الفــكـر التربوي عنـد المحتار السوسي محمد ابوقاسم وفقه هللا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161460 اكتب عن المختار السوسي النني عايشته ،وعرفته عن كتب ،سواء في بيته باعتباري صديق ابنائه و ابن صديقه ،اوفي زاويته عندما التحقت للتعلم فيها ،وتلقيت الكثير من المعارف عنه ،سواء في الدروس الليلية (بين العشائين :شرح البخاري ،او بعد صالة الصبح لشرح مختصر خليل)او خالل الدروس الرسمية بزاويته ،يلقنها جملة من االساتذة كان يختارهم لذلك بمسجد باب دكالة السعدي ،اوعندما كنت ازوره رفقة والدي رحمة هللا عليه ،بمنزله بدرب ابن العالية بالدار البيضاء،كان رحمة هللا عليه رجل تربية بالمفهوم المثالي،:يعطي القدوة الحسنة في المظهر النقي البراق،وفي السلوك المتسم باالستقامةوالحياءوالبشاشة ،والجود وما لديه إال القليل،وبخفة الروح وسرعة البديهة والتربية عنده حياة ،ليس لها وقت محدد،لكن لها الظروف المناسبة الفكر التربوي كمفهوم الفكر التربوي نتاج قناعة بان اساس االصالح توجيه تربوي،وإيمان بان التربية هي البنية االساس لتكوين ابستمولوجي وسيسيولوجي،،والتربية في الفكر التربوي.. التتسم بالنسبية ،وال تقبل انصاف الحلول،منذ خضوعها للدراسة السيكولوجية والبداغوجية،وانسياقها في إطار التجربة والقياس،وليس الفكر التربوي وليد العصر ،وال من مستحدثات .التطور البشري،بل يرجع الى اول عهود التكوين االجتماعي،إذ يندرج ضمن النوازع البشريةعند تكوين اول خلية اجتماعية،أي عندما كان االب واالم يعمالن على حماية النسل وإعداده للحياة،في بيئة خاصة مدفوعة بالفطرة التي فطر هللا الناس عليها،وبتوالي الزمن وتطور الحياة،ازداد شعو.ر االنسان بما حوله،ونمت مدركاته واغتنى مخزونه المعرفي،ونشأت اعراف وتقاليد نقلت الى االبناء،والزموا بالحفاظ عليها،،وسنت القوانين لحمايتها،وكان الباعث على ذلك الشعور بإمكانية التطورنحو االحسن،وإمكانية الحفاظ على المكتسبات واالستفادة منها مستقبال،وصحب االحساس بتحقيق النتائج اصرار على الحفاظ على هذا الفكر، لم يكن الفكر التربوي وحيد المصدر،وال عام الهدف،وإنما كان لكل مجتمع فكره.التربوي،انطالقا من االهداف التربوية التي يرمي اليها،وتمشيا مع االمكانات التي توفرها بيئته،فالفكر التربوي عند قدماء المصريين هو غيره عند الصينييين او الهنود،وهو عند االغريق غيره عند االسبرطيين،ومن المالحظ أن الفكر التربوي ينمو ويتطورفي الفترات التي يقع فيها تغيير اجتماعي او نهضة اقتصديةاو انقالب صناعي،اوحتى ازمة سياسية،الن المؤثر فيه هو توجهات االمةاو الجماعة،ومن اكبر المؤثرات ايضا التوجه الديني او االيديولوحي،وكذا االماني القومية او الوطنيةفهذه في الغالب هي التي تحدد مستوى االهداف المتوخات،، عندما نطلق لفظ الفكر التربوي عند المختار السوسي نكون قد اردنا التاكيد على انه إذا كان للسلطة التربويةتوجه يتحكم في المسار ،فإن لكل فردباعتباره مسؤوال عن جماعة إحساس بالهدف ،وفكر