شون التحر�ش اجلن�سي واالعتداء ب�شكل عام دون الك�شف عن التجارب ال�شخ�صية. وفق ًا لبيانات منظمة اليوني�سيف� ،شهدت نهاية العام 130,000 2013الجئ �سوري م�سجل ي�سكنون يف 446مع�سكر خيام ع�شوائي ( .)ITSوح�سب تقرير م�شرتك لـ UNHCRو UN-HABITAT لعام 2014ف�إن غالبية ITSاخليام الع�شوائية يتم ت�أجريها من القطاع اخلا�ص و تت�ألف من بني �أربعة و �أربعة وع�شرين مبنى .ت�شكل هذه املجمعات خماطر متعددة للأطفال ،وال توفر ما يكفي من احلماية �ضد الأجواء اخلارجية �أو احلد الأدنى من خدمات ال�صرف ال�صحي ،وتعر�ضهم �أي�ض ًا للخطر ب�سبب النريان لبنان 25
املك�شوفة التي ت�ستخدم للدفء .وذكرت اليوني�سيف كذلك“ ،تفاقمت الأو�ضاع ال�صحية ال�سيئة يف �أ�شهر ال�شتاء حيث �أ�سفر االكتظاظ والرطوبة عن ارتفاع يف معدل �أمرا�ض الإ�سهال والتهابات اجلهاز التنف�سي احلادة و�أمرا�ض اجللد”. وبالإ�ضافة �إلى هذت التجمعات ،فقد ا�ستقر بع�ض الالجئني يف املباين العامة واخلا�صة التي مت حتويلها م�ؤقتا �إلى مالجئ جماعية مب�ساعدة من املمولني اخلارجيني .على الرغم من �أن املالجئ اجلماعية متثل فقط 2يف املئة من ترتيبات �سكن الالجئني ال�سوريني، فهي مبثابة بديل فعلي لإن�شاء خميمات جديدة لالجئني والتي متنعها احلكومة اللبنانية منعاً باتاً .ومع ذلك، يجب العثور على املزيد من احللول طويلة املدى لتح�سني الظروف املعي�شية وتوفري خدمات املياه و�إدارة النفايات الأ�سا�سية لهذه التجمعات ال�سكنية الع�شوائية وغريها، وملنع تلوث الرتبة واملياه يف لبنان. وقد �أدى التناف�س على االحتياجات الأ�سا�سية �إلى توتر يف العالقات بني ال�سكان اللبنانيني وجمتمعات الالجئني ال�سوريني ،والذي �أثر بدوره � سلبا على الأطفال. ووفق ًا لتقديرات اليوني�سيف ،فقد هبط م�ستوى دخل 170,000مواطن لبناين حتت خط الفقر يف �أعقاب الأزمة ال�سورية�“ .إن حظر التجول املفرو�ض على الالجئني يف القرى املحلية ،وحاالت الطرد الأخرية لالجئني من ال�شقق والأرا�ضي امل�ستخدمة للتجمعات غري الر�سمية ،امنا هي دليل على تزايد حدة التوتر بني املجتمعات اللبنانية وجمتمعات الالجئني يف بع�ض املناطق” ،وفقا خلطة اال�ستجابة الإقليمية للأزمة ال�سورية يف لبنان . 2014ووجدت درا�سة حديثة ملنظمة �إنقاذ الأطفال �أن 90يف املئة من املواطنني اللبنانيني الذين �شملهم اال�ستطالع يعتقدون ب�أن الالجئني ال�سوريني ميثلون “تهديد�آً رمزي ًا واقت�صادي ًا”، و�أيدوا حظر التجول وغريها من القيود املو�ضوعة عليهم .وفقا ال�ستطالعات ر�أي جماعية ،كان النتائج الأكرث �إثارة للقلق هوالإ�شارة �إلى “تهديد خطري بالعنف 26لبنان
ا�ستقر الالجئون ال�سوريون يف
1,500
حملية ،مما يجعل ن�شر اخلدمات املقدمة للأطفال املحتاجني �شاق ًا ومكلف ًا من اللبنانيني جتاه ال�سوريني ،وخا�صة يف � سهل عكار” �إحدى �أفقر املناطق الريفية يف ال�شمال. لقد قيد تقل�ص التما�سك االجتماعي حتركات الأطفال ال�سوريني ،مما �أدى �إلى تدين م�ستوى امل�شاركة املجتمعية والتعليمية و�إلى التعر�ض للتمييز والعنف .و�أظهر م�سح برنامج الغذاء العاملي عام� 2013 أن ما يقرب من 10 يف املئة من الأ�سر الالجئة ال�سورية قد �شهدت �شك ًال من �أ�شكال التحر�ش يف الأ�شهر الثالثة ال�سابقة .وحثت املخاوف من تزايد حاالت العنف يف املدار�س وال�شوارع الكثري من الآباء على �إبقاء �أطفالهم يف املنزل .وجاء من خالل البحوث امليدانية للمفو�ضية يف الأردن ولبنان، التي ن�شرت عام � ،2013أن 29يف املئة من الأطفال الذين �شملهم امل�سح تركوا منازلهم مرة واحدة يف الأ�سبوع �أو �أقل .و�شعر املراهقون ال�سوريون ب�شكل خا�ص �أن �أقرانهم من املجتمع امل�ضيف يحملون وجهات نظر �سلبية للغاية عنهم. ويعترب الالجئون الفل�سطينيون جمموعة م�ست�ضعفة ب�شكل خا�ص بني الالجئني من �سوريا .حتى �أبريل ،2014ر�صدت الأونروا 53,070الجئ ًا فل�سطين ًا يف �سوريا يبحثون عن م�أوى يف لبنان ،لي�صل العدد الإجمايل لالجئني الفل�سطينيني يف البالد �إلى ما يقرب من . 450,000كانت املخيمات الإثنا ع�شر يف لبنان والتي �أن�شئت لالجئني الفل�سطينيني مكتظة قبل الأزمة ال�سورية ،و�أدى التدفق اجلديد لالجئني الفل�سطينيني� إلى ارتفاع الأ�سعار ب�شكل �سريع .و�أنتجت امل�ستويات العالية من البطالة والفقر يف املخيمات ب�سبب التمييز والقيود يف �سوق العمل ،و�ضعف ال�صيانة
قد هبط م�ستوى دخل
170,000
مواطن لبناين حتت خط الفقر يف �أعقاب الأزمة ال�سورية الهيكلية البلدية ،ظروف ًا معي�شية غري �آمنة للأطفال. �إلى حد كبري ،ف�إن عدد ًا غري معروف من الالجئني الفل�سطينيني يف �سوريا هم من غري امل�سجلني ،وبالتايل فهم غري قادرين على الو�صول �إلى اخلدمات التعليمية وال�صحية التي تقدمها وكالة الأمم املتحدة لإغاثة وت�شغيل الالجئني (الأونروا) .وهذا هو �أحد عوامل اخلطر بالن�سبة للأطفال الفل�سطينيني الالجئني ،فهم على عك�س الالجئني ال�سوريني الآخرين غري م�ؤهلني للح�صول على اخلدمات العامة يف لبنان .وعالوة على ذلك ،مينع بع�ض ه�ؤالء الالجئني عبور احلدود اللبنانية �أو ان يرحلون يف وقت الحق ،مما �أدى �إلى ت�شتيت �شمل الأ�سر .وتو�ضع القيود على جتديد الت�أ�شريات مما يعيق ت�سجيل املواليد. عمالة الأطفال ،مبا يف ذلك �أ�سو�أ �أ�شكال عمل الأطفال على النحو الذي حددته منظمة العمل الدولية ( ،)ILOهو م�صدر قلق جلميع الأطفال يف لبنان. ويعترب الأطفال ال�سوريون الالجئون ،وخ�صو�ص ًا �أولئك الذين ينف�صلون عن والديهم �أو من هم دون �إ�شراف، هم الأكرث عر�ضة للخطر .ففي عام ،2013قدرت اليوني�سيف �أن واحد ًا من كل � 10أطفال من الالجئني ال�سوريني منخ�ؤط يف �سوق العمل .وقد حددت درا�سة بتكليف من اليوني�سيف ومنظمة العمل الدولية ومنظمة انقاذ الطفل الدولية �أربعة عوامل رئي�سة لهذه الظاهرة: “اال�ستبعاد االجتماعي ،ه�شا�شة الأ�سر ،وتدفق الالجئني ال�سوريني �إلى لبنان ،وكذلك اجلرمية املنظمة وا�ستغالل الأطفال 73 ”.يف املئة من العينة من الذين �شملهم اال�ستطالع ،كان معظمهم من الذكور ،وكانوا �إما �أميني
�أو من الذين مل يلتحقوا باملدار�س قط .م ّثل املواطنون ال�سوريون وغري املواطنني ،مبا يف ذلك الالجئني الفل�سطينيني يف �سوريا .،كانت �أكرث �أ�شكال العمل انت�شار ًا الت�سول والبيع يف ال�شوارع ،وكلن متو�سطالدخل اليومي 12دوالراً �أمريكياً .كما وجدت الدرا�سة �أن 6 يف املئة من الأطفال يف ال�شوارع قد عانوا من االعتداء اجلن�سي �أو اجل�سدي يف �أماكن عملهم ،واعتقد ما يقرب من ن�صفهم �أنه ال وجود لأ�شخا�ص ميكن �أن يبلغوا لديهم عن هذه االعتداءات .وكانت نتائج هذه الدرا�سة خطوة �أولى نحو خطة عمل وطنية لإنهاء �أ�سو�أ �أ�شكال عمالة الأطفال بحلول عام ،2016يف �أعقاب تعهد لبنان يف نوفمرب عام .2013 هذا ويعتقد ان العام ،2015ال يزال يحمل عدد من الق�ضايا الأمنية دون حل .مع تزايد وجود اجلماعات امل�سلحة واملت�شددين ،وحوادث التفجريات االنتحارية واال�شتباكات العنيفة الأخرى التي ت�شكل تهديد ًا مبا�شر ًا ل�سالمة جميع الأطفال .ي�ستمر و�صول املزيد من الأطفال الهاربني من �سوريا � إلى احلدود اللبنانية ،على الرغم من ظهور عالمات التوتر ال�شديدة لدى جمتمعات الالجئني واملجتمعات امل�ضيفة .ومع تزايد عدد الأ�سر التي دخلت حيز الفقر والقاطنة يف م�ساكن غري م�ؤهلة، تظهر احلاجة �إلى املزيد من العمل ل�سد الثغرات يف جمال حقوق الإن�سان للأطفال.
