EPSF Damanhour Novel "فصلة"

Page 1


‫"شكر خاص لكل من شارك يف كتابة هذا العمل الروائي"‬ ‫هذا العمل بقلم كالً من‪:‬‬ ‫❖ سهيلة عصام‬ ‫❖ مسية إمساعيل‬ ‫❖ هاجر فوزي‬ ‫❖ رنيم مسعد‬ ‫❖ رنا خالد‬ ‫❖ منة زايد‬ ‫❖ أمل عصام‬ ‫❖ دميانا مسري‬ ‫❖ هايدي‬ ‫❖ ملياء عادل‬ ‫❖ مريم صيام‬ ‫❖ أمساء ناجح‬ ‫❖ دينا طارق‬ ‫❖ نور مكرم‬


‫"ما هَذَا الشيءُ الْغَرِيب؟! أعتقدُ أنّه صندوقُ آثَار تَرَكَه لَنَا األجداد" قلتُ تِلْك اجلملةَ لِأَخِي و املستكشفني حَوْلَه‪.‬‬ ‫آه نَسِيتُ أَنْ أَعْرِفُكُم بِنَفْسِي‪ ،‬أَنَا أَوَّابٌ وُلدتُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ يَنايِر عامَ ‪ ٣١٥٠‬وَالْيَوْمُ هُوَ عيدُ مَولدي التَّاسِعَ عَشَرَ‪ .‬جِئْت مِنْ‬ ‫مدينةِ الْأَنْوَار ‪-‬اليت انْتَقَلَ إلَيْهَا أجدادُنا فِي الْمَاضِي باحثني عَن حياةٍ أفضل‪ -‬حيثُ التقدمُ العلميُ و التطورُ التكنولوجيُ وأَصْبَح جَمِيعِنَا‬ ‫مربجمني الصغارُ قَبْل الْكِبَار‪ .‬أظنُكم تتسائلون عَنْ الشَّيْءِ الَّذِي وجدتُه وَسَوْف أخربُكم قصتَه‪.‬‬ ‫جئتُ برفقةِ أَخِي وَبَعْض أَصْدِقائِه املستكشفني ؛ لنستكشف مدينةً عَريقَة أُطلِقَ عَلَيْهَا قدميًا دَمَنْهُور‪ .‬يعلمُ الْجَمِيع أنّي مَا عشِقتُ شيئًا‬ ‫وانكببتُ عَلَيْهِ كَمَا عشِقتُ التاريخَ وقراءتَهُ ومعرفةَ اآلثارِ ومُشَاهَدَتِهَا؛ لِذَا فإنّ أَفْضَل هديةٍ لعيدِ مَولدي هِي اِصْطِحابٌ أَخِي لِي فِي‬ ‫رحلتهِ التنقيبية‪ .‬أثناءَ استكشافنا ألحدِ الصروحِ التعليميةِ الْقَدِميَة وجدتُ ذَاك الصُّنْدُوق‪.‬‬ ‫صندوقٌ خشيبٌ مزينٌ بطريقةٍ تدلُ عَلَى عظمةِ صَانِعِه‪ .‬فَتَحَتْه وكُلِّي شوقٌ ألعرفَ مَا تَحْتَويه هَذِه املأثرة الْخَالِدَة‪ .‬وَجَدْنَا قميصًا كُتِب‬ ‫عَلَيْه "‪ ”One EPSF‬لَمْ أَفْهَمْ لِتِلْك الْكَلِمَات معنىٰ‪ ،‬وَجَدْنَا أيضًا لوحةً أَظُنّ أَنَّهَا حلملةِ تربعٍ بالدمِ كُتِب عَلَيْهَا "قطرةُ دمٍ تَهبُ حياة" وَبِضْع‬ ‫قصاصاتٍ مِنْ الْوَرِقِ مكتوبٌ عَلَيْهَا مجلٌ تشجيعيةٌ مسّت شغافَ قَلْبِي‪ .‬ووجدتُ شيئًا أخرَ لَم أتوقّعه‪ ،‬وجدتُ كتابًا يظهرُ للرائي وَكَان‬ ‫كاتبَه مؤرخٌ سُطِّرَ امسُه فِي صفحةِ الزَّمَن‪ .‬قرأتُ عَلَى غالفهِ مَا أَجَّج فُضُولِيٌّ لقرائته‪.‬‬ ‫كُتِبَ عَلَيْه "‪ EPSF Damanhour‬أثرٌ طيبٌ وتاريخٌ عظيم"‪ .‬مولعٌ أَنَا بقراءةِ التَّارِيخ؛ لِذَا توقفتُ عَن االِسْتِكْشاف وعَكفتُ عَلَى‬ ‫كنزيَ الثَّمِني حَتَّى اقْرَأْه و مِنْ هُنَا بدأتُ رحلةً فِي عاملٍ و زمانٍ آخَرِين‪ .‬اكتشفتُ أنَّه جمموعةٌ قصصيةٌ تَحْكِي تاريخَ مؤسسةٍ ‪-‬منذ ألفِ‬ ‫سنةٍ أَو يزيد‪ -‬امتدَ أثرُها الطيبُ فِي مجيعِ أحناءِ الْبِلَاد‪ .‬لَمْ أَسْمَعْ يومًا بِمِثْل تِلْك املؤسسة فِي عَصْرِي‪ ،‬ولَمْ أَسْمَعْ بأشخاصٍ يَقُومُون مبثلِ مَا‬ ‫قَامُوا مِن مساعدةٍ لِغَيْرِهِم وتطوير أَنْفُسِهِم‪ .‬هَذَا مَا اكتشفتُه فِي الصَّفْحَةِ األوىلٰ لِلْكِتَاب‪ .‬قادني فُضُولِي لتصفحِه سريعًا فَإِذَا بِي أُفاجئُ‬ ‫بِأَشْيَاءَ لَمْ أَسْمَعْ بِهَا مِنْ قبلِ‪ ،‬أَصَابَتْنِي الدَّهْشَة لِمَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ عَيْنَاي وازددتُ شوقًا عَلَى شوقٍ لقرائتهِ والتعرّفِ عَلَى مثلِ أُولَئِك اخليّرين‪،‬‬ ‫ف عُدت لصفحته األوىلٰ متأنيًا متمعنًا فِي كُلِّ سطرٍ أقرأُه‪ .‬أَفَلَا أصحبُكم مَعِي فِي رِحْلَتَي علَّنا نعثُرُ فِيهَا عَلَى مَا فقدهُ األجيالُ مِن قيمٍ‬ ‫عَلَى مرِّ الزَّمَن؟‬



‫كَانَتْ الشَّمْسُ مُختبئةً وراءَ األشجارِ الَّتِي ترتاقصُ أوراقُها عَلَى أوتارِ الطَّبِيعَة‪ ،‬فِي حديقةٍ صَغِريَة كَان جيلسُ جَدي ومعهُ الْجَرِيدَة وَفِي‬ ‫يدهِ كوبًا مِن القَهْوَة كَان يرتشفهُا بتأني إىلٰ أَن مررتُ بهِ مَع ابنِ عمِّى يونُس و أَصْدِقَائِي يَحْي ويوسُف‪.‬‬ ‫ذَهَبْتُ وألقيتُ عليهِ التَّحِيَّة إلَى أَنْ نَظَرَ ألصدقائي‪.‬‬ ‫"أمحد‪ ،‬يونُس يَبْدُو أَنَّ لَدَيْنَا ضُيُوف‪ ،‬اجْلِسُوا هُنَا مَعِي قليلًا"‬ ‫قَالَهَا جَدي وَوَافَقَنَا للتوّ فَأَكْثَرُ مَا نُحِبُه هُو أحاديثُ الْأَجْدَاد‬ ‫"حسنًا تَفَضَّلُوا هُنَا " جَلَسْنَا سويًا وَكَان احلديثُ بَيْنَنَا عاديًا ومُمِالً فِي بدايتهِ حَتَّى نظرَ إلَيْنَا يونُس وسألنى عَنْ بَعْضِ الْمَشَارِيع الَّتِى يُفرتضُ‬ ‫عَلَيْنَا الْقِيَامُ بِهَا‪.‬‬ ‫أَحْمَد‪ " :‬لَا خُطَط لَدَى‪ ،‬أُفَكِّرُ فِي اخلر وجِ وزيارةِ بَعْض األماكِن وأتفاعل مَع الطبيعةِ نوعًا ما" قُلتها لِـ يونُس فعرضَ عَلَيَّ أَنْ نتطوعَ فِي أَيِّ‬ ‫عملٍ خَيْرَي يُقابلُ طريقنا حَتَّى نُغريَ الروتني الْيَوْمِيّ املُعتاد ووافقهُ يُوسف و يَحْي‪..‬‬ ‫نَظَرَ جدِّي إلَيْنَا وَبَدَأ عَلَى وجههِ ابتسامةً تفاؤلية فبادَر بِالسُّؤَال‬ ‫"أشاركتُم فِي عملٍ تَطَوُّعِي مِنْ قَبل؟"‬ ‫كَانَت إجابتنا بِالنَّفْي فنحنُ حَدِيثَي العهدِ بكليةِ الصَّيْدَلَة وَلَم تسنح لَنَا الفرصةُ بَعْد‬ ‫آه نسيتُ القولَ أَنَّ جَدِّي صَيْدَلِي مُتقاعِد وَهُو أولُ مِن شَجَّع خِيَاري أَنَا وَابْنِ عمِّى يونُس لاللتحاقِ بكليةِ الصَّيْدَلَة‪.‬‬ ‫ابتسمَ جَدِّي وعرضَ عليَّ أَنَا وأصدقائي أَنْ نَمْضِيَ بَعْضَ الْوَقْتِ ‪ ،‬يَبْدُو أَنَّ هُناكَ مَا يُريدُ أَن يسردهُ لَنَا‪.‬‬ ‫وَافَقْنَا إىلٰ أَن تَحدّث عَن العملِ الْخَيْرِي الَّذِي تقدّمَ لهُ أَثْنَاء صِغَرِه‪.‬‬ ‫"أتعلمون أنَّنِي شاركتُ بالعملِ التطوعي مِنْ قبل؟!“‬ ‫لديهِ إسلوبٌ بارعٌ فِي التَّشْوِيق فأنصتنا جيدًا‬ ‫" أريدُ أَن أَحْكِي لَكُم مغامراتي فِي التَّطَوُّعَاتِ واحلمالت الْخَيْرِيَّة لعلّي أَوَّجِهُ قُلُوبَكُم قَبْل عُقُولَكُم؛ شاركتُ فِي الْكَثِريِ مِنْ احلمالت‬


‫التطوعية الَّتِي لَمْ تُؤَثِّرْ علي غَيْرِي باخلريِ فَقَطْ بَلْ أَصْلَحَت مِنْ قَلْبِي لَعَلَّهَا عِبَادَة أتقربُ بِهَا إلَى اللَّهِ وتكُن مِن أسبابِ النَّعِيمِ فِي اآلخِرة‪،‬‬ ‫ولَكِن هُنَاك عملٌ تطوعى لهُ فِى قَلْبِى طابِعٌ خَاصٌّ حَتَّى وَ إن مَرَّ عليهِ زَمَنٌ لَا زِلتُ أَتَذَكرُ تَفَاصِيلَ تنظيمِه املُبهرة بِحَذَافِريِهَا ‪. .‬‬ ‫كَان جَدِّي يَسْرِد وَهُو يَبْتَسِم وَعَيْنَاه تَبْرُق كَانَ الْمَاضِي جُزءًا نَقِيًا مِنْهُ لَا يَفْنَى‪ ،‬كَان حيى و يونُس وَيُوسُف متشوقني مِثْلِي لسماعِ الْمَزِيد‬ ‫و عَلَى لسانِ يَحيَ و يوسُف هَلَّا أتيتَ لَنَا بِبِدَايَة القِصةِ كُلِها يَا جَدِّنا؟ مَنْ هُمْ و مِنْ أَيْنَ أَتَوْا مَا الْبِدَايَة و مَاذَا كَانَ دَورُكُم؟‬ ‫أَفْهَم مِنْ ذَلِكَ استعدادِكُم لِسماعِ القِصةِ كُلِّها؟‬ ‫نَعَم وكُلُنا أذانٌ مُصغية‪.‬‬ ‫فَأَكْمَل جَدِّي حَدِيثَه بِلَا تَوَقُّفٍ كَأَنَّه يُعيدُ الذِّكْرَيَات كُلِّهَا وَلَا يَتْرُكُ مِنْهَا شيئًا ثُمّ استهلَّ الْحَدِيث قائلًا‪:‬‬ ‫مَا حننُ يَا أَبْنَائِي إلَّا حَصَائِدُ زُرْعَة‪ ،‬و مَا مِنْ أمرٍ إلَّا ولَهُ بِدَايَة و لَوْلَا مُرُّ البداياتِ لِمَا كنتُ هُنَا الْآن أَخْطُو الْخُطْوَة الْأُولَى فِى قَصِ مَا مرَّ‬ ‫عَلَيْهِ زَمَنٌ و لَم يَبْقَى مِنْهُ سِوَى الْأَثَر ‪. .‬‬ ‫أَحْيَانًا يتوجبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَربَ نَفَقٍ طَوِيلٍ لِأجلِ زيارةِ جَزِيرَة بنصفِ مجالِ األرضِ قَد وُهِبَت ‪. .‬‬ ‫متامًا كَمَا الْحَ الُ هُنَا ‪ . .‬قصصٌ و حِكَايَاتٌ مغامراتٌ و ضحكات ‪ . .‬سفرٌ و عَمِل جدٌ و اجْتِهَاد ‪ . .‬مِن بؤرةِ عُسرِنا خُلِقوا‪.‬‬ ‫عسريٌ عليَّ البدءُ بعُسرٍ و لكنَّ عُسرى مِن بعدِ جناحى عليَّ يسريُ ‪ . .‬فَمَن حننُ زمانًا و مكانًا مِن حننُ جنودًا و أعمارًا؟!‬ ‫فِى السابِعِ مِن سِبْتَمْبَر لعامِ أَلْفَيْن و ثَلَاثَة عَشَر كَانَت بدايتُنا حِني كُتِبَ مَولِدُنا هُنَا بِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور عَلَى يدِ السَّيِّدَة إميَانٌ نُوّار‬ ‫و السَّيِّدَة نشوى صَلَاح و السَّيِّدَة تُقًى اخلماش و السَّيِّدَة مَنَار جمدى ‪ . .‬أربعُ فتياتٍ غرَسوا زرعةٍ جُنِىَ مِنْهَا مثارًا لَم تُحصى و لَن تُعَد‪.‬‬ ‫بَدَأَت الْحِكَايَةِ مِنْ أنَّ شخصًا مَا كَانَ فِى طريقِه مَنْ جَامَعَهِ األسكندريةِ إلَى جَامِعَةِ دَمنهور قاصِدًا كُلِّيَّةَ الصَّيْدَلَة ملناقشةِ أمرٍ هَام لِلْغَايَة‬


‫و يَبْدُو مِنْ رؤيةِ وَجْهِهُ بَعْدَ الْخُرُوجِ أنهُ عَلَى مُرادِهِ قَدْ حَصَلَ!‪ ..‬نَعَمْ إنَّهُ مسؤول لَجْنَة العَالَقَات الْعَامَّة لِلِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة‬ ‫بِجَامِعَة الْإِسْكَنْدَرِيَّة جَاء ليُناقش قرارَ ضَمِّ صَيْدَلَة دَمَنْهُور لِلِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِة كُلِّيَّات الصَّيْدَلَة و مِن هُنا أُعلِنَ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه‬ ‫كُلِّيَّةِ الصَّيْدلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور عضوًا بِالِاتِّحَاد الْمِصْرِيّ لطالب كُلِّيَّاتِ الصَّيْدَلَة هَيْئَة طالبية غَيْر حُكُومِيَّة تَخْضَع جَمِيع أنشطتها تَحْتَ‬ ‫إِشْرَافِ النِّقَابَةِ الْعَامَّة لصيادلة مِصْرٍ لَيْسَ لَهَا غَرَضٌ دِينِي أَوْ سِيَاسِيّ ‪ . .‬تِلْكَ الَّتِي أُسِسَت لِغَرَضِ املُساعدة ‪ . .‬بؤرةُ العطاءِ دُون‬ ‫مقابلٍ‪ ..‬هبجةُ العَملِ و إن شقَّ ‪. .‬‬ ‫و إذَا بِنَا نَبْدَأ فَسُرْعَا نَ مَا وُلِّى هَذَا رئيسًا و وُزِعَت اللِّجان فَإِذَا لتِلك لَجْنَة و لِهَذَا لَجْنَة يَسعون و يُحَاوِلُون لِأجلِ إخراجِ جيلًا يَسْتَمِرّ‪. .‬‬ ‫و مِنْ بَعْدِهَا سقطاتٌ تِلوَ سقطات ‪ . .‬استقاالتٌ مِنْ مَنَاصِبِ و صعوبةٌ فِى عَمَل خوفٌ و رَهْبَة و لَا زَالَ السعى قَائِمٌ‪ ..‬مُعافرةٌ و تشَبُث‬ ‫و كَأَنَّهَا قضيةُ حَيَاة فإميان املَرءِ بأمرٍ مُحال أَن يُهدم وَإِنْ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَوْقَ صِعاب العُمر عُمرين‪ ..‬كُنا قاموسًا مشَل مِن كلماتِ اللُّغَات مَا‬ ‫مشَل إلَّا كَلِمَةً وَاحِدَة أال و هِى االِسْتِسْالَم ‪ . .‬فَلَوْ كَانَ لهُ بينِنا مَكَانِ لَمَا كَانَ جِدَّكُم هُنا لِيَقُص عليكُم الْحِكَايَة‪.‬‬ ‫ثُمّ تَنَهَّد قائًال هَلْ رَأَيْتُمْ شَئ بِلَا قَوَاعِد وَقَدْ جَاءَتْ نَتَائِجُه حَمِيدَة؟‬ ‫جوابُ السؤالِ لَا تعثُرَ فِيهِ وَلَا رَجعة ألَيْس كَذَلِك؟ لِذَا مِن بعدِ ذَلِك تَمّ إِصْدارٌ النُّسْخَةِ الْأُولَى مِنْ التَّاج الْخَاصّ بِنَا‪ ،‬التَّاج الَّذِى حيكمنا و‬ ‫يقيدنا ويوجهنا بربيقه نَحْو القمة‪ ،‬تَمَّ إِصْدارٌ أَوَّل نُسْخَةٍ مِنْ الالَّئِحَةِ بِمَا فِيهَا مِنْ قَوَانِنيِ وَقَوَاعِد تَسَرَّى عَلَى الْجَمِيعِ صَغِريَةٍ وَكَبِريَة الَّتِى تضُمُ‬ ‫لِجانًا عِدة بوَصفِها و تعريفها أحكامِها و ظروفِها‪ ،‬الالَّئِحَة الَّتِى بِصَدَدِهَا نَحْن مُلْتَزِمُون وَهَى مِنْ أَهَمِّ عَوَامِل بِنَاءِ هَذَا الكِيان وَأَهَمّ أُسُس‬ ‫األعراس املِلْكِيَّةِ اخلاصَّةِ بِنَا‬ ‫فاإلنسانُ منَّا يذهبُ بِخِريِة وَشَرِّه وَتَبْقَى الْأَسَاطِري فالالئحة مِثْل األُسطورة تَنْتَقِلُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ مُحَافِظَةٍ عَلَى سحرِهَا وَقُوَّتِهَا وهويتها‬ ‫"الالئحة تَجْعَلْنَا نَرَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ وَمَا نَحْنُ قَادِرُون عليه"‬ ‫فَسَأَلَه يَحْي‪ :‬و مَا هَذِهِ اللِّجان الَّتِي تَتَحَدّث عَنْهَا يَا جدِّي؟‬


‫فَأَجَابَه‪ :‬أَحَدُهَا وَأَهَمُّهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ لَجْنَة الصِّحَّة الْعَامَّة‬ ‫هَذِه اللَّجْنَة كَانَت الْأَهَمّ وَقْتهَا حَيْثُ كَانَتْ مَسْئُولَةٌ عَنْ نَشْرِ الوَعْيِ وَزِيَادَةٌ الثَّقَافَة فِي صِحَّةِ الْإِنْسَان وَ هَذا بِالطَّبْع دائمًا مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ‬ ‫مَعْرِفَتِه و زِيَادَة وعيهم بِهِ فَكَانَ الرتكيز الْأَكْبَر وَقْتِهَا عَلَى هَذِهِ اللَّجْنَة‪.‬‬ ‫فتسائل‪ :‬وكَيْف اسْتَطَاعُوا فِي الْبَدْءِ بِنَشْر هَذَا الْوَعْي؟‬ ‫فابتسم الْجَدّ و قَال‪ :‬آه يَا بُين‪ ،‬قَدْ كَانَتْ حَجَرَ األَساسِ فِيمَا وَصَّلْنَا إلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كَانَ هَذَا أيضًا بدعم الْكُلِّيَّة و مُسَاعَدَتِهَا لَنَا‪.‬‬ ‫صَنَ عْنَا العَدِيد و العَدِيد مِثْل حَمَالت التَّبَرُّعِ بِالدَّم و كَانَت وَقْتِهَا مَجْمُوعه لَيْسَت بِالْعَدَد الْحَالِيّ ولَكِنَّهَا كَانَتْ متتلك الرَّوْحَ وَالشَّغَف لِنَشْر‬ ‫أَكْبَر وَعِيّ و مُسَاعَدَة فِي وَقْتِهَا‪ ،‬فانتشرنا فِي أَمَاكِنَ عَدِيدَة كاجلامعة و الْمَدَارِس والنوادي وحَتَّى الْقُرَى الْبَعِيدَة وبَدَأ يَسْتَوْعِبَ النَّاسُ الْأَمْر‬ ‫ويتربعوا بِالدَّم لِمُسَاعَدَة الْمَرْضَى و ذَوِي الْحَالَات الطَّارِئَة‪.‬‬ ‫كَانَتْ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ الرتم الْأَوَّلِ وَالثَّانِي‪ ،‬دامَت أَوَّل مَرْحَلَة ألربعةِ أَيَّام‪ ،‬كَانَتْ أَوَّل محالتي الْخَيْرِيَّة وكنتُ شَدِيدٌ التَّحَمُّس مُتأثرًا بـ قَوْل اهللِ‬ ‫تَعَالَى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (املائدة‪. )٣2 :‬‬ ‫كَان شُعورًا لَا يُضاهىٰ شُعُور التصدُق وَكَوْنِك قَدْ تَكُونُ سببًا فِي انقاذِ مريضٍ وإسعادِ عائلةٍ بأكملها أَو إسْعَافِ مريضٍ يُنْزِف فَمَا بعدهُ‬ ‫شعورًا أتقربُ بهِ إلَى اللّهِ عَسَاه عملًا يشفعُ لِي‪ ،‬أثناءَ املرحلةِ األوىلٰ اسْتَطَعْنَا تَجْمِيع ‪ ١22‬كيسًا مِنْ الدَّمِ مِنْ املتربعني‪ ١22 ،‬كيسًا مِن اخلريِ‬ ‫والتصدُق‪ ،‬لَا تَكمُن أَهَمِّيَّة التَّبَرُّع بِالدَّمِ فِي التصدُقِ وانقاذِ املريضِ فَقَط‪ ،‬بَلْ إنَّهَا لَهَا دورٌ فِي الْكَشْفِ عَنْ سالمةِ املُتربع‪ ،‬وَالتَّبَرُّع بِالدَّمِ لَا‬ ‫يُسَبِّبُ لصاحبهِ مرضًا بَل يُعوضه الْجِسْم ثَانِيَة‪ ،‬لَم نقتصِر عَلِيّ محلةٍ وَاحِدَة فَقُمْنَا بأخرىٰ حَتَّي جَمَعْنَا حبمدِ اهللِ حَوَالَي ‪ ٩٨‬كيسًا‪ ،‬وَإِنْ‬ ‫عُدْتُ بِالزَّمَن لِلْخَلْف لَاخْتَرْت التربعَ أَلْفَ مَرَّةٍ لِذَا كُونُوا مِنْ هَؤُلَاءِ مِنْ يَتْرُكُون البَصْمَة فِي غَيْرِهِمْ ولَوْ بقطرةِ دَمٍ‪.‬‬

‫أَنْهَى جَدِّي حَدِيثَه الشيِّق عَنْ أَوَّلِ محلةٍ خَيْرِيَّةٍ لَهُ وَهِيَ التَّبَرُّع بِالدَّم‪ ،‬بَدَا لَنَا األمرُ شيّقًا وَزَادَ مِنْ رَغَّبْتِنا فِي الْمُشَارَكَةِ قُربًا لِلَّه واملسامهة‬ ‫فِي تَرْكِ بصماتنا لِلْآخَرِين حَتَّى أَكْمَل جَدِّي حَدِيثَه عَنْ ثَانِي محالته الْخَيْرِيَّة‪.‬‬


‫"كُنت مُتحمسًا للمزيدِ مِن احلمالت واألعمالِ التطوعية‪ ،‬تُثريُ فِي نَفْسِي إحساسًا لَا يُوصف وَكَانَ النَّاسُ يَدِينُون لِي أمَام اللّه‪ ،‬إنَّه لشعورٌ رائعٌ‬ ‫أَن ترتُكَ بصمةً للخريِ لَا تَمُوتُ‪ ،‬كَانَ مِنْ ضمن الْأَعْمَالِ الَّتِي شَارَكْتُ بِهَا هِيَ حَمْلُه التَّوْعِيَة ضِدّ مَرَض السُكري‪ ،‬و بالتأكيد أَنْتُم تَعْلَمُونَ مَا‬ ‫هُوَ هَذَا الْمَرَض وَتَعْلَمُون أَنَّهُ مِنْ ضِمنِ أَسْبَاب أمراضِ الْقَلْب واالجهادِ وَالتَّعَب واألمراضِ الَّتِي لَا حيتملُها الْإِنْسَان طويلًا‪ ،‬أمنييت مُنْذ الصِغر‬ ‫هِيَ أال أحبثُ عَن الدواءِ وكيفَ يَعْمَل بقدرِ مَا كُنت أحبثُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تُفَادِي الْمَرَض حَتَّى لَا يَكُونُ هُنَاكَ أَدْوِيَة نستخدمها‪ ،‬فِي هَذِهِ الْحَمَلَة‬ ‫كَان هدفنا الرَّئِيسِيّ هُوَ زِيَادَةٌ وَعِيّ الْمَرِيض أَوْ العابرين عمومًا بِنَوَاحِي وَأضْرَار هَذَا الْمَرَض النَّفْسِيَّة وَالْبَدَنِيَّة وَاَلَّذِي قَدْ يُؤَدِّي لالكتئاب‬ ‫أيضًا‪ ،‬أتذكَرُ جيدًا أَنَّهَا دَامَت أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي الشُّهُورِ األَخِريَةِ مِنْ عَامِ ‪ 2٠١٤‬وحتديدًا دِيسَمْبِر‪ ،‬ذَهَبْنَا ألِمَاكِن مُختلفة وبدأنا بتوعيةِ الناسِ‬ ‫فِي اجلَامِعَةِ‪ ،‬ثُمّ يومٌ آخَرَ فِي مَدْرَسَةٍ لِلصِّغَار ثُمَّ فِي قَرْيَةٍ وَمَا أدراكم مَا أَهْلُ القُرىٰ‪ ،‬يَتَعَامَلُون مَع كُل شئٍ بِبَرَاءَة دُون عِلْمِهِم نَوَاحِي الْخَطَر‪،‬‬ ‫وَانْتَهَيْنَا بصيدليات مطاريد‪ ،‬كُنَّا نتحدث فِي التَّوْعِيَة عَن نِظَام الْأَكْل وَضَرُورَة تَنَاوَل اخلضراواتِ وممارسةِ الرِّيَاضَة و إجراءِ التحاليلِ دوريًا‪،‬‬ ‫هَذِه الْحَمَلَة عَادَت بالنفعِ كثريًا وحنمدُ اهللَ عَلَى مَنْ أحطناهُ بِأَيّ معلومةٍ ولَوْ صَغِريَة فَقَدْ تَكُونُ سببًا لنجاته‪.‬‬ ‫كَان كالمُ جدّي مشوقًا وجذبين أَنَا وأصدقائي كثريًا‪ ،‬لَقَد قررتُ حقًا املُشارَكة فِى مثلِ هَذِه احلمالت التطوعية لِأَنّ وَقْعُهَا النَّفْسِيّ مجيلٌ‬ ‫جدًا‪.‬‬ ‫اسْتَأْنَف جَدِّي الْحَدِيث قائلًا أمللتم؟‬ ‫حَتَّى أَجَابَه يُوسُف بِالنَّفْي ونَحْن كَذَلِك‪ ،‬الْمَوْضُوع مُثريٌ لالهتمامِ حقًا‪.‬‬ ‫حسنًا سَأَحْكِي لَكُمْ عَنْ محلةِ التَّوْعِيَة ضِدّ فَيْرُوس الْكَبِد الوبائي‪ ،‬كَان كُل تركيزِنا عَلِيّ الْوِقَايَة مِنْهُ وَعَدَمِ الِاخْتِلَاط وَالِاتِّصَال بِمَن حيملوه‪،‬‬ ‫أَعْرَاضِهَا سَيِّئَة وَقَدْ تَكُونُ نِهَايَتِهَا سَيِّئَة‪.‬‬

‫لِذَا كَانَ أَهَمُ مَا نَحْرِص عَلَيْهِ هُوَ إرْشَاد الْمَرْضَى بِكَيْفِيَّة انْتِشَار الْمَرَض وَكَيْفِيَّة الْوِقَايَة مِنْه واإلجراءات اللَّازِمَة لِلتَّعَامُل مَعَه‪ ،‬دَامَتْ هَذِهِ‬ ‫الْحَمَلَة يَوْمَيْنِ فِي عَامِ ‪ ،2٠١٤‬وَكَان تركيزنا عَلَى الْقُرَى حَيْثُ زُرنا قريةً للتوعية وأيضًا لنادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ‪ ،‬أتذكرُ أيضًا الْحَمَلَة التطوعية‬


‫الرَّابِعَة‪ ،‬كَانَتْ عَنْ مَرَضِ اإلنْفِلْوَنْزا‪ ،‬دَامَت ثالثَة أيامٍ مِن فَبْرَايِر ‪ 2٠١٤‬وَاسْتَمَرَّت ملارس ‪ ،2٠١٤‬أتذكَرُ أَوَّل مُحاضرةٍ لِي كَانَتْ للتوعية عَنْه‪،‬‬ ‫أَوَّل يومٍ فِي أَيَّامِ الْحَمَلَة كَانَ فِي اجلَامِ عَةِ‪ ،‬ألقيتُ حماضرةً عِلْمِيَّة عَنِ الْمَرَضِ مِمَّا زَادَ مِنْ وَعِيّ الطَّلَبَة‪ ،‬شعورُ الْمَسْؤُولِيَّة صعبٌ ومجيلٌ أيضًا‪،‬‬ ‫كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي فِي نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ وَالثَّالِث أمَام مُدِيرِيَّة التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ‪ ،‬أتذكرُ حرصنا على كَيْفِيَّة تَفَادِيه وَالتَّعَامُل معه‪.‬‬ ‫أُنْهِي جَدي حَدِيثِهِ عَنْ أَعْمَالِهِ الْخَيْرِيَّةِ مِمَّا زَادَ مِنْ رَغَّبْتِنَا فِي الْمُشَارَكَةِ‪ ،‬اتَّفَقْنَا أَنَا و يونُس وَيُوسُف وَعُمَر أَن نشارك ونتقاسَم الْأَجْر وَالْحُب‬ ‫مِنَ النَّاسِ حَتَّي وجدتُ جَدِّي يَسْتَأْنِف حَدِيثِه‪.‬‬ ‫"يا أَبْنَائِي‪ ،‬اخلريُ كَالشَّجَرَة الْمَزْرُوعَة وَاَلَّتِي نَمَت بَعْد مُدة لتمُن عَلَى النَّاسِ خبرياتِ ثِمَارِهَا حَتَّي وَإِن ماتَ زارعها‪ ،‬إن أردتُ أَنْ أُعْطِيَكُمْ‬ ‫نَصِيحَة فَهِيَ أَنْ تَسعَوا للخريِ يأتِكم أضعافًا‪ ،‬جتاربي كَانَت مُمْتازَةٌ فِي الْعَمَلِيَّاتِ الْخَيْرِيَّة وَإِنْ عَادَ بِي الزَّمَان لَاخْتَرْت مَا قُمْت بِهِ‪ ،‬تَذْكُرُوا قولهُ‬ ‫تعاىلٰ {وَمَا تُقَدِّمُواْ ألَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِريٌ} ‪. ،‬‬ ‫أَتَذْكُرُون حِينَمَا أَخْبَرْتُكُم مُنْذ قَلِيل أنَّ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِه كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة بِهَا جلان عدَّة فَهِى لَيْسَت مُقتصرة عَلَى محالتٍ تطوعية فَحَسْب‬ ‫لِذَا دَعونَا نَتَحَدَّث عَن لَجْنَة التطوير املهين الَّتِي لطاملا كَانَت مشروعاهتا فَخْر لَنَا مجيعًا بِمَا تُقَدِّمهُ مِنْ نَفْعِ للصيديل وَالْمُجْتَمَع بِأَكْمَلِه‪ ،‬فَقَد‬ ‫احْتَوَى جَدْوَلِ األعْمَالِ فِي عَامِنَا الْأَوَّلِ عَلَى ثَلَاثِ مشروعات وَهُم‪:‬‬ ‫مَشْرُوعٌ إرْشَاد الْمَرْضَى‪ ،‬وَمَشْرُوعٌ مهارات الصَّيْدَلَة اإلكلينيكية‪ ،‬وَحَمَلَه التَّوْعِيَة بِمِهْنَة الصَّيْدَلَة‪.‬‬ ‫فَقَدْ كَانَ اعتمادنا لِتَنْمِيَة مهارات الصَّيْدَلِيّ وَمَعْرِفَتِه مبواضيع هَامَّة عَلَى الْمُحَاضَرَات واملسابقات أيضًا لِلتَّطْبِيق الْعَمَلِيّ‪ .‬فَعَن مَشْرُوع إرْشَاد‬ ‫الْمَرْضَى كانَ هدَفُهُ تَوْضِيح كَيْفِيَّة التَّعَامُلَ مَعَ الْمَرْضَى‪ ،‬وَنُصْحِهِم وَباألَخَصِّ إرْشَادِهِم لِلطَّرِيقَة لِاسْتِخْدَام الدَّوَاء‪ .‬وَبِهَذَا الْمَشْرُوع افْتَتَحْنَا‬ ‫شَرِيط الْأَحْدَاث لِهَذِهِ وحينها تَمّ تَنْفِيذه عَلَى ثالثِ مَرَاحِل وَهِي الْمُحَاضَرَات والتوعية ثُمّ الْمُسَابَقَة الْمَحَلِّيَّة‪.‬‬


‫وَكَانَتْ هَذِهِ الْفَتْرَةِ أعزائي ابتداءًا مِنَ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِين مِنْ أُكْتُوبَر إلَى الْحَادِي عَشَرَ مِنْ نُوفَمْبِر لِعَام أَلْفَيْن وَثَلَاثَةَ عَشَرَ‪ .‬ثُمَّ نَأْتِي لِمَشْرُوع‬ ‫املهارات اإلكلينيكية فَقَطْ كَانَ الْحَدَثُ الثَّانِي لِلْجَنَّة التطوير املهين‪ ،‬وَكَان مفيدًا جدًا لِكُلِ الْأَعْضَاء وَطُلَّاب كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة لِكَي يَتَعَلَّمُوا أَكْثَر‬ ‫عَن مهارات الصَّيْدَلَة اإلكلينيكية وأيضًا مَرّ مشروعنا هَذَا بِالْأَرْبَع مَرَاحِل التَّرْوِيج وَالْمُحَاضَرَات وَالْعَرْض التقدميي وختامًا الْمُسَابَقَة الْمَحَلِّيَّة‪.‬‬ ‫وَلِكَي ختتتم لَجْنَة التطوير املهين عَمَلِهَا بِهَذَا الْعَامِ فَقَدْ أَتَتْ حَمْلُه التَّوْعِيَة بِمِهْنَة الصَّيْدَلِيّ كَي تُسَطِّر السُّطُور الْأَخِريَة‪ ،‬وتكلل أَعْمَال اللَّجْنَة‬ ‫بالتوعية عَن دُور الصَّيْدَلِيّ احلَيَوِيّ وَالْحَقِيقِيّ فِي الْمُجْتَمَعِ فَكَانَت الْبِدَايَة لقطارِ التطوير املهين الَّذِي لطاملا كَانَ أَكْثَرَ مَا مييزنا أَحِبَّائِي‪.‬‬ ‫تِلْكَ الْأَعْوَام كَانَت أَعْوَام مَجْد كَانَتْ تَحْمِلُ لَذَّة بدايات أَي شَيّ‪.‬‬ ‫دَعُونِي أَكْمَل‪..‬‬ ‫مَنْ ضَمِنَ مَشارِيع جلتنا هذِه مَشْرُوعٌ تَنْشِئَة صَيْدَلِي مُفِيدٌ ذَا قِيمَةٍ مِن حيثُ تَطوير مهارات الصَّيْدَلِيّ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْمَرْضَى وَكَيْفِيَّة إرْشَادِهِمْ‬ ‫إلَى الْعِلَاج السَّلِيم‪.‬‬ ‫استغرقنا مَا يَقْرُبُ مِنْ الشَّهْرِ نُحَاوِل إمْدَاد الطَّلَبَة بِالْمَعْلُومَات نَظَرِيَّة وعلمية‪ ،‬ثُمّ امْتَدَّ الْأَمْرُ بِنَا ملسابقة مَحَلِّيَّة للتقييم وَالتَّطْبِيق ‪.‬‬ ‫لَمْ يَتَوَقَّفْ الْآمِرِ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ بَلْ تَمّ تَكْرَار التَّجْرِبَة مَعَ بَعْضِ التطوير الْخَاصَّة باملهارات اإلكلينيكية فَنَحْنُ إنْ شِئْنَا التَّغْيِري كُنَّا لَهُ مَنَارٌ ‪.‬‬ ‫وَهُنَا حَانَ وَقْتُ الْهُدْنَة‪..‬‬ ‫كَانَ وَقْ تَ عَقْد مُعَاهَدَة سَلَام بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَمِهْنَة هِي الْأَعْظَم‪ ،‬عَنْ طَرِيقِ حَمَالتِ التَّوْعِيَة بِدُور الصَّيْدَلِيّ‪.‬‬ ‫هُنَا كَانَتْ فِرْصَة التَّوَاصُل‪..‬‬ ‫ساعدتنا تِلْك احلمالت فِي تَحْدِيدِ خطواتنا القَادِمَة ألعوام تَالِيَة‪..‬‬ ‫آه لَو نستعيد تِلْكَ الْأَيَّامِ مِنْ جَدِيدٍ‪.‬‬


‫مَا بَالَى أَرَى عُيُونًا ناعسة أَمَامِي‪ ،‬هَل أَصْبَحْت قِصَّتِي مملة؟‬ ‫لَا تقلقوا سنقف عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ و نُكمل قصتنا غدًا بإذنِ اللَّهِ إن رَغِبْتُم فِى ذَلِكَ يَا صِغَار‪.‬‬ ‫يونُس‪ :‬بالطَبعِ يَا جَدِّى سننتظر لِتُكمِل لَنَا حَدِيثَك املُمتع‪.‬‬ ‫هنضتُ أَنَا و يوسُف و حيى و يونُس بَعْدَ أَنْ استئذنَّا اجلَدُ مُخربين إيَّاه أَنَّنَا فِى اشتياقٍ كَبِريٍ الستكمال الْحِكَايَة ‪. .‬‬ ‫مرَّت ساعاتٍ و أَتَى غدٌ بِتنا بِه حاملني و حدثَّنا يُونُس لِنتفق عَلَى ميعادٍ يُناسبنا لِلذَّهَاب لِلْجَدّ فاتفقنا أَنَّنَا سنذهبُ إلَيْهِ بَعْدَ قضائِنا لصالةِ‬ ‫الْعَصْر ‪. .‬‬ ‫بعدِ أداءِ صالةِ الْعَصْرِ فِى الْمَسْجِدِ املُجاوِر لبَيتِ جَدِّى انْطَلَقْنَا إلَيْهِ فَهُوَ لَمْ يُصلى بِالْمَسْجِد لِكِبَرِ سِنِّه و أملِ ظهرِه فِى هَذَا الْحِنيِ لِذَا عِنْد‬ ‫وصولِنا وَجَدْنَاه عَلَى سجادتِه يَقُول أَذْكَار الْمَسَاء كعادَتِه و عِنْدَمَا رَآنَا اِبْتَسَم مُمازِحًا ظننتُ حَدِيثِى كَان مُمِلًا و أنَّ مَا مِن رَجعة‪،‬‬ ‫فَضَحِكنا ثُمَّ التففنا حولَه و كُلنا آذانٌ مُصْغِيَةٌ‪.‬‬ ‫فَبَدَأ اجلَد حديثَه بلُغتِه الفُصحى تِلْك الَّتِى تبتسم و أَنْت تسمَعُها قائلًا‪ :‬إميانًا مِنَّا بِأنَّ الْعِلْم نورٌ لَا يشوبُه ظَلَام ‪. .‬شرابٌ هُو كُلَّمَا أُخِذَتْ مِنْهُ‬ ‫رَشْفه أَرَدْت أَنْ تستزيد ‪ . .‬وأنَّ فِيه تُقلَبُ الْآيَة فاخلريٌ فِى الطمعِ فِيهِ وَ اخلسارةُ كُلّ الْخَسَارَة فِى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ ‪ . .‬مَا أَتَى إِلَيْهِ ظَمْآن إلَّا‬ ‫و بِه اِرْتَوَى ‪ . .‬مَا إنْ سَلَكْت طَرِيقَةً إلَّا وينشأُ بَيْنَكُمَا رابطٌ لَوْ اجْتَمَعَ أهلُ األرضِ مجيعًا عَلَى الْإِتْيَانِ بِهِ مَا اسْتَطَاعُوا فَمَن يَجِد النورَ لَا‬ ‫يَشْتاق للظالم و مِن يَحْظَى بأجنحةِ الْمَلَائِكَة عسريٌ عَلَيْه العَودةِ ألراذِلِ الْأُمُور‪ . .‬مِن عُمقِ إميَانُنَا بِهَذَا أنشأنا لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ ‪ . .‬هُنَا‬ ‫كُنَّا ندرس أمورَ علومٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ فَضَاءِ كَانَت فيزياء أَم كِيمْيَاء ‪ . .‬علومٍ مُتعدده نُعلِّمها و نناقشها فِى جلساتٍ لَنَا سويًا و كلٌ بعلمِه يُفِيد‬ ‫فتخرُج مِنْهَا مُثقَلًا مبعلوماتٍ يصعُب عَلَيْك تَحْصِيلِهَا مِنْ كُتُب ‪ . .‬فَالِاقْتِصَارُ عَلَى علمٍ وَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْنَنَا مَكَان ألَيْس اهللُ وهبَ آفاقًا‬ ‫واجبٌ عَلَيْنَا لَهَا أَنْ تُنار؟‬


‫لَقَد عَمِلْت جلنةُ التعليمِ املستمرِ فِي هَذَا الْعَامِ عَلِيّ إلقاءِ الضوءِ وتوجيهِ مُعْظَم جُهوداتِها على إِظهار دورِ الصَّيْدَلِيّ وباألَخصِ إِظهارِها لِطَالِب‬ ‫كُليةِ صَيْدَلَة وَتَعْرِيفِه بأمهيةِ دَوْرُه فِي اجملتمعِ وَالنَّتِيجَة الَّتِي ستعودُ عَلَيْه جراءَ مَعْرِفَتِه لِهَذَا الدورِ ‪.‬‬ ‫وَكَانَ مِنْ أهمِ تِلْك األحداثِ عِدَّة مُحاضرات عُقِدت تَحتَ مُسمي "وُلِدَ ليَكونَ صَيّديل" تَمَ عَقدُه فِي كُليةِ صَيْدَلَة جَامعة دَمَنْهُور‪ ،‬اسْتَمَرّ‬ ‫لِمُدة ثالثةِ أيامٍ إِبتِداءًا مِن يومِ الثُالثاء املُوافقِ‬ ‫‪ 2٠١٣/١١/١٩‬وحيت يومِ اخلَميس املُوافقِ ‪ 2٠١٣/١١/2١‬وَكَانَت املُحَاضرة تَسْتَغْرِق قُرابَة سَاعتني مُنْذ الثالثةِ مساءًا وحيت اخلامسة‪.‬‬ ‫لَقَد أَقبل عددٌ كَبري مِن طُالبِ كليةِ صَيْدَلَة حيثُ وَصل متوسطُ عددِ احلَاضرين إىل مائتى طَالِب‪.‬‬ ‫وَمَن خاللِ تِلْك الْمُحَاضَرَات تَمّ تَغْطِيَة دورِ الصَّيْدَلِيّ وَمَا لَا يسعُ طالبُ صيدلةِ جهلَه تغطيةً شاملةً‪ ،‬وعَمِل املُحَاضِرون بشكلِ أَسَاسِيّ عَلِيّ‬ ‫توعيةِ الطالبِ بِدُورِهِم فِي املستقبلِ وحتبيبهم فِي املهنةِ الَّتِي إِجِتَباهمُ اهللُ ‪ -‬عَزّ وجل‪ -‬لَهَا ‪ ،‬وَعَنْ مَا تُمثله هَذِه املهنةِ للمجتمعِ‪ ،‬وَعَن أنَّ‬ ‫الصَّيْدَلِيّ إىل جانبِ كَونه اخلَبري األول بالدواءِ إلَّا أنَّه هُو وِجهة الْمَرِيض الْأُولَى كَذَلِكَ ‪ . .‬تَمّ التحدثُ عَن ضرورةِ عَدَم جتاوزِ الصَّيْدَلِيّ لدوره‬ ‫وَعَدَم تنازلِه عَنْه‪.‬‬ ‫وَقَد تَركت هَذِه املُحَاضرات أَثَرَهَا الرائِع فِي الطُّالَّب‪.‬‬ ‫وَكَمَا هُوَ حَالٌ كُلِّ بِدَايَةِ أَوَّلِ خُطوة لِطِفْل‪ ،‬وَأَوَّل اِبْتِسَامَة‪ ،‬وَأَوَّل حَرْف لكاتب‪.‬‬ ‫لَا يَسْتَقِيمُ الطَّرِيق بِدُون صعوبات وَلَا يَخْطُو الطِّفْل خَطَؤة بِدُون عَثَرَات وَلَا تَكْتَمِل الْكَلِمَة إِلَّا بِأَوَّل حَرْف فَهَكَذَا كَان خَوْض تِلْك الصُّعُوبَات‬ ‫مِنْ نَصِيبِ أبطالنا‪.‬‬ ‫لَا يُسلك طَرِيق بِدُون أَمَل وَلَا يُنجز عَمِل بِدُون جُهَد وَهَذَا مَا جَمَعَ أبطالنا عَمل وَأَمَل‪ ،‬حِمَاس وَجَهْدٌ لَم يُثْنَى أبطالنا عَنْ طَرِيقِهِمْ شَئ‪ .‬فَلَم‬ ‫تَخْمُد عزميتهم وَلَم يَنْتَهِي أَمَلُهُم؛ لِيَفْتَح هَؤُلَاء األبْطَال بَوَّابَة الْأَمَل لِإِبْطَال آخَرِين‪.‬‬


‫وَقَدْ حَانَتْ اللَّحْظَة لِلظُّهُور‪ ،‬لِيَظْهَر أبطال حكايتنا لِلنُّور فَكَانُوا بِمَثَابَة أَوَّل حَرْف وَأَوَّل خُطَوة اجْتَمَع األبْطَال الْأَرْبَعَة بِرَئِيس وَثَلَاثَة مسؤولني‬ ‫لِحُضُور مُؤْتَمَرٍ بِمَثَابَة الْأَوَّل لَنَا وَالثَّامِنَ عَشَرَ لِإِبْطَال آخَرِين‪ ،‬لتُسطر فِيه أمسائنا‪.‬‬ ‫لِيَكُون الْمُؤْتَمَر الثَّامِن عَشَر الَّذِى حاذ شَرَف اسْتِقْبَالِه جَامِعَةٌ طَنْطا وحُذنا نَحْن بِشَرَف حُضُورِه‪ .‬لتبدأ مَسِريَة حَافِلَة باإلجنازات وَحِكَايَات‬ ‫سُتسطر أَحرُفها بأقالم أبطال آخَرِين‪ .‬ألَيْسَت بِدَايَة الْغَيْث قَطْرَة! ‪ ،‬فَمَن يَدْرَى رُبَّمَا فِى الْمُسْتَقْبَل يَكُون اسْتِقْبَال الْمُؤْتَمَر مِن نَصِيبِنَا!‬ ‫ثُمّ تَنهَّد اجلَد قائِلًا دعونى أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَحَدٍ أَهَمّ الْأَحْدَاث وَأَكْثَرُهَا متيزًا إلَّا وَهُوَ اجْتِمَاع الْجَمْعِيَّة العُمُومِيَّة‪.‬‬ ‫فَفِى غُضُون هَذَا الِاجْتِمَاع يَتَّفِق أَكْثَر الْأَشْخَاص شغفًا عَلَى أَهَمّ القَراَرَات املصريية الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِى مَجْرَى هَذَا الكِيان الْعَظِيم‬ ‫فَفِى هَذَا الِاجْتِمَاع لِكُلِّ احلَاضِرِينَ كَلِمَة لَهَا صَدَاهَا فِى كُلِّ الْمَسَامِع وَتُؤْخَذ دَائِمًا فِى الِاعْتِبَار‪.‬‬ ‫وَكَمَا نَعْرِفُ أَنَّ الْمُرّةَ الْأُولَى فِى كُلِّ شَيِّ تَكُونَ مُخْتَلِفَةَ متامًا‪ ،‬فَكَان لِهَذَا الِاجْتِمَاع رَوْنَقُه الْخَاصّ‪ ،‬مَشَاعِر كَثِريَةٌ مُتَدَاخِلَةٌ تَخَبَّط بَيْنَهَا كُلَّ‬ ‫الْأَعْضَاءِ مِنْ تُوتِر وَخَوْف يُخَالِطُه الْفَرَح وَالشَّغَف مَعَ كَثِريِ مِنْ االستعدادات والتصورات لِهَذَا الْيَوْمِ‪.‬‬ ‫فَهَا هِى الفِكْرَة الَّتِى وَضَعَهَا بَعْضِ الْأَشْخَاصِ تَحَوَّلَت حللمٍ كَبِري وَبَدَأ يَتَحَقَّق أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ‪ ،‬تَضَخَّم الْحِلْم وَآمَنَ بِهِ الْكَثِريُون‪.‬‬ ‫وَكَمَا نَعْلَمُ أَنَّ لِكُلِّ مَكَان قَوَاعِدِه و لِنَجَاح هَذِهِ الْقَوَاعِدِ يَجِبُ أَنْ ترتسخ فِى أَذْهَان وَقُلُوب أَعْضَائِهَا‪.‬‬ ‫لِهَذَا دَارَت أحْدَاث هَذَا الِاجْتِمَاع حَوْل تَعْرِيف جَمِيعَ الْأَعْضَاءِ عَلَى الَئِحَةِ الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لطالب كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة جَامِعَةٌ دَمَنْهُور‬ ‫كَى يُزرع الِالْتِزَام وَحُبّ هَذَا الْمَكَانِ فِى جَمِيعَ الْأَعْضَاءِ لكى نبنى جيلًا مُشرقًا عَلَى وَعَى كافٍ بِأهَمِّيَّة هَذَا الكِيان وقادرين عَلَى جَعْلِهِ‬ ‫أَفْضَل‪.‬‬ ‫قَالَ يَحْيَى ‪ :‬هَلْ كَانَ الْأَمْرُ سهلًا فِى هذِه السُّنَّة خصوصًا أَنَّهَا السُّنَّةُ الْأُولَى فِى تَارِيخ كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة جَامِعَةِ دَمَنْهُور بِالِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ؟‬ ‫الْجَدّ‪:‬لَمْ يَكُنْ سهلًا‪ ،‬لَكِنَّهُ كَانَ رائعًا‪ ،‬أَنْ تَفْعَلَ شيئًا عظيمًا بَيْنَمَا المتتلك الْخِبْرَة لَمْ يَكُنْ حتديًا سهلًا‪.‬‬