تربوي يعمل على ترسيخه في نفوس من يتعهدهم،وتطبيقه من قبل من يوجههم،وال اريد القول من خالل هذا أن الفكر التربوي متسيب وأن كل شخص يحدد فكره التربوي ويطبقه،الن هذا االعتقاد يسمه بسمة الفوضى،وتحاشيا لذلك عملت االمم على التنسيق بين وجهات النظر ،واتخاذ الرأي المحقق لالهداف،وربما كان من اسباب االهتمام بالفكر التربوي أن المجتمعات قد تطورت ،وان االهتمام بالفرد قد تزايد،وان العلوم ذات االرتباط باالنسان قد قطعت اشواطا في مجالها مما ساعد على فهم الكائن االنساني،ويسر التعامل معه،ومكن من وسائل رفع مستواه وتنمية وعيه العام،وما يشهده العالم اليوم من تطور مدين لهذا الفكر التربوي اشرت سابقا الى ان الفكر التربوي كان فرديا فيا ول امره،ثم اصبح جماعيا تحت مسؤولية السلطة التربوية،لكن الذي تجب معرفته هوأن الثروةالمعرفية في مجاله هي خالصة تجارب فردية،ونظريات هي نتاج مخاض ،وبحث نظري قام به رجال وهبوا من القدرة والمالحظة واالستنتاج قدرا جعلهم يتميزون عن العامة،ومكنهم من طرح وجهات نظر برهنت عن نجاعتها بعد التطبيق،،فعلوم التربية من اول عهدها هي خالصة فكر فردي،ابتداءامن سفراط وافالطون في اليونان،الى كونتليان عند الرومان،الى الفارابي والغزالي في الوطن العربي،الى رسو وفروبل وبستلوتزي وسبنسر في الغرب الحديث ،الى غير هؤالء ممن اغنوا مجال التربية بما أخذه الفكر االنساني واصبح جزءا من تراثه،ومادام هذا صحيحا فإن للمختار السوسي فكرا تربويا وله اهداف توخاها من وراء الخطط التي رسمها لطالبه،ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن للمختا ر السوسي فكر تربوي
الفكــــر الـــتر بوي عند المختر السوسي لاللمام بالفكر التربوي عندالمختار السوسي يجب االلماح الى المقومات التي كونت هذا الفكر عند شيخنا،ولمعرفة ذلك يجب ان ننطلق من التربة التي نشأفيها والمنبع التي استقى منها ،وذلك الن أي عطاء اليمكن أن ينطلق في فضاء ميتافيزيقي،وال من تاويالت ايتوبية،وإنما من واقع ملموس،وأثر محسوس ،ونتائج واضحة للعيان،تتحقق بها البرهنة على الطرح،وتصبح الدليل على صوابية التوجه، إن الفكر التربوي عند المختارالسوسي هو خالصة تجربة ذاتية وموضوعية ترتبط كل منهما بعاملين اساسين،يتجلى االول في الحركة الديداكتيكية ضمن االخذ والعطاء ،والثاني أثناء هذا االخذ والعطاء،ثم أثناء المماحكة والتفاعل بشكليه االيجابي والسلبي كانت نشأة المختار السوسي نشأة متميزة،يقول عن نفسه (:انــا ابــن زاوية)هكذا زاوية ،مجردة عن العهد،وغير مخصصة باضافة،إطالق عام،ورغم ان اللفظ العام إذا أطلق يشمل جميع افراده ما لم يخصص فإن في عمومية اللفظ هنا خصوصية ضمنية،ولنترك جدلية اللفظ اكتفاء بالطرح االفقي:،انه ابن زاوية ،والزاوية عبارة عن مؤسسة تعليمية وتربوية لها مناهجها وبرامجها،تفوق في نظري كل المؤسسات التعليمية ،إال التي على شاكلتها،ذلك أن أي مؤسسة تعليمية في أي بالد مهمتها إعداد الفرد للحياة ،لكن