ترجمه فصول القصه كلها the prisoner of zenda ثالثة ثانوى 2019 بواسطه مستر عبد التواب عوض سليمان

Page 1

Name :________________________ class: ________________________

1


‫‪Chapter one‬‬ ‫في صباح يوم مشمس‪ ,‬كنت أتناول اإلفطار في غرفة الطعام في منزل أخي وأفكر فيما سأفعله ذلك األسبوع عندما دخلت‬ ‫الحجرة زوجة أخي‪ ,‬روز‪ .‬قالت روز‪" ,‬رودولف‪ ,‬أنت اآلن تبلغ من العمر تسع وعشعرون عامعا‪ ,‬أن تنعود أبعدا أن تفععل‬ ‫ُ‬ ‫علي أن أفعل أد شيئ يعا روز؟ أنعا أمتلعك معن‬ ‫فأجبت وأنا أض ملعقة البيض على المنضدة‪ " ,‬لماذا ينبغي‬ ‫شيئا مفيدا؟"‬ ‫ّ‬ ‫المال تقريبا معا يكفعي لعمعل أد شعيئ أريعد (بعالطب ن أحعد يمتلعك مطلقعا معان كافيعا لعمعل ذلعك ‪ ,‬كمعا أننعي أتمتع بمركعز‬ ‫مرموق في المجتم ‪ ,‬فأخي هو اللورد بيرلسدون وأنت كونتيسة‪".‬‬ ‫فقالت روز‪" ,‬ولكنك لم تفعل أد شيئ عدا ‪ "......‬قاطعتها قائال‪" ,‬عدا أن أكون كسون؟ هذا حقيقي‪ .‬فأنا أحد أعضاء‬ ‫عائلة راسيندل وعائلتنا ليست بحاجة إلى القيعام بعمعل أد شعيئ‪ ".‬هعذا الكعالم أغضعو روز حيع أن عائلتهعا كانعت غنيعة‬ ‫ولكنها لم تكعن عائلعة مرموقعة كعائلعة راسعيندل‪ .‬فعي هعذ اللح عة‪ ,‬دخعل إلعى الحجعرة أخعي اللعورد بيرلسعدون (العذد كعان‬ ‫يسعدنا أن نناديه ببساطة باسم روبرت ‪ ,‬فصاحت روز‪" ,‬روبرت‪ ,‬أنا سعيدة للغاية بعودتك‪ ".‬فسألها روبرت‪" ,‬معا األمعر‬ ‫ُ‬ ‫فشرحت األمر ألخي قائال‪" ,‬إنها غاضبة ألنها تعتقد أنني ن أقوم بعمل أد شيئ‪".‬‬ ‫يا عزيزتي؟"‬ ‫ُ‬ ‫عند هذ النقطة‪ ,‬يجو أن أشرح أنني لم أكن كسون طوال حياتي‪ ,‬فأنا درست على نحعو جعاد وتعلمعت الك يعر عنعدما كنعت‬ ‫ُ‬ ‫في مدرسة ألمانيعة وجامععة ألمانيعة‪ .‬وتحعد ُ‬ ‫تعلمعت كيعف أتحعد الفرنسعية‬ ‫ت األلمانيعة باإلضعافة إلعى اإلنجليزيعة‪ ,‬وكعذلك‬ ‫واإليطالي ة واألسبانية‪ .‬وكنت ماهرا في التصويو بالمسعدس وكنعت مبعارزا قويعا بالسعيف‪ ,‬كمعا أننعي كنعت بارععا جعدا فعي‬ ‫ركوو الخيل‪.‬‬ ‫قالت روز‪" ,‬إن شعرك األحمر ليس هو فقط ما يجعلك مختلفا عن أخيك‪ ,‬فهو يدرك أيضا أن مركز في المجتم له‬ ‫سرا‪" ,‬بالنسبة لرجل م لي‪ ,‬الفرص تعتبر‬ ‫مسئوليات‪ .‬أما أنت فترى في مركزك اإلجتماعي الفرص فقط‪ ".‬فقلت لها مف ّ‬ ‫مسئوليات‪ ".‬فقالت روز‪" ,‬هذا جيد‪ ,‬ألن عندد بعض األخبار لك‪ .‬أبلغني السيد جاكوو بوروديل أنه سيعرض عليك‬ ‫فرصة حقيقية‪ .‬فهو سيصبح سفيرا في خالل ستة أشهر‪ ,‬وهو يقول أنه يسعد أن تعمل معه‪ .‬أتمنى أن تحصل على هذ‬ ‫الو يفة يا رودولف‪".‬‬ ‫زوجة أخي لها أسلوو تطلو به من اآلخرين عمل األشياء من المستحيل رفضه‪ .‬عالوة على ذلعك‪ ,‬كعان فعي اعتقعادد أن‬ ‫هذ الو يفة م يرة لالهتمام للغاية‪ ,‬لذلك قلت‪" ,‬إذا ُ‬ ‫كنت في خالل ستة أشهر في وض يجعلني أحصل على هذ الو يفة‪,‬‬ ‫فأنا بالتأكيد سأقبلها‪ ".‬فقالت روز‪" ,‬إنه شيئ رائ منعك يعا رودولعف‪ ".‬فسعألتها قعائال‪" ,‬وأيعن سعيعمل؟" فقالعت‪" ,‬السعيد‬ ‫جاكوو ن يعرف في أد دولة سيكون العمل‪ ,‬ولكنه متأكعد أنهعا سعتكون سعفارة جيعدة‪ ".‬فقلعت‪" ,‬سعوف أحصعل علعى هعذ‬ ‫الو يفة ألجل خاطركِ أن ِ‬ ‫ت حتى ولو كانت سفارة في غاية السوء‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫قطعت وعدا ع لى نفسي أمام روز‪ ,‬ولكن كان هناك ستة أشهر لالنطالق قبل أن أبدأ الو يفة‪ .‬وبدأت أفكر فيما يمكن‬ ‫اآلن‬ ‫ُ‬ ‫قررت أن أزور روريتانيا‪ ,‬وهي دولة صغيرة في وسط أوروبا‪ .‬عائلتي كانعت دائمعا مهتمعة بهعذ‬ ‫أن أفعله في هذ المدة‪.‬‬ ‫الدولة ألنه في عام ‪ 1733‬تزوجت الكونتيسعة أميليعا راسعيندل معن أحعد أعضعاء العائلعة المالكعة لدولعة روريتانيعا‪ ,‬عائلعة‬ ‫إلفبرج‪ .‬في الواق ‪ ,‬يض أخي لوحات للكونتيسة وأحفادهعا علعى جعدران منزلعه‪ .‬يوجعد لعدى الك يعرين معنهم نفعس الشععر‬ ‫األحمر واألنعف المسعتقيمة التعي يتسعم بهعا أفعراد عائلعة إلفبعرج‪ .‬أنعا يخعر فعرد فعي ععائلتي لعه نفعس شعكل العائلعة المالكعة‬ ‫لروريتانيا‪.‬‬ ‫دعم قرارد بالسفر إلى روريتانيعا‪ ,‬فقعد قعرأت فعي جريعدة التعايمز أن رودولعف الخعامس كعان‬ ‫حد شيئ بعدها بأيام قليلة ّ‬ ‫سيصبح ملكا على روريتانيا في خالل األسابي ال ال ة القادمة‪ ,‬وأنه تم اإلعداد نحتفانت رائعة بهعذ المناسعبة السععيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وبعدأت أععدّ لرحلتعي‪ .‬أنعا ن أحعو أن أخبعر أحعدا ععن األمعاكن التعي‬ ‫فكرت أن مشاهدة م ل هذا الحد سيكون شيئا رائععا‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫أخبرت روز أنني ذاهو لممارسة رياضة المشي في جبال األلو‪ .‬وألنني لم أكن أريعدها‬ ‫أذهو إليها في رحالتي‪ ,‬لذلك فقد‬ ‫أن تعتقد أنني كنت كسون أيضا‪ ,‬فأخبرتها أنني أنود تأليف كتاو عن المشكالت انجتماعية في الريف‪.‬‬ ‫قالت روز‪" ,‬هل تنود تأليف كتاو؟ هذا سيكون شيئا جيدا تقوم به‪ ,‬أليس كذلك يا روبرت؟" فوافقها روبرت الرأد قائال‪,‬‬ ‫"نعم‪ ,‬بالطب ‪ .‬إن تأليف كتاو هو أفضل طريقة لالنخراط في السياسة‪ ".‬بالتأكيد روبرت يعرف ذلك حي أنه شخصيا قام‬ ‫لدد نيعة أن أقعوم بتعأليف كتعاو حقعا‪ ,‬وهعذا‬ ‫بتأليف العديد من الكتو‪ .‬فقلت لهما‪" ,‬معكما حق‪ ".‬وبالرغم من ذلك‪ ,‬لم تكن ّ‬ ‫ُ‬ ‫وععدت‪ ,‬علعى العرغم أن هعذا الكتعاو ن‬ ‫يبين أن معرفتنا بالمستقبل ضئيلة للغاية‪ .‬فها هو أنا اآلن أقعوم بتعأليف كتعاو كمعا‬ ‫عالقة له بالمشكالت انجتماعية في منطقة األلو‪ .‬ولكن اسمحوا لي أن أبدأ بالحدي عن بداية رحلتي إلى روريتانيا‪.‬‬ ‫كان عمي ويليام يقول دائما أنه ن ينبغي على أد شخص أن يمر على باريس دون أن يقضي بها أرب وعشعرين سعاعة‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحجزت ليلعة فعي فنعدق كونتيننتعال‪ .‬بمجعرد وصعولي للفنعدق‪ ,‬زرت بععض أصعدقائي القعدامى العذين‬ ‫عملت بنصيحته‬ ‫لذلك‬ ‫أعرفهم في العاصمة الفرنسية وهما جورج فيذرلي‪ ,‬الذد كان يعمل بالسفارة‪ ,‬وبرتعرام برترانعد‪ ,‬العذد كعان اآلن صعحفيا‬ ‫‪2‬‬


‫شهيرا في باريس‪ .‬ذلك المساء‪ ,‬تناولنا الطعام في أحد المطاعم‪ ,‬وأخبروني بكل األحدا الم يعرة التعي وقععت مع خرا فعي‬ ‫باريس‪.‬‬ ‫قال برترام‪" ,‬لقد كان هناك القليل جدا من المشاهير الذين قاموا بزيارة باريس م خرا‪ ".‬فسألته‪" ,‬هل بيعنهم أد شعخص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سمعت عنها‪ .‬إنها سيدة نبيلة تشتهر‬ ‫قابلت أنطوانيت دو موبان اليوم‪ ,‬ربما تكون قد‬ ‫أعرفه؟" فأجاو برترام‪" ,‬حسنا‪ ,‬أنا‬ ‫ب روتها وتطلعاتها‪ ,‬ولكنهعا سعوف تغعادر بعاريس اليعوم ون نععرف إلعى أيعن سعتكون وجهتهعا القادمعة‪ ".‬فسعألته‪" ,‬ولمعاذا‬ ‫جاءت إلى باريس؟" فقال جورج‪" ,‬كانت ضيفة عند دوق ستريلسو‪ .‬أنا قابلته في السفارة باألمس‪ .‬إنه األخ غير الشقيق‬ ‫لملك روريتانيا‪ .‬يقول الناس أنه كان انبن المفضل لدى أبيه‪ .‬ولقد عاد لحضعور حفعل التتعويا بعالرغم أننعي ن أعتقعد أنعه‬ ‫سيكون مستمتعا بهذ المناسبة ألنه يودّ لو أنه هعو الملعك‪ .‬أنعا ن أعتقعد أنعه يحعو أن يكعون مجعرد دوق‪ ".‬وقعال برتعرام‪,‬‬ ‫"ورغم ذلك أنا سمعت أنه رجل ماهر‪ ".‬فوافقه جورج قائال‪" ,‬أتفق معك تماما أنه ماهر للغاية‪".‬‬ ‫في اليوم التالي‪ ,‬أتى جورج معي إلى المحطة واشتريت تذكرة إلى محطتي التاليعة مدينعة دريعزدن‪ .‬لعم أخبعر جعورج أننعي‬ ‫ُ‬ ‫فعلت ذلك ننتقعل الخبعر علعى الفعور إلعى برتعرام ومعن عم ننتقعل إلعى كعل الصعحف فعي‬ ‫كنت ذاهبا إلى روريتانيا‪ ,‬ألنني لو‬ ‫غضون أيام‪.‬‬ ‫بينما كنت على وشك ركوو القطار‪ ,‬ابتسم جورج فجأة وذهعو ليتحعد مع امعرأة جميلعة وطويلعة القامعة ترتعدد مالبعس‬ ‫عصرية تبلغ معن العمعر حعوالي ال عين عامعا‪ ,‬والتعي كانعت تقعف عنعد مكتعو بيع التعذاكر مع امعرأتين شعابتين‪ ,‬كانتعا فعي‬ ‫تقديرد خادمتين لها‪ .‬عندما عاد جورج بعد دقائق قليلعة قعال لعي‪" ,‬إنعك ستسعافر مع إحعدى الشخصعيات المرموقعة‪ .‬إنهعا‬ ‫أنطوانيت دو موبان وهي أيضا متجهة إلى دريزدن‪".‬‬ ‫سريعا‪ ,‬تركنا باريس خلفنا‪ .‬كانعت الرحلعة طويلعة ومملعة وتسعاءلت إذا كنعت سعأرى أنطوانيعت دو موبعان فعي عربعة‬ ‫الطعام عندما أتناول طعامي في القطار ذلك المساء‪ ,‬أو ربما أراها وقت اإلفطار في الصباح التالي‪ .‬وم ذلك لم أر السيدة‬ ‫مرة أخرى حتى اليوم التالي عند ما صععد كالنعا إلعى القطعار المتجعه معن دريعزدن إلعى روريتانيعا‪ .‬ولكنهعا كانعت تبععد عنعي‬ ‫بمسافة في القطار فلم تراني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اندهشعت عنعدما‬ ‫بعد ساعات قليلة‪ ,‬وصل القطار إلى حدود روريتانيا حي توقفنا لكعي يفحعص الحعراس جعوازات سعفرنا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دخلعت روريتانيعا‪,‬‬ ‫حدّ ق الحراس في وجهي وفي جواز سفرد لبعض الوقت قبل أن يسمحوا لي بعدخول البلعد‪ .‬بمجعرد أن‬ ‫اشتريت جريدة وقرأت فيها أن حفل تتويا الملك كان سيتم في خالل يومين‪ .‬هذا التوقيت كان مبكرا جدا ع ّما كنت أعتقد‪.‬‬ ‫وصفت الجريدة حالة اإل ارة الموجعودة فعي الدولعة ن سع ّيما فعي العاصعمة ستريلسعو‪ ,‬حيع قالعت الجريعدة أن كعل الفنعادق‬ ‫كانت تمتلئ باألشخاص الذين كانوا يريدون مشاهدة هذ المناسبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قررت أنه من األفضل أن أتوقف في زنعدا‪ ,‬وهعي مدينعة صعغيرة تبععد معانين كيلعومترا ععن العاصعمة‪,‬‬ ‫قرأت ذلك‪,‬‬ ‫عندما‬ ‫وحوالي عشر كيلومترات عن الحدود‪ .‬في هذ المدينة أستطي أن أتمشى في التالل وأشاهد القلعة الشهيرة بالمدينة‪ ,‬عم‬ ‫ُ‬ ‫رأيعت أنطوانيعت دو‬ ‫أركو القطار في ذات اليوم إلى ستريلسو ألشاهد حفل التتويا‪ .‬بينما كنت أهبط من القطار فعي زنعدا‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫إلي‪.‬‬ ‫موبان التي لّت في القطار لتواصل الرحلة إلى العاصمة‪ ,‬ولكنها لم تن ر ّ‬ ‫رحبت بي فعي الفنعدق الريفعي امعرأة عجعوز التعي كا نعت تعدير مع ابنتيهعا‪ .‬قالعت لعي أنهعا لعم تكعن مهتمعة بمعا يحعد فعي‬ ‫ّ‬ ‫العاصمة ولكنها كانت تحو دوق ستريلسو الذد كانعت تطلعق عليعه العدوق مايكعل‪ .‬إنعه كعان الرجعل المسعئول ععن األرض‬ ‫داخل زندا والقلعة الموجودة بها‪ .‬فعي الحقيقعة‪ ,‬كانعت صعاحبة الفنعدق تتمنعى لعو أن العدوق كعان هعو الملعك الجديعد ولعيس‬ ‫أخيه‪.‬‬ ‫شرحت المرأة قائلة‪ " ,‬نحن جميعا نعرف الدوق مايكل‪ ,‬فهعو كعان دائمعا يععي فعي روريتانيعا ويهعتم بعأمر شععبها‪ ,‬ولعذلك‬ ‫غريو عنا‪ .‬فقد قضى مع م حياته خارج البالد كما أن الك ير من الناس‬ ‫يحبه الناس‪ .‬أما بالنسبة للملك‪ ,‬حسنا‪ ,‬إنه تقريبا‬ ‫ٌ‬ ‫ن يعرفون حتى شكله‪ .‬اآلن الملك يقيم في كوخ يستخدمه عند الصيد في الغابة‪ ,‬وهو قريو جدا من زندا‪ ,‬وسوف يسعافر‬ ‫من هناك إلى العاصمة من أجل تتويجه‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫وقررت أن أمشي في الغابة في اليوم التالي لعلّعي أرا ‪ .‬واصعلت المعرأة كالمهعا قائلعة‪" ,‬أتمنعى لعو‬ ‫كنت مهتما لسماع ذلك‬ ‫أنه يبقى هناك في الغابة‪ .‬الناس يقولون أنه يحو فقط الصيد والطعام الجيد‪ .‬يجو عليه أن يسمح للدوق أن يصبح ملكنعا‬ ‫الجديد‪ ,‬وهناك الك ير من الناس الذين لديهم نفس الرأد‪ ".‬فقالت ابنتها الكبرى‪" ,‬حسنا‪ ,‬أنعا ن أحعو العدوق مايكعل‪ .‬إنهعم‬ ‫يقولون أن الملك له شعر أحمر م لك تماما‪ ".‬فقلت ضاحكا‪" ,‬الك ير من الرجال لديهم شععر أحمعر م لعي‪ ".‬سعألت المعرأة‬ ‫العجوز ابنتها‪" ,‬كيف علم ِ‬ ‫ت أن الملك شعر أحمر؟" فشرحت لها انبنة‪" ,‬أخبرني بذلك جوهان‪ ,‬خادم الدوق‪ ,‬فقعد شعاهد‬ ‫الملك عند كوخ الصيد‪".‬‬ ‫سألتهما قائال‪" ,‬لماذا يتواجد الملك هنا إذا كانعت هعذ هعي أرض العدوق؟" فشعرحت السعيدة العجعوز‪" ,‬لقعد قعام العدوق "‬ ‫ُ‬ ‫فقلت‪" ,‬هما صديقان إذا؟" فردّ ت العجعوز‪,‬‬ ‫بدعوته يا سيدد‪ .‬الدوق موجود في ستريلسو ليقوم باإلعداد لحفل التتويا‪".‬‬ ‫"ن أعرف إذا كان من الممكن أن تكونا صديقين إذا كنتما تريدان نفس الشيئ‪ ".‬قلت لها‪" ,‬ماذا تقصعدين؟" فقالعت‪" ,‬أنعا‬ ‫‪3‬‬


‫ُ‬ ‫فقلت‪" ,‬حسنا‪ ,‬أنا أشعر بالحزن تماما على الدوق‪ ,‬ولكن من حق األخ‬ ‫وا قة أن الدوق مايكل يودّ أن يكون الملك أيضا‪".‬‬ ‫األكبر أن يصبح هو الملك‪".‬‬ ‫قال صوت جهيعر معن خعارج البعاو‪" ,‬معن العذد يتحعد ععن العدوق؟" فقالعت السعيدة العجعوز عنعدما دخعل رجعل ٌ الحجعرة‪,‬‬ ‫"عندنا أحد الضيوف يا جوهان‪ ".‬عندما ريني الر جل‪ ,‬خل قبعتعه وتراجع خطعوة للخلعف مندهشعا كمعا لعو أنعه رأى شعيئا‬ ‫مذهال‪ .‬فسألته السيدة العجوز‪" ,‬ماذا بك يا جوهان؟ لقد حضر هذا السيد النبيعل إلعى بلعدنا ليشعاهد حفعل التتعويا‪ ".‬فقالعت‬ ‫إحدى بناتيها‪" ,‬إنه منده من الشعر األحمر‪ .‬نحن ن نعرى الشععر األحمعر ك يعرا فعي بلعدنا إن إذا كنعت جعزءا معن عائلعة‬ ‫الملك‪ ,‬عائلة إلفبرج‪ .‬الك ير منهم شعر أحمر‪".‬‬ ‫استمر الرجل في التحديق في‪ ,‬ولكنه قعال‪ " ,‬مسعاء الخيعر يعا سعيدد‪ .‬أنعا يسعف‪ ,‬فلعم أكعن أتوقع أن أرى أد ضعيوف جعدد‬ ‫هنا‪ ".‬فقلت له‪" ,‬ن عليك‪ .‬الوقت تأخر وحان موعد نومي‪ .‬طابت ليلتكم جميعا‪ .‬شكرا لكم سيداتي على محاد تنا‪ ".‬وقفعت‬ ‫لكي أذهو إلى غرفتي عندما قال جوهان فجأة‪" ,‬سيدد‪ ,‬هل سبق لك ر يعة ملكنعا؟" فقلعت لعه‪" ,‬ن‪ ,‬لعم يسعبق لعي ر يتعه‬ ‫مطلقا‪ ,‬ولكني يمل أن أفعل ذلك يوم األربعاء في حفل التتويا‪ ".‬لم يقُل جوهان أد شيئ يخر‪ ,‬ولكنعي شععرت أنعه يحملعق‬ ‫في ببصر بينما ُ‬ ‫كنت أصع ُد درجات السلّم‪.‬‬ ‫في الصباح التالي‪ ,‬بدا جوهان أقل توترا بك ير‪ .‬عندما علم أنني ذاهعو إلعى ستريلسعو قعال أن بنمكعاني أن أقعيم فعي منعزل‬ ‫شقيقته التي كانت متزوجة من أحد التجعار األ ريعاء ودععت جوهعان للبقعاء معهمعا لحضعور التتعويا‪ ,‬لكنعه لعم يعتمكن معن‬ ‫ُ‬ ‫الذهاو‪ُ .‬‬ ‫وقبلت ذلعك الععرض‪ .‬قعال لعي جوهعان أنعه سيتصعل بشعقيقته علعى الفعور ويطلعو‬ ‫كنت سعيدا للغاية بهذ الفرصة‬ ‫منها أن تنت رني في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫خططت في البداية أن أمشعي عبعر‬ ‫رغم ذلك‪ ,‬قررت أنني مازلت أرغو في مشاهدة الغابة التي كان يقيم فيها الملك‪ ,‬لذلك‬ ‫الغابة لمسافة ستة عشر كيلومترا على طول الطريق حتى المحطة التالية حي يمكنني أن أركو قطارا إلعى العاصعمة‪ .‬لعم‬ ‫أخبر جوهان بهذا الترتيو ألنني لعم أكعن أعتقعد أن وصعولي إلعى منعزل شعقيقته متعأخرا ذلعك اليعوم شعيئا ذا أهميعة‪ .‬لعذلك‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعدأت الرحلعة صععودا إلعى التعل باتجعا القلععة‪ .‬بععد ذلعك‪,‬‬ ‫وودعت السيدة العجوز وابنتيهعا عم‬ ‫أرسلت حقائبي إلى المحطة‬ ‫كانت هناك مسافة قصيرة أقطعها سيرا على األقدام حتى أدخل الغابة‪.‬‬ ‫بعععد ذلععك بنصععف سععاعة‪ ,‬وصع ُ‬ ‫علت إلععى القلعععة‪ .‬كانععت قديمععة جععدا ولكععن كععان بنا هععا متينععا‪ ,‬ويحيطهععا خنععدق مععائي مععن كععل‬ ‫الجوانو‪ .‬خلف القلعة كان هناك قصر حدي والذد كان يستخدمه دوق ستريلسو كمنزله الريفعي‪ .‬كعان يعتم الوصعول إلعى‬ ‫القصر بواسطة طريق عريض‪ ,‬ولكعن كعان يمكعن الوصعول إلعى القلععة القديمعة فقعط ععن طريعق جسعر متحعرك يعربط بعين‬ ‫ُ‬ ‫القلعة والقصر‪ُ .‬‬ ‫رأيت أن الدوق يمتلك م ل هذا المنزل جيد التحصين على الرغم أنه لن يصبح الملك‪.‬‬ ‫كنت سعيدا عندما‬ ‫ُ‬ ‫وصلت إلى الغابة الم لمة بسرع ة ومشيت فيها لمدة ساعة تقريبا‪ .‬كنت مسرورا ألن األشجار العالية كانت تمنحنعي عال‬ ‫يبع على البرودة‪ ,‬فلم تكن الشمس تصل ك يرا إلى األرض بسبو أوراق األشجار الك يرة‪ .‬كان المكان جميال‪ ,‬وبعد فترة‬ ‫ُ‬ ‫قررت أن أستريح متكئا على إحدى األشجار الضخمة‪ .‬كان الجو هادئا جعدا ويبعع علعى الطمأنينعة فعي الغابعة‬ ‫من الوقت‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫علعي أن أركبعه إلعى ستريلسعو‪ ,‬وكعذلك‬ ‫سبات عميق‪ ,‬ونسيت كل شيئ بخصوص القطار العذد كعان‬ ‫لدرجة أنني‬ ‫ّ‬ ‫دخلت في ُ‬ ‫حقائبي التي كانت تنت رني في المحطة‪ُ .‬‬ ‫كنت أحلم في منامي أنني أسكن في قلعة زنعدا عنعدما اسعتيق ت علعى صعوت معا‬ ‫يقول‪" ,‬يا للعجو‪ ,‬أن ر إليه! هذا مذهل! أنه يشبه الملك تماما!"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ووجدت رجلين ين ران إلي‪ .‬كان يحمل كال منهما بندقية ويرتديان مالبس الصيد‪ .‬كان أحعدهما قصعيرا‬ ‫فتحت عيني ببطء‬ ‫ولكنه بدا قود البنية تماما‪ ,‬وكان لون عينيه أزرق فاتح‪ ,‬وكان يبدو وكأنه جندد‪ .‬أما اآلخر فكعان أصعغر عمعرا‪ ,‬ونحيفعا‬ ‫ومتوسط الطول‪ ,‬وكان يشبه النبالء‪ .‬واكتشفت فيما بعد أن تخميناتي عن كليهما كانت صحيحة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قعدمي‪ .‬قعال الرجعل‪" ,‬إنعه تقريبعا فعي نفعس طعول الملعك‬ ‫فوقفعت علعى‬ ‫اقترو مني الرجل األكبر سنا ورف قبعته لي بعأدو‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ,‬إن هذا شيئ مذهل حقا‪ .‬معا اسعمك يعا سعيدد؟" فسعألتهما‪" ,‬لعلكمعا تخبرانعي باسعميكما أون؟" فتقعدم الرجعل النبيعل‬ ‫خطععوة وهععو يبتسععم وقععال‪ " ,‬بععالطب ‪ ,‬هععذا هععو العقيععد سععابت‪ ,‬وأنععا أدعععى فريتععز فععون تارلنهععايم‪ .‬كالنععا يعمععل لععدى ملععك‬ ‫روريتانيا‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫وقلت لهما‪" ,‬اسمي رودولف راسيندل‪ .‬أنا مسافر وقادم من إنجلترا وكنت ضابطا في جي الملكة‪ ".‬فقال‬ ‫صافحتهما‬ ‫تارلنهايم‪" ,‬حسنا‪ ,‬نحن ضابطان لدى ملكنا‪ ,‬إذا فنحن نفهم بعضنا جيدا‪ ".‬قال العقيد سابت بهدوء‪" ,‬راسيندل‪ ,‬راسيندل‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫فشرحت له‪" ,‬أخي هو اللورد بيرلسدون الجديد‪ ".‬م سألتهما‪" ,‬هل أنا‬ ‫أنا أعرف ذلك‪ ,‬هل أنت أحد أفراد بيرلسدون؟"‬ ‫بالفعل أشبه الملك؟" فقال فريتز‪" ,‬ربما تكونا توأمين‪ ".‬وقال سابت ضاحكا‪" ,‬على الرغم أنكما كالتوأمين المتما لين إن‬ ‫أنكما لستما متما لين في الشخصية أو في المهارات‪ .‬أنتما تبدوان مختلفين تماما‪ .‬فنذا َ‬ ‫كنت ضابطا في جي الملكة يا‬ ‫راسيندل‪ ,‬فأنت بالتأكيد بارع في المبارزة بالسيف‪".‬‬ ‫‪4‬‬


