بسـ اهلل الرحمف الرحيـ
وتزودوا فإف خير الزاد التقوى
ِ ِ ِ َّ ِ قُ ِل ح ِ ِ اصطََفى آللَّوُ َخحي ٌر أ ََّما ين ح اْلَ حم ُد للَّو َو َس ََل ٌم َعلَى عبَاده الذ َ ي حش ِرُكو َن 95أ ََّمن خلَق َّ ِ َنزَل لَ ُكم ِّم َن الس َم َاوات َو حاْل حَر َ ح َ َ ض َوأ َ ُ ِ ِ ات بَ حه َج ٍة َّما َكا َن لَ ُك حم أَن تُنبِتُوا َّ الس َماء َماء فَأَنبَحت نَا بِو َح َدائ َق ذَ َ ِ ِ ض َش َجَرَىا أَإِلَوٌ َّم َع اللَّو بَ حل ُى حم قَ حوٌم يَ حعدلُو َن 06أ ََّمن َج َع َل حاْل حَر َ ِ ِ ْي الحبَ ححَريح ِن قَ َر ًارا َو َج َع َل خ ََل ََلَا أَنح َه ًارا َو َج َع َل ََلَا َرَواس َي َو َج َع َل بَ ح َ حِ اجزا أَإِلَوٌ َّمع اللَّ ِو بل أَ حكثَرُىم ََل ي حعلَمو َن 06أ ََّمن ُِ يب ُي ً َ َ َ َ ح ُ ح ُ ُ ِ السوءَ َوَحُي َعلُ ُك حم ُخلَ َفاء حاْل حَر ِ ف ُّ الح ُم ح ضطََّر إِ َذا َد َعاهُ َويَ حكش ُ ض أَإِلَوٌ َّمع اللَّ ِو قَلِ ًيَل َّما تَ َذ َّكرو َن 06أ ََّمن ي ه ِدي ُكم ِِف ظُلُم ِ ات الحبَ ِّر َ َح ح َ ُ اَل ْي يَ َد حي َر حْحَتِ ِو أَإِلَوٌ َّم َع اللَّ ِو تَ َع َ َوالحبَ حح ِر َوَمن يُحرِس ُل ِّ اح بُ حشًرا بَ ح َ الريَ َ يدهُ َوَمن يَحرُزقُ ُكم ِّم َن اللَّوُ َع َّما يُ حش ِرُكو َن 06أ ََّمن يَحب َدأُ ح اْلَحل َق ُُثَّ يُعِ ُ ض أَإِلَو َّمع اللَّ ِو قُل ىاتُوا ب رىانَ ُكم إِن ُكنتم ِ ِ ْي َّ صادق َ ُح َ الس َماء َو حاْل حَر ِ ٌ َ ح َ ُح َ ح 06 [اننمم]64-9:
1
يا أهلل...يا أهلل...يا أهلل
لـ يكف ما كاف مني عف استيانة بحقؾ ،وال جيبل بو ،وال إنكا ار إلطبلعؾ ،وال استيانة بوعيدؾ ،إنما كاف مف غمبة اليوى ،وضعؼ القوة عف مقاومة مرض
وحسف ٍ ِ ورجاء لكرمؾ، ظف بؾ، الشيوة ،وطمعا في مغفرتؾ ،واتكاال عمى عفوؾ، ً الغرور والنفس األمارة بالسوء ،وسترؾ وطمعاً في سعة حممؾ ورحمتؾ ،وغرني بؾ َ عمي ،وأعانني جيمي ،وال سبيؿ الى االعتصاـ منؾ إال بؾ ،وال معونة المرخي ّ عمى طاعتؾ إال بتوفيقؾ ،ألميـ ال براءة لي مف ذنب فأعتذر ،وال قوة لي فأنتصر،
ولكنني مذنب مستغفر ،ألميـ ال عذر لي وانما ىو محض حقيقة ،ومحض جنايتي، أسألؾ فعؿ الخيرات وترؾ المنكرات وحب المساكيف وأف تغفر لي وترحمني واف
اردت ٍ ب َمف يحبؾ وعمبلً وح َ بقوـ فتنة فاقبضني إليؾ غير مفتوف ،أسألؾ ُحَبؾ ُ يقربني إلى حبِؾ. ٍ ماض أسألؾ بعزتؾ وذلي ...أال رحمتني ،أسألؾ بغناؾ وفقري...ناصيتي بيدؾ، ِ كمؾ ،عد ٌؿ ِف َّي قضاؤؾ ،عبيدؾ سواي كثير ،وليس لي سيد سواؾ ،وال ممجأ ف َّي ُح ُ وال منجا منؾ إال إليؾ ،أسألؾ مسألة المسكيف ،وأبتيؿ إليؾ ابتياؿ الخاضع الذليؿ،
ورِغ َـ إليؾ أنفو، أدعوؾ دعاء الخائؼ الضرير ،سؤا َؿ َمف َخ َ ض َعت لؾ َرقَبتُوَ ، وفاضت لؾ عيناه ،وذؿ لؾ قمبو ،يا ودود يا ودود ،يا ذا العرش المجيد ،يا ُمبدئ
يا معيد ،يا فعاالً لما يريد ،أسألؾ بنور وجهؾ الذي مأل أركاف عرشؾ ،وأسألؾ بقدرتؾ التي ِ قدرت بها عمى جميع خمقؾ ،وأسألؾ برحمتؾ التي وسعت كؿ شيء، ال إله إال أنت ،يا مغيث أغثنا ،يا مغيث أغثنا ،يا مغيث أغثنا. أسألؾ يا ربنا أف تعاممنا بما أنت أىمو ،وأف ال ِ تعاممنا بما نحف أىمو ،أنت أىؿ
التقوى وأىؿ المغفرة ،ألميـ ألّؼ عمى طاعتؾ قموبنا ،ووحد في سبيمؾ صفنا ،وأنزؿ
السكينة عمينا ،وأورثنا االرض نتبوأ منيا حيث نشاء ،آتنا مف لدنؾ رحمة وىيئ لنا
مف أمرنا رشدا ،واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحميف.
وبنصر عز ٍ ٍ يز النبوة الميـ بمطفؾ وبرحمتؾ إئذف لنا بخبلفة راشدة عمى منياج ّ
2
بعزتؾ وسيؼ نقمتؾ ويذ ّؿ فيو أىؿ معصيتؾ ،الميـ ّ مؤزر ُي ّ ّ عز فيو أىؿ طاعتؾ ُ أنصرنا عمى أعدائنا و ِ اشؼ صدور قوـٍ مؤمنيف. وسبلـ عمى المرسميف والحمد هلل رب العالميف. ٌ
عصمت الحموري -ابو محمد-.
بسم اهلل الرحمن الرحيم
عػػف أميػػر المػػؤمنيف أبػػي حفػػص عمػػر بػػف الخطػػاب-رضػػي اهلل عنػػو -قػػاؿس سػػمعت
رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعمى آلػو وسػمـ يقػوؿس «إنمػا اععمػاؿ بالنيػات اوانمػا لكػؿ امر ٍ ئ ما نوى فمػف كانػت رجرتػه إلػى ا ورسػوله فهجرتػه إلػى ا ورسػوله ومػف كانت رجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى مػا رػاجر إليػه».
)متفػؽ
عميو(.
وح َممَػةَ دعوتػػؾ يػػا الميػػـ تقبػػؿ ىػػذا العمػػؿ خالصػػاً لوجيػػؾ الكػريـ وانفػػع بػػو المسػػمميف َ يـ آميف. كر ُ الميـ طير قموبنا مف النفاؽ و ألسنتنا مف الكذب. الميـ طيرأعيننا مف الخيانة وأعمالنا مف الرياء. واجعمنا مع الصادقيف .الميـ آميف.
3
إرداء
إلى كؿ مسمـ غيور عمى دينه. إلى كؿ مسمـ غيور عمى ِعرضه وأرضه. إلػػى كػػؿ مػػف أحػػب ا راضٍ .
سػ ّػروُ أف يمقػػى ا ورضػػي بػػه ربػػاً َ وي ُ
إلى كؿ مسمـ يحب النبي صمى ا
ورػػو عنػػه
عميػه وعمػى هلػه وسػمـ ويطمػع أف
يحشر تحت لوائه يوـ القيامة.
إلػػى حممػػة ل ػواء التغييػػر ،حممػػة الػػدعوة ايسػػسمية السػػتئناؼ الحيػػاة
ايسػػسمية يقامػػة دولػػة الخسفػػة؛ دولػػة العػػز والجػػاو والسػػمطاف ،دولػػة
الجهاد والفتح واعماف.
ض ّحى بالنفس والمػاؿ واعرػؿ والولػد ،ورػاجر مػف بمػدو إبتغػاء إلى مف َ مرضاة ا ،اواعزاز دينه في اعرض. إلػػػى مػػػف اتخػػػذ العمػػػؿ يعػػػزاز ديػػػف ا
فػػػي اعرض قضػػػي ًة مصػػػيرية،
تستحؽ إتخاذ إجراء الحياة أو الموت في سبيمها.
ػح أو تػػذكير أُقػػدٍّـ رػػذو الشػػموع ػي ب ُنصػ ٍ إلػػى كػػؿ َمػػف كػػاف لػػه فض ػ ٌؿ عمػ ك لتكوف عوناً عمى ظُممة الطريؽ وأُنساً لوحشتها. 4
مقدمة
ِ وم ِذ ّؿ الكػافريف ولػو بعػد حػيف ،الػرحمف الػرحيـ الحمد هلل رب العالميف ُمعّز المؤمنيف ُ مالػؾ يػػوـ الػػديف ،والصػػبلة والسػبلـ عمػػى خيػػر الخمػػؽ أجمعػيف ،قػػدوة العػػامميف وعػزاء الصػػابريف المحتسػػبيف القائػػؿس «ال يػزاؿ ا إلى يوـ الديف».
يغػػرس فػػي رػػذا الػػديف َغرسػػاً يسػػتعممه
) أخرجو ابف ماجة(.
جعمنػػا اهلل واّيػػاكـ مػػف ِ الغ ػراس المثمػػرة التػػي يسػػتعمميا اهلل فػػي طاعتػػو واعػػزاز دينػػو الرشػػدة الثانيػػة عمػػى منيػػاج النبػ ّػوة التػػي فييػػا حكمػػو واقامػػة دولػػة خبلفػػة المسػػمميف ّا وتطبيؽ شريعة نبيو صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ.
النبػوةَ ثػـ يقػو ُؿ يقوؿ ربنا عز وجؿس «ما كاف لبشر أف يؤِت َيه ا َ الحكػـ و ّ الكتػاب و َ الكتاب موف يف بما كنتـ تُ َعمّ َ رباني َ لمناسِ كونوا عباداً لي مف دوف ا ِ ولكف كونوا ّ َ
وبما كنتـ تَدرسوف»
[ آؿ عمرافس.]97
رسػػموا إلػػى جػػرت سػػنة اهلل فػػي التغييػػر عمػػى أيػػدي األنبيػػاء الكػراـ عمػػييـ السػػبلـ أف ُي َ ػدعونيـ إلػ ػػى التوحيػ ػػد وخمػ ػػع كػ ػػؿ أشػ ػػكاؿ الشػ ػ ِ نبينػ ػػا ػرؾ والكفػ ػػر ،وكػ ػػاف ّ أق ػ ػواميـ ،يػ ػ َ
ػاتـ األنبي ػػاء والمرس ػػميف، المص ػػطفى األس ػػوة عمي ػػو أفض ػػؿ الص ػػبلة وأزك ػػى التس ػػميـ خ ػ َ ِ ِ ِ َتباعػػوُ بػػؿ ػب أ َ بس ػنة َمػػف سػػبقو مػػف األنبيػػاء بػػدعوة النػػاس إلػػى التوحيػػد وطالػ َ فعمػػؿ ُ َ
ػانييف ،وكمػ ػػا قػ ػػاؿ صػ ػػاغيـ صػ ػػمى اهلل عميػ ػػو وعمػ ػػى آلػ ػػو وسػ ػػمـ وأعػ ػػدىـ ليكون ػ ػوا ربػ ػ ّ ػػانييف أي ع ػػالميف ب ػػالحبلؿ والحػ ػراـ، المفس ػػروف رحمي ػ ُػـ اهلل(كاالمػػػاـ القرطبػػػي)س ربػ ّ ويحػ ّذروف أمػتيـ مػف آمريف بالمعروؼ نػاىيف عػف المنكػر ،يعممػوف مػا يجػري حػوليـ ُ أي خطر ي ِ ؽ بيـ " ،والربانى الػذي يجمػع إلػى العمػـ البصػر بالسياسػة مػأخوذ مػف حد ُ ُ قػ ػػوؿ العػ ػػرب َر َّ ب أمػ ػػر النػ ػػاس يربػ ػػو إذا أصػ ػػمحو وقػ ػػاـ بػ ػػو فيػ ػػو راب وربػ ػػاني .قالػ ػػو النحػػاس" .فالخطػػاب بمعنػػى كون ػوا سياسػ ّػييف ،وىكػػذا ينطبػػؽ وصػػؼ سياسػ ّػييف عمػػى
ػؤونيا أف الذي يسوس الرعيػة ىػو الػذي يأمرىػا وينياىػا ويرعػى ش َ وصؼ ر ّ بانييف ،إذ ّ خيرىا ويحيط بما حوليا مف أخطار فيح ّذر أمتو منيا. لما فيو ُ
5
فقػػاـ صػػمى ا عميػػه وعمػػى هلػػه وسػػمـ ب عػػداد كتمػ ٍػة سياسػ ٍ ربانيػػة كػػاف أفرادرػػا ػية ّ ِ شخصػياتهـ بايسػسـ، صػ َق َؿ مصاحؼ رضي ا تعالى عنهـ َ تسػير عمػى اعرضَ ، ُ فكانػػت عقميػػاتُهـ عقميػ ٍ ػات إسػػسمية تفكػػر وتخطػػط وتقػػيس األمػػور بمقيػػاس اإلسػػبلـ، وكانػػػت نفسػػػياتُهـ نفسػ ٍ ػػيات إسػػػسمية تُحػػػب وتُػػػبغض ،ترضػػػى برضػػػى ا أم ػ ٍػة أخرج ػػت لمن ػػاس ،ي ػػأمروف ب ػػالمعروؼ وتغضػػػب لمػػػا يغضػػػب ا ،فك ػػانوا خي ػ َػر ّ وينيَػػوف عػػف المنكػػر ويؤمنػػوف بػػاهلل .وعمػػى أكتػػافيـ قامػػت دولػػة اإلسػػبلـ األولػػى وقػػد
ػي صػمى اهلل عميػػو وعمػى آلػو وسػػمـ ومػف تػبعيـ رضػػي تعاىػدىا ىػؤالء الكػراـ بعػػد النب ّ اهلل عػنيـ يسوسػوف النػػاس بػالقرآف والسػنة ومقيػػاس أعمػالهـ الحػػبلؿ والحػراـ ،وغايػػة ِ ػبلـ لمنػاس ىػي الػدعوة والجيػاد، غاياتيـ رضػواف اهلل عػز وجػ ّؿ ،وطريقػة حممي ُػـ اإلس َ حتى استمرت ىذه الدولة ما يقارب أربعة عشر قرناً مف الزماف إلى أف تآمر عمييػا الكفار وقػاموا بيػدميا والغػاء نظػاـ خبلفتيػا عػاـ 4791ـ .وقػاموا بتقسػيـ ببلدىػا فيمػا
العمي العظيـ. بينيـ ،إلمتصاص خيراتيا واستعباد أىميا وال حوؿ وال قوة إال باهلل ّ
الراشدة الثانية اليوـ نحف عمى أبواب إقامة دولة الخسفة ايسسمية ّ و َ النبوة إف شاء ا . عمى منهاج ّ
نبينػا انييف ،وسػيرة ّ واهلل سبحانو وتعالى ّبيف لنا كيؼ يكوف أتباع األنبياء ،يكونوف رّب ّ ػانييف ،وعمػػى صػػمى اهلل عميػػو وعمػػى آلػػو وسػػمـ ّبينػػت كيػػؼ كػػاف الصػػحابة الك ػراـ رّبػ ّ
أكتػػافيـ قامػػت الدولػػة اإلسػػبلمية األولػػى ،وكػػي نكػػوف أىػػبلً ً لتنػ ّػزؿ النصػػر وأىػػبلً إلقامػػة دولػػة الخبلفػػة ال ارشػػدة الثانيػػة ،عمين ػا إعػػداد أنفسػػنا كمػػا تػ ّػـ إعػػداد الصػػحابة
رضػواف اهلل عمػػييـ ،الػػذيف كػػانوا أىػػبلً إلقامػػة الدولػػة اإلسػػبلمية األولػػى ،فكػػاف ل ازمػاً عمينػػا أف نكػػوف سياسػػييف ،بمعنػػى أف نرعػػى شػػؤوف أُ ّمتِنػػا فكريػاً باإلسػػبلـ ،كمػػا عممنػػا المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ،ونسػػعى إليجػػاد الدولػػة التػػي ترعػػى شػػؤونيـ عممياً.
وبمػػا ّأننػػا عمػػى طريػػؽ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وعمػػى آلػػو وسػػمـ سػػائروف َبػػدءاً
6
ػاء بإسػػتبلـ الحكػػـ وتطبيػػؽ اإلسػػبلـ إف شػػاء بػػالتثقيؼ المرّكػػز ومػػرو ارً بالتفاعػػؿ وانتيػ ً فكنا دوماً بحاجة إلى زادٍ عمى الطريؽ ،وما نزاؿ. اهللّ ، ليذا كمو اقتطفت لكـ ىذه األزىار مف بساتيف الدعوة ،عسى أف تػ ِ ساى َـ في ىذا الزاد ُ ومانػػو ،سػػائبلً المػػولى عػػز وجػػؿ التوفيػػؽ الكػريـ وتُعيننػػا عمػػى بمػػوغ الغايػػة بتوفيػػؽ اهلل َ والسداد والقبوؿّ ،إنو سميع قريب مجيب.
محبة ا
عز وجؿ
7
«يا أيها الذيف ءامنوا مف يرتد منكـ عف ِ دينه فسوؼ يأتي ا ُ ٍ بقوـ يحبهـ َ ويحبونه ٍ أذلة عمى المؤمنيف ك أعزٍة عمى الكافريف يجاردوف في سبيؿ ا وال يخافوف لومة
الئـ»[.المائدةس]41
ت القموب عمى محبتو، أنفع المحبة عمى اإلطبلؽ وأوجبيا ،وأعبلىا ،محبةُ َمف ُجبِمَ ْ وفُ ِط َرت الخميقة عمى تألييو ،فإف اإللو ىو الذي تَأَّلَو القموب بالمحبة ،واإلجبلؿ،
والتعظيـ ،والذؿ لو ،والخضوع ،والتعبد ،والعبادة ال تصمح إال لو وحده ،والعبادةس ىي كماؿ الحب مع كماؿ الخضوع و ُّ الذؿ. واهلل تعالى يح ِ ب تََبعاً لمحبتو ،وقد َد َّؿ عمى ب مف جميع الوجوه ،وما سواه إنما ُي َح ُ َُ ُ وجوب محبتو سبحانو جميع كتبو المنزلة ،ودعوة الرسؿ ،وفطرتو التي فطر عباده عمييا ،وما ُراكب فييـ مف العقوؿ ،وما أسبغ عمييـ مف النعـ؛ فإف القموب مفطورةٌ َ مجبولة عمى محبة مف أنعـ عمييا وأحسف إلييا ،فكيؼ بمف كؿ اإلحساف منو ،وما بخمقو جميعيـ مف نعمة فمنو وحده ال شريؾ لو كما قاؿ تعالىس « وما بكـ مف نعمة فمف ا [ »...النحؿ .]45
وكؿ ما منو سبحانو وتعالى إلى عبده يدعوه إلى محبتو؛ فعطاؤه ومنعو ،ومعافاتو
وع ْدلُو وفضمو ،واماتَتُوُ واحياؤه ،وبُِّرهُ ورحمتو ،واحسانو وب ْسطُوَ ، بضوُ َ وابتبلؤه ،وقَ ُ وستره ،وعفوه ِ وحممو ،وصبره عمى عبده ،واجابتو لدعائو ،وكشؼ َك ْربِ ِو واغاثة ُُ َ ليفتو ،وتفريج كربتو مف غير حاجة منو إليو ،بؿ مع غناه التاـ عنو مف جميع داع لمقموب إلى تأليهه ومحبته ،فمو أف مخموقاً أسدى لمخموؽ الوجوه؛ كؿ ذلؾ ٍ
قمبو مف محبتو ،فكيؼ ال يحب العبد بكؿ قمبه أدنى شيء مف ذلؾ لـ يممؾ َ وجوارحه َمف ُي ْح ِسف إليه عمى الدواـ بعدد اعنفاس ،ويسعى بكؿ ما أُوِتي مف
قوٍة إلى طاعته ونيؿ رضوانه سبحانه؟!.