الزاوية تعد الفرد للحياة الدنيا ،وتعلمه كيف يتجنب عذاب اآلخرة ويكتسب رضى ربه ،مما يجعل الزوايا في المغرب ذات خصوصيات ،ويجعل التربية في المغرب جزءا من تاريخه،ليس السياسي فحسب وإنما االجتماعي واالقتصادي،ونجد اخبار هذه المؤسسات التعليمية الخاصة (الزوايا)في اغلب ما كتب سواء في المجال التاريخي او فقه النوازل ،او بحوث اللغة وعلوم القرآن،والدول التي حكمت المغرب استمدت قوتها في غالب االحيان من هذه المؤسسات التربوية باسثتناء الدولة االدريسية التي اعتمدت في دعواها على صلة النسب الشريف،فالدولة المرابطية نشأت في رباط،والموحدية تولدت عن توجه مهدوي تومرتي كانت له ايديولوجيته ومناهج تطبيقها،والمرينية عندا لم تجدسندا رباطيا افتعلته،والذي قضى عليها هم الزوايا في الجنوب المغربي،كزاوية عبد العزيز القسطلي وزاوية عبد هللا
المدغري وهما الزاويتان اللتان مهدتا لظهور الدولة السعدية،كما أن زاوية محمد بن مبارك هي التي وجهت أنظار السوسيين عندما قرروا الدفاع عن الحدود الى االسرة السعدية،ولقد احس محمد الشيخ السعدي بما لهذه الزوايا من قوة فعمل على القضاء عليها خوفا من سلطانها،وبالرغم عن ذلك فقد ناصرت الزوايا السوسية زيدان السعدي أثناء ثورة احمد بن ابي محلى،الذي هزم جيوش السعديين واحتل سجلماسة،ودرعة ورام مراكش العاصمة،لكن زوايا سوس وحدت صفوفها وقضت على الثورة وقائدها ]1[،ونظرا لالهداف السامية التي لهذه الزوايافقد اشترطت على مؤسسي الدولة السعدية أن يكون مقابل نصرتهم العمل على تحرير السواحل المغربية من المستعمر االجنبي،وحماية الحدود الشرقية والجنوبية،لكن لما لم تحقق الدولة السعدية هذه االهداف المتفق عليها تحللت الزوايا من التعهد،واصبحت تقوم بدورها الذاتي لحماية البالد،ومحاربة االعداء وبمجرد وفاة احمد المنصور()_1011/1111ذب الوهن في الدولة،وهدد االجنبي الثغورفقامت الزوايا بدورها المطلوب سواء في الشمال او الجنوب ويحدثنا كتاب الدخيرة ص 79:ان الزوايا كانت تقوم بدور الوساطة بين الملوك والثوارحقنا للدماء،وإخمادا للفتن،وهناك مالحظة جديرة باالهتمام وهي أن أغلب الزوايا كان في االرياف تستقطب الطلبة من كل حذب وصوب،،وتلعب دورا مهما في حياة الناس،سواء من الناحية التربوية اومن الناحية االجتماعية فهي تحل اغلب المشاكل الطارئة بين االفراد ،وتهتم بتوزيع الزكوات ،وخلق التضامن والتعاون بين الجميع ،ولقد خلد كثير من الباحثين قديما وحديثا دور هذه الزوايا،فالف فيها عبد الحق الباديسي (ق )8كتابه:المقصد الشريف في ذكر صلحاء الريف،وهناك كتاب المعزى في ترجمة الشيخ ابي يعزى ،وإثمد العينين في مناقب االخوة الهزميريين البن تجالت،ولقد تميزت زوايا المغرب بكونها ليست لها حدود اقليمية ،وال إشعاعها قاصر على ربع دون ربع،والشيوخها لهم مناطق نفوذ محدودة ،فهناك ابناء زوايا فرضوا انفسهم خارج حدود بالدهم،ولقدوجدنا جملة من ابناء الزوايا العلمية المغربيةفي مناطق خارج حدود بالدهم ،ففي