‫سألتهما‪" ,‬أليس الملك رجل مقاتل؟" فقعال فريتعز‪" ,‬الملعك يحعو أن يععي بشعكل جيعد‪ .‬يمكعن أن نقعول أنعه يفضعل تنعاول‬ ‫ُ‬ ‫فقلعت‬ ‫الطعام أك ر من خوض المعارك‪ ,‬ولكنه رجل عطوف وهو ملكنا‪ ,‬ونحن على استعداد أن نفعل أد شيئ معن أجلعه‪".‬‬ ‫لهمععا‪" ,‬إذا ربمععا نكععون متشععابهين ألننععي أحععو أن أعععي الحيععاة السععهلة أيضععا‪ ".‬فععي هععذ اللح ععة‪ ,‬جععاء صععوت مععن بععين‬ ‫األشجار خلفنا يقول‪" ,‬فريتز‪ ,‬أين أنت يا فريتز؟" بدا القلق على فريتز‪ ,‬م قال لي بصعوت هعاد ‪" ,‬إنعه الملعك‪ ,‬إنعه قعادم‬ ‫إلى هنا اآلن‪".‬‬ ‫م هر شاو من خلف إحدى األشجار في الغابة ووقف أمامنا‪ .‬عندما ن رت إليه‪ ,‬صعدرت منعي صعرخة عاليعة فعي نفعس‬ ‫ال وقت الذد تراج هو فيه للخلف في حالة ذهعول معن ر يتعي‪ .‬فباسعت ناء وجعود اخعتالف فعي الطعول بمقعدار سعنتيمتر أو‬ ‫ا نين‪ ,‬كنا نبدو متما لين تمامعا لدرجعة أنعه معن الجعائز أن يكعون ملعك روريتانيعا هعو أنعا‪ ,‬رودولعف راسعيندل‪ ,‬كمعا أن معن‬ ‫الجائز أن أكون أنا هو‪ ,‬ملك روريتانيا‪.‬‬ ‫ترجمة الفصل ال انى‬ ‫ُ‬ ‫وقفت‬ ‫‪ ‬كان شعورا غريبا بالنسبة لي أن أكون واقفا في إحدى الغابات في دولة روريتانيا أمام شخص يشبهني تماما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫انحنيت لتحيته‪ ,‬وتكلم هو أخيرا‪.‬‬ ‫أنا وملك روريتانيا القادم لبضعة دقائق نن ر إلى بعضنا البعض في صمت‪ ,‬م‬ ‫ُ‬ ‫كنعت علعى وشعك أن أجيعو عنعدما تقعدم العقيعد سعابت خطعوة‬ ‫‪ ‬قال الملك‪" ,‬أيها العقيد‪ ,‬فريتز‪ ,‬من هذا السعيد النبيعل؟"‬ ‫لألمام وتحد م الملك بهدوء‪ .‬بينما العقيد كان يتحد ‪ ,‬كان ينصت له الملك بتفهم وكان يحدّ ق فعي بعين الحعين واآلخعر‪.‬‬ ‫بينما كانا يتحد ان‪ ,‬كنت أفحص الملك بدقة‪ .‬بالتأكيد كان يشبهني بدرجعة كبيعرة علعى العرغم معن وجعود بععض انختالفعات‬ ‫بيننا‪ ,‬ففمه كان أقل عرضا‪ ,‬ووجهي كان أنحف قليال‪ ,‬ولكن بوجه عام كنا متما لين‪.‬‬ ‫‪ ‬توقف العقيد سابت عن الحدي ‪ ,‬وفجأة بدأ الملك يضحك بصوت عال‪ ,‬عم تقعدم خطعوات نعاحيتي وهعو معازال يضعحك‬ ‫علعي‪ ,‬فأنعت ن تقابعل م يلعك كعل يعوم‪".‬‬ ‫وقال‪" ,‬أنا سعيد بمقابلتك يا ابن العم‪ .‬أرجو أن تسعامحني ألن الدهشعة كانعت تبعدو‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أحببت ذلك أم ن‪ ,‬فال مفر من أن تكون شعبيها لعي‪ .‬أنعا لسعت غاضعبا‪,‬‬ ‫فقلت‪" ,‬أرجو أن يكون ذلك أغضبك‪ ".‬فقال‪" ,‬سواء‬ ‫ويسعدني أن أقدم لك مساعدة‪ ,‬إلى أين أنت مسافر؟" فقلت‪" ,‬إلى ستريلسو‪ ,‬أنا ذاهو إلى حفل التتويا‪ ".‬ن ر الملعك إلعى‬ ‫الرجلين اآلخرين وابتسم م صاح قائال‪" ,‬ما الذد سيخطر ببال أخي مايكل إذا رينا نحن ان نين معا‪".‬‬ ‫‪ ‬قععال فريتععز فععون تارلنهععايم‪ " ,‬ولكععن يععا سععيدد‪ ,‬أنععا ن أعتقععد أنهععا سععتكون فكععرة جيععدة أن يععذهو السععيد راسععيندل إلععى‬ ‫ستريلسو اآلن‪ ".‬فسأل الملك العقيد سابت‪" ,‬حقا؟ ما رأيك؟" فقال الضابط الكبير سنا‪" ,‬أنا أتفعق مع فريتعز‪ .‬ن يجعو أبعدا‬ ‫ُ‬ ‫فقلت‪" ,‬ن عليك يا سيدد‪ ,‬أنا متفهم المشكلة‪ .‬سوف أغادر روريتانيا اليوم‪ ".‬فقعال الملعك‪,‬‬ ‫أن يذهو راسيندل إلى هناك‪".‬‬ ‫"ن داعي أن تغادر اليوم‪ .‬من فضلك‪ ,‬نبد أون أن تتناول معي الطعام الليلة‪ .‬أنت ن تقابل ابن عم جديد كل يوم‪".‬‬ ‫‪ ‬قال العقيد سابت‪" ,‬تذكر يا سيدد أن يومنا سيبدأ مبكرا غدا‪ ".‬فقال الملك‪" ,‬وم ذلعك يمكننعا أن نأكعل جيعدا‪ ,‬كمعا أن‬ ‫ُ‬ ‫فأجبت وأنا أنحني له مرة انية‪" ,‬هو نفس اسمك‪ ".‬فقال‪,‬‬ ‫الطعام الجيد أهم من النوم‪ .‬يا سيد راسيندل‪ ,‬ما اسمك األول؟"‬ ‫" تعالى إذن يا ابن العم رودولف‪ .‬أنا ن أمتلك منزن هنا‪ ,‬ولكني أقيم في المكعان العذد يسعتخدمه أخعي مايكعل أ نعاء الصعيد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت بالسعير مع الملعك لمعدة نصعف سعاعة‬ ‫إنه ليس كالقصر الذد اعتدت عليه‪ ,‬ولكنه يفي بالغرض لبضعة أيام‪ ".‬وهكذا‪,‬‬ ‫عبر الغابة نتحد بال تكلّف حتى وصلنا إلى كوخ خشبي صغير ُيستخدم عند الصيد ويق بين األشجار‪ .‬خرج خعادم الملعك‬ ‫الشخصي لمالقاتنا‪ .‬كانت الخادمة األخرى هي والدة جوهان‪ ,‬الرجل الذد قابلته في الفندق الريفي‪.‬‬ ‫‪ ‬سأل الملك الخادم‪" ,‬هل العشاء جاهز يا جوزيف؟" ردّ الخادم باإليجاو‪ ,‬ورافقنا إلى غرفعة الطععام حيع كانعت هنعاك‬ ‫ُ‬ ‫منضدة معدّ ة وعليها كمية وفيرة من الطعام‪ُ .‬‬ ‫أكلت ك يعرا معن‬ ‫كنت جائعا بعد المسافة التي قطعتها سيرا على األقدام‪ ,‬لذلك‬ ‫الطعام الذد كان شهيا‪ .‬ولكني نح ُ‬ ‫ت أن العقيد سابت وفريتز فون تارلنهايم لم يرغبعا فعي تنعاول الك يعر بسعبو الفعاليعات‬ ‫التي ستحد في اليوم التالي‪ .‬شرح لي فريتز قائال‪" ,‬سوف نغعادر أنعا والعقيعد سعابت هنعا فعي السادسعة معن صعباح الغعد‪.‬‬ ‫سنمتطي خيولنا إلى زندا م نعود ومعنا أحد الجنود الحراس لنصطحو الملك إلى محطة القطعار‪ ".‬قعال الملعك‪" ,‬إنعه شعيئ‬ ‫حراسه‪ .‬ولكن يا رودولعف‪ ,‬ن تشعغل بالعك بهعذين العرجلين! فعنحن لسعنا بحاجعة‬ ‫طيو جدا من أخي أن يسمح لي باستخدام ّ‬ ‫إلى انستيقا مبكرا على هذا النحو‪ .‬إذا‪ ,‬تناول المزيد من الطعام يا ابن العم!"‬ ‫‪ ‬واصلنا تناول الطعام وواصل جوزيف إحضار المزيد منه‪ .‬قال الخادم وهو يض أمامنا بعض الكعك‪" ,‬قال لي العدوق‬ ‫علي أن أقدم لك هذا في نهاية وجبتك‪ ".‬فقال الملك سعيدا‪" ,‬أحسنت صنعا يا مايكل‪ .‬إنه يعرفني جيعدا‪ ".‬عم أكعل‬ ‫أنه يجو‬ ‫ّ‬ ‫الكعك بنهم كما لو كان هو أول شيئ يأكله طوال اليوم‪ .‬أنعا أكلعت كعكعة واحعدة فقعط حيع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أكلعت معا يكفعي بالفععل‪.‬‬ ‫كنعت قعد‬ ‫ُ‬ ‫طلبت أن أذهو للنوم‪ .‬هذا كل ما أتذكر في ذلك المساء‪.‬‬ ‫وعندما بدا أن الملك قد فرغ أخيرا من الطعام‪,‬‬ ‫‪5‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬الشيئ التالي الذد أتذكر هو أنني استيق ُ‬ ‫فرأيعت العقيعد سعابت‬ ‫رفعت رأسعي ألعلعى‬ ‫ت فجأة وقد غطى الماء وجهي‪.‬‬ ‫يقف أمامي وبجوار فريتز فون تارلنهايم‪ ,‬فقلت عندما أدركت أن العقيد قد ن ر الماء فوقي‪" ,‬لم يكن هذا شيئا مضحكا‪".‬‬ ‫فقال سابت‪" ,‬لم تكن هناك أد وسيلة أخرى لتوق ك من النوم‪ .‬السعاعة اآلن الخامسعة‪ ".‬فقلعت‪" ,‬الخامسعة؟ ولكعن الوقعت‬ ‫مبكر و‪ "...‬فقال فريتز بصوت يبدو عليه القلق‪" ,‬راسيندل‪ ,‬يجو أن تأتي وتن ر إلى هذا‪ ".‬وأخعذني معن ذراععي وقعادني‬ ‫حتى الغرفة التالية‪ .‬كان الملك ملقى على األرض ولون وجهه أحمر ويتنفس بصعوبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقمت بجس نبضه‬ ‫انحنيت إلى أسفل‬ ‫‪ ‬شرح فريتز لي قائال‪" ,‬نحن نحاول إفاقته منذ نصف ساعة ولكننا لم نستط ‪".‬‬ ‫فوجدتعه ضععيفا وبطيئعا للغايععة‪ُ .‬‬ ‫قلعت لهمعا‪" ,‬إنعه بالتأكيععد ذلعك الكععك الععذد أكلعه الليلعة الماضعية‪ .‬هععل تعتقعدان أنعه تعع ّعرض‬ ‫للتسمم؟" فقال سابت‪" ,‬ن نعلعم‪ .‬يجعو أن نحضعر طبيبعا‪ ".‬فقعال فريتعز‪" ,‬ن يوجعد طبيعو لمسعافة خمسعة عشعر كيلعومترا‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫فصعرخت قعائال‪" ,‬ولكعن معاذا ععن حفعل التتعويا؟" فقعال فريتعز‪,‬‬ ‫وحتى لو هناك ألف طبيو فلعن يسعتطيعوا شعفائه اليعوم‪".‬‬ ‫"علينا أن نخبر شعو روريتانيا بأنه مريض‪ ".‬قال سابت‪" ,‬لو لم يتم تتويجه اليوم‪ ,‬فال أعتقعد أنعه سعيكون ملكعا بععد ذلعك‬ ‫على اإلطالق‪ ".‬فسألته‪" ,‬ولكن لماذا؟" فقال سابت‪" ,‬الدولة كلها تنت ر اليوم‪ .‬ومع م الجي ‪ ,‬الذد يقود الدوق مايكل‪,‬‬ ‫يترقو أيضا‪ ,‬إنهم لن يكونوا سعداء بذلك‪".‬‬ ‫‪ ‬قال فريتز وهو ينهض استعدادا للمغادرة‪" ,‬يجو أن نخبر الجميع بمعا حعد ونسعتغل ذلعك لصعالحنا‪ ".‬فأوقفعه سعابت‬ ‫الذد سألني‪" ,‬هل تعتقد أنه تم دس السم له؟" فأجبته بأنني أعتقد ذلك‪ ,‬فتساءل‪" ,‬إذا من الذد فعل ذلعك؟" فأجعاو فريتعز‬ ‫غاضبا‪" ,‬إنه بالتأكيد الدوق مايكل‪ ".‬فاستطرد سابت قائال‪" ,‬نعم‪ ,‬إنه فعل ذلعك حتعى ن يمكعن تتعويا أخيعه‪ .‬أنعت ن تععرف‬ ‫شخصية الدوق يا راسيندل‪ ,‬أليس كذلك؟ لو لم يصبح رودولف ملكعا‪ ,‬فسعوف يسعتولي العدوق مايكعل علعى التعاج‪ ".‬جلسعنا‬ ‫جميعا صامتين نفكر فيما يمكننا عمله‪ .‬م نهعض سعابت فجعأة وقعال بحمعاس وهعو ين عر لعي‪" ,‬عنعدد فكعرة‪ .‬لقعد كعان معن‬ ‫حسن الح أن نقابلك باألمس‪ ,‬ألنك تستطي أن تذهو إلى ستريلسو لكي يتم تتويجك!"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لسعت الملعك‪ ,‬ون تنسعى أننعي إنجليعزد‪ ".‬فقعال فريتعز‪" ,‬معن‬ ‫قلت ضاحكا‪" ,‬أنعا؟ هعذا مسعتحيل‪ .‬سعيالح النعاس أننعي‬ ‫‪‬‬ ‫السهل أن نغعض الطعرف ععن ذلعك ألن لغتعك األلمانيعة ممتعازة‪ ,‬وإذا قمنعا بنلباسعك مالبعس مختلفعة‪ ,‬لعن يععرف أحعد‪ ".‬قعال‬ ‫سابت‪" ,‬لو لم تذ هو إلى ستريلسو‪ ,‬سيصبح الدوق مايكل ملكا الليلة‪ ,‬والملك إما أن يموت أو يتم العزج بعه فعي السعجن‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫فوقفت‪,‬‬ ‫فقلت‪" ,‬أنا متفهم ما تقونن‪ ,‬ولكن لن يغفر لي الملك مطلقا إذا‪ "...‬فصرخ سابت مقاطعا‪" ,‬إن بلدنا تحتاج ذلك‪".‬‬ ‫ومشيت في أنحاء الحجرة في صمت‪ .‬أصدرت ساعة الحائط تكاتها ستين مرة‪ ,‬م وصل العدد إلى سبعين‪ ,‬ف مانين‪ .‬ن ُ‬ ‫ُ‬ ‫رت‬ ‫ُ‬ ‫وأدركت أنه ليس أمامي بديل يخر‪ .‬قعرأ سعابت تعبيعر وجهعي بوضعوح ألنعه ابتسعم‬ ‫إلى الملك المسكين الملقى على األرض‬ ‫حتى قبل أن أقول بهدوء‪" ,‬حسنا جدا‪ ,‬سأذهو‪".‬‬ ‫‪ ‬قال سابت‪" ,‬لن ننت ر حراس مايكل‪ ,‬بعل سعنغادر إلعى ستريلسع و فعي الحعال‪ .‬يمكعن أن نخبعئ الملعك فعي القبعو‪ ,‬بحيع‬ ‫عندما يصل الحراس يعتقدون أنه ن يوجد أحد هنا‪ ".‬فسأله فريتز‪" ,‬ماذا لو قاموا بتفتي المبنى؟" فقال سابت‪" ,‬سعوف‬ ‫يقععول لهععم جوزيععف أنععه ن يوجععد أحععد فععي كععوخ الصععيد‪ .‬هععذ هععي فرصععتنا الوحيععدة‪ ".‬فسع ُ‬ ‫عألت‪" ,‬كيععف سععنأخذ الملععك إلععى‬ ‫ُ‬ ‫نبيت في القصر وبمجرد أن نصبح بمفردنا في حجرة نوم الملك‪ ,‬أنا وأنت نغادر عائدين‬ ‫ستريلسو؟" فقال سابت‪" ,‬الليلة‪,‬‬ ‫إلى هنا على هر الخيل‪ .‬فريتز سيبقى في القصر ليحرس حجرة نوم الملك‪ ,‬وأنعا سعأبلغ جوزيعف أن يجهعز الملعك لرحلعة‬ ‫العودة‪ .‬بعد ذلك سيعود الملك معي في ال الم إلى القصر‪ .‬وفي هذ األ ناء‪ ,‬تمتطي أنت الجواد بأسرع ما يمكنك لتصل إلى‬ ‫الحدود وتحاول أن تغادر البلد قبل طلوع النهار‪ .‬هل نحن جميعا موافقون على هذ الخطة؟" فقلت له أننعي موافعق‪ ,‬وقعال‬ ‫فريتز‪" ,‬إنها خطة جيدة‪".‬‬ ‫‪ ‬سابت وفريتز قاما برف الملك وحمله إلى خارج الحجعرة‪ ,‬ولكننعا أدركنعا أن والعدة جوهعان كانعت تراقبنعا ون عرت لنعا‬ ‫وعلى وجهها تعبيعر غريعو قبعل أن تنصعرف‪ .‬قعال سعابت‪" ,‬أعتقعد أنهعا سعمعتنا‪ .‬بععد أن نقعوم بنقعل الملعك‪ ,‬سعوف أتحعد‬ ‫معها‪ " .‬في هذ األ ناء‪ ,‬بدأ جوزيف يساعدني في ارتداء بعض مالبس الملك‪ .‬عندما عاد فريتعز‪ ,‬ن عر إلعي وقعال‪" ,‬أعتقعد‬ ‫أننععا سععننجح‪ ".‬فسععألته‪" ,‬مععاذا حععد لوالععدة جوهععان؟" فقععال‪ " ,‬تععم احتجازهععا فععي القبععو مع الملععك‪ .‬سععوف يطلععق جوزيععف‬ ‫سراحها فيما بعد‪ ,‬بعد مغادرة مايكل‪ .‬ولكني متأكد أنهم عندما يجدوا أن الملك غير موجود هنا‪ ,‬س ُيدرك مايكل أننعا نععرف‬ ‫خطته‪ ".‬قال سابت عندما عاد إلى الحجرة‪" ,‬هيا بنا نغادر‪ ".‬فسأله فريتز‪" ,‬هل كل شيئ يمن هنا؟" فأجاو سابت‪" ,‬ن‪ ,‬ن‬ ‫شيئ يمن في أد مكان‪ ,‬ولكن يجو علينا بذل قصارى جهدنا‪".‬‬ ‫‪ ‬كنا جميعا اآلن نرتدد الزد الرسمي‪ ,‬وبدأنا الرحلة على هر الخيل‪ .‬كان صباحا باردا‪ ,‬وبدأ سابت على الفور يحكي‬ ‫لي قصة حياة الملك‪ .‬حكى لي عن عائلته واألشياء التي يحبها واهتماماته ونقاط ضعفه وأصدقائه وخدمه‪ .‬وأخبرني كيف‬ ‫يجو أن أتصرف في القصر‪ ,‬وقال أنه سعيكون دائمعا إلعى جعوارد ليحعد ني ععن األشعخاص العذين سعوف أقعابلهم‪ .‬سعريعا‪,‬‬ ‫وصلنا إلى المحطة‪ .‬قال فريتز لحارس المحطة الذد بدا مندهشا أن الملعك قعد غيعر خططعه‪ ,‬وصععدنا إلعى القطعار متجهعين‬ ‫إلى العاصمة‪ .‬ن ُ‬ ‫رت في ساعتي‪ ,‬أو يجو أن أقول في ساعة الملك‪ ,‬وسألت فريتز إذا كان يعتقد أن الدوق مايكل قعد وجعد‬ ‫‪6‬‬


