docsoussi (12)

Page 1

‫مدارس سوس العتيقة عن كتاب ‪ – :‬سوس العالمة – للعالمة مُحمد المختار السوسي رحمه هللا‬ ‫يوسف بوقدير ‪ 21‬ماي ‪1122‬‬ ‫‪/http://afayane.com/2011/05‬مدارس‪-‬سوس‪-‬العتيقة‪-‬عن‪-‬كتاب‪-‬سوس‪-‬العالمة‪/‬‬ ‫أول مدرسة عرفت في بوادي ْالمَغرب اإلسالمي هي مدرسة أجلو بضاحية مدينة تيزنيت‪ ،‬وذلك في أواخر القرن ْال َخامس‪ ،‬وربَّما كانت قبلها مدارس أخرى وإن كنا ال‬ ‫نعرفها اآلن‪ُ ،‬ثم تتابعت القرون والمدارس تتكون في السهول والنجود‪ ،‬إلى أن نيفت على مائتين‪ ،‬وهي مدارس شعبية يقوم ِبها الشعب ِبجهوده ْال َخاصة‪ ،‬ولَم تعرف قط‬ ‫إعانة حكومية‪ ،‬وكثيرا ما تكون في كل قبيلة مدرسة أو مدارس متعددة إن كانت القبيلة كثيرة األفخاذ‪ ،‬فتبني كل فخذ مدرستها على حدة‪ ،‬وهذه المدارس ُتسمى مدارس‬ ‫علمية؛ ليكون فرق بينها وبين كتاتيب القرآن التي ال َتخلو منها كل قرية وإن صغرت‪ ،‬والمعتاد أن تقوم القرية بالمسجد الذي يكون فيه الكتاب القرآني‪ ،‬فيكون اإلمام‬ ‫للصلوات هو المعلم للقرآن دائما‪ ،‬وأجرته على سكان القرية يعطونه قدرا معلوما من الحبوب ومن الصوف ومن الزبد‪ ،‬لكل دار َتمخض تلك السنة؛ ألن المشارطة مع‬ ‫اإللمام تكون على السنة‪ ،‬ويزيدون فوق ذلك أن يَحرثوا له في أرضهم ويَحصدوا له‪ ،‬وأمَّا المئونة فإ َّنها َنهارية على كل دار‪ ،‬غداء وعشاء وهجوريّا في الغالب‪ ،‬فهذا‬ ‫هو قانون مساجد القرى التي تضم كتاتيب القرآن‬ ‫وأمَّا المدارس التي تقرأ فيها القراءات السبع أو فنون العلوم؛ فإن لَها نظاما آخر‪ ،‬إذ تشارط القبيلة األستاذ الفقيه مسا َنهة على أجرة معلومة من مَحصولِهم‪ :‬حبوبا وإداما‬ ‫زيتا أو َسمنا أو ُهمَا مَعا‪ ،‬ومئونة الطلبة تكون من هري المدرسة الذي يُجمع فيه ثلث األعشار من أصحاب المدرسة‪ ،‬يقف المكلفون بذلك على ْالمَحاصيل في البيادر‬ ‫حتى يؤخذ حظ المدرسة‪ ،‬أو يقيد بأنه في ذمة صاحبه‪ُ ،‬ثم إذا تم الدارس يقع النداء العام الذي كثيرا ما يكون من سطح المسجد ِبجمع ذلك في يوم خاص يتواعدون فيه‬ ‫وسط سوق القبيلة‪ ،‬فترى البهائم قوافل إلى المدرسة من كل طريق‬ ‫ومن ذلك تكون مئونة الطلبة المرابطين في المدرسة ومئونة أستاذهم‪ ،‬ومفتاح الهري قد يكون في يد األستاذ‪ ،‬وقد يكون في يد أمين معين‪ ،‬والغالب أن تتخذ خادم تطبخ‬ ‫للطلبة واألستاذ ما يأكلون في نفس المدرسة غداء وعشاء‪ ،‬ومن القليل أن يكون الطبخ مناوبة بين أهل القبيلة‪ ،‬فتأتي الدار التي فيها النوبة لتأخذ الحبوب من هري‬ ‫المدرسة‪ ،‬فتهيئوها خبزا أو كسكسا‪ُ ،‬ثم تأتي به إلى المدرسة‪ ،‬وأجرة األستاذ ُتجمع غالبا من أهل القبيلة خارج ثلث األعشار‪ ،‬وربَّما يُعطاها من هري المدرسة‪ ،‬أمَّا‬ ‫إدارة المدرسة والتكلم في شئون الطلبة؛ فإ َّنها في يد األستاذ الذي يُحترم احتراما كبيرا‪ ،‬وهو مُفتي القبيلة وقاضيها الطبيعي‪ ،‬ذلك هو نظام الكتاتيب والمدارس‪ ،‬وقد كنا‬ ‫قبل هذا اليوم جَ معنا أسْ مَاء هذه المدارس كيفما كانت كبيرة أو صغيرة‪ ،‬وخصصنا لذلك مؤلفا على حدة تتبعنا فيه ْالجميع مدرسة مدرسة‪ ،‬وذكرنا أَسْ مَاء الذين مروا فيها‬ ‫من األساتذة؛ ولذلك نوجز اليوم في هذا الكتاب المبني على اإليجاز‪ ،‬فنذكر المدارس الالمعة التي أدت في هذه القرون الماضية الواجب للعربية ولعلومها‪ ،‬سواء بقيت‬ ‫اليوم أو اندثرت‬ ‫‪1‬مدرسة الرباط في آجلو‬‫هذه هي المدرسة التي قلنا أ َّنها البكر األولى في هذه المدارس‪ ،‬وناهيك ِبمدرسة مر ِبها عبد هللا بن ياسين بطل اللمتونيين‪ ،‬وهو مولود في تامانارت‪ ،‬ويذكر له نسب بين‬ ‫السمالليين‪ ،‬وال ندري مقدار ما لذلك من صحة‪ ،‬كانت هذه المدرسة من القرن ْال َخامس تؤدي مهمتها بين مد وجزر فحينا تكون للفنون‪ ،‬وحينا للقراءات السبع‪ ،‬فممن مر‬ ‫ِبها من القُراء األستاذ أحمد أتجَّ ار البعمراني المتوفى (‪2121‬هـ) وهو الذي أصل فيها المالزمة لتعليم القرآن حتى غلب تعليم الفنون‪ ،‬وإن حرص من جاءوا بعده على‬ ‫جعلها مدرسة علمية كما كانت‪.‬‬ ‫‪ 2‬مدرسة الكرسيفيين‬‫كان هؤالء من أسرة علمية عربية‪ ،‬كانوا أوال يقطنون في قرية ُتوغزي ْفت من سَماللة‪ُ ،‬ثم انتقل بعضهم إلى أجرْ سِ يف في قبيلة أمانوز‪ ،‬فهناك فرعوا وعلموا وألفوا في‬ ‫القرن السابع عسر أبي يَحيى المتوفى (‪126‬هـ)‪ ،‬ويُقال‪ :‬إن مقبر َتهم َتضُم جناحا خاصّا بالنساء الحافظات للمدونة في ذلك العصر الذي كانت فيه المدونة هي الكتاب‬ ‫الوحيد في الفقه اإلسالمي يقرؤه كل من دب ودرج واألسرة زاخرة بالعلماء في كل ناحية بسوس إلى اآلن‪ ،‬وقد ذكرنا منهم زهاء مائة في بعض مَجموعاتنا‬ ‫ْالمَخصوصة للرجال‪.‬‬ ‫آزاريف‬ ‫‪3‬مدرسة‬‫ِ‬ ‫يذكر أ َّنها تأسست في القرن الثامن‪ ،‬وإن كنا ال نقف على آثارها إال من القرن التاسع عهد علماء تِيلجَ ات‪ُ ،‬ثم تتابعت فيها حلقات مذهبة خصوصا في عهد سيدي مَحمد ‪-‬‬ ‫فتحا‪ -‬بن يَحيى وأوالده في القرن الثاني عشر‪ ،‬ولَم يزل العلم يتسلسل في تلك األسرة إلى اآلن والمدرسة في آيت حامد‬ ‫‪4‬مدرسة تا ْنكرت‬‫ربَّما كانت مؤسسة قبل األستاذ سيدي مُحمد أباراغ الحي سنة (‪261‬هـ) يدرس فيها‪ ،‬لكننا ال نعرفها إذ ذاك إال ِبهذا األستاذ‪ُ ،‬ثم تتابعت فيها الدراسة إلى اآلن‪ ،‬وهي‬ ‫اليوم في يد شيخنا سيدي الطاهر بن مُحمد األديب الكبير‪ ،‬وأوالده النجباء األعالم في وادي إفران‪ ،‬المسمى‪ :‬وادي األدباء‬ ‫‪5‬مدرسة آقا‬‫كان العالمة محمد بن مبارك ‪-‬المشير إلى األسرة السعدية بأنها تليق أن تتولى إمارة المغرب في أول القرن العاشر‪ -‬قيوما على التدريس والتعليم واإلرشاد هناك‪ ،‬وقد‬ ‫توفي في َنحو عام (‪011‬هـ)‪ ،‬ثم جاء حفيده عبد هللا بن مبارك فتابعه في مهمته إلى أن توفي صدر القرن الحادي عشر‪ُ ،‬ثم لَم تزل آثار التدريس هناك كباقايا هذه‬ ‫المدرسة إلى أن انقرض ذلك بعد صدر هذا القرن‬ ‫‪6‬مدرسة تامانارت‬‫ناهيك ِبها مدرسة كان سيدي مُحمد بن إبراهيم الشيخ مدرسها هو وأوالده وأحفاده‪ُ ،‬ثم كان أمثال عبد هللا بن يعقوب السماللي أحد تالميذها‪ ،‬وقد بارك هللا في هذه‬ ‫المدرسة وفي أحفاد مؤسسها‪ ،‬فبعد أن أقاموا ما أقاموا في تامانارت انتقلوا ِبمدرستهم إلى َتا ْنكرت بإفران حيث ال يزالون يقومون بالواجب إلى اآلن‬ ‫‪7‬مدرسة سيدي الحسن بن عثمان التملي‬‫يرى الزائر لتيوت في ضواحي تارودانت بويتا في وسط المقبرة‪ ،‬وهناك مثوى هذا اإلمام تلميذ الونشريسي وابن غازي‪ ،‬فقد نشر العلم هناك بعد ما غادر مسقط رأسه‬ ‫في أسجَّ اور في أَمْلن‪ ،‬فأخذ عنه مَحمد الشيخ السعدي‪ ،‬وسيدي مَحمد بن إبراهيم الشيخ التمانارتي‬