وشرنا إليو صاعد ،يتحبب إلينا بنعمو وىو غني عنا ونتبغض إليو َ فخ ْي ُرهُ إلينا نازؿ ُ إحسانوُ وبُِّرهُ وانعامو عمينا يصدنا عف معصيتو، بالمعاصي ،ونحف الفقراء إليو ،فبل ُ وال معصيتُنا ولُ ْؤ ُمنا يقطع إحساف ربنا سبحانو عنا.
8
الخ ْمؽ إف لـ يربح عميؾ لـ يعاممؾ ،وال بد أخي حام َؿ الدعوة...كؿ مف تعاممو مف َ أعظـ لو مف نوع مف أنواع الربح ،وربؾ سبحانو وتعالى إنما يعاممؾ لتربح أنت، َ ٍ أضعاؼ كثيرٍة، الرب ِح وأعبله؛ فالدرىـ عنده بعشرة أمثالو إلى سبعمائة ضعؼ ،إلى
والسيئة بواحدة وىي أسرع شيء عنده محواً.
فمطالبؾ – بؿ مطالب الخمؽ كميـ جميعاً – لديو ،فيو أجود ال ُكرماء ،أعطى َ ُ عبدهُ الكثير مف ويَن اميو ،ويغفر قبؿ أف يسألو فوؽ ما ُي َؤ اممُو، يشكر القمي َؿ مف العمؿ ُ َ ُ الزلؿ ويمحوه ،يسأَلُوُ مف في السماوات واألرض َّ كؿ ٍ يوـ ىو في شأف ،ال يشغمُوُ َ ِ سمعٌ عف سمع ،وال تُ َغماطُوُ كثرةُ المسائؿ. وي ُّ ويغضب إف لـ ُيسأؿ، حب أف ُيسأ َؿ وال ُ يتبرـ بإلحاح الممحيف في الدعاءُ ، ُ نفسو، ويستحيي مف عبده حيث ال يستحيي ُ العبد منو ،ويستره حيث ال يستر َ ِ ِِ ِِ ِ ِ امتِ ِو ويرحمو حيث ال يرحـ نفسوَ ، ودعاهُ سبحانوُ بن َعمو واحسانو وأياديو إلى كر َ ِِ رسمَوُ إلرشاده وبعث إليو معيـ عيده ،ثـ نزؿ إليو سبحانو ورضوانو فأبى ،فأرسؿ ُ
بنفسو ،وقاؿس فأغفر له ،وذلك كل ليله » (رواه البخاري) « َمن يسألُني فأُعط َيهَ ،من يستغفرني َ
وكيؼ ال تحب القموب مف ال يأتي بالحسنات إال ىو ،وال يجيب الدعوات ويقيؿ العثرات ،ويغفر الخطيئات ،ويستر العورات ،ويكشؼ الكربات ،ويغيث الميفات،
وينيؿ الطمبات سواه. فيو أحؽ مف ُذكر وأحؽ مف ُشكر ،وأحؽ مف ُعبد ،وأحؽ مف ُحمد ،وأنصر مف ابتغي ،وأرأؼ مف َممؾ ،وأجود مف ُسئؿ ،وأوسع مف أعطى ،وأرحـ مف استُرحـ، وأكرـ مف قُصد ،وأعز مف التُجىء إليو ،وأكفى مف تُ ِ وكؿ عميو ،أرحـ بعبده مف الوالدة بولدىا ،وأشد فرحاً بتوبة التائب مف الفاقد لراحمتو التي عمييا طعامو وشرابو في أرض الميمكة إذا يئس مف الحياة ثـ وجدىا ،و ىو الممؾ ال شريؾ لو و الفرد
ؾ إال وجيوُ ,لف ُيطاع إالّ بإذنو ،و لف ُيعصى إالّ بعممو، ند لو ك ُؿ شيء ىال ٌ ال ّ
9
ِ يع ,و ُيعصى فيعفو و يغفر و حقو أضيع, ُيطاع فَيشكر ،و بتوفيقو و نعمتو أُ ُ ط َ أجؿ حفيظ ,وأوفى بالعيد وأعدؿ ٍ فيو أقرب شييد ,و ُّ قائـ بالقسط ،حاؿ دوف النفوس ,وأخذ بالنواصي ,وكتب اآلثار ,ونسخ اآلجاؿ ,فالقموب لو مفضية ,والسر
عنده عبلنية ,والغيب لديو مكشوؼ ,وكؿ أحد إليو مميوؼ ,وعنت الوجوه لنور وجيو ,وعجزت العقوؿ عف إدراؾ كنيو ,ودلّت ِالفطَر واألدلة كميا عمى إمتناع مثمو وشبيو ,وأشرقت لنور وجيو الظممات ,واستنارت لو األرض والسماوات ,وصمحت
عميو جميع المخموقات ,ال يناـ و ال ينبغي لو أف يناـ ُيرفع إليو عمؿ الميؿ قبؿ النيار ,وعمؿ النيار قبؿ الميؿ ,سبحانو وبحمده تبارؾ اسمو وتعالى َج ُّده وال إلوَ
غيره. ُ نعيـ ومحبة اهلل ّ عز و جؿ ىي حياة القموب ,وغذاء األرواح ,وليس لمقمب لذةٌ وال ٌ أعظـ مف ألـ العيف إذا فقدت وال ٌ فبلح والحياةٌ إالّ بيا ،واذا فقدىا القمب كاف ألَ ُموُ َ
فساد القمب -إذا خبل مف محبة فاطره نورىا ،أو األُ ُذف إذا فقدت سمعيا ،بؿ ُ َ وبارئو واليو الحؽ -أعظـ مف فساد البدف إذا خبل مف الروح ,وىذا األمر ال يصدؽ بو إالّ مف فيو حياة ,و ما لجرح بميت إيبلـ. قاؿ بعضيـ س "المحب طائر القمب ,كثير الذكر ,متسػبب إلػى رضػوانو بكػؿ سػبيؿ
يقدر عمييا مف الوسائؿ و النوافؿ دأباَ ً وشوقاَ ً ". وأنشد بعضيـس ٍ ِ تخدمو وكف لربؾ ذا ُحب ل َ
إف المحبيف لؤلحباب ُخ ّد ُاـ
حب ا و طاعتَه ,ف ف تعودوا ك وأوصت امرأة مف السمؼ أوالدىا فقالت ليـ س" ّ ارحهـ مف غيررا ,ف ف َعَرض لهـ الممعوف المتقيف أُلفوا بالطاعة ْ فاستوحشت جو ُ مرت المعصية بهـ محتشمة فهـ لها منكروف " بمعصية ّ
11
و أنشد ابف المبارؾ س شنيع ىذا لعمري في القياس ُ إف المحب لمػف ُ َ يحب مطيعُ
تعصى اإللو و أنت تزُع ُـ حبو لو كاف ُحُبؾ صادقاً ألطػعتَوُ
إيثار اآلخرة عمى الدنيا
11
قػػاؿ ربنػػا عزوجػػؿُ ":زيػػػف لمنػػػاس حػػػب الشػػػهو ِ ات مػػػف النسػػػاء والبنػػػيف والقنػ ِ ػػاطير ُ ُ ػاـ والحػ ِ ِ المسػومة واعنعػ ِ ِ ػرث ذلػؾ متػػعُ الحيػػوِة الػذرب والفضػ ِػة والخيػ ِػؿ المقنطػرة مػػف حسف المئاب * قؿ أؤن ِب ُئ ُكـ ٍ بخير مف ذل ُكـ لِمذيف اتقػوا عنػد ربهػـ الدنيا وا ُ عندو ُ جنت تجري مف ِ اج مطهػرةٌ ِ تحتها ٌ ورضػو ٌ اعنهػار خالػديف فيهػا وأزو ٌ اف مػف ا وا ُ ُ عػذاب النػار* بصير بالعباد *الذيف يقولوف رب َنا إننا ءامنػا فػاغفر لنػا ذنوب َنػا وق َنػا َ ٌ الصابريف والصادقيف والقانتيف والمنفقيف والمستغفريف باعسحار"
(آؿ عمرافس)49-41
.
قػػاؿ عمػػر رضػػي اهلل عنػػوس الميػػـ إنػػا ال نسػػتطيع إال أف نفػػرَح بمػػا زينتَػػوُ لنػػا ،الميػػـ إني أسألؾ أف ُ ننفقو في حقو. قاؿ عبد اهلل قاؿ النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ س" أيكـ ماؿ وارثه أحػب إليػه مػف
قػدـ ػه مػا َ ماله؟ قالوا يا رسوؿ ا مػا مػف أحػد إال مالػه أحػب إليػه ،قػاؿ :فػ ف مالَ ُ وما َؿ وارثه ما أ َخر ) (البخاري).
عػػف زيػػد بػػف أرقػػـ قػػاؿس كنػػا مػػع أبػػي بكػػر الصػػديؽ رضػػي اهلل عنػػو فػػدعا بش ػراب ف ػأُتي بمػػاء وعسػػؿ فممػػا أدنػػاه مػػف فيػػو بكػػى وبكػػى حتػػى أبكػػى أصػػحابو فسػػكتوا ومػػا سػػكت ،ثػػـ عػػاد فبكػػى حتػػى ظنػوا أنيػػـ لػػف يقػػدروا عمػػى مسػػألتو .قػػاؿ ثػػـ مسػػح عينيػػو فقػػالوا يػػا خميفػػة رسػػوؿ اهلل مػػا أبكػػاؾ قػػاؿ كنػػت مػػع رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو
وسمـ فرأيتُو يدفع عف نفسو شيئا ولـ َأر معو أحداً ،فقمت يا رسوؿ اهلل ما الػذي تػدفع عف نفسؾ قاؿس" رذو الدنيا مثمت لي فقمت لهػا ِ إليػؾ عنػي ثػـ رجعػت فقالػت :إف ت مني فمف ُيفمت مني َمف بعدؾ"( .رواه الحاكـ في المستدرؾ) أ ْفمَ َ
عف قتادة بف النعماف رضي اهلل عنو قاؿس قاؿ رسوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ " إذا أحػػػب ا المستدرؾ).
عبػػػداً حمػػػاو الػػػدنيا كمػػػا يحمػػػي أحػػػدكـ مريضػػػه المػػػاء"
12
(الح ػػاكـ ف ػػي
عف عبد اهلل رضي اهلل عنو أف النبي صمى اهلل عميػو وسػمـ قػاؿس" مػا لػي ولمػدنيا
ومػا لمػدنيا ولػي والػػذي نفسػي بيػدو مػػا مثمػي ومثػؿ الػدنيا إال كراكػػب سػار فػي يػػوـ
صائؼ فاستظؿ تحت شجرة ساعة مف نهار ثـ راح وتركه"
( ابف حباف ) .
عػػف ش ػريح بػػف عبيػػد أف أبػػا مالػػؾ األشػػعري لمػػا حض ػرتو الوفػػاة قػػاؿس يػػا معشػػر األشػػعرييف ُليبمّػغ الشػػاىد مػػنكـ الغائػػب إنػػي سػػمعت رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ ومرة الدنيا حموة اآلخرة" رواه الحاكـ في المستدرؾ يقوؿس "حموة الدنيا ُمرة اآلخرةُ ، عف أبي بف كعب رضي اهلل عنػو قػاؿسأف النبػي صػمى اهلل عميػو وسػمـ قػاؿس"بشػر رػذو اعمػػة بالسػػناء والرفعػة والنصػػرة والتمكػػيف فػػي اعرض ومػف َع ِمػ َػؿ مػػنهـ َع َمػ َػؿ اآلخرة لمدنيا لـ يكف له في اعخرة نصيب" ( .رواه الحاكـ) قاؿ عبد اهللس أنتـ أكثر صػبلة وأكثػر صػياماً مػف أصػحاب محمػد صػمى اهلل عميػو قػاؿ كػانوا أزرػد مػنكـ فػي الػدنيا وأرغػب مػنكـ
وسمـ وىـ كانوا خي اًر منكـ قالوا وب َػـ في اآلخرة ( .رواه الحاكـ في المستدرؾ) .
ػب فيمػا كػاف كاف عمرو بف العاص يقوؿ عمى المنبرس واهلل ما ر ُ أيت قوماً قػط أرغ َ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ يزىػػد فيػػو مػػنكـ ترغبػػوف فػػي الػػدنيا وكػػاف يزىػػد فييػػا ػبلث مػف الػدىر إال والػذي عميػو أكثػر واهلل ما مر برسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ ث ٌ مف الذي لو .رواه انحاكم عػػف سػػيؿ بػػف سػػعد السػػاعدي قػػاؿس سػػمعت النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ يقػػوؿس" وموضع سوط أحدكـ مف الجنة خير مف الدنيا وما عميها والروحػة يروحهػا العبػد فػػػي سػػػبيؿ ا
أو الغػػػدوة خيػػػر مػػػف
الدنيا وما عميها " (البخاري) .
13
عف عبداهلل بف عمػر رضػي اهلل عنيمػا قاؿساخػذ رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ بمنكبي فقاؿس" كف في الدنيا كانؾ غريب أو عابر سبيؿ" (البخاري) . ػبحت فػػس تنتظػػر ػيت فػػس تنتظػػر الصػػباح اواذا أصػ َ وكػاف ابػػف عمػػر يقػػوؿس إذا أمسػ َ المساء وخذ مف صحتؾ لمرضؾ ومف حياتؾ لموتؾ". عف المستورد بف شداد قاؿ قاؿ النبي صػمى اهلل عميػو وسػمـ س وا
مػا الػدنيا فػي
االخرة اال مثؿ ما يجعؿ أحدكـ إصبعه في اليـ فمينظر بـ يرجع" (مسمـ) . ػت الػػدنيا ُمػػدبرة وارتحمػػت اآلخ ػرة مقبمػػة ،ولكػػؿ وقػػاؿ عمػػي بػػف أبػػي طالػػبس ارتحمَػ ْ اليػوـ واحدة منيما بنػوف فكونوا مف أبناء اآلخػرة ،وال تكونػوا مػف أبنػاء الػدنيا ،فػاف َ
حساب وال عمؿ. عم ٌؿ وال حساب ،وغدا ٌ
عػػف أبػػي موسػػى األشػػعري رضػػي اهلل عنػػوسأف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ قاؿ(:مف أحػب دنيػاو أضػر بتخرتػه ومػف أحػب أخرتػه أضػر بػدنياو فػتثروا مػا يبقػى
عمى ما يفنى) (.
رواه الحاكـ في المستدرؾ)
جعمنا ا
اواياكـ ممف يستمعوف القوؿ فيتبعوف أحسنه
ايخسص
ستي وُن ِ «قؿ إِ ّف ص ِ يف » اي َو َم َم ِاتي ِ َر ٍّب العالَ ِم َ سكي َو َم ْح َي َ َ ُ َ َعم ٌؿ مف أعماؿ القموب بؿ ىو في مقدمة األعماؿ القمبية إلف قبوؿ األعمػاؿ ال يػتـ (األنعاـ.)469،
14
إال بو. و المقصود باإلخبلص إرادة وجه ا
تعالى بالعمؿ وتصفيتو مف كؿ شوب ذاتي
أو دنيوي فبل ينبعث العمؿ إال هلل تعالى وال يمازج عمؿ المرء ما يشوبو مف
الرغبات العاجمة لمنفس ،الظاىرة أو الخفية ،وأساس إخبلص العمؿس تجريد النية فيو هلل عز و جؿ. والمراد بالنية إنبعاث إرادة اإلنساف لتحقيؽ غرض مطموب لو ،والمؤمف الحؽ ىو
افز اآلخرة عمى حو ِ افز باعث اليوى و باعث الديف في قمبو الذي غمب َ ُ انتصر ْ ت حو ُ َ الدنيا وآثر ما عند اهلل تعالى عمى ما عند الناس فجعؿ قولَو ونيتَو وعممو وجعؿ رب العالميف.
ون ُس َكوُ ومحياه ومماتو صبلتو ُ واإلخبلص بيذا المعنى ثمرةٌ مف ثمرات التوحيد الكامػؿ هلل تبػارؾ وتعػالى ،الػذي ىػو
إفراد اهلل عز وجؿ بالعبادة واالستعانة «إيػاؾ نعبػد اوايػاؾ نسػتعيف»[الفاتحػة ،]4والػذي يناجي بو المسمـ ربو في صمواتو كؿ يوـ ما ال يقؿ عف سبع عشرة مرة. وبيذا اإلخبلص يكوف اإلنساف المؤمف عبػدا هلل حقػا ،ال عبػدا ليػواه وال عبػدا ألىػواء
غيره ،ال عبدا لدنياه وال عبدا لػدنيا غيػره ،ويكػوف كمػا أمػر اهلل سػبحانو رسػولَو الكػريـ ػستي وُنسػ ِػكي وم ْحيػػاي وممػ ِ «قػػؿ إِ ّف صػ ِ ػه َوِب ػ َذلؾ يف ال شػ َ ػريؾ لَػ ُ ػاتي ِ َر ٍّب العػػالَ ِم َ َ ُ َ ََ َ َ َََ أِ ت َوأََناْ أ َّو ُؿ المسمميف» ُم ْر ُ وىػذا يعنػي أف تجعػػؿ ركوعػؾ وسػػجودؾ وعبادتػؾ ودعوتػػؾ خالصػ ًة [األنعاـ.]469.465،
رب العػػالميف
ػؼ نفسػػؾ ألمػػر اهلل وأف تحيػػى لئلسػػبلـ وأف تمػػوت بػػؿ وأف تكػػوف حياتػػؾ هلل بػػأف توِقػ َ فػ ػػي سػ ػػبيؿ إعبلئػ ػػو وتمكينػ ػػو فػ ػػي االرض واخضػ ػػاع رقػ ػػاب النػ ػػاس أجمعػ ػػيف هلل رب اد يسير ليعينؾ في سفرؾ لآلخرة ،ال العالميف ،واف أخذت شيئا مف الدنيا فإنما ىو ز ٌ َ أكبر ىمؾ أو مبمغا لعممؾ. أف تكوف الدنيا َ فعمي ػػؾ أخ ػػي حامػ ػ َؿ ال ػػدعوة أف تخم ػػص عمم ػػؾ ف ػػي ال ػػدعوة هلل رب الع ػػالميف وأف ال ٍ حطاـ ٍ فاف ولساف حالؾ يجب أف يكوفس تتطمع الى مكاسب دنيوية زائمة أو الى «ما أسأل ُكـ عميه مف ٍ ي أجر إف أجر َ
15
إال عمى ِ رب
العالميف»[الشعراء ]499
فحامػػؿ ال ػػدعوة ال يطم ػػب منص ػػباً وال مكانػ ػةً وال منزلػ ػةً وال ُشػ ػيرةً وال ُمكاف ػػأةً ب ػػؿ يري ػػد بعممو وجو الواحد األحد وأف يكوف عممُو مقبوالً عند ٍ مميؾ مقتػدر ،متابِعػاً فػي أعمالػو ُ َ كميا المصطفى األسوة صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ.
