"شكر خاص لكل من شارك يف كتابة هذا العمل الروائي" هذا العمل بقلم كالً من: ❖ سهيلة عصام ❖ مسية إمساعيل ❖ هاجر فوزي ❖ رنيم مسعد ❖ رنا خالد ❖ منة زايد ❖ أمل عصام ❖ دميانا مسري ❖ هايدي ❖ ملياء عادل ❖ مريم صيام ❖ أمساء ناجح ❖ دينا طارق ❖ نور مكرم
"ما هَذَا الشيءُ الْغَرِيب؟! أعتقدُ أنّه صندوقُ آثَار تَرَكَه لَنَا األجداد" قلتُ تِلْك اجلملةَ لِأَخِي و املستكشفني حَوْلَه. آه نَسِيتُ أَنْ أَعْرِفُكُم بِنَفْسِي ،أَنَا أَوَّابٌ وُلدتُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ يَنايِر عامَ ٣١٥٠وَالْيَوْمُ هُوَ عيدُ مَولدي التَّاسِعَ عَشَرَ .جِئْت مِنْ مدينةِ الْأَنْوَار -اليت انْتَقَلَ إلَيْهَا أجدادُنا فِي الْمَاضِي باحثني عَن حياةٍ أفضل -حيثُ التقدمُ العلميُ و التطورُ التكنولوجيُ وأَصْبَح جَمِيعِنَا مربجمني الصغارُ قَبْل الْكِبَار .أظنُكم تتسائلون عَنْ الشَّيْءِ الَّذِي وجدتُه وَسَوْف أخربُكم قصتَه. جئتُ برفقةِ أَخِي وَبَعْض أَصْدِقائِه املستكشفني ؛ لنستكشف مدينةً عَريقَة أُطلِقَ عَلَيْهَا قدميًا دَمَنْهُور .يعلمُ الْجَمِيع أنّي مَا عشِقتُ شيئًا وانكببتُ عَلَيْهِ كَمَا عشِقتُ التاريخَ وقراءتَهُ ومعرفةَ اآلثارِ ومُشَاهَدَتِهَا؛ لِذَا فإنّ أَفْضَل هديةٍ لعيدِ مَولدي هِي اِصْطِحابٌ أَخِي لِي فِي رحلتهِ التنقيبية .أثناءَ استكشافنا ألحدِ الصروحِ التعليميةِ الْقَدِميَة وجدتُ ذَاك الصُّنْدُوق. صندوقٌ خشيبٌ مزينٌ بطريقةٍ تدلُ عَلَى عظمةِ صَانِعِه .فَتَحَتْه وكُلِّي شوقٌ ألعرفَ مَا تَحْتَويه هَذِه املأثرة الْخَالِدَة .وَجَدْنَا قميصًا كُتِب عَلَيْه " ”One EPSFلَمْ أَفْهَمْ لِتِلْك الْكَلِمَات معنىٰ ،وَجَدْنَا أيضًا لوحةً أَظُنّ أَنَّهَا حلملةِ تربعٍ بالدمِ كُتِب عَلَيْهَا "قطرةُ دمٍ تَهبُ حياة" وَبِضْع قصاصاتٍ مِنْ الْوَرِقِ مكتوبٌ عَلَيْهَا مجلٌ تشجيعيةٌ مسّت شغافَ قَلْبِي .ووجدتُ شيئًا أخرَ لَم أتوقّعه ،وجدتُ كتابًا يظهرُ للرائي وَكَان كاتبَه مؤرخٌ سُطِّرَ امسُه فِي صفحةِ الزَّمَن .قرأتُ عَلَى غالفهِ مَا أَجَّج فُضُولِيٌّ لقرائته. كُتِبَ عَلَيْه " EPSF Damanhourأثرٌ طيبٌ وتاريخٌ عظيم" .مولعٌ أَنَا بقراءةِ التَّارِيخ؛ لِذَا توقفتُ عَن االِسْتِكْشاف وعَكفتُ عَلَى كنزيَ الثَّمِني حَتَّى اقْرَأْه و مِنْ هُنَا بدأتُ رحلةً فِي عاملٍ و زمانٍ آخَرِين .اكتشفتُ أنَّه جمموعةٌ قصصيةٌ تَحْكِي تاريخَ مؤسسةٍ -منذ ألفِ سنةٍ أَو يزيد -امتدَ أثرُها الطيبُ فِي مجيعِ أحناءِ الْبِلَاد .لَمْ أَسْمَعْ يومًا بِمِثْل تِلْك املؤسسة فِي عَصْرِي ،ولَمْ أَسْمَعْ بأشخاصٍ يَقُومُون مبثلِ مَا قَامُوا مِن مساعدةٍ لِغَيْرِهِم وتطوير أَنْفُسِهِم .هَذَا مَا اكتشفتُه فِي الصَّفْحَةِ األوىلٰ لِلْكِتَاب .قادني فُضُولِي لتصفحِه سريعًا فَإِذَا بِي أُفاجئُ بِأَشْيَاءَ لَمْ أَسْمَعْ بِهَا مِنْ قبلِ ،أَصَابَتْنِي الدَّهْشَة لِمَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ عَيْنَاي وازددتُ شوقًا عَلَى شوقٍ لقرائتهِ والتعرّفِ عَلَى مثلِ أُولَئِك اخليّرين، ف عُدت لصفحته األوىلٰ متأنيًا متمعنًا فِي كُلِّ سطرٍ أقرأُه .أَفَلَا أصحبُكم مَعِي فِي رِحْلَتَي علَّنا نعثُرُ فِيهَا عَلَى مَا فقدهُ األجيالُ مِن قيمٍ عَلَى مرِّ الزَّمَن؟
كَانَتْ الشَّمْسُ مُختبئةً وراءَ األشجارِ الَّتِي ترتاقصُ أوراقُها عَلَى أوتارِ الطَّبِيعَة ،فِي حديقةٍ صَغِريَة كَان جيلسُ جَدي ومعهُ الْجَرِيدَة وَفِي يدهِ كوبًا مِن القَهْوَة كَان يرتشفهُا بتأني إىلٰ أَن مررتُ بهِ مَع ابنِ عمِّى يونُس و أَصْدِقَائِي يَحْي ويوسُف. ذَهَبْتُ وألقيتُ عليهِ التَّحِيَّة إلَى أَنْ نَظَرَ ألصدقائي. "أمحد ،يونُس يَبْدُو أَنَّ لَدَيْنَا ضُيُوف ،اجْلِسُوا هُنَا مَعِي قليلًا" قَالَهَا جَدي وَوَافَقَنَا للتوّ فَأَكْثَرُ مَا نُحِبُه هُو أحاديثُ الْأَجْدَاد "حسنًا تَفَضَّلُوا هُنَا " جَلَسْنَا سويًا وَكَان احلديثُ بَيْنَنَا عاديًا ومُمِالً فِي بدايتهِ حَتَّى نظرَ إلَيْنَا يونُس وسألنى عَنْ بَعْضِ الْمَشَارِيع الَّتِى يُفرتضُ عَلَيْنَا الْقِيَامُ بِهَا. أَحْمَد " :لَا خُطَط لَدَى ،أُفَكِّرُ فِي اخلر وجِ وزيارةِ بَعْض األماكِن وأتفاعل مَع الطبيعةِ نوعًا ما" قُلتها لِـ يونُس فعرضَ عَلَيَّ أَنْ نتطوعَ فِي أَيِّ عملٍ خَيْرَي يُقابلُ طريقنا حَتَّى نُغريَ الروتني الْيَوْمِيّ املُعتاد ووافقهُ يُوسف و يَحْي.. نَظَرَ جدِّي إلَيْنَا وَبَدَأ عَلَى وجههِ ابتسامةً تفاؤلية فبادَر بِالسُّؤَال "أشاركتُم فِي عملٍ تَطَوُّعِي مِنْ قَبل؟" كَانَت إجابتنا بِالنَّفْي فنحنُ حَدِيثَي العهدِ بكليةِ الصَّيْدَلَة وَلَم تسنح لَنَا الفرصةُ بَعْد آه نسيتُ القولَ أَنَّ جَدِّي صَيْدَلِي مُتقاعِد وَهُو أولُ مِن شَجَّع خِيَاري أَنَا وَابْنِ عمِّى يونُس لاللتحاقِ بكليةِ الصَّيْدَلَة. ابتسمَ جَدِّي وعرضَ عليَّ أَنَا وأصدقائي أَنْ نَمْضِيَ بَعْضَ الْوَقْتِ ،يَبْدُو أَنَّ هُناكَ مَا يُريدُ أَن يسردهُ لَنَا. وَافَقْنَا إىلٰ أَن تَحدّث عَن العملِ الْخَيْرِي الَّذِي تقدّمَ لهُ أَثْنَاء صِغَرِه. "أتعلمون أنَّنِي شاركتُ بالعملِ التطوعي مِنْ قبل؟!“ لديهِ إسلوبٌ بارعٌ فِي التَّشْوِيق فأنصتنا جيدًا " أريدُ أَن أَحْكِي لَكُم مغامراتي فِي التَّطَوُّعَاتِ واحلمالت الْخَيْرِيَّة لعلّي أَوَّجِهُ قُلُوبَكُم قَبْل عُقُولَكُم؛ شاركتُ فِي الْكَثِريِ مِنْ احلمالت
التطوعية الَّتِي لَمْ تُؤَثِّرْ علي غَيْرِي باخلريِ فَقَطْ بَلْ أَصْلَحَت مِنْ قَلْبِي لَعَلَّهَا عِبَادَة أتقربُ بِهَا إلَى اللَّهِ وتكُن مِن أسبابِ النَّعِيمِ فِي اآلخِرة، ولَكِن هُنَاك عملٌ تطوعى لهُ فِى قَلْبِى طابِعٌ خَاصٌّ حَتَّى وَ إن مَرَّ عليهِ زَمَنٌ لَا زِلتُ أَتَذَكرُ تَفَاصِيلَ تنظيمِه املُبهرة بِحَذَافِريِهَا . . كَان جَدِّي يَسْرِد وَهُو يَبْتَسِم وَعَيْنَاه تَبْرُق كَانَ الْمَاضِي جُزءًا نَقِيًا مِنْهُ لَا يَفْنَى ،كَان حيى و يونُس وَيُوسُف متشوقني مِثْلِي لسماعِ الْمَزِيد و عَلَى لسانِ يَحيَ و يوسُف هَلَّا أتيتَ لَنَا بِبِدَايَة القِصةِ كُلِها يَا جَدِّنا؟ مَنْ هُمْ و مِنْ أَيْنَ أَتَوْا مَا الْبِدَايَة و مَاذَا كَانَ دَورُكُم؟ أَفْهَم مِنْ ذَلِكَ استعدادِكُم لِسماعِ القِصةِ كُلِّها؟ نَعَم وكُلُنا أذانٌ مُصغية. فَأَكْمَل جَدِّي حَدِيثَه بِلَا تَوَقُّفٍ كَأَنَّه يُعيدُ الذِّكْرَيَات كُلِّهَا وَلَا يَتْرُكُ مِنْهَا شيئًا ثُمّ استهلَّ الْحَدِيث قائلًا: مَا حننُ يَا أَبْنَائِي إلَّا حَصَائِدُ زُرْعَة ،و مَا مِنْ أمرٍ إلَّا ولَهُ بِدَايَة و لَوْلَا مُرُّ البداياتِ لِمَا كنتُ هُنَا الْآن أَخْطُو الْخُطْوَة الْأُولَى فِى قَصِ مَا مرَّ عَلَيْهِ زَمَنٌ و لَم يَبْقَى مِنْهُ سِوَى الْأَثَر . . أَحْيَانًا يتوجبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَربَ نَفَقٍ طَوِيلٍ لِأجلِ زيارةِ جَزِيرَة بنصفِ مجالِ األرضِ قَد وُهِبَت . . متامًا كَمَا الْحَ الُ هُنَا . .قصصٌ و حِكَايَاتٌ مغامراتٌ و ضحكات . .سفرٌ و عَمِل جدٌ و اجْتِهَاد . .مِن بؤرةِ عُسرِنا خُلِقوا. عسريٌ عليَّ البدءُ بعُسرٍ و لكنَّ عُسرى مِن بعدِ جناحى عليَّ يسريُ . .فَمَن حننُ زمانًا و مكانًا مِن حننُ جنودًا و أعمارًا؟! فِى السابِعِ مِن سِبْتَمْبَر لعامِ أَلْفَيْن و ثَلَاثَة عَشَر كَانَت بدايتُنا حِني كُتِبَ مَولِدُنا هُنَا بِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور عَلَى يدِ السَّيِّدَة إميَانٌ نُوّار و السَّيِّدَة نشوى صَلَاح و السَّيِّدَة تُقًى اخلماش و السَّيِّدَة مَنَار جمدى . .أربعُ فتياتٍ غرَسوا زرعةٍ جُنِىَ مِنْهَا مثارًا لَم تُحصى و لَن تُعَد. بَدَأَت الْحِكَايَةِ مِنْ أنَّ شخصًا مَا كَانَ فِى طريقِه مَنْ جَامَعَهِ األسكندريةِ إلَى جَامِعَةِ دَمنهور قاصِدًا كُلِّيَّةَ الصَّيْدَلَة ملناقشةِ أمرٍ هَام لِلْغَايَة
و يَبْدُو مِنْ رؤيةِ وَجْهِهُ بَعْدَ الْخُرُوجِ أنهُ عَلَى مُرادِهِ قَدْ حَصَلَ! ..نَعَمْ إنَّهُ مسؤول لَجْنَة العَالَقَات الْعَامَّة لِلِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة الْإِسْكَنْدَرِيَّة جَاء ليُناقش قرارَ ضَمِّ صَيْدَلَة دَمَنْهُور لِلِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِة كُلِّيَّات الصَّيْدَلَة و مِن هُنا أُعلِنَ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه كُلِّيَّةِ الصَّيْدلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور عضوًا بِالِاتِّحَاد الْمِصْرِيّ لطالب كُلِّيَّاتِ الصَّيْدَلَة هَيْئَة طالبية غَيْر حُكُومِيَّة تَخْضَع جَمِيع أنشطتها تَحْتَ إِشْرَافِ النِّقَابَةِ الْعَامَّة لصيادلة مِصْرٍ لَيْسَ لَهَا غَرَضٌ دِينِي أَوْ سِيَاسِيّ . .تِلْكَ الَّتِي أُسِسَت لِغَرَضِ املُساعدة . .بؤرةُ العطاءِ دُون مقابلٍ ..هبجةُ العَملِ و إن شقَّ . . و إذَا بِنَا نَبْدَأ فَسُرْعَا نَ مَا وُلِّى هَذَا رئيسًا و وُزِعَت اللِّجان فَإِذَا لتِلك لَجْنَة و لِهَذَا لَجْنَة يَسعون و يُحَاوِلُون لِأجلِ إخراجِ جيلًا يَسْتَمِرّ. . و مِنْ بَعْدِهَا سقطاتٌ تِلوَ سقطات . .استقاالتٌ مِنْ مَنَاصِبِ و صعوبةٌ فِى عَمَل خوفٌ و رَهْبَة و لَا زَالَ السعى قَائِمٌ ..مُعافرةٌ و تشَبُث و كَأَنَّهَا قضيةُ حَيَاة فإميان املَرءِ بأمرٍ مُحال أَن يُهدم وَإِنْ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَوْقَ صِعاب العُمر عُمرين ..كُنا قاموسًا مشَل مِن كلماتِ اللُّغَات مَا مشَل إلَّا كَلِمَةً وَاحِدَة أال و هِى االِسْتِسْالَم . .فَلَوْ كَانَ لهُ بينِنا مَكَانِ لَمَا كَانَ جِدَّكُم هُنا لِيَقُص عليكُم الْحِكَايَة. ثُمّ تَنَهَّد قائًال هَلْ رَأَيْتُمْ شَئ بِلَا قَوَاعِد وَقَدْ جَاءَتْ نَتَائِجُه حَمِيدَة؟ جوابُ السؤالِ لَا تعثُرَ فِيهِ وَلَا رَجعة ألَيْس كَذَلِك؟ لِذَا مِن بعدِ ذَلِك تَمّ إِصْدارٌ النُّسْخَةِ الْأُولَى مِنْ التَّاج الْخَاصّ بِنَا ،التَّاج الَّذِى حيكمنا و يقيدنا ويوجهنا بربيقه نَحْو القمة ،تَمَّ إِصْدارٌ أَوَّل نُسْخَةٍ مِنْ الالَّئِحَةِ بِمَا فِيهَا مِنْ قَوَانِنيِ وَقَوَاعِد تَسَرَّى عَلَى الْجَمِيعِ صَغِريَةٍ وَكَبِريَة الَّتِى تضُمُ لِجانًا عِدة بوَصفِها و تعريفها أحكامِها و ظروفِها ،الالَّئِحَة الَّتِى بِصَدَدِهَا نَحْن مُلْتَزِمُون وَهَى مِنْ أَهَمِّ عَوَامِل بِنَاءِ هَذَا الكِيان وَأَهَمّ أُسُس األعراس املِلْكِيَّةِ اخلاصَّةِ بِنَا فاإلنسانُ منَّا يذهبُ بِخِريِة وَشَرِّه وَتَبْقَى الْأَسَاطِري فالالئحة مِثْل األُسطورة تَنْتَقِلُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ مُحَافِظَةٍ عَلَى سحرِهَا وَقُوَّتِهَا وهويتها "الالئحة تَجْعَلْنَا نَرَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ وَمَا نَحْنُ قَادِرُون عليه" فَسَأَلَه يَحْي :و مَا هَذِهِ اللِّجان الَّتِي تَتَحَدّث عَنْهَا يَا جدِّي؟
فَأَجَابَه :أَحَدُهَا وَأَهَمُّهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ لَجْنَة الصِّحَّة الْعَامَّة هَذِه اللَّجْنَة كَانَت الْأَهَمّ وَقْتهَا حَيْثُ كَانَتْ مَسْئُولَةٌ عَنْ نَشْرِ الوَعْيِ وَزِيَادَةٌ الثَّقَافَة فِي صِحَّةِ الْإِنْسَان وَ هَذا بِالطَّبْع دائمًا مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ مَعْرِفَتِه و زِيَادَة وعيهم بِهِ فَكَانَ الرتكيز الْأَكْبَر وَقْتِهَا عَلَى هَذِهِ اللَّجْنَة. فتسائل :وكَيْف اسْتَطَاعُوا فِي الْبَدْءِ بِنَشْر هَذَا الْوَعْي؟ فابتسم الْجَدّ و قَال :آه يَا بُين ،قَدْ كَانَتْ حَجَرَ األَساسِ فِيمَا وَصَّلْنَا إلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كَانَ هَذَا أيضًا بدعم الْكُلِّيَّة و مُسَاعَدَتِهَا لَنَا. صَنَ عْنَا العَدِيد و العَدِيد مِثْل حَمَالت التَّبَرُّعِ بِالدَّم و كَانَت وَقْتِهَا مَجْمُوعه لَيْسَت بِالْعَدَد الْحَالِيّ ولَكِنَّهَا كَانَتْ متتلك الرَّوْحَ وَالشَّغَف لِنَشْر أَكْبَر وَعِيّ و مُسَاعَدَة فِي وَقْتِهَا ،فانتشرنا فِي أَمَاكِنَ عَدِيدَة كاجلامعة و الْمَدَارِس والنوادي وحَتَّى الْقُرَى الْبَعِيدَة وبَدَأ يَسْتَوْعِبَ النَّاسُ الْأَمْر ويتربعوا بِالدَّم لِمُسَاعَدَة الْمَرْضَى و ذَوِي الْحَالَات الطَّارِئَة. كَانَتْ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ الرتم الْأَوَّلِ وَالثَّانِي ،دامَت أَوَّل مَرْحَلَة ألربعةِ أَيَّام ،كَانَتْ أَوَّل محالتي الْخَيْرِيَّة وكنتُ شَدِيدٌ التَّحَمُّس مُتأثرًا بـ قَوْل اهللِ تَعَالَى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (املائدة. )٣2 : كَان شُعورًا لَا يُضاهىٰ شُعُور التصدُق وَكَوْنِك قَدْ تَكُونُ سببًا فِي انقاذِ مريضٍ وإسعادِ عائلةٍ بأكملها أَو إسْعَافِ مريضٍ يُنْزِف فَمَا بعدهُ شعورًا أتقربُ بهِ إلَى اللّهِ عَسَاه عملًا يشفعُ لِي ،أثناءَ املرحلةِ األوىلٰ اسْتَطَعْنَا تَجْمِيع ١22كيسًا مِنْ الدَّمِ مِنْ املتربعني ١22 ،كيسًا مِن اخلريِ والتصدُق ،لَا تَكمُن أَهَمِّيَّة التَّبَرُّع بِالدَّمِ فِي التصدُقِ وانقاذِ املريضِ فَقَط ،بَلْ إنَّهَا لَهَا دورٌ فِي الْكَشْفِ عَنْ سالمةِ املُتربع ،وَالتَّبَرُّع بِالدَّمِ لَا يُسَبِّبُ لصاحبهِ مرضًا بَل يُعوضه الْجِسْم ثَانِيَة ،لَم نقتصِر عَلِيّ محلةٍ وَاحِدَة فَقُمْنَا بأخرىٰ حَتَّي جَمَعْنَا حبمدِ اهللِ حَوَالَي ٩٨كيسًا ،وَإِنْ عُدْتُ بِالزَّمَن لِلْخَلْف لَاخْتَرْت التربعَ أَلْفَ مَرَّةٍ لِذَا كُونُوا مِنْ هَؤُلَاءِ مِنْ يَتْرُكُون البَصْمَة فِي غَيْرِهِمْ ولَوْ بقطرةِ دَمٍ.
أَنْهَى جَدِّي حَدِيثَه الشيِّق عَنْ أَوَّلِ محلةٍ خَيْرِيَّةٍ لَهُ وَهِيَ التَّبَرُّع بِالدَّم ،بَدَا لَنَا األمرُ شيّقًا وَزَادَ مِنْ رَغَّبْتِنا فِي الْمُشَارَكَةِ قُربًا لِلَّه واملسامهة فِي تَرْكِ بصماتنا لِلْآخَرِين حَتَّى أَكْمَل جَدِّي حَدِيثَه عَنْ ثَانِي محالته الْخَيْرِيَّة.
"كُنت مُتحمسًا للمزيدِ مِن احلمالت واألعمالِ التطوعية ،تُثريُ فِي نَفْسِي إحساسًا لَا يُوصف وَكَانَ النَّاسُ يَدِينُون لِي أمَام اللّه ،إنَّه لشعورٌ رائعٌ أَن ترتُكَ بصمةً للخريِ لَا تَمُوتُ ،كَانَ مِنْ ضمن الْأَعْمَالِ الَّتِي شَارَكْتُ بِهَا هِيَ حَمْلُه التَّوْعِيَة ضِدّ مَرَض السُكري ،و بالتأكيد أَنْتُم تَعْلَمُونَ مَا هُوَ هَذَا الْمَرَض وَتَعْلَمُون أَنَّهُ مِنْ ضِمنِ أَسْبَاب أمراضِ الْقَلْب واالجهادِ وَالتَّعَب واألمراضِ الَّتِي لَا حيتملُها الْإِنْسَان طويلًا ،أمنييت مُنْذ الصِغر هِيَ أال أحبثُ عَن الدواءِ وكيفَ يَعْمَل بقدرِ مَا كُنت أحبثُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تُفَادِي الْمَرَض حَتَّى لَا يَكُونُ هُنَاكَ أَدْوِيَة نستخدمها ،فِي هَذِهِ الْحَمَلَة كَان هدفنا الرَّئِيسِيّ هُوَ زِيَادَةٌ وَعِيّ الْمَرِيض أَوْ العابرين عمومًا بِنَوَاحِي وَأضْرَار هَذَا الْمَرَض النَّفْسِيَّة وَالْبَدَنِيَّة وَاَلَّذِي قَدْ يُؤَدِّي لالكتئاب أيضًا ،أتذكَرُ جيدًا أَنَّهَا دَامَت أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي الشُّهُورِ األَخِريَةِ مِنْ عَامِ 2٠١٤وحتديدًا دِيسَمْبِر ،ذَهَبْنَا ألِمَاكِن مُختلفة وبدأنا بتوعيةِ الناسِ فِي اجلَامِعَةِ ،ثُمّ يومٌ آخَرَ فِي مَدْرَسَةٍ لِلصِّغَار ثُمَّ فِي قَرْيَةٍ وَمَا أدراكم مَا أَهْلُ القُرىٰ ،يَتَعَامَلُون مَع كُل شئٍ بِبَرَاءَة دُون عِلْمِهِم نَوَاحِي الْخَطَر، وَانْتَهَيْنَا بصيدليات مطاريد ،كُنَّا نتحدث فِي التَّوْعِيَة عَن نِظَام الْأَكْل وَضَرُورَة تَنَاوَل اخلضراواتِ وممارسةِ الرِّيَاضَة و إجراءِ التحاليلِ دوريًا، هَذِه الْحَمَلَة عَادَت بالنفعِ كثريًا وحنمدُ اهللَ عَلَى مَنْ أحطناهُ بِأَيّ معلومةٍ ولَوْ صَغِريَة فَقَدْ تَكُونُ سببًا لنجاته. كَان كالمُ جدّي مشوقًا وجذبين أَنَا وأصدقائي كثريًا ،لَقَد قررتُ حقًا املُشارَكة فِى مثلِ هَذِه احلمالت التطوعية لِأَنّ وَقْعُهَا النَّفْسِيّ مجيلٌ جدًا. اسْتَأْنَف جَدِّي الْحَدِيث قائلًا أمللتم؟ حَتَّى أَجَابَه يُوسُف بِالنَّفْي ونَحْن كَذَلِك ،الْمَوْضُوع مُثريٌ لالهتمامِ حقًا. حسنًا سَأَحْكِي لَكُمْ عَنْ محلةِ التَّوْعِيَة ضِدّ فَيْرُوس الْكَبِد الوبائي ،كَان كُل تركيزِنا عَلِيّ الْوِقَايَة مِنْهُ وَعَدَمِ الِاخْتِلَاط وَالِاتِّصَال بِمَن حيملوه، أَعْرَاضِهَا سَيِّئَة وَقَدْ تَكُونُ نِهَايَتِهَا سَيِّئَة.
لِذَا كَانَ أَهَمُ مَا نَحْرِص عَلَيْهِ هُوَ إرْشَاد الْمَرْضَى بِكَيْفِيَّة انْتِشَار الْمَرَض وَكَيْفِيَّة الْوِقَايَة مِنْه واإلجراءات اللَّازِمَة لِلتَّعَامُل مَعَه ،دَامَتْ هَذِهِ الْحَمَلَة يَوْمَيْنِ فِي عَامِ ،2٠١٤وَكَان تركيزنا عَلَى الْقُرَى حَيْثُ زُرنا قريةً للتوعية وأيضًا لنادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ،أتذكرُ أيضًا الْحَمَلَة التطوعية
الرَّابِعَة ،كَانَتْ عَنْ مَرَضِ اإلنْفِلْوَنْزا ،دَامَت ثالثَة أيامٍ مِن فَبْرَايِر 2٠١٤وَاسْتَمَرَّت ملارس ،2٠١٤أتذكَرُ أَوَّل مُحاضرةٍ لِي كَانَتْ للتوعية عَنْه، أَوَّل يومٍ فِي أَيَّامِ الْحَمَلَة كَانَ فِي اجلَامِ عَةِ ،ألقيتُ حماضرةً عِلْمِيَّة عَنِ الْمَرَضِ مِمَّا زَادَ مِنْ وَعِيّ الطَّلَبَة ،شعورُ الْمَسْؤُولِيَّة صعبٌ ومجيلٌ أيضًا، كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي فِي نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ وَالثَّالِث أمَام مُدِيرِيَّة التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ ،أتذكرُ حرصنا على كَيْفِيَّة تَفَادِيه وَالتَّعَامُل معه. أُنْهِي جَدي حَدِيثِهِ عَنْ أَعْمَالِهِ الْخَيْرِيَّةِ مِمَّا زَادَ مِنْ رَغَّبْتِنَا فِي الْمُشَارَكَةِ ،اتَّفَقْنَا أَنَا و يونُس وَيُوسُف وَعُمَر أَن نشارك ونتقاسَم الْأَجْر وَالْحُب مِنَ النَّاسِ حَتَّي وجدتُ جَدِّي يَسْتَأْنِف حَدِيثِه. "يا أَبْنَائِي ،اخلريُ كَالشَّجَرَة الْمَزْرُوعَة وَاَلَّتِي نَمَت بَعْد مُدة لتمُن عَلَى النَّاسِ خبرياتِ ثِمَارِهَا حَتَّي وَإِن ماتَ زارعها ،إن أردتُ أَنْ أُعْطِيَكُمْ نَصِيحَة فَهِيَ أَنْ تَسعَوا للخريِ يأتِكم أضعافًا ،جتاربي كَانَت مُمْتازَةٌ فِي الْعَمَلِيَّاتِ الْخَيْرِيَّة وَإِنْ عَادَ بِي الزَّمَان لَاخْتَرْت مَا قُمْت بِهِ ،تَذْكُرُوا قولهُ تعاىلٰ {وَمَا تُقَدِّمُواْ ألَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِريٌ} . ، أَتَذْكُرُون حِينَمَا أَخْبَرْتُكُم مُنْذ قَلِيل أنَّ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة بِهَا جلان عدَّة فَهِى لَيْسَت مُقتصرة عَلَى محالتٍ تطوعية فَحَسْب لِذَا دَعونَا نَتَحَدَّث عَن لَجْنَة التطوير املهين الَّتِي لطاملا كَانَت مشروعاهتا فَخْر لَنَا مجيعًا بِمَا تُقَدِّمهُ مِنْ نَفْعِ للصيديل وَالْمُجْتَمَع بِأَكْمَلِه ،فَقَد احْتَوَى جَدْوَلِ األعْمَالِ فِي عَامِنَا الْأَوَّلِ عَلَى ثَلَاثِ مشروعات وَهُم: مَشْرُوعٌ إرْشَاد الْمَرْضَى ،وَمَشْرُوعٌ مهارات الصَّيْدَلَة اإلكلينيكية ،وَحَمَلَه التَّوْعِيَة بِمِهْنَة الصَّيْدَلَة. فَقَدْ كَانَ اعتمادنا لِتَنْمِيَة مهارات الصَّيْدَلِيّ وَمَعْرِفَتِه مبواضيع هَامَّة عَلَى الْمُحَاضَرَات واملسابقات أيضًا لِلتَّطْبِيق الْعَمَلِيّ .فَعَن مَشْرُوع إرْشَاد الْمَرْضَى كانَ هدَفُهُ تَوْضِيح كَيْفِيَّة التَّعَامُلَ مَعَ الْمَرْضَى ،وَنُصْحِهِم وَباألَخَصِّ إرْشَادِهِم لِلطَّرِيقَة لِاسْتِخْدَام الدَّوَاء .وَبِهَذَا الْمَشْرُوع افْتَتَحْنَا شَرِيط الْأَحْدَاث لِهَذِهِ وحينها تَمّ تَنْفِيذه عَلَى ثالثِ مَرَاحِل وَهِي الْمُحَاضَرَات والتوعية ثُمّ الْمُسَابَقَة الْمَحَلِّيَّة.
وَكَانَتْ هَذِهِ الْفَتْرَةِ أعزائي ابتداءًا مِنَ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِين مِنْ أُكْتُوبَر إلَى الْحَادِي عَشَرَ مِنْ نُوفَمْبِر لِعَام أَلْفَيْن وَثَلَاثَةَ عَشَرَ .ثُمَّ نَأْتِي لِمَشْرُوع املهارات اإلكلينيكية فَقَطْ كَانَ الْحَدَثُ الثَّانِي لِلْجَنَّة التطوير املهين ،وَكَان مفيدًا جدًا لِكُلِ الْأَعْضَاء وَطُلَّاب كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة لِكَي يَتَعَلَّمُوا أَكْثَر عَن مهارات الصَّيْدَلَة اإلكلينيكية وأيضًا مَرّ مشروعنا هَذَا بِالْأَرْبَع مَرَاحِل التَّرْوِيج وَالْمُحَاضَرَات وَالْعَرْض التقدميي وختامًا الْمُسَابَقَة الْمَحَلِّيَّة. وَلِكَي ختتتم لَجْنَة التطوير املهين عَمَلِهَا بِهَذَا الْعَامِ فَقَدْ أَتَتْ حَمْلُه التَّوْعِيَة بِمِهْنَة الصَّيْدَلِيّ كَي تُسَطِّر السُّطُور الْأَخِريَة ،وتكلل أَعْمَال اللَّجْنَة بالتوعية عَن دُور الصَّيْدَلِيّ احلَيَوِيّ وَالْحَقِيقِيّ فِي الْمُجْتَمَعِ فَكَانَت الْبِدَايَة لقطارِ التطوير املهين الَّذِي لطاملا كَانَ أَكْثَرَ مَا مييزنا أَحِبَّائِي. تِلْكَ الْأَعْوَام كَانَت أَعْوَام مَجْد كَانَتْ تَحْمِلُ لَذَّة بدايات أَي شَيّ. دَعُونِي أَكْمَل.. مَنْ ضَمِنَ مَشارِيع جلتنا هذِه مَشْرُوعٌ تَنْشِئَة صَيْدَلِي مُفِيدٌ ذَا قِيمَةٍ مِن حيثُ تَطوير مهارات الصَّيْدَلِيّ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْمَرْضَى وَكَيْفِيَّة إرْشَادِهِمْ إلَى الْعِلَاج السَّلِيم. استغرقنا مَا يَقْرُبُ مِنْ الشَّهْرِ نُحَاوِل إمْدَاد الطَّلَبَة بِالْمَعْلُومَات نَظَرِيَّة وعلمية ،ثُمّ امْتَدَّ الْأَمْرُ بِنَا ملسابقة مَحَلِّيَّة للتقييم وَالتَّطْبِيق . لَمْ يَتَوَقَّفْ الْآمِرِ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ بَلْ تَمّ تَكْرَار التَّجْرِبَة مَعَ بَعْضِ التطوير الْخَاصَّة باملهارات اإلكلينيكية فَنَحْنُ إنْ شِئْنَا التَّغْيِري كُنَّا لَهُ مَنَارٌ . وَهُنَا حَانَ وَقْتُ الْهُدْنَة.. كَانَ وَقْ تَ عَقْد مُعَاهَدَة سَلَام بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَمِهْنَة هِي الْأَعْظَم ،عَنْ طَرِيقِ حَمَالتِ التَّوْعِيَة بِدُور الصَّيْدَلِيّ. هُنَا كَانَتْ فِرْصَة التَّوَاصُل.. ساعدتنا تِلْك احلمالت فِي تَحْدِيدِ خطواتنا القَادِمَة ألعوام تَالِيَة.. آه لَو نستعيد تِلْكَ الْأَيَّامِ مِنْ جَدِيدٍ.
مَا بَالَى أَرَى عُيُونًا ناعسة أَمَامِي ،هَل أَصْبَحْت قِصَّتِي مملة؟ لَا تقلقوا سنقف عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ و نُكمل قصتنا غدًا بإذنِ اللَّهِ إن رَغِبْتُم فِى ذَلِكَ يَا صِغَار. يونُس :بالطَبعِ يَا جَدِّى سننتظر لِتُكمِل لَنَا حَدِيثَك املُمتع. هنضتُ أَنَا و يوسُف و حيى و يونُس بَعْدَ أَنْ استئذنَّا اجلَدُ مُخربين إيَّاه أَنَّنَا فِى اشتياقٍ كَبِريٍ الستكمال الْحِكَايَة . . مرَّت ساعاتٍ و أَتَى غدٌ بِتنا بِه حاملني و حدثَّنا يُونُس لِنتفق عَلَى ميعادٍ يُناسبنا لِلذَّهَاب لِلْجَدّ فاتفقنا أَنَّنَا سنذهبُ إلَيْهِ بَعْدَ قضائِنا لصالةِ الْعَصْر . . بعدِ أداءِ صالةِ الْعَصْرِ فِى الْمَسْجِدِ املُجاوِر لبَيتِ جَدِّى انْطَلَقْنَا إلَيْهِ فَهُوَ لَمْ يُصلى بِالْمَسْجِد لِكِبَرِ سِنِّه و أملِ ظهرِه فِى هَذَا الْحِنيِ لِذَا عِنْد وصولِنا وَجَدْنَاه عَلَى سجادتِه يَقُول أَذْكَار الْمَسَاء كعادَتِه و عِنْدَمَا رَآنَا اِبْتَسَم مُمازِحًا ظننتُ حَدِيثِى كَان مُمِلًا و أنَّ مَا مِن رَجعة، فَضَحِكنا ثُمَّ التففنا حولَه و كُلنا آذانٌ مُصْغِيَةٌ. فَبَدَأ اجلَد حديثَه بلُغتِه الفُصحى تِلْك الَّتِى تبتسم و أَنْت تسمَعُها قائلًا :إميانًا مِنَّا بِأنَّ الْعِلْم نورٌ لَا يشوبُه ظَلَام . .شرابٌ هُو كُلَّمَا أُخِذَتْ مِنْهُ رَشْفه أَرَدْت أَنْ تستزيد . .وأنَّ فِيه تُقلَبُ الْآيَة فاخلريٌ فِى الطمعِ فِيهِ وَ اخلسارةُ كُلّ الْخَسَارَة فِى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ . .مَا أَتَى إِلَيْهِ ظَمْآن إلَّا و بِه اِرْتَوَى . .مَا إنْ سَلَكْت طَرِيقَةً إلَّا وينشأُ بَيْنَكُمَا رابطٌ لَوْ اجْتَمَعَ أهلُ األرضِ مجيعًا عَلَى الْإِتْيَانِ بِهِ مَا اسْتَطَاعُوا فَمَن يَجِد النورَ لَا يَشْتاق للظالم و مِن يَحْظَى بأجنحةِ الْمَلَائِكَة عسريٌ عَلَيْه العَودةِ ألراذِلِ الْأُمُور . .مِن عُمقِ إميَانُنَا بِهَذَا أنشأنا لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ . .هُنَا كُنَّا ندرس أمورَ علومٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ فَضَاءِ كَانَت فيزياء أَم كِيمْيَاء . .علومٍ مُتعدده نُعلِّمها و نناقشها فِى جلساتٍ لَنَا سويًا و كلٌ بعلمِه يُفِيد فتخرُج مِنْهَا مُثقَلًا مبعلوماتٍ يصعُب عَلَيْك تَحْصِيلِهَا مِنْ كُتُب . .فَالِاقْتِصَارُ عَلَى علمٍ وَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْنَنَا مَكَان ألَيْس اهللُ وهبَ آفاقًا واجبٌ عَلَيْنَا لَهَا أَنْ تُنار؟
لَقَد عَمِلْت جلنةُ التعليمِ املستمرِ فِي هَذَا الْعَامِ عَلِيّ إلقاءِ الضوءِ وتوجيهِ مُعْظَم جُهوداتِها على إِظهار دورِ الصَّيْدَلِيّ وباألَخصِ إِظهارِها لِطَالِب كُليةِ صَيْدَلَة وَتَعْرِيفِه بأمهيةِ دَوْرُه فِي اجملتمعِ وَالنَّتِيجَة الَّتِي ستعودُ عَلَيْه جراءَ مَعْرِفَتِه لِهَذَا الدورِ . وَكَانَ مِنْ أهمِ تِلْك األحداثِ عِدَّة مُحاضرات عُقِدت تَحتَ مُسمي "وُلِدَ ليَكونَ صَيّديل" تَمَ عَقدُه فِي كُليةِ صَيْدَلَة جَامعة دَمَنْهُور ،اسْتَمَرّ لِمُدة ثالثةِ أيامٍ إِبتِداءًا مِن يومِ الثُالثاء املُوافقِ 2٠١٣/١١/١٩وحيت يومِ اخلَميس املُوافقِ 2٠١٣/١١/2١وَكَانَت املُحَاضرة تَسْتَغْرِق قُرابَة سَاعتني مُنْذ الثالثةِ مساءًا وحيت اخلامسة. لَقَد أَقبل عددٌ كَبري مِن طُالبِ كليةِ صَيْدَلَة حيثُ وَصل متوسطُ عددِ احلَاضرين إىل مائتى طَالِب. وَمَن خاللِ تِلْك الْمُحَاضَرَات تَمّ تَغْطِيَة دورِ الصَّيْدَلِيّ وَمَا لَا يسعُ طالبُ صيدلةِ جهلَه تغطيةً شاملةً ،وعَمِل املُحَاضِرون بشكلِ أَسَاسِيّ عَلِيّ توعيةِ الطالبِ بِدُورِهِم فِي املستقبلِ وحتبيبهم فِي املهنةِ الَّتِي إِجِتَباهمُ اهللُ -عَزّ وجل -لَهَا ،وَعَنْ مَا تُمثله هَذِه املهنةِ للمجتمعِ ،وَعَن أنَّ الصَّيْدَلِيّ إىل جانبِ كَونه اخلَبري األول بالدواءِ إلَّا أنَّه هُو وِجهة الْمَرِيض الْأُولَى كَذَلِكَ . .تَمّ التحدثُ عَن ضرورةِ عَدَم جتاوزِ الصَّيْدَلِيّ لدوره وَعَدَم تنازلِه عَنْه. وَقَد تَركت هَذِه املُحَاضرات أَثَرَهَا الرائِع فِي الطُّالَّب. وَكَمَا هُوَ حَالٌ كُلِّ بِدَايَةِ أَوَّلِ خُطوة لِطِفْل ،وَأَوَّل اِبْتِسَامَة ،وَأَوَّل حَرْف لكاتب. لَا يَسْتَقِيمُ الطَّرِيق بِدُون صعوبات وَلَا يَخْطُو الطِّفْل خَطَؤة بِدُون عَثَرَات وَلَا تَكْتَمِل الْكَلِمَة إِلَّا بِأَوَّل حَرْف فَهَكَذَا كَان خَوْض تِلْك الصُّعُوبَات مِنْ نَصِيبِ أبطالنا. لَا يُسلك طَرِيق بِدُون أَمَل وَلَا يُنجز عَمِل بِدُون جُهَد وَهَذَا مَا جَمَعَ أبطالنا عَمل وَأَمَل ،حِمَاس وَجَهْدٌ لَم يُثْنَى أبطالنا عَنْ طَرِيقِهِمْ شَئ .فَلَم تَخْمُد عزميتهم وَلَم يَنْتَهِي أَمَلُهُم؛ لِيَفْتَح هَؤُلَاء األبْطَال بَوَّابَة الْأَمَل لِإِبْطَال آخَرِين.
وَقَدْ حَانَتْ اللَّحْظَة لِلظُّهُور ،لِيَظْهَر أبطال حكايتنا لِلنُّور فَكَانُوا بِمَثَابَة أَوَّل حَرْف وَأَوَّل خُطَوة اجْتَمَع األبْطَال الْأَرْبَعَة بِرَئِيس وَثَلَاثَة مسؤولني لِحُضُور مُؤْتَمَرٍ بِمَثَابَة الْأَوَّل لَنَا وَالثَّامِنَ عَشَرَ لِإِبْطَال آخَرِين ،لتُسطر فِيه أمسائنا. لِيَكُون الْمُؤْتَمَر الثَّامِن عَشَر الَّذِى حاذ شَرَف اسْتِقْبَالِه جَامِعَةٌ طَنْطا وحُذنا نَحْن بِشَرَف حُضُورِه .لتبدأ مَسِريَة حَافِلَة باإلجنازات وَحِكَايَات سُتسطر أَحرُفها بأقالم أبطال آخَرِين .ألَيْسَت بِدَايَة الْغَيْث قَطْرَة! ،فَمَن يَدْرَى رُبَّمَا فِى الْمُسْتَقْبَل يَكُون اسْتِقْبَال الْمُؤْتَمَر مِن نَصِيبِنَا! ثُمّ تَنهَّد اجلَد قائِلًا دعونى أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَحَدٍ أَهَمّ الْأَحْدَاث وَأَكْثَرُهَا متيزًا إلَّا وَهُوَ اجْتِمَاع الْجَمْعِيَّة العُمُومِيَّة. فَفِى غُضُون هَذَا الِاجْتِمَاع يَتَّفِق أَكْثَر الْأَشْخَاص شغفًا عَلَى أَهَمّ القَراَرَات املصريية الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِى مَجْرَى هَذَا الكِيان الْعَظِيم فَفِى هَذَا الِاجْتِمَاع لِكُلِّ احلَاضِرِينَ كَلِمَة لَهَا صَدَاهَا فِى كُلِّ الْمَسَامِع وَتُؤْخَذ دَائِمًا فِى الِاعْتِبَار. وَكَمَا نَعْرِفُ أَنَّ الْمُرّةَ الْأُولَى فِى كُلِّ شَيِّ تَكُونَ مُخْتَلِفَةَ متامًا ،فَكَان لِهَذَا الِاجْتِمَاع رَوْنَقُه الْخَاصّ ،مَشَاعِر كَثِريَةٌ مُتَدَاخِلَةٌ تَخَبَّط بَيْنَهَا كُلَّ الْأَعْضَاءِ مِنْ تُوتِر وَخَوْف يُخَالِطُه الْفَرَح وَالشَّغَف مَعَ كَثِريِ مِنْ االستعدادات والتصورات لِهَذَا الْيَوْمِ. فَهَا هِى الفِكْرَة الَّتِى وَضَعَهَا بَعْضِ الْأَشْخَاصِ تَحَوَّلَت حللمٍ كَبِري وَبَدَأ يَتَحَقَّق أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ ،تَضَخَّم الْحِلْم وَآمَنَ بِهِ الْكَثِريُون. وَكَمَا نَعْلَمُ أَنَّ لِكُلِّ مَكَان قَوَاعِدِه و لِنَجَاح هَذِهِ الْقَوَاعِدِ يَجِبُ أَنْ ترتسخ فِى أَذْهَان وَقُلُوب أَعْضَائِهَا. لِهَذَا دَارَت أحْدَاث هَذَا الِاجْتِمَاع حَوْل تَعْرِيف جَمِيعَ الْأَعْضَاءِ عَلَى الَئِحَةِ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لطالب كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة جَامِعَةٌ دَمَنْهُور كَى يُزرع الِالْتِزَام وَحُبّ هَذَا الْمَكَانِ فِى جَمِيعَ الْأَعْضَاءِ لكى نبنى جيلًا مُشرقًا عَلَى وَعَى كافٍ بِأهَمِّيَّة هَذَا الكِيان وقادرين عَلَى جَعْلِهِ أَفْضَل. قَالَ يَحْيَى :هَلْ كَانَ الْأَمْرُ سهلًا فِى هذِه السُّنَّة خصوصًا أَنَّهَا السُّنَّةُ الْأُولَى فِى تَارِيخ كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة جَامِعَةِ دَمَنْهُور بِالِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ؟ الْجَدّ:لَمْ يَكُنْ سهلًا ،لَكِنَّهُ كَانَ رائعًا ،أَنْ تَفْعَلَ شيئًا عظيمًا بَيْنَمَا المتتلك الْخِبْرَة لَمْ يَكُنْ حتديًا سهلًا.