‫‪8‬مدرسة َت ْ‬‫ازموت‬ ‫إذا كان اإلمام ابن العربي مدفونا في مقبرة المظفر أمام باب مَحروق بفاس؛ فإن هناك بسوس من أحفاد له مَن أحيوا تراثه‪ ،‬فقد كان سعيد أَكرَّ امُوا‪ -‬المتوفى عام‬ ‫(‪221‬هـ)‪ -‬وأوالده قائمين ِبهذه المدرسة في سماللة‪ ،‬رافعين نسبهم إذ ذاك إلى هذا اإلمام‪ ،‬وكان عهدهم ال يزال قريبا‪ُ ،‬ثم لَم يكفهم أن درسوا وأرشدوا‪ ،‬فشفعوا ذلك‬ ‫بالتآليف المعلومة‪ُ ،‬ثم لَمَّا فترت هِممهم في األحفاد؛ قيض هللا ل َتازموت ما ستراه بعد‬ ‫‪9‬مدرسة آل عمرو‬‫في بعقيلة أسر علمية‪ ،‬أقدمها أسرة آل عمرو التي عرفت العلم ونشرته في مدرستها من أول القرن العاشر‪ ،‬ثم كان منها عبد الرحمن الجرادي وغيره‪ُ ،‬ثم تسلسل فيها‬ ‫مدرسون إلى اآلن‪.‬‬ ‫‪10‬مدرسة َتاغَاتِين‬‫كانت األسرة التاغاتينية قائمة بالتدريس في مدرستهم الخاصة‪ُ ،‬ثم لَمَّا هدمت ْ‬ ‫بال ُحروب بينهم احتلوا مدرسة المولود برسْ موكة حيث قريتهم‪ ،‬وناهيك بأسرة فيها اإلمام‬ ‫أحمد بن سليمان الرسْ موكي نزيل مراكش المتوفى عام (‪2211‬هـ)‪ ،‬كما فيها األديب داود أحد أدباء جزولة األعلين اليوم‬ ‫‪11‬مدرسة أدوز‬‫كان الشيخ عبد هللا بن يعقوب المتوفى عام (‪2161‬هـ) أمضى أيامه في َت ْ‬ ‫ازموت بعد أن خلت من الكراميين‪ ،‬ثم تبعه أوالده فيها‪ُ ،‬ثم أوى أحفاده إبراهيم المتوفى عام‬ ‫ضمّا مُتموجا بالعلوم ُخصوصا في عهد سيدي‬ ‫(‪2211‬هـ)‪ ،‬ومَحمد بن مَحمد إلى أدوز في القرن الثاني عشر‪ ،‬فا َّتخذاها مركزا علميّا‪ ،‬فاستحالت ِبهما وبأحفادهِما بَحرا ِخ َ‬ ‫العربي بن إبراهيم المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬عن مائتين من الطلبة في المدرسة‪ ،‬وابنه مَحمد بن العربي شيخ ْالجَ ماعة المتوفى عام (‪2111‬هـ)‪ ،‬والمحفوظ بن عبد‬ ‫الرحمن المتوفى (‪2161‬هـ)‪ ،‬وقد بلغت أدوز مبلغا عظيما حتى ال تقرن معها مدرسة أخرى في اإلتقان وق َتها‪ ،‬وال تزال إلى اآلن تؤدي ما أمكن من مهمتها‪ ،‬ففيها‬ ‫أخيرا األستاذ أحمد بن مُحمد بن العربي‪ ،‬واألستاذ الكبير عيسى بن المحفوظ أحد مفاخر جزولة اآلن‬ ‫‪12‬مدرسة الدغوغيين‬‫ْ‬ ‫لِهؤالء مَجد عظيم في باب العلم والصالح‪ ،‬فقد كانوا في وجَّ ان وفي آيت جرَّ ار منائر التدريس في القرن العاشر‪ ،‬حتى قال بعض المؤرخين في الحَ ادي عشر أن‬ ‫مؤلفاتِهم امتألت ِبها ْال َخزائن‪ ،‬وقد َتهدمت مدرستهم من قديم‪.‬‬ ‫‪13‬مدرسة أسْ رير‬‫كانت أسرة أبناء مُحمد بن عمرو عالِمة مدرسة ما شاء هللا في القرن التاسع ُثم العاشر‪ ،‬فملئوا تلك الناحية علوما‪ُ ،‬ثم لَم يأت ْالحَ ادي عشر حتى ذوي نبتهم وغيض‬ ‫ماؤهم‪ ،‬والدوام هلل وحده‪.‬‬ ‫‪14‬مدرسة سيدي علي بن أحْ مَد الرَّ سْ موكي‬‫هذه المدرسة في أَ ْفالأوحْ نس‪ ،‬وكانت تذكر من القرن الحادي عشر‪ ،‬وقد كان يأخذ فيها األستاذ عبد العزيز أستاذ اليوسي الذي ذكره في فهرسته وأثنى عليه وعلى‬ ‫رجولته‪ ،‬وقد تسلسلت الدراسة في أحفاد علي بن أحمد إلى اآلن في هذه المدرسة‬ ‫‪15‬مدرسة ُدودرَ ار‬‫في رَ سْ موكة وهي ميدان علماء ْالمَحجوبيين وبعض علماء أدوز‪ ،‬ولَم تنقطع فيها الدراسة الجدية إال بعد صدر هذا القرن‪َ ،‬و ِممَّن ألم ِبها العالمة علي بن الطاهر مَفخرة‬ ‫العلوم العربية اليوم‪ ،‬وهي أخت مدرسة المولود هناك في العمارة‬ ‫‪ 16‬مدرسة َت َ‬‫ازارْ َوالت‬ ‫َ‬ ‫أسست في عهد الشيخ سيدي أحْ مَد بن موسى‪ ،‬فقد قرأنا في أخبار