‫يَحْي‪ :‬وَكَيْف فَعَلْتُم؟!‬ ‫ لَا أُخْفِي عَلَيْك يابين أَن الْخِبْرَة أمرًا هامًا لِلْغَايَ ة ويَجْعَل الْأُمُور أَسْهَل ‪ ،‬لكِنَّنَا فَعَلْنَا بِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ ‪ ،‬كُنَّا عددًا قليلًا لكِنَّنَا امتلكنا شغفًا‬‫رائعًا‪ ،‬كَان الشَّغَف واحلماس دافعًا قويًا لَنَا‪.‬‬ ‫ وَهَلْ يَكْفِي أَنْ أمْتَلَك الشَّغَف ألحقق أَحْالَمِي؟‬‫ أولًا كُفَّ عَنْ تَرْكِهَا أحالمًا‪ ،‬أَسْرَع وَحَوَّل هَذِه الْأَحْلَام إىل أَهْدَاف‪ ،‬لِأَنَّ الْخُطْوَةَ الْأَوَّلِيّ لِتَحْقِيق الْأَحْلَام هِيَ أَنْ تَجْعَلَهَا أهدافٍا نَصَب عَيْنَيْك‬‫وَالْخَطْوَة الثَّانِيَةُ هِيَ البَدْءَ فِي الْعَمَلِ لِلْوُصُول هلدفك‪.‬‬ ‫ يُونُس‪ :‬هَل وَضْع األَهْدَاف هُوَ مَا ساعدكم عَلَى الْوُصُولِ لَهَا؟‬‫ نَعَم‪ ،‬وَضْع األَهْدَاف كَانَ بِمَثَابَةِ طَاقَة التَّنْشِيط لنبدأ‪ ،‬وَالشَّغَف واحلماس جَعَلَنا نُكْمِل‪ ،‬أَمَّا الْعَمَلُ اجلَاد فَهُوَ مَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات‪.‬‬‫أَحْمَد‪ :‬وَمَاذَا عَن الْخِبْرَة؟‬ ‫ اكْ تَسَبْنَاهَا بَيْنَمَا نَعْمَل‪ ،‬أَخْطَأْنَا وتعثرنا و واجهتنا حتديات جَدِيدَة‪ ،‬لكِنَّنَا تَعَلَّمْنَا والزلنا نَتَعَلَّم‪.‬‬‫يُونُس‪ :‬مَاذَا عَنْ خِربَةِ الْآخَرِين؟‬ ‫ كَانَت دروسًا مُفِيدَةً لَنَا‪ ،‬تَعَلَّمْنَا مِنْهَا أَيْضًا‪.‬‬‫أَحْمَد‪ :‬هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَكُونَ عظيمًا مِثْلُكُم؟‬ ‫ يُمْكِن لِأَيِّ شَخْصٍ أنْ يَكُونَ عظيمًا ورائعًا فَقَطْ إذَا كَانَ واثقًا أَنَّه ميتلك الْقُدْرَةِ عَلَى صُنْعِ الْمُعْجِزَات‪ ،‬إذَا بَحَِ​َثَ عَنْ شغفه وَوَجَدَه‪ ،‬إذَا عَمِلَ‬‫جادًا حَتَّى فِي وَسَطِ الْمِحَن‪ ،‬إذَا تَحَدِّي الصِّعَاب بِالْأَمَل‪ ،‬يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ رائعًا‪. .‬‬ ‫يُونُس‪ :‬جَدِّى مَا هِىَ أَكْثَر مميزات هَذِهِ السَّنَةِ؟‬


‫لَقَدْ كَانَ لِلْجَمْعِيَّة نَصِيبِ مَنْ اإلجنازات فِي عَامِهَا الْأَوَّلُ مِثْلَ الْمُشَارَكَةِ فِي تَحْطِيمِ الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ مبوسوعة جينس لِحَمْلِه التَّوْعِيَة بِمَرَض السُّكْر‪،‬‬ ‫و نتاجًا للجهد الْمَبْذُول لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ اسْتَطَاعَت الْحُصُولِ عَلَى " أَفْضَل حَدَث لِلْجَنَّة التَّعْلِيم املستمر" و رغم كُلّ التحديات الَّتِي‬ ‫واجهت اجلَمْعِيَّةُ إِالَّ أَنَّهَا حصّلت أَوَّل جَمْعِيَّةٌ جَدِيدَة لِعَام ‪.2٠١٣‬‬ ‫يَحْي‪ :‬أقُلت مَوْسُوعَة چينس؟‬ ‫نَعَم هِى يَا بُنى سأقُص لَك الْحِكَايَة‪.‬‬ ‫هَلْ تَعْلَمُ تِلْكَ اللَّحْظَة الَّتِي تَجْلِسُ بِهَا بِالْمَنْزِل مرتقبًا وُصُول جَدُّك باحللوى وإحساسَك عِنْدَ دُخُولِهِ قَدْ كُنَّا هَكَذَا فَفِي ذَاك الْعَام كُنَّا نَخْطُو‬ ‫أولَى خطواتنا فِي الِاتِّحَادِ ونتعلم قَبْلَ أَنْ نَعْلَمَ كُنَّا نَفْعَلُ الشّي بِدَافِع الْحَبِّ قَبْلَ الْوَاجِبِ لَا أنْسي حَمْلةَ قِيَاس نِسبه السُّكر ونَحْن نَقِف فِي‬ ‫الشَّارِعِ وَالنّادِي وَالْكُلِّيَّة كتفًا إلَى كَتِف نَشْعُر بِالْفَخْر ونَحْن مَازِلْنَا فِي عَامِنَا الْأَوَّل بِالْكُلِّيَّة ولَكِنّنَا بِالْفِعْل نُؤدِي دَورَنا كصيادلة ثُمَّ يَأْتِي هَذَا‬ ‫الْحَدَثَ الْعَظِيم ذَاك الِاحْتِفَال الَّذِي جَمَعَ شَمْلِ كُلَّ اجلمعيات مِنْ مُخْتَلِفِ أرجَاء مِصْر فَنَقِف نَحْن بعيوننا الربّاقة وَقُلُوبِنَا املتلهفة كَيْفَمَا طِفْل‬ ‫صَغِري يَنْتَظِر قَرْعَ بَابِ الْبَيْتِ مِنْ جَجدِّ احلبيب ظَللنا نَنْتَظِر وننتظر حَتَّى نَطَق بِأَنَّهُ قَدْ حَطَمَت مِصْر الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ فِي مَوْسُوعَة جينيس فِي‬ ‫قِيَاسِ السُّكْر هُنَا اِنْتَفَضَت قُلُوبُنَا فرحًا و قفزنا فِي أماكنها كرَضِيع أُطلق سُرَاحَة ألَوَّلِ مَرَّةٍ فِي الْبَرِّيَّةِ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ بِقَدَمَيْه الصَّغِريَتَيْن لِأَبْعَدَ مِنْ‬ ‫مَدَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ بَعْدَهَا بثواني قَلِيلِه ذُيع اسْمَنَا كدمنهو ر بأننا كُنَّا أَحَدُ أَرْكَانِ الْأَسَاس فِي هَذَا الْحَدَثَ الْعَظِيمِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ تَوَقَّف الزَّمَن‬ ‫وَمَرَّت عَلِيّ عُقُولِنَا كُلّ تِلْك لَحَظَات االرهاق والتنظيم وَالتَّجْهِيز كُلّ لَحَظَات الْخَوْفِ قَبْلَ النَّجَاح مَرّ شَرِيط ذِكْرَيَات عَمِلِنَا معًا شَارَكْنَاه مجيعًا‬ ‫بعيوننا قَبْلَ الْكَلَامِ‪.‬‬

‫فَقَدْ كُنْتُ تَنْظُرُ إلَى زميلك فرتي عُيُونَه مُدمعه فرحًا فرتغب أَنْ تَذْهَبَ إلَيْهِ لتخربه أنَّك تشعر مِنْ كُلِّ قَلْبِك بِمَا يشعر بِهِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ‬ ‫اتَّفَقَ الْجَمِيعُ على الْفَرْحَة والدموع املنهمرة رَغِم اخْتِلَافِهِم صَاح الْجَمِيعَ بِكُلِّ طَاقَتِه ولَوْ بَلَغَ صِيَاحَه عَنَانَ السَّمَاءِ مَا كَانَ ذَلِكَ كافٍ ليعرب عَن‬ ‫فرحته ‪ .‬فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ أَدْرَكْنَا أنَّ قُلُوبَنا تَأَلَّفَت ف الْخَيْرَ وَ أنَّ نِصف سعادتِنا ‪-‬إن لَم تكُن كُلها‪ -‬تَكْمُن فِى إسعادِ غَيْرِنَا‪.‬‬


‫قِيلَ يَا أَبْنَائِي أنَّ حياةَ الفردِ لَهَا آن وَتَنْتَهِي ويَنْتَهِي مَعَهَا كُل شَيّ‪ ،‬الْحَقِيقَةَ لَيْسَتْ تسريُ علىٰ هَذَا احلَد‪ ،‬وهَل يَموتُ الكِتابُ وكلماته الَّتِى‬ ‫لَمست الروحَ وَآلَفْتُه مَع كاتِبها؟ ‪ . .‬بِالطَّبْع لَا‪.‬‬ ‫هَكَذَا هُم بَعْض الْبَشَر‪ ،‬مِنْهُمْ مَنْ يَعيشُ ليرتُكَ بصمتهُ الَّتِى تُخلِّدُ ذَكَرَاه وَمِنْهُمْ مَنْ يرتُك شُعاعَ أملٍ لغريهِ سعىٰ للتشبُث خبيطِ النَّجَاة‪.‬‬ ‫هُنَا كَانَتْ هنايةُ الْبِدَايَة ‪ . .‬نِهَايَةُ السَّنَةِ الْأُولَى بصعابِها و بِدَايَة كُل شئٍ جَمِيل بِدَايَة شَبَاب يَسْعَوْن وَرَاء الْخَيْر يُعلمون أَنْفُسَهم بِأَنْفُسِهِم لَا‬ ‫تَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبْخَل مبعلومةٍ عَلَى غريِه ‪ . .‬حشدٌ مِن شبابٍ بقوةِ إرَادَة مَا حَظيتم بِرُؤْيَتِهَا مِن قَبل وجوه بشوشة بِمَلَابِس أَنِيقَة تستقبِلُك‬ ‫فِى مؤمتراتٍ عِلْمِيَّة تُقدِّم إلَيْك أَمْهَر الْأَسَاتِذَة مِنْ شَتَّى الْجَامِعَات و املستشفيات ‪ . .‬كِبارٌ يساعدون صِغار ‪. .‬و صغارٌ يَسْتَفِيدُون مِنْهُم‬ ‫‪ . .‬روحُك مَعَهُم تُرفرِف مَع كُل محلةٍ جَدِيدَة تَحْظَى فِيهَا بابتسامةِ سَيِّدِة كَبِريَة لِتَلَقِّيهَا مَعْلُومَة مِنْك ‪ . .‬فرحةُ شابٍ أَخْبَرَتْه بقبولِه لالنضمام‬ ‫إلَيْنَا ‪ . .‬اجتماعاتٌ و لقاءاتٍ ‪ ..‬جِلْسَات و سفريات ‪ . .‬خربةٌ تكتسبُها وراءَ خَبَرُه ‪ . .‬هُنَاك يَا أَبْنَائِي أَنَا عِشتُ أيامًا مَا حظيتُ‬ ‫جبمالِها طِيلَة حياتى ‪ ..‬أمورٌ كَ ثِريَةٍ لَا تُحكَى و إنَّمَا تَشْعُر بِهَا وَ حَسَب ‪ . .‬لَا أبالِغ يومًا إن قُلتُ أنَّ كُل مَا وصلتُ إليهِ مِنْ عَظِيمِ الْأُمُور‬ ‫فِى عِلْمِى و عملى و ذاتى كَانَ مِنْ بَعْدِ تَوْفِيقِ رَبِّى انضمامى لِهَذَا الكِيان هُنَاك كَانَت أسرتى الثَّانِيَة ‪ . .‬هِى كَانَتْ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا ‪.‬‬ ‫و أخريًا و لَيْس آخرًا ‪ . .‬مَهْمَا كَانَتْ الصِّعاب إيَّاكُم ثمَّ إيَّاكُم عَنْ الْحِلْمِ التخلِّى ‪. .‬‬



‫"قبلَ البدْءِ فِي هَذَا الفصلِ‪ ،‬إجتاحتين الرَّغْبَة ُيف كوبٍ مِن الشَّاي يُلطِف رُطوبةَ اجلوِّ‪ ،‬مَع أولِ رشفةٍ للشاي تذكرتُ مقولةً زادَت مِن لُطفِ‬ ‫اللَّحْظَة‪" ،‬من يَرَى الْخَيْرَ فَهُوَ لَا يَرَى إِالَّ مَا فِي دَاخِلِ نفسه" دائمًا مَا يرىٰ أوابُ نَفْسِه مُحبًا للخريِ وينتهزُ الفُرص لَه؛ يَطْوِي الْمَسَافَات طيًا‬ ‫لِيَقُومَ بِكُلِّ مَا يَسْتَطِيعُهُ مِنْ خَيْرٍ‪ ،‬كَمَا يعتقِدُ أنّه مِن احملظوظني فِي هَذَا الْعَالَمُ لتحلِّيه مبثلِ تِلْك الصفة الْحَمِيدَة‪ ،‬شَعَر صديقنا بَعْد قرائته‬ ‫للفصلِ األولِ وكأنهُ وَجَدَ رَوحَهُ وَوَجَدَ لَهَا توائمَ يُحِبُّون فِعْلِ الْخَيْرِ مثلهُ ويتسابقون إلَيْه‪ ،‬أَشْعَل عنوانُ الفصلِ األولِ حَمَاسَة فَاسْتَكْمَل فِي‬ ‫مهةٍ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ الَّذِي أسرهُ بَيْن صَفَحَاتِه وأسطره‪ " .‬وَكَذَلِك الزَّمَانِ يُذْهِبُ بِالنَّاس‪ ،‬وَتَبْقَى الرُّسُوم واآلثار" لُبَيدُ بْنُ رَبِيعَةَ‪.‬‬ ‫مجلةٌ حَمَلَت املعنىٰ األمسىٰ لِهَذَا الْفَصْلِ مَعَ بدايةِ أَوَّل الفصلِ فهمتُ أَن احلوارَ يدورُ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ املُسافرينَ عربَ الطَّرِيق يَجْلِس كُلٌ مِنْهُمَا‬ ‫بِجَانِب الْآخَر‪ ،‬كَانَ أَحَدُهُمَا فِي السنواتِ الْأُولَى مِنْ كُلِّيَّةِ الصَّيْدَلَة بَيْنَمَا اآلخرُ كَانَ فِي آخِرِ سنةٍ لَه‪ ،‬صُدفة جَمِيلَةَ أنْ تُجالس أَصْحَاب‬ ‫اخلرباتِ السابِقة‪ ،‬أعتقِدُ أَنَّ الْمَسَافَةَ طَوِيلَة لِكثر مَا يدورُ بذاكَ اجلُزء‪ ،‬ولـٰكِن أحدَمها بادرَ باحلديثِ بَعْد قُرابةِ النِّصْف سَاعَةٍ مِنْ الصَمتِ‬ ‫وتأمُل الطَّرِيق فَقَط‪ ،‬هَذَا مَا استنتجته أثناءَ مُحاوَليت لِفَهْم أحداثِ اجلُزء‪ ،‬وَالْآن لدَّي أملٌ بأنَّ خِرباتِه لَن يَنقُلها لهُ فَحَسْب‪ ،‬بَل ستنتقلُ إلَيْه‬ ‫عَدْوَى حُبُّ الْخَيْرِ‪.‬‬ ‫الْتَفَت ضِيَاء إىلٰ الَّذِي يَجْلِسُ بِجَانِبهِ فَوَجَدَه يَرْتَدِي قمصياً مطبوعاً عَلَيْه"‪ "One EPSF‬ف عَلِمَ أنّ الَّذِي يُجَاوِرُه لَه نفسُ وجهتهِ‬ ‫ولَكِنَّه يرىٰ اختالفًا شاسعًا بَيْنَهُمَا‪ ..‬ف هُو مثلُ طريٍ شاردٍ يُشْعِرُ أَنَّهُ فِي عُشٍ لَيْسَ لَهُ ‪ . .‬أَو كغرسةٍ غُرِسَت فِي غريِ أَرْضِهَا ‪. .‬‬ ‫أَمَّا مُجاوره فَيَبْدُو عَلَيْه اهلدوءُ وكأنهُ ذَاهِبٌ لِلِقَاء بعضِ أهلهِ و لَيْس إىلٰ اجتماعٍ مَهِيب‪.‬‬ ‫زَادَه استغرابًا وتشوقًا إىلٰ مَعْرِفَةِ مَنْ هَذَا الَّذِي يَجْلِسُ بِجَانِبهِ؟ وَمَا سَبَبُ اسرتخائهِ وهلفتهِ الَّتِي تَبْدُو جليةً عَلَى مُحَيَّاهُ ‪ . .‬صُدفة‬ ‫جَمِيلَةَ أنْ جتالس أَصْحَاب اخلرباتِ السابِقة‪ ،‬غلبهُ فضولهُ فبادرَ باحلديثِ بَعْد قُرابةِ النِّصْف سَاعَةٍ مِنْ الصَمتِ وتأمُل الطَّرِيق فَقَط‪،‬‬ ‫ألقىٰ ضِيَاء السالمَ علىٰ مُجَاوِرَة ثُمَّ أَتْبَعَ أَسْئِلَتِه الْوَاحِد يَتْلُو الْآخَر وَمُجَاوِرَة الَّذِي يُدعىٰ بدرًا يُجِيبُه بِكُلِّ هدوءٍ وارْتِياح‪.‬‬ ‫أخربهُ ضياءُ أنّه مَا زَالَ طالبًا فِي الصَّفِّ األولِ وَأَنَّهَا املرةُ األوىلٰ الَّتِي يُسَافِر فِيهَا مِنْ أَجْلِ اجتماعٍ عريقٍ كَهَذَا ففهمِ بدرٌ سَبَبٌ ختوّف‬ ‫صديقُ رِحْلَتِه ضِيَاء‪.‬‬


‫قَال بَدْر‪" :‬أنا أعلمُ سَبَبَ توتركَ‪ ،‬فَفِي يومٍ مِنْ الْأَيَّامِ كنتُ مَكَانَك‪ ،‬أَجْل كنتُ فِي مثلِ سنِك الصَّغِريِ فِي أولِ عامِ لِي فِي كليةِ الصيدلةِ‬ ‫وَفِي الْجَمْعِيَّة‪ ،‬كَانَ ذَلِكَ فِي عامِ ‪ 2٠١٥/2٠١٤‬م‪ ،‬كنتُ أشعرُ بِالتِّيه الشديدِ والوحدةِ ولكنّ أَعْضَاء اجلمعيةِ أحاطوني وَغَيْرِي مِن‬ ‫األعضاءِ اجلددُ بِالْكَثِريِ مِنْ الِاهْتِمَامِ حتىٰ أصحبنا مِن أَحْجَار أَسَاسِهَا‪ ،‬سأروي لَك أحْدَاث تِلْك السنةِ عسىٰ أَنْ تَجِدَ فِيهَا مَا يُشعلُ‬ ‫محاسك أكثر"‪.‬‬ ‫كأيِ مبتدئٍ يَكُونَ شَدِيدُ احلماسِ لِشَيْءٍ مَا ثُمَّ تَبْدَأ العقباتُ فِي الظُّهُورِ أمَامِه لتصعّبَ مِنْ مَهَامِّهِ‪ .‬كَانَت الْجَمْعِيَّة تشملُ أَعْضَائِهَا مترُ فِي‬ ‫حَالَةِ مِنْ التخبطِ الشديدِ‪ ،‬ف ذَاك يقدمُ اسْتِقالَتَه لثقلِ تلكَ الْمَهَامّ‪ ،‬وَذَاك آخَرَ لَمْ تَمْنَحُه الظروفُ الفرصةَ املُثلىٰ لِإِظْهَار كلِ أَفْكَارِه‪،‬‬ ‫وَغَيْرِهِم كثُر لَمْ تَكُنْ الظُّرُوف مواتيةً لَهُم‪ ،‬لِذَا فَقَد كثُرت االستقاالت فِي نِهَايَةِ خريفِ ذَلِكَ الْعَامِ‪ ،‬و كَان الْخَرِيف قَدْ أَصَابَ الْجَمْعِيَّة ف‬ ‫أَصْبَح مسؤلوها يَتَسَاقَطُون كأوراقِ شجرةٍ لَمْ تَبْلُغْ مِنْ العمرِ عتيًا‪ . .‬ولكنّ أبطالنا لَم يفقدوا الْأَمَل وَلَم يستسلموا لِلْيَأْس والظروفِ الَّتِي‬ ‫تَدْعُوهُم لِلْيَأْس‪ ،‬فقاوموا بقيادة السَّيِّد حُسَام نصّار وَاَلَّذِي توىلٰ مَهامَّ الرَّئِيسِ‪ ،‬وَبَدَأ ومبساعدةِ مَنْ حَوْلَهُ فِي استعادةِ زمامِ األمورِ مرةً‬ ‫أخرىٰ كَمَا وأنّه اسْتَطَاعَ أَنْ يَقُومَ بِمَهامِّ الْمَسْئُولِ عَنْ برنامجِ التَّبَادُل الطالبي وإعادةِ تَعْيِني أعضاء جَدَّد وَكَان املشرفُ علىٰ جمهوداتِهم‬ ‫العظيمةِ هُو الدكتور مسري الْمُرْشِدِيّ‪ ،‬وَبِذَلِك استعادت اجلمعيةُ متاسكَها مِن جديدٍ كَمَا لَوْ أنّه لَمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ‪ ،‬واستكملوا عامَهم فِي‬ ‫املزيِد مِن اإلجنازاتِ الْخَالِدَة‪".‬‬ ‫بل غَت الدهشةُ مِن ضياء مبلغًا عظيمًا ف اسْتَطْرَد بدرٌ قائلًا‪" :‬والْآن سأقصُ عَلَيْك مَا أحرزناهُ مِن تقدمٍ خِلَال ذَاك العامِ فِي مجيعِ‬ ‫اللِّجان‪ ،‬وسأبدأُ لَك بلجنيت الْمُفَضّلَة وَهِي جلنةُ الصحةِ الْعَامَّة‪.‬‬ ‫"رحلةُ النجاحِ لَ ا تَتَطَلَّب البحثَ عَن أرضٍ جَدِيدَة ولكنّها تتطلبُ األهتمامَ بالنجاحِ والرغبةَ فِي تَحْقِيقِهِ والنظرَ إلَى األشياءِ بعيونٍ‬ ‫جديدة" إذَا أمعنّا النظرَ فِيمَا قَالَهُ إبْرَاهِيمُ الفقى سنجدُ أَنَّهَا تُشْبِه مَا يَفْعَلُهُ أبطالنا دائمًا فَقَد اخْتَارُوا أَن ينجحوا هُنَا بعزميتهم‬ ‫وإصرارهم كَمَا وأنّهم يَنْظُرُون لألشياءِ بنظرةٍ مُخْتَلِفَة‪.‬‬ ‫لِهَذَا حَرَص أبطالُنا عَلَى انتقاءِ كَلِمَاتِهِم الَّتِى يَتَلَفَّظُون بِهَا حَتَّى لَا تأخذ مُنْحَنَى آخَر غريَ الَّذِي يُرِيدُونَه‪ .‬أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ لكلماهتم مَعْنَى‬ ‫ظاهرُ و حتىٰ يَظَلّ هدفُهم واضحٌ وَهُو توعيةُ النَّاس بِمَدَى أمهيةِ التَّبَرُّع بالدمِ وإنقاذهم آلالفِ الْأَرْوَاح ‪. .‬‬


‫أتظنُ يَا ضياءُ أَنَّهُمْ اكْتَفَوْا بِذَلِك؟ لَمْ يَكْتَفُوا بِذَلِكَ يَا صَدِيقِي بَل سامهوا أيضًا فِى التوعيةِ للعديدِ مِنْ الْأَمْرَاضِ مِثْل االلتهابِ الكبدى‬ ‫وخطورةِ فَيْرُوس نقصِ الْمَناعَة ‪.‬‬ ‫تَنَهَّد بدرٌ ثُمّ اسْتَكْمَل‪" :‬سأبدأُ فِي احلديثِ عَنْ حَمْلِهِ التَّبَرُّع بِالدَّم‪ .‬هِي دقائقٌ معدودةٌ ولَكِنَّهَا ميكنُ أنْ تُسَاهِمَ فِى إنْقَاذ حياةِ إنْسَان‪.‬‬ ‫مبدأٌ كَان راسخًا فِ ى أذهانِ أبطالنا ‪ . .‬لَم تَقْتَصِر محلةُ التربعِ بالدمِ عَلَى وقتٍ مُحَدَّد ولَكِنَّهَا اسْتَمَرَّت طِوَال الْعَامّ‪ .‬فِي يَوْمِ تَجْتَمِعُ فِيهِ‬ ‫العَائِلَة كَامِلَة‪ ،‬تَمْتَلِئ قلوبُ اجلميعِ بِالْحَمَاس‪ ،‬ويتسابقُ الكلُ عَلِيّ الْحُضُور‪ ،‬مِنْ أَكْثَرِ الْأَيَّامِ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ جَمِيعِ اللِّجان‪ ،‬فِي هَذَا الْيَوْمِ‬ ‫تَظْهَرْ قُوَّةُ الْخَيْر بداخلنا بِشَكْل كَبِري‪ ،‬حَتَّي الْأَعْضَاء الْجُدُد يَشْعُرُون فِي هَذَا الْيَوْمِ بِمُدَّي تأثريهم وَتَظْهَر قُوتَهُم الْكَامِنَة وحبهم لِلْخَيْر‪،‬‬ ‫نَشْعُر مجعينا أنَّ اللَّهَ جَعَلَنَا سَبَبًا لِإِنْقَاذ حَيَاة ومنح الْأَمَل‪ ،‬الْيَوْمُ الَّذِي تُشْعِر فِيه بِالْقُوَّة الْقَادِرَة عَلِيّ تَغْيِري الْعَالِم عِنْدَمَا تُفَكَّر أَنَّ دمائك‬ ‫تَسِريُ فِي شرايني شَخْصٍ آخَرَ تَمْنَحُه أمالً جديدًا ليحيا‪ ،‬تَشْعُر أنَّ لَك قَلْبَيْن صَارَا ينبضان بِالْأَمَل قلبٌ فِي جوفِك وَقَلْب فِي جسدِ مِن‬ ‫تربعتَ لَه‪ ،‬تَرْتَسِم بَسمه غَيْر مَفْهُومه على وَجْهِك‪ ،‬تُشْعِر بقشعريرة تَسْرِي فِي جَسَدِك‪ ،‬تلمعُ عَيْنَاك وتتجددُ قُوَّتِك وَعِنْدَهَا تأخذُ‬ ‫عهدًا عَلَى نفسكَ إِنَّكَ لَنْ تتخلفَ أبدًا عَنْ هَذَا الْعَطَاءِ أَوْ باألحرىٰ هَذَا الفوزِ الْعَظِيم‪.‬‬ ‫كَان منتصفُ دِيسَمْبِر الْهَادِي هُو يومُ انطالقِ املرحلةِ األوىلٰ حَيْث اجتَهَت أُورْكِسْرتا اخلريِ صباحَ اخلامسِ عَشَر مِن دِيسَمْبِر إىلٰ كلييت‬ ‫التجارةِ والصيدلةِ‪ ،‬هُنَاك الْتَقَوْا بآخر ينَ ميلؤهم الْخَيْر‪ ،‬جتاذبوا معًا أطرافَ أحاديثٍ قصريةٍ يَجْمَعُهَا هدفٌ واحدٌ وَهُو إنقاذُ عددٍ أكربَ مِنْ‬ ‫الْمَرْضَى‪ ،‬وَقَدْ لَاقَى اخلريُ اخلارجُ مِن أعماقِ قُلُوبِهِم صداهُ الرائِع فِي قلوبِ الْآخَرِين‪ ،‬وَفِي األسبوعِ التَّالِي مباشرةً صَبَاح التاسعَ عَشَر مِن‬ ‫دِيسَمْبِر كَانَت وجهتُهم قريةِ زركون ونادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ‪ ،‬وَلَا عَجَبَ أنَّ طاقتَهم وحبَهم أثَّر فِي النُّفُوسِ و أججَ فِي نفوسِ الْجَمِيع‬ ‫جذوةَ العطاءَ لِتَكُون النتيجةُ واحدًا وَثَمَانِني كيسًا مِنْ الدَّمِ يُمَثِّلُون عشراتِ الفرصِ لِإِنْقَاذ عَشَرَات الْمَرْضى‪ ،‬كَأَنَّمَا يهبُ الناسُ احلياةَ مَعَ‬ ‫كُلِّ قطرةِ دماءٍ يتربعون بِهَا ‪..‬‬ ‫أمَّا عَنْ الفصلِ الدراسيِّ الثَّانِي يَا صَدِيقِي فَقَدْ كَانَ موعدُنا مَع الْمَرْحَلَة الثَّانِيَة و الَّتِي بَدَأَت صباحَ الْعِشْرِينَ مِنْ أَبْرِيل ‪ 2٠١٥‬فِي كلياتِ‬ ‫العلومِ والصيدلةِ والطبِ البَيْطَرِيّ‪ ،‬تَلَاه يومُها الثَّانِي فِي كلييت التجارةِ والرتبيةِ بتاريخ ‪ 2٣‬أَبْرِيل ‪ 2٠١٥‬وَقَبْل هنايةِ شَهْر أَبْرِيل ف كَان يومُ‬ ‫احلملةٍ الثَّالِث وَاَلَّذِي وافقَ الثالثنيَ مِن الشهرِ فِي نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ‪ ،‬وَكَمَا يَقُولَنّ دائمًا حُسنُ اخلتامِ كَان اليومَ الرابعَ للحملةِ و أخريَها‬


‫كَان بتاريخِ الْأَوَّلِ مِنْ مَايُو عَام ‪ ،2٠١٥‬وَاَلَّذِي انْتَهي بنفسِ محاسِ بِدَايَة الْيَوْمِ الْأَوَّلِ لِتَنْتَهِي بِذَاك اليومِ الرائعِ مرحلتنا الثَّانِيَة حمققةً أربعةً‬ ‫وَسَبْعِني كيسًا مِنْ الدَّمِ لِإِنْقَاذ الكثريِ مِنْ الْمَرْضَى سَوَاء كَانُوا مِنْ مصابي الْحَوَادِث و مرضى حُمَى البَحْرَ الْمُتَوَسِّط أَو أَمْرَاض السَّرَطَان‬ ‫وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَانَتْ هَذِهِ احلمالتُ فرصةً حلياةٍ أُخْرَى هديةَ مِنْ اللَّهِ لَهُمْ‪.‬‬ ‫ابتسمَ ضياءٌ فخرًا لِمَا حكاهُ لَه صديقُ الطريقِ وصديقُ القادمِ مِنْ الْأَيَّامِ بدر ‪ . .‬أَخَذ بدرُ فِي التذكرِ ثُمّ تنهدَ حنينًا ثُمَّ قَالَ‪:‬‬ ‫"سَأَحْكِي لَك عَنْ يومٍ سيظلُ فِي ذاكرتي إىلٰ أَن تُرَد رُوحِي إىلٰ بَارِيهَا‪ ،‬سَأَحْكِي لَك عَنْ يومِ اخْتِبَار الْقِيَّم‪.‬‬ ‫نَعَم‪ ،‬ذَاكَ مَا أُمسيه أَنَا‪ ،‬أيامٌ فِي عَامٍ ‪ 2٠١٥‬كَانَت االختبارُ األمثلُ لقيمنا‪ ،‬أَسْتَطِيع الْقَوْل أنّنا أَخَذْنَا عهدًا عَلَى أنفُسِنا لتقديمِ الْعَوْن‪ ،‬كَانَ‬ ‫ذَلِكَ فِي ظلِ احْتِالل مصرَ مِن قِبَل فريوسِ االلْتِهَاب الكبدي الوبائي‪ ،‬حِينِهَا قَرَّرْنَا أنّه حَانَت حلظةُ الصدِ وَمِنْ هُنَا بَدَأَت محلتُنا‪،‬‬ ‫انْقَسَمَت رحلتُنا العظيمةُ لعدةِ أيامٍ لتشملَ عدةَ قطاعاتٍ سَكَنِيَّةٌ‪ ،‬كَمَا ولألطفال فِي مدارسهم فَكَانَت مدرسةُ الصَّفْوَة‪ ،‬أَمْ عَنْ الكبارِ‬ ‫فَفِى الْقُرَى وَالنّادِي وَالطَّلَبَة فِي الْجَامِعَات‪ ،‬عِنْدَمَا تقرأُ عَنْ ذَلِكَ أكثر ستدركُ أنّه لَمْ يَكُنْ عامُنا الْأَوَّل‪ ،‬بَل أَتْبَعْنَاهَا الحقًا بنسخٍ أُخْرَى‬ ‫لنفسِ املشروعِ و كَان هدفُنا ثابتًا لَا يتغريُ‪ ،‬فالصيديلُ جزءٌ مِن اجملتمعِ حيملُ عَلَى عاتقِه مسئوليةَ صِحَّتِهِ وَسَلَامَتِهِ‪.‬‬ ‫سَمِعُوا صَوْت صافرةِ االسرتاحةِ ف اسْتَأْذَن ضياءٌ مُحدِّثَهُ فِي الذَّهَابِ لشراءِ بَعْض املأكوالتِ السَّرِيعَة وَسَألَهُ أإنْ كَانَ حيتاجُ لِشَيْء‬ ‫يقتاتُ بِه فهزَّ األخرُ رأسَهُ نافيًا ثُمّ أتبعَ ذَلِك بكلمةِ شكرٍ لَطِيفَة‪ ،‬و مَع مساعِ صوتِ صافرةِ انتهاءِ الِاسْتِرَاحَة عادَ الركابُ إلَى القطارِ و‬ ‫جَلَسُوا مُتَأَهِّبِني الستكمال رحلتِهم‪ ،‬و فِي خضمِّ هَذِه األجواءِ طلبَ ضياءُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ بدرٌ حديثَه الشَّيِّق فَأَكْمَل الصديقُ اجلديدُ‬ ‫حَدِيثَه سائلًا ضِيَاء‪" :‬فِي هَذَا الْعَامِ كَانَ لڤيروس اإليدز صَدْع سَلَبِي عَلَى الْمُجْتَمَع‪ ،‬فَهَل تظنُ يَا ضياءُ أنّه كَانَ لَنَا دُور فِي هَذَا‬ ‫إصالحِ هَذَا الصَّدْعِ؟‬ ‫"أجل ولكنّي لَا أعرفُ مَا هُوَ" كَانَتْ تِلْكَ الكلماتُ الَّتِي تَفَوَّه بِهَا ضياءُ فاستطرد بدرٌ الشرحَ قائلًا‪ :‬كَانَتْ هَذِهِ مِنْ احلمالتِ الَّتِي امْتَدّ‬ ‫أثرُها‪ ،‬فَفِي يَوْمٍ الرابعِ والعشرينَ مِن دِيسَمْبِر لعامِ ‪ 2٠١٤‬قُمنا بِإِحْدَى محالتنا للتوعية عَنْ مَرَضِ نقصِ املناعةِ املكتسبةِ و املعروفِ‬ ‫باإليدز وكذلكَ قُمنا بتوعيةِ حَوَالَي مِائَتَي شخصٍ‪ ،‬وَقَدْ اخْتَرْنَا طريقةً لطيفةً فِي املشاركةِ الْإِجيَابِيَّة لنشرِ فَكَرِهَ أَنْ فَيْرُوس اإليدز لَا ميكنُ‬ ‫اِنْتِشَارُه عَن طريقِ املصافحةِ و التَّالَمُس‪ ،‬فَقَام عُضْو مِنَّا بإرتداء املريولِ الْأَبْيَض و قَام بِكِتَابِه ""‪ MR . Aids‬عَلَيْهِ وَ قَام باحتضانِ و‬


‫مصافحةِ الْعَامَّة لِإِثْبَاتِ ذَلِكَ األمرَ بشكلٍ معنويٍ لَطِيف لِذَا كَانَتْ هَذِهِ احلملةُ مِن محالتنا الْمُمَيِّزَة‪ .‬وَلَن ننسى أبدًا أَن أبطالنا هُم‬ ‫صيادلة ودائمًا مَا يَبْحَثُون عَمَّا يُطَوِّر مهنتَهم ويَجْعَلُهَا أَفْضَل‪ .‬وَهُنَا جاءَ دُور لَجْنَة التطوير املهنى‪ ،‬فَفِى هَذَا الْعَامِ ‪-‬حيث كَانَ دَوْرُهَا‬ ‫ملحوظًا وقويًا‪ -‬أَطْلَق أبطالنا محالتٍ كَثِريَةٍ ولَمْ تَقْتَصِر إحْدَاهُنّ عَلَى يومٍ واحدٍ أَو مرحلةٍ وَاحِدَة‪ ،‬كَانَت احلمالتُ عديدةَ املراحلِ وكثريةَ‬ ‫الْأَيَّام وَذَلِك كَى يَصِلُوا إلَى أَكْبَرَ عددٍ مِنْ النَّاسِ‪ ،‬وَكَذَلِك توّجوا عَمَلِهِم كصيادلةٍ فِى توعيةٍ كاملةٍ عَن مَرْضَى السُّكَرِ وَهُوَ أحدُ أمراضِ‬ ‫العصرِ املزمنةِ وَذَلِكَ مِنْ خاللِ مَشْرُوعٍ أَطْلَقُوا عَلَيْهِ اسْمُ "التطوير املهنى الثالثى" ‪. .‬‬ ‫بَدَأَ هَذَا املشروعُ بيومٍ افتتاحيٍ لِهَذِه الْحَمَلَة وَمَن ثُم حماضراتٍ مليئةٍ باملوضوعات الَّتِى سَاهَمْت فِى تَوْفِري الْمَعْلُومَات وَالْمَهَارَات اللَّازِمَة‬ ‫لتطوير الطَّالِب الصَّيْدَلِيّ‪ .‬و أرادَ أبطالُنا أَن تكونَ هنايةَ الْمَشْرُوع خمتلفةً كَي ترتكَ أثرًا فِى نفوسِ الْجَمِيع و ألَّا يقتصر عَلَى الصَّيَادِلَةِ فَقَط؛‬ ‫فَأَطْلَقُوا محلتني للتوعية بِمَرَض السُّكْر وَتَقْدِيم النَّصَائِح حَوْلَ هَذَا الْمَرَضِ‪.‬‬ ‫استأذنَ بدرٌ مِنْ صَدِيقِهِ أَن يأخذَ بَعْض الوقتِ كَي يلتقطَ أَنْفَاسَه ويُعيد تَرْتِيب أَفْكَارَه وَمَا سيُكمله لصديقِه عَنْ تِلْكَ السَّنَةِ ‪. .‬‬ ‫اسْتَغْرَق صديقنا مفكرًا عَشْرَ دَقائِقَ ثُمّ اسْتَكْمَل قائلًا‪ :‬إكمالًا حلديثنا ف سأقصُ عَلَيْك خربَ محلةٍ مِن أهمِ احلمالتِ الَّتِي قَامَتْ بِهَا‬ ‫اجلَمْعِيَّةُ أال وَهِيَ محلةُ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ (‪ ")PPAC‬وَكَانَتْ هَذِهِ احلملةُ تَحْت إشرافِ لَجْنَة التطويرِ املهين‪ ،‬كَان اهلدفُ مِنْ هَذِهِ‬ ‫احلملةِ هُو التَّوْعِيَة بالدورِ الصحيحِ للصيديل‪ ،‬و املسامهةُ فِي نشرِ أَكْبَر قدرٍ مِنْ الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي الغين عَنْهَا سواء كَانَ ذَلِكَ بالنسبةِ‬ ‫لِطَالِب كُلِّيَّةٌ صَيْدَلَة أَوْ الْمَرِيضُ‪ .‬تَمَّت تِلْك احلملةُ عَلِيّ مَرْحَلَتَيْن‪ :‬فِي الْمَرْحَلَةِ األولَى تَوَجَّهَت احلملةُ إلَى قَرْيَةٍ زركون وبالتحديدِ إلَى‬ ‫صَيْدَلِيَّة "فجر اإلسالم" وصيدلية "مخيس الشاعر"‪ ،‬وَكَانَت مرحلةً شيقةً وممتعةً لِلطَّرَفَيْن إما أعضاء احلملةِ أَو املستمعون لَهُم‪ .‬أمَّا عَنْ‬ ‫املرحلةِ الثَّانِيَةِ فَقَدْ كَانَتْ الثَّانِيَةُ فِي نَادِي دَمَنْهُور االجتماعى وشارعِ أَحْمَد عرابي وَقَد أزَادُوا الناسَ حَوْلَهم وعيًا بدورِنا حنن‬ ‫الصيادلة‪.‬‬ ‫هَل تعرفُ يَا صَدِيقِي الدكتور أَحْمَد خَالِد تَوْفِيقٌ؟ ذَاك الْكَاتِب اخلَالِد فِي أَذْهَانِنَا بإبداعهِ‪ ،‬عِنْد قراءتِك لكالماتِه حِنيَ قَالَ "إنَّ‬ ‫الْإِنْسَان الْمَيِّتِ هُوَ الَّذِى كفَّ عَن التعليمِ واكتسابِ اخلرباتِ وَلِهَذَا تَرَوْن أنّنا حماطون بِالْمَوْتَى الألحياء طِيلَة الوقت"‪.‬‬


‫نعلمُ أنَّ أبطالنا اخْتَارُوا أَنْ يَعِيشُوا بِعِلْمِهِم وبنقلهم هَذَا الْعِلْمِ لكلِ مَن اسْتَطَاعُوا الوصولَ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ اكتسابَ خرباتٍ عَدِيدَة‪ .‬وَعَلَى‬ ‫هَذِهِ الْوَتِريَه قَامَت جلنةُ التعليمِ الْمُسْتَمِرّ بالعديد مِن احلمالت كَى ترتفعَ بالوعي لَدَى الْآخَرِين تُجَاه استمراريةِ التعليمِ ومفهومهِ وأمهيته‪.‬‬ ‫تَمَثَّلَت تِلْك احلمالتُ فِى الرتويجِ لِأَحَد أهمِ املؤمتراتِ الْعِلْمِيَّة السَّنَوِيَّة وَاَلَّذِي يُطلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ "خُطوة عَلَى الطريق" وَهُوَ خَاصٌّ بطلبةِ‬ ‫الصَّيْدَلَة ولَمْ يَقْتَصِرْ عملُهم عَلَى هَذَا املؤمترِ فَحَسْبُ بَلْ أيضًا عَمِلُوا عَلَى حَدَثَيْن إضافيني وَهُمَا "فِكْر" ‪"،‬كَأَنَّك برُوتُون"‪" ،‬إنقاذُ حَيَاة‪".‬‬ ‫فلنتطرق قليلًا لنتحدث عَنْ حَدَثٍ أَسْمَاه أبطالُنا فِكْر وَكَأَنَّك برُوتُون وَقَدْ تَمَّ فِيهِ مناقشةُ موضوعاتٍ مُتَعَلِّقَةٌ بكيفيةِ جَعَل الشخصِ‬ ‫مبدعًا‪.‬‬ ‫وَقَد ساهمَ فِى مولدِ هَذَا املشروعِ بِدَايَتُه بورشةِ عملٍ بَسِيطِه وَمَن ثَمَّ التَّرْوِيج لِهَذَا املشروعِ بشكلٍ جيدٍ عَلَى مدارِ ثالثةِ أَيَّام و بَعْدَ‬ ‫ذَلِكَ سَطَعَت مشسُ هَذَا الْمَشْرُوعُ مستمرًا ملدةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ‪ .‬ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الْإِبْدَاعِ و جعلَ الْجَمِيعِ مِنْ حَوْلِهِمْ مبدعني‪.‬‬ ‫نَهَض بدرٌ للذهاب إلَى الْحَمَّامِ تاركًا ضِيَاء وَحْدَه بضعَ دَقَائِق‪ ،‬الْتَفَت ضياءُ إلَى نافذةِ القطارِ متأملًا الطَّرِيقِ وَ أَفْكَارِه تَتَخَبَّط هُنَا‬ ‫وَهُنَاك‪ ،‬كَان ينظرُ إلَى الْأَشْجَار املرتاصةِ عَلَى جَانِبَيْ الطريقِ متذكرًا قَوْل أُمِّه أنَّ كلَ شجرةٍ تثمرُ فِي وَقْتِهَا‪ ،‬حتتاجُ البذرةُ وقتًا حَتَّى تَنْمُو‬ ‫و تزهر و تُثْمِر‪ ،‬فَلَا فَرْقَ بَيْنَ شجرةٍ أَثْمَرَت و شجرةٍ لَمْ تُثْمِرْ إلَّا وقتَ غرسِها فِي التُّرْبَة‪ .‬تسللت بسمةٌ خفيفةٌ إلَى شَفَتَي ضِيَاء وقَالَ‬ ‫فِي نَفْسِهِ‪ :‬سأمثرُ أَنَا أيضًا كَمَا أمثرَ بَدْر أَنَا فَقَط احْتَاج وَقْتَي فِي أَرْضِ الِاتِّحَاد‪ .‬أَفَاق ضياءُ مِن شروده عَلَى صَوْتٍ صَاحِبِهِ متأملًا‪ ،‬سَا‬ ‫سألَ فِي قَلِق‪ :‬أُصِبتَ بِمَكْرُوه؟ رَدَّ الْآخَرِ مطمئنًا‪ :‬لَقَد جرحتُ نَفْسِي حبافةِ الْكُرْسِيّ يَبْدُو أَنَّ بِهِ طَرَف حَاد لَم أنْتَبَه لَه‪ .‬تَحَرَّك بدرُ‬ ‫نَحْو حَقِيبَتِه و أخْرَجَ مِنْهَا صندوقًا صغريًا لإلسعافاتِ األوليةِ ثُمَّ أَضَافَ‪ :‬الَ تُقْلِقْ سأضمده‪.‬‬ ‫جَلَس بَدْر و بَدَأ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ معصمه الْمَجْرُوح‪ ،‬اِبْتَسَم و نَظَرَ إلَى رَفِيقِهِ قائلًا‪ :‬أَتَعَلَم ؟ لَقَدْ تَذَكَّرْتُ توًا حدثًا مِنْ أَحْدَاثِ الْجَمْعِيَّة‬ ‫"انقذ حياة"‪ ،‬اعْتَدَل اآلخرُ فِي جِلْسَتِهِ و نَظَرَ إلَى صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ وكأنّ عَيْنَيْه تَقُول هَا أَنَا ذَا أَرْوِ لِي‪ .‬بَدَأ يَرْوِي الْآخَر و صَوْتَه‬ ‫ممتلئٌ باحلننيِ و الفخرِ‪ :‬لَقَدْ كَانَ أحدُ األحداثِ اإلضافيةِ لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ لعامِ ‪ 2٠١٤‬و كَانَت اللَّجْنَة فِي ذَاكَ الْعَام تَهْتَمّ اهتمامًا‬ ‫حثيثًا حبمالت التَّوْعِيَة‪ ،‬لِمَا لَهَا مِنْ أثرٍ عائدٍ بِالنَّفْع عَلَى األفراد و الْجَمَاعَات كَمَا تَعْلَمُ‪ ،‬أتذكّر أَنَّهُ كَانَ عَنْ اإلسعافاتِ األوليةِ للِمُسَاهَمَةِ‬ ‫فِي زيادةِ الْوَعْي عَن اإلسعافات الْأَوَّلِيَّة و إنقاذِ الْمَرْضَى‪ .‬و أتذكّرُ نَفْسِي فِي ذَاك الْيَوْم و أَنَا أَتَعَلَّم ألَوَّلِ مَرَّةٍ كَيْف أُسْعِفُ مريضًا‪ ،‬و‬


‫كَيْف أَخَيِّطُ جرحًا‪ ،‬و كَيْف أُنْقِذُ غريقًا‪ ،‬و لَقَدْ كَانَ هَذَا احلدثُ جتربتنا الْأُولَى مِنْ هَذَا النَّوْعِ وَ _بنجاحه_ لَمْ تَكُنْ الْأَخِريَة‪ .‬اِعْتَلَت‬ ‫عالماتُ الفخرِ وجهَ ضِيَاء و شعرَ أنَّه يَنْتَمِي إلَى عاملٍ كبريٍ و لَيْس فَقَط جَمْعِيَّة تطوعية‪ ،‬أحسَّ بأنَّ الِاتِّحَاد الطالبي لِكُلِّيَّة صَيْدَلَة حيملُ‬ ‫فِي طيَّاتِه الكثريَ و الكثريَ مِن األملِ و احلماسِ و الْعَزْم‪ ،‬أحسَّ و ألولِ مرةٍ أنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْغَمِسَ أَكْثَر و يَتَعَلَّم أَكْثَر و يَعْمَل أَكْثَر‪.‬‬ ‫تَسَاءل ضِيَاء‪ :‬و مَن ساهمَ فِي هَذَا الْحَدَثَ يَا صَاحِبِي؟ اِبْتَسَم بدرٌ حِني الحظَ أنَّ رَفِيقَه بَدَأ يتأقلم مَع جَوّ الْجَمْعِيَّة‪ ،‬و أَضَافَ‪:‬‬ ‫أتذكرُ أنّ مَسْئُولَ العَالَقَاتِ الْخَارِجِيَّةِ بَذَل جُهدًا كبريًا للتواصل مَع مسامهني فِي هَذَا الْحَدَثَ‪ ،‬و قَد أهبرني أَنَا شخصيًا بتعاقده مَعَ عِدةِ‬ ‫جِهَات‪ ،‬مِثْل شَرِكَة راماس لِلصِّنَاعَات الغِذَائِيَّة‪ ،‬وَانْتَهَى التَّعَاقُد بِمَبْلَغ ‪ 2٠٠٠‬جُنَيْه مِصْرِيّ‪ ،‬مَجْمُوعه صيدليات (مطاريد)‪ ،‬مَعَامِل الْمَنَار‬ ‫للتحاليل الطِّبِّيَّة‪ ،‬األكَادِميِيَّة الدِّميُوقْرَاطِيَّة‪ ،‬نَادِي (روتاري)‪.‬‬ ‫تكلمَ ضِيَاء مندهشًا‪ :‬يااه ‪ ،‬إنّه جملهودٌ عَظِيمٌ‪.‬‬ ‫نَظَرٌ بَدْرٍ إلَى معصمه‪ :‬و هَا قَدِ انْتَهَيْتُ مِنْ ذَلِكَ اجلزءِ أيضًا يَا رَفِيقِي‪ ،‬فَذَاك مَا يُمْكِنُك فِعْلَه حِنيَ تَكُونُ صيدليًا ماهرًا‪ .‬ضَحِك‬ ‫الصَّدِيقَان معًا‪ ،‬و أحسَّا بأنَّ عِالقَة صَدَاقَة وَطِيدَة تَتَكَوَّن بَيْنَهُمَا‪.‬‬ ‫اعْتَدَل ضِيَاءٍ فِي جلستهِ حاثًا صَدِيقِه لِإِكْمَال مَا بَدَا مِنْ حكاياتٍ أَصْبَحْت لقلبِه أَقْرَبُ مِنْ حكاياتِ ألفِ ليلةٍ ولَيْلَة‪.‬‬ ‫مهلًا يَا طَرِيق لَقَد قرُب وصولُنا وَلَم تَنْتَهِي حِكاياتُنا بَعْد!‬ ‫قَال بَدْر‪ :‬هَذَا الْعَامِ يَا صَدِيقِي شَهِد الكثريَ مِن الِاخْتِلَافَات وَاَلَّتِي كَانَت دائمًا مَا تطمحُ لِلْأَفْضَل‪ .‬هَل حَلَمْت يومًا بِالسَّفَر؟ هَل تَخَيَّلْت‬ ‫أَنْ تَقُومَ مبثلِ هَذِه التجربةِ فِي سنٍ صَغِريَة وتتعلم االعتمادَ عَلَى ذَاتك بَل وتتعلمَ الْمَزِيد عَن جمالك املفضلِ فِي مِهْنَةِ الصَّيْدَلَة؟ سَأَل‬ ‫ضِيَاءٍ فِي هلفةٍ‪ :‬مَاذَا؟ هَلْ هُوَ برنامجُ التبادلِ الطالبي الَّذِي سَمِعْت عَنْهُ كثريًا مُنْذ دُخُولِي وَلَم يَتَثَنَّى لِي السؤالُ عَنْه؟‬ ‫أَجَاب صَدِيقِه‪ :‬بِالْفِعْل هُو! فَقَدْ كَانَ عامُنا هَذَا الْبِدَايَة لِأَولَى خطواتِ الْحِلْم‪ ،‬وجنحنا فِي احلصولِ عَلَى العقودِ الَّتِي تَسَمَّحُ لِلرَّاغِبِني‬ ‫بِالسَّفَرِ أَنْ يُحَقِّقُوا حلمهم الْعَظِيم‪ ،‬فَهِيَ فِي نَظَرِي جتربةٌ لَا يُمْكِنُ تعويضها‪ ،‬بِهَا تتوسعُ مداركُك حولَ عاملٍ مِن املمكنِ أَنْ يُغَيِّرَ فِيك‬ ‫الْكَثِري‪.‬‬