يَحْي :وَكَيْف فَعَلْتُم؟! لَا أُخْفِي عَلَيْك يابين أَن الْخِبْرَة أمرًا هامًا لِلْغَايَ ة ويَجْعَل الْأُمُور أَسْهَل ،لكِنَّنَا فَعَلْنَا بِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ ،كُنَّا عددًا قليلًا لكِنَّنَا امتلكنا شغفًارائعًا ،كَان الشَّغَف واحلماس دافعًا قويًا لَنَا. وَهَلْ يَكْفِي أَنْ أمْتَلَك الشَّغَف ألحقق أَحْالَمِي؟ أولًا كُفَّ عَنْ تَرْكِهَا أحالمًا ،أَسْرَع وَحَوَّل هَذِه الْأَحْلَام إىل أَهْدَاف ،لِأَنَّ الْخُطْوَةَ الْأَوَّلِيّ لِتَحْقِيق الْأَحْلَام هِيَ أَنْ تَجْعَلَهَا أهدافٍا نَصَب عَيْنَيْكوَالْخَطْوَة الثَّانِيَةُ هِيَ البَدْءَ فِي الْعَمَلِ لِلْوُصُول هلدفك. يُونُس :هَل وَضْع األَهْدَاف هُوَ مَا ساعدكم عَلَى الْوُصُولِ لَهَا؟ نَعَم ،وَضْع األَهْدَاف كَانَ بِمَثَابَةِ طَاقَة التَّنْشِيط لنبدأ ،وَالشَّغَف واحلماس جَعَلَنا نُكْمِل ،أَمَّا الْعَمَلُ اجلَاد فَهُوَ مَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات.أَحْمَد :وَمَاذَا عَن الْخِبْرَة؟ اكْ تَسَبْنَاهَا بَيْنَمَا نَعْمَل ،أَخْطَأْنَا وتعثرنا و واجهتنا حتديات جَدِيدَة ،لكِنَّنَا تَعَلَّمْنَا والزلنا نَتَعَلَّم.يُونُس :مَاذَا عَنْ خِربَةِ الْآخَرِين؟ كَانَت دروسًا مُفِيدَةً لَنَا ،تَعَلَّمْنَا مِنْهَا أَيْضًا.أَحْمَد :هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَكُونَ عظيمًا مِثْلُكُم؟ يُمْكِن لِأَيِّ شَخْصٍ أنْ يَكُونَ عظيمًا ورائعًا فَقَطْ إذَا كَانَ واثقًا أَنَّه ميتلك الْقُدْرَةِ عَلَى صُنْعِ الْمُعْجِزَات ،إذَا بَحََِثَ عَنْ شغفه وَوَجَدَه ،إذَا عَمِلَجادًا حَتَّى فِي وَسَطِ الْمِحَن ،إذَا تَحَدِّي الصِّعَاب بِالْأَمَل ،يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ رائعًا. . يُونُس :جَدِّى مَا هِىَ أَكْثَر مميزات هَذِهِ السَّنَةِ؟
لَقَدْ كَانَ لِلْجَمْعِيَّة نَصِيبِ مَنْ اإلجنازات فِي عَامِهَا الْأَوَّلُ مِثْلَ الْمُشَارَكَةِ فِي تَحْطِيمِ الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ مبوسوعة جينس لِحَمْلِه التَّوْعِيَة بِمَرَض السُّكْر، و نتاجًا للجهد الْمَبْذُول لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ اسْتَطَاعَت الْحُصُولِ عَلَى " أَفْضَل حَدَث لِلْجَنَّة التَّعْلِيم املستمر" و رغم كُلّ التحديات الَّتِي واجهت اجلَمْعِيَّةُ إِالَّ أَنَّهَا حصّلت أَوَّل جَمْعِيَّةٌ جَدِيدَة لِعَام .2٠١٣ يَحْي :أقُلت مَوْسُوعَة چينس؟ نَعَم هِى يَا بُنى سأقُص لَك الْحِكَايَة. هَلْ تَعْلَمُ تِلْكَ اللَّحْظَة الَّتِي تَجْلِسُ بِهَا بِالْمَنْزِل مرتقبًا وُصُول جَدُّك باحللوى وإحساسَك عِنْدَ دُخُولِهِ قَدْ كُنَّا هَكَذَا فَفِي ذَاك الْعَام كُنَّا نَخْطُو أولَى خطواتنا فِي الِاتِّحَادِ ونتعلم قَبْلَ أَنْ نَعْلَمَ كُنَّا نَفْعَلُ الشّي بِدَافِع الْحَبِّ قَبْلَ الْوَاجِبِ لَا أنْسي حَمْلةَ قِيَاس نِسبه السُّكر ونَحْن نَقِف فِي الشَّارِعِ وَالنّادِي وَالْكُلِّيَّة كتفًا إلَى كَتِف نَشْعُر بِالْفَخْر ونَحْن مَازِلْنَا فِي عَامِنَا الْأَوَّل بِالْكُلِّيَّة ولَكِنّنَا بِالْفِعْل نُؤدِي دَورَنا كصيادلة ثُمَّ يَأْتِي هَذَا الْحَدَثَ الْعَظِيم ذَاك الِاحْتِفَال الَّذِي جَمَعَ شَمْلِ كُلَّ اجلمعيات مِنْ مُخْتَلِفِ أرجَاء مِصْر فَنَقِف نَحْن بعيوننا الربّاقة وَقُلُوبِنَا املتلهفة كَيْفَمَا طِفْل صَغِري يَنْتَظِر قَرْعَ بَابِ الْبَيْتِ مِنْ جَجدِّ احلبيب ظَللنا نَنْتَظِر وننتظر حَتَّى نَطَق بِأَنَّهُ قَدْ حَطَمَت مِصْر الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ فِي مَوْسُوعَة جينيس فِي قِيَاسِ السُّكْر هُنَا اِنْتَفَضَت قُلُوبُنَا فرحًا و قفزنا فِي أماكنها كرَضِيع أُطلق سُرَاحَة ألَوَّلِ مَرَّةٍ فِي الْبَرِّيَّةِ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ بِقَدَمَيْه الصَّغِريَتَيْن لِأَبْعَدَ مِنْ مَدَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ بَعْدَهَا بثواني قَلِيلِه ذُيع اسْمَنَا كدمنهو ر بأننا كُنَّا أَحَدُ أَرْكَانِ الْأَسَاس فِي هَذَا الْحَدَثَ الْعَظِيمِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ تَوَقَّف الزَّمَن وَمَرَّت عَلِيّ عُقُولِنَا كُلّ تِلْك لَحَظَات االرهاق والتنظيم وَالتَّجْهِيز كُلّ لَحَظَات الْخَوْفِ قَبْلَ النَّجَاح مَرّ شَرِيط ذِكْرَيَات عَمِلِنَا معًا شَارَكْنَاه مجيعًا بعيوننا قَبْلَ الْكَلَامِ.
فَقَدْ كُنْتُ تَنْظُرُ إلَى زميلك فرتي عُيُونَه مُدمعه فرحًا فرتغب أَنْ تَذْهَبَ إلَيْهِ لتخربه أنَّك تشعر مِنْ كُلِّ قَلْبِك بِمَا يشعر بِهِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ اتَّفَقَ الْجَمِيعُ على الْفَرْحَة والدموع املنهمرة رَغِم اخْتِلَافِهِم صَاح الْجَمِيعَ بِكُلِّ طَاقَتِه ولَوْ بَلَغَ صِيَاحَه عَنَانَ السَّمَاءِ مَا كَانَ ذَلِكَ كافٍ ليعرب عَن فرحته .فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ أَدْرَكْنَا أنَّ قُلُوبَنا تَأَلَّفَت ف الْخَيْرَ وَ أنَّ نِصف سعادتِنا -إن لَم تكُن كُلها -تَكْمُن فِى إسعادِ غَيْرِنَا.
قِيلَ يَا أَبْنَائِي أنَّ حياةَ الفردِ لَهَا آن وَتَنْتَهِي ويَنْتَهِي مَعَهَا كُل شَيّ ،الْحَقِيقَةَ لَيْسَتْ تسريُ علىٰ هَذَا احلَد ،وهَل يَموتُ الكِتابُ وكلماته الَّتِى لَمست الروحَ وَآلَفْتُه مَع كاتِبها؟ . .بِالطَّبْع لَا. هَكَذَا هُم بَعْض الْبَشَر ،مِنْهُمْ مَنْ يَعيشُ ليرتُكَ بصمتهُ الَّتِى تُخلِّدُ ذَكَرَاه وَمِنْهُمْ مَنْ يرتُك شُعاعَ أملٍ لغريهِ سعىٰ للتشبُث خبيطِ النَّجَاة. هُنَا كَانَتْ هنايةُ الْبِدَايَة . .نِهَايَةُ السَّنَةِ الْأُولَى بصعابِها و بِدَايَة كُل شئٍ جَمِيل بِدَايَة شَبَاب يَسْعَوْن وَرَاء الْخَيْر يُعلمون أَنْفُسَهم بِأَنْفُسِهِم لَا تَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبْخَل مبعلومةٍ عَلَى غريِه . .حشدٌ مِن شبابٍ بقوةِ إرَادَة مَا حَظيتم بِرُؤْيَتِهَا مِن قَبل وجوه بشوشة بِمَلَابِس أَنِيقَة تستقبِلُك فِى مؤمتراتٍ عِلْمِيَّة تُقدِّم إلَيْك أَمْهَر الْأَسَاتِذَة مِنْ شَتَّى الْجَامِعَات و املستشفيات . .كِبارٌ يساعدون صِغار . .و صغارٌ يَسْتَفِيدُون مِنْهُم . .روحُك مَعَهُم تُرفرِف مَع كُل محلةٍ جَدِيدَة تَحْظَى فِيهَا بابتسامةِ سَيِّدِة كَبِريَة لِتَلَقِّيهَا مَعْلُومَة مِنْك . .فرحةُ شابٍ أَخْبَرَتْه بقبولِه لالنضمام إلَيْنَا . .اجتماعاتٌ و لقاءاتٍ ..جِلْسَات و سفريات . .خربةٌ تكتسبُها وراءَ خَبَرُه . .هُنَاك يَا أَبْنَائِي أَنَا عِشتُ أيامًا مَا حظيتُ جبمالِها طِيلَة حياتى ..أمورٌ كَ ثِريَةٍ لَا تُحكَى و إنَّمَا تَشْعُر بِهَا وَ حَسَب . .لَا أبالِغ يومًا إن قُلتُ أنَّ كُل مَا وصلتُ إليهِ مِنْ عَظِيمِ الْأُمُور فِى عِلْمِى و عملى و ذاتى كَانَ مِنْ بَعْدِ تَوْفِيقِ رَبِّى انضمامى لِهَذَا الكِيان هُنَاك كَانَت أسرتى الثَّانِيَة . .هِى كَانَتْ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا . و أخريًا و لَيْس آخرًا . .مَهْمَا كَانَتْ الصِّعاب إيَّاكُم ثمَّ إيَّاكُم عَنْ الْحِلْمِ التخلِّى . .
"قبلَ البدْءِ فِي هَذَا الفصلِ ،إجتاحتين الرَّغْبَة ُيف كوبٍ مِن الشَّاي يُلطِف رُطوبةَ اجلوِّ ،مَع أولِ رشفةٍ للشاي تذكرتُ مقولةً زادَت مِن لُطفِ اللَّحْظَة" ،من يَرَى الْخَيْرَ فَهُوَ لَا يَرَى إِالَّ مَا فِي دَاخِلِ نفسه" دائمًا مَا يرىٰ أوابُ نَفْسِه مُحبًا للخريِ وينتهزُ الفُرص لَه؛ يَطْوِي الْمَسَافَات طيًا لِيَقُومَ بِكُلِّ مَا يَسْتَطِيعُهُ مِنْ خَيْرٍ ،كَمَا يعتقِدُ أنّه مِن احملظوظني فِي هَذَا الْعَالَمُ لتحلِّيه مبثلِ تِلْك الصفة الْحَمِيدَة ،شَعَر صديقنا بَعْد قرائته للفصلِ األولِ وكأنهُ وَجَدَ رَوحَهُ وَوَجَدَ لَهَا توائمَ يُحِبُّون فِعْلِ الْخَيْرِ مثلهُ ويتسابقون إلَيْه ،أَشْعَل عنوانُ الفصلِ األولِ حَمَاسَة فَاسْتَكْمَل فِي مهةٍ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ الَّذِي أسرهُ بَيْن صَفَحَاتِه وأسطره " .وَكَذَلِك الزَّمَانِ يُذْهِبُ بِالنَّاس ،وَتَبْقَى الرُّسُوم واآلثار" لُبَيدُ بْنُ رَبِيعَةَ. مجلةٌ حَمَلَت املعنىٰ األمسىٰ لِهَذَا الْفَصْلِ مَعَ بدايةِ أَوَّل الفصلِ فهمتُ أَن احلوارَ يدورُ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ املُسافرينَ عربَ الطَّرِيق يَجْلِس كُلٌ مِنْهُمَا بِجَانِب الْآخَر ،كَانَ أَحَدُهُمَا فِي السنواتِ الْأُولَى مِنْ كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة بَيْنَمَا اآلخرُ كَانَ فِي آخِرِ سنةٍ لَه ،صُدفة جَمِيلَةَ أنْ تُجالس أَصْحَاب اخلرباتِ السابِقة ،أعتقِدُ أَنَّ الْمَسَافَةَ طَوِيلَة لِكثر مَا يدورُ بذاكَ اجلُزء ،ولـٰكِن أحدَمها بادرَ باحلديثِ بَعْد قُرابةِ النِّصْف سَاعَةٍ مِنْ الصَمتِ وتأمُل الطَّرِيق فَقَط ،هَذَا مَا استنتجته أثناءَ مُحاوَليت لِفَهْم أحداثِ اجلُزء ،وَالْآن لدَّي أملٌ بأنَّ خِرباتِه لَن يَنقُلها لهُ فَحَسْب ،بَل ستنتقلُ إلَيْه عَدْوَى حُبُّ الْخَيْرِ. الْتَفَت ضِيَاء إىلٰ الَّذِي يَجْلِسُ بِجَانِبهِ فَوَجَدَه يَرْتَدِي قمصياً مطبوعاً عَلَيْه" "One EPSFف عَلِمَ أنّ الَّذِي يُجَاوِرُه لَه نفسُ وجهتهِ ولَكِنَّه يرىٰ اختالفًا شاسعًا بَيْنَهُمَا ..ف هُو مثلُ طريٍ شاردٍ يُشْعِرُ أَنَّهُ فِي عُشٍ لَيْسَ لَهُ . .أَو كغرسةٍ غُرِسَت فِي غريِ أَرْضِهَا . . أَمَّا مُجاوره فَيَبْدُو عَلَيْه اهلدوءُ وكأنهُ ذَاهِبٌ لِلِقَاء بعضِ أهلهِ و لَيْس إىلٰ اجتماعٍ مَهِيب. زَادَه استغرابًا وتشوقًا إىلٰ مَعْرِفَةِ مَنْ هَذَا الَّذِي يَجْلِسُ بِجَانِبهِ؟ وَمَا سَبَبُ اسرتخائهِ وهلفتهِ الَّتِي تَبْدُو جليةً عَلَى مُحَيَّاهُ . .صُدفة جَمِيلَةَ أنْ جتالس أَصْحَاب اخلرباتِ السابِقة ،غلبهُ فضولهُ فبادرَ باحلديثِ بَعْد قُرابةِ النِّصْف سَاعَةٍ مِنْ الصَمتِ وتأمُل الطَّرِيق فَقَط، ألقىٰ ضِيَاء السالمَ علىٰ مُجَاوِرَة ثُمَّ أَتْبَعَ أَسْئِلَتِه الْوَاحِد يَتْلُو الْآخَر وَمُجَاوِرَة الَّذِي يُدعىٰ بدرًا يُجِيبُه بِكُلِّ هدوءٍ وارْتِياح. أخربهُ ضياءُ أنّه مَا زَالَ طالبًا فِي الصَّفِّ األولِ وَأَنَّهَا املرةُ األوىلٰ الَّتِي يُسَافِر فِيهَا مِنْ أَجْلِ اجتماعٍ عريقٍ كَهَذَا ففهمِ بدرٌ سَبَبٌ ختوّف صديقُ رِحْلَتِه ضِيَاء.
قَال بَدْر" :أنا أعلمُ سَبَبَ توتركَ ،فَفِي يومٍ مِنْ الْأَيَّامِ كنتُ مَكَانَك ،أَجْل كنتُ فِي مثلِ سنِك الصَّغِريِ فِي أولِ عامِ لِي فِي كليةِ الصيدلةِ وَفِي الْجَمْعِيَّة ،كَانَ ذَلِكَ فِي عامِ 2٠١٥/2٠١٤م ،كنتُ أشعرُ بِالتِّيه الشديدِ والوحدةِ ولكنّ أَعْضَاء اجلمعيةِ أحاطوني وَغَيْرِي مِن األعضاءِ اجلددُ بِالْكَثِريِ مِنْ الِاهْتِمَامِ حتىٰ أصحبنا مِن أَحْجَار أَسَاسِهَا ،سأروي لَك أحْدَاث تِلْك السنةِ عسىٰ أَنْ تَجِدَ فِيهَا مَا يُشعلُ محاسك أكثر". كأيِ مبتدئٍ يَكُونَ شَدِيدُ احلماسِ لِشَيْءٍ مَا ثُمَّ تَبْدَأ العقباتُ فِي الظُّهُورِ أمَامِه لتصعّبَ مِنْ مَهَامِّهِ .كَانَت الْجَمْعِيَّة تشملُ أَعْضَائِهَا مترُ فِي حَالَةِ مِنْ التخبطِ الشديدِ ،ف ذَاك يقدمُ اسْتِقالَتَه لثقلِ تلكَ الْمَهَامّ ،وَذَاك آخَرَ لَمْ تَمْنَحُه الظروفُ الفرصةَ املُثلىٰ لِإِظْهَار كلِ أَفْكَارِه، وَغَيْرِهِم كثُر لَمْ تَكُنْ الظُّرُوف مواتيةً لَهُم ،لِذَا فَقَد كثُرت االستقاالت فِي نِهَايَةِ خريفِ ذَلِكَ الْعَامِ ،و كَان الْخَرِيف قَدْ أَصَابَ الْجَمْعِيَّة ف أَصْبَح مسؤلوها يَتَسَاقَطُون كأوراقِ شجرةٍ لَمْ تَبْلُغْ مِنْ العمرِ عتيًا . .ولكنّ أبطالنا لَم يفقدوا الْأَمَل وَلَم يستسلموا لِلْيَأْس والظروفِ الَّتِي تَدْعُوهُم لِلْيَأْس ،فقاوموا بقيادة السَّيِّد حُسَام نصّار وَاَلَّذِي توىلٰ مَهامَّ الرَّئِيسِ ،وَبَدَأ ومبساعدةِ مَنْ حَوْلَهُ فِي استعادةِ زمامِ األمورِ مرةً أخرىٰ كَمَا وأنّه اسْتَطَاعَ أَنْ يَقُومَ بِمَهامِّ الْمَسْئُولِ عَنْ برنامجِ التَّبَادُل الطالبي وإعادةِ تَعْيِني أعضاء جَدَّد وَكَان املشرفُ علىٰ جمهوداتِهم العظيمةِ هُو الدكتور مسري الْمُرْشِدِيّ ،وَبِذَلِك استعادت اجلمعيةُ متاسكَها مِن جديدٍ كَمَا لَوْ أنّه لَمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ ،واستكملوا عامَهم فِي املزيِد مِن اإلجنازاتِ الْخَالِدَة". بل غَت الدهشةُ مِن ضياء مبلغًا عظيمًا ف اسْتَطْرَد بدرٌ قائلًا" :والْآن سأقصُ عَلَيْك مَا أحرزناهُ مِن تقدمٍ خِلَال ذَاك العامِ فِي مجيعِ اللِّجان ،وسأبدأُ لَك بلجنيت الْمُفَضّلَة وَهِي جلنةُ الصحةِ الْعَامَّة. "رحلةُ النجاحِ لَ ا تَتَطَلَّب البحثَ عَن أرضٍ جَدِيدَة ولكنّها تتطلبُ األهتمامَ بالنجاحِ والرغبةَ فِي تَحْقِيقِهِ والنظرَ إلَى األشياءِ بعيونٍ جديدة" إذَا أمعنّا النظرَ فِيمَا قَالَهُ إبْرَاهِيمُ الفقى سنجدُ أَنَّهَا تُشْبِه مَا يَفْعَلُهُ أبطالنا دائمًا فَقَد اخْتَارُوا أَن ينجحوا هُنَا بعزميتهم وإصرارهم كَمَا وأنّهم يَنْظُرُون لألشياءِ بنظرةٍ مُخْتَلِفَة. لِهَذَا حَرَص أبطالُنا عَلَى انتقاءِ كَلِمَاتِهِم الَّتِى يَتَلَفَّظُون بِهَا حَتَّى لَا تأخذ مُنْحَنَى آخَر غريَ الَّذِي يُرِيدُونَه .أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ لكلماهتم مَعْنَى ظاهرُ و حتىٰ يَظَلّ هدفُهم واضحٌ وَهُو توعيةُ النَّاس بِمَدَى أمهيةِ التَّبَرُّع بالدمِ وإنقاذهم آلالفِ الْأَرْوَاح . .
أتظنُ يَا ضياءُ أَنَّهُمْ اكْتَفَوْا بِذَلِك؟ لَمْ يَكْتَفُوا بِذَلِكَ يَا صَدِيقِي بَل سامهوا أيضًا فِى التوعيةِ للعديدِ مِنْ الْأَمْرَاضِ مِثْل االلتهابِ الكبدى وخطورةِ فَيْرُوس نقصِ الْمَناعَة . تَنَهَّد بدرٌ ثُمّ اسْتَكْمَل" :سأبدأُ فِي احلديثِ عَنْ حَمْلِهِ التَّبَرُّع بِالدَّم .هِي دقائقٌ معدودةٌ ولَكِنَّهَا ميكنُ أنْ تُسَاهِمَ فِى إنْقَاذ حياةِ إنْسَان. مبدأٌ كَان راسخًا فِ ى أذهانِ أبطالنا . .لَم تَقْتَصِر محلةُ التربعِ بالدمِ عَلَى وقتٍ مُحَدَّد ولَكِنَّهَا اسْتَمَرَّت طِوَال الْعَامّ .فِي يَوْمِ تَجْتَمِعُ فِيهِ العَائِلَة كَامِلَة ،تَمْتَلِئ قلوبُ اجلميعِ بِالْحَمَاس ،ويتسابقُ الكلُ عَلِيّ الْحُضُور ،مِنْ أَكْثَرِ الْأَيَّامِ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ جَمِيعِ اللِّجان ،فِي هَذَا الْيَوْمِ تَظْهَرْ قُوَّةُ الْخَيْر بداخلنا بِشَكْل كَبِري ،حَتَّي الْأَعْضَاء الْجُدُد يَشْعُرُون فِي هَذَا الْيَوْمِ بِمُدَّي تأثريهم وَتَظْهَر قُوتَهُم الْكَامِنَة وحبهم لِلْخَيْر، نَشْعُر مجعينا أنَّ اللَّهَ جَعَلَنَا سَبَبًا لِإِنْقَاذ حَيَاة ومنح الْأَمَل ،الْيَوْمُ الَّذِي تُشْعِر فِيه بِالْقُوَّة الْقَادِرَة عَلِيّ تَغْيِري الْعَالِم عِنْدَمَا تُفَكَّر أَنَّ دمائك تَسِريُ فِي شرايني شَخْصٍ آخَرَ تَمْنَحُه أمالً جديدًا ليحيا ،تَشْعُر أنَّ لَك قَلْبَيْن صَارَا ينبضان بِالْأَمَل قلبٌ فِي جوفِك وَقَلْب فِي جسدِ مِن تربعتَ لَه ،تَرْتَسِم بَسمه غَيْر مَفْهُومه على وَجْهِك ،تُشْعِر بقشعريرة تَسْرِي فِي جَسَدِك ،تلمعُ عَيْنَاك وتتجددُ قُوَّتِك وَعِنْدَهَا تأخذُ عهدًا عَلَى نفسكَ إِنَّكَ لَنْ تتخلفَ أبدًا عَنْ هَذَا الْعَطَاءِ أَوْ باألحرىٰ هَذَا الفوزِ الْعَظِيم. كَان منتصفُ دِيسَمْبِر الْهَادِي هُو يومُ انطالقِ املرحلةِ األوىلٰ حَيْث اجتَهَت أُورْكِسْرتا اخلريِ صباحَ اخلامسِ عَشَر مِن دِيسَمْبِر إىلٰ كلييت التجارةِ والصيدلةِ ،هُنَاك الْتَقَوْا بآخر ينَ ميلؤهم الْخَيْر ،جتاذبوا معًا أطرافَ أحاديثٍ قصريةٍ يَجْمَعُهَا هدفٌ واحدٌ وَهُو إنقاذُ عددٍ أكربَ مِنْ الْمَرْضَى ،وَقَدْ لَاقَى اخلريُ اخلارجُ مِن أعماقِ قُلُوبِهِم صداهُ الرائِع فِي قلوبِ الْآخَرِين ،وَفِي األسبوعِ التَّالِي مباشرةً صَبَاح التاسعَ عَشَر مِن دِيسَمْبِر كَانَت وجهتُهم قريةِ زركون ونادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ،وَلَا عَجَبَ أنَّ طاقتَهم وحبَهم أثَّر فِي النُّفُوسِ و أججَ فِي نفوسِ الْجَمِيع جذوةَ العطاءَ لِتَكُون النتيجةُ واحدًا وَثَمَانِني كيسًا مِنْ الدَّمِ يُمَثِّلُون عشراتِ الفرصِ لِإِنْقَاذ عَشَرَات الْمَرْضى ،كَأَنَّمَا يهبُ الناسُ احلياةَ مَعَ كُلِّ قطرةِ دماءٍ يتربعون بِهَا .. أمَّا عَنْ الفصلِ الدراسيِّ الثَّانِي يَا صَدِيقِي فَقَدْ كَانَ موعدُنا مَع الْمَرْحَلَة الثَّانِيَة و الَّتِي بَدَأَت صباحَ الْعِشْرِينَ مِنْ أَبْرِيل 2٠١٥فِي كلياتِ العلومِ والصيدلةِ والطبِ البَيْطَرِيّ ،تَلَاه يومُها الثَّانِي فِي كلييت التجارةِ والرتبيةِ بتاريخ 2٣أَبْرِيل 2٠١٥وَقَبْل هنايةِ شَهْر أَبْرِيل ف كَان يومُ احلملةٍ الثَّالِث وَاَلَّذِي وافقَ الثالثنيَ مِن الشهرِ فِي نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ،وَكَمَا يَقُولَنّ دائمًا حُسنُ اخلتامِ كَان اليومَ الرابعَ للحملةِ و أخريَها
كَان بتاريخِ الْأَوَّلِ مِنْ مَايُو عَام ،2٠١٥وَاَلَّذِي انْتَهي بنفسِ محاسِ بِدَايَة الْيَوْمِ الْأَوَّلِ لِتَنْتَهِي بِذَاك اليومِ الرائعِ مرحلتنا الثَّانِيَة حمققةً أربعةً وَسَبْعِني كيسًا مِنْ الدَّمِ لِإِنْقَاذ الكثريِ مِنْ الْمَرْضَى سَوَاء كَانُوا مِنْ مصابي الْحَوَادِث و مرضى حُمَى البَحْرَ الْمُتَوَسِّط أَو أَمْرَاض السَّرَطَان وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَانَتْ هَذِهِ احلمالتُ فرصةً حلياةٍ أُخْرَى هديةَ مِنْ اللَّهِ لَهُمْ. ابتسمَ ضياءٌ فخرًا لِمَا حكاهُ لَه صديقُ الطريقِ وصديقُ القادمِ مِنْ الْأَيَّامِ بدر . .أَخَذ بدرُ فِي التذكرِ ثُمّ تنهدَ حنينًا ثُمَّ قَالَ: "سَأَحْكِي لَك عَنْ يومٍ سيظلُ فِي ذاكرتي إىلٰ أَن تُرَد رُوحِي إىلٰ بَارِيهَا ،سَأَحْكِي لَك عَنْ يومِ اخْتِبَار الْقِيَّم. نَعَم ،ذَاكَ مَا أُمسيه أَنَا ،أيامٌ فِي عَامٍ 2٠١٥كَانَت االختبارُ األمثلُ لقيمنا ،أَسْتَطِيع الْقَوْل أنّنا أَخَذْنَا عهدًا عَلَى أنفُسِنا لتقديمِ الْعَوْن ،كَانَ ذَلِكَ فِي ظلِ احْتِالل مصرَ مِن قِبَل فريوسِ االلْتِهَاب الكبدي الوبائي ،حِينِهَا قَرَّرْنَا أنّه حَانَت حلظةُ الصدِ وَمِنْ هُنَا بَدَأَت محلتُنا، انْقَسَمَت رحلتُنا العظيمةُ لعدةِ أيامٍ لتشملَ عدةَ قطاعاتٍ سَكَنِيَّةٌ ،كَمَا ولألطفال فِي مدارسهم فَكَانَت مدرسةُ الصَّفْوَة ،أَمْ عَنْ الكبارِ فَفِى الْقُرَى وَالنّادِي وَالطَّلَبَة فِي الْجَامِعَات ،عِنْدَمَا تقرأُ عَنْ ذَلِكَ أكثر ستدركُ أنّه لَمْ يَكُنْ عامُنا الْأَوَّل ،بَل أَتْبَعْنَاهَا الحقًا بنسخٍ أُخْرَى لنفسِ املشروعِ و كَان هدفُنا ثابتًا لَا يتغريُ ،فالصيديلُ جزءٌ مِن اجملتمعِ حيملُ عَلَى عاتقِه مسئوليةَ صِحَّتِهِ وَسَلَامَتِهِ. سَمِعُوا صَوْت صافرةِ االسرتاحةِ ف اسْتَأْذَن ضياءٌ مُحدِّثَهُ فِي الذَّهَابِ لشراءِ بَعْض املأكوالتِ السَّرِيعَة وَسَألَهُ أإنْ كَانَ حيتاجُ لِشَيْء يقتاتُ بِه فهزَّ األخرُ رأسَهُ نافيًا ثُمّ أتبعَ ذَلِك بكلمةِ شكرٍ لَطِيفَة ،و مَع مساعِ صوتِ صافرةِ انتهاءِ الِاسْتِرَاحَة عادَ الركابُ إلَى القطارِ و جَلَسُوا مُتَأَهِّبِني الستكمال رحلتِهم ،و فِي خضمِّ هَذِه األجواءِ طلبَ ضياءُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ بدرٌ حديثَه الشَّيِّق فَأَكْمَل الصديقُ اجلديدُ حَدِيثَه سائلًا ضِيَاء" :فِي هَذَا الْعَامِ كَانَ لڤيروس اإليدز صَدْع سَلَبِي عَلَى الْمُجْتَمَع ،فَهَل تظنُ يَا ضياءُ أنّه كَانَ لَنَا دُور فِي هَذَا إصالحِ هَذَا الصَّدْعِ؟ "أجل ولكنّي لَا أعرفُ مَا هُوَ" كَانَتْ تِلْكَ الكلماتُ الَّتِي تَفَوَّه بِهَا ضياءُ فاستطرد بدرٌ الشرحَ قائلًا :كَانَتْ هَذِهِ مِنْ احلمالتِ الَّتِي امْتَدّ أثرُها ،فَفِي يَوْمٍ الرابعِ والعشرينَ مِن دِيسَمْبِر لعامِ 2٠١٤قُمنا بِإِحْدَى محالتنا للتوعية عَنْ مَرَضِ نقصِ املناعةِ املكتسبةِ و املعروفِ باإليدز وكذلكَ قُمنا بتوعيةِ حَوَالَي مِائَتَي شخصٍ ،وَقَدْ اخْتَرْنَا طريقةً لطيفةً فِي املشاركةِ الْإِجيَابِيَّة لنشرِ فَكَرِهَ أَنْ فَيْرُوس اإليدز لَا ميكنُ اِنْتِشَارُه عَن طريقِ املصافحةِ و التَّالَمُس ،فَقَام عُضْو مِنَّا بإرتداء املريولِ الْأَبْيَض و قَام بِكِتَابِه "" MR . Aidsعَلَيْهِ وَ قَام باحتضانِ و
مصافحةِ الْعَامَّة لِإِثْبَاتِ ذَلِكَ األمرَ بشكلٍ معنويٍ لَطِيف لِذَا كَانَتْ هَذِهِ احلملةُ مِن محالتنا الْمُمَيِّزَة .وَلَن ننسى أبدًا أَن أبطالنا هُم صيادلة ودائمًا مَا يَبْحَثُون عَمَّا يُطَوِّر مهنتَهم ويَجْعَلُهَا أَفْضَل .وَهُنَا جاءَ دُور لَجْنَة التطوير املهنى ،فَفِى هَذَا الْعَامِ -حيث كَانَ دَوْرُهَا ملحوظًا وقويًا -أَطْلَق أبطالنا محالتٍ كَثِريَةٍ ولَمْ تَقْتَصِر إحْدَاهُنّ عَلَى يومٍ واحدٍ أَو مرحلةٍ وَاحِدَة ،كَانَت احلمالتُ عديدةَ املراحلِ وكثريةَ الْأَيَّام وَذَلِك كَى يَصِلُوا إلَى أَكْبَرَ عددٍ مِنْ النَّاسِ ،وَكَذَلِك توّجوا عَمَلِهِم كصيادلةٍ فِى توعيةٍ كاملةٍ عَن مَرْضَى السُّكَرِ وَهُوَ أحدُ أمراضِ العصرِ املزمنةِ وَذَلِكَ مِنْ خاللِ مَشْرُوعٍ أَطْلَقُوا عَلَيْهِ اسْمُ "التطوير املهنى الثالثى" . . بَدَأَ هَذَا املشروعُ بيومٍ افتتاحيٍ لِهَذِه الْحَمَلَة وَمَن ثُم حماضراتٍ مليئةٍ باملوضوعات الَّتِى سَاهَمْت فِى تَوْفِري الْمَعْلُومَات وَالْمَهَارَات اللَّازِمَة لتطوير الطَّالِب الصَّيْدَلِيّ .و أرادَ أبطالُنا أَن تكونَ هنايةَ الْمَشْرُوع خمتلفةً كَي ترتكَ أثرًا فِى نفوسِ الْجَمِيع و ألَّا يقتصر عَلَى الصَّيَادِلَةِ فَقَط؛ فَأَطْلَقُوا محلتني للتوعية بِمَرَض السُّكْر وَتَقْدِيم النَّصَائِح حَوْلَ هَذَا الْمَرَضِ. استأذنَ بدرٌ مِنْ صَدِيقِهِ أَن يأخذَ بَعْض الوقتِ كَي يلتقطَ أَنْفَاسَه ويُعيد تَرْتِيب أَفْكَارَه وَمَا سيُكمله لصديقِه عَنْ تِلْكَ السَّنَةِ . . اسْتَغْرَق صديقنا مفكرًا عَشْرَ دَقائِقَ ثُمّ اسْتَكْمَل قائلًا :إكمالًا حلديثنا ف سأقصُ عَلَيْك خربَ محلةٍ مِن أهمِ احلمالتِ الَّتِي قَامَتْ بِهَا اجلَمْعِيَّةُ أال وَهِيَ محلةُ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ ( ")PPACوَكَانَتْ هَذِهِ احلملةُ تَحْت إشرافِ لَجْنَة التطويرِ املهين ،كَان اهلدفُ مِنْ هَذِهِ احلملةِ هُو التَّوْعِيَة بالدورِ الصحيحِ للصيديل ،و املسامهةُ فِي نشرِ أَكْبَر قدرٍ مِنْ الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي الغين عَنْهَا سواء كَانَ ذَلِكَ بالنسبةِ لِطَالِب كُلِّيَّةٌ صَيْدَلَة أَوْ الْمَرِيضُ .تَمَّت تِلْك احلملةُ عَلِيّ مَرْحَلَتَيْن :فِي الْمَرْحَلَةِ األولَى تَوَجَّهَت احلملةُ إلَى قَرْيَةٍ زركون وبالتحديدِ إلَى صَيْدَلِيَّة "فجر اإلسالم" وصيدلية "مخيس الشاعر" ،وَكَانَت مرحلةً شيقةً وممتعةً لِلطَّرَفَيْن إما أعضاء احلملةِ أَو املستمعون لَهُم .أمَّا عَنْ املرحلةِ الثَّانِيَةِ فَقَدْ كَانَتْ الثَّانِيَةُ فِي نَادِي دَمَنْهُور االجتماعى وشارعِ أَحْمَد عرابي وَقَد أزَادُوا الناسَ حَوْلَهم وعيًا بدورِنا حنن الصيادلة. هَل تعرفُ يَا صَدِيقِي الدكتور أَحْمَد خَالِد تَوْفِيقٌ؟ ذَاك الْكَاتِب اخلَالِد فِي أَذْهَانِنَا بإبداعهِ ،عِنْد قراءتِك لكالماتِه حِنيَ قَالَ "إنَّ الْإِنْسَان الْمَيِّتِ هُوَ الَّذِى كفَّ عَن التعليمِ واكتسابِ اخلرباتِ وَلِهَذَا تَرَوْن أنّنا حماطون بِالْمَوْتَى الألحياء طِيلَة الوقت".
نعلمُ أنَّ أبطالنا اخْتَارُوا أَنْ يَعِيشُوا بِعِلْمِهِم وبنقلهم هَذَا الْعِلْمِ لكلِ مَن اسْتَطَاعُوا الوصولَ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ اكتسابَ خرباتٍ عَدِيدَة .وَعَلَى هَذِهِ الْوَتِريَه قَامَت جلنةُ التعليمِ الْمُسْتَمِرّ بالعديد مِن احلمالت كَى ترتفعَ بالوعي لَدَى الْآخَرِين تُجَاه استمراريةِ التعليمِ ومفهومهِ وأمهيته. تَمَثَّلَت تِلْك احلمالتُ فِى الرتويجِ لِأَحَد أهمِ املؤمتراتِ الْعِلْمِيَّة السَّنَوِيَّة وَاَلَّذِي يُطلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ "خُطوة عَلَى الطريق" وَهُوَ خَاصٌّ بطلبةِ الصَّيْدَلَة ولَمْ يَقْتَصِرْ عملُهم عَلَى هَذَا املؤمترِ فَحَسْبُ بَلْ أيضًا عَمِلُوا عَلَى حَدَثَيْن إضافيني وَهُمَا "فِكْر" "،كَأَنَّك برُوتُون"" ،إنقاذُ حَيَاة". فلنتطرق قليلًا لنتحدث عَنْ حَدَثٍ أَسْمَاه أبطالُنا فِكْر وَكَأَنَّك برُوتُون وَقَدْ تَمَّ فِيهِ مناقشةُ موضوعاتٍ مُتَعَلِّقَةٌ بكيفيةِ جَعَل الشخصِ مبدعًا. وَقَد ساهمَ فِى مولدِ هَذَا املشروعِ بِدَايَتُه بورشةِ عملٍ بَسِيطِه وَمَن ثَمَّ التَّرْوِيج لِهَذَا املشروعِ بشكلٍ جيدٍ عَلَى مدارِ ثالثةِ أَيَّام و بَعْدَ ذَلِكَ سَطَعَت مشسُ هَذَا الْمَشْرُوعُ مستمرًا ملدةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ .ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الْإِبْدَاعِ و جعلَ الْجَمِيعِ مِنْ حَوْلِهِمْ مبدعني. نَهَض بدرٌ للذهاب إلَى الْحَمَّامِ تاركًا ضِيَاء وَحْدَه بضعَ دَقَائِق ،الْتَفَت ضياءُ إلَى نافذةِ القطارِ متأملًا الطَّرِيقِ وَ أَفْكَارِه تَتَخَبَّط هُنَا وَهُنَاك ،كَان ينظرُ إلَى الْأَشْجَار املرتاصةِ عَلَى جَانِبَيْ الطريقِ متذكرًا قَوْل أُمِّه أنَّ كلَ شجرةٍ تثمرُ فِي وَقْتِهَا ،حتتاجُ البذرةُ وقتًا حَتَّى تَنْمُو و تزهر و تُثْمِر ،فَلَا فَرْقَ بَيْنَ شجرةٍ أَثْمَرَت و شجرةٍ لَمْ تُثْمِرْ إلَّا وقتَ غرسِها فِي التُّرْبَة .تسللت بسمةٌ خفيفةٌ إلَى شَفَتَي ضِيَاء وقَالَ فِي نَفْسِهِ :سأمثرُ أَنَا أيضًا كَمَا أمثرَ بَدْر أَنَا فَقَط احْتَاج وَقْتَي فِي أَرْضِ الِاتِّحَاد .أَفَاق ضياءُ مِن شروده عَلَى صَوْتٍ صَاحِبِهِ متأملًا ،سَا سألَ فِي قَلِق :أُصِبتَ بِمَكْرُوه؟ رَدَّ الْآخَرِ مطمئنًا :لَقَد جرحتُ نَفْسِي حبافةِ الْكُرْسِيّ يَبْدُو أَنَّ بِهِ طَرَف حَاد لَم أنْتَبَه لَه .تَحَرَّك بدرُ نَحْو حَقِيبَتِه و أخْرَجَ مِنْهَا صندوقًا صغريًا لإلسعافاتِ األوليةِ ثُمَّ أَضَافَ :الَ تُقْلِقْ سأضمده. جَلَس بَدْر و بَدَأ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ معصمه الْمَجْرُوح ،اِبْتَسَم و نَظَرَ إلَى رَفِيقِهِ قائلًا :أَتَعَلَم ؟ لَقَدْ تَذَكَّرْتُ توًا حدثًا مِنْ أَحْدَاثِ الْجَمْعِيَّة "انقذ حياة" ،اعْتَدَل اآلخرُ فِي جِلْسَتِهِ و نَظَرَ إلَى صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ وكأنّ عَيْنَيْه تَقُول هَا أَنَا ذَا أَرْوِ لِي .بَدَأ يَرْوِي الْآخَر و صَوْتَه ممتلئٌ باحلننيِ و الفخرِ :لَقَدْ كَانَ أحدُ األحداثِ اإلضافيةِ لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ لعامِ 2٠١٤و كَانَت اللَّجْنَة فِي ذَاكَ الْعَام تَهْتَمّ اهتمامًا حثيثًا حبمالت التَّوْعِيَة ،لِمَا لَهَا مِنْ أثرٍ عائدٍ بِالنَّفْع عَلَى األفراد و الْجَمَاعَات كَمَا تَعْلَمُ ،أتذكّر أَنَّهُ كَانَ عَنْ اإلسعافاتِ األوليةِ للِمُسَاهَمَةِ فِي زيادةِ الْوَعْي عَن اإلسعافات الْأَوَّلِيَّة و إنقاذِ الْمَرْضَى .و أتذكّرُ نَفْسِي فِي ذَاك الْيَوْم و أَنَا أَتَعَلَّم ألَوَّلِ مَرَّةٍ كَيْف أُسْعِفُ مريضًا ،و
كَيْف أَخَيِّطُ جرحًا ،و كَيْف أُنْقِذُ غريقًا ،و لَقَدْ كَانَ هَذَا احلدثُ جتربتنا الْأُولَى مِنْ هَذَا النَّوْعِ وَ _بنجاحه_ لَمْ تَكُنْ الْأَخِريَة .اِعْتَلَت عالماتُ الفخرِ وجهَ ضِيَاء و شعرَ أنَّه يَنْتَمِي إلَى عاملٍ كبريٍ و لَيْس فَقَط جَمْعِيَّة تطوعية ،أحسَّ بأنَّ الِاتِّحَاد الطالبي لِكُلِّيَّة صَيْدَلَة حيملُ فِي طيَّاتِه الكثريَ و الكثريَ مِن األملِ و احلماسِ و الْعَزْم ،أحسَّ و ألولِ مرةٍ أنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْغَمِسَ أَكْثَر و يَتَعَلَّم أَكْثَر و يَعْمَل أَكْثَر. تَسَاءل ضِيَاء :و مَن ساهمَ فِي هَذَا الْحَدَثَ يَا صَاحِبِي؟ اِبْتَسَم بدرٌ حِني الحظَ أنَّ رَفِيقَه بَدَأ يتأقلم مَع جَوّ الْجَمْعِيَّة ،و أَضَافَ: أتذكرُ أنّ مَسْئُولَ العَالَقَاتِ الْخَارِجِيَّةِ بَذَل جُهدًا كبريًا للتواصل مَع مسامهني فِي هَذَا الْحَدَثَ ،و قَد أهبرني أَنَا شخصيًا بتعاقده مَعَ عِدةِ جِهَات ،مِثْل شَرِكَة راماس لِلصِّنَاعَات الغِذَائِيَّة ،وَانْتَهَى التَّعَاقُد بِمَبْلَغ 2٠٠٠جُنَيْه مِصْرِيّ ،مَجْمُوعه صيدليات (مطاريد) ،مَعَامِل الْمَنَار للتحاليل الطِّبِّيَّة ،األكَادِميِيَّة الدِّميُوقْرَاطِيَّة ،نَادِي (روتاري). تكلمَ ضِيَاء مندهشًا :يااه ،إنّه جملهودٌ عَظِيمٌ. نَظَرٌ بَدْرٍ إلَى معصمه :و هَا قَدِ انْتَهَيْتُ مِنْ ذَلِكَ اجلزءِ أيضًا يَا رَفِيقِي ،فَذَاك مَا يُمْكِنُك فِعْلَه حِنيَ تَكُونُ صيدليًا ماهرًا .ضَحِك الصَّدِيقَان معًا ،و أحسَّا بأنَّ عِالقَة صَدَاقَة وَطِيدَة تَتَكَوَّن بَيْنَهُمَا. اعْتَدَل ضِيَاءٍ فِي جلستهِ حاثًا صَدِيقِه لِإِكْمَال مَا بَدَا مِنْ حكاياتٍ أَصْبَحْت لقلبِه أَقْرَبُ مِنْ حكاياتِ ألفِ ليلةٍ ولَيْلَة. مهلًا يَا طَرِيق لَقَد قرُب وصولُنا وَلَم تَنْتَهِي حِكاياتُنا بَعْد! قَال بَدْر :هَذَا الْعَامِ يَا صَدِيقِي شَهِد الكثريَ مِن الِاخْتِلَافَات وَاَلَّتِي كَانَت دائمًا مَا تطمحُ لِلْأَفْضَل .هَل حَلَمْت يومًا بِالسَّفَر؟ هَل تَخَيَّلْت أَنْ تَقُومَ مبثلِ هَذِه التجربةِ فِي سنٍ صَغِريَة وتتعلم االعتمادَ عَلَى ذَاتك بَل وتتعلمَ الْمَزِيد عَن جمالك املفضلِ فِي مِهْنَةِ الصَّيْدَلَة؟ سَأَل ضِيَاءٍ فِي هلفةٍ :مَاذَا؟ هَلْ هُوَ برنامجُ التبادلِ الطالبي الَّذِي سَمِعْت عَنْهُ كثريًا مُنْذ دُخُولِي وَلَم يَتَثَنَّى لِي السؤالُ عَنْه؟ أَجَاب صَدِيقِه :بِالْفِعْل هُو! فَقَدْ كَانَ عامُنا هَذَا الْبِدَايَة لِأَولَى خطواتِ الْحِلْم ،وجنحنا فِي احلصولِ عَلَى العقودِ الَّتِي تَسَمَّحُ لِلرَّاغِبِني بِالسَّفَرِ أَنْ يُحَقِّقُوا حلمهم الْعَظِيم ،فَهِيَ فِي نَظَرِي جتربةٌ لَا يُمْكِنُ تعويضها ،بِهَا تتوسعُ مداركُك حولَ عاملٍ مِن املمكنِ أَنْ يُغَيِّرَ فِيك الْكَثِري.