بعض ما يعينؾ عمى ايخسص
اإلكثػار مػف الصػدقة الخفيػػة ،حيػث ال تعمػـ شػما ُؿ ُ ؾ مػػا أنفقػت يمينػؾ ،فالصػػدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
16
ت عف رسوؿ اهلل صمىاهلل عميو وآلو ضوءؾ وصبلتَؾ كما َوَرَد ْ وو َ إتقانؾ اغتسالؾ َ أف يراؾ أحد مف البشر) ،مستحض اًر أنت في ُ وسننِيا و َ وسمـ بأركانيا َ الخ ْم َوة(دوف ْ قوؿ النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ «:إذا توضأ العبد المؤمف فتمضمض خرجت
الخطايا مف فيه ،ف ذا استنثر خرجت الخطايا مف أنفه ،ف ذا غسػؿ وجهه خرجت الخطػايا مػف وجهه حتى تخرج مف تحت أشفار عينيه ،ف ذا غسػؿ يديه خرجت
الخطايا مف يديه حتى تخرج مف تحت أظفار يديه ،ف ذا مسح برأسه خرجت
الخطايا مف رأسه حتى تخرج مف أذنيه ،ف ذا غسؿ رجميه
خرجت الخطايا مف رجميه حتى تخرج مف تحت أظفار رجميه ،ثـ كاف مشيه الى
المسجد وصسته نافمة له
» (رواه النسائي).
ِ أف تُ ْكثَِر مف االستغفار قبؿ ت ما َ ػحار ( َو ْؽ َ َ الفجر )والناس نياـ و ْ َس َ صبلتؾ في األ ْ فيو ُمفتاح لكؿ خير ،قاؿ تعالىس «وباعسحار رـ يستغفروف»(الذاريات ،)41وقاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس«مف لزـ االستغفار جعؿ ا له مف كؿ ضي ٍ ؽ مخرجاً ومف كؿ ٍ وقت رـ فرجاً ،ورزقه مف حيث اليحتسب» (رواه ابو داوود)ُ ،م ْغتَِن َماً بذلؾ َ ِ ربنا النزوؿ اإلليي الذي أخبرنا عنو المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس «يتنزؿ ّ
تبارؾ وتعالى كؿَ ليمة (أي :نزوالً يميؽ بجسله) إلى ال ِ سماء الدنيا حيف يبقى ثمث
اآلخريقوؿ:مف يدعوني فأستجيب له ،مف يسألُني فأعطيه ،مف يستغفرني الميؿ َ فأغفر له» )رواه البخاري(.
احػػرص أخ ػػي عمػػى صػػػسة الضػػػحى ،فق ػػد ق ػػاؿ فػػي فض ػػميا صػػمى اهلل عمي ػػو وآل ػػو ِ ػػدقة ،فكػػػؿ صػ َ سػػػسمى (أيسمفصػػؿ مػػف مفاصػػؿ العظػػـ) َ وسػػمـ«:يصػػػبح عمػػػى كػػػؿ ُ ٍ ٍ ٍ تهميمة صدقة ،وكؿ تكبيرٍة صػدقة ،و ٍ أمػر تحميدة صدقة ،وكؿ تسبيحة صدقة ،وكؿ وي ْجزئ مػف ذلػؾ ،ركعتػاف يركعهمػا مػف بمعروؼ صدقة، ٍ ونهي عف المنكر صدقةُ ،
الضحى» (رواه مسمـ) ،ويقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ عف ربو عز وجؿ أنو قاؿس « ٍ يا بف هدـ ٍّ أو َؿ النهار أكفيؾ هخرو» ( الثقات). أربع ركعات ك صؿ لي َ أكثػ ػ ػ ػػر مػ ػ ػ ػػف االسػ ػ ػ ػػتغفار والتوبػ ػ ػ ػػة ،فالمصػ ػػطفى صػ ػػمى اهلل عميػ ػػو وآلػ ػػو وسػ ػػمـ
17
ػوب إليػػو فػػي اليػػوـ أكثػػر مػػف سػػبعيف مػرة .واعمػػـ أف التائػػب مػػف ػتغفر اهللَ ويتػ ُ كػ َ ػاف يسػ ُ الذنب كمف ال ذنب لو. احرص عمى اإلكثار مف الصبلة عمى رسوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ ،فيػو عميه بها عش ارً» (رواه مسمـ) ،فأثناء سػفرؾ
القائؿس « َمف صمى َعمَ كي صسةً صمى ا ؾ اجعػػؿ لسػػانؾ َر ِطب ػاً بِػ ِػذ ْك ِر اهلل والصػػبلة عمػػى رسػػوؿ اهلل دوف أف يشػػعر بػػؾ وم ْش ػيِ َ َ
أحػ ػػد ،ودوف أف تخبػ ػ َػر أحػ ػػداً بػ ػػذلؾ ،وصػ ػػبلة اهلل عميػ ػػؾ تعنػ ػػي أف يغمػ ػػرؾ سػ ػػبحانو ومػف منػا يسػتغني عػف ذلػؾ ،الميػـ ص اػؿ عمػى ومف منا ال يفتقػر لػذلؾ ،بػؿ َ برحماتوَ ، طيبػاً مباركػاً فيػو ،ع َػد َد مػا أحػاط سيدنا محمد وعمى آلو وصحبو وسػمـ تسػميماً كثيػراّ ، َّ كتابػػؾُ ،كممػػا ذكػػرؾ الػػذاكروف وغفػػؿ عػػف ذكػػرؾ عممػػؾ وخػػط بػػو قممػػؾ وأحصػػاه ُ بػػو ُ الغافموف . كؿ ىذا يعينؾ عمى اإلخبلص ،واهلل الموفؽ.
إحذر مف وساوس الشيطاف
فقد يقوؿ لؾ الشيطاف(أترؾ ىذا العمؿ فيو ليس هلل ،)...كف أقوى منو و ِ امض في عممؾ وأكثِر مف التضرع إلى اهلل ليأخذ بيدؾ لما يحبو ويرضاه واستعف عمى
الشيطاف بكثرة النوافؿ الخفية كما تذاكرنا مف قبؿ وحيف يوسوس لؾ الشيطاف لوس(مف الذي يعمـ بفعؿ كذا بح َج ِة أنو ليس هلل واجيّوُ بقوة قائبلً َ لتترؾ العمؿ ُ َ أحد إال اهلل) وكذا !! مستحض اًر األعماؿ الخفية الكثيرة التي قدمتَيا وال يدري عنيا ٌ واستعذ باهلل منو و ِ امض بقوة لما يحبو اهلل مف األعماؿ مستعصماً باهلل مف شياطيف وكافيؾ وحافظُؾ بفضمو ورحمتو. ؾ َ اينس والجف ،واهلل َم َع َ
عف أبي ىريرة أف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿس " إذا خرج الرجؿ مف باب بيته أو مف باب دارو كاف معه ممكاف
موكسف به ف ذا قاؿ بسـ ا ،قاال ُرديت
18
اواذا قاؿ ال حوؿ وال قوة إال با ،قاال ُوقيت اواذا قاؿ توكمت عمى ا قاال ُكفيت ِ ي و ُك ٍف َي قاؿ فيمقاو قريناو فيقوالف ماذا تريداف مف رجؿ قد ُرد َ ووقي؟!!!!!" ) رواه الترمذي). ُ
ِ ي أخي حام َؿ الدعوة قد يوسوس لؾ الشيطاف :إنؾ تحفظ القرهف كي تُ ِر َ أخاؾ الذي تق أر عميه أنؾ حافظ ،فاعفضؿ أف تترؾ الحفظ عف في ذلؾ عمؿ لغير
ا ،أو يقوؿ لؾ :إنؾ تعمؿ في حمؿ الدعوة وتدريس الناس وكسبهـ لمدعوة مف
أجؿ الحزب ،وليس لوجه ا ............ ِ اصرخ به ُمتَ َحدٍّياً: أستعذ با مف الشيطاف الرجيـ ،و ُ ارتبطت أصسً بأخي الذي أق أر عميه القرهف ٍ لشئ مف ُحطاـ الدنيا ،أـ كاف ذلؾ ورؿ ُ ُليعينني عمى طاعة ا !!!!! فيخسأ الشيطاف....... ارتبطت أصسً بالدعوة إال يعزاز ديف ا ولِ ُيعينني إخواني عمى طاعة ا ورؿ ُ ِ الداريف إف شاءا !!!!!. ولِ َيضبطوا سموكي كي نفوز بعٍّز َ
حرفػػؾ عػػف الطريػػؽ واسػ ِ في ِ ػتعف بػػا ال تُػ ِػر الشػ َ ػيطاف منػػؾ َ ضػػعفا َ وقتػػؾ بالطاعػػة ومسزمػػة َح َممَػ ِػة الػػدعوة ،وأرػ ِؿ الِمػػه وخاصػ ِػته ،أرػػؿ القػرهف ،وتػػذ ك ر عميػػه ب شػػغاؿ
أنمػا يأكػػؿ الػػذئب مػػف الغػػنـ ،ألقاصػػية ،ومػػف يتوكػػؿ عمػػى ا
بالغ أمرو.
فهػػو َحسػ ُػبه ،إف ا
التىكل ػار و ىو صدؽ اعتماد القمب عمى اهلل ّ عزوجػؿ فػي اسػتجبلب المصػالح ودفػع المض ّ ومػػف يتّػ ِ خرج ػاً * فػػي أمػػور الػػدنيا واآلخ ػرة ،قػػاؿ اهلل ّ ؽ ا يجعػػؿ لّػػه َم َ عزوجػػؿ س « َ حسب ُه» (الطبلؽ )5-9 فهو سب ومف يتوكؿ عمى ا ويرزقه ِمف ُ حيث الَ َي َ ُ حت ِِ ُ ُ
19
فمف حقؽ التقوى والتوكؿ ،اكتفى بذلؾ في مصالح دينو ودنياه ،وعف عمر بف
الخطاب رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ «:لو أنكـ كنتـ توكموف عمى ا حؽ توكمه لرزقكـ كما يرزؽ الطير تغدو ِخماصاً وتروح ِبطانا »
( رواه الترمذي) .
قاؿ أبو حاتـ الرازي س ىذا الحديث أص ٌؿ في التوكؿ و إنو مف أعظـ األسػباب التػي
ُيستجمب بيا الرزؽ. وق ػػاؿ س ػػعيد ب ػػف جبي ػػر س "التوك ػػؿ جم ػػاع اإليم ػػاف" وتحقي ػػؽ التوك ػػؿ ال ين ػػافي األخ ػػذ باألسباب التي قدر اهلل سبحانو وتعػالى المقػدرات بيػا ،وجػرت سػنتو فػي خمقػو بػذلؾ، ف ػػإف اهلل تع ػػالى أم ػػر بتع ػػاطي األس ػػباب ،م ػػع أمػ ػره بالتوك ػػؿ ،فالس ػػعي ف ػػي األس ػػباب
إيماف بو . بالجوارح طاعةٌ هلل ،والتوكؿ بالقمب عميو ٌ ِ ذرُكـ...اآلية» ( النساء س)94 قاؿ تعالى س « يا ُأيها الّ َ ذيف ءاَم ُنوا ُخ ُذوا ح َ
السػنة، قاؿ سيؿ س " مف طعف في الحركػة يعنػي فػي السػعي والكسػب فقػد طعػف فػي ُ
ومف طعف في التوكؿ فقد طعف في اإليماف " ،فالتوكؿ حا ُؿ النبي صمى اهلل عميو يتركف سنتو. الكسب سنتُو فمف عمؿ عمى حالو فبل وسمـ ،و ّ ُ ٍ عممُػػو ،وتوكػػؿ توكػػؿ قػػاؿ يوسػػؼ بػػف أسػػباطس " يقػػاؿ إعمػػؿ عمػ َػؿ رجػػؿ ال ينجيػػو إالّ َ رجؿ ال يصيبو إالما ُكتب لو". ويقػػوؿ ذو القػػوة والجبػػروت ومالػػؾ مفػػاتيح كػػؿ شػػئ سػػبحانوس" وأطيعػػوا ا
وأطيعػػػوا
الرسوؿ ف ف توليتُـ ف نما عمى رسولِنا الػبسغُ المبػيف .ا ُ ال إلػه إال رػو وعمػى ا فميتوكؿ المؤمنوف" (التغابفس. )49
فػػنحف حممػػة الػػدعوة نأخػػذ باألسػػباب التػػي عممنػػا إياىػػا ربنػػا أنيػػا تػػؤدي إلػػى النتػػائج
المرجػ ّػوة ونحػػف قبػػؿ األخػػذ باألسػػباب وأثنػػاء األخػػذ باألسػػباب وبعػػدىا متوكمػػوف عمػػى رب األسباب سبحانو وتعالى موقنوف أنو سبحانو ىػو الػذي خمػؽ فس ّػوى وق َّػدر فيػدى
الرجعى. وأنو سبحانو بيده ُ ممكوت كؿ شئ واليو ُ
21
َّ وتػ،وتأمػػؿ ػذكر أف خطػػاب النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ َّ إقػ أر أخػػي حامػ َؿ الػػدعوة بمُطؼ اهللس، تُكفى وتُيدى وتُحفَظ، وتيقَّف أنو بالتقوى والتوكؿ،خطاب ألمتو ٌ ) (االحزاب 49 46 4 ) (االحزاب 4 ُّ القوي المتيف العزيز الجبار المنػتقـ ال إلػه إال رػو عميػو توكمنػا وىػو َر ب
حسبنا ا
.العرشِ العظيـ
21
أسماء ا
وصفاته
نفػس يقوؿ الحؽ سبحانو في سػورة الحشػر ":يػا أيهػا الػذيف همنػوا اتقػوا ا ولتَنظُػر ٌ مػػا قػػدمت لغػػد واتق ػوا ا إف ا خبيػ ٌػر بمػػا تعممػػوف .وال تكون ػوا كالػػذيف َنس ػوا ا
ػحاب الجنػػة ػحاب النػػار وأصػ ُ فأنسػػارـ أنفسػػهـ أولئػػؾ رػػـ الفاسػػقوف.ال يسػػتوي أصػ ُ أصػػػحاب الجنػ ِ ػػة رػػػـ الفػػػائزوف .لػػػو أنزلنػػػا رػػػذا القػػػرهف عمػػػى جبػ ٍ ػػؿ لرأيتَػػػ ُه خاشػػػعاً ُ ِ ِ ُمتصػػدعاً مػػف خشػػية ا وتمػػؾ اعمثػػا ُؿ نضػ ُ ػربها لمنػػاس لعمهػػـ يتفكػػروف .رػػو ا ُ ِ ِ الشهادة رو الرحمف الػرحيـ .رػو ا ُ الػذي ال إلػه الغيب و عالـ الذي ال إله إال رو ُ المتكبػر سػبحاف ا الجبػار العزيػز ُ ُ ُ لػه مػا الحسػنى لػه يسػبح ُ ُ اعسػماء ُ ُ
المهيمف المؤمف السسـ إال رو المم ُؾ القدوس ُ ُ ُ المصػور عما يشركوف .رو ا ُ ا ُ لخالؽ البػارئُ ُ في السماو ِ العزيز الحكيـ" (لحشر .)24-18 ات واعرض ورو ُ
أخي حام َؿ الدعوة إحفظ أسماء اهلل الحسػنى ،و ِ الجنػة، أحصػيا ،فمػف أحصػاىا دخػؿ ّ قاؿ صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـس«إف تسػعة وتسػعيف إسػماًِ ،مائػ ٌة إال واحػدا ،مػف أحصارا دخؿ الجنة»[.متفؽ عميو] (أحصاىاس عدىا
وحفظيا)[القرطبي].
ِ العمػػى ،وأف ووعػػي وحفػػظ أسػػماء اهلل الحسػػنى وصػػفاتو ُ إحػػرص أخػػي عمػػى فَيػػـ َ قمبؾ لتكوف لؾ زاداً وسنداً. يحتضنيا ُ عبد هلل الو ِ تقمؽ مف ِ قير جبابرِة األرض. فعندما تعرؼ أنؾ ٌ احد القيّار فمف َ ؾ كؿ ٍ كبير مف البشر. َكبر، يصغ ُر في عينِ َ ُ وعندما تدرؾ أف اهللَ ىو األ ُ وعن ػػدما تع ػػرؼ أف اهلل ى ػػو العزي ػ ُػز فيك ػػوف إعت ػػزازؾ ب ػػاهلل وبدين ػػو ال يض ػ ِ ػاىيو أي إعتزاز.
ػأمر ِ ػدع بػ ِ اهلل خشػػيةَ قطػ ِػع ػردد َّ بالصػ ِ ػرؼ أف اهللَ ىػػو الػػرزاؽ فإن ػ َ ؾ لػػف تتػ َ وعنػػدما تعػ ُ األرزاؽ ،روى ابػػف عبػػاس أف النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ قػػاؿ لممػػؤمنيف بمكػػة حػػيف
22
آذاىػـ المشػركوف أخرجػوا إلػػى المدينػة وىػاجروا وال تجػاوروا الظممػػة قػالوا لػيس لنػا بيػػا دار وال عقار وال َمف ُيطعمنا وال مف يسقينا فنزلت « وكأيف مف دابة ال تحمػ ُؿ رزقَهػا ا يرزقُها اواياكـ ورو السميعُ العميـ» (تفسير القرطبي العنكبوتس. )66 بيد ِ ِ وعندما تتيقف أف األجؿ ِ بتيديدات األنظمة البوليسػية تقمؽ وحده ،فإنؾ لف َ اهلل َ ُ مف حولؾ.
ػؾ ػبحانو .وأنػػو إف أراد اهللُ بػ َ الضػػار سػ َ وعنػػدما تعمػػـ أف اهللَ ىػػو النػػافعُ ،وأنػػو ىػػو ّ يعطيؾ القوةَ والثقةَ لمبذؿ والعطا ِء دوف أف رحمةً فبل ر ّاد لفضمِو ،فذلؾ تحسب حساباً َ َ
ألق ػزاـ البشػ ِػر .واف وسػػوس الشػػيطاف لػػؾسأترؾ الفػػرض أو أُتػػرؾ السػػنة دفع ػاً لػػؤلذى، ػيرُّد تمػػؾ الوسوسػػة بقػػوٍة وحػ ٍ ػزـ ،ويعينػػؾ الحػػؽ سػػبحانو عمػػى التمسػػؾ فيقينػػؾ ىػػذا سػ ُ ب ػػالفروض والس ػػنف وبك ػػؿ مػػا يح ػػب مت ػػوكبلً عميػػو مس ػػتجي اًر ب ػػو مػػف ش ػػياطيف اإلن ػػس والجف ،واهلل خير ِ حافظاً وىو أرحـ الراحميف. ُ ػاج إليػو مػا عػداه ،فم ْػف تَتَ َم ْسػ َك َف تتيقف أنو ُ الصمدَ ، الم ْحت ُ وعندما ُ ني ّ عمػف سػواهُ ُ الغ ّ ػجد بػػيف يديػػو سػػائبلً متػػذلبلً فػػإف وتَتَػ َذل َؿ ألحػ ٍػد بسػؤاؿ سػػوى وج ِيػ ِػو الكػر ِيـ ،وعنػػدما تسػ ُ
يدؾ ِرفعةً وقوةً وع اًز وشموخاً. ذلؾ يز ُ وعندما تعمـ أنو الذي بيده الممؾ فإنؾ تدرؾ أف بيده ممؾ السػماوات واألرض فػي
الػػدنيا و اآلخ ػرة فيػػو يتصػػرؼ فػػي أمورىمػػا كيفمػػا يشػػاء ،بيػػده الممػػؾ يعػػز مػػف يشػػاء ويذؿ مف يشاء ،فبل تدوـ الدولة لمكافر وىي إلى زواؿ ،ويعز اهلل عباده ويبدؿ األياـ إلعزازىـ بعد ذؿ.