‫وَبِالْفِعْل حَظِيَّت الصِّديقَتان أَرِيجٌ حَمِيدَة و ريم فايد بِكَوْنِهِمَا قاطعيت شريطِ البدايةِ بسفرمها إلَى مالِيزِيا للتدرب فِي جماهلما الْمُفَضَّلِ‬ ‫فِي الصَّيْدَلَة‪ ،‬وَكَم حتدثتا عَنْ كَوْنِهَا رَحْلةٍ لَا تُعَوَّض‪ ،‬أمتنىٰ أَن تواتيكَ مثلُ هَذِه الفرصةِ و أَن تَسْتَطِيع اللِّحَاق بِهِم يومًا مَا‪.‬‬ ‫فِي حلظةِ هدوءٍ يَتَخَلَّلَهَا صَوْت القِطَار وَهُوَ يَسِريُ وكأنَّه يَتَشَوَّق لِلْوُصُول بِسُرْعَة‪ ،‬سألَ ضياءُ‪ :‬هَل حَضَرْت اجتماعَ اجلمعيةِ العموميةِ مِنْ‬ ‫قَبْل؟ رَكَنْتُ برأسى إىل الْخَلفِ وكأنَّ سُؤَالَه أَعَاد علىَّ الذِّكْرَيَات حِني كُنْت مِثْلَه شَابًّا صَغِريًا مُتَلَهِّفًا لِلْمَعْرِفَة‪.‬‬ ‫"بدءُ التَّصْوِيت عَلَى الْعَمَلِ باجلمعية العمومية"‬ ‫مجلةٌ لَهَا وقعٌ خاصٌ فِي نفسِ كُلِّ عُضْوٍ‪ ،‬قُلْت لَهُ نَعَمْ‪ ،‬فأولُ اجتماعٍ حضرتُه كَان الرابعَ مِنْ ثَوْبِهِ‪ ،‬هَذِه الِاجْتِمَاعَات كَمَا األعراسُ امللكيةُ‬ ‫حيثُ تتكاتفُ الْأَيْدِي وتتهاتفُ األلسنةُ فِيمَا بَيْنَهُمْ للوصولِ إلَى القَراَرَات الَّتِى مِنْ شَأْنِهَا تَحْدِيدِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ "االختالف حَتَّى نتفق"‪.‬‬ ‫فِى مثلِ هَذِه الِاجْتِمَاعَات يَتَمَثَّل أَمَامَك الْمَاضِي وَالْحَاضِر وَالْمُسْتَقْبَل‪ ،‬الْمَاضِي فِى مرورِ عامٍ كاملٍ ملئٍ بِالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ وَتَحْقِيقِ مَا‬ ‫أَرَدْنَاه‪ ،‬أَمَّا الْحَاضِرُ فَهُو حصادُ مثارِ الْعَامّ الْمَلِئ بِالِاجْتِهَاد‪ ،‬أمَّا عَنْ املستقبلِ فَهُو مُتَمَثِّلٌ فِى الشبابِ الْوَاعِد الَّتِى جَمَعَهَا فَقَط الْحِلْم‬ ‫والشغفُ لِتَقْدِيم هَذِه الْخطط لتحسنيِ هَذَا الكِيان‪ ،‬وَهَا نَحْنُ الْآن فِى طريقنا لِلْجَمْعِيَّة العُمُومِيَّة رُقِم ‪ 6٨‬بِتَارِيخ الِاتِّحَاد الْمِصْرِيّ لِطَلَبِة‬ ‫صَيْدَلَة‪.‬‬ ‫هَلْ سَمِعْتَ قرع أَجْرَاس القِطَار يَا رَفِيقُ! تَمَسَّك جيدًا و احْفَظ الطُرقات الَّتِى سرتوى لَك حكايتنا‪.‬‬ ‫نَحْن الْآنَ عَلَى أعتاب تَحْقِيق حُلم على خَطِّ القِطَار‪.‬‬ ‫" أَخْبَرْتُك سَابِقًا أنَّه لَا يستقيمُ الطَّرِيق بِدُون صعوبات‪ ،‬و لَا تُخطَى خطوةٌ بِدُون عَثَرَات‪ ،‬فَهَل تَظُن أنَّ طريقنا الْآنَ عَلَى سكةِ القِطَار‬ ‫قَد مُهد مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ!‬ ‫أعتقدُ أنّ تفكريَك عَلَى صَوابٍ؛ فَقَدْ نَالَ أبطالُ الْعَامِ الْمَاضِي شرفَ التمهيدِ لطريقنا الطويلِ ليدُقُ جَرَسُ قطارنا ونَنْطَلِق فِى رحلةِ‬ ‫اجنازاتنا‪ ،‬قَدْ كَانَتْ خُطواتُنا لَا تزالُ دقيقةً فكلُ خطوةٍ حمسوبةٍ بِعِنَايَة وبكَونِ جتاربنا الزالت فِى بِدَايَتِهَا تَحْت قيدِ الِاخْتِبَار وبكوننا‬ ‫نطمحُ خلرباتٍ أبعدَ نضعها نصبَ أَعْيُنِنَا فَقَد أَرْسَلْنَا سفرائنا إلَى حمطاتٍ أبعدَ‪ ،‬كَانُوا أهلًا لِتِلْك املسئولية ِ وَلَم خيذلونا ف حَصَلَتَا فِى‬


‫ربيعنا الثَّانِي وَأَوَّل خُطُوَات قطارنا عَلَى "املركز الثَّانِي فِى مسابقةِ ڤيديو لَجْنَة التَّبَادُل الطالبى "‪ ،"SEP‬كَمَا و أنَّ سفراءَ أُرسلوا‬ ‫فَأَصْبَح لَدَيْنَا أيضًا سفارة لورشةِ عملٍ للتربعِ بِالدَّم‪.‬‬ ‫وَهُنَا يَا صَدِيقِي تتمةُ عَامِنَا العظيمِ هُنَا غَرَبَت مشسُ عَامِنَا الثَّانِي تاركةً قلوبَنا فِي حالةٍ مِن الفرحةِ خمتلطةً بفخرِنا الشديدِ بأنفسِنا‬ ‫وَبِمَا بذلَهُ كلٌ منَّا مِن أجلِ بقاءِ ذَاك الصرحِ شاخمًا يناطحُ السَّحَاب‪.‬‬ ‫أَنْهَى بِتِلْك الكلماتِ صديقنا بَدْر حديثَه مَع ‪-‬رفيقِ الطريق‪ -‬ضِيَاء متأملًا ذَاكَ الَّذِي تَشِّعُ عيناهُ سرورًا وَفَخْرًا‪ .‬اِبْتَسَمَ بدرٌ حنينًا مُنهيًا‬ ‫حديثَه عَن مَحْبُوبَتِه الَّتِي لَا طَالَمَا كَان واحدًا مِن حُماتِها وَلَا طَالَمَا‪.‬‬ ‫وَهَكَذَا متَّت ألبطالنا هَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي حَفِلت بإجنازاتٍ عظيمة‪ ،‬وَمَهَّدُوا الطريقَ ملَن خَلْفَهُم كَي يستكملوا مَا بَدأوه مِن خريٍ لَن يَنْتَهِي‪.‬‬ ‫أرىٰ فِي عَيْنَيْك يَا ضياءُ ضِياءَ فرحةٍ ومحاس‪ ،‬فخورٌ أَنَا حبماسك الَّذِي اِشْتَعَل نَحْوِهَا‪ ،‬ستحكي ‪-‬أنت‪ -‬يومًا مَا ملُستجدي الْجَمْعِيَّة‬ ‫تارخيَها مِثْلَمَا فعلتُ مَعَك الْآنَ‪ ،‬سيمتلئُ قلبُك حنينًا للحظاتِكَ األوىلٰ فِيها‪ ،‬ستجدُ الذكرياتِ مِنْ حَوْلِك كهطولِ الْمَطَر‪ ،‬وستتمنىٰ وَقْتَهَا‬ ‫لَو يعودُ بِك الزمنُ لتُحاكي تِلْك الذكرياتِ مرةً أُخْرَى‪.‬‬ ‫اعْلَمْ يَا صَدِيقِي أنَّك ستمرُ بلحظاتِ ضعفٍ ويَأْس‪ ،‬حلظاتٍ تسألُ فِيهَا نفسَك ءأستطيع إكمالَ املسريةِ أَمْ يَكْفِي مَا جنيتُه؟ ستمرّ‬ ‫بالعديدِ مِن املشكالتِ فَلَا تَيْأَس فَإِنَّهَا سُنةُ احلياةِ‪ ،‬وكالمُ ربِ الْعَالَمِني خريُ دليلٍ عَلَى ذَلِكَ‪ ،‬ستمضي الصعوباتُ وحتلُ السَّعَادَة حملًا‬ ‫عظيمًا "فإنّ مَع العسرِ يُسرا"‪ ،‬فلَا تَجْعَلْ شيئًا يُعرقلُ سريَك‪.‬‬ ‫و أخريًا يَا صَدِيقِي لَا تتخلَ عَن اجلمعيةِ مَهْمَا مَرَرْت بِهَا مِنْ صعوباتٍ فَهِي بيتُنا الثَّانِي ونَحْن أعمدتُه‪ ،‬فَمَا يَبْقَى للبيتِ إنْ هِجْرَة‬ ‫أهلهُ؟!‬ ‫انْطَلَقْت صافرةُ القطارِ صادحةً تعلنُ انْتِهَاء الطَّرِيق‪ ..‬تعلنُ انتهاءَ رحلةِ بطليّنا مُتوّجةً بالوصولِ إلَى وجهتِهم‪ ،‬وتقصُّ شريطَ رحلةٍ شيقةٍ‬ ‫عَلَى وشكِ الْبَدْء‪.‬‬



‫حلّ السكونُ واخنفضت األصواتُ ومل يبقى إلّا أوابُ مستيقظًا وما هي إال حلظاتٌ وقد متّت قراءةُ الفصل الثاني من الكتابِ على الوجهِ‬ ‫األكمل‪ .‬كان قد ألِفَ اجلمعيةَ وأعضائها وأحبّهم وأحبّ حُبهم لفعلِ اخلري والسعي دومًا إليه‪ ،‬وقد عاهدَ نفسه أنّه عندما يعودُ إىل مدينته‬ ‫فيسعى جاهدًا لعملِ مثلِ هذا اخلري وان يكونَ هو لَبنَة البناء األوىل وسيأتي مَن يُكملُ بعده كما حدثَ يف اجلمعية‪.‬‬ ‫بدأ النُعاسُ يغلُبه فاستسلمَ لسلطانِ النومِ‪ ،‬ورأى يف أحالمِه وكأنّهُ أحدُ املغامرينَ يف الفصلنيَ الذَينِ كانَ قرأمها قبل نومه‪ .‬ومع دخولِ وقتِ‬ ‫الفجر استقيظَ بطلُنا بادئًا يومَه بالصالةِ واألذكارِ‪ ،‬بعدها التفت إىل صندوقِ الكنزِ وما فيهِ من آثارٍ باقيةٍ كانَ أعظمُها الكتاب‪ .‬عاد إليه‬ ‫فضولُه نَحو الكتابِ فقرر أن يبدأَ فصلًا جديدًا ليتعلمَ أكثرَ عن هؤالءِ احملاربونَ الشجعان‪ .‬ومن هنا كانت بدايةُ مغامرتِه الثالثةِ يف هذا‬ ‫الكتاب‪.‬‬

‫"لَا بَأْسَ أنْ نَكُون الضمادَ لِبَعْضِنَا حتىٰ وَإِن امتألنا بالندوبِ وَالْجُرُوح؛ وَكُلّ احلُب هلؤالءِ الذينَ سَعوا‬ ‫للتطوّرِسعيًا حتىٰ أَصْبَحُوا سببًا لوعي الْبَعْض‪ ،‬الْوَعْي لَيْس مُجرد كلماتٍ تُقال؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ سببًا وَلَو يسريًا‬ ‫يُنقَذ بهِ حياةً أَو يُبنىٰ بهِ حُلمًا‪".‬‬


‫تتابعَت أحاديثُنا عَنْ الْمَاضِي واجنازاتهِ الَّتِي طُبعت فِي النَّفْسِ بِلَا نِسْيَان‪ ،‬وَكَانَ لَهَا مِن الفرحةِ نصيبًا ليسَ هيّنًا‪ ،‬تعالَت الضحكاتُ‬ ‫بَيْنَنَا بتذَكُرنا كُل مَا كَانَ يُضحك وَإِن جِئْنَا لِلْحَقّ؛ فَكَانَت كُلها فرتاتٍ مُسِّرة‪.‬‬ ‫آه نسيتُ تعريفكُم بنَفسى أَنَا أَحْمَدُ عمْرَان رَئِيس الِاتِّحَاد الْمِصْرِىّ لِطَلَبِة كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة بِجَامِعَة دَمَنْهُور لِعَام ‪2015-2016‬‬ ‫وَمَعِي أَصْدِقَائِي فِي مُقابلةٍ خَاصَّة‪ ،‬بِحَقِيقَةِ الْأَمْر هِيَ لَيْسَتْ مُقابلةِ عَمِل بَلْ هِىَ مُقابلة للتسامُر جِئْنَا لِنَتَذَكَّر أيامَ دراستتنا وَمَا كُنَّا نَقُوم‬ ‫بهِ عَقِبَ كُلِّ مُحَاضَرَة فَنَتَحَدّث عَن الذكرياتِ اللَّطِيفَة حِينِهَا‪ ،‬جَلَسْنَا للتحدُثِ عَن الْفُطُور الَّذِي كُنَّا نَتَنَاوَلُه ونَذْهَب لِكَي نَتَنَاوَلُه كـنوعٍ‬ ‫مِن الرتْفِيه‪ ،‬نَتَحَدَّث عَنْ بَعْضِ الْأَسَاتِذَةِ واملعيدين‬ ‫ولنستعيد الذِّكْرَيَات الْأَهَمّ ‪ . .‬ذكرياتٍ عسريٌ عَلَيْهَا إنْ تُنسى ذكرياتِ مجعيتِنا تِلْك الَّتِى رُبِطَت أَعْضَائِهَا كرِباطِ األمِ لِأبنائها‪ ،‬والدليلُ‪..‬‬ ‫الدليلُ أَنَّنَا هُنَا نَجْتَمِع‬ ‫جِئْنَا لنعود بآلةِ زَمَنِنَا للوراء لِنَقُص قِصصًا مَا نَسَيْنَاهَا‪..‬‬ ‫سنسرِدُ قِصَصًا وإجنازات شَارَكَ فِيهَا أَعْضَاءُ اجلَمْعِيَّةِ عضوًا عضوًا ‪ . .‬فَهِى لَيْسَت إجنازاتنا نَحْن فَحَسْبُ بَلْ كُنا يدًا وَاحِدَة جِئْنَا‬ ‫لِنَروِّى عَلَيْكُمْ مَا حَدَث ‪ . .‬جِئْنَا لنروِّى عَنْهُمْ وَعَنَّا‪.‬‬

‫صباحُ الْخَيْر‪ ،‬أُعرِفكُم بِنَفْسِى‪ ،‬أَنَا يَاسِر قدرى مَسْؤُول لَجْنَة الصِّحَّة الْعَامَّة فِى هَذَا الْعَام كَان شغفى لِهَذِه اللَّجْنَة امتثالًا آليتِه سُبْحَانَهُ‬ ‫وَتَعَالَى "ومِن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ مجيعًا‪".‬‬ ‫إنَّ هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ تُشَكِّلَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَارِيخِ الْجَمْعِيَّة‪ ،‬إلَّا أَنَّهَا أيضًا اشْتَمَلَت عَلِيّ الْكَثِريِ مِنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي تُرِكَتْ بَصْمَة رَائِعَة فِي‬ ‫نُفُوسِ الْأَعْضَاء الَّذِين شَارَكُوا فِيهَا بِشَكْل كَبِريٌ‪.‬‬


‫وَكَمَا يُقَالُ إنَّ الْبِدَايَةَ الْجَيِّدَة تغوي نِهَايَةٌ جَيِّدَة‪ ،‬فَقَدْ كَانَتْ بِدَايَة هَذِه احلمالت هِي حَمْلُه التَّوْعِيَة بِمَرَض السُّكْر‪ ،‬فَكَمَا نَعْرِفُ أَنَّهُ تبعًا‬ ‫إلحصائيات الِاتِّحَاد الدُّؤَلِيّ السُّكَّرِيّ لِعَام ‪ 2٠١٥‬فَقَد تَرَبَّعَت مِصْر عَلِيّ رَأْس الْقَائِمَة‪ ،‬إذ سَجَّلَت أَكْثَرَ مِنْ ‪ ٨ . 7‬مِلْيُون مُصَابٌ بِمَرَض‬ ‫السُّكْر لِهَذَا الْعَامّ‪ ،‬لِذَا فَقَدْ وَجَبَ نَشَر التَّوْعِيَة بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ حَوْل مَرَض السُّكْر أَعْرَاضِه‪ ،‬وَأَسْبَابِه‪ ،‬وَأَنْوَاعُه‪ ،‬وَكَيْفِيَّة تَجَنَّبَه‪ ،‬وَكَانَ‬ ‫هَذَا دُورِنَا فِي هَذِهِ الْحَمَلَة وَهَذَا مَا تَعَلَّمْنَا عَنْهُ أَكْثَرُ فِي وَرَشِّه الْعَمَل الَّتِي تَمَّت يَوْم ‪ 2٠١٥/١١/١7‬وَقَدْ تَمَّ تَوْجِيهِ هَذِهِ الْحَمَلَة عَلِيّ‬ ‫مَرْحَلَتَ يْن‪ ،‬مَرْحَلَة الْأُولَى تَمَّتْ فِي كُلِّيَّةِ صَيْدَلَة حَيْثُ وَجَبَ تَوْعِيَة الطَّلَبَة عَنْ هَذَا الْمَرَضِ واملرحلة الثَّانِيَة تَمُتْ فِي بسيال سُتُورٌ ونَجْم‬ ‫عَنْهَا قَدْرَ كَبِريٍ مِنْ الِاسْتِفَادَة الْمَرْجُوّ تَحْقِيقِهَا‪.‬‬ ‫وَلِأَنّ التَّبَرُّع بِالدَّم خِدْمَة أَنْسَانِيه جَلِيلَةٌ يُقَدِّمُهَا الْفَرْد لِإِنْقَاذ حَيَاة أَشْخَاص آخَرِين وَلِأَنَّنَا ولألسف الشَّدِيد افتقدنا هَذَا الْمَبْدَأ مؤخرًا فَقَدْ‬ ‫وَجَبَ النُّزُولَ فِي حَمَالتٌ التَّبَرُّع بِالدَّم لتوعية النَّاسُ عَنْ أَهَمِّيَّة التَّبَرُّع لِلْفَرْد وَالْمُجْتَمَع بشَكْلٍ عَامٍّ وَمَا يَسْبِقُ هَذَا مِنْ ثَوَابِ عَظِيمٌ فَقَدْ تَمَّ‬ ‫تَوْجِيهِ هَذِهِ احلمالت فِي مَنَاطِقِ مُخْتَلِفَةٌ‪ :‬مَدْرَسَة عُمَر الْوَكِيل بدمنهور‪ ،‬جَامِعَةٌ دَمَنْهُور‪ ،‬قَرْيَة بسطرة‪ ،‬نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ‪ ،‬وَمَدْرَسَة‬ ‫الْبَحِريَة لُغَات‪ ،‬وَقَد أَنْجَمَت هَذِه احلمالت عَنْ نَتَائِجِ مبهرة‪.‬‬ ‫أَذْكُرُك بِأَن خطواتنا كَانَت تَتَّسِم بِالنُّضْج وَالْحِرْصِ عَلَى تَقْدِيمِ الدَّعْم لِكُلّ حماربي الْأَمْرَاض فِي جمتمعنا؛ لِذَا أيضًا عمِدنا اخْتِيَارُ أَكْثَرِ‬ ‫الْمُشْكِلَات الصِّحِّيَّة إنتشارًا مِنْ أَجْلِ احلَدِيثِ عَنْها‪.‬‬ ‫أَوَّل التحديات كَانَ مَرِضَ اإليدز‪ ،‬فَكَمَا تَعْلَم هُو مَرَض يَرْتَبِط بِنَظَرِه الْمُجْتَمَع السَّيِّئَة لِحَامِلِه‪ ،‬فَكَانَت سُنَّتِنَا الْأُولَى مَعَه بِالْحَدِيث مَعَ طَلَبِهِ‬ ‫الْجَامِعَة حَوْل الْمَرَض وَدُور الصَّيْدَلِيّ فِي تَوْعِيَة الْمُجْتَمَع تُجَاه حَامِلِي الْمَرَض وَالْمُصَابِني بِه‬ ‫رُبَّمَا كَانَتْ خَطَؤُهُ عَلَى اسْتِحْيَاء لَكِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَجْرًا وَأَقْوَى الْخُطُوَات فِي ذَلِكَ الْعَامِ‪.‬‬ ‫واستكماال خلطوات الدَّعْم بَدَأَت احتفاالت الْأَيَّام العَالَمِيَّة الَّتِي تَقُومُ فِي الْأَسَاسِ عَلَى تَقْدِيمِ الدَّعْم ملصابي بَعْضِ الْأَمْرَاضِ حَوْل الْعَالِمُ فِي‬ ‫تَارِيخِ مُعَيَّنٍ مِنْ كُلِّ عَامٍ مِنْهَا الْأَيَّام العَالَمِيَّة للسكر واإليدز وَالسَّرَطَان‪.‬‬


‫تِلْكَ كَانَتْ خُطُوَات أَوْلَى تَلِيهَا فِي أَعْوَامٍ سَابِقَةٌ قفزات تَغْيِري أَضَفْت تِلْكَ الْأَيَّامِ الْفَخْر إلَى الشَّغَفِ‪ ،‬لطاملا جَمَعْتَنَا تِلْكَ الْأَيَّامِ وَجَمَعَنَا‬ ‫الْخَيْرُ وَمَا يَجْمَعَه الْخَيْرِ لَا يُفَرِّقَه الدَّهْر أَبَدًا‪.‬‬ ‫أَضَافَهُ إلَى ذَلِكَ الْخَيْرُ كَانَت حَمْلُه التَّوْعِيَة مبتالزمة داون وَاَلَّتِي تَسْتَمِرّ ألعوام بَعْد حفاظًا عَلَى جَمَال الْعَالِم بِأَطْفال تَمِألُه بِالرِّفْقِ وَاللِّنيِ‬ ‫انْقَسَمَت محلتنا مَا بَيْنَ أَيَّامِ التَّوْعِيَة بِالْمَرَض بَيْنَ طَلَبَةِ الْجَامِعَة وَبَيْنَ الْحَدِيثِ عَنْ الْمَرَضِ بَيْن أَطْفَال الْمَدَارِس نَسْعَى للفت نَظَرِهِم لِلُطف‬ ‫أَطْفَال التَّوَحُّد‪.‬‬ ‫وَعَلَى مَدَ ار الْعَامِّ وَمَعَ اكْتِسَاب اخلِبْرَات خَتَم عَامِنَا حبملتنا الْأَكْبَر "كل الْقُلُوب يَجِبُ أَنْ تنبض"‪.‬‬ ‫كَانَت مُهِمَّتَه األسَاسِيَّة التَّوْعِيَة بِأَمْرَاض الْقَلْب الْمُزْمِن مِنْهَا وَغَيْر الْمُزْمِن أَمْضَيْنَا أَيَّامِنَا مَا بَيْنَ قُرَى دَمَنْهُور ونَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ مِنْ‬ ‫الْقَلْبِ الْمَلِيّ بِالْحَبّ مِرْسال إلَى قَلْبِ يَسْكُنُه الْمَرَض‪ ،‬يُخْبِرُك إنَّ قَلْبِي يَنْبِض لِقَلْبِك‪.‬‬ ‫"ان تَعِب جَسَدِك يَجْعَل جَسَدِي فداءً لَك أَبْذَلَ مِنْ رُوحِي كُلّ طَاقَتَي لتحيا حَيَاتِك صحيحًا جبواري عامًا بَعْدَ عَامٍ نَسْعَى لِصِحَّة‬ ‫الْجَمِيع نَتَعَلَّم مِن أخطائنا ونسعى لتواصل أَقْوَى وَأَثَر بَاق‪".‬‬

‫هَكَذَا أَنْهَى السَّيِّد يَاسِر قدرى آخَر عِبَارَاتِه ثُمَّ تَقَدَّمَ صديقٌ أخرٌ لَنَا يُدعى السَّيِّد صَلَاح غَانِم‪ ،‬ذكّرنا بِمَا حدثَ فِي نفسِ السُّنَّةُ لَهُ‪ ،‬بَدَأ‬ ‫عليهِ احلَماس إىلٰ أَن سردَ لَنَا مَا فردَ وَجْهَه تبسمًا‪ . .‬أَنَا صَلَاح غَانِم رَئِيس لَجْنَة التطوير املهنى لِعَام ‪ 2٠١6-2٠١٥‬تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِى‬ ‫تَرَكْت يفَّ الْكَثِري والْكَثِري تِلْك الَّتِى أَظْهَرْتَ مَا خُفِى مِنًى ‪ . .‬أَذْكُر أَنَّ أَوْلَى مشروعات تِلْكَ السَّنَةِ كَانَ مَشْرُوعٌ التطوير املهنى الَّذِى‬ ‫يُغَطَّى كُلُّ مَا يَهْدِفُ إِلَى تَطوير مهنتنا سَوَاءٌ بِمَعْلُومَات طِبِّيَّةٌ أَوْ حَتَّى مهارات لَا بُدَّ مِنْ تَوَافُرِها امْتَدّ الْمَشْرُوعُ إلَى أَيَّامِ عِدَّة بِدَايَةَ مَنْ‬ ‫الثَّامِنِ مِنَ شَهْرِ مارِسَ وحَتَّى الْخَامِسِ مِنْ شَهْرِ أَبْرِيل ‪ . .‬أيامٌ حَافِلَة بِالْمَعْلُومَات الْقِيمَةِ عَنْ خمتلفِ الْمَوَاضِيع مِن تداخالت دوائية‪،‬‬ ‫الضَّغْط الْمُرْتَفِع واالِسْتشَارَةُ الطِّبِيَّةُ بِالْإِضَافَةِ إلَى وَرُشّ الْعَمَل فَالْعِلْم لَا يَكُونُ علمًا بدونِ أَن يُدَرَب وانْتَهَى الْمَشْرُوع مبنافسة أُقيمت بَيْنَ‬ ‫الْحَاضِرِينَ‪.‬‬


‫فِى هَذِهِ السَّنَةِ أيضًا أَقَمْنَا محلةِ توعيةِ عَن أمهيةِ دُور الصَّيْدَلِيّ هَذِه احلمالت تُعرَف بِـ "‪ "TBH‬اختصارًا ل مُسْتَشْفَى الدب تيدي‬ ‫الَّتِى كَانَتْ هتدُف لتوعيةِ النَّاس وخصوصًا الْأَطْفَال بِدُور الدكتور الصَّيْدَلِيّ لِلْحَدّ مِن ترسُّخ املُعتقداتُ السَّاذَجَة عَنْ أَنَّهُ مُجردُ بائعٍ لِلدَّوَاءِ فِي‬ ‫الصَّيْدَلِيَّة‪ ،‬خَطَأٌ ‪ . .‬يُعد دُور الصَّيْدَلِيّ أَكْبَر بكثريٍ مِن هَذَا الفِكر الْمَحْدُود‪ ،‬كَانَ هَذَا هُوَ اهلدفُ األسَاسِيّ حِينِهَا‪ ،‬فمِنها نَسْتَطِيعُ أَنْ نُرسِّخَ‬ ‫فِي أذهانِ األطفالِ عَن أَهَمِّيَّة الْمَجَال‪ ،‬وَمِنْهَا نُرشدُ النَّاس بِأَنَّ الصَّيْدَلِيّ حَلْقَةُ وَصْلٍ بَيْن الطَّبِيب وَالْمَرِيض‪ ،‬وَإِن الصَّيْدَلِيّ وَالطَّبِيب وَجْهَان‬ ‫لعملةٍ وَاحِدَةً بَلْ جناحنيِ لِنَفْس الطائِر‪ ،‬الطبيبُ عليهِ بالتشخيص‪ ،‬أَمَّا اجلُرعات وحساباهتا متابعةِ الْأَدْوِيَة بَل وتصنيعها أيضًا فَهِي للصيديل‬ ‫فَكَيْف يَكْتَمِل الشِّفَاء بِدُون الدَّوَاء؟‬ ‫تابعنا محالتنا فِي مدرسةِ الْمَنَارَة الْخَاصَّة ثُمّ انْتَهَيْنَا بدارِ الْأَيْتَام ملدرسةِ تَحْسِني الصِّحَّة‪ ،‬متكننا مِن ترسيخِ بعضٍ مِن الْوَعْي وَهَذَا‬ ‫االجنازُ لَا يُنسىٰ‪.‬‬ ‫دعونى انْتَقَل مَعَكُم الْآنَ عَنْ جهودِنا هَذِهِ السَّنَةِ فِى التَّوْعِيَة عَبَّر االنرتنت الَّتِى كَانَتْ تُوضَّح كَيْفَ يَتِمُّ اسْتِعْدَاد الصَّيْدَلِيّ لِيَكُون صَيْدَلِي‬ ‫ناجِح‪ ،‬كَان دُورِنَا نَشَر وعيٌ أَكْبَرُ بِأَنْ دُور الصَّيْدَلِيّ أَكْبَر بِكَثِريٍ مِنْ مُجرد مَا يُسَمُّونَهُ "بَائع"‪ ،‬فالصيديل عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ كُل مَا يتعلقُ بِالدَّوَاء‪،‬‬ ‫وَمَعْرِفَةُ مَا يَجِبُ أَخْذُهُ وَمَا يَجِبُ مَنْعُهُ‪ ،‬كَانَت الْحَمَلَة مُستمرة قُرابةَ اخلمسِ أيامٍ عَلَى اإلنرتنت‪ ،‬حيثُ تناولنا كُل مَا يتعلقُ بِالدَّوَاء فِي‬ ‫الصَّيْدَلِيَّة‪ ،‬فمثالً جُرعةَ املُضاد احلَيَوِيّ يَجِبُ أَنْ تُؤْخَذَ كَامِلَة لِأَنَّهَا إنْ أُمهلت فـ يَكُون مَضَارِّهَا أَكْبَر‪ ،‬املُسكنات وَمَا تَحْوِيه مِن املورفني‬ ‫وَأَشْبَاهِه املؤثرين عَلَى الدِّمَاغِ وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ أيضًا تناولنا بَعْض التحذيرات الْخَاصَّةِ بِبَعْضِ الْأَدْوِيَة فمثالً الْأَدْوِيَة املُحتوية عَلَى‬ ‫التيرتاسيكلني مَمْنُوعَةٌ عَن الْأَطْفَال أَقَلَّ مِنْ ‪ ١2‬عامًا لِمَا تُسببه مِن تَلْوين الْأَسْنَان‪ ،‬الْأَدْوِيَة الْمُحْتَوِيَةِ عَلَى آلِ كينولون مَمْنُوعَةً مِنْ الْأَطْفَالِ‬ ‫الْأَقَلَّ مِنْ ‪ ١٨‬عامًا لِمَا تُسببه مِن تَمَزَّق الْأَوْتَار وَالْأَدْوِيَة املُحتوية عَلَى الكلوامفينيكول مُنعت عَن الْأَطْفَال أَقَلَّ مِنْ ‪ 6‬أعوامٍ لتسببها فِي‬ ‫تدمريِ النُخاع وَاسْتَبْعَد األسربين عَن الْأَطْفَال الْأَقَلَّ مِنْ ‪ ١6‬عامًا لَتَسَبُّبِهِ فِي مُتَلَازِمَةٌ الرى سيندروم وَهُوَ الْمَرَضُ الَّذِي يَحْدُثُ عِنْدَ‬ ‫مرحلةِ الشِّفَاءِ مِنْ فَيْرُوس سِيّ وَمِنْ الْمُهِمِّ تَشْخِيصُه لِلْحَدِّ مِنِ أَذِي الْكَبِد والدماغ‪".‬‬ ‫اسْتَأْنَف صَلَاح حَدِيثِه مُنتقلًا ألحداثٍ جَدِيدَة مُضيفًا أَنَّهُ يَدِينُ لَهَا بِالْكَثِريِ‪.‬‬


‫"نَحْن الصَّيَادِلَة لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة عَن التفاعالت اجلَانِبِيَّة واملتعارضه لِلدَّوَاء مَع مَوَادّ الْجِسْم وَالْأَدْوِيَة األخرىٰ‪ ،‬لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة‬ ‫عَن اجلرعات وَالِاسْتِخْدَام وَإِشْكَالٌ التَّصْنِيع وَالْأَدْوِيَة التىٰ يَتِمّ صَرْفِهَا مِن الصَّيْدَلِيّ لِمُسَاعَدَة الْمَرْضَى‪ ،‬لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة عَنْ الْأشْكَالِ‬ ‫التصنيعية لِلدَّوَاء كـمُعلق أَوْ فِي صُورٍ أخرىٰ‪ ،‬لَدَيْنَا الْخَلْفِيَّة الْكَامِلَة عَن النَّشْرَة الدَّاخِلِيَّة‪ ،‬الصَّيْدَلِيّ هُو األقربُ لِلْمَرِيض وَدَوْرُه يُؤَثِّرْ عَلَى‬ ‫الْمَنْظُومَة الطِّبِّيَّة وَإِنْ اخْتَلَّ تَأْثِريُه اخْتَلَّت الْمَنْظُومَة كُلُّهَا‪".‬‬ ‫أهنىٰ صَلَاح الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يَقُصُه بتفانٍ‪ ،‬حقًا نَحْن الصَّيَادِلَة منتلك أَهَمِّيَّةً كَبِريَةً لِذَا نؤيد بِالْإِرْشَاد بِدُور الصَّيْدَلِيّ‪ ،‬الصَّيْدَلِيّ هُوَ مِنْ‬ ‫يُضيفُ املرحَ إىلٰ الدَّوَاء‪.‬‬ ‫مساءُ الْخَيْر ‪ . .‬أَنَا السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ عُقْدَة مَسْؤُولَةٌ لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ فِى هَذَا الْعَامِ ‪ . .‬كَان هلذِه اللَّجْنَة عَلَى قَلْبِى وَقْعُهَا الْخَاصّ‬ ‫فَفِيهَا تَتَعَلَّم كَيْفِيَّة انْتِقَاءِ الْعُلُومِ واكْتِسَاب الْمَعْرِفَةِ عَنْ كُلِّ شَيِّ فَإِنَّ لِهَذِهِ اللَّجْنَة مِن اسْمُهَا نَصِيب علمٌ مِن شتانِ الْعُلُوم ‪ . .‬علمٌ دَائِمٌ لَا‬ ‫يُنْتَهَى‪. . .‬‬ ‫فِى هَذِهِ السَّنَةِ بَدَأ أبطالنا يُثَبِّتوا أقدامَهم عَلَى بِدَايَة طَرِيق مُلِئ بنجاحاتٍ عَظِيمَةٌ حَيْثُ أنَّه فِى هَذَا الْعَامِ عَمِل أبطالنا بِكُلّ جَدّ‪ ،‬كُلّ‬ ‫بَطَل مِنْهُم أَظْهَرَ كُلٌّ مَا لَدَيْهِ مِنْ مَعْرِفَةِ وبَذَلَ قُصَارَى جُهْدِهِ لكى تَتَوَّج كُلُّ هَذِهِ اجملهودات باستضافة حَدَث مُهِمّ إلّا وهُو مُؤْتَمَرٌ "خطوة‬ ‫عَلَى الطريق"‪ .‬ذَلِك الْمُؤْتَمَر الَّذِي يَضُمُّ العَدِيدِ مِنَ الْمُحَاضَرَات الْعِلْمِيَّة وَالْمَهَارَات وَكُلُّ مَا تُوُصِّلَ إلَيْهِ الْعِلْمَ حديثًا‪ .‬مُؤْتَمَرٌ يُضَمّ العَدِيدِ‬ ‫مِنَ الطُّلَّابِ مِن مُحَافَظَات وَأَمَاكِن وثقافات مُخْتَلِفَةٌ سريحب بِهِم أبطالنا بابتسامة مُشْرِقَةٌ بِالْأَمَل وَالْعَزِميَة‪ ،‬فَرَحُه تَغْمُر أَفْئِدَتُهُم تَخْتَلِط‬ ‫بِحَمَاس يَمْلَأ الْمَكَان يَظْهَر فِى حَرَكَة أبطالنا فِى نَشَاط وَسُرْعَة كَى ينجزوا مَهَامِّهِم الْمَطْلُوبَة مِنْهُم كَى يُثْبِتُوا أَنَّهُم قَادِرِينَ عَلَى تَحَمُّلِ‬ ‫اِسْتِضافَةٌ هَذَا الْحَدَثَ الْكَبِري‪ ،‬و بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّام أَصْبَح أبطالنا جاهزون لتدريبهم لتنظيم الْمُؤْتَمَر‪.‬‬ ‫قُلُوبِهِم تَخْفِق بِشِدَّة‪ ،‬تُوتِر يَخْتَلِط بِالْحَمَاس يُظْهِرُه أبطالنا فِى اِبْتِسَامَةٌ هَادِيَة مُشْرِقَةٌ يَسْتَقْبِلُ بِهَا يَؤُمُّهُم الْجَدِيد ولَكِنَّ هَذَا الْيَوْمِ مُخْتَلَفٌ‬ ‫فَهُو الْيَوْم الَّذِى سيسجل فِيه جناحهم الْمُخْتَلَف فَالْيَوْم هُوَ أَوْلَى أَيَّام الْمُؤْتَمَر وَالَّذِى اسْتَمَرّ بَعْدَهَا عَلَى مَدَار أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ‪.‬‬


‫أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مِنْ الْخَوْفِ والتوتر واحلماس وَالْعَزِميَة وَالْإِصْرَارُ عَلَى الْإِكْمَالِ حَتَّى النِّهَايَة‪ ،‬أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مِنْ الذِّكْرَيَات الَّتِى ستظل مَحْفُورَة لِسِنِني‬ ‫عَدِيدَة فِى دَاخِلٌ عُقُولِهِم وَقُلُوبُهُم‪ ،‬أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مَلِيئَة بِالنَّجَاح ‪ ،‬أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ أَثْبَت فِيهَا أبطالنا مَدَى قُوتِهِم رَغِم صِغَر سنهم وَرَغَم كُلَّ الظُّرُوفِ‬ ‫فِى األمْس حَضَر أبطالنا نَفْسِ هَذَا الْحَدَثَ كضيوف وَالْيَوْم كَانُوا هُمْ املستضيفون وَقَد أَظْهَرُوا حَسَنٌ الضِّيَافَة عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ‪.‬‬ ‫جَاءَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مَشْرُوعٌ الْعِلْم ثُلَاثِيٌّ الْإِبْعَاد فَقَد اخرتقنا حِينِهَا أَزْمَن وَأَمَاكِن كثٌر كَآلَة زَمَن أُخِذَتْ مِنْ الثَّانِيَةِ حدًا أَقْصَى للتنقل بَيْن‬ ‫سِنِني الْعُمْر‪ ،‬فَلَقَد أٌخذنا إلَى عَصْرِ جَدِيدٍ مِنْ الْعُلُومِ وَالْعُلَمَاء‪.‬‬ ‫أتساءلت نَفْس أَحَدُكُم يومًا عَنْ كَيْفِيَّةِ الْقِيَام بِبَحْث عِلْمِي وافّ؟ هَذَا مَا تَنَاولَهُ مشروعنا بِهَدَف تَوْسِيع وَتَحْسِني طُرُق البَحْثِ العِلْمِيّ‬ ‫فِي مِصْرٍ وَالتَّدْرِيب الْعَمَلِيِّ عَلَى مهارات الْعَرْض وَالتَّقْدِيم للمحتوى‪ ،‬وأيضًا الْعَمَل اجلَمَاعِيّ وأمهيته‪ .‬فَلَقَد مَرَرْنَا بِمَرَاحِل عِدَّة تَضَمَّنَت‬ ‫التَّرْوِيج واالفتتاحية فَكَانَت الْمُفَاجَأَة هِي تَقْدِيم أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ وَخَمْسِني طَالِب لِلْحُصُولِ عَلَى فِرْصَة تَعْلَم لَا تَأْتِي مَرَّتَيْن‪ ،‬ورفرفت‬ ‫مَرَاحِل مشروعنا بَيْنَ ثَلَاثِ جِلْسَات وأخريًا باملنافسة الْمَحَلِّيَّة الَّتِي كَانَتْ تكليلًا الستئناف ثَمَرَة الْمَشْرُوع‪.‬‬ ‫يَا لِجَمَال مَا عِشْتُ بِتِلْك الْفَتْرَة يَا صَاحِبَ! فَمَا الْأَعْظَمُ مِنْ عَيْشٍ سَنَوَات لَمْ تَأْتِ بَعْد! أَنْ تَسْبِقَ مَا حَوْلِك بِخُطُوات‪.‬‬ ‫وَالْعَظِيم لَم يَنْتَهِي بَعْدُ يَا رِفَاق‪ ،‬فلجنة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ قَدْ قَرَّرْت أَنَّ تَسْبِقَ الضّوَاحِي أيضًا وَإِن تُسْبَق احلَواجِز واألجيال بِعَمَل مَشْرُوعٌ‬ ‫الدبلومة الصَّغِريَةِ فِي إصدارها الثَّانِي وَاَلَّتِي قَرَّرْت سَبَّاقٌ الزَّمَن بِعَدَم انْتِظَارُك لِإِنْهَاء دراستك لتعزيز مَعْلُومَاتِك املهنية عَلَى الْجَانِبَيْن‬ ‫التسويقي والصناعي أيضًا وَاَلَّذِي يَشْمَل جانبًا كبريًا مِنْ التَّعْلِيمِ الصَّيْدَلِيّ‪ .‬بَل أَخَذَت زِمَام الْمُبَادَرَة مبنح حماضرات وَافِيَة بِكُلِّ مَا يَشْمَلُهُ‬ ‫التسويق مَعْنَى وَجَوْهَر وَمَضْمُون‪ ،‬وَكُلُّ مَا يَتَضَمَّنُهُ الْجُزْء الصِّنَاعِيّ مِنْ مِهْنَةٍ الصَّيْدَلَة مِن تَصْنِيع دَوائِي وُجُودِه وَمَا إلَى ذَلِكَ فَقَدْ أتيحت‬ ‫الْفُرْصَة لِلطُّلَّاب بِأَخْذِ مَا كَانَتْ الْأَشْبَه حقًا بالدبلومة فِي جمالني مِن أَوْسَع الْمَجَاالت‪.‬‬ ‫صَمَتَت فَاطِمَة لبُرهة و أُطْلِقَت نَظَرُهَا للعنان و كَأَنَّهَا تَرْجِع بذِهنها للماضى ثُمّ تَنَهَّدْت قَائِلُه‪:‬‬ ‫"اسْتَغْرَقَت عَمَلِيَّة الِانْتِقَال عَبَّر الزَّمَن لَحَظَات قَلِيلَةٍ لَمْ أَشْعُرْ بِهَا‪ ،‬و حِني حملت السَّمَاء‪ ،‬سَمَاء الْمَاضِي‪ ،‬لَا زِلْت أَذْكُرُهَا متامًا كَمَا كَانَتْ‪،‬‬ ‫الْآن يسيطر عَلَى تَفْكِريِي سُؤَالٍ وَاحِدٍ "إن عُدَّت بِالزَّمَن وأَتَتْنِي فِرْصَة أَن أصحح أخطائي كُلِّهَا كَمَا كُنْت أَرْجُو‪ ،‬هَل سَأَفْعَل؟" وفِي‬


‫الْحَقِيقَةِ أَنَا أَعْلَمُ أَنِّي لَنْ أَفعَلَ‪ ،‬فربغم كُلّ إِخْطَاءٌ الْمَاضِي أَنَا رَاضِيَة تَمَام الرِّضَا عَنْ نَفْسِي الْآن‪ ،‬لَا دَاعِيَ لِلَّعِب فِي مَدَارِ الزَّمَن‪ ،‬فَبَعْض‬ ‫اخلِبْرَات لَا تُجنى إلَّا بالدروس الْقَاسِيَة‪".‬‬ ‫كُلُّ هَذَا دَار برأسى األمْس أَثْنَاء جتوىل فِى كُلِّيَّةٌ الصَّيْدَلَة‪..‬‬ ‫تَنَفَّسَتْ الصُّعَدَاءَ وبَدَأَت أَخْطُو أَوْلَى خطواتي حِني وَجَدْت بَعْضَ امللصقات لدورة أَنْقَذ حَيَاة‪ ،‬تَذَكَّرْت تِلْك الفعاليات وكَمْ مِنْ‬ ‫الْأَشْخَاص حَضَر الْحَدَثِ وَكَم سامهنا فِي مُسَاعَدَة النَّاس‪ ،‬حَوَالَي ثَلَاثُمِائَة شَخْصٌ حَضَرُوا‪ ،‬كُنْت فخورة تِلْكَ السَّنَةِ بِمَا أجنزنا‪ ،‬سَأَلْت‬ ‫أَحَدَ الطَّلَبَةِ عَنْ تَارِيخِ الْيَوْمِ وصَادَفَ أَنَّهُ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ الَّذِي تُقَامُ فِيهِ الْمَرْحَلَةِ األولَى ل"انقذ حياة"‪ ،‬فَهَمَمْت بِالذَّهَابِ إلَى نِقَابَة الْأَطِبَّاء‬ ‫معيدة ذِكْرَيَات ذَاكَ الْيَوْمَ‪.‬‬ ‫جلستُ عَلَى إحْدَى األرْصِفَة فِي نِهَايَةِ الْيَوْم‪ ،‬حمدقًة فِي السَّمَاءِ قُبَيْلَ الْغُرُوبِ‪ ،‬رَغِم أَن الْغُرُوب يَعْنِي الِانْتِهَاء ألكثرية الْبَشَر‪ ،‬إلَّا أَنَّهُ يَعْنِي‬ ‫الشَّمُوخ بِالنِّسْبَة لِي‪ ،‬تَخَيَّلَ أَنَّ تَنْتَهِيَ بِتِلْك الْعَظَمَة‪ ،‬كَأَسَد نَاضِج يَجْلِس خَلْف الْأُفُق‪ ،‬رَأْس تُحِيط بيها اللبدة‪ ،‬أَنْ تَكُونَ شاخمًا حَتَّى فِي‬ ‫هنايتك‪ ،‬عُدْت إلَى وَ اقِعِيٌّ ‪ . . .‬أَعْنِي مَاضِي وَاقِعِيٌّ وشُرِعَت أُفَكِّر فِيمَا أَفْعَل انْتَهَى الْيَوْمِ الْأَوَّلِ الْيَوْم الْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ أُغُسْطُس لِعَام‬ ‫‪ 2٠١٥‬ومِن الْمُفْتَرِض أَن تَسْتَمِرّ فعاليات الْحَدَث يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ‪ ،‬و مِن الْمُفْتَرِض أيضًا أَن الْمَرْحَلَة الثَّانِيَة ستستمر ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بدءًا مِنْ الْيَوْمِ‬ ‫الثَّانِي لِشَهْر سِبْتَمْبَر حَتَّى الْيَوْمُ الْخَامِسُ مِنْ الشَّهْر‪ ،‬وبِالتَّعَاوُن مَع نِقَابَه الْأَطِبَّاء مَرَّةً أُخْرَى‪ ،‬فَيُتِمّ تَعْلِيم الْحَاضِرِين اإلسعافات الْأَوَّلِيَّة‬ ‫لِلتَّعامُلِ مَعَ حَالَات الْإِغْمَاء والْمُصابِني فِي الْحَوَادِثِ واحلرائِق‪.‬‬ ‫أَعَادَت فَاطِمَة نَظَرُهَا لزمالئها قائلةً‪ :‬أَتَذْكُرُون حدثًا عَبَّر االنرتنت أَقَمْنَاه تَابِعٌ لِلْجَنَّة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ؟‬ ‫أَجَاب صَلَاح غَانِم‪ :‬نَعَم " وداعًا مشكلتى"‬ ‫فَاطِمَة‪ :‬نَعَمْ صَحِيحٌ‪ ،‬أَذْكُرُ قَوْلَ "آينشتاين" حِنيَ قَالَ‪ :‬إذَا كَانَ لَدَيّ سَاعَة ألحل مُشْكِلَةٌ مَا‪ ،‬الستغرقت خَمْسٍ وَخَمْسِني دَقِيقَةٌ مفكرًا‬ ‫حِيَال تِلْك الْمُشْكِلَة‪ ،‬وخَمْس دَقَائِق مفكرًا فِي الْحُلُولِ‪ ،‬عَلَى آيَةِ حَالٍ هَذَا الْمَشْرُوعُ حَضَرَه مِائَة شَخْصٌ وتَضَمَّن كَيْفِيَّة حَلّ الْمُشْكِلَات‬ ‫وتَمْكِني النَّفْس والسَّيْطَرَةُ عَلَيْها لِحِني تَخَطِّيهَا‪.‬‬


