مدارس سوس العتيقة عن كتاب – :سوس العالمة – للعالمة مُحمد المختار السوسي رحمه هللا يوسف بوقدير 21ماي 1122 /http://afayane.com/2011/05مدارس-سوس-العتيقة-عن-كتاب-سوس-العالمة/ أول مدرسة عرفت في بوادي ْالمَغرب اإلسالمي هي مدرسة أجلو بضاحية مدينة تيزنيت ،وذلك في أواخر القرن ْال َخامس ،وربَّما كانت قبلها مدارس أخرى وإن كنا ال نعرفها اآلنُ ،ثم تتابعت القرون والمدارس تتكون في السهول والنجود ،إلى أن نيفت على مائتين ،وهي مدارس شعبية يقوم ِبها الشعب ِبجهوده ْال َخاصة ،ولَم تعرف قط إعانة حكومية ،وكثيرا ما تكون في كل قبيلة مدرسة أو مدارس متعددة إن كانت القبيلة كثيرة األفخاذ ،فتبني كل فخذ مدرستها على حدة ،وهذه المدارس ُتسمى مدارس علمية؛ ليكون فرق بينها وبين كتاتيب القرآن التي ال َتخلو منها كل قرية وإن صغرت ،والمعتاد أن تقوم القرية بالمسجد الذي يكون فيه الكتاب القرآني ،فيكون اإلمام للصلوات هو المعلم للقرآن دائما ،وأجرته على سكان القرية يعطونه قدرا معلوما من الحبوب ومن الصوف ومن الزبد ،لكل دار َتمخض تلك السنة؛ ألن المشارطة مع اإللمام تكون على السنة ،ويزيدون فوق ذلك أن يَحرثوا له في أرضهم ويَحصدوا له ،وأمَّا المئونة فإ َّنها َنهارية على كل دار ،غداء وعشاء وهجوريّا في الغالب ،فهذا هو قانون مساجد القرى التي تضم كتاتيب القرآن وأمَّا المدارس التي تقرأ فيها القراءات السبع أو فنون العلوم؛ فإن لَها نظاما آخر ،إذ تشارط القبيلة األستاذ الفقيه مسا َنهة على أجرة معلومة من مَحصولِهم :حبوبا وإداما زيتا أو َسمنا أو ُهمَا مَعا ،ومئونة الطلبة تكون من هري المدرسة الذي يُجمع فيه ثلث األعشار من أصحاب المدرسة ،يقف المكلفون بذلك على ْالمَحاصيل في البيادر حتى يؤخذ حظ المدرسة ،أو يقيد بأنه في ذمة صاحبهُ ،ثم إذا تم الدارس يقع النداء العام الذي كثيرا ما يكون من سطح المسجد ِبجمع ذلك في يوم خاص يتواعدون فيه وسط سوق القبيلة ،فترى البهائم قوافل إلى المدرسة من كل طريق ومن ذلك تكون مئونة الطلبة المرابطين في المدرسة ومئونة أستاذهم ،ومفتاح الهري قد يكون في يد األستاذ ،وقد يكون في يد أمين معين ،والغالب أن تتخذ خادم تطبخ للطلبة واألستاذ ما يأكلون في نفس المدرسة غداء وعشاء ،ومن القليل أن يكون الطبخ مناوبة بين أهل القبيلة ،فتأتي الدار التي فيها النوبة لتأخذ الحبوب من هري المدرسة ،فتهيئوها خبزا أو كسكساُ ،ثم تأتي به إلى المدرسة ،وأجرة األستاذ ُتجمع غالبا من أهل القبيلة خارج ثلث األعشار ،وربَّما يُعطاها من هري المدرسة ،أمَّا إدارة المدرسة والتكلم في شئون الطلبة؛ فإ َّنها في يد األستاذ الذي يُحترم احتراما كبيرا ،وهو مُفتي القبيلة وقاضيها الطبيعي ،ذلك هو نظام الكتاتيب والمدارس ،وقد كنا قبل هذا اليوم جَ معنا أسْ مَاء هذه المدارس كيفما كانت كبيرة أو صغيرة ،وخصصنا لذلك مؤلفا على حدة تتبعنا فيه ْالجميع مدرسة مدرسة ،وذكرنا أَسْ مَاء الذين مروا فيها من األساتذة؛ ولذلك نوجز اليوم في هذا الكتاب المبني على اإليجاز ،فنذكر المدارس الالمعة التي أدت في هذه القرون