وَبِالْفِعْل حَظِيَّت الصِّديقَتان أَرِيجٌ حَمِيدَة و ريم فايد بِكَوْنِهِمَا قاطعيت شريطِ البدايةِ بسفرمها إلَى مالِيزِيا للتدرب فِي جماهلما الْمُفَضَّلِ فِي الصَّيْدَلَة ،وَكَم حتدثتا عَنْ كَوْنِهَا رَحْلةٍ لَا تُعَوَّض ،أمتنىٰ أَن تواتيكَ مثلُ هَذِه الفرصةِ و أَن تَسْتَطِيع اللِّحَاق بِهِم يومًا مَا. فِي حلظةِ هدوءٍ يَتَخَلَّلَهَا صَوْت القِطَار وَهُوَ يَسِريُ وكأنَّه يَتَشَوَّق لِلْوُصُول بِسُرْعَة ،سألَ ضياءُ :هَل حَضَرْت اجتماعَ اجلمعيةِ العموميةِ مِنْ قَبْل؟ رَكَنْتُ برأسى إىل الْخَلفِ وكأنَّ سُؤَالَه أَعَاد علىَّ الذِّكْرَيَات حِني كُنْت مِثْلَه شَابًّا صَغِريًا مُتَلَهِّفًا لِلْمَعْرِفَة. "بدءُ التَّصْوِيت عَلَى الْعَمَلِ باجلمعية العمومية" مجلةٌ لَهَا وقعٌ خاصٌ فِي نفسِ كُلِّ عُضْوٍ ،قُلْت لَهُ نَعَمْ ،فأولُ اجتماعٍ حضرتُه كَان الرابعَ مِنْ ثَوْبِهِ ،هَذِه الِاجْتِمَاعَات كَمَا األعراسُ امللكيةُ حيثُ تتكاتفُ الْأَيْدِي وتتهاتفُ األلسنةُ فِيمَا بَيْنَهُمْ للوصولِ إلَى القَراَرَات الَّتِى مِنْ شَأْنِهَا تَحْدِيدِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ "االختالف حَتَّى نتفق". فِى مثلِ هَذِه الِاجْتِمَاعَات يَتَمَثَّل أَمَامَك الْمَاضِي وَالْحَاضِر وَالْمُسْتَقْبَل ،الْمَاضِي فِى مرورِ عامٍ كاملٍ ملئٍ بِالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ وَتَحْقِيقِ مَا أَرَدْنَاه ،أَمَّا الْحَاضِرُ فَهُو حصادُ مثارِ الْعَامّ الْمَلِئ بِالِاجْتِهَاد ،أمَّا عَنْ املستقبلِ فَهُو مُتَمَثِّلٌ فِى الشبابِ الْوَاعِد الَّتِى جَمَعَهَا فَقَط الْحِلْم والشغفُ لِتَقْدِيم هَذِه الْخطط لتحسنيِ هَذَا الكِيان ،وَهَا نَحْنُ الْآن فِى طريقنا لِلْجَمْعِيَّة العُمُومِيَّة رُقِم 6٨بِتَارِيخ الِاتِّحَاد الْمِصْرِيّ لِطَلَبِة صَيْدَلَة. هَلْ سَمِعْتَ قرع أَجْرَاس القِطَار يَا رَفِيقُ! تَمَسَّك جيدًا و احْفَظ الطُرقات الَّتِى سرتوى لَك حكايتنا. نَحْن الْآنَ عَلَى أعتاب تَحْقِيق حُلم على خَطِّ القِطَار. " أَخْبَرْتُك سَابِقًا أنَّه لَا يستقيمُ الطَّرِيق بِدُون صعوبات ،و لَا تُخطَى خطوةٌ بِدُون عَثَرَات ،فَهَل تَظُن أنَّ طريقنا الْآنَ عَلَى سكةِ القِطَار قَد مُهد مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ! أعتقدُ أنّ تفكريَك عَلَى صَوابٍ؛ فَقَدْ نَالَ أبطالُ الْعَامِ الْمَاضِي شرفَ التمهيدِ لطريقنا الطويلِ ليدُقُ جَرَسُ قطارنا ونَنْطَلِق فِى رحلةِ اجنازاتنا ،قَدْ كَانَتْ خُطواتُنا لَا تزالُ دقيقةً فكلُ خطوةٍ حمسوبةٍ بِعِنَايَة وبكَونِ جتاربنا الزالت فِى بِدَايَتِهَا تَحْت قيدِ الِاخْتِبَار وبكوننا نطمحُ خلرباتٍ أبعدَ نضعها نصبَ أَعْيُنِنَا فَقَد أَرْسَلْنَا سفرائنا إلَى حمطاتٍ أبعدَ ،كَانُوا أهلًا لِتِلْك املسئولية ِ وَلَم خيذلونا ف حَصَلَتَا فِى
ربيعنا الثَّانِي وَأَوَّل خُطُوَات قطارنا عَلَى "املركز الثَّانِي فِى مسابقةِ ڤيديو لَجْنَة التَّبَادُل الطالبى " ،"SEPكَمَا و أنَّ سفراءَ أُرسلوا فَأَصْبَح لَدَيْنَا أيضًا سفارة لورشةِ عملٍ للتربعِ بِالدَّم. وَهُنَا يَا صَدِيقِي تتمةُ عَامِنَا العظيمِ هُنَا غَرَبَت مشسُ عَامِنَا الثَّانِي تاركةً قلوبَنا فِي حالةٍ مِن الفرحةِ خمتلطةً بفخرِنا الشديدِ بأنفسِنا وَبِمَا بذلَهُ كلٌ منَّا مِن أجلِ بقاءِ ذَاك الصرحِ شاخمًا يناطحُ السَّحَاب. أَنْهَى بِتِلْك الكلماتِ صديقنا بَدْر حديثَه مَع -رفيقِ الطريق -ضِيَاء متأملًا ذَاكَ الَّذِي تَشِّعُ عيناهُ سرورًا وَفَخْرًا .اِبْتَسَمَ بدرٌ حنينًا مُنهيًا حديثَه عَن مَحْبُوبَتِه الَّتِي لَا طَالَمَا كَان واحدًا مِن حُماتِها وَلَا طَالَمَا. وَهَكَذَا متَّت ألبطالنا هَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي حَفِلت بإجنازاتٍ عظيمة ،وَمَهَّدُوا الطريقَ ملَن خَلْفَهُم كَي يستكملوا مَا بَدأوه مِن خريٍ لَن يَنْتَهِي. أرىٰ فِي عَيْنَيْك يَا ضياءُ ضِياءَ فرحةٍ ومحاس ،فخورٌ أَنَا حبماسك الَّذِي اِشْتَعَل نَحْوِهَا ،ستحكي -أنت -يومًا مَا ملُستجدي الْجَمْعِيَّة تارخيَها مِثْلَمَا فعلتُ مَعَك الْآنَ ،سيمتلئُ قلبُك حنينًا للحظاتِكَ األوىلٰ فِيها ،ستجدُ الذكرياتِ مِنْ حَوْلِك كهطولِ الْمَطَر ،وستتمنىٰ وَقْتَهَا لَو يعودُ بِك الزمنُ لتُحاكي تِلْك الذكرياتِ مرةً أُخْرَى. اعْلَمْ يَا صَدِيقِي أنَّك ستمرُ بلحظاتِ ضعفٍ ويَأْس ،حلظاتٍ تسألُ فِيهَا نفسَك ءأستطيع إكمالَ املسريةِ أَمْ يَكْفِي مَا جنيتُه؟ ستمرّ بالعديدِ مِن املشكالتِ فَلَا تَيْأَس فَإِنَّهَا سُنةُ احلياةِ ،وكالمُ ربِ الْعَالَمِني خريُ دليلٍ عَلَى ذَلِكَ ،ستمضي الصعوباتُ وحتلُ السَّعَادَة حملًا عظيمًا "فإنّ مَع العسرِ يُسرا" ،فلَا تَجْعَلْ شيئًا يُعرقلُ سريَك. و أخريًا يَا صَدِيقِي لَا تتخلَ عَن اجلمعيةِ مَهْمَا مَرَرْت بِهَا مِنْ صعوباتٍ فَهِي بيتُنا الثَّانِي ونَحْن أعمدتُه ،فَمَا يَبْقَى للبيتِ إنْ هِجْرَة أهلهُ؟! انْطَلَقْت صافرةُ القطارِ صادحةً تعلنُ انْتِهَاء الطَّرِيق ..تعلنُ انتهاءَ رحلةِ بطليّنا مُتوّجةً بالوصولِ إلَى وجهتِهم ،وتقصُّ شريطَ رحلةٍ شيقةٍ عَلَى وشكِ الْبَدْء.
حلّ السكونُ واخنفضت األصواتُ ومل يبقى إلّا أوابُ مستيقظًا وما هي إال حلظاتٌ وقد متّت قراءةُ الفصل الثاني من الكتابِ على الوجهِ األكمل .كان قد ألِفَ اجلمعيةَ وأعضائها وأحبّهم وأحبّ حُبهم لفعلِ اخلري والسعي دومًا إليه ،وقد عاهدَ نفسه أنّه عندما يعودُ إىل مدينته فيسعى جاهدًا لعملِ مثلِ هذا اخلري وان يكونَ هو لَبنَة البناء األوىل وسيأتي مَن يُكملُ بعده كما حدثَ يف اجلمعية. بدأ النُعاسُ يغلُبه فاستسلمَ لسلطانِ النومِ ،ورأى يف أحالمِه وكأنّهُ أحدُ املغامرينَ يف الفصلنيَ الذَينِ كانَ قرأمها قبل نومه .ومع دخولِ وقتِ الفجر استقيظَ بطلُنا بادئًا يومَه بالصالةِ واألذكارِ ،بعدها التفت إىل صندوقِ الكنزِ وما فيهِ من آثارٍ باقيةٍ كانَ أعظمُها الكتاب .عاد إليه فضولُه نَحو الكتابِ فقرر أن يبدأَ فصلًا جديدًا ليتعلمَ أكثرَ عن هؤالءِ احملاربونَ الشجعان .ومن هنا كانت بدايةُ مغامرتِه الثالثةِ يف هذا الكتاب.
"لَا بَأْسَ أنْ نَكُون الضمادَ لِبَعْضِنَا حتىٰ وَإِن امتألنا بالندوبِ وَالْجُرُوح؛ وَكُلّ احلُب هلؤالءِ الذينَ سَعوا للتطوّرِسعيًا حتىٰ أَصْبَحُوا سببًا لوعي الْبَعْض ،الْوَعْي لَيْس مُجرد كلماتٍ تُقال؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ سببًا وَلَو يسريًا يُنقَذ بهِ حياةً أَو يُبنىٰ بهِ حُلمًا".
تتابعَت أحاديثُنا عَنْ الْمَاضِي واجنازاتهِ الَّتِي طُبعت فِي النَّفْسِ بِلَا نِسْيَان ،وَكَانَ لَهَا مِن الفرحةِ نصيبًا ليسَ هيّنًا ،تعالَت الضحكاتُ بَيْنَنَا بتذَكُرنا كُل مَا كَانَ يُضحك وَإِن جِئْنَا لِلْحَقّ؛ فَكَانَت كُلها فرتاتٍ مُسِّرة. آه نسيتُ تعريفكُم بنَفسى أَنَا أَحْمَدُ عمْرَان رَئِيس الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِة كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور لِعَام 2015-2016 وَمَعِي أَصْدِقَائِي فِي مُقابلةٍ خَاصَّة ،بِحَقِيقَةِ الْأَمْر هِيَ لَيْسَتْ مُقابلةِ عَمِل بَلْ هِىَ مُقابلة للتسامُر جِئْنَا لِنَتَذَكَّر أيامَ دراستتنا وَمَا كُنَّا نَقُوم بهِ عَقِبَ كُلِّ مُحَاضَرَة فَنَتَحَدّث عَن الذكرياتِ اللَّطِيفَة حِينِهَا ،جَلَسْنَا للتحدُثِ عَن الْفُطُور الَّذِي كُنَّا نَتَنَاوَلُه ونَذْهَب لِكَي نَتَنَاوَلُه كـنوعٍ مِن الرتْفِيه ،نَتَحَدَّث عَنْ بَعْضِ الْأَسَاتِذَةِ واملعيدين ولنستعيد الذِّكْرَيَات الْأَهَمّ . .ذكرياتٍ عسريٌ عَلَيْهَا إنْ تُنسى ذكرياتِ مجعيتِنا تِلْك الَّتِى رُبِطَت أَعْضَائِهَا كرِباطِ األمِ لِأبنائها ،والدليلُ.. الدليلُ أَنَّنَا هُنَا نَجْتَمِع جِئْنَا لنعود بآلةِ زَمَنِنَا للوراء لِنَقُص قِصصًا مَا نَسَيْنَاهَا.. سنسرِدُ قِصَصًا وإجنازات شَارَكَ فِيهَا أَعْضَاءُ اجلَمْعِيَّةِ عضوًا عضوًا . .فَهِى لَيْسَت إجنازاتنا نَحْن فَحَسْبُ بَلْ كُنا يدًا وَاحِدَة جِئْنَا لِنَروِّى عَلَيْكُمْ مَا حَدَث . .جِئْنَا لنروِّى عَنْهُمْ وَعَنَّا.
صباحُ الْخَيْر ،أُعرِفكُم بِنَفْسِى ،أَنَا يَاسِر قدرى مَسْؤُول لَجْنَة الصِّحَّة الْعَامَّة فِى هَذَا الْعَام كَان شغفى لِهَذِه اللَّجْنَة امتثالًا آليتِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى "ومِن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ مجيعًا". إنَّ هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ تُشَكِّلَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَارِيخِ الْجَمْعِيَّة ،إلَّا أَنَّهَا أيضًا اشْتَمَلَت عَلِيّ الْكَثِريِ مِنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي تُرِكَتْ بَصْمَة رَائِعَة فِي نُفُوسِ الْأَعْضَاء الَّذِين شَارَكُوا فِيهَا بِشَكْل كَبِريٌ.
وَكَمَا يُقَالُ إنَّ الْبِدَايَةَ الْجَيِّدَة تغوي نِهَايَةٌ جَيِّدَة ،فَقَدْ كَانَتْ بِدَايَة هَذِه احلمالت هِي حَمْلُه التَّوْعِيَة بِمَرَض السُّكْر ،فَكَمَا نَعْرِفُ أَنَّهُ تبعًا إلحصائيات الِاتِّحَاد الدُّؤَلِيّ السُّكَّرِيّ لِعَام 2٠١٥فَقَد تَرَبَّعَت مِصْر عَلِيّ رَأْس الْقَائِمَة ،إذ سَجَّلَت أَكْثَرَ مِنْ ٨ . 7مِلْيُون مُصَابٌ بِمَرَض السُّكْر لِهَذَا الْعَامّ ،لِذَا فَقَدْ وَجَبَ نَشَر التَّوْعِيَة بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ حَوْل مَرَض السُّكْر أَعْرَاضِه ،وَأَسْبَابِه ،وَأَنْوَاعُه ،وَكَيْفِيَّة تَجَنَّبَه ،وَكَانَ هَذَا دُورِنَا فِي هَذِهِ الْحَمَلَة وَهَذَا مَا تَعَلَّمْنَا عَنْهُ أَكْثَرُ فِي وَرَشِّه الْعَمَل الَّتِي تَمَّت يَوْم 2٠١٥/١١/١7وَقَدْ تَمَّ تَوْجِيهِ هَذِهِ الْحَمَلَة عَلِيّ مَرْحَلَتَ يْن ،مَرْحَلَة الْأُولَى تَمَّتْ فِي كُلِّيَّةِ صَيْدَلَة حَيْثُ وَجَبَ تَوْعِيَة الطَّلَبَة عَنْ هَذَا الْمَرَضِ واملرحلة الثَّانِيَة تَمُتْ فِي بسيال سُتُورٌ ونَجْم عَنْهَا قَدْرَ كَبِريٍ مِنْ الِاسْتِفَادَة الْمَرْجُوّ تَحْقِيقِهَا. وَلِأَنّ التَّبَرُّع بِالدَّم خِدْمَة أَنْسَانِيه جَلِيلَةٌ يُقَدِّمُهَا الْفَرْد لِإِنْقَاذ حَيَاة أَشْخَاص آخَرِين وَلِأَنَّنَا ولألسف الشَّدِيد افتقدنا هَذَا الْمَبْدَأ مؤخرًا فَقَدْ وَجَبَ النُّزُولَ فِي حَمَالتٌ التَّبَرُّع بِالدَّم لتوعية النَّاسُ عَنْ أَهَمِّيَّة التَّبَرُّع لِلْفَرْد وَالْمُجْتَمَع بشَكْلٍ عَامٍّ وَمَا يَسْبِقُ هَذَا مِنْ ثَوَابِ عَظِيمٌ فَقَدْ تَمَّ تَوْجِيهِ هَذِهِ احلمالت فِي مَنَاطِقِ مُخْتَلِفَةٌ :مَدْرَسَة عُمَر الْوَكِيل بدمنهور ،جَامِعَةٌ دَمَنْهُور ،قَرْيَة بسطرة ،نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ،وَمَدْرَسَة الْبَحِريَة لُغَات ،وَقَد أَنْجَمَت هَذِه احلمالت عَنْ نَتَائِجِ مبهرة. أَذْكُرُك بِأَن خطواتنا كَانَت تَتَّسِم بِالنُّضْج وَالْحِرْصِ عَلَى تَقْدِيمِ الدَّعْم لِكُلّ حماربي الْأَمْرَاض فِي جمتمعنا؛ لِذَا أيضًا عمِدنا اخْتِيَارُ أَكْثَرِ الْمُشْكِلَات الصِّحِّيَّة إنتشارًا مِنْ أَجْلِ احلَدِيثِ عَنْها. أَوَّل التحديات كَانَ مَرِضَ اإليدز ،فَكَمَا تَعْلَم هُو مَرَض يَرْتَبِط بِنَظَرِه الْمُجْتَمَع السَّيِّئَة لِحَامِلِه ،فَكَانَت سُنَّتِنَا الْأُولَى مَعَه بِالْحَدِيث مَعَ طَلَبِهِ الْجَامِعَة حَوْل الْمَرَض وَدُور الصَّيْدَلِيّ فِي تَوْعِيَة الْمُجْتَمَع تُجَاه حَامِلِي الْمَرَض وَالْمُصَابِني بِه رُبَّمَا كَانَتْ خَطَؤُهُ عَلَى اسْتِحْيَاء لَكِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَجْرًا وَأَقْوَى الْخُطُوَات فِي ذَلِكَ الْعَامِ. واستكماال خلطوات الدَّعْم بَدَأَت احتفاالت الْأَيَّام العَالَمِيَّة الَّتِي تَقُومُ فِي الْأَسَاسِ عَلَى تَقْدِيمِ الدَّعْم ملصابي بَعْضِ الْأَمْرَاضِ حَوْل الْعَالِمُ فِي تَارِيخِ مُعَيَّنٍ مِنْ كُلِّ عَامٍ مِنْهَا الْأَيَّام العَالَمِيَّة للسكر واإليدز وَالسَّرَطَان.
تِلْكَ كَانَتْ خُطُوَات أَوْلَى تَلِيهَا فِي أَعْوَامٍ سَابِقَةٌ قفزات تَغْيِري أَضَفْت تِلْكَ الْأَيَّامِ الْفَخْر إلَى الشَّغَفِ ،لطاملا جَمَعْتَنَا تِلْكَ الْأَيَّامِ وَجَمَعَنَا الْخَيْرُ وَمَا يَجْمَعَه الْخَيْرِ لَا يُفَرِّقَه الدَّهْر أَبَدًا. أَضَافَهُ إلَى ذَلِكَ الْخَيْرُ كَانَت حَمْلُه التَّوْعِيَة مبتالزمة داون وَاَلَّتِي تَسْتَمِرّ ألعوام بَعْد حفاظًا عَلَى جَمَال الْعَالِم بِأَطْفال تَمِألُه بِالرِّفْقِ وَاللِّنيِ انْقَسَمَت محلتنا مَا بَيْنَ أَيَّامِ التَّوْعِيَة بِالْمَرَض بَيْنَ طَلَبَةِ الْجَامِعَة وَبَيْنَ الْحَدِيثِ عَنْ الْمَرَضِ بَيْن أَطْفَال الْمَدَارِس نَسْعَى للفت نَظَرِهِم لِلُطف أَطْفَال التَّوَحُّد. وَعَلَى مَدَ ار الْعَامِّ وَمَعَ اكْتِسَاب اخلِبْرَات خَتَم عَامِنَا حبملتنا الْأَكْبَر "كل الْقُلُوب يَجِبُ أَنْ تنبض". كَانَت مُهِمَّتَه األسَاسِيَّة التَّوْعِيَة بِأَمْرَاض الْقَلْب الْمُزْمِن مِنْهَا وَغَيْر الْمُزْمِن أَمْضَيْنَا أَيَّامِنَا مَا بَيْنَ قُرَى دَمَنْهُور ونَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ مِنْ الْقَلْبِ الْمَلِيّ بِالْحَبّ مِرْسال إلَى قَلْبِ يَسْكُنُه الْمَرَض ،يُخْبِرُك إنَّ قَلْبِي يَنْبِض لِقَلْبِك. "ان تَعِب جَسَدِك يَجْعَل جَسَدِي فداءً لَك أَبْذَلَ مِنْ رُوحِي كُلّ طَاقَتَي لتحيا حَيَاتِك صحيحًا جبواري عامًا بَعْدَ عَامٍ نَسْعَى لِصِحَّة الْجَمِيع نَتَعَلَّم مِن أخطائنا ونسعى لتواصل أَقْوَى وَأَثَر بَاق".
هَكَذَا أَنْهَى السَّيِّد يَاسِر قدرى آخَر عِبَارَاتِه ثُمَّ تَقَدَّمَ صديقٌ أخرٌ لَنَا يُدعى السَّيِّد صَلَاح غَانِم ،ذكّرنا بِمَا حدثَ فِي نفسِ السُّنَّةُ لَهُ ،بَدَأ عليهِ احلَماس إىلٰ أَن سردَ لَنَا مَا فردَ وَجْهَه تبسمًا . .أَنَا صَلَاح غَانِم رَئِيس لَجْنَة التطوير املهنى لِعَام 2٠١6-2٠١٥تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِى تَرَكْت يفَّ الْكَثِري والْكَثِري تِلْك الَّتِى أَظْهَرْتَ مَا خُفِى مِنًى . .أَذْكُر أَنَّ أَوْلَى مشروعات تِلْكَ السَّنَةِ كَانَ مَشْرُوعٌ التطوير املهنى الَّذِى يُغَطَّى كُلُّ مَا يَهْدِفُ إِلَى تَطوير مهنتنا سَوَاءٌ بِمَعْلُومَات طِبِّيَّةٌ أَوْ حَتَّى مهارات لَا بُدَّ مِنْ تَوَافُرِها امْتَدّ الْمَشْرُوعُ إلَى أَيَّامِ عِدَّة بِدَايَةَ مَنْ الثَّامِنِ مِنَ شَهْرِ مارِسَ وحَتَّى الْخَامِسِ مِنْ شَهْرِ أَبْرِيل . .أيامٌ حَافِلَة بِالْمَعْلُومَات الْقِيمَةِ عَنْ خمتلفِ الْمَوَاضِيع مِن تداخالت دوائية، الضَّغْط الْمُرْتَفِع واالِسْتشَارَةُ الطِّبِيَّةُ بِالْإِضَافَةِ إلَى وَرُشّ الْعَمَل فَالْعِلْم لَا يَكُونُ علمًا بدونِ أَن يُدَرَب وانْتَهَى الْمَشْرُوع مبنافسة أُقيمت بَيْنَ الْحَاضِرِينَ.
فِى هَذِهِ السَّنَةِ أيضًا أَقَمْنَا محلةِ توعيةِ عَن أمهيةِ دُور الصَّيْدَلِيّ هَذِه احلمالت تُعرَف بِـ " "TBHاختصارًا ل مُسْتَشْفَى الدب تيدي الَّتِى كَانَتْ هتدُف لتوعيةِ النَّاس وخصوصًا الْأَطْفَال بِدُور الدكتور الصَّيْدَلِيّ لِلْحَدّ مِن ترسُّخ املُعتقداتُ السَّاذَجَة عَنْ أَنَّهُ مُجردُ بائعٍ لِلدَّوَاءِ فِي الصَّيْدَلِيَّة ،خَطَأٌ . .يُعد دُور الصَّيْدَلِيّ أَكْبَر بكثريٍ مِن هَذَا الفِكر الْمَحْدُود ،كَانَ هَذَا هُوَ اهلدفُ األسَاسِيّ حِينِهَا ،فمِنها نَسْتَطِيعُ أَنْ نُرسِّخَ فِي أذهانِ األطفالِ عَن أَهَمِّيَّة الْمَجَال ،وَمِنْهَا نُرشدُ النَّاس بِأَنَّ الصَّيْدَلِيّ حَلْقَةُ وَصْلٍ بَيْن الطَّبِيب وَالْمَرِيض ،وَإِن الصَّيْدَلِيّ وَالطَّبِيب وَجْهَان لعملةٍ وَاحِدَةً بَلْ جناحنيِ لِنَفْس الطائِر ،الطبيبُ عليهِ بالتشخيص ،أَمَّا اجلُرعات وحساباهتا متابعةِ الْأَدْوِيَة بَل وتصنيعها أيضًا فَهِي للصيديل فَكَيْف يَكْتَمِل الشِّفَاء بِدُون الدَّوَاء؟ تابعنا محالتنا فِي مدرسةِ الْمَنَارَة الْخَاصَّة ثُمّ انْتَهَيْنَا بدارِ الْأَيْتَام ملدرسةِ تَحْسِني الصِّحَّة ،متكننا مِن ترسيخِ بعضٍ مِن الْوَعْي وَهَذَا االجنازُ لَا يُنسىٰ. دعونى انْتَقَل مَعَكُم الْآنَ عَنْ جهودِنا هَذِهِ السَّنَةِ فِى التَّوْعِيَة عَبَّر االنرتنت الَّتِى كَانَتْ تُوضَّح كَيْفَ يَتِمُّ اسْتِعْدَاد الصَّيْدَلِيّ لِيَكُون صَيْدَلِي ناجِح ،كَان دُورِنَا نَشَر وعيٌ أَكْبَرُ بِأَنْ دُور الصَّيْدَلِيّ أَكْبَر بِكَثِريٍ مِنْ مُجرد مَا يُسَمُّونَهُ "بَائع" ،فالصيديل عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ كُل مَا يتعلقُ بِالدَّوَاء، وَمَعْرِفَةُ مَا يَجِبُ أَخْذُهُ وَمَا يَجِبُ مَنْعُهُ ،كَانَت الْحَمَلَة مُستمرة قُرابةَ اخلمسِ أيامٍ عَلَى اإلنرتنت ،حيثُ تناولنا كُل مَا يتعلقُ بِالدَّوَاء فِي الصَّيْدَلِيَّة ،فمثالً جُرعةَ املُضاد احلَيَوِيّ يَجِبُ أَنْ تُؤْخَذَ كَامِلَة لِأَنَّهَا إنْ أُمهلت فـ يَكُون مَضَارِّهَا أَكْبَر ،املُسكنات وَمَا تَحْوِيه مِن املورفني وَأَشْبَاهِه املؤثرين عَلَى الدِّمَاغِ وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ أيضًا تناولنا بَعْض التحذيرات الْخَاصَّةِ بِبَعْضِ الْأَدْوِيَة فمثالً الْأَدْوِيَة املُحتوية عَلَى التيرتاسيكلني مَمْنُوعَةٌ عَن الْأَطْفَال أَقَلَّ مِنْ ١2عامًا لِمَا تُسببه مِن تَلْوين الْأَسْنَان ،الْأَدْوِيَة الْمُحْتَوِيَةِ عَلَى آلِ كينولون مَمْنُوعَةً مِنْ الْأَطْفَالِ الْأَقَلَّ مِنْ ١٨عامًا لِمَا تُسببه مِن تَمَزَّق الْأَوْتَار وَالْأَدْوِيَة املُحتوية عَلَى الكلوامفينيكول مُنعت عَن الْأَطْفَال أَقَلَّ مِنْ 6أعوامٍ لتسببها فِي تدمريِ النُخاع وَاسْتَبْعَد األسربين عَن الْأَطْفَال الْأَقَلَّ مِنْ ١6عامًا لَتَسَبُّبِهِ فِي مُتَلَازِمَةٌ الرى سيندروم وَهُوَ الْمَرَضُ الَّذِي يَحْدُثُ عِنْدَ مرحلةِ الشِّفَاءِ مِنْ فَيْرُوس سِيّ وَمِنْ الْمُهِمِّ تَشْخِيصُه لِلْحَدِّ مِنِ أَذِي الْكَبِد والدماغ". اسْتَأْنَف صَلَاح حَدِيثِه مُنتقلًا ألحداثٍ جَدِيدَة مُضيفًا أَنَّهُ يَدِينُ لَهَا بِالْكَثِريِ.
"نَحْن الصَّيَادِلَة لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة عَن التفاعالت اجلَانِبِيَّة واملتعارضه لِلدَّوَاء مَع مَوَادّ الْجِسْم وَالْأَدْوِيَة األخرىٰ ،لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة عَن اجلرعات وَالِاسْتِخْدَام وَإِشْكَالٌ التَّصْنِيع وَالْأَدْوِيَة التىٰ يَتِمّ صَرْفِهَا مِن الصَّيْدَلِيّ لِمُسَاعَدَة الْمَرْضَى ،لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة عَنْ الْأشْكَالِ التصنيعية لِلدَّوَاء كـمُعلق أَوْ فِي صُورٍ أخرىٰ ،لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة عَن النَّشْرَة الدَّاخِلِيَّة ،الصَّيْدَلِيّ هُو األقربُ لِلْمَرِيض وَدَوْرُه يُؤَثِّرْ عَلَى الْمَنْظُومَة الطِّبِّيَّة وَإِنْ اخْتَلَّ تَأْثِريُه اخْتَلَّت الْمَنْظُومَة كُلُّهَا". أهنىٰ صَلَاح الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يَقُصُه بتفانٍ ،حقًا نَحْن الصَّيَادِلَة منتلك أَهَمِّيَّةً كَبِريَةً لِذَا نؤيد بِالْإِرْشَاد بِدُور الصَّيْدَلِيّ ،الصَّيْدَلِيّ هُوَ مِنْ يُضيفُ املرحَ إىلٰ الدَّوَاء. مساءُ الْخَيْر . .أَنَا السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ عُقْدَة مَسْؤُولَةٌ لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ فِى هَذَا الْعَامِ . .كَان هلذِه اللَّجْنَة عَلَى قَلْبِى وَقْعُهَا الْخَاصّ فَفِيهَا تَتَعَلَّم كَيْفِيَّة انْتِقَاءِ الْعُلُومِ واكْتِسَاب الْمَعْرِفَةِ عَنْ كُلِّ شَيِّ فَإِنَّ لِهَذِهِ اللَّجْنَة مِن اسْمُهَا نَصِيب علمٌ مِن شتانِ الْعُلُوم . .علمٌ دَائِمٌ لَا يُنْتَهَى. . . فِى هَذِهِ السَّنَةِ بَدَأ أبطالنا يُثَبِّتوا أقدامَهم عَلَى بِدَايَة طَرِيق مُلِئ بنجاحاتٍ عَظِيمَةٌ حَيْثُ أنَّه فِى هَذَا الْعَامِ عَمِل أبطالنا بِكُلّ جَدّ ،كُلّ بَطَل مِنْهُم أَظْهَرَ كُلٌّ مَا لَدَيْهِ مِنْ مَعْرِفَةِ وبَذَلَ قُصَارَى جُهْدِهِ لكى تَتَوَّج كُلُّ هَذِهِ اجملهودات باستضافة حَدَث مُهِمّ إلّا وهُو مُؤْتَمَرٌ "خطوة عَلَى الطريق" .ذَلِك الْمُؤْتَمَر الَّذِي يَضُمُّ العَدِيدِ مِنَ الْمُحَاضَرَات الْعِلْمِيَّة وَالْمَهَارَات وَكُلُّ مَا تُوُصِّلَ إلَيْهِ الْعِلْمَ حديثًا .مُؤْتَمَرٌ يُضَمّ العَدِيدِ مِنَ الطُّلَّابِ مِن مُحَافَظَات وَأَمَاكِن وثقافات مُخْتَلِفَةٌ سريحب بِهِم أبطالنا بابتسامة مُشْرِقَةٌ بِالْأَمَل وَالْعَزِميَة ،فَرَحُه تَغْمُر أَفْئِدَتُهُم تَخْتَلِط بِحَمَاس يَمْلَأ الْمَكَان يَظْهَر فِى حَرَكَة أبطالنا فِى نَشَاط وَسُرْعَة كَى ينجزوا مَهَامِّهِم الْمَطْلُوبَة مِنْهُم كَى يُثْبِتُوا أَنَّهُم قَادِرِينَ عَلَى تَحَمُّلِ اِسْتِضافَةٌ هَذَا الْحَدَثَ الْكَبِري ،و بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّام أَصْبَح أبطالنا جاهزون لتدريبهم لتنظيم الْمُؤْتَمَر. قُلُوبِهِم تَخْفِق بِشِدَّة ،تُوتِر يَخْتَلِط بِالْحَمَاس يُظْهِرُه أبطالنا فِى اِبْتِسَامَةٌ هَادِيَة مُشْرِقَةٌ يَسْتَقْبِلُ بِهَا يَؤُمُّهُم الْجَدِيد ولَكِنَّ هَذَا الْيَوْمِ مُخْتَلَفٌ فَهُو الْيَوْم الَّذِى سيسجل فِيه جناحهم الْمُخْتَلَف فَالْيَوْم هُوَ أَوْلَى أَيَّام الْمُؤْتَمَر وَالَّذِى اسْتَمَرّ بَعْدَهَا عَلَى مَدَار أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ.
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مِنْ الْخَوْفِ والتوتر واحلماس وَالْعَزِميَة وَالْإِصْرَارُ عَلَى الْإِكْمَالِ حَتَّى النِّهَايَة ،أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مِنْ الذِّكْرَيَات الَّتِى ستظل مَحْفُورَة لِسِنِني عَدِيدَة فِى دَاخِلٌ عُقُولِهِم وَقُلُوبُهُم ،أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مَلِيئَة بِالنَّجَاح ،أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ أَثْبَت فِيهَا أبطالنا مَدَى قُوتِهِم رَغِم صِغَر سنهم وَرَغَم كُلَّ الظُّرُوفِ فِى األمْس حَضَر أبطالنا نَفْسِ هَذَا الْحَدَثَ كضيوف وَالْيَوْم كَانُوا هُمْ املستضيفون وَقَد أَظْهَرُوا حَسَنٌ الضِّيَافَة عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. جَاءَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مَشْرُوعٌ الْعِلْم ثُلَاثِيٌّ الْإِبْعَاد فَقَد اخرتقنا حِينِهَا أَزْمَن وَأَمَاكِن كثٌر كَآلَة زَمَن أُخِذَتْ مِنْ الثَّانِيَةِ حدًا أَقْصَى للتنقل بَيْن سِنِني الْعُمْر ،فَلَقَد أٌخذنا إلَى عَصْرِ جَدِيدٍ مِنْ الْعُلُومِ وَالْعُلَمَاء. أتساءلت نَفْس أَحَدُكُم يومًا عَنْ كَيْفِيَّةِ الْقِيَام بِبَحْث عِلْمِي وافّ؟ هَذَا مَا تَنَاولَهُ مشروعنا بِهَدَف تَوْسِيع وَتَحْسِني طُرُق البَحْثِ العِلْمِيّ فِي مِصْرٍ وَالتَّدْرِيب الْعَمَلِيِّ عَلَى مهارات الْعَرْض وَالتَّقْدِيم للمحتوى ،وأيضًا الْعَمَل اجلَمَاعِيّ وأمهيته .فَلَقَد مَرَرْنَا بِمَرَاحِل عِدَّة تَضَمَّنَت التَّرْوِيج واالفتتاحية فَكَانَت الْمُفَاجَأَة هِي تَقْدِيم أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ وَخَمْسِني طَالِب لِلْحُصُولِ عَلَى فِرْصَة تَعْلَم لَا تَأْتِي مَرَّتَيْن ،ورفرفت مَرَاحِل مشروعنا بَيْنَ ثَلَاثِ جِلْسَات وأخريًا باملنافسة الْمَحَلِّيَّة الَّتِي كَانَتْ تكليلًا الستئناف ثَمَرَة الْمَشْرُوع. يَا لِجَمَال مَا عِشْتُ بِتِلْك الْفَتْرَة يَا صَاحِبَ! فَمَا الْأَعْظَمُ مِنْ عَيْشٍ سَنَوَات لَمْ تَأْتِ بَعْد! أَنْ تَسْبِقَ مَا حَوْلِك بِخُطُوات. وَالْعَظِيم لَم يَنْتَهِي بَعْدُ يَا رِفَاق ،فلجنة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ قَدْ قَرَّرْت أَنَّ تَسْبِقَ الضّوَاحِي أيضًا وَإِن تُسْبَق احلَواجِز واألجيال بِعَمَل مَشْرُوعٌ الدبلومة الصَّغِريَةِ فِي إصدارها الثَّانِي وَاَلَّتِي قَرَّرْت سَبَّاقٌ الزَّمَن بِعَدَم انْتِظَارُك لِإِنْهَاء دراستك لتعزيز مَعْلُومَاتِك املهنية عَلَى الْجَانِبَيْن التسويقي والصناعي أيضًا وَاَلَّذِي يَشْمَل جانبًا كبريًا مِنْ التَّعْلِيمِ الصَّيْدَلِيّ .بَل أَخَذَت زِمَام الْمُبَادَرَة مبنح حماضرات وَافِيَة بِكُلِّ مَا يَشْمَلُهُ التسويق مَعْنَى وَجَوْهَر وَمَضْمُون ،وَكُلُّ مَا يَتَضَمَّنُهُ الْجُزْء الصِّنَاعِيّ مِنْ مِهْنَةٍ الصَّيْدَلَة مِن تَصْنِيع دَوائِي وُجُودِه وَمَا إلَى ذَلِكَ فَقَدْ أتيحت الْفُرْصَة لِلطُّلَّاب بِأَخْذِ مَا كَانَتْ الْأَشْبَه حقًا بالدبلومة فِي جمالني مِن أَوْسَع الْمَجَاالت. صَمَتَت فَاطِمَة لبُرهة و أُطْلِقَت نَظَرُهَا للعنان و كَأَنَّهَا تَرْجِع بذِهنها للماضى ثُمّ تَنَهَّدْت قَائِلُه: "اسْتَغْرَقَت عَمَلِيَّة الِانْتِقَال عَبَّر الزَّمَن لَحَظَات قَلِيلَةٍ لَمْ أَشْعُرْ بِهَا ،و حِني حملت السَّمَاء ،سَمَاء الْمَاضِي ،لَا زِلْت أَذْكُرُهَا متامًا كَمَا كَانَتْ، الْآن يسيطر عَلَى تَفْكِريِي سُؤَالٍ وَاحِدٍ "إن عُدَّت بِالزَّمَن وأَتَتْنِي فِرْصَة أَن أصحح أخطائي كُلِّهَا كَمَا كُنْت أَرْجُو ،هَل سَأَفْعَل؟" وفِي
الْحَقِيقَةِ أَنَا أَعْلَمُ أَنِّي لَنْ أَفعَلَ ،فربغم كُلّ إِخْطَاءٌ الْمَاضِي أَنَا رَاضِيَة تَمَام الرِّضَا عَنْ نَفْسِي الْآن ،لَا دَاعِيَ لِلَّعِب فِي مَدَارِ الزَّمَن ،فَبَعْض اخلِبْرَات لَا تُجنى إلَّا بالدروس الْقَاسِيَة". كُلُّ هَذَا دَار برأسى األمْس أَثْنَاء جتوىل فِى كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة.. تَنَفَّسَتْ الصُّعَدَاءَ وبَدَأَت أَخْطُو أَوْلَى خطواتي حِني وَجَدْت بَعْضَ امللصقات لدورة أَنْقَذ حَيَاة ،تَذَكَّرْت تِلْك الفعاليات وكَمْ مِنْ الْأَشْخَاص حَضَر الْحَدَثِ وَكَم سامهنا فِي مُسَاعَدَة النَّاس ،حَوَالَي ثَلَاثُمِائَة شَخْصٌ حَضَرُوا ،كُنْت فخورة تِلْكَ السَّنَةِ بِمَا أجنزنا ،سَأَلْت أَحَدَ الطَّلَبَةِ عَنْ تَارِيخِ الْيَوْمِ وصَادَفَ أَنَّهُ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ الَّذِي تُقَامُ فِيهِ الْمَرْحَلَةِ األولَى ل"انقذ حياة" ،فَهَمَمْت بِالذَّهَابِ إلَى نِقَابَة الْأَطِبَّاء معيدة ذِكْرَيَات ذَاكَ الْيَوْمَ. جلستُ عَلَى إحْدَى األرْصِفَة فِي نِهَايَةِ الْيَوْم ،حمدقًة فِي السَّمَاءِ قُبَيْلَ الْغُرُوبِ ،رَغِم أَن الْغُرُوب يَعْنِي الِانْتِهَاء ألكثرية الْبَشَر ،إلَّا أَنَّهُ يَعْنِي الشَّمُوخ بِالنِّسْبَة لِي ،تَخَيَّلَ أَنَّ تَنْتَهِيَ بِتِلْك الْعَظَمَة ،كَأَسَد نَاضِج يَجْلِس خَلْف الْأُفُق ،رَأْس تُحِيط بيها اللبدة ،أَنْ تَكُونَ شاخمًا حَتَّى فِي هنايتك ،عُدْت إلَى وَ اقِعِيٌّ . . .أَعْنِي مَاضِي وَاقِعِيٌّ وشُرِعَت أُفَكِّر فِيمَا أَفْعَل انْتَهَى الْيَوْمِ الْأَوَّلِ الْيَوْم الْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ أُغُسْطُس لِعَام 2٠١٥ومِن الْمُفْتَرِض أَن تَسْتَمِرّ فعاليات الْحَدَث يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ،و مِن الْمُفْتَرِض أيضًا أَن الْمَرْحَلَة الثَّانِيَة ستستمر ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بدءًا مِنْ الْيَوْمِ الثَّانِي لِشَهْر سِبْتَمْبَر حَتَّى الْيَوْمُ الْخَامِسُ مِنْ الشَّهْر ،وبِالتَّعَاوُن مَع نِقَابَه الْأَطِبَّاء مَرَّةً أُخْرَى ،فَيُتِمّ تَعْلِيم الْحَاضِرِين اإلسعافات الْأَوَّلِيَّة لِلتَّعامُلِ مَعَ حَالَات الْإِغْمَاء والْمُصابِني فِي الْحَوَادِثِ واحلرائِق. أَعَادَت فَاطِمَة نَظَرُهَا لزمالئها قائلةً :أَتَذْكُرُون حدثًا عَبَّر االنرتنت أَقَمْنَاه تَابِعٌ لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ؟ أَجَاب صَلَاح غَانِم :نَعَم " وداعًا مشكلتى" فَاطِمَة :نَعَمْ صَحِيحٌ ،أَذْكُرُ قَوْلَ "آينشتاين" حِنيَ قَالَ :إذَا كَانَ لَدَيّ سَاعَة ألحل مُشْكِلَةٌ مَا ،الستغرقت خَمْسٍ وَخَمْسِني دَقِيقَةٌ مفكرًا حِيَال تِلْك الْمُشْكِلَة ،وخَمْس دَقَائِق مفكرًا فِي الْحُلُولِ ،عَلَى آيَةِ حَالٍ هَذَا الْمَشْرُوعُ حَضَرَه مِائَة شَخْصٌ وتَضَمَّن كَيْفِيَّة حَلّ الْمُشْكِلَات وتَمْكِني النَّفْس والسَّيْطَرَةُ عَلَيْها لِحِني تَخَطِّيهَا.