‫ُ‬ ‫ورأيعت أننعا كنعا نقتعرو معن‬ ‫الملك‪ ,‬فقال‪" ,‬أتمنى أن يكون قد حد ذلك‪ ".‬بعد وقت قصير مررنا بأبراج ومبعاني العاصعمة‬ ‫المحطة‪.‬‬ ‫‪ ‬سألني سابت‪" ,‬ما هو شعورك اآلن؟" فقلت‪" ,‬متوتر‪ .‬فأنا بشر من لحم ودم‪ ".‬فقال‪" ,‬ستكون على معا يعرام‪ .‬ولكننعا‬ ‫وصلنا ساعة مبكرا عما كعانوا يتوقعونعه‪ ,‬لعذلك فلعن يكعون هنعاك أحعد فعي اسعتقبالنا‪ .‬يجعو أن نرسعل تنبيهعا بوصعولنا إلعى‬ ‫ُ‬ ‫فصرخت فيه مقاطعا‪" ,‬في هذ األ ناء‪ ,‬سأتناول اإلفطار‪ .‬الملك جوعان‪ ".‬ابتسم لي سعابت‪,‬‬ ‫القصر‪ ,‬وفي هذ األ ناء ‪"...‬‬ ‫ُ‬ ‫وأخذت نفسا عميقعا بينمعا كنعا نخطعو‬ ‫وأمسك يدد قائال‪" ,‬دعنا نأمل أن نكون جميعا على قيد الحياة اليوم‪ ".‬توقف القطار‬ ‫للخارج إلى المحطة في ستريلسو‪ .‬بععد ذلعك بدقيقعة واحعدة أصعبح كعل شعيئ مليعئ بالحركعة‪ ,‬جعرى رجعال نحونعا عم جعروا‬ ‫مبتعدين مرة أخرى‪ ,‬امتطى جنودا خيولهم وابتعدوا‪ ,‬ورافقنعي رجعال يخعرون إلعى مطععم المحطعة‪ .‬وأ نعاء تنعاول إفطعارد‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫سمعت أصوات موسيقى وأشخاص يهتفون قائلين‪" ,‬حف هللا الملك"‪ ,‬كانوا يسعتعدون لحفعل التتعويا‪ .‬قعال سعابت‪" ,‬حفع‬ ‫هللا كِال الملكين‪".‬‬ ‫‪ ‬عند مغادرة المطعم‪ ,‬رأينا مجموعة من الجنود الذين وصعلوا للترحيعو بنعا‪ .‬كعان قائعد المجموععة رجعل طويعل وكبيعر‬ ‫سترته تمتلئ باألنواط‪ .‬قال سابت لكي أعرف من هو‪" ,‬هذا هو المارشال ستراكنت ‪ ".‬إنه شخص مهعم جعدا‬ ‫سنا‪ ,‬وكانت ُ‬ ‫في الجي ‪ .‬قام المارشال بتحيتي واعتذر لي ألن الدوق لم يعتمكن معن اسعتقبالي فعي المحطعة‪ ,‬وقعال أنعه سعيقابلني قريبعا‪.‬‬ ‫كنت أرد بطريقة مهذبة ورسمية قدر استطاعتي‪ ,‬وبدأت أشعر بأنني أقل توترا عندما لم يبدو أن أد شخص قد أدرك أنني‬ ‫ُ‬ ‫رأيت أن فريتز كان مازال متوترا للغاية عندما قام بمصافحة المارشال‪.‬‬ ‫لست الملك‪ .‬ولكني‬ ‫ُ‬ ‫بدأت أتجول عبر العاصمة‬ ‫‪ ‬سار الجنود أمامنا حتى خرجنا من المحطة‪ ,‬م امتطينا الخيول التي كانت تنت ر بالخارج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رأيعت أن جعزءا معن المدينعة كعان قعديما‬ ‫راكبا‪ ,‬وكان المارشال علي يميني وسابت على يسارد‪ .‬بينما كنا نتجعول بعالخيول‬ ‫والجزء اآلخر كان جديدا‪ .‬كانت هناك شوارع واسعة حدي ة حي يعي األ رياء في منازل كبيرة‪ .‬ه نء هم الناس العذين‬ ‫كانوا يعيشون دائما حياة جيدة في عهد والد الملك‪ ,‬وهم الذين كانوا يساندون الملك الجديعد ألنهعم يعرفعون أنعه لعن يحعد‬ ‫تغيير في أد شيئ‪.‬‬ ‫‪ ‬ولكن خلف الشوارع الحدي ة كانت هناك منطقة مختلفة تماما والتي كانت تم ل المدينة القديمة‪ .‬هنا كان يكت اآلنف‬ ‫من الناس في منازل صغيرة جدا والتي كانت قديمة وفيها الحرارة مرتفعة في الصيف والبرودة قارصة فعي الشعتاء‪ .‬كعان‬ ‫يسكن في هذ الشوارع الضيقة الك ير من الفقراء‪ ,‬وه نء الناس لم يكونوا يريدون أن ت ل األوضاع على حالها‪ .‬ولهعذا‬ ‫السبو‪ ,‬هم لم يحبوا الملك وكانوا ي ي دون الدوق مايكل الذد أخبرهم أنه يريد أن يجعل األمور مختلفة وأعطعاهم أمعال فعي‬ ‫حياة أفضل‪ .‬كنت أعرف أن هذ المنطقة لم تكن يمنة بالنسبة لي‪ ,‬بصفتي الملك‪.‬‬ ‫‪ ‬واصلنا السير باتجا ميدان كبير حي كان يوجد القصر‪ .‬كانت هناك رايات وشرائط ملونة في كل مكان‪ ,‬وكان الناس‬ ‫يصععطفون فععي الشععوارع يصععفقون ويهتفععون‪ّ .‬لوحع ُ‬ ‫عت لهععم بيععدد أ نععاء مرورنععا‪ ,‬وكععان النععاس يلقععون بععالورود فععوقي مععن‬ ‫ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫إلعي عنعدما رينعي أفععل‬ ‫شرفات‪ .‬سقطت إحدى الورود على ُحصاني‪ ,‬فالتقطتها‬ ‫وقمت بت بيتها في معطفي‪ .‬ن ر المارشال ّ‬ ‫ذلك‪ ,‬ولكني لم أستط أن أحدد من خالل تعبير وجهه إذا كان سعيدا أم غاضبا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كتبت كلمة "بسعادة" لكن كان هذا هو اإلحساس الذد انتابني حقعا‪ .‬فالحقيقعة‬ ‫ابتسمت للمارشال بسعادة‪.‬‬ ‫‪ ‬ورغم ذلك‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫هي أنني في تلك اللح ة صدّ ُ‬ ‫رفعت بصرد ألعلى وضحكت‪ ,‬كنعت مسعرورا لر يعة هعذا الكعم الهائعل‬ ‫قت أنني الملك بالفعل‪.‬‬ ‫رت مرة أخرى مندهشا‪ ,‬فهناك في إحدى ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫من األلوان وهذا العدد الكبير من الوجو السعيدة‪ .‬م ن ُ‬ ‫رأيعت‬ ‫شرفات العالية‪,‬‬ ‫انبتسامة الوا قة للمسافرة التي كانت فعي القطعار‪ ,‬أنطوانيعت دو موبعان‪ .‬عنعدما حعدّ قت فعي‪ ,‬تغيعر تعبيعر وجههعا‪ .‬بالتأكيعد‬ ‫عرفت حقيقتي‪ ,‬بالتأكيد كانت ستصرخ قائلة‪" ,‬هذا ليس هو الملك الحقيقي‪".‬‬ ‫ترجمة الفصل الثالث‬ ‫كنت مرتديا زيا وكأنني ملك روريتنيا ‪ ،‬سرت راكبا الجواد في شوارع العاصمة سترلسو متجها إلى‬ ‫‪.1‬‬ ‫القصر وكنت متوقعا أن اسم انتونيت دو موبان تخبر الجمي أنني لست الملك الحقيقي‪ .‬لكن لم يحد شيئا من ذلك ‪ ،‬لذا‬ ‫لم ان ر خلفي ‪ .‬ربما لم تتعرف علي‪ .‬سمعت المشير ستراكنت يعطي أمرا لرجاله وفجأة دخلنا منطقة من المدينة فقيرة‬ ‫وبدائية حي كان الناس هناك موالين للدوق مايكل‪ .‬سألت المشير "لماذا قمنا بتغيير وجهتنا؟"‪ .‬فأوضح لي قائال "من‬ ‫األفضل أن نسلك هذا الطريق " بالتأكيد بدأت أتساءل إذا كان الناس بهذا الجزء من المدينة موالين للدوق مايكل؟ فكيف‬ ‫يمكن أن يكون أفضل طريق للملك؟ أوقفت جوادد وبدأت أفكر بعناية‪.‬‬ ‫ربما كانت هذ خطة المشير نختبارد‪ .‬أخبرت المشير‪" :‬أجعل جنودك يتقدمون حي انه ن حاجة لي‬ ‫‪.2‬‬ ‫بهم‪ .‬يمكنم اننت ار هنا ألنني أريد أن أسير بمفردد في هذا الجزء من المدينة‪ .‬أريد الناس الذين يعيشون هنا أن يدركوا‬ ‫أن ملكهم ي ق بهم"‪ .‬بدا العقيد سابت قلقا وهز رأسه‪ .‬أدركت انه يعتقد أن هذ الفكرة سيئة للغاية‪ .‬وم ذلك‪ ،‬قررت أن‬ ‫أتصرف م ل الملك ‪ ،‬ينبغي لجمي شعبي أن يحبني‪ ،‬وليس فقط القليل منهم‪ .‬صرخت في المشير قائال‪" :‬أن تفهمني؟‬ ‫‪7‬‬


‫أخبر جنودك ان يذهبوا بعيدا!" بدأت الدهشة تعلو وجه المشير ولكنه أعطى األوامر لجنود على المضي قدما‪ ،‬وبدا‬ ‫وجه العقيد سابت أك ر قلقا‪ .‬أدركت من قلقه هذا أنه إذا قتلت في هذا الجزء من المدينة‪ ،‬فان موقفه سيصبح صعبا‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫عندما أصبح الجنود بعيدا عن األن ار‪ ،‬بدأت أسير وحدد في شوارع البلدة القديمة‪ .‬ولقد أدركت حينئذ‬ ‫‪.3‬‬ ‫مدد نصاعة يابي ون افتها مقارنة بالمباني القديمة من حولي في هذا الجزء من المدينة‪ .‬واصطف المئات من الناس‬ ‫في الشوارع الضيقة ولقد شعرت بعيونهم علي‪ .‬بداية تحد الناس بهدوء‪ ،‬ولكن بعد ذلك بدأت اسم الهتاف‪ .‬كنت قريبا‬ ‫جدا من الناس في هذ المنطقة الفقيرة لدرجة أنني كنت أسم بسهولة ما يقولونه عني‪ .‬قال احدهم‪" :‬أنا منده أنه‬ ‫بمفرد ‪ ،‬لكنه أطول مما كنت أعتقد"‪ ،‬وقال يخر‪" :‬إن جلد ناص البياض " و بالرغم من أن بعض الناس كان مبتسما‬ ‫ويهتف ‪ ،‬إن أن البعض اآلخر بدا عليه الهدوء وكان ين ر إلي بغضو‪ .‬رأيت العديد من الصور واللوحات للدوق مايكل‬ ‫معلقة في النوافذ وأدركت ما يجي في خاطرهم نحود‪ ، .‬وصلت إلى خارج القصر بأمان على الرغم من غضبهم ونزلت‬ ‫من على جوادد‪ .‬بدا انرتياح يعلوا وجه العقيد سابت ألنني مازلت على قيد الحياة‪.‬‬ ‫وقد حان الوقت اآلن للتتويا رافقتني مجموعة من الجنود داخل مبنى جميل‪ .‬كان هناك العديد من الناس‬ ‫‪.4‬‬ ‫لدرجة أنني لم أكن أعرف ما الذد كان يقوم به كل منهم‪ .‬ولكن أتذكر امرأة شابة جميلة ذات شعر احمر‪ ،‬وعلمت أنها‬ ‫األميرة فالفيا‪ ،‬ورجل ذو خدود حمراء‪ ،‬وأعين وشعر داكن علمت أنه أكيد الدوق مايكل‪ .‬أصبح وجهه شاحبا للح ة‬ ‫عندما ريني لدرجة أنني ننت انه لم يصدق أن الملك قد جاء إلى العاصمة سترلسو ‪ .‬كل ما أتذكر فيما يتعلق بهذا‬ ‫التتويا هو أنه كان ذا أهمية بالغة لمستقبل روريتنيا؟ كذلك اذكر القليل جدا‪ ،‬من الطقوس م ل التاج الذهبي حين وض‬ ‫على رأسي وبعض التفاصيل األخرى‪ .‬أتذكر أيضا بعضا من العهود والعود التي طلو مني أن أتلوها على المستمعين‪،‬‬ ‫والموسيقى الجميلة التي تم عزفها عندما قام شخصا معلنا أن رودولف الخامس قد أصبح اآلن ملك روريتنيا‪ .‬واألهم من‬ ‫ذلك كله‪ ،‬أتذكر استقبال وترحيو الدوق مايكل ‪ ،‬حينما مد يد ليصافحني وهو يعلو الغضو ‪ ،‬ومتجنبا الن ر في عيني‬ ‫مرددا ببرود‪" :‬تهانينا"‪.‬‬ ‫وم ذلك‪ ،‬ن يبدو أن مة أحد يخر‪ ،‬ون حتى األميرة‪ ،‬أدرك أنني لم أكن الملك الحقيقي‪ .‬لذلك وقفت في‬ ‫‪.5‬‬ ‫القصر لمدة ساعة‪ ،‬كما لو كنت الملك فعال‪ ،‬استقبل التهاني والتحية من العديد من السفراء واألشخاص المهمين والذين‬ ‫جاءوا لر يتي‪ .‬أصبحت قلقا عندما رأيت رجال من إنجلترا كنت أعرفه يدعى ‪ ،‬لورد توفام‪ ،‬جاء لتحيتي ‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫ضعيف الن ر لدرجة أنه لم يتعرف علي‪ .‬وقد حان الوقت لي اآلن الذهاو في سيارة برفقة األميرة في شوارع المدينة‪.‬‬ ‫ولقد سأل سائل وقال‪":‬متى حفل الزفاف؟" وتمنيت لو كنت قد طلبت من العقيد سابت معرفة الجواو على هذا الس ال‬ ‫بالذات‪ .‬في تلك اللح ة‪ ،‬ن رت األميرة إلي وقالت‪" :‬أتعلم‪ ،‬يارودولف‪ ،‬أنك تبدو مختلفا اليوم؟ فأنت تبدو متعبا وأك ر‬ ‫جدية‪ ،‬وأعتقد أنك شاحبا‪ .‬ن أستطي أن أصدق أن كنت حقا قد تغيرت اليوم "‪ .‬فقلت لها "اعتقد أنني يجو أن أتغير اآلن‬ ‫بعد أن أصبحت الملك‪ ."،‬استطردت قائله"ربما تغيرت بالفعل‪ .‬لقد سمعت أنك سرت بمفردك في البلدة القديمة "‪" ،‬لقد‬ ‫أدهشني ذلك ك يرا واعتقد أن الناس هناك قدروا صنيعك هذا "‪ ".‬ابتسمت‪ .‬وقلت لها "يمل أنا أكون ملكا صالحا"‪.‬‬ ‫عادت اآلن السيارة إلى القصر‪ ،‬و بداخل المبنى‪ ،‬أخذت مقعدد على طاولة ‪ ،‬بجوار الدوق مايكل ‪ ،‬ومن‬ ‫‪.6‬‬ ‫ورائي سابت وفريتز‪ .‬شعرت وكأنني الملك حقا‪ ،‬ولكن في ذات الوقت للت أفكر في الملك الحقيقي ‪ ،‬أين هو وماذا يفعل‬ ‫اآلن؟ في وقت نحق بعد هر ذلك اليوم‪ ،‬جلست على سريرد وشعرت ببعض التعو‪ .‬وكان سابت وفريتز ن يزانن‬ ‫بجانبي‪ ،‬وبدا في غاية السعادة حي أن خطتنا كانت ناجحة‪ .‬وقال فريتز‪" :‬إن ذلك اليوم لن ينسى!"‪" .‬أعتقد أنني كنت‬ ‫أحو أن أصبح الملك ولو ليوم واحد‪ ،‬ولكن ياراسندل‪ ،‬يجو عليك أن تجازف ‪ ،‬فلم تكن فكرة سيرك بمفردك في المدينة‬ ‫القديمة جيدة على ما أ ن‪ .‬كما أن الدوق مايكل لن يرضي أن تصبح ذا شعبية في مناطق نفوذ " ‪،‬قلت له "حسنا‪ ،‬في‬ ‫غضون ساعات قليلة‪ ،‬سوف أصبح رودولف راسندل مرة أخرى‪ "،‬وأتذكر جيدا أنني الملك حتى هذ الليلة فقط " فقال‬ ‫العقيد سابت "ذلك إن بقيت على قيد الحياة حتى هذ الليلة "‪" ،‬فلقد تلقى مايكل أخبار من زندا ومن الم كد انه يخطط‬ ‫لشيء ما‪ ،‬لذا يجو أن تغادر البالد في أقرو وقت ممكن‪ .‬ولكنك بحاجة إلى تصريح لمغادرة المدينة"‪.‬‬ ‫فسألته‪ِ " :‬من َمن يمكنني الحصول على هذا التصريح؟" فقال لي‪" :‬الملك‪ ،‬بطبيعة الحال‪ "،‬ووض على‬ ‫‪.7‬‬ ‫الطاولة استمارة على أن أوق عليها وبعض األوراق التي تحمل توقي الملك وكان على أن أقلدها فقلت له"ان ر‪،‬‬ ‫أستطي أن أدعي أننى الملك ألنني أشبهه‪،‬ولكن هذا ن يعني أنني يمكن أن أكتو م له أيضا!" فصاح في قائال‪ " :‬ليس‬ ‫من الصعو أن تقلد وقام بتقليد التوقي بنفسه وبسهولة" وقال لي‪" :‬اآلن‪ ،‬تذكر خطتنا‪ .‬سأذهو معك‪ ،‬يا راسندل"‪،‬‬ ‫"وأنت يا فريتز عليك أن تخبر الجمي أن الملك قد ذهو إلى فراشه‪ ،‬وأنه لن يستيق حتى التاسعة من صباح اليوم الغد‪.‬‬ ‫هل تفهم‪ ،‬يا فريتز؟ ن أحد‪ ".‬فقال فريتز "أنا أفهم"‪،‬وتاب سابت حدي ه مخاطبا فريتز قائال "مايكل قد حاول زيارة الملك‬ ‫ولكن يجو أن تسمح له بذلك‪ ،‬حتى لو كلفك هذا األمر حياتك" فقال فريتز‪ ،‬وبفخر "أنا لست بحاجة إلى أن تذكرني بذلك"‬ ‫قال لي سابت " ارتدد هذا المعطف الكبير وهذ القبعة "‬ ‫‪8‬‬


‫وقال لي أيضا "اآلن‪ ،‬هل أنت على استعداد للذهاو؟"فأخبرته "أنا مستعد‪ ."،‬صافحت فريتز وانطلقت –‬ ‫‪.8‬‬ ‫ولكن ليس من خالل الباو ولكن من خالل باو خلفي في الجدار ي دد إلى ممر م لم‪ ".‬وأوضح لي سابت قائال "منذ عهد‬ ‫الملك السابق وأنا أعرف كل شيء عن هذا الممر السرد"‪ .‬تبعت العقيد سابت عبر الممر الطويل والم لم والذد كان‬ ‫ينتهي بباو خشبي ضخم ففتحه وخرجنا إلى شارع هاد على امتداد الجزء الخلفي من حدائق القصر‪ .‬كان هناك رجل‬ ‫في انت ارنا ومعه ا نين من الخيول‪ .‬دون أن نقول أد شيء‪ ،‬ركبنا الخيول وانطلقنا‪ .‬في ذلك الوقت من اليوم‪ ،‬كانت‬ ‫المدينة مزدحمة ومليئة بالضجيا‪ ،‬ولكننا سلكنا الشوارع الخلفية الهادئة‪ .‬ولقد غطي معطفي وجهي وشعرد‪ ،‬وحاولت‬ ‫أن أ ل منخفضا على الحصان حتى ن يتعرف علي أحد‪.‬‬ ‫وقال سابت "خذ مسدسك معك فقد تحتاج إليه عند الخروج من خالل بوابات المدينة‪ .‬سوف تكون جميعا‬ ‫‪.9‬‬ ‫مغلقة في هذا الوقت من اليوم‪ ".‬كانت الساعة ن تزال ‪ 6:30‬والضوء ن يزال موجودا عندما وصلنا إلى واحدة من‬ ‫البوابات الخشبية العالية‪ .‬طرقت سابت على باو ‪ ،‬وهدأت أعصابنا عندما فتحت لنا فتاة ‪ ،‬وهي حوالي في الرابعة عشر‬ ‫من عمرها قائلة‪" :‬لألسف والدد ليس هنا‪ ،‬انه ذهو لر ية الملك"‪،‬فقال لها سابت "والدك كان يجو أن يبقى هنا" قالت‬ ‫لنا‪" :‬لكن والدد اخبرني أن أفتح البوابة ألد أحد" فقال لها سابت"إذا عليك أن تعطيني المفتاح ألفتح بنفسي وتفضلي‬ ‫استمارة موقعة من الملك شخصيا ‪ ،‬ويمكنك أن تعطيها لوالدك عندما يعود‪ ".‬م أعطى الفتاة انستمارة الموقعة وعملة‬ ‫معدنية وأخذ المفتاح من يدها‪ .‬وفتحنا الباو بسرعة‪ ،‬وأخرجنا الخيول‪ ،‬وإغالقنا الباو مرة أخرى وراءنا‪ .‬اخبرني سابت‬ ‫عندما عدنا إلى الخيول قائال‪" :‬أنن يجو علينا أن نتحرك وبسرعة‪."،‬‬ ‫عندما كنا خارج المدينة‪ ،‬كان هناك خطر ضئيل‪ ،‬حي كان الجمي تقريبا في الشوارع لالحتفال بالتتويا‪.‬‬ ‫‪.10‬‬ ‫كما أن الليلة كانت قمرية ‪ ،‬وسرعان ما بدأنا الحدي فقلت لسابت "ما رأيك هل يعلم الدوق بخطتنا؟"فقال لي "أنا ن‬ ‫أعرف" بعد قليل‪ ،‬توقفنا في ُنزل (فندق صغير لتشرو الخيول‪ ،‬ولكن هذا ضي علينا نصف ساعة وبعد ذلك تابعنا‬ ‫المسير لمسافة نحو أربعين كيلومترا من المدينة وفجأة توقف سابت ‪ ،‬وكانت الساعة حوالي التاسعة النصف‪ .‬صاح‬ ‫سابت قائال "استم " " يمكنني أن أسم شيئا ما‪ ".‬فسمعنا وراءنا صوت ضجيا من الخيول متجهه نحونا ورأيت القلق‬ ‫قد هر على وجه سابت الذد قال"نحن مح و ون أن الرياح تهو في تجاهنا وهذا يجعلنا نسمعهم‪ .‬هيا بنا! "وانطلقنا‬ ‫بسرعة‪ .‬وبعد مرور بعض الوقت‪ ،‬توقفنا مرة أخرى لكننا لم نتمكن من سماع الخيول األخرى‪ ،‬لذلك سرنا ببطء و ننا‬ ‫انه بنمكاننا انسترخاء قليال‪ ، .‬ولكن بعد قليل توقفنا مرة أخرى وهذ المرة سمعنا ضجيا الخيول‪.‬‬ ‫نزل سابت عن حصانه ووض أذنه على األرض‪ .‬وقال‪ " :‬أعتقد أن هناك ا نين من الخيول" وقال‪" :‬إنهم‬ ‫‪.11‬‬ ‫على بعد حوالي كيلومترين وراءنا‪ ".‬ذهبنا بسرعة وفي النهاية وصلنا إلى األشجار طويلة القامة‪ ،‬من الغابة الم لمة من‬ ‫زندا وتوقفنا عند مفترق الطريق‪ .‬كان هناك طريق ي دد إلى عمق الغابة‪ ،‬والطريق األخر ي دد إلى المدينة‪ .‬فقال‬ ‫سابت"إلى اليمين طريقنا وإلى اليسار القلعة‪ .‬اآلن‪ ،‬انزل من على الحصان‪ ".‬فقلت له "انزل؟ ولكنهم سوف يلحقون‬ ‫بنا!" فكرر سابت غاضبا‪" :‬انزل من على الحصان!" ‪ ،‬ففعلت ما طلو مني‪ .‬أخذنا الخيول في الم األشجار وانت رنا‬ ‫بهدوء حي يمكننا أن نرى الطريق‪ ،‬لكن (أيا كان المار بالطريق ن يمكن أن يرانا‪ .‬رأيت أن سابت كان يحمل مسدسا في‬ ‫يد ‪ .‬فهمست لسابت قائال له‪":‬هل تريد أن ترى من هم؟" فقال لي‪" :‬نعم‪ ،‬وأين هم ذاهبون"‬ ‫و بعدها مباشرة استطعنا أن نسم الخيول وهى تقترو شيئا فشيئا‪ .‬كان القمر مكتمال األمر الذد مكننا‬ ‫‪.12‬‬ ‫من أن نرى الطريق بوضوح‪ .‬فهمس سابت قائال "هاهم قد وصلوا!" فقلت لسابت "ان ر‪ ،‬انه الدوق!" على الطريق‬ ‫عبر الغابة‪ ،‬رأيت الدوق ورجل قود الم هر الذد اخبرني عنه سابت في وقت نحق انه ماكس هولف‪ ،‬شقيق جوهان‬ ‫الخادم الذد رأيته في النزل (الفندق الصغير ‪ .‬توقفوا عندما وصلوا إلى مفترق طرق‪ .‬فسأل الدوق مايكل "أد الطرق‬ ‫نسلك؟"‪ .‬فقال له ماكس هولف "اعتقد‪ ،‬يجو أن نذهو إلى القلعة حي يمكننا معرفة الحقيقة"‪ ،‬فقال له الدوق‪" :‬ولماذا‬ ‫ن نذهو إلى كوخ الصيد؟" فقال ماكس‪" :‬إذا كان األمر على ما يرام فلماذا نذهو هناك؟ وان لم يكن األمر كذلك أخشى‬ ‫أن يكون هناك فخ‪ ".‬لم يتحرك الدوق وبدا وكأنه يستم إلى شيء ما فقال بهدوء‪ " :‬ننت أنني سمعت شيئا"‪.‬‬ ‫رأيت سابت يرف مسدسه‪ ،‬ولكن الدوق قال‪" :‬إلى زندا إذا" وانطلقا مرة أخرى‪ .‬ورأيت أن سابت ما زال‬ ‫‪.13‬‬ ‫مصوبا مسدسه نحو الدوق‪ ،‬ولكن على الرغم من أنني أعرف أنه تمنى أن يطلق النار‪ ،‬إن انه أدرك أن ذلك لن يساعد‬ ‫الملك في هذ اللح ة‪ .‬فوض مسدسه بعيدا مرة أخرى‪ .‬انت رنا بهدوء لمدة عشر دقائق قبل أن نخرج من بين األشجار‪.‬‬ ‫فقل سابت "إذا قد تلقى مايكل إخبارا تقول له‪ ،‬أن كل شيء على ما يرام" فسألته "ماذا يعني ذلك؟" فقال لي " ليتنى‬ ‫اعلم"‪" ،‬انه لغز حقيقي‪ ".‬انطلقنا خالل الغابة وبأقصى سرعة رغم تعو الخيول‪ .‬لم نقل شيئا‪ ،‬وفكرت في ما قاله الدوق‪.‬‬ ‫"وماذا تعني عبارة كل شيء على ما يرام" هل كل شيء على ما يرام فيما يتعلق بالملك ؟ لم نستغرق وقتا طويال‬ ‫للوصول إلى كوخ الصيد حي كنا قد تركنا الملك ونزلنا بسرعة من على الخيول وكان الكوخ م لما وهادئا ولم يأتي أد‬ ‫احد نستقبالنا‪ .‬فجأة امسك سابت بذراعي وقال لي "ان ر هناك!" مشيرا إلى خمسة أو ستة مناديل ممزقة وقذرة على‬ ‫األرض‪" .‬هذا ما كنت قد استخدمته لربط المرأة العجوز‪ .‬اربط الخيول ودعنا نرى ما حد ‪".‬‬ ‫‪9‬‬