الماضية الواجب للعربية ولعلومها ،سواء بقيت اليوم أو اندثرت 1مدرسة الرباط في آجلوهذه هي المدرسة التي قلنا أ َّنها البكر األولى في هذه المدارس ،وناهيك ِبمدرسة مر ِبها عبد هللا بن ياسين بطل اللمتونيين ،وهو مولود في تامانارت ،ويذكر له نسب بين السمالليين ،وال ندري مقدار ما لذلك من صحة ،كانت هذه المدرسة من القرن ْال َخامس تؤدي مهمتها بين مد وجزر فحينا تكون للفنون ،وحينا للقراءات السبع ،فممن مر ِبها من القُراء األستاذ أحمد أتجَّ ار البعمراني المتوفى (2121هـ) وهو الذي أصل فيها المالزمة لتعليم القرآن حتى غلب تعليم الفنون ،وإن حرص من جاءوا بعده على جعلها مدرسة علمية كما كانت. 2مدرسة الكرسيفيينكان هؤالء من أسرة علمية عربية ،كانوا أوال يقطنون في قرية ُتوغزي ْفت من سَماللةُ ،ثم انتقل بعضهم إلى أجرْ سِ يف في قبيلة أمانوز ،فهناك فرعوا وعلموا وألفوا في القرن السابع عسر أبي يَحيى المتوفى (126هـ) ،ويُقال :إن مقبر َتهم َتضُم جناحا خاصّا بالنساء الحافظات للمدونة في ذلك العصر الذي كانت فيه المدونة هي الكتاب الوحيد في الفقه اإلسالمي يقرؤه كل من دب ودرج واألسرة زاخرة بالعلماء في كل ناحية بسوس إلى اآلن ،وقد ذكرنا منهم زهاء مائة في بعض مَجموعاتنا ْالمَخصوصة للرجال. آزاريف 3مدرسةِ يذكر أ َّنها تأسست في القرن الثامن ،وإن كنا ال نقف على آثارها إال من القرن التاسع عهد علماء تِيلجَ اتُ ،ثم تتابعت فيها حلقات مذهبة خصوصا في عهد سيدي مَحمد - فتحا -بن يَحيى وأوالده في القرن الثاني عشر ،ولَم يزل العلم يتسلسل في تلك األسرة إلى اآلن والمدرسة في آيت حامد 4مدرسة تا ْنكرتربَّما كانت مؤسسة قبل األستاذ سيدي مُحمد أباراغ الحي سنة (261هـ) يدرس فيها ،لكننا ال نعرفها إذ ذاك إال ِبهذا األستاذُ ،ثم تتابعت فيها الدراسة إلى اآلن ،وهي اليوم في يد شيخنا سيدي الطاهر بن مُحمد األديب الكبير ،وأوالده النجباء األعالم في وادي إفران ،المسمى :وادي األدباء 5مدرسة آقاكان العالمة محمد بن مبارك -المشير إلى األسرة السعدية بأنها تليق أن تتولى إمارة المغرب في أول القرن العاشر -قيوما على التدريس والتعليم واإلرشاد هناك ،وقد توفي في َنحو عام (011هـ) ،ثم جاء حفيده عبد هللا بن مبارك فتابعه في مهمته إلى أن توفي صدر القرن الحادي عشرُ ،ثم لَم تزل آثار التدريس هناك كباقايا هذه المدرسة إلى أن انقرض ذلك بعد صدر هذا القرن 6مدرسة تامانارتناهيك ِبها مدرسة كان سيدي مُحمد بن إبراهيم الشيخ مدرسها هو وأوالده وأحفادهُ ،ثم كان أمثال عبد هللا بن يعقوب السماللي أحد تالميذها ،وقد بارك هللا في هذه المدرسة وفي أحفاد مؤسسها ،فبعد أن أقاموا ما أقاموا في تامانارت انتقلوا ِبمدرستهم إلى َتا ْنكرت بإفران حيث ال يزالون يقومون بالواجب إلى اآلن 7مدرسة سيدي الحسن بن عثمان التملييرى الزائر لتيوت في ضواحي تارودانت بويتا في وسط المقبرة ،وهناك مثوى هذا اإلمام تلميذ الونشريسي وابن غازي ،فقد نشر العلم هناك بعد ما غادر مسقط رأسه في أسجَّ اور في أَمْلن ،فأخذ عنه مَحمد الشيخ السعدي ،وسيدي مَحمد بن إبراهيم الشيخ التمانارتي
8مدرسة َت ْازموت إذا كان اإلمام ابن العربي مدفونا في مقبرة المظفر أمام باب مَحروق بفاس؛ فإن هناك بسوس من أحفاد له مَن أحيوا تراثه ،فقد كان سعيد أَكرَّ امُوا -المتوفى عام (221هـ) -وأوالده قائمين ِبهذه المدرسة في سماللة ،رافعين نسبهم إذ ذاك إلى هذا اإلمام ،وكان عهدهم ال يزال قريباُ ،ثم لَم يكفهم أن درسوا وأرشدوا ،فشفعوا ذلك بالتآليف المعلومةُ ،ثم لَمَّا فترت هِممهم في األحفاد؛ قيض هللا ل َتازموت ما ستراه بعد 9مدرسة آل عمروفي بعقيلة أسر علمية ،أقدمها أسرة آل عمرو التي عرفت العلم ونشرته في مدرستها من أول القرن العاشر ،ثم كان منها عبد الرحمن الجرادي وغيرهُ ،ثم تسلسل فيها مدرسون إلى اآلن. 10مدرسة َتاغَاتِينكانت األسرة التاغاتينية قائمة بالتدريس في مدرستهم الخاصةُ ،ثم لَمَّا هدمت ْ بال ُحروب بينهم احتلوا مدرسة المولود برسْ موكة حيث قريتهم ،وناهيك بأسرة فيها اإلمام أحمد بن سليمان الرسْ موكي نزيل مراكش المتوفى عام (2211هـ) ،كما فيها األديب داود أحد أدباء جزولة األعلين اليوم 11مدرسة أدوزكان الشيخ عبد هللا بن يعقوب المتوفى عام (2161هـ) أمضى أيامه في َت ْ ازموت بعد أن خلت من الكراميين ،ثم تبعه أوالده فيهاُ ،ثم أوى أحفاده إبراهيم المتوفى عام ضمّا مُتموجا بالعلوم ُخصوصا في عهد سيدي (2211هـ) ،ومَحمد بن مَحمد إلى أدوز في القرن الثاني عشر ،فا َّتخذاها مركزا علميّا ،فاستحالت ِبهما وبأحفادهِما بَحرا ِخ َ العربي بن إبراهيم المتوفى عام (2121هـ) ،عن مائتين من الطلبة في المدرسة ،وابنه مَحمد بن العربي شيخ ْالجَ ماعة المتوفى عام (2111هـ) ،والمحفوظ بن عبد الرحمن المتوفى (2161هـ) ،وقد بلغت أدوز مبلغا عظيما حتى ال تقرن معها مدرسة أخرى في اإلتقان وق َتها ،وال تزال إلى اآلن تؤدي ما أمكن من مهمتها ،ففيها أخيرا األستاذ أحمد بن مُحمد بن العربي ،واألستاذ الكبير عيسى بن المحفوظ أحد مفاخر جزولة اآلن 12مدرسة الدغوغيينْ لِهؤالء مَجد عظيم في باب العلم والصالح ،فقد كانوا في وجَّ ان وفي آيت جرَّ ار منائر التدريس في القرن العاشر ،حتى قال بعض المؤرخين في الحَ ادي عشر أن مؤلفاتِهم امتألت ِبها ْال َخزائن ،وقد َتهدمت مدرستهم من قديم. 13مدرسة أسْ ريركانت أسرة أبناء مُحمد بن عمرو عالِمة مدرسة ما شاء هللا في القرن التاسع ُثم العاشر ،فملئوا تلك الناحية علوماُ ،ثم لَم يأت ْالحَ ادي عشر حتى ذوي نبتهم وغيض ماؤهم ،والدوام هلل وحده. 14مدرسة سيدي علي بن أحْ مَد الرَّ سْ موكيهذه المدرسة في أَ ْفالأوحْ نس ،وكانت تذكر من القرن الحادي عشر ،وقد كان يأخذ فيها األستاذ عبد العزيز أستاذ اليوسي الذي ذكره في فهرسته وأثنى عليه وعلى رجولته ،وقد تسلسلت الدراسة في أحفاد علي بن أحمد إلى اآلن في هذه المدرسة 15مدرسة ُدودرَ ارفي رَ سْ موكة وهي ميدان علماء ْالمَحجوبيين وبعض علماء أدوز ،ولَم تنقطع فيها الدراسة الجدية إال بعد صدر هذا القرنَ ،و ِممَّن ألم ِبها العالمة علي بن الطاهر مَفخرة العلوم العربية اليوم ،وهي أخت مدرسة المولود هناك في العمارة 16مدرسة َت َازارْ َوالت َ أسست في عهد الشيخ سيدي أحْ مَد بن موسى ،فقد قرأنا في أخبار من حواليه من الفقهاء أنه كان يدرس فيها ،ولم تزل كذلك إلى العهود األخيرة ،وكم جهبذ درس فيها، وكم مرة زخرت بالطلبة ،فحينا بطلبة العلوم ،وحينا بالقراءات كعهد مُحمد بن إبراهيم أعْ جلي ،ومُحمد بن علي ال َفرْ جالئِي 17إيليغ القديمةكانت إيليغ عاصمة لدويلة أوالد الشيخ سيدي أحمد بن موسى ،فقامت فيها الدراسة بالعباسيين وغيرهمُ ،ثم لَمَّا هدمت عام (2122هـ)؛ هدمت أيضا فيها الدراسة إال قليال من بعض علماء في حضرات رؤساء إيليغ الجديدة. 18المدرسة الوي َسعْ د ِنيَّة السكتانيةكان الشيخ سيدي مَحمد -فتحا -بن ِوي َسعْ دن من أكابر رجاالت سوس في القرن العاشر ،كما كان شيخا من شيوخ التصوف وكان من المدرسين ،وكان يؤوي إليه المساكين فيطعمهم في زاويته ويكسوهم ويعلمهم ،وقد بلغ طلبته -فيما يروى -سبعمائة طالب ،وناهيك برجل أوى الملك محمد المسلوخ إلى ظله يوم زحزحه عمه المتوكل السعدي عن العرش ،وقد بقي العلم في المدرسة بين مد وزجر إلى اآلن ،يدرس هناك العلماء الذين يشارطون منذ انقرض العلم من أحفاد الشيخ المذكور المتوفى أواخر القرن العاشر المدرسة ال َبرْ حِيليَّة20 تقع هذه المدرسة بقرية أوالد َبرْ حِيل من قبيلة المنابَهة بضاحية تارودانت ،وفيها أمضى العالمة األصولي حسين الشوشاوي حياته ،وهو صاحب المؤلفات المفيدة في األصول والتفسير والقراءات والطب ،وقد توفي أواخر القرن التاسع ،وقد كان داود ال ُتونلي ال ِّتيملي ِممَّن َتخرج به هناكُ ،ثم تتابعت الدراسة في المدرسة فمر فيها العالمة عبد هللا الطاطائي من أهل أوائل القرن الثالث عشر ،وال تزال قائِمة بين مد وجزر في التعليم إلى أن ضعفت أخيرا 20-المدرسة التاهَا ِليَّة
من قبيلة أَمْلن ،كانت معهد التدريس بأيدي علماء من أسرة اضمحلت قديما ،وال تزال هناك قبورهم كما ال تزال أحاديثهم في النواديُ ،ثم بنيت المدرسة هذه الموجودة اآلن على يد العالمة سيدي عبد هللا بن إبراهيم اليو ْف َتارْ جائي الشهير المتوفى عام (2121هـ) ،فندب إلى عمارتِها العالمة سيدي علي األسْ َكاري المتوفى في َنحو (2111هـ) فزخرت به الدراسة 21مدرسة ْالجَ امع الكبير بتارودانتَ َ تقع هذه المدرسة أمام الباب الغربي للجامع ،عن شمال الداخل للسكة المقابلة لِهذا الباب والمتجهة نحو دار آل الوقاد التلمسانيين ونحو زاوية سيدي حساين ودرب الوحْ شاشيين ،وقد احتجنا لِهذا البيان أل َّنها هدمت اليوم َ ليس عندنا عن هذه المدينة أخبار قبل القرن العاشر من الوجهة التي َنهتم بها اآلن ،وإن كانت ال يُمكن أن َتخلو من التدريس؛ ألنها قاعدة سوس ،لكن عندنا الخبر اليقين بازدهار الدراسة فيها منذ أعيد بناؤها من جديد على أوائل عهد السعديين ،إذ ملئوها بالعلماء من كل ناحية و َشجعوهم بإغداق العطاء وتوفير االحترام ،وفي (الفوائد الجمة) صفحة مذهبة عن ذلكُ ،ثم تتابع ذلك إلى أن جاء العالمة أبو زيد الجشتيمي فسطر لنا أيضا في كتابه (الحضيجيون) ما هناك بين أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر ،ثم اتصلت الحلقات بعده ذلك إلى أن كان آخر من درسوا هناك أحمد أ ْم َّزارجو ثم عبد هللا خرباشُ ،ثم خلفه بعد وفاته تلميذه األستاذ القاضي أحمد بن ْالحَ اج مبارك بن المصلوت ،وقد كان هذا آخر مدرس هناك ،وكان يدرس في الجامع وإن كان الطلبة يسكنون بالمدرسة ،كما كان شيخنا القاضي سيدي الفاطمي الشرادي يفعل أيضا أيام قضائه بتارودانت ،وكانت المدرسة عامرة بطلبة األستاذ عبد هللا خرباش الذي ما كان هو نفسه يغب دروس القاضي 22المدرسة ال ُّتومْ لِيلي ِنيَّةتقع في ُتو ْملِيلين بقبيلة هيالنة ( ْ إياللن) وكانت أقدم من القرن الثاني عشر ،وقد درس فيها إذ ذاك العالمة األديب عبد هللا بن مباركُ ،ثم القرن تتابعت فيها الدراسة إلى العهد األخير ،وال يزال فيها بعض بصيص 23المدرسة الصوابية الماسيةمن أوائل القرن الثاني عشر صار تالميذ َتامْجروت يردون إلى سوس فيعمرونه بالعلم؛ أل َّنهم لَم يتعودوا في زاوية تامجروت إال الدراسة والسعي في المصلحة العامة، فكان من بين هؤالء الواردين الشيخ أحمد الصوابي المتوفى (2210هـ) فنزل في مَحل بوادي ماسة عن إذن القبيلة ،فسمي المحل حِمى الصوابي ،فقامت به هناك مدرسة عظيمة رفرفت فيها العلوم ،وأوى إليه أمثال أحْ مَد الورزازي دفين تطوان ،يدرس فيهاُ ،ثم َتخرج منها أمثال الحضيكيُ ،ثم تسلسلت فيها الدراسة على يد ال َّتاسَا َكاتي المتوفى عام (2121هـ) ثم على يد العلماء المرزجَ ا ِنيِّينُ ،ثم لَم تنقطع الدراسة هناك إال بعد مفتتح هذا القرن الرابع عشر 24المدرسة الـهوزاليةكان مُحمد بن علي الهوزالي فتك بإنسان من أهله فهرب إلى َتامْجروت فتعلم هناك القرآن والعلمُ ،ثم رجع تائبا فعرض نفسه على أولياء الدم فسامحوه ،فتوجه للتدريس والتأليف واإلرشاد وإزالة البدعُ ،ثم تابعه أهله إثر وفاته عام (2211هـ) في ذلك الميدان وإن كانوا ال يالزمون أحيانا مدرستهم؛ أل َّنهم قد يدرسون في مدارس أخريات. 25المدرسة العباسية ال َّت َازارْ َو ْال ِتيَّية كانت األسرة العباسية كسلسلة الذهب بعلماء متقنين درسوا في تارودانت أوالُ ،ثم في إيليغُ ،ثم في مدرسة قريتهم جوار إيليغ ،وناهيك بأحْ مَد العباسي أستاذ الحضيكي، وقد توفي أحْ مَد العباسي هذا عام (2261هـ)ُ ،ثم تسلسل فيهم العلم إلى أن انقضوا في َنحو أوائل القرن الثالث عشر 26المدرسة الحضيكيةهذا الرجل الذي نسبنا إليه مدرسة أفِيالل من إيسي طبقة وحده ِهمَّة وإرشادا و َتحصيال وورعا ،فقد قام بالتأليف وبالتدريس وبتربية المريدين قياما يعز نظيره إلى أن توفي عام (2220هـ) ،فكانت مدرسة أفِيالل ميدانه وميدان أوالده إلى أن انقرض ْالجد والتحصيل في األسرة بعد صدر هذا القرن الرابع عشر. 27المدرسة ال ِّتيمْجيد ْش ِتيَّةهذه المدرسة هي التي خلفت الحضيكية ،لكنها أزخر اتباعا وإن كانت أقل َتحصيال فاستفحل التدريس في مدرستها منذ العقد الثاني من القرن الثالث عشر ،وال تزال مدرسة تِيمْجيدشت أكبر مدرسة يقصدها الطلبة من جَ ميع الجنوب؛ لِما مر لشيخها المؤسس أبي العباس المتوفى عام (2121هـ) ،وابنه الحسن المتوفى عام (2102هـ)، ثم تتابع فيهم العلم إلى أن انقرض بسيدي ْالهَاشم المتوفى منذ َنحو ثالثين سنة ،وهذه المدرسة هي أم المدارس الحوزية البالغة َنحو َخمسين مدرسة منبثة حوالي مراكش بوساطة مدرسة مزوضة التي أسسها أحد تالميذ آل َتميجيدشت ْ 28المَدرسة اليعقوبية اإلياللنيةكان الشيخ سيدي يعقوب من أول أواخر القرن العاشر وأوائل ما بعده ،له مقام كبير في الروحانيات ،حتى وصل ْال َخبر إلى موالي إسْ ماعيل الذي جاء بعده بنحو قرن فبنى عليه مشهدا و َمسْ جدا ومدرسةُ ،ثم قامت أسرة آل علي بن سعيد بعمارتِها بالتدريس قياما عجيبا مُنذ أولِهم علي بن سعيد المتوفى عام (2110هـ) إلى اآلن ،وال يزالون فيها ،وبين رجاالتِهم علماء أفذاذ 29مدرسة َتاالت أوجْ َنارْ إياللن ،وكانت مدرستهم زاوية علمية تتابعوا فيها بالتدريس واإلرشاد منذ عهد جدِّهم علي بن سعيد المتوفى عام (2116هـ) ،وال يزال منهم تقع هذه المدرسة بقبيلة ْ اآلن أفذاذا كبار ،وقد يشارطون في مدارس أخرى غير مدرستهم ال َخاصة ْ 30المَدرسة األسْ غَارْ كِيسيَّةكانت هذه الزاوية مُنذ أواخر القرن العاشر مدرسة علم وإرشاد ،فتتابع فيها منذ جد األسرة يبورك أفذاذ من العلماء ودرسوا وأرشدوا ورحلوا في سبيل العلم والحج، الواليَاضِ يِّين الذين منهم فكان لرجاالتِها شأن متسلسل طوال هذه القرون ،فبعد أن كانت زاويتهم وحدها ميدانهم الخاص ،غادرها بعضهم إلى خارجها ،خصوصا فرع َ عبد هللا بن إبراهيم اليُو ْف َتارْ جَ ائِي المتوفى عام (2121هـ) ،وقبله مُحمد بن الطيفور المتوفى َنحو (2161هـ) ،وقد كانت هذه الزاوية ِبمثابة أن يَختلف إليها أمثال أحْ مَد الصوابي ليدرس فيها البخاري ،وقد أدركه أجله هناك 31المدرسة اليُو ْف َتارْ جَ ا ِئيَّةكانت مشهورة برجاالت من األَسْ غَارْ كِيسيِّين؛ كعبد هللا بن إبراهيم المتوفى عام (2121هـ) ،شيخ ْالجَ ماعة في عصره ،وقد كان فيها قبله وبعده آخرون ْ 32المَدرسة ْالمَحَ ْم ِديَّةُ في قبيلة هشتوكة مدارس شتى هذه من كبرياتِها ،فقد كانت من قبل القرن الثالث عشر ،ثم استفحلت بالشيخ سيدي سعيد الشريف الكثيي المتوفى َنحو عام (2106هـ)، ُثم جاء األستاذ مُحمد أعْ بُّو فتتابع ازدهارها إلى أن توفي َنحو عام (2111هـ)ُ ،ثم تتابعت فيها الدراسة إلى اآلن ،وقد كانت حينا ُتسمى جامع األزهر السوسي؛ لكثرة تالميذها من سوس ومن ْالحوز ومن الصحراء
33المدرسة الكون ِكيَّةُ ُ ْ البوشواري تقع في قبيلة إيكو ْن َكا من هشتوكة أيضا ،وكانت قديمة ،ثم عال شأ َنها بالعالمة أحْ مَد أجْ مَل المزالي المتوفى في َنحو عام (2121هـ) ،ثم بالعالمة الحَ اج عابد َ الذي خلف والده عبد هللا بن عمر في هذا الميدانُ ،ثم استرسلت المدرسة إلى اآلن في القيام بواجبها بين جزر ومد ،على حسب من يكونون فيها من األساتذة ْ 34المَدرسة ْاألغبَالو ِئيَّة عرفت هذه المدرسة برفع راية القراءات مُنذ أجيال ،ولَم يكن أساتذ ُتها يَخلون من معاطاة الفنون أخذا وتدريسا ،ومن مشاهيرهم مُحمد بن أحمد ،وسيدي مَحمد بن ْالحَ سن نزيل األخصاص ،وسيدي إبراهيم نزيل مسفيوة المتوفى أخيرا. ْ 35المَدرسة المزارية الكسيميةكانت هذه المدرسة من مدارس القراءات العشر من أواخر القرن الثالث عشر على يد األستاذ سيدي عبد هللا الركراكي المتوفى َنحو عام (2111هـ) ،أستاذ الجيل في القراءات ْ َ 36مدرسة تِيزي اإلثنيْنهناك أسرة تالزم إتقان القراءات زيادة على حرف ورش ،وهي أهل َتاوريرت وانو الصوابيون ،فمنهم ْالحَ اج مَحمد المتوفى عند مفتتح هذا القرن ،فقد مأل هذه المدرسة بالقراءات ،فتخرج به َنحو مئاتُ ،ثم تبعه أحفاده في مدارس أخرى زيادة عن هذه ْ 37المَدرسة ال َعبْالويَّة البعمرانيةهناك أيضا آل مولود من أساتذة القراءات ،فقد عمروا حينا هذه المدرسة التي كانت قبلهم وبعدهم لدراسة الفنون ،وال تزال كذلك إلى اآلن َتخرج طبقا عن طبق ْ 38المَدرسة البونعمانيةُ كانت مشهورة بالقراءات غالبا ،إلى أن احتلها سيدي مسعود المعدري عام (2120هـ) ،فردها علمية ،ثم لَم تلبث أن كبر شأ ُنها فزخرت بالطلبة إلى أن قاربوا مائتين توالها أبناء مسعود فزادوها شرفا إلى شرف ،خصوصا في عهد األستاذ مَحمد بن مسعود المتوفى عام (2111هـ) الذي خلف والده المتوفى عام (2120هـ) ،وفي عهد الشيخ أحمد أخيه ،وال يزال أحفاد المسعوديين فيها مكبين ،وهي من المدارس التي ال تزال تؤدي واجبها 39المدرسة البُوعبد ِليَّةفي جوار تلك المقدمة ،وفي مثل أحوالِها ،فكذلك لَم تعد مدرسة علمية نشيطة إال بعد عام (2111هـ) ،فدرس فيها مَحمد بن مَحمد األدوزي المتوفى عام (2121هـ) ،ثمُ الزمها أهلهُ ،ثم أوالده عبد العزيز المتوفى عام (2111هـ) ،فأبناؤه إلى اآلن ،وهي مِن كبريات المدارس التي قامت وال تزال تقوم بالواجب إلى اآلن بكل ِهمَّة على يد أستاذها سيدي ْالحَ اج إبراهيم ْ 40المَدرسة ْال ِجشتِي ِميَّةكانت المدرسة صغيرة وقديمة ،فلمَّا ورد عبد هللا بن مَحمد جد األسرة من َتامجروت -المتوفى عام (2202هـ) -مألها علماُ ،ثم تتابع فيها ْالجد في الدراسة بأوالده وأحفاده إلى أن انقرض منهم العلم ،فتابعت ْالمدرسة سيرها إلى اآلن بين مَد وجزر بأساتذة آخرين ْ 41المَدرسة اإللغِ يَّةلَم َتحدث هذه المدرسة إال في (2102هـ) إال أن ِهمَّة مؤسسها مَحمد بن عبد هللا المتوفى عام (2111هـ) ،و ِهمَّة خلفه أخيه علي بن عبد هللا المتوفى عام (2112هـ) جعلتها مدرسة عظيمة الشأن في الفنون العربية خصوصا األدب األندلسي وما إليه ،وقد مرت ِبها سنون مزدهرةُ ،ثم ضعف شأ ُنها أخيرا ،ويُخشى أن ال َتجد من يبعث فيها ِبهمته ما سلف منها 42البومروانية السمالليةمدرسة تذكر من القرن ْالحَ ادي عشر ،وربَّما كانت أقدم من ذلك ،مرت فيها دراسة جدية باألساتذة الذين يَمرون فيها ،وآخر من جدوا فيها األستاذ عبد هللا ْ اإلغشاني سيد األتقياء الورعين ْ 43المَدرسة التيزنيتيةلَم نسمع عن الدراسة فيها شيئا قبل ابن الطيفور األسْ غاركِيسيُ ،ثم وليه فيها الفحل الذي ال يقذع أنفه ْالحَ سن بن الطيفور الساموجنيُ ،ثم صارت تتدرج بين مَد وجزر إلى اآلن باألساتذة الذين يشارطون وعلى قدر هِممهم ْ 44المَدرسة التِيندو ِفيَّةتقع هذه المدرسة في تِي ْندوف في التخوم السوسية الصحراوية ،وكان آل ابن األعمش منذ أسسوا تلك المدينة على يد قومهم َتاجَ اكانت رفعوا هناك راية التدريس، فيدرس فيها كل من مر بهم من فطاحل الشناكطة؛ كمحمد يَحيى الوالتي وأمثاله ،بل قيل :إن مَحمد محمود التركزي مصحح القاموس درس هناك أيضا ،حين سافر إلَى الشرق ،وقد أقفرت الدراسة من هناك بعد عام (2111هـ) من هذا القرن 45المدرسة التامازتيةَ المنابهة قديمة ،إال أن شهرتِها لم تتسع إال باألستاذ مُحمد بن عبد الملك اليزيدي اإليسي الذي زخر تالميذه في تلك الناحية، كانت هذه المدرسة الواقعة في تامازت بقبيلة ِ وهناك يزيديون آخرون أمثاله في أوالد بَرحِيل قريبا من هناك وفي تِينزرت ْ 46المَدرسة اإليرَ َازا ِنيَّة هذه المدرسة من بنات المدرسة ال ِّتي ْمجدش ِتيَّة قام ِبها الشيخ سيدي ْالحَ سن ال ِّتيملي المتوفى عام (2112هـ) ،فأصدر منها بالعلوم وبالتربية الصوفية كثيرين ملئوا تلك النواحي ،وقد تبعه أوالده قليالُ ،ثم أقفرت من هذا الشأن بعد ما كان لَها وكان 47المدرسة اإلسِ َقالِيَّةُ كانت هذه القديمة قديمة إال أ َّنها لَم تشتهر أخيرا إال بسيدي إبراهيم اإلس َقالِي المتوفى (2101هـ) ،وبتلميذه الشيخ البركة سيدي ْالحَ اج ْال ُحسين ال َكروبي ثم أغلق بابُها بعدهما 48مدرسة ألمَى التنانيةُ كانت هذه المدرسة صغيرة ال تكاد تذكر ،حتى استقر ِبها األستاذ أحْ مَد الكشطي المتوفى قريبا ،فأدت بفضله واجبا عظيما اشتهرت به ،وال تزال تؤدي ذلك الواجب بعده على أيدي تالميذه.
49مدرسة إغِ ياللنبنيت هذه المدرسة على يد األستاذ يَحيى المتوفى (2116هـ) ،والمدفون قريبا منها ،وهو من أصحاب الحضيكي ،وكانت له مكانة مكينة في عصره ،فقام بالتعليم في تلك المدرسة ،فحبس عليها أصحاب الحقول المسقية المستديرة ِبها أعشار غللهم ،فصارت تعمر دائما من أجل ذلك ،وقد مر فيها عدة أساتذة بعد مؤسسها لكنها لَم تفز بالقِدح المعلى ْ بالجد في التدريس إال في عهد األستاذ ْالحَ اج مسعود الوفقاوي اإللغي الذي يكاد ينفرد في سوس بعد عام (2111هـ) باإلكباب على نفع الطلبة مؤنة وكسوة وغيرهما من ضروب اإلعانة ،مع حفز هِمهم للتعليم بنظام خاص ،إلى أن توفي عام (2116هـ) ،فكانت وفاته وفاة آخر األساتذة السوسيين الذين تضرب ِبهم األمثال في الجد تلك َخمسون مدرسة اخترناها من بين َنحو المائتي المنبثة في نواحي القطر السوسي ،وإ َّنما اقتصرنا منها على هذه الخمسين؛ أل َّنها كافية في إعطاء القارئ َنماذج فقط لكل أنواع المدارس العتيقة هناك قدما وحدوثا واستدامة وانقطاعا ،فلينتظر القارئ الكتاب الذي يَجمع هذا الموضوع فإن فيه شفاء الغليل؛ ألننا ربَّما ذكرنا هنا مدرسة وتركنا نظائرها أو أفضل منها؛ ألننا ال نقصد إال أن ما يقصده مُمثلوا معامل المنسوجات عندما يعرضون منسوجاتِهم على البزازين ،إذ يأتون من كل نوع من أنواع الثياب بنماذج صغيرة وباهلل تعالى التوفيق عن كتاب – :سوس العالمة – للعالمة مُحمد المختار السوسي أثابه هللا الفردوس األعلى الموضوع األصلي :مدارس سوس العتيقة || الكاتب :محبّ الفردوس || المصدر :منتديات صوت المغرب اإلسالمي
www.MoroccoVoice.org