فِى الثَّامِن والْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ يُولِيُو لِعَام 2٠١6وبقاعة مؤمترات التَّعْلِيم الْمَدَنِىّ بالبحرية ،أُقِيم حَدَث "السر وَرَاء العامل" يَبْدُو امسًا مهيبًا ألَيْس كَذَلِك؟ أَنَّهُ كَانَ عَنْ أساسيات التسويق وكَان بِالتَّعَاوُن مَع أكَادِميِيَّة الْأَعْمَال لِلتَّدْرِيب والتطوير وأَشْرَفَ عَلَيْهِ لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ. دعونى أُهنى حَدِيثِى بقَولٍ وَاحِد " إنين فخورة كُلّ الْفَخْر بكَونى جُزْءٍ مِنْ هَذَا الكيان" أفسحى لِحَدِيثِى الْمَجَال قليلًا يَا فاطِمَة جُمْلَة قالتها عَلَا عَبْدِ الْخَالِقِ -مسؤولة لَجْنَة العَالَقَات الداخلية -قَالَتْ ذَلِكَ مُشاكِسًة صديقتها ثُمَّ انْتَقَلَتْ لِحَدِيثِهَا عَنْ مَا حَدَثَ فِى جلنتها هَذِهِ السَّنَةِ لِتأخذنا فِى قصةٍ جَدِيدَة. تَنَهَّدْت قَائِلُه: أيادٍ تَهْتَزّ ،قَطَرَات مِنْ الْعَرَقِ تَتَسَاقَط ،رَعْشَةٌ تتسلل إلَى دَاخِلِ أَحَدُهُمْ حَتَّى أَصَابَتِ قَلْبِه بَهْزَة قَوِيَّةٌ زَادَت مِن ضرباته ،هَذَا هُوَ حَالٌ مِنْ يُحَاوِلُ التَّحَدُّث أَمَامَ النَّاسِ يُشْعِر برهبة كَبِريَةً قَدْ تَجْعَلُه يَخَاف دومًا مِن خَوْض تِلْك التَّجْرِبَة ،وكعاده أبطالنا لَنْ يُتْرَكُوا شيئًا يَقِف حاجزًا فِى تَطوير الطُّالَّب إلَّا وحاولوا إصْلَاحِهِ أَوْ حَتَّى تَقْدِيم خرباهتم الَّتِى اكتسبوها لَهُم .فَاسْتَعْدَوْا جيدًا لِإِقَامَة حَدَث أَطْلَقُوا عَلَيْهِ "رهبة التحدث" سَاهَمْت فِى إقَامَتِه لَجْنَة العَالَقَات الدَّاخِلِيَّة كَان حدثًا عَبَّر االنرتنت حَيْث شَارَكَ فِيهِ كُلُّ مِنْ كَانَ لَهُ تَجْرِبَة مَع التَّحَ دُّث أَمامَ اجلُمْهور ،شرحوا كُلُّ مَا حَدَثَ مَعَهُم بدايًة مِنْ الْخَوْفِ الَّذِى ينتاب الْكُلّ مرورًا لِمَا قَدْ يطمئنهم فِى هَذِهِ اللَّحَظَات وصولًا إلَى كَيْفِيَّةِ التَّغَلُّبُ عَلَى هَذِهِ الرَّهْبَة وَكَيْف أَصْبَحُوا أَفْضَل فِى الْخَطَابَة وَتَمّ ذَلِكَ فِى غُضُون ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ،ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَلِيئَة بِشَرْح صعوبات كُلِّ شَخْصٍ وحتدياته وَكَيْف وَاجَهَهَا ،ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَشْرَح فِيهَا أبطالنا كَيْف أَصْبَحُوا ابطالًا حَتَّى فِى الْخَطَابَة. إنَّ أَكْثَرَ مَا كَانَ يُثِري إعجابى بِهَذَا الكِيان هُو حِرْصُه الشَّدِيدُ عَلَى أَنَّ لَا يَفُوتُ أَبْنَاءه وَلَا حَتَّى غَيْرَ أَبْنَاءه شَيّ . .عطاءٌ لَا يُسْأَلُ أجرًا مِنْ أَحَدِ.. أهنت عُال حَدِيثِهَا مُديرةً عَيْنَيْهَا إلَى صديقتها أَرِيجٌ حَمِيدَة ويَبْدُو مِنْ ذَلِكَ الشُّرُوعُ فِى خوضِ قصةٍ جَدِيدَة عَمَّا دَار فِى لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي.
اِبتسَمَت أَرِيجٌ ثُمَّ شُرِعَتْ فِى حَدِيثِهَا عَن لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي تِلْك اللَّجْنَة الَّتِى مِنْ أَهَمِّ أَدْوَارِهَا الْحِرْصُ عَلَى تَبَادُلِ ثقافات الطُّالَّب مَعَ غَيْرِ هَا مِنْ البُلدان فَقَالَت أَنَّنَا فِى الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أُكْتُوبَر وحَتَّى الرَّابِعِ مِنْ شَهْرِ نُوفَمْبِر لِهَذِهِ السُّنَّةِ قُمْنَا بِالتَّرْوِيج إلَى بَرْنَامَج التَّبَادُل الطالبي الَّذِى يَهْدِفُ إِلَى اكْتِسَابِ الْخِبْرَة والْمَعْلُومَاتُ مِنْ خِلَالِ سَفَر الطُّالَّب إلَى بُلدان عِدَّة و إضطالعهم عَلَى مُخْتَلَفٌ الثَّقَافَات وكَمَا نَعْلَمُ أَنَّ اخْتِلَافَ البُلدان لَا يكمُن فِى الثَّقَافَات فَحَسْب حيثُ أَن للغةِ الِاخْتِلَاف الْأَكْبَر فَقَد قُمنا بِعَمَل نَادَى اللُغة اإلنْجلِيزِيَّة بنقابة الصَّيَادِلَة بالبحرية تشاركنا فِيه كَلِمَات وعِبَارَات جَدِيدَة مَعَ بَعْضِ األنشطة املرحة إميَانًا مِنَّا بِأَن إيصَال الْمَعْلُومَة يتأصل بقدرِ سهولةِ توصيلِها .و بِفَضْل جُهُودٌ الْأَعْضَاء أولًا و أَخِريًا فُزنا بِجَائِزَة ". "contest sep spirt أهنت أَرِيجٌ حَدِيثِهَا قائلًة " أَنَّ مَا تَكْتَسِبُه مِن رحلةٍ وَاحِدَة لبلدٍ مَا تُعلِمُك مَا لَا تَسْتَطِيعُ تَعَلُّمِه فِى عَام كَامِل وإننى ألفخر بكونى جُزْءٍ مِنْ هَذَا الكِيان الَّذِى عَلِّمْنِى إلَى أَنْ أَصْبَحْتُ هُنَا ،أحدثُكُم" اسْتَأْنَف عُمران حَدِيثِهِم قائلًا :ولِأن مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ فشكرًا لكُلِ مركزٍ ونِقَابَه صَيْدَلِيَّة حَتَّى أَو مُسْتَشْفَى قدَّمَت إلَيْنَا الدَّعْم املادى حَتَّى أَو املعنوى. آزَاد السَّيِّد صَلَاح غَانِم عَلَى حديثِه قائلً ا :وَلَا ننسى أبدًا شُكر و تَقْدِيرَ كُلٍّ عُضْوٍ مِنْ أعضاءِ مجعيتِنا الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ الْفَضْل الْأَكْبَر لِما وَصَّلْنَا إلَيْهِ مِنْ إجنازات هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ حصولنا عَلَى الْمَرْكَزِ الثَّالِث كَأَفْضَل جَمْعِيَّةٌ عُمُومِيَّة والْمَرْكَز الْأَوَّل لربنامج التَّبَادُل الطالبي وأَفْضَل مقابالت إِقْلِيمِيَّة وأَفْضَل مسؤل للعالقات الْخَارِجِيَّة وأَفْضَل آمِني عَام وأَفْضَل اِسْتِضافَةٌ ملؤمتر خُطوة عَلَى الطَّرِيق . ثُمّ أَنْهَى عِمْرَانَ الْحَدِيثَ قائلًا :األيـامُ تَمْضِي وَتَأْتِي ،واألحاديثُ تَنْتَهِي وتتجدد ،اخلرباتُ تتناقَل؛ واألعمارُ تتواىلٰ ،مجيعُنا مُسخّرينَ فِي سبيلِ اللّٰهِ باختالفِ ألوانِنا ومعارِفنا ،مُسخّرينَ فِي سبيلِ اإلعمارِ وَلَو بِالْيَسِري؛ لِذَا لَن يُنقَص مِن رصيدِ عِلمكَ علمًا أودعتهُ فِي سبيلِ مَا سُخِّرتَ لِأَجْلِه ،فَقَط تَذَكَّرَ مَا يَلِي .. "الشمعة لَا تَخْسَرُ شيئاً إذَا تَمَّ اسْتِعْمَالِهَا إلِشْعال شَمْعِه أخرى" وليم شِكْسبِري
"مل أتوقع أن يأخذني ذاك الفصلُ يف غمرتهِ وكأنين كنتُ مع مسافريه" .صدرت تلك اجلملةُ من فمِ أواب واليت لفتَ هبا انتباه أخيهِ وأصدقاءهُ ولكن لعلمِهم بانشغاله بقراءةِ كتابٍ غريبٍ بلغةٍ أغرب ؛ ولغرابةِ تصرفهِ فهو أوابُ غريبُ الطباعِ يف أحاينيَ كثرية آثروا السكوتَ دون ان يسألوه عمّا كانَ يتحدث .كانَ الليلُ قد جَنّ ف أووا إىل مضاجعهم ،ولكنّ صديقَنا خاصمَ النومُ عينيه فلم جيد سبيلًا غريَ الغوصِ يف الفصلِ التايل مُشبِعًا فضوله ملا قد حيدثُ بعد رحلةٍ خاضها مع أبطالنا اإلثين عشر .وجدَ كباقي الفصولِ ورقةً قدميةً حتملُ كلماتٍ خُطّت منذُ زمنٍ بعيدٍ ؛لكن حتملُ بنيَ ثناياها حِكمٌ ودروسٌ وعظاتٌ هي أحبُ إىل قلبِ أوابِنا من جموهرات األرضِ وكنوزِها" .آالن سأبدأُ رحلةً خمتلفةً يف فصلٍ جديد ،أمتنى أن يكونَ مبثلِ روعةِ سابقيه" مجلةٌ أمتّ هبا أوابُ كالمهُ قبل ان يأسرهُ سحرُ الكلمات التالية .تودون لو تقرأون ما قرأ؟ هيا بنا حننُ أيضًا لنرى ما سَحرَ صديقنا وسلبَ عقله. "أنا البحرُ يف أحشائهِ الدّرُ كامنٌ ..فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي" تستمعُ إىل تلك املقطوعةِ يف املذياع قُبيل الغروب بساعةٍ أو أكثر .تراها جتلسُ ساكنةً ولكنك ال تدري مبا يعتملُ يف عقلها ،تتدفقُ الذكرياتُ واأليامُ كشالالتِ مياه عذبةٍ تروي الظمأ ولكن ذكرياهتا تروي شوقها الذي ال هنايةَ له.تُحدثُ نفسها وتتأمل كلماتِ تلكَ املقطوعة ،لطاملا كنتُ مثلَ اللغةِ العربيةِ كالبحرِ الذي ال هنايةَ له ،كلما غاصوا يفّ ازددتُ عُمقًا وازدادوا هم استفادةً وانبهار ،أنا هويةُ هذه املعانيِ وهي هوييت اليت ارتبطت دائمًا بإمسي ،حتى إذا ما ذُكِرَ امسي تبادرتَ إيلّ األذهانُ ،مل يكن هذا إال مثرةُ احتادِ أبنائي وإميانِهم ،إميانُهم باهلل وأنّه هو الذي ال يضيعُ سعي ساعٍ وال جمهودَ جمتهِد ،وإميانُهم بأنفسهم وقدراهتم ،واحتادِهم ،احتادهم الذي وهبين امسي ،االسم الذي صار رمزا وتارخيا " االحتاد املصري لطالب كلية الصيدلة " قطعَ هدوءها قدومَ شخصني أحدُمها تعرفه واألخرُ ليس كذلك فبدأ الشخصُ الذي تعرفُه حديثة :مل أركِ منذُ وقتٍ طويل ،أوحشتين يا مجعية. فردت عليه اجلمعيةُ ببالغِ السرورِ :وأنت كذلك أيها اجلنديُ البطل ،لطاملا كنتَ صديقي أليامٍ طوالٍ وكثريًا ما استمعت إىل حكايايّ ،وها أنت أصلحتَ من جنودي البواسل .سُعدتُ كثريًا لرؤيتك .ألن تُخربَني من هو رفيقُك؟ أجاهبا يف محاسٍ وفرحةٍ :إنّه أحدُ أقربائي التحقَ بكليةِ الصيدلةِ جبامعةِ دمن هور منذُ شهرٍ أو أقل ،وما زال يسمعُ ترديد امسكِ بني الكثريين حتى زاد فضولَه حولكِ فجاء يسألُين عنكِ ،ولكنّكِ خريُ
من يروي احلكايةِ فليسَ هناكَ شاهدٌ على بدايتكِ مثلَك مهما بلغَ من السنني يف خدمتك.ابتسمت يف حنوٍ قائلةً :إذًا فسيكونُ يل رفيقٌ جديدٌ وجنديٌ يف املستقبلِ القريب. دعت قريبه ليجلس وتتعرفَ إليه ثمّ مل يستطع أن يكتم شوقُه أو فضولُه حنوها فطلبَ منها يف أدبٍ أن حتكي له حكايتها اليت ال طاملا انتظر ان يعرفَها وان يكتشف حلَ ألغازها ،فقبِلتَ طلبهُ بعد أن أعدت لكليهما كوبنيَ من الشايِ بالنعناعِ ثمّ بدأتِ احلكاءةُ تقصُ عليه ما أراد. يف كلِ زمانٍ ومكان توجد للنجاح أيقونات ،رمزٌ يرى فيه الناس السعي واإلميان والوصول لألحالم ،وعيونُ الرائي ترى حسب حالته وقيمةِ ما هو فيه بالنسبةِ إليه ،قد ترى مَن ينظرُ بعنيِ االنبهار ،قد ينظرُ افتخارًا وحبًا ،يشعرُ وكأنه ينتمي بشكلٍ أو بآخر هلذا الرمز ،يرى يف الناجحِ جناحَه املستقبل ،يشبهُ الصعوباتِ اليت تواجهه بصعوباتٍ واجهت مثله األعلىٰ من قبلُ ويتعلم من أخطاءِ سابقيه كي ال تزلَ قدمه بعدَ حني، تزداد ثقتُه وقوته عندها ،فيمضي قُدُمًا حنو أحالمٍ ال تنفكُ تراوده. لطاملا كنتُ هذا الرمز ،ولطاملا كنتُ أولَ ما خيطرُ ببالِ طالبِ كلية الصيدلة جبامعة دمنهور حينما يُحدثُ أحدُهم عنِ النجاحِ و األمل ،يزدادُ حبهم يل يومًا بعد يوم ملا قدّموه يل من حبٍ وجهد ،وملا القوه من مكاسبَ يف شتى اجملاالت .يف إمسي متثل دائمًا معنى النجاحِ بعدَ التعب، ليالٍ من السهرِ واجلهدِ ،تفكري ،ختطيط ،علم ،استمرارية ،مثابرة ،تنفيذ ،تعاون وتكامل ،عقبات وبعد كلِ ذلك اجلهدِ يُتوجُ مسعانا بالنجاح، جناحٌ يكلل رحليت ،مسك ختام طريقي الطويل يف هناية كل عام. إنه عامُ ،2٠١7/2٠١6عامٌ جديد ،وإجنازاتٌ جديدة .ففي عامِنا املاضي حصلتُ على املركز الثالث كأفضل مجعية على مستوى االحتاد املصري لطالب كليات الصيدلة ،وكانت تلك سابقةً من نوعها ،وهو ما جعلَ أبنائي يشعرون باملسئولية للحفاظ على هذا املستوى من النجاحِ بل وزيادته" ،ليس الوصولُ إىل القمةِ صعبًا ولكن الصعوبةُ تكمنُ يف احملافظةِ على القمة" يدركُ أبنائي قيمة تلك اجلملة جيدًا كما ويعملون هبا متفاننيَ يف عملهم ،فما كان منهم إال أن اثبتوا أنّهم على قدرٍ عالٍ من املسئولية ،فقد متكن السيد صالح غامن من حتقيقِ االستفادة املرجوة من اكتمال عدد أعضاء هيئة املكتب التنفيذي ووجود ِ" " handoverكما و أسهمَ يف استكمال هذا النجاحِ عدمُ وجودِ أي استقاالتٍ
وكذلك اجليلُ القويُ الذي أنشأه السيد عمران يف السنة اليت سبقتها،كانت هذه العوامل نقاطَ قوةٍ منحتين االستقرار لعامٍ ملئٍ باالجنازات ،وها هو فصلٌ جديدٌ يذخرُ باإلجنازات اليت صنعت بيدِ أبنائي لعام .2٠١7/2٠١6 رأت يف عينيه ما يَحثُها على استكمالِ حديثِها واستكملت :و آالن سأحكي لك يا بينَ حكايةَ هذا العامِ باجنازاتِ جلنتِنا العريقةِ -جلنةُ الصحةِ العامة -واليت استكمل فيها السيد ياسر قدري جناحه الساحق يف العام السابقِ فأحلقه بنجاحاتٍ أخرى كان منها ما مل يُخطَط له يف بدايةِ السن ةِ ولكن القائد اجليدَ يعرفُ كيف يتصيدُ الفرص واالجنازاتِ كما يفعلُ الصيادُ املاهرُ بفريسته حتى و ان كانت صعبةَ املنال ،كما سبقَ و أخربتُك باالجنازات اليت حَفلَ هبا العام فإنه كان حلمالتِ التوعية اليت نظمتها جلنةُ الصحةِ العامة نصيبُ األسدِ منها ،وقد اشتملت على محالتٍ يفخرُ املرءُ بتعددها ،كانت بدايتنا يا صغريي متمثلةً يف محلةِ التوعية بأخطارِ مبرض السكري ،كاد جنودي أن يلمسوا السماءَ من فرطِ سعادهتم بتحقيقِ أهدافِ تلك احلملة ،مشلت تلك احلملةُ وسائل التواصل االجتماعي باختالفِها واليت حرصوا من خالهلا على نشرِ الوعي حتى يصلَ إىل أكربِ قدرٍ من الناس. أتُراهم يكتفون بذلك؟ بالطبعِ ال ف هم كالفرسانِ تزيدهم االنتصاراتُ حبًا يف استكمالِ فتوحاهتم ،فحرصوا على نشرِ الوعي بني مجيع طبقات اجملتمع وقد مت ذلك حتت إشراف السيد ياسر قدري.واستمرت تلك الرحلةُ املُثمرة ملدة ستةِ أيامٍ ،يعلمون ان "التعليمَ يف الصغر كالنقش على احلجر" لذا بدأوا بتوعيةِ األطفالِ يف املدارس أولًا ،ثم استكملوا محلتهم لتوعيةِ الشبابِ يف الدروس التعليميةِ والكبارِ يف األماكن ِالعامةِ ونادى دمنهور الرياضي وكان ذلك يف يومي الثاني والعاشر من ديسمرب لعامِ .2٠١6 ظهرت جمهوداتُ أبطالنا يف محلةٍ لتوعيةِ الناسِ بشكلٍ عام والشبابِ بشكلٍ خاص حول مرضِ اإليدز ،شرحوا للناسِ خطورته وأسبابه وكيفيةَ عالجه والوقاية منه ،وإميانًا منهم بضرورةِ تعليمِ الناسِ بكل ما يعلموه أو تعلّموه فقد قامت تلك احلملةُ على جانبني ،على شتى مواقعِ التواصل االجتماعي وعلى أرضِ الواقع مقرونةً بكلية الصيدلة.
توقفت متنهدةً ومبتسمةً ملا تراهُ من عالماتِ إعجابٍ مبا كانت تسرده منذُ قليل على وجه مُحدِّثها :ما يل أراك متعجبًا وهي البدايةُ ليس إال؟ ال تدركُ مدىٰ حبِهم يل ،أحبُ اطالقَ لقبَ جنودي على أعضاءِ اجلمعيةِ؛ ف مثلُ تلك االجنازات والتضحياتِ ال يقومُ هبا اال اجلنودُ البواسل. تراني أُكثرُ يف ذكر احلمالتِ وذاك لتعددِها وفخري بكلٍ منهم وما نتج من مثار .أسَمِعت يومًا بطلبةٍ يقومني حبملةٍ عن متالزمةِ داون؟ تلك هي حمطتنا القادمة يف حكايتنا ،أثرت هذه التوعية على اجملتمع أثرًا واضحًا لنشر ثقافة أنّ املصابني بتلك املتالزمةِ ما هم اال أصحاءُ حيتاجون إىل طريقةٍ خاصةٍ يف التعامل ،ولقد حققت احلملة هدفها عرب اإلنرتنت تشمل أمثلة ملرضى متالزمة داون و اجنازاهتم مرةً واهتموا أكثرَ بتوعية أفرادِ اجملتمع وذلك الحتمالية ان قد يكونُ منهم مَن ليس لديه فرصةٌ ليتعلم أبسط اإلرشادات يف التعاملِ معهم ،استمرت احلملةُ يا جنديَ املستقبلِ ثالثة أيامٍ على أرضِ الواقع يف أماكن شتى كالكلية وغريها من األماكن يف الرابعِ من مارسِ لعامِ .2٠١7 ففي يوم 2٠١7/٣/٣١كان أبنائي يشقون طريقهم إىل إحدى القرى تدعى قرية البسطرة إلكمالِ رحلتهم يف توعيةِ مجوعِ الناس. سعلت بشدةٍ ف أعطاها كوبًا من املاءِ قائلًا :يكيفكِ ما حكيتِه اليومَ تكملني يل يف يومٍ أخر .ف أتاهُ ردُها سريعًا :أتُراكَ يا بينّ تتوقفُ عن احلديث عندما يكونُ عن شخصٍ تُحبه؟ بالطبعِ ال ولكنّك تطيلُ احلديثَ عنه حماولًا إظهارَ حُبكَ له يف كلِ كلمةٍ تقولُها ،وكذلكَ أنا ،ال يكفيين احلديثُ طويلًا كان أم ال يف التعبريِ عن حيب هلم ،ضحّوا بالكثريِ من أجلي ،أعطوني خالصَ حبهم اقتطعوا يل من وقتهم -الذي ال بيُقدرُ بثمنٍ -الكثري ،مل يبخلوا عليّ جبهدٍ أو مال ،أفال يستحقُ ذلك أن أذكرهم وأشدوا مبا فعلوه من أجلي؟ ثم أكملت قائلةً :يف ذاك العام زاد صيتُ وباءٌ عُرِف بإلتهابِ الكبدِ الوبائي ،كعادتنا كلما ظهرَ مرضٌ جديدٌ اشتد ذُعرُنا منه حتى يأذن اهلل برحيله ،هذا ما حدثَ بني أفرادِ الشعبِ و كان لنا دورٌ كبريٌ يف هتدئةِ الوضع قليلًا يف نطاقِ تواجدِنا عن طريق محالتنا اليت تركت أثرًا عظيمًا وقويًا.كانت محلةً قويةً مشلت تسعةَ أيامٍ بدأها يوم افتتاحٍ للحملةِ و وتوجيهها باليوم اخلتامي وبينهما سبعةُ أيامٍ يف أماكنَ خمتلفةٍ و متنوعة. فقاطعها متسرعاً بتساؤل :أين ذهبتم يف كل تلك األيام؟
فأكملت حديثها جميبة :كان أوهلم صباح الثالثِ من مارسِ عامَ 2٠١7بقريةِ بسطرة و أكملنا مساءه يف نادي دمنهور الرياضي أما عن اليومِ الثاني شققنا طريقنا إىل مدرسةِ الراهبات ننشرُ الوعيَ بني األطفال ملا علِمنا من انتشاره بينهم خاصةً يف املدارس وبني األطفال ،آمنّا من قلوبنا بأمهيةِ هذا األمر اكملنا رحلتنا عربَ يومها الثالثِ يف مدرسةِ حتسني الصحة و الرابع يف مدرسة الصفوة و أما عن السادس فكان يف مدرسةِ زمزم وأيضاً السابع كان مبدرسةِ دمنهور للغات؛ وذلكَ لنقومَ بتوعيةِ أكربِ قدرٍ من طالبِ املدارس. قطعت حديثها حتى تكمل من جديدٍ قائلة :تتسائلُ ملَ مل أذكر اليوم اخلامس ولكنه كان خمتلفًا عن الباقني ،ف كانت وجهتُنا قد عادت إىل جممعنا العلمي. وأكملت مبتسمةً :حقاً كان اجنازًا عظيمًا أفخرُ به يف هذا العام ملا قد سبقنا ونشرنا فيه منمعلوماتٍ سامهت يف تشكيل الوعي عنه بشكلٍ مُرضٍ. فسأهلا مرةً أُخرى :لقد أخذت هذه احلمالتُ وقتًا كبريًا من العامِ فهل استطعتم إجيادَ وقتٍ حلمالتٍ أخرى؟ فضحكت ضحكة حتملُ فخرًا متوقعةً ذاك السؤال و أكملت :بعد مرورِ بضعةِ أشهرٍ من هذه احلملة بدأت محلتُنا ألمراضِ الكُلى ومل تكن أقلَ قيمةً من مثيالتِها يف هذا العام ،وكانت تشملُ يومني على أرض الواقع و مها السادسُ والسابعُ من يوليو لعامِ ألفنيَ وسبعةَ عشر وكان مقرُها نادي دمنهور الرياضي و استكملناها بيومٍ ثانٍ بقرية بسطرة و حنمدُ اهلل على ما حققناه. فعقب متسائالً :االهتمامُ باألمراضِ اجلسديةِ شيءٌ عظيم ولكن هناك من األمراض ما ليس جسديًا بل قد يكونُ عقليًا و تنتشر يف اجملتمعِ خبطرٍ كما انتشارُ النار يف اهلشيم ،فهل كان لنا دورٌ يف هذا النوعِ من التوعية؟ ردت :سؤالٌ جيد يا بين و كنت أنتظره ،نعم أنت حمق و لذلك بدأنا يف أواخر ِالشهرِ السابعِ من العامِ بنشرِ حقائقَ توعويةٍ عن املرأةِ و دورِها يف اجملتمع و حماربةَ العنفِ ضد املرأة ،فبدأنا ذلك عن طريقِ شبكاتِ التواصلِ االجتماعي ومن ثَمَّ إىل اجملتمعِ مباشرً خاللَ يومني أحدهم يف نادي دمنهور الرياضي و اآلخرُ يف قرية بسطرة و كان ذاك هو اخلتام يف يوم 2٠١7/7/2١و قد بلغت سعادتُنا عنانَ السماءِ ملا أسهمنا فيه من تشكيلٍ للوعي لتقدير املرأة و إعطائِها حقوقَها ولو كان هبذا الدورِ البسيط .
ابتسم ثمّ قال :دائمًا ما كنتُ أمسع من أمي وأرى على التلفازِ من القصصِ الكثري ممن يتحدثونَ عن معاناةِ املرأة وما تالقيه من عنفٍ وقهرٍ وغريها ،كنتُ أتساؤل حينها ملَ ملْ أرى من يُدافعُ عن أبسطِ حقوقها .أرى يف وجهِك نظرةَ تعجبٍ ولكنّي دائمًا ما كنتُ أُقدسُ دورَ املرأة مؤمنًا بأهنا مظهرٌ من مظاهرِ رمحةِ اهلل على األرض .و اآلن أنا أشعرُ بالفخرِ لوجودِ مؤسسةٍ تشبهُك تسعى لفعلِ اخلريِ واحلثِ عليه .تلك فُرصٌ لطاملا متنيتُ لو حظيتُ مبثلِها .ابتسمت ثمّ قالت :وبذكرِ الفرصةِ ،فيبدو أنّه يوجدُ الكثريُ كما يف جلنةِ الصحةِ العامةِ حيثُ ميكننا املشاركةُ بفاعليةِ يف حدثٍ واثنني بل و ثالثةٍ أيضًا وذلك عملًا مبقولةِ "الفرصةُ مترُ مرَّ السحابِ ،فانتهزوا فرصَ اخلري". لنبدأ مع احتفالياتِ األيامِ العامليةِ اليت ال تقلُ أمهيةً عن باقى األحداث. "الدالُ على اخلريِ كفاعله" شعارُنا الدائم الذي كنا نعملُ به ،ومن هنا أتى دورُنا يف الداللةِ على بعضِ األمراضِ التى نُحاربُها دائمًا فهي كالسوس الذي ينخرُ يف جسدِ اجملتمعِ ال يُرى ولكنّ أثرهُ ال يزال يفسدُ يف اجملتمع .تواجهنا مع تلك األمراضِ اليت ال نوليها االهتمام الكافى مثلَ السلِ والسمنةِ و ذلك اعتمادًا ملقولةِ أنّ "العقل السليم ف اجلسم السليم" فقد اهتممنا بيومِ الغذاءِ العاملي وغسلِ اليدين ،ودورنا مل يقتصر على هذا فقط بل أخذنا خطوةً متقدمةً للتوعيةِ على أرضِ الواقعِ عن مرضِ السرطانِ وصحةِ الفم .هل تظنُنا اكتفينا هبذا فقط؟ أبدًا فنحنُ نشاركُ سنويًا يف محلةِ التربعِ بالدمِ اليت بصددها ترى شجاعةَ املصريني والتكاتفِ جنبًا إىل جنبٍ إلنقاذِ بعضنا البعض. "قطرة دماء تنق ذ حياة" .ليست واحدةً فقط ،بل يف قطرةِ الدماءِ تنقذُ حيواتٍ عديدةٍ وتبتهجُ أسرهم أيضًا؛ لذا فقد اجتحنا الشوارعَ والنوادي والقرى منادين بأمهيةِ التربعِ بالدمِ وحتقيقِ االكتفاءِ الذاتي. "وصولُ مصرَ لالكتفاءِ الذاتي من الدم" حلمٌ ولكنّه لن يبقى مستحيلًا.
وألنّ اخلريَ ليس ماديًا وليس معنويًا فقط ،و لكنّه قد يكونُ على هيئةِ ابتساماتٍ تصنعها على وجوه األبرياءِ األنقياءِ وهم األطفالُ األحباء. فقد شاركنا يف احتفاليةِ يومِ اليتيمِ ،وهي احتفاليةٌ ال تتطلبُ سوى املسامهةِ يف رسمِ فرحةٍ على وجوهِ األطفال. أدركُ أنّ أهدايف كجمعيةٍ جيبُ أن تتضمن الطالب الصيديل ،عليّ أن أمهدَ له الطرق ،أن أجعلها واضحةً؛ ليختار منها ما يُناسبه .لذا فكان من رؤيةِ جلنةِ التطوير املهين أن تأخذ بيد الطالب الصيديل؛ لرتشده يف طريقه ،هتتمُ به و تعرِّفُه بكافةِ جماالتِ الصيدلةِ و تأهيلِه لسوق العمل ولكنّها ال تقتصرُ على ذلك أيضًا. طوّق مُحدثُها يديه حول ركبتيه و رفعَ ناظريه إىل السماءِ متأملًا للحظات ،ثم التفت إليها ،تعتلي وجهَه الكثريُ من التساؤالت. قال :حدثيين أكثر َعن جلنةِ التطويرِ املهين فقد مسعتُ عنها الكثري ،عن مشاريعِكم هلذه السنة مثلًا ،أفكارِكم ،فعالية األحداث ،و نتائج ذلك. ابتسمت قائلةً :لطاملا أهبرني محاسُ الشبابِ مثلك ،يف ذاك العامِ قررنا ألولِ مرةٍ القيامَ مبشروع ٍ طويلِ األمد كحدثٍ إضايفٍ للجنة ،أذكر أنّه تضمّنَ جمموعةً واسعةً من الزيارات للصيدليات يف شتى أحناءِ احملافظة ،كما متّ إنشاءُ أول نادٍ للجنة و أطلق عليه " ،"PD clubsكنت سعادتي ال توصفُ مبشاركةِ أوالدي و محاسِهم ،و جتمعهم سويًا يف النادي جبلساتِهم الثالث ،و نقاشهمِ مبواضيعَ خمتلفةٍ و وجود فرص متعددة لتبادلِ أفكارهم. تنهدت اجلمعيةُ ثم أردفَ ت :من املشاريعِ املفضلة ِلدي يف تلك السنة "مشروعُ إرشادِ املرضى" .كم شعرتُ بالسعادةِ و أوالدي يقدمون مشروعًا عن كيفية أن تكونَ صيدليًا حقيقيًا و كيفيةِ التعاملِ مع املرضى و مساعدهتم ،و قد كان اليومُ األول من التوعيةِ باملركز التعليمي و مدرسةِ املنارة املو افقُ للثالثنيَ من نوفمرب ،و اليوم الثاني مبدرسةِ احلسن و احلسني و نادي دمنهور الرياضي و شارعِ عرابي و سوقِ ملوخية وافقَ الرابع من ديسمرب ،مل أُخربكَ عن استمرارِ مسابقةٍ هلذا املشروع إلضافةِ القليلِ من احلماسِ للمشروع و ولِنتأكدَ من وصولِ هدفه ،و أمتنى من أعماقي أن يكونَ هدفُ املشروعِ قد حتقق.
نظر إىل السماء قائلًا :أتعلمني؟ بعضُ النجمات ِالساطعة يف هذه السماءِ رمبا قد احرتقت منذ زمنٍ بعيد ،و رغمَ ذلك ال نزالُ نرى بريقها ويرشدنا حتى اليوم ،هكذا أنتِ ،سامهتِ بأكثرَ من محلة ِتوعيةٍ ألجلِ األفراد ،و انتهت احلمالتُ ،لكنّ أثرَها باقٍ يرشدُ الناسَ إىل اليوم. ابتسمت متذكرةً قول أوالدها "منضي ويبقى األثر" ثم نظرت إىل النجومِ و هي تشعر بأهنا إحدى جنمات هذا الكون. استطرد قائلًا :ألن تكملي؟ أفاقت من شرودها على صوته :آه ...بلى بالطبع ،لقد شردتُ قليلًا فحسب ،دعين أحدثُك عن مشروعِ املهاراتِ اإلكلينيكية ،هذا املشروع ُبأحداثه كان كالتاجِ على رأسِ اللجنة ،بذلَ فيه مجيع األعضاء ما استطاعوا من جهد ،حتى أنّ السيدة نغم طارق مسئولةُ جلنة التطوير املهين أقرّت بإنّ هذا املشروع هو أصعبُ ما قامت به يف اجلمعية... قاطعها متسائلًا :هل كان التنظيمُ صعبًا إىل هذا احلد؟ أجابت :حسنًا ،أجل ،كان من املتوقعِ أن عدد املشاركني سيكون قليلًا بسبب ضغطِ امتحاناتِ الفصل الدراسي الثاني،ولكن وعلى عكس املتوقعِ كان عدد املشاركني كبريًا احلمد هلل ،و أيضًا تعلّم األعضاءُ إثر تنظيم هذا املشروع العملَ حتت الضغطِ و إدارةَ الوقتِ و التعاونَ مع اآلخرين إلهناء املشروعِ بشكل صحيح. قال متحمسًا :إذا ما هو الغرض هذا املشروع؟ أجابت :كان غرضُه األولُ هو إعدادُ صيديلٍ مؤهلٍ للمجتمع ،حيث اشتمل على حماضراتٍ متَّ إلقاؤها بنقابةِ الصيادلةِ للبحرية يومي السبت املوافق للثامن من إبريل و األحد املوافق للتاسع من إبريل. باإلضافة أنّ أحدَ اآلثارِ العظيمةِ له -حسب قول مسئول اللجنة-توفرُ الفرصةِ لشرحِ املعنى احلقيقي للجنةِ بدقة ،و فوق ذلك طبعًا متَّ تنظيمُ مسابقةِ املشروع يوم السبت املوافق للثاني و العشرين من إبريل.
توقفت قليلًا تستجمع قواها ثم نظرت إليه مُعقبةً :ما يل أراك مندهشًا فلمَ العجب؟ أعلم يا صديقي أنّ هليبَ جلنةِ التطوير ِاملهينّ بعهدي كان األكثر وميضًا ،فلم يُرتَك جمالٌ وال حملٌ له عالقةٌ مبهنةِ الصيديل األفضل إال ومت تناوله فدعين أكمل لك ،دائمًا ما كان شعارنا هو التوعيةُ بأمهية كلِ أفرادِ اجملتمع وبيان دورهِ وكيف نتعاملُ معهُ بشكل سليم كما قُلتُ لك عن محالتِنا السابقة ،وألنّ هذه اللجنةُ تعين بالصيديل يف املقامِ األولِ ،لذا ف قمنا بالتوعيةِ مبهنةِ الصيديل وهو ما يعتربُ مشروعًا ثابتًا بكافةِ سنواتِ اجلمعيةِ بأربعةِ أماكن َمشلت مدرسةَ املنارةِ للغات ومستشفى الراعى الصاحل و قريةَ بسطرة ونادي دمنهورَ الرياضي ،وكانت من السوابقِ املمتعةِ والغريبةِ يف آنٍ واحدٍ هو التعاونُ مع احتاد كليةِ الصيدلة جبامعة فاروس باليومِ الثالثِ من فعالياتِ املشروع ،وهذا من دواعِ فخري كوني الكيانُ احلاوي هلذه األحداث. سأهلا يف استحياءٍ كأنّ سؤاله سيجلبُ له املتاعبَ ولكنّه مل يكن على درايةٍ بطبيعةِ مُحدّثَته :حديثُك كالنهرِ العذبِ يروي الظمأ ولكنّي أتسائلُ أمل مترّواباختالفاتٍ وخالفاتٍ كما يف سائرِ أحوالِ الدنيا؟ أجابت :أتعلم يا صديق ما الشيء الثابت األركان الذي مل يكن يومًا عليه اختالف؟ اجلانب اإلنساني يا عزيزي ،فلطاملا آمنّا بأنّ تعزيزَ املفهومِ اإلنساني لدينا هو ما يعينُنا على إكمالِ املسري ،وهو ما فعلَه أيضًا أعضاءُ اجلمعيةِ بعهدي مبستشفى "تيدي بري" فكانت الفرحةُ غرضَهم و متّ ذلك يف يومني كانا من أروعِ ما شَهِدتُ من أحداث. دعين أيضًا أحدثُكَ عن الزياراتِ العلمية اليت شكلت جانبًا علميًا كبريًا يتيحُ النظرَ من خاللِ عدسةٍ أقرب للواقع ،فقد كان مشروعًا طويلَ املدى مت تنفيذُه يف أربعةِ أيام تتضمنُ أماكنَ عدةً منها شارع عرابي بدمنهور وصيدليات أبو محص واحملمودية وأخريًا مبركز إيتاي البارود، وكانت هذه الفرتة ما بني شهري فرباير و يوليو لعامِ ألفني وسبعةَ عشر.
يقول اإلمام علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه "دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر ...وَ تزعم أنك جرمٌ صغري ،وفيك انطوى العاملُ األكربُ" ،ليس اإلنسانُ مُجرّد فِكرةٍ يعيش بِضعَ سنني وينتهي أثره ،معنىٰ كلمة اإلنسان يف احلياة تُمثِل الكثري ،واإلنسان الذي يُحب أن حتيا ذكراه لألبد هو مَن يسعى لرتك أثرٍ ال ميوت. أرادت ان ختتمَ هذه الزيارة باحلديث عن أخرِ جمالٍ هلذا اليوم فقد شارفت صالةُ العشاء على اإلقامةِ حتى ال تفوتهُ الصالة ،فأسرعت تُخربه :ما تسعى إليه مُنظمتنا العريقةُ هو أن يبقىٰ أثرُنا الطيب ،مُنظمتنا تسعىٰ لرتكِ كلِ مجيلٍ ومازالت مُستمرة ،استكملنا هدفنا يف التوعيةِ عن أمهيةِ جمالِ الصيدلة خاصتنا ،و كان ذلك من خاللِ إظهار صورهِ على أكملِ وجهٍ من خاللِ نادي التطوير املهين عامَ 2٠١7حيثُ متّ مُناقشة جمال ِالصيدلةِ ومشاركةِ اخلربات خالل ثالثِ جلساتٍ يف نادي دمنهور الرياضي. كان اليومُ األولُ هو 2٠١7/7/٨حيث متت مُناقشة جمالِ الصيدلة العامة ،واألدويةِ بدون روشتة باإلضافةِ إىل التدريبِ وإرشادِ املرضى. بعدها تناقشنا يف اليومِ الثاني يف كيفية إعطاءِ احلُقن والتحاليل وقياس ضغط الدم .وكان ختامُها التعاونُ مع جلنةِ التبادلِ الطُالبي ملُناقشة احلاالتِ الطبية وباقي فريق العمل .أخذت نفسًا عميقًا ثم أكملت :توعية الناس دائمًا هي وجهتُنا األوىل لذا أطلقنا حَملةَ احلدِّ مِن استخدام األدويةِ واستبداهلا باألعشابِ الطبية ومتت هذه احلملةُ بطُرقٍ مُتنوعة باإلضافة إىل عرضِ منشوراتٍ للتوعيةِ على صفحتنا بأحدِ مواقعِ التواصل االجتماعي ومنشوراتٍ عن األعشابِ وكيفية االستفادة منها وطبيعتها؛ فمثلًا قُمنا بعرضِ منشورٍ عن النعناع وفوائدِه واستخدامِه يف الطب البديل لتهدئةِ آالمِ وتقلصاتِ املعدة والتغلبِ على احلموضة وانتفاخ البطن ،ويستخدمُ أيضًا يف هتدئةِ السعالِ وطرد البلغم كما أنّ رائحته تساعد على حتفيف االكتئاب الحتوائه على السريتونني ،وأيضًا نُصح بعدم تناول منقوع النعناع يوميًا حتى ال يُذيب األغشية املُخاطية ويسبب السعال .أطلقنا منشورًا آخرًا بعنوان الكركديه حيثُ ذكرنا فيه ما حيتويه من أمالحِ أوكساالت الكالسيوم وفيتامني سي ومادة anthocyanineوهي صبغةٌ مضادةٌ لألكسدة ومُكسبةٌ للون األمحر ،كما حيتوي الكركديه على .flavonoidsوبتلك املنشورات ختمنا محلَتَنا للحدِ من انتشار استخدامِ األدوية الذي أصبح يف سهولةِ شُربِ املاءِ دون النظرِ ملا سببه ذلكِ من خطورةٍ و أمراضٍ عجزَ عن عالجها الكثريُ من األطباء.
أهنت حديثها مودعةً إياه وهو يعدُها بزيارةٍ قريبةٍ لريوي ظمأ فضوله. بعدها بيومني.. قبيل الغروبِ بوقتٍ قليلٍ وفّى صديقُنا بوعدِه للجمعيةِ إذ عاد إليه مُتأهبًا منصتًا لكل ما ستقوله رحبت به وأعد مشروبًا ساخنًا ويف نفس الشرفةِ اليت حكت له فيها الكثري اختذت جملسها لتسرد احلكايةُ ملكةُ الغواية. ولّت نظرها للنافذةِ متأملةً الغروب هبدوء يُظهرُ على وجهها احلنني ثم ما لبثت إىل ان أكمَلَت ما بدأتهُ من روايةِ الذكريات :آهٍ يا فتى ،ذكّرتَين ببيت ِ شعرٍ أحبُه "تُسائلُين مَن أنتَ وهي عليمةٌ..وهل بفتى مثلي على حالِه نكر ُ" نعم عزيزي كانَ عامُنا هذا عامَ جمديَ األول ،هنا يا فتاي بدأ حصاني األسودُ اجلامحُ يشقُ طريقًا للمقدمة بني صفوفِ اجلمعياتِ تاركًا ملَن يأتي من جنودُ مكانةً عظيمةً مل حيظَ مبثلِها أحد . تعرفُ أنّي أؤمنُ بأبديةِ التعلم ،فهي -يف نظري -كنَفَسِ املرء ،متى توقفَ عن التعلمِ أصبحَ جثة ً هامدةً ال روح فيها وال أمل؛ لذلك أمحلُ يف طياتِ حكاياتي عن جلنةٍ كاملةٍ حتت هذا املسمى جلنةُ التعليمِ املستمر .أقرتب دعين أقصُ عليك أهمَ تطبيقٍ ملبادئ تلك اللجنة .أظنُك مسعتَ عن مؤمترِنا الذي نقومُ به كلَ عامٍ وهو (خطوة على الطريق)! نعم ،هو خطوتي حنو طالبِ صيدلةٍ أفضل .العامُ الثاني تواليًا ليستضيفه أبنائي قائمني َبكلِ ما جيعلُه أكثرَ متيّزًا .بدأت التحضرياتُ ببعض ِ الورش التدريبية تشملُ إدارةَ األزماتِ وورشٌ عن التنظيم وحلِّ املشكالت وكانت -يا عزيزي -أيامٌ أسعدت اجلميع .نأتي إىل أيامِ احلدثِ األربع اقرتب أكثر ألعرضَ عليك بعضَ الصور. هنا ترى خليةَ حنلٍ تعمل ،ترى تناغمًا وحرصًا وترحابًا جعلَ ختامها مليئًا بالشغف ،لن أنسى ما حييتُ تلكَ املسرحيةَ اليت أداها لنا مشاركو املؤمترِ كنوعٍ من أنواعِ اإلمتنانِ حلسنِ الضيافة. حينها أدركتُ ان مَن جيمعُهم الشغفُ لن يفرتقوا أبد الدهر.