‫لم يتم قفل الباو األمامي للكوخ وذهبنا إلى الغرفة حي تناولنا العشاء في الليلة الماضية‪ .‬وكانت األطباق‬ ‫‪.14‬‬ ‫والك وس ن تزال على الطاولة‪.‬فقال سابت "هيا"‪ ،‬وأسرعنا ألسفل الممر نحو القبو حي تركنا الملك‪ .‬ولكن كان باو‬ ‫القبو مفتوحا‪ .‬فقلت لسابت "إذا قد وجدوا المرأة العجوز‪ "،‬فقال لي "أدركت ذلك عندما رأيت مناديل"فسألته "أين‬ ‫جوزيف والملك؟" وجدنا باو يخر داخل القبو ولكنه كان مغلقا‪ ،‬واستغرق الك ير من الوقت لفتحه‪ .‬وكان ال الم والهدوء‬ ‫يخيمان على المكان بالداخل كان سابت قلق للغاية فقد كان يحو الملك وكان يكر أن يصيبه مكرو ‪ .‬فطلبت منه البقاء‬ ‫بالخارج ودخلت الغرفة وبيدد شمعة‪ .‬كان هناك العديد من األشياء بأرضية الغرفة الم لمة‪ ،‬كما لو كان هناك قتال‪.‬‬ ‫أمسكت الشمعة ورأيت العناكو على الجدران‪ ،‬ورأيت جسدا بأحد أركان الغرفة‪ .‬ذهبت ببطء مرة أخرى خارج الغرفة‬ ‫ألخبر سابت عما رأيت فقلت له" إنها ليست اخبار سارة‪ .‬أخشى أنه ميت‪"،‬فصاح قائال "الملك؟" ووض يد على فمه‪.‬‬ ‫فقلت له "ن‪ ،‬انه جسد جوزيف و الملك ليس هناك‪".‬‬ ‫أغلقت الباو ورائي ومشينا بقلوو ترتعد خوفا ونحن عائدين من القبو إلى غرفة الطعام‪ .‬فقال سابت‬ ‫‪.15‬‬ ‫وهو يجلس واضعا يد على وجهه‪" :‬إذا‪ ،‬هم يتحف ون على الملك!" "لهذا السبو قالوا إن كل شيء على ما يرام‬ ‫هنا‪.‬فسألته "ولكن متى علموا بذلك؟"فأجابني قائال "أكيد مايكل كان يعلم منذ بداية اليوم "فتساءلت "ماذا كان ي ن‬ ‫عندما قابلني‪ ،‬حينئذ؟ علم أنني لم أكن الملك الحقيقي!" فقال سابت"ن يهم ماذا كان يعتقد ذلك الحين‪" ."،‬ما يهم هو ما‬ ‫يفكر فيه اآلن!" "يجو علينا أن نعود ونجم كل جندد في سترلسو‪ .‬مايكل نبد أن يقبض عليه قبل أن يقتل الملك‪".‬‬ ‫فقال سابت‪" :‬مهال" وأضاف قائال‪" :‬إننا بحاجة إلى التفكير‪ ،‬أكيد المرأة العجوز أخبرتهم بخطتنا بطريقة أو بأخرى‪.‬لقد‬ ‫فهمت أنن‪ .‬جاءوا إلى هنا لخطف الملك ووجدو في تلك الغرفة في القبو‪ .‬وإذا لم نكن قد غادرنا إلى سترلسو لقتلنا "‪.‬‬ ‫فسألته‪" :‬فأين الملك اآلن؟ "فقال لي‪" :‬ليس لدد فكرة‪ ."،‬وأضاف "لكنك يمكنك أن تدرك أن الدوق مايكل كان يبدو عليه‬ ‫القلق أ ناء التتويا‪ .‬دعنا نفكر كيف يمكننا أن نجعله يقلق أك ر قليال‪".‬‬ ‫دقت الساعة المعلقة بالمنزل تمام الواحدة ووقف سابت مبتسما‪ ،‬وأدركت انه لديه خطة أخرى‪ .‬فقال‬ ‫‪.16‬‬ ‫بحماس‪" :‬إننا سوف نعود إلى سترلسو" وأضاف أن‪" :‬الملك سوف يعود مرة أخرى إلى العاصمة غدا!" فسألته‪" :‬كيف‬ ‫يكون ذلك ممكنا ونحن ن نعرف أين هو؟" فقال "سوف نعود إلى سترلسو ونستمر في اللعبة التي بدأناها‪ .‬لقد قمت بدور‬ ‫الملك بشكل جيد حتى اآلن‪ ،‬لذلك لماذا ن نستمر؟"فقلت له‪" :‬هل تعني انك تريد مني أن أكون الملك مرة أخرى؟" فصاح‬ ‫قائال‪" :‬نعم" ‪.‬‬ ‫ترجمة الفصل الرابع‬ ‫لم يكن من السهل الهروو من سترلسو والعودة إلى كوخ الصيد دون أن يرانا أحد ‪ ،‬لذلك عندما اقترح‬ ‫‪.1‬‬ ‫العقيد سابت أن أعود إلى العاصمة واستمر في القيام بدور الملك ‪،‬أردت أن اجعله يعلم ما يدور بخلدد‪ .‬فقلت له "أنت‬ ‫مجنون!"‪" .‬الخطة خطيرة جدا!" فاقترو مني ووض يد على كتفي م ن ر بعمق في عيناد وقال لي" اسم أيها‬ ‫الرجل انه بنمكانك إنقاذ الملك" "عد إلى العاصمة واستمر في القيام بدور الملك" فقلت له محتجا على هذا انقتراح "لكن‬ ‫الدوق ورجاله يعلمون أين الملك الحقيقي‪ "!،‬فقال لي"نعم‪ ،‬لكنهم ن يستطيعون قول أد شيء"‪ .‬م أضاف "أنصت إلي!‬ ‫لقد علمنا خطتهم! إنهم ن يستطيعون قول أد شيء دون أن ي هروا جريمتهم ‪ ،‬فهم ن يمكن أن يقولوا "هذا ليس الملك‬ ‫الحقيقي ألننا خطفنا وقتلنا خادمه "هل ممكن أن يقولوا ذلك؟ " أدركت أن العقيد سابت كان محقا‪.‬‬ ‫فحتى لو علم مايكل من أنا ‪ ،‬فانه لن يستطي اإلفصاح بذلك‪ ،‬لكن كان ن يزال لدد بعض الشكوك‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫فقلت للعقيد سابت‪" :‬بالتأكيد سوف يوجد شخص في سترلسو يدرك أنني لست الملك الحقيقي" وتابعت حدي ي قائال " إن‬ ‫األميرة قالت أنها تعتقد أن الملك قد تغير بالفعل‪ .‬ومن م فننها سوف تعرف حقيقتي‪ ".‬فقال لي "بالطب إنها مجازفة‪،‬‬ ‫ولكننا يجو أن يكون لدينا ملك في سترلسو‪ ،‬وإن ستنتقل مقاليد الحكم في المدينة إلى الدوق مايكل في غضون أرب‬ ‫وعشرين ساعة‪.‬لذا يجو عليك أن تفعل ذلك من اجل روريتانيا !" فقلت له "ماذا لو كان الملك الحقيقي قد مات بالفعل؟"‬ ‫فقال لي‪" :‬إذا كان الملك الحقيقي قد مات بالفعل‪ ،‬يجو عليك انستمرار في دور الملك! ولكنني أعتقد أن الملك ما زال‬ ‫على قيد الحياة‪ ،‬وأنا ن أعتقد أنهم سوف يفعلون أد شيء له مادمت أنت في العاصمة‪ ،‬فهم يعلمون انك ست ل الملك إذا‬ ‫قتلوا الملك الحقيقي! "‬ ‫لقد كانت خطة خطيرة‪ ،‬بل وأك ر خطورة من الخطة األولى‪ ،‬التي كانت ناجحة بالفعل‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫‪.3‬‬ ‫استمعت إلى العقيد سابت‪ ،‬علمت أننا سننجح في ذلك‪ .‬فقلت له مرة أخرى "أنا ن زلت قلقا أن شخصا ما سوف يدرك‬ ‫أنني لست الملك الحقيقي‪ ."،‬فقال لي"كل شيء ممكن‪ ،‬ولكن هيا بنا نذهو إلي سترلسو ياراسندل‪ .!،‬سوف يتم القبض‬ ‫علينا إذا بقينا هنا‪ ".‬فقلت له "حسنا‪ ،‬يا سابت‪ ،‬سأحاول‪ ."،‬فقال لي "أحسنت يا رجل!" "سأذهو واحضر الخيول‪".‬‬ ‫ولكن بعد وان عاد العقيد سابت وقال لي‪" .‬ان را من النافذة‪ ".‬رأيت من خالل النافذة في ضوء القمر مجموعة كبيرة من‬ ‫‪10‬‬


‫الرجال قادمة على الطريق من زندا‪ :‬أربعة منهم كانوا على الخيول‪ ،‬وأربعة أو خمسة كانوا يمشون‪ .‬كنت أعرف أنهم من‬ ‫رجال الدوق مايكل‪ ،‬ويبدو أنهم كانوا يحملون معدات الحفر‪ ،‬متجهون إلى المنزل إلخفاء معالم جريمتهم‪ .‬تذكرت حينئذ‬ ‫ج مان جوزيف المسكين ‪ ،‬وقلت لسابت "علينا التأكد من أن بعض ه نء الرجال األشرار لحقوا بجوزيف"‪ .‬فقال‬ ‫لي"حسنا وأنا بصفتي العسكرية ‪ ،‬قد مر بي الك ير من هذ المواقف‪ ،‬وسوف أبين لك ما يجو القيام به‪".‬‬ ‫خرجنا من الباو الخلفي وركبنا خيولنا وسيوفنا جاهزة‪ .‬وسمعنا صوت الرجال عندما وصلوا إلى‬ ‫‪.4‬‬ ‫مقدمة مبنى كوخ الصيد فنادد احدهم قائال "اذهبوا واحضروا الج مان‪ ".‬حينئذ صاح العقيد سابت قائال "اآلن" وانطلقنا‬ ‫بالخيول سريعا‪ .‬وصدم الرجل لر يتنا فلم يتوقعوا مقابلة احد‪ .‬اسقط احدهم بسهولة من على جواد وضربت رجال ضخما‬ ‫يخر بسيفي عندما اتجه نحود‪ .،‬لكننا كنا ا نين فقط وفي غضون وان أحاطوني‪ .‬وقبل أن يمسكوا بي استطعت أن اهرو‬ ‫من بينهم نحو الغابة‪ .‬وكان حصاني سري ولكن عندما غادرت‪ ،‬سمعت طلق نارد كاد أن يصيبني‪ .‬كنت أرى العقيد‬ ‫سابت على حصانه أمامي‪ ،‬وذهبت بأسرع ما يمكن نحو ملوحا بيدد‪ .‬م سمعت طلقة أخرى وشعرت بألم ف ي في‬ ‫إصبعي‪ .‬وأطلق احدهم النار للمرة ال ال ة‪ ،‬ولكننا اآلن كنا بعيدا جدا‪ .‬أخيرا التحقت بالعقيد سابت‪ ،‬الذد كان يضحك وهو‬ ‫يلتقط أنفاسه‪ .‬فقال لي"أحسنت صنعا! " وأضاف متسائال " هل تعتقد‪ :‬أنهم تعرفوا عليك؟" فقلت له "نعم لقد تعرفوا‬ ‫علي فقد سمعت احدهم يقول‪":‬انه الملك" وذلك قبل أن أسقطه من على جواد " فقال "حسنا!"‪" .‬هذا سيجعل مايكل‬ ‫قلقا‪".‬‬ ‫وبعد مرور بعض الوقت‪ ،‬توقفنا لكي يضمد سابت إصبعي الذد كان ي لمني بشدة‪ .‬وسرنا في صمت‪،‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫سريعا بقدر طاقة خيولنا المنهكة من شدة التعو‪ ،‬حتى وصلنا إلى مزرعة م شروق الشمس‪ .‬غطيت وجهي‪ ،‬وقلت‬ ‫للمزارع أن أسناني ت لمني قبل أن نطلو الطعام‪ .‬كان المزارع طيبا وتركنا نستريح‪ ،‬ولكننا كنا نعلم أننا ن يمكن أن تنت ر‬ ‫لفترة طويلة وانطلقنا سريعا‪ .‬وبعد بض ساعات‪ ،‬رأينا مباني العاصمة سترلسو أمامنا‪ .‬كانت الساعة حوالي التاسعة‬ ‫صباحا‪ ،‬وكانت أبواو المدينة مفتوحة‪ ،‬فذهبنا إلى البوابة الخلفية التي كنا قد غادرنا منها‪.‬‬ ‫كانت شوارع المدينة هادئة جدا‪ ،‬ألن مع م الناس كانوا يستريحون بعد انحتفانت‪ ،‬وتقريبا لم نر أحدا‬ ‫‪.6‬‬ ‫حتى دخلنا القصر‪ .‬و هنا كان احد رجال العقيد سابت في انت ارنا‪ .‬فسأل العقيد سابت قائال "هل كل شيء على ما يرام‪ ،‬يا‬ ‫سيدد؟"فأجابه سابت قائال "نعم يا فريلر‪ ،‬كل شيء على ما يرام"‪ .‬فتساءل فريلر عند ر ية إصبعي قائال "لكن الملك‬ ‫مصاو؟" فقلت له "انه شيء بسيط‪ ."،‬فقال له سابت موضحا "لقد قفل الباو على إصبعه وذكر أن يخبر أحدا عما رأد‬ ‫فجمي الشبان ترغو في ركوو خيولهم بين الحين واآلخر‪ ،‬فلماذا ن يفعل الملك ذلك ؟! "‬ ‫ولما ذهو فريلر بالخيول قال لي سابت بهدوء "فريلر خادم جيد‪ ،‬ولكن في بعض األحيان من األفضل‬ ‫‪.7‬‬ ‫عدم ال قة حتى في أفضل الرجال‪ ".‬وض سابت المفتاح في الباو السرد ودخلنا القصر‪ ،‬من خالل الممر إلى غرفة‬ ‫الملك‪ .‬وعندما سمعنا فريتز الذد كان نائما قفز ‪،‬وصاح قائال " سيدد إنني سعيد لسالمتك وانحنى أمامي‪ ".‬ضحك سابت‬ ‫قائال‪ " :‬حتى فريتز يعتقد أنك الملك الحقيقي!" وأضاف قائال‪" .‬أعتقد أننا يمكن أن ننجح في مهمتنا‪ ".‬فقال فريتز‬ ‫مندهشا "أو ! يا راسندل؟"وأضاف متسائال "لكن ماذا حد لك؟ هل أنت مصاو؟" فقلت له "إنه شيء بسيط ولكن‬ ‫األك ر أهمية هو ما يجو أن نقوله لك‪ ".‬فصاح متسائال "ما هو؟ أين الملك الحقيقي؟"‪ .‬فقال له سابت "كن هادئا‪ ،‬يا‬ ‫فريتز! ن تتحد بصوت عال! الناس قد تسمعنا"‪ .‬وفجأة كان هناك طرق على الباو‪ ،‬فأخذني سابت من ذراعي وقال لي‪.‬‬ ‫"بسرعة! اذهو إلى غرفة النوم‪ ،‬واخل نعليك وقبعتك وغطي نفسك جيدا حتى ي ن الناس انك نائم"‬ ‫فعلت كما قيل لي‪ ،‬ولكن بعد دقيقة واحدة جاء سابت إلى غرفة النوم مبتسما‪ .‬وقدم لي رجل شاو‬ ‫‪.8‬‬ ‫مهذو جاء إلى سريرد وقال لي أنه خادم األميرة فالفيا ‪ ،‬أرسلته األميرة لمعرفة كيف كان شعور الملك بعد التتويا‪.‬‬ ‫فقلت له"بلغها تحياتي‪ ،‬واخبرها أنني في أتم صحة وحال" وقال له العقيد سابت‪" :‬إن الملك قد نام نوما عميقا ليلة‬ ‫أمس"‪ .‬انحنى الخادم وانصرف‪ ،‬ابتسمت للعقيد سابت‪ .‬ولكن فريتز مازال جادا جدا‪.‬‬ ‫وتساءل بهدوء‪" :‬قولوا لي‪ ،‬هل مات الملك؟"‪ .‬فأجبته قائال "نحن ن نعتقد ذلك"‪ .‬وأضفت "لكن الدوق‬ ‫‪.9‬‬ ‫مايكل يحتجز كسجين‪ ".‬وفي اليوم التالي‪ ،‬ل العقيد سابت قرابة ال ساعات يخبرني بكل شيء عن واجبات الملك‪.‬‬ ‫وبدا لي أن حياة الملوك صعبة جدا‪ ،‬ولكن تقليدهم أك ر صعوبة‪ .‬وعلى أية حال وقف العقيد سابت بجوارد ليرشدني إلى‬ ‫ما يجو علي أن افعله وما ن يجو علي أن افعله‪ ، .‬كذلك ما ينبغي علي أن أقوله للشخصيات المهمة التي أقابلها على‬ ‫مدار اليوم‪ .‬وكنت قلقا ذات يوم عندما التقيت بالسفير الفرنسي وسألني س ال لم أستط اإلجابة عليه‪ ،‬ولكن في وقت‬ ‫نحق طمئنني سابت قائال ن داعي للقلق فحتى الملك الحقيقي ليس لديه القدرة على اإلجابة أيضا‪ .‬وكان لزاما على أن‬ ‫اخبر الجمي أنني ن يمكنني التوقي على العديد من المستندات المهمة ن را إلصابتي بنصبعي‪.‬‬ ‫وبعد عدة ساعات من انجتماعات‪ ،‬أصبحت في نهاية المطاف وحدد م أصدقائي مرة أخرى‪ .‬طلبت‬ ‫‪.10‬‬ ‫من احد الخدم الجدد والذد لم يلتق الملك الحقيقي قط ‪ ،‬أن يحضر لي مشروبا م طلبت من العقيد سابت أن أستريح قليال‬ ‫‪ .‬فانا لم اعتد على م ل هذا العمل الشاق‪ .‬فتساءل فريتز قائال "تستريح؟ ن! يجو علينا أن نضي الوقت! أن يجو علينا‬ ‫‪11‬‬


‫أن نخطط لكيفية مواجهة الدوق مايكل؟" فرد عليه سابت قائال " دعنا نتري في األمر"‪ .‬فقال له فريتز"لو تمهلنا فلن‬ ‫نفعل أد شيء؟"فقال له سابت‪" .‬نحن لن تفعل أد شيء خطير" فقلت له"إذا علم الناس حقيقتي حينئذ سنقاوم الدوق‬ ‫ولكن حاليا‪ ،‬دعونا ننت ر لنرى ماذا سيفعل دوق"‪ .‬فقال لي فريتز " أن الدوق مايكل سوف يقتل الملك" فقال له العقيد‬ ‫سابت" إن الدوق مايكل لن يقتل الملك ألنه يعلم انه إذا فعل ذلك فسوف ي ل راسندل يقوم بدور الملك ولن يمكنه اتهام‬ ‫راسندل بأد شيء ألن الناس سوف تعلم انه قد خطف الملك الحقيقي" فقلت موضحا "ونحن أيضا ن يمكن أن نتهمه بأد‬ ‫شيء علنا دون انعتراف بأنني لست الملك الحقيقي‪ ".‬فصاح فريتز قائال "لذا ن يمكن لكالنا أن يفعل أد شيء! إنه‬ ‫مأزق! وأضاف قائال مهال يا سادة نصف رجال مايكل الستة في العاصمة سترلسو م الدوق مايكل"‪ .‬فقال العقيد سابت "‬ ‫النصف فقط؟ فهذا يعني أن النصف األخر يحرس الملك" فقال له فريتز "نعم‪ ،‬أنت على حق‪ ،‬وهذا َيعني أن المل َك نبد أَن‬ ‫الدوق‪".‬‬ ‫َي ُكونَ حيا‪ .‬فلو كان الملكِ قد مات‪ ،‬لكان الرجال الس ّتة هنا َم‬ ‫ِ‬ ‫فقلت لهما متسائال "عفوا‪ ،‬ولكن َمن هم الرجال الس ّتة؟ " فقال لي فريتز "لسوء الح أخشى أ ّنك‬ ‫‪.11‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫س ُتقابلهم قريبا" ‪ ،‬وأضاف قائال‪" :‬إنهم ستة من الحرس الخاص بالدوق مايكل وهو يحتف بهم دائما في منزله وهم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بلجيكي‪ ،‬ويخر فرنسي وال ال مِن بال ِدك‪ ".‬وواصل الحدي‬ ‫موالون له تماما‪ .‬ال ة منهم مِن دولة روريتانيا ‪ ،‬وواحد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العقيد سابت قائال " إنهم يفعلون كل ما يطلبه منهم الدوق مايكل " فتساءلت بعصبية‪" :‬هَل س ُيحاولونَ قتلي؟" فأجاو‬ ‫العقيد سابت قائال‪" :‬بدون َ‬ ‫ش ّك‪ ".‬وسأل سابت فريتز قائال "من هم ال ال ة الموجودون اآلن بالعاصمة سترلسو؟" فأجابه‬ ‫فريتز قائال " األجانو ال ال ة ‪ :‬وهم (دد جاتت و(برسونن و(ديتشارد " فسألت العقيد سابت قائال "إذا إنهم ليسوا‬ ‫الرجال الذين شاهدناهم في كوخ الصيد ؟" فأجابني سابت قائال‪" :‬أَتم ّنى لو كانوا هم ألنه في هذ الحالة سيكون هناك‬ ‫أربعة منهم وليس ستة‪".‬‬ ‫قررت حينئذ أن أتصرف ‪ -‬ربما م ل كل الملوك الحقيقيين – وذلك عن طريق انحتفا ببعض األسرار‬ ‫‪.12‬‬ ‫حتى عن الناس الذين أ ق بهم ك يرا‪ .‬وكانت خطتي أن اجعل لنفسي شعبية وقبون لدى شعبي قدر اإلمكان‪ ،‬وأن أتحد‬ ‫بسوء عن أخي الدوق مايكل‪ .‬وبهذ الطريقة‪ ،‬يمكن أن نأمل في من الفقراء الموجودون بالعاصمة من سوء ال ن بي‪.‬‬ ‫ومن م‪ ،‬إذا كان هناك قتال‪ ،‬ربما يمتن ه نء الناس عن اننضمام لمايكل ‪ ،‬على الرغم بالطب أنني كنت يمل أن يكون‬ ‫هناك صداما‪ .‬وربما بدأت فعال أستمت بما أقوم به في سترلسو‪ ,‬وانه قد يأتي شيء جيدا منه‪ .‬كما أن مايكل لن يصبح‬ ‫أقوى إذا إستمريت في القيام بدور الملك‪.‬‬ ‫وبدأت خطتي في اليوم التالي‪ ،‬وذلك عندما ركبت جوادد من خالل الحديقة م فريتز وكنت ألوح لكل‬ ‫‪.13‬‬ ‫من ينحني لي ‪ .-‬فمما نشك فيه كلما ريني شعبي أسير بينهم ‪ ،‬كلما أدركوا أك ر أنني أهتم بهم وبحياتهم‪ .‬لم أكن أريد أن‬ ‫أكون ملكا بعيدا عن شعبه يسم فقط الناس عنه‪ .‬وكما فعلت قبل التتويا‪ ،‬أردت أن أتفقد الجزء القديم من المدينة ‪ ،‬حي‬ ‫يقيم مع م الناس الفقراء‪ .‬وأ ناء تفقدد لبعض الشوارع الضيقة والقديمة‪ ،‬توقفت لشراء بعض الزهور من فتاة شابة‬ ‫فقيرة ودفعت إليها عملة ذهبية‪ .‬ولقد جذو صنيعي هذا الك ير من اهتمام الناس البسطاء‪ ،‬وسرعان ما تبعني المئات‬ ‫منهم في طريقي إلى منزل األميرة فالفيا‪ .‬كنت اعلم أن األميرة تتمت بشعبية كبيرة جدا لذا بدا الناس في غاية السعادة‬ ‫عندما ذهبت لر يتها‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬فننني إذا حصلت على دعم األميرة لي فان ذلك سيعزز من موقفي‪ .،‬ولقد اعتقد‬ ‫فريتز ذلك أيضا واعتبرها فكرة جيدة‪ ،‬وجاء معي في زيارتي لقصر األميرة‪.‬‬ ‫أُخذت الى غرفة الضيوف والتي كانت مليئة بالمرايا الضخمة واللوحات واأل ا الجميل‪ ،‬وسرعان ما‬ ‫‪.14‬‬ ‫وصلت األميرة م خدمها‪ .‬كنت أعرف أنني يجو أن أكون حذرا جدا عندما أتحد إليها‪ .‬وكنت بحاجة إلى كسو قتها‪،‬‬ ‫ولكن لم أكن أريد أن أتحد إليها أك ر من الالزم ‪ ،‬ألنها قد تدرك بذلك أنني لست الملك الحقيقي‪ .‬وعلى الرغم من أنني‬ ‫أردت أن أ هر لها أنني أ ق بها‪ ،‬إن أنها ن يجو أن تعتقد أنها قادرة على أن تقول ما تحو لي‪ ،‬ألنني لم أكن الملك‬ ‫الحقيقي‪ .‬فقالت لي‪" :‬لقد تغيرت تماما منذ أن أصبحت الملك‪ ،‬يا سيدد‪ ."،‬فقلت لها‪" :‬لست بحاجة إلى أن تقولي لي 'يا‬ ‫سيدد'‪" ."،‬فعلى أية حال‪ ،‬فنننا ن نزال أبناء عمومة"‪ .‬فن رت إلي م قالت‪ '' :‬أنا فخورة بذلك‪ ،‬يارودولف‪ .‬ولكن أعتقد‬ ‫أن وجهك قد تغير‪ ".‬أردت أن أغير الموضوع ‪ ،‬لذلك قلت لها‪" ،‬لقد عاد أخي مايكل مرة أخرى إلى المدينة‪ ،‬سمعت انه‬ ‫ذهو بعيدا لبعض الوقت‪ ،‬أليس كذلك؟" فقالت لي "نعم‪ ،‬سمعت أنه عاد إلى سترلسو "‪ .‬فقلت لها "هذا أمر جيد‪ .‬فكلما‬ ‫كان قريبا مني كلما كان ذلك أفضل‪ ".‬فن رت إلي وقالت‪" .‬هل تريد له أن يكون بالقرو منك حتى يتسنى لك معرفة ما‬ ‫يخطط لفعله؟" فقلت لها "أود منه أن يكون على مقربة مني ألنه أخي وان كان غير شقيق‪ .‬فنحن أسرة واحدة!" وتابعت‬ ‫حدي ي قائال "نحن بحاجة إلى مساعدة ودعم بعضنا البعض‪ ،‬ولألسف‪ ،‬لقد سمعت أنه ن يستطي البقاء في سترلسو‬ ‫لفترة طويلة‪".‬‬ ‫فن رت إلى باستغراو عندما قلت ذلك‪ ،‬ولكن في تلك اللح ة كان هناك من يهتف بصوت عال بالخارج‪.‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫فأسرعت األميرة إلى النافذة‪ ،‬م تحولت إلي وبدا عليها القلق‪ .‬فقالت‪" :‬انه هو! الدوق مايكل قادم إلى هنا أنن"‪.‬‬ ‫اندهشت بهذا الخبر‪ ،‬ولم أدرى ماذا أقول‪ .‬لعدة دقائق‪ ،‬جلست أنا و األميرة فالفيا في صمت تام ووقف أيضا خدمها في‬ ‫‪12‬‬