‫فِى الثَّامِن والْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ يُولِيُو لِعَام ‪ 2٠١6‬وبقاعة مؤمترات التَّعْلِيم الْمَدَنِىّ بالبحرية‪ ،‬أُقِيم حَدَث "السر وَرَاء العامل" يَبْدُو امسًا مهيبًا‬ ‫ألَيْس كَذَلِك؟ أَنَّهُ كَانَ عَنْ أساسيات التسويق وكَان بِالتَّعَاوُن مَع أكَادِميِيَّة الْأَعْمَال لِلتَّدْرِيب والتطوير وأَشْرَفَ عَلَيْهِ لَجْنَة التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ‪.‬‬ ‫دعونى أُهنى حَدِيثِى بقَولٍ وَاحِد " إنين فخورة كُلّ الْفَخْر بكَونى جُزْءٍ مِنْ هَذَا الكيان"‬ ‫أفسحى لِحَدِيثِى الْمَجَال قليلًا يَا فاطِمَة جُمْلَة قالتها عَلَا عَبْدِ الْخَالِقِ ‪-‬مسؤولة لَجْنَة العَالَقَات الداخلية‪ -‬قَالَتْ ذَلِكَ مُشاكِسًة صديقتها‬ ‫ثُمَّ انْتَقَلَتْ لِحَدِيثِهَا عَنْ مَا حَدَثَ فِى جلنتها هَذِهِ السَّنَةِ لِتأخذنا فِى قصةٍ جَدِيدَة‪.‬‬ ‫تَنَهَّدْت قَائِلُه‪:‬‬ ‫أيادٍ تَهْتَزّ‪ ،‬قَطَرَات مِنْ الْعَرَقِ تَتَسَاقَط‪ ،‬رَعْشَةٌ تتسلل إلَى دَاخِلِ أَحَدُهُمْ حَتَّى أَصَابَتِ قَلْبِه بَهْزَة قَوِيَّةٌ زَادَت مِن ضرباته‪ ،‬هَذَا هُوَ حَالٌ‬ ‫مِنْ يُحَاوِلُ التَّحَدُّث أَمَامَ النَّاسِ يُشْعِر برهبة كَبِريَةً قَدْ تَجْعَلُه يَخَاف دومًا مِن خَوْض تِلْك التَّجْرِبَة‪ ،‬وكعاده أبطالنا لَنْ يُتْرَكُوا شيئًا يَقِف‬ ‫حاجزًا فِى تَطوير الطُّالَّب إلَّا وحاولوا إصْلَاحِهِ أَوْ حَتَّى تَقْدِيم خرباهتم الَّتِى اكتسبوها لَهُم‪ .‬فَاسْتَعْدَوْا جيدًا لِإِقَامَة حَدَث أَطْلَقُوا عَلَيْهِ‬ ‫"رهبة التحدث" سَاهَمْت فِى إقَامَتِه لَجْنَة العَالَقَات الدَّاخِلِيَّة كَان حدثًا عَبَّر االنرتنت حَيْث شَارَكَ فِيهِ كُلُّ مِنْ كَانَ لَهُ تَجْرِبَة مَع‬ ‫التَّحَ دُّث أَمامَ اجلُمْهور‪ ،‬شرحوا كُلُّ مَا حَدَثَ مَعَهُم بدايًة مِنْ الْخَوْفِ الَّذِى ينتاب الْكُلّ مرورًا لِمَا قَدْ يطمئنهم فِى هَذِهِ اللَّحَظَات وصولًا‬ ‫إلَى كَيْفِيَّةِ التَّغَلُّبُ عَلَى هَذِهِ الرَّهْبَة وَكَيْف أَصْبَحُوا أَفْضَل فِى الْخَطَابَة وَتَمّ ذَلِكَ فِى غُضُون ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ‪ ،‬ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَلِيئَة بِشَرْح صعوبات كُلِّ‬ ‫شَخْصٍ وحتدياته وَكَيْف وَاجَهَهَا‪ ،‬ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَشْرَح فِيهَا أبطالنا كَيْف أَصْبَحُوا ابطالًا حَتَّى فِى الْخَطَابَة‪.‬‬ ‫إنَّ أَكْثَرَ مَا كَانَ يُثِري إعجابى بِهَذَا الكِيان هُو حِرْصُه الشَّدِيدُ عَلَى أَنَّ لَا يَفُوتُ أَبْنَاءه وَلَا حَتَّى غَيْرَ أَبْنَاءه شَيّ ‪ . .‬عطاءٌ لَا يُسْأَلُ أجرًا‬ ‫مِنْ أَحَدِ‪..‬‬ ‫أهنت عُال حَدِيثِهَا مُديرةً عَيْنَيْهَا إلَى صديقتها أَرِيجٌ حَمِيدَة ويَبْدُو مِنْ ذَلِكَ الشُّرُوعُ فِى خوضِ قصةٍ جَدِيدَة عَمَّا دَار فِى لَجْنَة التَّبَادُل‬ ‫الطالبي‪.‬‬


‫اِبتسَمَت أَرِيجٌ ثُمَّ شُرِعَتْ فِى حَدِيثِهَا عَن لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي تِلْك اللَّجْنَة الَّتِى مِنْ أَهَمِّ أَدْوَارِهَا الْحِرْصُ عَلَى تَبَادُلِ ثقافات الطُّالَّب مَعَ‬ ‫غَيْرِ هَا مِنْ البُلدان فَقَالَت أَنَّنَا فِى الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أُكْتُوبَر وحَتَّى الرَّابِعِ مِنْ شَهْرِ نُوفَمْبِر لِهَذِهِ السُّنَّةِ قُمْنَا بِالتَّرْوِيج إلَى بَرْنَامَج التَّبَادُل‬ ‫الطالبي الَّذِى يَهْدِفُ إِلَى اكْتِسَابِ الْخِبْرَة والْمَعْلُومَاتُ مِنْ خِلَالِ سَفَر الطُّالَّب إلَى بُلدان عِدَّة و إضطالعهم عَلَى مُخْتَلَفٌ الثَّقَافَات وكَمَا‬ ‫نَعْلَمُ أَنَّ اخْتِلَافَ البُلدان لَا يكمُن فِى الثَّقَافَات فَحَسْب حيثُ أَن للغةِ الِاخْتِلَاف الْأَكْبَر فَقَد قُمنا بِعَمَل نَادَى اللُغة اإلنْجلِيزِيَّة بنقابة‬ ‫الصَّيَادِلَة بالبحرية تشاركنا فِيه كَلِمَات وعِبَارَات جَدِيدَة مَعَ بَعْضِ األنشطة املرحة إميَانًا مِنَّا بِأَن إيصَال الْمَعْلُومَة يتأصل بقدرِ سهولةِ‬ ‫توصيلِها‪ .‬و بِفَضْل جُهُودٌ الْأَعْضَاء أولًا و أَخِريًا فُزنا بِجَائِزَة "‪. "contest sep spirt‬‬ ‫أهنت أَرِيجٌ حَدِيثِهَا قائلًة " أَنَّ مَا تَكْتَسِبُه مِن رحلةٍ وَاحِدَة لبلدٍ مَا تُعلِمُك مَا لَا تَسْتَطِيعُ تَعَلُّمِه فِى عَام كَامِل وإننى ألفخر بكونى جُزْءٍ‬ ‫مِنْ هَذَا الكِيان الَّذِى عَلِّمْنِى إلَى أَنْ أَصْبَحْتُ هُنَا‪ ،‬أحدثُكُم"‬ ‫اسْتَأْنَف عُمران حَدِيثِهِم قائلًا‪ :‬ولِأن مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ فشكرًا لكُلِ مركزٍ ونِقَابَه صَيْدَلِيَّة حَتَّى أَو مُسْتَشْفَى قدَّمَت إلَيْنَا‬ ‫الدَّعْم املادى حَتَّى أَو املعنوى‪.‬‬ ‫آزَاد السَّيِّد صَلَاح غَانِم عَلَى حديثِه قائلً ا‪ :‬وَلَا ننسى أبدًا شُكر و تَقْدِيرَ كُلٍّ عُضْوٍ مِنْ أعضاءِ مجعيتِنا الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ الْفَضْل الْأَكْبَر لِما‬ ‫وَصَّلْنَا إلَيْهِ مِنْ إجنازات هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ حصولنا عَلَى الْمَرْكَزِ الثَّالِث كَأَفْضَل جَمْعِيَّةٌ عُمُومِيَّة والْمَرْكَز الْأَوَّل لربنامج التَّبَادُل الطالبي وأَفْضَل‬ ‫مقابالت إِقْلِيمِيَّة وأَفْضَل مسؤل للعالقات الْخَارِجِيَّة وأَفْضَل آمِني عَام وأَفْضَل اِسْتِضافَةٌ ملؤمتر خُطوة عَلَى الطَّرِيق ‪.‬‬ ‫ثُمّ أَنْهَى عِمْرَانَ الْحَدِيثَ قائلًا‪ :‬األيـامُ تَمْضِي وَتَأْتِي‪ ،‬واألحاديثُ تَنْتَهِي وتتجدد‪ ،‬اخلرباتُ تتناقَل؛ واألعمارُ تتواىلٰ‪ ،‬مجيعُنا مُسخّرينَ فِي‬ ‫سبيلِ اللّٰهِ باختالفِ ألوانِنا ومعارِفنا‪ ،‬مُسخّرينَ فِي سبيلِ اإلعمارِ وَلَو بِالْيَسِري؛ لِذَا لَن يُنقَص مِن رصيدِ عِلمكَ علمًا أودعتهُ فِي سبيلِ‬ ‫مَا سُخِّرتَ لِأَجْلِه‪ ،‬فَقَط تَذَكَّرَ مَا يَلِي ‪..‬‬ ‫"الشمعة لَا تَخْسَرُ شيئاً إذَا تَمَّ اسْتِعْمَالِهَا إلِشْعال شَمْعِه أخرى"‬ ‫وليم شِكْسبِري‬



‫"مل أتوقع أن يأخذني ذاك الفصلُ يف غمرتهِ وكأنين كنتُ مع مسافريه"‪ .‬صدرت تلك اجلملةُ من فمِ أواب واليت لفتَ هبا انتباه أخيهِ وأصدقاءهُ‬ ‫ولكن لعلمِهم بانشغاله بقراءةِ كتابٍ غريبٍ بلغةٍ أغرب ؛ ولغرابةِ تصرفهِ فهو أوابُ غريبُ الطباعِ يف أحاينيَ كثرية آثروا السكوتَ دون ان يسألوه‬ ‫عمّا كانَ يتحدث‪ .‬كانَ الليلُ قد جَنّ ف أووا إىل مضاجعهم ‪ ،‬ولكنّ صديقَنا خاصمَ النومُ عينيه فلم جيد سبيلًا غريَ الغوصِ يف الفصلِ التايل‬ ‫مُشبِعًا فضوله ملا قد حيدثُ بعد رحلةٍ خاضها مع أبطالنا اإلثين عشر‪ .‬وجدَ كباقي الفصولِ ورقةً قدميةً حتملُ كلماتٍ خُطّت منذُ زمنٍ بعيدٍ‬ ‫؛لكن حتملُ بنيَ ثناياها حِكمٌ ودروسٌ وعظاتٌ هي أحبُ إىل قلبِ أوابِنا من جموهرات األرضِ وكنوزِها‪" .‬آالن سأبدأُ رحلةً خمتلفةً يف فصلٍ‬ ‫جديد ‪،‬أمتنى أن يكونَ مبثلِ روعةِ سابقيه" مجلةٌ أمتّ هبا أوابُ كالمهُ قبل ان يأسرهُ سحرُ الكلمات التالية‪ .‬تودون لو تقرأون ما قرأ؟ هيا بنا‬ ‫حننُ أيضًا لنرى ما سَحرَ صديقنا وسلبَ عقله‪.‬‬ ‫"أنا البحرُ يف أحشائهِ الدّرُ كامنٌ ‪ ..‬فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي"‬ ‫تستمعُ إىل تلك املقطوعةِ يف املذياع قُبيل الغروب بساعةٍ أو أكثر‪ .‬تراها جتلسُ ساكنةً ولكنك ال تدري مبا يعتملُ يف عقلها‪ ،‬تتدفقُ الذكرياتُ‬ ‫واأليامُ كشالالتِ مياه عذبةٍ تروي الظمأ ولكن ذكرياهتا تروي شوقها الذي ال هنايةَ له‪.‬تُحدثُ نفسها وتتأمل كلماتِ تلكَ املقطوعة‪ ،‬لطاملا كنتُ‬ ‫مثلَ اللغةِ العربيةِ كالبحرِ الذي ال هنايةَ له‪ ،‬كلما غاصوا يفّ ازددتُ عُمقًا وازدادوا هم استفادةً وانبهار‪ ،‬أنا هويةُ هذه املعانيِ وهي هوييت اليت‬ ‫ارتبطت دائمًا بإمسي ‪،‬حتى إذا ما ذُكِرَ امسي تبادرتَ إيلّ األذهانُ‪ ،‬مل يكن هذا إال مثرةُ احتادِ أبنائي وإميانِهم‪ ،‬إميانُهم باهلل وأنّه هو الذي ال يضيعُ‬ ‫سعي ساعٍ وال جمهودَ جمتهِد‪ ،‬وإميانُهم بأنفسهم وقدراهتم‪ ،‬واحتادِهم‪ ،‬احتادهم الذي وهبين امسي‪ ،‬االسم الذي صار رمزا وتارخيا " االحتاد‬ ‫املصري لطالب كلية الصيدلة " قطعَ هدوءها قدومَ شخصني أحدُمها تعرفه واألخرُ ليس كذلك فبدأ الشخصُ الذي تعرفُه حديثة‪ :‬مل أركِ‬ ‫منذُ وقتٍ طويل‪ ،‬أوحشتين يا مجعية‪.‬‬ ‫فردت عليه اجلمعيةُ ببالغِ السرورِ‪ :‬وأنت كذلك أيها اجلنديُ البطل‪ ،‬لطاملا كنتَ صديقي أليامٍ طوالٍ وكثريًا ما استمعت إىل حكايايّ‪ ،‬وها أنت‬ ‫أصلحتَ من جنودي البواسل‪ .‬سُعدتُ كثريًا لرؤيتك‪ .‬ألن تُخربَني من هو رفيقُك؟ أجاهبا يف محاسٍ وفرحةٍ‪ :‬إنّه أحدُ أقربائي التحقَ بكليةِ‬ ‫الصيدلةِ جبامعةِ دمن هور منذُ شهرٍ أو أقل‪ ،‬وما زال يسمعُ ترديد امسكِ بني الكثريين حتى زاد فضولَه حولكِ فجاء يسألُين عنكِ‪ ،‬ولكنّكِ خريُ‬


‫من يروي احلكايةِ فليسَ هناكَ شاهدٌ على بدايتكِ مثلَك مهما بلغَ من السنني يف خدمتك‪.‬ابتسمت يف حنوٍ قائلةً‪ :‬إذًا فسيكونُ يل رفيقٌ جديدٌ‬ ‫وجنديٌ يف املستقبلِ القريب‪.‬‬ ‫دعت قريبه ليجلس وتتعرفَ إليه ثمّ مل يستطع أن يكتم شوقُه أو فضولُه حنوها فطلبَ منها يف أدبٍ أن حتكي له حكايتها اليت ال طاملا انتظر ان‬ ‫يعرفَها وان يكتشف حلَ ألغازها‪ ،‬فقبِلتَ طلبهُ بعد أن أعدت لكليهما كوبنيَ من الشايِ بالنعناعِ ثمّ بدأتِ احلكاءةُ تقصُ عليه ما أراد‪.‬‬ ‫يف كلِ زمانٍ ومكان توجد للنجاح أيقونات‪ ،‬رمزٌ يرى فيه الناس السعي واإلميان والوصول لألحالم‪ ،‬وعيونُ الرائي ترى حسب حالته وقيمةِ ما‬ ‫هو فيه بالنسبةِ إليه‪ ،‬قد ترى مَن ينظرُ بعنيِ االنبهار‪ ،‬قد ينظرُ افتخارًا وحبًا‪ ،‬يشعرُ وكأنه ينتمي بشكلٍ أو بآخر هلذا الرمز‪ ،‬يرى يف الناجحِ‬ ‫جناحَه املستقبل‪ ،‬يشبهُ الصعوباتِ اليت تواجهه بصعوباتٍ واجهت مثله األعلىٰ من قبلُ ويتعلم من أخطاءِ سابقيه كي ال تزلَ قدمه بعدَ حني‪،‬‬ ‫تزداد ثقتُه وقوته عندها‪ ،‬فيمضي قُدُمًا حنو أحالمٍ ال تنفكُ تراوده‪.‬‬ ‫لطاملا كنتُ هذا الرمز ‪،‬ولطاملا كنتُ أولَ ما خيطرُ ببالِ طالبِ كلية الصيدلة جبامعة دمنهور حينما يُحدثُ أحدُهم عنِ النجاحِ و األمل ‪،‬يزدادُ‬ ‫حبهم يل يومًا بعد يوم ملا قدّموه يل من حبٍ وجهد‪ ،‬وملا القوه من مكاسبَ يف شتى اجملاالت‪ .‬يف إمسي متثل دائمًا معنى النجاحِ بعدَ التعب‪،‬‬ ‫ليالٍ من السهرِ واجلهدِ‪ ،‬تفكري‪ ،‬ختطيط‪ ،‬علم‪ ،‬استمرارية‪ ،‬مثابرة‪ ،‬تنفيذ‪ ،‬تعاون وتكامل‪ ،‬عقبات وبعد كلِ ذلك اجلهدِ يُتوجُ مسعانا بالنجاح‪،‬‬ ‫جناحٌ يكلل رحليت‪ ،‬مسك ختام طريقي الطويل يف هناية كل عام‪.‬‬ ‫إنه عامُ ‪ ،2٠١7/2٠١6‬عامٌ جديد‪ ،‬وإجنازاتٌ جديدة‪ .‬ففي عامِنا املاضي حصلتُ على املركز الثالث كأفضل مجعية على مستوى االحتاد‬ ‫املصري لطالب كليات الصيدلة‪ ،‬وكانت تلك سابقةً من نوعها‪ ،‬وهو ما جعلَ أبنائي يشعرون باملسئولية للحفاظ على هذا املستوى من النجاحِ‬ ‫بل وزيادته‪" ،‬ليس الوصولُ إىل القمةِ صعبًا ولكن الصعوبةُ تكمنُ يف احملافظةِ على القمة" يدركُ أبنائي قيمة تلك اجلملة جيدًا كما ويعملون هبا‬ ‫متفاننيَ يف عملهم‪ ،‬فما كان منهم إال أن اثبتوا أنّهم على قدرٍ عالٍ من املسئولية‪ ،‬فقد متكن السيد صالح غامن من حتقيقِ االستفادة املرجوة من‬ ‫اكتمال عدد أعضاء هيئة املكتب التنفيذي ووجود ِ"‪ " handover‬كما و أسهمَ يف استكمال هذا النجاحِ عدمُ وجودِ أي استقاالتٍ‬


‫وكذلك اجليلُ القويُ الذي أنشأه السيد عمران يف السنة اليت سبقتها‪،‬كانت هذه العوامل نقاطَ قوةٍ منحتين االستقرار لعامٍ ملئٍ باالجنازات‪ ،‬وها‬ ‫هو فصلٌ جديدٌ يذخرُ باإلجنازات اليت صنعت بيدِ أبنائي لعام ‪.2٠١7/2٠١6‬‬ ‫رأت يف عينيه ما يَحثُها على استكمالِ حديثِها واستكملت‪ :‬و آالن سأحكي لك يا بينَ حكايةَ هذا العامِ باجنازاتِ جلنتِنا العريقةِ ‪-‬جلنةُ‬ ‫الصحةِ العامة‪ -‬واليت استكمل فيها السيد ياسر قدري جناحه الساحق يف العام السابقِ فأحلقه بنجاحاتٍ أخرى كان منها ما مل يُخطَط له يف‬ ‫بدايةِ السن ةِ ولكن القائد اجليدَ يعرفُ كيف يتصيدُ الفرص واالجنازاتِ كما يفعلُ الصيادُ املاهرُ بفريسته حتى و ان كانت صعبةَ املنال‪ ،‬كما‬ ‫سبقَ و أخربتُك باالجنازات اليت حَفلَ هبا العام فإنه كان حلمالتِ التوعية اليت نظمتها جلنةُ الصحةِ العامة نصيبُ األسدِ منها‪ ،‬وقد اشتملت‬ ‫على محالتٍ يفخرُ املرءُ بتعددها‪ ،‬كانت بدايتنا يا صغريي متمثلةً يف محلةِ التوعية بأخطارِ مبرض السكري‪ ،‬كاد جنودي أن يلمسوا السماءَ‬ ‫من فرطِ سعادهتم بتحقيقِ أهدافِ تلك احلملة‪ ،‬مشلت تلك احلملةُ وسائل التواصل االجتماعي باختالفِها واليت حرصوا من خالهلا على نشرِ‬ ‫الوعي حتى يصلَ إىل أكربِ قدرٍ من الناس‪.‬‬ ‫أتُراهم يكتفون بذلك؟ بالطبعِ ال ف هم كالفرسانِ تزيدهم االنتصاراتُ حبًا يف استكمالِ فتوحاهتم‪ ،‬فحرصوا على نشرِ الوعي بني مجيع‬ ‫طبقات اجملتمع وقد مت ذلك حتت إشراف السيد ياسر قدري‪.‬واستمرت تلك الرحلةُ املُثمرة ملدة ستةِ أيامٍ‪ ،‬يعلمون ان "التعليمَ يف الصغر‬ ‫كالنقش على احلجر" لذا بدأوا بتوعيةِ األطفالِ يف املدارس أولًا‪ ،‬ثم استكملوا محلتهم لتوعيةِ الشبابِ يف الدروس التعليميةِ والكبارِ يف‬ ‫األماكن ِالعامةِ ونادى دمنهور الرياضي وكان ذلك يف يومي الثاني والعاشر من ديسمرب لعامِ ‪.2٠١6‬‬ ‫ظهرت جمهوداتُ أبطالنا يف محلةٍ لتوعيةِ الناسِ بشكلٍ عام والشبابِ بشكلٍ خاص حول مرضِ اإليدز ‪ ،‬شرحوا للناسِ خطورته وأسبابه‬ ‫وكيفيةَ عالجه والوقاية منه‪ ،‬وإميانًا منهم بضرورةِ تعليمِ الناسِ بكل ما يعلموه أو تعلّموه فقد قامت تلك احلملةُ على جانبني‪ ،‬على شتى مواقعِ‬ ‫التواصل االجتماعي وعلى أرضِ الواقع مقرونةً بكلية الصيدلة‪.‬‬


‫توقفت متنهدةً ومبتسمةً ملا تراهُ من عالماتِ إعجابٍ مبا كانت تسرده منذُ قليل على وجه مُحدِّثها‪ :‬ما يل أراك متعجبًا وهي البدايةُ ليس‬ ‫إال؟ ال تدركُ مدىٰ حبِهم يل‪ ،‬أحبُ اطالقَ لقبَ جنودي على أعضاءِ اجلمعيةِ؛ ف مثلُ تلك االجنازات والتضحياتِ ال يقومُ هبا اال اجلنودُ‬ ‫البواسل‪.‬‬ ‫تراني أُكثرُ يف ذكر احلمالتِ وذاك لتعددِها وفخري بكلٍ منهم وما نتج من مثار‪ .‬أسَمِعت يومًا بطلبةٍ يقومني حبملةٍ عن متالزمةِ داون؟ تلك‬ ‫هي حمطتنا القادمة يف حكايتنا‪ ،‬أثرت هذه التوعية على اجملتمع أثرًا واضحًا لنشر ثقافة أنّ املصابني بتلك املتالزمةِ ما هم اال أصحاءُ‬ ‫حيتاجون إىل طريقةٍ خاصةٍ يف التعامل‪ ،‬ولقد حققت احلملة هدفها عرب اإلنرتنت تشمل أمثلة ملرضى متالزمة داون و اجنازاهتم مرةً واهتموا‬ ‫أكثرَ بتوعية أفرادِ اجملتمع وذلك الحتمالية ان قد يكونُ منهم مَن ليس لديه فرصةٌ ليتعلم أبسط اإلرشادات يف التعاملِ معهم‪ ،‬استمرت احلملةُ يا‬ ‫جنديَ املستقبلِ ثالثة أيامٍ على أرضِ الواقع يف أماكن شتى كالكلية وغريها من األماكن يف الرابعِ من مارسِ لعامِ ‪.2٠١7‬‬ ‫ففي يوم ‪2٠١7/٣/٣١‬كان أبنائي يشقون طريقهم إىل إحدى القرى تدعى قرية البسطرة إلكمالِ رحلتهم يف توعيةِ مجوعِ الناس‪.‬‬ ‫سعلت بشدةٍ ف أعطاها كوبًا من املاءِ قائلًا‪ :‬يكيفكِ ما حكيتِه اليومَ تكملني يل يف يومٍ أخر‪ .‬ف أتاهُ ردُها سريعًا‪ :‬أتُراكَ يا بينّ تتوقفُ عن‬ ‫احلديث عندما يكونُ عن شخصٍ تُحبه؟ بالطبعِ ال ولكنّك تطيلُ احلديثَ عنه حماولًا إظهارَ حُبكَ له يف كلِ كلمةٍ تقولُها‪ ،‬وكذلكَ أنا‪ ،‬ال‬ ‫يكفيين احلديثُ طويلًا كان أم ال يف التعبريِ عن حيب هلم ‪،‬ضحّوا بالكثريِ من أجلي‪ ،‬أعطوني خالصَ حبهم اقتطعوا يل من وقتهم ‪-‬الذي ال‬ ‫بيُقدرُ بثمنٍ‪ -‬الكثري‪ ،‬مل يبخلوا عليّ جبهدٍ أو مال‪ ،‬أفال يستحقُ ذلك أن أذكرهم وأشدوا مبا فعلوه من أجلي؟ ثم أكملت قائلةً‪ :‬يف ذاك العام‬ ‫زاد صيتُ وباءٌ عُرِف بإلتهابِ الكبدِ الوبائي‪ ،‬كعادتنا كلما ظهرَ مرضٌ جديدٌ اشتد ذُعرُنا منه حتى يأذن اهلل برحيله‪ ،‬هذا ما حدثَ بني‬ ‫أفرادِ الشعبِ و كان لنا دورٌ كبريٌ يف هتدئةِ الوضع قليلًا يف نطاقِ تواجدِنا عن طريق محالتنا اليت تركت أثرًا عظيمًا وقويًا‪.‬كانت محلةً قويةً‬ ‫مشلت تسعةَ أيامٍ بدأها يوم افتتاحٍ للحملةِ و وتوجيهها باليوم اخلتامي وبينهما سبعةُ أيامٍ يف أماكنَ خمتلفةٍ و متنوعة‪.‬‬ ‫فقاطعها متسرعاً بتساؤل‪ :‬أين ذهبتم يف كل تلك األيام؟‬


‫فأكملت حديثها جميبة‪ :‬كان أوهلم صباح الثالثِ من مارسِ عامَ ‪ 2٠١7‬بقريةِ بسطرة و أكملنا مساءه يف نادي دمنهور الرياضي أما عن اليومِ‬ ‫الثاني شققنا طريقنا إىل مدرسةِ الراهبات ننشرُ الوعيَ بني األطفال ملا علِمنا من انتشاره بينهم خاصةً يف املدارس وبني األطفال‪ ،‬آمنّا من‬ ‫قلوبنا بأمهيةِ هذا األمر اكملنا رحلتنا عربَ يومها الثالثِ يف مدرسةِ حتسني الصحة و الرابع يف مدرسة الصفوة و أما عن السادس فكان يف‬ ‫مدرسةِ زمزم وأيضاً السابع كان مبدرسةِ دمنهور للغات؛ وذلكَ لنقومَ بتوعيةِ أكربِ قدرٍ من طالبِ املدارس‪.‬‬ ‫قطعت حديثها حتى تكمل من جديدٍ قائلة ‪:‬تتسائلُ ملَ مل أذكر اليوم اخلامس ولكنه كان خمتلفًا عن الباقني‪ ،‬ف كانت وجهتُنا قد عادت إىل‬ ‫جممعنا العلمي‪.‬‬ ‫وأكملت مبتسمةً‪ :‬حقاً كان اجنازًا عظيمًا أفخرُ به يف هذا العام ملا قد سبقنا ونشرنا فيه منمعلوماتٍ سامهت يف تشكيل الوعي عنه بشكلٍ‬ ‫مُرضٍ‪.‬‬ ‫فسأهلا مرةً أُخرى‪ :‬لقد أخذت هذه احلمالتُ وقتًا كبريًا من العامِ فهل استطعتم إجيادَ وقتٍ حلمالتٍ أخرى؟‬ ‫فضحكت ضحكة حتملُ فخرًا متوقعةً ذاك السؤال و أكملت‪ :‬بعد مرورِ بضعةِ أشهرٍ من هذه احلملة بدأت محلتُنا ألمراضِ الكُلى ومل تكن‬ ‫أقلَ قيمةً من مثيالتِها يف هذا العام‪ ،‬وكانت تشملُ يومني على أرض الواقع و مها السادسُ والسابعُ من يوليو لعامِ ألفنيَ وسبعةَ عشر وكان مقرُها‬ ‫نادي دمنهور الرياضي و استكملناها بيومٍ ثانٍ بقرية بسطرة و حنمدُ اهلل على ما حققناه‪.‬‬ ‫فعقب متسائالً‪ :‬االهتمامُ باألمراضِ اجلسديةِ شيءٌ عظيم ولكن هناك من األمراض ما ليس جسديًا بل قد يكونُ عقليًا و تنتشر يف اجملتمعِ‬ ‫خبطرٍ كما انتشارُ النار يف اهلشيم ‪،‬فهل كان لنا دورٌ يف هذا النوعِ من التوعية؟‬ ‫ردت‪ :‬سؤالٌ جيد يا بين و كنت أنتظره‪ ،‬نعم أنت حمق و لذلك بدأنا يف أواخر ِالشهرِ السابعِ من العامِ بنشرِ حقائقَ توعويةٍ عن املرأةِ و دورِها‬ ‫يف اجملتمع و حماربةَ العنفِ ضد املرأة‪ ،‬فبدأنا ذلك عن طريقِ شبكاتِ التواصلِ االجتماعي ومن ثَمَّ إىل اجملتمعِ مباشرً خاللَ يومني أحدهم يف‬ ‫نادي دمنهور الرياضي و اآلخرُ يف قرية بسطرة و كان ذاك هو اخلتام يف يوم ‪ 2٠١7/7/2١‬و قد بلغت سعادتُنا عنانَ السماءِ ملا أسهمنا فيه‬ ‫من تشكيلٍ للوعي لتقدير املرأة و إعطائِها حقوقَها ولو كان هبذا الدورِ البسيط ‪.‬‬


‫ابتسم ثمّ قال‪ :‬دائمًا ما كنتُ أمسع من أمي وأرى على التلفازِ من القصصِ الكثري ممن يتحدثونَ عن معاناةِ املرأة وما تالقيه من عنفٍ وقهرٍ‬ ‫وغريها‪ ،‬كنتُ أتساؤل حينها ملَ ملْ أرى من يُدافعُ عن أبسطِ حقوقها‪ .‬أرى يف وجهِك نظرةَ تعجبٍ ولكنّي دائمًا ما كنتُ أُقدسُ دورَ املرأة‬ ‫مؤمنًا بأهنا مظهرٌ من مظاهرِ رمحةِ اهلل على األرض‪ .‬و اآلن أنا أشعرُ بالفخرِ لوجودِ مؤسسةٍ تشبهُك تسعى لفعلِ اخلريِ واحلثِ عليه‪ .‬تلك‬ ‫فُرصٌ لطاملا متنيتُ لو حظيتُ مبثلِها‪ .‬ابتسمت ثمّ قالت‪ :‬وبذكرِ الفرصةِ‪ ،‬فيبدو أنّه يوجدُ الكثريُ كما يف جلنةِ الصحةِ العامةِ حيثُ ميكننا‬ ‫املشاركةُ بفاعليةِ يف حدثٍ واثنني بل و ثالثةٍ أيضًا وذلك عملًا مبقولةِ "الفرصةُ مترُ مرَّ السحابِ‪ ،‬فانتهزوا فرصَ اخلري"‪.‬‬ ‫لنبدأ مع احتفالياتِ األيامِ العامليةِ اليت ال تقلُ أمهيةً عن باقى األحداث‪.‬‬ ‫"الدالُ على اخلريِ كفاعله"‬ ‫شعارُنا الدائم الذي كنا نعملُ به‪ ،‬ومن هنا أتى دورُنا يف الداللةِ على بعضِ األمراضِ التى نُحاربُها دائمًا فهي كالسوس الذي ينخرُ يف جسدِ‬ ‫اجملتمعِ ال يُرى ولكنّ أثرهُ ال يزال يفسدُ يف اجملتمع‪ .‬تواجهنا مع تلك األمراضِ اليت ال نوليها االهتمام الكافى مثلَ السلِ والسمنةِ و ذلك اعتمادًا‬ ‫ملقولةِ أنّ "العقل السليم ف اجلسم السليم" فقد اهتممنا بيومِ الغذاءِ العاملي وغسلِ اليدين ‪،‬ودورنا مل يقتصر على هذا فقط بل أخذنا خطوةً‬ ‫متقدمةً للتوعيةِ على أرضِ الواقعِ عن مرضِ السرطانِ وصحةِ الفم‪ .‬هل تظنُنا اكتفينا هبذا فقط؟ أبدًا فنحنُ نشاركُ سنويًا يف محلةِ التربعِ‬ ‫بالدمِ اليت بصددها ترى شجاعةَ املصريني والتكاتفِ جنبًا إىل جنبٍ إلنقاذِ بعضنا البعض‪.‬‬ ‫"قطرة دماء تنق ذ حياة"‪ .‬ليست واحدةً فقط‪ ،‬بل يف قطرةِ الدماءِ تنقذُ حيواتٍ عديدةٍ وتبتهجُ أسرهم أيضًا؛ لذا فقد اجتحنا الشوارعَ‬ ‫والنوادي والقرى منادين بأمهيةِ التربعِ بالدمِ وحتقيقِ االكتفاءِ الذاتي‪.‬‬ ‫"وصولُ مصرَ لالكتفاءِ الذاتي من الدم"‬ ‫حلمٌ ولكنّه لن يبقى مستحيلًا‪.‬‬


‫وألنّ اخلريَ ليس ماديًا وليس معنويًا فقط‪ ،‬و لكنّه قد يكونُ على هيئةِ ابتساماتٍ تصنعها على وجوه األبرياءِ األنقياءِ وهم األطفالُ األحباء‪.‬‬ ‫فقد شاركنا يف احتفاليةِ يومِ اليتيمِ‪ ،‬وهي احتفاليةٌ ال تتطلبُ سوى املسامهةِ يف رسمِ فرحةٍ على وجوهِ األطفال‪.‬‬ ‫أدركُ أنّ أهدايف كجمعيةٍ جيبُ أن تتضمن الطالب الصيديل‪ ،‬عليّ أن أمهدَ له الطرق‪ ،‬أن أجعلها واضحةً؛ ليختار منها ما يُناسبه‪ .‬لذا‬ ‫فكان من رؤيةِ جلنةِ التطوير املهين أن تأخذ بيد الطالب الصيديل؛ لرتشده يف طريقه‪ ،‬هتتمُ به و تعرِّفُه بكافةِ جماالتِ الصيدلةِ و تأهيلِه لسوق‬ ‫العمل ولكنّها ال تقتصرُ على ذلك أيضًا‪.‬‬ ‫طوّق مُحدثُها يديه حول ركبتيه و رفعَ ناظريه إىل السماءِ متأملًا للحظات‪ ،‬ثم التفت إليها‪ ،‬تعتلي وجهَه الكثريُ من التساؤالت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬حدثيين أكثر َعن جلنةِ التطويرِ املهين فقد مسعتُ عنها الكثري‪ ،‬عن مشاريعِكم هلذه السنة مثلًا‪ ،‬أفكارِكم‪ ،‬فعالية األحداث‪ ،‬و نتائج‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ابتسمت قائلةً ‪ :‬لطاملا أهبرني محاسُ الشبابِ مثلك‪ ،‬يف ذاك العامِ قررنا ألولِ مرةٍ القيامَ مبشروع ٍ طويلِ األمد كحدثٍ إضايفٍ للجنة‪ ،‬أذكر أنّه‬ ‫تضمّنَ جمموعةً واسعةً من الزيارات للصيدليات يف شتى أحناءِ احملافظة‪ ،‬كما متّ إنشاءُ أول نادٍ للجنة و أطلق عليه "‪ ،"PD clubs‬كنت‬ ‫سعادتي ال توصفُ مبشاركةِ أوالدي و محاسِهم‪ ،‬و جتمعهم سويًا يف النادي جبلساتِهم الثالث‪ ،‬و نقاشهمِ مبواضيعَ خمتلفةٍ و وجود فرص متعددة‬ ‫لتبادلِ أفكارهم‪.‬‬ ‫تنهدت اجلمعيةُ ثم أردفَ ت‪ :‬من املشاريعِ املفضلة ِلدي يف تلك السنة "مشروعُ إرشادِ املرضى" ‪ .‬كم شعرتُ بالسعادةِ و أوالدي يقدمون‬ ‫مشروعًا عن كيفية أن تكونَ صيدليًا حقيقيًا و كيفيةِ التعاملِ مع املرضى و مساعدهتم‪ ،‬و قد كان اليومُ األول من التوعيةِ باملركز التعليمي و‬ ‫مدرسةِ املنارة املو افقُ للثالثنيَ من نوفمرب‪ ،‬و اليوم الثاني مبدرسةِ احلسن و احلسني و نادي دمنهور الرياضي و شارعِ عرابي و سوقِ ملوخية‬ ‫وافقَ الرابع من ديسمرب‪ ،‬مل أُخربكَ عن استمرارِ مسابقةٍ هلذا املشروع إلضافةِ القليلِ من احلماسِ للمشروع و ولِنتأكدَ من وصولِ هدفه‪ ،‬و‬ ‫أمتنى من أعماقي أن يكونَ هدفُ املشروعِ قد حتقق‪.‬‬


‫نظر إىل السماء قائلًا‪ :‬أتعلمني؟ بعضُ النجمات ِالساطعة يف هذه السماءِ رمبا قد احرتقت منذ زمنٍ بعيد‪ ،‬و رغمَ ذلك ال نزالُ نرى بريقها‬ ‫ويرشدنا حتى اليوم‪ ،‬هكذا أنتِ‪ ،‬سامهتِ بأكثرَ من محلة ِتوعيةٍ ألجلِ األفراد‪ ،‬و انتهت احلمالتُ‪ ،‬لكنّ أثرَها باقٍ يرشدُ الناسَ إىل اليوم‪.‬‬ ‫ابتسمت متذكرةً قول أوالدها "منضي ويبقى األثر" ثم نظرت إىل النجومِ و هي تشعر بأهنا إحدى جنمات هذا الكون‪.‬‬ ‫استطرد قائلًا ‪:‬ألن تكملي؟‬ ‫أفاقت من شرودها على صوته ‪ :‬آه‪ ...‬بلى بالطبع‪ ،‬لقد شردتُ قليلًا فحسب‪ ،‬دعين أحدثُك عن مشروعِ املهاراتِ اإلكلينيكية‪ ،‬هذا‬ ‫املشروع ُبأحداثه كان كالتاجِ على رأسِ اللجنة‪ ،‬بذلَ فيه مجيع األعضاء ما استطاعوا من جهد ‪،‬حتى أنّ السيدة نغم طارق مسئولةُ جلنة‬ ‫التطوير املهين أقرّت بإنّ هذا املشروع هو أصعبُ ما قامت به يف اجلمعية‪...‬‬ ‫قاطعها متسائلًا‪ :‬هل كان التنظيمُ صعبًا إىل هذا احلد؟‬ ‫أجابت‪ :‬حسنًا‪ ،‬أجل‪ ،‬كان من املتوقعِ أن عدد املشاركني سيكون قليلًا بسبب ضغطِ امتحاناتِ الفصل الدراسي الثاني‪،‬ولكن وعلى عكس‬ ‫املتوقعِ كان عدد املشاركني كبريًا احلمد هلل‪ ،‬و أيضًا تعلّم األعضاءُ إثر تنظيم هذا املشروع العملَ حتت الضغطِ و إدارةَ الوقتِ و التعاونَ مع‬ ‫اآلخرين إلهناء املشروعِ بشكل صحيح‪.‬‬ ‫قال متحمسًا‪ :‬إذا ما هو الغرض هذا املشروع؟‬ ‫أجابت‪ :‬كان غرضُه األولُ هو إعدادُ صيديلٍ مؤهلٍ للمجتمع‪ ،‬حيث اشتمل على حماضراتٍ متَّ إلقاؤها بنقابةِ الصيادلةِ للبحرية يومي السبت‬ ‫املوافق للثامن من إبريل و األحد املوافق للتاسع من إبريل‪.‬‬ ‫باإلضافة أنّ أحدَ اآلثارِ العظيمةِ له ‪-‬حسب قول مسئول اللجنة‪-‬توفرُ الفرصةِ لشرحِ املعنى احلقيقي للجنةِ بدقة‪ ،‬و فوق ذلك طبعًا متَّ تنظيمُ‬ ‫مسابقةِ املشروع يوم السبت املوافق للثاني و العشرين من إبريل‪.‬‬


‫توقفت قليلًا تستجمع قواها ثم نظرت إليه مُعقبةً ‪:‬ما يل أراك مندهشًا فلمَ العجب؟‬ ‫أعلم يا صديقي أنّ هليبَ جلنةِ التطوير ِاملهينّ بعهدي كان األكثر وميضًا‪ ،‬فلم يُرتَك جمالٌ وال حملٌ له عالقةٌ مبهنةِ الصيديل األفضل إال ومت تناوله‬ ‫فدعين أكمل لك ‪،‬دائمًا ما كان شعارنا هو التوعيةُ بأمهية كلِ أفرادِ اجملتمع وبيان دورهِ وكيف نتعاملُ معهُ بشكل سليم كما قُلتُ لك عن‬ ‫محالتِنا السابقة‪ ،‬وألنّ هذه اللجنةُ تعين بالصيديل يف املقامِ األولِ ‪ ،‬لذا ف قمنا بالتوعيةِ مبهنةِ الصيديل وهو ما يعتربُ مشروعًا ثابتًا بكافةِ‬ ‫سنواتِ اجلمعيةِ بأربعةِ أماكن َمشلت مدرسةَ املنارةِ للغات ومستشفى الراعى الصاحل و قريةَ بسطرة ونادي دمنهورَ الرياضي‪ ،‬وكانت من‬ ‫السوابقِ املمتعةِ والغريبةِ يف آنٍ واحدٍ هو التعاونُ مع احتاد كليةِ الصيدلة جبامعة فاروس باليومِ الثالثِ من فعالياتِ املشروع‪ ،‬وهذا من دواعِ‬ ‫فخري كوني الكيانُ احلاوي هلذه األحداث‪.‬‬ ‫سأهلا يف استحياءٍ كأنّ سؤاله سيجلبُ له املتاعبَ ولكنّه مل يكن على درايةٍ بطبيعةِ مُحدّثَته‪ :‬حديثُك كالنهرِ العذبِ يروي الظمأ ولكنّي‬ ‫أتسائلُ أمل مترّواباختالفاتٍ وخالفاتٍ كما يف سائرِ أحوالِ الدنيا؟‬ ‫أجابت‪ :‬أتعلم يا صديق ما الشيء الثابت األركان الذي مل يكن يومًا عليه اختالف؟ اجلانب اإلنساني يا عزيزي‪ ،‬فلطاملا آمنّا بأنّ تعزيزَ املفهومِ‬ ‫اإلنساني لدينا هو ما يعينُنا على إكمالِ املسري‪ ،‬وهو ما فعلَه أيضًا أعضاءُ اجلمعيةِ بعهدي مبستشفى "تيدي بري" فكانت الفرحةُ غرضَهم و متّ‬ ‫ذلك يف يومني كانا من أروعِ ما شَهِدتُ من أحداث‪.‬‬ ‫دعين أيضًا أحدثُكَ عن الزياراتِ العلمية اليت شكلت جانبًا علميًا كبريًا يتيحُ النظرَ من خاللِ عدسةٍ أقرب للواقع ‪،‬فقد كان مشروعًا طويلَ‬ ‫املدى مت تنفيذُه يف أربعةِ أيام تتضمنُ أماكنَ عدةً منها شارع عرابي بدمنهور وصيدليات أبو محص واحملمودية وأخريًا مبركز إيتاي البارود‪،‬‬ ‫وكانت هذه الفرتة ما بني شهري فرباير و يوليو لعامِ ألفني وسبعةَ عشر‪.‬‬


‫يقول اإلمام علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه "دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر‪ ...‬وَ تزعم أنك جرمٌ صغري‪ ،‬وفيك انطوى‬ ‫العاملُ األكربُ"‪ ،‬ليس اإلنسانُ مُجرّد فِكرةٍ يعيش بِضعَ سنني وينتهي أثره ‪ ،‬معنىٰ كلمة اإلنسان يف احلياة تُمثِل الكثري‪ ،‬واإلنسان الذي يُحب أن‬ ‫حتيا ذكراه لألبد هو مَن يسعى لرتك أثرٍ ال ميوت‪.‬‬ ‫أرادت ان ختتمَ هذه الزيارة باحلديث عن أخرِ جمالٍ هلذا اليوم فقد شارفت صالةُ العشاء على اإلقامةِ حتى ال تفوتهُ الصالة‪ ،‬فأسرعت‬ ‫تُخربه‪ :‬ما تسعى إليه مُنظمتنا العريقةُ هو أن يبقىٰ أثرُنا الطيب‪ ،‬مُنظمتنا تسعىٰ لرتكِ كلِ مجيلٍ ومازالت مُستمرة‪ ،‬استكملنا هدفنا يف التوعيةِ‬ ‫عن أمهيةِ جمالِ الصيدلة خاصتنا‪ ،‬و كان ذلك من خاللِ إظهار صورهِ على أكملِ وجهٍ من خاللِ نادي التطوير املهين عامَ‪ 2٠١7‬حيثُ متّ‬ ‫مُناقشة جمال ِالصيدلةِ ومشاركةِ اخلربات خالل ثالثِ جلساتٍ يف نادي دمنهور الرياضي‪.‬‬ ‫كان اليومُ األولُ هو ‪2٠١7/7/٨‬حيث متت مُناقشة جمالِ الصيدلة العامة‪ ،‬واألدويةِ بدون روشتة باإلضافةِ إىل التدريبِ وإرشادِ املرضى‪.‬‬ ‫بعدها تناقشنا يف اليومِ الثاني يف كيفية إعطاءِ احلُقن والتحاليل وقياس ضغط الدم‪ .‬وكان ختامُها التعاونُ مع جلنةِ التبادلِ الطُالبي ملُناقشة‬ ‫احلاالتِ الطبية وباقي فريق العمل‪ .‬أخذت نفسًا عميقًا ثم أكملت‪ :‬توعية الناس دائمًا هي وجهتُنا األوىل لذا أطلقنا حَملةَ احلدِّ مِن استخدام‬ ‫األدويةِ واستبداهلا باألعشابِ الطبية ومتت هذه احلملةُ بطُرقٍ مُتنوعة باإلضافة إىل عرضِ منشوراتٍ للتوعيةِ على صفحتنا بأحدِ مواقعِ‬ ‫التواصل االجتماعي ومنشوراتٍ عن األعشابِ وكيفية االستفادة منها وطبيعتها؛ فمثلًا قُمنا بعرضِ منشورٍ عن النعناع وفوائدِه واستخدامِه يف‬ ‫الطب البديل لتهدئةِ آالمِ وتقلصاتِ املعدة والتغلبِ على احلموضة وانتفاخ البطن‪ ،‬ويستخدمُ أيضًا يف هتدئةِ السعالِ وطرد البلغم كما أنّ رائحته‬ ‫تساعد على حتفيف االكتئاب الحتوائه على السريتونني‪ ،‬وأيضًا نُصح بعدم تناول منقوع النعناع يوميًا حتى ال يُذيب األغشية املُخاطية ويسبب‬ ‫السعال‪ .‬أطلقنا منشورًا آخرًا بعنوان الكركديه حيثُ ذكرنا فيه ما حيتويه من أمالحِ أوكساالت الكالسيوم وفيتامني سي ومادة‬ ‫‪ anthocyanine‬وهي صبغةٌ مضادةٌ لألكسدة ومُكسبةٌ للون األمحر‪ ،‬كما حيتوي الكركديه على ‪ .flavonoids‬وبتلك املنشورات‬ ‫ختمنا محلَتَنا للحدِ من انتشار استخدامِ األدوية الذي أصبح يف سهولةِ شُربِ املاءِ دون النظرِ ملا سببه ذلكِ من خطورةٍ و أمراضٍ عجزَ عن‬ ‫عالجها الكثريُ من األطباء‪.‬‬


‫أهنت حديثها مودعةً إياه وهو يعدُها بزيارةٍ قريبةٍ لريوي ظمأ فضوله‪.‬‬ ‫بعدها بيومني‪..‬‬ ‫قبيل الغروبِ بوقتٍ قليلٍ وفّى صديقُنا بوعدِه للجمعيةِ إذ عاد إليه مُتأهبًا منصتًا لكل ما ستقوله رحبت به وأعد مشروبًا ساخنًا ويف نفس‬ ‫الشرفةِ اليت حكت له فيها الكثري اختذت جملسها لتسرد احلكايةُ ملكةُ الغواية‪.‬‬ ‫ولّت نظرها للنافذةِ متأملةً الغروب هبدوء يُظهرُ على وجهها احلنني ثم ما لبثت إىل ان أكمَلَت ما بدأتهُ من روايةِ الذكريات ‪:‬آهٍ يا فتى ‪،‬ذكّرتَين‬ ‫ببيت ِ شعرٍ أحبُه‬ ‫"تُسائلُين مَن أنتَ وهي عليمةٌ‪..‬وهل بفتى مثلي على حالِه نكر ُ"‬ ‫نعم عزيزي كانَ عامُنا هذا عامَ جمديَ األول ‪،‬هنا يا فتاي بدأ حصاني األسودُ اجلامحُ يشقُ طريقًا للمقدمة بني صفوفِ اجلمعياتِ تاركًا ملَن‬ ‫يأتي من جنودُ مكانةً عظيمةً مل حيظَ مبثلِها أحد ‪.‬‬ ‫تعرفُ أنّي أؤمنُ بأبديةِ التعلم‪ ،‬فهي ‪-‬يف نظري‪ -‬كنَفَسِ املرء‪ ،‬متى توقفَ عن التعلمِ أصبحَ جثة ً هامدةً ال روح فيها وال أمل؛ لذلك أمحلُ يف‬ ‫طياتِ حكاياتي عن جلنةٍ كاملةٍ حتت هذا املسمى جلنةُ التعليمِ املستمر‪ .‬أقرتب دعين أقصُ عليك أهمَ تطبيقٍ ملبادئ تلك اللجنة‪ .‬أظنُك‬ ‫مسعتَ عن مؤمترِنا الذي نقومُ به كلَ عامٍ وهو (خطوة على الطريق)! نعم ‪،‬هو خطوتي حنو طالبِ صيدلةٍ أفضل‪ .‬العامُ الثاني تواليًا ليستضيفه‬ ‫أبنائي قائمني َبكلِ ما جيعلُه أكثرَ متيّزًا‪ .‬بدأت التحضرياتُ ببعض ِ الورش التدريبية تشملُ إدارةَ األزماتِ وورشٌ عن التنظيم وحلِّ املشكالت‬ ‫وكانت ‪-‬يا عزيزي‪ -‬أيامٌ أسعدت اجلميع‪ .‬نأتي إىل أيامِ احلدثِ األربع اقرتب أكثر ألعرضَ عليك بعضَ الصور‪.‬‬ ‫هنا ترى خليةَ حنلٍ تعمل‪ ،‬ترى تناغمًا وحرصًا وترحابًا جعلَ ختامها مليئًا بالشغف‪ ،‬لن أنسى ما حييتُ تلكَ املسرحيةَ اليت أداها لنا‬ ‫مشاركو املؤمترِ كنوعٍ من أنواعِ اإلمتنانِ حلسنِ الضيافة‪.‬‬ ‫حينها أدركتُ ان مَن جيمعُهم الشغفُ لن يفرتقوا أبد الدهر‪.‬‬