"منذُ قديمِ الزمانِ و فطرةُ اإلنسانِ األزليةُ لالستمراريةِ تطارده بني احلنيِ واآلخر ،وستظل هكذا مدى احلياة ،سيظلُ حياولُ ويتعلم ويبحث وراء كلِ ما هو جديدٍ ويسعى ملعرفةِ املزيدِ واملزيد " استكملت قائلة" :كان ألبطالنا مكانًا فى حتقيقِ هذه الفطرةِ حيثُ أنّهم قاموا بعملِ مشروعٍ أطلقوا عليه اسم " اجملتمعِ الصيديل امللكي" فقد بدأت أوىل خطواتِ هذا املشروعِ فى كليةِ الصيدلة جامعةِ دمنهور حيث بدأ أبطالنا يتحدثون مع الطالبِ عن مدى أمهيةِ هذا املشروع وأمهيةِ جمالِ الصيدلةِ بشكلٍ عام ،وبعد ذلك حان وقتُ ورشِ العملِ للتطبيقِ العملي على ما متّ اإلعالنُ عنه مسبقًا بني الطالب واالستفاضةِ أكثر وأكثر فى هذه اجملاالت. كان هلذا املشروعِ دورٌ بارز ٌوفعالٌ يف تعليمِ الطالبِ الكثري عن مهنةِ الصيدلةِ وجتعلُ الطالب على درايةٍ وأكثرَ تعمقًا حول اجملاالتِ الغريَ مألوفةٍ يف هذا اجملاِل العظيمِ امللئ بغري املألوفِ واملمتعِ.وقد حاز املشروعُ على إقبال العديد ،وكالعادةِ وضعَ أبطالُنا بصمةَ إجيابية جديدةً فى عقول الطالب وجعلهم أكثر وعيًا بدورهم اهلامِ للغاية. ما دمتَ تتطورُ ستظلُ حيًا ،من منطلقِ هذه احلروفِ اجملتمعةِ سويًا وتتشكل على هيئةِ مجلةٍ تدوى صداها دومًا فى عقولِنا ،انطلقَ أبطالنا بأحدِ مشاريعِهم اليت تدورُ حولَ البحثِ العلمي .قدموا مشروعَ " ثالثةُ أبعادٍ للمشروعِ العلمي" وهو مشروعٌ يتمحورُ هدفُه حولَ إيصالِ فكرةِ البحثِ العلمي وتشجيعِ الكثريِ من الطالبِ على إختاذِ البحثِ العلمي طريقًا هلم فيما بعد ،فتكوّن هذا املشروعُ من حماضرتني ألقاها متخصصونَ فى البحثِ العلمي. ومل يقف أبطالنا عندَ هذه املرحلةِ بل زودوا هذا املشروعَ بورشةِ عملٍ جلعلِ الطالبِ يطبقون ما استمعوا إليه يف احملاضراتِ .وبعد االنتهاءِ من احملاضراتِ والورشة تُوِجَ هذا املشروعُ مبسابقةٍ لفتحِ بابِ التشجيعِ للطالبِ يف أخذِ خطوةٍ ولو بسيطةٍ فى هذا اجملال ،فمجالُ البحثِ العلمي ال حدودَ له و قد وضع أبطالنا هدفًا أمامهم وهو تطويرُ البحثِ العلمي وتشجيعُ املزيدِ على خوضِ هذه التجربةِ والتقدمِ يف هذا اجملالِ املمتع.
يف حلظةٍ اشتمّ كلٌ منهما رائحةَ سجائرَ حتيطُ باملكانِ ف سعلَ صديقنا قائلًا :أكره رائحة السجائر؛ فهي تصيبين باالختناقِ وأخافُ أن يغمى عليّ فقد حدث هذا من قبل .ضحكت اجلمعيةُ ثمّ سعلت أيضًا وأضافت :ال تقلق إذا أصبتَ بإغماءةٍ سأقومُ ببعضِ اإلسعافاتِ األوليةِ ألجلك. التفتت إليها متسائلًا :وهل تستطيعني؟ ردت اجلمعية :يبدو أنّك تنسى أنّين مجعيةُ االحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة ،بالطبعِ أستطيع ،ما زلتُ أذكرها من كورسِ اإلسعافاتِ األوليةِ الذي أقامه األعضاءُ عامَ .2٠١7 يف ذلك العامِ ،كانت الصفوفُ عن النزيفِ واجلروحِ وضربات الشمسِ ،وكان لتتنفسِ دورٌ أيضًا يف إحدى دروسنا عن اإلسعافاتِ األولية. رد مندهشًا :واو ،وهل استطعتم فعلَ هذا وحدَكم؟ أجابت اجلمعية :ال يا بين ،بالطبع ال ،وان كنا نستطيعُ فنحنُ نفضلُ االستعانة باملتخصصني ،أُقيمت الصفوفُ بوحدةِ تدريبٍ لكليةِ التمريضِ باالستعانةِ باألطباءِ واملمرضني .كانَ من أهمِ أولوياتنا تقديمُ املعلومةِ الصحيحةِ من الشخصِ الصحيحِ وبالشكلِ الصحيح ،باإلضافةِ إىل تدريبِ األفرادِ على املهاراتِ الالزمةِ للتعرف عليها وتقدميها أوالً ،وتقديمِ الرعايةِ للمصابنيَ واألمراضِ املفاجئةِ حتى املتقدمةِ منها.وبذلك انتهى هذا احلدثُ العظيمُ بنجاحٍ كبريٍ فهل ما زال لديكَ شكٌ يف قدراتي؟ أجاهبا ضاحكًا :مل ولن أشكِكَ بكِ مرةً أخرى. استأذنتهُ لدقيقتني لتأتي بشيءٍ مل يدرك حقيقته ،ولكنّه سرعانَ ما نظر إليها مندهشًا ملا حتملُه بنيَ يديها .وجدها حتملُ صورة لالفتةٍ ونقوشٍ مل يرى مثلها من قبلُ ،لكنّها كانت أسرعَ منه إذ أجابت سؤالهُ الذي مل يُنطق قائلةً " :بطل مدينة جوثام" ،الفتة عمالقة أليس كذلك؟! الفتةٌ غريبةٌ وعنوانٌ أغرب. أنظر يف الصورةِ اليت أمحلُها إىل تلكَ النقوشِ الرائعةِ التى ُخُطت هبا وأنظر إىل أقصى اليمنيِ هناك ،تعرفُ الكثريَ من تلك األمساءِ اليت ُخطت. تتكلمُ عن القدوةِ الناجحة .كيف لك أن تكونَ منوذجًا مثاليًا أو قدوةً صاحلةً لغريك؟ كان هذا عنوانُ حدثنا التايل والذي متّ على مواقعِ
التواصلِ االجتماعي .كان مبثابةِ تنبيهٍ للناس كيف أن يكونوا صاحلني مُصلحني مفيدينَ لغريِهم .متثّل هذا احلدثُ يف حتدٍ للناس كيف أن يكونوا أفضلَ حماولني التخلي عن صفاهتم اليت ال تناسبُ كونَهم صاحلني .وشاركَ فيه الكثريُ والكثري وقد القى استحسانًا من الغرباءِ قبل األقرباء. "فما حنن يف الدارِ إال ضيوفٌ ..وكلٌّ سيمضي ويبقى األثَر".. أكملت حديثها قائلةً :مازال تيارُنا EPSFيفيضُ خبرياته و مبعيةِ اللّٰهِ لن يتوقف ،مِن ضِمن اللجان املُهمة يف مُنظمتِنا كانت جلنةُ العالقاتِ الداخلية؛ حيثُ كانت مُهمتُنا يف اللجنةِ تشملُ تطويرَ األعضاء ،االهتمامِ بفريقِ التمكني ،نظام املُتابعةِ وأساليبها ،بُقعة نورٍ ،باإلضافةِ إىل مشروعِ ضمانِ العقلية الذي متّ بنقابةِ صيادلةِ البحرية يف الرابعِ من مايو عامَ ،2٠١7حيثُ قُمنا بـتعديلِ الئحةِ مكتبِ اإلحتادِ املصري لطلبة كليةِ الصيدلة جبامعةِ دمنهور ،مُحاكاة اجلمعيةِ العموميةِ ،أمتمنا أيضًا عمل كتابِ إجنازاتِ اإلحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة جبامعة دمنهور، واألهم من ذلك أنه مت إنشاء أولِ حدثٍ عرب اإلنرتنت عن مهمةِ األمنيِ العام "آدابُ األمنيِ العام ،وهو من املناصبِ اإلداريةِ يف اجلمعيةِ والذي خيُص مسؤوليته بالرمسية والـواجهة للجمعية ،حيث متّ هذا احلدثُ هبدفِ التعزيزِ من منصب األمني العام وتفاصيل ما يقوم به ومن مهامه: جتميع التاريخ وتدوين مجيع األحداث وغريها من املهام. وهذا احلدث كان لديه جوانب من الفائدة على املستوى الشخصي حيث ترك بصماتًا يف كل من حضره. مسعت عن جلنةِ األمني العامِ ف متى يأتي دورُها؟ سأهلا فجأةً ،فأجابت :مبا أنّك سألت فسوف أحدثُك عنها اآلن. " العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيده ،فَقَيد صيودَك باحلبالِ الوثيقة" كانت تلك اجلملةُ هي جوهرُ عملِ مهامِ السكرتري العام ،كتوثيقِ األحداثِ اهلامةِ واليت حتملُ قيمَ العلمِ واملسئولية .ولعل أبرزَ عملٍ جتلت فيه موهبةُ األمني العامِ هو عملُ كتابِ إجنازاتٍ ملكتب اإلحتادِ املصري لطالبِ كليةِ الصيدلةِ جبامعةِ دمنهور .وكذلك ملع يف مسائي يف هذا العامِ جنمُ األمنيِ العام ،وذلك من خاللِ أولِ حدثٍ عن طريق اإلنرتنت يتناولُ كل اجلوانبِ عن مهامِ األمنيِ العام بعنوانِ " آدابُ األمنيِ العام" ،وقاموا
بشيءٍ مل يقم به أحدٌ قبلُهم وهو عملُ حماكاةٍ للجمعيةِ العمومية ،ومهدَت كلُ هذه األعمالِ جمتمعةً الطريقَ استحقاقنا لقبَ أفضلِ أمنيٍ عامٍ يف اإلحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة جبامعة دمنهور لعامِ. 2٠١7/2٠١6 قال هلا :أعلمُ ان حديثَكِ شيقٌ جدًا ،ممتلئٌ بإجنازاتٍ ال يسعُها عقل بل تكادُ تذهبه لكثرهتا وأمهيتِها اليت ال غنى عنها ،ولكن كلُ ذلك كان مهتمًا جبانبِ التعليم وزيادة الوعي فقط أمل يكن هنالك من نشاطٍ أو جلنة تفيدُ الطالبَ أنفسَهم؟ فردت :أشكرُك لكلم اتك الطيبة ولكنين مل أفهمْ قصدك .فسأهلا :أريدُ ان أعرف ملَ ملْ تذكري يل اهتمامكم باملواهب وخصوصًا ان كان هناكَ مثلُ هذا العددِ فال بُدَ من مواهب مدفونةٍ ككنوزٍ يف أعماق البحار ،أكان اهتمامكم منصبَّاً على احلمالت اخلارجية والتوعيةِ فقط دون النظرِ إىل املواهب؟! ضحكت كثريًا حتى أدمعت عينيها ثم اعتذرت منه لرد فعلِها الغريب مُربرةً :آسفةٌ على هذا ولكنّي ظننتُ أنّك بِتَ تعرفُ طبيعيت ،سأذكركَ هبا مرةً أخرى وهي أنّ صاحب املنفعةِ األوىل ال بُدَّ من أن يكون الصيديل وخباصةٍ جنودي البواسل. أما اآلن ف سأجيبُك عن سؤالك ب نعم،كنتُ سأحدثُكَ عن جلنة التنظيم اآلن وما قدمته من نشاطاتٍ يف هذا العام .تعملُ يف اخلفاءِ ولكنّها من اللجان املُهمة أيضًا يف اجلمعية حيث مت هبا عمل أول ورشةِ رسمٍ للمواهب هبدفِ تعزيزِ املواهب واستكشافها وسُميت بـ "ورشةِ الرسم" اليت أُقيمت بنادي دمنهور اإلجتماعي يف السادس عشرَ من أبريل عام ، 2٠١7باإلضافةِ إىل عمل جلنةِ املواهب الفرعية ،كُل هذه اللجان مبثابةِ إنطالقة جيدةٍ يف حق اجلمعية .وكان ذلك اجنازًا بالنسبة للجنةٍ ال يستشعرُ الكثريُ قيمتُها رغم ما هلا من أدوارٍ عدة ولكن كما قلت لك تعملُ يف اخلفاء. وبعد برهةٍ من الوقتِ بدأت اجلمعيةُ استكمالَ حديثها قائلةً :وها قد وصلنا للجنةِ التبادلِ الطالبي. فسأهلا :أهذه املسؤولةُ عن سفرِ الطالب ؟
فأجابت مؤيدةً :أجل هى ،كانت من اللجانِ اجلديدةِ يف وقتها وانطلقنا يف رحلتِنا فيها بالرتويجِ لربنامجِ التبادلِ الطالبي على أرضِ كليتنا وكان ذلك يف السادسِ عشرِ أكتوبر لعامِ 2٠١6وكانت اخلطوةُ األوىل يف تشجيعِ الطالبِ على كسرِ قيودِ اخلوفِ و البدء يف هذه املغامرةِ و التقدمِ فيها و تشجيعاً منّا و حماولةً لتهيئتهم قمنا بعملِ نادٍ للغةِ اإلجنليزية وكان صاحب الصدى األقوى حينها لتشجيعِ الطلبةِ على التحدثِ باللغة اإلجنليزية بال حرجٍ و حماولةِ حتسنيَ استخدامِ اللغة ،فقمنا به يف هذا العامِ سبعَ مرات كانت أولُها يف نقابة صيادلة البحرية يف الثامنِ من ديسمرب عام 2٠١6وهكذا اليومُ الثاني فالثالث بنفسِ املقرِ و بعد فرتةٍ من تزايدِ األعدادِ و اإلقبالِ عليها اجتهنا ملكانٍ أكربَ وكان ذلك بنادي دمنهورَ الرياضي باحلادي عشر من مارسِ لعام ٠١72وكذلكَ اليومُ اخلامسُ و لكن فيما بعد قررنا العودةَ ملوطننا األصلي وهو النقابةُ يف اليومني اخلتاميني. ثمّ بدأ ذلك احلدثُ الذي كثريًا ما أظنّهُ ذا األثرِ األكربِ يف إتقاهنم للغةِ اإلجنليزية ،حيثُ بدأ املوضوعُ بفكرةِ كيفَ ميكنُ لنا حتسنيَ نطقِ كلماتِ اللغة ،وكان ذلك من خاللِ جعلِ األشخاصِ ينطقونَ الكلماتِ بطريقةٍ مضحكةٍ وكيف ميكنُ ان نُصلِح ذلك بطريقةٍ تعليميةٍ و مرحةٍ ال يشوهبا قلقٌ أو حرج.فبدأنا بفيديوهات حتدياتٍ بني أفرادِ اجلمعية على ان يصورَ كلُ شخصٍ فيديو ينطقُ فيها الكلمات بالطريقتني ثمّ يتحدي أخرين بتصويرِ فيديوهاتٍ مشاهبة.و كان للحدثِ صداهُ العظيمُ و عائدهُ التعليمي املفيد. و استُكمِلَت اإلجنازاتُ حبدثٍ عُرِفَ "بكنزِ املليون كلمة" حيثُ كان يضمُ الكثريَ من املراجعِ والروابطِ اليت قد تفيدُ أبنائي يف تعلُّمِ اللغة اإلجنليزية على الوجهِ األكمل وتساعدُهم على ممارستِها بشكلٍ صحيح. قالَ يف دهشةٍ :لقد بذلتُم الكثريَ من أجلِ تعلّمها بشكل هو األقربُ لقليب وليس كباقي املؤسسات اليت تسعى لتعليمها .أخربيين ماذا فعلتم بعدَ ذلك؟ أكملت :ثمّ أمتمنا رحلتنا املمتعةُ يف حبر اللغةِ اإلجنليزية ببنكِ معرفةِ املسافرِ ،وهو الذي حيتوي على كلِ ما حيتاج املسافرُ ملعرفتِه يف رحلته بربنامجِ التبادلِ الطالبيِ عن البالدِ والعمالتِ واإلجراءاتِ واحتياجاته يف الوجهاتِ املختلفة. وبذلك يا صديقي أُهني معك رحلتنا عن برنامجِ التبادلِ الطالبي ألحكي لك عن جلنةٍ جديدةٍ واكتشافٍ جديد .فهل أنت مستعد؟
أجاهبا واحلماس ميلئ صوته :أنا يف أمتّ االستعداد ،فلتقصي عليّ إذًا كل ما تعرفيه. قالت :إنّك-يا بين -قد تظلُ لفرتاتٍ طويلةٍ حتاولُ إجيادَ شغفكَ ،وحماوالتُ البحثِ عنهُ كالبحثِ عن إبرةٍ يف كومةِ قش ،ثم تقودُك الصدفةُ مباشرةً إليه. وهذا بالتحديدِ ما حدثَ حنيَ التحق بعضُ أبنائي بلجنةِ العالقاتِ اخلارجيةِ وما أحالهُ هذا العاملُ الذي يفتحُ لك بابًا تلو األخرِ من العالقاتِ والشخصياتِ والتعامالت ،فتتعاملُ مع هذا وذاك وتدرسُ تلك الشخصيةِ ويصدمك هذا الفعلُ .هنا حيثُ تتعلمُ سياسةَ التفاوضِ وحتقيقِ ما استطعت من املكسب .ثمّ ما أمجلُها تلك اللحظةُ حني حتصلُ علي شراكةٍ أو موافقةِ جهةٍ ما على حدثٍ معني .أتدري كم من العظمةِ ما تشعرُ به حني يكونُ اجلميعُ يف انتظارِ نتيجة اجتماعكِ مع جهةٍ ما ؟ مررنا بلحظاتِ خذالنٍ حني مل يستطع سفرائي احلصولَ على موافقةٍ أو إتفاقٍ أو مكان .غمرتين السعادةُ وجتاوزت حدودَ قليب حني جنحوا أول مرةٍ ثمّ أصبحوا يعرفون هذا وذاك من جهاتٍ أخرى خارجَ اإلحتاد .يف تلك اللحظة أدرك كثريٌ منهم شغفه بي وأرادوا تقديم الغايل والنفيسِ من أجلي وأصبح حبُهم يل يكربُ يومًا بعد يوم . فسألَ مستغربًا :ان كان هذا حدثَ يف جلنةٍ واحدةٍ وزادهم بكِ شغفًا فكيفَ بباقي اللجان ؟ أجابت :آالن سأُخربُك بباقي أعمدةِ قصري العظيم وسرتى بنفسك كم كان أبنائي رائعني خملصني لبنائي على أمتِّ وجه. " إذا كنتَ حتتاجُ لإلهلام ،فلما ال تصنعُه؟" هكذا يقولُ أحدُ رجالِ األعمالِ املعاصرين ،ومِن هنا كانَ اإلهلامُ الذي يصنعُه أبنائي نورًا للعامل ،نورٌ سطعَ وهجهُ من خاللِ منارةِ الدعايا واإلعالم. أدركَ أبنائي مبكرًا أنّ العلمَ واملعرفةَ واخلربةَ هم مرياثٌ تتوارثُه األجيالُ الستكمالِ املسريةِ داخلَ هذا الكيانِ العظيم ،لذلك قامت جلنةُ الدعايا واإلعالم باإلضافةِ إيل دورِهم يف مشاركةِ كل حدثٍ وإجنازٍ مع العامل ،فقاموا بعقدِ ورشِ عملٍ هتدفُ إىل تعليمِ جيلٍ جديدٍ ليبقى الكيانُ معززًا باخلربةِ والعلمِ ثابتَ البنيان .ومتثل ذلك يا ولدي يف ورشةِ عملِ " فوتوشوب " اليت قُدِمت بتاريخِ .2٠١7/7/2٤
كما استطاعت جلنةُ الدعايا واإلعالم يف هذا العامِ أيضًا من حتقيقِ اهلويةِ البصريةِ للحسابِ الرمسي وكذلك املقدمة الرمسية. تنهدت ثم قالت :كانت جلنةُ الدعايا واإلعالم و الزالت دائمًا إىل جانبِ جلنةِ التسويقِ مها الشاشةُ اليت يظهرُ من خاللِها للعامل أمجعِ نتيجةَ تعب ِوجهدِ أبنائي وكيفَ للنجاحِ ان يكونَ تتوجيًا للمساعي املخلصة. أهنت كالمها ثمّ قالت :يكفيكِ ما سردتُه عليك لليومِ حتى ال يتأخرَ بك الوقتُ. قال :حسنًا .إنتظريين يف الغدِ لنستكمل رحلتنا اليت خُضتُها يف خضم حكاياكِ. يف اليومِ التايل استقبلت ضيفها والبسمةُ مرسومةٌ على وجهها قائلةً :أهلًا بك جمددًا قد أسعدني قدومُك مرةً أخرى ؛فلديّ اليومَ من احلكاياتِ ما سيذهبُ بعقلك فهل أنت مستعد؟ أجاهبا متحمسًا :أخربيين كل ما عندكِ يا عزيزتي فأُذناي مصغيتان .استفتحت حديثها :اقرتب دعنى أخربك سرا ،أنا -فى احلقيقةِ- مندهشةٌ من دافعكَ القوي إلكمايل سردَ قصيت بكلِ محاس . فأخربها أنه من دواعي سروره ان يستمعَ ملثلِها ثمّ ما لبثَ ان سأهلا :مسعتُ عن أمني الصندوق ،أريدُ ان أعرفَ كيف كان يديرُ أمور اجلمعيةِ املاديةُ مجيعًا وماذا فعلَ وقتها ؟ أجابت :لقد قمنا بعملِ ورشةٍ تسمى بورشةِ أمني ِالصندوق و أُطلِقَ عليهِ " تلسكوب " و كانتَ هلا نصيبٌ كبريٌ من املنشوراتِ على صفحةِ الفيسبوك وأُقيمت يف يومي الثامنِ و التاسعِ من مارس لعام . 2٠١7 توقفت لتشربَ كوبًا م ن املاءِ ثمّ أكملت :إعلم يا بينَ أنّ احلياةَ دروب ،ودربُ الشجاعةِ حتتاجُ فيه صحبةٌ تعينك وكان أوالدي خريَ صحبةٍ لبعضِهم البعض ليسلكوا هذا الطريق.وبالتأكيد كان ال بُدَ هلم من امتداداتٍ ومساعداتٍ لتسهيل غايتهم ففي هذا العامِ تعددَ مساعدونا، كيومِ اليتيمِ ر افقتنا فيه مجعيةُ (نداءِ اخلري) وكان نداءً من القلبِ للقلب.ويف تدريبِ اإلسعافاتِ األولية شاركتنا كليةُ التمريضِ بينما كانت شركةُ ابيكس و املساحة التدريبية ( )Act Onشركاءَ عامٍ كاملٍ يفيضُ باإلجنازات.
أما عن الذين سامهوا يف تلك السنةِ فكانوا مثالًا للخريِ الذي جيوبُ األرض ،فعندما ميلؤكَ اخلي ُهتديك احلياةُ فرصًا تعنيُ هبا الغري ،فكان لنا من معمل شليب ما يقرب من ال ٥٠٠٠آالف جنيهات لتعيننا على استكمالِ مهماتنا. ذلك الدرب مل ينقطع وتلك الصحبة امتدت ميلؤها الود واخلري. و نظراً إلمياننا بإنّ الوصولَ هلدف ما هو مب ثابةِ بدايةُ هدفٍ جديد ورحلةٍ جديدة ،مل نتوقف أبداً عن السعي لتحقيقِ أهدافِ اجلمعية وتكليلِ مسعانا بالنجاح .وإلنّنا دائمًا نسعى يف اخلري فكان الدعمُ من خمتلفِ اجلهاتِ يأتينا وذاك بفضلِ اهلل وحده يا ولدي ،وقد ظهر ذلك متجلياً يف شركاءِ الصحيفةِ الذين قدموا ما استطاعوا من دعم ٍللجمعيةِ يف هذا العامِ لتقديمِ صحيفة تعربُ عن بعضِ إجنازاتِ اجلمعية خالل هذا العام واألعوام ِالسابقةِ ومتثلَ هؤالءِ الشركاءُ يف أكادميية التعليم ،رؤية جديدة ،بنك الدم ومعمل ميجا. سأهلا :ذكرتِ يل عن جلنة التبادلِ الطالبي وأنّهم يساعدون الطالب يف السفر إىل خارجِ البالد للتدريبِ والتعلّم ،فهل كان لنا نصيبٌ يف تلك السفريات أم أنّ الفرصة مل تسنح ألحدِ طالب جامعتنا بالسفر؟ أجابت :بل كانت لنا فرصةٌ عظيمةٌ من بني اجلمعياتِ األخرى وذلك من أهمِ األحداثِ اليت شهدهتا اجلمعيةُ أيضًا هلذا العام ،حيثُ متَّ قبولُ أربعةِ طالبٍ لربنامجِ التبادل الطالبي كلٌ منهم إىل دولةٍ خمتلفة .ظفر َهؤالء الطالبُ بفرصةٍ رائعةٍ ال طاملا متناها الكثريُ من الطالبِ املصريني، ويعد ذلك الربنامجُ من الفرصِ املتميزةِ أو دعنا نقل أنّها بالنسبةِ للبعضِ ف هي الفرصةُ األمسى اليت يقدمها األحتاد العاملي لطالبِ كليةِ الصيدلة .أما عن املسافرين ف كانوا كاآلتي حيثُ سافرت الطالبةُ هالة عماد إىل أندونيسيا ،و الطالبةُ هالة جالل إيل كوريا اجلنوبية ،أما عن الطالبة ريهام فايد فكانت وجهتُها دولة الربتغال ،وأخريًا الطالبُ حسام نصار إيل إجنلرتا. كان ينظر إىل السماء حني تساءل قائلًا :هل ميكن للصبار أن يعيش مع البالون؟ قهقهت اجلمعية :أأعترب هذا سؤالًا وجوديًا نتج عن فرط التفكري؟
التف و قال :ال جديًا ،ماذا لو أراد الصبارُ ان يصبحَ صديقًا للبالون؟ ماذا لو أنّ البالون صديقٌ ال يعوض هل يتخلى عن تلك الصداقةِ فقط ألنّ الصبارَ خمتلفٌ عن البالون؟ أجابت اجلمعية :ال ،ال يتخلى عن تلك الصداقةِ بسهولةٍ أبدًا ،بل و ميكنُ للصبارِ ان يعيشَ مع البالون ،لكنّ ذلك يعتمدُ على مدى رغبتهما يف ذلك. رد :كيف؟ و ما تلك الرغبة مل أفهم. اجلمعية :حسنًا ،ميكنُ للصبار مثلًا ان يستخدم بعض السداداتِ املطاطيةِ على أشواكه. فردَ مستفسرًا :و لكنّ هذا تغيريٌ كبريٌ على الصبار ،أيتحمله؟ اجلمعية :كما قلتُ لك ،يعتمدُ ذلك على رغبتهما ،إىل أي مدى يريد كالمها البقاء مع اآلخر ،سيكون على الصبار التأقلم على الوضع اجلديد ،أما البالون سيساند رفيقه حتى يتأقلم. بعد تنهيدة :العالقات حتتاج جهدًا. اجلمعية :و تستحق هذا اجلهد لتدوم. صمتت اجلمعية قليلًا ثم قالت :أتدري؟ هذا املوقفُ يذكرني بافتتاح "تناغم". قال متحمسًا :حكاية جديدة! ضحكت اجلمعية :أجل حكاية جديدة ومحاسٌ جديد ،ثم بدأت تروي :كان افتتاح املؤمتر القومي "السامبوزيم" لعام 2٠١7أفضل افتتاح شهده االحتادُ حتى اآلن ،مليئ باألملِ و البهجةِ و احلب ،تعاونَ املنظمون مع مجعيةٍ لدعم الصم و البكم ،و قاموا بتأدية أغنية "حتيا مصر" بلغةِ اإلشارةِ تضامنًا مع الصم و البكم و ضعاف السمع ،كان جمهودًا كبريًا و كان حقًا جهدًا مثمرًا.
رد :اآلن فهمتك ،بذلَ األعضاء جهدًا كبريًا للتدريبِ على لغةِ اإلشارةِ و فهم لغتهم ،رغم عدمِ اضطرارهم لتعلمها ،و عربوا عن تضامنهم معهم أيضًا ،كما فعل الصبار ،بذل جهدًا ليحافظ على عالقته بالبالون ،جهدًا غري عادي. اجلمعية :بالضبط. سأهلا :هل يل ان أطلب منكِ ان تكملي احلكايةَ عن املؤمتر القومي؟ أجابت اجلمعية :بالطبع ،و هل هناك أمجلُ من استعادةِ جمدِ أوالدي؟ أقيمُ املؤمترُ بطنطا ،على مدار ِأربعةِ أيام ،أذكرُ فرحةَ الوفد بأيام (السوشيال ) فكان خليطًا من يومٍ مكسيكي مليئ باألنشطة ،و يومٍ آخرَ بواحة أو مطعم ،و يومٍ يف سحرٍ و مسرٍ و نار ،و كما ذكر أبنائي مثّل هلم هذا املؤمترُ فرحةً عظيمةً و غيّر يف تفكريهم الكثريَ ،و طبعًا ال عاقلًا يسافر إىل طنطا إال و جيربُ حلوياهتا ،فجربَ الوفدُ طعامَ طنطا و حلوياهتا ،بدايةً من املشبك حتى املدلعة ،و ذكر البعضُ فرحتهم بتناوهلم أرخصِ طبقِ كشري مبصر. قال منبهرًا :عليّ حضورُ املؤمترِ القومي مرة. ضحكت اجلمعيةُ حتى ارتفع صوتُ ضحكاتِها و قالت :كان هذا حديثي عن أيامِ السوشيال فقط ،مل أُحدثكَ حتى اآلن عن اجلمعيةِ العمومية ،إليك ما حدث كنتُ فخورةً جدًا بنفسي كجمعيةٍ ازداد بريقُها وجهًا وشقّت طريقها لتصبحَ ذات اسمٍ و مهابةٍ و قيمةٍ كبرية خصوصًا هبذا العام ،حصلتُ هذا العام على جائزةِ أفضلِ مسئولٍ للصحة العامة ،و جائزةَ أفضلِ أمنيٍ عام ،و جائزة املركز الثاني ألفضلِ مجعية ،كان هذا العام هو األفضلَ يف تارخيي كله ،أتذكرُ حني حدثتُك عن التقديمِ لطلبِ استضافة املؤمتر القومي لطالب الصيدلة "الكوجنرس"؟ "نعم أذكر" كان هذا رده ،فقالت :أتدرى ماذا كان الرد على طلبنا هذا؟أظنُ ما ذكرتُه من إجنازاتٍ كفيلٌ ان يؤكد لك اإلجابة. رد مصدومًا فرِحًا :ال حمالة! حصلتم على املوافقة!
ردت اجلمعية و هي يف أوجِ محاسها :أجل فعلناها يا فتاي! يا إهلي! تلك من أشد اللحظات تأثريًا يفّ ،أذكرُ صيحاتِهم وقتَ اإلعالن، فرحتهم الشديدة و هتافهم ،كأنّ فرحةَ العاملِ كلها جتمعت يف تلك اللحظة ،أُعلِنت املوافقةُ على طلبِ استضافتنا لذاك احلدثِ يف اجتماعِ مجعيةٍ عموميةٍ طارئ جبامعة النهضة ،و وصلت الفرحة إىل هنا فورًا ،غمرت البهجة السماء. ترتقرق عيناه بالدمع قائلًا :مجعية! أنا فخور أنّي جزء منكِ وأنّي سأكونُ حماربًا حلصونٍ عتيقةٍ مثلك. "ها قد جاء جزئي املفضلُ من كل عامٍ" قالتها اجلمعيةُ ثمّ قالت :ثمّ انتهى العامُ وجاءَ وقتُ اجلمعية العمومية ،ذاك احلدثُ العظيمُ الذي نستعدُ له كَلَيلةِ العيد .فهو هنايةُ العامِ وتتويجِ اإلجنازاتِ ورؤيتك اثين عشرَ شخصًا يرتدونَ الزيَ الرمسيَ و يتلقونَ الشكرَ والثناءَ علي جمهودِ عامٍ ملئٍ باإلجنازات ،ترى الدموعَ تغررُ أعينَهم مودعنيَ روتينًا يوميًا تكادُ حتبُ كلمةَ روتنيٍ بسببه ،فأنت تستيقظُ وتنامُ وتقضي معظمَ الوقت مع هؤالء االشخاصِ الذين مل خترتهم بنفسك ولكن مبرورِ الوقتِ تتيقنُ أنّهم أفضلُ اختياراتِك ليتحولوا مع الوقتِ ألسرةٍ ثانية .ثم حلظةُ االنتخابات واختاذِ قرارٍ مصرييٍ بتويل شخصٍ ما مسئولية جلنةٍ معينةٍ لرتى ان كان هذا املرشحُ سيكملُ ما حقّقه سابقهُ أم أنه ما زال حيتاجُ قليلًا من اخلربةِ بعد .لقد كنتُ دومًا مولعةً باجلمعيةِ العمومية ونظامها وقواعدها ،وتلك الرمسياتِ اليت تشعرُك مبدى أمهيتك وأمهيةِ رأيكَ وكل ما حتققُه كفردٍ واحدٍ داخلَ خليةِ حنلٍ ال هتدأ. ظنت اجلمعيةُ أنّها لو اسرتسلت يف احلديثِ عن اجتماعِ اجلمعيةِ العمومية القادم فإنّ مُحدِثها سيأخذُ منه امللل الكثري لذا أحبت ان تبعثَ يف كالمها رسالةً له عن مدى أمهيةِ العملِ التطوعي ليس يف هيئتها فقط بل يف أي هيئة كان هذا العملُ اجلليل. استكملت اجل معية كالمها قائلة :أنا برأسي فكرة ،إذًا أنا أمتلكُ فكرة ،هو برأسه فكرةً ،إذًا هو ميتلكُ فكرةً ،لكن إذا تشاركنا الفكَر فيصبحُ لكلٍ منّا فكرتان ،هكذا التعاون ،التعاونُ مناء ،حيولُ الزهرةَ بستانًا ،التعاونُ كَحُلِي يزينُ العملَ اجلماعي ،أو كضوءٍ ساطعٍ ينريُ مسائي ،كرابطٍ جيمعُ بني أفرادي يف روحٍ واحدة؛ لتتجلى تلك الروحُ صاعدةً و هتدينا العملَ املطلوب على هيئةِ صورةٍ مكتملةِ األركان ،يف أمتّ أشكالِ مجاهلا، و لطاملا أهبرني أبنائي بتعاونِهم و روحِهم املعنوية.
صمتت اجلمعيةُ قليلًا ثم أكملت و عينيها تتألأل كما تتألأل أحجارُ الزمردِ يف وجود الضوء ،و كأنّ الذكرياتِ ضوءٌ ساطعٌ يلوح باألفقِ فينعكس على العني :أود ان أروي لك حدثًا قريبًا إىل قليب ،وهو اجتماعُ اجلمعيةِ العموميةِ رقم عشرة. قال هلا :أنا أنصت. شرعت اجلمعية تروي احلكاية :طبعًا أودُ ان أشري َ إىل ان اجتماعَ اجلمعيةِ العموميةِ رقم عشرة مل تكن عادية ،و إمنا كانت طارئة ،مرت _و احلمد هلل_ بسالسةٍ كبرية ،و إن كان هناك أسبابٌ فهي ترجعُ إىل روحِ أعضاءِ هيئة املكتب التنفيذي ،و التعاونِ امللحوظِ بني أعضائها ،و التواصلِ الطيب بني األعضاءِ و هيئةِ املكتبِ التنفيذي. قاطع اجلمعيةَ متسائلًا :إذاً ما أسبابُ انعقادِ مجعيةٍ عمومية طارئة؟ ردت اجلمعيةُ :ال تستبق األحداث. ثمّ أكملت :عقدت اجلمعيةُ العموميةُ بالنقابةِ العامةِ للصيادلة مبحافظة البحرية يف اليوم السادسِ من شهرِ إبريل لعام ،2٠١7ألخذِ تعديلِ الالئحة ،و بعد إعالن التعديالتِ متّت املوافقة ،و إليكَ جزئي املفضلُ باجلمعيةِ العمومية ،متّ اإلعالنُ عن تقديمِ االستضافةِ للمؤمتر السنوي رقم 22لطالب الصيدلة "الكوجنرس" . عقّب متحمسًا :أووه ،رائع ،وطبعًا قاموا باملوافقةِ على هذا الطلبِ كما أخربتين من قبل ؟ ياهلذا اجلمال واحلماس. صوتُ أنفاسِك بدأ يرتفعُ بشكلٍ جمنون ،ال بد و أنّ اإلثارةَ بلغت منكَ مبلغًا عظيمًا ،دعين أمتُ مهمتى معك فغريُك فى انتظارى ،وأنا ال أخون عهدى مع أحدٍ أبداً لذا هيا بنا ،حلظة ! صرخت هبا مُنبِهةً وأتبعتها :توقف عندك .املنظرُ مدهشٌ أليس كذلك ! خبأ دهشتك قليلًا فعينيك على موعدٍ مع أضخمِ حفلٍ للجمعية .هنا حتديدًا تسقطُ االقنعةُ حيثُ ال مصاحلَ سوى مصلحةِ اجلمعِ ال الفرد ،حيثُ يعتذرُ مَن أخطأ ويتكللُ بتاجِ الزهورِ مَن حفظَ األمانة .حنن على موعدٍ مع اجلمعية العموميةِ رقم إحدى عشر واملكانُ هو كليةُ الصيدلةِ جبامعةِ دمنهور ،هناك جيلسُ رئيسُ اجلمعيةِ معلنًا بدأ العرسِ الدميقراطي ،وعلى يساره وميينه رؤساءُ أقسامِ شركتنا ،ألُسرِّع لك
األحداث نعم لنقف هنا ،يا صاااااااح ! إىل اين أنت ذاهب؟ .تعاىل إىل هنا .هل تبكى؟! هنا وبعد انتهاء الثالثةِ أيامٍ من املنافسات حولَ مَن هو األحقُ بقيادةِ األبطال وإكمال ِاملسريةِ .مت إعالنُ القيادةِ اجلديدةُ ومتّ طلبهم إىل جملسِ التتويجِ ليتمَ تتويجُ جيلٍ جديدٍ من األبطالِ ودموعٌ لفراقِ جيلٍ قد ساهمَ فى إضفاءِ لونٍ جديدٍ لشركتنا سيظهرُ أثره عاجلًا ال آجال .وهبذا قد دقت مطرقةُ اجمللسِ باالنتهاء بتتويجِ جيلٍ وتقديرِ أخر ،وكذلكَ احلياةُ نأتي ويذهبُ مَن قبلنا ،ونذهبُ ويأتي مَن بعدنا ،فالدنيا ليست دائمةً ألحد. تنهدت قائلةً :اآلن نصلُ للفصلِ ما قبلَ األخري يف حمطتنا اليت صاحبتين فيها واليت ال بد ان نستقلَ قطارًا آخرَ لنبدأ رحلةً جديدةً مملوءةً بامل غامراتِ واإلثارة ،فتكليل مسعى أبطالنا على وصول .هنا حتديدًا لقاءُ السحابِ وبعد طولِ املسريِ وحتملِ الصعاب وإميانًا مبا قيلَ بأنّه "ال يصلُ الناسُ إىل حديقةِ النجاحِ دون ان ميرّوا مبحطاتِ التعب والفشلِ واليأسِ أيضًا ،وصاحبُ اإلرادةِ القويةِ ال يطيلُ الوقوفَ فى هذه احملطات .حصلنا على ميداليتني ذهبيتني إحديهما للجنةِ الصحةِ العامةِ تقودها سيدةٌ عظيمةٌ والذهبيةُ اآلخرى ألمني اجلمعيةِ بقيادةِ سيدةٍ عظيمةٍ أيضًا .وهكذا أصلُ بك إىل آخرِ حمطةٍ من رحلتى معك متمنيةً فِهمَك الدرس وحبكَ للوصولِ بالعملِ وجماهبتك للفشلِ وسرعة ختطيكَ حمطاتِ التعب واليأس ،آملًة ان تكونَ جلستُنا هذه قد أضافت لروحك معنًى جديد ،ولعقلك هدفًا وطموحاً أبعد ،ولقلبك مهةً من حديد .أمتنى ان تصبحَ بطلًا كالذين حكيتُ لك عنهم ألحكى عنك ألجيالٍ بعدك سدد اهلل خطاك. سأهلا أتلك هي النهاية؟ أم ما زال يف جعبتك املزيد؟ فردت ضاحكةً :ليست النهايةُ ولكنّها البدايةُ اليت تستهلُ هبا النهاية ،ف دعين أُنهِ لك ذلك التاريخِ احلافلِ مبا توّج رؤوسنا مجيعًا وكان حسنَ اخلتامِ هلذا العام. "هيا بنا ننسى إجنازات املاضى لنحقق اجنازات جديدة" كما اعتدنا ،كان يل نصيبٌ من اإلجناز ات ككلِ عام وكأهنا مكافأةٌ ألبطايل على ما حققوه وما كان من أمنياتٍ صعبةِ املنال ف نالوها بشرفٍ واستحقاق .عامنا الرابعُ كان حافلًا باإلجنازات ويعتربُ نقلةً ف شتى اللجان ،أتدري حلظةَ انتظار ِنتيجتكَ يف الثانويةِ العامة؟ حيث تتوقفُ أنفاسُك و يتوقف الزمنُ وكأن احلياةَ قبل هذه اللحظة ليست كبعدها أبدًا!
هذه هى ،اجلميعُ منشغلون ،فمنهم مَن كان ف اجتماعِ اجلمعيةِ العمومية ،ومنهم مَن هم فى بيوهتم ،ومجيعُهم منتظرينَ أو متمنيني على أقلِ تقديرٍ تقديرًا ملا فعلوه .وبالفعل قد كان حيثُ متّ تتويجُ جناحِ اجلميعِ حبصولِ اجلمعيةِ على املركزِ الثانى على مستوى االحتاد ،وأفضلِ أمنيٍ عام وأيضًا كأفضل جلنةٍ للصحةِ العامة ،وقد آتت احلمالتُ والتوعيةُ مثارها. ومل تتوقفْ اإلجنازاتُ عند هذا احلدِّ بل توالت حتى مشلت باقى اللجان مثلَ جلنةِ التطويرِ املهين .توجت اللجنةُ بلقبِ أكثرِ اللجانِ نشاطًا وإبداعًا ،وعلى اجلانبِ اآلخرِ ترى جلنةَ التعليمِ املستمرِ و التى أثبتت كفائتها ونالت لقبَ أكثرِ اللجناتِ إلتزامًا .أراكَ متعجبًا وأظنُ أنّه قد أصابكَ بعضُ املللِ ،أبشر فقد شارفت على اإلنتهاءِ من قصةِ تلك الرحلةِ لتبدأ أنت بعدها رحلةً جديدة. حسنا لنكمل باقى اإلجنازات والتطورات ،كلُ هذه اللجان حتققُ أهدافها مبساعدةِ جلنةِ التنظيمِ التى بدورها حصلت على أكثر جلنةٍ ملتزمةٍ. لن ننسى أبدًا البطل الذي دائمًا ما كان يسهلُ علينا كلَ هذه التحركاتِ وهى جلنةُ العالقاتِ اخلارجيةِ باعتبارها أكثرُ اللجانِ احرتافيةً .وأخريًا وليسَ آخرًا استضافةُ برنامجِ احملركِ اخلاصِ باإلحتادِ بل أيضًا استضافةُ ورشةِ عملِ الصندوقِ اإلقليمي .وبذلك يا صاحيب أكون قد أمتمتُ سرد كل تلك اإلجنازاتِ اليت أرى بريقِ سحرها يف عينيك .تلك هي النهاية ،ليست هناييت ولكنّها هنايةُ عامٍ ودعناه بكل احلبِ والتقدير .كما قلتُ لك سابقًا أنَّ الغروبَ هو هنايةَ النهارِ ولكنّه ليس النهايةَ األبدية .ف هو هنايةٌ تتلوها بدايةٌ أكثرَ إشراقًا ووهجًا. زفرت برقةٍ ثُمّ قالت :عامٌ حافلٌ أليس كذلك ؟! ظنّ الكثريونَ أنّ كل هذه اإلجنازاتِ هي من وحيِ خيايل ،ولكنّها ليست يا فتاي العزيز .إليكَ نصيحيت فامسع قويل وعهِ جيدًا.وقتُك فى هذه احلياةِ حمدود ،و أيام عُمرِك مهما كانت كثريةً فهي تنقص .وكلُ خطوةٍ ختطوها جتعلُك تفقدُ جزءًا من وقتك ،فتأكد جيدًا قبلَ كلِ خطوةٍ أتستحقُ ان تدفعَ هلا وقتاً من عمرك أم أنّها ستصبحُ هباءًا منثورا؟ ال جتعل -يا بُين -عينيكَ دليلك حتى ال ينتهى بك املطافُ خاسرًا لنفسِك وحياتك ،فكر بعقلِك واستشر قلبك. الطرقُ كثرية واملبهرون أكثر ،فال يغرنّكَ كثرتُهم يكفيكِ القلةُ الصادقةُ والطريقُ األصلحُ مهما بلغت قلةُ سالكيه .متعّن فى اختيارِ قدوتِك وأحسن االختي ارَ من بنيِ عظماءٍ قد آلوا إىل الرتابِ .هؤالء الذين دوّنوا خربهتم باحلياةِ قبل موتِهم وحذروك من أخطائِهم كي ال تزل هبا قدمُك .وتذكّر دائمًا أنّه إذا تعثّرتَ ال جتلسْ ،وقم إىل القممِ ،وانطلق حنوها وكأنّه ال يوجدُ يف الكونِ غريُك يستطيع تسلُقها ،وأحرص على
وقتك فعمرُك لن يتكررَ مرتني ،وكن غريباً يف الدنيا كأنّك عابرُ سبيل،كن نافعاً لغريك ،وال تنسَ أنّ كلَ هذا يُتوجهُ روعةُ ابتسامتِك ؛فابتسامتُك مهما بلغت بساطتُها..صدقة. أهنتَ حديثًا صحِبتهُ دموعُها و أنّاتٌ خافتةٌ ثمّ نظرت إىل رفيقِها اجلديدِ فوجدَته ميسحُ بكفيه أثر الدموعِ من على وجههِ ناظرًا إليها بكلِ ما أوتيَ من فخرٍ قائلًا:أشكركُ حتى أخرِ حلظةٍ يف حياتي على نصائِحك اليت هي أغلى عندي من كنوزِ قارون ،أعدُك أنّي سأعملُ هبا إىل ان ألقى ربي ،ومنذُ اللحظةِ لن أكون فقط جنديًا من جنودكِ بل سأكونُ أعتاهم أيضًا ،و سوف تُحدثي عنّي مَن هُم بعدي كما حدَثتِين عمّن سبقوني .سألته يف هدوءٍ :أتُعاهدُني على ذلك؟ فأجاهبا :أُعاهدُك واليومَ سيكونُ بدايةَ عهدٍ بيننا لن ينقطع أبدًا.