‫صمت‪ ،‬ور وسهم منحنية تحية إلى قدوم الدوق‪ .‬سمعنا طرق خطوات خارج الباو وكنت أتوق دخول مايكل ‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫ذلك توقفت الخطوات‪ ،‬لذلك واصلت الحدي مرة أخرى م األميرة‪ .‬لم أستطي أن أتذكر ما كنا نتحد عنه‪ ،‬ولكنني‬ ‫وجدت أنه من السهل جدا التحد م األميرة ومر الوقت‪.‬‬ ‫اعتقدت أنه أمر غريو أن مايكل لم يدخل الغرفة‪ ،‬ولكننا لم نتحد عنه على اإلطالق حتى وقفت‬ ‫‪.16‬‬ ‫األميرة فجأة وقالت‪" :‬أنت تعرف جيدا أن مايكل سيكون غاضبا جدا بذلك فهل هذ فكرة جيدة ؟! "فسألتها "ماذا‬ ‫تقصدين؟ كيف لي أن اجعله غاضبا؟" فقالت لي‪" .‬أنت لم تطلو منه الدخول وهو ينت ر بالخارج منذ فترة طويلة‪ ".‬فقلت‬ ‫لها "لكن بالطب إنه يمكنه الدخول" أدركت أنني قد ارتكبت خطأ فادحا‪ .‬فقالت لي "كم أنت مضحك يارودولف أنت تعرف‬ ‫أنه ن يمكن ألحد أن يدخل الغرفة دون إذن منك‪ ".‬فقلت لها "بالطب ‪ ،‬كنت قد نسيت ذلك! "لكن األميرة ن رت إلي‬ ‫بطريقة جعلتني أعتقد أنها أدركت أن مة شيء خطأ قد حد ‪ .‬فتابعت حدي ي قائال "أنا لم أكن أبدا جيدا في تذكر جمي‬ ‫القواعد يا ليت فريتز قد اخبرني أن أخي بالخارج ولكني سأذهو واحضر بنفسي فى الحال‪".‬‬ ‫فتحت الباو وخرجت من غرفة الضيوف لتحية مايكل‪ .‬وكان يجلس على طاولة بالخارج ويعلو‬ ‫‪.17‬‬ ‫الغضو الشديد‪ .‬وجمي رجاله يقفون بجانبه‪ .‬مددت يدد ووقف مايكل ببطء وصافحني‪ ،‬م رافقته إلى غرفة الضيوف‬ ‫الخاصة باألميرة‪ .‬فقلت له " أنا يسف جدا يا أخي لم أكن اعلم انك تنت ر بالخارج وإن كنت قد طلبت منك الدخول في‬ ‫الحال‪ ".‬فقدم الشكر لي ولكن ببرود‪ .‬فهو لم يكن جيدا في إخفاء مشاعر ‪ ،‬واستطعت أن أرى أنه كان غاضبا جدا منى‪.‬‬ ‫ورأيت أيضا أنه كان يحاول الت اهر بأنه يعتقد أنني الملك الحقيقي‪.‬‬ ‫جلسنا م األميرة‪ .‬وسألني مايكل قائال‪" :‬لقد أصيبت يدك‪ "،‬فقلت له "نعم‪ ،‬لقد عضني حيوان و سوف‬ ‫‪.18‬‬ ‫أكون على ما يرام‪ ".‬فسألتني األميرة فالفيا‪" :‬هل هناك خطورة من العضة؟" فقلت لها وأنا ان ر إلى مايكل‪" .‬ليس من‬ ‫أول مرة ولكن إذا أعطيته فرصة ليعضني مرة أخرى‪ ،‬فنن األمر سيكون مختلف"‪ .‬فقالت لي‪":‬هل قتلت الحيوان؟"فقلت‬ ‫لها "ن نحن ننت ر لنرى إذا كانت لدغته سامة"‪ .‬فقال مايكل وهو يبتسم ببرود ويعلم يقينا عن من أتحد ‪" :‬وإذا كان‬ ‫الحيوان ساما؟" فقلت له‪" :‬سيلقى حتفه" فقال لي‪" :‬لكنه قد يعضك مرة أخرى" فأجبته مبتسما‪" :‬أنا متأكد من أنه‬ ‫سوف يحاول"‪ .‬م‪ ،‬قررت أن أغير الموضوع خشية أن يقول مايكل شيئا ن أود أن اسمعه‪ .‬فقلت له كم كان جنود رفاء‬ ‫وشكرته على حفلة التتويا الرائعة‪ .‬كما شكرته على الوقت الجميل الذد قضيته في كوخ الصيد بالغابة‪ .‬وعندما سم‬ ‫ذلك وقف مسرعا‪ ،‬وسار نحو الباو غاضبا‪ .‬م توقف وقال‪ " :‬ال ة من أصدقائي يودون أن يلتقوا بكم‪ ،‬يا سيدد‪ .‬إنهم‬ ‫ينت رون بالخارج"‪.‬‬ ‫فسرت إليه وأخذت بيد ودخلنا الغرفة الخارجية وكأننا أصدقاء أعزاء‪ .‬وطلو مايكل من الرجال ال ال ة‬ ‫‪.19‬‬ ‫التقدم إلى األمام‪ .‬فقال لي مايكل‪" :‬ه نء الراجل هم األك ر ونء وأمانة للملك‪ ،‬وهم أيضا اعز أصدقائي" فقلت له‪" :‬وأنا‬ ‫مسرور للقائهم"‪ .‬انحنى الرجال أمامي في وقت واحد ‪:‬وكان أولهم رجل فرنسي رفي وطويل القامة ذو شعر ناعم وكان‬ ‫يدعى دد جاتيت وال اني رجل بلجيكي ضخم وعمر يناهز ال ال ون عام وكان يدعى برسوني وأخيرا ديتشارد ‪،‬‬ ‫اننجليزد‪ ،‬الذد كان نحيف الوجه ‪ ،‬و قود الكتفين وشعر قصير جدا‪ .‬وبدا عليه انه مقاتل جيد ولكن ذو شخصية‬ ‫سيئة‪ .‬تحد ت إليه باللغة اإلنجليزية ولكن بلكنة غريبة‪ ،‬كنت وا ق من أنني رأيته يبتسم عندما كنت أتحد ‪ .‬فاعتقدت انه‬ ‫يعرف حقيقتي‪ ،‬وإذا كان يعرف حقيقتي ‪ ،‬فبالتأكيد جمي الرجال الستة يعرفون أيضا‪ .‬فما اخطر ه نء الجنود الخاصة؟‬ ‫وما مدى سالمتي ‪ ،‬حتى وأنا في قصر سترلسو؟‬

‫ترجمة الفصل الخامس‬ ‫‪ .1‬لم أكن يسفا أن أقول وداعا ألخي وأصدقاء الجنود‪ ،‬على الرغم من أنني كنت حزينا أن أقول وداعا لألميرة‪ .‬وهل‬ ‫يجو أن أقول لها الحقيقة؟ وهل كنت مخطئا أن أت اهر بأنني أنا الملك؟ لم أكن أعرف‪ .‬قالت األميرة‪ " :‬كن حذرا يا‬ ‫رودولف‪ ،‬أليس كذلك؟"‪ .‬فسألتها‪" :‬أكن حذرا من ماذا؟" فردت قائلة‪" :‬ن يمكنني أن أقول لك‪ ،‬ولكن فكر كم تعنى حياتك‬ ‫بالنسبة لشعو روريتانيا"‪ .‬تذكرت ما قالته روز عن أخي روبرت عند عودته إلنجلترا‪" :‬إنه يدرك أن مركز في المجتم‬ ‫يجلو معه مس وليات"‪ .‬كنت قد أردت دائما أن أعي حياة هادئة‪ ،‬ولكنني أدركت فجأة قدر المس وليات التي على عاتقي‬ ‫اآلن و أنا هنا في روريتانيا‪ .‬يا الهي ! كيف وضعت نفسي في م ل هذا الموقف ؟‬ ‫‪ .2‬خالل األسابي القليلة التالية‪ ،‬يسرني أن أقول أنه ن أحد يبدو عليه أنه يالح أنني لست الملك الحقيقي لروريتانيا‪.‬‬ ‫ألنني كنت ك ير الشبه جدا بالملك‪ ،‬فعلى سبيل الم ال كان من السهل جدا لي أن أدعي أنني الملك أك ر من ادعائى امام‬ ‫‪13‬‬


‫جارى في المنزل بأننى أنا ‪ ،‬تعلمت الك ير عن كيفية إدارة بلد ما‪ ،‬لكنني ارتكبت أخطاء‪ ،‬وأحيانا أخطاء كبيرة و أصبحت‬ ‫متقنا جدا في الت اهر و كنت قد نسيت القوانين و الناس الذين قد قابلتهم من قبل ‪ ،‬وكان عندد أمل في أن شعبيتي‬ ‫المتزايدة بين شعو روريتانيا ستجعلهم يسامحونني على قراراتي السيئة التي كنت قد اتخذتها في بعض األحيان‪.‬‬ ‫‪ .3‬فى أحد األيام دخل سابت حجرتى و قال لى ‪" :‬هذا خطاو لك ‪ ,‬ومن كتابة الخطاو أعتقد أنه مرسل من امرأة ‪ ,‬و‬ ‫عندد أيضا بعض األخبار الهامة " فسألته‪" :‬ما هي؟" فقال‪" :‬نحن اآلن نعرف أن الملك في قلعة زندا" فقلت له‪ " :‬كيف‬ ‫عرفت هذا؟" فقال‪" :‬نحن سألنا عن مكان باقي الستة رجال ‪ ,‬واكتشفنا أنهم كلهم هناك في القلعة ‪ ,‬وكان منهم ‪:‬‬ ‫لوينجرام و كرافستين و روبرت هنتزو الشاو و ه نء ال ال ة هم أكبر مجرمين في روريتانيا‪ ".‬فقلت له‪ " :‬هل تعتقد أن‬ ‫الملك فعال هناك ؟" فقال‪" :‬يكاد يكون من الم كد ذلك‪ .‬الرجال ال ال ة هم دائما في القلعة‪ ،‬ويقول الناس أن هناك جسر‬ ‫متحرك يحتف ون به بصفة شبه دائمة ‪ ,‬وهذا شيء غير عادد‪ .‬ون أحد يذهو إلى المبنى بدون الحصول على إذن من‬ ‫روبرت أو مايكل‪ ".‬فقلت‪" :‬إذا يجو أن أذهو إلى زندا" ‪" .‬هذ لن تكون فكرة جيدة‪" ".‬إذا لم يكن اليوم‪ ،‬ففي وقت‬ ‫قريو نبد من الذهاو إلى هناك‪ ".‬فقال سابت‪" :‬من المحتمل أن تبقى هناك إلى األبد إذا قمت بذلك‪".‬‬ ‫‪ .4‬كنت صامتا‪ ,‬وكنت أرى أن سابت يدرس وجهي‪ .‬سألني‪" :‬ما الذد يقلقك يا راسندل؟"‪ .‬فقلت له‪" :‬أخبرني يا سابت‪،‬‬ ‫لماذا عندما أذهو إلى العاصمة يقوم ستة أشخاص بمتابعتي؟" فقال"ألنني أمرتهم أن يتابعوك‪ ".‬فقلت‪" :‬ولكن لماذا؟"‬ ‫فقال‪" :‬سيكون من المفيد جدا لمايكل إذا أنت اختفيت‪ .‬وإذا أنت اختفيت ستنتهي اللعبة ‪ ".‬و اعترضت على هذا قائال‪:‬‬ ‫"أنا لست بحاجة إلى م ل هذ المساعدة‪ ،‬فأنا أستطي انعتناء بنفسي‪ ".‬فقال لي ‪,‬كما لو أنني طفل صغير ‪" ,‬ان دى‬ ‫جوتيت‪ ،‬وبيرسونن و ديتشارد في سترلسو‪ ،‬وكل واحد منهم يمكنه القبض عليك بسهولة"‬ ‫‪ .5‬و قال سابت و هو يشير إلى الخطاو الذد أعطانى أيا ‪" :‬إذا‪ ،‬ما الذد تحتويه تلك الرسالة؟" ففتحت الرسالة وأخذت‬ ‫في قراءتها بصوت عال‪ ( :‬إذا كان الملك يريد أن يعرف شيئا مهما‪ ،‬فمن فضلك افعل ما أطلبه‪ .‬يوجد في نهاية الشارع‬ ‫الجديد يوجد منزل في حديقة كبيرة‪ .‬وهناك سور حول الحديقة به بوابة في الخلف‪ .‬في منتصف هذ الليلة ادخل من‬ ‫البوابة إلى المكان الذد سترى فيه تم ال لحصان‪،‬اتجه يمينا وامشي عشرين مترا‪ .‬وهناك سوف تجد ست درجات سلم‬ ‫إلى منزل صيفي‪ .‬ادخل في هذا البيت الصيفي و سوف تجد شخص سوف يقول لك شيئا مهم جدا عن حياتك‪ .‬ولكن يجو‬ ‫أن تكون بمفردك‪ .‬و إذا لم تأتي سوف تكون حياتك في خطر‪ .‬أنا صديقا وفيا لك‪ .‬ن ت هر هذ الرسالة إلى أد شخص‪ ،‬و‬ ‫ان سوف تكون هناك امرأة في خطر كبير‪ :‬مايكل سيعاقبني‪ ".‬فقال العقيد سابت‪".‬نعم‪ ،‬ويمكن أن يكتو مايكل أيضا رسالة‬ ‫جيدة جدا"‪ ،‬واعتقدت أنا نفس الشيء ‪ :‬بالتأكيد قد كتو مايكل هذ الرسالة لكي يوق بى ‪.‬‬ ‫‪ .6‬وكنت على وشك أن ألقي الرسالة في سلة المهمالت‪ ،‬إن اننى رأيت أن هناك كتابة أك ر مكتوبة على الجانو اآلخر‪ .‬و‬ ‫هذ الكتابة هي ‪( :‬إذا كنت ن تصدقني‪ ،‬فأسأل العقيد سابت‪ .‬فقال العقيد‪" :‬ماذا؟" ‪ ،‬لذلك أكملت القراءة ‪( :‬أسأله عما‬ ‫إذا كانت المرأة ضيفة للدوق‪ .‬أسأله عما إذا كان اسمها يبدأ بحرف الـ ‪ .A‬فصحت قائال‪" :‬من الم كد أن تكون هذ‬ ‫المرأة هي أنطوانيت دد موبان"‪ .‬فسأل سابت‪" :‬كيف عرفت ذلك؟" فقلت له كل ما عرفته عن المرأة‪ .‬و قال سابت‪:‬‬ ‫"لقد سمعت أنها جاءت لروريتانيا م خدمها و نزلت ضيفة عند مايكل"‪" ،‬ويقول الناس أنها كانت في جدال كبير م‬ ‫مايكل‪ ،‬واآلن هي تقيم في مكان ما في سترلسو"‪ .‬فاقترحت قائال‪" :‬إذا يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة لنا"‪ .‬فرد علي‬ ‫العقيد سابت‪".‬ربما تكون مفيدة إذا كان لديها معلومات حول مايكل‪ ،‬و م ذلك فأنا أعتقد أن مايكل هو الذد كتو تلك‬ ‫الرسالة" ‪ .‬فقلت له‪ " :‬و أنا أيضا أعتقد ذلك ‪ ،‬ولكنني لست متأكدا‪ ،‬وسأذهو إلى المنزل هذ الليلة‪ ".‬فحذرني سابت‬ ‫قائال‪" :‬ن‪ ،‬ن يجو ان تفعل ذلك أبدا ‪ ,‬دعني أنا أذهو بدن منك ‪ ".‬فقلت‪" :‬يمكنك أن تأتي أيضا‪ ،‬ولكن يجو عليك أن‬ ‫تنت ر خارج البوابة بينما أذهو انا إلى داخل المنزل بمفردد‪ ".‬فقال لي سابت‪ " :‬أنا ن اصدق هذ المرأة وأنت مجنون‬ ‫إن قررت الذهاو!"‪ .‬فقلت له‪" :‬أنا اصدق هذ المرأة‪ ،‬وسوف أذهو" وأضفت قائال‪" :‬إما أن أذهو إلى المنزل‪ ،‬أو أعود‬ ‫إلى إنجلترا‪ ،‬ونحن ليس لدينا الك ير من الوقت‪ .‬فكل يوم نترك الملك سجينا فان هناك المزيد من الخطر‪ ،‬لذا يجو علينا‬ ‫التحرك وبسرعة‪ ."،‬وبدأ العقيد سابت يدرك متى يمكنه أن يقول لي ما يجو القيام به ومتى ن يمكنه ذلك‪ .‬لذا على‬ ‫مضض اتفق معي‪.‬‬ ‫‪ .7‬وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من تلك الليلة‪ ،‬ركبنا خيولنا وسرعان ما وصلنا خارج بوابة المنزل‪ ،‬نحمل‬ ‫سالحنا‪ .‬وكانت ليلة م لمة جدا‪ .‬فقال لي العقيد سابت‪ '' :‬سأنت رك هنا‪ ،‬خارج البوابة‪ ،‬ح ا سعيدا"‪ .‬فتحت البوابة‬ ‫ووجدت نفسي في حديقة مورقة‪ .‬ورأيت تم ال حصان ومشيت عبر الحديقة ومسدسي في يدد‪ .‬تابعت التعليمات‬ ‫‪14‬‬


‫واإلرشادات التي كانت بالرسالة‪ ،‬على الرغم من شدة ال الم‪ ،‬وسرعان ما وصلت إلى المكان المراد ‪ .‬وعندما دخلت‬ ‫سمعت صوت امرأة يهمس قائال‪" :‬أغلق الباو"‪ .‬فعلت ما طلبت مني ون رت فى ارجاء الغرفة‪ ،‬التي كانت مضاءة‬ ‫بواسطة شمعة صغيرة‪ .‬كانت الغرفة شبه خالية باست ناء طاولة حديدية صغيرة وكرسيين‪ .‬وخالل هذا الضوء الخافت‬ ‫رأيت انطونيت ومن ورائها خادمتها‪.‬‬ ‫‪ .8‬فقالت لي‪" :‬لدينا القليل من الوقت"‪ ،‬وأضافت قائلة‪" :‬اسم ! أعرف من أنت وأنا أعلم أنك لست الملك‪ .‬أنت السيد‬ ‫راسندل‪ .‬كتبت لك تلك الرسالة ألنه بأمر من الدوق في غضون عشرين دقيقة سيكون هنا ال ة رجال لقتلك"‪ .‬فقلت لها‪:‬‬ ‫"أو أقتلهم أنا! أ ن أنهم ال ة من الرجال الستة خاصة الدوق؟" فقالت لي‪" :‬نعم‪ ،‬ويجو أن تغادر هذا المكان قبل‬ ‫وصولهم‪ ،‬لذا عليك انستماع بعناية! فالخطة هي قتلك‪ ،‬وإلقاء ج مانك في البلدة القديمة‪ .‬بعد ذلك يتم الع ور على ج تك‬ ‫ومن م يعتقل مايكل كال من سابت وفريتز ويتهمهم بقتلك‪ .‬م يتم إرسال رسول إلى زندا و يقتل الملك الحقيقي أيضا‪.‬‬ ‫حينئذ سوف يصبح الدوق هو الملك‪ .‬هل فهمت؟ " فقلت لها‪ " :‬نعم‪ ،‬أفهم‪ .‬أنها خطة ذكية‪ ،‬ولكن لماذا تساعديني؟"‬ ‫فقالت لي‪" :‬أنا ن أحو أن أرى الناس يقتلون" وأضافت" أذهو اآلن‪ .‬ولكن تذكر‪ ،‬انك لن تكون أبدا يمنا في هذ المدينة‪.‬‬ ‫لديك حرس يتبعك‪ ،‬أليس كذلك؟ حسنا‪ ،‬رجال مايكل يراقبونهم ‪ ،‬وينت رون اللح ة التي تكون فيها بمفردك ليقتلوك ‪.‬‬ ‫اآلن اذهو بهدوء من هذا الطريق المجاور للمنزل لحوالي مائة متر‪ ،‬وهناك ستجد سلم على الجدار‪ .‬تسلقه م اركض‬ ‫بأسرع ما يمكن"‬ ‫‪ .9‬فقلت لها‪" :‬وماذا ستفعلين؟" فقالت لي‪" :‬لدد حيلة‪ .‬سأقول لرجال الدوق انك لم تأتى إلى هنا‪ ،‬وإذا لم يكتشف الدوق‬ ‫ما قمت به‪ ،‬قد أراك مرة أخرى‪ ".‬فقلت لها‪" :‬شكرا لك‪ .‬لقد ساعدتى الملك هذ الليلة"‪ .‬وأضفت‪" :‬لكن قبل أن أذهو‪،‬‬ ‫قولى لي شيئا‪ :‬هل تعرفين أين مكان الملك في القلعة؟" فقالت لي‪" :‬نعم أعرف‪ ،‬داخل القلعة هناك باو على اليمين‪،‬‬ ‫ووراء ذلك ‪ ...‬ولكن اسم إنهم هنا فات األوان بالنسبة لك لتهرو!" ن رت من خالل فجوة في باو البيت ورأيت ال ة‬ ‫رجال يقفون فى الخارج‪ .‬م سمعت صوتا‪ ،‬يتكلم باننجليزية‪" :‬هل أنت هناك‪ ،‬يا سيد راسندل؟" لم أرد عليهم‪ .‬فقال‬ ‫الصوت‪" :‬نحن نريد أن نقدم لك عرضا‪ .‬هل تأذن لنا بالدخول؟" فقالت لي انطونيت بهدوء‪" :‬ن ت ق بهم"‪.‬‬ ‫‪ .10‬فقلت للصوت‪" :‬قف مكانك وتحد فلن أسمح لك بالدخول‪ ".‬فقال الصوت الذد اعتقدت انه بالتأكيد ديتشارد‪" :‬هذ‬ ‫فكرة جيدة‪ ."،‬فسالته‪" :‬هل أنت السيد ديتشارد؟"‪ .‬فقال لي‪ " :‬األسماء ليست مهمة‪ ،‬نحن يمكن أن نوفر لك رحلة يمنة‬ ‫إلى الحدود و‪ 50000‬جنيه انجليزيي"‪ .،‬فقلت له‪" :‬يبدو هذا عرضا سخيا‪ "،‬ولكن بالطب لم أكن أ ق بهم على اإلطالق‪.‬‬ ‫"أعطني دقيقة للتفكير‪ ".‬م قلت ألنطونيت وخادمتها أن يقفا على مقربة من الجدار‪ ،‬بعيدا عن الباو‪ .‬فسألتني أنطونيت‪:‬‬ ‫"ما الذد تنود القيام به؟" فقلت لها ‪" .‬سترين"‪ .‬التقطت الطاولة الحديدية من الساقين‪ ،‬وجعلتها أمامي‪ .‬م قلت‪" :‬أيها‬ ‫السادة‪ ،‬أود قبول عرضكم السخي‪ ،‬إذا تفضلتم بفتح الباو لي" فقال لي ديتشارد‪" :‬ولماذا ن تقوم بفتح الباو بنفسك؟"‬ ‫فقلت لهم"حسنا جدا‪ ،‬ولكنه يفتح إلى الخارج"‪ ،‬وأضفت قائال‪" :‬ستحتاجون إلى التراج قليال وإن سوف يصطدم الباو‬ ‫بكم‪ ".‬ت اهرت بأنني أحاول فتح الباو‪ ،‬وناديتهم بصوت عالي "ن يمكنني فتحه‪ ".‬فقال ديتشارد "سأحاول فتحه"‪.‬‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ .11‬وبينما كان ديتشارد يسير إلى الباو‪ ،‬انتقلت بهدوء إلى الجزء الخلفي من المنزل‪ .‬استغرق األمر منه بض وان‬ ‫لفتح الباو‪ ،‬ولكن بمجرد أن فتحه‪ ،‬تقدمت نحو بأسرع ما يمكن وأنا امسك بالطاولة الحديدية أمامي ‪ .‬كان هناك صوت‬ ‫ضجيا رهيو عندما أطلق الرجال ال ال ة نيرانهم دفعة واحدة‪ ،‬ولكنني كنت محمي بالطاولة الحديدية‪ .‬كان الرجال جميعا‬ ‫على مقربة من الباو وعندما انطلقت نحوهم وأنا امسك بالطاولة سقطوا جميعا على األرض‪ .‬وقبل أن أدرك حقيقة ما‬ ‫يحد وجدت نفسي أيضا اسقط عليهم من شدة اندفاعي ولكن سرعان ما قمت ولذت بالفرار ‪ ،‬وأنا أطلق النيران من‬ ‫مسدسي خلفى‪.‬‬ ‫‪ .12‬كان هناك مزيدا من صيحات الغضو والطلقات النارية‪ .‬تذكرت ما قالته لي أنطوانيت عن السلم وسرعان ما وجدته‬ ‫وقفزت من فوق الجدار للخارج ‪ ،‬سمعت طلقات أك ر ولكن أدركت أنه يجرد إطالق النار عليهم من قبل العقيد سابت‪،‬‬ ‫الذد كان يحاول الوصول إلى البوابة‪ .‬فصحت فيه قائال‪" :‬سابت! أنه أنا‪ ،‬هيا نذهو!" ‪ .‬فصرخ مندهشا‪" :‬أنت يمن!"‬ ‫فقلت له ونحن نركو الخيول مسرعين نحو القصر‪" :‬لدد قصة جميلة ألقصها عليك تتعلق بطاولة !"‬ ‫‪ .13‬وفي اليوم التالي‪ ،‬قرأ لي العقيد سابت يخر تقرير امني من رئيس الشرطة‪ .‬فقال سابت وهو يقرا التقرير‪ " :‬لقد‬ ‫حد هذا الصباح بعض األشياء الم يرة لالهتمام‪ .‬التقرير يقول أن الدوق غادر العاصمة متجهنا إلى زندا‪ .‬وبعد ساعة‪،‬‬ ‫‪15‬‬