ر�صدت الأونروا
53,070 الجئ ًا فل�سطيني ًا يف �سوريا يبحثون عن م�أوى يف لبنان
لبنان
27
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع ليبيا تعمل اجلمعية الليبية حلقوق الطفل ،التي ت�أ�س�ست يف عام ،2000على حماية حقوق الطفل من خالل ر�صد االنتهاكات وتوثيقها ،ورفع الوعي العام واحلكومي بثغرات احلماية ،وجهود املنا�صرة التي تهدف �إلى جعل الت�شريعات القائمة تتما�شى مع اتفاقية حقوق الطفل.
ليبيا قبل الثورة عام 2011كان هناك تفا�ؤل حول م�ستقبل الأطفال يف ليبيا .فوفرة املوارد االقت�صادية يف البالد ،وتواجد �أغلبية ال�سكان يف املناطق احل�ضرية وعي�شهم فوق خط الفقر ،وانخفا�ض معدل النمو ال�سكاين ،كلها عوامل زادت من فر�ص الأطفال ل�صحة جيدة وللأمن ولنتائج تعليمية �إيجابية. ومع ذلك ،ويف �أعقاب احلرب الأهلية امل�ستمرة منذ �أربع �سنوات ،يواجه الكثري من الأطفال يف ليبيا حتديات متعددة يف جمال حقوق الإن�سان .وميثل الأطفال الذين تقل �أعمارهم عن 14نحو 31.2 يف املئة من �سكان ليبيا البالغ عددهم حوايل �ستة ماليني ،ت�أثر ثلثهم مبا�شرة بالأزمة الإن�سانية، وفقا لربنامج الغذاء العاملي ( .)WFPيف الواقع ،ف�إن ما يقارب 600,000طفل معر�ضون للعنف و�سوء التغذية ونق�ص يف التعليم والرعاية ال�صحية الأ�سا�سية .
ليبياـرك ــة العالمي ــة لل ــدفاع عـن الأطفـ ــال 28الحـ
نـ ـ ــزح
18,500
�شخ�ص ًا وفق ًا ملنظمة هيومن رايت�س ووت�ش لقد تفاقم الو�ضع احلايل للأطفال يف ليبيا ل�سببني: الأول :الفراغات امل�ؤ�س�ساتية املتعلقة باحلرب الأهلية الدائرة يف ليبيا� .أول هذه الفراغات ن�ش�أ عن الغياب �شبه التام حلكومة قائمة ب�أعمالها .ثاين الفراغات جاء من االن�سحاب ال�شامل للمنظمات الإن�سانية الدولية، مبا يف ذلك اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر ووكاالت الأمم املتحدة ،مما �أدى� إلى فجوات حماية وا�سعة. م�شرية الى خماوف �أمنية وعقب �إغالق مطار طرابل�س، توقفت منظمات عديدة عن عملها �أو علقت عملياتها. كغريها من املنظمات ،مبا يف ذلك الأمم املتحدة� ،أجلت موظفيها �إلى مواقع خارجية �إال �أنها ما زالت حتاول �ضمان ا�ستمرارية اخلدمات عن طريق اجلماعات املحلية .ومع ذلك ،ف�إن التمويل ال�شحيح وانعدام الأمن على نطاق وا�سع قد حد من تدفق ال�سلع واخلدمات. على �سبيل املثال ،ت�شري الهيئة الطبية الدولية ومقرها الواليات املتحدة �إلى “الزيادات يف �أ�سعار املواد الغذائية والوقود” من بني العوامل التي حتول دون جهود الإغاثة، وخا�صة على طول احلدود ال�شمالية الليبية .و�أعاقت عمليات �إجالء املوظفني املدربني �أي�ضا جهود الإغاثة الإن�سانية الطارئة. كان الن�سحاب وكالة الأمم املتحدة لالجئني-،مفو�ضية �ش�ؤون الالجئني ،UNHCRيف متوز 2014نتائج وخيمة لل�سكان الليبيني الذين نزحوا داخلي ًا ،والتي ا�ستمرت يف التفاقم ب�سبب توا�صل النزاع الداخلي امل�سلح .يف دي�سمرب ،2014بلغ عدد النازحني داخلي ًا يف ليبيا 400,000على الأقل ،وفقا للبيانات التي ن�شرها مركز ر�صد النزوح الداخلي التابع للمجل�س الرنويجي لالجئني .)IDMC( ووف ًقا ملجموعة
املراقبة هذه ،ف�إن احل�صول على معلومات دقيقة �شكل حتدي ًا كبري ًا “نظر ًا لعدم القدرة على احل�صول على البيانات والفو�ضى امل�ستمرة والوا�سعة االنت�شار”. و�أدى القتال العنيف يف مدينة بنغازي ال�ساحلية ال�شرقية يف �آيار � 2014إلى ت�شريد ما يقرب من 90,000 �شخ�ص ًا ،بناء على �أبحاث مركز ر�صد النزوح الداخلي .وانت�شر العنف غرب ًا �إلى �أكرب املدن الليبية، طرابل�س ،حيث ا�ضطر 269,000من ال�سكان على الأقل للفرار ،و�إلى اجلنوب ،حيث نزح 18,500 �شخ�صاً .ووفق ًا ملنظمة هيومن رايت�س ووت�ش“ ،ا�ستمر النازحون يف التما�س الأمان وامل�أوى يف خميمات م�ؤقتة ويف امل�ساكن اخلا�صة يف العديد من املناطق”. وقد �أدت االنتفا�ضة امل�سلحة يف عام 2011والتي �أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذايف �إلى ما يقدر بـ 56,000نازح يعي�شون يف حاالت الت�شريد الطويلة الأمد ،وفقاً ملركز ر�صد النزوح الداخلي .فر الغالبية منهم من بلدة تاورغاء ،الواقعة �إلى اجلنوب من مدينة م�صراتة ال�ساحلية ،وجل�أوا �إلى بنغازي وطرابل�س .يف نهاية عام �“ 2014شرد ما يقرب من 9,600من نازحي تاورغاء مرة �أخرى من خم�سة خميمات يف بنغازي وا�ستمروا يف العثور على م�أوى يف املدار�س ويف منازل م�ست�أجرة �أو غريها من املرافق العامة” كما �أفاد مركز ر�صد النزوح الداخلي. وكان �إغالق املدار�س من الآثار اجلانبية الأخرى للحرب الأهلية يف البالد ،والتي قد حتمل عواقب للحكومات املقبلة فيما يتعلق بالقوى العاملة .ووفق ًا لإح�صاءات الأمم املتحدة ،تغيب ما يفوق 1.2مليون طالب وطالبة ل�سنة درا�سية كاملة يف بداية احلرب الأهلية الدائرة ،وال توجد بيانات موثقة عن املعدالت احلالية لاللتحاق باملدار�س. لقد واجهت املدار�س احلكومية االكتظاظ منذ �أن فتحت �أبوابها مرة �أخرى ،فاملدار�س يف املناطق الأ�شد ت�ضرر ًا مازالت تلعب دور املالجئ للعائالت النازحة .واعتربت وكالة االمم املتحدة للطفولة ،اليوني�سيف ،بع�ض املدار�س الأخرى غري �آمنة ب�سبب وجود الألغام التي مل تنفجر ليبيا 29
�شرد ما يقرب من
9,600
من نازحي تاورغاء مرة �أخرى من خم�سة خميمات يف بنغازي وا�ستمروا يف العثور على م�أوى يف املدار�س ويف منازل م�ست�أجرة �أو غريها من املرافق العامة �أو بداعي الأ�ضرار الناجمة عن القتال .و�أظهر تقرير برنامج الغذاء العاملي WFPيف كانون �أول 2014 �أن الأطفال يف اجلزء ال�شرقي من البالد كانوا الأكرث ت�أثر ًا من �إغالق املدار�س ،حيث افتقر غالبية الذين �شملهم اال�ستطالع �إلى مدر�سة �صاحلة للعمل. وقد ت�سبب هذا االنقطاع يف الفر�ص التعليمية ،بالإ�ضافة �إلى التهديد امل�ستمر للعنف ،يف ارتفاع معدل امل�شاكل النف�سية واالجتماعية لدى الأطفال ،مبا يف ذلك �إجهاد ما بعد ال�صدمة و�ضعف الأداء املدر�سي .وا�ست�شهدت جمعية حقوق تاورغاء للطفولة الليبية مبا جاء على ل�سان �أحد املعلمني� ،أن الأطفال طلبوا لعبة الأ�سلحة النارية �أثناء فرتة اللعب ومثلوا م�شاهد م�ؤملة مروا بها هم وعائالتهم. و�سط التعر�ض لل�صدمات والعنف ،انهارت خدمات الدعم للأطفال وهو ما يعك�س احلالة العامة للقطاع ال�صحي يف البالد .وهنا ب�شكل خا�ص ت�شري اجلماعات الإن�سانية الليبية �إلى ان�سحاب وكاالت الإعانة الدولية. قدم بع�ض هذه املنظمات خدمات الرعاية ال�صحية الأولية احليوية للفئات الأكرث �ضعف ًا يف ال�سابق ،مبا يف ذلك الأطفال .وتعترب جمعية الهالل الأحمر الليبي من بني عدد قليل من املنظمات التي ال تزال تقدم تلك اخلدمات يف الوقت احلايل. �إن جمموعة �أخرى من الأطفال املعر�ضني للخطر هم طالبي اللجوء والالجئني الذين يحاولون الو�صول �إلى 30ليبيا