نسماتُ وقتِ العصرِ قَد هَلّت ،وختللتَ شعرَ صديقِنا الَّذِي كَانَ قَدْ أَنْهَى الْفَصْلُ الثَّانِي لكتابِه الْغَرِيب منذُ مدةٍ ثمّ أخذَ فرتةً لريتاحَ فِيهَا. لَم ترتكهُ الْأَسْئِلَة وشأنهُ بَل ظلّت هتاجمُ رأسهُ عَن الكتابِ وسرّه الْعَظِيم ،وَكَيْف استطاعَ هؤالءِ الْبَشَر الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا مبثلِ التقدّم الَّذِي أَصْبَحْت عَلَيْه البالدُ الْآنَ أَنَّ يُحَقِّقُوا كُلّ تلكَ اإلجنازاتِ الْعَظِيمَة؟ لَمْ يَكُنْ مُصدِقًا أنّ الْإِنْسَانَ إذَا مَا اجتمعَ فِيه اخلريُ وحبُه كَي ينفعَ النَّاس ووجدَ مِن حولِه مَن يُشجعهُ ويعاونُه عَلَى ذَلِكَ أَنَّ يَفْعَلَ مثلَ كلِ هَذَا االبداعاتِ وتكوينِ عالقاتٍ هِي أقربُ لألُخوة مِنْهَا للصداقة .لَمْ يَسْتَطِعْ أوابُ أَن ينامَ مِنْ هَذَا التساؤالتِ واألفكارِ ،ثمّ مَا لبثَ أَن اشتعلَ فضولًا وشوقًا لِكَي يَقْرَأ الفَصْلِ التَّالِي؛ فنفضَ عَن عينيهَ النومَ وَمَا هِيَ إلَّا دقائقُ وَكَانَت رحلتُه مَعَ الْفَصْلِ الثالثِ للكتابِ قَدْ بَدَأْتُ وَانْغَمَس فِيهَا. احلياةُ تَمُرُ إمَام أعيُنِنا كـالشَّريط؛ بعضهُ ميُرُ جديدًا لَم نعهدهُ مِن قَبْل ،و بعضهُ قدميًا بـاختالفِ توقيتِ ماضيهِ ،أمّا الْجَدِيدُ فَهُو نِتاجُ خرباتٍ جديدةٍ نكتسبُها يوميًا عَلَى مرِّ األيـامِ القادِمة ،وَالْقَدِيمُ ماهُو إلَّا حَصِيلَة ذكرياتٍ مَاضِيَةٍ مِنها املريرُ الّذي أَعْطَانَا دروسًا ثَمِينَة ،و اجلميلُ الّذي آنَسَ وَحشَةَ قُلُوبِنَا ،وكُلها لصاحلنا بـحُلوها ومُرّها. فِي خُلوةٍ مَع اهلواءِ والقمرِ وكوبٍ مِن القَهْوَةِ فِي ليلٍ زيّنتهُ النُّجُوم ،داعبين طيفٌ لَا أَدْرِي سَبَبَ مَا ذكّرني به ،ذكّرني ببعضِ أَيَّامِيَ الدراسيةِ و مَا كُنت أنضمُ إليهِ ،تذكرتُ ألبُومَ ذكرياتي فـأحببتُ أَنْ أُلْقِيَ عليهِ بَعْضَ النَّظَرَات و لَكِنَّهَا طَالَت دُون إرادةٍ مِنِّي ،صَباحُ الّخري يَا رفِيق يَبْدُو أنّك اسْتَيْقَظَت لِتوك لَا تَقِفُ بعيدًا فِي املَطر هَكَذَا فوشاحي يَكفي اثنتينا ،مَا رأيُك بكوبٍ مِن القَهْوَة! لَا أُخفي علّيك سرًا أنَّنِي فِي األساسِ فِي انتظارِك رُمبا تندهش غالبًا لِأَنَّك تَسمعنِي للمرةِ األوُىل رُمبا لكِن قُدومي هُنا لِأَجْلِك حتديدًا ،ورُمبا أُخْبِرُك رَفيقي ذُو الرِداء األَزْرَق بِبَعض عَن أسرارِ حكايتنا .هَل أَنْت مُتشوق ملَعرفة جزءِ مِن الْحِكَايَة! سأبدأ لَك احلِكاية بِصورِ أبطالنا فِي حَمالتِ التَوعِيةِ ونَشاطاتٍ إلثرَاء مَفهُوم الصَّحة العَامة لَدى املُجتمع .هَيّا لِنَتَصَفح تِلّك الصُّور سويًا. نَعم هَذِه الصُّورة تَحدِيدًا ،تَعُود هَذِه الصُّورة لِبَعض مِن رِفَاقنا فِي إحْدَى القُرى مَع بَعض سَيداتِ القَرية للتّوعيةِ بِسرطّانِ الثَدي والكَشفِ املُبكر عَنه .يُسعدنى القَولُ بأنّ آثَارَ أقدَامِ أبطالنا كَان ذَات أثرٍ عَظيمٍ فِي التَّوعية ،شُهد لَهم بِالدّقةِ فِي التَّنظيم ووَصلت التَّوعيةُ لِعددٍ يَفُوق بِكَثِري تَخيّلنا وكَانت هَذِه احلَملة مِن إحدي حَمالت التَّوعية الَّتِي أَحْدَثَت ضَجة وَقتِها وفَاق أثَرُها جَميعَ التَّخيُالت.
"فِي اليومِ التَّايل و بَعَد انتهاءِ املَّطَر" دَائمًا مَا يُحكى أنَّ خَوَض التَّجربةِ أَو عَيشها أفضَلُ مِن تَوثِيقُها بِصّور فَمَا بَالك بِالِاثْنَيْن؟ صِرت اتَصفحُ ألَبومَ الصَّورِ واسّتَعِيدُ شَتى الذِكريَّات ومَع كُل صُورةٍ يَتجَدّد األمَلُ وَكَأنين مَا زِلتُ فِي عَصّرِ هَذِهِ الصَّورَة .مَعَ كُلّ صُورَةٍ تَجُربة وَخَطوةٍ واسَتفَادةٍ مِن نُوع خَاصٍ ويَبدُو أَنَّه كَان هُناك الكَثري لنَحكي عَنه. "وَيَبقَى شَيءٌ مِن عَبَقِ املَاضِى عَالقٌ بِنا رَغمَ الزَّمن" "فِي يَوُم الثَّاني عَشَر مِن أَبرِيل افتَتَاحٌ ضَخّمٌ لـ "LTP كَان هَذا عنوانًا إلحدى الصَّوُر ،وَعلى مَا يَبدُو أنّه ضَخمٌ فِعلًا تَحَاكت عَنهُ الصُحفُ لِمَا يُمَثلُه مِن أهَميةٍ . "حِني بَلَغَ القَلّب عَتيًا" يَبدُو أَنَّ املُؤتَمَرَ اخّتَارَ القَلّب مَوضُوعٍا لَهُ ،كَان لَهَذا املُؤتَمرِ وتَبَعَاتِه مِن احلَمَالت أثَرًا كَبريًا فِي نُفُوسِ النَّاسِ وقَدّ تَم تَنَاول املَعلُومَاتِ عَن القَلّبِ وأمرَاضِهِ بِشَتَى األشّكَالِ لِمَا يُنَاسب جَمِيع الفِئاتِ فِي القُرى واملَدَارسِ والنَّوَادِى والكُلّيَات .دَائِمًا نَسمَعُ جُملةَ "قَلبٌ يَضُخ الدَّم للجَمِيع" حَسنً ا نَحنُ كُنا مَثل القَلّبِ فِي هَذا املُؤمتر ومَعلُومَاتِنا عنِ الدَّم ،وقَد أتَمّها األعّضَاء عَلى أكَملِ وَجه ويَبدُو أنَّه كَان مُؤتَمرًا جَيدًا للجَمَيع. نَنَتقِل مَن هَذِه الصَّوُرةِ إلِي صُورةٍ أخُرَى بِتَجربةٍ جَدِيدةٍ يَبدُو هَذِه املَرة أنّنا قَد قَرَرنا التَوسَعَ فِي العَمَل واالنتشَارِ خَارجًا ولَهَذا قَدّ قُمَنا بالتَّعاوُنِ معَ االتَّحَادِ املَّصَري لطَلبةِ كليةِ الصَيّدلَة باإلسّكَنَدريةِ حلَملةٍ عَن "األزّمَة ومَا يَتّبَعُهَا مِن صُعُوبَات فِي التَّنَفس" فِي مُول جِرين بِلَازا و قد أثّمَرَ هَذَا التَّعَاوُنُ عَن النتَائجِ اجلَيّدةِ وأيَضًا العَمَلَ فِي بِيئةٍ جَدِيدةٍ دَائِمًا مَا يَكُون أفضّل وأكَثَر تَجَدَدًا وحَمَاسًا "يَد وَاحَدة لَا تَكّفِى". حَسَنًا لنَكّتَفى بِهَذِه الصَّوُر لليَّوُم. "مَا مَضَى قَد مَضَى ولَكَنّ أثَرَهُ لَن يَزُول" أهلًا بِكم فِي جولةٍ جَدِيدَة حيثُ وَجَدتُ صُورَةً لِي أثّنَاء حُضُوري مَشْرُوع "ايفولف" فَابَتَسَمتُ مُسْتَرجِعاً مُغَامَرَاتِي فِي لَجْنَةِ التَّطْوَيرِ املِهَنِي، حَيْثُ كَانَت مُهِمَة لَجْنَةِ التَّطْوِير املِهَنِي هَذَا العَام مُخْتَلِفةً قَلِيلًا و رُبّمَا كَانت ذَاتَ فَاعِلّية لَا تُنْسى ،وذَلكّ إلتِخَاذِها طَرِيقًا أكَثرَ إحِتْرَافِيةً و
تَجْدِيدًا ،فتَنَاوَلنا وَقْتِها مَوُضَوعَاتٍ جَدِيدِةٍ بِطُرقٍ مُمَيزةٍ و مُبَاشرةٍ و الَّذي أدَي بِدَورِه و فَاعَلِيته بُوضُوحٍ مَفْهُومَ التَّطْوِير املِهَنِي لألعْضَاء و تَغْيِريَه ووَضَّحَ الدَّورَ الصَّحِيح للصَّيديلِ بالشَّكل املُوَفَقْ .وكَان مِنْ أكْثَر املَشَارِيع فَاعِليةً هُو مَشّرُوع " ايفولف " هَذا الذَّي نَاقَشَ بِدَورِه مَجَالِيّن مُحَدَدَين وهُما صَيّدَيل املُجْتَمع و الصَيّدلةُ اإلكْلِنيكيّة وقَدّ تَضَمَّنَ هَذا املُشّرُوعُ أكَثَرَ مِنْ مَرّحَلة وبِدَايَتها التَّروِيجُ للمَشّرُوعِ لنَشْر الوَّعَي عَنه للطُلّاب حلُضُوره ،ثُمَ أتَت عَقِبها مَرّحَلَةُ البِدَء الفِعْلِية و هِى مُحَاضَرَتَان ،األوُىل بِإسّتِخْدام الفِيديُو و الثَّانِية شَرْحُ أستاذٍ جَامِعي و كَانَت تَتَضَمن مَوُضُوعَ فَشَل القَلّب .وكَمَا نَعلّم بَأنّه لَا يُمْكِن لِلعِلم أَنْ يَثْبُت احلقائقَ دُوُن تَطّبِيقٍ عَمَلي فَكَان هَذا دُورُ املَرْحلّة التَّالِية وهُما وَرْشَتَا عَمَلٍ لِتَّعَلُم املَهَارَات اجلَدِيدِة ثُمَ اُخْتُتِم املَشّرُوعُ بِمُسَابقة عَنْ املَجَاليّن. بِطَرفِ أُصْبُعَه إلِي صُورةٍ تَالِيةٍ قَد انْتَقَل.. لَقَد مَرَّ زَمَنٌ على تلكَ الصورة ،أذْكُر هَذِه الصَّوُرَة جَيدًا ،كانَ هَذَا احلَدَثُ اخلَاصُ بالتَّوُعِيَة بِمِهنَةِ الصَيّدَلِى وكَيّفَ أنَّ شَخّصًا يَمْلك أَكّثَرَ بِكَثِري مِنْ مُجَرَد فِكْرَة بيعِ الدَّوَاء .رُبَمَا أُحبُ القَوُلَ بأَنْ هَذَا احلَدَث تَحْديدًا هو الذَّي فَتَح لِي أبْوَابًا فِي املُسْتَقبل أَنْ أُجَرِب أشّيَاءٍ وأمَاكِنَ عِدة بِمُنتَهي اإلقْبَال عَلّيها وأَنْ أسّعَى فِي إيِجَاد كُلّ مَا هُو جَدِيد .ثُمَ أيّضًا نَادَي التَّطَوير املِهَين والذَّي كَان عَلّى مَدَار يُومَيّن وشَمَل بَعْض األنْشِطَة مِثّل االستِخّدَامَات الشّائِعة لألدّوِيَة و تَحَالِيل البُول والبُرَاز ،وقَدّ أحبَبَتُ حَقًا فِكرة أَنْ مَكَانًت وَاحِدًا بِإمكَانه أَنْ يُسَاعِد عَلى تَعَلّمِ أوُلَي خَطَوَاتِك فِي كُل شَيءٍ على األقلِ والّتِي قَدّ تَحْتَاج أعّوَامًا وأمَاكِن ملَعْرِفَتها. وجَاء حَدَثُ الدَّوَاء لالسّتِعْمَال لَا لإلسَاءَة وتَكْمُن أهَمِيةُ هَذَا احلَدَث فِي مُنَاقَشتِه ألخْطَر قَضَايَا الدَّوَاء وهِي اسّتِعْمَالُ الدَّوَاء لِغَرض االسّتِعْمَال لَا لالسْتِفَادة ،وشَمَل هَذَا احلَدَثُ أمَاكِن عِدةٍ تَحَدثنا فِيها عِن متى ولِمَاذا يَتِم اسّتِخْدَامُ الدَّوَاء عَسَى أَنْ تَكُون تِلكّ اجلُهُودُ أثْمَرَت ولَو بشَخصٍ وَاحد يُمْكِن لِكَلِمةٍ مِنه أِنْ تُغَري ثَقَافة مِن حَولِه. أعدَ دَت لنَفْسِي كُوبًا مِن السّحْلب السَّاخن وعُدّت ألغْرَقَ فِي ذِكْريَاتي مِن جَدِيد ،واملَطَرُ يُزَيّن النَّافِذَة ،وصَوتُه كَمَا صَوتُ املُوسِيقَى التَصّويِرية املُلَائِمة ألحّدَاث مُخَيّليت.
أنْظر إلِي الصُور التّي تَمأل األلبُوم و أتَسَاءَل كَيّف لِصُورَة صَامِتة أَنْ تَكُون كَزِر تَشّغِيل لِشَريط أحّدَاثٍ كَامِل؟ كَيّف تُعَيدُنَا إلِي تِلّك اللحّظَةِ تَحْدِيدًا؟ و كَأنَّنا هُنَاك؟ كَيّف تَحْمِلُ هَذَا الدِفء؟ وَجَدت االبْتِسَامةُ طَرِيقُها إلِي شَفَتِي حِينَما وَقَعَت عَينَاي عَلى صُوَرِ لَجْنَة التَّعلِيم املُسْتَمر ،كَانت اللجْنَةُ فِي هَذا العَامِ مَلِيئةً بَاألحّدَاثِ الرَائِعة ،والتّي عَلَقت بِذَاكِرَتي كَما تَعَلق الفَرِيسَة بِالفَخ. كَان فِي األجِنْدَة هَذا العَام حَملَّة "فارماتوبيا" ،نَادِي الكِتَاب ،ومُؤتَمَر السَّيدَات ،كَمَا كَانت جَامِعة دَمَنْهُور هَى املِسُئولة عَن اسّتِضَافة املُؤتَمر السَّنَوي الثَّانِي والعِشّرين "الكوجنرس" .بَدَأت أتَفَحص الصَّور الّيت التَقَطَنَاها خِالل أحَدَاث الفارماتوبيا ،فَمَا تُسْعفين بِه ذَاكِرَتي أَنْ اهلَدَف األسَاسِي مِنْ هَذِه احلَمْلة هُو تَنْمِية مَعّرِفة الطَّالب باملَجَالَات املُتَعدِدة ملِهْنِة الصَيّدَلِي ،وقَدّ كَانَت احلَملَّة مُسْتَمِرة لثَالثَة أيَامٍ بِدَاية مِنْ السَادس مِن شَهر نُوفَمرب و حَتى التَاسِع مِن الشَهر بالكُلّية و مَرَاكِز التَعلِيم اخلَاصَة .مُتَنَقلًا إلَيّ نَادِي الكِتَاب وأحّدَاثُه مُسْتَرجِعًا أسْبِاب حُبِي للنَادِي، كَان مَشّرُوعًا مُتَكَامِل األرّكَان فِي رَأيِي ،قَرِيب إلَيّ القَلّب ،دَافِئ ،مَلِيء بِالقِيَم واحلُبْ والبَسَاطَة ،فَأَنْت تَذْهَب إلَيّ مَكَان لتَتَحَدَث كَما تَسْتَمع ،وتُفِيد كَما تَسْتَفِيد ،كَان للنَادِي أثَرًا فِي جَعْلِنا أقْرَب وأكْثَر تَفَاهُمًا وتَعَاوُنًا. فكَانَت رُؤيَة املَشّرُوع هُو نَشّر ثَقَافة القِرَاءَة فِي مُجْتَمَعنا و جَعْلِها عَادَة مِن العَادات الطَيبة التِي يَتَمَسك بِهَا الطُلَاب ،و كَان مِنَ الصَعْب تَحْقِيق هَذِه الرُؤيَة حَقِيقةً ،لَوال تَعَاوُن لَجْنِة التَّعلِيم املُسْتَمِر وتَحْقِيقها فِي أبْهَى صُورة ،فأقَامُوا النَّوَادِي املُنْتَظمة ملُنَاقَشة الكُتب ،وأضَافُوا األنْشِطَة التَرفِيهيّة جلَذْب الطَّالب ،واهلُروب مَنَ املَلل ،و اهْتَموا بالبَحْث عَن تَعَاون يُقَوِي تَأثِري النَّادِي وقَيمَة األنْدَية عُمومًا. أووه هَذِه صُور مُؤتَمر السَّيدَات ،إنَّ السَّيدَات فِي العَامل عُمومًا تَحتَاج إلَيّ اهْتِمَام أكْبَر و تَوَعِية عَلّى نِطَاق أوسَع ،و كَانَت هَذِه رُؤيَة املَشّرُوع ،فَرَغَم تَقَدُم عُلُوم البَشَر ،و مُحَاوُلة العَالَم لنَشر مَفْهُوم "تَقَبْل بَعْضِنا البَعْض" إلَّا أنَّ العَالَم نَفْسهُ مَا زَال لَا يَحْتَوى املَرَأة كَفَرد مِنْ أفَرَادِه و يُسَلِط الضُوء عَلّيها كخَطَأ ،فَلَا يُلَام الرَجُل إنْ كَانَت املَرأة مَوجُودة فِي مَسّرَح اجلَرِميَة! وبَعِيدًا عَن التَّطَرف أَو التَّحيْز للمَرَأة فنَحنُ جَمعِية تَطَوعيّة غِري طَائفِية و لَا تَنتَمِي ألحَزَاب مُعَينة إلَّا أنَّ دَوَرنا كأعَضَاء أنَّ نَنَشر الوَعَي. تَحْدُث الْمُؤْتَمَر عَن مَوَاضِيع مُتَعَلِّقَةٌ بالسيدات كَالْأَمْرَاض الْخَاصَّة بِهِم و التقلبات املزاجية و النَّظْم الصِّحِّيَّة أيضًا ،وَكَم أَتَمَنَّى حقًا لَو أنَّ ذَلِك الْمُؤْتَمَر كَان كافيًا حَتَّى يُفيد النِّسَاءِ أَوْ حَتَّى بَعْضُهُم. اعْتَدَلَ فِي جِلْسَتِهِ وَمَرّ طَيْف ابْتِسَامَةٍ عَلَى شفتيه..
وَصَّلْنَا لِصُورَة الْمُفَضّلَة لذكرياته الَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ اجمللدات احْتِوَائِهَا.. فَأَيّ ذِكْرَى تِسْع رابطًا بَيْن مِائَتَي شَخْصٌ تَشَارَكُوا حِلْمًا وجنحوا فِي تَحْقِيقِهِ. وَقَعَت عَيْنَىّ عَلَى مَا مَألَهَا بِالدُّمُوع ،صُورَة تُخبِرُك أنَّ مُوَاصَلَة السَّعْي تَقْتَضِي حَتْمِيَّةٌ الْوُصُول .أَمْرٌ بَدَا بالتخطيط السْتِضافَة أَكْبَر مُؤْتَمَرٌ عِلْمِي يُضَمّ طَلَبَه صَيْدَلَة عَلَى مُسْتَوَى اجلُمْهُورِيَّة .أَمْرٌ بَدَا صعبًا وَسَط إمكانيات بَلَدِه بَسِيطِه مِثْل دَمَنْهُور ،حَلَم بَدَأ صَعْبِ الْمَنَالِ لَكِنْ بَعْدَ مُحَاوَلَة اسْتَمَرَّت عَامَيْن اسْتَطَعْنَا تَحْقِيقِه وَكَانَ الْخَبَرُ الْأَعْظَم باالستضافة .أتعي جيدًا مَا تُسْمِعُ؟ لَقَد تَمّ اِخْتِيَارنَا السْتِضافَة أَكْبَر مُؤْتَمَرٌ عِلْمِى يُضَمّ طَلَبَه صَيْدَلَة عَلَى مُسْتَوَى اجلُمْهُورِيَّة ياه كَمْ كَانَ لوَقعِ الْخَبَر فَرَحُه و بَهْجَة هزت أرجاءَ مجعيتنا. . يَبْدُو أنَّ صَفَحَات الصُّوَر تَجُرُ بَعْضِهَا جرَّا و يَدَى لَا وَ لَن تَتَوَقَّف . . اخْتَرْنَا حِينِهَا للمؤمتر العلمى .. تَمّ اخْتِيَار الشِّعَار ( )puzzleمسمَّى يُدعَى (تناغم) فَنَحْن بُنْيَان يَشُدُّ بَعْضُهُ بعضًا لَسْت تَنْفَصِلْ عَنْهُ وَهُوَ يَمُدُّ لَك يَد الْعَوْن وَالْمَشُورَة. ضَمّ الْمُؤْتَمَر مَا يَقْرُبُ مِنْ ٥٠٠٠مُشَارِكٌ مَا بَيْنَ وَرُشّ الْعَمَل وَالْمُحَاضَرَات النَّظَرِيَّة وفقرات التَّرْفِيه .احْتَاج فَرِيقٌ عَمِل يُضَمّ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَرْد يَجْمَعُهُم شَغَف وَاحِد لَمْ تَكُنْ تِلْكَ األرْقَام بِتِلْك الْبَسَاطَة بَل مَرَّت لَيَال ثَقِيلَة لَيَال تَمْتَلِئ بِالْحِريَة ،هَل تَرَانَا أَخْطَأْنَا التَّقْدِير؟ هَل تَرَانَا لَنْ نَقْدِرَ؟ مبيزانية تَقْرُبُ مِنْ الْمِائَةِ وَخَمْسُونَ أَلْفًا اسْتَطَعْنَا تَوْفِري مَسْكَن فِي فندقني السْتِضافَة مَا يَقْرُبُ مِنْ ٣٠٠٠طَالِبٍ فِي فندقني مَع تَوفِريُ الطَّعَامِ والتنقالت .بَدَأَت أَوْلَى املراحل بالتسويق فَكَانَت صَفْحَة الْمُؤْتَمَر الرَّسْمِيَّة و ملصقات الْحَائِط و منشورات الدِّعَايَة .انْتَقَلْنا بَعْدَهَا إلَى مَرْحَلَةٍ التَّخْطِيط وَالتَّدْرِيب وَفِي يَوْمَيْنِ فَقَطْ اسْتَطَعْنَا تَدْرِيب ١2٠طَالِبٍ عَلَى فُنُونٍ إدَارَة األزَمَات وَالْعَمَل تَحْتَ الضَّغْطِ. وَكَيْفَ يَكُونُ التَّناغُم بَيْنَ أَفْرَادِ الْفَرِيق نَعْمَل سَوِيًّا لِنَفْس اهلَدَف ،نُكمل بَعْضُنَا الْبَعْض. نستمد الدَّعْم مِن نظراتنا مِن حِلْمُنَا الْمُشْتَرَك نَرَى تَجْمَعُنَا الْيَوْمِيّ بِمَثَابَة مَكَان لشحن الْأَنْفُس .كُنَّا نَجْتَمِعُ فِي الكواليس لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضٍ الْقُوَّة ،رُبَّمَا بَعْض الدمعات تُعَبِّرُ عَنْ مَدَى التَّوَتُّر املشتعل أَوْ كَانَتْ تَنَفَّس عَنْ بَعْضِ احلَماس وَالتَّعَب ثُمّ نَعُودُ لنربز مَدَى قُوَّتَنَا خَارِجًا .حَقًّا
هُنَا تَعَلَّمْنَا أنَّ الطَّرِيق تَمَهُّدُه صُحبة تشاركك الْحِلْم .نَجِد أَنْفُسَنَا فِي يَوْمِنَا الْأَوَّلُ فِي حَفْلٍ اِفْتِتَاحِيٌّ يَجْمَع الطَّلَبَة مِن كلِ حَدَبٍ وَصَوْبٍ وَسَط قَاعَة مُمْتَلِئَة تَمَثَّل جهودنا وتستمع أَوْلَى الْأَيَّامِ كَمَا خُطَط لَهَا حَتَّى تَأْتِيَ نِهَايَةٌ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ بِمَا لَا تَشْتَهِي السُّفُنُ ،ونَجِد أَنْفُسَنَا عَلَى الطَّرِيقِ نُحَاوِل حَلّ مُشْكِلَةٌ فِي املواصالت ولَوْ لَمْ نَكُنْ رِفَاقًا مَا كَانَتْ لَتَمُر فَنَحْن صَنَعْنَا مِنْ تِلْكَ الْحَادِثَةِ ذِكْرَيَات وَصُوَر .مَرَّت الثَّلَاثَةِ أَيَّامٍ الْأُخْرَى كَمَا خُطَط لَهَا اسْتَمْتَعْنَا حبفلة أَحْمَد نَاصِر ومرحنا فِي يَوْمِ هِنْدِيّ ،أشعلنا مصابيحًا لِلسَّمَاء أَطْلَقْنَا مَعَهَا أمانينا بِأَن نَظَلّ سَوِيًّا طِوَال الْعُمْر فَهَذِه رُفْقَة جَمَعَهَا الشَّغَف .وَفِي حفلنا اخلتامي وَأَثْنَاء عَرَض التَّقْرِير كَانَت الْمُفَاجَأَة .وَكَانَت كَلِمَات الشُّكْر تَنْهَال مُعلِنَة أَنَّنَا اسْتَطَعْنَا فِي وقتٍ قَصِريٌ إثْبَات قُوَّتَنَا أَنَّنَا كحصان أَسْوَد عَلَى رُقعةِ شِطْرَنْج يَكُون دِرعًا فِي معركتك ويبهرك بِقُوَّتِك. وَتَمَّت الْمُوَافَقَةُ عَلَى التقرير.. وَبَيْنَمَا كُنْت أَتُنْقَل بَيْن الصَّفَحات وجدتُ لَجْنَة "التآلف" كَمَا اعْتَدَّت إنْ أَطْلَقَ عَلَيْهَا ،فَإِنَّنِي دَائِمٌ الِامْتِنَان لِهَؤُلَاء الَّذِين سَعَوْا دائمًا لَجَعَلْنَا يدًا وَاحِدَة ،أَنَّهَا لَجْنَة العَالَقَات الْعَامَّة الدَّاخِلِيَّة وَاَلَّتِي قَامَت بِعَدَدٍ مِنْ الْمَشْرُوعَات مِنْهَا :كُنّ مِثْل خِرِّيج الْمَكْتَب السَّابِق ،نَادِي الْمُشَارَكَة ،و مَشْرُوعٌ "بقعة نور" لِلْمَرَّة الثَّانِيَة ،وأيضًا أَتَذْكُر قِيَامِهِم بِعَمَل شَكْلٍ جَديدٍ لِنِظَام مُتَابَعَة الْأَعْضَاء وتقييمهم. فَهَذِه صُورَتِنَا خِلَال مشاركتنا فِي أَحَدِ أُنَدِّيَه املشاركة. وَمِنْ هُنَا نَنْتَقِل للجنيت احلبيبة ،لَجْنَة "األمني العام" فَإِنَّهَا الْأَحَب وَالْأَقْرَب لِقَلْبِي وَلِذَلِك جملهوداهتم الْمُتَوَالِيَة كحصان أَسْوَد عَلَى مَدَار تَارِيخ مَكْتَب الِاتِّحَاد .وَفِي هَذَا الْعَامِ خصيصًا كَانَت اِنْطِالقَةٌ مَشْرُوعٌ “دوهنا” وَكَانَت الفِكْرَة انطالقًا بِأَيْمَانِهِم بِنَشْر أساسيات عَمِل اللَّجْنَة اللَّيّ تَعْتمِدُ عَلَى تطبيقات عِدَّة مُفِيدَةٌ بِشَكْل كَبِريٌ فِي الْحَيَاةِ الْعَمَلِيَّة وحياتنا كطالب صَيْدَلَة ،فَكَانَ أَوّلَ مَشْرُوعٌ طَوِيلٌ الْمَدَى تَقُومُ بِهِ اللَّجْنَة فِي هَذَا الْعَامّ ،وَتَضَمَّنَت أيضًا أنشطتهم بِهَذَا الْعَامِ اسْتِخْدَامٌ نِظَام التَّقْوِيم ،وَكِتَاب الْقَوَاعِد الْعَامَّة ،كَمَا قَامُوا بِعَمَل وَرَشِّه عَمِل لسرد تَارِيخ الْجَمْعِيَّة بأسلوبٍ لَم أَمَل منهُ قَطّ .وَأَنَا اعْتَقَدَ أَنَّ الْبَهْجَة الظَّاهِرَةِ عَلَى ثغري تَوَضَّح مَدَى حِبِّي. يَا إِلَهِي! صُورَةٍ أُخْرَى و لَكِن هذِه الْمَرَّة لِلْجَنَّة التَّنْظِيم والدعم ،كَم تَعَلَّمْتُ مِنَ مشاركيت مَعَهُم حقًا! فَفِي هَذَا الْعَامِ شَارَكَت بلجنة املوهوبني الْفَرْعِيَّة ،وورشة عَمِل الْمَوَاهِب الَّتِي كُنْتَ اِسْتَمْتَع بِوُجُودِيّ بِهَا. صورةٌ تِلوَ أُخرى و لَا يَسْتَطِيعُ التوقف..
يَبْدُو أنَّه قَدْ وَصَلَ بِنَا الْمَطَافُ إِلَى لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي ،الَّتِي طَالَمَا وَصِفَتِهَا بِـ " اللَّجْنَةِ الطائرة" ،لِأَنَّهَا دائمًا مَا كَانَتْ تَطِري بِنَا لِبِلَاد وثقافات ونَحْن نَجْلِسَ فِي بُيُوتِنَا ،فَفِي هَذَا الْعَامِ كَانَت شُعْلَةٌ احلَماس فِي أَقْصَى مَرَاحِل االتقاد ،فَفِي صُورَتِنَا هَذِه افْتَتَحْنَا الْعَامّ بِالتَّرْوِيج لِمَشْرُوع التَّبَادُل الطالبي بكلي تنا الْعَزِيزَة ،وَكَان هدفنا تَوْعِيَة وَأَخْبَار الطُّالَّب عَن البَرْنامَج وَفَوَائِده الَّتِي ستعود مِنْ السَّفَرِ لِلْخَارِج ،وتتابعت عجالت القِطَار وَانْتَقَلْنَا إلَى الْجُزْءِ الْمُفَضَّل لديّ مَع اللَّجْنَة وَهُوَ حُضُورُ نَادِي اللُّغَة اإلنْجلِيزِيَّة ،فَقَد كُسِرَ لديّ حَاجِزٌ التَّحَدُّث بِاللُّغَة إمَامُ الْعَامَّةِ ،بَل وَجَدْته األمتع .أيضًا ،فَقَدْ قَامُوا بِهِ عَلَى حَسَبِ مَا أَتَذْكُر سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي هَذَا الْعَامِ ،وَكَانَ هُنَاكَ تَعَاوَن مَعَ الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة الْإِسْكَنْدَرِيَّة لِتَنْمِيَة مهارات الطُّالَّب وَتَنْمِيَتِهَا فِي اللُّغَةِ اإلنْجلِيزِيَّة. وَمَن ورشاتِ الْعَمَل الَّتِي كَانَتْ مِنْ األفْكارِ الْمُمَيِّزَة لِهَذَا الْعَامّ وَرَشِّةُ "تأثريِ الفراشة" الَّتِي جَمَعَتْ الْمُسَافِرِين مَع بَرْنَامَجِ التَّبَادُل الطالبي لِتَبَادُلِ خرباهتم ،ومناقشةِ أَبْرَز الْمَوَاقِفُ الَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا ،يَا لَهَا مِنْ مُتْعَة! وأيضًا كَانَ هُنَاكَ وَرَشِّةُ عَمِل أُخْرَى سُمِّيَت بِـ "سستوفاتل" وَكَانَت عَنْ السَّفَرِ وَتَضَمَّنَت إخْبَارٌ أَعْضَاءُ اجلَمْعِيَّةِ الْمَزِيد عَن إِجْرَاءاتِ السَّفَرُ وَحُضُورُهَا قَد أفادني بِالْكَثِريِ حقًا .وَكَانَ مِنْ أَمْتَعِ األنشطةِ الَّتِي قُمْنَا بِهَا تَحَدِّي النُّطْقِ الصَّحِيح عَبَّر االنرتنت ،ضحِكنا واستمتعنا كثريًا خِلَالَه لَيْتَنَا نَعُودُ لِهَذِه الْأَيَّام! ودعوني اِخْتَتَم بِاألعْظم واألوحدِ خِلَال سَنَوَاتِ مَكْتَب الِاتِّحَاد السَّابِقَة حَتَّى هَذَا الْعَامِ ،فَيَا جلمالِ الْحَظّ عِنْدَمَا اِبْتَسَم لَنَا! ،واستطعنا أخريًا وَبَعْد عَنَاءٍ اِسْتِضافَةَ طُلَّابٍ مِنْ الْخَارِجِ هُنَا فِي دَمَنْهُور ،هُنَا بِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة! عِنْدَهَا كَان احلَماسُ قَدْ وَصَلَ نِهَايَتِه وَقَدْ كَانَ حدثًا مِنْ الْأَحْدَاثِ الَّتِي لَا زِلْنَا نَتَحَدَّث عَنْهَا حَتَّى الْيَوْم. يبدو أَنَّ البُن أوشَكَ عَلَى النَّفَاذِ.. مرحبًا مَع كوبَِ قهوةٍ جَدِيد .كَمَا أَعْتَادَ أبطالنا دائمًا مَا يَبْحَثُونَ عَنْ الْعِلْمِ واخلرباتِ الْجَدِيدَة بِطَرِيقِةٍ أَوْ بِأُخْرَى ،فَقَد مرَّ أبطالنا مبراحلَ عِدَّةٍ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّصْدِيقِ فِيمَا يَفْعَلُوه بِدَايَةً مِنْ أَنَّهُمْ تَعْرّفُوا عَلَى كُلِّ جُزْءٍ فِى هَذَا الْمَكَانِ وحاولوا تَطْويرَه وَكَذَلِك تَعْلِيمُ الطُّالَّبُ كُلُّ مَا تَوَصَّلُوا إلَيْه فِى كُلِّ الْمَجَاالت وصولًا إلَى ماهم فِيه فِى تِلْكَ اللَّحْظَةَ ،فَكَمَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ الْعِرَّاب حِيَال مَعْرِفَة الْإِنْسَان "مترُّ باألطوارِ الْمُعْتَادَة ،فِي الْبِدَايَةِ أَنْتَ لَا تُعْرَفُ . .بَعْدَ هَذَا أَنْتَ لَا تُلَاحِظ . .ثُمّ تُلَاحِظ فَلَا تُصَدَّقُ . .ثُمَّ تُصدّقُ فَلَا تَتعرفُ مَا يَنْبَغِي عَمَلِه " .ولَكِنّ أبطالنا عَرَفُوا والحظوا وَصَدَّقُوا وَعَرَفُوا مَا يَنْبَغِى عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ ،فَقَامُوا بالدمج بَيْن خرباتِ جلنتني مِنْ أَكْبَرِ جلانِ هَذَا الكِيان أال وَهُما لَجْنَةُ العَالَقَاتِ
الْخَارِجِيَّةِ و لَجْنَةُ التسويق وَقَامُوا بِنَقْلِهَا إلَى الطُّالَّب حَيْثُ أنَّهُمْ قَامُوا بِتَعْلِيمِهِم كَيْفِيَّة التَّعَامُلَ مَعَ بَرْنَامَج مُحَرَّر الْكَلِمَات وأيضًا شَرْح وَرَشِّةٍ عَمِل " كُنّ جُزْءًا مِنْ قِسْمِ الشباب" وَقَامُوا بِعَمَلِ كِتَابٍ للتواصلِ خَاصٌّ بِقَوَاعِد اللجنتني وَقَد أَشاد الْكَثِري بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ واستفادوا مِنْهَا كَعَادَة أبطالنا الْعِظَام .و لِأَنَّ الْجَمِيعَ يَقَعُ عَلَى عاتقهم مُهِمَّةُ تَعْلِيمِ الْآخَرِين كُلُّ مَا نَتَوَصَّل إلَيْه يومًا بَعْدَ يَوْمٍ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يلقنونَهم هَذَا التُّرَاث وَلَا ينقلوه فَقَط ،فَمَهَّد آمِني الصُّنْدُوق الطَّرِيق إمَام أبطالنا وَوَضَع لَهُم مَعْلُومَاتٍ عَن مَهَامِّهِم وَكَيْف يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا فِى حَيَاتِهِم الْعَمَلِيَّة فِى مَشْرُوعٌ يُدْعَى " تليسكوب" فَقَدْ كَانَ يَتَضَمَّنُ كَيْفِيَّةَ عَمِل مِيزانِيَّة كَامِلَة وَخِطْةٍ مَالِيَّةٍ كَمَا لَوْ أَنَّك مُقبلٌ عَلَى فَتْحِ مَشْرُوعٌ جَدِيد ،اِسْتَمْتَع الْكَثِريُون بِهَذَا وَقَامُوا ايضًا بالتدريبِ عَلَيْهَا بِأَيْدِيهِم ،وَبَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ تَعَلَّمُوا مَهَارَةً جَدِيدَةً وَأَصْبَح ألبطالنا سَبَق جَدِيد فِى مَجَالٌ جَدِيد. وَبَعْدَ أَنْ وَضْعَ أبطالنا بُذورَ مَجْهوداتِهِم فَقَد أَثْمَرَت جناحًا عظيمًا ،جَعَلَ مِنْ يَسْمَعُ عَنْ أَعْمَالِهِمْ ونشاطاهتم يُدركُ أَنَّهُم شَيّء يَسْتَحِقُّ أَنْ يُتِمَّ تدعيمه وَدَفَعَه إلَى الْأمَامِ لِأَنَّهُ مَعَ كُلِّ صَبَاحٍَ كَان أبطالنا يُثْبِتُونَ لِمَن حَوْلِهِم أَنَّهُم قَادِرِينَ عَلَى فِعْلِ الْكَثِري وَالظُّهُورِ بِصُورَة مُشْرِفَة أمَامَ الْجَمِيع. فَأَصْبَح أبطالنا مِثْلِ هَذَا الشّيءِ الَّذِى رَأَتْه رَضْوَى عَاشُورٌ يَسْتَحِقُّ الْحَيَاةِ رَغِم كُلَّ الظُّرُوفِ الْمُحِيطَة حِني نَطَقَت أَحْرَفَهَا وقالت "فيتأكدُ لِي مَعَ كُلِّ صَبَاحٍ أَنَّ فِى هَذِهِ الْحَيَاةَ رَغِم كُلِّ شَيِّءٌ يَسْتَحِقّ احلياة" فَقَدْ كَانَ لَنَا الشَّرَفُ دومًا أَنَّهُ قَدْ تَمَّ مساعدتنا بتمويلٍ مَالِيٍ مِنْ قِبَلِ صَيْدَلَة دُكْتُور مُحِبٌّ وَكَذَلِك نِقَابَة صيادلة الْبَحِريَة وأيضًا صَيْدلَةُ الْعَبْدُ فَقَدْ كَانَ لَهُمْ دُورٌ بَارَزٌ فِى هَذَا النَّجَاح الْفَائِق فِى وَقْتِهَا لَن ننسى ذَلِك أبدًا. وَكَذَلِكَ كَانَ لَنَا شُرَكَ اءُ فِى جناحاتنا تِلْك حَيْثُ إِنَّهُمْ سامهوا بِالْأَمَاكِنِ لِإِقَامَة كُلُّ مَا نَرْغَب فِيه ونراه مالئمًا لنشاطتنا ومفيدًا لِلْجَمِيع ،فَلَم يَتَأَخَّرُوا عَن تَقْدِيم الْمُسَاعَدَة وَلَو لِلَحْظِةٍ و كَانُوا دائمًا قَادِرِينَ عَلَى تَقْوِيَةِ أَي عَمِلٍ نَقُوم بِه ،حَيْثُ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ الشُّرَكَاءِ مَكْتَبِةُ مِصْر الْعَامَّة ذَاتَ الطَّابَعِ التعليمي احملفزِ والراقي ،وَكَذَلِك نِقَابَةُ الْأَطِبَّاءِ وَمَكَانُ عَمَل يُدْعَى الْمِرِّيخ وَنَادَى اللُّغَة اإلنْجلِيزِيَّة ،وَلَن ننسى أبدًا مَعْهَدَ الْأَوْرَام و الْمَرْكَز الثقايف الفين ومكتبةَ رِسَالَة وَمَكَان لِلرَّسْم ،بِدُونِهِم لَمْ تَكُنْ لتتوجَ أَعْمَالِنَا بِهَذَا النَّجَاحِ الساحق. وَأَثْنَاء تَقْلِيبِه باأللبومِ لَمَح صُورَةً جَعَلَتْه يَبْتَسِم اِبْتِسَامَةً مُخْتَلِفَةً تَحْمِلُ ذِكْرَيَاتٍ عَمِيقَةٍ تَخْتَلِفُ عَنْ كُلِّ أحْدَاث الْعَامِ أال وَهِيَ اجْتِمَاعُ اللَّجْنَة العُمُومِيَّة .هَذَا الْيَوْمِ نَذْهَبُ إلَ يْه حَامِلَيْن حِمَاسٍا و تساؤالتٍ و بَعْض التَّوَتُّر بداخلنا ،نَنْظُر لِلْبَعْض و نناقش القَراَرَاتِ و نشجع أصدقائنا، نَحْتَفِل مَعَ الْبَعْضِ و نواسي الْبَعْضِ الْآخَرِ .يُقامُ هَذَا الْحَدَثَ مَرَّتَيْنِ سنويًا ،أَحَدُهُمَا فِي نِصْفِ الْعَام حَيْثُ يُقَدَّمُ أَعْضَاءُ املِنَصَّة تقاريرهم و نناقشها ونعطي لَهُمْ بَعْضَ االقرتاحاتِ و النَّصَائِح و الْآخَر فِي نِهَايَةِ الْعَام و نَرى تِلْك التَّقَارِير مَرَّة أَخِّرِى ولَكِن كَامِلَةً و نستكملُ مناقشتها و
نشكرهم عَلَى مَجْهوداتِهِم و نودِّعهم و يَأْتِي جِيلٌ جَدِيد للمنصةِ يَصْعَد لِيَحِلّ مَحَلَّ مَنْ سَبَقُوهُم بِهَا وَ كُلُّ هَذَا بِإِرَادَة أَعْضَاءِ اجلَمْعِيَّةِ و صَوْتَهَا فَفِي هَذَا الْيَوْمِ بِهَذِهِ السُّنَّة ذَهَبْنَا و نَحْن نَحْمِلُ كُلَّ هَذِهِ الْمَشَاعِر مَعَنَا مرَّت عَلَيْنَا لَحَظَاتُ قَلِق ولَحَظَاتُ فَخْرٍ مُحَمَلة بِبَعْض الدُّمُوع و لَكِنَّهَا أَيَّامٌ لَا نَغْفل عَنْ أَثَرِهَا فِي قلوبِنا و لَن نَغْفَل أبدًا . . . اعْتَدَل فِى جَلستِه و يَبْدُو أنَّها حديثٌ أَكْثَرَ مِنْ كونِه صُورَة يَقُول جِيمس مَيْل "تعتمدُ قِيمَةُ شَيْءٍ مَا بِالْكَامِل عَلَى كَمْيَّةِ الْعَمَل الَّتِي تُوضَعُ فيه" عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّ هَذِهِ الْقِيمَةَ قَدْ لَا تَظْهَرُ لِلْآخَرِين إلَّا فِي النِّهَايَةِ وَبَعْدَ ظُهُورِ النَّتَائِج لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ قَامَ بِالْعَمَل الْقِيمَةُ أَكْبَرُ مِنْ مُجَرَّدِ نَتَائِج ،فذكرياتُ الْعَمَلِ رَائِعَة دَائِمًا ،اللَّحَظَاتُ الَّتِي تَقَدَّمَ فِيهَا جهدًا خملصًا هِي اللَّحَظَاتُ الَّتِي تُشْعَرُ فِيهَا أنَّك تَسْتَحِقّ الْحَيَاة وَالْأَجْمَلُ هِي اللَّحَظَات الَّتِي يَتَكَلَّل فِيهَا هَذَا اجلُهْدُ بِنَتَائِج مبهرة ،لَكِن قِيمَةُ الْعَمَلِ لَا تَكْمُن فَقَطْ فِي أَوْقَاتِ الْمُكَافَأَة وَالتَّقْدِير ،قِيمَة النَّجَاحِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ تَعِب ،الْقِيمَةُ الَّتِي تَبْدَأُ مَعَ وِلَادَةٍ الفِكْرَة ،وَتَنْمُو فِي كُلِّ خُطْوَةٍ تَنْفِيذ ،هَذِهِ هِيَ قِيمَةُ الْعَمَلِ ،يَنْتَهِي الْجَهْد وَالتَّعَب وَيُبْقِي الْأَثَر والذكريات ،كُلِّ صُورَةٍ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ تَوَثَّق ذِكْرى إِنْجازٍ مُخْتَلَفٍ فِي عَامِ ، 2٠١٨/2٠١7 فَهَذِهِ الصُّوَرُ مَثَلًا لِحُصُول اجلَمْعِيَّةِ عَلَى الْمَرْكَزِ الرَّابِع لِأَفْضَل أَدَاءٍ فِي الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لِطَلَبِة كُلِّيَّة الصَّيْدَلَة ،أَمَّا هَذِهِ الْمَجْمُوعَةُ مِنْ الصُّوَرِ فَكَانَت أَوْقَاتَ حصادِ جلانِ الْجَمْعِيَّة عَدَدًا مِنْ الْأَلْقَاب مِثْل لَقَبِ أَكْثَرِ لَجْنَة مُجَدَّدَةٍ و الَّذِي حَصَلَتْ عَلَيْه لَجْنَةُ التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ كَمَا يَظْهَرُ هُنَا ،وَلُقِّبُ أَفْضَلِ حَدَثٍ أَيْضًا كانَ من نصيبِ لَجَنَّة التطوير املهين ،وَثَانِي أَفْضَل أمِنيٍ عَام ،كَمَا كَانَتْ لَجْنَةُ التسويق أَفْضَل لَجْنَة تَسْوِيقٍ لِهَذَا الْعَامِّ حَيْثُ التُقِطَت هَذِهِ الصُّوَرُ بِهَذِه الْمُنَاسَبَة ،وَفِي الْعَامِ نَفْسِهِ أَيْضًا أُخِذَتْ هَذِهِ الصُّورَةُ عِنْدَمَا أُعلِنَ أنَّ لَجْنَةَ الْإِعْلَام واملطبوعات هِي ثَانِي أَفْضَل لَجْنَة إعْلَام ومطبوعاتٍ عَلَى مُسْتَوَى الِاتِّحَاد ،وَحَصَلَت لَجْنَةُ الصِّحَّة الْعَامَّةُ عَلَى أَفْضَلِ حَمْلُه تَبَرَّع بِالدَّم و مُقَاوَمَة امليكروبات للمضاداتِ احليوية وَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ الصُّورَةُ الَّتِي جَمَعْتَنَا فِي نِهَايَةِ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الْحَمَلَة وَهَذِهِ الصُّوَرُ كَانَت أَثْنَاء الْحَمَلَة وَخِلَال بَقِيَّةُ الْأَيَّامِ، وَكَانَ أَهَمّ أحْدَاثِ الْعَامِ هُوَ االستضافة الْمُنَظَّمَة واملمتازةُ للمؤمترِ السنوي "الكوجنرس" كَمَا تَظْهَر هَذِهِ الصُّوَرِ أحْدَاثَ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَعْظَمِ أَيَّامِ الْعَام ،كَمَا كَانَتْ الْمَرَّةُ الْأُولَى السْتِضافَةِ طُلَّابٍ أَجَانِبٍ خِلَالَ بَرامِج التَّبَادُل الطالبي ،كُلُّ هَذِهِ اإلجنازاتِ وَأَكْثَر كَمَا تَبْدُو للرائي أَمَرٌ مُبهِرٌ يَدْعُو مَنْ قَامُوا بِهِ لِلْفَخْر ،لَكِن مَهْمَا بَلَغَ الظَّاهِرُ للرائى فَالْقِيمَة أَكْبَر بِكَثِري ،قِيمَةُ الْجَهْد والتخطيط وَالسَّهَر وَالِالْتِزَام ،الْأُمُورِ الَّتِي بِدُونِهَا لَمْ تَكُنْ النَّتَائِج لِتَظْهَر بِهَذِه الرَّوْعَة.