‫عاد الدوق ومعه كل من دد جوتت ‪،‬بيرسونن وديتشارد ‪ ،‬الذد كان يض ضمادة حول ذراعه" كنت سعيدا بأن طلقتي‬ ‫الليلة الماضية قد أصابت احدهم‪ .‬وتاب سابت حدي ه قائال‪" :‬وأخيرا‪ ،‬استم إلى هذا‪ :‬شعو العاصمة ليس سعيدا ألن‬ ‫الملك لم يتزوج األميرة ويقول البعض أنه إذا لم يكن الزواج قريبا‪ ،‬فننه سيكون من األفضل إذا تزوجت األميرة من‬ ‫الدوق‪ ، .‬ورغم ذلك فان الملك سيقيم حفلة رقص لألميرة الليلة "‪ .‬فقلت له‪" :‬أنا ن أعرف أد شيء عن حفلة الرقص‬ ‫هذ "‪ .‬فقال فريتز"أو ‪ ،‬لقد تم اإلعداد لها" فقال لي سابت‪" :‬اسم يجو أن تطلو من األميرة الزواج منك هذ الليلة‪".‬‬ ‫فقلت له‪" :‬ن أستطي أن أفعل ذلك ففيه لم لألميرة "‪.‬‬ ‫‪ .14‬كانت الحفلة ناجحة جدا ‪.‬وبعد تناول الطعام ‪ ،‬جلست م األميرة وبعض ضيوفي اآلخرين في غرفة صغيرة بجوار‬ ‫حدائق القصر‪ .‬جلو الخدم لنا القهوة وكان لدينا الوقت للحدي ‪ .‬فقالت لي األميرة‪ " :‬أنت الملك لبضعة أسابي حتى اآلن‬ ‫والكل يشهد لك بالكفاءة‪ .‬وأنا سعيدة بك"‪ .‬فقلت لها‪" :‬ذات مرة قال لي شخص إن الشخص الذد لديه مكانة في المجتم‬ ‫عليه أيضا مس وليات ولقد أدركت م خرا مدى صحة ذلك"‪ .‬فسألتني األميرة‪" :‬الم تفكر في ذلك؟"‪ .‬فقلت لها " لم أفكر‬ ‫في ذلك‪ ،‬فعندما كنت صغيرا‪ ،‬لم أكن أعتقد أنني بحاجة للقلق بشأن المجتم ‪ ،‬ألنه مهمة شخص يخر‪ "،‬اندهشت األميرة‬ ‫للغاية‪ .‬وقالت‪" :‬لكنك كنت دائما على علم أنك ستصبح الملك‪ .‬فكيف يمكن أن تعتقد أن هذا العمل مهمة شخص يخر؟"‬ ‫‪ .15‬مرة أخرى‪ ،‬ارتكبت خطأ في ما قلته‪ .‬ولكن فجأة‪ ،‬وبدن من أن قول شيء للتغطية على خطأد‪ ،‬أردت أن أقول‬ ‫لألميرة الحقيقة‪ .‬وكانت عطوفة وذكية كما أنها كانت ستتزوج الملك‪ .‬لذا ينبغي أن تعرف ما حد لزوجها في المستقبل‪،‬‬ ‫وأنها يجو أن تعرف كل شيء عن قيامي بدور الملك‪ .‬فقررت أنني نبد أن أقول لها كل شيء‪ .‬فقلت لها بهدوء لكي ن‬ ‫يسمعني احد من الضيوف اآلخرين‪" :‬فالفيا هناك شيء يجو أن تعرفيه‪ ،‬إنني حقا لست‪ "... ......‬لم أكمل ما أردت أن‬ ‫أقوله لها ألنه في تلك اللح ة‪ ،‬سمعنا صوت خطى في الحديقة خارج الغرفة‪ .‬ن رت إلى أعلى وقفزت من شدة الخوف‪،‬‬ ‫ألن وجه هر فجأة من النافذة الفرنسية‪.‬‬ ‫‪ .16‬شعرت بالهدوء عندما رأيت أن الشخص الذد كان ين ر من النافذة هو العقيد سابت‪ .‬فقال لي‪" :‬معذرة ‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك من يريد أن يقابلك‪ ،‬يا سيدد‪ "،‬ولكنني يمكنني أن أدرك من عينيه انه كان غاضبا‪ .‬ترى كم من الوقت قد استم‬ ‫إلى حدي ي م األميرة؟ و هل سم أنني كنت على وشك أن اكشف لها عن حقيقتي؟ عدنا إلى الحفلة وأسرعت األميرة‬ ‫م خدمها وقام بعض الناس المهمين بالترحيو بي‪ .‬م أدركت أن قيامي بدور الملك قد وصل إلى مرحلة يستحيل التراج‬ ‫عنها ‪ :‬فأنا ن يمكنني أن اخبر أد شخص عن حقيقتي وإن سيعتقد أنني مجنون‪ .‬لقد منعني العقيد سابت من التحد‬ ‫ك يرا م األميرة‪ ،‬وقد كان محقا‪.‬‬ ‫‪ .17‬وفي صباح اليوم التالي جلست‪ ،‬أنا والعقيد سابت في غرفتي لنفكر فيما يجو القيام به بعد ذلك‪ .‬فقلت له‪" :‬هل تعلم‬ ‫أن الجمي يعتقد حقا أنني الملك‪ ،‬حتى األميرة؟ إنني يمكنني أن ارتو للتخلص من الدوق والملك الحقيقي معا" فقال لي‪:‬‬ ‫"هذا كله صحيح ولكن هل ستفعل م ل هذا الشيء؟" فقلت له‪" :‬بالطب ن‪ .‬ن ينبغي لي أن افعل ذلك‪ ،‬فليس ذلك من العدل‬ ‫لشعو روريتانيا كما انه ليس من العدل لألميرة"‪ ،‬وأضفت قائال‪" :‬ن يمكننا اننت ار أك ر من ذلك‪ ،‬يجو أن نذهو إلى‬ ‫زندا وننقذ الملك‪ ".‬فقال لي‪" :‬أنت رجل صالح"‪.‬‬ ‫‪ .18‬في البداية ‪ ،‬كنت بحاجة لمقابلة األميرة فالفيا مرة أخرى‪ .‬فنذا لم أستط أن أقول لها الحقيقة‪ ،‬فعلى األقل اخبرها‬ ‫بأن الوض في روريتانيا ليس جيدا كما يبدو لها‪ .‬فقمت بزيارة لها في قصرها في وقت نحق من ذلك اليوم‪ ،‬وطلبت من‬ ‫خدمها أن يحضروا لي بعض القهوة‪ .‬م قالت لي أنها قد تلقت رسالتين‪ .‬احدهما من مايكل‪ ،‬يدعوها لزيارة زندا‪ .‬م بينت‬ ‫لي الرسالة األخرى‪ .‬وقالت لي‪( :‬أنا ن أعرف من صاحو هذ الرسالة" علمت على الفور من صاحو الرسالة‪ :‬إنها‬ ‫انطونيت دو موبان ألنها بنفس خط الرسالة التي تلقيتها منها‪ .‬وتقول في رسالتها‪" :‬أنتي ن تعرفينني ‪ ،‬ولكن أنا ن أريد‬ ‫منك أن تقعي في قبضة الدوق‪ .‬ن تقبلي أد دعوة منه ون تذهبي ألد مكان دون حراسة مشددة‪ .‬أعطى هذ الرسالة إلى‬ ‫زعيم "قائد" روريتانيا ‪ ،‬إن استطعت ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .19‬فتساءلت األميرة‪" :‬لماذا تقول 'زعيم' وليس 'ملك'؟"‪ .‬فقلت لها‪" :‬يجو أن تفعلي كما تقوله الرسالة"‪ ،‬ولم ارد‬ ‫على س الها‪ .‬فقلت لها‪" :‬سأطلو حراسة مشددة لحمايتك‪ ".‬فسألتني‪" :‬هل تعرف من الذد أرسل هذ الرسالة؟"‪ .‬فقلت‬ ‫لها‪" :‬صديق لي‪ ،‬واليوم يجو أن تقولي أنكي مريضة وبالتالي ن يمكنك الذهاو إلى زندا"‪ .‬فقلت لي‪" :‬أليس لديك مان‬ ‫من إغضاو الدوق مايكل ؟"‪ .‬فقلت لها‪" :‬أنا ن أمان أد شيء يحاف على أمنك"‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫‪ .20‬فكرت فيمن سيكون أفضل حارس لألميرة فالفيا‪ ،‬وعلى الفور قمت بزيارة المشير ستراكنت ‪ ،‬الذد كنت أعرف‬ ‫أنني يمكنني أن أ ق به وطلبت منه حراسة األميرة وعدم السماح ألد من رجال الدوق بزيارتها‪ .‬وقلت له إنني قلقا‬ ‫بشأن طموحات الدوق‪ ،‬ولم ينده بقولي هذا‪ .‬وقلت له‪" :‬سأغادر العاصمة سترلسو لبضعة أيام وكل مساء سوف‬ ‫أرسل لك رسالة‪ ،‬وإذا لم تصلك رسالة مني لمدة ال ة أيام‪ ،‬لديك السلطة أن تقول أنك اآلن رئيس العاصمة سترلسو‪ .‬و‬ ‫يجو عليك أن تطلو من الدوق أن يسمح لك أن ترى الملك‪ ،‬وإذا لم يسمح لك بذلك في أرب وعشرين ساعة‪ ،‬يجو عليك‬ ‫أن تعلن أن الملك قد مات‪ ،‬م يجو أن تعلن لشعو روريتانيا عن حاكمهم الجديد من سيكون" م سألته " أتعرف من‬ ‫سيكون ؟ " فأجابني قائال "األميرة فالفيا‪ ،‬بطبيعة الحال"‪.‬‬ ‫ترجمة الفصل السادس‬ ‫الذد لم أجد أفضل‬

‫‪ .1‬لقد حان الوقت تقريبا بالنسبة لنا نتخاذ خطوة ضد الدوق مايكل ‪.‬كنت م المارشال ستراكنت‬ ‫منه للحفا على مستقبل روريتانيا‪ .‬قلت له‪" :‬يجو أن تعدنى أنك ستحمى انميرة فالفيا من الدوق‪ .‬فكما تعلم‪ ،‬لم تكن‬ ‫والدته من العائلة الملكية وانه يمكن فقط أن يصبح ملك بصورة قانونية إذا تزوج األميرة‪ ".‬فقال المارشال ستراكنت‬ ‫وهو ينحنى‪" :‬أتعهد بذلك"‪" ،‬اآلن سأكتو ما قلت توا‪ ،‬ولكن ن يزال إصبعي ي لمنى"‪ .‬فقال وهو يشاهدنى أكتو‪" :‬نعم‪،‬‬ ‫يا سيدد‪ ،‬وهذ الكتابة مختلفة قليال عن المعتاد منك‪ ،‬ويمل أن يعرف الناس انها أمر حقيقى من الملك"‪ .‬قلت له‪" :‬أنا‬ ‫أ ق بك" فابتسم قائال‪" :‬األميرة ستكون يمنة معي"‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدت إلى القصر واخبرت فريتز وسابت ان يستعدوا للذهاو إلى زندا‪ ،‬لم يكن هناك سوى شيء واحد يجو علي القيام‬ ‫به قبل ذهبنا‪ ،‬ذهبت ألخبر فالفيا اننى سأترك سترلسو للذهاو للصيد‪ .‬سألتنى بهدوء‪" :‬لذلك تفضل أن تصطاد الحيوانات‬ ‫على ان تقوم بواجباتك في العاصمة؟" فشرحت لها‪" :‬الشيء الذى سأصطاد هو حيوان كبير جدا‪ ،‬ألني سوف أصطاد‬ ‫مايكل"‪ .‬بدت األميرة قلقة للغاية وقالت‪" :‬سوف يكون هذا خطير!" "إن لم أعود‪ ،‬يجو أن تصبحى ملكة مكانى‪ ".‬م‬ ‫وقفت ‪ ..‬وقالت‪" :‬أنا ن أعرف حقا ما يجرد‪ ،‬ولكنى سأفعل كل ما هو فى صالح روريتانيا‪ ،‬فنذا كان ذلك يعني أن أصبح‬ ‫ملكة‪ ،‬فليكن"‪ .‬قلت‪" :‬شكرا لك وكن دعينا نأمل أن ذلك ليس ضروريا"‪ .‬كنت أعرف‪ ،‬م ذلك‪ ،‬أن هذا كان أك ر من‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫‪ .3‬على بعد حوالي مانية كيلومترات من زندا‪ ،‬وعلى الجانو اآلخر من المدينة إلى حي تق القلعة‪ ،‬هناك غابة مورقة‬ ‫على تل منخفض ‪.‬وعلى قمة التل يوجد بيت ريفى حدي وكبير يسمى تارلينهيم و الذد ينتمي إلى أحد أقارو فريتز‬ ‫والذى كان ن يزور البت في ك ير من األحيان ‪ ،‬حتى انه عندما سئله فريتز عما اذا كان يمكننا استخدامه لرحلة صيد‪،‬‬ ‫وافق دون تردد‪.‬‬ ‫‪ .4‬لذلك‪ ،‬في اليوم التالي‪ ،‬أنطلقنا ان وسابت وفريتز من العاصمة ووصلنا إلى المنزل الريفي نحو منتصف النهار‪ ،‬وكان‬ ‫معنا مجموعة كبيرة من الخدم وعشرة من الرجال الشجعان وانقوياء الذين أ ق بهم‪ ،‬وقد أخبرنا ه نء الرجال أن مايكل‬ ‫حاول قتلي وأن صديق مقرو من الملك تم سجنه في القلعة‪ ،‬وعلم الرجال ان مهمتنا هى اطالق سراحه‪ ،‬وألنهم شجعان‬ ‫ومخلصين فلم يلجئوا إلى طرح أسئلة أك ر‪ .‬وم ذلك‪ ،‬لم يمر وقتا طويال حتى سم الدوق مايكل عن وصولنا‪ ،‬وبعد‬ ‫ساعة فقط‪ ،‬وقام بزيارتنا ال ة من رجاله الستة المشهورون وهم الروريتانيين‪ :‬لوينجرام وكرافستين وروبرت هنتزو‪،‬‬ ‫وكنت وا قا من أنهم يعرفون أننا لم نكن هناك حقا نصطياد الحيوانات ولكن لدينا خطة أكبر من ذلك بك ير‪.‬‬ ‫‪ .5‬اخبرنا أصغر ال ال ة وأقواهم ‪ ،‬روبرت هنتزو‪ ،‬كيف كان الدوق مستاءا أننا لم نستط انقامة في قصر ‪ ،‬ولكن لسوء‬ ‫الح فالدوق والعديد من خدمه أصيبوا بمرض خطير‪ ،‬لذلك كان أفضل لو بقينا بعيدا‪ .‬كان خطابه رسميا ومهذبا‪ ،‬ولكنى‬ ‫لم أصدق أى كلمة مما قال‪ .‬قلت له‪" :‬أنا يسف لسماع هذا‪ ،‬يمل أن أخي يشعر على نحو أفضل في وقت قريو‪ .‬ولكن ماذا‬ ‫عن اصدقائك ‪ :‬دى جوتيت ودى تشارد وبيرسونين؟ سمعت أن دى تشارد أصيو؟" ابتسم روبرت في وجهي‪ ،‬وقال‪" :‬ن‬ ‫داعي للقلق‪ ،‬سوف يكون دى تشارد على ما يرام‪ ".‬فقلت‪" :‬جيد‪ ،‬ربما كنت ترغو في البقاء وتناول الطعام معنا؟" فقال‬ ‫روبرت‪" :‬أنت رقيق جدا‪ ،‬ولكن لألسف لدينا واجبات مهمة ونحتاج ان نعود الى القلعة"‪ .‬فضحكت وقلت‪" :‬بالطب‬ ‫‪17‬‬


‫ستفعل ذلك‪ ،‬شكرا لكم على حضوركم‪ ،‬وأتطل إلى ر يتكم جميعا مرة أخرى‪ ".‬وقال سابت عندما ذهبوا‪ " :‬روبرت هذا‬ ‫هو أسوأ ه نء المجرمين"!‬ ‫‪ .6‬في ذلك المساء‪ ،‬أنطلقت الى زندا م فريتز ‪ .‬وكانت رحلتنا‪ ،‬كما نعرف‪ ،‬يمكن أن تكون خطيرة‪ ،‬ولكنى قمت بتغطية‬ ‫وجهي وشعرنا باألمان ألن الك ير من الناس كانوا فى الطرقات‪ ،‬وم هذا نحن لم نذهو بالقرو من القلعة‪ ،‬ولكن ذهبنا‬ ‫إلى الفندق الريفى حي كنت قد قضيت ليلتى انولى فى روريتانيا‪ .‬قلت لفريتز‪" :‬لقد كنت هنا من قبل" فقال‪" :‬ألن‬ ‫يتعرفوا عليك؟" فقلت‪" :‬بالطب ‪ ،‬فقط افعل كما أقول لك وكل شيء سيكون على ما يرام"‪.‬‬ ‫‪ .7‬كان معطفى على وجهي عندما دخلنا ال ُنزل وطلبنا تناول وجبة في غرفة هادئة في الخلف‪ ،‬عندما جاءت ابنة صاحبة‬ ‫ال ُنزل بطعامنا كشفت وجهي حتى تتمكن من ر يتي‪ .‬فصرخت‪" :‬أنت الملك!"‪ ،‬و تقريبا اسقطت انطباق‪ ،‬وقالت‪ ":‬أتذكر‬

‫عندما بقيت معنا‪ .‬قلت ألمي أنك لم تكن حقا رجل إنجليزد وانك كنت ملك! أنا يسفة إذا قلنا أد شيء سيئ عندما بقيت‬ ‫معنا‪ ".‬فقلت‪" :‬سوف أغفر لك إذا وعد ِ‬ ‫ت أن تساعدينا" ‪.‬وأوضحت أننى أريد أن أرى جوهان‪ .‬فأوضحت‪" :‬إنه لم يعد‬ ‫يأتي أبدا الى هنا‪ ،‬انه يعمل في القلعة اآلن"‪ .‬قلت لها‪" :‬لكنكم ما زلتم أصدقاء ويجو عليك أن تطلبى ر يته‪ ،‬قول له أن‬ ‫يأتى للقائك ليلة الغد في الساعة العاشرة‪ ،‬م أحضريه الى منزلنا‪ ،‬ون تخبرى أحدا أنك قد رأي ِ‬ ‫ت الملك‪ ،‬هل تفهمين؟"‬ ‫"أنت لن تضر ‪ ،‬أليس كذلك يا سيدد؟" فوعدتها‪" :‬لن أفعل ذلك اذا فعل ما أطلبه"‪.‬‬ ‫‪ .8‬لقد وافقت وهى سعيدة‪ ،‬وبعد وجبتنا عدنا إلى تارلينهيم فى وقت متأخر من تلك الليلة‪ .‬وعندما كنا ننزل من على‬ ‫خيولنا‪ ،‬خرج سابت مسرعا من المنزل وصاح‪" :‬إذا أنتم فى أمان!" فقلت‪" :‬نحن بخير‪ ،‬فلماذا ن نكون؟" فقال‪" :‬يبدو‬

‫أن ركوو الخيل في هذا المنطقة أمر خطير إن إذا كنت في مجموعة كبيرة‪ .‬فقد ذهو احد رجالنا‪ ،‬وهو بيرننستين‪ ،‬وحد‬ ‫في الغابة اليوم‪ ،‬ورأى ال ة رجال بين األشجار واحدهم أطلق عليه النار‪ .‬انه بالطابق العلود في السرير وهناك عيار‬ ‫نارد في ذراعه‪ .‬الرصاصة القادمة قد تكون لك‪".‬‬ ‫‪ .9‬كنا ن ن أننا سنكون في مأمن في المنزل الريفي‪ ،‬ولكن كنت على خطأ‪ ،‬ففي اليوم التالي‪ ،‬كنت أستريح في غرفة‬ ‫المعيشة عندما زار روبرت المنزل وحد ‪ .‬وقال‪" :‬لدد رسالة لك‪ ،‬يا راسندل" فأجبت ببرود‪" :‬إذا كنت ن تعرف كيفية‬ ‫التعامل م الملك فعلى أخي أن يجد رسون يخر" فضحك وقال‪" :‬لماذا انستمرار في الت اهر؟ ونحن نعلم جميعا من‬ ‫أنت"‪ .‬فقلت‪" :‬لكن ن يمكن ان تقول هذا على المأل‪ ،‬أليس كذلك؟ ألن الناس سوف تعرف عند ذلك انكم قد اختطفتم الملك‬ ‫الحقيقي‪ ،‬أنت تعرف ان اللعبة لم تنته بعد‪ ،‬وحتى يتم ذلك سوف تختار اسمى‪ ،‬ولكن‪ ،‬ما هي رسالتكم؟" "الدوق يقدم لك‬ ‫أك ر مما اتوق ‪ ،‬انه يعرض عليك رحلة يمنة الى الحدود و مليون قطعة من الذهو"‪" .‬قل للدوق أننى أرفض عرضه‬ ‫السخي‪ .‬كيف حال سجينه‪ ،‬بالمناسبة؟" فقال روبرت‪" :‬مازال حيا‪ ".‬فقلت‪" :‬ممتاز‪ ،‬اآلن أذهو من هنا حي ما استطعت‪".‬‬ ‫‪ .10‬ن ر روبرت لي ن رة باردة وطلو من خادمه أن يعد حصانه‪ ،‬اصطحبته الى خارج المنزل‪ ،‬وبينما كان على وشك‬ ‫الصعود على حصانه‪ ،‬توقف‪ ،‬وقال‪" :‬دعنا نتصافح" خطى ناحيتى وفجأة طعننى في كتفى بسكين‪ ،‬صرخت‪ ،‬ولكن‬ ‫روبرت هرو بسرعة قبل أن أتمكن من فعل أد شيء‪.‬‬ ‫‪ .11‬على الرغم من أن كتفي كان ي لمنى‪ ،‬كنت مح و ا أنها لم تكن إصابة سيئة‪ ،‬ولكننى كنت غاضبا اننى تركت نفسي‬ ‫أسقط فى خدعة من هذا القبيل‪ُ .‬حملت الى السرير وطلبوا منى ان انام‪ ،‬وهو ما قمت به لعدة ساعات‪ .‬وعندما استيق ت‪،‬‬ ‫كان المكان م لما ووجدت فريتز بجانبي‪ .‬فقال‪" :‬يقول الطبيو ان ذراعك سيصبح أفضل قريبا‪ ،‬والخبر السار هو أن‬

‫خطتك بدأت تعمل‪ ،‬فالفتاة قد جلبت جوهان الى المنزل‪ .‬انه بالطابق السفلي في الوقت الحالي‪ ،‬والغريو في األمر أننى‬ ‫أعتقد ان جوهان سعيد لوجود هنا‪ ،‬يبدو انه يعلم انه اذا نجحت خطة مايكل‪ ،‬سوف يكون هو في مأزق ألنه يعرف أشياء‬ ‫أك ر من الالزم‪".‬‬

‫‪ .12‬جعلني هذا أعتقد أن جوهان سيكون أك ر فائدة بالنسبة لنا مما كنت أعتقد في البداية‪ .‬وبالتأكيد م الترغيو‬ ‫المناسو‪ ،‬سيكون الجاسوس الم الي بالنسبة لنا؟ ذهبت للطابق السفلي وطلبت أن أرى جوهان‪ .‬وكان الحراس أتوا به‬ ‫ويدا مكبلتان خلف هر ‪ .‬أجلسته على كرسي‪ ،‬حي جلس وهو يبدو عليه الحزن والخوف‪ .‬وعندما تحد نا إليه‪ ،‬فهمنا‬ ‫أن جوهان كان رجال ضعيفا ولكنه ليس شريرا‪ .‬وقال انه كان يعمل لمايكل ألنه كان يخافه ليس ألنه يحبه‪ ،‬وبدا سعيدا‬ ‫وهو يخبرنى أسرار مايكل‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫‪ .13‬قال لنا ان هناك غرفتين صغيرتين داخل القلعة‪ ،‬والتي يمكن أن تصلهما فقط عن طريق عبور الجسر المتحرك‪.‬‬ ‫وهى غرف منحوتة في الصخر تحت األرض‪ .‬واحدة منهما ليس لها نوافذ‪ ،‬لذلك كانت مضاءة دائما بالشموع‪ .‬وخلفها‬ ‫كان هناك غرفة انية بنافذة صغيرة‪ ،‬حي كانوا يحتف ون بالملك مقيدا في سالسل‪ .‬ومن النافذة كان هناك ماسورة كبيرة‬ ‫من الحجارة ت دى الى خندق القلعة‪ .‬كانت الغرفة األولى دائما تخض لحراسة ال ة من الرجال الستة‪ .‬قيل لهم أنه إذا‬ ‫هاجم بعض الناس الغرفة األولى وكان هناك خطر ان يتم انستيالء عليها‪ ،‬يجو ان يذهو دى تشارد الى الغرفة األخرى‬ ‫ويقتل الملك‪ .‬وبعد ذلك يوض الجسم لينزلق من خالل الماسورة و قل األغالل س ُيبقى الجسم تحت الماء‪ .‬م ينادى على‬ ‫باقى الرجال‪ ،‬ويهرو دى تشارد إلى أسفل الماسورة ويسبح عبر نفس الخندق‪ .‬م يتبعه الرجلين وخيول الدوق سوف‬ ‫تأخذهم إلى بر األمان‪ .‬لذلك فنن أد شخص يقوم بتفتي القلعة لن يجد شيئا‪ :‬مجرد غرفة فارغة‪.‬‬

‫‪ .14‬سألته‪" :‬ماذا لو هاجم العديد من الرجال القلعة؟" فشرح لى‪" :‬لديهم خطة أخرى‪ ،‬اذا هوجمت القلعة من قبل‬ ‫مجموعة كبيرة من الجنود‪ ،‬فننهم سيفعلون الشيء نفسه‪ ،‬ولكن واحد من الست رجال سيحل محل الملك ‪.‬لذلك عندما‬ ‫يصل مايكل إلى القلعة سيقول انه هو كان فقط متحف ا على واحد من الست رجال كسجين ألنه كان وقحا م أنطوانيت‬ ‫دد موبان‪ ،‬و عندها ن يمكن ألحد أن يعتقد أن الملك كان هناك أد وقت مضى" فقال سابت بغضو‪" :‬انها خطة ذكية‬ ‫جدا‪ ،‬وهذا يعني أنه إذا هاجمنا القلعة فى هدوء وسرية‪ ،‬أو فى العلن ومعنا جي ع يم فنن الملك سيكون ميتا قبل أن‬ ‫نتمكن من انقاذ ‪ ،‬أسم يا راسندل أعتقد أن فى هذا الوقت من العام القادم‪ ،‬سوف تكون ن تزال الملك‪".‬‬ ‫‪ .15‬كان نبض قلبى يتسارع عندما افكر اننى سأبقى الملك إلى األبد‪ ،‬لكن من دون إ بات أن مايكل كان قد قتل الملك‬ ‫الحقيقي‪ ،‬فنن الدوق سي ل هناك في قصر ‪ ،‬في انت ار فرصته نتخاذ مكاني‪ ،‬لن أكون فى أمان أبدا" سألت جوهان‪:‬‬ ‫"هل يعرف الملك شيئا عن خطة مايكل؟" فقال‪" :‬نعم‪ ،‬وكذلك أخي ماكس فقد ساعد فى وض الماسورة عند نافذة‬ ‫السجن ‪.‬ليس من السهل ان تنام في قلعة زندا ألنه ن أحد يشعر باألمان ‪.‬الجمي هناك مجرمون‪ ،‬باست ناء الملك‪".‬‬

‫‪ .16‬قلت له‪" :‬شكرا لك‪ ،‬يا جوهان‪ ،‬يمكنك العودة إلى القلعة اآلن ‪.‬إذا سألك أد شخص لو ان هناك سجين في القلعة‪،‬‬ ‫يمكنك أن تقول نعم هناك‪ ،‬ولكن إذا سألك أد شخص من هو السجين فال تجو‪ ،‬ونحن يمكن أن نساعدك اذا وفيت‬ ‫بوعودك‪ ،‬وإن فلن تكون فى أمان مرة أخرى‪ ".‬انحنى جوهان أمامى وهو يغادر‪ ،‬كنا نأمل ان يصح و وقنا به‪ ،‬سألنى‬ ‫سابت‪" :‬إذا‪ ،‬ما الذد سنفعله اآلن؟"فكرت طويال وبجدية م قلت‪" :‬هناك طريقتان إلخراج الملك من زندا حيا‪ ،‬انولى هو‬ ‫اذا كان لدينا معجزة‪ ،‬واألخرى هى إذا كان أحد الرجال الدوق على استعداد ان يخونه‪".‬‬ ‫ترجمة الفصل السابع‬

‫في اليوم التالي‪ ،‬وصل ال ة اخبار الى المنزل الريفي تارلينهيم حي كنا نقيم‪ ،‬كان األول أن الناس فى سترلسو قد‬ ‫سمعوا اننى أُصبت أصابة شديدة بينما كنت أصطاد في الغابة‪ ،‬وانهم يشعرون بالقلق‪ ،‬وكان ال انى أن الدوق أيضا أعتقد‬ ‫اننى أصبت بجروح خطيرة‪ ،‬على الرغم من أنه يفهم بشكل كبير كيف حد ت لى هذ اإلصابة‪ ،‬سمعت هذا من جوهان‪،‬‬ ‫الذد أ ق فيه اآلن‪ ،‬ولذلك سمحت له أن يعود الى زندا‪ ،‬أما ال ال فقد أخبرنى المارشال ستراكينكز أن األميرة فالفيا قد‬ ‫أمرته أن يأتى بها لر يتي‪.‬‬ ‫عندما وصلت األميرة الى تارلينهيم‪ ،‬شعرت بانرتياح عندما رأت أن إصابتى لم تكن خطيرة‪ .‬ولكن جوهان أخبرنا‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك بقليل‪ ،‬أن الملك يبدو ضعيفا ومريضا‪ ،‬وادركنا أنه علينا أن نفعل شيئا بسرعة‪ .‬فنحن ن يمكن أن ننت ر أطول من‬ ‫ذلك وإن ف من الم كد أنه سيموت‪ .‬وربما كان أغرو شيء في تاريخ أد بلد‪ ،‬أن شقيق الملك وشخص يت اهر أنه الملك‪،‬‬ ‫بالقرو من بلدة ريفية هادئة خالل وقت السلم‪ ،‬يخططون لحرو من أجل حياة ملك مريض‪ ،‬م عدد قليل من الناس‬ ‫يعرفون هذا األمر‪.‬‬ ‫في تلك الليلة‪ ،‬بعدما ذهبت األميرة فالفيا الى النوم‪ ،‬بدلت مالبسي‪ ،‬وذهبت إلى الخارج لالنضمام إلى سابت وفريتز م‬ ‫سبعة رجال‪ .‬وكنا جميعا مسلحين‪ ،‬تحركنا بخيولنا فى ليلة رطبة وعاصفة‪ ،‬أخذنا طريق خلفى هاد متجها نحو قلعة‬ ‫زيندا‪ .‬استغرق األمر منا حوالي ساعة للوصول إلى هناك‪ .‬وعلى بعد بض مئات من األمتار من القلعة‪ ،‬طلبنا من الرجال‬ ‫السبعة اننت ار م الخيول بينما واصلنا سيرنا على األقدام من أعلى التل إلى الخندق المائى حول القلعة‪ .‬هنا‪ ،‬ربط‬ ‫سابت حبل فى شجرة‪ ،‬وخلعت حذائي نستخدام الحبل للنزول إلى أسفل فى الماء‪.‬‬ ‫على الرغم من أن الليل كان عاصف ورطو‪ ،‬فقد كان يوما حارا ومش ّمسا لذلك لم يكن الماء باردا‪ ،‬وسبحت دون صعوبة‬ ‫حول جدران القلعة‪ .‬كنت أسم أصواتا داخل القلعة‪ ،‬ولكن كان المكان م لما لذلك ن أعتقد أن أد شخص كان فى‬ ‫استطاعته أن يرانى‪ .‬تذكرت ما اخبرنى به جوهان واعتقدت انه من الم كد اننى اآلن بالقرو من نافذة الغرفة التى بها‬ ‫‪19‬‬


‫الملك‪ .‬م‪ ،‬رأيت الماسورة العمالقة التي كانت تصل نافذة غرفته بالخندق‪ ،‬وكنت على وشك اإلقتراو اك ر عندما سمعت‬ ‫ضوضاء‪.‬‬ ‫اآلن رأيت ان هناك قارو بجوار الماسورة‪ ،‬وفي القارو كان هناك حارس يحمل بندقية كبيرة‪ .‬ذهبت إلى القارو بهدوء‬ ‫ما أمكننى‪ ،‬م رأيت أن الحارس كان ماكس هولف‪ ،‬شقيق جوهان‪ .‬أنه كان يتنفس ببطء وعمق‪ ،‬وفهمت أنه كان نائما‪.‬‬ ‫سبحت ببطء وفي صمت حتى وصلت عند ‪ ،‬وعلى الرغم من كراهيتي للقيام بذلك‪ ،‬لقد كانت هذ حرو‪ ،‬لذلك طعنته حتى‬ ‫الموت‪.‬‬ ‫اآلن لدى الوقت لفحص الماسورة بعناية‪ .‬سرعان ما أدركت أن الجزء السفلي من الماسورة لم يكن م بتا فى الجدار‪،‬‬ ‫واستطعت ان أرى ضوءا قادما من طرفها البعيد‪ .‬حاولت أن ادفعها‪ ،‬وعلى الرغم من أن الماسورة كانت قيلة جدا‪ ،‬فقد‬ ‫تحركت قليال فقط‪ .‬م سمعت صوتان‪ :‬كان أحدهما الملك‪ ،‬واآلخر كان رجال بلهجة إنجليزية‪ .‬إنه ديتشارد‪ .‬قال اإلنجليزد‪:‬‬ ‫"حان وقت نومك"‪ .‬وقال الملك بصوت ضعيف‪" :‬لماذا ن يقتلني أخي اآلن؟"‪ .‬فقال ديتشارد‪" :‬الدوق ن يريدك أن تموت‪،‬‬ ‫ليس بعد على أد حال‪ .‬نم بشكل جيد! "‪ .‬م اختفى الضوء وسمعت صوت باو يقُفل‪ .‬اآلن كل ما يمكن أن أسمعه كان‬ ‫الملك‪ ،‬يبكي بصوت منخفض‪.‬‬ ‫أدركت أنه ن يمكننى فعل أى شئ يخر في تلك الليلة‪ ،‬لذلك قفزت في القارو م ماكس وكان ميتا فوضعته في الجزء‬ ‫السفلي‪ ،‬وجدفت عائدا مرة أخرى إلى الحبل‪ .‬كانت الرياح تهو بشدة اآلن‪ ،‬حتى أننى لم أقلق من أن أد شخص قد يسم‬ ‫القارو‪ .‬عندما وصلت إلى جوار الحبل‪ ،‬ربطته حول جسم ماكس‪ ،‬وطلبت من سابت أن يسحو القارو ألعلى‪ .‬م تركته‬ ‫عائدا مرة أخرى إلى أصدقائي‪ .‬قام سابت بالصفير لرجالنا السبعة ليأتوا ويأخذوننا بخيولهم‪ ،‬ولكن عندما اقتربوا منا‬ ‫سمعنا عدة طلقات وصرخات عالية‪ ،‬وبعد ذلك صاح صوت‪" :‬لقد اصابونى يا روبرت! وهناك سبعة منهم‪ .‬أنقذ نفسك!"‬ ‫كنا نجرى نحو رجالنا عندما وصل حصان عليه روبرت هينتزو‪ .‬وكان المكان م لما حتى أنه لم يرانا‪ ،‬فأخذت عصا‬ ‫كبيرة‪ ،‬وركضت إلى األمام نحو رأس الحصان‪ .‬اآلن‪ ،‬كان من الم كد أننا تمكنا منه! ولكنه كان سريعا جدا‪ .‬فقد لوح‬ ‫بسيفه في وجهي‪ ،‬وقط عصاى نصفين‪ .‬أخذت خطوة إلى الوراء‪ ،‬وقبل ان نعرف ما يحد ‪ ،‬كان قد اختفى في ال الم‪.‬‬ ‫اكتشفت فيما بعد أن لوينجرام وكرافستين كالهما قد قُتل بواسطة رجالنا‪ ،‬على الرغم من أن هذ المعركة قد كلفتنا ال ة‬ ‫من رجالنا‪ .‬ذهبنا الى المنزل بقلوو موجوعة بسبو اصدقائنا‪ ،‬يساورنا القلق بشأن صحة الملك‪ ،‬وغاضبين من أن‬ ‫روبرت قد هرو‪.‬‬ ‫وفي اليوم التالي تلقيت زيارة من "رئيس الشرطة" في ستريلسو‪ .‬واخبرنى أن "السفير البريطاني" أبلغه أن رجال‬ ‫إنجليزيا يدعى راسينديل قد اختفى قُرو مدينة زيندا‪ .‬وقد وجدوا أمتعته في محطة قطار قريبة‪ ،‬وأدعى رجل يدعى السيد‬ ‫فيزيرلي من باريس أنه كان مسافرا م مدام دد موبان‪ .‬وسأل إذا كنت أعرف السيدة‪ .‬فأجبته‪" :‬نعم‪ ،‬أعرفها‪ .‬أعتقد أنها‬ ‫وخدمها كانوا ضيوفا عند الدوق مايكل"‪ .‬فقال الشرطي‪" :‬أفهم ذلك"‪ .‬فقلت له‪" :‬عليك ان تعود إلى ستريلسو وتخبر‬ ‫السفير بما تعرفه‪ .‬سوف نن ر في هذا من اجلك "‪" .‬سنعود في غضون أسبوعين‪ ،‬وسوف أخبركم ما قد وجدت"‪ .‬أردت‬ ‫أن يكون امامى على األقل أسبوعين دون أد أسئلة أك ر صعوبة‪ .‬تقريبا قد أ ُكتشفت لعبتي‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬م وجود الشرطي في المدينة فى ذلك اليوم‪ ،‬ن يمكن أن يكون هناك قتال مرة اخرى حول القلعة‪ ،‬وشعر روبرت‬ ‫بوضوح أنه فى أمان بما يكفي للخروج راكبا على جواد ‪ .‬عندما رأيته‪ ،‬لحقته بسرعة‪ .‬كان يبدو مندهشا لر يتى‪ .‬سألته‪:‬‬ ‫"كيف حال أخي اليوم؟"‪ .‬فأجاو‪" :‬هو بخير‪ ،‬كما أنه يأمل أن يكون قريبا في ستريلسو"‪ .‬قلت له‪" :‬روبرت‪ ،‬أنت مازلت‬ ‫شابا‪ .‬لماذا تفعل هذا؟ إذا تركت السجين حرا ُ‪ ،‬يمكننى أن اساعدك‪ ،‬لم تكن مضطرا للعمل من أجل شقيقي"‪ .‬ن ر روبرت‬ ‫أمامه‪ ،‬ولم يقل شيئا لمدة دقيقة‪ ،‬م تكلم بهدوء‪.‬‬ ‫"قد تكون على حق‪ .‬هاجم القلعة بشجاعة‪ .‬سأقول لك متى‪ .‬ولكن يجو أن يموت فريتز وسابت ‪ ،‬وكذلك يجو أن يموت‬ ‫مايكل والملك‪ .‬وهذا سوف يترك رجالن على قيد الحياة‪ :‬أنت وأنا‪ .‬ستبقى انت كملك‪ ،‬وسآخذ أنا المكافأة" سألته‪" :‬هل‬ ‫حقا ستعمل ضد مايكل؟"‪ .‬فأجاو‪" :‬انه ليس رجل جيد‪ ،‬أنه يجعلني غاضبا‪ .‬وكنت على وشك قتله بنفسي الليلة الماضية‪.‬‬ ‫فكر بعناية فى خطتي"‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬انطلق بحصانه فى طريقه‪.‬‬ ‫في وقت نحق من ذلك اليوم‪ ،‬نح سابت اننى كنت مستغرقا في الفكر‪ ،‬ولكنى لم اخبر فيما كنت افكر‪ .‬كان هناك طرقا‬ ‫على الباو‪ ،‬إنه صبي يحمل رسالة لي‪ .‬كانت الرسالة تقول‪ :‬يوهان سوف يأخذ هذ الرسالة من اجلى‪ .‬لقد حذرتك من‬ ‫قبل‪ .‬اكتشف الدوق أننى قد ساعدتك في تلك الليلة في المنزل الصيفى‪ .‬وهو اآلن يتحف علي كسجين في قصر ن را ألنه‬ ‫ن يمكنه الو وق بى‪ .‬من فضلك‪ ،‬إذا كنت تستطي ‪ ،‬انقذنى من بيت القتلة هذا‪ .‬أنطوانيت دو موبان‬ ‫ماذا يمكن أن أفعل؟ مضى الوقت وكنت أعلم أنه‪ ،‬اآلن‪ ،‬ن يمكننى أن أفعل شيئا لمساعدة مدام دد موبان أو الملك‪.‬‬ ‫وسرعان ما سمعت أن الناس في ستريلسو لم يقبلوا حقيقة بعدى عنهم لفترة طويلة‪ .‬وللحفا على سعادتهم‪ ،‬أخبرهم‬ ‫ُرسلى أننى و فالفيا قد رتبنا موعد زفافنا‪ ،‬وهو الخبر الذد قوبل بفرح ع يم‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫وم ذلك ليس الجمي كان يريد أن يعرف هذ األخبار‪ ،‬أخبرنى جوهان أن الدوق كان غاضبا عندما سم عن حفل‬ ‫الزفاف‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أصبح الملك مريضا جدا حتى أن الدوق طلو طبيبا لفحصه‪ .‬نصحه الطبيو بأن يحرر الملك‬ ‫فى الحال‪ ،‬ولكن الدوق رفض‪ ،‬مضيفا أن الطبيو سيضطر ان يبقى معه حتى يتحسن او يموت‪ ،‬أيهما يأتي أون‪ .‬اخبرنى‬ ‫جوهان أيضا أن أنطوانيت دو موبان تساعد فى العناية بالملك‪ ،‬الذد كان يحرسه ا نان ممن تبقى من "الرجال الستة"‬ ‫في جمي األوقات‪.‬‬ ‫على الرغم من أن جوهان ن يريد العودة إلى القلعة‪ ،‬دفعنا له جيدا لكى يعود ويتصرف كجاسوس لنا‪ .‬اكتشفت من‬ ‫جوهان اماكن اقامة جمي الناس ا ناء الليل في القلعة والقصر‪ ،‬ومن لديه مفاتيح األبواو‪ .‬قلت لجوهان‪" :‬سأعطيك‬ ‫خمسين ألف قطعة من الذهو إذا فعلت ما أطلو منك ليلة الغد‪ ،‬سمعت أن هناك خدم جدد في القلعة‪ .‬هل يعرف ه نء‬ ‫الخدم ان الملك سجين هناك؟ " فأجاو‪" :‬ن‪ ،‬ن يعرفون من هو السجين"‪ .‬سألته‪" :‬إذا لو رأونى‪ ،‬ل نوا اننى الملك؟"‪.‬‬ ‫"نعم‪ ،‬سوف ي نون ذلك يا سيدد‪" ".‬جيد‪ ،‬ليلة الغد أعطي هذ الرسالة إلى أنطوانيت دو موبان‪ ،‬م‪ ،‬في ال انية صباحا‪،‬‬ ‫أفتح الباو األمامي للقصر‪ ،‬ون تطرح مزيد من األسئلة‪ ،‬اذهو اآلن" ‪.‬‬ ‫عندما سمحت له باننصراف‪ ،‬اخبرت سابت وفريتز عن خطتي‪ .‬أنها فرصتنا الوحيدة إلنقاذ الملك‪ .‬سيأخذ سابت بعض‬ ‫الرجال إلى الباو األمامي للقصر‪ .‬عندما يفتح جوهان الباو‪ ،‬سيدخلون بسرعة ويربطون الخدم إذا لم يريدوا مساعدة‬ ‫الملك‪ .‬وفي الوقت نفسه سوف تصرخ مدام دد موبان من غرفتها للحصول على مساعدة‪ .‬سيأتي الدوق بالتأكيد لمعرفة‬ ‫ما يحد ‪ ،‬وعندها يمكننا أن نأخذ ‪ .‬ومن م لن يبقى هناك سوى رجالن فى حراسة الملك‪ ،‬وعندها علينا أن نتحرك‬ ‫بسرعة قبل أن ي ذو ‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬يجو ان ُيمأل المنزل في تارلينهيم باألضواء والموسيقى لكى يعتقد الناس أن هناك حفلة‪ .‬سيقوم‬ ‫المارشال ستراكينكز بحراسة المنزل واألميرة وإذا لم نعود‪ ،‬في اليوم التالي‪ ،‬سوف يسير بالجي إلى القلعة ويطلو ان‬ ‫يرى الملك في الحال‪ .‬وإذا لم يكن الملك هناك‪ ،‬فعليه أن يعود سريعا باألميرة فالفيا إلى العاصمة حي ستصبح ملكة‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬تلك الليلة‪ ،‬في منتصف الليل‪ ،‬أخذ سابت رجاله إلى القصر‪ .‬انطلقت وحدى فى طريق مختلف للقلعة‪ ،‬مرتديا مالبس‬ ‫تبقينى دافئا‪ ،‬ومعى أسلحة وحبل‪ .‬وبعد نصف ساعة عدت الى جوار الخندق‪ .‬تركت حصانى وبندقيتى بين بعض‬ ‫األشجار‪ ،‬وربط بعض الحبل فى شجرة أخرى‪ ،‬وقفزت في الماء مرة أخرى‪ .‬سبحت مرة أخرى إلى الماسورة أسفل‬ ‫النافذة‪ ،‬ولكن اآلن تم ت بيت الماسورة على الجدار ولم ي هر أد ضوء‪ .‬ن رت إلى القصر ورأيت أن األضواء كانت‬ ‫مضاءة فى نوافذ غرفتى الدوق ومدام دد موبان‪.‬‬ ‫م‪ ،‬سمعت أصواتا ورأيت روبرت يسير نحو القلعة على الجسر المتحرك م دد جوتيت‪ .‬وقال روبرت‪" :‬دعنا نعبر قبل‬ ‫أن ترفعوا الجسر المتحرك لهذ الليلة"‪ .‬عبروا الجسر‪ ،‬وبعد فترة وجيزة‪ُ ،‬رف الجسر‪ .‬وبعد بض دقائق عاد روبرت‬ ‫وحد ‪ .‬ن ر حوله م بهدوء نزل على بعض الساللم الخفية إلى الخندق وسبح عبر ‪ .‬م تسلق بعض الساللم المقابلة‬ ‫واختفى مرة أخرى داخل القصر‪ .‬ماذا كان يفعل؟ يبدو أننى لم أكن الوحيد الذد لديه خطة لتلك الليلة الم لمة الدافئة‪.‬‬ ‫ترجمة الفصل الثامن‬ ‫كان الجو باردا ا ناء انت ارنا في ميا الخندق‪ ،‬ولذلك عندما اختفى روبرت داخل القصر‪ ،‬قفزت للخارج ببطء وانت رت‬ ‫بجوار بوابة الجسر المتحرك بجوار القلعة‪ ،‬اآلن فقط بقى ديتشارد وبيرسونين و دد جوتيت لحماية الملك في سجنه‪،‬‬ ‫تمنيت لو كان معى مفاتيح غرفة الملك‪ ،‬ولكنى كنت أعلم أنه يجو علي التحلي بالصبر‪.‬‬ ‫لقد كانت ليلة هادئة‪ ،‬وكانت الساعة حوالي الواحدة في الصباح عندما كان هناك ضجيا مرتف من القصر‪ ،‬ن رت إلى‬ ‫أعلى في أحد النوافذ‪ ،‬ورأيت ل إنسان يسير على األقدام عبر الضوء‪ ,‬وصاحت إمرأة‪" :‬النجدة! ساعدني يا مايكل!" لقد‬ ‫كانت أنطوانيت دو موبان‪ .‬وكان هذا بالضبط ما قد طلبت منها أن تقوله في رسالتي لها‪ ،‬ولكنه كان مبكرا جدا لنحو‬ ‫ساعة‪ ،‬وكان قبل أن يصل أصدقائي إلى الباو األمامي للقصر‪ ،‬وقبل أن يحين الوقت لجوهان لفتحه‪ .‬سحبت سيفى‪،‬‬ ‫ووقفت على أ ُهبة انستعداد لما يمكن أن يحد ‪ .‬م سمعتها تنادى مرة أخرى قائلة‪" :‬ساعدنى يا مايكل! إنه روبرت‬ ‫هينتزو!"‬ ‫نبد أن مايكل سم أنطوانيت دو موبان تستغي ‪ ،‬ألننى سمعته بعد ذلك يجرى لمساعدتها هو و خدامه‪ ،‬واآلن كان هناك‬ ‫جدال بصوت عال‪ ،‬سمعت روبرت يقول‪" :‬هذ المرأة كتبت رسائل سرية إلى راسينديل! يجو معاقبتها!" وسمعت مايكل‬ ‫يقول‪" :‬إنها ضيفتى‪ ،‬وأنت هو من يحتاج إلى معاقبة!" وكان هناك صراخ وبدأ قتال صاخو بالسيف في الغرفة‪ .‬كان من‬ ‫الصعو أن أرى ما يحد ‪ ،‬ولكن فقط رأيت روبرت وجوهان من خالل النافذة‪ .‬وصاح روبرت قائال‪" :‬هذا لك‪ ،‬يا‬ ‫جوهان!" ‪ ،‬وكان يلوح بسيفه في وجهه‪" .‬فأنا أعلم أنك كنت جاسوس لراسينديل!" ماذا حد لجوهان؟ ماذا لو أنه‬ ‫أصيو بأذى؟ كيف سيتمكن من فتح الباو لرجالنا؟ من الضجيا داخل الغرفة يبدو أن روبرت كان يقاتل اآلن ك ير من‬ ‫‪21‬‬