وعنػػدما تعمػػـ أنػػو المحيػػي والمميػػت فإنػػؾ ال تيػػأس مػػف إع ػراض المعرضػػيف عػػف دعػػوة اهلل ،فيػػو المحيػػي الػػذي أحيػػى قمػػب عمػػر بػػف الخطػػاب بعػػد اف اسػػتيأس النػػاس مػػف إيمانػػو ،وىػػو المميػػت الػػذي أمػػات فرعػػوف ويميػػت أمثالػػو ميمػػا طَ َغ ػوا فػػي الػػببلد وأكثروا فييا الفساد.
23
تعرؼ إلى ا
إعمـ يرحمؾ اهلل أف معرفة العبد لربو نوعافس معرفة عامة ،وىي معرفة اإلقرار بو والتصديؽ واإليماف وىي عامة لممؤمنيف.
نس به، ومعرف ٌة خاصة ،تقتضي َمي َؿ القمب إلى ا بالكمية ،و َ االنقطاع إليه ،و ُاع َ الحياء منه ،والهيبة له ،وىذه المعرفة الخاصة ىي التي يدور والطمأنينة بذكرو ،و َ حوليا أولياء اهلل وأحباؤه ،فيحرص عمييا َح َممَةُ الدعوة الجادوف اليادفوف ،لتكوف خير زاد وخير ٍ ذخر عمى الطريؽ ييتدوف بيا ويدعوف الناس إلييا ،يقوؿ المصطفى َ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس «تعرؼ إلى ا
في الرخاء يعرفؾ في الشدة»
[أخرجو
الحاكـ في المستدرؾ] ،وىذا يعني أف العبد إذا اتقى اهلل وحفظ حدوده وراعى حقوقو في حاؿ الرخاء ،فإنو بذلؾ يتعرؼ إلى اهلل ويصير بينو وبيف ربو معرفة خاصة فيعرفو َّح يونس عميو السبلـ ربو في ظممة بطف الحوت وظممة رُبو بالشدائد؛ فعندما َسب َ البحر وظممة الميؿ قائبلس ال إله إال أنت سبحانؾ إني كنت مف الظالميف ،قالت معروؼ مف ٍ عبد معروؼ ،فقاؿ ربنا عز وجؿ بعدىا في حقو صوت المبلئكة: ٌ ٌ
وحقنا مف بعده « :ونجيناو مف الغـ وكذلؾ ُن ْنجي المؤمنيف»
[األنبياء .]11
الحياء مف ا ػب اهلل مػػا أعظػػـ أجػػر ىػؤالء الػػذيف يبػػالغوف فػػي حفظيػػـ هلل تعػػالى ،مػػؤل ُحػ ُ ػوبيـ ،فػػامتثموا أوامػره ،ووقفػوا عنػػد حػػدوده ،و انتيػوا عػػف معاصػػيو، ومخافتُػػوُ تعػػالى قمػ َ وسارعوا في أداء ما افترضو عمييـ ،وأكثروا مما ندبو إلػييـ تقربػاً منػو ،وحبػاً لػو ،بػؿ ترفعوا عف كثيػر مػف مػا أباحػو ليػـ طمعػا بقربػو واألُن ِ ػس بػو ،فكػاف طبيعيػا أف يعػدىـ
24
ربيـ عز وجؿ بقولوس
غير بعيػد ،رػذا مػا توعػدوف لكػؿ أو ٍ اب حفػيظ ،مػف خشػي « وأُزلفت الجن ُة لممتقيف َ الرحمف بالغيب وجاء ٍ بقمب منيب » (ؽس.)54 عػػف عب ػػد اهلل بػػف مسػػعود ق ػػاؿ ق ػػاؿ رس ػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ.. «: اسػػتحيوا مػػف ا
حػػؽ الحيػػاء قػػاؿ قمنػػا يػػا رسػػوؿ ا
ليس ذاؾ ولكف االستحياء مف ا
إنػػا نسػػتحيي والحمػػد
قػػاؿ
حؽ الحياء أف تحفػظ الػرأس ومػا وعػى والػبطف
وما حوى ولتذكر الموت والبمى ومف أراد اآلخرة ترؾ زينة الدنيا فمف فعؿ ذلػؾ فقػد
استحيا مف ا
حؽ الحياء » (رواه الترمذي) ،وحفظُ الػرأس ومػا وعػى يكػوف بحفػظ مػا
فيو مف الحواس مف سمع وبصر ولساف ،فبل تتحرؾ إال فيما ُيرضي رَبنا عز وجػؿ، ويكوف كذلؾ بحفظ العقػؿ ممػا قػد يفسػدو ماديػا مػف خمػر أو مخػدرات أو فكريػا مػف
مفػاىيـ كفريػػو أو مفػػاىيـ مضػػممة أو ذرنيػػا مػػف االنشػػغاؿ بػػالمغو مػػف القػػوؿ واألغػػاني
وتوافو األمور.
حفظ البطف ومػا حػوى يكػوف بػأف ال نأكػؿ وال نشػرب إال حػبلال طيبػا ونتجنػب الحػراـ
ويكػػوف بحفػػظ الفػػروج عػػف الحػراـ كػػي ال يقػػر فػػي األرحػػاـ إال حػػبلال ،قػػاؿ صػػمى اهلل الج كنػة أض ْ ػمف ُ بػي َف ِر ْجمَ ْي ِػه ْ عميو وآلو وسمـَ «:م ْف َي ْ بػي َف لَ ْح َي ْي ِػه َو َمػا ْ ض َم ْف لي مػا ْ لػه َ
».
متفؽ ِ عميو (ما بيف لحييوس لسانو). ٌ
ذكر المػوت يجعمػؾ تحسػف العمػؿ خاصػة وأنػت تعػرؼ بأنػؾ تبعػث عمػى الييػأة التػي
تموت عمييا ،فاحرص أخػي حامػ َؿ الػدعوة أال تكػوف إال فػي طاعػة وأف ال ينظػر اهلل تمػوتُف إليؾ إال وأنت في ما يرضػيو « يا أيها الذيف همنػوا اتقػوا ا حػؽ تقاتػه وال ُ إال وأنتـ مسمموف » (.آؿ عمراف )469
عف ثوباف عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أنو قاؿ «:ثػـ ععممػف أقوامػا مػف أمتػي عػز وجػؿ ربػاء
يأتوف يوـ القيامة بحسنات أمثاؿ جبػاؿ تهامػة بيضػا فيجعمهػا ا منثػػو ار قػػاؿ ثوبػػاف يػػا رسػػوؿ ا ِ صػػفهـ لنػػا َجمٍّهػػـ لنػػا أف ال نكػػوف مػػنهـ ونحػػف ال
25
نعمـ قاؿ أما إنهـ إخػوانكـ ومػف جمػدتكـ ويأخػذوف مػف الميػؿ كمػا تأخػذوف ولكػنهـ
أقواـ إذا خموا بمحارـ ا
انتهكورا » (سنن ابن ماجة).
آخر الناظريف إليؾ، فالحياء َ َ الحياء يا حامؿ الدعوة يا حبيب وال تجعؿ اهلل سبحانو َ واعبده كأنؾ تراه ،فإف لـ تكف تراه فإنو يراؾ.
المسيح الدجاؿ حدثت فاطمة بنت قيس رضي اهلل تعالى عنيا وىي مف أوائؿ المياجريف فيما يرويو عنيا االماـ مسمـ رحمو اهلل ،قالتسسمعت نداء المنادي ،منادي رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ
ينادي الصبلة
26
جامعة ،فخرجت إلى المسجد فصميت مع
رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ،فكنت في صؼ النساء التي تمي ظيور القوـ فمما قضى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ صبلتو جمس عمى المنبر وىو يضحؾ فقاؿ ليمزـ كؿ إنساف مصبله ثـ قاؿس أتدروف ِل َـ جمعتكـ .قالواس اهلل ورسولو أعمـ، قاؿ إني واهلل ما جمعتكـ لرغبة وال لرىبة ولكف جمعتكـ ألف تميما الداري كاف رجبل نصرانيا فجاء فبايع وأسمـ وحدثني حديثا وافؽ الذي كنت أحدثكـ عف مسيح الدجاؿ حدثني أنو ركب في سفينة بحرية مع ثبلثيف رجبل مف لخـ وجذاـ فمعب بيـ الموج شي ار في البحر ثـ أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فدخموا الجزيرة
فمقيتيـ دابة أىمب كثير الشعر ال يدروف ما قُُبمو مف ُدُبره مف كثرة الشعر فقالوا ويمؾ ما أنت فقالت أنا الجساسة .قالوا وما الجساسة قالت أييا القوـ انطمقوا إلى
ىذا الرجؿ في الدير فإنو إلى خبركـ باألشواؽ .قاؿس لما سمت لنا رجبل فرقنا منيا
أف تكوف شيطانة .قاؿ فانطمقنا سراعا حتى دخمنا الدير فإذا فيو أعظـ إنساف رأيناه قط خمقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقو ما بيف ركبتيو إلى كعبيو بالحديد قمناس ويمؾ ما أنت قاؿ قد قدرتـ عمى خبري فأخبروني ما أنتـ قالوا نحف أناس مف العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حيف اغتمـ ،فمعب بنا الموج شي ار ثـ
أرفأنا إلى جزيرتؾ ىذه فجمسنا في أقربيا فدخمنا الجزيرة فمقيتنا دابة أىمب كثير الشعر ال يدري ما قُُبمو مف ُدُبره مف كثرة الشعر ،فقمنا ويمؾ ما أنت فقالت أنا الجساسة قمنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى ىذا الرجؿ في الدير فإنو إلى خبركـ باألشواؽ فأقبمنا إليؾ سراعا وفزعنا منيا ولـ نأمف أف تكوف شيطانة فقاؿ أخبروني
عف نخؿ بيساف قمنا عف أي شأنيا تستخبر قاؿ أسألكـ عف نخميا ىؿ يثمر قمنا لو نعـ .قاؿ أما إنو يوشؾ أف ال تثمر قاؿ أخبروني عف بحيرة الطبرية قمنا عف أي
شأنيا تستخبر قاؿ ىؿ فييا ماء قالوا ىي كثيرة الماء قاؿ أما إف ماءىا يوشؾ أف يذىب قاؿ أخبروني عف عيف زغر قالوا عف أي شأنيا تستخبر قاؿ ىؿ في العيف ماء وىؿ يزرع أىميا بماء العيف قمنا لو نعـ ىي كثيرة الماء وأىميا يزرعوف مف ما فعؿ قالوا قد خرج مف مكة ونزؿ
مائيا .قاؿ أخبروني عف نبي األمييف
27
يثرب قاؿ أقاتمو العرب قمنا نعـ .قاؿ كيؼ صنع بيـ فأخبرناه أنو قد ظير عمى مف يميو مف العرب وأطاعوه .قاؿ ليـ قد كاف ذلؾ قمنا نعـ .قاؿ أما إف ذاؾ خير ليـ أف يطيعوه واني مخبركـ عنى إني أنا المسيح واني أوشؾ أف يؤذف لي في
الخروج فأخرج فأسير في األرض فبل أدع قرية إال ىبطتيا في أربعيف إال مكة ِ عمي كمتاىما كمما أردت أف أدخؿ واحدة أو واحدا منيما وطيبة فيما محرمتاف َّ
ص ْمتا يصدني عنيا واف عمى كؿ نقب منيا مبلئكة استقبمني ممؾ بيده السيؼ َ يحرسونيا قالت قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وطعف بمخصرتو في المنبر ىذه طيبة ىذه طيبة ىذه طيبة يعني المدينة أال ىؿ كنت حدثتكـ ذلؾ فقاؿ الناس نعـ .فإنو أعجبني حديث تميـ أنو وافؽ الذي كنت أحدثكـ عنو وعف المدينة ومكة أال أنو في بحر الشاـ أو بحر اليمف ال بؿ مف قبؿ المشرؽ ما ىو مف قبؿ المشرؽ ما ىو مف قبؿ المشرؽ ما ىو وأومأ بيده إلى المشرؽ قالت فحفظت ىذا مف رسوؿ
اهلل صمى اهلل عميو وسمـ( .رواه مسمـ) .
أعاذنا اهلل واياكـ مف فتنة المسيح الدجاؿ ،وحفظ عشر األيات األولى مف سورة الكيؼ تعيننا عمى ذلؾ كما أخبرنا الصادؽ المصدوؽ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.
القبر ىو أوؿ منازؿ اآلخرة ِ وآخر منازؿ الدنيا ،التصديؽ -غير الجازـ -باألحاديث الصحيحة ،التي يروييا العدوؿ الكراـ عف أمثاليـ ،عف أمثاليـ ،عف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،والتي تتعمؽ بيذا الموضوع ،التصديؽ بيا واجب والعمؿ
مستحب مندوب وانكارىا حراـ ،يفسؽ فاعمو. بمقتضاىا ٌ عف عائشة رضي اهلل عنيا أف ييودية دخمت عمييا فذكرت عذاب القبر فقالت ليا
28
أعاذؾ اهلل مف عذاب القبر فسألت عائشة رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ عف عذاب القبر فقاؿس" نعـ عذاب القبر حؽ" (البخاري) قالت عائشة رضي اهلل عنيا فما
بعد صمى صبلة إال تعوذ مف عذاب القبر. رأيت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ُ وعف أنس بف مالؾ رضي اهلل عنو أنو حدثيـ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو
وسمـ قاؿس" إف العبد إذا وضع في قبرو وتولى عنه أصحابه اوانه ليسمع قرع نعالهـ أتاو ممكاف فيقعدانه فيقوالف ما كنت تقوؿ في رذا الرجؿ لمحمد صمى ا عميه وسمـ فأما المؤمف فيقوؿ أشهد أنه عبد ا مقعدؾ مف النار قد أبدلؾ ا
ورسوله فيقاؿ له انظر إلى
به مقعدا مف الجنة فيرارما جميعا قاؿ قتادة وذكر
لنا أنه يفسح في قبرو ثـ رجع إلى حديث أنس قاؿ وأما المنافؽ والكافر فيقاؿ له ما كنت تقوؿ في رذا الرجؿ فيقوؿ ال أدري كنت أقوؿ ما يقوؿ الناس فيقاؿ ال
ويضرب بمطارؽ مف حديد( " ..البخاري) . َد َرْي َت وال تَمَيت ُ عف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ س" استعيذوا با استعيذوا با
با
مف عذاب القبر استعيذوا با
مف فتنة المحيا والممات" (البخاري) .
مف جهنـ
مف فتنة المسيح الدجاؿ استعيذوا
يتعوذ مف أ ربع -في كؿ صبلة ،وقبؿ وعنو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو كاف َّ
التسميـ -س"المهـ إني أعوذ بؾ مف عذاب القبر ومف عذاب النار ومف فتنة
المحيا والممات ومف فتنة المسيح الدجاؿ" (البخاري) .
الميػػػزاف يقوؿ ا
ِ يف ا ْل ِق ِ ش ْي ًئا َ اوِا ْف ام ِة فََس تُ ْ س َ ضعُ ا ْل َم َو ِاز َ سبحانهَ «:وَن َ ْ ظمَ ُـ َن ْف ٌ سطَ ل َي ْوِـ ا ْلق َي َ كة ِم ْف َخرَد ٍؿ أَتَ ْي َنا ِبها و َكفَى ِب َنا ح ِ اف ِمثْقَا َؿ حب ٍ يف » (االنبياءس. )19 اس ِب َ َك َ َ َ َ َ ْ
ويقوؿ َّ عز مف قائؿس 29
« والوزف يومئذ الحؽ فمف ثقمت موازينه فأولئؾ رـ المفمحوف *ومف خفت موازينه فأولئؾ الذيف خسروا أنفسهـ بما كانوا يظمموف»
ويقوؿ سبحانوس
(االعراؼس. )1
َخفك ْت َم َو ِازي ُن ُه فَأُولَِئ َؾ ور ُه ُـ ال كن ُار َو ُر ْـ ُو ُج َ
يف الكِذ َ ِ يها ف َ
وف * َو َم ْف «فَ َم ْف ثَ ُقمَ ْت َم َو ِازي ُن ُه فَأُولَِئ َؾ ُر ُـ ا ْل ُم ْفمِ ُح َ ِ وف * تَ ْمفَ ُح س ُه ْـ ِفي َج َه كن َـ َخ ِال ُد َ َخس ُروا أَ ْنفُ َ وف»(المؤمنوفس. )469 َك ِال ُح َ عف سمماف رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ « يوضع الميزاف
يوـ القيامة فمو وزف فيه السموات واعرض لوسعت فتػقوؿ المسئكة :يا رب لمف يزف رذا؟ فيقوؿ ا
عبادتؾ »
:لمف شئت مف خمقي فيقػولوف سبحانؾ ما عبدناؾ حؽ
(رواه الحاكـ) .
وعف عائشة رضي اهلل عنيا قالت :ذكرت النار فبكيت فقاؿ رسوؿ ا
صمى ا
عميه وسمـ « :ما يبكيؾ ؟ قمت ذكرت النار فبكيت فهؿ تذكروف أرميكـ يوـ أحد أحدا :عند الميزاف حتى يعمـ القيامة؟ فقاؿ :أما في ثسثة مواطف فس يذكر ٌ أيخؼ ميزانه أـ يثقؿ؟ وعند تطاير الصحؼ حتى يعمـ أيف يقع كتابه في يمينه أـ
في شماله أـ وراء ظهرو؟ وعند الصراط إذا وضع بيف ظهري جهنـ حتى
يجوز»وفي رواية الحاكـ قاؿ« :وعند الصراط إذا وضع بيف ظهري جهنـ حافتاو كسليب كثيرة وحسؾ كثيرة يحبسف ا
ال ؟ »
بها مف يشاء مف خمقه حتى يعمـ أينجو أـ
(رواه أبو داود)
وعف أنس قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ س" ثـ يجاء يوـ القيامة بصحؼ مختمة فتنصب بيف يدي ا
31
عز وجؿ فيقوؿ ا
عز وجؿ لمسئكته
ألقوا رذا وأقبموا رذا فتقوؿ المسئكة وعزتؾ ما رأينا إال خي ار فيقوؿ ورو أعمـ إف رذا كاف لغيري وال أقبؿ اليوـ مف العمؿ إال ما كاف ابتغي به وجهي" (الدارقطني) .
ٍ عيشة راضية وممف يخمص جعمنا اهلل واياؾ أخي ممف ثقمت موازينو فيو في العمؿ لوجيو الكريـ ليثبت األجر في الميزاف وندخؿ الجنة ٍ بعفو مف اهلل وسبلـ
وصمى اهلل عمى نبينا.