مَع طىِّ آخرِ صَفَحاتِ أ لبومِه والذي كانت هبا هنايةُ جلستِه غرِقَ يف التفكريِ مُتأمِلًا ولسانُ حالِه يقول :أجيالٌ خَلْف أجيالٍ وسنواتٌ تتبَعُ سنواتٍ و احلياةُ مُسْتَمِرَّةٌ مَا بَيْنَ الْمَاضِي وَالْحَاضِر وَالْمُسْتَقْبَل فِي شريطٍ لَا يزالُ ميُر عَلَى ثالثِتِهم ،و الرابِحُ هُوَ مِنْ يرتُكُ أثرًا فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي غَيْرِهِ ،يتعلمُ مِنْهَا وَ يُعلِّمُ مَا اسْتَطَاعَ لوجهِ اللّٰه ،لَا يَيْأَسَ ان واجهتهُ بعضِ العوائِقِ؛ فـالدّربُ أَن صَارت بهِ اآلالمُ طيفًا بَائسًا .حتمًا ستُزهر فِي هنايتهِ الوُرُود.
أَنْهَى أوابُ قراءةَ الفصلِ اخلامسِ مِنْ هَذَا الكتابِ األسطوريِ مُنبَهرًا ،وكانَ قَد بلغَت رحلتُهم االستكشافيةُ يومَها العاشرَ ،شعرَ أَخُوه بالغرابةِ ألمرِ ذَاك الْفَتَى الَّذِي عُرِفَ عَنْه كثرةَ الرتحالِ وحبَ االستطالعِ عَلَى كلِ مَا هُوَ جديدٌ وَفَرِيد ،وَلَا سِيَّمَا هَذِه الرحلةُ الَّتِي كَانَ ينتظرُها عَلَى أحرَّ مِنَ اجلَمْرِ ،فَمَا الَّذِي غيّره ليصبحَ صامتًا منعزلًا عَنْهُم؟ أتراهُ ذَاك الصندوقُ الْغَرِيب؟ أَم الكتابُ الَّذِي كانَ فِيه؟ حِينِهَا قررَ أَن يسألَ الْفَتِيّ عَن سببِ مَا هُوَ فِيهِ فَكَ انَتْ إجَابَتُه" :يف كلِ يومٍ أشعرُ أنّي أسريٌ لِهَذَا الكتابِ ولَكِن بِحُبّ ،فَلَا هُوَ بِالذي يأسرني جربًا وتعسفًا ،ولكنّي أَنَا مَن ارتضيتُه لِي صاحبًا حَتَّى أُهنيهُ؛ وَبِذَلِك فَأَنَا لَن أتركَه إلَّا حِنيَ أَرَى كلمةَ النهايةِ فِيه ،صَدَقَنِي أَنَا الْآنَ أستكشفُ أحداثًا لَمْ تَخْطُرْ لِي ببالٍ وأقرأُ قصصًا هِي أحبُ إلَى قَلْبِي مِنْ الرحالتِ االستكشافيةِ؛ فَأَنَا الْآنَ أنتقلُ مَا بنيَ الْأَزْمِنَة ألعرفَ مغامراتٍ أعجبُ لغرابتِها وَهَذَا كلُ مَا أمتنى" .ثمّ استكملَ صديقُنا النظرَ فِي كتابِه ليعرفَ مَا هِيَ القصةُ الَّتِي ستأخذُه إلَى هَذَا العاملِ املختلفِ أيضًا ،وَمِنْ هُنَا بَدَأَت رحلةٌ جديدةٌ يعيشُها أَوَّابٌ. مَا كُنا نعتربهُ اليومَ صارَ أمسًا . .و غدًا سيكونُ ماضيًا أيضًا ،و مَن يَدْرِي مَا تُخبئُه لَنا األيَّامُ ،و كَيْف تَمُرُ اللحظاتُ و هَل تَمُرُ بسرعةٍ لـعُمقِ اللحظةِ أَم بطيئةً باهِتةً لـخُلّوِها مِن مَعَانِي الْحَيَاة ،فَقَط مَن يُقدِّرُ كُلَ ثانيةٍ بأمهيتها و ذَهَابِهَا بِلَا إيابًا هُو مَن يسعىٰ جاهدًا لـجعلِها ثوانٍ ثَمِينَة يكتسِبُ فِيهَا مِن اخلرباتِ مَا ينفعُ بِهَا غَيْرُهُ وَ يرفعُ بِهَا قدرهُ عِنْد اللّٰهِ ،وَبِهَا حنصُدُ مَا قدمناهُ مِن سريةٍ طيبةٍ و عملٍ نافِعٍ نقفُ بهِ أمامَ املوىلٰ ،وَمَا أعزُ شعورَ الفردِ بأثرِ وجودهِ فـ الْآخَرِين! فِي اخلامسِ والعشرينَ مِن سِبْتَمْبَر لعامِ . .22٠٣ بدايةُ صفحةٍ جديدةٍ فِي حياةِ كلِ طالبٍ وخصوصًا طالبَ الْجَامِعَات ،مِنْهُم مَن يكونُ هَذَا اليومُ بدايةَ اِنْطِالق رحلتِه ف احلياةِ اجلامعيةِ ،و مِنهم مَنْ قَ دْ عَاصَر احلياةَ اجلامعيةَ وَعَلَى وَشَكّ الوصولِ ألخرِ حمطةٍ مِن حمطاتِ رحلتِه التعليميةٍ مكللًا إيَّاهَا بنجاحٍ عَظِيمٌ ،وَمِنْهُم مَا بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ لَا هُوَ باجلديدِ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةَ وَلَا بِاَلَّذِي أشرفَ عَلَى إهنائها أيضًا ،وكلٌ مِن هؤالءِ -رغمَ تعبِهم وإجهادهم فِي اجلامعة -حيبونَ كُليتَهم ويقدروهنا أجلّ تَقْدِير.
بَدَأ طالبُ السنةِ الْأُولَى فِي التوافدِ حنوَ مُدرّجٍ خمصصٍ لَهُمْ وَفِيهِ اِسْتَقْبَلَهُم أفرادُ اجلمعيةِ بسرورٍ بَالِغ مُهنئينهم عَلَى اجْتِهَادَهُم فِي الثَّانَوِيَّةِ الْعَامَّةِ وَ عَلَى وُجُودِهِمْ فِي مثلِ هَذِه الكليةِ العظيمةِ ،وَقَد استمرَ هَذَا الرتحيبُ لفرتةٍ حَتَّى بَدَا موعدُ حماضرتِهمُ الْأُولَى .أمُتَشوقونَ أَنْتُم ملعرفةِ كَيْف مَضَتْ تَلِك احملاضرةُ؟ إذهيا بِنَا لنستكشفَ مَا حدثَ فِيهَا. جلسَ الطُّالَّبُ فِي املدرجِ ثُمَّ بَدَا األستاذُ فِي التعريفِ بنفسهِ قائلًا :أهلًا بِكُم طالبَ احلاضرِ وزمالءَ الْمُسْتَقْبَل ،فخورٌ بِكُم وجبهودكم لتصلوا لِهَذِه الكليةِ الَّتِي لَا طَالَمَا كَانَت أمنيةَ املاليني ،فهنيئًا لَكُم حتقيقُ أعظمِ أمانيكم . أَنَا د .مُحَمَّد الْأَحْمَد أُسْتَاذ بقسمِ الكيمياءِ العُضْوِيَّة وسوفَ أدرسُ لَكُمْ فِي هَذَا املقررِ لِهَذَا الْعَامّ .لَا أحبُ أَنْ أَبْدَأَ العامَ بشرحِ الْمُقَرَّر؛ لِذَا فستكونُ هَذِه احملاضرةُ تعارُفيةً نتجاذبُ فِيهَا أطرافَ احلديثِ ولَكُم أَنْ تَسْأَلُونِي مَا تشائون. ابتسمَ الطالبُ فرحنيَ لِهَذَا االستقبالِ اللَّطِيف ثمّ بَدَأَت االسئلةُ فِي التتابعِ عَلَى الْأُسْتَاذِ وَهُو جييبُ هبدوءٍ ورزانةٍ أُعْجِبْت الطالبَ حَتَّى سألَ أحدُهم سؤالًا جعلَه يَتَوَقَّفُ عَنِ اإلجاباتِ الْأُخْرَى حَتَّى يقصَ عَلَيْهِ كُلُّ مَا يذكرُه عَنْ ذَاكَ السُّؤَال. سألَ أَحَدُهُم :أُسْتَاذِي . .كُنَّا قَدْ اسْتَقْبَلَتْنَا مجاعةٌ فِي حفلِ استقبالٍ رَائِع ،وعرفتُ مِن رمزهم اسْمُهُم وَهُوEPSF-Damanhour ومسعتُ أَحَدُهُم يقولُ أنّهم أفرادُ اجلمعيةِ األكثرُ شهرةً فَهَلَّا حَدَّثَتْنَا عَنْ تِلْكَ الْجَمَاعَةِ؟ بَدَأ األستاذُ فِي التذكرِ لكلِ مَا يعرفُه عَن ملجأه اآلمنُ عِنْدَمَا كَانَ طالبًا فِي الْكُلِّيَّةِ ،ثُمَّ اسْتَطْرَدَ قائلًا :تِلْك منظمةٌ طالبية أُسسِت فِي دَمَنْهُور عامَ 2٠١٤/2٠١٣وَهِي مؤسسةٌ خاصةٌ بطالبِ كليةِ الصَّيْدَلِيَّة فِي أحناءِ اجلُمْهُورِيَّة ،وَهِي منظمةٌ غريُ هادفةٍ للربحِ غرضُها نفعُ طالبِ الصيدلةِ ومساعدتُهم ،كَمَا لَهَا جوانبُ خَيْرِيَّةٌ ملساعدةِ النَّاس ونشرِ الْخَيْر والوعي بَيْن طبقاتِ اجملتمعِ الْمُخْتَلِفَة ،وَكَانَت بداييت مَعَهُمْ فِي عامِ .2٠١٩ سَأَل أحدُ الطالبِ :وكيفَ نستفيدُ مِن اجلمعيةِ ونفيدُ الْآخَرَيْنِ فِي جمالِنا الطِبْي وحننُ لَم نصبحْ أطباءَ بَعْد؟ وَهَل اجلمعيةُ تشملُ جلنةً مُخصصةً لِذَلِك؟
فأجابهُ مستشهِدًا بأحداثِ عامِ 2٠١٩حيثُ بَدَأ حديثَه عَن جلنةِ الصحةِ العامةِ ولَمَّا هِي تعتربُ أولَ اللجانِ املهتمةِ بالصيديل وَغَيْرُهُ فِي آنِ واحدٍ قائلًا :جلنةُ الصحةِ العامةِ هِي االختيارُ األولُ للطالبِ إرضاءًا للجانبِ الْإِنْسَانِيّ وأيضًا للجانبِ الْعِلْمِيّ ،فَهِي جلنةٌ حتوىي الكثريَ مِن احلمالتِ التوعويةِ والنفعيةِ لِلنَّاس ،و أيضًا تضمنُ لَنَا منارسةَ جزءٍ مِن مهنتنا كأطباء. هُنَاك جتدُ محالتٍ عَن التربعِ بالدمِ والتوعيةِ بكثريٍ منَ األمراضِ مثلَ الكبدِ والسرطانِ وَغَيْرِهِم الْكَثِري. طلبَ منهُ طالبٌ أخرُ أَن يقصَ عَلَيْهِم بعضًا مِنْ تِلْكَ احلمالتِ فَاسْتَكْمَل األستاذُ حديثهُ قائلًا :يرتائى للشخصِ مَا جيعلُ منهُ إنسانًا. لَا طَالَمَا كانَ التربعُ بالدمِ مِن أوائلِ هتافِات أعمالِ اإلنسانيةِ واخلريِ للغريِ ،فَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ احلملةُ مِن أكربِ وأهمِ محالتِ اللَّجْنَة لَمَّا كَانَ لَهَا مِنْ أثرٍ نافعٍ للناسِ فِي السنواتِ الْخَالِيَة؛ لِذَا فَقَد أَرَدْنَا أَنْ نكملَ مَا بدأناه فِي كثريٍ مِن األماكنِ ليصلَ أمهيةُ التربعِ بالدمِ ألذهانِ الصغارِ قبلَ الكبارِ؛ فَهُوَ كَمَا قِيلَ قطرةُ دماءٍ هتبُ حياةً. ولَمْ يَكُنْ فَقَط هدفُنا احلصولَ عَلَى أكياسِ دمٍ مِن املتربعني ،بَلْ إنْ يصلَ مفهومُ التربعِ إلَى العامةِ مِنْ النَّاسِ ،و أَن يُدْرِكُوا أمهيته وخطورةَ مشكلةِ نقصِ الدِّمَاء ،أَنْ يَعْلَمُوا دورَهم كأفرادٍ فِي املشاركةِ فِي مشاكلِ الْمُجْتَمَع ،أَن يزرعوه فِي أبنائِهم وَإِن يكونَ لَدَيْهِم القدرةُ عَلَى اكتسابِ الْوَعْي واملبادرةِ بِنَشْرِه ،لِذَا قَرَّرْنَا االنتشارَ فِي أَكْثَرِ مِنْ مكانٍ وتغطيةِ عدةِ أماكنَ لِيَصِل مفهومَنا إلَى الْجَمِيعِ ،بدايةً مِن اجملمعِ األَدَبِيّ وانتقالًا إلَى اجملمعِ الْعِلْمِيّ حَتَّى النَّادِي الرِّيَاضِيّ. حكّ الطَّالِب رأسهُ متسائلًا :وكيفَ قُمْتُم بِذَلِك بالظبط؟ أَعْنِي مَاذَا كَانَت اخلطةُ املعدةُ لِلتَّنْفِيذ؟ أجابَ الْأُسْتَاذ :سؤالٌ جَيِّد ،فَكَمَا يُقال "لو كانَ لَدَيّ مثانِ ساعاتٍ لقطعِ شجرةٍ الستغرقت ستًا مِنْهَا أسُن الْفَأْس". قَرَّرْنَا القيامَ بإعالنٍ قبلَ كُلّ أيامِ الْحَمَلَة ،وَقُمْ نَا ببثٍ مباشرٍ مِن محلتنا فِي نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ يوضحُ إجراءاتِ التربعِ بالدمِ وملخصَ محلةِ التَّوْعِيَة ،وَقُمْنَا بِتَوْضِيح فَوَائِد التَّبَرُّع ،ومَن لَا يستطيعُ التَّبَرُّع ،باإلضافةِ إلَى املشاركاتِ التحفيزية. رُفِعَت إحْدَى الطالباتِ يدَها لَتَسْأَل قائلةً :وَهَل قُمْتُم بكلِ هَذَا العملِ وحدَكم؟ أجابَ الْأُسْتَاذ :بالطبعِ لَا ،كَانَ ذَلِكَ بالتعاونِ مَع احتادِ الطَّلَبَة لكليةِ الصَّيْدَلَة وطالبِ مِن أجلِ مِصْر ،باإلضافةِ إلَى التعاونِ مَع بنكِ الدَّم.
سَأَلَه غريهُ :وَمَاذَا أيضًا يَا أُسْتَاذُ؟ فَأَجَاب :الْآن سأروي لَكُمْ عَنْ محلةِ التوعيةِ بسرطانِ الثَّدْي. كَانَت مِن أكثرِ احلمالتِ الَّتِي أثَّرت فِي نَفْسِي وَاَلَّتِي متّت بتعاونِ أعضاءِ EPSFمَع أطباءِ معهدِ األورامِ بدمنهور وَذَلِك لتوضيحِ املعلوماتِ األساسيةِ حولَ املرضِ و توفريِ أدواتٍ للفحصِ واستخدامِ السونارِ أيضًا ،باإلضافةِ إلَى تعاوننا مَع املعهدِ القَوْمِيّ للمرأةِ ومَع مجعيةِ future doctorبنقابةِ أطباءِ الْبَحِريَة .كَان اهتمامُ اجلمعيةِ باملرضِ حِينِهَا ألسبابٍ عِدّة ،لَا ننسىٰ طبعًا دورَ املرأةِ الْحَقِيقِيِّ فِي املُجتمع ،وكُلٌ مِنّا جيبُ عَلَيْه تقديرُها وحماولةُ جتنُبِ مرضٍ كـهذا. مَا زَالَ سرطانُ الثَّدْي مِن أكثرِ األمراضِ الشائِعةِ بَيْن النساءِ وَاَلَّذِي قَدْ يَتَخَطَّى حاجزَ املليون وَنِصْف سنويًا؛ لِذَلِك قُمنا بِهَذَا التعاونِ لنشرِ التَّوْعِيَة وللفحصِ والتنبيهِ عَلَى أمهيته. متّ اإلعالنُ عَلَى الصفحةِ اخلاصةِ لـ EPSFعَن تواجدِ محلةٍ للتوعيةِ باملرضِ فِي النَّادِي االجْتِمَاعِيّ بدمنهور فِي أُكْتُوبَر عامَ ،2٠١٨بالنسبةِ لِي حدثٌ لَا يُنسىٰ ،أتذكَرُ أنّنا قُمنا بنشرِ اإلعالناتِ والقصاصاتِ الورقيةِ مَعَ بَعْضِ األشياءِ اجلذابةِ ،باإلضافةِ إلَى قِيَامُنَا بتنفيذِ شكلِ وشاحٍ للمرأةِ تكرميًا لَهَا. كلُ هَذَا متّ بـأعضاءِ EPSFأَثْنَاء ورشةِ عملٍ لتنظيمِ الْحَمَلَة .وكانَ شعارُنا األهمُ هُو "إنتِ لسّه مجيلة" ،وَهَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ .مِن نقاطِ قوةِ احلملةِ أَنَّهَا أُقيمتِ قَبْلَهَا بعامٍ فـكان لَدَى فريقُ العملِ الْمُكَوَّنُ مِنْ ٥٠عضوًا فكرةٌ عَن الْحَمَلَة ،ولألسف كونُ بعضِ السيداتِ مِن مناطقَ بعيدةٍ عَن دَمَنْهُور لَمْ يَكُنْ شيئًا مُرضيًا ،وَمَن املميزاتِ األهمِ هُو الْوَعْي لَدَى النِّسَاء ،ومحدًا لِلَّهِ عَلَى مُشاركيت وَعَلَى فاعليةِ الْحَمَلَة . تَوَقَّف ليلتقط األستاذُ أنفاسَه ثمّ استكملَ :مِن احلمالتِ املؤثرةِ أيضًا فِي نفسِ العامِ كَانَت محلةُ التوعيةِ بأسلوبِ حياةٍ صِحِّي ،وَاَلَّتِي متّت فِي نُوفَمْبِر 2٠١٨لتستمرَ عدةَ أَيَّام ،أتذكرُ أنّها متّت فِي قريةِ حُمُور ،و مُسْتَشْفَى الرَّأْي الصاحلِ وَالْمَبَرَّة ،و نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ وصيدلياتُ شارعِ عرابي بـدمنهور ،بِالْإِضَافَة لكليةِ الصيدلةِ جامعةِ دَمَنْهُور وأيضًا بالتعاونِ مَع صيدليةِ نَوْفَل.
كَان اهلدفُ مِنْهَا هُوَ معرفةُ منطِ احلياةِ الصحي ورؤيةُ مسارِ الصحةِ لَدَى اجملتمعِ وَمَن ثَمّ تُقدمُ بَعْض النصائحِ وَالْإِرْشَادَات ،متّت التوعيةُ ملسبباتِ بعضِ األمراضِ مثلَ السمنةِ و ارتفاعِ ضغطِ الدمِ ،باإلضافةِ إلَى بعضِ التحرياتِ الَّتِي نفعتنا حِينِهَا ،كَانَت محلةً مُثمرةً ،ومتّ اإلعالنُ عَنْهَا مبختلفِ الطُّرُق؛ فلتعلموا أنّ الصحةَ مِن أساسياتِ التقدمِ وَبِدُونِهَا نَحْن دُون. أَكْمَل األستاذُ حَدِيثِه مُنتقِلًا إلَى محلةِ أُخْرَى تَجَلَّى فِيهَا دورُ أبطالِ تِلْك اجلمعيةِ كأطباء ،ومسامهتُهم فِي حتقيقِ أَهْدَاف الدولةِ الصحيةِ قائلًا: كَانَتْ لَنَا رؤيتُنا الْخَاصَّة حيثُ آمنّا مبقولة إجنازاتٌ صغريةٌ حتفظُ حيواتٍ كثرية. جَاءَت " ١٠٠مليونِ صحة" وَهِي محلةٌ أطلقتها الدولةُ باجملانِ لشعبها ،وَقَدْ كَانَ لَنَا دورٌ فعالٌ بِهَا ،إذ قُمْنَا باملشاركةِ مِن خاللِ التوعيةِ بكليةِ الصيدلةِ عَن مَدَى خطورةِ فريوسات الكبدِ ،قدميًا كَان فريوسُ الكبدِ مستفحِلًا فِي مصرَ و أُصيبَ بِهِ الْكَثِريُ ،ولألسفِ زادَ تبعًا لِذَلِك معدلُ الوفاياتِ. ومبرورِ السننيِ وَمَع التقدمِ العالجي اسْتَطَاعَت مصرُ تقليلَ نسبةِ اإلصابةِ وَجَاءَت محلةُ ١٠٠مليونِ صحةٍ خريُ ختامٍ لتلكَ السِّنِني. واستكمالًا يَا أعزائي لتوَهُّجِ جلنةِ الصحةِ الْعَامَّة ،فَلَم أنْسَ أبدًا فعالياتِ محلةِ التوعيةِ بامليكروبِ احللزونيِ و الَّذِي يعدُ أحدَ أشهرِ األمراضِ الَّتِي كَانَ مِنْ املمكنِ أَن يُصابَ بِهَا املرءُ فِي عَصْرِنَا ،فَقَد اسْتَمَرَّت احلملةُ مَا يقربُ مِن الشهرِ وَتَضَمَّنَت أماكنَ عدةً ،أتذكرُ جيدًا أنّها أُقيمَت فِي قريةِ بسطرة واجملمعِ الْعِلْمِيّ للكلياتِ وَالنّادِي الرِّيَاضِيّ بدمنهور .كَان هدفُنا األساسيُ توعيةَ أكثرَ مِنْ أَلْفَيْ شخصٍ لَا يعرفونَ عَنْهُ إلَّا الْقَلِيلُ وَقَدْ كَانَ لَنَا مَا أَرَدْنَا. توقفَ األستاذُ عَن احلديثِ بُرهةً ثمّ ولّى نَظَرِه فَإِذَا بِهِ يَرَى طالبًا أَشْبَهَ بِمَنْ حيلمُ فِي يَقَظَتُه فأحبَ أَن يُداعبَه قائلًا :أشردت مفكرًا أَم الهيًا؟ أَم أنّ حَدِيثَي أصبحَ مملًا وإكتفيتم مِنْه؟ ع فوًا أُسْتَاذِي ،ولكنّي كنتُ أفكرُ أنّه يوجدُ الكثريُ مِن األمراضِ األشدِ خطورةً واألكثرِ انتشارًا كأمراضِ الْقَلْب مثلًا ،فَقَد قرأتُ أنّه أيضًا كَانَ مِنْ أكثرِ األمراضِ الْمَوْجُودَة خطورةً؛ لِذَا ألَمْ يَكُنْ لَكُم حديثٌ حَوْله؟
أَجَابَه الْأُسْتَاذ :بِالطَّبْع! فَقَد استبقتَ األحداثَ ألنّ هَذَا مَا كنتُ سأحتدثُ عَنْه ،إنّها محلةُ "اشحن قلبك" اخلاصةُ بالتوعيةِ بأمراضِ القلبِ أَحِبَّائِي ،وَقَدْ كَانَ صَدَاهَا بِالنِّسْبَة إيلّ خصيصًا لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ ،فَقَد استمتعتُ بالعملِ بِهَا كثريًا فَمَا أمجلَ أَن تشعرَ حباجةِ مَن حولَك لتصحيحِ وَلَو حَتَّى معلومةٍ واحدةٍ ألنّها ستغريُ الْكَثِري ،فَقَد كانَ الرتكيزُ بالنسبةِ إلَيْنَا عَلَى التواجدِ فِي مدارسَ كمدرسيت عمرِ الْوَكِيل والراهبات ،وبالطبعِ تواجدُنا جبامعةِ دَمَنْهُور وقريةِ بسطرة ثُمّ نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ ،وأذكرُ أيضًا أنّ اهلدفَ تَخَطِّي األربعةَ آالفٍ ومخسنيَ شخصًا كَانَ قَدْ متّت توعيتهم. دَعُونِي أختتمُ قطارَ جلنةِ الصحةِ العامةِ لِهَذَا العامِ حبدثٍ مِن أكثرِ األحداثِ الَّتِي لطاملا انتظرتُها طوالَ سنواتي الَّتِي شاركتُ فِيهَا مبكتبِ االحتادِ إلَّا وَهِيَ إمداداتُ رَمَضَان .فرؤيةُ اجلميعِ متشوقًا للتعبئةِ واملشاركةِ فِي سبيلِ اخلريِ كَان أكثرَ مَا يُبهجُ ثَغري ويشرحُ صَدْرِي ،فَهَذَا هُوَ املخزى الْحَقِيقِيِّ الَّذِي تَجْمَعُنَا مجيعًا لِأَجْلِه ،هَذَا سببُ وجودنا يَا رِفَاق ،فَقَد شَمْلَنَا نَادِي القواتِ املسلحةِ لِهَذَا الْعَامّ بكلِ مَا أَتَيْنَا بِهِ مِنْ زادٍ وخريٍ لنهدي أنفسَنا أولًا ثمّ الْمُحْتَاجِني متنفسًا مِن احلبِ وَالدِّفْء وَالْخَيْر. يَخْطُو خطواتٍ قليلةٍ عَلَى أرضِ املنصةِ اخلشبيةِ وكأنّه يَخْطُو عائدًا بِالزَّمَن ،ثمّ اسْتَطْرَد قائلًا :أذكرُ تلكَ اللَّحَظَات. متّ تعينيُ السيدِ مُحَمَّد بَرْغَشٌ كمسئولٍ للجنةِ التطويرِ املهين ،عرضُه خلطةِ العامِ ،وتنفيذُها ،حَوَت األجندةُ العديدَ مِن األحداثِ مثلَ "إيفولف"، محلةُ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ ،نَادِي التطويرِ املهين باإلضافةِ إلَى مشروعِ الدَّمَج. قطعَ طالبٌ خطَ ذِكْرَيَاتِه حِينَمَا وجّهَ إلَيْه سؤالًا مستفسرًا عَن أحداثِ جلنةِ التطويرِ املهين .أجابَه الْأُسْتَاذ :هه وكأنّك تقرأُ أفكاري. اِرْتَسَمَت االبْتِسَامَة عَلَى وجهِه ونسجَت خيوطَ ذِكْرَيَاتِه بدايةً مِن أحداثِ "إيفولف". استمرَ احلدثُ بداي ةً مِنْ الثَّانِي والعشرينَ مِن شهرِ نُوفَمْبِر و حَتَّي الثالثَ عشَر مِن شهرِ دِيسَمْبِر ،مشتملًا تروجيًا عربَ اإلنرتنتِ واحملاضراتِ واملسابقات .أحببْتُ حدثَ "إيفولف" الشرتاكِ أكثرَ مِن جلنةٍ فِي تنظيمِه وإمتامِه ،جلنةُ التطويرِ املهين ،جلنةُ التسويقِ ،جلنةُ اإلعالمِ والدعاية، وأيضًا جلنةُ العالقاتِ الْخَارِجِيَّة ،أحبُ رؤيةَ األعضاءِ مِن خمتلفِ اللجانِ مُجْتَمَعِنيَ عَلَى شىءٍ واحدٍ ،أَن نكونَ معًا كشجرةٍ واحدةٍ مبختلفِ فروعِها وأوراقِها ،كانَ هدفُنا إنتاجَ مثرةٍ طَيِّبَة.
تَوَقَّفَ عَنْ احلديثِ قليلًا مُعقبًا عَلَى ذلكَ مازحًا :اعذروني . .مِن املفرتضِ أنّها حماضرةٌ للتعارفِ ولكنّي لَا أنْفَكُ أحتدثُ كأستاذٍ جامعيٍ لَا يتوقفُ عَنْ الْحَدِيثِ. ردَ أحدُ الطالبِ :صدّقين حننُ مستمتعونَ كثريًا حبديثِك فأرجوك أَن تُكمل ،أَخْبَرنَا مثلًا عَن رؤيةِ احلدثِ ،وَكَيْف تَحَقَّقَت؟ تنهدَ براحةٍ ألنّ الطالبَ لَم ميلوا مِنْه ،فَأَكْمَل :حسنًا . .كَانَت رؤيةُ جلنةِ التطويرِ املهين لِهَذَا احلدثِ هُو تزويدُ الطالبِ بلمحةٍ عامةٍ عَن التغذيةِ واملهنِ اإلكلنيكية ،والتدريبِ عَلَى املهنِ الصَّيْدَلِيَّة .وبنهايةِ احلدثِ كنتُ سعيدًا جدًا كفردٍ مِن اجلمعيةِ فَلَقَد تعاونّا جيدًا معًا ،كُنَّا متحمسنيَ لبدءِ هَذَا املشروعِ ألنّه ذُو قيمةٍ كبريةٍ ملعظمِ أعضاءِ جمموعةِ الْعَمَل ،وشاركنا فِي الرتويجِ والدوراتِ وورشِ الْعَمَل ،تبادلنا بياناتِ املهنِ واألمراضِ بَيْنَنَا. ارتسمَت بسمةٌ خفيفةٌ عَلَى وجههِ ناظرًا إلَى النَّافِذَة ،هَل يَبْدُو الطقسُ أكثرَ صفوًا الْآن بِذِكْرَى األحبابِ؟ أَم أنّه كَان فَقَط يُتَوَهَّم؟ بالتأكيدِ إنّها ذكرياتٌ تلوحُ فِي السماءِ فتجعلُ اجلوَ أكثرَ دفئًا وصفوًا. تنهدَ عاليًا ثمّ قَالَ لَهُمْ :إذَا أَرَادَ أحدٌ مِنْكُمْ أَنْ يأكلَ أَو يشربَ فَلَا يَسْتَحْيِ فإنّ حَدِيثَي قَدْ يَطُولُ ،ثمّ أَرْدَف :واآلنَ نستكملُ أَحْبَابِي معًا ماهُو باقٍ مِن بريقِ جلنةِ التطويرِ املهين فِي ذَلِكَ العامِ حبملةِ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ وَاَلَّتِي تعدُ مِن أهمِ املشاريعِ الَّتِي تقومُ بِهَا اللجنةُ سنويًا ،إلنّها عمادٌ لعملِ اللجنةِ وحجرُ أَسَاسُهَا ،فَفِيهَا قمْنا بتوعيةٍ تشملُ مهنةَ الصيدليةَ -مهنتنا العزيزة -بكلِ جوانبِها وجماالتِها ،وحرصْنا عَلَى تنويعِ أماكنِ محالتنا ،فَقَد تَنَوَّعَت مَ ا بَيْنَ كليتنا الغاليةِ ومدرسةِ الصفوةِ وَالنّادِي الرِّيَاضِيّ بدمنهور وصيدليات أَبُو حِمْص وَقَرْيَة زَاوِيَة غَزَال. وأيضًا مِن املشاريعِ الَّتِي عَلَّمْتَنِي الكثريَ والكثريَ عَلَى مدارِ سَنَوَات كَوْنِي أحدَ أعمدةِ هَذَا الصرحِ الْعَظِيمُ هُوَ ناديّ املفضلُ وَهُو "نادي التطويرِ املهين" ،فَقَد كنّا ننتظرُه لِما كَان يَحْتَوِيهِ مِنْ أنشطةٍ وحمتوىً عَظِيمٌ يشملُ كُلُّ مَا حيتاجُه الصَّيْدَلِيّ ليتعلمه ،فَكَانَت قصريةَ الْمَدَى عميقةَ األثرِ لَدَيْنَا ،وَقُمْنَا بعملِ مخسةِ نوادٍ عَلَى مدارِ السنةِ تَوَزَّعَت مَا بَيْنَ نقابةِ صيادلةِ الْبَحِريَة ونادي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ. و الْآن أُرِيدُ أَنْ أُهني رحلتنا فِي جلنةِ التطويرِ املهين بفكرةٍ مِن أكثرِ األفكارِ الْمُؤَثِّرَة بِي شخصيًا -واليت حتولَت حلقيقةٍ ومشروعٍ حي -وَهُوَ مَا أَطْلَقْنَا عَلَيْه مشروعَ الدَّمَج .فَكَان الدمجُ بالتعاونِ بَيْن أربعِ جلان ،جلنةُ الصحةِ الْعَامَّة ،وجلنةُ التعليمِ الْمُسْتَمِرّ ،وجلنةُ التطويرِ املهين وأيضًا جلنةُ التبادلِ الطالبي.