�أوروبا -بع�ضهم كقا�صرين غري م�صحوبني -ومالقني ظروفاً غري �آمنة يف ليبيا يف طريقهم للهروب .تقدر املنظمة الدولية للهجرة �أن لكل 10نازحني ليبيني داخليني ،هناك الجئ واحد م�سجل من بلد �آخر يحاول عبور ليبيا ومن ثم البحر املتو�سط .يفر بع�ضهم من القتال يف �سوريا بينما ي�سعى الآخرون لفر�ص ااقت�صادية غائبة يف بلدانهم يف جنوب ال�صحراء الكربى يف �أفريقيا .ووفق ًا لبع�ض املهاجرين الذين متت مقابلتهم من قبل ديلي تلغراف الربيطانية ،يحاول “مئات الأطفال غري امل�صحوبني واملراهقني” العبور �إلى �أوروبا كل عام من بلدان �أخرى .وقال لل�صحيفة� أحد املهاجرين من ال�سنغال ،الذي جنا من هجوم من قبل امليلي�شيات الليبية الذي قتلت �شقيقه�“ ،إن اجلميع يف ليبيا م�سلح الآن ”.ومن املمكن �أن يزداد التعر�ض للخطر ،فالدول املجاورة والدول الغربية وبح�سب بع�ض امل�صادر تدر�س حالي ًا التدخل يف ليبيا ملنع البالد من التحول �إلى معرب غري نظامي للأ�شخا�ص والأ�سلحة. وعلى الرغم من ان�سحابها ،حتاول وكاالت الإغاثة �ضمان ا�ستمرارية براجمها من خالل التعاون مع املنظمات املحلية ،والتي ال تزال لديها �إمكانية الو�صول �إلى املناطق اخلطرة .على �سبيل املثال ،يف �أوائل عام ،2015 �أعلنت اليوني�سيف �أنها تعاونت مع م�ؤ�س�سة ال�شيخ طاهر العزاوي اخلريية ،جمموعة �إغاثة تتخذ من طرابل�س مقر ًا لها ،لتوفري م�ساحات �صديقة للطفل لـ 800 عائلة نازحة ،من بني غريها من اخلدمات .وباملثل، �أر�سلت الهيئة الطبية الدولية ( ،)IMCبالتن�سيق مع ال�شركاء املحليني� ،شحنتني من لوازم النظافة ال�صحية �أر�سلت الهيئة الطب ّية الدوليه بالتن�سيق مع ال�شركاء املحليني �شحنتني من لوازم النظافة ال�صحية والغذائية
لـ 3,400 من النازحني الداخليني
والغذائية لـ 3,400من النازحني الداخليني .ويف الوقت نف�سه ،حافظت بعثة الأمم املتحدة للدعم يف ليبيا� ،أو ،UNSMILعلى م�س�ؤوليتها الرئي�سة لتن�سيق امل�ساعدة الدولية يف البالد .ومع ذلك ،فقد مت حتويل اجلزء الأكرب من هذا الدعم �إلى التدخالت ل�سد احلاجة بد ًال من برامج بناء القدرات وغريها من التدابري على املدى الطويل. يتفق عمال الإغاثة على �أن م�صلحة الأطفال يف ليبيا �ستتوقف يف النهاية على ا�ستعداد الف�صائل ال�سيا�سية يف البالد واجلماعات امل�سلحة لتحقيق ال�سالم .وقد �أعرب العديد من املنظمات الإن�سانية الدولية عن التزامها ب�إعادة ت�شغيل اخلدمات مرة �أخرى عند حتقيق احلد الأدنى للأمن .منذ �آب � ،2014أعادت UNSMIL الت�أكيد “على �ضرورة احلوار ال�سيا�سي كو�سيلة لتحقيق �إجماع وطني حول �أولويات بناء م�ؤ�س�سات الدولة على �أ�سا�س �سيادة القانون”.
و�أدى القتال العنيف يف مدينة بنغازي ال�ساحلية ال�شرقية يف �آيار �إلى ت�شريد ما يقرب من
90,000 �شخ�ص
ليبيا
31
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع مصر امل�ؤ�س�سة امل�صرية للنهو�ض ب�أو�ضاع الطفولة ،التي ت�أُ�س�ست عام ،2000 تعزز رفاهية الأطفال وتدعو ملناه�ضة اال�ستغالل و�سوء املعاملة للأطفال وتقدم احلماية ملن هم يف نزاع مع القانون .توفر امل�ؤ�س�سة امل�صرية للنهو�ض ب�أو�ضاع الطفولة EFACCامل�ساعدة القانونية املجانية للأطفال يف ظروف �صعبة.
مصــــــر منذ عام � ،2011شهدت م�صر ثورة هائلة �أثرت على جميع جوانب املجتمع املدين .ففي فرتة ما قبل الثورة ،كانت م�صر قد حققت مكا�سب يف التعليم ويف توفري اللقاحات واملياه املعقمة .وا�ستمرت ق�ضايا عمالة الأطفال ،والعنف �ضد الفتيات ،والفجوات التعليمية بني اجلن�سني املبنية على خلفية الظروف االجتماعية واالقت�صادية مدعاة للقلق.
32
م�صر
�أدت اال�ضطرابات ال�سيا�سية واالجتماعية بني عامي 2011و 2014يف حتويل االهتمام بعيد ًا عن ق�ضايا حقوق الطفل املوجودة م�سبقاً� .شهد امل�صريون فرتات احلكومة امل�ؤقتة ،ورئا�سة حممد مر�سي ،وتويل الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي مقاليد احلكم .و�أثناء هذه الفرتة من عدم اال�ستقرار ال�شديد وبعدها ،تعرثت �أي�ضا جهود تقدمي اخلدمات الإن�سانية .بالإ�ضافة �إلى ذلك ،خلق لكل طفل حتت �سن
18
عاما حق احل�صول املجاين على التطعيم والرعاية ال�صحية ال�صراع يف �سوريا تدفقا لالجئني الأطفال الذين كانوا يف يف حاجة �إلى الغذاء وامل�أوى والتعليم والرعاية الطبية يف م�صر. قبل الثورة امل�صرية عام ،2011كانت الدولة قد �أحرزت تقدما كبريا يف جمال حقوق الطفل بعد تعديل القانون 126لعام � . 2008أحدث التعديل تغيري ًا يف الإطار القانوين الذي يتم مبوجبه التعامل مع الأطفال قانوني ًا ،حيث مت النظر �إليهم باعتبارهم معر�ضني للخطر ووفرت لهم خدمة �إعادة الت�أهيل بد ًال من �إنزال عقوبات قا�سية .ولكن اندالع الثورة حال دون التطبيق الكامل لهذا القانون ،وبقي �أثره غري حمقق. يف عام � ،2013شاركت منظمات املجتمع املدين يف �صياغة الد�ستور امل�صري اجلديد .وجاء هذا الإ�صدار خلف ًا مل�سودة �سابقة يف 2012كتبها الرئي�س املخلوع حممد مر�سي والتي قوبلت مبعار�ضة �شديدة من طرف منظمات حقوق االن�سان املحلية والدولية .ت�ضمنت م�سودة الد�ستور املعدل تغيريات هامة ب�ش�أن حقوق الطفل :املادة ،80التي متنح لكل طفل حتت �سن 18 عاما حق احل�صول املجاين على التطعيم والرعاية
ال�صحية ،والرعاية الأ�سرية �أو تلك التي توفرها الدولة والغذاء وامل�أوى .ودخل التعديل حيز التنفيذ يف يناير 2014مع بقية الد�ستور امل�صري .و�أ�شار هاين هالل� ،أمني عام االئتالف امل�صري حلقوق الطفل، �أن املادة 80متثل “نقلة نوعية �إلى الأمام” للأطفال امل�صريني واملكا�سب الت�شريعية املحمية املكت�سبة يف ،2008كما ذكرت و�سائل االعالم املحلية. و�شملت التطورات الإيجابية الأخرى يف عام 2013