من حواليه من الفقهاء أنه كان يدرس فيها‪ ،‬ولم تزل كذلك إلى العهود األخيرة‪ ،‬وكم جهبذ درس فيها‪،‬‬ ‫وكم مرة زخرت بالطلبة‪ ،‬فحينا بطلبة العلوم‪ ،‬وحينا بالقراءات كعهد مُحمد بن إبراهيم أعْ جلي‪ ،‬ومُحمد بن علي ال َفرْ جالئِي‬ ‫‪17‬إيليغ القديمة‬‫كانت إيليغ عاصمة لدويلة أوالد الشيخ سيدي أحمد بن موسى‪ ،‬فقامت فيها الدراسة بالعباسيين وغيرهم‪ُ ،‬ثم لَمَّا هدمت عام (‪2122‬هـ)؛ هدمت أيضا فيها الدراسة إال‬ ‫قليال من بعض علماء في حضرات رؤساء إيليغ الجديدة‪.‬‬ ‫‪18‬المدرسة الوي َسعْ د ِنيَّة السكتانية‬‫كان الشيخ سيدي مَحمد ‪-‬فتحا‪ -‬بن ِوي َسعْ دن من أكابر رجاالت سوس في القرن العاشر‪ ،‬كما كان شيخا من شيوخ التصوف وكان من المدرسين‪ ،‬وكان يؤوي إليه‬ ‫المساكين فيطعمهم في زاويته ويكسوهم ويعلمهم‪ ،‬وقد بلغ طلبته ‪-‬فيما يروى‪ -‬سبعمائة طالب‪ ،‬وناهيك برجل أوى الملك محمد المسلوخ إلى ظله يوم زحزحه عمه‬ ‫المتوكل السعدي عن العرش‪ ،‬وقد بقي العلم في المدرسة بين مد وزجر إلى اآلن‪ ،‬يدرس هناك العلماء الذين يشارطون منذ انقرض العلم من أحفاد الشيخ المذكور‬ ‫المتوفى أواخر القرن العاشر‬ ‫المدرسة ال َبرْ حِيليَّة‪20‬‬ ‫تقع هذه المدرسة بقرية أوالد َبرْ حِيل من قبيلة المنابَهة بضاحية تارودانت‪ ،‬وفيها أمضى العالمة األصولي حسين الشوشاوي حياته‪ ،‬وهو صاحب المؤلفات المفيدة في‬ ‫األصول والتفسير والقراءات والطب‪ ،‬وقد توفي أواخر القرن التاسع‪ ،‬وقد كان داود ال ُتونلي ال ِّتيملي ِممَّن َتخرج به هناك‪ُ ،‬ثم تتابعت الدراسة في المدرسة فمر فيها‬ ‫العالمة عبد هللا الطاطائي من أهل أوائل القرن الثالث عشر‪ ،‬وال تزال قائِمة بين مد وجزر في التعليم إلى أن ضعفت أخيرا‬ ‫‪20-‬المدرسة التاهَا ِليَّة‬


‫من قبيلة أَمْلن‪ ،‬كانت معهد التدريس بأيدي علماء من أسرة اضمحلت قديما‪ ،‬وال تزال هناك قبورهم كما ال تزال أحاديثهم في النوادي‪ُ ،‬ثم بنيت المدرسة هذه الموجودة‬ ‫اآلن على يد العالمة سيدي عبد هللا بن إبراهيم اليو ْف َتارْ جائي الشهير المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬فندب إلى عمارتِها العالمة سيدي علي األسْ َكاري المتوفى في َنحو‬ ‫(‪2111‬هـ) فزخرت به الدراسة‬ ‫‪21‬مدرسة ْالجَ امع الكبير بتارودانت‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫تقع هذه المدرسة أمام الباب الغربي للجامع‪ ،‬عن شمال الداخل للسكة المقابلة لِهذا الباب والمتجهة نحو دار آل الوقاد التلمسانيين ونحو زاوية سيدي حساين ودرب‬ ‫الوحْ شاشيين‪ ،‬وقد احتجنا لِهذا البيان أل َّنها هدمت اليوم‬ ‫َ‬ ‫ليس عندنا عن هذه المدينة أخبار قبل القرن العاشر من الوجهة التي َنهتم بها اآلن‪ ،‬وإن كانت ال يُمكن أن َتخلو من التدريس؛ ألنها قاعدة سوس‪ ،‬لكن عندنا الخبر اليقين‬ ‫بازدهار الدراسة فيها منذ أعيد بناؤها من جديد على أوائل عهد السعديين‪ ،‬إذ ملئوها بالعلماء من كل ناحية و َشجعوهم بإغداق العطاء وتوفير االحترام‪ ،‬وفي (الفوائد‬ ‫الجمة) صفحة مذهبة عن ذلك‪ُ ،‬ثم تتابع ذلك إلى أن جاء العالمة أبو زيد الجشتيمي فسطر لنا أيضا في كتابه (الحضيجيون) ما هناك بين أواخر القرن الثاني عشر‬ ‫وأوائل الثالث عشر‪ ،‬ثم اتصلت الحلقات بعده ذلك إلى أن كان آخر من درسوا هناك أحمد أ ْم َّزارجو ثم