الحػػػَوض حدثنا سعيد بف عفير قاؿ حدثني بف وىب عف يونس قاؿ بف شياب حدثني أنس بف مالؾ رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ « إف قدر حوضي كما بيف أيمة وصنعاء مف اليمف واف فيو مف األباريؽ كعدد نجوـ السماء» « ،ثـ بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنير حافتاه قباب الدر المجوؼ قمت ما ىذا يا جبريؿ قاؿ ىذا الكوثر الذي أعطاؾ ربؾ فإذا طينو أو طيبو مسؾ أذفر»« ،
حوضي مسيرة شير ماؤه أبيض مف المبف وريحو أطيب مف المسؾ وكيزانو كنجوـ السماء مف شرب منيا فبل يظمأ أبدا » (رواىـ البخاري) .
31
وعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قاؿس" ستكوف بعدي أمراء مف دخؿ عميهـ فصدقهـ بكذبهـ وأعانهـ عمى ظممهـ فميس مني ولست منه وليس يرد عمي الحوض ومف لـ يدخؿ عميهـ ولـ يصدقهـ بكذبهـ ولـ يعنهـ عمى ظممهـ فهو مني وأنا منه وسيرد عمي الحوض" (سنف النسائي) .
عميه وهله وسمـ وممف
جعمنا ا اواياكـ ممف يرد الحوض عمى النبي صمى ا شربة ٍ ماء ال نظمأ بعدرا أبدا. يشرب مف يدو الشريفة ُ
ُحب النبي اواتباعه صمى ا
يقوؿ ربنا عز وجؿ:
المهـ هميف.
عميه وهله وسمـ
«قُؿ إف ُكنتُـ تُحبوف ا َ فات ِبعوني ُيحبب ُكـ ا ويقػػوؿ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس «ال يػػؤمف أحػػدكـ حتػػى أكػػوف أحػػب إليه مف والدو وولدو والناس
ويغفر ل ُكـ ذنوب ُكـ»
[آؿ عمراف .]54
أجمعيف» ( رواه البخاري ومسمـ).
لقػػد اجتمػػع لرسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مكػػارـ األخػػبلؽ والشػػجاعة والكػػرـ فمف رآه بديية ىابو ومف خالطو معرفةً أحبو ،ولقػد بمَّػغ الرسػالة ونصػح األمػة وجمػع الكممػػة وأق ػػاـ الدولػػة وفػػتح مػػع ص ػػحابتو الكػ ػراـ القم ػػوب والعق ػػوؿ بػػدعوتيـ وأخبلقي ػػـ
وسموكيـ كما فتحوا الببلد بجيػادىـ ليخرجػوا النػاس مػف عبػادة العبػاد إلػى عبػادة رب العباد.
32
فسَنتُوُ وسيرتُو وصفاتو صمى اهلل عميو وآلػو وسػمـ نبػراس لنػا لنتصػؼ بصػفاتو صػمى ُ اهلل عميػو وآلػػو وسػػمـ ونسػػتف بسػػنتو ونسػػير عمػػى نيجػػو فػػي إعػزاز الػػديف .فػػافتح أخػػي عيوف عقمؾ وأص ِغ بآذاف قمبؾ لما كػاف عميػو المصػطفى صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ َ لتحسف التأسي واالتصاؼ بما كاف عميو ،حشرنا اهلل واياؾ تحت لوائو يوـ القيامة. كاف ُخمُقُػوُ القػرآف يسػخط لسػخط اهلل ويرضػى لرضػاه ،ال ينػتقـ لنفسػو ،وال يغضػب ػدؽ ليا إال أف تُنتيػ َ ؾ حرمػات اهلل فيغضػب هلل .وكػاف صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ أص َ ألينيـ عريكة ،و أكرميـ عشرة ،وأشد حياءا مف العػذراء الناس ليجة ،وأوفاىـ ذمة ،و َ لعاناً ،وال يجػزي في خدرىا، َ أكثر نظره التفكير ،ولـ يكف فاحشاً وال ّ خافض الطرؼُ ،
السيئة بالسيئة ،ولكف يعفو ويصفحَ ،مف سألو حاجة لـ يػرده إال بيػا أو بميسػور مػف القػػوؿ ،لػػيس بفػػظ وال غمػػيظ ،ال يقطػػع عمػػى أحػػد حديثػػو حتػػى يتعػػدى الحػػؽ فيقطعػػو
بنيي أو قياـ ،ال ُيكذب قائبل ،وال يحقد عميو وال يستحمؼ عمى يميف. ويكرـ ضيفو وال يمضػي لػو وقػت فػي وكاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يحفظ جاره ُ غير عمؿ هلل أو فيما البد منه ،يحب التفاؤؿ ويكره التشاؤـ وما ُخيار بيف أمريف إال اختار أيسرىما ما لـ يكف إثما ،يحب إغاثة المميوؼ و نصرة المظموـ.
وكػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ يحػػب أصػػحابو ويشػػاورىـ ويتفقػػدىـ فمػػف مػػرض ػوي ع ػػاده ،وم ػػف غ ػػاب دع ػػاه ،وم ػػف م ػػات دع ػػا ل ػػو ،يقب ػػؿ َم ْع ػػذرةَ المعت ػػذر إلي ػػو ،والق ػ ُ والضعيؼ عنده في الحؽ سواء. كػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ أكثػ َػر النػػاس تواضػػعا ،واذا انتيػػى إلػػى قػػوـ جمػػس حيػػث ينتيػػي بػػو المجمػػس ويػػأمر بػػذلؾ ويعطػػي كػػبل مػػف جمسػػائو نصػػيبو ،وال يحسػػب جميسو أف أحدا أكرـ منو ،واذا جمس اليػو أحػدىـ لػـ يقػـ حتػى يقػوـ الػذي جمػس إليػو إال أف يستعجمو أمر فيستأذنو. ك ػػاف ص ػػمى اهلل عمي ػػو وآل ػػو وس ػػمـ يع ػػود المػ ػريض ،ويح ػػب المس ػػاكيف ويجالس ػػيـ،
ويعظـ النعمة واف قمػت، ويشيد جنائزىـ ،وال يحقر فقي اًر لفقره ،وال يياب ممكاً لممكوُ ، فما عاب طعاما قط ،إف اشػتهاو أكمػه اواال تركه.
33
حػػج صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ عمػػى رحػ ٍػؿ رث (مقعػػد بػ ٍ ػاؿ لمبعيػػر) وعميػػو قطيفػػة (كسػػاء) ال يسػػاوي أربعػػة د ارىػػـ وكػػاف يقػػوؿس"ألمه ػـ حجػػة ال ريػػاء فيهػػا وال سػػمعة"
(صححو ابف ماجة) .
وكػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ال يتميػػز عمػػى أصػػحابو فػػي ممػػبس أو مجمػػس، يدخؿ أعرابي فيقوؿ أيكـ محمد .
ِ التحق َر كف مف السنف شيئاُ!!!!!!!!..... حامؿ الدعوة أخي َ
َّ تحقرف استخداـ السواؾ. ال
وح َّ َّ ؼ الشارب. ال تحقرف إعفاء المحية َ َّ تحقرف دخوؿ الخبلء بقدمؾ اليسرى. ال
َّ تحقرف لبس العمامة وأحكاـ المسح عمييا. ال
َّ تحقرف التيامف في كؿ شأف ،حتى في التنعُّؿ والترُّجؿ. ال
َّ خير كثير. ال ذكر اهلل عند استيقاظؾ مف النوـ ففي ذلؾ ٌ تحقرف َ
واف كنت غي َػر قػادر عمػى تطبيػؽ ش ٍ ػئ منيػا ،فجػدد العػزـ عمػى تطبيقيػا والقيػاـ ػت هلل بالنوافػؿ أكثػر بيا جميعاً إضافةً إلى الفروض والنوافؿ التي تقوـ بيا فكمما تقرب َ ػمعؾ وبص َػرؾ ويػدؾ واف سػألتو أعطػاؾ واف كمما ازددت منو محبةً فيكوف سبحانو س َ استعذتو أعاذؾ واهلل الموفؽ واعتبر مما يميس
34
عندما َولِي أبوبكر الصديؽ رضي اهلل عنو الخبلفة كممػو بعػض الصػحابة رضػي اهلل عنيـ في َب ْع ِث أسامة متذرعيف أف المسػمميف بحاجتػو داخػ َؿ المدينػة فكػاف جػواب ِ الصػ ػ اديؽ رض ػػي اهلل عن ػػوس( ل ػػف ُ َّ ُطيع ػػوُ ّ اء َعقَ ػ َػدهُ رس ػػوؿ اهلل بيدي ػػو َأوأ ُ أح ػػؿ لػ ػو ً حيػ ػاً ً ِ أعصيو ميتا !!!!!). و
عنػػدما افتُػػتِف االمػػاـ أحمػػد رحمػػو اهلل [ فػػي َخ ْمػػؽ الق ػرهف اختبػػأ عنػػد ابػػف ىػػانئ، مكث عنده ثبلثاً ،ثـ سأؿ ابف ىانئ أف يبحث لػو عػف مػأوى فقػاؿ ابػف ىػانئ ال أجػد فأصَّر اإلماـ رحمو اهلل وقاؿ لو ابحػث لػي عػف لؾ مأوى أكثر أمناً مف ىذا المكافَ ، ً مػػأوى ولػػؾ الفائػػدة ،فوجػػد لػػو مػػأوى ،وبعػػد أف انتقػػؿ ىنػػاؾ قػػاؿ لػػوس يػػا إمػػاـ الفائػػدة
فقاؿ رحمو اهللس ( عندما ىاجر النبي صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ اختبػأ فػي غػار ثػور ثبلثاً ثـ تح َّوؿ أوأُطيعو في الرخاء وال أُطيعو في ِ الش َّدة !!!!). ُُ َ ُُ َ عدد ما صمى عميؾ اهلل يا عمـ اليدى ما ىبت النسائـ ،وناحت عمى األيؾ الحمائـَ ، أحػػاط بػػو عممػػو ،وخػػط بػػو قممػػو ،وأحصػػاه كتابػػو ،وص ػ اؿ عميػػو يػػا ربػػي كممػػا ذكػػرؾ الػػذاكروف وغفػػؿ عػػف ذكػػرؾ الغػػافموف ،ألميػػـ ارزقنػػا حبػػو وحسػػف إتباعػػو ،واسػػتحقاؽ أخوتو لنكوف في عداد مف قاؿ في حقيـس إني ليػـ باألشػواؽ ،آمنػوا بػي ولػـ يرونػي،
إيػػاي يريػػدوف وايػػاي يتبعػػوف ،واجعمنػػا يػػا ربنػػا أىػػبل إلقامػػة دولػػة الخبلفػػة الثانيػػة عمػػى نيجو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.
35
بنفسية المجارد في سبيؿ ا تَ َح كؿ يا حامؿ الدعوة ّ
ِ ػير َوفػػؽ مػػا يحبػػو اهلل سػػبحانو، حامػػؿ الػػدعوة يرفػػع ل ػواء التغييػػر؛ تغييػػر الواقػػع ليصػ َ ووفػؽ مػػا رسػمو المصػػطفى صػػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػمـ شػػأنو فػػي ذلػؾ شػػأف المجاىػػد َ في سبيؿ اهلل الساعي إلى تغيير وجو األرض لما يحبو اهلل ويرضاه.
ػعارنا يتمثػػؿ فػػي قولػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس« ُبعثػػت ب ػيف يػػدي السػػاعة شػ ُ وجعػػؿ رزقػػي تحػػت ظػػؿ ُرمحػػي بالسػػيؼ حتػػى ُيعبػ َػد الُمػػه تعػػالى وحػػدو ال شػػريؾ لػػه ُ
غار عمى مف خالؼ أمري» وجعؿ الذؿ وال ك ُ ص ُ عبلقتنػػا بالكف ػػار ،كػػؿ الكف ػػار؛ اليي ػػود والنص ػػارى وغي ػػرىـ تتمثػػؿ ف ػػي قػػوؿ العزي ػػز ( رواه أحمد ).
الحكيـ سبحانوس« قؿ رؿ تربصػوف بنػا إال إحػدى الحسػنييف ونحػف نتػربص بكػـ أف يصيبكـ ا
بعذاب مف عندو أو بأيدينا فتربصوا إنا معكـ متربصوف»
وقولو سبحانوس«وقاتمورـ حتى ال تكوف فتنة ويكوف الديف عدواف إال عمى الظالميف»
[البقرة ]475
.
36
[التوبة .]49
ف ف انتهوا فس
وقولو سبحانوس« وقاتموا المشركيف كافة كما يقاتمونكـ كافة واعمموا أف ا المتقيف»
[التوبة ]56
مع
.
كاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يقوؿ «:لوال أف أشؽ عمى أمتي ما تخمفت عف سرية ولكف ال أجد حمولة وال أجد ما أحممهـ عميه ويشؽ عمي أف يتخمفوا عني ولوددت أني قاتمت في سبيؿ ا كاف صمى ا
فقتمت ثـ أحييت ثـ قتمت ثـ
أحييت»[رواه البخاري] .
عميه وهله وسمـ يتخذ إجراء الحياة أو الموت حياؿ قضية إيجاد
الديف اواعزازو–قبؿ إقامة الدولة -بقوله صمى ا
عميه وهله وسمـ «:واهلل لو
وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري عمى أف أترؾ ىذا األمر حتى يظيره
اهلل أو أىمؾ فيو ما تركتو »(السيرة النبوية) ،واتخذ صمى ا
عميه وهله وسمـ نفس
ايجراء – بعد إقامة الدولة -بقوله ورو في طريقه لمحديبية «:فما تظف قريش
فواهلل ال أزاؿ أجاىد عمى الذي بعثني اهلل بو حتى يظيره اهلل أو تنفرد ىذه السالفة» (السيرة النبوية) .
وعند نقض قريش لمعيد مع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ جاء أبو سفياف الى عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو ليشفع لو عند رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو صمى ا
عميه وسمـ!! فوا
وسمـ ،فقاؿ لو «:أنا أشفع لكـ إلى رسوؿ ا أجد إال ك الذكر لجاردتكـ به»(السيرة النبوية)( ،و َّ الذر النمؿ الصغير) .
لو لـ
نطمع أف نكوف مثؿ َمف قاؿ عنو النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يوـ خيبر « ثـ ععطيف الراية غدا رجس ُيفتح عمى يديه يحب ا ورسوله ويحبه ا ورسوله
فبات الناس ليمتهـ أيهـ يعطي فغدوا كمهـ يرجونه فقاؿ أيف عمي فقيؿ يشتكي عينيه فبصؽ في عينيه ودعا له فب أر كأف لـ يكف به وجع فأعطاو فقاؿ أقاتمهـ
سمؾ حتى تنزؿ بساحتهـ ثـ ادعهـ إلى ايسسـ حتى يكونوا مثمنا فقاؿ انفذ عمى ِر ْ وأخبررـ بما يجب عميهـ فوا عف يهدي ا بؾ رجس خير لؾ مف أف يكوف لؾ ُح ُم ُر ال كنعـ»
[رواه البخاري]
.
37
الحظ أخي شوؽ الصحابة وصدقهـ عػ ػػف أنػ ػػس رضػ ػػي اهلل عن ػ ػػو قػ ػػاؿس انطمػ ػػؽ رسػ ػػوؿ اهلل وأصػ ػػحابو حتػ ػػى سػ ػػبقوا المشػػركيف إلػػى بػػدر وجػػاء المشػػركوف ،فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س «ال يقدمف أحد منكـ إلى شيء حتى أكوف أنا دونه ،فػدنا المشػركوف ،فقػاؿ صػمى ا
عميه وسمـ :قوموا إلى جنة عرضها السماوات واعرض؟ ،فقػاؿ عميػر بػف الحمػاـ: يػػا رسػػوؿ ا
رسوؿ ا ا
جنػػة عرضػػها السػػماوات واعرض ؟ قػػاؿ :نعػػـ ،قػػاؿ :ب ػ ٍ ب ػ ٍ ! فق ػاؿ
صمى ا
عميه وسمـ :ما يحممػؾ عمػى قولػؾ بػ بػ ؟ قػاؿ ال يػا رسػوؿ
إال رجػػاء أف أكػػوف مػػف أرمهػػا ،قػػاؿ ف نػػؾ مػػف أرمهػػا ،فػػأخرج تمػرات مػػف قرنػػه
فجعؿ يأكؿ منهف ثـ قاتمهـ حتى
قتؿ»(أخرجو مسمـ) (والقرفس ىو جعبة النشاب).
وعػف أنػػس رضػػي اهلل عنػػو قػاؿس «غػػاب عمػػي أنػػس بػف النضػػر رضػػي اهلل عنػػو
عػػف قتػػاؿ بػػدر فقػػاؿس يػػا رسػػوؿ اهلل لػػئف أشػػيدني اهلل قتػػاؿ المشػػركيف – ليػريف اهلل مػػا أصنع .فمما كاف يوـ أحد صنع ىؤالء – يعني المشركيف ثـ تقدـ فاسػتقبمو سػعد بػف معاذ فقاؿ يا سعد بف معاذ ،الجنة ورب النضر إني أجد ريحيػا مػف دوف أحػد ،فقػاؿ
سعد فما استطعت يا رسوؿ اهلل ما صنع(أي أف أفعؿ فعمو) ،قاؿ أنس فوجدنا بو بضػعاً وثمانيف ضربة بالسيؼ أو طعنة برمح أو رمية بسيـ»
(متفؽ عميو)
.
وعف شداد بف الياد رضي اهلل عنو أف رجبلً مف األعراب جاء إلى النبي صمى
اهلل عميو وسمـ فآمف بو واتبعو ،ثـ قاؿس « أىاجر معؾ ،فأوصى بو النبي صمى اهلل
عميو وسمـ بعض أصحابو ،فمما كانت غزاة غنـ النبي صمى اهلل عميو وسمـ شيئاً فقسـ وقسـ لو ،فأعطى أصحابو ما قسـ لو ،وكاف يرعى ظيرىـ (أيس إبميـ) ،فمما جاء دفعوه إليو فقاؿس ما ىذا قالواس قسـ قسـ لؾ النبي صمى اهلل عميو وسمـ ، فأخذه فجاء بو إلى النبي صمى اهلل عميو وسمـ فقاؿس ما ىذا قاؿ قسمتو لؾ ،قاؿس ما عمى ىذا اتبعتؾ ،ولكف اتبعتؾ عمى أف أُرمى رهنا – وأشار إلى حمقو – بسيـ فأموت فأدخؿ الجنة ،فقاؿ إف تصدؽ اهلل يصدقؾ ،فمبثوا قميبلً ثـ نيضوا في قتاؿ
38
العدو ،فأتي بو النبي صمى اهلل عميو وسمـ يحمؿ قد أصابو سيـ حيث أشار فقاؿ النبي صمى اهلل عميو وسمـ س أىو ىو قالواس نعـ ،قاؿس صدؽ ا
فصدقه»
]أخرجو
النسائي[.
نصدقَوُ فيصدقنا وأف يأ َذ َف بتغيير حالنا لِما يحبو نسأؿ اهلل أف ُ ويرضاه ،الميـ آميف.