مصر وبالضبط في مدينة طنطا في الطريق الى االسكندريةهناك الشيخ البدوي ،وفي االسكندرية ابو العباس المرسي وفي دمياط الشيخ فاتح بن عثمان الذي يسميه المصريون ابا المعاطي،ولوال زاوية الشيخ احمد بن ناصر الدرعي او زاوية الشيخ محمد بن بوبكر المجاطي(الزاوية الدالئية)لضاع العلم في القرن الحادي عشر كما يقول صاحب نشر المثاني،اما زاوية اسرة الشيخ المختار السوسي فقد تجاوز عملها ككل الزوايا وقتذاك العمل التربوي الى االعداد العسكري والتنظيراالستراتيجي،يقول الشيخ محمد المختار السوسي متحدثا عن والده(:وكان بعض ذوي منيع يكاتبون الشيخ ويسألون في المقاومةعلى الحدود التي كانت بيهم وبين الجزائر،فكان الشيخ يجيبهم بالتحريض على الجهاد،كما انه في فترة االحتالل الفرنسي للمغرب قدمت الزاوية االلغية فرقة عسكرية صحبت احمد الهيبة الى مراكش ،يرأسها اخ شيخنا محمد المختار محمد الخليفة 1711 وسط هذا الجو ،وفي هذه البيئة نشأمحمد المختار السوسي،أب يؤطر رجال القبيلة ،وام تهتم بشقائق الرجال تقرؤهن القرآن وتعلمهن اصول دينهن،جو تربوي تشبع به الشيخ ،وتمكن حتى غلب. .. مراحل التكوين عند المختار السوسي، اتخذ الفكر التربوي عند المختار السوسي مسارا مضبوطا،وتدرج عبر خطوات برهنت عن توفيق من هللا،ونور منه كان يشع في الدرب،كان مسار التكوين عبر المراحل التالية: )1مـــر حلــة التلـــقي كانت طموحاته اكبر من أن تسعها حزون قريته،فاتجه نحو المراكز الحضرية ،يدفعه نهم شديد الى المعرفة،حتى إذا أخذ منها النصيب االوفر،واحس بانه ليس هو هو ...،قال في المعسول موضحا حالة االنبهار االولي التي تكتنف الفرد في اول دخوله ،لكن بعد ان يستوعب المجال تصبح احكامه اكثر روية وواقعية ،قال حين وصل فاس لتلقي العلم 11/1(:فبدلت اخالقا غير التي عهدت من قبل ،وانا في مراكش،واحواز مراكش،فقد تلقحت في جو فاس بما لولم اتلقح به لماكانت لي
فكرة،والتحركت لي همة،وال نزعت نفس عزوف تقول: لي هـمة عالية فـذة طموحها ليس له منتهى لو ملكت كل الثرى العتلت الى امتالك سدرة المنتهى إعجاب بالجو في فاس ،لكنه إعجاب سرعان ما يتضح انه برق خلب ،اليوازي ظاهره باطنه،انبهار اولي تخفف من حدته المقارنة ،فيكتشف ان هناك مراكزإشعاعها اكثر عمقاوإن بدت خافثة،،واسرع تطورا وإن كان فيها رتابة ،فيقول(:وقد الممت بالرباط حيث احتفظت علوما وفهوما وانظارا وبحوثا لم اقع عليها إال في الرباط، ومشايخ الرباط )،فهو يرى أن الرباط وتطوان كانتا سباقتين الى االخذ بالتجديد،اما فاس فقد تأخرت عنهما،ولم تكن بالقرويين حركة تجديدية إال ما كان يشيعه العالمة محمد العربي العلوي من يقظة في نفوس الطالب نزعت عنهم الغشاوة والجمود،وجعلتهم ينظرون الى واقع بالدهم بعقول نيرة متفتحة)، اخذ المعرفة،وتعددت منابع أخذه ،واغلبها ثر صاف،يقول(:وبانتهاء تلك السنة1718/1119انقضى ما تيسر لي أن أخذه في دور تعليمي الذي امتد نحو 17سنة فترة اخذ فيها الكثير،ولم يرفض إال ما استحق الرفض (،اجتهدنا أن نساير العصر،وان نتفهمه فال ننكراخذ ما البد من أخذه،من اساليب الحضارة ونظمهاوعلومها ،الن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها )
)2مرحلــــة المخــا ض: ماز مكانته في الناس فرآها التقل عن سواهابل تزيد،فبدأ الفكر يتأرجح بين الزعامة العلمية او الزعامة السياسية،يقول(:كما نبثت في غيرة وطنية نسيت بها نفسي ومصالحي الشخصية،فأعددت نفسي فداء لوطني والمتي التي هي امة العرب واالسالم جمعاء)وليجمع بين العلم والسياسةانشأ في فاس جمعية الحماسة وكان لها هدفان االول التمكن من اللغة العربية والثاني التدريب على الخطابة،باعتبارها وسيلة التواصل وتبليغ الدعوة الوطنية ورسالة الكفاح فهيأنفسه للزعامتين وبالخصوص عندما انتخب رئيسا لجمعية الحماسة ،لكن طارئا ربما كان عفويانبهه كي يعيد حساباته حتى في إيمنه بالنظرة الشمولية والوحدة الوطنية،بل في اصول التكوين المعرفي والسياسي،كان زمالؤه يشهدون له بطول الباع في العلم والقدرة على لم الشعث وجمع الصفوف،وكلها مؤهالت للزعامتين ولنقرأ رسالة زميله في فاس السيد الصديق العلوي (ذكريات ص()01:االخ العزيز سيدي محمد المختار السوسي،غادرت فاس فغادرهاقطب اجتماعات متواصلةالجهود ،ماكانت لتكون لوالك،الم تكن انت سبب الوصلة بين نشإ متحفز للمعالي،ناظرالى بعيد؟الم تكن انت الذي دعوتنا الى االتحادة في المبدأ فكان الغازي وعالل والكتاني وهذا العبد ومكواركحلقة مفرغة يدور طرفاها،وإن ننس الننسىجمعية الحماسة التي ترأستها......وكان ذلك هو السبب حتى حييت اللغة العربية ونبغ فيها االخ عالل وعرف الناس ماهي السيرة وإني العترف لك عن غيري كما اعترف لك عن نفسي،يامن اليصلح إال لجمع القلوب على المنفعة العامة ثم ينسى هو نفسه فال يظهر إال بمقدار) هذه شهادة زميل للشيخ
لكن الطارئ الذي ذكرت كان نبزا من زميل آخر[ ]1كان فضل المختار عليه واضحا في مجال العلم فقال الزميل في معرض حديثه عن شيخنا :ماهو إال فقيه االجرومية)اثر ت الكلمة في نفسه ،الإحباطا وال استسالما،ولكن إحساسا بخيبة االمل في طرق التعليم اوقفه متأمال هذا النبزواوضح له أن في المسار خلال وأن التربية والتعليم والتوجيهات االسالمية ترفض النبز وتوصي بتجنبه،واكتشف الشيخ ضمنياأن أي تقويم لالنسان وان أي تعديل في سلوكه يجب ان ياتي عن طريق التعليم الصحيح،والتربية الحق،تربية الروح حتى تكون متواضعة،وتربية العقل حتى يؤمن بالفوارق،فآلى ان يجعل من نفسه معلما وأن يفرغ طاقاته في مجال التعليم مؤمنا ايضا(أن الممارسة التعليمية اخطر من الممارسة السياسية،وأن يزرع في نفوس طالبه روح التواضع ،ونكران الذات وعندما قرر نفد[]1