‫الرجال‪ .‬ومن الم كد أنه سوف يتم القبض عليه‪ .‬وم ذلك‪ ،‬في اللح ة التالية‪ ،‬كان هناك صرخة مدوية وقفز روبرت من‬ ‫النافذة م إلى أسفل إلى الخندق أدنا ‪ ،‬حي أنه سبح بعيدا‪ .‬وبطريقة ما‪ ،‬هرو‪.‬‬ ‫وبعد دقيقة واحدة هر دد جوتيت أمامي‪ ،‬لذلك ضربته بسيفى‪ ،‬فسقط على األرض ميتا‪ ،‬وبسرعة بح ت فى مالبسه‬ ‫ألجد المفاتيح‪ :‬كان هناك ال ة مفاتيح‪ .‬أخيرا يمكننى أن أدخل الغرفة حي كان يجرد انحتفا بالملك السجين‪ .‬عندما‬ ‫فتحت الباو األول‪ ،‬وجدت نفسي في الجزء العلود من بعض الساللم التي كانت ت دى إلى غرفة م لمة وباردة‪ .‬الضوء‬ ‫الوحيد كان قادما من شمعة صغيرة في أحد الزوايا‪ .‬وبينما كنت انزل على الساللم‪ ،‬كنت فقط أسم أصوات قادمة من‬ ‫الغرفة حي يحتف ون بالملك‪ ،‬خلف باو اني‪ .‬وبينما كنت أمشي بعناية نحو الباو‪َ ،‬خطوت للخلف بسرعة عندما تم‬ ‫فتحه فجأة‪ .‬واآلن تمكنت من انستماع إلى حدي ديتشارد‪" :‬ن يجو أن نقتله اآلن وإن سوف تكون هناك مشكلة"‪.‬‬ ‫وعندها هر شخص يخر فضربته بسيفى‪ .‬لقد كان بيرسونين‪ ،‬والذد سقط على األرض فجأة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عندما أدرك ديتشارد أن هناك خطر‪ ،‬أغلق الباو سريعا‪ :‬اآلن بال ّتأكيد كان هو وحد في الغرفة م الملك وتذكرت أنا‬ ‫خطتهم‪ ،‬فعرفت أن الملك كان في خطر حقيقى‪ .‬أخذت واحدا من المفاتيح وسريعا فتحت باو الغرفة ال انية بعصبية‪.‬‬ ‫أعتقد أننى تو ّقعت أن أرى الملك كان قد قُتل بالفعل ولكن عندما دخلت الغرفة فقد انتابنى شعور بانرتياح عندما وجدت‬ ‫طبيو الملك يمسك بديتشارد‪ .‬كان الملك ضعيفا من المرض وكان مقيدا بالسالسل فى أحد الزوايا‪ ،‬وكان ين ر في خوف‪.‬‬ ‫ولكن الطبيو كان أضعف من أن يمسك بديتشارد لفترة طويلة‪ ،‬وقبل أن استطي مساعدته‪ ،‬فر ديتشارد وقتل الطبيو‬ ‫المسكين بسيفه‪.‬‬ ‫إستدار ديتشارد ناحيتى وقال‪" :‬أخيرا!"‪ ،‬فرفعت سيفى وكان من حسن الح أن ديتشارد لم يكن معه بندقية‪ .‬بدأنا نتقاتل‪.‬‬ ‫كان مبارزا أفضل منى بك ير فهو يعرف كل الحيل‪ :‬ابتسم عندما أصابنى فى ذراعى‪ ،‬وكنت قريبا من الموت إذا لم‬ ‫يساعدنى الملك الذى صاح قائال‪" :‬ابن عمي رودولف!"‪ ،‬كما لو أنه أدرك اآلن فقط من أكون‪ .‬أنتقل إلى األمام‪ ،‬ودف‬ ‫جسم ديتشارد برجلى كرسى‪ .‬ناديته‪" :‬إدف بقوة!‪ ،‬إدف ضد ساقيه!" وبوجود رجلى الكرسى ضد ‪ ،‬وجد ديتشارد‬ ‫صعوبة في الوقوف‪ .‬وجعله هذا غاضبا‪ ،‬فضرو الملك ضربة قوية بسيفه‪ ،‬ولكن عندما كان يفعل ذلك‪ ،‬سقط على جسم‬ ‫الطبيو‪ .‬فكان من السهل لي أن أقتله ألنه كان يرقد على األرض‪.‬‬ ‫هل مات الملك أيضا؟ جريت إلى حي كان يرقد‪ .‬كم كان سعادتى عندما تأو الملك‪ ،‬فعلمت أنه كان على قيد الحياة‪ .‬ولكن‬ ‫قبل أن أتمكن من مساعدته سمعت روبرت في مكان ما خارج سجن الملك ينادد قائال‪" :‬هيا‪ ،‬يا مايكل! دعنا نتقاتل!"‬ ‫قمت بتمزيق قطعة من قميصى لكى اعمل ضمادة لإلصابة التى كانت فى ذراعي‪ ،‬وفتحت باو السجن بهدوء‪ ،‬ون رت‬ ‫للخارج‪ .‬كان الجسر المتحرك اآلن موضوعا مرة أخرى‪ .‬كان روبرت يقف في منتصف الجسر بسيفه‪ ،‬بينما كان الباو‬ ‫الم دى الى القصر في الجانو اآلخر من الجسر المتحرك يحرسه بعض الخدم يبدو عليهم الرعو‪ ،‬وكذلك جوهان‪ ،‬الذى‬ ‫كان من دواعي سرورد أن أرا ولم يصو بأذى‪ .‬م صاحت أنطوانيت دو موبان غاضبة من وراء الخدام‪" :‬لقد مات‬ ‫الدوق‪ ،‬لقد قتلته بالفعل!" فصاح روبرت‪" :‬تقولين مات!‪ ،‬هذا أمر جيد‪ ،‬إذا أنا زعيمكم اآلن‪ ،‬ضعوا أسلحتكم وافعلوا ما‬ ‫أقول‪".‬‬ ‫بدن من وض أسلحتهم قام الخدم‪ ،‬بالرغم من ذلك‪ ،‬بالسماح ألنطوانيت دو موبان بالسير على الجسر‪ ،‬وكانت تصوو‬ ‫ببندقية تجا روبرت‪ .‬ولكن قبل أن يحين الوقت لتطلق النار – إذا كانت‪ ،‬في الواق ‪ ،‬تعتزم ذلك – قفز روبرت مرة أخرى‬ ‫بسرعة في الماء تحت الجسر‪ .‬سمعت أصوات أك ر‪ ،‬وأدركت أن سابت ورجاله قد وصلوا أخيرا إلى الباو األمامي‬ ‫للجانو اآلخر من القصر‪ .‬شعرت بال قة فى أن الملك أصبح في مأمن‪ ،‬فركضت خلف روبرت وقفزت أيضا فى الماء‪ .‬كان‬ ‫يسبح أسرع مما يمكننى م ذراعي الجرحى‪ ،‬وبسرعة سبح إلى حي كان الحبل مربوطا إلى شجرة فوق الخندق‪ .‬بدت‬ ‫عليه الدهشة ولكنه كان مسرورا لر ية الحبل وصعد بسرعة ألعلى‪ .‬وكنت‪ ،‬ربما‪ ،‬وراء بدقيقة واحدة‪ ،‬وعندما وصلت‬ ‫الى الجزء العلود من الحبل‪ ،‬أستطعت أن أرا يلوذ بالفرار داخل الغابة‪ .‬وفي مرحلة من المراحل‪ ،‬رأيته ين ر إلى الوراء‬ ‫ناحيتى‪ .‬أ ن أننى رأيته يلوح لى‪ ،‬كما لو كنا فى لعبة‪ ،‬كما لو كان يعلم أننى لن أمسك به أبدا‪.‬‬ ‫ركض كالنا أبعد وأبعد في غابة زيندا‪ ،‬حتى سمعت صرخة أخرى‪ .‬ماذا فعل روبرت اآلن؟ وسرعان ما اكتشفت أنه وجد‬ ‫صبي يركو حصان متجها إلى السوق‪ ،‬وقد جر من فوق الحصان بسرعة وأخذ مكانه‪ .‬كان روبرت يحاول أن ُيهدأ‬ ‫الصبي بنعطائه بعض المال‪ ،‬وهذا أعطاني الوقت للحاق به‪ .‬صرخت قائال‪" :‬قف مكانك!"‪ .‬ن ر لي وابتسم‪ .‬وتساءل‪:‬‬ ‫"ماذا كنت تفعل في القلعة؟"‪ .‬قلت له‪" :‬لقد تأكدت من أنك أنت يخر الرجال الستة"‪ ،‬فسأل باستغراو‪" :‬هل يعني ذلك أنك‬ ‫وصلت الى داخل سجن الملك؟"‪" .‬نعم فعلت"‪" .‬وما الذد حد للملك؟" قلت له‪" :‬لقد أصيو‪ ،‬ولكنه على قيد الحياة"‬ ‫فقال‪" :‬لماذا لم تتب خطتى؟ نحن يمكن أن نعمل معا بشكل جيد‪ ".‬فقلت‪" :‬أنزل من فوق حصانك وقاتلنى كرجل‪".‬‬ ‫جريت ناحية روبرت بسيفى‪ ،‬ولكنه كان ن يزال على جواد ‪ ،‬فدفعني بسهولة بعيدا بسيفه‪ .‬ركضت باتجاهه مرة أخرى‪،‬‬ ‫وتمكنت من قط خد ‪ ،‬لكنه اآلن اتجه ناحيتى شاهرا سيفه‪ .‬كان من الم كد اننى سأُقتل‪ ،‬ولكن في تلك اللح ة كان هناك‬ ‫‪22‬‬


‫صرخة فقد وصل على حصان يخر وكان يحمل مسدسا‪ .‬توقف روبرت ون ر إلينا‪ .‬وقد فهم أنه ن يمكنه محاربتنا معا‪،‬‬ ‫ولذلك استدار بحصانه وهرو بأسرع ما يمكن‪ .‬قلت لفريتز‪" :‬أذهو خلفه!"‪ .‬ولكن فريتز كان ين ر الي‪ ،‬وليس لروبرت‪.‬‬ ‫وقال‪" :‬سيدد‪ ،‬أنت ن تبدو بخير‪ ، ".‬وفجأة شعرت أننى ضعيف جدا‪ .‬ترجل فريتز عن جواد وركض ناحيتى فقد كنت‬ ‫أسقط على األرض‪ .‬سألته بضعف‪" :‬هل نجى الملك؟"‪ .‬قال فريتز‪" :‬بفضلك‪ ،‬هو كذلك‪ .‬ولكنك مصاو بجروح‪ .‬هيا‪،‬‬ ‫اسمحلى أن أساعدك‪ " .‬وقريو منا‪ ،‬كان الصبي ين ر الينا بعيون واسعة‪ .‬وقال مشيرا إلي‪" :‬أليس ذلك هو الملك؟"‪.‬‬ ‫ولكن فريتز تجاهله‪.‬‬ ‫وبعد استراحة طويلة‪ ،‬شعرت أننى أصبحت متماسكا بما يكفي ألعود سيرا‪ ،‬أستندت بشدة على ذراع فريتز‪ .‬علمت نحقا‬ ‫من فريتز وانطوانيت دو موبان ما حد تلك الليلة في القلعة واألحدا التي أدت إليها‪ .‬منذ بضعة أشهر في وقت سابق‪،‬‬ ‫قابل الدوق أنطوانيت دو موبان في باريس وطلو منها أن تحضر إلى روريتانيا لر ية التتويا‪ .‬كانت تحترم الدوق‪،‬‬ ‫وكانت مسرور أن تكون ضيفة عليه‪ .‬وم ذلك‪ ،‬قام بعض خدم الدوق بالتصريح لخدمها عن طموحات الدوق فى أن‬ ‫يكون الملك‪ .‬لم تقبل خططه الشريرة‪ ،‬وقررت أن تحذرنى من كل ما يريد أن يفعل‪ .‬وعندما اكتشف الدوق أنها حذرتنى‬ ‫ونحن في ستريلسو‪ ،‬خدع أنطوانيت دو موبان بدعوتها وخدمها إلى قصر ‪ .‬وعندما وصلت هناك‪ ،‬تأكد من أنها ن‬ ‫تستطي المغادرة لكى يمنعها من أن تخبر أد شخص عن خطته‪.‬‬ ‫لحسن الح ‪ ،‬م وجود جوهان كجاسوس لنا‪ ،‬كانت أنطوانيت ن تزال قادرة على إرسال رسائل لنا ويمكننا استخدام‬ ‫مكانها في القلعة لمساعدتنا‪ .‬وم ذلك‪ ،‬وبطريقة ما‪ ،‬اكتشف روبرت انها كانت تساعدنا‪ ،‬ولذلك أراد أن يعاقبها؛ ومن‬ ‫قبيل الصدفة أنه اختار الليلة ذاتها التي قمنا نحن فيها بمهاجمة القلعة‪ .‬وعندما جاء مايكل لمعرفة ما كان يحد ‪ ،‬قتله‬ ‫روبرت في المعركة التي تلت ذلك‪ .‬يبدو أن روبرت أعتقد أنه بدون الدوق‪ ،‬سأ ل أنا بالفعل كملك وعلى نحو ما سوف‬ ‫أكافأ على عمله الشر‪ .‬أنه لم يفهم أننى كنت أت اهر بأننى الملك لخير روريتانيا‪ :‬أنه كان يعتقد أنني أردت أن أكون ملكا‬ ‫إلى األبد‪.‬‬ ‫وألن جوهان كان يساعد الدوق‪ ،‬لم يستط أن يفتح الباو األمامي لسابت ورجاله في ال انية صباحا‪ ،‬واستغرق ذلك وقتا‬ ‫طويال قبل أن يتمكنوا اخيرا من دخول القصر‪ .‬وهذا هو ما فعلو أ ناء هروو روبرت من أنطوانيت دو موبان‪ .‬وسرعان‬ ‫ما وجد سابت الملك ُملقى على انرض في سجنه‪ ،‬كان مصابا ولكنه ن يزال على قيد الحياة‪ .‬تم نقله‪ ،‬ووجهه مغطى‪،‬‬ ‫إلى القصر‪ ،‬حي ساعدت أنطوانيت فى انعتناء بالملك المسكين حتى وصول طبيو يخر‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬جاء فريتز‬ ‫يبح عنى‪ ،‬عندما علم أننى أنطلقت إلى الغابة وراء روبرت‪.‬‬ ‫وعندما كانوا فى القلعة مرة أخرى‪ ،‬اضطر العقيد سابت أن يطلو من جوهان وانطوانيت دو موبان أن يحف وا سر‬ ‫الملك الحقيقي‪ .‬فرجاله وخدامه يعتقدون أن الملك قد أصيو أ ناء إنقاذ السجين‪ ،‬والذد ذهو وراء روبرت هينتزو‪ .‬تم‬ ‫إرسال األخبار إلى تارلينهيم إلخبار األميرة أن الملك أصيو ولكنه على قيد الحياة‪ ،‬وأنه ينبغي عليها أن تنت ر في‬ ‫تارلينهيم‪ .‬كما سم الناس فى ستريلسو أن الملك الشجاع تقاتل م أخو ألنه قد أبقى سجينا في زيندا والذد كان صديقا‬ ‫للملك‪ .‬حاول الدوق أن يقتل الملك‪ ،‬الذد أصيو بجروح‪ ،‬ولكن الدوق الشرير توفي‪.‬‬ ‫وم ذلك‪ ،‬لم ُت ِرد األميرة فالفيا اننت ار في تارلينهيم‪ ،‬فطلبت من المشير ستراكينكز أن يأخذها إلى زيندا فى الحال لكى‬ ‫تتمكن من ر ية الملك‪ .‬كان موكبها يقترو من القلعة عندما كان فريتز عائدا بى من الغابة‪ .‬عندما شاهدنا الموكو‪،‬‬ ‫أختبئت بسرعة خلف شجرة‪ ،‬ولكننا لم ندرك أن الصبي صاحو الحصان الذد أخذ روبرت كان قد اتبعنا‪ .‬وكان منفعال‬ ‫جدا ونادى‪" :‬أيتها األميرة! الملك هنا‪ ،‬خلف هذ الشجرة! " حاولنا إبقاء الصبي هادئا‪ ،‬ولكن الوقت كان قد فات‪ .‬توقف‬ ‫موكو األميرة واستطعت أن أرى المشير يميل من نافذة المركبة للتحد إلى الصبي‪ .‬قال ستراكينكز‪" :‬ما تقوله هو‬ ‫هراء‪ ،‬يرقد الملك مصابا في القلعة"‪" .‬ن‪ ،‬حقا‪ ،‬إنه هنا‪ .‬لقد حارو الرجل الذد أخذ حصانى‪".‬‬ ‫في هذ اللح ة‪ ،‬خرج سابت من القلعة لمقابلة الموكو‪ .‬فقال ستراكينكز إلى سابت بن رة غريبة‪" :‬هذا الصبي يقول أن‬ ‫الملك هناك خلف تلك الشجرة‪ .".‬فقال سابت وهو يبتسم‪" :‬ن‪ ،‬إنه في القلعة خلفى‪ .".‬فقال الصبي‪" :‬ارجوك‪ ،‬تعال‬ ‫وان ر إذا كنت ن تصدقنى‪ .".‬اختفت انبتسامة من وجه سابت وبدا عليه القلق‪ ،‬قبل أن يقول بسرعة‪" :‬سوف ارى"‪.‬‬ ‫وقالت األميرة‪" :‬اسمح لي أن يتي أيضا‪ .".‬فكر سابت للح ة‪ ،‬م قال بهدوء‪" ،‬إذاَ تعالى وحدك‪ ".‬ساعدوا األميرة‬ ‫لتترجل من الحافلة‪ .‬م سارت م سابت عبر العشو تجاهي‪ .‬كنت جالسا خلف الشجرة‪ ،‬واضعا يدد على وجهي‪ .‬وكان‬ ‫فريتز يض يد على كتفي‪.‬‬ ‫عندما رأتنى األميرة فالفيا األميرة‪ ،‬ركضت نحوى وصاحت‪" :‬أنه أنت! هل انت مصاو؟ " لم أقل أى شيء‪ ،‬لذلك ن رت‬ ‫الى سابت ‪ ،‬وقالت‪" :‬ما هذ اللعبة التي تلعبونها؟" فقال سابت بهدوء‪" :‬هذا ليس الملك‪ .".‬قالت األميرة "ماذا تقصد‬ ‫بأنه ليس الملك؟"‪ .‬فقال سابت مرة أخرى‪" :‬هذا ليس الملك‪ .".‬فصاحت فالفيا‪" :‬أنه هو الملك!‪ ،‬أنه وجهه! رودولف‪،‬‬ ‫أن ر إلي! ما الذد يحد ؟ " ن رت في عينيها‪ ،‬وقلت‪" :‬سامحينى سيدتى‪ ،‬أنا لست الملك‪ ".‬أندهشت األميرة وخافت‬ ‫‪23‬‬


‫وفهمت أنها ن تعرف ماذا تقول‪ .‬قال سابت بلطف لألميرة‪" :‬تعالى‪ ،‬لقد حان الوقت لتدخلى القلعة‪ .‬لدينا الك ير‬ ‫لنناقشه‪ .".‬شاهدتها وهى تمشى بعيدا‪ .‬اآلن كانت لعبتى تقريبا في نهايتها‪.‬‬ ‫طوال ذلك اليوم‪ ،‬انت رت أنا وفريتز في الغابة بينما بقيت األميرة في القلعة م الملك‪ .‬وفي تلك الليلة‪ ،‬عندما حل ال الم‪،‬‬ ‫أخذنى فريتز إلى القلعة حي مك ت‪ ،‬بعيدا عن مرئى الجمي ‪ ،‬في الغرف التي قد تم سجن الملك فيها‪ .‬جوهان جلو لي‬ ‫الطعام وقال لي كل ما يعرفه‪ .‬الملك كان يتحسن‪ ،‬ورأى األميرة حي أتت م سابت ‪ ،‬وقد عاد المارشال ستراكينكز إلى‬ ‫ستريلسو‪ .‬وقال جوهان أيضا أن الجمي كان يتحد عن سجين زيندرا الغريو ومن يمكن أن يكون‪ .‬البعض قال أنه‬ ‫صديق إنجليزد للملك والذد كان قد سم عن خطط الدوق‪ ،‬ولذلك حبسه الدوق لكى يمنعه من التحد إلى الملك‪.‬‬ ‫في وقت نحق من هذا المساء‪ ،‬جاء لي فريتز وقال أن الملك يريد أن يراني‪ .‬فذهبت إلى غرفته‪ ،‬حي كان يرقد في‬ ‫السرير وهناك طبيو بجوار ‪ .‬كان ضعيفا ومتعبا‪ ،‬لكنه ابتسم عندما رينى‪" :‬ابن عمى! صديقي! أنت أصبت أيضا‪ .‬نحن‬ ‫دائما م ل بعضنا‪ ،‬أنت وأنا!" ابتسمت‪ ،‬وانحنيت أمامه‪ .‬وقال‪" :‬أريد أن أشكرك‪ ،‬كنت أأمل أن غدا ستأتي معي إلى‬ ‫ستريلسو وأخبر الجمي عن األشياء الشجاعة الذد قمت بها‪ ،‬ولكن سابت يقول أن هذا غير ممكن"‪" .‬أنه على حق‪،‬‬ ‫سيدد الرئيس‪ .‬لقد أكتمل عملي في بلدكم ‪" ".‬جيد جدا‪ ،‬سوف أعود إلى ستريلسو وحدى‪ .‬الناس يعرفون أن الملك كان‬ ‫قد أ ُصيو ‪ ،‬ولذلك لن يندهشوا لر يتي وأنا أبدو مختلفا قليال‪ .‬ولكنك علمتنى شيئا ما‪ ،‬يا ابن عمى رودولف‪ .‬لقد بينت لي‬ ‫ما ينبغي أن يكون عليه الملك الحقيقى‪ .".‬ف ُ‬ ‫قلت‪" :‬سأكون سعيدا إن ساعدتك مرة أخرى‪ ،‬يا سيدد‪ .".‬وكنت أعني ذلك‪،‬‬ ‫ودار فى فكرى أننى ربما أُضطر لذلك‪ .‬فال أحد يعرف أين اختفى روبرت‪ ،‬والتفكير فى الرجل الذد هزمنى تقريبا‪ ،‬كان ن‬ ‫يزال يجعل قلبي ينبض بصوت أعلى في صدرد‪.‬‬ ‫وقال الملك‪" :‬األميرة طلبت أن تراك‪ ،‬أيضا‪ .‬قد تأتي اآلن‪ ".‬همست قبل وصولها‪" :‬وهل هى تعرف كل شيء؟"‪ .‬فأجاو‬ ‫الملك‪" :‬نعم‪ .".‬دخلت األميرة إلى الغرفة وأنحنيت لها‪ .‬بأسلوو ليس بالخشن قالت‪" :‬يبدو أنك خدعتنى‪ُ .".‬‬ ‫قلت‪" :‬أود أن‬ ‫اعتذر لكِ عن هذا"‪ ..‬فقالت‪" :‬ن تحتاج إلى انعتذار‪ .‬بل يجو أن أشكرك على كل ما قمت به من أجل روريتانيا‪ .".‬قلت‬ ‫لها‪" :‬لقد تعلمت كل شيء عن الواجبات والمس وليات‪ ،‬أنه درس لن إنسا أبدا"‪ .‬فأجابت‪" :‬ونحن لن ننسى ابدأ كيف‬ ‫ساعدت الملك‪ .".‬انتسم الملك‪ ،‬م غلق عينيه وغط في النوم‪ ،‬وقال الطبيو أنه من األفضل لو تركته وذهبت‪ .‬انحنيت‪،‬‬ ‫وتركت الناس الذين سيشكلون مستقبل روريتانيا‪ ،‬ن أعرف أن كنت سوف أرى الملك‪ ،‬أواألميرة – أو روبرت – مرة‬ ‫أخرى فى أد وقت نحق‪.‬‬ ‫وبعد بض ساعات‪ ،‬انحنى سابت وفريتز أمامى عندما صعدت على متن قطار في محطة صغيرة بالقرو من الحدود م‬ ‫روريتانيا‪ .‬ومن الم كد أن الركاو اآلخرين على متن القطار قد نح وا أن شخصا مهما يرتدى معطف كبير وقبعة كان‬ ‫على وشك مغادرة بلدهم‪ ،‬لكنه كان انا فحسو‪ ،‬رودولف راسينديل‪ ،‬رجل إنجليزد‪.‬‬ ‫عندما عدت أخيرا إلى إنكلترا‪ ،‬كان علي أن أقدم بعض التوضيحات‪ .‬أخبرنى أخي روبرت وزوجته روز أن الجمي كانوا‬ ‫يبح ون عني‪ .‬وأصيبت روز بخيبة أمل كبيرة عندما أخبرتها أننى لم أكتو كتاو‪ .‬فقالت‪" :‬على األقل ما زال السفير لديه‬ ‫و يفة لك‪ ،‬أنه يعرف اآلن البلد الذد سوف يتم إرساله إليه"‪ .‬سألت‪" :‬أين ذلك؟"‪" .‬روريتانيا‪ .‬السيد جاكوو بورديل‬ ‫سيكون السفير البريطاني في ستريلسو"‪ُ .‬‬ ‫قلت‪" :‬ن أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة بالنسبة لي للعمل هناك"‪ .‬بكت روز‪:‬‬ ‫"ولكنك وعدت أنك ستقبل هذ الو يفة!"‪ .‬قلت‪" :‬أن ِ‬ ‫ت محقة‪ ،‬ولكن أن رى لهذا"‪ .‬أ هرت لهم صورة في إحدى الصحف‬ ‫والتي ت هر تتويا الملك‪ .‬كانت صورتى م سابت وفريتز ومايكل واألميرة‪ .‬ن رروبرت وروز إليها في ذهول‪ .‬وقالت‬ ‫روز‪" :‬نعم‪ ،‬تبدو شبيها جدا بملك روريتانيا‪ ،‬ولكن هذ مجرد ذريعة‪ .‬يمكنك أن تصبح سفيرا يوما ما! إذا لم تذهو‪ ،‬لن‬ ‫تكون أبدا أد شخص مهم"‪.‬‬ ‫وم هذا‪ ،‬عرفت أننى لم أكن في حاجة للذهاو‪ .‬لقد كنت شيئا أك ر أهمية من سفير‪ :‬لقد كنت ملك‪ .‬تذكرت وفهمت تلك‬ ‫الكلمات التى قالتها روز لي طوال تلك األشهر التى مضت‪ :‬أى شخص ذو مكانة في المجتم لديه مس وليات‪ .‬ولكن حتى‬ ‫بدون مكانة في المجتم ‪ ،‬علينا جميعا واجو مساعدة اآلخرين عندما نستطي ‪ ،‬ونحن جميعا نصبح أفضل لقيامنا بذلك‪.‬‬

‫‪24‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.