تَح كؿ يا حامؿ الدعوة بصػفات الراعي الم ِ شفؽ عمى رعيته َ ُ أخرج ابف عساكر عف عاصـ قاؿس جمع أبو بكرالناس ،وىو مريض ،فأمر مف يحممو إلى المنبر ،فكانت آخر خطبة خطب بيا ،فحمد اهلل ،وأثنى عميو ،ثـ قاؿس «يا أييا الناس ،احذروا الدنيا ،وال تثقوا بها؛ ف نها غرارةِ . وهثػروا اآلخرة عمى الدنيا ّ ِ فأح ّػبورا ،فبحب كؿ واحدة منيما تبغض األخرى .واف ىذا األمر الذي ىو أممؾ
بنا ،ال يصمح آخره إال بما صمح بو أولو ،فس يحممه إال أفضمكـ مقدرة ،وأممككـ لنفسه ،وأشدكـ في حاؿ الشدة ،وأسمسكـ في حاؿ الميف ،وأعممكـ برأي ذوي الرأي ،ال يتشاغؿ بما ال يعنيه ،وال يحزف بما ال ينػزؿ به ،وال يستحيي مف
يتحير عند البديهة ،قوي عمى اعمواؿ ،وال يخوف بشيء منها حدة التعمـ ،وال ّ بعدواف وال يقصر ،يرصد لما رو ٍ هت ،عتادو مف الحذر والطاعة » . وأخرج ابف عساكر كذلؾ ،أف عمر بف الخطاب قاؿ في صفات الخميفةس «إف
القوي في غير عنؼ ،والجواد في رذا اعمر ال يحممه إال ّ الميف في غير ضعؼ ،و ّ غير سرؼ ،والممسؾ في غير بخؿ...،وال يطيؽ رذا اعمر إال رجؿ ال يصانع ،وال
يضارع [ال يشبو فعمو الرياء] ،وال
يتبع المطامع.»...،
39
القمب
(أال اواف في الجسد مضغة إذا صمحت صمح الجسد كمه اواذا فسدت فسد الجسد كمه أال وري القمب)
(رواه مسمـ)
أسباب لمرضو وىبلكو. اعمـ أخي َ حامؿ الدعوة اف المعاصي كميا سموـ لمقمب ،و ٌ قاؿ ابف مبارؾ:
القموب الذنوب تُميت أيت ر ُ َ َ وترؾ الذنوب حياة القموب
41
الذؿ إدمانُيا وقد يورث َ ُ وخير لنفسؾ عصيانُيا ُ
فمف أراد سبلمة قمبو وحياتو فعميو بتخميص قمبو مف آثار تمؾ السموـ ثـ بالمحافظة عميو بعدـ تعاطي سموـ جديدة واذا تناوؿ شيئاً مف ذلؾ خطأً ،سارع إلى محوه بالتوبة واالستغفار واإلكثار مف الطاعات.
وسموـ القمب الرئيسية أربعةس فضوؿ الكبلـ ،وفضوؿ النظر ،وفضوؿ الطعاـ،
وفضوؿ المخالطة ،وىي أشير ىذه السموـ انتشا ار وأشدىا تأثي ار في حياة القمب.
ِ عييا وتتجنبيا إف شاء اهللس وىاؾ أخي شيئاً منيا لتَ َ
-1فضوؿ الكسـ
وعدلػػو ،وأليمػػو كث ػرة الكػػبلـ فيمػػا ال نفػػع فيػػوس فالحمػػد هلل الػػذي أحسػػف خمػػؽ االنسػػاف ّ
وجممو ،وعممو البياف فقدمو بو وفضمو ،وأمػده بمسػاف يتػرجـ بػو نور اإليماف فزينو بو ّ عما حواه القمب وعقمو ،فالمسػاف مػف نعػـ اهلل العظيمػة ولطػائؼ صػنعو الغريبػة ،فإنػو وجرمو ،إذ ال يستبيف الكفر واإليماف إال بشػيادة المسػاف صغير حجمو عظيـ طاعتو ُ ٌ ٌ وىما غاية الطاعة والعصػياف ،ومػف أطمػؽ عذبػة المسػاف وأىممػو مرخػي العنػاف سػمؾ ب ػػو الش ػػيطاف ف ػػي ك ػػؿ مي ػػداف ،وس ػػاقو إل ػػى ش ػػفا ج ػػرؼ ى ػػار إل ػػى أف يض ػػطره إل ػػى
حصائد ألسػنتيـ ،عػف معػاذ رضػي البوار.وال َي ُكب الناس في النار عمى مناخرىـ إال ُ اهلل عنػػو عػػف النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ قػػاؿ س «ورػػؿ ي ُكػػب النػػاس فػػي النػػار
عمى وجورهـ – أو قاؿ :عمى مناخررـ – إالّ حصائد ألسنتهـ
» (رواه الترمذي)
.
والمراد بحصائد األلسنةس جزاء الكبلـ المحرـ وعقوباتو فإف اإلنساف يزرع بقولو
وعممو الحسنات والسيئات ،ثـ يحصد يوـ القيامة ما زرع ،فمف زرع خي ار مف قوؿ أو عمؿ حصد الكرامة ،ومف زرع ش اًر مف قوؿ أو عمؿ حصد الندامة.
وقد وردت األخبار الكثيرة في التحذير مف آفات المساف وبياف خطره. وؿ إال َ ِ فمف ذلؾ قولو تعالى« ما َيمفظُ ِمف قَ ٍ عتيد» (ؽس)41 رقيب ٌ لديه ٌ َ ػي وعف سفياف بف عبد اهلل الثقفي قاؿ س «قمت يا رسوؿ اهلل ما أخوؼ ما تخػاؼ عم ّ قاؿس رذا وأخذ بمسانه» (رواه ابف ماجو) .
41
وعػف عقبػػة بػػف عػػامر رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿس « قمػػت يػػا رسػػوؿ اهلل مػػا النجػػاة قػػاؿ س
أمسؾ عميؾ لسا َنؾ( »...رواه الترمذي) .
وقػػاؿ صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س « مػػف كػػاف يػػؤمف بػػا
واليػػوـ اآلخػػر فميقػػؿ خيػ ارً أو
ليصمت» (رواه البخػاري) ،وىو مف جوامع ِ كممو صمى اهلل عميو وسمـ فػالكبلـ إمػا أف
يك ػػوف خيػ ػ اًر فيك ػػوف العب ػػد م ػػأمو اًر بقول ػػو ،وام ػػا أف يك ػػوف غي ػػر ذل ػػؾ فيك ػػوف م ػػأمو اًر
بالصمت عنو.
وعف أبي ىريرة رضي اهلل عنو أنػو سػمع رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ يقػوؿ س « إف العبػد ليػػتكمـ بالكممػة مػػا يتبػيف فيهػػا يػزؿ بهػػا فػي النػػار أبعػد مػػا بػيف المشػػرؽ والمغرب »
(رواه البخاري)
.
وعػػف عبػػد اهلل بػػف مسػػعود – رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿس ( واهلل الػػذي ال إلػػو إال ىػػو لػػيس شيء أحوج إلى طوؿ سجف مف لساني).
و كاف يقوؿس" يا لساف قؿ خي اًر تغنـ ،واسكت عف شر مف قبؿ أف تندـ".
وعػػف الحسػػف البصػػري قػػاؿس كػػانوا يقولػػوف إف لسػػاف المػػؤمف وراء قمبػػو فػػإذا أراد أف يػػتكمـ بشػػيء تػػدبره بقمبػػو ثػػـ أمضػػاه ،واف لسػػاف المنػػافؽ أمػػاـ قمبػػو ،فػػإذا ىػػـ بشػ ٍ ػيء أمضػػاه بمسػانو ولػػـ يتػػدبره بقمبػػو ،فػػإف قمػػت س فيػػذا الفضػػؿ الكبيػػر لمصػػمت مػػا سػػببو
فاعمـ أف سببو كثرة آفات المساف مف الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والفحش والمراء
وتزكي ػ ػػة ال ػ ػػنفس والخ ػ ػػوض ف ػ ػػي الباط ػ ػػؿ والخص ػ ػػومة والفض ػ ػػوؿ والتحري ػ ػػؼ والزي ػ ػػادة والنقصػػاف وايػػذاء الخمػػؽ وىتػػؾ العػػورات فيػػذه آفػػات كثي ػرة ،فمػػذلؾ عظمػػت فضػػيمة الصػػمت ،ودواـ الوقػػار ،والف ػراغ لمفكػػر والػػذكر والعبػػادة ،والسػػبلمة مػػف تبعػػات القػػوؿ فػػي الػػدنيا ،ومػػف حسػػابو فػػي اآلخػرة فقػػد قػػاؿ تعػػالى س « مػػا َيمفػظُ ِمػػف قَػ ٍ لديػ ِػه ػوؿ إال َ َ عتيد» (ؽس. )41 رقيب ٌ ٌ -2فضوؿ النظر
42
فضػػوؿ النظ ػػرس ى ػواطبلؽ النظ ارلػػى الشػػيء بم ػؿء العػػيف ،والنظػػر إلػػى مػػا ال يحػػؿ النظر إليػو وىػو عمػى العكػس مػف غػض البصػر ،والغػضس ىػو الػنقص وقػد أمػر اهلل يف ي ُغ ُّ ِ ِ ص ِ وج ُه ْـ َذِلػ َؾ أ َْزَكػى ػارِر ْـ َوَي ْحفَظُػوا فُ ُػر َ عزوجؿ بو فقاؿس« قُؿ لٍّ ْم ُم ْؤ ِمن َ َ ضوا م ْػف أ َْب َ ك وف( » ..النور س)56 ص َن ُع َ ير ِب َما َي ْ لَ ُه ْـ إِ كف الم َه َخ ِب ٌ وعف أبي ىريرة – رضي اهلل عنو – عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ س « كتب عمى ابف هدـ نصيبه مف الزنػا فهػو مػدر ٌؾ ذلػؾ ال محالػه ،العينػاف زنارمػا النظػػػر ،واعذنػػػاف زنارمػػػا االسػػػتماع ،والمسػػػاف زنػػػاو الكػػػسـ ،واليػػػد زنارػػػا الػػػبطش،
والرجػػؿ زنارػػا الخطػػى ،والقمػػب يهػػوى ويتمنػػى ويصػػدؽ ذلػػؾ الفػػرج أو يكذبػػه»
(رواه
مسمـ).
وعػػف جريػػر -رضػػي اهلل عنػػو – قػػاؿس سػػألت رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـسعف النظر الفجأة فقاؿس «اصرؼ بصرؾ»
(رواه مسمـ).
وفضػػوؿ النظػػر يػػدعو إلػػى االستحسػػاف ،ووقػػوع صػػورة المنظػػور فػػي قمػػب النػػاظر،
ُفيحدث أنواعاً مف الفساد في قمب العبد منيا س ػض بصػره هلل أورثػػو حػػبلوة يجػػدىا أف النظػػرة سػػيـ مسػػموـ مػػف سػػياـ إبمػػيس ،فمػػف غػ ّ في قمبو إلى يوـ يمقاه. ومنيا س دخوؿ الشيطاف مع النظرة ،فإنو ينفذ معيا أسرع مف نفوذ اليواء في المكػاف ػب ،ثػـ يعػدهُ ويمينػو، الخالي ،ليزيف صورة المنظور ،ويجعميا صنما يعكػؼ عميػو القم ُ ويوقد عمى القمػب نػار الشػيوات ويمقػي حطػب المعاصػي التػي لػـ يكػف يتوصػؿ إلييػا
بدوف تمؾ الصورة.
ومنيػاس أنػو يشػغؿ القمػب ،وينسػيو مصػػالحو ،ويحػوؿ بينػو وبينيػا ،فينفػرط عميػو أمػره، ػه َعػف ِذ ِ كرَنػا قمب ُ ويقع في اتباع اليوى والغفمة ،قاؿ اهلل تعالىس «وال تُطع َمػف أغ َفم َنػا َ أمروُ فُُرطاً» (الكيؼ س) 91 بع رواوُ َ واتك َ وكاف ُ
واطبلؽ البصر يوجب ىذه
43
األمور الثبلثة.
قاؿ أطباء القموبس بيف العيف والقمب َمنفذ وطريؽ ،فػإذا َخربػت العػيف وفسػدت َخػرب ػات والقػػاذور ِ القمػػب وفسػػد وصػػار كالمزبمػػة التػػي ىػػي محػػؿ النجاسػ ِ ػاخ ،فػػبل ات واألوسػ ِ ُ يصػػمح لسػػكف معرفػ ِػة اهلل ومحبتػػو ،واإلنابػػة إليػػو ،واألنػػس بػػو ،والسػػرور بقربػػو ،وانمػػا
أضداد ذلؾ. يسكف فيو ُ ػػػف يف َي ُغ ُّ واط ػػبلؽ البص ػػر معص ػػية هلل عزوج ػػؿ لقول ػػو تع ػػالىس« قُػػػػؿ لٍّ ْم ُمػ ْ ضػػػػوا ِمػ ْ ػػػؤ ِم ِن َ ِ صػ ِ وف » ػػػـ إِ كف المكػ َ صػػػػ َن ُع َ ػػػر َ ػػػر ِب َمػػػػا َي ْ أ َْب َ ػػػه َخ ِبيػ ٌ وج ُه ْـ َذلػػػػ َؾ أ َْزَكػػػػى لَ ُهػ ْ ػػػارِر ْـ َوَي ْحفَظُػػػػوا فُػ ُ
( النور س)56
وما َس ِعد َمف َس ِعد في الدنيا ّإال بامتثاؿ أمػر اهلل ،وال نجػاة لػو فػي اآلخػرة إالّ بامتثػاؿ عز وج ّؿ. أوامر اهلل ّ ػض البصػر هلل ع ّػز وج ّػؿ ُيمبسػو واطبلؽ البصر كذلؾ ُيمبس القمب ظممػة ،كمػا أف غ ّ َ ن ػػو اًر ،وق ػػد ذك ػػر اهلل ع ػ ّػز وج ػػؿ آ ي ػػة الن ػػورس« اهلل ُن ػػور الس ػػمو ِ ِ األرض َمثػ ػ ُؿ ُن ػ ِ ػوره ات و ُ ّ صباح» (النور س.)56 َك ِمش َكوٍة فييَا ِم ٌ يف ي ُغ ّ ِ عز وج ّؿ س « ُقؿ لّ ِ َبصاررـ ». . . بعد قولو ّ ممؤ ِمن َ َ ضوا مف أ َ ُ و إذا استنار القمب ،أقبمت وفود الخيػرات إليػو مػف كػؿ ناحيػة ،كمػا أنػو إذا أظمػـ ،
أقبمت سحائب الببلء و الشر عميو مف كؿ مكاف. و إطبلؽ البصػر كػذلؾ يعمػي القمػب عػف التمييػز بػيف الحػؽ و الباطػؿ ،و السػنة و البدعة ،و غضو هلل ّعز و ج ّؿ يورثو فراسة صادقة يميز بيا. ػض عمر ظاىره باتباع السنة ،وباطنو بدواـ المراقبة ،وغ ّ قاؿ أحد الصالحيفس "مف ّ وكؼ عف الشبيات ،واغتذى بالحبلؿ لـ تخطىء لو فراسة". بصره عف المحارـ، َ نور بصيرتو. والجزاء مف جنس العمؿ ،فمف غض بصره عف محارـ اهلل ،أطمؽ اهلل َ
-3فضوؿ الطعاـ
قمة الطعاـ توجب رقة القمب ،وقوة الفيـ ،وانكسار النفس ،وضعؼ اليوى والغضب،
وكثرةُ الطعاـ توجب ضد ذلؾ.
44
عف المقداـ بف َمعد يك ِرب قاؿس سمعت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ يقوؿس « مػا مأل ابف هدـ وعاءاً ش ارً مف بطنه ،بحسب ابف هدـ لقيمات يقمػف صػمبه ،فػ ف كػاف
ال محالة فثمث لطعامه ،وثمث لشرابه ،وثمث لنفسه» (رواه الترمذي).
وفضوؿ الطعاـ داع إلى أنواع كثيرة مف الشر ،فإنػو يحػرؾ الجػوارح إلػى المعاصػي،
ويثقميا عف الطاعات والعبادات ،وحسبؾ بيذيف شػ اًر ،فكػـ مػف معصػية جمبيػا الشػبعُ وفضػػوؿ الطعػػاـ ،وكػػـ مػػف طاعػػة حػػاؿ دونيػػا ،فمػػف ُوقػػى شػ ّػر بطنػػو فقػػد وقػػي ش ػ اّر
عظيماً ،والشيطاف أعظـ ما يتحكـ في اإلنساف إذا مؤل بطنو مف الطعاـ ،وليذا جاء في بعض اآلثارس إذا امتؤلت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت األعضػاء
عف العبادة. وعنو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ قاؿس"إف الشيطاف يجري مف اينسػاف مجػرى الػدـ" (البخاري) .إف كيد الشيطاف ووسوستو تجػري فػي اإلنسػاف حيػث يجػري منػو الػدـ مػف عروقػػو والش ػػيطاف إنمػػا يس ػػتحوذ عمػػى النف ػػوس وينفػػث وساوس ػػو فػػي قم ػػوب األخي ػػار
بواسػػطة الػػنفس األمػػارة بالسػػوء ومركبيػػا الػػدـ ومنشػػأ قواىػػا منػػو فعبلجػػو سػػد المجػػاري بالجوع والصػوـ ألنػو يقمػع اليػوى والشػيوات التػي ىػي أسػمحة الشػيطاف .قػاؿ إبػراىيـ
جوعػو ممػؾ األخػبلؽ الصػالحة، بف أدىـ س " مف ضبط بطنو ضبط َ دينو ،ومف ممؾ َ واف معصية اهلل بعيدةٌ مف الجائع قريبةٌ مف الشبعاف". -4فضوؿ المخالطة:
ىي الداء العضاؿ الجالب لكؿ شر ،وكـ سمبت المخالطة والمعاشرة مػف نعمػة ،وكػـ زرعت مف عػداوة ،وكػـ غرسػت فػي القمػب مػف حػ ازز ٍ ات تػزوؿ ٍ ػيات وىػي الجبػا ُؿ ال ارس ُ في القموب ال تزوؿ ،ففي فضوؿ المخالطة خسػارةُ الػدنيا واآلخػرة ،وانمػا ينبغػي لمعبػد أف يأخذ مف المخالطة بقدر الحاجة ،ويجعؿ الناس فييا أربعة أقساـ متػى خمػط أحػد
األقساـ باآلخر ولـ يميز بينيا دخؿ عميو الشر س
45
أحػػدرماَ :مػػف مخالطتػػو كالغػػذاء ال يسػػتغنى عنػػو فػػي اليػػوـ والميمػػة ،فػػإذا أخػػذ حاجتػػو وىػػـ العممػػاء بػػاهلل منػػو تػػرؾ الخمطػػة ،ثػػـ إذا احتػػاج إليػػو خالطػػو ،ىكػػذا عمػػى الػػدواـُ ،
وأمره ومكايد عػدوه ،وأمػراض القمػوب وأدويتيػا الناصػحوف هلل ولكتابػو ولرسػولو صػمى اهلل عميو وسمـ ولخمقو فيذا الضرب في مخالطتيـ الربح َّ كؿ الربح. ػت صػػحيحاً القسػػـ الثػػانيَ :مػػف مخالطتػو كالػػدواء ،يحتػػاج إليػػو عنػد المػػرض ،فمػػا ُدمػ َ فبل حاجة لؾ في خمطتػو ،وىػـ مػف ال ُيسػتغنى عػف مخػالطتيـ فػي مصػمحة المعػاش ومػػا تحتاجػػو مػػف أن ػواع المعػػامبلت واالستشػػارة ونحوىػػا ،وى ػؤالء تقتصػػر مخػػالطتيـ عمى قدر الحاجة.
القسػػػـ الثالػػػث :وىػػـ َمػػف مخػػالطتيـ ،كالػػداء عمػػى اخػػتبلؼ مراتبػػو وأنواعػػو وقوتػػو وضػػعفو ،فمػػنيـ مػػف مخالطتػػو كالػػداء العضػػاؿ والمػػرض المػػزمف ،وىػػو مػػف ال ت ػربح عميو ديناً وال دنيا ،ومع ذلؾ فبل بد أف تخسر عميػو الػديف والػدنيا أو أحػدىما ،ومػنيـ
ال ػػذي ال يحس ػػف أف ي ػػتكمـ فيفي ػػدؾ ،وال يحس ػػف أف ينص ػػت فيس ػػتفيد من ػػؾ ،وال يع ػػرؼ
نفسو فيضعيا في منزلتيا ،بؿ إذا تكمـ فكبلمو كالعصي تنػزؿ عمػى قمػوب السػامعيف مػػع إعجابػػو بكبلمػػو وفرحػػو بػػو ،فيػػو ُيحػ ِػدث مػػف فيػػو كممػػا تحػػدث ويظػػف أنػػو مسػػؾ يطيب بو المجمس ،واذا سكت فأثقؿ مف نصؼ الرحا العظيمة التي ال يطػاؽ حمميػا وال جرىا عمى األرض ،فاىجر أمثاؿ ىؤالء يرحمؾ اهلل.
القسػػػـ الرابػػػع َ :مػػف فػػي مخالطتػػو اليػػبلؾ كمػػو ،وىػػـ أىػػؿ اليػػوى والمعاصػػي فيػػي بمنزلة أكؿ السـ ،وىذا الضرب ال ينبغي لمعاقػؿ أف يجالسػيـ أو يخػالطيـ ،واف فعػؿ فالموت لقمبػو أو المػرض ،وينطبػؽ عمػى ىػؤالء القػوؿ المشػيور [ وشػر االصػحاب ِ الممييػات َمف إذا َ ذكرت اهلل لـ ُيعنؾ واذا لـ تذكره ال ُيذكرؾ] ،بؿ قد ُيحدث لؾ مػف ُ الحذر يرحمؾ اهلل. فالحذر يصدؾ عف ذكر اهلل إلى حد الوقوع في المعاصي ما ُ َ َ
46
المطَّيػرة فػػإف فػػإذا عافيػػت قمبػػؾ مػػف ىػػذه السػػموـ ومؤلتػػو بنػػور القػرآف والسػػنة النبويػػة ُ
ػدـ أو غيرىػا إلػى ىذا النػور ال يمبػث أف يفػيض عمػى الجػوارح فػإف أقػدمت الي ُػد أو الق ُ المعصػػية فػػالنور القمبػػي النػػاتج عػػف المفػػاىيـ الفكريػػة الربَّانيػػة المػػزروع فػػي أعمػػاؽ
القمػػب سػػيقؼ لمجػػوارح بالمرصػػاد ويمنعيػػا مػػف المعاصػػي فيصػػدؽ فػػي صػػاحب ىػػذا القمب قوؿ الحسػف رضػي اهلل عنػوس لػيس اإليمػاف بػالتحمي وال بػالتمني ولكػف مػا وقػر في القمب وصدقو العمؿ أو وظير عمى الجوارح.
الزاد اليومي إف أعمػػى درجػػة وأسػػمى حالػػة يكػػوف فييػػا المسػػمـ حػػيف يكػػوف عمػػى صػػمتو بخالقػػو فػػي
عبادة أو عمؿ واجب أو القياـ بمندوب ،وكمما أداـ العبد صمتو بربو كمما ازداد خي ار وازداد مف اهلل قربا ،وليذا صار االصؿ في المسمـ أف اليدع لحظة مف حياتو تفوتػو دوف أف يفعؿ فييا واجبا أو يؤدي قربة مػف القػرب ،فػالعمر واحػد ،والػزمف الػذي يمػر ال يعػود ،فػبل ينبغػي عمػى َك ِػي ِ ِ ٍ ِ ػض وقتػو بحػرٍاـ أو س فَطػ ٍػف أف يشػغؿ وقتػو أو بع َ ّ ٍ ٍ ِ ػب أومن ٍ تشاغؿ عف واج ٍ ػدوب أو إفػراط فػي مبػاح ،ىكػذا المسػمـ وىكػذا فعؿ مكروٍه أو اغتناموُ لوقتو ،فكيؼ بحامؿ الدعوة!!. َع َممُو وواجبو و ُ أما القياـ بالواجبات ،وتػرؾ المحرمػات فيػي ال تفػي بمػؿء وقػت المسػمـ ،وبالتػالي قػد تنقطػػع صػػمتو بربػػو ،ولػػو قمػػيبل ،فميشػػغؿ الوقػػت بمػػا نػػدب اليػػو الشػػرع مػػف عبػػادات
ونوافػػؿ وتتطوعػػات ،فالمسػػمـ إذا فكػػر فػػي خمػػؽ اهلل تحركػػت مشػػاعره وقَ ِوَيػػت نفسػػيتو، وقػػد روي عػػف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ أنػػو كػػاف صػػمتُوُ ِف ْك ػ اًر وتػػدبرا،
47
ونطقو ِذك اًر. ُ
ُّ التفكر
إحرص أخي عمى دواـ التفكر في جميؿ خمؽ ا
وفي إبداعو سػبحانو فػي خمقػو
ولساف حالؾ يقػوؿ«:ربنا ما خمقت رػذا بػاطس سػبحانؾ فقنػا عػذاب النػار» ُ
[ 474آؿ
عمراف].
فذلؾ يزيد إيمانػؾ وقربػؾ مػف اهلل تعػالى ويثبػت عقيػدتؾ ويزيػدىا رسػوخا ،كػأف ت ارقػب
الشػػروؽ والغػػروب ويسػػبقو ويرافقػػو التس ػبيح والتحميػػد ،ف ػاهلل سػػبحانو يقػػوؿ «:وسػػبح بحمػػػػد ربػػػػؾ قبػػػػؿ طمػػػػوع الشػػػػمس وقبػػػػؿ الغػػػػروب ومػػػػف الميػػػػؿ فسػػػػبحه وأدبػػػػار
السػػػػجود»[ ؽ ، 41:وك ػػأف تتفك ػػر ف ػػي أحػ ػواؿ األزى ػػار والطي ػػور المحيط ػػة ب ػػؾ وف ػػي
أحوالؾ وأطوارؾ بيف النوـ واليقظة والصحة والمرض واف تتفكػر فػي وظػائؼ الػرئتيف و ِ هيػات لممػوقنيف الك ْميتيف والمعدة وما إلى ذلؾ ،يقػوؿ ربنػا عػز وجػؿس «وفػي اعرض ٌ وفي أنفسكـ أفس تبصروف»
[ 94الذاريات].
ق ػ أر أحػػدىـ قػػوؿ اهلل عػػز وجػػؿ«:وعسمػػات وبػػالنجـ رػػـ يهتػػدوف»فػػأيقف أف ليػػذه النجػػوـ فوائػػد ال يعمميػػا إال اهلل فقػػرر أف يمتفػػت إليي ػا ويرقبيػػا مسػػبحا اهلل متفك ػ ار فييػػا
يقوؿس رأيت أف ىػذه النجػوـ إنمػا ىػي زينػة ليػذه السػماء تزيػدىا إف أظمػـ الميػؿ جمػاال ػذكرت أف ىػػذه النجػػوـ إنمػػا ىػػي وسػػح ار وتتعمػػؽ بيػػا الػػنفس محمقػػة مسػػبحة خالقيػػا وتػ ُ ِ ػموخه ػياـ تُرمػػى بيػػا مػػردة الشػػياطيف ،فعممػػت مػػف وقفتػػي ىػػذه مػػف الػػنجـ ُعمػ كػوو وشػ َ س ٌ
ػػه بنفسػػه ،محافظػػا عمػػى وأنػػو ال يرضػػى الػػدوف وال يقبػػؿ بػػو ،أري ػت فػػي لمعانػػو ثقتَ ُ موقعه ،وأنو واف بدا بعيدا صغي ار إال أنو يعمـ أف لو دور في اليداية والزينة والثبػات والدفاع عف بوابة السماء.
وجزى اهلل عنا كؿ خير مف قاؿس فارتػؽ في الخير وارقاو خطى إنػػها العميػاء تبغػي مسمما
48
فارجراعوحاؿ واصعد في السما
أنػت عنواف عمجاد اعُلػى َ يػػا حممػػة الػػدعوة ...كون ػوا نجػػوـ ىػػذه األرض ،اعمروىػػا باإليمػػاف وتحرك ػوا واثقػػيف بربكـ وبدعوتكـ واعمموا عمػى إعػزاز ديػنكـ ،واعممػوا أنكػـ واف كنػتـ قمػة أو ضػعفاء، ِ معػدنكـ يظػؿ النػور الػذي يمتػؼ حولػو الحيػارى ويقبػؿ بريػؽ عاف إخسصكـ و َ فػإف لَ َم َ عميو التػائيوف ،وسػتظموف فػي تواضػعكـ نجومػاً عاليػة ال يضػيرىا عتمػة ليػؿ أو شػدة ٍ محمػد اعسػوة اس عقيػدة وأتبػاع ظممة ،إنما أنتـ مصابيح ردى ُ ومفاتيح خيػر وحػر ُ وح َمم ُة لواء التغيير ،لواء الخسفػة الراشػدة الثانيػة عمػى صمى اهلل عميو وآلو وسػمـَ ، منهاج النبوة.
ِذ ْك ُر ا
ايكثار مف ِ الذكر يجعمؾ في َم ِعّي ِة اهلل عز وجؿ فيػو القائػؿ سػبحانو فػي الحػديث
القدسػي «أنا مع عبدي إذا رػو ذكرنػي وتحركػت بػي شػفتاو»[رواه أحمػد] ،ويقػوؿس«إذا مأل ذكرتُه في ٍ ذكرني عبدي خالياً ذكرتُه خالياً ،اواذا ذكرني في ٍ مػأل خيػر مػف المػأل
الذي ذكرني فيه»
[البخاري].
ِ قمبػػؾ متصػبلً فعميػػؾ أخػػي حامػ َػؿ الػػدعوة أف تُ ْكثػ َػر مػػف الػػذكر فػػي كػػؿ أحوالػػؾ ليبقػػى ُ باهلل ،فاذكره كما ورد عف نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ حيف تقػوـ مػف الن ِ ػوـ واذكػره ُ ِ ِ عند خم ِع المبلب ِ ػس وارتػداء غيرىػا واذكػره قبػؿ اذكره َ َ عند دخوؿ الخبلء والخرو ِج منوُ و ْ الوضػػوِء وبعػ َػده واذكػػره بعػ َػد الطعػ ِػاـ والفػ ار ِغ منػػو واذكػره قبػ َػؿ الخػػرو ِج ِمػػف البيػ ِ ػت وعنػ َػد َ ْ ِ ػب مػػا ورد عنػػو صػػمى اهلل عودتِػ َ أي وسػػيمة نقػ ٍػؿ ،كػػؿ ذلػػؾ َح َسػ َ ؾ واذكػ ْػره عنػ َػد ركوبػػؾ ّ عميػػو وآلػػو وسػػمـ فػػي كػػؿ األحػواؿ ،فػػذلؾ يػػديـ صػػمتؾ بػػا سػػبحانه وبالتػػالي يػػديـ
49
مراقبتؾ له سبحانه جاعسً إياو أوؿ الناظريف إليؾ ال هخررـ ،فيثمر فػي قمبػؾ حبػه والحيػػاء منػػه سػػبحانه والهيبػػة لػػه ،فتكػػوف مػػف المحسػػنيف بفضػػمه عميػػؾ ،فتنػػأى
بنفسؾ عف معصيته إجسالً له وتقوـ بكؿ ما أمر به حباً وكرام ًة له. اواليؾ أخي رذا الخير: "الذكر لمقمب كالماء لمسمؾ ،فكيؼ يكوف حاؿ السمؾ إذا أخرج مف الماء" (ابػف تيميػة رحمو اهلل) ،وكتب ابف القيـ رحمو اهللس أف الذكر قوت القمب والروح ،فإذا فقده صػار بمنزلػة الجسػـ إذا حيػؿ بينػو وبػيف قوتػػو.ومنيا إنػو يطػرد الشػيطاف ،ويقمعػو ،ويكسػره، عزوجػ ّػؿ ،ويزيػػؿ اليػػـ والغػػـّ عػػف القمػػب ،ويجمػػب لػو الفػػرح والسػػرور ويرضػػي الػػرحمف ّ وينورلػػو القمػػب والوجػػو ،ويكسػػو الػػذاكر الييبػػة والحػػبلوة والنضػػارة ،ويورثػػو والبسػػطّ ، عزوجػ ّؿ كمػػا عزوجػ ّؿ ،وتقػواه ،واإلنابػػة إليػػو ،وكػػذلؾ يػػورث العبػ َػد ذ َكػػر اهلل ّ محبػػة اهلل ّ قاؿ تعالى س « فَاذ ُكُروِني أذ ُكرُكـ» (البقرة س.)449
ولو لـ يكف في الذكر إالّ ىذه وحدىا لكفى بيػا فضػبلً َ وشػرفاً ،ويػورث جػبلء القمػب وي ُحػػطُّ الخطايػػا ،ورغػػـ أنػػو مػػف أيسػػر العبػػادات ،فالعطػػاء والفضػػؿ الػػذي مػػف الغفمػػةَ ، رتب عميو لـ يرتب عمى غيره مف األعماؿ.
عف أبي ىريرة _رضي اهلل عنو_ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو و سمـ قاؿ س « مف قاؿ ال إله إال ا
وحدو ال شريؾ له ،له الممػؾ و لػه الحمػد ,ورػو عمػى كػؿ شػيء
قدير .في اليوـ مائة مرة كانت له عدؿ عشر رقاب ,و كتبت له مائػة حسػنة ,و ٌ حرزً مف الشيطاف يومه ذلؾ حتى يمسى ,ولـ محيت عنه مائة سيئة ,و كانت له ا يػػأت أحػػد بأفضػػؿ ممػػا جػػاء بػػه إالّ رجػػؿ عمػػؿ أكثػػر منػػه»
(رواه البخػػاري و مسػػمـ و
الترمذي)
و عػػف جػػابر عػػف النبػػي صػػمى اهلل عميػػو و سػػمـ قػػاؿ س « مػػػف قػػػاؿ سػػػبحاف ا بحمدو غرست له نخمة في الجنة »
( رواه الترمذي و ابف حباف و الحاكـ )
51
و
ػي مػف و قاؿ ابف مسعود رضي اهلل عنو س " ألف أُسػب َ اح اهلل تعػالى تسػبيحات أحػب إل ّ عز و ج ّؿ" ،و الذكر دواء لقسوة القموب ؛ كمػا أف أنفؽ عددىـ دنانير في سبيؿ اهلل ّ قاؿ رجؿ لمحسف س يا أبا سعيد س أشكو إليؾ قسوة قمبي ,قاؿ س" ِأذبه بالذكر" .و قاؿ
داء" .ق ػػاؿ رج ػػؿ لس ػػمماف س أي األعم ػػاؿ مكح ػػوؿس " ذك ػػر اهلل ش ػػفاءٌ ,وذك ػػر الن ػػاس ٌ أفضؿ فقاؿ س أما تق أر القرآف "و لذكر اهلل أكبر"
و عف أبي موسى عػف النبػي صػمى اهلل عميػو و سػمـ قػاؿ س«مثػؿ الػذي يػذكر ربػه و الميت» الذي ال يذكر ربه مثؿ الحي و ّ ّ ػبب الشػػتغاؿ العبػػد عػػف الكػػبلـ و دواـ الػػذكر تكثيػػر لشػػيود العبػػد يػػوـ القيامػػة ,و سػ ٌ الباطػؿ مػػف الغيبػػة و النميمػػة و غيػػر ذلػػؾ ,فإمػػا لسػػاف ذاكػػر و إمػػا لسػػاف الغ ,فمػػف (رواه البخاري و مسمـ)
ػاب الػدخوؿ عمػى اهلل ع ّػز وج ّػؿ ,فميتطيػر و ليػدخؿ فُتح لػو ب ٌ ػاب الػذكر فقػد فٌػتح لػو ب ُ جؿ وجػد كػؿ شػيء ,و عز و ّ وجد ربو ّ عمى ربو ّ عز و ج ّؿ ,يجد عنده ما يريد ,فإف َ
عز و ج ّؿ فاتو كؿ شيء. إف فاتو ربو ّ و لمذكر أنواعس منياس ذكر أسماء اهلل ع ّػز و ج ّػؿ ,و صػفاتو ,ومدحػو ,و الثنػاء عميػو
بيا ,نحوس "سبحاف ا
" ,و " الحمد
,و " ال إله إال ا
" ،و منيا س الخبر عػف
اهلل عػ ّػز و ج ػ ّؿ بأحك ػػاـ أسػػمائو و ص ػػفاتو ,نحػػو س اهلل عػ ّػز و جػ ػ ّؿ يسػػمع أصػ ػوات عبػػاده و يػػرى حركػػاتيـ ,و منيػػا :ذكػػر اعمػػر و النهػػي كػػأف تقػػوؿ س إف اهلل عػ ّػز و
ج ّؿ أمر بكذا ,و نيى عف كذا. و مف ذكره سبحانو و تعالى ذكر آآلئو و إحسانو ,و أفضؿ الذكرس تبلوة القرآف ,و ُّهػا ذلؾ لتضمنو ألدوية القمب و عبلجو مف جميع األمراض ,قاؿ اهلل تعػالى س« َيا أَي َ ِ الف َِاس قَد َجتءت ُكـ كم ِ الص ُد ِ ور»(يونسس)49 ك فتء لٍّ َما في ُّ وعظَ ٌة ٍّمف كرٍّب ُكـ َو ش ٌ ِ ػػػػػػػز ُؿ ِمػػػػػػػػف القُػػػػػػػػرَء ِ و قػ ػ ػ ػػاؿ اهلل تعػ ػ ػ ػػالىس« َو ُن َنػ ٍّ حمػػػػػػػػ ٌة ػػػػػػػو شػػػػػػػػفَ ٌ اف َمػػػػػػػػا ُرػ َ تء َو َر َ ٍّ يف»(اإلسراءس.)19 ممؤ ِم ِن َ لُ
وأمػراض القمػب تجمعيػا أمػراض الشػبيات والشػيوات ,والقػرهف شػفاء لمنػوعيف ,ففيػػه
51
مف البينات و البػراريف القطعيػة مػا يبػيف الحػؽ مػف الباطػؿ فتػزوؿ أمػراض الشػبه المفسدة لمعمـ ,والتصور ,وايدراؾ ,بحيث يرى اعشياء عمى ما ري .
وميز بينيما ,كما يميز بعينيو بيف فمف درس القرآف وخالط قمبو؛ أبصرالحؽ والباطؿ ّ الميؿ والنيار .وأما شفاؤو لمشهوات فذلؾ بما فيػه مػف الحكمػة والموعظػة الحسػنة؛ بالتزريد في الدنيا ,والترغيب في اآلخرة.