)3مـــر حلــة التخصص: آلى أن يجعل من نفسه معلما،اليس في الحديث:إنما بعثت معلما فخصص نفسه لهذا المجال،يقول:فقد جعلت هدفي الوحيد هو نشر العلم الصحيح وبث الفكر في مراكش)ويقول حللت بالحمراء وقد القيت فيها مرساتي وانوي أن اقضي الواجب علي لديني ولشعبي مابين تلميذ يهذب ،وبين درس ارشاد يلقى،وأنا في جانب ذاك اناغي اليراع مما عسى أن يرفع من شأن هذه االمة،من إحياء ما اندثر من ماضيها ،ومن الحفاظ على العربية الفصحىالتي اراها إذذاك في انهيار،ففي هذه المبادئ الثالث قضيت ازمانا تكشفت عن اعمال كان فضل هللا علي فيها عظيما)لكن التعليم طريقة وتقـنية وبداغوجية لم يكن لها معهد متخصص،وال مراكز تكوين متفرغة/فاعتمد التكوين الذاتي،وآمن بان الممارسة كفيلة بتمكينه من ديداكتيكية التعليم وحدد لذلك المراقي التتلية:، أ)اصدار حكم قيمة على الطرق التربوية المتبعة من قبل اساتذته،ومن البدهي ان الحكم على الشيئ فرع عن تصوره ،وأن الذي يريد ان يصدر احكاما يجب ان يمتلك زادا معرفيامرتبطا بالموضوع،فكانت احكامه كالتالي:قال عن شيخه عبد الرحمان البويزكارني:كان لي منه نصيب وأخذ جزاه هللا بكل خير ،فهو الذي بذر االبذ رة االدبية التي اثمرت لنا مانحن فيه،وقال عن الشيخ ابي شعيب الدكالي،طلع علينا السعد بطلوع الشيخ ابي شعيب الدكالي فكان ذلك في حياتي إحافة لباب وفتحا لباب آخر،فانقشعت الغشاوة،وتنبهت للتفريط العظيم الذي مر بي)وقال عن محمد بن العربي العلوي:كان مجلسه ندوة الفكر الديني الجديد ،،،ولم يفته أن المظهر له دور في التعليم فقال عن شيخه المدني بلحسني:كان استاذنا في درسه كانها العروس في منصتها بهجة )هذه االحكام ايدها الواقع واجمع عليها الرأي فلم تكن اعتباطية والوجدانية،وإنما كانت مالحظة دقيقة،وذكاء وقاد وفكر تربوي ناضج ب)الممارسة واستخالص النتائج:الممارس الراغب في تكوين فكر في الموضوع يطرح السؤال ويترك التجربة تجيب ،والسؤال الذي طرحه محمد لمختار السوسي يتجلى في قوله:كنت الادري كيف اصنع في ذلك،وما هي الطريقة التي سأسلكهاالن من لم يخض بعد مخاضاقلما يدرك بادئ ذي بدء مقدار غورها والكيف يضع الرجل في الخطوةاالولىمنها)لكنه لما فتح المدرسة ونصب نفسه للعطاءانثالت عليه جموع الطلبة(وهكذا صار تالميذ الجيران يزدادون شيئا فشيئا،والزاوية تستحيل مكتبا ابتدائيامن حيث النشعر،ثم انثال علي المبتدؤون فصرت افتح مع كل طبقة ،فتكون بذلك حلق متتابعة )اعطت الممارسة ثمارها واكتسب الشيخ ديداكتيكية التعليم وتشرب الطرق التربوية المتجلية في االخذ بالحسنى،واالقناع والترغيب ،والحب االبوي،وكان الكل هلل وما كان هلل دام،ولقد وضح خالصة تجربته في قوله(:كنت آخذ كل مبتدئ بالمالطفة والمساهلةحتى استأنسوا بالقراءة)_(والشهادة هلل فقد كان كذلك ولمست هذا حقيقة منه)كان يعتمد الطريقة السقراطية ،وكانت تعجبه طريقة ا لرواقيين ،إذ الحظت أنك وانت تمشي معه تحس انك في فصل دراسي بطريقة التشعرك \ بحرج والتضيع عليك متعةالفسحة[ ]1وجعل نفسه معلما اينما كان في الحل والترحال ,،في الطريق يعلم رفيقه في السجن علم زمالءه ،وعلم الناس في منفاه كان رفاقه في منفاه االخيرمن نوابغ الفكر الوطني خريجي القرويين ،واعالم ألثقافة ،واختاروه معلما لهم ،واصبح مدرسة تربوية لها خصوصيتها يقول(:ولمعرفة الناس هنا بكلفي بالتعليم كان كل واحديقترح علي درسا خاصاحتى االستاذ محمد الفاسي اقترح ان نمر بالقاموس كما اقترحه االستاذ الكتاني....