عبد هللا خرباش‪ُ ،‬ثم خلفه بعد وفاته تلميذه األستاذ القاضي أحمد‬ ‫بن ْالحَ اج مبارك بن المصلوت‪ ،‬وقد كان هذا آخر مدرس هناك‪ ،‬وكان يدرس في الجامع وإن كان الطلبة يسكنون بالمدرسة‪ ،‬كما كان شيخنا القاضي سيدي الفاطمي‬ ‫الشرادي يفعل أيضا أيام قضائه بتارودانت‪ ،‬وكانت المدرسة عامرة بطلبة األستاذ عبد هللا خرباش الذي ما كان هو نفسه يغب دروس القاضي‬ ‫‪22‬المدرسة ال ُّتومْ لِيلي ِنيَّة‬‫تقع في ُتو ْملِيلين بقبيلة هيالنة ( ْ‬ ‫إياللن) وكانت أقدم من القرن الثاني عشر‪ ،‬وقد درس فيها إذ ذاك العالمة األديب عبد هللا بن مبارك‪ُ ،‬ثم القرن تتابعت فيها الدراسة إلى‬ ‫العهد األخير‪ ،‬وال يزال فيها بعض بصيص‬ ‫‪23‬المدرسة الصوابية الماسية‬‫من أوائل القرن الثاني عشر صار تالميذ َتامْجروت يردون إلى سوس فيعمرونه بالعلم؛ أل َّنهم لَم يتعودوا في زاوية تامجروت إال الدراسة والسعي في المصلحة العامة‪،‬‬ ‫فكان من بين هؤالء الواردين الشيخ أحمد الصوابي المتوفى (‪2210‬هـ) فنزل في مَحل بوادي ماسة عن إذن القبيلة‪ ،‬فسمي المحل حِمى الصوابي‪ ،‬فقامت به هناك‬ ‫مدرسة عظيمة رفرفت فيها العلوم‪ ،‬وأوى إليه أمثال أحْ مَد الورزازي دفين تطوان‪ ،‬يدرس فيها‪ُ ،‬ثم َتخرج منها أمثال الحضيكي‪ُ ،‬ثم تسلسلت فيها الدراسة على يد‬ ‫ال َّتاسَا َكاتي المتوفى عام (‪2121‬هـ) ثم على يد العلماء المرزجَ ا ِنيِّين‪ُ ،‬ثم لَم تنقطع الدراسة هناك إال بعد مفتتح هذا القرن الرابع عشر‬ ‫‪24‬المدرسة الـهوزالية‬‫كان مُحمد بن علي الهوزالي فتك بإنسان من أهله فهرب إلى َتامْجروت فتعلم هناك القرآن والعلم‪ُ ،‬ثم رجع تائبا فعرض نفسه على أولياء الدم فسامحوه‪ ،‬فتوجه للتدريس‬ ‫والتأليف واإلرشاد وإزالة البدع‪ُ ،‬ثم تابعه أهله إثر وفاته عام (‪2211‬هـ) في ذلك الميدان وإن كانوا ال يالزمون أحيانا مدرستهم؛ أل َّنهم قد يدرسون في مدارس أخريات‪.‬‬ ‫‪25‬المدرسة العباسية ال َّت َ‬‫ازارْ َو ْال ِتيَّية‬ ‫كانت األسرة العباسية كسلسلة الذهب بعلماء متقنين درسوا في تارودانت أوال‪ُ ،‬ثم في إيليغ‪ُ ،‬ثم في مدرسة قريتهم جوار إيليغ‪ ،‬وناهيك بأحْ مَد العباسي أستاذ الحضيكي‪،‬‬ ‫وقد توفي أحْ مَد العباسي هذا عام (‪2261‬هـ)‪ُ ،‬ثم تسلسل فيهم العلم إلى أن انقضوا في َنحو أوائل القرن الثالث عشر‬ ‫‪26‬المدرسة الحضيكية‬‫هذا الرجل الذي نسبنا إليه مدرسة أفِيالل من إيسي طبقة وحده ِهمَّة وإرشادا و َتحصيال وورعا‪ ،‬فقد قام بالتأليف وبالتدريس وبتربية المريدين قياما يعز نظيره إلى أن‬ ‫توفي عام (‪2220‬هـ)‪ ،‬فكانت مدرسة أفِيالل ميدانه وميدان أوالده إلى أن انقرض ْالجد والتحصيل في األسرة بعد صدر هذا القرن الرابع عشر‪.‬‬ ‫‪27‬المدرسة ال ِّتيمْجيد ْش ِتيَّة‬‫هذه المدرسة هي التي خلفت الحضيكية‪ ،‬لكنها أزخر اتباعا وإن كانت أقل َتحصيال فاستفحل التدريس في مدرستها منذ العقد الثاني من القرن الثالث عشر‪ ،‬وال تزال‬ ‫مدرسة تِيمْجيدشت أكبر مدرسة يقصدها الطلبة من جَ ميع الجنوب؛ لِما مر لشيخها المؤسس أبي العباس المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬وابنه الحسن المتوفى عام (‪2102‬هـ)‪،‬‬ ‫ثم تتابع فيهم العلم إلى أن انقرض بسيدي ْالهَاشم المتوفى منذ َنحو ثالثين سنة‪ ،‬وهذه المدرسة هي أم المدارس الحوزية البالغة َنحو