فَكَان اهلدفُ مِنْ هَذَا التعاونِ املثمرِ هُو التوعيةُ بكيفيةِ التَّعَامُلَ مَعَ الْأَطْفَال ،وأذكرُ وَقْتِهَا أنّنا قُمْنَا بزيارةِ مراكزَ لألطفالِ والتقينا بِهِم ،وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أكثرِ األوقاتِ الَّتِي اسْتَمْتَعْت بِهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ ،وأيضًا قُمْنَا بزيارةٍ ملستشفى دَمَنْهُور الْعَامّ ونادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ .فَكَان نِعمَ اخلتامُ لنِعمَ اللجانِ بِالسُّنَّة ،وَكَان تأكيدًا أنّ العملَ التطوعي طُالَّبِيٌّ مَا هُوَ إلَّا إثراءٌ لروحِك أولًا ثُمّ لِغَيْرِك. سَأَلْتُه طالبةٌ :أَمَّا مِن مؤمتراتٍ خَاصَّة لشرحِ أجزاءَ مُعَيَّنَة مرتبطةٍ مبجالنا كطالبٍ يَسْعَوْن كلَ السَّعْي لِاكْتِسَاب مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ مَعْلُومَاتِ؟ كُلّ معلومةً قَد تُنقذُ حياةَ شَخْصٌ فِي أخرِ حلظةً وحننُ كَمَا يقولُ الناسُ مالئكةَ الرمحةِ ،فَهَلْ كَانَ للطالبِ الْمُجْتَهِدِين نصيبٌ فِي مُسَاعَدَتِهِم للوصولِ إلَى مبتغاهم؟ فَأَجَاب قائلًا :سأُحدثُكم عَن تلكَ الل جنةِ الْآن وسرتين كَمْ مِنْ الفرصِ العظيمةِ الَّتِي توقرها تلكَ اللجنةُ للطالبِ لَيْس فَقَط ألعضاءِ الْجَمْعِيَّة ولَكِن لطلبةِ كليةِ الصيدلةِ أَجْمَعِني. فَسَأَل أَحَدٌ الطُّالَّب :وَهَل هذهِ اللجنةُ تتضمنُ املؤمتراتِ الَّتِي ذكرتَ لَنَا أنّك حَضَرَتْهَا؟ فَأَجَابَه األستاذُ :بِالضَّبْط .هَذَا مَا حدثَ ،فَهُنَاك جلنةُ التعليمِ املستمرِ ،و هِي اللجنةُ األمُ و املسئولةُ كليًا عَن املؤمتراتِ العلميةِ الَّتِي أقيمَت فِي جامعتِنا فِي جماالتِ البحثِ الْعِلْمِيّ وكلِ مَا خيصُ العلومَ بِمَا فِي ذَلِكَ علمُ الصيدلةِ الْأَعْظَم ،فلتعلموا أنّ العلمَ حبرٌ لَا ساحلَ لَهُ وَ أنّه مَهْمَا بَذَلْنَا مِن جهدٍ فإنّه لَا يُمكنُ لبشرٍ أَن يَحويه كُلُّه ،فَهُو حبرٌ عذبُ الشرابِ كُلَّمَا اغرتفتَ مِنْه زادَت رغبتُك فِي املزيدِ واملزيدِ ،وَهَذَا كَانَ سببًا فِي إصراري حلضورِ تِلْك املؤمتراتِ الَّتِي جتعلُ الفردَ منّا يُحسُ بعظمةِ وأمهيةَ مَا يدرسُه. كانَ مِن مؤمتراتِ ذَاك العامِ مؤمترُ "خطوةٌ عَلَى الطريق" وَهُو أهمُ املؤمتراتِ الَّتِي تُقامُ سنويًا عَلَى مُسْتَوَى االحتادِ كُلُّه ،وَفِي هَذَا العامِ كانَ احلظُ حليفَنا حيثُ كنّا مُستضيفيه فِي كُلّيتنا هَذَا الْعَامِ و قمّنا بالتحضرياتِ والرتتيباتِ عَلَى قدمٍ وساقٍ -كما يقولون -وقمّنا بعملِ استبيانٍ ملعرفةِ املتطلباتِ الَّتِي قَدْ حيتاجُها الطلبةُ لتوفريِ أفضلِ بيئةٍ مناسبةٍ ملثلِ هَذَا الْحَدَثَ. وَانْطَلَقَت البدايةُ منذُ 2٠١٨/١١/٣حتى 2٠١٨/١١/١٠ثم انتقلْنا بعدَها للرتويجِ للمؤمترِ فِي طريقنيَ أحدُمها كَان اإلنرتنت منذُ 2٠١٨/١2/7 حَتَّى 2٠١٩/2/٥و هدفُنا قَد حتققَ عَبَّر مئةٍ وعشرِ طالبٍ و الْأُخْرَى كَانَتْ عَلَى أرضِ الواقعِ وَكَانَتْ فِي خاللِ الفرتةِ مَا بَيْنَ االربعِ مِن
دِيسَمْبِر وَحَتَّى اخلامسَ عشرَ لعامِ 2٠١٨ولَكِن حدثَ مَا لَمْ يكنْ فِي احلسبانِ حيثُ حدثَت لَنَا هزميةٌ مؤقتةٌ و ألسبابٍ مَا وَقْتُهَا لَمْ يَتِمَّ الْمُؤْتَمَر. فعقبَ طالبٌ بنظرةِ حزنٍ حتملُ بعضَ املواساةِ قائلًا :هَل تَعْنِي أنّ هَذَا العامَ مَرَّ دُون مؤمتراتٍ أَو أحداثٍ نظرًا لِمَا مَرَرْتُم بِه؟ فابتسمَ األستاذُ وقَال :لَقَد تُعَلِّمْنَا فِي هَذَا املكانِ أنّه لَا مكانَ لليأسِ بَيْنَنَا وَ أكملَ قائالً :بعدَ شَهْرَيْنِ مِنْ هَذَا احلدثِ حتمسنا إلقامةِ مؤمترٍ جديدٍ مرةً أُخْرَى فَكَمَا قلُت ليسَ اإل حباطُ مِن شِيَمنا ،كَانَ يُدْعَى "بيبلوتيكا" اسمٌ غريبٌ ألَيْس كَذَلِك؟ انْتَشَرَت سريةُ هَذَا املؤمترِ بنيَ الْجَمِيعِ كَمَا تنتشرُ النارُ فِي اهلشيمِ فباتَ الكلُ يتحدثونَ عَنْ هَذَا الْمُؤْتَمَر الَّذِي كانَ مضمونُه عَن القراءةِ وفوائدِها حتتِ شِعَار "كلماتٌ لَيْسَت كالكلمات". استمرَ املؤمترُ مِنْ الثَّانِي مِنْ شهرِ أَبْرِيل لعامِ 2٠١٩وحيت األولِ مِن يُولِيُو لنفسِ الْعَامّ ،و بَدَأَت خطوةُ الرتويجِ لَهُ فِي اجملمعِ الْعِلْمِيّ ومتّ افتتاحُه فِي مكتبةِ مصرَ العامةِ ومَا زَادَ سيطُه هُو أنّه امتدَ إلَى معرضِ الكتابِ الدُّؤَلِيّ وَمَن ثَمّ افتتاحُ نَادِي الْكِتَاب ،و كَان أكثرَ املؤمتراتِ الَّتِي سطعَ ضوءُها لِهَذَا الْعَامّ. أخذَ األستاذُ نفسًا عميقًا ثُمّ تسائلَ ضاحكًا :أَرَى عيونًا بَدَأ يغلبُها النعاسُ وبَعْضُكُم يتهامسُ متسائلًا أسيبقى أستاذُنا يتحدثُ عَنْ تِلْكَ األجمادِ حَتَّى العامِ القادمِ أمّ مَاذَا؟ فضحكَ الطالبُ وعلّقوا سريعًا طالبنيَ بِأَن يستكملَ حَدِيثِه و مَا زادَ الطالبَ محاسًا عِنْدَمَا سألَ أَحَدُهُم :هَل اقتصرَ دورُ جلنةِ التعليمِ املستمرِ عَلَى املؤمترات فَقَط؟ فَأَجَاب األستاذُ :كلّا ،فَهُنَاك بعضُ املشاريعِ الْأُخْرَى الَّتِي قَامَتْ عَلَى أسسٍ كثريةٍ لنشرِ الْوَعْي خبصوصِ موضوعٍ معنيٍ أَو التعمقِ فِي حبارِ العلومِ الواسعةِ تَحْت مُسَمَّى يُدْعَى "األصل" .كَانَ ذَلِكَ فِي الفرتةِ مَا بَيْنَ الثَّامِنِ عَشَرَ مِنْ نوڤمرب وَحَتَّى الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ لعامِ ،2٠١٨ واستغللنا فِي الرتويجِ لهُ وسائلَ التواصلِ االجْتِمَاعِيّ وَكَذَا عَلَى أرضِ الواقعِ و انتشرنا كاجليشِ الزاحفِ فِي كليةِ الصيدلةِ و هَكَذَا عَلَى صفحةِ اجلمعيةِ نُسهِبُ فِي احلديثِ عَن أصلِ العلومِ و كَانَت منشوراتٍ حتملُ الكثريَ مِن املعلوماتِ املبهرة وَاَلَّتِي لَمْ أَكُنْ أعرفُ عَنْهَا شيئًا ،كَمَا اهتممنا بتوضيحِ أصلِ كلٍ مِنْهَا وَ تارخيِها و كَان لنقابةِ صيادلة البحريةِ دورٌ بارزٌ فِي ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ استقبالِنا كَعَادَتِهَا لِتَكُون ملجأنا الدَّائِم ملثلِ هَذَا املشروعِ الْقَيِّم .وأخريًا كَنّا نعلمُ بدورِ اخليالِ العِلْمِيُّ فِي كلِ األعمالِ الكتابيةِ أَو التلفزيونية وتأثريِها السَّاحِر؛ لِذَا قُمْنَا بالرتكيزِ عَلَى هَذَا األمرِ
و اِحْتَلّ مكانةً كبريةً كمشروعٍ مميزٍ فِي هَذَا العامِ وَذَلِكَ فِي الفرتةِ مَا بَيْنَ التاسعِ عَشَرَ مِنْ مَارَسَ وَحَتَّى الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ أَبْرِيل لعامِ،2٠١٩ حيثُ قمّنا بالرتويجِ لِهَذَا املشروعِ و اهتممنا حينَها بنشرِ منشوراتٍ غريبةٍ غريِ مألوفةٍ عَن مواضيعَ ممتعةٍ ختصُ اخليالَ الْعِلْمِيّ ،كمعرفةِ حقيقةِ جهازِ كشفِ ال كذبِ وغريُها مِن املواضيعِ اجلذابة ،و أُقِيمَت أربعُ حماضراتٍ فِي نِقَابَه الصَّيَادِلَة وحَقَّقْت هدفها الْمَرْجُوّ فِي معرفةِ أكثرِ مِن ألفِ طالبٍ لِهَذَا الْمَشْرُوع .حقاً تِلْك اللجنةُ ماهي إلَّا كالبحرِ السَّخِيّ الَّذِي يُعطيكَ مِن العلومِ واملعرفةِ مَا تريدُ وَزِيَادَةٌ. طلبَ األستاذُ مِنْ الطُّلَّابِ أَنْ يَأْخُذُوا فرتةَ اسرتاحةٍ قليلةٍ ومسحَ ملَن أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ خيرجُ مِن حماضرته أَنْ يَذْهَبَ ،وبعدَ دقائقَ معدودةٍ عادَ الطالبُ متحمسني إلَى مُدرجهم منتظرينَ مَا سُيكملهُ لَه أستاذُهم. قبلَ أَنْ يَبْدَأَ فِي االسرتسالِ سألتهُ طالبةٌ جنيبةٌ :سَمِعْنَا عَنْ أشياءَ عظيمةٍ ومواردَ ومنافعَ أَعْظَم ،ولَكِن ليسَ هناكَ فائدةٌ مِنْ هَذَا أَنَّ لَمْ يَكُنْ الطالبُ حمطَ اهتمامٍ وَرِعَايَة ،فَكَيْف اسْتَطَعْتُم موازنةَ مَا بنيَ هَذَا وَذَاكَ؟ أَجابَها الْأُسْتَاذ :شعارُنا األولُ دائمًا الصديقُ قَبْلَ الطَّرِيق ،فكيفَ نُمهدُ الطريقَ والصديقُ ليسَ جاهزًا لتقبُلِ مصاعبِ الطَّرِيق؟ لِذَا فَقَدْ كَانَ هناكَ جلنةٌ تُدْعَى جلنةٌ العالقاتِ الداخليةِ وَاَلَّتِي تَعْنِي بأعضاءِ اجلمعيةِ وحترصُ عَلَى راحتِهم وَمُسَاعَدَتَهُم فِي كُلِّ مَا يَحْتَاجُونَهُ أَوْ فِي حِلِّ مشكالتِهم سواءً كَانَتْ فِي اجلمعيةِ أَوْ غَيْرِهَا. قَامَت جلنةُ العالقاتِ الداخليةِ مبجهودٍ عظيمٍ فِي هَذَا الْعَامِ ورُكِزَت تِلْك اجلهودُ عَلِيّ كيفيةِ تطويرِ املوردِ الْبَشَرِيّ و حتقيقِ أكربِ قدرٍ مِن االِسْتِفادَةُ مِنْ إِمْكانِيَّاتُه .فَكَمَا قالَ لُورانس بوسيدي" :أنا مقتنعٌ بِأَنْ لَا شيءَ نفعلُه أكثرُ أمهيةً مِن توظيفِ الناسِ وتطويرِهم .فِي هنايةِ اليومِ ،نَحْن نراهنُ عَلَى الناسِ ولَيْسَ عَلَى االسرتاتيچيات .وعملًا بِهَذَا املبدأِ عَمِلْت اجلمعيةُ بشكلٍ عامٍ وجلنةُ العالقاتِ الدخليةِ بشكلٍ خاصٍ عَلِيّ نشرِ الْوَعْيِ وَ الِاهْتِمَام بتطويرِ مهاراتِ طالبِ كليةِ الصَّيْدَلَة و ترسيخِ مبدأِ العملِ التطوعي ،فَقَامَت بتنظيم عِدَّة محاالت أَهَمِّهَا :حَمْلُه جوهرُ الشئ "" elixirالتّي تَحَدّثَت عَن أمهيةِ التطوعِ وَمَبَادِئِه والنتائجِ اإلجيابيةِ الَّتِي جينيها الفردُ منَ املشاركةِ فِي عملٍ تطوعيّ. وأُكمل حَدِيثَي حبملةِ املواردِ الْبَشَرِيَّة وَاَلَّتِي قَدْ تَوَجَّهَتْ بشكلٍ خاصٍ إلَى التحدثِ عنْ كيفيةِ تنميةِ املهارات ،وتوظيفها بشكلٍ سليمٍ فِي سوقِ الْعَمَل .وأخريًا أَحِبَّائِي :محلةُ ضمانُ العقليةِ ،وهُنا تَوَجَّه االهتمامُ إلَى الصحةِ العقليةِ للفردِ وكيفيةِ الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَتَنْمِيَتِهَا بشكلٍ مستمرٍ.
آمَلُ أَلَّا أَكُونَ قَدِ أتعبتَكم يَا رِفَاق ،وخاصةً أنتَ أَيُّهَا الشاردُ ،مَا بِكَ عَزِيزِي؟ أجابَ الطالبُ معتذِرًا:اعْتَذَر أُسْتَاذِي ولَكِن ،كالمكَ هَذَا عَنْ صرحٍ عظيمٍ يَحْتَاج أَمَّا يُسَمَّى بالصندوقِ الْأَسْوَد؛ لتكملةِ عَمِل هَذِه اللِّجان بأكملها ،أليسَ كَذَلِك؟! أعجبين سُؤَالك كثريًا حقيقةً لِأَنَّك بدونِ شرحٍ فهِمتِ أَهَمِّيَّة اللَّجْنَة الَّتِي سأحتدث عَنْهَا الْآن. لطاملا حبثَ أبطالنا عنِ التطورِ فِي أَيِّ شئٍ يَقُومُون بهِ ،فهدفُهم األولِ و األخريِ هُوَ جَعْلُ ُ الطالبِ دومًا فِي أَعْلَى األماكنِ ،ولديهم كنزٌ مِن اخلربةِ، وَهُنَا جَاء دُور "األمني العام" فكانَ مبثابةِ الصُّنْدُوق األسودِ ،فَكَمَا هُوَ أمنيٌ عَلَى هَذَا الْمَكَانِ فَهُوَ أيضًا أمنيٌ عَلَى تعليمِ الطالبِ ،وَ جَعلِهُم أَفْضَلَ فِي جماالتِ عَمَلِهِم ،وتنميةِ مهاراتِهم فِيهَا ،وَهُنَا متَّ إطالقُ "دوّهنا" فِي زيّها الْجَدِيد مرةً أُخْرَى ،فكانَ هدفها هوَ تنميةُ مهاراتِ التعاملِ معَ بَرامِج “ ”Microsoftو “ ”Googleوَغَيْرِهِم مِنْ املهاراتِ املطلوبةِ فِي سوقِ العملِ ،كلُ ذَلِكَ فِي سبيلِ إخراجِ صَيْدَلِي ذُو خربةٍ وكفاءةٍ عاليتني ،وَقَد حازَت الْكَثِريَ وَالْكَثِريَ مِنْ الثناءِ وَالْإِقْبَال. يعلمُ اجلميعُ يَا أعزائي كَم مترُ األيامُ سريعًا فَكَمَا قَالَ أَبُو فِرَاس احلمداني "لقد زِدْت بِالْأَيَّام وَالنَّاس خربةً وجربت حَتَّى أحكمتين التجاربُ"، ونعلمُ أيضًا أنّ تقييمِ وَتَقْوِيم األخطاءِ شيءٌ حَضارِي ،وَلِذَلِك فَمَن الْمُهِمّ عقدُ اجْتِمَاع ملناقشةِ الْأَحْدَاث وتطويرها فِيمَا يُعْرَفُ بَال "اجلمعية العمومية" ،فَهُو اجتماعٌ كَان يقامُ عَلَى الْأَغْلَبِ مَرَّتَيْن سنويًا ملناقشةِ جَمِيع األوضاعِ وتقييم عملِ اللجانِ أيضًا ،فَقَد اعْتَبَرْنَاه مَجْلِسِنَا األمنيِ الَّذِي كُنَّا نبوح فِيه بكلِ مَا نُرِيدُ ،تَحْت شعارِ احمل بةِ واالحرتامِ والسماعِ اجليدِ آلراءِ الْآخَرِين ،فَفِيه تتمُ مناقشةُ كلِ اآلراءِ و تقييمِ هَذَا العامُ وَالتَّأْهِيل للعامِ اجلديدِ كَمَا لَوْ كانَ أبطالنا يُحَاوِلُون أَن تصبحَ منظومتهم كاملةٌ مُتَكَامِلَةٌ ،ولكي ينجحَ األمرُ يَجِبُ عَلَى مجيعِ األعضاءِ أَنْ يَكُونُوا عَلَى درايةٍ كاملةٍ وكافيةٍ بِمَا يَحْدُثُ دَاخِلٌ هَذَا االجتماعَ وملمني جبميعِ قَوَاعِدِه ،فكانَ مِن دورِ األمنيِ العامِ أَن يرسلَ لَهُم كلَ املعلوماتِ عَلَى شكلِ حماكاةٍ بسيطةٍ لِمَا يَحْدُثُ ،فَأُقِيمَت ورشةُ عملٍ كبريةٍ؛ لتعليمِ مجيعِ األعضاءِ الْجُدُد مِنْهُم والقدامى ،كَذَلِك كلُ مَا خيصُ اجتماعُ اجلمعيةِ العموميةِ لكى يَضْمَنُوا كفاءةَ االجتماعِ وَكَذَلِك كفاءةَ األعضاءِ. وَالْآن أعزائي دَعُونِي أطريُ بِكُم فَوْق السحابِ قليلًا؛ لنتحدث عَن واحدةٍ مِن أمجلِ وأمتعِ اللجانِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ،ولَكِن أُرِيد طرحَ سؤالٍ قَبْل الْإِقْلَاع :مَا هُوَ أَكْثَرُ مَا خييفكم فِي بدايةِ رحلتكم اجلامعيةِ؟
أجابَ أحدُهم :بِالتَّأْكِيد اللُّغَة يَا أُسْتَاذِي ،كَيْف سندرس باللغةِ اإلجنليزيةِ ونَحْن ندرسُ اللغةِ العربيةِ طِوَال كُلُّ هَذِهِ السنواتِ؟ فَأَجَابَ الْأُسْتَاذُ :أَنَا متفهمٌ بِالطَّبْع ،وَهَذَا حتديدًا مَا أردتُ سِمَاعَه إلخباركم مبحطةِ حتليقنا ،لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي أَحِبَّائِي ،تَتَمَيَّز جلنةُ التبادلِ الطالبى مبساعدهتا فِي ممارسةِ اللغةِ مِن خاللِ نَوَادِي اللغةِ وأيضًا معركةِ الكالمِ وَهَذَا مَا سأوضحه لَكُم. إنَّنِي أُومِن دائمًا بأنّ "املعارك مَا يُمَيِّزُهَا هُو املكسب" ،فمعركةُ الكالمِ هِى مسابقةٌ معتمدةٌ عَلَى اللغةِ بشكلٍ أَسَاسِيٌّ ،معركةٌ فريدةٌ حيثُ لَا يُوجَدُ خاسرٌ ،فَالْجَمِيع يكتسبُ معلومةً جديدةً إلَى مُعْجَمَة .فَهِى أيضًا مسابقةٌ توضحُ النطقَ الصحيحِ للكلماتِ وأغلبَ األخطاءِ الشائعةِ عِنْدَنَا طُول الْوَقْت ،فَيَقُوم الْجَمِيع بعملِ مقاطعٍ تسجيليةٍ وَكُلّ مقطعٍ مبعلومةٍ جديدةٍ لَنَا ومفيدة. فيمكننا القولُ أَنَّهَا معركةٌ يتألقُ فِيهَا احملاربُ وَالْأَسِري. وَ مَا أدراكم كَم كانَ هَذَا العامُ عامًا حافلًا بالنسبةِ إيلْ ،فَقَد كنتُ أمضيتُ فِي هَذَا املكانَ مَا يقاربُ الْخَمْس سنواتٍ أَشَاهِدٌ وَأَتَعَلَّم وَأَصْنَع األصدقاءَ ،وَمَن ثمَّ هَا هِيَ األجيالُ اجلديدةُ تَأْتِي إلَيْنَا؛ لنتشاركَ مَعَهُم رحيقَ الْمَاضِي ،ومنزجه حبماسةِ الْحَاضِر ،فِي تلكَ السنةُ كَانَت جلنةُ التبادلِ الطالبي تَسْعَى وهدفها الِاسْمِيّ هُو تأكيدُ اسْتِقْرَارِهَا ،ثُمّ البحثُ عَن كلِ مَا هُوَ جديدٌ ،فَقَدْ كَانَتْ تلكَ اللجنةَ عَلَى مدارِ سنواتٍ مصدرَ رهبةٍ لِلْجَمِيعِ حَيْثُ أَنَّنَا نرهبُ اللغةَ االجنليزيةَ ،ولَكِن منذُ عَامَيْن قَد مُرُوا ،قررتُ أَن أكسرَ حواجزَ خَوْفِي مِن تلكَ اللجنةِ ثُمّ وقعتُ فِي حَبُّهَا ،وَفِي تِلْكَ التفاصيلُ الصغريةِ بِدَاخِلِهَا وشعرتُ أَنَّهَا عاملٌ منفصلٌ بذاتهِ. أسرّتين فَكَرِه السَّفَر ،وَكَيْفِيَّة الرتويجِ لَهَا وَحُبِّي لِلْاِلْتِقَاء بأشخاصٍ مِن جنسياتٍ أُخْرَى ،ومشاركةِ الثقافاتِ ،وجاءَ وقتُ دعوةِ الطالبِ للسفرِ، وكانَ شعارُ هَذِه السنةُ ،رَصِيف رُقِم " " ٤/٣كما فِي الرِّوَايَةِ الشَّهِريَة "هاري بوتر" ،هَذَا الرصيفُ السَّحَرِيّ الَّذِي مبجردِ إجيَادِه تستطيعُ االنتقالَ إلَى عاملٍ مِن السحرِ لَا تَحْكُمُه قواعدُ البشرِ ،وَإِنَّمَا هُوَ عاملٌ قائمٌ بِذَاتِه يسحرك جبمالهِ وتفاصيلهِ الْكَثِريَة ،وجيذبك للتعلمِ. بَدَأ األمرُ بلقاءِ مسئولِ جلنةِ التبادلِ الطالبي مَع أعضاءِ فَريقِه؛ لتدريبهم عَلَى التحدثِ أمام الطالبِ ،ثُمّ كَانَتْ الفكرةُ اجلديدةُ لِتِلْك السنةِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ ورشةُ تعليمٍ للجمعيةِ كاملةً؛ لكسرِ حاجزِ اخلوفِ مِن جلنةِ التبادلِ الطالبي ،وَقَدْ كَانَ .فَفِي أَوَّلِ أيامِ العملِ فوجئنا بعددٍ لَمْ نَكُنْ نتوقعه يشاركُ مَعَنَا مجيعَ األيامِ والتحدثِ إلَى طلبةِ الكليةِ وَانْتَشَر احلدثُ عَلَى مجيعِ وسائلِ التواصلِ االجْتِمَاعِيّ ،بَل أَنَّنَا اسْتَعَنَّا أيضًا بأحدِ الْمَشْهُورَيْن بالسفرِ حولَ العاملِ وَطَرَحْنَا سُؤَال :مَاذَا حيدثُ لو كنتَ مَكَانَه؟ أَيْن تَودّ أَنْ تَذْهَبَ؟ وَقَدْ حَصَّلْنَا فِي هَذَا العامُ عَلَى وَاحِدٍ وَعِشْرِينَ
طالبًا مِنْ الْمُتَقَدِّمِنيَ لِلسَّفَر ،وبعدَ عِدَّة مقابالتٍ شخصيةٍ مَعَهُم ،كَان عددُ الْمَقْبُولَيْن لالنتقالِ للمرحلةِ الْأُخْرَى ستةَ أشخاصٍ .وَهَا هُم يَخُطُّون أَوْلَى خُطواهتم للبوابةِ السحريةِ عَسَى أَنْ يكونَ عاملُ السحرِ كرميًا مَعَهُمْ وأن تظلَ ملساتُه خالدةً فِي قُلُوبِهِمْ .ثُمّ جاءتْ هنايةُ العامِ وكانَ حدثُ "فاسيالندو" وَاَلَّتِي تَعْنِي أَن الرحلةِ بكلِ تَفَاصِيلِهَا أَهَمّ كثريًا مِن الوجهةِ ،أعتقدُ أنَّ ذَلِك كانَ باختصارٍ شديدٍ مَا حدثَ لِي خِلَال سنواتي فِي هَذَا الْمَكَانِ. وَأُرِيدُ أَنْ أوضحَ مشولَ هَذَا احلدثُ بِمَا أَنَّنَا متحدثني عَن السفرِ بكافةِ أشكالهِ ،أَتَذْكُر هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أُتيحت لَهُم فرصةُ السفرِ أَن تَمَسَّهُم ملسةً سحريةً وَسَافِرُوا بدونِ أَن يُعَبِّرُوا حدودَ البالدِ حنيَ استضافوا جنسياتٍ خمتلفةٍ فِي بُيُوتِهِمْ ،وَالْقَائِمِني عَلَى تسهيلِ تلكَ الفرصِ سَوَاءً داخليًا أَو خارجيًا ،وكانَ هَذَا احلدثُ حقًا ختامًا لرحلةٍ اسْتَمَرَّت أعوامًا بَل إنَّنِي لَا أفضلُ غريَها ،وَإِنَّمَا أُحِبُّ أَنْ أقولَ أَنَّهَا رحلةٌ اسْتَمَرَّتْ عَلَى مدارِها الذكرياتُ ،وَكُلَّمَا ظَلَّت الذكرياتُ حمفوظةً كُلَّمَا عَاشَت تلكَ الرحلةُ لِلْأَبَد. رَفَعَ أَحَدٌ التَّالَمِيذ يَدِه سائلًا أُسْتَاذِه :لَقَد ذُهلت أُسْتَاذِي حقًا بِمَا حكيته ،ولَكِنْ مَا هِيَ وَسَائِلُ تَطويرِ اللُّغَةِ لَدَى الطُّالَّب؟ فأجاب :اللغةُ عَزِيزِي هِي وسيلةُ التواصلِ بَيْن الناسِ ،لِكَي يستطيعَ اإلنسانُ التواجدَ والتواصلَ فِي اجملتمعِ عمومًا ،وَفِي العملِ خاصةً عَلَيْهِ أَنْ يتعلمَ اللغةَ أولًا ومهاراتِ التواصلِ ثانيًا ،لِذَلِكَ كَانَتْ اجلمعيةُ تقدمُ دائمًا الفرصةَ للتعلمِ حَتَّى تعلمِ اللغاتِ وخاصةً اإلنْجلِيزِيَّة ،ومتثلَ ذلكَ فِي نَوَادِي اللغةِ اإلجنليزيةِ الَّتِي كَانَتْ تعقدُ باستمرارٍ ،كانَ نَادِي اللغةِ اإلجنليزيةِ مزجيًا رائعًا منَ املرحِ والتعلمِ ،حيثُ حتصدُ معلوماتٍ جديدةً وتكتسبُ حصيلةَ كلماتٍ جديدةٍ عَن طريقِ األلعابِ والقصصِ واملسابقاتِ املرحة. ونظرًا ألمهيةِ نَوَادِي اللغةِ اإلنْجلِيزِيَّة ،عُقدَ فِى عامِ 2٠١٩/2٠١٨ثَمَانِيَةٌ نوادٍ ،بَدَءُوا مبرحلةِ الرتويجِ الَّتِي ظهرَ فِيهَا شغفُ ومحاسُ اجلميعِ للتعلمِ ،ذَلِك احلماسُ الَّذِي ازْدَاد معَ أولِ نادٍ وَاَلَّذِي أقيمَ فِي نَادِي دمنهورِ الرِّيَاضِيّ يومَ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ نوڤمرب لِعَام أَلْفَيْن وَثَمَانِيَةٌ عَشَر، ثُمَّ تَبِعَهُ النَّادِي الثَّانِي فِي يومِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ دِيسَمْبِر مِنْ نَفْسِ الْعَامّ ،وَبَ يْن نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ومكانِ عملِ املريخِ أُقِيمَت النوادي التاليةُ حَتَّى النَّادِي الثَّامِن وَالْأَخِري لِهَذَا العامُ وَاَلَّذِي كانَ فِي الثالثِ مِن يُولِيُو لعامِ أَلْفَيْن وتسعةَ عَشَرَ فِي نَادِي دمنهورِ الرِّيَاضِيّ. وَهَكَذَا أَحْ بَابِي ختمنا رحلةَ جلنةِ التَّبَادُل الطالبي لِهَذَا العامُ ،دَعَوْنَا نستكمل بَاقِي اللجانِ الَّتِي كانَت هدفُها مجيعًا خدمةَ الصَّيْدَلِيّ وتطويرِه.
فَعَلِق أحدُ الطالبِ :ولَكِن أُسْتَاذِي لَيْس اجلميعُ بقادرٍ على البحثِ واالهتمامِ بذلكَ اجملالُ ،فَهَل هناكَ جماالتٍ تَهْتَمّ مبجالِ العملِ واخلروجِ مِن الكليةِ وحميطها للتعاملِ فِي الْخَارِجِ؟ فابتسم األستاذُ معربًا عَن وصولِ الطالبِ للنقطةِ الَّتِي يريدُ التحدثَ عَنْهَا فِي اللجنةِ القادمةِ ،فردَّ بنفسِ االبْتِسَامَة :جلنةُ العالقاتِ اخلارجيةِ. وأكملَ :أَلَم يفكرَ أحدٌ مِنْكُم كَيْف اسْتَطَعْنَا أَنْ نتفقَ مَع كلِ تِلْك اجلهاتُ وأخذِ كلِ تِلْك التصرحياتِ مِن الكليةِ إلَى نقابةِ الصيادلة وصولًا للنادي وقاعاتِ املكتبات؟ وَأَكْمَل :هَذِه كَانَت مهمةُ جلنةِ العالقاتِ اخلارجيةِ وَهِي جلنةٌ مسئولةٌ عَن التفاوضِ لِإِتْمَام االتفاقاتِ وأخذِ التصرحياتِ؛ لَنَجِد -حننُ األعضاءُ- كلَ شئٍ مُقَدَّمٌ لَنَا سهلًا واملكان مهيّأً؛ لِيَسْهل لَنَا دورَ الشعورِ بِمَا يَحْدُثُ خلفَ الكواليسِ و لَم يقفْ دورُ تِلْك اللجنةُ عَلَى هَذَا وَحَسَب ،فأيضًا تَمَّت إقامةُ ورشُ عملٍ للعالقاتِ اخلارجيةِ؛ لتعليمِ تِلْك األسسُ لِبَاقِي أعضاءِ الْجَمْعِيَّة. ثمّ استطردَ سائلًا :أَلَم تتساءلوا خفيةً عَن دُورِ التسويقِ بِالنِّسْبَةِ إلَيْنَا ،فبالطبع كَانَ مِنْ املهمِ وجودُ جلنةٍ تَقُوم بِهَذَا الدَّوْرُ إلَّا وَهِيَ لَجْنَة التسويق، حَيْثُ تَمَّ مِنْ خِلَالِهَا إلقاءُ حماضراتٍ عَن جمالِ التسويقِ بشكلٍ خَاصٌّ .وَإِن سَأَلْتُمُونِي حبقٍ هَلْ لِهَذَا أَثَر؟ نَعَم أليسَ كُلٌ يَمْضِي ويَبْقَى األثرُ؟! لَم وَلَن أَنْدَمَ عَلَى مسامهيت بِأَيّ شكلٍ فِي أَيِّ عملٍ يسوقُ لِلْخَيْر. أعتذرُ عَن اإلطالةِ فـقد زامحتين بعضُ الذكرياتِ اجلميلةِ وأمتنى لَكُمْ أَنْ جتربوا مِثْلِهَا. يا شَارِدٌ الشاردين أَرَاك حمدقًا فَلَيْتَه خريًا لِمَا تَبْدُو مُحَلِّقًا؟أَنَا يَا أُسْتَاذِي؟ نعم أَنْت عَزِيزِي فِيم تَفَكَّر؟!أُفَكِّرُ فِي دورِ الْإِعْلَام ِوالدعايا أَن تواجدت فِي مِثْلِ هَذَا الصرحُ الْعَظِيم.
أَحْسَنْت سؤالًا ،فإميانًا مِن أبطالنا هبدفهم السَّامِيّ ،وحماولتهم دائمًا تعريفَ الْآخِرِينَ عَلَى صَرَّحْنَا ،وَلَا يقتصرُ ذَلِكَ عَلَى الطالبِ فَقَط ،ولَكِن كلَ الناسِ الْمُحِيطَيْن بِنَا ،فَهُم دومًا مَا كَانُوا يُحَاوِلُون استخدامَ املنصاتِ اإللِكتِرُونِيَّة إلَى جانبِ وجودهمِ عَلَى أرضِ الْوَاقِع ،فَنَرَى دائمًا أَنَّهُم يَقُومُوا بنشرِ العديدِ مِن الصورِ واملقاطعِ عَلَى صفحتهم الْخَاصَّة؛ ملعرفةِ الناسِ بوجودهم وبأعماهلم الَّتِى يَقُومُون بِهَا؛ إلفادهتم وَذَلِك لرتسيخِ فَكَرِه العملِ التطوعي فِى عُقُولِهِم ،وَلِهَذَا قررَ أبطالنا أَنْ يَقُومُوا بتنشئةِ كلِ أعضاءِ اجلمعيةِ؛ لكى يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى التعاملِ مَع املنصاتِ اإللِكْتِرُونِيَّة تِلْك ،وخصوصًا توثيقَ حلظاتِ العملِ ،وَهُنَا جاءَ دورُ جلنةِ الدعايا وَالْإِعْلَام فِى عملِ وَرُشّ عملٍ؛ لتعريفِ طالبنا كيفيةَ التصويرِ وَعَمِل مقاطعٍ ،وَعَلَى برامجِ التعديلِ عَلَى الصورِ فِى مشروعٍ أَطْلَقُوا عَلَيْهِ " "light it upوَكَانَت املرةُ الثانيةُ الَّتِى يُطْلَقُ فِيهَا هَذَا املشروع وَقَد لَقِى إقبالًا رائعًا مِن قِبلِ أعضاءِ اجلمعيةِ وَكَذَلِك الطالبُ الْغَيْر مُشْتَرِكَيْن فِى هَذَا الكيانُ ،وَمِنْ هُنَا بَدَأَت نشأةُ جيلٍ عَلَى وعىٍ بأمهيةِ توثيقِ اللحظاتِ اهلامةِ فِى عَمِلْنَا وإظهارِ كياننا الْعَظِيم بالصورةِ الَّتِى تَلِيقُ بِهِ أمَامَ الْعَامَّةِ وَ مِنْ املهمِ التَّحَدُّثُ عَنْ الْمَوَارِد املاليةِ وَكَيْفِيَّة توفريِ مَا كُنَّا حنتاجه. لِكُلّ مِنَّا أَحْبَابِي العَدِيدُ مِنَ األشخاصِ الَّذِين سامهوا فِى جَعَلَه أَفْضَل ،وَكَانُوا دائمًا إلَى جانبهِ فكلٌ مِنَّا يشعرُ ناحيَتَهم باالمتنانِ ،وَكَذَلِكَ هَذَا الكيانُ ،فَهُو ممنتٌ للعديدِ مِنْ الَّذِينَ سامهوا فِى جَعَلَه أَفْضَل ،وجعلِ أَعْضَائِه قادرينَ عَلَى إمتامِ مَهَامِّهِم وإظهارِ جَانِبِهِم الْعَظِيمِ عَلَى أرضِ الواقعِ، فأبطالُنا يُكَنُّون كلَ االمتنانِ للمسامهنيَ فِى إتْمَام مَهَامِّهِم ،وَفِي هَذَا العامُ كَانَت صيدليةُ "العبد" أَحَدٌ املسامهني ،وَقَد سامهوا مببلغٍ وَقَدَّرَه ألفَ جُنَيْه ،وَكَذَلِك مُسْتَشْفَى "مصطفى النجار" للقلبِ سَاهَمْت مببلغٍ وَقَدَّرَه مخسةِ آلَافِ جُنَيْهٍ مِمَّا سَاعَد أبطالنا كثريًا .وَدَعَوْنَا أيضًا لَا ننسى دورَ الشركاءِ واملسامهني ،فَقَد كانَ لَدَى أبطالِنا مسامهون شَارَكُوا فِي إمتامِ مَهَامِّهِم ،فَلَمْ تَكُنْ لتكتمل هَذِه املهامُ بِدُون شركاءٍ عظامٍ ساعدوهم فِي وجودِ األماكنِ الَّتِي ساعدهتم عَلَى القيامِ بكلِ تلكَ األعمالُ العظيمةِ واهلادفةِ ،فَمِنْهُم مكتبةُ مصرَ العامةُ ،والتى استضافت الْكَثِريَ منَ األحداثِ الكبريةِ فِي هَذَا العام ،وَلَن ننسى دورَ اجمللسِ القَوْمِيّ للمرأةِ فِي رحلةِ هَذَا الكِيان ،وَكَذَلِك نَادِي دمنهورِ الرياضى الَّذِى شهدَ معظمَ جتمعاتِ أعضاءِ هَذَا الكيانُ الَّتِى أَدَّتْ إلَى حفرِ ذكرياتٍ عَدِيدَة ٍيف عقولِ وقلوبِ أبطالنا ،وأخريًا نقابةُ الصيادلةِ والتى دائمًا مَا كَانَتْ تقفُ إلَى جَانِبِهِم وجتعلهم يَشْعُرُون أَنَّهُم جزءٌ مِنْهَا ،وَفِي النِّهَايَةِ كلُ الشكرِ واالمتنانِ لكلِ شريكٍ عظيمٍ ساهمَ فِي وضعِ وَلَو حجرٍ واحدٍ فِي استمرارِ بناءِ هَذَا الكيانُ الْجَمِيل. وتوقف األستاذُ برهةً وَفِي ذلكَ الْحِني دخلَ طالبٌ جديدٌ مِن احملتملِ أَنَّهُ كَانَ تائهًا وأخريًا قَد وصل فاستكملَ ما كانَ حيكيه.
حَسَنًا أعزائى الطُّالَّب مِن املؤكدِ إنَّنِي ماضٍ قدمًا فِي الردِ عَلَى مجيعِ األسئلةِ الَّتِي رَأَيْتهَا باديةً فِي خواطركم. أجابَ أَحَدُهُم :نَعَم أُسْتَاذِي ،فَمَاذَا عَنْ تِلْكَ املراحلُ االنتقالية ،تِلْكَ الَّتِي يَنْتَهِي بِهَا حلمٌ ويبدأُ آخَر؟ فأجاب :هَا قَد آثَار زميلكم الفضولَ عَن كيفيةِ انتهاءِ دورِ أبطالٍ وبدءِ دورِ أبْطَالٍ آخَرِين و تفسريُ هَذَا اللغزِ يَكْمُن فِي مَا يُدعَى اجلمعيةُ العموميةُ. أُقِيمَت اجلمعيةُ العموميةُ فِي حمطتنا السادسةِ املرقمةِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ فِي الْوَاحِدِ مِنْ سِبْتَمْبَر عَام " "2٠١٩بنقابةِ الصَّيَادِلَة .يبدأُ االجتماعُ حبضورِ أعضاءِ هيئةِ املكتبِ كاملًا عندَ اكتمالِ النصابِ القَانُونِيّ لِبَدًا االجتماعِ مكتملًا باألغلبيةِ املطلقةِ بتفويضٍ مِن عضوٍ كاملٍ. يَتِمُّ توزيعُ بطاقاتِ التصويتِ حسبَ الرتتيبِ األجبدي لألعضاءِ الْكَامِلِني ،وَبَعْدَهَا تَتِمّ قراءةُ القواعدِ التنظيميةِ لِلِاجْتِمَاع ،ويَقُوم رئيسُ اجلمعيةِ بأخذِ التصويتِ عَلَى بدءِ العملِ بالقواعدِ التنظيميةِ للجمعيةِ العموميةِ وعندَ أخذِاملوافقةِ يَتِمّ النطقُ بالقسمِ اخلاصِ باإلحتادِ الْمِصْرِيّ لطالبِ كليةِ الصيدلةِ جامعةِ دَمَنْهُور ،وَيُقَدَّم كلُ بطلٍ تقريرًا خاصًا بِمَا قَدَّمَهُ فِي حمطته تِلْك ،وَبَعْدَهَا يتمُ التصويتُ عَلَى مَا إذَا كَانَ مَا قَدَّمَهُ فِي رِحْلَتِهِ قَد متَّ عَلَى أَكْمَلِ وجهٍ ،وَفِى النهايةِ يَتَقَدَّم أبطالُ جَدَّدٌ آملني فِي إكمالِ مغامرةِ األبطالِ الذينَ سبقوهم فيتمُ التنافسُ والتصويتُ لينتهى األمرُ بتنصيبِ أبطالٍ جَدَّد للشروعِ فِي مغامرةٍ جديدةٍ ،وَقَبْلَ أَنْ أُنْهِي لَكُم ذَاك القسمُ منَ الروايةِ سأسرتجع بعضَ األحداثِ الَّتِي أجلتُها عمدًا ،فِي منتصفِ احملطةِ تُقَام الْجَمْعِيَّة الْعُمُومِيَّةُ الَّتِي حَدَّثْتُكُم عَنْهَا سابقًا وَكَانَتْ فِي تلكَ احملطةِ بتاريخِ الثامنِ مِن فَبْرَايِر لنفسِ العامِ بنفسِ املكانِ "نقابةُ الصيادلةُ بالبحرية" فَتَكُون البدايةُ بِنَفْس مَا ذَكَرْنَا فِي بدايةِ السابقةِ ،حيثُ متَّت فِيهَا عَشْرَةُ اعالناتٍ منها :تنصيبُ السيدةُ آية منصور مبنصبِ أمنيِ الصندوق ،اإلعالنُ عن اجلَدولِ الزمين لألعمالِ خاللِ الفَصلِ الدراسيَ الثاني ،اإلعالنُ عن رَحالةِ االحتادِ املصريِ لطالبِ كليةِ الصيدلةِ من اجلمعيةِ العلمية ،واإلعالنُ عن املقبولنيَ يف برنامجِ التبادلِ الطالبي ،اإلعالنُ عن نائبِ رئيسِ مكتبِ االحتادِ املصري لطالبِ الصيدلةِ جامعة دمنهور ،واإلعالنُ عن نظامِ تقييمِ األعضاء،و اإلعالنُ عن أفضل األعضاءِ الكاملني خالل الفصلِ الدراسي األول ،و اإلعالنُ عن اإلجراءاتِ النهائيةِ يف استضافةِ مؤمترِ خطوة على الطريق. قَالَ الْأُسْتَاذُ :وأخريًا يَا أَحْبَابِي تُرى مَاذَا ينقصنا؟ فَأَجَاب أَحَدٌ الطُّالَّب :أَرَى أَنْ هَذِهِ امللحمةُ أُسْتَاذِي مِن اإلنصافِ أَن تُكللْ جبوائزٍ أَو أومسةٍ تكرميًا لَهُم.
فأتاهُ ردُ األستاذِ سريعًا :أحسنتْ ،فَهَذَا مَا كَانَ يُحَدِّثُ حبلولِ هنايةِ كلِ عامٍ ،طاحمني فِي بدايةِ جَدِيدَة تكملُ عملَ السَّابِقِني وَتَكْتُب مزيدًا مِن األَسْطُرِ يف التَّارِيخ .فَمَا جزاءُ العَمَلِ اجلَادِّ إلَّا التميزُ وحسنُ األثرِ ،يرحلُ التعبُ وَتَبْقَى النتائجُ وَالْأَثَر ،كعادةِ اجلمعيةِ املتميزةِ حَصَلَت جلانُ الْجَمْعِيَّة ِيف هَذَا العامُ عَلَى األلقابِ املتميزةِ مِثْل " :أَفْضَلُ جلنةِ صحةٍ عامةٍ فِي الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لطلبةِ كليةِ الصَّيْدَلَة ،وَكَذَلِك "أفضلُ محلةَ تربعٍ بالدمِ" و" أَفْضَلُ محلةِ توعيةِ بامليكروبِ احللزونى" ،ولَيْسَت فَقَط الْأَلْقَاب ،بَل أيضًا املسابقاتِ ،فَقَد استطاعَ أبطالُ ذلكَ العامُ الفوزَ فِي مسابقةِ " ،" Archiving mysteryوَبِالطَّبْع لطاملا كَانَتْ هَذِهِ اإلجنازاتُ دافعًا لالستمرارِ وجتديدِ الشَّغَف ،إلَى جانبِ األثرِ اجلميلِ الَّذِي يَتْرُكُه العملُ الصاحلُ فِي الْقُلُوبِ. ولعلّكُم تتساءلون عَن مَدىٰ مَا أشعُرُ بهِ فِي الوقتِ احلايلّ وَأَنَا أسرُدُ لَكُم جزءًا مجيلًا مِنِّي؛ جُزءًا شغوفًا بِحُب التطوُعِ واألعمالِ الْخَيْرِيَّة و السَّعْي ،ولِـكي لَا أطيلُ الْحَدِيث -الذي لَا يطاوعين قَلْبِي إلهنائِهِ لشدةِ حبِي له -أكثرَ مِنْ ذَلِكَ فـتخيّل مَعِي شجرةً كَانَت يومًا مِن األيامِ مُجردِ بذرةٍ صَغِ ريَة ،اعْتَنَيْت بِهَا وَ سعيتَ لريّها فـنَمَت أمَام عَيْنَيْك ورأيتَ مثارَها قَدْ أيْنَعَتْ وذُقتَ حَلَاوَة مثارِها وتيقنتَ أنّها كَانَت تستحقُ منكَ كُلُّ هَذَا اجلُهْدُ ،ليمُرَ الزَّمَان و تَرَى أحبابكَ يَنْتَفِعُونَ بِهَا ويَعْتَنِي بِها غَيْرُك فـينتفعُ بِهَا الْكَثِري ويذوقون حالوةَ مثارِها فيدعونَ لكَ بِالْخَيْر إلَى يَوْمِ أجلِهم ،لِذَا كُن أنتَ البدايةُ لشئٍ بسيطٍ كـالبذرة لتبدأ دورةَ حَيَاتِهَا بـفضلكَ أَنْت و ستمضي األيامُ و سَتَرَى بعينيكَ مثارَ تعبِك وجدّك ف احلياةِ ،وَحَتَّى وَإِنْ لَمْ تَرَى لَهَا أثرًا كَمَا تُحبُّ فَاعْلَم أنّما سخرَك اهللُ لتكونَ عونًا لشخصٍ قَدْ لَا تعرفُه ولكنّ أثرَك فِي حياتِه لَن يَزُول ،هَكَذَا هِي األعمالُ التطوعيةُ وَ هَذا هُوَ شُعُورِي نَاحِيَتِه ،فـاملبدأُ الَّذِي دائمًا مَا أؤمُن بهِ و الْحَقِيقَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يتيّقن مِنْهَا الْجَمِيع أنّه كُلٌ منّا سَيَمْضِي ويَبْقَى الْأَثَر؛ فـاجعلوا فِي كلِ مكانٍ لَكُم أثرًا يتذكركم بِه غَيْرِكُم فيبتسم.
كَانَتْ هَذِهِ هِى آخرُ صفحاتِ الْكِتَاب ،ذاكَ الكتابُ الَّذِي لَا طَالَمَا كانَ صاحبَ أوابٍ أليامٍ وليايلَ طَوِيلَة ،طواها أوابُ مبشاعرٍ ختتلطُ بَيْن فرحٍ وفخرٍ بكلِ تلكَ املغامراتِ الَّتِي لَمْ يكنْ يُتَخَيَّل أَن يعيشَها وَلَم يَدُر فِي خميلتِه كيفَ حَدَثَت لَو أنّ أحدًا قصّ عَلَيْه قصصَه ،فَرِحٌ بِمَا علِمَهُ وتعلَّمَه، حزينٌ النتهاءِ مسريتِه مَعَ الْكِتَابِ. وج دَ شعاعًا مِن نورٍ و أملٍ فِي أَنَّ يستكملَ تلكَ املغامراتِ وَإِن يعرفَ مَاذَا حدثَ بعدَها متثَّل فِى خطٍ باهتٍ عَفَى عَلَيْه الزمنُ كَانَ قَدْ خُطَّ عَلَى أسفلِ يَسَار صفحتِه هذِه مُبلِّغًا إيَّاه بِالتَّالِي . . "هذه لَيْسَت هنايةُ القِصةِ وَلَم تكنْ أ يضًا هنايتُنا ،فاحتادُنا هَذَا لهُ أعمارٌ كثريةٌ لَم تُذكَر فِي هَذَا الكتابِ بَعد ،و أَنَا كُنتُ مُدَوّنًا لشطرٍ مِن قصتِنا وموقنٌ أَن مَن كَانُوا بَعْدِي قَد استكملوا توثيقَ رحلتِنا فِي كتابٍ آخَر . .إلَى مَن وجدنى أَنَا األولُ و لكنّي لستُ الْأَخِري ،فاستكمالُ قصصى ستجدُها فِى كُتُبٍ أُخْرَى مِثْلِي ،وستعيشُ مَعَهُم مغامراتٍ أكثرَ وَأَكْثَر ،أَتَمَنَّى حنيَ جتدُ بَاقِي الْأَجْزَاءِ إنْ تُحدثَ عنّا األوالدَ وَالْأَحْفَاد، وَإِن تنشرَ قصتَنا علّ أحدًا يستفيدُ مِنْهَا أَوْ تَنْمُو بداخلِه بذرةُ حبٍ للخريِ والعطاءِ فتتحولُ مدينتُكم جنةً ،أَو لعلّك حينَها جتدُ مَن يشاركُكَ مغامراتك فِي كلِ كتابٍ تَقْرَأُه ،مَا عليكَ إلَّا أَنْ جتتهدَ فِي البحثِ عَنْ بَاقِي األجزاءِ فِي كلِ مكانٍ ووقتَها ستَجدُ كنزَك الثَّمِني ميتلئُ باملزيدِ مِن احلكاياتِ و املغامراتِ فأنّا عَلَى وَعَدَّى معكَ ،فصلةٌ لَا تَنْتَهِي".