،وكذلك اقترح علي مصطفى المشرفي الولوع بكل استفادة أن اقرأ معه فنونا من النحو والصرف واللغة واالدب،وكان يظنني دائرة معارف) ولبراعته في التعليم وتمكنه من طرق التوصيل نقرأ(:ولذلك اجبت المحمدي على درس خاص يقترح االينقطع لزعمه انه يستفيد منه كثيرافكانه سر بماعرف في التعريف وفي االصول بعد ان كان افتتح مع استاذ كبير (ارشاد الفحول)فلم يهتد ذلك االستاذ مع معارفه الجمةالى ماهو سر الصناعة في التعليم ،فاتيت الرجل توا من صميم العلم المن مقدماته]5[،ولقد بلغت ثقةالشيخ بنفسه واعتزازه بقدرته على التبليغ أن قال(:وهللا لوكان لي في هذا المعتقل رأي وحدي لخرجت في العربية هؤالء تخريجا يضرب به المثل)وباعتباره ابن زاوية ورجل تعليم فقد كان من همه ان يحقق دور الزاوية فال يقتصر عمله على االعداد للدنيا وإنما لالخرة ايضا،كان رفاقه في المعتقل يبدأؤن صباحهم بالتمارين الرياضية حريصين عليها،وهوال يعارض ذلك لكنه كان يفضل الجمع بين االهتمام بالذات واالهتمام بالروح ،والعناية بالدين الذي خلقت االجسام من اجله،فقال: يامن يبكر للـــرياضة هل تــــبكر للصالة ذي للحيـاة فما تعده للذي بعد الحــــيـــاة هاتوا الرياضة والصالة معاتكونوامن الهــــداة نجح المختار السوسي في مجال التعليم،وكان شعاره(الممارسة التعليمية اخطر من الممارسة السياسية)وكان يرى أن الجهل اقوى عدو للشعب،إذا قضي عليه قضي على كل مغتصب ومن شعره: لتسقط على االرض السماوات ولتقم قيامة شعبي فالهالك وال الجهل وكان شعاره في الوطنية( :وطنيتي من ديني وليس ديني من وطنيتي)كان مدرسة تربوية ،ترسل إشعاعها في كل اتجاه ،نجح في التعليم،نشرافي مدرسته ،وبعثا في المدارس التي اشرف على إنشائها في الجنوب ،ولنستمع للحاج احمد معنينو_( من خالل
][1بزعامة يحي الحيحي كانت زاويته بجبال االطلس انظر نزهة الهادي للوافراني ص118:
][2عالل الفاسي
][3زرته في بدية االستقالل واثناء حيثنا سالني ماذا يروج في مراكش فقلت له /ان الكثير يعتقد انك ستعين رئيسا لكلية ابن يوسف،فأجابني ببسمته المعهودة وبتواضعه الجم قائال /او ما لقاو للي يكون رئيس غير هذا الشليح وفي اليوم التالي عين وزيرا لالوقاف
][4كان من عادة الشيخ ان يقوم بجولة بعد صالة العصر في عرصة الحامض القريبة من سكناه قبل ان تصبح كلها مباني ،وكان له رفيق في هذه الفسحة وهو السيد محمد بن ادريس الخياط،وكان رجال فاضال اطال هللا عمره _(،كان له علي فضل وانا فتى يافع احضر دروس البخاري بين العشائين ودفتري بيدي لتسجيل ما يمليه الشيخ فكلما فاتتني عبارة اوبيت شعر كان منجدي فيها السيد محمد بن ادريس الخياط)فإذا غاب حللت محله في كثير من االوقات فاصحب الشيخ في فسحته واتمتع خاللها بدرس مبسط الاشعر فيه برتابة اوملل او حشو
][5معتقل ص118: