في ذ م حل
ق آمن كرى الم اخ يومية جهوية وطنية ت�صدر م�ؤقتـ ًا كـل �أ�سبوع
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437 19يناير 2016
ملحة وفاء وجتلية مكرمات من كلمة الدكتورة �آمنة اللوه يف التنويه والإ�شادة بجريدة ال�شمال: « قبل كل شيء أريد أن أعبر لكم عن إعجابي بجريدة «الشمال» فأنا ملتزمة بقراءتها أسبوعيا منذ أن اكتشفتها ،فهي تستحق القراءة ألنها تشبع نهم القارئ الباحث عن الفائدة ..وما أكثر الفوائد التي تتميز «الشمال»! وقد لفت نظري بصفة عامة التوزيع المدروس والموفق لألبواب والمواضيع المنسية من تاريخ الشمال ،وَمَنْ أحسن حديثا عن الشمال من أبناء الشمال!.. كما لفت نظري بصفة عامة التوزيع المدروس والموفق لألبواب والمواضيع َ تُحْتَذى من لدن صحفنا التي تتألف منها «الشمال» مما يجعلها قدوة الوطنية سواء منها العريقة أو الحديثة... لقد كنت واثقة ،من أول وهلة ،بأن جريدة «الشمال» ستحتل مكانتها المتميزة والمتألقة في عالم الصحافة بسرعة ،فصاحبها ال يرضى بالعادي ،وطموحه في التفوق عرفناه عنه يوم كان يتربع على عرش إذاعة طنجة التي جعل منها منبرا لإلعالم ال يضاهى.. إنها كلمة صدق كنت أود البوح بها منذ أول لقاء لي مع «الشمال» ولكن األمور مرهونة ألوقاتها»....
ة ال رحوص ل مة وه
2
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ف
ي
آم
ن
رحيلحم�سنة منذ أن تشبع المغاربة بالدين اإلسالمي وبدعوته الصادقة إلى طلب العلم واالجتهاد في التربية والتعليم، اتجهوا صوب بناء المدارس والمراكز العلمية إلى جانب المساجد والزوايا وأماكن الذكر والعبادة ،وأنفقوا بسخاء من أموالهم وهيأوا الدور إليواء الطلبة ،حتى غدا إقامة المدارس وعمارتها بطلبة العلم وتحبيس األموال عليها ميدان فخر واعتزاز لديهم. هكذا انطلق التعليم العتيق بالمغرب منذ أزيد من اثنى عشر قرنا ،استمر خاللها ضامنا لوحدته االجتماعية والثقافية ،وركيزة الستمرار وجوده العلمي والحضاري ،ومدافعا عن ثوابته العقدية والمذهبية ،ووسيلة لنشر تعاليم اإلسالم ،وتعليم اللغة العربية ،وترسيخ مفاهيم العدالة ،والحقوق الفردية والعامة ،وتوحيد األمة والمحافظة على الهوية واألصالة ،ومقاومة الزيغ الفكري والعقدي ،والدفاع عن إمارة المؤمنين ،والذود عن استقالل البالد ووحدتها وكرامتها ،انطالقا من العناية بالقرآن الكريم حفظا وتعلما وتعليما ،وبالحديث النبوي الشريف منبع العلوم والحكم ،وما تفرع عنهما من علوم ومعارف. فمنذ عهد المولى إدريس األكبر ومرورا بالدول المتعاقبة على الحكم في المغرب إلى عهد الدولة العلوية الشريفة ،وجد التعليم العتيق في جميع أنحاء المغرب حيث يقوم الفقهاء به وينشرونه بما عهد فيهم من إيمان وإخالص ،فتخرج على أيديهم علماء حافظون لكتاب اهلل وسنة نبيه، متمكنون من العلوم الشرعية والعربية ،جلسوا للتدريس والتأطير التربوي بنفس المؤسسات أو في مؤسسات ومراكز جديدة ،ووقفوا للخطابة أو قاموا بمهام دينية أو إدارية دنيوية أخرى ،مساهمين بذلك في وصل حلقات التعليم والتربية والتكوين. وما كان لهذا التعليم أن ينتشر ويزدهر لوال جهود فئة صالحة مباركة من أبناء هذا الوطن عملت في الخفاء وساهمت بسخاء في بناء المراكز العلمية والمؤسسات التعليمية ،فوفرت الفضاء وأطعنت الطعام واستقبلت المتعلمين بصدر رحب وعطاء غزير ،فنالوا بذلك رضى اهلل وحمد الناس ،مصداقا لقول الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم عن أبي ذر -رضي اهلل عنه -قال :قيل لرسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم ( :-أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويَحمَده الناس عليه؟ قال :تلك عاجل بُشرى المؤمن؛) متفق عليه. فظلت هذه المراكز العلمية والمؤسسات التعليمية شاهدة على برهم وإحسانهم ،واستمر كل متعلم فيها شاكرا فضلهم وإحسانهم، داعيا لهم بالخير والفضل العميم فصدق فيهم قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم( :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية، أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له) ،رواه مسلم. وكغيرها من مدن المغرب وقراه عرفت طنجة ونواحيها إقباال
ذ كر
ملح ى ال
ةا ل ل و
ق خاص
م رح
ه
وم
ة
هائال على هذا النوع من التعليم وانتشارا واسعا لمؤسساته ،فتعددت المراكز وكثرت الحلقات العلمية التي يجلس فيها الشيوخ للتدريس ويؤمها الطلبة للنهل من حياض المعارف والعلوم ،ويقوم بها محسنون أفاضل تكفلوا بالبناء والتشييد وتحملوا مصاريف اإليواء واإلطعام ابتغاء لوجه اهلل وفضله ،ومن بين هؤالء األفاضل المرحومة بكرم اهلل الدكتوره آمنة اللوه التي منحت هذا البناء الضخم لثلة صالحة من أبناء هذا الثغر المبارك ،ليحفظ فيه كتاب اهلل وتدرس علومه ،فظل منذ ما يقرب من ثالثين عاما منارا للعلم والتقى ،والمعرفة والهدى ،يؤمه الطلبة ويساهم في التوعية الهادفة ،وقد أحسن رئيس الجمعية التي تسلمت هذا البناء الضخم ومؤسس هاته المعلمة العلمية المرحوم بمكرم اهلل فضيلة العالمة الدكتور ابراهيم بن الصديق حين اختار لها اسم “ مؤسسة التوعية اإلسالمية”. ونحن اآلن حين نحيي ذكرى هذه المرأة الفاضلة ،وقد انتقلت إلى عفو اهلل ورضوانه ،نسأل اهلل العلي القدير أن يجازيها على حسن صنيعها ،ويجعلها من المكرمين الفائزين بالجنة ،وندعو أهل الفضل والسخاء أن يسيروا على منوالها في إحياء العلم الشرعي وبذل الجهود من أجل رعايته وتشييد مناراته ،كما ندعو القائمين على هذه المعلمة العلمية أن يسيروا على نهجهم ويحافظوا على ما سهرت المرحومة عليه وعملت من أجله ،خصوصا وأننا نحيا في زمن نعيش فيه تحت إمرة ملك مجاهد حامل للواء العلم مدافع عن طلبته وعلمائه ،موالنا أمير المومنين صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل الذي أمر بتنظيم التعليم العتيق وتأثيث بيته ،فوضع خاتمه الشــريف على القانون المنظــم للتعليـــم العتيــق 13. 01( ،الذي أصبح نافذا بظهير شريف وتم نشره بالجريدة الرسمية بتاريخ 28ذي القعدة 1422الموافق ل 11فبراير )2002 فهيأ بذلك نصره اهلل لبناء هذا التعليم اإلسالمي في الحواضر والبوادي بناء يحقق تطلعات بالدنا بكل أمانة ومسؤولية وإيمان. فبارك اهلل في عمر موالنا اإلم��ام وأي��ده بعزه ونصره، ورح��م اهلل هذه السيدة الفاضلة وجعلها ممن يقابلهم سبحانه بعفوه ورضاه ،وبارك اللهم في هذه المؤسسة وفي المشرفين عليها وأمدهم بعونه وتوفيقه. آمين والحمد هلل رب العالمين.
• الدكتور محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة أصيال
يف ذكرى الدكتورة �آمنة اللوه كانت لي خالل احتفاالت العيد زيارة ألكبر عضو متبق من عائلتي مع ابني زيد واثنين من أوالده ،المهدي وعبد الرحمن ،الذي أخبرني أن الدكتورة آمنة اللوه قد توفيت .تأثرت جدا ،ألنني كنت أضع دائما هذه السيدة في أعلى تقدير دائما وأظهر لها احتراما كبيرا وإعجابا. تعرفت عليها بشكل جيد عندما كنت أعمل في المعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط .وكان هذا بين عامي 1978و ،1989وبعد ذلك انتقلت إلى جامعة محلية في تطوان .كنا قريبين جدا لعدة أسباب .فقد كان كل منا من تطوان وكنا الوحيدين من المدينة في المعهد .كان لدينا نفس اللهجة والعقلية، على الرغم من اختالف أعمارنا .إذ كانت في سن والدتي وكانت زميلتها .وكانت أيضا امرأة عظيمة وعالمة وباحثة. وكانت أول امرأة مغربية حصلت على شهادة الدكتوراه خالل فترة الحماية اإلسبانية في شمال المغرب .درست في جامعة غرناطة ،وتخرجت منها ،وكانت متمرسة في اللغتين العربية واإلسبانية .كباحثة ،نشرت العديد من الدراسات األدبية واللغوية والتاريخية في العديد من الموضوعات المتعلقة بالعالقات المغربية-اإلسبانية .سأتذكر دائما المناقشات التي كانت لي معها وزمالء آخرين ،خاصة األستاذ خديجة حركات ،التي كانت رئيسة تحرير مجلة العربية في المعهد حيث عملنا ،وكنا جميعا ننشر فيها مقاالت بانتظام .الدكتورة آمنة لم تكن فقط كاتبة مقاالت باللغة العربية ،ولكن أيضا ترجمت العديد من األعمال اإلسبانية التي تتعلق بالمغرب إلى اللغة العربية .إلى جانب العديد من المناقشات األكاديمية ،كنت أناقش معها موضوعات كانت مرتبطة في الغالب باألنشطة الثقافية في الرباط ،أو النشاطات الثقافية في تطوان خالل فترة الحماية االسبانية في المغرب ( )1912-1956وكانت من بين النساء األكثر نشاطا .وبلغت مساهمة الدكتورة آمنة اللوه مرتبة متقدمة في المعهد و نشاطاته ،بفضل معرفتها اإلسبانية والعربية. وكان الباحثون ينقسمون إلى فئتين :المتخصصين في اللغة الفرنسية والمتخصصين في اللغة العربية. عملت كل مجموعة لغوية ككتلة وكان هناك اشتباه معين بين البلدين .كنت ربما الوحيد الذي تفاهم مع كليهما ،بالرغم من أن خلفيتي التعليمية في اللغة اإلنجليزية ،كنت أعرف الفرنسية والعربية .أنا تعاونت مع المتخصصين في اللغة الفرنسية ،التي شملت بعض المثقفين المغاربة البارزين في ذلك الوقت مثل األساتذة: عبد الكبير الخطيبي ،محمد قبلي ،فاطمة المرنيسي وأمينة أوشر الهري التي أصبحت مديرة فيما بعد ،في حين أن المتخصصين في اللغة العربية أيضا وشملت الناس غاية المؤهلين تأهيال عاليا في المجاالت األدبية واللغوية مثل األساتذة أحمد يابوري ،الدكتور عبد الهادي التازي ،زبيدة بورحيل وخديجة حركات ،وغيرهما .اعتدت على االختالط مع كال الفريقين ألسباب مختلفة .كان األستاذ الخطيبي رئيس تحرير مجلة رائدة في الفرنسية ،واعتدت
على التعاون معه في العديد من الطرق .من ناحية أخرى ،اعتدت على االختالط مع المتعربين ،ألنني في حاجة لتحسين لغتي العربية .وكانت كلتا المجموعتين مهتمة جدا خلفيتي اإلنجليزية ومعرفتي بالثقافات البريطانية واألمريكية .ومع ذلك ،كان الدكتورة آمنة اللوه عالقات ودية جدا مع الجميع ،ولكن لم تحب االختالط كثيرا .وقالت أنها كانت دائما شخصية متحفظة للغاية .وقالت إنها اعتادت حضور االجتماعات وتحمل معظم أبحاثها في المنزل .ولعل هذا هو السبب في أنها لم تشتك .وثمة سبب آخر فلها آداب وفية عن التفصيل. الدكتورة آمنة اللوه كانت زميلة والدتي في المدرسة .كانتا صديقتين مقربتين .وكانت والدتي تصفها بأنها امرأة ذكية جدا وصديقة مخلصة جدا جدا .واستمرت صداقتهم طوال حياتهم ،على الرغم من أنه لم يكن لديهما الكثير من االتصال مع بعضها البعض .وكان كل من والدها وزوجها عالمين بارزين :زوجها ،األستاذ إبراهيم اإللغي ،كان واحدا من العلماء البارزين في تطوان خالل فترة الحماية االسبانية في المغرب .وكان من منطقة سوس ،وكان الباحث الشهير مختار آل سوسي شقيقه ،على الرغم من أن أسماءهما العائلية مختلفة .اليغ هي قرية أصلهم في منطقة سوس ،على الرغم من أنهم كانوا إخوة ،فهناك من اعتمد اسم قريته أوغيرها في المنطقة حيث كانت القرية.. وكان زوج الدكتورة أمينة لوه شاعرا أيضا .وكانا قريبين جدا من بعضها البعض ،وعاشا حياة كاملة معا في الرباط ،حتى مات ،وبقيت وحدها .عرفت من األستاذة خديجة حركات ،أقرب صديقة لها ،أن الدكتورة آمنة اللوه كانت وحيدة لسنوات عديدة ،بسبب وفاة زوجها الذي كانت تحبه كثيرا وكان ضربة نفسية اهتزت لها حتى بدت كأنها غير قادرة حقا على التعامل معها بشكل كاف .ولكن خالل السنوات األخيرة من حياتها ،غدت تكرس وقتها إلنشاء مدرسة قرآنية في طنجة .وقالت أنها تقضي الكثير من وقتها في شقتها في تطوان ولم تمل إلى المشاركة في األنشطة العامة .ومع ذلك ،كانت واحدة من عدد قليل من السيدات اللواتي عرضت تحية ماي الماضي في معرض الكتاب طنجة .سألني المنظمون عن هاتفها من أجل االتصال بها .فقلت لهم أنني ال أعتقد أنها سوف تقبل ،ألننا قدمنا اقتراحات مماثلة لها ورفضت .لحسن الحظ ،وقالت انها قبلت هذه المرة .وددت أني حضرت هذا الحدث ،لكني اضطرت إلى السفر الى فاس للمشاركة في لقاء ثقافي في نفس الوقت.
• امحمد بن عبود
3
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
اللهمر�ضنابق�ضائك ب�سم اهلل الرحمن الرحيم وال�صالة وال�سالم على �أ�رشف املر�سلني وعلى �آله و�صحبه �أجمعني.
أنتقي في هذه اللمعة بعضا من أحاديث كانت لي مع السيدة الفاضلة الدكتورة آمنة اللوه رحمها اهلل؛ المرأة التي كانت صافية مع ربها ،وظهر لها من الخير واألفضال ما ال يعد وال يحصى ،رغم كونها رحمها اهلل اختارت التستر حتى ال يعلم الناس بخصوصيات خيرها وهذا ما يدل على صدق كامل مع خالقها. أتذكر حديثا هاتفيا جرى بيني وبينها ،حيث قلت لها :انتبهت من غفلتي ،فقصدت شيخي وسندي ،المؤتمن الناصح العارف بالطريق الموصل إلى الرشد ،سيدي حمزة القادري بودشيش رضي اهلل عنه وأرضاه ،وكان وسيلتي إليه هو الفاضل الكريم سيدي مصطفى اليمالحي ـ شفاه اهلل وعافاه ـ بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف ،بعد عودتي من حجّ بيت اهلل الحرام. فقالت لي :ال أخفيك أني كلما رأيت وجه سيدي حمزة القادري بودشيش يسلو قلبي .قلت لها :إن النظر إليه يوصل إلى اهلل متى ركن المريد إلى حصنه الشريف ،وهو مرآة تجليات عظيمة تنهض الحال ،وتقيم الدليل على المقال ،ردت عليّ رحمها اهلل: سبحان اهلل العظيم؛ إن روح المسألة تكمن في شيخ التربية والترقية ،تابعتُ :حديثي معها :ال غنى لمن يريد أن يصلح حاله
من التوجه إلى شيخ الهمة ،فهو مرسخ األخالق اإليمانية ..وهذه مشروطة بالصحبة ،شيخ التربية تكفي عنه الصحبة بدل الكتب والمطالعات.. قالت رحمها اهلل :أتمنى أن تتاح لي زيارة سيدي حمزة ،أنا كثيرة االهتمام بهذا الولي الذي أعتبره كنزا ،قلت لها :سيدي حمزة مقيم في قلوبنا. واصحب لشيخ عارف طريقــا يعلم شرعا عالــــم تحقيقــا
واعدت المرحومة آمنة اللوه بأني مستعد لتيسير زيارتها للشيخ العارف باهلل سيدي حمزة رضي اهلل عنه ،وكنت دائم التفكير في هذا األمر ،لكن قضاء اهلل ال مرد له .لكني أعتبر الزيارة قد تمت بالنية والقصد ،أدعو لها بالمغفرة والرضوان وأسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يثيبها على ما قامت به خدمة لقيم اإلسالم. اللهم رضنا بقضائك وتولنا بما توليت به خواص أوليائك.
• د .عبد اللطيف شهبون
ب�سم اهلل الرحمن الرحيم
�سالم على �آمنة.. لقد تم أول لقاء بالدكتورة آمنة اللوه عن طريق األستاذ الباحث عبد اللطيف السماللي أكرمه اهلل ،وكان هذا اللقاء لحظة فارقة في حياتي. لم تبخل علي بمعلومات هامة تخص مسيرتها العلمية، ومعلومات حول حياة وأعمال األديب ‹‹إبراهيم اإللغي›› زوجها، كما أفادتني رحمها اهلل بتوجيهات قيمة يسرت سبل البحث الذي كنت أعده في موضوع‹‹الحياة الثقافية في شمال المغرب من خالل الصحافة المكتوبة ( ››)1956-1912وقد كان هذا الموضوع سببا في توطيد أواصر المحبة بيننا ،باعتبارها رائدة من رواد النهضة الثقافية التي عرفها شمال المغرب زمن الحماية ،أو العصر الذهبي للثقافة كما كان يحلو لها أن تسميه. توالت اللقاءات بيننا ،وكانت أحاديثنا تجمع بين ما هو: علمي :إذ استفدت كثيرا مما كانت تحكيه عن أحداثومواقف ميزت الحياة الثقافية في شمال المغرب ،وعن تطوان عاصمة الثقافة آنذاك. إنسـاني :فقد فتحت لي قلبها قبل أن تفتح لي بابها،واكتشفت فيها إنسانة شديدة الحساسية ،تحمل بداخلها حزنا عميقا منذ طفولتها ،غير أن هذا الحزن لم يمنعها يوما من البحث واالجتهاد واإلبداع. دينـي :إذ كانت تعتبر أن ما أتاها اهلل به من علم هو فقطخدمة لإلسالم ،وأنها سعت طيلة مسيرها العلمي والعملي إلى التربية على القيم اإلسالمية. ذاكراتها قوية في استعادة األح��داث بأدق التفاصيل.. وكانت تنحاز إلى البالغة القرآنية ،وال يغيب عنها الفصيح حتى في أحاديثها العادية.. وكنت حين أودعها بعد كل لقاء ،أشعر بالشوق للقاء آخر معها ألستمد من فيضها اإلنساني والعلمي ،فقد كانت لي أما روحية ،وموجهة مربية وقدوة سامية قل نظيرها في هذا الزمن. ظلت طيلة حياتها مشدودة إلى أصولها الريفية العريقة، منذ أن غادرت مسقط رأسها في اتجاه تطوان( ،العاصمة الثقافية للمنطقة الخليفية آن��ذاك) وهناك ،تعلمت فتميزت ،وكتبت فأبدعت وصارت أديبة مبدعة ،ومدرسة حازمة ومربية مرشدة.
أولياتها كانت كثيرة ،أهلتها ألن تكون رائدة في شمال المغرب ،فقد عرفت بجرأة أفكارها في فترة مبكرة ،وبكتاباتها البليغة ذات أسلوب المع انفردت به بين المثقفات ،كما يظهر فيما كانت تنشره في الصحف وتحاضر به على أمواج إذاعة درسة تطوان. كانت بحق نموذجا للمرأة المغربية المعتزة باالنتماء إلى أصولها ،والمنفتحة على الثقافة العربية اإلسالمية. لها أقوال مأثورة هي فلسفتها في الحياة ،ومنها قولها ذات لقاء‹‹ :السعادة في الدنيا نسبية ،وهي في نظري تتحقق بثالثة أمور: التقرب إلى اهلل عز وجل ،وتجديد اإليمان به والرضابقضائه. طلب العلم والسعي إليه بكل الوسائل. صدقة جارية تنفع اإلنسان في حياته وبعد مماته››.وعندي أنها معنية بهذه األمور الثالثة ،فهي المؤمنة التقية المتشبتة بالثوابت الدينية ،والعالمة المتمكنة التي لم تدخر جهدا في طلب العلم ،وهي التي أوقفت حياتها هلل و‹‹ العبد وما ملك لمواله››. آثرت حياة االطمئنان بسعادة التعبد لترتقي في مدارج األوابين والصديقين والمخلصين ،ورحلت – كما عاشت -في صمت ،ومن أسرار األقدار اإلالهية أن ال تترك آمنة بعد لحاقها بالحبيب إال ميراث العلماء :علما ينتفع به ،ومعلمة تحتضن العلم الشرعي ،هذا الصرح العلمي الذي أوقفته هلل عز وجل إلى يوم القيامة. «اللهم إن آمنة آمنت بك ،فهاجرت بك إليك ،وكانت لك ومنك ومعك..فأوقفت حياتها وما تملك لك ..فاللهم اجعلها آمنة عندك ،وارفع مقامها بين أصفيائك .اللهم أنت العليم الحليم.. آمتك آمنة أوقفت هذا البيت لك..وأنت رب البيت..فاحفظه بما حفظت به كتابك الحكيم».
• دة .هـدى المجاطي
ف
ي
آم
ن
ذ كر
ملح ى ال
ةا ل ل و
ق خاص
م رح
ه
و
مة
4
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ف
ي
آم
ن
من كتاب املع�سول ملحمد املختار ال�سو�سي
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
ة
د .المهدي بن محمد السعيدي اإللغي جامعة ابن زهر -أكادير مقدمة:
اعتمد العالمة محمد المختار السوسي في تدوين تاريخ المغرب على مبدأ الترجمة والتعريف باألعالم ،بناء على كون الفرد المتميز في مجال من المجاالت االجتماعية أو الفكرية ،لبنة هامة في تكوين األسرة الناجحة ،التي تسهم في بناء المجتمع المتميز ،وإخراج األمة الصالحة المصلحة.وهكذا بدأ بالتعريف باألفراد النابغين في العلم والصالح والرئاسة ،ثم باألسر النابهة ،وتتبع تأثيرها في المجتمع ،وعملها في صناعة الرجال والنساء ،مع اعتماد النظرة الواقعية التي تعرض هؤالء المترجمين بعين التاريخ الناقدة الفاحصةلما لهم من إيجابيات وسلبيات. وقد توسل السوسي لتحرير التراجم على الوثائق التاريخية والمصادر والكتب المخطوطة في غالبها ،كما اتكأ على المعاينة والمشافهة والروايات الشفوية المنقولة عن المترجمين أو أقاربهم ومعاشريهم من الشيوخ األساتيذ والتالميذ واألصدقاء واألقارب. وفي هذا السياق كان العالمة السوسي يعتمد أحيانا على أقارب المترجمين ،فيكلفهم بكتابة وتحرير ما يتيسر لهم من سير وتراجم ذويهم ،لكونهم أكثر معرفة بهم ،ولتوفرهم على الوثائق والمصادر المكتوبة أو الشفوية، ومن نماذج هذا النهج نذكر ،تحرير األستاذ رشيد المصلوتترجمة أهله في الجزء 18من المعسول (.ص 34 :وما بعدها) وترجمة أحد آل أوبو لعائلته في الجزء( 16ص 192وما بعدها) ..وغيرهم كثير .ولم يكن العالمة السوسي يقتصر على إيراد التراجم كما هي بل كان يتدخل أحيانا للتعليق والتعقيب وإتمام المعلومات الناقصة أو تصحيح ما ظهر له فيه غلط أو خطأ.
- 1المرأة في تراجم العالمة السوسي ألعالم المغرب.
أولى السوسي أهمية ب��ارزة للمرأة في مؤلفاته ،ألن المجتمع قائم على أساسين ال يمكنه النجاح والتوفيق بدونهما وهما عمدتاه األساسيتان ،أي الرجل والمرأة ،فبوب تراجم لنساء متميزات بما حصلنه من معارف وعلوم أو ما كنّ عليه من صالح واستقامة ،كما عرض لتأثير النساء في حياة الناجحين من الرجال سواء األمهات الالئي حرصن على تعليم أوالدهن حتى صاروا من كبار العلماء ،أو األخوات الالئي ساندن أشقاءهن،أو الزوجات الالئي بذلن كل ما يستطعن من أجل دعم أزواجهن في المهام التي انتدبوا أنفسهم لخدمة وطنهم بوساطتها، وتبعا لذلك أورد العالمة السوسي عدة تراجم للنساء في كتاب المعسول ،نذكر منها:ترجمته ألمه السيدة رقية األدوزية في الجزء الثاني ،وترجمته لجدته تكدا بنت أحمد اإللغية في الجزء نفسه ،وترجمته للسيدة مريم الصحراوية في الجزء الثالث ،وترجمته لفاطمة بنت سليمان الكرامية في الجزء السابع.
- 2األستاذة آمنـة اللـوه مترجمــة في كتـاب المعسول.
قرر العالمة السوسي تحرير ترجمة األستاذة اللوه عمال بالقاعدة التي وضعها ،وهي إلحاق كل علم بارز متألق في المجتمع بذويه من اإللغيين أو ممن له بهم صلة ،بحيث تجتمع تراجم األسرة الواحدة مرتبة مكتملة ،وهكذا أورد التعريف باألستاذة اللوه في ترجمة زوجها شقيقه إبراهيم اإللغي ،قال عن هذا النهج: “ إن كان المترجم من أسرة علمية أذكر جميع رجال أسرته ،من أولهم إلى آخرهم ،بكل ما أعرفه عنهم نسبا ومولدا وأساتيذ وتالميذ وأعماال وآثار أدبية ...فلذلك أمكن في الكتاب جمع رجاالت األسرة الواحدة في صعيد واحد، فيخرج القارئ من كل أسرة ،وقد ألم بغالب أحوالها( ”.المعسول.)20/278 ومن ناحية أخرى ك ّلف العالمة السوسي شقيقه بتحرير ترجمة زوجه، لكونه أقدر الناس على التعريف بها ،لما له بها من صالت وطيدة متينة تجعله مطلعا على مجريات حياتها ،وهكذا حرر األستاذ اإللغي هذه الترجمة التي نشرها العالمة السوسي كاملة في الجزء الثاني من المعسول ،لألسباب التالية: تقديره ومحبته ألخيه الشقيق إبراهيم ،ومن هذا ما عبر عنه في ثنايا كتبه ومؤلفاته ،فحرص على ضمترجمته لتراجم اإللغيين ،قال يطلب منه إرسال بعض آثاره األدبية: “ يجب عليك أن تكتب لي ما تنتقيه من أدبياتك نثرا وشعرا ،ليمأل فراغه الذي تركناه له في مؤلف من تلك المؤلفات” ( اإللغيات 141-140/ 2والرسالة حررت سنة 1939م) وبعد أن انقطع حبل اللقاء بينهما بسبب نفي العالمة السوسيإللغ ،ولجوء أخيه األستاذ لتطوان ،فكانت الرسائل وسيلة االتصال ،ومن الطريف أن إحدى هذه الرسائل التي نشرها العالمة السوسي في كتابه اإللغيات ( )2/144تضمنت إرشادات في موضوع الزواج،وكأنه كان ينظر إلى المستقبل ،من وراء حجاب رقيق،قال: “ إنك أنت ال تليق بك إال الحضرية ،ثم البد من أسرة نبيهة مكينة في الشرف الديني والدنيوي ...فإن وفق اإلنسان إلى أسرة تقاسمه رغبة المواصلة الدائمة بالمروءة واإلغضاء – وذلك ما أرجوه لك – فإنه سيقع على كنز آخر من طالوة المدنيّة ،ورونق الحضارة ،وكياسة تتحدر في التقاليد أجياال كثيرة ،فيحرز على شارة تستوقف األبصار ،وعلى حياة منظمة تنظيما عصريا ،تتصل فيها القلوب بقدر ما تتصل األجسام أو أشد( ”.اإللغيات .)142-141/ 2 مباركته وسروره بزواج أخيه ،وسعادته بارتباطه بأسرة ريفية عريقة أصيلة في العلم والصالح ،وهذا ما عبّرعنه في مقدمة الترجمة بقوله:
“ فهذا هو األستاذ الكبير إبراهيم اإللغي الذي لم يزل اهلل ينعم عليه بنعمة إثر نعمة ،حتى قارن بدره المشرق بهذه الشمس المشعة ( ”.المعسول.)327/ 2 تقديره لزوج أخيه األستاذة أمينة اللوه ،ومن مظاهر هذا التقدير حرص العالمة السوسي على زيارةتطوان مرات عديدة لصلة الرحم بأخيه وأسرته ،وحرصه على حمل الهدايا لها تعبيرا عن تلك المحبة ،وقد ذكرت األستاذة أنه خاطبها في أحد لقاءاته األولى بها ،قائال: “ إنني شخصيا والعائلة اإللغية كلنا سعداء بلقائك ،سعداء بانضمامك إلى أسرتنا ،أنت اآلن واحدة منا ،ولقد أحسن سيدي إبراهيم االختيار فمرحبا بك مرحبا ( ”.ذكريات من الزمن الجميل مع العالمة محمد المختار السوسي ،مشاركة في ندوة محمد المختار السوسي نموذج العالم المغربي المصلح ،نظمتها جمعية علماء سوس ومؤسسة سوس للمدارس العتيقة ،بتارودانت يومي 14/13ماي .2014 من مظاهر تقديره كذلك لألستاذة اللوه حرصه على سوق ترجمتها باعتبارها مثاال ونموذجا ينبغيأن يحتذي للفتاة المغربية الناجحة المتميزة ،العالمة المعلمة لغيرها ،المشاركة في النهضة المغربية المرجوة في فجر االستقالل ،وهذا ما عبر عنه في كلمة معبرة مركزة ،بقوله: “ أتاح اهلل للمترجم [األستاذ اإللغي] سيدة عالمة ال نظير لها في فتياتنا .. ،وإللغ أن تشمخ بأن أعلم آنسة مغربية في فجر نهضتنا أضيفت إلى إلغ أو أضيفت إلغ إليها( ”.المعسول.)320/ 2 هذه إذن حيثيات إيراد ترجمة األستاذة المرحومة بحول اهلل ،في كتاب المعسول ،والتي ركز فيها كاتبها األستاذ اإللغي على جملة نقاط ،والغالب أن الذي سطرها هو العالمة السوسي ،لتتناول جوانب من حياة األستاذة ،وتقدم عنها نبذة محيطة بمجريات حياتها ،بما يوافق ما ورد في تراجم األعالم بكتاب المعسول ،ونجمل هذه النقاط في ما يلي: عائلة األستاذة ،فتم ذكرها أصلها واإللمام ألعالم أسرتهاكوالدها عبد الكريم بن اللوه ،وعمها العربي ،ووالدتها السيدة رقية بنت أحمد الخطابي ،وذا يبرز أن األستاذة جمعت المجد من أصَْليْه فكانت كما قال زوجها األستاذ اإللغي كاتب الترجمة معمّة مخولة. دراستها ،لبيان تدرجها في أسالك التعليم بنجاح وتفوق ،منذخطواتها األولى بالحسيمة ثم تطوان إلى أن حصلت على اإلجازة من جامعة مدريد المركزية ،فكانت أول فتاة مغربية تحصل على هذه الشهادة. الوظائف التي شغلتها ،وهي في مجال التربية والتعليم والتيتدرجت فيها من التعليم االبتدائي إلى الثانوي ثم التفتيش. أعمالها االجتماعية ،والمتمثلة في االجتهاد في نشر المعرفةفي صفوف النساء المغربيات والعمل على النهوض بالفتاة المغربية وتشجيعها على الدراسة واالقبال على التعلم. إنتاجها :الذي شمل مجاالت مختلفة فمن الدراسات الجامعية التيركزت على الطفولة إلى اإلبداعات األدبية القصصية والشعرية والمقاالت والخطب واألحاديث اإلذاعية. زواجها :باألستاذ اإللغي الذي أعلنت خطبته في أكتوبر 1948وتمالزفاف في أبريل سنة .1949 آثارها :وهي مكون هام من مكونات مادة الترجمة عند العالمةالسوسي ،إذ إن الحديث عن حياة المترجم وتقلباته المختلفة ال تغني عن سوق آثاره حتى يستطيع القراء والباحثون المهتمون االطالع على أفكاره ،ويتعرفوا على نفسيته ومشاغله ،وهكذا ساق كاتب الترجمة مختارات مما حرره قلم األستاذة اللوه ،وهما خاطرتان أو مقاالن ،يبرزان سمو فكرة األستاذة المرحومة وعلو همتها ،وعمق نظرتها لألمور ،أولهما بعنوان “ العام الجديد” ،وثانيهما “مجالس النساء” ( المعسول .)327-323/ 2 ولقد سرت األستاذة آمنة اللوه لهذه الترجمة كما سرت بما لقيته من العالمة المختار وأسرته من ترحاب بها وسرور بانضمامها للعائلة اإللغية ،وما يمثله ذلك من اندماج جهات المغرب المختلفة - وسوس والشمال تحديدا -واتصالهما تحت ضالل الوطنية الصادقة والتدين المخلص ،واالعتقاد السليم، قالت عن ذلك: “ ومن فضله علي واعترافا مني بالجميل وتحدثا بنعمة اهلل ...أنه خلد اسمي في الترجمة التي حباني بها في موسوعته المعسول ...سعادتي غامرة بأن أضاف إلى إلغ أو تضاف إلغ إلي ،إنه شرف عظيم لم ينله أحد غيري ،دررك هذه يا سيد العلماء ويا مفخرة المغرب ،هي وسام مشرق أضعه على صدري ،يتصدر كل األوسمة التي نلتها خالل مسيرتي في العمل التربوي ،وسقى اهلل أياما غرا عشناها سويا بين تطوان والرباط(”.ذكريات من الزمن الجميل مع محمد المختار السوسي). رحم اهلل األستاذة الفاضلة وزوجها األستاذ اإللغي وشقيقه العالمة المختار وسائر العلماء الصادقين رحمة واسعة آمين ،والحمد هلل رب العالمين.
5
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ف
ي
املر�أة امل�سلمة ..يف عهد النبوة بين يدي النص: تقدم الكاتبة في هذا النص من خالل السيرة النبوية “نموذج القدوة “ الذي افتقدته األمة اإلسالمية في عصور االنحطاط ...حيث تستعرض دور المرأة ومكانتها في اإلسالم ،باإلضافة إلى نماذج من معاملة الرسول صلى اهلل عليه وسلم للمرأة (يقدرها ،ويجعلها قوام المجتمع)... ومن خالل هذا النص ،تربط الكاتبة األمة اإلسالمية بماضيها المشرق ،حيث كانت للمرأة مكانة هامة في المجتمع ،فأول من آمن بنبوة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم امرأة :أمنا خديجة رضي اهلل عنها ..آزرته وبايعته ..وتستعرض أسماء الصحابيات رضوان اهلل عليهن ومناقبهن ودورهن في نصرة الدعوة :أم أيمن بركة الحبشية ،وسمية ـ أول شهيدة في اإلسالم ـ وأم حبيبة ،وفاطمة بنت الخطاب ،والشاعرة الخنساء ،وأزواج وبنات الرسول عليه الصالة والسالم ،وغيرهن من الصحابيات... وقد كانت المرأة المسلمة تشارك بفعالية في كل المجاالت سياسيا ( بيعة النساء للرسول عليه الصالة والسالم ،وتطبيبهن لجرحى الحرب ،)...،وثقافيا ( تعليم النساء والصبية، نظمهن للشعر بحضرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،)...ودينيا (هجرتهن من مكة إلى المدينة للحاق بالرسول عليه الصالة والسالم /.،حضورهن مجالس العلم للتفقه في الدين ،)...واقتصاديا ( مزاولتهن التجارة ومهنة ومزاولتهن الحِسبة في األسواق )... كما تستعرض جوانب من معاملة الرسول صلى اهلل عليه وسلم للمرأة ،حيث كان يقدّرها ،ويجعلها قوام المجتمع... وتطلق صرخة محتجة “ :أين قومي من تعاليم النبي عليه الصالة والسالم؟ ! “ تحتج ،ألن المرأة في المجتمع ،كانت مهمشة ،ومحجّرا عليها ،ومحرومة حتى من أبسط حقوقها ،وفي مقدمتها التعليم ..ثم تضع الكاتبة يدها على الداء ،لتستنتج أن الدين براء من ذلك ،وأن المشكل يكمن في تقاليد وعادات مورست قهرا للمرأة ..فكانت النتيجة ،جهل وتأخر مجتمع ،بل أمة بأكملها!... وبعد اإلشادة بذلك الماضي المشرق ،تنتقد الكاتبة حاضر المرأة المسلمة المزري ،غير أنها تستشرف المستقبل ببشرى وتفاؤل ،وتختم نصها بقولها “ :إنها الظافرة بإذن اهلل “ ،ثم توجه خطابها للنساء بقولها“ : سيداتي “ :أهيب بكن في األخيرـ وأنتن أخواتي تبادلنني اإلحساس والشعور أن تقتفين أثر النساء المؤمنات في عهد النبوة ،وأن تعملن مثلهن لنصرة دين سيدنا محمد صلوات اهلل عليه وسالمه“ !... مميزات النص الفنية: ـ األسلوب :نص خطابي ،يتميز بأسلوب مباشر ،سهل ،واضح ،ليفهمه العامة والخاصة ،سيما وأن األمية كانت متفشية بين جل النساء ! ...
ذاكـرة :
من ال
آم
ن
()1
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
ة
ـ هيمنة ضمير المخاطبة للجمع المؤنث :حيث يتكرر خطابها “ :سيداتي “ سبع مرات ،في حين ذكرت “أخواتي المغربيات “ ،و” أخواتي” ،و” أيتها السيدات” مرة واحدة ،و” َ المخاطب لجمع كما أهيب بكن” ...والمالحظ أنها لم تذكر المذكر سوى مرة واحدة في االفتتاحية ،في المرتبة الثانية بعد السيدات ،بقولها“ :سيداتي ،سادتي! “ ،مما يدل على أن الخطاب موجه باألساس إلى النساء ... ـ احترامها للتسلسل التاريخي للسيرة النبوية...حيث تورد أدوار المرأة المسلمة واألحداث التي شهدتها حسب تسلسلها التاريخي... ـ الرصيد اللغوي :ديني بامتياز ،يمتح ألفاظه من القرآن الكريم والسنة النبوية ( :النص كله)... ـالحجج والبراهين:وذلك قصد اإلقناع،حيث تورد الكاتبة شواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة
...مما أكسب النص قوة برهانية و إقناعية... ـ الشواهد :أـ القرآن الكريم ،كقول اهلل تعالى ”:فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اهلل” وفي آية أخرى “ :فاستجاب لهم ربهم أني ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة” ب ـ الحديث النبوي :كقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم “ :اتقوا اهلل في نسائكم” ،وفي حديث آخر: “ رفقا بالقوارير” /و” النساء شقائق الرجال” ... خاتمة: من خالل النص ،يتبين أن الكاتبة كانت خطيبة مفوهة ،ومصلحة اجتماعية ،تتبنى قضية تحرير المرأة ،من وجهة نظر دينية ..كما يدل على أنها كانت متشبعة بثقافة إسالمية رغم االحتالل اإلسباني لشمال المغرب ،ورغم حصولها على أعلى الشهادات العلمية من جامعة إسبانية ...وبهذا تكون قد جمعت بين األصالة والمعاصرة في نضالها من أجل النهوض بالمرأة المغربية! ... ( )1مجلة األنيس .العدد .60السنة .7ربيع الثاني1371.هـ /يناير 1952م .ص .6كما ألقت الكاتبة هذه المقالة على أمواج إذاعة تطوان بمناسبة عيد المولد النبوي...
• ذة نبيلة عزوزي
ال�سيدة الطيبة �آمنة اللّوه (2015-1926م)
واحدة من رواد النهضة النسائية بالمغرب ،ساهمت ولعقود من الرفع من مكانة المرأة المغربية ،وذلك انطالقا من مهنتها في مجالي التربية والتعليم ،أو من خالل ممارستها للبحث والكتابة ،التي اقتحمتها منذ شبابها ،فكتبت في مجالت محلية تطوانية عن هموم الفتاة المغربية وتطلعاتها أيام الحماية اإلسبانية على شمال المغرب ،كما جسدت بطوالت المرأة المغربية عبر التاريخ وذلك من خالل أبحاثها الجادة ،فنالت جائزة المغرب سنة 1954م عن قصة األميرة خناتة بنت الشيخ بكار زوجة السلطان العلوي موالي إسماعيل. جمعت بين الثقافتين العربية واإلسبانية ،فقد حصلت على شهادة الدكتوراه من كلية اآلداب بجامعة مدريد سنة 1978م وشاركت في عدد من المؤتمرات والمناظرات واألعمال الثقافية واالجتماعية ،ووجهت سلسلة من األحاديث اإلذاعية استنهاضا للمرأة المغربية ،ونشرت في صحف ومجالت مغربية أبحاثا ودراسات قيمة مثل “دعوة الحق” و”اإليمان” ،و”البحث العلمي” و”مجلة األكاديمية المغربية” وغيرها. كنت أول ما قرأت لها مقالها في مجلة (اإليمان) التي كانت تصدر بسال تحت عنوان (صليت في القدس)، كما قرأت لها على صفحات مجلة دعوة الحق بحثها القيم عن الحركة الثقافية في شمال المغرب ،وغيرها من األبحاث األخرى التي نشرتها على صفحات مجلة البحث العلمي ،سواء المترجم منها عن اللغة اإلسبانية ،أو تلك التي أنجزتها حول قضايا تاريخية أو ثقافية أو أدبية ،إضافة إلى ترجمة مجموعة من قصائد الشعراء اإلسبان .وكان لبحثها القيم الذي شاركت به في ندوة األكاديمية المغربية عن الموريسكيين ،نشر في العدد الخامس عشر من مجلة األكاديمية األثر الكبير في مجرى حياتي العلمية ،لما ورد فيه من إشارة إلى الوجود الموريسكي في منطقة أجدير بإقليم الحسيمة (مدشر إندلوسن) بحيث دفعني إلى االهتمام بالبحث والتقصي عن الوجود الموريسكي في جبال الريف وغمارة ،فوقفت على معلومات مهمة تتعلق باألسر األندلسية والموريسكية :من غساسة (الريف) إلى بني حسان (جبالة).
لقد تعرفت على هذه السيدة الطيبة النبيلة في جمعية التوعية اإلسالمية التي انتميت إليها سنة 1987م مع ثلة من األصدقاء األعزاء أذكر منهم المرحوم عبدالقادر المجاهد ،وأحمد بلعجان ،والمرحوم الدكتور إبراهيم بن الصديق ،واألستاذ المحامي محمد ب��وه��دان ،واألس��ت��اذ محمد الشاعر ،ومحمد البردوزي وغيرهم ،وصادف ذلك تدشين المقر الجديد (حيث هي اآلن) ،فعلمت بأنه وقف طبقت من خالله وصية زوجها المرحوم األستاذ إبراهيم األلغي .على أساس أن يتلى فيه القرآن حفظا دراسة ،إضافة إلى العلوم اإلسالمية والشرعية .إن هذه المبرة الرائدة التي دخلت عقدها الثالث ،ما توقفت عن أداء رسالتها بتلقين وإيواء التالميذ والطالب الثقافة اإلسالمية إلى اليوم، واستفاد من هذا التلقين العديد من الطالب الذين وصل بعضهم إلى مناصب األستاذية بالجامعة المغربية ،إنها مفخرة مدينة طنجة. ثم كان اللقاء الثاني معها في مقر الجمعية أيام الجمعة من كل أسبوع (تقريبا) بعد صالة العصر ،مع ثلة من األصدقاء األساتذة ،منهم من رحل إلى عالم البقاء كالدكتور عبد اهلل المرابط الترغي وعبد الرحيم الجباري ،ومنهم من ينتظر دوره ..وكان يطرح في هذا اللقاء قضايا تاريخية ثقافية وأدبية ،ويستمر إلى بعد صالة المغرب ،إنها لحظات ممتعة تحتفظ بها الذاكرة ،وشكلت جزء من حياتي الفكرية .مرت شهور ،وإذا بي أفاجأ بهاتف من طرف األخ عبد اللطيف السماللي يبلغني بنعي الدكتورة آمنة اللوه ،وذلك بعد عصر يوم عيد الفطر ،فأبلغت بدوري أستاذنا الدكتور عباس الجراري الذي كانت تربطها به عالقة حميمية خاصة ،رحم اهلل السيدة آمنة اللوه وزوجها األستاذ إبراهيم األلغي ،والدكتور عبد اهلل المرابط الترغي واألستاذ عبد الرحيم الجباري.
• ذ .محمد القاضي
6
تقديــم :
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ف
ي
آم
ن
«اخلالدون» ال يع ّو ُ�ضون وال ي�ستن�سخون
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
ة
تناثرت أمامي درر غالية من عبارات الثناء والتبجيل ،وعلقت بذاكرتي كلمات وفاء وعرفان جميلة قيلت يف مناسبات مختلفة يف حق سيدة األفضال والفضائل الدكتورة آمنة اللوه :السيدة العاملة األديبة ،والدرة الوهاجة التي تألق اسمها يف عالم الكتابة والتأليف منذ وقت مبكر ،واملربية الرائدة التي كافحت بجد وتفان ونكران ذات ،واستماتت استماتة املحارب يف نشر التعليم النسوي إبان فرتة الحماية االسبانية على شمال املغرب ،وهذه السيدة الجليلة ناضلت منذ أن اشتد عودها يف سبيل تثقيف عقول بنات جنسها ،ورفعت سالح الكلمة والتوجيه واإلرشاد لتبديد ظلمات الجهل يف صفوف املرأة املغربية، فانطلقت تدرس الفتيات ،خالل سنوات طويلة ،باملدرسة اإلسالمية للبنات رقم ،1وبمدرسة املعلمات بمدينة تطوان ،كما باشرت كتابة املقاالت املتنوعة على امتداد عقود طويلة من الزمن يف مجالت تطوان والعرائش والرباط ،وانطلقت أيضا توجه الخطب والنداءات إىل املرأة املغربية عرب أثري إذاعة درسة بتطوان ،من أجل رفع حجاب الجهل عنهن ،وتنوير عقولهن باملعارف والعلوم املختلفة. لقد عرف الجميع فضلها ونبل الخالل الذي طبعت شخصيتها املتفردة ،وأدركوا القيم النبيلة التي كانت تؤمن بها وتدعو إىل التشبت بها ،وسعت رحمة اهلل عليها بكل ما أوتيت من إمكانات إىل نشر تلك القيم بني كافة طبقات املجتمع. وكل من عاشرها أو اقرتب من محيطها اكتشف املثل العليا التي ترسخت يف دواخلها ،وملس إيمانها العميق بالقيم اإلسالمية التي كانت تراها املالذ اآلمن للخالص من املشاكل التي تتخبط فيها املجتمعات اإلسالمية املعاصرة ،وقد أبانت عن جل مواقفها املثالية الثابتة من خالل ما دبجها يراعها السيال :يف مقاالتها االجتماعية ،ويف أوراق من سريتها الذاتية ،ويف جميع الكلمات والخواطر التي خطها يمينها. وكانت كتاباتها القديمة والحديثة ،وأسلوبها األنيق وتلوينات التعابري األدبية البليغة ،مثار إعجاب من لدن قرائها األوفياء الذين كانوا يتابعون بشغف شديد ما كانت تنشره على صفحات جريدتي طنجة والشمال منذ 2008م ،ويعتز هذين املنربين اإلعالميني بأن تكون هذه املرأة الجليلة من بني أقالمها املتميزة التي نالت رضى جمهور عريض من القراء الذين استحسنوا مواضيعها القيمة وأسلوبها الرصني يف الوصف واسرتجاع الذكريات الجميلة التي حييت أطوارها يف تطوان واألندلس ،وبالد املشرق العربي ،ومن أبرز مقاالتها املنشورة يف املنربين املذكورين آنفا: ـ اعرتاف :يف معبد الذكرى .جريدة الشمال. ـ املوريسكوس .جريدة طنجة. ـ أوراق من سرية ذاتية :نشرت تباعا يف جريدة طنجة ،ابتداء من عددها 3460إىل .3464 ـ حفريات يف القلب والذاكرة :املدرسة اإلسالمية للبنات رقم 1بتطوان :نشر البحث يف 11حلقة متتابعة بجريدة طنجة ،ابتداء من السبت األخري من شهر غشت 2009م. رسم الملكة خناتة ـ ذكريات من الزمن الجميل :مع العالمة محمد املختار السوسي يف الذكرى الخمسينية لرحيله .جريدة الشمال. ـ مسريتي مع املوريسكوس .جريدة طنجة .أعداد( .3700 ،3699 ،3698 :سنة 2012م). ـ من النساء الرائدات :مالكة الفاسية .جريدة طنجة ،من العدد 3479إىل .3482سنة 2008م. ـ همس الذكريات :زيارة محمد الخامس التاريخية لطنجة .أبريل 1947م .جريدة طنجة .العددان 3473و .3474أبريل 2008م. ـ هنا كتب املعسول وعلى ضوء الشمعة .جريدة طنجة .عدد 31 .3682مارس 2012م. وممن تتعرف على هذه السيدة الجليلة عن قرب وخرب أحوالها وأدرك مزاياها العلمية ،وجهودها الكبرية يف البحث العلمي العالمة الكبري املؤرخ الدكتور عبدالهادي التازي الذي التمست منذ بضع سنوات خلت من كريم فضله اإلدالء بشهادة يف حقها ،وهي التي عملت بجانبه يف املعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط ،فكانت ساعده األيمن يف ترجمة مجموعة من الوثائق اإلسبانية إىل العربية، وهو يومذاك كان بصدد تحرير موسوعته الضخمة( :التاريخ الدبلوماسي للمغرب من أقدم العصور إىل اليوم) ،كما أن الدكتورة الراحلة كانت تكن له تقديرا خاصة ،وتثني على علمه الواسع وعلى تواضعه الكبري ،وعلى بروره بالعلماء وأهل الفضل ،وسعت مرة وهي تزال تقيم يف الرباط إىل تحرير ترجمة له سمتها :عبدالهادي التازي :رسم بالكلمات. ولم يتأخر الدكتور عبد الهادي التازي يف اإلدالء بشهادته يف حق الدكتورة آمنة اللوه ،حيث ضمنها جليل التقدير لألعمال التي اضطلعت بها خالل أزيد من نصف قرن ،منوها من خالل خطابه الرقيق بفضلها وسمو أخالقها ،وريادتها العلمية واألدبية ،وإليك ما خطه العالمة املؤرخ املذكور:
د .عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية األستاذ واألخ المفضال عبداللطيف إدّا وسمالل تحية تقدير وود وبعد ،فلقد قدمتَ إليَّ « ملتمسا» كنت أبحث عمن يسعدني بالجهة التي أتصل بها إلرضاء «الملتمس» ،كنت أشعر بالحاجة إليه ألنه يُخ ّففُ عني مما كنت أنوء به إزا َء سيّدةٍ عملتْ معي عقدين من الزمن! ال أكتمك أن أخاك ما انفكّ يسأل كل من كنت أتعشم أن له صل ًة بالسيدة الفضلى «مرَبية األجيال» كما نعتموها ،بحق ،األستاذة الدكتورة آمنة اللوه... هذه السيدة التي أدَّت دوراً في بناء األسرة المغربية منذ استرجاع المغرب الستقالله ،وقد كان في صدر ظهورها على الساحة الثقافية أنها رافقت صاحبة السمو الملكي األميرة اللة عايشة التي كانت َ أول من قدّم « أمينة» إليَّ بعد عودة األميرة من مهمتها األولى بالديار الشرقية ،وبالتحديد ببالد الشام... ما زلت أذكر صورتَها مع الرعيل األول من السيدات المغربيات التي يجب علينا أن نذكرهن باعتزاز كبير ،وقد كانت منطقة الشمال ،والسيما تطوان وطنجة مدين ًة لسيدة في لفت نظرنا إلى ما تتمتع به تلك الجهة الغالية من العناصر الفاعلة التي تؤدي رساَلتها العلمية ،وواجبَها الوطني للجيل الذي كانت تعيش معه «آمنة» ويعيش معها ،كانت حاضر ًة دائمًا في المدارس والمعاهد، والجمعيات والمؤسسات ،وفي الصحف والمجالت ،كاتبة وباحثة... وقد كانت «آمنة» هي األولى التي نقلت إلينا الرّسم الجميل الذي أبدعته ريشة الفنانة اإلسبانية أميليا لألميرة اللة خناتة أو ْ «ك ِوينْتَا» ،كما تسميها المصادر الدبلوماسية الفرنسية... كنت أتتبع أعماَلها وأقدر حسَّها األدبي ...وعندما تلقيت ،وأنا مدير للمعهد الجامعي للبحث العلمي ،اقتراحَ وزارة التعليم العالي بأن تلتحق السيدة «آمنة» بالمؤسسة ،أسرعت إلى الترحيب بها ولكأنما تحقق لدي أمل بلقاء هذه السيدة التي كانت بالفعل في مستوى المسؤولية المنوطة بها...إدارياً وإنتاجاً وخل ًقا ،وما أذكر أنني كنت في يوم من األيام غير مرتاح على أدائها وإخالصها ٍ بالبحث عما يمكن أن يساعد «المعهد» على نجاحه، في عملها...بل وفي تطوّعها من تلقاء نفسها ويعطي المثل على أن «احترامَ المرء رهين لنفسه رهينٌ باحترام هذا المرء لمن حواليه»!.
وال بدَّ لي من القول إن عطاء هذه السيدة لم يكن مقتصراً على ما ألفته هي بقلمها، ولكن عطاءها كان يتجاوز ذلك إلى أنها تنقل إلى قراء اللغة العربية ما تنتجه األقالم اإلسبانية من مقاالت وبحوث ،وأعترف بأنني كنت أعتمد في كثير من المعلومات ،وأنا أشتغل بموسوعتي «التاريخ الدبلوماسي للمغرب» ،كنتُ أعتمد على ما تترجمه لي عن اللسان اإلسباني بعربيتها السليمة السلسةِ الواضحة ،على ما كنت أشير إليه في الهوامش، وحسبنا أن نرجع لهذه «الموسوعة» لنتأكد من هذه الحقيقة ،وحسبنا أيضاً أن نرجع للموضوعات التي كانت تعالجها هذه السيدة التي أغتنم هذه الفرصة لمطابتكم بنشر أبحاثهاومعرَّبتهاالمتميزة... أما عن وفائها لزوجها وأخينا األستاذ الراحل إبراهيم اإليلغي فقد كانت عندي ّ محل تقدير ،ولم أنس يوماً وقعت عيني عليها في رحاب الكعبة المشرفة وهي تأخذ بيد رفيق درْبها «إبراهيم الذي و ّفى» ،كذلك عرفتها وكذلك أهل « سوس العالمة» الذين يكنون لها كسائر المغاربة مشاعرَ الود والحب.... ولوال ذلك «الغول» الذي يسمونه التقاعد الذي صرف بعضنا عن بعض لما كان لألستاذة أن تغادرنا إلى تطوان ،ولكم كنت سعيدا أن أقرأ لها مؤخرا مقا ًال ممتعا بالجريدة الغراء« :طنجة» البخات ،أعاد إليَّ ذلك المقال حرصها على أن تظل وفيَّ ًة للعرفان والوجدان. تقديراتي لألستاذ السماللي وتحي ًة لسماللة معك! وشكري على بروركم بأمثال هؤالء السيدات والسادة ممن أخذوا يستعدون للرحيل على نحو ما نستعد!!! هؤالء «الخالدون» الذين ال يعوّضون وال يستنسخون. نمضي ونتــرك الحيــاة عريضــ ًة والرَّوضَ َأنوَرَ والنجومَ زَوَاهرا! أخوكم :د .عبد الهادي التازي فيال بغداد .حي السويسي ـ الرباط اإلثنين 5شعبان 1433 الموافق 2012 /6 /25
7
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ف
ي
آم
ن
كلمة رئي�س جمعية التوعية الإ�سالمية
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
الأ�ستاذة �آمنة اللّوه ال�صادقة املر�أة الر ّبانية ّ
الأ�ستاذ عبد القادر �أحر�ضان
أستعيد ريق الوجع بطعم المرارة والصوت المنكسر بالداخل يُخرج إفرازاته بلون األلم والحسرة حين أتذكر األستاذة الفاضلة والعالمة الجليلة والمربية المقتدرة واألخت الكبيرة ـ ألنها دائما كانت تناديني بأخي الصغير ـ حيث عشنا مع في هذا المعهد زهاء ثالثة عقود من الزمن .أستعيد شريط هذه الفترة الطويلة وتلك اللحظات التي نتناقش فيها حول المعهد وشؤونه فيهجس الحنين بالبكاء. كانت تسطر وتنصح وتوجه بلباقة وكانت ترويني بقطرات تفتق جيوب سحابة إن ظهرت وتمدني بغيث من نور .فكانت تتالشى أمامي كل الصعاب التي تعترض سبيلي وأستعيد األنفاس في ظالل الغروب وأستمد من نصائحها شمسا كانت تغرب. كانت رحمها اهلل شغلها الشاغل هو هذا المعهد الذي أنساها كل شيء حتى نفسها ،وكانت آخر كلماتها معي بالهاتف وهي طريحة الفراش :أوصيك أخي بالمعهد وبالطلبة خيرا. تغمد اهلل الفقيدة العزيزة بواسع رحمته وأسكنها الفردوس األعلى في جوار الصالحين األبرار وحسن أولئك رفيقا.
ذكرى الوفاء
إن الحديث عن فقيدتنا العزيزة المرحومة بكرم اهلل الدكتورة آمنة اللوه ،واستحضار مساراتها الفكرية والثقافية يلزمني بالتوقف التأملي في روافدها ومنطلقاتها ،وفي ما تتملكه من مؤهالت ومواهب فطرية ،وما راكمته من معارف وعلوم غزيرة في موادها متنوعة في مجاالتها. هي سيدة شامخة شموخ جبال الريف الشماء حيث ارتوت تربته بدم أسالفها األبطال لتورق شجرة الحرية وتخضر. سيدة اخترقت الصمت المطبق واختارت الكلمة طريقا مملو ًء باألشواك سلكته بشجاعة واندفاع ،رافضة التستر في حجر التخلف واالنزواء في عالم الحريم ،بل انبعث صوتها مدويا في مجتمع خيَّم عليه ظالم دامس معلنة عن وجودها اإلبداعي في فضاء يسع الرجال والنساء مع ًا. كان لها حضور قوي وفاعل في المشهد الفكري والثقافي في حقبة من الزمان أظلها غمام االحتالل األجنبي، فناضلت بالقلم لتهزم الهزيمة وتضئ شموع األمل في النفوس ،وتقطع دابر انكسارات المرحلة. سيدة امتد عطاؤها وإشعاعها العلمي ليعبر ضفة المتوسط ويعيد أمجاد الغابرين المشتملة على كل األلوان التي تمتح من اإلبداع اإلنساني الخالق ،ليظل مفتوحا على كل األمكنة واألزمنة. سيدة أبحرت في عالم الحروف والكلمة ،لم ترسو سفينتها بمرفأ واحد وإنما تعددت مرافئها وبحورها ،وحملتها األمواج العالية في رحلتها اإلبداعية إلى شاطئ الخلود في وطن كان ال يعترف بشيء اسمه امرأة. هي رائدة من رائدات النهضة النسائية التي انطلقت من منطقة الشمال المغربي في عهد الحماية وبعدها من طرف نخبة نسائية تمكنت من تأطير نفسها بشكل حداثي كانت المرحومة آمنة اللوه إحدى رموزها. رحلة فقيدتنا وبقيت أعمالها ومؤلفاتها ،وخزانتها العامرة ورصيدها المعرفي الشاهد على نبوغها وعبقريتها ،وشموخ فكرها وعلمها ،وسيظل اسمها خالداً في ذاكرة األجيال الحالية والالحقة خلود مدينة تطوان مهد العلم والثقافة والوطنية.
• دة زبيدة الورياغلي
بعد أن تسلمت مهامي ف��ي أواخ���ر شتنبر 2014 ب���دأت ب��زي��ارات تعرفية وت��ف��ق��دي��ة ل��م��ؤس��س��ات التعليم العتيق باعتبارها منارات العلم والهدى التي تؤثث فضاءات هذه الجهة المباركة ،وحينما عرفت أن مؤسسة التوعية اإلسالمية ت��ش��رف عليها األس��ت��اذة الجليلة األديبة المتألقة آمنة اللوه آليت على نفسي أال أزور هذه المؤسسة إال بعد استئذانها وبحضورها، وك���ذل���ك ك����ان ،ح���ددت األس��ت��اذة الموعد وأذن��ت بالزيارة وتحقق اللقاء فما أجمله وأف��ي��ده م��ن لقاء استغرق زهاء من ثالث ساعات لن أنساها ما حييت. رافقتني لزيارة كل مرافق المدرسة من الطابق األرضي حتى السطح، وأصرت على ذلك رغم ظروف السن والمرض ،وهي تسرد قصة إنشاء هذا المشروع الرباني والمعلمة الدينية العلمية المتميزة التي قررت هي ورفيق حياتها المرحوم سيدي إبراهيم اإللغي وقفها وتحبيسها لخدمة كتاب اهلل نية مؤبدة ال رجعة فيها وأنها بقيت وستبقى ثابتة على هذا العهد رغم ما واجهته من صعاب وما تعرضت له من مغريات مادية في محطات ومراحل مختلفة. بعد هذا أكرمتني بجلسة حميمية مطولة تجاذبنا فيها أطراف الحديث في مجموعة من قضايا الفكر والثقافة واألدب والتربية والتعليم العتيق وسمعت منها دررا وحكما تكتب بماء العين نقشت في القلب والعقل .من ذلك حينما تحدثنا عن مفهوم السعادة التي يكدح كل البشر بحثا عنها فال يكادون يمسكون بسرابها قالت :لقد سافرت كثيرا ،وقرأت في هذا الموضوع كثيرا ،وجالست مفكرين وكتاب وأدباء وعلماء من مختلف الثقافات والملل وبحثت عن السعادة كسائر الناس فلم أجدها إال في ثالث :اإليمان ،ومصاحبة الكتاب ،وفي العطاء وإسعاد اآلخرين. ومما زادني إكبارا لهذه السيدة الفاضلة ويقينا في ربانيتها وصدقها وصفاء سريرتها أننا ونحن نتحدث جرنا سياق الحديث إلى ذكر المؤرخ والعالمة عبد الهادي التازي فأثنت على الرجل ثناءا عظيما وأفاضت الحديث عن الجانب اإلنساني في حياة الرجل الذي خبرته عن قرب حين عملت إلى جانبه في المعهد الوطني للبحث العلمي. وفي المساء فوجئت وأنا أشاهد نشرة األخبار بإذاعة نبأ وفاة الرجل فتذكرت قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« :األرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف” أو كما قال. انتهت الزيارة وتواعدنا على تجديد اللقاء بمجرد عودتها لطنجة إلنجاز صيغة موثقة تِؤبد بها نيتها ونية زوجها المرحوم في تحبيس هذه المدرسة لحفظ القران وتدريس علومه ،واتصلت بي بعد ذلك مرتين تؤكد عزمها على تنفيذ ما اتفقنا عليه ،غير أن األجل باغثنا وباغثها فلبت نداء ربها راضية مرضية. إن أكبر تكريم لسيدة ربانية صادقة كانت ترفض التكريم في حياتها هو المحافظة على مؤسسة التوعية اإلسالمية صدقة جارية تخلد ذكرها وذكر زوجها في الصالحين. رحمك اهلل يا أستاذتي الفاضلة وأعاننا على تنفيذ وصيتك ،والوفاء بعهدك ،وجمعنا بك في جنات الفردوس بجوار حبيبنا محمد صلى اهلل عليه وسلم.
• الدكتور محمد السعيد الحراق المندوب الجهوي للشؤون اإلسالمية لجهة طنجة تطوان الحسيمة
ة
8
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
مكرمة الدكتورة �آمنة اللّوه
أوقفت الدكتورة آمنة ُّ اللوه منزلها في طنجة على الدراسات القرآنية ،وحبسته لمعهد جمعية التوعية اإلسالمية للتعليم العتيق الخاص ،المتخصص في تدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية والعربية .والدكتورة آمنة ،أرملة األستاذ إبراهيم اإللغي ،شقيق األستاذ الوزير محمد المختار السوسي ،رحمهما اهلل .هي أول سيدة مغربية تحصل على الدكتوراه في اآلداب من إسبانيا ،وهي من المربيات الرائدات اللواتي أسهمن في تعليم األجيال ،سواء في مدينة تطوان إبان عهد الحماية ،أو في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية في الرباط ،قبل أن تلتحق بالمعهد الجامعي للبحث العلمي أستاذة باحثة متفرغة .ولما نشر األستاذ المؤرخ عبدالوهاب بن منصور موسوعته الكبرى (أعالم المغرب العربي) ،وضع اسم (آمنة اللوه) على رأس الجزء األول ،حيث نشر ترجمة لها مركزة ووافية .ثم نشرت الدكتورة نجاة المريني ترجمة جد مفيدة لزميلتها الدكتورة آمنة اللوه ،في كتابها الجديد (عالمات نسائية في نبوغ المرأة المغربية). ومن أجمل ما قرأت هذه السطور التي كتبتها الدكتورة آمنة اللوه في مذكراتها التي لم تنشر بعد ،عن وقف منزلها في طنجة للدراسات القرآنية .تقول فيها: “في إحدى الجلسات ،وكانت في طنجة ،وفي هذه الدار بالذات ،فاجأني األستاذ إبراهيم اإللغي بقوله: أتريدين بيت ًا في الجنة؟ .أجبته وأنا جذلى :ومن منا ال تتمنى أن يكون لها بيت في الجنة ،حتى المكرمون في القرآن يتمنون ذلك ،فهذه امرأة فرعون تناجي ربها(:رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) .قال والرضى باد على وجهه :إن كنت تريدين ذلك حقا ،فأوقفي هذه الدار أو قصرك الصغير هذا ،على القرآن الكريم والدراسات اإلسالمية ،وبذلك تضمنين لنفسك بيتا في الجنة وتؤمنين لنفسك صدقة جارية تنفعك في اليوم الذي ال ينفع فيه مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم...فوجئت بهذا االقتراح ،فقد استشعرت عظمة الفكرة، ولم أكن أنتظرها ،فكان تعليقيِ :نعْمَ ما أشرت به عليَّ .وقبل أن أتمَّ كالمي ،أسرع يقول :إذاً فأنت اقتنعت بالفكرة ،فعلى بركة اهلل.”.... كتبت السيدة األستاذة الفاضلة المحسنة المربية هذه السطور المشرقة ،في فصل من مذكراتها المخطوطة، تحت عنوان ( :رب ابن عندك بيتا في الجنة) ،ذكرت فيه كيف قاومت االنتقادات واالعتراضات من معارفها ،وكيف صممت ومضت في استكمال إجراءات الوقف لوجه الخير والقرآن العظيم ،وكيف أن سمساراً أراد أن يغريها لما علم باألمر ،إلثنائها عن المضي في تنفيذ المشروع الخيري ،ولكنها تغلبت عن هذه الضغوط ،واختارت أن يكون منزلها في طنجة دارا للقرآن الكريم موقوفة عليه دون أي غرض آخر .وها هو معهد جمعية التوعية اإلسالمية الذي يتخذ من منزل الدكتورة آمنة اللوه في طنجة مقراً له ،يمارس دوره التربوي ،وتخرج منه أفواج من الطلبة الذين يواصل بعضهم دراسته العليا في المشرق في تخصص علوم القرآن .والمعهد نموذج للعمل الخيري التربوي الذي يخدم أهداف التربية اإلسالمية القائمة على أسس علمية ،والمعتمدة أساسا على القرآن الكريم. إن ما قامت به الدكتورة آمنة اللوه ،كان خلقا أصيال وتقليدا عريقا في الشعب المغربي ،عندما كان التعليم في المساجد والجوامع ،بما في ذلك جامعة القرويين ،يقوم بموارد الوقف .وكان في فاس على سبيل المثال ،نظارة لألحباس خاصة بالقرويين .والغريب أن هذا النظام الذي تراجع أو توقف العمل به في بلدنا ،هو النظام المتبع اآلن في جل الجامعات األمريكية ،مع الفارق البسيط في الشكل ليس إال .وهكذا يخدم القرآن الكريم في بالدنا ،بهذه الروح ،وبهذا اإلقبال على فعل الخير وعلى نفع طالب العلم.