‫"منذُ قديمِ الزمانِ و فطرةُ اإلنسانِ األزليةُ لالستمراريةِ تطارده بني احلنيِ واآلخر‪ ،‬وستظل هكذا مدى احلياة‪ ،‬سيظلُ حياولُ ويتعلم ويبحث‬ ‫وراء كلِ ما هو جديدٍ ويسعى ملعرفةِ املزيدِ واملزيد "‬ ‫استكملت قائلة" ‪:‬كان ألبطالنا مكانًا فى حتقيقِ هذه الفطرةِ حيثُ أنّهم قاموا بعملِ مشروعٍ أطلقوا عليه اسم " اجملتمعِ الصيديل امللكي" فقد‬ ‫بدأت أوىل خطواتِ هذا املشروعِ فى كليةِ الصيدلة جامعةِ دمنهور حيث بدأ أبطالنا يتحدثون مع الطالبِ عن مدى أمهيةِ هذا املشروع‬ ‫وأمهيةِ جمالِ الصيدلةِ بشكلٍ عام‪ ،‬وبعد ذلك حان وقتُ ورشِ العملِ للتطبيقِ العملي على ما متّ اإلعالنُ عنه مسبقًا بني الطالب واالستفاضةِ‬ ‫أكثر وأكثر فى هذه اجملاالت‪.‬‬ ‫كان هلذا املشروعِ دورٌ بارز ٌوفعالٌ يف تعليمِ الطالبِ الكثري عن مهنةِ الصيدلةِ وجتعلُ الطالب على درايةٍ وأكثرَ تعمقًا حول اجملاالتِ الغريَ مألوفةٍ‬ ‫يف هذا اجملاِل العظيمِ امللئ بغري املألوفِ واملمتعِ‪.‬وقد حاز املشروعُ على إقبال العديد‪ ،‬وكالعادةِ وضعَ أبطالُنا بصمةَ إجيابية جديدةً فى عقول‬ ‫الطالب وجعلهم أكثر وعيًا بدورهم اهلامِ للغاية‪.‬‬ ‫ما دمتَ تتطورُ ستظلُ حيًا ‪،‬من منطلقِ هذه احلروفِ اجملتمعةِ سويًا وتتشكل على هيئةِ مجلةٍ تدوى صداها دومًا فى عقولِنا‪ ،‬انطلقَ أبطالنا‬ ‫بأحدِ مشاريعِهم اليت تدورُ حولَ البحثِ العلمي‪ .‬قدموا مشروعَ " ثالثةُ أبعادٍ للمشروعِ العلمي" وهو مشروعٌ يتمحورُ هدفُه حولَ إيصالِ فكرةِ‬ ‫البحثِ العلمي وتشجيعِ الكثريِ من الطالبِ على إختاذِ البحثِ العلمي طريقًا هلم فيما بعد‪ ،‬فتكوّن هذا املشروعُ من حماضرتني ألقاها‬ ‫متخصصونَ فى البحثِ العلمي‪.‬‬ ‫ومل يقف أبطالنا عندَ هذه املرحلةِ بل زودوا هذا املشروعَ بورشةِ عملٍ جلعلِ الطالبِ يطبقون ما استمعوا إليه يف احملاضراتِ‪ .‬وبعد االنتهاءِ‬ ‫من احملاضراتِ والورشة تُوِجَ هذا املشروعُ مبسابقةٍ لفتحِ بابِ التشجيعِ للطالبِ يف أخذِ خطوةٍ ولو بسيطةٍ فى هذا اجملال ‪،‬فمجالُ البحثِ‬ ‫العلمي ال حدودَ له و قد وضع أبطالنا هدفًا أمامهم وهو تطويرُ البحثِ العلمي وتشجيعُ املزيدِ على خوضِ هذه التجربةِ والتقدمِ يف هذا اجملالِ‬ ‫املمتع‪.‬‬


‫يف حلظةٍ اشتمّ كلٌ منهما رائحةَ سجائرَ حتيطُ باملكانِ ف سعلَ صديقنا قائلًا‪ :‬أكره رائحة السجائر؛ فهي تصيبين باالختناقِ وأخافُ أن يغمى‬ ‫عليّ فقد حدث هذا من قبل‪ .‬ضحكت اجلمعيةُ ثمّ سعلت أيضًا وأضافت‪ :‬ال تقلق إذا أصبتَ بإغماءةٍ سأقومُ ببعضِ اإلسعافاتِ األوليةِ‬ ‫ألجلك‪.‬‬ ‫التفتت إليها متسائلًا‪ :‬وهل تستطيعني؟‬ ‫ردت اجلمعية‪ :‬يبدو أنّك تنسى أنّين مجعيةُ االحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة‪ ،‬بالطبعِ أستطيع‪ ،‬ما زلتُ أذكرها من كورسِ اإلسعافاتِ األوليةِ‬ ‫الذي أقامه األعضاءُ عامَ ‪.2٠١7‬‬ ‫يف ذلك العامِ ‪،‬كانت الصفوفُ عن النزيفِ واجلروحِ وضربات الشمسِ‪ ،‬وكان لتتنفسِ دورٌ أيضًا يف إحدى دروسنا عن اإلسعافاتِ األولية‪.‬‬ ‫رد مندهشًا‪ :‬واو‪ ،‬وهل استطعتم فعلَ هذا وحدَكم؟‬ ‫أجابت اجلمعية‪ :‬ال يا بين ‪،‬بالطبع ال‪ ،‬وان كنا نستطيعُ فنحنُ نفضلُ االستعانة باملتخصصني‪ ،‬أُقيمت الصفوفُ بوحدةِ تدريبٍ لكليةِ التمريضِ‬ ‫باالستعانةِ باألطباءِ واملمرضني‪ .‬كانَ من أهمِ أولوياتنا تقديمُ املعلومةِ الصحيحةِ من الشخصِ الصحيحِ وبالشكلِ الصحيح‪ ،‬باإلضافةِ إىل‬ ‫تدريبِ األفرادِ على املهاراتِ الالزمةِ للتعرف عليها وتقدميها أوالً‪ ،‬وتقديمِ الرعايةِ للمصابنيَ واألمراضِ املفاجئةِ حتى املتقدمةِ منها‪.‬وبذلك‬ ‫انتهى هذا احلدثُ العظيمُ بنجاحٍ كبريٍ فهل ما زال لديكَ شكٌ يف قدراتي؟ أجاهبا ضاحكًا‪ :‬مل ولن أشكِكَ بكِ مرةً أخرى‪.‬‬ ‫استأذنتهُ لدقيقتني لتأتي بشيءٍ مل يدرك حقيقته‪ ،‬ولكنّه سرعانَ ما نظر إليها مندهشًا ملا حتملُه بنيَ يديها‪ .‬وجدها حتملُ صورة لالفتةٍ ونقوشٍ‬ ‫مل يرى مثلها من قبلُ‪ ،‬لكنّها كانت أسرعَ منه إذ أجابت سؤالهُ الذي مل يُنطق قائلةً ‪" :‬بطل مدينة جوثام"‪ ،‬الفتة عمالقة أليس كذلك؟! الفتةٌ‬ ‫غريبةٌ وعنوانٌ أغرب‪.‬‬ ‫أنظر يف الصورةِ اليت أمحلُها إىل تلكَ النقوشِ الرائعةِ التى ُخُطت هبا وأنظر إىل أقصى اليمنيِ هناك‪ ،‬تعرفُ الكثريَ من تلك األمساءِ اليت ُخطت‪.‬‬ ‫تتكلمُ عن القدوةِ الناجحة‪ .‬كيف لك أن تكونَ منوذجًا مثاليًا أو قدوةً صاحلةً لغريك؟ كان هذا عنوانُ حدثنا التايل والذي متّ على مواقعِ‬


‫التواصلِ االجتماعي‪ .‬كان مبثابةِ تنبيهٍ للناس كيف أن يكونوا صاحلني مُصلحني مفيدينَ لغريِهم‪ .‬متثّل هذا احلدثُ يف حتدٍ للناس كيف أن‬ ‫يكونوا أفضلَ حماولني التخلي عن صفاهتم اليت ال تناسبُ كونَهم صاحلني‪ .‬وشاركَ فيه الكثريُ والكثري وقد القى استحسانًا من الغرباءِ قبل‬ ‫األقرباء‪.‬‬ ‫"فما حنن يف الدارِ إال ضيوفٌ ‪..‬وكلٌّ سيمضي ويبقى األثَر‪"..‬‬ ‫أكملت حديثها قائلةً‪ :‬مازال تيارُنا ‪ EPSF‬يفيضُ خبرياته و مبعيةِ اللّٰهِ لن يتوقف‪ ،‬مِن ضِمن اللجان املُهمة يف مُنظمتِنا كانت جلنةُ العالقاتِ‬ ‫الداخلية؛ حيثُ كانت مُهمتُنا يف اللجنةِ تشملُ تطويرَ األعضاء‪ ،‬االهتمامِ بفريقِ التمكني‪ ،‬نظام املُتابعةِ وأساليبها‪ ،‬بُقعة نورٍ‪ ،‬باإلضافةِ إىل‬ ‫مشروعِ ضمانِ العقلية الذي متّ بنقابةِ صيادلةِ البحرية يف الرابعِ من مايو عامَ ‪ ،2٠١7‬حيثُ قُمنا بـتعديلِ الئحةِ مكتبِ اإلحتادِ املصري لطلبة‬ ‫كليةِ الصيدلة جبامعةِ دمنهور‪ ،‬مُحاكاة اجلمعيةِ العموميةِ‪ ،‬أمتمنا أيضًا عمل كتابِ إجنازاتِ اإلحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة جبامعة دمنهور‪،‬‬ ‫واألهم من ذلك أنه مت إنشاء أولِ حدثٍ عرب اإلنرتنت عن مهمةِ األمنيِ العام "آدابُ األمنيِ العام ‪،‬وهو من املناصبِ اإلداريةِ يف اجلمعيةِ والذي‬ ‫خيُص مسؤوليته بالرمسية والـواجهة للجمعية ‪ ،‬حيث متّ هذا احلدثُ هبدفِ التعزيزِ من منصب األمني العام وتفاصيل ما يقوم به ومن مهامه‪:‬‬ ‫جتميع التاريخ وتدوين مجيع األحداث وغريها من املهام‪.‬‬ ‫وهذا احلدث كان لديه جوانب من الفائدة على املستوى الشخصي حيث ترك بصماتًا يف كل من حضره‪.‬‬ ‫مسعت عن جلنةِ األمني العامِ ف متى يأتي دورُها؟ سأهلا فجأةً‪ ،‬فأجابت‪ :‬مبا أنّك سألت فسوف أحدثُك عنها اآلن‪.‬‬ ‫" العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيده ‪،‬فَقَيد صيودَك باحلبالِ الوثيقة"‬ ‫كانت تلك اجلملةُ هي جوهرُ عملِ مهامِ السكرتري العام‪ ،‬كتوثيقِ األحداثِ اهلامةِ واليت حتملُ قيمَ العلمِ واملسئولية‪ .‬ولعل أبرزَ عملٍ جتلت فيه‬ ‫موهبةُ األمني العامِ هو عملُ كتابِ إجنازاتٍ ملكتب اإلحتادِ املصري لطالبِ كليةِ الصيدلةِ جبامعةِ دمنهور‪ .‬وكذلك ملع يف مسائي يف هذا العامِ‬ ‫جنمُ األمنيِ العام‪ ،‬وذلك من خاللِ أولِ حدثٍ عن طريق اإلنرتنت يتناولُ كل اجلوانبِ عن مهامِ األمنيِ العام بعنوانِ " آدابُ األمنيِ العام"‪ ،‬وقاموا‬


‫بشيءٍ مل يقم به أحدٌ قبلُهم وهو عملُ حماكاةٍ للجمعيةِ العمومية‪ ،‬ومهدَت كلُ هذه األعمالِ جمتمعةً الطريقَ استحقاقنا لقبَ أفضلِ أمنيٍ عامٍ يف‬ ‫اإلحتاد املصري لطلبةِ كليةِ الصيدلة جبامعة دمنهور لعامِ‪. 2٠١7/2٠١6‬‬ ‫قال هلا‪ :‬أعلمُ ان حديثَكِ شيقٌ جدًا ‪،‬ممتلئٌ بإجنازاتٍ ال يسعُها عقل بل تكادُ تذهبه لكثرهتا وأمهيتِها اليت ال غنى عنها‪ ،‬ولكن كلُ ذلك كان‬ ‫مهتمًا جبانبِ التعليم وزيادة الوعي فقط أمل يكن هنالك من نشاطٍ أو جلنة تفيدُ الطالبَ أنفسَهم؟‬ ‫فردت‪ :‬أشكرُك لكلم اتك الطيبة ولكنين مل أفهمْ قصدك‪ .‬فسأهلا‪ :‬أريدُ ان أعرف ملَ ملْ تذكري يل اهتمامكم باملواهب وخصوصًا ان كان هناكَ‬ ‫مثلُ هذا العددِ فال بُدَ من مواهب مدفونةٍ ككنوزٍ يف أعماق البحار‪ ،‬أكان اهتمامكم منصبَّاً على احلمالت اخلارجية والتوعيةِ فقط دون النظرِ‬ ‫إىل املواهب؟!‬ ‫ضحكت كثريًا حتى أدمعت عينيها ثم اعتذرت منه لرد فعلِها الغريب مُربرةً‪ :‬آسفةٌ على هذا ولكنّي ظننتُ أنّك بِتَ تعرفُ طبيعيت‬ ‫‪،‬سأذكركَ هبا مرةً أخرى وهي أنّ صاحب املنفعةِ األوىل ال بُدَّ من أن يكون الصيديل وخباصةٍ جنودي البواسل‪.‬‬ ‫أما اآلن ف سأجيبُك عن سؤالك ب نعم‪،‬كنتُ سأحدثُكَ عن جلنة التنظيم اآلن وما قدمته من نشاطاتٍ يف هذا العام‪ .‬تعملُ يف اخلفاءِ ولكنّها‬ ‫من اللجان املُهمة أيضًا يف اجلمعية حيث مت هبا عمل أول ورشةِ رسمٍ للمواهب هبدفِ تعزيزِ املواهب واستكشافها وسُميت بـ "ورشةِ الرسم"‬ ‫اليت أُقيمت بنادي دمنهور اإلجتماعي يف السادس عشرَ من أبريل عام‪ ، 2٠١7‬باإلضافةِ إىل عمل جلنةِ املواهب الفرعية‪ ،‬كُل هذه اللجان‬ ‫مبثابةِ إنطالقة جيدةٍ يف حق اجلمعية‪ .‬وكان ذلك اجنازًا بالنسبة للجنةٍ ال يستشعرُ الكثريُ قيمتُها رغم ما هلا من أدوارٍ عدة ولكن كما قلت‬ ‫لك تعملُ يف اخلفاء‪.‬‬ ‫وبعد برهةٍ من الوقتِ بدأت اجلمعيةُ استكمالَ حديثها قائلةً‪ :‬وها قد وصلنا للجنةِ التبادلِ الطالبي‪.‬‬ ‫فسأهلا‪ :‬أهذه املسؤولةُ عن سفرِ الطالب ؟‬


‫فأجابت مؤيدةً‪ :‬أجل هى‪ ،‬كانت من اللجانِ اجلديدةِ يف وقتها وانطلقنا يف رحلتِنا فيها بالرتويجِ لربنامجِ التبادلِ الطالبي على أرضِ كليتنا وكان‬ ‫ذلك يف السادسِ عشرِ أكتوبر لعامِ ‪ 2٠١6‬وكانت اخلطوةُ األوىل يف تشجيعِ الطالبِ على كسرِ قيودِ اخلوفِ و البدء يف هذه املغامرةِ و التقدمِ‬ ‫فيها و تشجيعاً منّا و حماولةً لتهيئتهم قمنا بعملِ نادٍ للغةِ اإلجنليزية وكان صاحب الصدى األقوى حينها لتشجيعِ الطلبةِ على التحدثِ باللغة‬ ‫اإلجنليزية بال حرجٍ و حماولةِ حتسنيَ استخدامِ اللغة ‪ ،‬فقمنا به يف هذا العامِ سبعَ مرات كانت أولُها يف نقابة صيادلة البحرية يف الثامنِ من‬ ‫ديسمرب عام ‪ 2٠١6‬وهكذا اليومُ الثاني فالثالث بنفسِ املقرِ و بعد فرتةٍ من تزايدِ األعدادِ و اإلقبالِ عليها اجتهنا ملكانٍ أكربَ وكان ذلك بنادي‬ ‫دمنهورَ الرياضي باحلادي عشر من مارسِ لعام ‪ ٠١72‬وكذلكَ اليومُ اخلامسُ و لكن فيما بعد قررنا العودةَ ملوطننا األصلي وهو النقابةُ يف‬ ‫اليومني اخلتاميني‪.‬‬ ‫ثمّ بدأ ذلك احلدثُ الذي كثريًا ما أظنّهُ ذا األثرِ األكربِ يف إتقاهنم للغةِ اإلجنليزية ‪،‬حيثُ بدأ املوضوعُ بفكرةِ كيفَ ميكنُ لنا حتسنيَ نطقِ كلماتِ‬ ‫اللغة ‪،‬وكان ذلك من خاللِ جعلِ األشخاصِ ينطقونَ الكلماتِ بطريقةٍ مضحكةٍ وكيف ميكنُ ان نُصلِح ذلك بطريقةٍ تعليميةٍ و مرحةٍ ال يشوهبا‬ ‫قلقٌ أو حرج‪.‬فبدأنا بفيديوهات حتدياتٍ بني أفرادِ اجلمعية على ان يصورَ كلُ شخصٍ فيديو ينطقُ فيها الكلمات بالطريقتني ثمّ يتحدي أخرين‬ ‫بتصويرِ فيديوهاتٍ مشاهبة‪.‬و كان للحدثِ صداهُ العظيمُ و عائدهُ التعليمي املفيد‪.‬‬ ‫و استُكمِلَت اإلجنازاتُ حبدثٍ عُرِفَ "بكنزِ املليون كلمة" حيثُ كان يضمُ الكثريَ من املراجعِ والروابطِ اليت قد تفيدُ أبنائي يف تعلُّمِ اللغة‬ ‫اإلجنليزية على الوجهِ األكمل وتساعدُهم على ممارستِها بشكلٍ صحيح‪.‬‬ ‫قالَ يف دهشةٍ‪ :‬لقد بذلتُم الكثريَ من أجلِ تعلّمها بشكل هو األقربُ لقليب وليس كباقي املؤسسات اليت تسعى لتعليمها‪ .‬أخربيين ماذا فعلتم‬ ‫بعدَ ذلك؟‬ ‫أكملت‪ :‬ثمّ أمتمنا رحلتنا املمتعةُ يف حبر اللغةِ اإلجنليزية ببنكِ معرفةِ املسافرِ‪ ،‬وهو الذي حيتوي على كلِ ما حيتاج املسافرُ ملعرفتِه يف رحلته‬ ‫بربنامجِ التبادلِ الطالبيِ عن البالدِ والعمالتِ واإلجراءاتِ واحتياجاته يف الوجهاتِ املختلفة‪.‬‬ ‫وبذلك يا صديقي أُهني معك رحلتنا عن برنامجِ التبادلِ الطالبي ألحكي لك عن جلنةٍ جديدةٍ واكتشافٍ جديد‪ .‬فهل أنت مستعد؟‬


‫أجاهبا واحلماس ميلئ صوته‪ :‬أنا يف أمتّ االستعداد ‪،‬فلتقصي عليّ إذًا كل ما تعرفيه‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬إنّك‪-‬يا بين‪ -‬قد تظلُ لفرتاتٍ طويلةٍ حتاولُ إجيادَ شغفكَ‪ ،‬وحماوالتُ البحثِ عنهُ كالبحثِ عن إبرةٍ يف كومةِ قش ‪،‬ثم تقودُك الصدفةُ‬ ‫مباشرةً إليه‪.‬‬ ‫وهذا بالتحديدِ ما حدثَ حنيَ التحق بعضُ أبنائي بلجنةِ العالقاتِ اخلارجيةِ وما أحالهُ هذا العاملُ الذي يفتحُ لك بابًا تلو األخرِ من العالقاتِ‬ ‫والشخصياتِ والتعامالت‪ ،‬فتتعاملُ مع هذا وذاك وتدرسُ تلك الشخصيةِ ويصدمك هذا الفعلُ‪ .‬هنا حيثُ تتعلمُ سياسةَ التفاوضِ وحتقيقِ‬ ‫ما استطعت من املكسب‪ .‬ثمّ ما أمجلُها تلك اللحظةُ حني حتصلُ علي شراكةٍ أو موافقةِ جهةٍ ما على حدثٍ معني‪ .‬أتدري كم من العظمةِ ما‬ ‫تشعرُ به حني يكونُ اجلميعُ يف انتظارِ نتيجة اجتماعكِ مع جهةٍ ما ؟ مررنا بلحظاتِ خذالنٍ حني مل يستطع سفرائي احلصولَ على موافقةٍ أو‬ ‫إتفاقٍ أو مكان ‪.‬غمرتين السعادةُ وجتاوزت حدودَ قليب حني جنحوا أول مرةٍ ثمّ أصبحوا يعرفون هذا وذاك من جهاتٍ أخرى خارجَ اإلحتاد‬ ‫‪.‬يف تلك اللحظة أدرك كثريٌ منهم شغفه بي وأرادوا تقديم الغايل والنفيسِ من أجلي وأصبح حبُهم يل يكربُ يومًا بعد يوم ‪.‬‬ ‫فسألَ مستغربًا‪ :‬ان كان هذا حدثَ يف جلنةٍ واحدةٍ وزادهم بكِ شغفًا فكيفَ بباقي اللجان ؟‬ ‫أجابت‪ :‬آالن سأُخربُك بباقي أعمدةِ قصري العظيم وسرتى بنفسك كم كان أبنائي رائعني خملصني لبنائي على أمتِّ وجه‪.‬‬ ‫" إذا كنتَ حتتاجُ لإلهلام‪ ،‬فلما ال تصنعُه؟"‬ ‫هكذا يقولُ أحدُ رجالِ األعمالِ املعاصرين‪ ،‬ومِن هنا كانَ اإلهلامُ الذي يصنعُه أبنائي نورًا للعامل‪ ،‬نورٌ سطعَ وهجهُ من خاللِ منارةِ الدعايا‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫أدركَ أبنائي مبكرًا أنّ العلمَ واملعرفةَ واخلربةَ هم مرياثٌ تتوارثُه األجيالُ الستكمالِ املسريةِ داخلَ هذا الكيانِ العظيم ‪،‬لذلك قامت جلنةُ‬ ‫الدعايا واإلعالم باإلضافةِ إيل دورِهم يف مشاركةِ كل حدثٍ وإجنازٍ مع العامل‪ ،‬فقاموا بعقدِ ورشِ عملٍ هتدفُ إىل تعليمِ جيلٍ جديدٍ ليبقى‬ ‫الكيانُ معززًا باخلربةِ والعلمِ ثابتَ البنيان‪ .‬ومتثل ذلك يا ولدي يف ورشةِ عملِ " فوتوشوب " اليت قُدِمت بتاريخِ ‪.2٠١7/7/2٤‬‬


‫كما استطاعت جلنةُ الدعايا واإلعالم يف هذا العامِ أيضًا من حتقيقِ اهلويةِ البصريةِ للحسابِ الرمسي وكذلك املقدمة الرمسية‪.‬‬ ‫تنهدت ثم قالت‪ :‬كانت جلنةُ الدعايا واإلعالم و الزالت دائمًا إىل جانبِ جلنةِ التسويقِ مها الشاشةُ اليت يظهرُ من خاللِها للعامل أمجعِ نتيجةَ‬ ‫تعب ِوجهدِ أبنائي وكيفَ للنجاحِ ان يكونَ تتوجيًا للمساعي املخلصة‪.‬‬ ‫أهنت كالمها ثمّ قالت‪ :‬يكفيكِ ما سردتُه عليك لليومِ حتى ال يتأخرَ بك الوقتُ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬حسنًا‪ .‬إنتظريين يف الغدِ لنستكمل رحلتنا اليت خُضتُها يف خضم حكاياكِ‪.‬‬ ‫يف اليومِ التايل استقبلت ضيفها والبسمةُ مرسومةٌ على وجهها قائلةً‪ :‬أهلًا بك جمددًا قد أسعدني قدومُك مرةً أخرى ؛فلديّ اليومَ من‬ ‫احلكاياتِ ما سيذهبُ بعقلك فهل أنت مستعد؟‬ ‫أجاهبا متحمسًا‪ :‬أخربيين كل ما عندكِ يا عزيزتي فأُذناي مصغيتان‪ .‬استفتحت حديثها ‪:‬اقرتب دعنى أخربك سرا ‪،‬أنا ‪-‬فى احلقيقةِ‪-‬‬ ‫مندهشةٌ من دافعكَ القوي إلكمايل سردَ قصيت بكلِ محاس ‪.‬‬ ‫فأخربها أنه من دواعي سروره ان يستمعَ ملثلِها ثمّ ما لبثَ ان سأهلا‪ :‬مسعتُ عن أمني الصندوق ‪ ،‬أريدُ ان أعرفَ كيف كان يديرُ أمور‬ ‫اجلمعيةِ املاديةُ مجيعًا وماذا فعلَ وقتها ؟‬ ‫أجابت‪ :‬لقد قمنا بعملِ ورشةٍ تسمى بورشةِ أمني ِالصندوق و أُطلِقَ عليهِ " تلسكوب " و كانتَ هلا نصيبٌ كبريٌ من املنشوراتِ على صفحةِ‬ ‫الفيسبوك وأُقيمت يف يومي الثامنِ و التاسعِ من مارس لعام ‪. 2٠١7‬‬ ‫توقفت لتشربَ كوبًا م ن املاءِ ثمّ أكملت ‪ :‬إعلم يا بينَ أنّ احلياةَ دروب ‪ ،‬ودربُ الشجاعةِ حتتاجُ فيه صحبةٌ تعينك وكان أوالدي خريَ صحبةٍ‬ ‫لبعضِهم البعض ليسلكوا هذا الطريق‪.‬وبالتأكيد كان ال بُدَ هلم من امتداداتٍ ومساعداتٍ لتسهيل غايتهم ففي هذا العامِ تعددَ مساعدونا‪،‬‬ ‫كيومِ اليتيمِ ر افقتنا فيه مجعيةُ (نداءِ اخلري) وكان نداءً من القلبِ للقلب‪.‬ويف تدريبِ اإلسعافاتِ األولية شاركتنا كليةُ التمريضِ بينما كانت‬ ‫شركةُ ابيكس و املساحة التدريبية (‪ )Act On‬شركاءَ عامٍ كاملٍ يفيضُ باإلجنازات‪.‬‬


‫أما عن الذين سامهوا يف تلك السنةِ فكانوا مثالًا للخريِ الذي جيوبُ األرض‪ ،‬فعندما ميلؤكَ اخلي ُهتديك احلياةُ فرصًا تعنيُ هبا الغري‪ ،‬فكان لنا‬ ‫من معمل شليب ما يقرب من ال‪ ٥٠٠٠‬آالف جنيهات لتعيننا على استكمالِ مهماتنا‪.‬‬ ‫ذلك الدرب مل ينقطع وتلك الصحبة امتدت ميلؤها الود واخلري‪.‬‬ ‫و نظراً إلمياننا بإنّ الوصولَ هلدف ما هو مب ثابةِ بدايةُ هدفٍ جديد ورحلةٍ جديدة‪ ،‬مل نتوقف أبداً عن السعي لتحقيقِ أهدافِ اجلمعية وتكليلِ‬ ‫مسعانا بالنجاح‪ .‬وإلنّنا دائمًا نسعى يف اخلري فكان الدعمُ من خمتلفِ اجلهاتِ يأتينا وذاك بفضلِ اهلل وحده يا ولدي‪ ،‬وقد ظهر ذلك متجلياً يف‬ ‫شركاءِ الصحيفةِ الذين قدموا ما استطاعوا من دعم ٍللجمعيةِ يف هذا العامِ لتقديمِ صحيفة تعربُ عن بعضِ إجنازاتِ اجلمعية خالل هذا العام‬ ‫واألعوام ِالسابقةِ ومتثلَ هؤالءِ الشركاءُ يف أكادميية التعليم‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬بنك الدم ومعمل ميجا‪.‬‬ ‫سأهلا‪ :‬ذكرتِ يل عن جلنة التبادلِ الطالبي وأنّهم يساعدون الطالب يف السفر إىل خارجِ البالد للتدريبِ والتعلّم‪ ،‬فهل كان لنا نصيبٌ يف تلك‬ ‫السفريات أم أنّ الفرصة مل تسنح ألحدِ طالب جامعتنا بالسفر؟‬ ‫أجابت‪ :‬بل كانت لنا فرصةٌ عظيمةٌ من بني اجلمعياتِ األخرى وذلك من أهمِ األحداثِ اليت شهدهتا اجلمعيةُ أيضًا هلذا العام‪ ،‬حيثُ متَّ قبولُ‬ ‫أربعةِ طالبٍ لربنامجِ التبادل الطالبي كلٌ منهم إىل دولةٍ خمتلفة‪ .‬ظفر َهؤالء الطالبُ بفرصةٍ رائعةٍ ال طاملا متناها الكثريُ من الطالبِ املصريني‪،‬‬ ‫ويعد ذلك الربنامجُ من الفرصِ املتميزةِ أو دعنا نقل أنّها بالنسبةِ للبعضِ ف هي الفرصةُ األمسى اليت يقدمها األحتاد العاملي لطالبِ كليةِ‬ ‫الصيدلة‪ .‬أما عن املسافرين ف كانوا كاآلتي حيثُ سافرت الطالبةُ هالة عماد إىل أندونيسيا‪ ،‬و الطالبةُ هالة جالل إيل كوريا اجلنوبية‪ ،‬أما‬ ‫عن الطالبة ريهام فايد فكانت وجهتُها دولة الربتغال‪ ،‬وأخريًا الطالبُ حسام نصار إيل إجنلرتا‪.‬‬ ‫كان ينظر إىل السماء حني تساءل قائلًا‪ :‬هل ميكن للصبار أن يعيش مع البالون؟‬ ‫قهقهت اجلمعية‪ :‬أأعترب هذا سؤالًا وجوديًا نتج عن فرط التفكري؟‬


‫التف و قال‪ :‬ال جديًا‪ ،‬ماذا لو أراد الصبارُ ان يصبحَ صديقًا للبالون؟ ماذا لو أنّ البالون صديقٌ ال يعوض هل يتخلى عن تلك الصداقةِ فقط‬ ‫ألنّ الصبارَ خمتلفٌ عن البالون؟‬ ‫أجابت اجلمعية‪ :‬ال‪ ،‬ال يتخلى عن تلك الصداقةِ بسهولةٍ أبدًا‪ ،‬بل و ميكنُ للصبارِ ان يعيشَ مع البالون‪ ،‬لكنّ ذلك يعتمدُ على مدى رغبتهما يف‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫رد‪ :‬كيف؟ و ما تلك الرغبة مل أفهم‪.‬‬ ‫اجلمعية‪ :‬حسنًا‪ ،‬ميكنُ للصبار مثلًا ان يستخدم بعض السداداتِ املطاطيةِ على أشواكه‪.‬‬ ‫فردَ مستفسرًا‪ :‬و لكنّ هذا تغيريٌ كبريٌ على الصبار‪ ،‬أيتحمله؟‬ ‫اجلمعية‪ :‬كما قلتُ لك‪ ،‬يعتمدُ ذلك على رغبتهما‪ ،‬إىل أي مدى يريد كالمها البقاء مع اآلخر‪ ،‬سيكون على الصبار التأقلم على الوضع‬ ‫اجلديد‪ ،‬أما البالون سيساند رفيقه حتى يتأقلم‪.‬‬ ‫بعد تنهيدة‪ :‬العالقات حتتاج جهدًا‪.‬‬ ‫اجلمعية‪ :‬و تستحق هذا اجلهد لتدوم‪.‬‬ ‫صمتت اجلمعية قليلًا ثم قالت‪ :‬أتدري؟ هذا املوقفُ يذكرني بافتتاح "تناغم"‪.‬‬ ‫قال متحمسًا‪ :‬حكاية جديدة!‬ ‫ضحكت اجلمعية‪ :‬أجل حكاية جديدة ومحاسٌ جديد‪ ،‬ثم بدأت تروي‪ :‬كان افتتاح املؤمتر القومي "السامبوزيم" لعام ‪ 2٠١7‬أفضل افتتاح‬ ‫شهده االحتادُ حتى اآلن‪ ،‬مليئ باألملِ و البهجةِ و احلب‪ ،‬تعاونَ املنظمون مع مجعيةٍ لدعم الصم و البكم‪ ،‬و قاموا بتأدية أغنية "حتيا مصر"‬ ‫بلغةِ اإلشارةِ تضامنًا مع الصم و البكم و ضعاف السمع‪ ،‬كان جمهودًا كبريًا و كان حقًا جهدًا مثمرًا‪.‬‬


‫رد ‪ :‬اآلن فهمتك‪ ،‬بذلَ األعضاء جهدًا كبريًا للتدريبِ على لغةِ اإلشارةِ و فهم لغتهم‪ ،‬رغم عدمِ اضطرارهم لتعلمها‪ ،‬و عربوا عن تضامنهم‬ ‫معهم أيضًا‪ ،‬كما فعل الصبار‪ ،‬بذل جهدًا ليحافظ على عالقته بالبالون‪ ،‬جهدًا غري عادي‪.‬‬ ‫اجلمعية‪ :‬بالضبط‪.‬‬ ‫سأهلا‪ :‬هل يل ان أطلب منكِ ان تكملي احلكايةَ عن املؤمتر القومي؟‬ ‫أجابت اجلمعية‪ :‬بالطبع‪ ،‬و هل هناك أمجلُ من استعادةِ جمدِ أوالدي؟ أقيمُ املؤمترُ بطنطا‪ ،‬على مدار ِأربعةِ أيام‪ ،‬أذكرُ فرحةَ الوفد بأيام‬ ‫(السوشيال ) فكان خليطًا من يومٍ مكسيكي مليئ باألنشطة‪ ،‬و يومٍ آخرَ بواحة أو مطعم‪ ،‬و يومٍ يف سحرٍ و مسرٍ و نار‪ ،‬و كما ذكر أبنائي مثّل‬ ‫هلم هذا املؤمترُ فرحةً عظيمةً و غيّر يف تفكريهم الكثريَ‪ ،‬و طبعًا ال عاقلًا يسافر إىل طنطا إال و جيربُ حلوياهتا‪ ،‬فجربَ الوفدُ طعامَ طنطا و‬ ‫حلوياهتا‪ ،‬بدايةً من املشبك حتى املدلعة‪ ،‬و ذكر البعضُ فرحتهم بتناوهلم أرخصِ طبقِ كشري مبصر‪.‬‬ ‫قال منبهرًا‪ :‬عليّ حضورُ املؤمترِ القومي مرة‪.‬‬ ‫ضحكت اجلمعيةُ حتى ارتفع صوتُ ضحكاتِها و قالت‪ :‬كان هذا حديثي عن أيامِ السوشيال فقط‪ ،‬مل أُحدثكَ حتى اآلن عن اجلمعيةِ‬ ‫العمومية‪ ،‬إليك ما حدث كنتُ فخورةً جدًا بنفسي كجمعيةٍ ازداد بريقُها وجهًا وشقّت طريقها لتصبحَ ذات اسمٍ و مهابةٍ و قيمةٍ كبرية‬ ‫خصوصًا هبذا العام‪ ،‬حصلتُ هذا العام على جائزةِ أفضلِ مسئولٍ للصحة العامة‪ ،‬و جائزةَ أفضلِ أمنيٍ عام‪ ،‬و جائزة املركز الثاني ألفضلِ‬ ‫مجعية‪ ،‬كان هذا العام هو األفضلَ يف تارخيي كله‪ ،‬أتذكرُ حني حدثتُك عن التقديمِ لطلبِ استضافة املؤمتر القومي لطالب الصيدلة‬ ‫"الكوجنرس"؟‬ ‫"نعم أذكر" كان هذا رده ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أتدرى ماذا كان الرد على طلبنا هذا؟أظنُ ما ذكرتُه من إجنازاتٍ كفيلٌ ان يؤكد لك اإلجابة‪.‬‬ ‫رد مصدومًا فرِحًا ‪:‬ال حمالة! حصلتم على املوافقة!‬


‫ردت اجلمعية و هي يف أوجِ محاسها‪ :‬أجل فعلناها يا فتاي! يا إهلي! تلك من أشد اللحظات تأثريًا يفّ‪ ،‬أذكرُ صيحاتِهم وقتَ اإلعالن‪،‬‬ ‫فرحتهم الشديدة و هتافهم‪ ،‬كأنّ فرحةَ العاملِ كلها جتمعت يف تلك اللحظة‪ ،‬أُعلِنت املوافقةُ على طلبِ استضافتنا لذاك احلدثِ يف اجتماعِ‬ ‫مجعيةٍ عموميةٍ طارئ جبامعة النهضة‪ ،‬و وصلت الفرحة إىل هنا فورًا‪ ،‬غمرت البهجة السماء‪.‬‬ ‫ترتقرق عيناه بالدمع قائلًا ‪ :‬مجعية! أنا فخور أنّي جزء منكِ وأنّي سأكونُ حماربًا حلصونٍ عتيقةٍ مثلك‪.‬‬ ‫"ها قد جاء جزئي املفضلُ من كل عامٍ" قالتها اجلمعيةُ ثمّ قالت‪ :‬ثمّ انتهى العامُ وجاءَ وقتُ اجلمعية العمومية ‪،‬ذاك احلدثُ العظيمُ الذي‬ ‫نستعدُ له كَلَيلةِ العيد‪ .‬فهو هنايةُ العامِ وتتويجِ اإلجنازاتِ ورؤيتك اثين عشرَ شخصًا يرتدونَ الزيَ الرمسيَ و يتلقونَ الشكرَ والثناءَ علي جمهودِ‬ ‫عامٍ ملئٍ باإلجنازات‪ ،‬ترى الدموعَ تغررُ أعينَهم مودعنيَ روتينًا يوميًا تكادُ حتبُ كلمةَ روتنيٍ بسببه‪ ،‬فأنت تستيقظُ وتنامُ وتقضي معظمَ الوقت‬ ‫مع هؤالء االشخاصِ الذين مل خترتهم بنفسك ولكن مبرورِ الوقتِ تتيقنُ أنّهم أفضلُ اختياراتِك ليتحولوا مع الوقتِ ألسرةٍ ثانية‪ .‬ثم حلظةُ‬ ‫االنتخابات واختاذِ قرارٍ مصرييٍ بتويل شخصٍ ما مسئولية جلنةٍ معينةٍ لرتى ان كان هذا املرشحُ سيكملُ ما حقّقه سابقهُ أم أنه ما زال حيتاجُ‬ ‫قليلًا من اخلربةِ بعد ‪.‬لقد كنتُ دومًا مولعةً باجلمعيةِ العمومية ونظامها وقواعدها‪ ،‬وتلك الرمسياتِ اليت تشعرُك مبدى أمهيتك وأمهيةِ رأيكَ‬ ‫وكل ما حتققُه كفردٍ واحدٍ داخلَ خليةِ حنلٍ ال هتدأ‪.‬‬ ‫ظنت اجلمعيةُ أنّها لو اسرتسلت يف احلديثِ عن اجتماعِ اجلمعيةِ العمومية القادم فإنّ مُحدِثها سيأخذُ منه امللل الكثري لذا أحبت ان تبعثَ يف‬ ‫كالمها رسالةً له عن مدى أمهيةِ العملِ التطوعي ليس يف هيئتها فقط بل يف أي هيئة كان هذا العملُ اجلليل‪.‬‬ ‫استكملت اجل معية كالمها قائلة‪ :‬أنا برأسي فكرة‪ ،‬إذًا أنا أمتلكُ فكرة‪ ،‬هو برأسه فكرةً‪ ،‬إذًا هو ميتلكُ فكرةً‪ ،‬لكن إذا تشاركنا الفكَر فيصبحُ‬ ‫لكلٍ منّا فكرتان‪ ،‬هكذا التعاون‪ ،‬التعاونُ مناء‪ ،‬حيولُ الزهرةَ بستانًا‪ ،‬التعاونُ كَحُلِي يزينُ العملَ اجلماعي‪ ،‬أو كضوءٍ ساطعٍ ينريُ مسائي‪ ،‬كرابطٍ‬ ‫جيمعُ بني أفرادي يف روحٍ واحدة؛ لتتجلى تلك الروحُ صاعدةً و هتدينا العملَ املطلوب على هيئةِ صورةٍ مكتملةِ األركان‪ ،‬يف أمتّ أشكالِ مجاهلا‪،‬‬ ‫و لطاملا أهبرني أبنائي بتعاونِهم و روحِهم املعنوية‪.‬‬


‫صمتت اجلمعيةُ قليلًا ثم أكملت و عينيها تتألأل كما تتألأل أحجارُ الزمردِ يف وجود الضوء‪ ،‬و كأنّ الذكرياتِ ضوءٌ ساطعٌ يلوح باألفقِ فينعكس‬ ‫على العني‪ :‬أود ان أروي لك حدثًا قريبًا إىل قليب‪ ،‬وهو اجتماعُ اجلمعيةِ العموميةِ رقم عشرة‪.‬‬ ‫قال هلا‪ :‬أنا أنصت‪.‬‬ ‫شرعت اجلمعية تروي احلكاية‪ :‬طبعًا أودُ ان أشري َ إىل ان اجتماعَ اجلمعيةِ العموميةِ رقم عشرة مل تكن عادية‪ ،‬و إمنا كانت طارئة‪ ،‬مرت _و‬ ‫احلمد هلل_ بسالسةٍ كبرية‪ ،‬و إن كان هناك أسبابٌ فهي ترجعُ إىل روحِ أعضاءِ هيئة املكتب التنفيذي‪ ،‬و التعاونِ امللحوظِ بني أعضائها‪ ،‬و‬ ‫التواصلِ الطيب بني األعضاءِ و هيئةِ املكتبِ التنفيذي‪.‬‬ ‫قاطع اجلمعيةَ متسائلًا ‪ :‬إذاً ما أسبابُ انعقادِ مجعيةٍ عمومية طارئة؟‬ ‫ردت اجلمعيةُ‪ :‬ال تستبق األحداث‪.‬‬ ‫ثمّ أكملت‪ :‬عقدت اجلمعيةُ العموميةُ بالنقابةِ العامةِ للصيادلة مبحافظة البحرية يف اليوم السادسِ من شهرِ إبريل لعام ‪ ،2٠١7‬ألخذِ تعديلِ‬ ‫الالئحة‪ ،‬و بعد إعالن التعديالتِ متّت املوافقة‪ ،‬و إليكَ جزئي املفضلُ باجلمعيةِ العمومية‪ ،‬متّ اإلعالنُ عن تقديمِ االستضافةِ للمؤمتر السنوي رقم‬ ‫‪ 22‬لطالب الصيدلة "الكوجنرس" ‪.‬‬ ‫عقّب متحمسًا‪ :‬أووه‪ ،‬رائع‪ ،‬وطبعًا قاموا باملوافقةِ على هذا الطلبِ كما أخربتين من قبل ؟ ياهلذا اجلمال واحلماس‪.‬‬ ‫صوتُ أنفاسِك بدأ يرتفعُ بشكلٍ جمنون ‪ ،‬ال بد و أنّ اإلثارةَ بلغت منكَ مبلغًا عظيمًا ‪ ،‬دعين أمتُ مهمتى معك فغريُك فى انتظارى ‪،‬وأنا ال‬ ‫أخون عهدى مع أحدٍ أبداً لذا هيا بنا ‪ ،‬حلظة ! صرخت هبا مُنبِهةً وأتبعتها‪ :‬توقف عندك ‪ .‬املنظرُ مدهشٌ أليس كذلك !‬ ‫خبأ دهشتك قليلًا فعينيك على موعدٍ مع أضخمِ حفلٍ للجمعية‪ .‬هنا حتديدًا تسقطُ االقنعةُ حيثُ ال مصاحلَ سوى مصلحةِ اجلمعِ ال الفرد‬ ‫‪ ،‬حيثُ يعتذرُ مَن أخطأ ويتكللُ بتاجِ الزهورِ مَن حفظَ األمانة ‪.‬حنن على موعدٍ مع اجلمعية العموميةِ رقم إحدى عشر واملكانُ هو كليةُ‬ ‫الصيدلةِ جبامعةِ دمنهور ‪،‬هناك جيلسُ رئيسُ اجلمعيةِ معلنًا بدأ العرسِ الدميقراطي ‪،‬وعلى يساره وميينه رؤساءُ أقسامِ شركتنا‪ ،‬ألُسرِّع لك‬


‫األحداث نعم لنقف هنا‪ ،‬يا صاااااااح ! إىل اين أنت ذاهب؟ ‪ .‬تعاىل إىل هنا ‪ .‬هل تبكى؟! هنا وبعد انتهاء الثالثةِ أيامٍ من املنافسات‬ ‫حولَ مَن هو األحقُ بقيادةِ األبطال وإكمال ِاملسريةِ ‪ .‬مت إعالنُ القيادةِ اجلديدةُ ومتّ طلبهم إىل جملسِ التتويجِ ليتمَ تتويجُ جيلٍ جديدٍ من األبطالِ‬ ‫ودموعٌ لفراقِ جيلٍ قد ساهمَ فى إضفاءِ لونٍ جديدٍ لشركتنا سيظهرُ أثره عاجلًا ال آجال ‪.‬وهبذا قد دقت مطرقةُ اجمللسِ باالنتهاء بتتويجِ جيلٍ‬ ‫وتقديرِ أخر‪ ،‬وكذلكَ احلياةُ نأتي ويذهبُ مَن قبلنا ‪،‬ونذهبُ ويأتي مَن بعدنا ‪،‬فالدنيا ليست دائمةً ألحد‪.‬‬ ‫تنهدت قائلةً‪ :‬اآلن نصلُ للفصلِ ما قبلَ األخري يف حمطتنا اليت صاحبتين فيها واليت ال بد ان نستقلَ قطارًا آخرَ لنبدأ رحلةً جديدةً مملوءةً‬ ‫بامل غامراتِ واإلثارة‪ ،‬فتكليل مسعى أبطالنا على وصول‪ .‬هنا حتديدًا لقاءُ السحابِ وبعد طولِ املسريِ وحتملِ الصعاب وإميانًا مبا قيلَ بأنّه "ال‬ ‫يصلُ الناسُ إىل حديقةِ النجاحِ دون ان ميرّوا مبحطاتِ التعب والفشلِ واليأسِ أيضًا‪ ،‬وصاحبُ اإلرادةِ القويةِ ال يطيلُ الوقوفَ فى هذه‬ ‫احملطات ‪ .‬حصلنا على ميداليتني ذهبيتني إحديهما للجنةِ الصحةِ العامةِ تقودها سيدةٌ عظيمةٌ والذهبيةُ اآلخرى ألمني اجلمعيةِ بقيادةِ سيدةٍ‬ ‫عظيمةٍ أيضًا‪ .‬وهكذا أصلُ بك إىل آخرِ حمطةٍ من رحلتى معك متمنيةً فِهمَك الدرس وحبكَ للوصولِ بالعملِ وجماهبتك للفشلِ وسرعة‬ ‫ختطيكَ حمطاتِ التعب واليأس ‪،‬آملًة ان تكونَ جلستُنا هذه قد أضافت لروحك معنًى جديد‪ ،‬ولعقلك هدفًا وطموحاً أبعد‪ ،‬ولقلبك مهةً من‬ ‫حديد‪ .‬أمتنى ان تصبحَ بطلًا كالذين حكيتُ لك عنهم ألحكى عنك ألجيالٍ بعدك سدد اهلل خطاك‪.‬‬ ‫سأهلا أتلك هي النهاية؟ أم ما زال يف جعبتك املزيد؟‬ ‫فردت ضاحكةً‪ :‬ليست النهايةُ ولكنّها البدايةُ اليت تستهلُ هبا النهاية‪ ،‬ف دعين أُنهِ لك ذلك التاريخِ احلافلِ مبا توّج رؤوسنا مجيعًا وكان حسنَ‬ ‫اخلتامِ هلذا العام‪.‬‬ ‫"هيا بنا ننسى إجنازات املاضى لنحقق اجنازات جديدة"‬ ‫كما اعتدنا‪ ،‬كان يل نصيبٌ من اإلجناز ات ككلِ عام وكأهنا مكافأةٌ ألبطايل على ما حققوه وما كان من أمنياتٍ صعبةِ املنال ف نالوها بشرفٍ‬ ‫واستحقاق‪ .‬عامنا الرابعُ كان حافلًا باإلجنازات ويعتربُ نقلةً ف شتى اللجان‪ ،‬أتدري حلظةَ انتظار ِنتيجتكَ يف الثانويةِ العامة؟ حيث تتوقفُ‬ ‫أنفاسُك و يتوقف الزمنُ وكأن احلياةَ قبل هذه اللحظة ليست كبعدها أبدًا!‬


‫هذه هى‪ ،‬اجلميعُ منشغلون ‪،‬فمنهم مَن كان ف اجتماعِ اجلمعيةِ العمومية ‪،‬ومنهم مَن هم فى بيوهتم ‪،‬ومجيعُهم منتظرينَ أو متمنيني على أقلِ‬ ‫تقديرٍ تقديرًا ملا فعلوه ‪.‬وبالفعل قد كان حيثُ متّ تتويجُ جناحِ اجلميعِ حبصولِ اجلمعيةِ على املركزِ الثانى على مستوى االحتاد ‪،‬وأفضلِ أمنيٍ عام‬ ‫وأيضًا كأفضل جلنةٍ للصحةِ العامة ‪،‬وقد آتت احلمالتُ والتوعيةُ مثارها‪.‬‬ ‫ومل تتوقفْ اإلجنازاتُ عند هذا احلدِّ بل توالت حتى مشلت باقى اللجان مثلَ جلنةِ التطويرِ املهين‪ .‬توجت اللجنةُ بلقبِ أكثرِ اللجانِ نشاطًا‬ ‫وإبداعًا ‪،‬وعلى اجلانبِ اآلخرِ ترى جلنةَ التعليمِ املستمرِ و التى أثبتت كفائتها ونالت لقبَ أكثرِ اللجناتِ إلتزامًا‪ .‬أراكَ متعجبًا وأظنُ أنّه قد‬ ‫أصابكَ بعضُ املللِ ‪ ،‬أبشر فقد شارفت على اإلنتهاءِ من قصةِ تلك الرحلةِ لتبدأ أنت بعدها رحلةً جديدة‪.‬‬ ‫حسنا لنكمل باقى اإلجنازات والتطورات‪ ،‬كلُ هذه اللجان حتققُ أهدافها مبساعدةِ جلنةِ التنظيمِ التى بدورها حصلت على أكثر جلنةٍ ملتزمةٍ‪.‬‬ ‫لن ننسى أبدًا البطل الذي دائمًا ما كان يسهلُ علينا كلَ هذه التحركاتِ وهى جلنةُ العالقاتِ اخلارجيةِ باعتبارها أكثرُ اللجانِ احرتافيةً‬ ‫‪.‬وأخريًا وليسَ آخرًا استضافةُ برنامجِ احملركِ اخلاصِ باإلحتادِ بل أيضًا استضافةُ ورشةِ عملِ الصندوقِ اإلقليمي‪ .‬وبذلك يا صاحيب أكون قد‬ ‫أمتمتُ سرد كل تلك اإلجنازاتِ اليت أرى بريقِ سحرها يف عينيك‪ .‬تلك هي النهاية ‪ ،‬ليست هناييت ولكنّها هنايةُ عامٍ ودعناه بكل احلبِ‬ ‫والتقدير‪ .‬كما قلتُ لك سابقًا أنَّ الغروبَ هو هنايةَ النهارِ ولكنّه ليس النهايةَ األبدية‪ .‬ف هو هنايةٌ تتلوها بدايةٌ أكثرَ إشراقًا ووهجًا‪.‬‬ ‫زفرت برقةٍ ثُمّ قالت ‪ :‬عامٌ حافلٌ أليس كذلك ؟! ظنّ الكثريونَ أنّ كل هذه اإلجنازاتِ هي من وحيِ خيايل ‪،‬ولكنّها ليست يا فتاي‬ ‫العزيز‪ .‬إليكَ نصيحيت فامسع قويل وعهِ جيدًا‪.‬وقتُك فى هذه احلياةِ حمدود‪ ،‬و أيام عُمرِك مهما كانت كثريةً فهي تنقص‪ .‬وكلُ خطوةٍ ختطوها‬ ‫جتعلُك تفقدُ جزءًا من وقتك‪ ،‬فتأكد جيدًا قبلَ كلِ خطوةٍ أتستحقُ ان تدفعَ هلا وقتاً من عمرك أم أنّها ستصبحُ هباءًا منثورا؟ ال جتعل ‪-‬يا‬ ‫بُين‪ -‬عينيكَ دليلك حتى ال ينتهى بك املطافُ خاسرًا لنفسِك وحياتك‪ ،‬فكر بعقلِك واستشر قلبك‪.‬‬ ‫الطرقُ كثرية واملبهرون أكثر ‪،‬فال يغرنّكَ كثرتُهم يكفيكِ القلةُ الصادقةُ والطريقُ األصلحُ مهما بلغت قلةُ سالكيه‪ .‬متعّن فى اختيارِ قدوتِك‬ ‫وأحسن االختي ارَ من بنيِ عظماءٍ قد آلوا إىل الرتابِ ‪.‬هؤالء الذين دوّنوا خربهتم باحلياةِ قبل موتِهم وحذروك من أخطائِهم كي ال تزل هبا‬ ‫قدمُك ‪ .‬وتذكّر دائمًا أنّه إذا تعثّرتَ ال جتلسْ ‪،‬وقم إىل القممِ ‪،‬وانطلق حنوها وكأنّه ال يوجدُ يف الكونِ غريُك يستطيع تسلُقها ‪ ،‬وأحرص على‬


‫وقتك فعمرُك لن يتكررَ مرتني‪ ،‬وكن غريباً يف الدنيا كأنّك عابرُ سبيل‪،‬كن نافعاً لغريك‪ ،‬وال تنسَ أنّ كلَ هذا يُتوجهُ روعةُ ابتسامتِك‬ ‫؛فابتسامتُك مهما بلغت بساطتُها‪..‬صدقة‪.‬‬ ‫أهنتَ حديثًا صحِبتهُ دموعُها و أنّاتٌ خافتةٌ ثمّ نظرت إىل رفيقِها اجلديدِ فوجدَته ميسحُ بكفيه أثر الدموعِ من على وجههِ ناظرًا إليها بكلِ ما‬ ‫أوتيَ من فخرٍ قائلًا‪:‬أشكركُ حتى أخرِ حلظةٍ يف حياتي على نصائِحك اليت هي أغلى عندي من كنوزِ قارون‪ ،‬أعدُك أنّي سأعملُ هبا إىل ان‬ ‫ألقى ربي‪ ،‬ومنذُ اللحظةِ لن أكون فقط جنديًا من جنودكِ بل سأكونُ أعتاهم أيضًا‪ ،‬و سوف تُحدثي عنّي مَن هُم بعدي كما حدَثتِين عمّن‬ ‫سبقوني‪ .‬سألته يف هدوءٍ‪ :‬أتُعاهدُني على ذلك؟ فأجاهبا‪ :‬أُعاهدُك واليومَ سيكونُ بدايةَ عهدٍ بيننا لن ينقطع أبدًا‪.‬‬



‫نسماتُ وقتِ العصرِ قَد هَلّت‪ ،‬وختللتَ شعرَ صديقِنا الَّذِي كَانَ قَدْ أَنْهَى الْفَصْلُ الثَّانِي لكتابِه الْغَرِيب منذُ مدةٍ ثمّ أخذَ فرتةً لريتاحَ فِيهَا‪.‬‬ ‫لَم ترتكهُ الْأَسْئِلَة وشأنهُ بَل ظلّت هتاجمُ رأسهُ عَن الكتابِ وسرّه الْعَظِيم‪ ،‬وَكَيْف استطاعَ هؤالءِ الْبَشَر الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا مبثلِ التقدّم الَّذِي‬ ‫أَصْبَحْت عَلَيْه البالدُ الْآنَ أَنَّ يُحَقِّقُوا كُلّ تلكَ اإلجنازاتِ الْعَظِيمَة؟ لَمْ يَكُنْ مُصدِقًا أنّ الْإِنْسَانَ إذَا مَا اجتمعَ فِيه اخلريُ وحبُه كَي ينفعَ النَّاس‬ ‫ووجدَ مِن حولِه مَن يُشجعهُ ويعاونُه عَلَى ذَلِكَ أَنَّ يَفْعَلَ مثلَ كلِ هَذَا االبداعاتِ وتكوينِ عالقاتٍ هِي أقربُ لألُخوة مِنْهَا للصداقة ‪ .‬لَمْ يَسْتَطِعْ‬ ‫أوابُ أَن ينامَ مِنْ هَذَا التساؤالتِ واألفكارِ‪ ،‬ثمّ مَا لبثَ أَن اشتعلَ فضولًا وشوقًا لِكَي يَقْرَأ الفَصْلِ التَّالِي؛ فنفضَ عَن عينيهَ النومَ وَمَا هِيَ إلَّا‬ ‫دقائقُ وَكَانَت رحلتُه مَعَ الْفَصْلِ الثالثِ للكتابِ قَدْ بَدَأْتُ وَانْغَمَس فِيهَا‪.‬‬ ‫احلياةُ تَمُرُ إمَام أعيُنِنا كـالشَّريط؛ بعضهُ ميُرُ جديدًا لَم نعهدهُ مِن قَبْل‪ ،‬و بعضهُ قدميًا بـاختالفِ توقيتِ ماضيهِ‪ ،‬أمّا الْجَدِيدُ فَهُو نِتاجُ خرباتٍ‬ ‫جديدةٍ نكتسبُها يوميًا عَلَى مرِّ األيـامِ القادِمة‪ ،‬وَالْقَدِيمُ ماهُو إلَّا حَصِيلَة ذكرياتٍ مَاضِيَةٍ مِنها املريرُ الّذي أَعْطَانَا دروسًا ثَمِينَة‪ ،‬و اجلميلُ الّذي‬ ‫آنَسَ وَحشَةَ قُلُوبِنَا‪ ،‬وكُلها لصاحلنا بـحُلوها ومُرّها‪.‬‬ ‫فِي خُلوةٍ مَع اهلواءِ والقمرِ وكوبٍ مِن القَهْوَةِ فِي ليلٍ زيّنتهُ النُّجُوم‪ ،‬داعبين طيفٌ لَا أَدْرِي سَبَبَ مَا ذكّرني به‪ ،‬ذكّرني ببعضِ أَيَّامِيَ الدراسيةِ و‬ ‫مَا كُنت أنضمُ إليهِ‪ ،‬تذكرتُ ألبُومَ ذكرياتي فـأحببتُ أَنْ أُلْقِيَ عليهِ بَعْضَ النَّظَرَات و لَكِنَّهَا طَالَت دُون إرادةٍ مِنِّي‪ ،‬صَباحُ الّخري يَا رفِيق يَبْدُو‬ ‫أنّك اسْتَيْقَظَت لِتوك لَا تَقِفُ بعيدًا فِي املَطر هَكَذَا فوشاحي يَكفي اثنتينا‪ ،‬مَا رأيُك بكوبٍ مِن القَهْوَة!‬ ‫لَا أُخفي علّيك سرًا أنَّنِي فِي األساسِ فِي انتظارِك رُمبا تندهش غالبًا لِأَنَّك تَسمعنِي للمرةِ األوُىل رُمبا لكِن قُدومي هُنا لِأَجْلِك حتديدًا‪ ،‬ورُمبا‬ ‫أُخْبِرُك رَفيقي ذُو الرِداء األَزْرَق بِبَعض عَن أسرارِ حكايتنا‪ .‬هَل أَنْت مُتشوق ملَعرفة جزءِ مِن الْحِكَايَة!‬ ‫سأبدأ لَك احلِكاية بِصورِ أبطالنا فِي حَمالتِ التَوعِيةِ ونَشاطاتٍ إلثرَاء مَفهُوم الصَّحة العَامة لَدى املُجتمع‪ .‬هَيّا لِنَتَصَفح تِلّك الصُّور سويًا‪.‬‬ ‫نَعم هَذِه الصُّورة تَحدِيدًا‪ ،‬تَعُود هَذِه الصُّورة لِبَعض مِن رِفَاقنا فِي إحْدَى القُرى مَع بَعض سَيداتِ القَرية للتّوعيةِ بِسرطّانِ الثَدي والكَشفِ‬ ‫املُبكر عَنه‪ .‬يُسعدنى القَولُ بأنّ آثَارَ أقدَامِ أبطالنا كَان ذَات أثرٍ عَظيمٍ فِي التَّوعية‪ ،‬شُهد لَهم بِالدّقةِ فِي التَّنظيم ووَصلت التَّوعيةُ لِعددٍ يَفُوق‬ ‫بِكَثِري تَخيّلنا وكَانت هَذِه احلَملة مِن إحدي حَمالت التَّوعية الَّتِي أَحْدَثَت ضَجة وَقتِها وفَاق أثَرُها جَميعَ التَّخيُالت‪.‬‬


‫"فِي اليومِ التَّايل و بَعَد انتهاءِ املَّطَر"‬ ‫دَائمًا مَا يُحكى أنَّ خَوَض التَّجربةِ أَو عَيشها أفضَلُ مِن تَوثِيقُها بِصّور فَمَا بَالك بِالِاثْنَيْن؟ صِرت اتَصفحُ ألَبومَ الصَّورِ واسّتَعِيدُ شَتى الذِكريَّات‬ ‫ومَع كُل صُورةٍ يَتجَدّد األمَلُ وَكَأنين مَا زِلتُ فِي عَصّرِ هَذِهِ الصَّورَة‪ .‬مَعَ كُلّ صُورَةٍ تَجُربة وَخَطوةٍ واسَتفَادةٍ مِن نُوع خَاصٍ ويَبدُو أَنَّه كَان هُناك‬ ‫الكَثري لنَحكي عَنه‪.‬‬ ‫"وَيَبقَى شَيءٌ مِن عَبَقِ املَاضِى عَالقٌ بِنا رَغمَ الزَّمن"‬ ‫"فِي يَوُم الثَّاني عَشَر مِن أَبرِيل افتَتَاحٌ ضَخّمٌ لـ ‪"LTP‬‬ ‫كَان هَذا عنوانًا إلحدى الصَّوُر ‪ ،‬وَعلى مَا يَبدُو أنّه ضَخمٌ فِعلًا تَحَاكت عَنهُ الصُحفُ لِمَا يُمَثلُه مِن أهَميةٍ ‪.‬‬ ‫"حِني بَلَغَ القَلّب عَتيًا"‬ ‫يَبدُو أَنَّ املُؤتَمَرَ اخّتَارَ القَلّب مَوضُوعٍا لَهُ‪ ،‬كَان لَهَذا املُؤتَمرِ وتَبَعَاتِه مِن احلَمَالت أثَرًا كَبريًا فِي نُفُوسِ النَّاسِ وقَدّ تَم تَنَاول املَعلُومَاتِ عَن القَلّبِ‬ ‫وأمرَاضِهِ بِشَتَى األشّكَالِ لِمَا يُنَاسب جَمِيع الفِئاتِ فِي القُرى واملَدَارسِ والنَّوَادِى والكُلّيَات‪ .‬دَائِمًا نَسمَعُ جُملةَ "قَلبٌ يَضُخ الدَّم للجَمِيع"‬ ‫حَسنً ا نَحنُ كُنا مَثل القَلّبِ فِي هَذا املُؤمتر ومَعلُومَاتِنا عنِ الدَّم‪ ،‬وقَد أتَمّها األعّضَاء عَلى أكَملِ وَجه ويَبدُو أنَّه كَان مُؤتَمرًا جَيدًا للجَمَيع‪.‬‬ ‫نَنَتقِل مَن هَذِه الصَّوُرةِ إلِي صُورةٍ أخُرَى بِتَجربةٍ جَدِيدةٍ يَبدُو هَذِه املَرة أنّنا قَد قَرَرنا التَوسَعَ فِي العَمَل واالنتشَارِ خَارجًا ولَهَذا قَدّ قُمَنا‬ ‫بالتَّعاوُنِ معَ االتَّحَادِ املَّصَري لطَلبةِ كليةِ الصَيّدلَة باإلسّكَنَدريةِ حلَملةٍ عَن "األزّمَة ومَا يَتّبَعُهَا مِن صُعُوبَات فِي التَّنَفس" فِي مُول جِرين بِلَازا و‬ ‫قد أثّمَرَ هَذَا التَّعَاوُنُ عَن النتَائجِ اجلَيّدةِ وأيَضًا العَمَلَ فِي بِيئةٍ جَدِيدةٍ دَائِمًا مَا يَكُون أفضّل وأكَثَر تَجَدَدًا وحَمَاسًا "يَد وَاحَدة لَا تَكّفِى"‪.‬‬ ‫حَسَنًا لنَكّتَفى بِهَذِه الصَّوُر لليَّوُم‪.‬‬ ‫"مَا مَضَى قَد مَضَى ولَكَنّ أثَرَهُ لَن يَزُول"‬ ‫أهلًا بِكم فِي جولةٍ جَدِيدَة حيثُ وَجَدتُ صُورَةً لِي أثّنَاء حُضُوري مَشْرُوع "ايفولف" فَابَتَسَمتُ مُسْتَرجِعاً مُغَامَرَاتِي فِي لَجْنَةِ التَّطْوَيرِ املِهَنِي‪،‬‬ ‫حَيْثُ كَانَت مُهِمَة لَجْنَةِ التَّطْوِير املِهَنِي هَذَا العَام مُخْتَلِفةً قَلِيلًا و رُبّمَا كَانت ذَاتَ فَاعِلّية لَا تُنْسى‪ ،‬وذَلكّ إلتِخَاذِها طَرِيقًا أكَثرَ إحِتْرَافِيةً و‬


‫تَجْدِيدًا‪ ،‬فتَنَاوَلنا وَقْتِها مَوُضَوعَاتٍ جَدِيدِةٍ بِطُرقٍ مُمَيزةٍ و مُبَاشرةٍ و الَّذي أدَي بِدَورِه و فَاعَلِيته بُوضُوحٍ مَفْهُومَ التَّطْوِير املِهَنِي لألعْضَاء و‬ ‫تَغْيِريَه ووَضَّحَ الدَّورَ الصَّحِيح للصَّيديلِ بالشَّكل املُوَفَقْ‪ .‬وكَان مِنْ أكْثَر املَشَارِيع فَاعِليةً هُو مَشّرُوع " ايفولف " هَذا الذَّي نَاقَشَ بِدَورِه‬ ‫مَجَالِيّن مُحَدَدَين وهُما صَيّدَيل املُجْتَمع و الصَيّدلةُ اإلكْلِنيكيّة وقَدّ تَضَمَّنَ هَذا املُشّرُوعُ أكَثَرَ مِنْ مَرّحَلة وبِدَايَتها التَّروِيجُ للمَشّرُوعِ لنَشْر الوَّعَي‬ ‫عَنه للطُلّاب حلُضُوره‪ ،‬ثُمَ أتَت عَقِبها مَرّحَلَةُ البِدَء الفِعْلِية و هِى مُحَاضَرَتَان‪ ،‬األوُىل بِإسّتِخْدام الفِيديُو و الثَّانِية شَرْحُ أستاذٍ جَامِعي و كَانَت‬ ‫تَتَضَمن مَوُضُوعَ فَشَل القَلّب‪ .‬وكَمَا نَعلّم بَأنّه لَا يُمْكِن لِلعِلم أَنْ يَثْبُت احلقائقَ دُوُن تَطّبِيقٍ عَمَلي فَكَان هَذا دُورُ املَرْحلّة التَّالِية وهُما وَرْشَتَا‬ ‫عَمَلٍ لِتَّعَلُم املَهَارَات اجلَدِيدِة ثُمَ اُخْتُتِم املَشّرُوعُ بِمُسَابقة عَنْ املَجَاليّن‪.‬‬ ‫بِطَرفِ أُصْبُعَه إلِي صُورةٍ تَالِيةٍ قَد انْتَقَل‪..‬‬ ‫لَقَد مَرَّ زَمَنٌ على تلكَ الصورة‪ ،‬أذْكُر هَذِه الصَّوُرَة جَيدًا‪ ،‬كانَ هَذَا احلَدَثُ اخلَاصُ بالتَّوُعِيَة بِمِهنَةِ الصَيّدَلِى وكَيّفَ أنَّ شَخّصًا يَمْلك أَكّثَرَ‬ ‫بِكَثِري مِنْ مُجَرَد فِكْرَة بيعِ الدَّوَاء ‪.‬رُبَمَا أُحبُ القَوُلَ بأَنْ هَذَا احلَدَث تَحْديدًا هو الذَّي فَتَح لِي أبْوَابًا فِي املُسْتَقبل أَنْ أُجَرِب أشّيَاءٍ وأمَاكِنَ‬ ‫عِدة بِمُنتَهي اإلقْبَال عَلّيها وأَنْ أسّعَى فِي إيِجَاد كُلّ مَا هُو جَدِيد‪ .‬ثُمَ أيّضًا نَادَي التَّطَوير املِهَين والذَّي كَان عَلّى مَدَار يُومَيّن وشَمَل بَعْض‬ ‫األنْشِطَة مِثّل االستِخّدَامَات الشّائِعة لألدّوِيَة و تَحَالِيل البُول والبُرَاز‪ ،‬وقَدّ أحبَبَتُ حَقًا فِكرة أَنْ مَكَانًت وَاحِدًا بِإمكَانه أَنْ يُسَاعِد عَلى تَعَلّمِ‬ ‫أوُلَي خَطَوَاتِك فِي كُل شَيءٍ على األقلِ والّتِي قَدّ تَحْتَاج أعّوَامًا وأمَاكِن ملَعْرِفَتها‪.‬‬ ‫وجَاء حَدَثُ الدَّوَاء لالسّتِعْمَال لَا لإلسَاءَة وتَكْمُن أهَمِيةُ هَذَا احلَدَث فِي مُنَاقَشتِه ألخْطَر قَضَايَا الدَّوَاء وهِي اسّتِعْمَالُ الدَّوَاء لِغَرض‬ ‫االسّتِعْمَال لَا لالسْتِفَادة‪ ،‬وشَمَل هَذَا احلَدَثُ أمَاكِن عِدةٍ تَحَدثنا فِيها عِن متى ولِمَاذا يَتِم اسّتِخْدَامُ الدَّوَاء عَسَى أَنْ تَكُون تِلكّ اجلُهُودُ أثْمَرَت‬ ‫ولَو بشَخصٍ وَاحد يُمْكِن لِكَلِمةٍ مِنه أِنْ تُغَري ثَقَافة مِن حَولِه‪.‬‬ ‫أعدَ دَت لنَفْسِي كُوبًا مِن السّحْلب السَّاخن وعُدّت ألغْرَقَ فِي ذِكْريَاتي مِن جَدِيد‪ ،‬واملَطَرُ يُزَيّن النَّافِذَة ‪ ،‬وصَوتُه كَمَا صَوتُ املُوسِيقَى‬ ‫التَصّويِرية املُلَائِمة ألحّدَاث مُخَيّليت‪.‬‬


‫أنْظر إلِي الصُور التّي تَمأل األلبُوم و أتَسَاءَل كَيّف لِصُورَة صَامِتة أَنْ تَكُون كَزِر تَشّغِيل لِشَريط أحّدَاثٍ كَامِل؟ كَيّف تُعَيدُنَا إلِي تِلّك اللحّظَةِ‬ ‫تَحْدِيدًا؟ و كَأنَّنا هُنَاك؟ كَيّف تَحْمِلُ هَذَا الدِفء؟ وَجَدت االبْتِسَامةُ طَرِيقُها إلِي شَفَتِي حِينَما وَقَعَت عَينَاي عَلى صُوَرِ لَجْنَة التَّعلِيم‬ ‫املُسْتَمر‪ ،‬كَانت اللجْنَةُ فِي هَذا العَامِ مَلِيئةً بَاألحّدَاثِ الرَائِعة‪ ،‬والتّي عَلَقت بِذَاكِرَتي كَما تَعَلق الفَرِيسَة بِالفَخ‪.‬‬ ‫كَان فِي األجِنْدَة هَذا العَام حَملَّة "فارماتوبيا"‪ ،‬نَادِي الكِتَاب‪ ،‬ومُؤتَمَر السَّيدَات‪ ،‬كَمَا كَانت جَامِعة دَمَنْهُور هَى املِسُئولة عَن اسّتِضَافة املُؤتَمر‬ ‫السَّنَوي الثَّانِي والعِشّرين "الكوجنرس"‪ .‬بَدَأت أتَفَحص الصَّور الّيت التَقَطَنَاها خِالل أحَدَاث الفارماتوبيا‪ ،‬فَمَا تُسْعفين بِه ذَاكِرَتي أَنْ اهلَدَف‬ ‫األسَاسِي مِنْ هَذِه احلَمْلة هُو تَنْمِية مَعّرِفة الطَّالب باملَجَالَات املُتَعدِدة ملِهْنِة الصَيّدَلِي‪ ،‬وقَدّ كَانَت احلَملَّة مُسْتَمِرة لثَالثَة أيَامٍ بِدَاية مِنْ السَادس‬ ‫مِن شَهر نُوفَمرب و حَتى التَاسِع مِن الشَهر بالكُلّية و مَرَاكِز التَعلِيم اخلَاصَة‪ .‬مُتَنَقلًا إلَيّ نَادِي الكِتَاب وأحّدَاثُه مُسْتَرجِعًا أسْبِاب حُبِي للنَادِي‪،‬‬ ‫كَان مَشّرُوعًا مُتَكَامِل األرّكَان فِي رَأيِي‪ ،‬قَرِيب إلَيّ القَلّب‪ ،‬دَافِئ‪ ،‬مَلِيء بِالقِيَم واحلُبْ والبَسَاطَة‪ ،‬فَأَنْت تَذْهَب إلَيّ مَكَان لتَتَحَدَث كَما‬ ‫تَسْتَمع ‪ ،‬وتُفِيد كَما تَسْتَفِيد‪ ،‬كَان للنَادِي أثَرًا فِي جَعْلِنا أقْرَب وأكْثَر تَفَاهُمًا وتَعَاوُنًا‪.‬‬ ‫فكَانَت رُؤيَة املَشّرُوع هُو نَشّر ثَقَافة القِرَاءَة فِي مُجْتَمَعنا و جَعْلِها عَادَة مِن العَادات الطَيبة التِي يَتَمَسك بِهَا الطُلَاب‪ ،‬و كَان مِنَ الصَعْب‬ ‫تَحْقِيق هَذِه الرُؤيَة حَقِيقةً‪ ،‬لَوال تَعَاوُن لَجْنِة التَّعلِيم املُسْتَمِر وتَحْقِيقها فِي أبْهَى صُورة‪ ،‬فأقَامُوا النَّوَادِي املُنْتَظمة ملُنَاقَشة الكُتب‪ ،‬وأضَافُوا‬ ‫األنْشِطَة التَرفِيهيّة جلَذْب الطَّالب‪ ،‬واهلُروب مَنَ املَلل‪ ،‬و اهْتَموا بالبَحْث عَن تَعَاون يُقَوِي تَأثِري النَّادِي وقَيمَة األنْدَية عُمومًا‪.‬‬ ‫أووه هَذِه صُور مُؤتَمر السَّيدَات‪ ،‬إنَّ السَّيدَات فِي العَامل عُمومًا تَحتَاج إلَيّ اهْتِمَام أكْبَر و تَوَعِية عَلّى نِطَاق أوسَع‪ ،‬و كَانَت هَذِه رُؤيَة‬ ‫املَشّرُوع‪ ،‬فَرَغَم تَقَدُم عُلُوم البَشَر‪ ،‬و مُحَاوُلة العَالَم لنَشر مَفْهُوم "تَقَبْل بَعْضِنا البَعْض" إلَّا أنَّ العَالَم نَفْسهُ مَا زَال لَا يَحْتَوى املَرَأة كَفَرد مِنْ أفَرَادِه‬ ‫و يُسَلِط الضُوء عَلّيها كخَطَأ‪ ،‬فَلَا يُلَام الرَجُل إنْ كَانَت املَرأة مَوجُودة فِي مَسّرَح اجلَرِميَة! وبَعِيدًا عَن التَّطَرف أَو التَّحيْز للمَرَأة فنَحنُ جَمعِية‬ ‫تَطَوعيّة غِري طَائفِية و لَا تَنتَمِي ألحَزَاب مُعَينة إلَّا أنَّ دَوَرنا كأعَضَاء أنَّ نَنَشر الوَعَي‪.‬‬ ‫تَحْدُث الْمُؤْتَمَر عَن مَوَاضِيع مُتَعَلِّقَةٌ بالسيدات كَالْأَمْرَاض الْخَاصَّة بِهِم و التقلبات املزاجية و النَّظْم الصِّحِّيَّة أيضًا‪ ،‬وَكَم أَتَمَنَّى حقًا لَو أنَّ ذَلِك‬ ‫الْمُؤْتَمَر كَان كافيًا حَتَّى يُفيد النِّسَاءِ أَوْ حَتَّى بَعْضُهُم‪.‬‬ ‫اعْتَدَلَ فِي جِلْسَتِهِ وَمَرّ طَيْف ابْتِسَامَةٍ عَلَى شفتيه‪..‬‬


‫وَصَّلْنَا لِصُورَة الْمُفَضّلَة لذكرياته الَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ اجمللدات احْتِوَائِهَا‪..‬‬ ‫فَأَيّ ذِكْرَى تِسْع رابطًا بَيْن مِائَتَي شَخْصٌ تَشَارَكُوا حِلْمًا وجنحوا فِي تَحْقِيقِهِ‪.‬‬ ‫وَقَعَت عَيْنَىّ عَلَى مَا مَألَهَا بِالدُّمُوع ‪ ،‬صُورَة تُخبِرُك أنَّ مُوَاصَلَة السَّعْي تَقْتَضِي حَتْمِيَّةٌ الْوُصُول‪ .‬أَمْرٌ بَدَا بالتخطيط السْتِضافَة أَكْبَر مُؤْتَمَرٌ‬ ‫عِلْمِي يُضَمّ طَلَبَه صَيْدَلَة عَلَى مُسْتَوَى اجلُمْهُورِيَّة‪ .‬أَمْرٌ بَدَا صعبًا وَسَط إمكانيات بَلَدِه بَسِيطِه مِثْل دَمَنْهُور‪ ،‬حَلَم بَدَأ صَعْبِ الْمَنَالِ لَكِنْ بَعْدَ‬ ‫مُحَاوَلَة اسْتَمَرَّت عَامَيْن اسْتَطَعْنَا تَحْقِيقِه وَكَانَ الْخَبَرُ الْأَعْظَم باالستضافة‪ .‬أتعي جيدًا مَا تُسْمِعُ؟ لَقَد تَمّ اِخْتِيَارنَا السْتِضافَة أَكْبَر مُؤْتَمَرٌ‬ ‫عِلْمِى يُضَمّ طَلَبَه صَيْدَلَة عَلَى مُسْتَوَى اجلُمْهُورِيَّة ياه كَمْ كَانَ لوَقعِ الْخَبَر فَرَحُه و بَهْجَة هزت أرجاءَ مجعيتنا‪. .‬‬ ‫يَبْدُو أنَّ صَفَحَات الصُّوَر تَجُرُ بَعْضِهَا جرَّا و يَدَى لَا وَ لَن تَتَوَقَّف ‪. .‬‬ ‫اخْتَرْنَا حِينِهَا للمؤمتر العلمى ‪..‬‬ ‫تَمّ اخْتِيَار الشِّعَار (‪ )puzzle‬مسمَّى يُدعَى (تناغم) فَنَحْن بُنْيَان يَشُدُّ بَعْضُهُ بعضًا لَسْت تَنْفَصِلْ عَنْهُ وَهُوَ يَمُدُّ لَك يَد الْعَوْن وَالْمَشُورَة‪.‬‬ ‫ضَمّ الْمُؤْتَمَر مَا يَقْرُبُ مِنْ ‪ ٥٠٠٠‬مُشَارِكٌ مَا بَيْنَ وَرُشّ الْعَمَل وَالْمُحَاضَرَات النَّظَرِيَّة وفقرات التَّرْفِيه‪ .‬احْتَاج فَرِيقٌ عَمِل يُضَمّ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَرْد‬ ‫يَجْمَعُهُم شَغَف وَاحِد لَمْ تَكُنْ تِلْكَ األرْقَام بِتِلْك الْبَسَاطَة بَل مَرَّت لَيَال ثَقِيلَة لَيَال تَمْتَلِئ بِالْحِريَة ‪ ،‬هَل تَرَانَا أَخْطَأْنَا التَّقْدِير؟ هَل تَرَانَا لَنْ‬ ‫نَقْدِرَ؟‬ ‫مبيزانية تَقْرُبُ مِنْ الْمِائَةِ وَخَمْسُونَ أَلْفًا اسْتَطَعْنَا تَوْفِري مَسْكَن فِي فندقني السْتِضافَة مَا يَقْرُبُ مِنْ ‪ ٣٠٠٠‬طَالِبٍ فِي فندقني مَع تَوفِريُ الطَّعَامِ‬ ‫والتنقالت‪ .‬بَدَأَت أَوْلَى املراحل بالتسويق فَكَانَت صَفْحَة الْمُؤْتَمَر الرَّسْمِيَّة و ملصقات الْحَائِط و منشورات الدِّعَايَة‪ .‬انْتَقَلْنا بَعْدَهَا إلَى مَرْحَلَةٍ‬ ‫التَّخْطِيط وَالتَّدْرِيب وَفِي يَوْمَيْنِ فَقَطْ اسْتَطَعْنَا تَدْرِيب ‪ ١2٠‬طَالِبٍ عَلَى فُنُونٍ إدَارَة األزَمَات وَالْعَمَل تَحْتَ الضَّغْطِ‪.‬‬ ‫وَكَيْفَ يَكُونُ التَّناغُم بَيْنَ أَفْرَادِ الْفَرِيق نَعْمَل سَوِيًّا لِنَفْس اهلَدَف‪ ،‬نُكمل بَعْضُنَا الْبَعْض‪.‬‬ ‫نستمد الدَّعْم مِن نظراتنا مِن حِلْمُنَا الْمُشْتَرَك نَرَى تَجْمَعُنَا الْيَوْمِيّ بِمَثَابَة مَكَان لشحن الْأَنْفُس‪ .‬كُنَّا نَجْتَمِعُ فِي الكواليس لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضٍ‬ ‫الْقُوَّة‪ ،‬رُبَّمَا بَعْض الدمعات تُعَبِّرُ عَنْ مَدَى التَّوَتُّر املشتعل أَوْ كَانَتْ تَنَفَّس عَنْ بَعْضِ احلَماس وَالتَّعَب ثُمّ نَعُودُ لنربز مَدَى قُوَّتَنَا خَارِجًا‪ .‬حَقًّا‬


‫هُنَا تَعَلَّمْنَا أنَّ الطَّرِيق تَمَهُّدُه صُحبة تشاركك الْحِلْم‪ .‬نَجِد أَنْفُسَنَا فِي يَوْمِنَا الْأَوَّلُ فِي حَفْلٍ اِفْتِتَاحِيٌّ يَجْمَع الطَّلَبَة مِن كلِ حَدَبٍ وَصَوْبٍ‬ ‫وَسَط قَاعَة مُمْتَلِئَة تَمَثَّل جهودنا وتستمع أَوْلَى الْأَيَّامِ كَمَا خُطَط لَهَا حَتَّى تَأْتِيَ نِهَايَةٌ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ بِمَا لَا تَشْتَهِي السُّفُنُ‪ ،‬ونَجِد أَنْفُسَنَا عَلَى الطَّرِيقِ‬ ‫نُحَاوِل حَلّ مُشْكِلَةٌ فِي املواصالت ولَوْ لَمْ نَكُنْ رِفَاقًا مَا كَانَتْ لَتَمُر فَنَحْن صَنَعْنَا مِنْ تِلْكَ الْحَادِثَةِ ذِكْرَيَات وَصُوَر‪ .‬مَرَّت الثَّلَاثَةِ أَيَّامٍ الْأُخْرَى‬ ‫كَمَا خُطَط لَهَا اسْتَمْتَعْنَا حبفلة أَحْمَد نَاصِر ومرحنا فِي يَوْمِ هِنْدِيّ‪ ،‬أشعلنا مصابيحًا لِلسَّمَاء أَطْلَقْنَا مَعَهَا أمانينا بِأَن نَظَلّ سَوِيًّا طِوَال الْعُمْر‬ ‫فَهَذِه رُفْقَة جَمَعَهَا الشَّغَف‪ .‬وَفِي حفلنا اخلتامي وَأَثْنَاء عَرَض التَّقْرِير كَانَت الْمُفَاجَأَة‪ .‬وَكَانَت كَلِمَات الشُّكْر تَنْهَال مُعلِنَة أَنَّنَا اسْتَطَعْنَا فِي‬ ‫وقتٍ قَصِريٌ إثْبَات قُوَّتَنَا أَنَّنَا كحصان أَسْوَد عَلَى رُقعةِ شِطْرَنْج يَكُون دِرعًا فِي معركتك ويبهرك بِقُوَّتِك‪.‬‬ ‫وَتَمَّت الْمُوَافَقَةُ عَلَى التقرير‪..‬‬ ‫وَبَيْنَمَا كُنْت أَتُنْقَل بَيْن الصَّفَحات وجدتُ لَجْنَة "التآلف" كَمَا اعْتَدَّت إنْ أَطْلَقَ عَلَيْهَا‪ ،‬فَإِنَّنِي دَائِمٌ الِامْتِنَان لِهَؤُلَاء الَّذِين سَعَوْا دائمًا لَجَعَلْنَا يدًا‬ ‫وَاحِدَة‪ ،‬أَنَّهَا لَجْنَة العَالَقَات الْعَامَّة الدَّاخِلِيَّة وَاَلَّتِي قَامَت بِعَدَدٍ مِنْ الْمَشْرُوعَات مِنْهَا‪ :‬كُنّ مِثْل خِرِّيج الْمَكْتَب السَّابِق‪ ،‬نَادِي الْمُشَارَكَة‪ ،‬و‬ ‫مَشْرُوعٌ "بقعة نور" لِلْمَرَّة الثَّانِيَة‪ ،‬وأيضًا أَتَذْكُر قِيَامِهِم بِعَمَل شَكْلٍ جَديدٍ لِنِظَام مُتَابَعَة الْأَعْضَاء وتقييمهم‪.‬‬ ‫فَهَذِه صُورَتِنَا خِلَال مشاركتنا فِي أَحَدِ أُنَدِّيَه املشاركة‪.‬‬ ‫وَمِنْ هُنَا نَنْتَقِل للجنيت احلبيبة‪ ،‬لَجْنَة "األمني العام" فَإِنَّهَا الْأَحَب وَالْأَقْرَب لِقَلْبِي وَلِذَلِك جملهوداهتم الْمُتَوَالِيَة كحصان أَسْوَد عَلَى مَدَار تَارِيخ‬ ‫مَكْتَب الِاتِّحَاد‪ .‬وَفِي هَذَا الْعَامِ خصيصًا كَانَت اِنْطِالقَةٌ مَشْرُوعٌ “دوهنا” وَكَانَت الفِكْرَة انطالقًا بِأَيْمَانِهِم بِنَشْر أساسيات عَمِل اللَّجْنَة اللَّيّ‬ ‫تَعْتمِدُ عَلَى تطبيقات عِدَّة مُفِيدَةٌ بِشَكْل كَبِريٌ فِي الْحَيَاةِ الْعَمَلِيَّة وحياتنا كطالب صَيْدَلَة‪ ،‬فَكَانَ أَوّلَ مَشْرُوعٌ طَوِيلٌ الْمَدَى تَقُومُ بِهِ اللَّجْنَة فِي‬ ‫هَذَا الْعَامّ‪ ،‬وَتَضَمَّنَت أيضًا أنشطتهم بِهَذَا الْعَامِ اسْتِخْدَامٌ نِظَام التَّقْوِيم‪ ،‬وَكِتَاب الْقَوَاعِد الْعَامَّة‪ ،‬كَمَا قَامُوا بِعَمَل وَرَشِّه عَمِل لسرد تَارِيخ الْجَمْعِيَّة‬ ‫بأسلوبٍ لَم أَمَل منهُ قَطّ‪ .‬وَأَنَا اعْتَقَدَ أَنَّ الْبَهْجَة الظَّاهِرَةِ عَلَى ثغري تَوَضَّح مَدَى حِبِّي‪.‬‬ ‫يَا إِلَهِي! صُورَةٍ أُخْرَى و لَكِن هذِه الْمَرَّة لِلْجَنَّة التَّنْظِيم والدعم‪ ،‬كَم تَعَلَّمْتُ مِنَ مشاركيت مَعَهُم حقًا! فَفِي هَذَا الْعَامِ شَارَكَت بلجنة املوهوبني‬ ‫الْفَرْعِيَّة‪ ،‬وورشة عَمِل الْمَوَاهِب الَّتِي كُنْتَ اِسْتَمْتَع بِوُجُودِيّ بِهَا‪.‬‬ ‫صورةٌ تِلوَ أُخرى و لَا يَسْتَطِيعُ التوقف‪..‬‬


‫يَبْدُو أنَّه قَدْ وَصَلَ بِنَا الْمَطَافُ إِلَى لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي‪ ،‬الَّتِي طَالَمَا وَصِفَتِهَا بِـ " اللَّجْنَةِ الطائرة"‪ ،‬لِأَنَّهَا دائمًا مَا كَانَتْ تَطِري بِنَا لِبِلَاد وثقافات‬ ‫ونَحْن نَجْلِسَ فِي بُيُوتِنَا‪ ،‬فَفِي هَذَا الْعَامِ كَانَت شُعْلَةٌ احلَماس فِي أَقْصَى مَرَاحِل االتقاد‪ ،‬فَفِي صُورَتِنَا هَذِه افْتَتَحْنَا الْعَامّ بِالتَّرْوِيج لِمَشْرُوع‬ ‫التَّبَادُل الطالبي بكلي تنا الْعَزِيزَة‪ ،‬وَكَان هدفنا تَوْعِيَة وَأَخْبَار الطُّالَّب عَن البَرْنامَج وَفَوَائِده الَّتِي ستعود مِنْ السَّفَرِ لِلْخَارِج‪ ،‬وتتابعت عجالت‬ ‫القِطَار وَانْتَقَلْنَا إلَى الْجُزْءِ الْمُفَضَّل لديّ مَع اللَّجْنَة وَهُوَ حُضُورُ نَادِي اللُّغَة اإلنْجلِيزِيَّة‪ ،‬فَقَد كُسِرَ لديّ حَاجِزٌ التَّحَدُّث بِاللُّغَة إمَامُ الْعَامَّةِ‪ ،‬بَل‬ ‫وَجَدْته األمتع‪ .‬أيضًا‪ ،‬فَقَدْ قَامُوا بِهِ عَلَى حَسَبِ مَا أَتَذْكُر سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي هَذَا الْعَامِ‪ ،‬وَكَانَ هُنَاكَ تَعَاوَن مَعَ الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة‬ ‫بِجَامِعَة الْإِسْكَنْدَرِيَّة لِتَنْمِيَة مهارات الطُّالَّب وَتَنْمِيَتِهَا فِي اللُّغَةِ اإلنْجلِيزِيَّة‪.‬‬ ‫وَمَن ورشاتِ الْعَمَل الَّتِي كَانَتْ مِنْ األفْكارِ الْمُمَيِّزَة لِهَذَا الْعَامّ وَرَشِّةُ "تأثريِ الفراشة" الَّتِي جَمَعَتْ الْمُسَافِرِين مَع بَرْنَامَجِ التَّبَادُل الطالبي لِتَبَادُلِ‬ ‫خرباهتم‪ ،‬ومناقشةِ أَبْرَز الْمَوَاقِفُ الَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا‪ ،‬يَا لَهَا مِنْ مُتْعَة!‬ ‫وأيضًا كَانَ هُنَاكَ وَرَشِّةُ عَمِل أُخْرَى سُمِّيَت بِـ "سستوفاتل" وَكَانَت عَنْ السَّفَرِ وَتَضَمَّنَت إخْبَارٌ أَعْضَاءُ اجلَمْعِيَّةِ الْمَزِيد عَن إِجْرَاءاتِ السَّفَرُ‬ ‫وَحُضُورُهَا قَد أفادني بِالْكَثِريِ حقًا‪ .‬وَكَانَ مِنْ أَمْتَعِ األنشطةِ الَّتِي قُمْنَا بِهَا تَحَدِّي النُّطْقِ الصَّحِيح عَبَّر االنرتنت‪ ،‬ضحِكنا واستمتعنا كثريًا‬ ‫خِلَالَه لَيْتَنَا نَعُودُ لِهَذِه الْأَيَّام! ودعوني اِخْتَتَم بِاألعْظم واألوحدِ خِلَال سَنَوَاتِ مَكْتَب الِاتِّحَاد السَّابِقَة حَتَّى هَذَا الْعَامِ‪ ،‬فَيَا جلمالِ الْحَظّ عِنْدَمَا‬ ‫اِبْتَسَم لَنَا! ‪ ،‬واستطعنا أخريًا وَبَعْد عَنَاءٍ اِسْتِضافَةَ طُلَّابٍ مِنْ الْخَارِجِ هُنَا فِي دَمَنْهُور‪ ،‬هُنَا بِكُلِّيَّة الصَّيْدَلَة! عِنْدَهَا كَان احلَماسُ قَدْ وَصَلَ‬ ‫نِهَايَتِه وَقَدْ كَانَ حدثًا مِنْ الْأَحْدَاثِ الَّتِي لَا زِلْنَا نَتَحَدَّث عَنْهَا حَتَّى الْيَوْم‪.‬‬ ‫يبدو أَنَّ البُن أوشَكَ عَلَى النَّفَاذِ‪..‬‬ ‫مرحبًا مَع كوبَِ قهوةٍ جَدِيد ‪ .‬كَمَا أَعْتَادَ أبطالنا دائمًا مَا يَبْحَثُونَ عَنْ الْعِلْمِ واخلرباتِ الْجَدِيدَة بِطَرِيقِةٍ أَوْ بِأُخْرَى‪ ،‬فَقَد مرَّ أبطالنا مبراحلَ عِدَّةٍ‬ ‫مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّصْدِيقِ فِيمَا يَفْعَلُوه بِدَايَةً مِنْ أَنَّهُمْ تَعْرّفُوا عَلَى كُلِّ جُزْءٍ فِى هَذَا الْمَكَانِ وحاولوا تَطْويرَه وَكَذَلِك تَعْلِيمُ الطُّالَّبُ كُلُّ مَا تَوَصَّلُوا إلَيْه‬ ‫فِى كُلِّ الْمَجَاالت وصولًا إلَى ماهم فِيه فِى تِلْكَ اللَّحْظَةَ‪ ،‬فَكَمَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ الْعِرَّاب حِيَال مَعْرِفَة الْإِنْسَان "مترُّ باألطوارِ الْمُعْتَادَة‪ ،‬فِي‬ ‫الْبِدَايَةِ أَنْتَ لَا تُعْرَفُ ‪ . .‬بَعْدَ هَذَا أَنْتَ لَا تُلَاحِظ ‪ . .‬ثُمّ تُلَاحِظ فَلَا تُصَدَّقُ ‪ . .‬ثُمَّ تُصدّقُ فَلَا تَتعرفُ مَا يَنْبَغِي عَمَلِه‪ " .‬ولَكِنّ أبطالنا‬ ‫عَرَفُوا والحظوا وَصَدَّقُوا وَعَرَفُوا مَا يَنْبَغِى عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ‪ ،‬فَقَامُوا بالدمج بَيْن خرباتِ جلنتني مِنْ أَكْبَرِ جلانِ هَذَا الكِيان أال وَهُما لَجْنَةُ العَالَقَاتِ‬


‫الْخَارِجِيَّةِ و لَجْنَةُ التسويق وَقَامُوا بِنَقْلِهَا إلَى الطُّالَّب حَيْثُ أنَّهُمْ قَامُوا بِتَعْلِيمِهِم كَيْفِيَّة التَّعَامُلَ مَعَ بَرْنَامَج مُحَرَّر الْكَلِمَات وأيضًا شَرْح وَرَشِّةٍ‬ ‫عَمِل " كُنّ جُزْءًا مِنْ قِسْمِ الشباب" وَقَامُوا بِعَمَلِ كِتَابٍ للتواصلِ خَاصٌّ بِقَوَاعِد اللجنتني وَقَد أَشاد الْكَثِري بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ واستفادوا مِنْهَا كَعَادَة‬ ‫أبطالنا الْعِظَام‪ .‬و لِأَنَّ الْجَمِيعَ يَقَعُ عَلَى عاتقهم مُهِمَّةُ تَعْلِيمِ الْآخَرِين كُلُّ مَا نَتَوَصَّل إلَيْه يومًا بَعْدَ يَوْمٍ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يلقنونَهم هَذَا التُّرَاث وَلَا ينقلوه‬ ‫فَقَط‪ ،‬فَمَهَّد آمِني الصُّنْدُوق الطَّرِيق إمَام أبطالنا وَوَضَع لَهُم مَعْلُومَاتٍ عَن مَهَامِّهِم وَكَيْف يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا فِى حَيَاتِهِم الْعَمَلِيَّة فِى مَشْرُوعٌ يُدْعَى‬ ‫" تليسكوب" فَقَدْ كَانَ يَتَضَمَّنُ كَيْفِيَّةَ عَمِل مِيزانِيَّة كَامِلَة وَخِطْةٍ مَالِيَّةٍ كَمَا لَوْ أَنَّك مُقبلٌ عَلَى فَتْحِ مَشْرُوعٌ جَدِيد‪ ،‬اِسْتَمْتَع الْكَثِريُون بِهَذَا وَقَامُوا‬ ‫ايضًا بالتدريبِ عَلَيْهَا بِأَيْدِيهِم‪ ،‬وَبَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ تَعَلَّمُوا مَهَارَةً جَدِيدَةً وَأَصْبَح ألبطالنا سَبَق جَدِيد فِى مَجَالٌ جَدِيد‪.‬‬ ‫وَبَعْدَ أَنْ وَضْعَ أبطالنا بُذورَ مَجْهوداتِهِم فَقَد أَثْمَرَت جناحًا عظيمًا‪ ،‬جَعَلَ مِنْ يَسْمَعُ عَنْ أَعْمَالِهِمْ ونشاطاهتم يُدركُ أَنَّهُم شَيّء يَسْتَحِقُّ أَنْ يُتِمَّ‬ ‫تدعيمه وَدَفَعَه إلَى الْأمَامِ لِأَنَّهُ مَعَ كُلِّ صَبَاحٍَ كَان أبطالنا يُثْبِتُونَ لِمَن حَوْلِهِم أَنَّهُم قَادِرِينَ عَلَى فِعْلِ الْكَثِري وَالظُّهُورِ بِصُورَة مُشْرِفَة أمَامَ الْجَمِيع‪.‬‬ ‫فَأَصْبَح أبطالنا مِثْلِ هَذَا الشّيءِ الَّذِى رَأَتْه رَضْوَى عَاشُورٌ يَسْتَحِقُّ الْحَيَاةِ رَغِم كُلَّ الظُّرُوفِ الْمُحِيطَة حِني نَطَقَت أَحْرَفَهَا وقالت "فيتأكدُ لِي‬ ‫مَعَ كُلِّ صَبَاحٍ أَنَّ فِى هَذِهِ الْحَيَاةَ رَغِم كُلِّ شَيِّءٌ يَسْتَحِقّ احلياة" فَقَدْ كَانَ لَنَا الشَّرَفُ دومًا أَنَّهُ قَدْ تَمَّ مساعدتنا بتمويلٍ مَالِيٍ مِنْ قِبَلِ صَيْدَلَة‬ ‫دُكْتُور مُحِبٌّ وَكَذَلِك نِقَابَة صيادلة الْبَحِريَة وأيضًا صَيْدلَةُ الْعَبْدُ فَقَدْ كَانَ لَهُمْ دُورٌ بَارَزٌ فِى هَذَا النَّجَاح الْفَائِق فِى وَقْتِهَا لَن ننسى ذَلِك أبدًا‪.‬‬ ‫وَكَذَلِكَ كَانَ لَنَا شُرَكَ اءُ فِى جناحاتنا تِلْك حَيْثُ إِنَّهُمْ سامهوا بِالْأَمَاكِنِ لِإِقَامَة كُلُّ مَا نَرْغَب فِيه ونراه مالئمًا لنشاطتنا ومفيدًا لِلْجَمِيع‪ ،‬فَلَم‬ ‫يَتَأَخَّرُوا عَن تَقْدِيم الْمُسَاعَدَة وَلَو لِلَحْظِةٍ و كَانُوا دائمًا قَادِرِينَ عَلَى تَقْوِيَةِ أَي عَمِلٍ نَقُوم بِه‪ ،‬حَيْثُ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ الشُّرَكَاءِ مَكْتَبِةُ مِصْر الْعَامَّة‬ ‫ذَاتَ الطَّابَعِ التعليمي احملفزِ والراقي‪ ،‬وَكَذَلِك نِقَابَةُ الْأَطِبَّاءِ وَمَكَانُ عَمَل يُدْعَى الْمِرِّيخ وَنَادَى اللُّغَة اإلنْجلِيزِيَّة ‪ ،‬وَلَن ننسى أبدًا مَعْهَدَ الْأَوْرَام و‬ ‫الْمَرْكَز الثقايف الفين ومكتبةَ رِسَالَة وَمَكَان لِلرَّسْم ‪ ،‬بِدُونِهِم لَمْ تَكُنْ لتتوجَ أَعْمَالِنَا بِهَذَا النَّجَاحِ الساحق‪.‬‬ ‫وَأَثْنَاء تَقْلِيبِه باأللبومِ لَمَح صُورَةً جَعَلَتْه يَبْتَسِم اِبْتِسَامَةً مُخْتَلِفَةً تَحْمِلُ ذِكْرَيَاتٍ عَمِيقَةٍ تَخْتَلِفُ عَنْ كُلِّ أحْدَاث الْعَامِ أال وَهِيَ اجْتِمَاعُ اللَّجْنَة‬ ‫العُمُومِيَّة‪ .‬هَذَا الْيَوْمِ نَذْهَبُ إلَ يْه حَامِلَيْن حِمَاسٍا و تساؤالتٍ و بَعْض التَّوَتُّر بداخلنا‪ ،‬نَنْظُر لِلْبَعْض و نناقش القَراَرَاتِ و نشجع أصدقائنا‪،‬‬ ‫نَحْتَفِل مَعَ الْبَعْضِ و نواسي الْبَعْضِ الْآخَرِ‪ .‬يُقامُ هَذَا الْحَدَثَ مَرَّتَيْنِ سنويًا‪ ،‬أَحَدُهُمَا فِي نِصْفِ الْعَام حَيْثُ يُقَدَّمُ أَعْضَاءُ املِنَصَّة تقاريرهم و‬ ‫نناقشها ونعطي لَهُمْ بَعْضَ االقرتاحاتِ و النَّصَائِح و الْآخَر فِي نِهَايَةِ الْعَام و نَرى تِلْك التَّقَارِير مَرَّة أَخِّرِى ولَكِن كَامِلَةً و نستكملُ مناقشتها و‬


‫نشكرهم عَلَى مَجْهوداتِهِم و نودِّعهم و يَأْتِي جِيلٌ جَدِيد للمنصةِ يَصْعَد لِيَحِلّ مَحَلَّ مَنْ سَبَقُوهُم بِهَا وَ كُلُّ هَذَا بِإِرَادَة أَعْضَاءِ اجلَمْعِيَّةِ و صَوْتَهَا‬ ‫فَفِي هَذَا الْيَوْمِ بِهَذِهِ السُّنَّة ذَهَبْنَا و نَحْن نَحْمِلُ كُلَّ هَذِهِ الْمَشَاعِر مَعَنَا مرَّت عَلَيْنَا لَحَظَاتُ قَلِق ولَحَظَاتُ فَخْرٍ مُحَمَلة بِبَعْض الدُّمُوع و لَكِنَّهَا‬ ‫أَيَّامٌ لَا نَغْفل عَنْ أَثَرِهَا فِي قلوبِنا و لَن نَغْفَل أبدًا ‪. . .‬‬ ‫اعْتَدَل فِى جَلستِه و يَبْدُو أنَّها حديثٌ أَكْثَرَ مِنْ كونِه صُورَة‬ ‫يَقُول جِيمس مَيْل "تعتمدُ قِيمَةُ شَيْءٍ مَا بِالْكَامِل عَلَى كَمْيَّةِ الْعَمَل الَّتِي تُوضَعُ فيه" عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّ هَذِهِ الْقِيمَةَ قَدْ لَا تَظْهَرُ لِلْآخَرِين إلَّا فِي‬ ‫النِّهَايَةِ وَبَعْدَ ظُهُورِ النَّتَائِج لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ قَامَ بِالْعَمَل الْقِيمَةُ أَكْبَرُ مِنْ مُجَرَّدِ نَتَائِج‪ ،‬فذكرياتُ الْعَمَلِ رَائِعَة دَائِمًا‪ ،‬اللَّحَظَاتُ الَّتِي تَقَدَّمَ فِيهَا جهدًا‬ ‫خملصًا هِي اللَّحَظَاتُ الَّتِي تُشْعَرُ فِيهَا أنَّك تَسْتَحِقّ الْحَيَاة وَالْأَجْمَلُ هِي اللَّحَظَات الَّتِي يَتَكَلَّل فِيهَا هَذَا اجلُهْدُ بِنَتَائِج مبهرة‪ ،‬لَكِن قِيمَةُ الْعَمَلِ لَا‬ ‫تَكْمُن فَقَطْ فِي أَوْقَاتِ الْمُكَافَأَة وَالتَّقْدِير‪ ،‬قِيمَة النَّجَاحِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ تَعِب‪ ،‬الْقِيمَةُ الَّتِي تَبْدَأُ مَعَ وِلَادَةٍ الفِكْرَة‪ ،‬وَتَنْمُو فِي كُلِّ خُطْوَةٍ تَنْفِيذ‪ ،‬هَذِهِ‬ ‫هِيَ قِيمَةُ الْعَمَلِ‪ ،‬يَنْتَهِي الْجَهْد وَالتَّعَب وَيُبْقِي الْأَثَر والذكريات‪ ،‬كُلِّ صُورَةٍ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ تَوَثَّق ذِكْرى إِنْجازٍ مُخْتَلَفٍ فِي عَامِ ‪، 2٠١٨/2٠١7‬‬ ‫فَهَذِهِ الصُّوَرُ مَثَلًا لِحُصُول اجلَمْعِيَّةِ عَلَى الْمَرْكَزِ الرَّابِع لِأَفْضَل أَدَاءٍ فِي الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لِطَلَبِة كُلِّيَّة الصَّيْدَلَة‪ ،‬أَمَّا هَذِهِ الْمَجْمُوعَةُ مِنْ الصُّوَرِ‬ ‫فَكَانَت أَوْقَاتَ حصادِ جلانِ الْجَمْعِيَّة عَدَدًا مِنْ الْأَلْقَاب مِثْل لَقَبِ أَكْثَرِ لَجْنَة مُجَدَّدَةٍ و الَّذِي حَصَلَتْ عَلَيْه لَجْنَةُ التَّعْلِيم الْمُسْتَمِرّ كَمَا يَظْهَرُ‬ ‫هُنَا‪ ،‬وَلُقِّبُ أَفْضَلِ حَدَثٍ أَيْضًا كانَ من نصيبِ لَجَنَّة التطوير املهين‪ ،‬وَثَانِي أَفْضَل أمِنيٍ عَام‪ ،‬كَمَا كَانَتْ لَجْنَةُ التسويق أَفْضَل لَجْنَة تَسْوِيقٍ لِهَذَا‬ ‫الْعَامِّ حَيْثُ التُقِطَت هَذِهِ الصُّوَرُ بِهَذِه الْمُنَاسَبَة‪ ،‬وَفِي الْعَامِ نَفْسِهِ أَيْضًا أُخِذَتْ هَذِهِ الصُّورَةُ عِنْدَمَا أُعلِنَ أنَّ لَجْنَةَ الْإِعْلَام واملطبوعات هِي ثَانِي‬ ‫أَفْضَل لَجْنَة إعْلَام ومطبوعاتٍ عَلَى مُسْتَوَى الِاتِّحَاد‪ ،‬وَحَصَلَت لَجْنَةُ الصِّحَّة الْعَامَّةُ عَلَى أَفْضَلِ حَمْلُه تَبَرَّع بِالدَّم و مُقَاوَمَة امليكروبات‬ ‫للمضاداتِ احليوية وَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ الصُّورَةُ الَّتِي جَمَعْتَنَا فِي نِهَايَةِ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الْحَمَلَة وَهَذِهِ الصُّوَرُ كَانَت أَثْنَاء الْحَمَلَة وَخِلَال بَقِيَّةُ الْأَيَّامِ‪،‬‬ ‫وَكَانَ أَهَمّ أحْدَاثِ الْعَامِ هُوَ االستضافة الْمُنَظَّمَة واملمتازةُ للمؤمترِ السنوي "الكوجنرس" كَمَا تَظْهَر هَذِهِ الصُّوَرِ أحْدَاثَ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَعْظَمِ أَيَّامِ‬ ‫الْعَام‪ ،‬كَمَا كَانَتْ الْمَرَّةُ الْأُولَى السْتِضافَةِ طُلَّابٍ أَجَانِبٍ خِلَالَ بَرامِج التَّبَادُل الطالبي‪ ،‬كُلُّ هَذِهِ اإلجنازاتِ وَأَكْثَر كَمَا تَبْدُو للرائي أَمَرٌ مُبهِرٌ يَدْعُو‬ ‫مَنْ قَامُوا بِهِ لِلْفَخْر‪ ،‬لَكِن مَهْمَا بَلَغَ الظَّاهِرُ للرائى فَالْقِيمَة أَكْبَر بِكَثِري‪ ،‬قِيمَةُ الْجَهْد والتخطيط وَالسَّهَر وَالِالْتِزَام‪ ،‬الْأُمُورِ الَّتِي بِدُونِهَا لَمْ تَكُنْ النَّتَائِج‬ ‫لِتَظْهَر بِهَذِه الرَّوْعَة‪.‬‬


‫مَع طىِّ آخرِ صَفَحاتِ أ لبومِه والذي كانت هبا هنايةُ جلستِه غرِقَ يف التفكريِ مُتأمِلًا ولسانُ حالِه يقول‪ :‬أجيالٌ خَلْف أجيالٍ وسنواتٌ تتبَعُ‬ ‫سنواتٍ و احلياةُ مُسْتَمِرَّةٌ مَا بَيْنَ الْمَاضِي وَالْحَاضِر وَالْمُسْتَقْبَل فِي شريطٍ لَا يزالُ ميُر عَلَى ثالثِتِهم‪ ،‬و الرابِحُ هُوَ مِنْ يرتُكُ أثرًا فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي‬ ‫غَيْرِهِ‪ ،‬يتعلمُ مِنْهَا وَ يُعلِّمُ مَا اسْتَطَاعَ لوجهِ اللّٰه‪ ،‬لَا يَيْأَسَ ان واجهتهُ بعضِ العوائِقِ؛ فـالدّربُ أَن صَارت بهِ اآلالمُ طيفًا بَائسًا‪ .‬حتمًا ستُزهر فِي‬ ‫هنايتهِ الوُرُود‪.‬‬



‫أَنْهَى أوابُ قراءةَ الفصلِ اخلامسِ مِنْ هَذَا الكتابِ األسطوريِ مُنبَهرًا‪ ،‬وكانَ قَد بلغَت رحلتُهم االستكشافيةُ يومَها العاشرَ‪ ،‬شعرَ أَخُوه بالغرابةِ‬ ‫ألمرِ ذَاك الْفَتَى الَّذِي عُرِفَ عَنْه كثرةَ الرتحالِ وحبَ االستطالعِ عَلَى كلِ مَا هُوَ جديدٌ وَفَرِيد‪ ،‬وَلَا سِيَّمَا هَذِه الرحلةُ الَّتِي كَانَ ينتظرُها عَلَى‬ ‫أحرَّ مِنَ اجلَمْرِ‪ ،‬فَمَا الَّذِي غيّره ليصبحَ صامتًا منعزلًا عَنْهُم؟ أتراهُ ذَاك الصندوقُ الْغَرِيب؟ أَم الكتابُ الَّذِي كانَ فِيه؟ حِينِهَا قررَ أَن يسألَ الْفَتِيّ‬ ‫عَن سببِ مَا هُوَ فِيهِ فَكَ انَتْ إجَابَتُه‪" :‬يف كلِ يومٍ أشعرُ أنّي أسريٌ لِهَذَا الكتابِ ولَكِن بِحُبّ‪ ،‬فَلَا هُوَ بِالذي يأسرني جربًا وتعسفًا‪ ،‬ولكنّي أَنَا‬ ‫مَن ارتضيتُه لِي صاحبًا حَتَّى أُهنيهُ؛ وَبِذَلِك فَأَنَا لَن أتركَه إلَّا حِنيَ أَرَى كلمةَ النهايةِ فِيه‪ ،‬صَدَقَنِي أَنَا الْآنَ أستكشفُ أحداثًا لَمْ تَخْطُرْ لِي ببالٍ‬ ‫وأقرأُ قصصًا هِي أحبُ إلَى قَلْبِي مِنْ الرحالتِ االستكشافيةِ؛ فَأَنَا الْآنَ أنتقلُ مَا بنيَ الْأَزْمِنَة ألعرفَ مغامراتٍ أعجبُ لغرابتِها وَهَذَا كلُ مَا‬ ‫أمتنى"‪ .‬ثمّ استكملَ صديقُنا النظرَ فِي كتابِه ليعرفَ مَا هِيَ القصةُ الَّتِي ستأخذُه إلَى هَذَا العاملِ املختلفِ أيضًا‪ ،‬وَمِنْ هُنَا بَدَأَت رحلةٌ جديدةٌ‬ ‫يعيشُها أَوَّابٌ‪.‬‬ ‫مَا كُنا نعتربهُ اليومَ صارَ أمسًا ‪ . .‬و غدًا سيكونُ ماضيًا أيضًا‪ ،‬و مَن يَدْرِي مَا تُخبئُه لَنا األيَّامُ‪ ،‬و كَيْف تَمُرُ اللحظاتُ و هَل تَمُرُ بسرعةٍ‬ ‫لـعُمقِ اللحظةِ أَم بطيئةً باهِتةً لـخُلّوِها مِن مَعَانِي الْحَيَاة‪ ،‬فَقَط مَن يُقدِّرُ كُلَ ثانيةٍ بأمهيتها و ذَهَابِهَا بِلَا إيابًا هُو مَن يسعىٰ جاهدًا لـجعلِها ثوانٍ‬ ‫ثَمِينَة يكتسِبُ فِيهَا مِن اخلرباتِ مَا ينفعُ بِهَا غَيْرُهُ وَ يرفعُ بِهَا قدرهُ عِنْد اللّٰهِ‪ ،‬وَبِهَا حنصُدُ مَا قدمناهُ مِن سريةٍ طيبةٍ و عملٍ نافِعٍ نقفُ بهِ أمامَ‬ ‫املوىلٰ‪ ،‬وَمَا أعزُ شعورَ الفردِ بأثرِ وجودهِ فـ الْآخَرِين!‬ ‫فِي اخلامسِ والعشرينَ مِن سِبْتَمْبَر لعامِ ‪. .22٠٣‬‬ ‫بدايةُ صفحةٍ جديدةٍ فِي حياةِ كلِ طالبٍ وخصوصًا طالبَ الْجَامِعَات‪ ،‬مِنْهُم مَن يكونُ هَذَا اليومُ بدايةَ اِنْطِالق رحلتِه ف احلياةِ اجلامعيةِ‪ ،‬و‬ ‫مِنهم مَنْ قَ دْ عَاصَر احلياةَ اجلامعيةَ وَعَلَى وَشَكّ الوصولِ ألخرِ حمطةٍ مِن حمطاتِ رحلتِه التعليميةٍ مكللًا إيَّاهَا بنجاحٍ عَظِيمٌ‪ ،‬وَمِنْهُم مَا بَيْنَ هَذَا‬ ‫وَذَاكَ لَا هُوَ باجلديدِ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةَ وَلَا بِاَلَّذِي أشرفَ عَلَى إهنائها أيضًا‪ ،‬وكلٌ مِن هؤالءِ ‪-‬رغمَ تعبِهم وإجهادهم فِي اجلامعة‪ -‬حيبونَ كُليتَهم‬ ‫ويقدروهنا أجلّ تَقْدِير‪.‬‬


‫بَدَأ طالبُ السنةِ الْأُولَى فِي التوافدِ حنوَ مُدرّجٍ خمصصٍ لَهُمْ وَفِيهِ اِسْتَقْبَلَهُم أفرادُ اجلمعيةِ بسرورٍ بَالِغ مُهنئينهم عَلَى اجْتِهَادَهُم فِي الثَّانَوِيَّةِ الْعَامَّةِ‬ ‫وَ عَلَى وُجُودِهِمْ فِي مثلِ هَذِه الكليةِ العظيمةِ ‪ ،‬وَقَد استمرَ هَذَا الرتحيبُ لفرتةٍ حَتَّى بَدَا موعدُ حماضرتِهمُ الْأُولَى‪ .‬أمُتَشوقونَ أَنْتُم ملعرفةِ كَيْف‬ ‫مَضَتْ تَلِك احملاضرةُ؟ إذهيا بِنَا لنستكشفَ مَا حدثَ فِيهَا‪.‬‬ ‫جلسَ الطُّالَّبُ فِي املدرجِ ثُمَّ بَدَا األستاذُ فِي التعريفِ بنفسهِ قائلًا‪ :‬أهلًا بِكُم طالبَ احلاضرِ وزمالءَ الْمُسْتَقْبَل‪ ،‬فخورٌ بِكُم وجبهودكم لتصلوا‬ ‫لِهَذِه الكليةِ الَّتِي لَا طَالَمَا كَانَت أمنيةَ املاليني‪ ،‬فهنيئًا لَكُم حتقيقُ أعظمِ أمانيكم ‪.‬‬ ‫أَنَا د‪ .‬مُحَمَّد الْأَحْمَد أُسْتَاذ بقسمِ الكيمياءِ العُضْوِيَّة وسوفَ أدرسُ لَكُمْ فِي هَذَا املقررِ لِهَذَا الْعَامّ‪ .‬لَا أحبُ أَنْ أَبْدَأَ العامَ بشرحِ الْمُقَرَّر؛ لِذَا‬ ‫فستكونُ هَذِه احملاضرةُ تعارُفيةً نتجاذبُ فِيهَا أطرافَ احلديثِ ولَكُم أَنْ تَسْأَلُونِي مَا تشائون‪.‬‬ ‫ابتسمَ الطالبُ فرحنيَ لِهَذَا االستقبالِ اللَّطِيف ثمّ بَدَأَت االسئلةُ فِي التتابعِ عَلَى الْأُسْتَاذِ وَهُو جييبُ هبدوءٍ ورزانةٍ أُعْجِبْت الطالبَ حَتَّى سألَ‬ ‫أحدُهم سؤالًا جعلَه يَتَوَقَّفُ عَنِ اإلجاباتِ الْأُخْرَى حَتَّى يقصَ عَلَيْهِ كُلُّ مَا يذكرُه عَنْ ذَاكَ السُّؤَال‪.‬‬ ‫سألَ أَحَدُهُم‪ :‬أُسْتَاذِي ‪ . .‬كُنَّا قَدْ اسْتَقْبَلَتْنَا مجاعةٌ فِي حفلِ استقبالٍ رَائِع‪ ،‬وعرفتُ مِن رمزهم اسْمُهُم وَهُو‪EPSF-Damanhour‬‬ ‫ومسعتُ أَحَدُهُم يقولُ أنّهم أفرادُ اجلمعيةِ األكثرُ شهرةً فَهَلَّا حَدَّثَتْنَا عَنْ تِلْكَ الْجَمَاعَةِ؟‬ ‫بَدَأ األستاذُ فِي التذكرِ لكلِ مَا يعرفُه عَن ملجأه اآلمنُ عِنْدَمَا كَانَ طالبًا فِي الْكُلِّيَّةِ‪ ،‬ثُمَّ اسْتَطْرَدَ قائلًا‪ :‬تِلْك منظمةٌ طالبية أُسسِت فِي دَمَنْهُور‬ ‫عامَ ‪ 2٠١٤/2٠١٣‬وَهِي مؤسسةٌ خاصةٌ بطالبِ كليةِ الصَّيْدَلِيَّة فِي أحناءِ اجلُمْهُورِيَّة‪ ،‬وَهِي منظمةٌ غريُ هادفةٍ للربحِ غرضُها نفعُ طالبِ الصيدلةِ‬ ‫ومساعدتُهم‪ ،‬كَمَا لَهَا جوانبُ خَيْرِيَّةٌ ملساعدةِ النَّاس ونشرِ الْخَيْر والوعي بَيْن طبقاتِ اجملتمعِ الْمُخْتَلِفَة‪ ،‬وَكَانَت بداييت مَعَهُمْ فِي عامِ ‪.2٠١٩‬‬ ‫سَأَل أحدُ الطالبِ‪ :‬وكيفَ نستفيدُ مِن اجلمعيةِ ونفيدُ الْآخَرَيْنِ فِي جمالِنا الطِبْي وحننُ لَم نصبحْ أطباءَ بَعْد؟ وَهَل اجلمعيةُ تشملُ جلنةً مُخصصةً‬ ‫لِذَلِك؟‬


‫فأجابهُ مستشهِدًا بأحداثِ عامِ ‪ 2٠١٩‬حيثُ بَدَأ حديثَه عَن جلنةِ الصحةِ العامةِ ولَمَّا هِي تعتربُ أولَ اللجانِ املهتمةِ بالصيديل وَغَيْرُهُ فِي آنِ‬ ‫واحدٍ قائلًا‪ :‬جلنةُ الصحةِ العامةِ هِي االختيارُ األولُ للطالبِ إرضاءًا للجانبِ الْإِنْسَانِيّ وأيضًا للجانبِ الْعِلْمِيّ‪ ،‬فَهِي جلنةٌ حتوىي الكثريَ مِن‬ ‫احلمالتِ التوعويةِ والنفعيةِ لِلنَّاس‪ ،‬و أيضًا تضمنُ لَنَا منارسةَ جزءٍ مِن مهنتنا كأطباء‪.‬‬ ‫هُنَاك جتدُ محالتٍ عَن التربعِ بالدمِ والتوعيةِ بكثريٍ منَ األمراضِ مثلَ الكبدِ والسرطانِ وَغَيْرِهِم الْكَثِري‪.‬‬ ‫طلبَ منهُ طالبٌ أخرُ أَن يقصَ عَلَيْهِم بعضًا مِنْ تِلْكَ احلمالتِ فَاسْتَكْمَل األستاذُ حديثهُ قائلًا‪ :‬يرتائى للشخصِ مَا جيعلُ منهُ إنسانًا‪.‬‬ ‫لَا طَالَمَا كانَ التربعُ بالدمِ مِن أوائلِ هتافِات أعمالِ اإلنسانيةِ واخلريِ للغريِ‪ ،‬فَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ احلملةُ مِن أكربِ وأهمِ محالتِ اللَّجْنَة لَمَّا كَانَ لَهَا مِنْ أثرٍ‬ ‫نافعٍ للناسِ فِي السنواتِ الْخَالِيَة؛ لِذَا فَقَد أَرَدْنَا أَنْ نكملَ مَا بدأناه فِي كثريٍ مِن األماكنِ ليصلَ أمهيةُ التربعِ بالدمِ ألذهانِ الصغارِ قبلَ الكبارِ؛ فَهُوَ‬ ‫كَمَا قِيلَ قطرةُ دماءٍ هتبُ حياةً‪.‬‬ ‫ولَمْ يَكُنْ فَقَط هدفُنا احلصولَ عَلَى أكياسِ دمٍ مِن املتربعني‪ ،‬بَلْ إنْ يصلَ مفهومُ التربعِ إلَى العامةِ مِنْ النَّاسِ‪ ،‬و أَن يُدْرِكُوا أمهيته وخطورةَ مشكلةِ‬ ‫نقصِ الدِّمَاء‪ ،‬أَنْ يَعْلَمُوا دورَهم كأفرادٍ فِي املشاركةِ فِي مشاكلِ الْمُجْتَمَع‪ ،‬أَن يزرعوه فِي أبنائِهم وَإِن يكونَ لَدَيْهِم القدرةُ عَلَى اكتسابِ الْوَعْي‬ ‫واملبادرةِ بِنَشْرِه‪ ،‬لِذَا قَرَّرْنَا االنتشارَ فِي أَكْثَرِ مِنْ مكانٍ وتغطيةِ عدةِ أماكنَ لِيَصِل مفهومَنا إلَى الْجَمِيعِ‪ ،‬بدايةً مِن اجملمعِ األَدَبِيّ وانتقالًا إلَى اجملمعِ‬ ‫الْعِلْمِيّ حَتَّى النَّادِي الرِّيَاضِيّ‪.‬‬ ‫حكّ الطَّالِب رأسهُ متسائلًا‪ :‬وكيفَ قُمْتُم بِذَلِك بالظبط؟ أَعْنِي مَاذَا كَانَت اخلطةُ املعدةُ لِلتَّنْفِيذ؟‬ ‫أجابَ الْأُسْتَاذ‪ :‬سؤالٌ جَيِّد‪ ،‬فَكَمَا يُقال "لو كانَ لَدَيّ مثانِ ساعاتٍ لقطعِ شجرةٍ الستغرقت ستًا مِنْهَا أسُن الْفَأْس‪".‬‬ ‫قَرَّرْنَا القيامَ بإعالنٍ قبلَ كُلّ أيامِ الْحَمَلَة‪ ،‬وَقُمْ نَا ببثٍ مباشرٍ مِن محلتنا فِي نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ يوضحُ إجراءاتِ التربعِ بالدمِ وملخصَ محلةِ‬ ‫التَّوْعِيَة‪ ،‬وَقُمْنَا بِتَوْضِيح فَوَائِد التَّبَرُّع‪ ،‬ومَن لَا يستطيعُ التَّبَرُّع‪ ،‬باإلضافةِ إلَى املشاركاتِ التحفيزية‪.‬‬ ‫رُفِعَت إحْدَى الطالباتِ يدَها لَتَسْأَل قائلةً‪ :‬وَهَل قُمْتُم بكلِ هَذَا العملِ وحدَكم؟‬ ‫أجابَ الْأُسْتَاذ‪ :‬بالطبعِ لَا‪ ،‬كَانَ ذَلِكَ بالتعاونِ مَع احتادِ الطَّلَبَة لكليةِ الصَّيْدَلَة وطالبِ مِن أجلِ مِصْر‪ ،‬باإلضافةِ إلَى التعاونِ مَع بنكِ الدَّم‪.‬‬


‫سَأَلَه غريهُ‪ :‬وَمَاذَا أيضًا يَا أُسْتَاذُ؟‬ ‫فَأَجَاب‪ :‬الْآن سأروي لَكُمْ عَنْ محلةِ التوعيةِ بسرطانِ الثَّدْي‪.‬‬ ‫كَانَت مِن أكثرِ احلمالتِ الَّتِي أثَّرت فِي نَفْسِي وَاَلَّتِي متّت بتعاونِ أعضاءِ ‪ EPSF‬مَع أطباءِ معهدِ األورامِ بدمنهور وَذَلِك لتوضيحِ املعلوماتِ‬ ‫األساسيةِ حولَ املرضِ و توفريِ أدواتٍ للفحصِ واستخدامِ السونارِ أيضًا‪ ،‬باإلضافةِ إلَى تعاوننا مَع املعهدِ القَوْمِيّ للمرأةِ ومَع مجعيةِ ‪future‬‬ ‫‪ doctor‬بنقابةِ أطباءِ الْبَحِريَة‪ .‬كَان اهتمامُ اجلمعيةِ باملرضِ حِينِهَا ألسبابٍ عِدّة‪ ،‬لَا ننسىٰ طبعًا دورَ املرأةِ الْحَقِيقِيِّ فِي املُجتمع‪ ،‬وكُلٌ مِنّا‬ ‫جيبُ عَلَيْه تقديرُها وحماولةُ جتنُبِ مرضٍ كـهذا‪.‬‬ ‫مَا زَالَ سرطانُ الثَّدْي مِن أكثرِ األمراضِ الشائِعةِ بَيْن النساءِ وَاَلَّذِي قَدْ يَتَخَطَّى حاجزَ املليون وَنِصْف سنويًا؛ لِذَلِك قُمنا بِهَذَا التعاونِ لنشرِ‬ ‫التَّوْعِيَة وللفحصِ والتنبيهِ عَلَى أمهيته‪.‬‬ ‫متّ اإلعالنُ عَلَى الصفحةِ اخلاصةِ لـ ‪ EPSF‬عَن تواجدِ محلةٍ للتوعيةِ باملرضِ فِي النَّادِي االجْتِمَاعِيّ بدمنهور فِي أُكْتُوبَر عامَ ‪ ،2٠١٨‬بالنسبةِ‬ ‫لِي حدثٌ لَا يُنسىٰ‪ ،‬أتذكَرُ أنّنا قُمنا بنشرِ اإلعالناتِ والقصاصاتِ الورقيةِ مَعَ بَعْضِ األشياءِ اجلذابةِ‪ ،‬باإلضافةِ إلَى قِيَامُنَا بتنفيذِ شكلِ وشاحٍ‬ ‫للمرأةِ تكرميًا لَهَا‪.‬‬ ‫كلُ هَذَا متّ بـأعضاءِ ‪ EPSF‬أَثْنَاء ورشةِ عملٍ لتنظيمِ الْحَمَلَة‪ .‬وكانَ شعارُنا األهمُ هُو "إنتِ لسّه مجيلة"‪ ،‬وَهَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ‪ .‬مِن نقاطِ قوةِ‬ ‫احلملةِ أَنَّهَا أُقيمتِ قَبْلَهَا بعامٍ فـكان لَدَى فريقُ العملِ الْمُكَوَّنُ مِنْ ‪ ٥٠‬عضوًا فكرةٌ عَن الْحَمَلَة‪ ،‬ولألسف كونُ بعضِ السيداتِ مِن مناطقَ بعيدةٍ‬ ‫عَن دَمَنْهُور لَمْ يَكُنْ شيئًا مُرضيًا‪ ،‬وَمَن املميزاتِ األهمِ هُو الْوَعْي لَدَى النِّسَاء‪ ،‬ومحدًا لِلَّهِ عَلَى مُشاركيت وَعَلَى فاعليةِ الْحَمَلَة ‪.‬‬ ‫تَوَقَّف ليلتقط األستاذُ أنفاسَه ثمّ استكملَ‪ :‬مِن احلمالتِ املؤثرةِ أيضًا فِي نفسِ العامِ كَانَت محلةُ التوعيةِ بأسلوبِ حياةٍ صِحِّي‪ ،‬وَاَلَّتِي متّت فِي‬ ‫نُوفَمْبِر ‪ 2٠١٨‬لتستمرَ عدةَ أَيَّام‪ ،‬أتذكرُ أنّها متّت فِي قريةِ حُمُور‪ ،‬و مُسْتَشْفَى الرَّأْي الصاحلِ وَالْمَبَرَّة‪ ،‬و نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ وصيدلياتُ شارعِ‬ ‫عرابي بـدمنهور‪ ،‬بِالْإِضَافَة لكليةِ الصيدلةِ جامعةِ دَمَنْهُور وأيضًا بالتعاونِ مَع صيدليةِ نَوْفَل‪.‬‬


‫كَان اهلدفُ مِنْهَا هُوَ معرفةُ منطِ احلياةِ الصحي ورؤيةُ مسارِ الصحةِ لَدَى اجملتمعِ وَمَن ثَمّ تُقدمُ بَعْض النصائحِ وَالْإِرْشَادَات‪ ،‬متّت التوعيةُ ملسبباتِ‬ ‫بعضِ األمراضِ مثلَ السمنةِ و ارتفاعِ ضغطِ الدمِ‪ ،‬باإلضافةِ إلَى بعضِ التحرياتِ الَّتِي نفعتنا حِينِهَا‪ ،‬كَانَت محلةً مُثمرةً‪ ،‬ومتّ اإلعالنُ عَنْهَا مبختلفِ‬ ‫الطُّرُق؛ فلتعلموا أنّ الصحةَ مِن أساسياتِ التقدمِ وَبِدُونِهَا نَحْن دُون‪.‬‬ ‫أَكْمَل األستاذُ حَدِيثِه مُنتقِلًا إلَى محلةِ أُخْرَى تَجَلَّى فِيهَا دورُ أبطالِ تِلْك اجلمعيةِ كأطباء‪ ،‬ومسامهتُهم فِي حتقيقِ أَهْدَاف الدولةِ الصحيةِ قائلًا‪:‬‬ ‫كَانَتْ لَنَا رؤيتُنا الْخَاصَّة حيثُ آمنّا مبقولة إجنازاتٌ صغريةٌ حتفظُ حيواتٍ كثرية‪.‬‬ ‫جَاءَت "‪ ١٠٠‬مليونِ صحة" وَهِي محلةٌ أطلقتها الدولةُ باجملانِ لشعبها‪ ،‬وَقَدْ كَانَ لَنَا دورٌ فعالٌ بِهَا‪ ،‬إذ قُمْنَا باملشاركةِ مِن خاللِ التوعيةِ بكليةِ‬ ‫الصيدلةِ عَن مَدَى خطورةِ فريوسات الكبدِ‪ ،‬قدميًا كَان فريوسُ الكبدِ مستفحِلًا فِي مصرَ و أُصيبَ بِهِ الْكَثِريُ‪ ،‬ولألسفِ زادَ تبعًا لِذَلِك معدلُ‬ ‫الوفاياتِ‪.‬‬ ‫ومبرورِ السننيِ وَمَع التقدمِ العالجي اسْتَطَاعَت مصرُ تقليلَ نسبةِ اإلصابةِ وَجَاءَت محلةُ ‪ ١٠٠‬مليونِ صحةٍ خريُ ختامٍ لتلكَ السِّنِني‪.‬‬ ‫واستكمالًا يَا أعزائي لتوَهُّجِ جلنةِ الصحةِ الْعَامَّة‪ ،‬فَلَم أنْسَ أبدًا فعالياتِ محلةِ التوعيةِ بامليكروبِ احللزونيِ و الَّذِي يعدُ أحدَ أشهرِ األمراضِ الَّتِي‬ ‫كَانَ مِنْ املمكنِ أَن يُصابَ بِهَا املرءُ فِي عَصْرِنَا‪ ،‬فَقَد اسْتَمَرَّت احلملةُ مَا يقربُ مِن الشهرِ وَتَضَمَّنَت أماكنَ عدةً‪ ،‬أتذكرُ جيدًا أنّها أُقيمَت فِي‬ ‫قريةِ بسطرة واجملمعِ الْعِلْمِيّ للكلياتِ وَالنّادِي الرِّيَاضِيّ بدمنهور‪ .‬كَان هدفُنا األساسيُ توعيةَ أكثرَ مِنْ أَلْفَيْ شخصٍ لَا يعرفونَ عَنْهُ إلَّا الْقَلِيلُ وَقَدْ‬ ‫كَانَ لَنَا مَا أَرَدْنَا‪.‬‬ ‫توقفَ األستاذُ عَن احلديثِ بُرهةً ثمّ ولّى نَظَرِه فَإِذَا بِهِ يَرَى طالبًا أَشْبَهَ بِمَنْ حيلمُ فِي يَقَظَتُه فأحبَ أَن يُداعبَه قائلًا‪ :‬أشردت مفكرًا أَم الهيًا؟‬ ‫أَم أنّ حَدِيثَي أصبحَ مملًا وإكتفيتم مِنْه؟‬ ‫ع فوًا أُسْتَاذِي‪ ،‬ولكنّي كنتُ أفكرُ أنّه يوجدُ الكثريُ مِن األمراضِ األشدِ خطورةً واألكثرِ انتشارًا كأمراضِ الْقَلْب مثلًا‪ ،‬فَقَد قرأتُ أنّه أيضًا كَانَ‬ ‫مِنْ أكثرِ األمراضِ الْمَوْجُودَة خطورةً؛ لِذَا ألَمْ يَكُنْ لَكُم حديثٌ حَوْله؟‬


‫أَجَابَه الْأُسْتَاذ‪ :‬بِالطَّبْع! فَقَد استبقتَ األحداثَ ألنّ هَذَا مَا كنتُ سأحتدثُ عَنْه‪ ،‬إنّها محلةُ "اشحن قلبك" اخلاصةُ بالتوعيةِ بأمراضِ القلبِ‬ ‫أَحِبَّائِي‪ ،‬وَقَدْ كَانَ صَدَاهَا بِالنِّسْبَة إيلّ خصيصًا لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ‪ ،‬فَقَد استمتعتُ بالعملِ بِهَا كثريًا فَمَا أمجلَ أَن تشعرَ حباجةِ مَن حولَك لتصحيحِ‬ ‫وَلَو حَتَّى معلومةٍ واحدةٍ ألنّها ستغريُ الْكَثِري‪ ،‬فَقَد كانَ الرتكيزُ بالنسبةِ إلَيْنَا عَلَى التواجدِ فِي مدارسَ كمدرسيت عمرِ الْوَكِيل والراهبات‪ ،‬وبالطبعِ‬ ‫تواجدُنا جبامعةِ دَمَنْهُور وقريةِ بسطرة ثُمّ نَادِي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ‪ ،‬وأذكرُ أيضًا أنّ اهلدفَ تَخَطِّي األربعةَ آالفٍ ومخسنيَ شخصًا كَانَ قَدْ متّت‬ ‫توعيتهم‪.‬‬ ‫دَعُونِي أختتمُ قطارَ جلنةِ الصحةِ العامةِ لِهَذَا العامِ حبدثٍ مِن أكثرِ األحداثِ الَّتِي لطاملا انتظرتُها طوالَ سنواتي الَّتِي شاركتُ فِيهَا مبكتبِ االحتادِ‬ ‫إلَّا وَهِيَ إمداداتُ رَمَضَان‪ .‬فرؤيةُ اجلميعِ متشوقًا للتعبئةِ واملشاركةِ فِي سبيلِ اخلريِ كَان أكثرَ مَا يُبهجُ ثَغري ويشرحُ صَدْرِي‪ ،‬فَهَذَا هُوَ املخزى‬ ‫الْحَقِيقِيِّ الَّذِي تَجْمَعُنَا مجيعًا لِأَجْلِه‪ ،‬هَذَا سببُ وجودنا يَا رِفَاق‪ ،‬فَقَد شَمْلَنَا نَادِي القواتِ املسلحةِ لِهَذَا الْعَامّ بكلِ مَا أَتَيْنَا بِهِ مِنْ زادٍ وخريٍ‬ ‫لنهدي أنفسَنا أولًا ثمّ الْمُحْتَاجِني متنفسًا مِن احلبِ وَالدِّفْء وَالْخَيْر‪.‬‬ ‫يَخْطُو خطواتٍ قليلةٍ عَلَى أرضِ املنصةِ اخلشبيةِ وكأنّه يَخْطُو عائدًا بِالزَّمَن‪ ،‬ثمّ اسْتَطْرَد قائلًا‪ :‬أذكرُ تلكَ اللَّحَظَات‪.‬‬ ‫متّ تعينيُ السيدِ مُحَمَّد بَرْغَشٌ كمسئولٍ للجنةِ التطويرِ املهين‪ ،‬عرضُه خلطةِ العامِ‪ ،‬وتنفيذُها‪ ،‬حَوَت األجندةُ العديدَ مِن األحداثِ مثلَ "إيفولف"‪،‬‬ ‫محلةُ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ‪ ،‬نَادِي التطويرِ املهين باإلضافةِ إلَى مشروعِ الدَّمَج‪.‬‬ ‫قطعَ طالبٌ خطَ ذِكْرَيَاتِه حِينَمَا وجّهَ إلَيْه سؤالًا مستفسرًا عَن أحداثِ جلنةِ التطويرِ املهين‪ .‬أجابَه الْأُسْتَاذ‪ :‬هه وكأنّك تقرأُ أفكاري‪.‬‬ ‫اِرْتَسَمَت االبْتِسَامَة عَلَى وجهِه ونسجَت خيوطَ ذِكْرَيَاتِه بدايةً مِن أحداثِ "إيفولف"‪.‬‬ ‫استمرَ احلدثُ بداي ةً مِنْ الثَّانِي والعشرينَ مِن شهرِ نُوفَمْبِر و حَتَّي الثالثَ عشَر مِن شهرِ دِيسَمْبِر‪ ،‬مشتملًا تروجيًا عربَ اإلنرتنتِ واحملاضراتِ‬ ‫واملسابقات‪ .‬أحببْتُ حدثَ "إيفولف" الشرتاكِ أكثرَ مِن جلنةٍ فِي تنظيمِه وإمتامِه‪ ،‬جلنةُ التطويرِ املهين‪ ،‬جلنةُ التسويقِ‪ ،‬جلنةُ اإلعالمِ والدعاية‪،‬‬ ‫وأيضًا جلنةُ العالقاتِ الْخَارِجِيَّة‪ ،‬أحبُ رؤيةَ األعضاءِ مِن خمتلفِ اللجانِ مُجْتَمَعِنيَ عَلَى شىءٍ واحدٍ‪ ،‬أَن نكونَ معًا كشجرةٍ واحدةٍ مبختلفِ‬ ‫فروعِها وأوراقِها‪ ،‬كانَ هدفُنا إنتاجَ مثرةٍ طَيِّبَة‪.‬‬


‫تَوَقَّفَ عَنْ احلديثِ قليلًا مُعقبًا عَلَى ذلكَ مازحًا‪ :‬اعذروني ‪ . .‬مِن املفرتضِ أنّها حماضرةٌ للتعارفِ ولكنّي لَا أنْفَكُ أحتدثُ كأستاذٍ جامعيٍ لَا‬ ‫يتوقفُ عَنْ الْحَدِيثِ‪.‬‬ ‫ردَ أحدُ الطالبِ‪ :‬صدّقين حننُ مستمتعونَ كثريًا حبديثِك فأرجوك أَن تُكمل‪ ،‬أَخْبَرنَا مثلًا عَن رؤيةِ احلدثِ‪ ،‬وَكَيْف تَحَقَّقَت؟‬ ‫تنهدَ براحةٍ ألنّ الطالبَ لَم ميلوا مِنْه‪ ،‬فَأَكْمَل‪ :‬حسنًا ‪ . .‬كَانَت رؤيةُ جلنةِ التطويرِ املهين لِهَذَا احلدثِ هُو تزويدُ الطالبِ بلمحةٍ عامةٍ عَن التغذيةِ‬ ‫واملهنِ اإلكلنيكية‪ ،‬والتدريبِ عَلَى املهنِ الصَّيْدَلِيَّة‪ .‬وبنهايةِ احلدثِ كنتُ سعيدًا جدًا كفردٍ مِن اجلمعيةِ فَلَقَد تعاونّا جيدًا معًا‪ ،‬كُنَّا متحمسنيَ‬ ‫لبدءِ هَذَا املشروعِ ألنّه ذُو قيمةٍ كبريةٍ ملعظمِ أعضاءِ جمموعةِ الْعَمَل‪ ،‬وشاركنا فِي الرتويجِ والدوراتِ وورشِ الْعَمَل‪ ،‬تبادلنا بياناتِ املهنِ واألمراضِ‬ ‫بَيْنَنَا‪.‬‬ ‫ارتسمَت بسمةٌ خفيفةٌ عَلَى وجههِ ناظرًا إلَى النَّافِذَة‪ ،‬هَل يَبْدُو الطقسُ أكثرَ صفوًا الْآن بِذِكْرَى األحبابِ؟ أَم أنّه كَان فَقَط يُتَوَهَّم؟ بالتأكيدِ إنّها‬ ‫ذكرياتٌ تلوحُ فِي السماءِ فتجعلُ اجلوَ أكثرَ دفئًا وصفوًا‪.‬‬ ‫تنهدَ عاليًا ثمّ قَالَ لَهُمْ‪ :‬إذَا أَرَادَ أحدٌ مِنْكُمْ أَنْ يأكلَ أَو يشربَ فَلَا يَسْتَحْيِ فإنّ حَدِيثَي قَدْ يَطُولُ‪ ،‬ثمّ أَرْدَف‪ :‬واآلنَ نستكملُ أَحْبَابِي معًا ماهُو‬ ‫باقٍ مِن بريقِ جلنةِ التطويرِ املهين فِي ذَلِكَ العامِ حبملةِ التوعيةِ مبهنةِ الصَّيْدَلِيّ وَاَلَّتِي تعدُ مِن أهمِ املشاريعِ الَّتِي تقومُ بِهَا اللجنةُ سنويًا‪ ،‬إلنّها عمادٌ‬ ‫لعملِ اللجنةِ وحجرُ أَسَاسُهَا‪ ،‬فَفِيهَا قمْنا بتوعيةٍ تشملُ مهنةَ الصيدليةَ ‪-‬مهنتنا العزيزة‪ -‬بكلِ جوانبِها وجماالتِها‪ ،‬وحرصْنا عَلَى تنويعِ أماكنِ‬ ‫محالتنا‪ ،‬فَقَد تَنَوَّعَت مَ ا بَيْنَ كليتنا الغاليةِ ومدرسةِ الصفوةِ وَالنّادِي الرِّيَاضِيّ بدمنهور وصيدليات أَبُو حِمْص وَقَرْيَة زَاوِيَة غَزَال‪.‬‬ ‫وأيضًا مِن املشاريعِ الَّتِي عَلَّمْتَنِي الكثريَ والكثريَ عَلَى مدارِ سَنَوَات كَوْنِي أحدَ أعمدةِ هَذَا الصرحِ الْعَظِيمُ هُوَ ناديّ املفضلُ وَهُو "نادي التطويرِ‬ ‫املهين" ‪ ،‬فَقَد كنّا ننتظرُه لِما كَان يَحْتَوِيهِ مِنْ أنشطةٍ وحمتوىً عَظِيمٌ يشملُ كُلُّ مَا حيتاجُه الصَّيْدَلِيّ ليتعلمه‪ ،‬فَكَانَت قصريةَ الْمَدَى عميقةَ األثرِ‬ ‫لَدَيْنَا‪ ،‬وَقُمْنَا بعملِ مخسةِ نوادٍ عَلَى مدارِ السنةِ تَوَزَّعَت مَا بَيْنَ نقابةِ صيادلةِ الْبَحِريَة ونادي دمنهورَ الرِّيَاضِيّ‪.‬‬ ‫و الْآن أُرِيدُ أَنْ أُهني رحلتنا فِي جلنةِ التطويرِ املهين بفكرةٍ مِن أكثرِ األفكارِ الْمُؤَثِّرَة بِي شخصيًا ‪-‬واليت حتولَت حلقيقةٍ ومشروعٍ حي‪ -‬وَهُوَ مَا‬ ‫أَطْلَقْنَا عَلَيْه مشروعَ الدَّمَج‪ .‬فَكَان الدمجُ بالتعاونِ بَيْن أربعِ جلان‪ ،‬جلنةُ الصحةِ الْعَامَّة‪ ،‬وجلنةُ التعليمِ الْمُسْتَمِرّ‪ ،‬وجلنةُ التطويرِ املهين وأيضًا جلنةُ‬ ‫التبادلِ الطالبي‪.‬‬


‫فَكَان اهلدفُ مِنْ هَذَا التعاونِ املثمرِ هُو التوعيةُ بكيفيةِ التَّعَامُلَ مَعَ الْأَطْفَال‪ ،‬وأذكرُ وَقْتِهَا أنّنا قُمْنَا بزيارةِ مراكزَ لألطفالِ والتقينا بِهِم‪ ،‬وَكَانَ ذَلِكَ‬ ‫مِنْ أكثرِ األوقاتِ الَّتِي اسْتَمْتَعْت بِهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ‪ ،‬وأيضًا قُمْنَا بزيارةٍ ملستشفى دَمَنْهُور الْعَامّ ونادي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ‪ .‬فَكَان نِعمَ اخلتامُ لنِعمَ‬ ‫اللجانِ بِالسُّنَّة‪ ،‬وَكَان تأكيدًا أنّ العملَ التطوعي طُالَّبِيٌّ مَا هُوَ إلَّا إثراءٌ لروحِك أولًا ثُمّ لِغَيْرِك‪.‬‬ ‫سَأَلْتُه طالبةٌ‪ :‬أَمَّا مِن مؤمتراتٍ خَاصَّة لشرحِ أجزاءَ مُعَيَّنَة مرتبطةٍ مبجالنا كطالبٍ يَسْعَوْن كلَ السَّعْي لِاكْتِسَاب مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ مَعْلُومَاتِ؟ كُلّ‬ ‫معلومةً قَد تُنقذُ حياةَ شَخْصٌ فِي أخرِ حلظةً وحننُ كَمَا يقولُ الناسُ مالئكةَ الرمحةِ‪ ،‬فَهَلْ كَانَ للطالبِ الْمُجْتَهِدِين نصيبٌ فِي مُسَاعَدَتِهِم للوصولِ‬ ‫إلَى مبتغاهم؟‬ ‫فَأَجَاب قائلًا‪ :‬سأُحدثُكم عَن تلكَ الل جنةِ الْآن وسرتين كَمْ مِنْ الفرصِ العظيمةِ الَّتِي توقرها تلكَ اللجنةُ للطالبِ لَيْس فَقَط ألعضاءِ الْجَمْعِيَّة‬ ‫ولَكِن لطلبةِ كليةِ الصيدلةِ أَجْمَعِني‪.‬‬ ‫فَسَأَل أَحَدٌ الطُّالَّب‪ :‬وَهَل هذهِ اللجنةُ تتضمنُ املؤمتراتِ الَّتِي ذكرتَ لَنَا أنّك حَضَرَتْهَا؟ فَأَجَابَه األستاذُ‪ :‬بِالضَّبْط‪ .‬هَذَا مَا حدثَ‪ ،‬فَهُنَاك جلنةُ‬ ‫التعليمِ املستمرِ‪ ،‬و هِي اللجنةُ األمُ و املسئولةُ كليًا عَن املؤمتراتِ العلميةِ الَّتِي أقيمَت فِي جامعتِنا فِي جماالتِ البحثِ الْعِلْمِيّ وكلِ مَا خيصُ العلومَ‬ ‫بِمَا فِي ذَلِكَ علمُ الصيدلةِ الْأَعْظَم‪ ،‬فلتعلموا أنّ العلمَ حبرٌ لَا ساحلَ لَهُ وَ أنّه مَهْمَا بَذَلْنَا مِن جهدٍ فإنّه لَا يُمكنُ لبشرٍ أَن يَحويه كُلُّه‪ ،‬فَهُو حبرٌ عذبُ‬ ‫الشرابِ كُلَّمَا اغرتفتَ مِنْه زادَت رغبتُك فِي املزيدِ واملزيدِ‪ ،‬وَهَذَا كَانَ سببًا فِي إصراري حلضورِ تِلْك املؤمتراتِ الَّتِي جتعلُ الفردَ منّا يُحسُ‬ ‫بعظمةِ وأمهيةَ مَا يدرسُه‪.‬‬ ‫كانَ مِن مؤمتراتِ ذَاك العامِ مؤمترُ "خطوةٌ عَلَى الطريق" وَهُو أهمُ املؤمتراتِ الَّتِي تُقامُ سنويًا عَلَى مُسْتَوَى االحتادِ كُلُّه‪ ،‬وَفِي هَذَا العامِ كانَ احلظُ‬ ‫حليفَنا حيثُ كنّا مُستضيفيه فِي كُلّيتنا هَذَا الْعَامِ و قمّنا بالتحضرياتِ والرتتيباتِ عَلَى قدمٍ وساقٍ ‪-‬كما يقولون‪ -‬وقمّنا بعملِ استبيانٍ ملعرفةِ‬ ‫املتطلباتِ الَّتِي قَدْ حيتاجُها الطلبةُ لتوفريِ أفضلِ بيئةٍ مناسبةٍ ملثلِ هَذَا الْحَدَثَ‪.‬‬ ‫وَانْطَلَقَت البدايةُ منذُ ‪2٠١٨/١١/٣‬حتى ‪2٠١٨/١١/١٠‬ثم انتقلْنا بعدَها للرتويجِ للمؤمترِ فِي طريقنيَ أحدُمها كَان اإلنرتنت منذُ ‪2٠١٨/١2/7‬‬ ‫حَتَّى ‪ 2٠١٩/2/٥‬و هدفُنا قَد حتققَ عَبَّر مئةٍ وعشرِ طالبٍ و الْأُخْرَى كَانَتْ عَلَى أرضِ الواقعِ وَكَانَتْ فِي خاللِ الفرتةِ مَا بَيْنَ االربعِ مِن‬


‫دِيسَمْبِر وَحَتَّى اخلامسَ عشرَ لعامِ ‪ 2٠١٨‬ولَكِن حدثَ مَا لَمْ يكنْ فِي احلسبانِ حيثُ حدثَت لَنَا هزميةٌ مؤقتةٌ و ألسبابٍ مَا وَقْتُهَا لَمْ يَتِمَّ‬ ‫الْمُؤْتَمَر‪.‬‬ ‫فعقبَ طالبٌ بنظرةِ حزنٍ حتملُ بعضَ املواساةِ قائلًا‪ :‬هَل تَعْنِي أنّ هَذَا العامَ مَرَّ دُون مؤمتراتٍ أَو أحداثٍ نظرًا لِمَا مَرَرْتُم بِه؟ فابتسمَ األستاذُ‬ ‫وقَال‪ :‬لَقَد تُعَلِّمْنَا فِي هَذَا املكانِ أنّه لَا مكانَ لليأسِ بَيْنَنَا وَ أكملَ قائالً‪ :‬بعدَ شَهْرَيْنِ مِنْ هَذَا احلدثِ حتمسنا إلقامةِ مؤمترٍ جديدٍ مرةً أُخْرَى‬ ‫فَكَمَا قلُت ليسَ اإل حباطُ مِن شِيَمنا‪ ،‬كَانَ يُدْعَى "بيبلوتيكا" اسمٌ غريبٌ ألَيْس كَذَلِك؟ انْتَشَرَت سريةُ هَذَا املؤمترِ بنيَ الْجَمِيعِ كَمَا تنتشرُ النارُ‬ ‫فِي اهلشيمِ فباتَ الكلُ يتحدثونَ عَنْ هَذَا الْمُؤْتَمَر الَّذِي كانَ مضمونُه عَن القراءةِ وفوائدِها حتتِ شِعَار "كلماتٌ لَيْسَت كالكلمات"‪.‬‬ ‫استمرَ املؤمترُ مِنْ الثَّانِي مِنْ شهرِ أَبْرِيل لعامِ ‪ 2٠١٩‬وحيت األولِ مِن يُولِيُو لنفسِ الْعَامّ‪ ،‬و بَدَأَت خطوةُ الرتويجِ لَهُ فِي اجملمعِ الْعِلْمِيّ ومتّ افتتاحُه فِي‬ ‫مكتبةِ مصرَ العامةِ ومَا زَادَ سيطُه هُو أنّه امتدَ إلَى معرضِ الكتابِ الدُّؤَلِيّ وَمَن ثَمّ افتتاحُ نَادِي الْكِتَاب‪ ،‬و كَان أكثرَ املؤمتراتِ الَّتِي سطعَ ضوءُها‬ ‫لِهَذَا الْعَامّ‪.‬‬ ‫أخذَ األستاذُ نفسًا عميقًا ثُمّ تسائلَ ضاحكًا‪ :‬أَرَى عيونًا بَدَأ يغلبُها النعاسُ وبَعْضُكُم يتهامسُ متسائلًا أسيبقى أستاذُنا يتحدثُ عَنْ تِلْكَ األجمادِ‬ ‫حَتَّى العامِ القادمِ أمّ مَاذَا؟‬ ‫فضحكَ الطالبُ وعلّقوا سريعًا طالبنيَ بِأَن يستكملَ حَدِيثِه و مَا زادَ الطالبَ محاسًا عِنْدَمَا سألَ أَحَدُهُم‪ :‬هَل اقتصرَ دورُ جلنةِ التعليمِ املستمرِ‬ ‫عَلَى املؤمترات فَقَط؟‬ ‫فَأَجَاب األستاذُ‪ :‬كلّا ‪ ،‬فَهُنَاك بعضُ املشاريعِ الْأُخْرَى الَّتِي قَامَتْ عَلَى أسسٍ كثريةٍ لنشرِ الْوَعْي خبصوصِ موضوعٍ معنيٍ أَو التعمقِ فِي حبارِ العلومِ‬ ‫الواسعةِ تَحْت مُسَمَّى يُدْعَى "األصل"‪ .‬كَانَ ذَلِكَ فِي الفرتةِ مَا بَيْنَ الثَّامِنِ عَشَرَ مِنْ نوڤمرب وَحَتَّى الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ لعامِ ‪،2٠١٨‬‬ ‫واستغللنا فِي الرتويجِ لهُ وسائلَ التواصلِ االجْتِمَاعِيّ وَكَذَا عَلَى أرضِ الواقعِ و انتشرنا كاجليشِ الزاحفِ فِي كليةِ الصيدلةِ و هَكَذَا عَلَى صفحةِ‬ ‫اجلمعيةِ نُسهِبُ فِي احلديثِ عَن أصلِ العلومِ و كَانَت منشوراتٍ حتملُ الكثريَ مِن املعلوماتِ املبهرة وَاَلَّتِي لَمْ أَكُنْ أعرفُ عَنْهَا شيئًا‪ ،‬كَمَا اهتممنا‬ ‫بتوضيحِ أصلِ كلٍ مِنْهَا وَ تارخيِها و كَان لنقابةِ صيادلة البحريةِ دورٌ بارزٌ فِي ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ استقبالِنا كَعَادَتِهَا لِتَكُون ملجأنا الدَّائِم ملثلِ هَذَا‬ ‫املشروعِ الْقَيِّم‪ .‬وأخريًا كَنّا نعلمُ بدورِ اخليالِ العِلْمِيُّ فِي كلِ األعمالِ الكتابيةِ أَو التلفزيونية وتأثريِها السَّاحِر؛ لِذَا قُمْنَا بالرتكيزِ عَلَى هَذَا األمرِ‬


‫و اِحْتَلّ مكانةً كبريةً كمشروعٍ مميزٍ فِي هَذَا العامِ وَذَلِكَ فِي الفرتةِ مَا بَيْنَ التاسعِ عَشَرَ مِنْ مَارَسَ وَحَتَّى الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ أَبْرِيل لعامِ‪،2٠١٩‬‬ ‫حيثُ قمّنا بالرتويجِ لِهَذَا املشروعِ و اهتممنا حينَها بنشرِ منشوراتٍ غريبةٍ غريِ مألوفةٍ عَن مواضيعَ ممتعةٍ ختصُ اخليالَ الْعِلْمِيّ‪ ،‬كمعرفةِ حقيقةِ‬ ‫جهازِ كشفِ ال كذبِ وغريُها مِن املواضيعِ اجلذابة‪ ،‬و أُقِيمَت أربعُ حماضراتٍ فِي نِقَابَه الصَّيَادِلَة وحَقَّقْت هدفها الْمَرْجُوّ فِي معرفةِ أكثرِ مِن‬ ‫ألفِ طالبٍ لِهَذَا الْمَشْرُوع‪ .‬حقاً تِلْك اللجنةُ ماهي إلَّا كالبحرِ السَّخِيّ الَّذِي يُعطيكَ مِن العلومِ واملعرفةِ مَا تريدُ وَزِيَادَةٌ‪.‬‬ ‫طلبَ األستاذُ مِنْ الطُّلَّابِ أَنْ يَأْخُذُوا فرتةَ اسرتاحةٍ قليلةٍ ومسحَ ملَن أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ خيرجُ مِن حماضرته أَنْ يَذْهَبَ‪ ،‬وبعدَ دقائقَ معدودةٍ عادَ‬ ‫الطالبُ متحمسني إلَى مُدرجهم منتظرينَ مَا سُيكملهُ لَه أستاذُهم‪.‬‬ ‫قبلَ أَنْ يَبْدَأَ فِي االسرتسالِ سألتهُ طالبةٌ جنيبةٌ‪ :‬سَمِعْنَا عَنْ أشياءَ عظيمةٍ ومواردَ ومنافعَ أَعْظَم‪ ،‬ولَكِن ليسَ هناكَ فائدةٌ مِنْ هَذَا أَنَّ لَمْ يَكُنْ‬ ‫الطالبُ حمطَ اهتمامٍ وَرِعَايَة‪ ،‬فَكَيْف اسْتَطَعْتُم موازنةَ مَا بنيَ هَذَا وَذَاكَ؟‬ ‫أَجابَها الْأُسْتَاذ‪ :‬شعارُنا األولُ دائمًا الصديقُ قَبْلَ الطَّرِيق‪ ،‬فكيفَ نُمهدُ الطريقَ والصديقُ ليسَ جاهزًا لتقبُلِ مصاعبِ الطَّرِيق؟ لِذَا فَقَدْ كَانَ‬ ‫هناكَ جلنةٌ تُدْعَى جلنةٌ العالقاتِ الداخليةِ وَاَلَّتِي تَعْنِي بأعضاءِ اجلمعيةِ وحترصُ عَلَى راحتِهم وَمُسَاعَدَتَهُم فِي كُلِّ مَا يَحْتَاجُونَهُ أَوْ فِي حِلِّ‬ ‫مشكالتِهم سواءً كَانَتْ فِي اجلمعيةِ أَوْ غَيْرِهَا‪.‬‬ ‫قَامَت جلنةُ العالقاتِ الداخليةِ مبجهودٍ عظيمٍ فِي هَذَا الْعَامِ ورُكِزَت تِلْك اجلهودُ عَلِيّ كيفيةِ تطويرِ املوردِ الْبَشَرِيّ و حتقيقِ أكربِ قدرٍ مِن االِسْتِفادَةُ‬ ‫مِنْ إِمْكانِيَّاتُه‪ .‬فَكَمَا قالَ لُورانس بوسيدي‪" :‬أنا مقتنعٌ بِأَنْ لَا شيءَ نفعلُه أكثرُ أمهيةً مِن توظيفِ الناسِ وتطويرِهم ‪ .‬فِي هنايةِ اليومِ‪ ،‬نَحْن نراهنُ‬ ‫عَلَى الناسِ ولَيْسَ عَلَى االسرتاتيچيات‪ .‬وعملًا بِهَذَا املبدأِ عَمِلْت اجلمعيةُ بشكلٍ عامٍ وجلنةُ العالقاتِ الدخليةِ بشكلٍ خاصٍ عَلِيّ نشرِ الْوَعْيِ‬ ‫وَ الِاهْتِمَام بتطويرِ مهاراتِ طالبِ كليةِ الصَّيْدَلَة و ترسيخِ مبدأِ العملِ التطوعي‪ ،‬فَقَامَت بتنظيم عِدَّة محاالت أَهَمِّهَا‪ :‬حَمْلُه جوهرُ الشئ‬ ‫‪ "" elixir‬التّي تَحَدّثَت عَن أمهيةِ التطوعِ وَمَبَادِئِه والنتائجِ اإلجيابيةِ الَّتِي جينيها الفردُ منَ املشاركةِ فِي عملٍ تطوعيّ‪.‬‬ ‫وأُكمل حَدِيثَي حبملةِ املواردِ الْبَشَرِيَّة وَاَلَّتِي قَدْ تَوَجَّهَتْ بشكلٍ خاصٍ إلَى التحدثِ عنْ كيفيةِ تنميةِ املهارات‪ ،‬وتوظيفها بشكلٍ سليمٍ فِي سوقِ‬ ‫الْعَمَل‪ .‬وأخريًا أَحِبَّائِي‪ :‬محلةُ ضمانُ العقليةِ ‪ ،‬وهُنا تَوَجَّه االهتمامُ إلَى الصحةِ العقليةِ للفردِ وكيفيةِ الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَتَنْمِيَتِهَا بشكلٍ مستمرٍ‪.‬‬


‫آمَلُ أَلَّا أَكُونَ قَدِ أتعبتَكم يَا رِفَاق‪ ،‬وخاصةً أنتَ أَيُّهَا الشاردُ‪ ،‬مَا بِكَ عَزِيزِي؟‬ ‫أجابَ الطالبُ معتذِرًا‪:‬اعْتَذَر أُسْتَاذِي ولَكِن‪ ،‬كالمكَ هَذَا عَنْ صرحٍ عظيمٍ يَحْتَاج أَمَّا يُسَمَّى بالصندوقِ الْأَسْوَد؛ لتكملةِ عَمِل هَذِه اللِّجان‬ ‫بأكملها‪ ،‬أليسَ كَذَلِك؟!‬ ‫أعجبين سُؤَالك كثريًا حقيقةً لِأَنَّك بدونِ شرحٍ فهِمتِ أَهَمِّيَّة اللَّجْنَة الَّتِي سأحتدث عَنْهَا الْآن‪.‬‬ ‫لطاملا حبثَ أبطالنا عنِ التطورِ فِي أَيِّ شئٍ يَقُومُون بهِ‪ ،‬فهدفُهم األولِ و األخريِ هُوَ جَعْلُ ُ الطالبِ دومًا فِي أَعْلَى األماكنِ‪ ،‬ولديهم كنزٌ مِن اخلربةِ‪،‬‬ ‫وَهُنَا جَاء دُور "األمني العام" فكانَ مبثابةِ الصُّنْدُوق األسودِ‪ ،‬فَكَمَا هُوَ أمنيٌ عَلَى هَذَا الْمَكَانِ فَهُوَ أيضًا أمنيٌ عَلَى تعليمِ الطالبِ‪ ،‬وَ جَعلِهُم‬ ‫أَفْضَلَ فِي جماالتِ عَمَلِهِم‪ ،‬وتنميةِ مهاراتِهم فِيهَا‪ ،‬وَهُنَا متَّ إطالقُ "دوّهنا" فِي زيّها الْجَدِيد مرةً أُخْرَى‪ ،‬فكانَ هدفها هوَ تنميةُ مهاراتِ التعاملِ‬ ‫معَ بَرامِج “‪ ”Microsoft‬و “‪ ”Google‬وَغَيْرِهِم مِنْ املهاراتِ املطلوبةِ فِي سوقِ العملِ‪ ،‬كلُ ذَلِكَ فِي سبيلِ إخراجِ صَيْدَلِي ذُو خربةٍ‬ ‫وكفاءةٍ عاليتني‪ ،‬وَقَد حازَت الْكَثِريَ وَالْكَثِريَ مِنْ الثناءِ وَالْإِقْبَال‪.‬‬ ‫يعلمُ اجلميعُ يَا أعزائي كَم مترُ األيامُ سريعًا فَكَمَا قَالَ أَبُو فِرَاس احلمداني "لقد زِدْت بِالْأَيَّام وَالنَّاس خربةً وجربت حَتَّى أحكمتين التجاربُ"‪،‬‬ ‫ونعلمُ أيضًا أنّ تقييمِ وَتَقْوِيم األخطاءِ شيءٌ حَضارِي‪ ،‬وَلِذَلِك فَمَن الْمُهِمّ عقدُ اجْتِمَاع ملناقشةِ الْأَحْدَاث وتطويرها فِيمَا يُعْرَفُ بَال "اجلمعية‬ ‫العمومية"‪ ،‬فَهُو اجتماعٌ كَان يقامُ عَلَى الْأَغْلَبِ مَرَّتَيْن سنويًا ملناقشةِ جَمِيع األوضاعِ وتقييم عملِ اللجانِ أيضًا‪ ،‬فَقَد اعْتَبَرْنَاه مَجْلِسِنَا األمنيِ الَّذِي‬ ‫كُنَّا نبوح فِيه بكلِ مَا نُرِيدُ‪ ،‬تَحْت شعارِ احمل بةِ واالحرتامِ والسماعِ اجليدِ آلراءِ الْآخَرِين‪ ،‬فَفِيه تتمُ مناقشةُ كلِ اآلراءِ و تقييمِ هَذَا العامُ وَالتَّأْهِيل‬ ‫للعامِ اجلديدِ كَمَا لَوْ كانَ أبطالنا يُحَاوِلُون أَن تصبحَ منظومتهم كاملةٌ مُتَكَامِلَةٌ‪ ،‬ولكي ينجحَ األمرُ يَجِبُ عَلَى مجيعِ األعضاءِ أَنْ يَكُونُوا عَلَى درايةٍ‬ ‫كاملةٍ وكافيةٍ بِمَا يَحْدُثُ دَاخِلٌ هَذَا االجتماعَ وملمني جبميعِ قَوَاعِدِه‪ ،‬فكانَ مِن دورِ األمنيِ العامِ أَن يرسلَ لَهُم كلَ املعلوماتِ عَلَى شكلِ حماكاةٍ‬ ‫بسيطةٍ لِمَا يَحْدُثُ‪ ،‬فَأُقِيمَت ورشةُ عملٍ كبريةٍ؛ لتعليمِ مجيعِ األعضاءِ الْجُدُد مِنْهُم والقدامى‪ ،‬كَذَلِك كلُ مَا خيصُ اجتماعُ اجلمعيةِ العموميةِ لكى‬ ‫يَضْمَنُوا كفاءةَ االجتماعِ وَكَذَلِك كفاءةَ األعضاءِ‪.‬‬ ‫وَالْآن أعزائي دَعُونِي أطريُ بِكُم فَوْق السحابِ قليلًا؛ لنتحدث عَن واحدةٍ مِن أمجلِ وأمتعِ اللجانِ عَلَى الْإِطْلَاقِ‪ ،‬ولَكِن أُرِيد طرحَ سؤالٍ قَبْل‬ ‫الْإِقْلَاع‪ :‬مَا هُوَ أَكْثَرُ مَا خييفكم فِي بدايةِ رحلتكم اجلامعيةِ؟‬


‫أجابَ أحدُهم‪ :‬بِالتَّأْكِيد اللُّغَة يَا أُسْتَاذِي‪ ،‬كَيْف سندرس باللغةِ اإلجنليزيةِ ونَحْن ندرسُ اللغةِ العربيةِ طِوَال كُلُّ هَذِهِ السنواتِ؟‬ ‫فَأَجَابَ الْأُسْتَاذُ‪ :‬أَنَا متفهمٌ بِالطَّبْع‪ ،‬وَهَذَا حتديدًا مَا أردتُ سِمَاعَه إلخباركم مبحطةِ حتليقنا‪ ،‬لَجْنَة التَّبَادُل الطالبي أَحِبَّائِي‪ ،‬تَتَمَيَّز جلنةُ التبادلِ‬ ‫الطالبى مبساعدهتا فِي ممارسةِ اللغةِ مِن خاللِ نَوَادِي اللغةِ وأيضًا معركةِ الكالمِ وَهَذَا مَا سأوضحه لَكُم‪.‬‬ ‫إنَّنِي أُومِن دائمًا بأنّ "املعارك مَا يُمَيِّزُهَا هُو املكسب"‪ ،‬فمعركةُ الكالمِ هِى مسابقةٌ معتمدةٌ عَلَى اللغةِ بشكلٍ أَسَاسِيٌّ‪ ،‬معركةٌ فريدةٌ حيثُ لَا‬ ‫يُوجَدُ خاسرٌ‪ ،‬فَالْجَمِيع يكتسبُ معلومةً جديدةً إلَى مُعْجَمَة‪ .‬فَهِى أيضًا مسابقةٌ توضحُ النطقَ الصحيحِ للكلماتِ وأغلبَ األخطاءِ الشائعةِ‬ ‫عِنْدَنَا طُول الْوَقْت ‪ ،‬فَيَقُوم الْجَمِيع بعملِ مقاطعٍ تسجيليةٍ وَكُلّ مقطعٍ مبعلومةٍ جديدةٍ لَنَا ومفيدة‪.‬‬ ‫فيمكننا القولُ أَنَّهَا معركةٌ يتألقُ فِيهَا احملاربُ وَالْأَسِري‪.‬‬ ‫وَ مَا أدراكم كَم كانَ هَذَا العامُ عامًا حافلًا بالنسبةِ إيلْ‪ ،‬فَقَد كنتُ أمضيتُ فِي هَذَا املكانَ مَا يقاربُ الْخَمْس سنواتٍ أَشَاهِدٌ وَأَتَعَلَّم وَأَصْنَع‬ ‫األصدقاءَ‪ ،‬وَمَن ثمَّ هَا هِيَ األجيالُ اجلديدةُ تَأْتِي إلَيْنَا؛ لنتشاركَ مَعَهُم رحيقَ الْمَاضِي‪ ،‬ومنزجه حبماسةِ الْحَاضِر‪ ،‬فِي تلكَ السنةُ كَانَت جلنةُ‬ ‫التبادلِ الطالبي تَسْعَى وهدفها الِاسْمِيّ هُو تأكيدُ اسْتِقْرَارِهَا‪ ،‬ثُمّ البحثُ عَن كلِ مَا هُوَ جديدٌ‪ ،‬فَقَدْ كَانَتْ تلكَ اللجنةَ عَلَى مدارِ سنواتٍ‬ ‫مصدرَ رهبةٍ لِلْجَمِيعِ حَيْثُ أَنَّنَا نرهبُ اللغةَ االجنليزيةَ‪ ،‬ولَكِن منذُ عَامَيْن قَد مُرُوا‪ ،‬قررتُ أَن أكسرَ حواجزَ خَوْفِي مِن تلكَ اللجنةِ ثُمّ وقعتُ‬ ‫فِي حَبُّهَا‪ ،‬وَفِي تِلْكَ التفاصيلُ الصغريةِ بِدَاخِلِهَا وشعرتُ أَنَّهَا عاملٌ منفصلٌ بذاتهِ‪.‬‬ ‫أسرّتين فَكَرِه السَّفَر‪ ،‬وَكَيْفِيَّة الرتويجِ لَهَا وَحُبِّي لِلْاِلْتِقَاء بأشخاصٍ مِن جنسياتٍ أُخْرَى‪ ،‬ومشاركةِ الثقافاتِ‪ ،‬وجاءَ وقتُ دعوةِ الطالبِ للسفرِ‪،‬‬ ‫وكانَ شعارُ هَذِه السنةُ‪ ،‬رَصِيف رُقِم " ‪" ٤/٣‬كما فِي الرِّوَايَةِ الشَّهِريَة "هاري بوتر"‪ ،‬هَذَا الرصيفُ السَّحَرِيّ الَّذِي مبجردِ إجيَادِه تستطيعُ‬ ‫االنتقالَ إلَى عاملٍ مِن السحرِ لَا تَحْكُمُه قواعدُ البشرِ‪ ،‬وَإِنَّمَا هُوَ عاملٌ قائمٌ بِذَاتِه يسحرك جبمالهِ وتفاصيلهِ الْكَثِريَة‪ ،‬وجيذبك للتعلمِ‪.‬‬ ‫بَدَأ األمرُ بلقاءِ مسئولِ جلنةِ التبادلِ الطالبي مَع أعضاءِ فَريقِه؛ لتدريبهم عَلَى التحدثِ أمام الطالبِ‪ ،‬ثُمّ كَانَتْ الفكرةُ اجلديدةُ لِتِلْك السنةِ أَنْ‬ ‫يَكُونَ هُنَاكَ ورشةُ تعليمٍ للجمعيةِ كاملةً؛ لكسرِ حاجزِ اخلوفِ مِن جلنةِ التبادلِ الطالبي‪ ،‬وَقَدْ كَانَ‪ .‬فَفِي أَوَّلِ أيامِ العملِ فوجئنا بعددٍ لَمْ نَكُنْ‬ ‫نتوقعه يشاركُ مَعَنَا مجيعَ األيامِ والتحدثِ إلَى طلبةِ الكليةِ وَانْتَشَر احلدثُ عَلَى مجيعِ وسائلِ التواصلِ االجْتِمَاعِيّ‪ ،‬بَل أَنَّنَا اسْتَعَنَّا أيضًا بأحدِ‬ ‫الْمَشْهُورَيْن بالسفرِ حولَ العاملِ وَطَرَحْنَا سُؤَال‪ :‬مَاذَا حيدثُ لو كنتَ مَكَانَه؟ أَيْن تَودّ أَنْ تَذْهَبَ؟ وَقَدْ حَصَّلْنَا فِي هَذَا العامُ عَلَى وَاحِدٍ وَعِشْرِينَ‬


‫طالبًا مِنْ الْمُتَقَدِّمِنيَ لِلسَّفَر‪ ،‬وبعدَ عِدَّة مقابالتٍ شخصيةٍ مَعَهُم‪ ،‬كَان عددُ الْمَقْبُولَيْن لالنتقالِ للمرحلةِ الْأُخْرَى ستةَ أشخاصٍ‪ .‬وَهَا هُم يَخُطُّون‬ ‫أَوْلَى خُطواهتم للبوابةِ السحريةِ عَسَى أَنْ يكونَ عاملُ السحرِ كرميًا مَعَهُمْ وأن تظلَ ملساتُه خالدةً فِي قُلُوبِهِمْ‪ .‬ثُمّ جاءتْ هنايةُ العامِ وكانَ حدثُ‬ ‫"فاسيالندو" وَاَلَّتِي تَعْنِي أَن الرحلةِ بكلِ تَفَاصِيلِهَا أَهَمّ كثريًا مِن الوجهةِ‪ ،‬أعتقدُ أنَّ ذَلِك كانَ باختصارٍ شديدٍ مَا حدثَ لِي خِلَال سنواتي فِي‬ ‫هَذَا الْمَكَانِ‪.‬‬ ‫وَأُرِيدُ أَنْ أوضحَ مشولَ هَذَا احلدثُ بِمَا أَنَّنَا متحدثني عَن السفرِ بكافةِ أشكالهِ‪ ،‬أَتَذْكُر هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أُتيحت لَهُم فرصةُ السفرِ أَن تَمَسَّهُم ملسةً‬ ‫سحريةً وَسَافِرُوا بدونِ أَن يُعَبِّرُوا حدودَ البالدِ حنيَ استضافوا جنسياتٍ خمتلفةٍ فِي بُيُوتِهِمْ‪ ،‬وَالْقَائِمِني عَلَى تسهيلِ تلكَ الفرصِ سَوَاءً داخليًا أَو‬ ‫خارجيًا‪ ،‬وكانَ هَذَا احلدثُ حقًا ختامًا لرحلةٍ اسْتَمَرَّت أعوامًا بَل إنَّنِي لَا أفضلُ غريَها‪ ،‬وَإِنَّمَا أُحِبُّ أَنْ أقولَ أَنَّهَا رحلةٌ اسْتَمَرَّتْ عَلَى مدارِها‬ ‫الذكرياتُ‪ ،‬وَكُلَّمَا ظَلَّت الذكرياتُ حمفوظةً كُلَّمَا عَاشَت تلكَ الرحلةُ لِلْأَبَد‪.‬‬ ‫رَفَعَ أَحَدٌ التَّالَمِيذ يَدِه سائلًا أُسْتَاذِه‪ :‬لَقَد ذُهلت أُسْتَاذِي حقًا بِمَا حكيته‪ ،‬ولَكِنْ مَا هِيَ وَسَائِلُ تَطويرِ اللُّغَةِ لَدَى الطُّالَّب؟‬ ‫فأجاب‪ :‬اللغةُ عَزِيزِي هِي وسيلةُ التواصلِ بَيْن الناسِ‪ ،‬لِكَي يستطيعَ اإلنسانُ التواجدَ والتواصلَ فِي اجملتمعِ عمومًا‪ ،‬وَفِي العملِ خاصةً عَلَيْهِ أَنْ‬ ‫يتعلمَ اللغةَ أولًا ومهاراتِ التواصلِ ثانيًا‪ ،‬لِذَلِكَ كَانَتْ اجلمعيةُ تقدمُ دائمًا الفرصةَ للتعلمِ حَتَّى تعلمِ اللغاتِ وخاصةً اإلنْجلِيزِيَّة‪ ،‬ومتثلَ ذلكَ فِي‬ ‫نَوَادِي اللغةِ اإلجنليزيةِ الَّتِي كَانَتْ تعقدُ باستمرارٍ‪ ،‬كانَ نَادِي اللغةِ اإلجنليزيةِ مزجيًا رائعًا منَ املرحِ والتعلمِ‪ ،‬حيثُ حتصدُ معلوماتٍ جديدةً‬ ‫وتكتسبُ حصيلةَ كلماتٍ جديدةٍ عَن طريقِ األلعابِ والقصصِ واملسابقاتِ املرحة‪.‬‬ ‫ونظرًا ألمهيةِ نَوَادِي اللغةِ اإلنْجلِيزِيَّة‪ ،‬عُقدَ فِى عامِ ‪ 2٠١٩/2٠١٨‬ثَمَانِيَةٌ نوادٍ‪ ،‬بَدَءُوا مبرحلةِ الرتويجِ الَّتِي ظهرَ فِيهَا شغفُ ومحاسُ اجلميعِ‬ ‫للتعلمِ‪ ،‬ذَلِك احلماسُ الَّذِي ازْدَاد معَ أولِ نادٍ وَاَلَّذِي أقيمَ فِي نَادِي دمنهورِ الرِّيَاضِيّ يومَ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ نوڤمرب لِعَام أَلْفَيْن وَثَمَانِيَةٌ عَشَر‪،‬‬ ‫ثُمَّ تَبِعَهُ النَّادِي الثَّانِي فِي يومِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ دِيسَمْبِر مِنْ نَفْسِ الْعَامّ‪ ،‬وَبَ يْن نَادِي دَمَنْهُور الرِّيَاضِيّ ومكانِ عملِ املريخِ أُقِيمَت النوادي التاليةُ‬ ‫حَتَّى النَّادِي الثَّامِن وَالْأَخِري لِهَذَا العامُ وَاَلَّذِي كانَ فِي الثالثِ مِن يُولِيُو لعامِ أَلْفَيْن وتسعةَ عَشَرَ فِي نَادِي دمنهورِ الرِّيَاضِيّ‪.‬‬ ‫وَهَكَذَا أَحْ بَابِي ختمنا رحلةَ جلنةِ التَّبَادُل الطالبي لِهَذَا العامُ‪ ،‬دَعَوْنَا نستكمل بَاقِي اللجانِ الَّتِي كانَت هدفُها مجيعًا خدمةَ الصَّيْدَلِيّ وتطويرِه‪.‬‬


‫فَعَلِق أحدُ الطالبِ‪ :‬ولَكِن أُسْتَاذِي لَيْس اجلميعُ بقادرٍ على البحثِ واالهتمامِ بذلكَ اجملالُ‪ ،‬فَهَل هناكَ جماالتٍ تَهْتَمّ مبجالِ العملِ واخلروجِ مِن‬ ‫الكليةِ وحميطها للتعاملِ فِي الْخَارِجِ؟‬ ‫فابتسم األستاذُ معربًا عَن وصولِ الطالبِ للنقطةِ الَّتِي يريدُ التحدثَ عَنْهَا فِي اللجنةِ القادمةِ‪ ،‬فردَّ بنفسِ االبْتِسَامَة‪ :‬جلنةُ العالقاتِ اخلارجيةِ‪.‬‬ ‫وأكملَ‪ :‬أَلَم يفكرَ أحدٌ مِنْكُم كَيْف اسْتَطَعْنَا أَنْ نتفقَ مَع كلِ تِلْك اجلهاتُ وأخذِ كلِ تِلْك التصرحياتِ مِن الكليةِ إلَى نقابةِ الصيادلة وصولًا للنادي‬ ‫وقاعاتِ املكتبات؟‬ ‫وَأَكْمَل‪ :‬هَذِه كَانَت مهمةُ جلنةِ العالقاتِ اخلارجيةِ وَهِي جلنةٌ مسئولةٌ عَن التفاوضِ لِإِتْمَام االتفاقاتِ وأخذِ التصرحياتِ؛ لَنَجِد ‪-‬حننُ األعضاءُ‪-‬‬ ‫كلَ شئٍ مُقَدَّمٌ لَنَا سهلًا واملكان مهيّأً؛ لِيَسْهل لَنَا دورَ الشعورِ بِمَا يَحْدُثُ خلفَ الكواليسِ و لَم يقفْ دورُ تِلْك اللجنةُ عَلَى هَذَا وَحَسَب‪ ،‬فأيضًا‬ ‫تَمَّت إقامةُ ورشُ عملٍ للعالقاتِ اخلارجيةِ؛ لتعليمِ تِلْك األسسُ لِبَاقِي أعضاءِ الْجَمْعِيَّة‪.‬‬ ‫ثمّ استطردَ سائلًا‪ :‬أَلَم تتساءلوا خفيةً عَن دُورِ التسويقِ بِالنِّسْبَةِ إلَيْنَا‪ ،‬فبالطبع كَانَ مِنْ املهمِ وجودُ جلنةٍ تَقُوم بِهَذَا الدَّوْرُ إلَّا وَهِيَ لَجْنَة التسويق‪،‬‬ ‫حَيْثُ تَمَّ مِنْ خِلَالِهَا إلقاءُ حماضراتٍ عَن جمالِ التسويقِ بشكلٍ خَاصٌّ‪ .‬وَإِن سَأَلْتُمُونِي حبقٍ هَلْ لِهَذَا أَثَر؟ نَعَم أليسَ كُلٌ يَمْضِي ويَبْقَى األثرُ؟!‬ ‫لَم وَلَن أَنْدَمَ عَلَى مسامهيت بِأَيّ شكلٍ فِي أَيِّ عملٍ يسوقُ لِلْخَيْر‪.‬‬ ‫أعتذرُ عَن اإلطالةِ فـقد زامحتين بعضُ الذكرياتِ اجلميلةِ وأمتنى لَكُمْ أَنْ جتربوا مِثْلِهَا‪.‬‬ ‫يا شَارِدٌ الشاردين أَرَاك حمدقًا فَلَيْتَه خريًا لِمَا تَبْدُو مُحَلِّقًا؟‬‫أَنَا يَا أُسْتَاذِي؟‬ ‫نعم أَنْت عَزِيزِي فِيم تَفَكَّر؟!‬‫أُفَكِّرُ فِي دورِ الْإِعْلَام ِوالدعايا أَن تواجدت فِي مِثْلِ هَذَا الصرحُ الْعَظِيم‪.‬‬


‫أَحْسَنْت سؤالًا‪ ،‬فإميانًا مِن أبطالنا هبدفهم السَّامِيّ‪ ،‬وحماولتهم دائمًا تعريفَ الْآخِرِينَ عَلَى صَرَّحْنَا‪ ،‬وَلَا يقتصرُ ذَلِكَ عَلَى الطالبِ فَقَط‪ ،‬ولَكِن‬ ‫كلَ الناسِ الْمُحِيطَيْن بِنَا‪ ،‬فَهُم دومًا مَا كَانُوا يُحَاوِلُون استخدامَ املنصاتِ اإللِكتِرُونِيَّة إلَى جانبِ وجودهمِ عَلَى أرضِ الْوَاقِع‪ ،‬فَنَرَى دائمًا أَنَّهُم‬ ‫يَقُومُوا بنشرِ العديدِ مِن الصورِ واملقاطعِ عَلَى صفحتهم الْخَاصَّة؛ ملعرفةِ الناسِ بوجودهم وبأعماهلم الَّتِى يَقُومُون بِهَا؛ إلفادهتم وَذَلِك لرتسيخِ‬ ‫فَكَرِه العملِ التطوعي فِى عُقُولِهِم‪ ،‬وَلِهَذَا قررَ أبطالنا أَنْ يَقُومُوا بتنشئةِ كلِ أعضاءِ اجلمعيةِ؛ لكى يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى التعاملِ مَع املنصاتِ‬ ‫اإللِكْتِرُونِيَّة تِلْك‪ ،‬وخصوصًا توثيقَ حلظاتِ العملِ‪ ،‬وَهُنَا جاءَ دورُ جلنةِ الدعايا وَالْإِعْلَام فِى عملِ وَرُشّ عملٍ؛ لتعريفِ طالبنا كيفيةَ التصويرِ‬ ‫وَعَمِل مقاطعٍ‪ ،‬وَعَلَى برامجِ التعديلِ عَلَى الصورِ فِى مشروعٍ أَطْلَقُوا عَلَيْهِ "‪ "light it up‬وَكَانَت املرةُ الثانيةُ الَّتِى يُطْلَقُ فِيهَا هَذَا املشروع‬ ‫وَقَد لَقِى إقبالًا رائعًا مِن قِبلِ أعضاءِ اجلمعيةِ وَكَذَلِك الطالبُ الْغَيْر مُشْتَرِكَيْن فِى هَذَا الكيانُ‪ ،‬وَمِنْ هُنَا بَدَأَت نشأةُ جيلٍ عَلَى وعىٍ بأمهيةِ‬ ‫توثيقِ اللحظاتِ اهلامةِ فِى عَمِلْنَا وإظهارِ كياننا الْعَظِيم بالصورةِ الَّتِى تَلِيقُ بِهِ أمَامَ الْعَامَّةِ وَ مِنْ املهمِ التَّحَدُّثُ عَنْ الْمَوَارِد املاليةِ وَكَيْفِيَّة توفريِ مَا‬ ‫كُنَّا حنتاجه‪.‬‬ ‫لِكُلّ مِنَّا أَحْبَابِي العَدِيدُ مِنَ األشخاصِ الَّذِين سامهوا فِى جَعَلَه أَفْضَل‪ ،‬وَكَانُوا دائمًا إلَى جانبهِ فكلٌ مِنَّا يشعرُ ناحيَتَهم باالمتنانِ‪ ،‬وَكَذَلِكَ هَذَا‬ ‫الكيانُ‪ ،‬فَهُو ممنتٌ للعديدِ مِنْ الَّذِينَ سامهوا فِى جَعَلَه أَفْضَل‪ ،‬وجعلِ أَعْضَائِه قادرينَ عَلَى إمتامِ مَهَامِّهِم وإظهارِ جَانِبِهِم الْعَظِيمِ عَلَى أرضِ الواقعِ‪،‬‬ ‫فأبطالُنا يُكَنُّون كلَ االمتنانِ للمسامهنيَ فِى إتْمَام مَهَامِّهِم‪ ،‬وَفِي هَذَا العامُ كَانَت صيدليةُ "العبد" أَحَدٌ املسامهني‪ ،‬وَقَد سامهوا مببلغٍ وَقَدَّرَه ألفَ‬ ‫جُنَيْه‪ ،‬وَكَذَلِك مُسْتَشْفَى "مصطفى النجار" للقلبِ سَاهَمْت مببلغٍ وَقَدَّرَه مخسةِ آلَافِ جُنَيْهٍ مِمَّا سَاعَد أبطالنا كثريًا‪ .‬وَدَعَوْنَا أيضًا لَا ننسى‬ ‫دورَ الشركاءِ واملسامهني‪ ،‬فَقَد كانَ لَدَى أبطالِنا مسامهون شَارَكُوا فِي إمتامِ مَهَامِّهِم‪ ،‬فَلَمْ تَكُنْ لتكتمل هَذِه املهامُ بِدُون شركاءٍ عظامٍ ساعدوهم‬ ‫فِي وجودِ األماكنِ الَّتِي ساعدهتم عَلَى القيامِ بكلِ تلكَ األعمالُ العظيمةِ واهلادفةِ‪ ،‬فَمِنْهُم مكتبةُ مصرَ العامةُ‪ ،‬والتى استضافت الْكَثِريَ منَ‬ ‫األحداثِ الكبريةِ فِي هَذَا العام‪ ،‬وَلَن ننسى دورَ اجمللسِ القَوْمِيّ للمرأةِ فِي رحلةِ هَذَا الكِيان‪ ،‬وَكَذَلِك نَادِي دمنهورِ الرياضى الَّذِى شهدَ معظمَ‬ ‫جتمعاتِ أعضاءِ هَذَا الكيانُ الَّتِى أَدَّتْ إلَى حفرِ ذكرياتٍ عَدِيدَة ٍيف عقولِ وقلوبِ أبطالنا‪ ،‬وأخريًا نقابةُ الصيادلةِ والتى دائمًا مَا كَانَتْ تقفُ إلَى‬ ‫جَانِبِهِم وجتعلهم يَشْعُرُون أَنَّهُم جزءٌ مِنْهَا‪ ،‬وَفِي النِّهَايَةِ كلُ الشكرِ واالمتنانِ لكلِ شريكٍ عظيمٍ ساهمَ فِي وضعِ وَلَو حجرٍ واحدٍ فِي استمرارِ‬ ‫بناءِ هَذَا الكيانُ الْجَمِيل‪.‬‬ ‫وتوقف األستاذُ برهةً وَفِي ذلكَ الْحِني دخلَ طالبٌ جديدٌ مِن احملتملِ أَنَّهُ كَانَ تائهًا وأخريًا قَد وصل فاستكملَ ما كانَ حيكيه‪.‬‬


‫حَسَنًا أعزائى الطُّالَّب مِن املؤكدِ إنَّنِي ماضٍ قدمًا فِي الردِ عَلَى مجيعِ األسئلةِ الَّتِي رَأَيْتهَا باديةً فِي خواطركم‪.‬‬ ‫أجابَ أَحَدُهُم‪ :‬نَعَم أُسْتَاذِي‪ ،‬فَمَاذَا عَنْ تِلْكَ املراحلُ االنتقالية‪ ،‬تِلْكَ الَّتِي يَنْتَهِي بِهَا حلمٌ ويبدأُ آخَر؟‬ ‫فأجاب‪ :‬هَا قَد آثَار زميلكم الفضولَ عَن كيفيةِ انتهاءِ دورِ أبطالٍ وبدءِ دورِ أبْطَالٍ آخَرِين و تفسريُ هَذَا اللغزِ يَكْمُن فِي مَا يُدعَى اجلمعيةُ‬ ‫العموميةُ‪.‬‬ ‫أُقِيمَت اجلمعيةُ العموميةُ فِي حمطتنا السادسةِ املرقمةِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ فِي الْوَاحِدِ مِنْ سِبْتَمْبَر عَام " ‪ "2٠١٩‬بنقابةِ الصَّيَادِلَة‪ .‬يبدأُ االجتماعُ‬ ‫حبضورِ أعضاءِ هيئةِ املكتبِ كاملًا عندَ اكتمالِ النصابِ القَانُونِيّ لِبَدًا االجتماعِ مكتملًا باألغلبيةِ املطلقةِ بتفويضٍ مِن عضوٍ كاملٍ‪.‬‬ ‫يَتِمُّ توزيعُ بطاقاتِ التصويتِ حسبَ الرتتيبِ األجبدي لألعضاءِ الْكَامِلِني‪ ،‬وَبَعْدَهَا تَتِمّ قراءةُ القواعدِ التنظيميةِ لِلِاجْتِمَاع‪ ،‬ويَقُوم رئيسُ اجلمعيةِ‬ ‫بأخذِ التصويتِ عَلَى بدءِ العملِ بالقواعدِ التنظيميةِ للجمعيةِ العموميةِ وعندَ أخذِاملوافقةِ يَتِمّ النطقُ بالقسمِ اخلاصِ باإلحتادِ الْمِصْرِيّ لطالبِ كليةِ‬ ‫الصيدلةِ جامعةِ دَمَنْهُور‪ ،‬وَيُقَدَّم كلُ بطلٍ تقريرًا خاصًا بِمَا قَدَّمَهُ فِي حمطته تِلْك‪ ،‬وَبَعْدَهَا يتمُ التصويتُ عَلَى مَا إذَا كَانَ مَا قَدَّمَهُ فِي رِحْلَتِهِ قَد‬ ‫متَّ عَلَى أَكْمَلِ وجهٍ‪ ،‬وَفِى النهايةِ يَتَقَدَّم أبطالُ جَدَّدٌ آملني فِي إكمالِ مغامرةِ األبطالِ الذينَ سبقوهم فيتمُ التنافسُ والتصويتُ لينتهى األمرُ بتنصيبِ‬ ‫أبطالٍ جَدَّد للشروعِ فِي مغامرةٍ جديدةٍ‪ ،‬وَقَبْلَ أَنْ أُنْهِي لَكُم ذَاك القسمُ منَ الروايةِ سأسرتجع بعضَ األحداثِ الَّتِي أجلتُها عمدًا‪ ،‬فِي منتصفِ‬ ‫احملطةِ تُقَام الْجَمْعِيَّة الْعُمُومِيَّةُ الَّتِي حَدَّثْتُكُم عَنْهَا سابقًا وَكَانَتْ فِي تلكَ احملطةِ بتاريخِ الثامنِ مِن فَبْرَايِر لنفسِ العامِ بنفسِ املكانِ "نقابةُ الصيادلةُ‬ ‫بالبحرية" فَتَكُون البدايةُ بِنَفْس مَا ذَكَرْنَا فِي بدايةِ السابقةِ‪ ،‬حيثُ متَّت فِيهَا عَشْرَةُ اعالناتٍ منها‪ :‬تنصيبُ السيدةُ آية منصور مبنصبِ أمنيِ‬ ‫الصندوق‪ ،‬اإلعالنُ عن اجلَدولِ الزمين لألعمالِ خاللِ الفَصلِ الدراسيَ الثاني‪ ،‬اإلعالنُ عن رَحالةِ االحتادِ املصريِ لطالبِ كليةِ الصيدلةِ من‬ ‫اجلمعيةِ العلمية‪ ،‬واإلعالنُ عن املقبولنيَ يف برنامجِ التبادلِ الطالبي‪ ،‬اإلعالنُ عن نائبِ رئيسِ مكتبِ االحتادِ املصري لطالبِ الصيدلةِ جامعة‬ ‫دمنهور‪ ،‬واإلعالنُ عن نظامِ تقييمِ األعضاء‪،‬و اإلعالنُ عن أفضل األعضاءِ الكاملني خالل الفصلِ الدراسي األول‪ ،‬و اإلعالنُ عن اإلجراءاتِ‬ ‫النهائيةِ يف استضافةِ مؤمترِ خطوة على الطريق‪.‬‬ ‫قَالَ الْأُسْتَاذُ‪ :‬وأخريًا يَا أَحْبَابِي تُرى مَاذَا ينقصنا؟‬ ‫فَأَجَاب أَحَدٌ الطُّالَّب‪ :‬أَرَى أَنْ هَذِهِ امللحمةُ أُسْتَاذِي مِن اإلنصافِ أَن تُكللْ جبوائزٍ أَو أومسةٍ تكرميًا لَهُم‪.‬‬


‫فأتاهُ ردُ األستاذِ سريعًا‪ :‬أحسنتْ‪ ،‬فَهَذَا مَا كَانَ يُحَدِّثُ حبلولِ هنايةِ كلِ عامٍ‪ ،‬طاحمني فِي بدايةِ جَدِيدَة تكملُ عملَ السَّابِقِني وَتَكْتُب مزيدًا مِن‬ ‫األَسْطُرِ يف التَّارِيخ‪ .‬فَمَا جزاءُ العَمَلِ اجلَادِّ إلَّا التميزُ وحسنُ األثرِ‪ ،‬يرحلُ التعبُ وَتَبْقَى النتائجُ وَالْأَثَر‪ ،‬كعادةِ اجلمعيةِ املتميزةِ حَصَلَت جلانُ‬ ‫الْجَمْعِيَّة ِيف هَذَا العامُ عَلَى األلقابِ املتميزةِ مِثْل‪ " :‬أَفْضَلُ جلنةِ صحةٍ عامةٍ فِي الِاتِّحَادِ الْمِصْرِيّ لطلبةِ كليةِ الصَّيْدَلَة‪ ،‬وَكَذَلِك "أفضلُ محلةَ تربعٍ‬ ‫بالدمِ" و" أَفْضَلُ محلةِ توعيةِ بامليكروبِ احللزونى"‪ ،‬ولَيْسَت فَقَط الْأَلْقَاب‪ ،‬بَل أيضًا املسابقاتِ‪ ،‬فَقَد استطاعَ أبطالُ ذلكَ العامُ الفوزَ فِي مسابقةِ‬ ‫"‪ ،" Archiving mystery‬وَبِالطَّبْع لطاملا كَانَتْ هَذِهِ اإلجنازاتُ دافعًا لالستمرارِ وجتديدِ الشَّغَف‪ ،‬إلَى جانبِ األثرِ اجلميلِ الَّذِي يَتْرُكُه‬ ‫العملُ الصاحلُ فِي الْقُلُوبِ‪.‬‬ ‫ولعلّكُم تتساءلون عَن مَدىٰ مَا أشعُرُ بهِ فِي الوقتِ احلايلّ وَأَنَا أسرُدُ لَكُم جزءًا مجيلًا مِنِّي؛ جُزءًا شغوفًا بِحُب التطوُعِ واألعمالِ الْخَيْرِيَّة و‬ ‫السَّعْي‪ ،‬ولِـكي لَا أطيلُ الْحَدِيث ‪-‬الذي لَا يطاوعين قَلْبِي إلهنائِهِ لشدةِ حبِي له‪ -‬أكثرَ مِنْ ذَلِكَ فـتخيّل مَعِي شجرةً كَانَت يومًا مِن األيامِ مُجردِ‬ ‫بذرةٍ صَغِ ريَة‪ ،‬اعْتَنَيْت بِهَا وَ سعيتَ لريّها فـنَمَت أمَام عَيْنَيْك ورأيتَ مثارَها قَدْ أيْنَعَتْ وذُقتَ حَلَاوَة مثارِها وتيقنتَ أنّها كَانَت تستحقُ منكَ‬ ‫كُلُّ هَذَا اجلُهْدُ‪ ،‬ليمُرَ الزَّمَان و تَرَى أحبابكَ يَنْتَفِعُونَ بِهَا ويَعْتَنِي بِها غَيْرُك فـينتفعُ بِهَا الْكَثِري ويذوقون حالوةَ مثارِها فيدعونَ لكَ بِالْخَيْر إلَى يَوْمِ‬ ‫أجلِهم‪ ،‬لِذَا كُن أنتَ البدايةُ لشئٍ بسيطٍ كـالبذرة لتبدأ دورةَ حَيَاتِهَا بـفضلكَ أَنْت و ستمضي األيامُ و سَتَرَى بعينيكَ مثارَ تعبِك وجدّك ف‬ ‫احلياةِ‪ ،‬وَحَتَّى وَإِنْ لَمْ تَرَى لَهَا أثرًا كَمَا تُحبُّ فَاعْلَم أنّما سخرَك اهللُ لتكونَ عونًا لشخصٍ قَدْ لَا تعرفُه ولكنّ أثرَك فِي حياتِه لَن يَزُول‪ ،‬هَكَذَا هِي‬ ‫األعمالُ التطوعيةُ وَ هَذا هُوَ شُعُورِي نَاحِيَتِه‪ ،‬فـاملبدأُ الَّذِي دائمًا مَا أؤمُن بهِ و الْحَقِيقَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يتيّقن مِنْهَا الْجَمِيع أنّه كُلٌ منّا سَيَمْضِي‬ ‫ويَبْقَى الْأَثَر؛ فـاجعلوا فِي كلِ مكانٍ لَكُم أثرًا يتذكركم بِه غَيْرِكُم فيبتسم‪.‬‬


‫كَانَتْ هَذِهِ هِى آخرُ صفحاتِ الْكِتَاب‪ ،‬ذاكَ الكتابُ الَّذِي لَا طَالَمَا كانَ صاحبَ أوابٍ أليامٍ وليايلَ طَوِيلَة‪ ،‬طواها أوابُ مبشاعرٍ ختتلطُ بَيْن فرحٍ‬ ‫وفخرٍ بكلِ تلكَ املغامراتِ الَّتِي لَمْ يكنْ يُتَخَيَّل أَن يعيشَها وَلَم يَدُر فِي خميلتِه كيفَ حَدَثَت لَو أنّ أحدًا قصّ عَلَيْه قصصَه‪ ،‬فَرِحٌ بِمَا علِمَهُ وتعلَّمَه‪،‬‬ ‫حزينٌ النتهاءِ مسريتِه مَعَ الْكِتَابِ‪.‬‬ ‫وج دَ شعاعًا مِن نورٍ و أملٍ فِي أَنَّ يستكملَ تلكَ املغامراتِ وَإِن يعرفَ مَاذَا حدثَ بعدَها متثَّل فِى خطٍ باهتٍ عَفَى عَلَيْه الزمنُ كَانَ قَدْ خُطَّ‬ ‫عَلَى أسفلِ يَسَار صفحتِه هذِه مُبلِّغًا إيَّاه بِالتَّالِي ‪. .‬‬ ‫"هذه لَيْسَت هنايةُ القِصةِ وَلَم تكنْ أ يضًا هنايتُنا ‪ ،‬فاحتادُنا هَذَا لهُ أعمارٌ كثريةٌ لَم تُذكَر فِي هَذَا الكتابِ بَعد‪ ،‬و أَنَا كُنتُ مُدَوّنًا لشطرٍ مِن‬ ‫قصتِنا وموقنٌ أَن مَن كَانُوا بَعْدِي قَد استكملوا توثيقَ رحلتِنا فِي كتابٍ آخَر ‪ . .‬إلَى مَن وجدنى أَنَا األولُ و لكنّي لستُ الْأَخِري‪ ،‬فاستكمالُ‬ ‫قصصى ستجدُها فِى كُتُبٍ أُخْرَى مِثْلِي‪ ،‬وستعيشُ مَعَهُم مغامراتٍ أكثرَ وَأَكْثَر‪ ،‬أَتَمَنَّى حنيَ جتدُ بَاقِي الْأَجْزَاءِ إنْ تُحدثَ عنّا األوالدَ وَالْأَحْفَاد‪،‬‬ ‫وَإِن تنشرَ قصتَنا علّ أحدًا يستفيدُ مِنْهَا أَوْ تَنْمُو بداخلِه بذرةُ حبٍ للخريِ والعطاءِ فتتحولُ مدينتُكم جنةً‪ ،‬أَو لعلّك حينَها جتدُ مَن يشاركُكَ‬ ‫مغامراتك فِي كلِ كتابٍ تَقْرَأُه‪ ،‬مَا عليكَ إلَّا أَنْ جتتهدَ فِي البحثِ عَنْ بَاقِي األجزاءِ فِي كلِ مكانٍ ووقتَها ستَجدُ كنزَك الثَّمِني ميتلئُ باملزيدِ مِن‬ ‫احلكاياتِ و املغامراتِ فأنّا عَلَى وَعَدَّى معكَ ‪ ،‬فصلةٌ لَا تَنْتَهِي‪".‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.