َخمسين مدرسة منبثة حوالي مراكش‬ ‫بوساطة مدرسة مزوضة التي أسسها أحد تالميذ آل َتميجيدشت‬ ‫‪ْ 28‬المَدرسة اليعقوبية اإلياللنية‬‫كان الشيخ سيدي يعقوب من أول أواخر القرن العاشر وأوائل ما بعده‪ ،‬له مقام كبير في الروحانيات‪ ،‬حتى وصل ْال َخبر إلى موالي إسْ ماعيل الذي جاء بعده بنحو قرن‬ ‫فبنى عليه مشهدا و َمسْ جدا ومدرسة‪ُ ،‬ثم قامت أسرة آل علي بن سعيد بعمارتِها بالتدريس قياما عجيبا مُنذ أولِهم علي بن سعيد المتوفى عام (‪2110‬هـ) إلى اآلن‪ ،‬وال‬ ‫يزالون فيها‪ ،‬وبين رجاالتِهم علماء أفذاذ‬ ‫‪29‬مدرسة َتاالت أوجْ َنار‬‫ْ‬ ‫إياللن‪ ،‬وكانت مدرستهم زاوية علمية تتابعوا فيها بالتدريس واإلرشاد منذ عهد جدِّهم علي بن سعيد المتوفى عام (‪2116‬هـ)‪ ،‬وال يزال منهم‬ ‫تقع هذه المدرسة بقبيلة‬ ‫ْ‬ ‫اآلن أفذاذا كبار‪ ،‬وقد يشارطون في مدارس أخرى غير مدرستهم ال َخاصة‬ ‫‪ْ 30‬المَدرسة األسْ غَارْ كِيسيَّة‬‫كانت هذه الزاوية مُنذ أواخر القرن العاشر مدرسة علم وإرشاد‪ ،‬فتتابع فيها منذ جد األسرة يبورك أفذاذ من العلماء ودرسوا وأرشدوا ورحلوا في سبيل العلم والحج‪،‬‬ ‫الواليَاضِ يِّين الذين منهم‬ ‫فكان لرجاالتِها شأن متسلسل طوال هذه القرون‪ ،‬فبعد أن كانت زاويتهم وحدها ميدانهم الخاص‪ ،‬غادرها بعضهم إلى خارجها‪ ،‬خصوصا فرع َ‬ ‫عبد هللا بن إبراهيم اليُو ْف َتارْ جَ ائِي المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬وقبله مُحمد بن الطيفور المتوفى َنحو (‪2161‬هـ)‪ ،‬وقد كانت هذه الزاوية ِبمثابة أن يَختلف إليها أمثال أحْ مَد‬ ‫الصوابي ليدرس فيها البخاري‪ ،‬وقد أدركه أجله هناك‬ ‫‪31‬المدرسة اليُو ْف َتارْ جَ ا ِئيَّة‬‫كانت مشهورة برجاالت من األَسْ غَارْ كِيسيِّين؛ كعبد هللا بن إبراهيم المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬شيخ ْالجَ ماعة في عصره‪ ،‬وقد كان فيها قبله وبعده آخرون‬ ‫‪ْ 32‬المَدرسة ْالمَحَ ْم ِديَّة‬‫ُ‬ ‫في قبيلة هشتوكة مدارس شتى هذه من كبرياتِها‪ ،‬فقد كانت من قبل القرن الثالث عشر‪ ،‬ثم استفحلت بالشيخ سيدي سعيد الشريف الكثيي المتوفى َنحو عام (‪2106‬هـ)‪،‬‬ ‫ُثم جاء األستاذ مُحمد أعْ بُّو فتتابع ازدهارها إلى أن توفي َنحو عام (‪2111‬هـ)‪ُ ،‬ثم تتابعت فيها الدراسة إلى اآلن‪ ،‬وقد كانت حينا ُتسمى جامع األزهر السوسي؛ لكثرة‬ ‫تالميذها من سوس ومن ْالحوز ومن الصحراء‬


‫‪33‬المدرسة الكون ِكيَّة‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫البوشواري‬ ‫تقع في قبيلة إيكو ْن َكا من هشتوكة أيضا‪ ،‬وكانت قديمة‪ ،‬ثم عال شأ َنها بالعالمة أحْ مَد أجْ مَل المزالي المتوفى في َنحو عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬ثم بالعالمة الحَ اج عابد‬ ‫َ‬ ‫الذي خلف والده عبد هللا بن عمر في هذا الميدان‪ُ ،‬ثم استرسلت المدرسة إلى اآلن في القيام بواجبها بين جزر ومد‪ ،‬على حسب من يكونون فيها من األساتذة‬ ‫‪ْ 34‬المَدرسة ْ‬‫األغبَالو ِئيَّة‬ ‫عرفت هذه المدرسة برفع راية القراءات مُنذ أجيال‪ ،‬ولَم يكن أساتذ ُتها يَخلون من معاطاة الفنون أخذا وتدريسا‪ ،‬ومن مشاهيرهم مُحمد بن أحمد‪ ،‬وسيدي مَحمد بن‬ ‫ْالحَ سن نزيل األخصاص‪ ،‬وسيدي إبراهيم نزيل مسفيوة المتوفى أخيرا‪.‬‬ ‫‪ْ 35‬المَدرسة المزارية الكسيمية‬‫كانت هذه المدرسة من مدارس القراءات العشر من أواخر القرن الثالث عشر على يد األستاذ سيدي عبد هللا الركراكي المتوفى َنحو عام (‪2111‬هـ)‪ ،‬أستاذ الجيل في‬ ‫القراءات‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪36‬مدرسة تِيزي اإلثنيْن‬‫هناك أسرة تالزم إتقان القراءات زيادة على حرف ورش‪ ،‬وهي أهل َتاوريرت وانو الصوابيون‪ ،‬فمنهم ْالحَ اج مَحمد المتوفى عند مفتتح هذا القرن‪ ،‬فقد مأل هذه المدرسة‬ ‫بالقراءات‪ ،‬فتخرج به َنحو مئات‪ُ ،‬ثم تبعه أحفاده في مدارس أخرى زيادة عن هذه‬ ‫‪ْ 37‬المَدرسة ال َعبْالويَّة البعمرانية‬‫هناك أيضا آل مولود من أساتذة القراءات‪ ،‬فقد عمروا حينا هذه المدرسة التي كانت قبلهم وبعدهم لدراسة الفنون‪ ،‬وال تزال كذلك إلى اآلن َتخرج طبقا عن طبق‬ ‫‪ْ 38‬المَدرسة البونعمانية‬‫ُ‬ ‫كانت مشهورة بالقراءات غالبا‪ ،‬إلى أن احتلها سيدي مسعود المعدري عام (‪2120‬هـ)‪ ،‬فردها علمية‪ ،‬ثم لَم تلبث أن كبر شأ ُنها فزخرت بالطلبة إلى أن قاربوا مائتين‬ ‫توالها أبناء مسعود فزادوها شرفا إلى شرف‪ ،‬خصوصا في عهد األستاذ مَحمد بن مسعود المتوفى عام (‪2111‬هـ) الذي خلف والده المتوفى عام (‪2120‬هـ)‪ ،‬وفي عهد‬ ‫الشيخ أحمد أخيه‪ ،‬وال يزال أحفاد المسعوديين فيها مكبين‪ ،‬وهي من المدارس التي ال تزال تؤدي واجبها‬ ‫‪39‬المدرسة البُوعبد ِليَّة‬‫في جوار تلك المقدمة‪ ،‬وفي مثل أحوالِها‪ ،‬فكذلك لَم تعد مدرسة علمية نشيطة إال بعد عام (‪2111‬هـ)‪ ،‬فدرس فيها مَحمد بن مَحمد األدوزي المتوفى عام (‪2121‬هـ)‪ ،‬ثمُ‬ ‫الزمها أهله‪ُ ،‬ثم أوالده عبد العزيز المتوفى عام (‪2111‬هـ)‪ ،‬فأبناؤه إلى اآلن‪ ،‬وهي مِن كبريات المدارس التي قامت وال تزال تقوم بالواجب إلى اآلن بكل ِهمَّة على يد‬ ‫أستاذها سيدي ْالحَ اج إبراهيم‬ ‫‪ْ 40‬المَدرسة ْال ِجشتِي ِميَّة‬‫كانت المدرسة صغيرة وقديمة‪ ،‬فلمَّا ورد عبد هللا بن مَحمد جد األسرة من َتامجروت‪ -‬المتوفى عام (‪2202‬هـ)‪ -‬مألها علما‪ُ ،‬ثم تتابع فيها ْالجد في الدراسة بأوالده‬ ‫وأحفاده إلى أن انقرض منهم العلم‪ ،‬فتابعت ْالمدرسة سيرها إلى اآلن بين مَد وجزر بأساتذة آخرين‬ ‫‪ْ 41‬المَدرسة اإللغِ يَّة‬‫لَم َتحدث هذه المدرسة إال في (‪2102‬هـ) إال أن ِهمَّة مؤسسها مَحمد بن عبد هللا المتوفى عام (‪2111‬هـ)‪ ،‬و ِهمَّة خلفه أخيه علي بن عبد هللا المتوفى عام (‪2112‬هـ)‬ ‫جعلتها مدرسة عظيمة الشأن في الفنون العربية خصوصا األدب األندلسي وما إليه‪ ،‬وقد مرت ِبها سنون مزدهرة‪ُ ،‬ثم ضعف شأ ُنها أخيرا‪ ،‬ويُخشى أن ال َتجد من يبعث‬ ‫فيها ِبهمته ما سلف منها‬ ‫‪42‬البومروانية السماللية‬‫مدرسة تذكر من القرن ْالحَ ادي عشر‪ ،‬وربَّما كانت أقدم من ذلك‪ ،‬مرت فيها دراسة جدية باألساتذة الذين يَمرون فيها‪ ،‬وآخر من جدوا فيها األستاذ عبد هللا ْ‬ ‫اإلغشاني سيد‬ ‫األتقياء الورعين‬ ‫‪ْ 43‬المَدرسة التيزنيتية‬‫لَم نسمع عن الدراسة فيها شيئا قبل ابن الطيفور األسْ غاركِيسي‪ُ ،‬ثم وليه فيها الفحل الذي ال يقذع أنفه ْالحَ سن بن الطيفور الساموجني‪ُ ،‬ثم صارت تتدرج بين مَد وجزر‬ ‫إلى اآلن باألساتذة الذين يشارطون وعلى قدر هِممهم‬ ‫‪ْ 44‬المَدرسة التِيندو ِفيَّة‬‫تقع هذه المدرسة في تِي ْندوف في التخوم السوسية الصحراوية‪ ،‬وكان آل ابن األعمش منذ أسسوا تلك المدينة على يد قومهم َتاجَ اكانت رفعوا هناك راية التدريس‪،‬‬ ‫فيدرس فيها كل من مر بهم من فطاحل الشناكطة؛ كمحمد يَحيى الوالتي وأمثاله‪ ،‬بل قيل‪ :‬إن مَحمد محمود التركزي مصحح القاموس درس هناك أيضا‪ ،‬حين سافر إلَى‬ ‫الشرق‪ ،‬وقد أقفرت الدراسة من هناك بعد عام (‪2111‬هـ) من هذا القرن‬ ‫‪45‬المدرسة التامازتية‬‫َ‬ ‫المنابهة قديمة‪ ،‬إال أن شهرتِها لم تتسع إال باألستاذ مُحمد بن عبد الملك اليزيدي اإليسي الذي زخر تالميذه في تلك الناحية‪،‬‬ ‫كانت هذه المدرسة الواقعة في تامازت بقبيلة‬ ‫ِ‬ ‫وهناك يزيديون آخرون أمثاله في أوالد بَرحِيل قريبا من هناك وفي تِينزرت‬ ‫‪ْ 46‬المَدرسة اإليرَ َ‬‫ازا ِنيَّة‬ ‫هذه المدرسة من بنات المدرسة ال ِّتي ْمجدش ِتيَّة قام ِبها الشيخ سيدي ْالحَ سن ال ِّتيملي المتوفى عام (‪2112‬هـ)‪ ،‬فأصدر منها بالعلوم وبالتربية الصوفية كثيرين ملئوا تلك‬ ‫النواحي‪ ،‬وقد تبعه أوالده قليال‪ُ ،‬ثم أقفرت من هذا الشأن بعد ما كان لَها وكان‬ ‫‪47‬المدرسة اإلسِ َقالِيَّة‬‫ُ‬ ‫كانت هذه القديمة قديمة إال أ َّنها لَم تشتهر أخيرا إال بسيدي إبراهيم اإلس َقالِي المتوفى (‪2101‬هـ)‪ ،‬وبتلميذه الشيخ البركة سيدي ْالحَ اج ْال ُحسين ال َكروبي ثم أغلق بابُها‬ ‫بعدهما‬ ‫‪48‬مدرسة ألمَى التنانية‬‫ُ‬ ‫كانت هذه المدرسة صغيرة ال تكاد تذكر‪ ،‬حتى استقر ِبها األستاذ أحْ مَد الكشطي المتوفى قريبا‪ ،‬فأدت بفضله واجبا عظيما اشتهرت به‪ ،‬وال تزال تؤدي ذلك الواجب‬ ‫بعده على أيدي تالميذه‪.‬‬


‫‪49‬مدرسة إغِ ياللن‬‫بنيت هذه المدرسة على يد األستاذ يَحيى المتوفى (‪2116‬هـ)‪ ،‬والمدفون قريبا منها‪ ،‬وهو من أصحاب الحضيكي‪ ،‬وكانت له مكانة مكينة في عصره‪ ،‬فقام بالتعليم في‬ ‫تلك المدرسة‪ ،‬فحبس عليها أصحاب الحقول المسقية المستديرة ِبها أعشار غللهم‪ ،‬فصارت تعمر دائما من أجل ذلك‪ ،‬وقد مر فيها عدة أساتذة بعد مؤسسها لكنها لَم تفز‬ ‫بالقِدح المعلى ْ‬ ‫بالجد في التدريس إال في عهد األستاذ ْالحَ اج مسعود الوفقاوي اإللغي الذي يكاد ينفرد في سوس بعد عام (‪2111‬هـ) باإلكباب على نفع الطلبة مؤنة‬ ‫وكسوة وغيرهما من ضروب اإلعانة‪ ،‬مع حفز هِمهم للتعليم بنظام خاص‪ ،‬إلى أن توفي عام (‪2116‬هـ)‪ ،‬فكانت وفاته وفاة آخر األساتذة السوسيين الذين تضرب ِبهم‬ ‫األمثال في الجد‬ ‫تلك َخمسون مدرسة اخترناها من بين َنحو المائتي المنبثة في نواحي القطر السوسي‪ ،‬وإ َّنما اقتصرنا منها على هذه الخمسين؛ أل َّنها كافية في إعطاء القارئ َنماذج فقط‬ ‫لكل أنواع المدارس العتيقة هناك قدما وحدوثا واستدامة وانقطاعا‪ ،‬فلينتظر القارئ الكتاب الذي يَجمع هذا الموضوع فإن فيه شفاء الغليل؛ ألننا ربَّما ذكرنا هنا مدرسة‬ ‫وتركنا نظائرها أو أفضل منها؛ ألننا ال نقصد إال أن ما يقصده مُمثلوا معامل المنسوجات عندما يعرضون منسوجاتِهم على البزازين‪ ،‬إذ يأتون من كل نوع من أنواع‬ ‫الثياب بنماذج صغيرة وباهلل تعالى التوفيق‬ ‫عن كتاب ‪ – :‬سوس العالمة – للعالمة مُحمد المختار السوسي أثابه هللا الفردوس األعلى‬ ‫الموضوع األصلي‪ :‬مدارس سوس العتيقة || الكاتب‪ :‬محبّ الفردوس || المصدر‪ :‬منتديات صوت المغرب اإلسالمي‬

‫‪www.MoroccoVoice.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.