ف
ي
آم
ن
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
ة
زادت الدكتورة آمنة على مكرمتها هذه ،مكرمة أخرى بإهدائها مكتبة زوجها األستاذ إبراهيم اإللغي، إلى جمعية التوعية اإلسالمية في طنجة التي أسست مكتبة عامة لفائدة الجمهور تحمل اسم ( خزانة إبراهيم اإللغي) .وتتلقى هذه المكتبة اإلهداءات من عدة جهات ،وهي مثال مشجع للمكتبات التي تقوم على الجهود الذاتية .وقد تصفحت قائمة بمحتويات هذه المكتبة إلى سنة ،2004فوجدتها حافلة ومفيدة ومتنوعة .وقد ذكرتني هذه المكتبة بالمكرمة الكبرى ألستاذي سيدي عبداهلل كنون ،بتحبيسه مكتبته الخاصة الضخمة التي تحتوي على النفائس واألعالق والنوادر ،لفائدة جمهور الباحثين وطلبة الجامعات. وعلى ذكر مكتبة عبداهلل كنون التي أصبحت اليوم معلمة من معالم طنجة ،أشير إلى أنها تحتاج إلى دعم سريع من وزارة الثقافة ،أو من وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،ويا حبذا لو اتجهت الهمم نحو إنشاء مقر جديد مالئم لهذه المكتبة مجهز بأحدث التقنيات المعروفة في المكتبات العصرية. وأعود إلى السيدة الفاضلة الدكتورة آمنة اللوه ،ألشيد بمكرمتها هذه ،وبجهودها في خدمة الثقافة المغربية وإغناء البحث العلمي .إنها إحدى الرائدات المشهود لهن بفضل السبق في مضمار العلم واألدب والثقافة في هذه البالد ،شاركت في إقامة أسس النهضة التعليمية في الشمال على عهد الحماية اإلسبانية ،وكانت متفوقة ومتميزة ومقتدرة في جميع أطوار حياتها العلمية واألكاديمية ،كتبت ونشرت في المجالت المغربية األولى ،ثم في المجالت التي ظهرت بعد االستقالل ،التي أذكر منها على سبيل المثال ،مجلة (الثقافة المغربية)الصادرة عن معهد وزارة الثقافة ،ومجلة (البحث العلمي)الصادرة عن المعهد الجامعي للبحث العلمي ،ومجلة (دعوة الحق)الصادرة عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية. أما قصتها التاريخية عن السيدة خناتة بنت بكار التي نالت بها جائزة المغرب في سنة 1954بتطوان، فهي عمل رائد بكل المقاييس ،ولست أدري لِمَ لم تنشر من جديد؟. والدكتورة آمنة اللوه من أسرة علم وجاه وفضل ،نزلت تطوان من الريف ،في العشرينات اآلخيرة من القرن الماضي ،وعمها هو العالمة األستاذ الوزير السيد العربي اللوه ،أما والدها فهو الوجيه السيد عبدالكريم اللوه .وكان لهذه األسرة في تطوان التي أعتز بأني نشأت فيها ،رنينٌ وطنينٌ وسمعة حسنة. وللدكتورة آمنة كتب مخطوطة تنتظر النشر ،وبحوث ودراسات ومترجمات عن اللغة اإلسبانية في حاجة إلى جمعها ونشرها في مجموعة كتب .فلهذه الباحثة الجامعية المتميزة زاد من اإلنتاج الثقافي الجدير بكل عناية واهتمام. سيدتي الفاضلة المربية الرائدة :أعتذر لك. المصدر: جريدة العلم .عدد 11 .20641محرم 1428هـ 31 /يناير 2007م.
• عبد القادر اإلدريسي
9
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
ذاكرةصور.. ذاكرة صور..
ف
ي
آم
ن
ذ كر
م
لح ق خا
ى ال
ةا ل ل و
ص
م رح
ه
وم
شهادات في حق الكاتبة األديبة
المرحومة الدكتورة آمنة اللوه إعداد :ذة .نبيلة عزوزي • «الحق أن الكاتبة ذات ذوق أدبي سليم ..ويحق لنا أن نفتخر بها لنشاطها وكدها ودأبها منــذ نعومــة أظفــارها، فما عهدناها إال طالبة مجدة ،ثم كاتبة بليغة ،وخطيبــــة مصقعـــة ،ومدرسة ممتازة ،ومديرة حازمة ،ومربية مرشدة». العربي بنونة
مجلة األنوار .ع /46يناير ـ فبراير1955م.
• «فتاة في مقتبل عمرها استطاعت بنبوغهــا المبكــر وبمحــض اجتهادها أن تشق الطريق في سبيل النهضــة النسوية ،وأن تكون الرائدة األولى للمرأة المغربية بهذه المنطقة.»... مجلة األنيس .ع ،96 عند تقديمها ترجمة للكاتبة بمناسبة فوزها بالجائزة األولى عن كتيبها «الملكة خناثة» سنة 1954م.
• «أتاح اهلل للمترجم ( يعني إبراهيم اإللغي) سيدة عالمة ال نظير لها في فتياتنا ...وإللغ أن تشمخ بأن أعلم آنسة مغربية في فجر نهضتنا أضيفت إلى إلغ، وأضيفت إلغ إليها». العالمة المختار السوسي
المعسول .الجزء .2ص . 320
• « لفتت األنظار بحذقها ونجابتها وهي تعلم ،مثلما لفتتها وهي تتعلم». عبد الوهاب بن منصور
أعالم المغرب العربي .ج .1ص .15
• «..ال��ح��دي��ث عن النموذج األول للمرأة الكاتبة المتعلمة في المغرب هو ابن المنطقة الشمالية ،بل ويكاد يكون رائدا للنهضة األدبية النسائية في المغرب ،وأعني به األستاذة الباحثة آمنة اللوه ،إحدى رائدات التعليم في فترات االستعمار اإلسباني للمنطقة الشمالية، وهي بقدراتها العلمية واألدبية تمثل بحق قدرات المرأة المغربية وطموحاتها وتوجهاتها في فترة عصيبة من تاريخ المغرب ،وبعدها في فترات االستقالل إلى اليوم « دة نجاة المريني
مجلة المناهل .ع .45 صفر 1415هـ ـ يوليوز 1994م .ص.103
• «خ�لال عقود ظلت ه��ذه المرأة الشمالية الريفية مشدودة إلى عالمها األثير ،عالم الكتابة الذي اختارته مالذا وسلوانا ..وسبيال إلى البث والبوح ..وما زالت مخلصة له ـ حفظها اهلل ـ برؤية ونفس صوفيين يقومان على إيمان بأن « الدنيا حلم ..واآلخرة يقظة ..وما بينهما موت ..ونحن في أضغاث أحالم». د /عبد اللطيف شهبون
جريدة الشمال .ع .507 الثالثاء 22إلى 28دجنبر 2009م.
ة
10
الثالثاء 01ربيع الثاني 1437ــ 19يناير 2016
يف رثاء فقيدة العلم والأدب الدكتورة
�آمنة اللوه :
الشاعر :عدنان أجانة
أمينة الخير ،في ذكراك أعتبر فأنت في الفضــل عنـــوان له خبـــر قد كنت شمسا ،تضيء األفق في وهج وليس يكسف إال الشمـس والقمــــر إن غبت عنا ،فشخص غاب محضره، وال تغيـــب فعــــال الخيـــر واألثـــر لقد جبلت على خير ومكرمة سارت بفضلهما الركبـــان والسيــــر الكل معترف بالفضل يذكره والكـــل داع ومســــرور ومنبهـــــــر أمينة الخير .أنت المجد ننشده فيك الثناء ،وفيـك المدح يختصـــــر هلل درك من إنسانة عشقت أفق المعالي ،فكان األفــــق ينتظـــر إذا أردت خصال الخير أذكرها فكــــــل مبتـــــدأ منهـــا له خبـــــر أمست دفينا ،ولم تدفن مفاخرها، كالمسك يخفى ،ويبقى العطر ينتشر علمت جيال على تقوى ومكرمة فما يــزال على األجيـــــال يفتــخــــر لك الريادة في العلياء ما رفعت للمجــــد من رايــــة ،إال وتبتـــــــدر كأنما الشاعر الكندي يقصدكم فقوله في نسـاء الفضـــل مشتهــــر نلت الشهادة في وقت يعز به وجود شخص له في الفكـــر معتبـــر ومن ينال العال في وقت ضائقة تتلــــى مآثــــــره عمــــرا وتدكـــــر فسل رباطا وبيروتا وما طبعت وسل تطاويــــن عن فخر لـــه أثـــر وسل بطنجة عن دار قد احتسبت للعلم والفكر تلـــق الخبـــر ينسفـــر وسل بأندلس عن درسها فلها في الجامعــات بها مجـــد ومفتكــــر لو شئت ،عشت حياة ملؤها صخب، من التصاويـــر واألنبــــاء تشتهــــر أو شئت ،نلت فخارا من بني بلد، الفخر عندهــم في الجاه يقتصـــــــر لكن ،رأيت بنور اهلل مكرمة أن الحياة على طـــول بهــــا قصــــر وخير ما يقتني اإلنسان في غده إن ضمه في الممات القبر والحفـــــر وقف على الخير ال تحصى جوائزه إن عدد الناس حر المــال وادخــــروا أفنيت عمرك في علم ومعرفة وعيركم في الهوى يمضي له العمــر ختمته بفعال الخير فاتحة أبــــواب بيتــــك ال مـــن وال بطــــر جعلته بيت علم تستنير به طالب هدي لهم في العلــم معتبــــر كفاك فخرا بأن الناس قد شهدوا بأنك الفضــــل والعليــــاء والقمــــر وأن جيال من الطالب أنت لهم معنى الفضيلة قد قامت به الصــــور وأن بيتا على أرجائه سطعت نور الرسالــة واآليــــات والســــــور أمينة الخير يا رمزا يكلله يوم الوداع فعــــال الخير والزهــــــر سقيا لربعك ال غاضت غواربه فقد سلكت سبيال فيـــــه معتبــــــر
يف رثاء الدكتورة �آمنة ال ّلوه
آم
ن
ى ال
ةا ل ل و
م رح
ص
ه
وم
ة
نظم :بالل زروق
من قدماء تالميذ مدرسة التوعية اإلسالمية