مبادرات وبرامج حمدثة بدعم من اليوني�سف ووزارة ال�صحة امل�صرية و�شركاء املجتمع .يف يوليو ،2013 �أطلقت اليوني�سف برناجم ًا حملي ًا جديد ًا يهدف �إلى بناء القدرات وتعزيز �آليات تقدمي اخلدمات يف �أنظمة احلماية على املدى الطويل ،معطية اهتمام ًا خا�ص ًا حلالة الفتيات .و�أعلنت وزارة ال�صحة امل�صرية بدورها عن خطوات لرفع قدرات رعاية ما قبل الوالدة والربامج ال�صحية املجتمعية فى “اخلطة الوطنية لدعم� صحة الأم والأطفال حديثي الوالدة والأطفال ب�شكل عام ( .”)MNCHبالإ�ضافة �إلى ذلك ،يف �أكتوبر ،2014 مت ا�ستهداف 15مليون طفل للتطعيم �ضد �شلل الأطفال يف م�صر ،وذلك ا�ستجابة لتف�شي مر�ض �شلل الأطفال يف �سوريا وبني الأطفال ال�سوريني الالجئني يف م�صر. حققت م�صر مكا�سب مطردة يف �سد الفجوة بني اجلن�سني يف التعليم االبتدائي والثانوي على حد �سواء، حيث بلغت معدالت االلتحاق واال�ستمرار يف املدار�س معدالت مت�ساوية تقريبا .ومع ذلك ،يبقى املزيد من العمل الزم ًا لتح�سني نوعية التعليم وزيادة امل�شاركة يف برامج الطفولة املبكرة والتغلب على الفوارق اجلغرافية. مت ا�ستهداف
15
مليون طفل للتطعيم �ضد �شلل الأطفال يف م�صر يف عام 2014
م�صر 33
يتواجد
1.4
مليون طفل ،يف كثري من الأحيان يف املناطق الريفية الفقرية �أو يعانون من �إعاقة ما، كما جاء يف التقرير ال�سنوي لليوني�سيف 2013 وب�شكل عام ،حققت م�صر معدالت التحاق بلغت 91يف املئة يف املدار�س االبتدائية و 81يف املئة يف املدار�س الثانوية للعام الدرا�س . 2014/2013-وعلى الرغم من اقرتاب هذه الأرقام امل�شجعة للتعليم ال�شامل ،ال تزال هناك خماوف من عدم امتالك املدار�س امل�صرية القدرة الكافية ال�ستيعاب باقي الأطفال غري امل�سجلني حاليا يف �أي مدر�سة وعددهم 1.4مليون طف ًال. يتواجد ه�ؤالء الأطفال يف كثري من الأحيان يف املناطق الريفية الفقرية �أو يعانون من �إعاقة ما ،كما جاء يف التقرير ال�سنوي لليوني�سيف . 2013ه�ؤالء الأطفال الذين ي�صعب الو�صول �إليهم هم �أي�ضا �أكرث عر�ضة لالنخراط يف العمل ،وهم جمموعة ميثلون ما بني 3و 15يف املئة من الأطفال يف م�صر .وعالوة على ذلك، تفتقر املدار�س �إلى تعليم عايل امل�ستوى ،حيث ف�شلت 90 يف املئة من املدار�س عام 2012يف حتقيق املعايري التي و�ضعتها الدولة . ال تزال ق�ضايا اعتقال الأطفال واالحتجاز وال�سجن ت�شكل خماطر وحتديات حلماية الأطفال يف م�صر .يف الن�صف الثاين من عام ،2013قدرت اليوني�سيف �أنه مت اعتقال 400طفل على خلفية اال�ضطرابات ال�سيا�سية. ويف دي�سمرب � ،2014أفاد مركز الندمي لت�أهيل �ضحايا العنف والتعذيب� ،إحدى منظمات حقوق الإن�سان امل�صرية� ،أن قوات الأمن املركزي (� )CSFأبقت على ما يقرب من 600طفل يف مع�سكر احتجاز يف �شمال �شرق م�صر .ووفق ًا ملدى م�صر ،وهو موقع �إخباري مقره القاهرة ،و�صف �أحد املعتقلني البالغ من العمر 14عام ًا 34م�صر
يف خميم قوات الأمن املركزي حاالت �سوء املعاملة والتعذيب التي تعر�ض لها هو و�آخرون من الأطفال املعتقلني .وعلى ال�صعيد الت�شريعي ،و�سع القانون ،136ال�صادر يف �أكتوبر عام ،2014نطاق �سيطرة املحاكم الع�سكرية يف م�صر لت�شمل الأماكن العامة ،وقد ي�ؤدي ذلك �إلى تداعيات خطرية على الأطفال .و�أ�شارت هيومن رايت�س ووت�ش �إلى �إن املحاكم الع�سكرية امل�صرية ال تفرق بني الأطفال والكبار يف التعامل. وتواجه الفتيات يف احلجز ب�شكل خا�ص خطر التعر�ض لأ�شكال العنف اجل�سدي �أو اجلن�سي ،كما هو مو�ضح يف تقرير منظمة العفو الدولية الذي �صدر م�ؤخرا “ حلقات جهنم :العنف املوجه �ضد الن�ساء يف م�صر داخل املنازل ويف احلياة العامة ومراكز احلجز التابعة للدولة”. ووفقا للتقرير ،ف�إن خطر التعر�ض لالنتهاكات “ حاد عند �إلقاء القب�ض عليهم� ،أثناء ا�ستجوابات ال�شرطة وخالل الفرتة الأولى من االحتجاز” لكل من املعتقلني ال�سيا�سيني واجلنائيني .وقد و�صفت ظروف االحتجاز يف بع�ض املرافق �أي�ض ًا بـ “املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة يف حد ذاتها”. ووجد التقرير ذاته �أنه خارج االحتجاز ،تتعر�ض الفتيات امل�صريات خلطر عال من الوقوع ك�ضحايا للعنف اجلن�سي واجل�سدي يف املنزل ويف احلياة العامة .خالل فرتة ال�سنتني املنتهية يف يونيو ،2014وثقت منظمات حقوق الإن�سان امل�صرية 500حالة اغت�صاب جماعي واعتداء جن�سي ،مل يتم التحقيق يف معظمها على الإطالق .وعلى الرغم من حدوث هذه الأنواع من الهجمات يف التجمعات العامة الكبرية ب�شكل م�ستمر� ،أ�شار التقرير �إلى الآتي: “جاء رد ال�سلطات رمزي ًا ،حيث ف�شلت با�ستمرار يف مت اعتقال
400
طفل على خلفية اال�ضطرابات ال�سيا�سية, يف عام 2013
اتخاذ التدابري الالزمة ملنع هذه الهجمات والتحقيق فيها ومعاقبتها” .وعلى ال�صعيد املنزيل ،ال يزال ختان الإناث� شائعاً .فتظهرالأرقام الأخرية ال�صادرة يف تقرير اليوني�سيف عن و�ضع الأطفال يف العامل �أن هذا ال�شكل من العنف ي�ؤثر على 16.5يف املائة من الفتيات و 91يف املئة من جميع الن�ساء .ويك�شف التقرير �أي�ض ًا �أن 54يف املئة من ال�سكان يدعم هذه املمار�سة. ويواجه الأطفال ال�سوريون الالجئون ،والبالغ عددهم حوايل ، 120,000حتديات كبرية �أي�ضاً .وتربز حاالت االعتقال وال�سجن والرتحيل ب�شكل خا�ص. �أفادت تقارير اليوني�سيف �أنه يف يوليو “ ، 2014مت اعتقال �سبعة �أطفال �سوريني على الأقل وترحيلهم دون توجيه اتهامات .كما �ألقي القب�ض على مئات من الالجئني ال�سوريني حاولوا الهجرة ب�شكل غري نظامي �إلى �أوروبا .وتبني احلاالت التي �أمكن ت�سجيلها �أنه مت احتجاز حوايل 220طفل �سوري الجئ يف مراكز �شرطة مكتظة بدون توجيه تهم لعدة �أ�سابيع ،ومت ترحيل 125 منهم” .ويقتات الآن �أولئك الذين جنحوا يف الت�سجيل كالجئني يف كثري من الأحيان على ما ال يكفي من الطعام وامل�أوى .وفقا للخطة الإقليمية لالجئني واملرونة ( )3RPمل�صر ، 2016-2015 ف�إن 306من 340 �أ�سرة تبنت ا�سرتاتيجيات مواجهة �سلبية يف الـ 30يوم ًا ال�سابقة .فلج�أ ت�سعة يف املئة منهم �إلى �إر�سال الأطفال للعمل ،و�أر�سل 8يف املئة الأطفال للت�سول� .إن �أحد التدابري لربنامج 3RPاملخططة للعام القادم هو الربط املتزايد خلدمات حماية الطفل مع قطاع التعليم.
يف غياب خطة وطنية موحدة حلماية حقوق الطفل وحمدودية التن�سيق بني املنظمات احلكومية وغري احلكومية ،لعبت احلركة العاملية الدفاع عن الطفل يف م�صر دور ًا حا�سم ًا يف مواجهة االحتياجات القانونية الكاملة لكل من الأطفال �ضحايا العنف والأطفال الذين وقعوا يف نزاع مع القانون .يوفر فريق احلركة التمثيل القانوين يف املحاكم ويراقب �أو�ضاع ال�سجون ومراكز االحتجاز .وتقوم املنظمة بتوثيق حاالت الوفيات وانتهاكات حقوق الطفل ،مبا يف ذلك حوادث العنف امل�ؤ�س�سي وال�سيا�سي واملنزيل ،وا�ستغالل الأطفال و�إهمالهم ،والتعذيب .وهم ينادون �أي�ض ًا ب�إجراء �إ�صالحات قانونية طويلة الأجل وبااللتزامات التي تلبي احتياجات الأطفال ،وهي �أمور يف غاية الأهمية �إذا ما كان الأطفال يف م�صر�سيح�صلون على حقوقهم خالية من اال�ستغالل والتمييز و�سوء املعاملة.
يواجه الأطفال ال�سوريون الالجئون ،والبالغ عددهم حوايل
120,000 حتديات كبرية
م�صر 35
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع املغرب تعمل جمعية بيتي ،التي ت�أ�س�ست يف عام ،1995على حماية الأطفال ،مع الرتكيز على �أولئك الذين يعي�شون يف ال�شوارع، من جميع �أ�شكال العنف ،وتزويدهم بخدمات الت�أهيل والدعم النف�سي واالجتماعي ،وامل�ساعدة يف �إعادة �إدماجهم يف منزل الأ�سرة واملدر�سة واملجتمع.
املغرب ميثل الأطفال حوايل 30يف املئة من �سكان املغرب الذي يبلغ عددهم نحو 33مليون ن�سمة .واملغرب ملكية د�ستورية ذات برملان منتخب ،حتت حكم امللك حممد ال�ساد�س منذ عام .1999ومتر البالد بعملية حترير اقت�صادي واجتماعي منذ تويل امللك حممد ال�ساد�س ال�سلطة. يف مار�س 2011ت�سارعت وترية الإ�صالحات يف خ�ضم الربيع العربي والذي �شهد احتجاجات وا�سعة اجتاحت ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ( .)MENAورد ًا على تنامي دعوات ال�شعب املغربي للإ�صالح ال�سيا�سي� ،أدرج امللك حممد جمموعة وا�سعة من التغيريات الت�شريعية .و�شملت هذه التغيريات تعديالت د�ستورية وق�ضا ًء �أكرث ا�ستق ً الال ،ف�ض ًال عن �إجراء انتخابات برملانية مبكرة يف نوفمرب .2011وب�صرف النظر عن فرتة وجيزة من اال�ضطرابات ال�سيا�سية عام 2013وعلى الرغم من ال�ضغوط االقت�صادية ،تعترب املغرب يف الوقت احلايل �أحد �أكرث البلدان ا�ستقرار ًا من الناحية ال�سيا�سية يف منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا .ونتيجة لذلك ،ينعم الأطفال املغربيني بظروف �أكرث �أمن ًا من �أقرانهم يف بع�ض الدول املجاورة. 36المغرب
وجدت درا�سة قام بها االئتالف من �أجل حظر ت�شغيل اخلادمات القا�صرات عام � 2010أن
66,000
من الفتيات دون �سن 15يعملن يف املنازل. خف�ضت املغرب بثبات معدل الفقر خالل العقد املا�ضي، على الرغم من �أن م�ستويات الفقر العالية ال تزال قائمة، خا�صة يف املناطق الريفية ويف املدن اخلارجية والتي فاتتها موجة النمو االقت�صادي .وفع ًال ،ال تزال ق�ضيتا م�ستويات الفقر والتفاوت يف الرثوة بني املناطق املهم�شة واملراكز احل�ضرية من التحديات ال�شاملة التي تواجه املجتمع املغربي اليوم .وتعترب هاتان الق�ضيتان من الأ�سباب اجلذرية للكثري من امل�صاعب التي يعاين منها الأطفال يف املغرب. �أحد الأمثلة القوية على ال�صلة بني الفقر واملجتمعات الريفية وانتهاكات حقوق الأطفال هو ظاهرة الزواج املبكر .يف عام 2014وجدت اليوني�سيف �أن 16يف املائة من الفتيات تزوجن قبل �سن 18عاماً .ووجد تقرير ،YTTOوهي منظمة مغربية توفر امل�أوى و�إعادة الت�أهيل ل�ضحايا العنف من الن�ساء� ،أن 84يف املئة من املجتمعات الريفية تعترب الزواج املبكر �أمر ًا مقبوالً ،حتى يف حالة الإجبار .ووفق ًا ملجموعة “بنات ال عرائ�س» ،اعتربت الأ�سر الريفية يف كثري من الأحيان الزواج املبكر و�سيلة لتخفيف العبء املايل الذي ي�ضعه وجود طفل �إ�ضايف يف املنزل على الأ�سرة .يبقى مو�ضوع الزواج املبكر ق�ضية �سارية ،على الرغم من حملة على نطاق وا�سع �ضده �شنتها منظمات حقوق الأطفال والن�ساء� ،سواء املحلية منها �أو الدولية. بالإ�ضافة �إلى الزواج املبكر ،تربز ثالثة اجتاهات �أخرى م�ستمرة ووا�سعة النطاق ،تبلغ ذروتها عادة بني فقراء الريف� .أو ًال ،ا�ستمرار وجود عمالة الأطفال يف املجتمع املغربي .ثاني ًا ،ارتفاع عدد الأطفال الذين يت�سربون
من املدر�سة قبل نهاية التعليم الإلزامي .ثالث ًا ،ظاهرة �أطفال ال�شوارع � -أولئك الذين يق�ضون كل وقتهم �أو معظمه دون رقابة يف �شوارع املغرب. ت�ؤثر عمالة الأطفال على نحو 8يف املائة من الأطفال الذين ترتاوح �أعمارهم بني 5و ،14ح�سب تقرير اليوني�سيف عن و�ضع الأطفال يف العامل .2015 وقد ادعت منظمة هيومن رايت�س ووت�ش �أن لدى املغرب �أحد �أعلى م�ستويات عمالة الأطفال من بني دول منطقة ال�شرق الأو�سط .وعلى الرغم من �أن احلكومة �سنت ت�شريعات تهدف �إلى احلد من عمالة الأطفال يف عام ،2001مبا يف ذلك رفع احلد الأدنى ل�سن العمل من � 12إلى 15عام ًا ،ال تزال ظاهرة عمالة الأطفال �شائعة. وجدت منظمة �أنقاذ الطفل الدولية �أن انت�شار عمالة الأطفال تختلف اختالف ًا كبري ًا ح�سب املوقع والعمر واجلن�س ،مع وجود 73يف املئة من العاملني يف املناطق الريفية .وبح�سب املنظمة“ ،مير الأوالد بتجربة العمالة كمتدربني يف ال�صناعات احلرفية والبناء ويف الور�ش امليكانيكية ”.تظهر �أبحاث املنظمة �أي�ض ًا �أن “بع�ض الفتيات الالتي ال تتجاوز �أعمارهن � 6أو � 7سنوات والآتيات من املجتمعات الريفية يتم توظيفهن للعمل كخادمات منازل يف املدن ،وغالب ًا ما يتعر�ضن لظروف العمل الق�سري ،كحجب الأجور ،والتهديد ،واالعتداء البدين �أو اجلن�سي” .ووجدت درا�سة قام بها االئتالف من �أجل حظر ت�شغيل اخلادمات القا�صرات عام � 2010أن 66,000من الفتيات دون �سن 15يعملن يتواجد يف ال�شارع
30,000
طفل وفق ًا لدرا�سة �أجراها عامل االجتماع �شكيب جا�سوز عام 2012 المغرب
37
يف املنازل. ومن االجتاهات الأخرى املثرية للقلق يف املغرب ارتفاع معدل الت�سرب من املدار�س االبتدائية والثانوية .على الرغم من تقارير و�سائل االعالم يف عام 2014 التي تبني �أن الو�ضع قد حت�سن منذ عام ،1999 وجدت الوكالة احلكومية الأمريكية � USAIDأن 53٪فقط من الأطفال امل�سجلني يف املدار�س �سوف ي�ستمرون حتى املدر�سة الثانوية .ملعدالت الت�سرب من املدار�س �صلة وثيقة بعمل الأطفال .تزداد فر�ص ترك الأطفال للمدر�سة قبل �سن ال 15يف املناطق الريفية، حيث قد يكون الو�صول للتعليم �صعب ًا وتكون حوافز امل�ساهمة يف ميزانية الأ�سرة عالية .وجدت منظمة بيتي، الفروع الوطني للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف املغرب� ،أن معدالت التحاق الفتيات يف املدار�س الثانوية يف املناطق الريفية �أقل بن�سبة 10يف املائة باملقارنة مع نظرياتهم يف املناطق احل�ضرية ( 37.6يف املئة مقابل 47.2يف املئة) .هذا الو�ضع م�شابه يف حالة الأوالد ،الذين من الأرجح �أن يرتكوا املدر�سة قبل الأوان من �أجل البحث عن فر�ص عمل ،خا�صة يف املناطق الريفية الفقرية. االجتاه ال�سلبي الثالث والأكرث �إحلاح ًا يف جمال حقوق الطفل يتعلق بالعدد املرتفع من الأطفال الذين يعي�شون يف �شوارع املراكز احل�ضرية يف املغرب .وفق ًا لدرا�سة �أجراها عامل االجتماع �شكيب جا�سوز عام ،2012 جتاوز عددهم ،30,000حيث يعي�ش �أكرث من 1,000بال م�أوى يف الدار البي�ضاء وحدها .و�أكد �صحفيون حمليون ومنظمات املجتمع املدين هذا االجتاه. و�أ�شار تقرير لليوني�سيف عام � 2006أن معظم �أطفال ال�شوارع هم من الأوالد ،فهم يف الغالب من يفرون من حاالت �إ�ساءة املعاملة .وت�شمل الق�ضايا الأخرى تلك املتعلقة ب�صحة �أحد الوالدين �أو مقدمي الرعاية، وهجرة الأطفال الداخلية يف �سن املراهقة من املناطق الريفية �إلى املناطق احل�ضرية بحث ًا عن العمل. ووجد تقرير بيتي 2011ب�ش�أن حالة الأطفال يف 38المغرب
“بع�ض الفتيات الالتي ال تتجاوز �أعمارهن 6 �أو � 7سنوات والآتيات من املجتمعات الريفية يتم توظيفهن للعمل كخادمات منازل يف املدن، وغالب ًا ما يتعر�ضن لظروف العمل الق�سري ،كحجب الأجور ،والتهديد، واالعتداء البدين �أو اجلن�سي املغرب �أنه بالإ�ضافة �إلى حرمانهم من التعليم والطفولة امل�ستقرة ،يواجه الأطفال الذين يعي�شون يف ال�شوارع جمموعة متنوعة من املخاطر .و�شملت هذه االعتداء اجل�سدي واجلن�سي ،والتعر�ض للمخدرات ،والأن�شطة الإجرامية .وذكرت �أي�ضا �أنه على الرغم من تقدمي عدد من جمعيات الرعاية االجتماعية الدعم للأطفال الذين يعانون من الت�شرد ،اال انه ال يزال هناك نق�ص يف الدعم امل�ؤ�س�سي الكايف املقدم من الدولة .وتوجد هذه الفجوة على الرغم من التقدم املحرز يف الت�شريعات ملكافحة انتهاكات حقوق الطفل يف ال�سنوات الأخرية. حتدث انتهاكات حقوق الطفل كذلك نتيجة للعادات الثقافية واالجتماعية .على �سبيل املثال ،ف�إن انت�شار العقاب البدين على نطاق وا�سع �سواء يف املدار�س �أو يف املنزل يرجع �إلى حد كبري �إلى املعتقدات االجتماعية التي تنظر �إلى العقاب البدين ك�إجراء ت�أديبي منا�سب .وغالب ًا ما حتدد وجهات النظر االجتماعية تعر�ض جمموعات معينة من الأطفال النتهاكات حقوق االن�سان .الأكرث تعر�ض ًا للخطر هم الأطفال املهاجرون ،و�أولئك الذين يعانون من �إعاقات ،والأطفال الذين ينتمون �إلى �أقليات عرقية �أو دينية والأيتام.
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع موريتانيا تعمل اجلمعية املوريتانية ل�صحة الأم والطفل ((،AMSME التي ت�أ�س�ست يف عام ،1999على حماية حقوق املر�أة والطفل وترتقي بها يف جماالت ال�صحة والتعليم والرعاية االجتماعية. تركز اجلمعية املوريتانية ل�صحة الأم والطفل ()AMSME على تخفي�ض معدالت وفيات الأمهات والأطفال ،ومكافحة فريو�س نق�ص املناعة الب�شرية والإيدز ،وك�شف العنف �ضد الن�ساء والأطفال.
موريتانيا مبوقعها يف غرب �أفريقيا ت�شكل موريتانيا موطنا لـ 3.8مليون ن�سمة ،ما يقرب من ن�صفهم هم من الأطفال .على الرغم من �أن الدولة قد �صادقت على اتفاقية حقوق الطفل واعتمدت ت�شريعات حتمي حقوق الطفل ،فال يزال الأطفال يف موريتانيا يواجهون حتديات كبرية يف تنميتهم و�أمنهم، ا�ضافة �إلى عمالة الأطفال الق�سرية ،واملمار�سات التقليدية ال�ضارة ،ونظام ق�ضاء الأحداث الذي ف�شل يف ا�ستيفاء املعايري الدولية ت�شكل املخاوف الأ�سا�سية �أحد ابرز التحديات التي تواجه حقوق الطفل هناك.
موريتانيا 39
�إن عمالة الأطفال �سائدة يف موريتانيا .حتتفظ الأ�سر بالأطفال ال�صغار ،وغالبا من الفتيات ،ب�صفتهم عاملني بدون �أجر يف املناطق احل�ضرية .وقد �أعربت كل من جماعات حقوق الإن�سان وجلنة حقوق الطفل �أي�ضا عن قلقها �إزاء عدم وجود حماية للـ»طلبة» �أو الأوالد الذين يدر�سون القر�آن ،الذي يجربون على الت�سول يف ال�شوارع من قبل «املرابطني» �أو معلمي الدين .لقد ف�شلت احلكومة يف اتخاذ خطوات كافية للق�ضاء على هذه املمار�سة ،ف�ضال عن غريها من �أ�شكال العمل الق�سري، مبا يف ذلك العمل الزراعي واليدوي ،يف مقابل احل�صول على الغذاء وامل�أوى والدواء. لقد نفذت احلكومة �آلية احلماية من خالل مركز احلماية واالندماج االجتماعي للأطفال يف ظروف �صعبة مل�ساعدة الأطفال من �ضحايا العبودية والعمل الق�سري. ومع ذلك ،فقد الحظت منظمات حقوق الإن�سان �إلى افتقار املركز للتمويل وكونه غري فعال متاما .بالإ�ضافة �إلى ذلك ،ف�إن �إنكار احلكومة النت�شار ممار�سة العبودية يف موريتانيا قد جعل من ال�صعب توثيق العدد الدقيق للأطفال الذين يعي�شون يف ظروف �أ�شبه بالعبودية. من االنتهاكات ال�ضارة الأخرى املثرية للقلق التي تنتهك حقوق الطفل عامة والفتيات خا�صة يف موريتانيا، هو ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية للإناث (ختان الإناث � .)FGMأي ت�صرف �أو حماولة للت�سبب بال�ضرر للجهاز التنا�سلي للفتاة يقع حتت طائلة قانون العقوبات املوريتاين .وعلى الرغم من انخفا�ض هذه املمار�سة ،اال �أن ختان الإناث ال يزال �سائدا ،وي�ؤثر على 54باملئة من الفتيات ،ا�ستنادا �إلى �أحدث البيانات وفقا لتقرير اليوني�سف حول و�ضع الأطفال يف العامل .وعادة ما تتم تنفيذ هذا العملية عندما يكون عمر الطفلة �شهرا واحدا .ومع ذلك ،وفقا لليوني�سيف واخلرباء الآخرين يف جمال حقوق الن�ساء ،يبدو �أن الر�أي العام بهذا ال�ش�أن قد �أخذ باالبتعاد عن دعم هذه املمار�سة .ويعود التغيري الإيجابي جزئيا �إلى برنامج احلكومة الذي نفذ يف عام 2013والذي فر�ض قوانني ملكافحة ختان الإناث ف�ضال 40موريتانيا
عن املبادرات التعليمية واجلهود املجتمعية لزيادة الوعي العام باملخاطر ال�صحية اخلطرية امل�صاحبة لهذه املمار�سة. ممار�ستان �آخرتني من املمار�سات ال�ضارة الأخرى للفتيات ال�صغريات هما الزواج املبكر والتغذية الق�سرية ،التي ت�سمى �أي�ضا «� ”leblouhأو «الت�سمني .”gavageنقال عن بيانات �صندوق UNFPA اعتبارا من عام � ،2012أ�شارت امل�ساواة الآن � Equality Nowإلى �أن زيجات الأطفال ت�شكل �أكرث من 35باملئة من جميع حاالت الزواج يف موريتانيا. ووجت درا�سة يف 2014من قبل اليوني�سيف �أن الفجوة العمرية مرتفعة ب�شكل خا�ص بني الزوجني يف موريتانيا، حيث كانت 60باملئة من الفتيات ال�صغريات املتزوجات �أو املعا�شرات كن �أ�صغر بـ � 10سنوات من �شركائهن. غالبا ما يرافق الإطعام الق�سري زواج الأطفال يف موريتانيا لكونه ميكن �أن ي�سرع من البلوغ وتقدمي مظهر ثروة العائلة .وفقا ملقالة حديثة من م�ؤ�س�سة طوم�سون رويرتز« ،تقول منظمات حقوق املر�أة انهم ي�شهدون ب�شكل متزايد «الت�سمني الكيميائي»حيث تتناول الفتيات عقاقري مبا يف ذلك هرمونات النمو ،وو�سائل منع احلمل، وامل�ضادات الكظرية» .هذه الأدوية حتمل خماطر �صحية كبرية ،مبا يف ذلك الف�شل الكلوي وعجز القلب .وعالوة على ذلك ،يرتبط الزواج املبكر بزيادة خماطر العمل الق�سري وكذلك االعتداء اجل�سدي واجلن�سي. وفقا للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف موريتانيا ،اجلمعية املوريتانية ل�صحة الأم والطفل ( )AMSMEومقرها يف العا�صمة املوريتانية نواك�شوط ،ك�شفت عن حاالت االعتداء اجلن�سي الوا�سع النطاق على الفتيات حتت �سن .18وثقت احلركة يف موريتانيا 159حالة من حاالت العنف اجلن�سي العام املا�ضي ،من بينها 137حاالت لأطفال .منذ عام ،2008قامت AMSMEبت�شغيل مركز يف �ضاحية املينا جنوبي املدينة لإ�سعاف �ضحايا االعتداء اجلن�سي مع توفري جمموعة وا�سعة من اخلدمات .وب�صفته الأول
�إن ختان الإناث ال يزال �سائدا ،وي�ؤثر على
54
باملئة من الفتيات من نوعه يف موريتانيا ،يتعاون املركز ،الذي بني ب�شراكة مع منظمة �إنقاذ الطفل الإ�سبانية والتعاون الإ�سباين، مع مراكز ال�شرطة وامل�ست�شفيات واملراكز ال�صحية .وهو يحتفظ �أي�ضا بقاعدة بيانات للمعلومات والإح�صائيات عن االعتداء اجلن�سي يف املدينة. �إن حماية الفتيات من االعتداء اجلن�سي تعترب حتدي كبري يواجه واقعه حقوق الأطفال يف موريتانيا. فالت�شريعات املتعلقة باالعتداء اجلن�سي ال تزال �ضعيفة التعريف ،والن�ساء والفتيات اللواتي يتقدمن بال�شكاوي غالبا ما يواجهن عقوبات جنائية .ويف العديد من الوثائق القانونية واحلكومية ،يتم ت�صنيف االعتداء اجلن�سي كونه جمرد «�إ�صابات» �أو «عنف منزيل ».ال�ضحايا اللواتي يبلغن عن اجلرمية يواجهن عقوبة ال�سجن ب�سبب القوانني التي حتظر املمار�سة اجلن�سية بني الأ�شخا�ص غري املتزوجني .نظرا للعقبات التي حتول دون الإبالغ، ف�أن AMSMEت�ؤكد �أن العدد الفعلي لل�ضحايا يفوق بكثري ما توثقه ال�سجالت الر�سمية العامة. �أما فيما يخ�ص فئة الأطفال يف خالف مع القانون ف�أنهم يواجهون حتديات وا�شكاليات كبرية مرتبطة يف نظام ق�ضاء الأحداث ال�سائد يف موريتانيا .لقد وجهت انتقادات على نطاق وا�سع للنظام النخفا�ض احلد الأدنى لل�سن مواجهة امل�س�ؤولية اجلنائية ،والذي يجيز احتجاز قا�صرين ال تتجاوز �أعمارهم �سبع �سنوات، و�أي�ضا الحتجاز الأطفال يف مرافق تفتقر لأدنى متطلبات املعايري الدولية ذات العالقة مبراكز االحتجاز� .إن تدهور الأو�ضاع يف مراكز احتجاز الأحداث ،مثل مرفق ،Beilaقد �ألزم حتويل الأطفال �إلى ال�سجن املركزي
بنواك�شوط ،حيث يتم احتجازهم مع جمرمني �أكرث عنفا. ذكرت اللجنة الوطنية حلقوق الإن�سان ()CNDH وهي م�ؤ�س�سة حكومية تقدم امل�شورة للرئي�س وللمجل�س الت�شريعي يف الق�ضايا املتعلقة بحقوق الإن�سان ،يف تقريرها الذي �صدر عام � ،2014أن هنالك عدد من القا�صرين الذين تقل �أعمارهم عن 15عاما موقوفني يف �سجن نواك�شوط .و�أ�شار التقرير نف�سه �إلى �أن �أحد الأطفال ال�سجناء على ما يبدو �أ�صغر مما ي�ؤهله لأن يتم �سجنه �أ�صال. يقال �إن احلكومة قد با�شرت بربامج لتح�سني و�ضعية ال�سجون ومرافقها ال�سيئة البناء ،مبا يف ذلك بناء �سجن جديد يف ،Nbelkaيف املنطقة اجلنوبية الغربية من موريتانيا .ومع ذلك ،فقد كان التقدم بطيئا وغري حمدد يف حت�سني ظروف توقيف الأطفال .ووا�صلت اجلماعات الدولية حلقوق الإن�سان التنديد مبرافق ال�سجون املكتظة والظروف الأمنية ال�سيئة وفرتات االحتجاز االحتياطي الطويلة .على الرغم من �أن القانون يحظر توقيف القا�صرين لأكرث من �ستة �أ�شهر يف انتظار املحاكمة، اال ان العديد من الأطفال ال يزالون قيد االحتجاز ملدة �أطول من ذلك بكثري. على الرغم من احلظر الت�شريعي �ضد التعذيب واملعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ،فقد ا�ستمرت اللجنة الوطنية CNDHواجلماعات الدولية حلقوق الإن�سان يف توثيق مثل هذه االنتهاكات .يف عام ،2013 حتدث وفد منظمة العفو الدولية مع 11طفال ممن تعر�ضوا للتعذيب يف �أق�سام ال�شرطة ،مبا يف ذلك املرافق املخ�ص�صة للأحداث يف مركز �شرطة يف نواك�شوط، حتدّث وفد منظمة العفو الدولية مع
11
طفال ممن تعر�ضوا للتعذيب يف �أق�سام ال�شرطة
موريتانيا
41
يدعى مركز الأحداث .Brigade de Jeunes لدى حديثه مع منظمة العفو الدولية ،و�صف �سجني يبلغ 16عاما من العمر كيف قام ال�ضباط ب�ضربه بالهراوات بينما كان معلقا ر�أ�سا على عقب ،ويداه مقيدتان يف و�ضع جمهد وم�ؤمل .ووفقا ل ال�شاغل الرئي�سي يف مرافق االحتجاز لدى ال�شرطة. على الرغم من ك�شف العديد من وكاالت الأنباء وجماعات حقوق الإن�سان لالنتهاكات املقلقة حلقوق الإن�سان للأطفال يف موريتانيا ،كانت البيانات والتغطية �أكرث حمدودية م�ؤخرا� .إن رف�ض احلكومة للت�صدي ب�شكل كاف لأمور حمددة مثرية للقلق ،مثل العبودية واالعتداء اجلن�سي وزواج الأطفال ،يعقد من اجلهود الرامية �إلى توثيق احلاالت بدقة وتقييم االحتياجات والق�ضاء على هذه املمار�سات ال�ضارة.
42
موريتانيا
احلركة العاملية للدفاع عن األطفال فرع اليمن تعمل املدر�سة الدميوقراطية ،التي ت�أ�س�ست يف عام ، 2001 على توثيق االنتهاكات �ضد الأطفال وتقدمي امل�ساعدة القانونية واالجتماعية للأطفال يف ظروف �صعبة ،وترفع الوعي العام واحلكومي بحقوق الطفل .تدير املدر�سة الدميوقراطية برملان الأطفال ،الذي يتيح للأطفال امل�شاركني امل�ساهمة يف ر�سم وتغيري ال�سيا�سات التي ت�ؤثر عليهم ب�شكل مبا�شر.
اليمن �إن و�ضع الأطفال يف اليمن� أمر ملح بكل املقايي�س .فهم ميثلون ما يقرب من ن�صف عدد �سكان �شعب عانى عقوداً من احلرب الأهلية والفقر واال�ضطرابات ال�سيا�سية .بالإ�ضافة �إلى النق�ص احلاد يف املياه والغذاء ،مما ت�سبب يف ارتفاع معدالت التقزم والهزال يف مرحلة الطفولة .والعنف امل�ست�شري. يواجه الأطفال اليمنيون التجنيد يف القوات امل�سلحة احلكومية واجلماعات املتمردة يف ال�صراع امل�سلح الدائر يف البالد .يعترب جتنيد الأطفال عد�سة ينظر من خاللها �إلى الق�ضايا الأخرى التي تهدد حياة الأطفال يف اليمن .فعموم ًا ،ي�شري التقبل الثقايف لهذه الظاهرة �إلى درجة فقر العائالت وتعر�ضها للعنف ،وا�ستعدادها بالتايل لقبول ا�سرتاتيجيات املواجهة ال�سلبية لأطفالهم - و�أحيان ًا حتى لل�سعي وراء هذه اال�سرتاتيجيات.
تون�س اليمن 43
تعد �صنعاء �إحدى �أعلى املدن من حيث معدالت �شح املياه يف العامل ،والتي ي�سكن فيها نحو
2.6
مليون �شخ�ص ،و�أولى مدن العامل نفاد ًا للمياه وقد قام جمل�س الأمن يف الأمم املتحدة ،من خالل جدول �أعماله املتعلق بالأطفال والنزاع امل�سلح ،بر�صد انتهاكات ج�سيمة �ضد الأطفال وقعت� أثناء القتال يف اليمن مبا يف ذلك التجنيد .ابتدا ًء من عام � 2011أ�شار الأمني العام للأمم املتحدة الى جماعتني م�سلحتني يف مرفق تقريره ال�سنوي عن الأطفال وال�صراعات امل�سلحة ب�سبب جتنيدهم وا�ستخدامهم للق�صّر .ويف عام ،2012 �أ�ضاف الأمني العام للأمم املتحدة احلكومة اليمنية �أي�ضاً �إلى هذه القائمة .وقال �أحمد عبيد ،امل�س�ؤول ال�سابق يف وزارة الدفاع يف �آذار � ،2014أن وزارة الدفاع اليمنية وظفت ما يقرب من 20,000من اجلنود الأطفال الذين ترتاوح �أعمارهم بني 14و ،17ح�سب ما جاء يف مين تاميز ،ال�صحيفة الأ�سبوعية الناطقة باللغة االجنليزية. “منذ �سبتمرب ،2014عندما ا�ستولى احلوثيون، املعروفون �أي�ض ًا با�سم �أن�صار اهلل على العا�صمة اليمنية �صنعاء ،ا�ستخدم الأطفال ب�شكل متزايد كمقاتلني وحرا�س .وقد وقع من بني �أولئك الأطفال العديد من اجلرحى والقتلى” ،وفق ًا ملنظمة هيومن رايت�س ووت�ش. وتقدر اليوني�سيف �أن الأطفال ي�شكلون 30يف املئة من جميع املقاتلني يف اجلماعات امل�سلحة .ووجدت املدر�سة الدميقراطية ،الفرع الوطني للحركة العاملية للدفاع عن الأطفال يف اليمن� ،أنه يف حمافظة عدن اجلنوبية انق�سم عدد الأطفال املجندين بالت�ساوي تقريب ًا بني القوات املوالية للحكومة واجلماعات املتمردة. يف مايو ،2014وقعت احلكومة اليمنية خطة عمل 44اليمن
للأمم املتحدة يهدف �إلى �إنهاء ومنع جتنيد الأطفال. تتطلب اخلطة ن�شر الأوامر الع�سكرية التي حتظر جتنيد وا�ستخدام الأطفال دون �سن 18عاما ،وحتديث الت�شريعات وفقا للمعايري الدولية ،وت�سهيل قدرة الأمم املتحدة على مراقبة االمتثال .منذ انهيار احلكومة اليمنية يف يناير عام ،2015مل يحقق �أي تقدم نحو هذا الهدف� .سوف تكون هناك حاجة للقيام بخطوات ملمو�سة لو�ضع حد ملمار�سات التجنيد الر�سمية وغري الر�سمية وكذلك لإعادة �إدماج الأطفال املجندين ال�سابقني يف املدار�س وغريها من الأماكن ال�صديقة للطفل. وت�ساهم العديد من العوامل يف انت�شار ظاهرة جتنيد الأطفال ،من �أهمها �أزمة املياه يف اليمن والآثار االقت�صادية املنبثقة عنها .وذكر التقرير ال�سنوي لليوني�سيف � 2013أن م�ستوى توفر املياه انخف�ض خالل العقد املا�ضي من 66يف املائة عام ،1990وهو معدل منخف�ض بالأ�صل� ،إلى 55يف املائة عام .2013 ويتوقع �أن ت�صبح �صنعاء� ،إحدى �أعلى املدن من حيث معدالت �شح املياه يف العامل ،والتي ي�سكن فيها نحو 2.6 مليون �شخ�ص� ،أولى مدن العامل نفاد ًا للمياه ،ح�سب ما ن�شرته �صحيفة مين تاميز .ت�شرح املقالة ذاتها كيف متت�ص الزراعة 90يف املئة من املياه يف البالد ،على الرغم من �أنها ال متثل �سوى 6يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل يف اليمن .ف�أحد الأ�سباب وراء هذه العوائد ال�ضئيلة هو �أن ما يقدر بنحو 50يف املئة من �إجمايل املياه امل�ستخدمة للأغرا�ض الزراعية ي�ستهلك يف زراعة القات ،وهو نبات عايل االحتياج للمياه و يحتوي على مادة منبهة خفيفة .و�أ�شارت مقالة يف تقرير ال�شرق الأو�سط ن�شرت عام � 2010إلى �أن االقت�صاد الوطني املتعلق بالقات مربح ،حيث �أن “ 15يف املئة من ال�سكان ي�ستفيدون ب�شكل مبا�شر �أو غري مبا�شر من عمليات الإنتاج والنقل والتجارة”. وقد و�ضع الت�أثري املركب لقلة �سقوط الأمطار و�سوء �إدارة املياه عبئاً غري مربر على الأ�سر .ففي حني ح�صول
بع�ض املدن مثل تعز على املاء كل 45يوما ،و�شح املياه متام ًا يف مناطق �أخرى ،ا�ضطر �أفراد الأ�سرة ،مبا فيهم الأطفال ،لل�سري م�سافات طويلة للح�صول على مياه الآبار من القرى املجاورة .ومع ا�ستمرار اال�ستنزاف ال�سريع للمياه اجلوفية وت�صاعد التوتر على اال�سرتاتيجيات ال�سلبية كال�شفط غري القانوين وحفر الآبار خارج الرقابة� ،أ�صبحت املناف�سة على املياه حلبة �صراع .ووفقا لتقرير جملة نيوزويك يف يناير ،2015ان ما يقرب من 4,000ميني يلقون حتفهم �سنويا ب�سبب النزاعات حول ري الأرا�ضي.
ان ما يقرب من
4,000
ميني يلقون حتفهم �سنويا ب�سبب النزاعات حول ري الأرا�ضي.
ويعترب نق�ص الغذاء �أي�ضا م�صدر ًا للقلق بالن�سبة للأطفال يف اليمن ،وقد تت�صاعد حدة هذا النق�ص �إذا ما ا�ستمرت� إمدادات املياه يف البالد يف حالة تزعزع. ت�شري البيانات احلديثة من تقرير و�ضع الأطفال يف العامل املعد من قبل اليوني�سف �إلى �أن �سوء التغذية قد �أ�صبح �أزمة ،حيث يولد 32يف املئة من الأطفال ناق�صي الوزن ،ويعاين 47يف املئة من توقف النمو ،و 13يف املئة من الهزال يف ال�سنوات اخلم�س الأولى من حياتهم .وقد جاء يف التقرير ال�سنوي لليوني�سف عام � ،2013أن “ 5٪فقط من الأطفال ما بني 23-6 �شهرا ي�ستهلكون احلد الأدنى من النظام الغذائي املقبول من حيث النوعية والكمية ،و�أن معدل الر�ضاعة الطبيعية ح�صر ًا هو من بني �أدنى املعدالت يف العامل، 19يف املئة ”.وعالوة على ذلك ،ف�إن �سوء التغذية يجعل الأطفال �أكرث عر�ضة ملجموعة من الأمرا�ض ،كما ذكرت املتحدث با�سم برنامج الغذاء العاملي اليزابيث بايرز ل�صوت �أمريكا يف مقالة عام .2014
بالإ�ضافة �إلى التجنيد ،اليزال الأطفال يف اليمن معر�ضني للخطر من �أ�شكال العنف الأخرى ،مبا يف ذلك عمليات الواليات املتحدة الع�سكرية والألغام والذخائر غري املنفجرة ،والإجراءات العقابية .وقد �أدت �ضربة �أمريكية بدون طيار موثقة يف يناير � 2015إلى مقتل طفل واحد ،حممد ،البالغ من العمر 13عام ًا. وعر�ضت جملة ذي �إنرت�سبت ،وهي جملة على ال�شبكة العنكبوتية ،تفا�صيل ق�صة هذا الطفل اليمني الذي عا�ش يف خوف دائم من “�آالت املوت يف ال�سماء” بعد �أن قتل ك ًال من �أخيه ووالده �إثر هجمات الطائرات بدون طيار يف . 2011ومبقتل حممد �أ�صبح عدد وفيات الأطفال جراء �ضربات الطائرات االمريكية بدون طيار املوثقة ثمانية ،وفق ًا ملكتب ال�صحافة اال�ستق�صائية. يف فرباير من عام � ،2015أبلغت اليوني�سيف عن خم�س حاالت ت�شويه ج�سدي لأطفال تراوحت �أعمارهم بني 4و 8عاماً جراء انفجار قنبلة يدوية .بني عامي 2012و � ،2013أكدت اليوني�سيف ان عدد 114من الأطفال وقعوا ك�ضحايا ب�سبب الذخائر غري املنفجرة والألغام .و من املتوقع �أن يرتفع هذا العدد ب�شكل كبري مع ت�سارع وترية ال�صراع يف اليمن .و�شددت وكالة الأمم املتحدة على �ضرورة ا�ستمرار كل من برامج تعليم الوالدين و�إزالة الألغام .ويف الوقت ذاته ،ال يزال العنف حتدي ًا يتطلب جمع البيانات ب�شكل منتظم وتنمية القدرات يف جمال حماية الطفل.
مدر�سة يف خمتلف �أنحاء البالد
هذا و�أ�ضاف �إغالق املدار�س على نطاق وا�سع ب�سبب الدمار وال�صراع امل�سلح م�صاعب جديدة للأطفال. وح�سب اليوني�سف« ،مت �إغالق �أكرث من 1,800مدر�سة
مت �إغالق �أكرث من
1,800
اليمن
45
يف خمتلف �أنحاء البالد ،مما �أثر على ما يقرب من 1.5 مليون طفل ”.وقد �أدى فقدان م�ساحات �صديقة للطفل فر�صة للجماعات امل�سلحة لتجنيد الأطفال .وقد وجد بع�ض املقاتلني عائالت على ا�ستعداد لعر�ض �أطفالهم للتجنيد مقابل الطعام واملاء ،و�أحيانا القات. على الرغم من التحديات احلالية ،تعمل املدر�سة الدميقراطية ،بدعم من اليوني�سيف ومنظمة �إنقاذ الطفل واالحتاد الأوروبي على �إعطاء �صوت للأطفال يف اليمن� .أحد م�شاريعهم الواعدة هو برملان الأطفال، الذي يجمع االطفال وممثلي حقوق الإن�سان وامل�س�ؤولني احلكوميني. �أعطت هذه املبادرة ،التي �أطلقت عام ،2000االطفال اليمنيني من�صة للنداء بالتزام رفيع امل�ستوى يهدف �إلى حت�سني الظروف املعي�شية للأطفال يف جماالت �أ�سا�سية كالتعليم وال�صحة .هذا ويف عام � ،2013سنحت الفر�صة لربملان الأطفال للحديث عن ق�ضاياهم مبا�شرة �إلى رئي�س الوزراء يف البالد .كما ركز �أع�ضاء الربملان يف ال�سنوات الأخرية ،على وقف جتنيد الأطفال من خالل الت�شريعات التي تعاقب ب�شدة توظيف اجلنود الق�صر. قبل اندالع �أعمال العنف الأخرية يف اليمن ،احتلت البالد املوقع 154من �أ�صل 187على �سلم م�ؤ�شر التنمية الب�شرية واحتلت �أدنى مرتبة على م�ؤ�شر اجلندر يف عام .2013يف �ضوء حالة عدم اال�ستقرار املتنامية وتراكم عدد القتلى يف اليمن� ،أ�صبح الأطفال اليمنيون من بني الأكرث عر�ضة للخطر على امل�ستوى الإقليمي.
46اليمن
حالة حقوق الطفل يف بلدان عربية
www.dci-palestine.org