ت����ع����ذر ف�����ي رح���ي���ل���ك م�����ا ن���ري���د ف����ح����اول����ت ال����ب����ح����ور وك������ل وزن أت���م���ت���م ب���ال���ق���ري���ض ل���ف���رط ح��زن��ي ت����رك����ت وراءك ج���م���ع���ا ي��ت��ي��م��ا ل���ق���د ك���ن���ت ال���ض���ي���اء ي��ن��ي��ر درب����ا وك����ن����ت أم����وم����ة م����ن غ���ي���ر خ��ل��ف ك�����ان�����ت أم�����ن�����ا أدب���������ا وع���ل���م���ا وك�����ان�����ت أم����ن����ا ك����رم����ا وب����ح����را ت���ع���ي���ن ال�����دارس�����ي�����ن ب���خ���ي���ر زاد وك������ان������ت أم�����ن�����ا أن�����س�����ا وودا ل���ق���د ك���ن���ت ال���ح���ي���اة ب���ك���ل م��ع��ن��ى ف��ل��ي��ت��ك ق����د ح��ب��ي��ت ب���ط���ول ع��م��ر ول���ي���ت���ك ق����د ف���دي���ت ب���ك���ل أه��ل��ي ول��ي��ت��ك ق���د ح��ف��ظ��ت م���ن ال��م��ن��اي��ا ف���ك���ي���ف ل���ن���ا ال�����س�����رور ب�������دون أم س��ت��ذك��ره��ا ال��م��ح��اف��ل ل��ي��س تنسى وي���ك���ت���ب م���دح���ن���ا م���ل���ك ح��ري��ص وت����رث����ي����ك ال���م���ن���اب���ر ك�����ل ح��ي��ن ل���ي���رح���م���ك ال����رح����ي����م ب���ك���ل ح���رف
وأن����ك����رن����ي ل���ف���ق���دك���م ال��ق��ص��ي��د ف��ل��م ي��ط��ع ال���ط���وي���ل وال ال��م��دي��د وم�����ا ي������دري ب���م���ا ن���ط���ق ال��ش��ري��د وح���������ار ي���ت���ي���م���ك ف���ي���م���ا ي���ري���د وك���������ان ش����ع����اع����ه ح����ق����ا ي���زي���د ي����رب����ى ع����ن����دك ال���ج���ي���ل ال��ص��ع��ي��د وأخ��ل��اق�����ا ي�������زان ب���ه���ا ال����وج����ود ت����ج����ود ب���وق���ت���ه���ا ف���ي���م���ا ت���ج���ود وإن ع��������ادوا ل���ح���اج���ت���ه���م ت��ع��ود ي������روم ل��ق��رب��ه��ا ال���ق���اص���ي ال��ب��ع��ي��د وإن غ���ي���اب���ك ال����م����ر ال���ش���دي���د ل��ي��ك��م��ل ع���ن���دن���ا ال���ع���ق���د ال��ف��ري��د ل����ي����ك����رم أم����ن����ا ه�������ذا ال��ق��ص��ي��د ل��ي��ش��ه��د ف��ض��ل��ك ال���ج���م���ع ال��م��ج��ي��د وق����ل����ب ال����م����رء ي���ح���زن���ه ال��ف��ق��ي��د ي��خ��ل��د ذك����ره����ا ال���ن���ظ���م ال��ع��دي��د ألن ال���م���ؤم���ن���ي���ن ه����م ال���ش���ه���ود ك���م���ا ي���رث���ي���ك م����ن ف��م��ن��ا ال��ن��ش��ي��د م���ت���ى ت��ت��ل��ى ال���ف���وات���ح وال���ع���ق���ود
طبعها على اخلري جمبول شعر :الحسن بن سليمان ملحسا السوسي
خ���ي���م ال����ح����زن وال���ب���ك���اء وال���ع���وي���ل ج�����اء ب��ال��ن��ع��ي ي�����وم ع���ي���د ف��ل�ا َك���ا ج����اء ي��ن��ع��ي أدي���ب���ة ال��ع��ص��ـ��ر م���ن َك��ا ب��ن��ت ل����وه س��ل��ي��ل��ة ال��م��ج��د م���ن َك��ا أم��ض��ت ال��ع��م��ر ك��ل��ه ت��خ��دم ال��عِ�� ْل��ـ َ ال����م����ال دون م����نٍّ ل��ي��رق��ى ت��ن��ف��ق ت��س��ه��ر ال��ل��ي��ل ف���ي س���ج���ود وص��م��ت ْ وال���ذك���ـ ت��س��ه��ر ال��ل��ي��ل ف���ي ال���ت�ل�اوة ت��ب��ذل ال��ن��ص��ح ت��رش��د ال��ن��اس للخَيْـ أخ���ل���ص���ت ل�ل�إل���ه ل����م ت�����رج م���دحً���ا ح����ال����ه����ا ك����ل����ه ف�����ري�����د ع��ج��ي��ب ت��ك��ت��م ال��س��ـ��ر ت��ك��ظ��م ال��غ��ي��ظ تعفو ت��ح��ف��ظ ال����ود م���ا ارت���ض���ت غ��ي��ر حفظ م�����ات زوج����ه����ا م����ذ ث�ل�اث���ي���ن ع��ام��ا ف�����إذا م���ا ت��ح��دث��ت ع��ن��ه ف���ي ال��ع�� ْل��ـ ف����ت����ق����ول :زوج�������ي ك����ري����م ص��ب��ور اب������ن ش���ي���خ م���ج���اه���د واب�������ن أم ج������اء ت�����ط�����وان ن�����اش�����دا األم������ان وج�����د األم�������ن وال���س���ك���ي���ن���ة ف��ي��ه��ا وب����ه����ا ق�����د ت���ف���ج���ر ال���ش���ع���ر م��ن��ه ش�����ع�����ره ش����ع����ر م�����ب�����دع ع���ب���ق���ري اق�����رأ إن ش��ئ��ت ش���ع���ره ف���ه���وال شك ل����م ي�����دع ج���ان���ب���ا م����ن ال���ش���ع���ر إال ك����اد ف���ن ال��ت��وش��ي��ح ي��ن��س��ى ف��أحْ��يَ��ا ك����م ل����ه م����ن م���وش���ح���ات وأَشْ����عَ����ا ب��ع��ض آث������اره م���ن ال��ش��ع��ر وال��ن��ث��ـ خ�����دم ال���ع���ل���م ف����ي ال����ب��ل�اد وأدى أه�����ل ت����ط����وان ك����رّم����وه وأع����ل����وْا س���ل���م���وه رئ����اس����ة ال��م��ع��ه��د ال���دي���ـ زوَّج������������وه ب���ن���ت���ا رف����ي����ع����ة ق����در ج������ودة ال�������رأي ح��ك��م��ة واه���ت���م���ام ف��ال��ت��ق��ى ال��ع��ل��م وال��ب��س��ال��ة وال��ح��ل��ـ أس�����رة اإلل���غ���ي أس�����رة ال���دي���ن وال���ـ أس������رة ال����ل����وه أح�������رزت ك����ل ف��ض��ل أم���ض���ي���ا ح���ي���ات���يْ���ه���م���ا ف����ي ه��ن��اء ت����وّج����اه����ا ب��ف��ع��ل خ���ي���ر وإحْ����سَ����ا ش�����يّ�����دا ل����ل����ق����رآن م���ع���ل���م���ة ك��ب��ـ ش����ي����داه����ا ل���ك���ي ت����ك����ون م���ن���ارا ووف��������ود ال����ط��ل�اب ت����أت����ي إل��ي��ه��ا واج������ز ب���ال���خ���ي���ر ربَّ����ن����ا راح���ل���يْ���ن���ا وت���ق���ب���ل���ن م���ن���ه���م���ا ك�����ل ال��خ��ي��ر
م��ن��ذ ج����اء ب��ال��ن��ع��ي ذاك ال���رس���ول َن ل�����ه ل���ل���م���ج���يء ي����وم����ا س��ب��ي��ل َن ل���ه���ا ب����������اآلداب ب������اع ط���وي���ل َن ل���ه���ا ف����ي ال���ع���ل���وم ف���ك���ر ي��ج��ول ـ�����مَ ال������ذي ب����ه ت��س��ت��ن��ي��ر ال��ع��ق��ول ل���ل���م���ع���ال���ي ول���ل���ع�ل�ا ذا ال��ج��ي��ل وال����ل����ي����ال����ي ظ�ل�ام���ه���ا م���س���دول ـ���� ِر ال�����ذي ب���ه ل��ل��ح��ن��ان ال���وص���ول ـ����� ِر ع���ل���ى ذاك ط��ب��ع��ه��ا م��ج��ب��ول وث������ن������ا ًء ول������م ت���ك���ن ت��س��ت��ط��ي��ل ي��ص��ع��ب ال���ش���ـ���رح ع���ن���ده وي���ط���ول ال ت���ب���ال���ي ب���م���ا ي���ق���ول ال��ج��ه��ول ل���م ي��ك��ن ل��ه��ا ف���ي ال����وف����اء مثيل وال���ل���س���ان ب���ال���م���دح دوم������ا ك��ف��ي��ل ـ����م وف����ي ال��خ��ل��ق ف��ال��ث��ن��اء س��ي��ول ِ ع�����ال�����م ج���ه���ب���ذ أدي���������ب ج��ل��ي��ل ذات أص�����ل ،ف��ن��ع��م ت��ل��ك األص����ول ح��ي��ن��م��ا ق����د أذاه ذاك ال��دخ��ي��ل ن���ع���م ت���ل���ك ال����ب��ل�اد ن���ع���م ال��ن��زي��ل م��ث��ل��م��ا ق����د ت���ف���ج���ر ال��س��ل��س��ب��ي��ل ف���ي���ه م��ب��ن��ى وف���ي���ه م��ع��ن��ى ج��م��ي��ل ع����ل����ى ك������ل م������ا أق���������ول دل���ي���ل ج�������اء ف����ي����ه ب������رائ������ع ي��س��ت��م��ي��ل هُ ل�����ه ف����ي����ه ص��������ارم م���س���ل���ول ٍر ب���ت���رن���ي���م���ه���ا ي�������زول ال��غ��ل��ي��ل ـ���ر ال��ب��ل��ي��غ ق���د ض��م��ه (ال��م��ع��س��ول) م������ا ع����ل����ي����ه ف���ع���ل���م���ه م����ب����ذول ش����أن����ه ف����ه����وَ ل���ل���ج���م���ي���ع خ��ل��ي��ل ـ��ن��ي ك����أن ل���م ي��ك��ن ه���ن���اك ب��دي��ل م��ث��ل��ه��ا ف���ي ال��ن��س��اء ـ ح��ق��ا ـ قليل ب���اق���ت���ف���اء ال����ه����دى وم����ج����د أث��ي��ل ـ����م وح�����ب ال����ه����دى ورأي أص��ي��ل ـ��ع��ل��م عليهما ف���ي ذي��ن��ك ال��تَّ��ع��وي��ل ذك����ره����ا ف����ي ال����ب��ل�اد ل���ي���س ي����زول س�����اد ف��ي��ه��ا ال���������وداد وال��ت��ب��ج��ي��ل نٍ إل���ى ال���دي���ن ح��ي��ن ح���ان ال��رح��ي��ل ـ���رى ليحيى ال��ه��دى وت��ب��ن��ى ال��ع��ق��ول ي��ه��ت��دى ب���ه ح��ي��ن ي���ع���رو مَ���هُ���ول إذ ب���ه���ا م���ب���ت���غ���اه���م وال����س����ول أن����ت ن��ع��م ال��م��ث��ي��ب ،ن��ع��م ال��وك��ي��ل ق�������دَّم�������اه ،ف�����ذل�����ك ال����م����أم����ول
إنا هلل وإنا إليه راجعون
�أمينة اخلري
ف
ي
ذ كر
م
لح ق خا