و بالجممػ ػػة فػ ػػأنفع شػ ػػيء لمعبػ ػػد ىػ ػػو ذكػ ػػر اهلل عػ ػ ّػز وج ػ ػ ّؿس «أَال ِبػ ِ ػػػػذ ِ كر ا وب»(الرعدس)91 ال ُقمُ ُ
تَطمػ ِ ػػػػئ ُّف َ
عز و ج ّؿ. و أفضؿ الذكر تبلوة كتاب اهلل ّ كِ يف ي ْتمُ َ ِ ِ ػار ْـ ػاموا ك الص َػسةَ َوأَنفَقُػوا ِم كمػا َرَزْق َن ُ ػوف كتَ َ قاؿ اهلل تعػالى س «إِ كف الكػذ َ َ ػاب المػه َوأَقَ ُ ِ ِس ارً وع َس ِني ًة يرج َ ِ ك ػه ضػمِ ِه إِكن ُ يػد ُرـ ٍّمػف فَ ْ ورُر ْـ َوَي ِز َ ور ) (29ل ُي َوفٍّ َي ُه ْـ أ ُ ّ َ َ َ َْ ُ ُج َ وف ت َج َارةً لف تَُب َ ور» (فاطر س)56-97 ور َ ش ُك ٌ َغفُ ٌ
الدعاء
والمسمـ يدعو ربه ويكثر مف الدعاء في السراء والضراء ،في الحؿ والسفر ،في الميؿ والنيار ،فػي الصػحة والمػرض ،واهلل سػبحانو يقػوؿ «:فػ ني قريػب أجيػب دعػوة
ِ دعاف» [البقرة .]416 الداع إذا ِ
وعف النعماف بف بشير قاؿس قاؿ صمى اهلل عميو وسمـس« الدعاء رو العبادة ،ثػـ تػبل
اآلي ػػةس«وقػػػاؿ ربكػػػـ ادعػػػوني أسػػػتجب لكػػػـ ،إف الػػػذيف يسػػػتكبروف عػػػف عبػػػادتي
سيدخموف جهنـ داخريف» [غافر »]66
رواه الترمذي
سبحانو تذلمت إلى العزيز اواكثار الدعاء والتذلؿ إلى اهلل بو يرفعؾ ويقربؾ ،فكمما َ َ ؾ بدينو وبِقُ ْربِ ِو منؾ ،فأ ْكثِ ْر مف الدعاء في السجود حيث يكوف المرء أقرب ما أعز َ ّ وعِقب الصموات؛ بعد التسبيح والتحميد والتكبير والتيميؿ ،فعف أَبي يكوف إلى اهلل َ َف رسو َؿ المَّ ِو صمّى اهلل عمَْي ِو وآلو َّ َّ ب ما وسمـ قَا َؿ س « أَ ْق َر ُ ُ َ َ َ ُىريرةَ رضي المو عنوُ أ َّ َ
52
ِ ِ او و ُىو َسا ِج ٌد ،فَأَ ْكثُِروا ُّ اء » َي ُك ُ الد َع َ وف َ الع ْب ُد مف رب َ َ
رواه مسمـ
و َع ْف أَبي أُمامةَ رضي المَّو َع ْنوُ قَا َؿس ِقي َؿ لِرس ِ وؿ المَّ ِو َُ َ َ َ َ ؼ المَّْي ِؿ ِ ِ ُّ اآلخ ِرَ ،وُدُب َر جو « س اؿ ق مع َس أ اء ع الد َي أ ُّ ْ ُ َ َ ْ َ َ
الترمذي.
.
ِ وسمَّـ س صمّى اهللُ َعمَْيو وآلو َ َ ات الم ْكتُ ِ الصمَو ِ وبات » رواه َّ َ
ألِ ّح في الدعاء وتَ َخ ّش ْع فيو فإف اهلل يحب العبد المحوح.أكثِر مف دعاء طمب التثبيت فالشيطاف يجري في ابف آدـ مجرى الدـ ،والقموب بيف إصبعيف مف أصابع
الرحمف يقمبيا كيؼ يشاء ،فعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو كاف أَ ْكثَُر ِِ الق ِ الترمذي]. ُّ ات ق ْمبي عمَى ِدينِ َ قمب ُ ؾ » [ َرواهُ موب ثَب ْ ُدعائو س « يا ُم َ ِ ِ َّ َّ الص ادي ِ ِ صمّى اهللُ َعمَْي ِو َوعف أَبي ب ْك ٍر ا ؽ َرض َي المو َع ْنو ،أََّنو قَا َؿ ل َرسوؿ المو َ ِ َّ ا ت َن ْف ِسي صبلتي ،قَا َؿ س قُ ْؿ س المكه كـ إٍِّني ظَمَ ْم ُ اء أ ُ َدعو بِو في َ وسمـ س « َعممني ُد َع ً َ ِ ِ ِ ِ ِ ُّ ِ ِ ك ِ ارح ْمني ، نوب إال أَ ْن َت ،فَا ْغفر لي م ْغفَرةً مف ع ْند َؾ َ ،و َ ظُ ْمماً كثي ارً َ ،وال َي ْغفر الذ َ الر ِ ؽ ِ عميو . إِكن َؾ أَ ْن َت ا ْل َغفور ك حيـ » متَّفَ ٌ
تعمَّػ ػػـ آداب الػ ػػدعاء كػ ػػي يكػ ػػوف أقػ ػػرب لئلجابػ ػػة ،فابػ ػػدأه بحمػ ػػد اهلل والثنػ ػػاء عميػ ػػو، والصػػبلة والسػػبلـ عمػػى رسػػولو الك ػريـ وآلػػو الك ػراـ ،وفػػي وسػػطو ص ػ ّؿ عمػػى الرسػػوؿ
الكريـ واختـ الدعاء بآميف والصبلة عمى الرسوؿ الكريـ ،وال تَْن َس أف تُطيب مطعمؾ جاب الدعوة ،وال تكف كالذي يطيؿ السفر ،أشػعث أغبػر ،يرفػع وممبسؾ كي تكوف ُم َ وغػ ػ اذي ب ػػالحراـ يدي ػػو إل ػػى الس ػػماء داعيػ ػاً ي ػػارب ي ػػارب وممبس ػػو حػ ػراـ ومشػ ػربو حػ ػراـ ُ فأنىُ يستجاب لو!!!.. ّ
الرجاء
والمسػػمـ قػػوي الرجػػاء بربػػه واثػػؽ بػػه وبفضػػمه وبرحمتػػه ،دائػػـ الشػػوؽ إلػػى لقائػو ِ وي َس ػ اد ُده حتػػى يكػػوف أىػػبلً والنظػػر إلػػى وجيػػو الكػػريـ ،يستشػػعر َمعيَّتَػػو ،وأنػػو ييديػػو ُ
53
ِ وتوفيفو .قاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فيمػا يرويػو عػف ربػو«: لجنتو بفضمو سبحانو غفػرت لػؾ عمػى مػا كػاف وال قاؿ ا تعالى :يا ابف هدـ إنػؾ مػا دعػوتَني ورجػوتَني ُ أبالي[ »...رواه الترمذي]. ويقػػوؿ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ «:ال يمػػوتف أحػػدكـ إال ورػػو يحسػػف
الظف با
عز وجؿ»
[رواه مسمـ].
ويقػػوؿ ربنػػا عػػز وجػػؿس« اواف يمسسػػؾ ا
بضػ ٍػر فػػس كاشػػؼ لػػه إال رػػو ،اواف يػػردؾ
بخيػ ٍػر فػػس ار كد لفضػػمه ،يصػػيب بػػه مػػف يشػػاء مػػف عبػػادو ورػػو الغفػػور الػػرحيـ »
[يونس]469
والمسمـ يكثر مف االستعاذة با
ايستعاذة
واالستعانة به ،وىما مف العبادات التي تقوي
النفس وتدنييا مف رضى اهلل سبحانو وقد كاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يكثر مف
التعوذ مف كثير مف الشرور والمواقؼ فقد ورد عنو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو
كاف يقوؿ (:ألمهـ إني أعوذ بؾ مف الهـ والحزف وأعوذ بؾ مف العجز والكسؿ وأعوذ بؾ مف الجبف والبخؿ وأعوذ بؾ مف غمبة الديف وقهر الرجاؿ المهـ إني
أعوذ بؾ مف الكفر والفقر وأعوذ بؾ مف عذاب القبر).
وعف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ س" استعيذوا با جهنـ استعيذوا با استعيذوا با
مف عذاب القبر استعيذوا با
مف فتنة المحيا والممات" (البخاري) .
54
مف
مف فتنة المسيح الدجاؿ
ايستغفار والتوبة واالسػػػتغفار والتوبػػػة خيػػر زٍاد لممسػػمـ ولحامػػؿ الػػدعوة ،فػػإف اهلل سػػبحانو وتعػػالى
يقػػوؿس «والػػذيف إذا فعم ػوا فاحشػػة أو ظممػوا أنفسػػهـ ذكػػروا ا ومف يغفر الذنوب إال ا »
فاسػػتغفروا لػػذنوبهـ
[آؿ عمراف . ]454
قاؿ ابف مسعودس ىذه اآلية خير ألىؿ الذنوب مف الػدنيا ومػا فييػا ،وقػاؿ أبػو ىريػرةس
إني ألستغفر اهلل وأتوب إليو كؿ يوـ ألؼ مرة.
وعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ أنو قػاؿ «:سيد االستغفار أف تقوؿ ألمهـ أنػت ربي ال إله إال أنت خمقتني وأنا عبدؾ وأنا عمى عهػدؾ ووعػدؾ مػا اسػتطعت أعػوذ
بؾ مف شر ما صػنعت أبػوء لػؾ بنعمتػؾ عمػي وأبػوء لػؾ بػذنبي فػاغفر لػي ف نػه ال يغفر الذنوب إال أنت ،قاؿ ومف قالها مف النهار موقناً بها فمات مف يومه قبؿ أف
مػوقف بهػا فمػات قبػؿ أف يمسي فهو مف أرؿ الجنػة ومػف قالهػا مػف الميػؿ ورػو ٌ يصبح فهو مف أرؿ الجنة» ]رواه البخاري[. وع ػػف أب ػػي ىريػ ػرة رض ػػي اهلل عن ػػو أف رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ ق ػػاؿس« إف المؤمف إذا أذنب كانت نكتة سوداء فػي قمبػه فػ ف تػاب ونػزع واسػتغفر صػقؿ قمبػه
ف ف زاد زادت فذلؾ الراف الذي ذكرو ا
يكسبوف» (.رواو ابف ماجة)
في كتابه كس بؿ راف عمى قمػوبهـ مػا كػانوا
وقالػػت أـ المػػؤمنيف عائشػػةس طػػوبى لمػػف وجػػد فػػي صػػحيفته إسػػتغفا ارَ كثي ػ ار ،قػػاؿ قتػػادهس إف ىػػذا الق ػرآف يػػدلكـ عمػػى دائكػػـ ودوائكػػـ فأمػػا داؤكػػـ فالػػذنوب وأمػػا دواؤكػػـ
فاالستغفار.
قيؿ لمحسفس أال يستحيي أحدنا مف ربو فيستغفر لذنوبو ،ثـ يعود...ثـ يستغفر، ثـ يعود ،فقاؿس ود الشيطاف لو ظفر منكـ بيذه فبل تمموا مف االستغفار ،وقاؿ أيضاس أكثروا مف االستغفار في بيوتكـ ،وعمى موائدكـ ،وفي طرقكـ ،وفي أسواقكـ،
55
وفي مجالسكـ أينما كنتـ ،ف نكـ ما تدروف متى تنزؿ المغفرة.
الص ْبر َ الصبر عبادة ،وأي عبادة ويكفي أف أُ َذ اك َر بقولو تعػالى «:إنمػا يػوفكى الصػابروف أجررـ بغير حساب»(.الزمر) 46 ويقوؿ جؿ مف قائؿ«:وا
يحب الصابريف»
[آؿ عمراف .]416
فميحػػػرص حامػػػؿ الػػػدعوة عمػػػى الصػػػبر بأنواعػػػه الثبلثػػةس فميصػػػبر عمػػى طاعػػة اهلل سػػبحانو ،وليصػػبر عػػف معاصػػيو ،وليصػػبر عمػػى قضػػائو سػػبحانو .ويقػػوؿ المصػػطفى
صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ حاث ػاً ومرغب ػاً فػػي الصػػبر «:ومػػػف يتصػػػبر ُيصػ ٍّػػبَروُ ا ،ومػػػا [متفؽ عميو]. عطاء خي ارً وأوسع مف الصبر» أحد ٌ أعطي ٌ ً
صسة الجماعة
المحافظة عمى صسة الجماعة في المسجد وخصوصاً صبلة الفجر فالمصطفى
صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يقػوؿس «صػسة الرجػؿ فػي جماعػة تزيػد عمػى صػسته فػي بيته وصسته في سوقه بضػعا وعشػريف درجػة وذلػؾ أف أحػدرـ إذا توضػأ فأحسػف
الوضوء ثـ أتى المسجد ال ينهزو إال الصػسة ،ال يريػد إال الصػسة ،فمػـ يخػطُ خطػوة وح ػ ك ط عنػػه بهػػا خطيئػػة حتػػى يػػدخؿ المسػػجد ،ف ػ ذا دخػػؿ إال ُرفػػع لػػه بهػػا درجػػةُ ، المسػػجد كػػاف فػػي الصػػسة مػػا كانػػت الصػػسة رػػي تحبسػػه والمسئكػػة يصػػموف عمػػى أحدكـ ما داـ في مجمسه الػذي صػمى فيػه يقولػوف المهػـ ارحمػه ،المهػـ اغفػر لػه،
المهـ تب عميه ،ما لـ يؤِذ فيه ،ما لـ ِ يحدث فيه» رواه مسمـ.
عف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـس« إف أثقؿ الصسة عمى المنافقيف صسة العشاء وصسة الفجر ولو يعمموف ما فيها عتورما ولو حبوا ولقد
رممت أف همر بالصسة فتقاـ ثـ همر
رجس فيصمي بالناس ثـ أنطمؽ معي
56
برجاؿ معهـ حزـ حطب إلى قوـ ال يشهدوف الصسة فأحرؽ عميهـ بيوتهـ صمُوُ ِم ْف ٍ خير مف رؤية المسمميف بالنار»(صحيح ابف حباف) ،باإلضافة إلى ما تُ َح ّ ؾ و ِم ْف تَعمِّـ ِ ِ االطمئناف عمى أحو ِ كممة ٍ ِ خير الطاعة و ِمف ومشاركتِيـ فرحةَ اؿ إخوانِ َ َ ِ الخير في صبلة الجماعة في المسجد. مكتوبة أو مسموعة ،فالخير كؿ عف عمي بف حسيف عف أبيو عف جده عمي بف أبي طالب قاؿ دخؿ َعمَ َّي رسو ُؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وعمى فاطمة مف الميؿ فأيقظنا لمصبلة ثـ رجع إلى بيتو صِميا ،قاؿ فصمى ىويا مف الميؿ فمـ يسمع لنا حسا فرجع إلينا فأيقظنا فقاؿ قُوما فَ َ فجمست وأنا أعرؾ عيني وأقوؿ إنا واهلل ما نصمي إال ما كتب اهلل لنا إنما أنفسنا بيد ُ
اهلل فإف شاء أف يبعثنا بعثنا ،قاؿ فولّى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وىو يقوؿ-
ويضرب بيده عمى فخذه -ما نصمي إال ما كتب ا
لنا وكاف اينساف أكثر شيء
جدال" (سنف النسائي).ىذا في شأف قياـ الميؿ المندوب ،فكيؼ إذا كانت الغفمة عف الصبلة المكتوبة – ال سمح اهلل .-
إحياء لسنة فالصسةَ الصسةَ يا حمم َة الدعوة ،حيث ُيدعى لها –في المساجد- ً نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وقياما بفرض الكفاية كي ال تب أر منا ذمة اهلل.
عػف عبػػد اهلل بػػف مسػعود رضػػي اهلل عنػػو قػاؿس( مػػف سػره أف يمقػى اهلل غػػدا مسػػمما فميحػػافظ عمػػى ر ػؤالء الصػػموات حيػػث ينػػادى بهػػف ،فػػإف اهلل شػػرع لنبػيكـ صػػمى اهلل عميو وآلو وسمـ سنف اليػدى ،اوانهػف مػف سػنف الهػدى ،ولػو أنكػـ صػميتـ فػي بيػوتكـ
كما يصمي ىذا المتخمؼ في بيتو ،لتركتـ سنة نبيكـ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ ،ولػو تػػركتـ سػػنة نبػػيكـ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ لضػػممتـ ،ومػػا مػػف رجػػؿ يطَّيػػر فيحسػػف الطيور ثـ يعمد إلػى مسػجد مػف ىػذه المسػاجد إال كتػب ا
لػه بكػؿ خطػوة يخطورػا
حسػػنة ويرفعػػه بهػػا درجػػة ويحػػط عنػػه بهػػا سػػيئة ،ولقػػد رأيتنػػا ومػػا يتخمػػؼ عنيػػا إال
منافؽ معموـ النفػاؽ ،ولقد كاف الرجؿ يؤتى بػه ُيهػادى بػيف الػرجميف حتػى يقػاـ فػي
الصؼ) .رواه مسمـ.
57
ويقوؿ صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ «:يػأتي ا
يػوـ القيامػة بمسػاجد الػدنيا كأنهػا
نجػػب بػػيض قوائمهػػا مػػف العنبػػر وأعناقهػػا مػػف الزعفػػراف ورؤوسػػها مػػف المسػػؾ
وأزمتها مف الزبرجد اعخضر وقوامها والمؤذنوف فيهػا يقودونهػا وأئمتهػا يسػوقونها
وعماررػػػا متعمقػػػوف بهػػػا فتجػػػوز َعَرصػػػات القيامػػػة كػػػالبرؽ الخػػػاطؼ فيقػػػوؿ أرػػػؿ الموقػؼ رػؤالء مسئكػة مقربػوف أو أنبيػاء مرسػموف فينػادى مػا رػؤالء بمسئكػػة وال أنبياء ولكنهـ أرؿ المساجد والمحافظوف عمى الصموات مف أمة محمد» صػمى ا
عميه وهله وسمـ
(رواو القرطبي عف أنس)
.
صسة الجمعة
التبكير لصبلة الجمعة ىو مػف أعظػـ مػا ح َّ ػث عميػو المصػطفى صػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػػمـ فيقػػوؿس« مػػف غسػػؿ يػػوـ الجمعػػة واغتسػػؿ ثػػـ بكػػر وابتكػػر ومشػػى فػػدنا واسػػتمع وأنصػػت ولػػـ يمػػغ كتػػب ا وقيامها»
(صحيح ابف حباف)
.
لػػه بكػػؿ خطػػوة يخطورػػا عمػػؿ سػػنة صػػيامها
ويقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـس« مف اغتسػؿ يػوـ الجمعػة فأحسػف غسػمه ولػبس مػػف صػػالح ثيابػػه ومػػس مػػف طيػػب بيتػػه أو درنػه غفػػر لػػه مػػا بينػػه وبػػيف الجمعػػة
اعخرى وزيادة ثسثة أياـ مف التي بعدرا» (صحيح ابف حباف) .
احرص أخي عمى ىذا الفرض العظيـ ومندوباتػو وتَ َجَّنػب مكروىاتِػو التػي يغفػؿ عنيػا بالحصػػى أو السػػجاد أثنػػاء ال ُخطبػػة أو تشػػبيؾ اعصػػابع أوايتكػػاء النػػاس كالمعػػب َ عمى اليديف أو إحديهما ك ِجمسة بني إسرائيؿ.
58
ٍ بحػديث جػانبي أثنػاء ال ُخطبػة أو تتصػفح مجمػة أو صػػحيفة اوايكػاؾ ّإيػاؾ أف تنشػغؿ ِ ِ ب عنػػؾ الممػػؿ واصػػبر امتثػػاالً عمػػر رسػػوؿ ا صػػمى ا عميػػه وهلػػه وسػػمـ لتُػ ْذى َ
اعجر العظيـ. باينصات ولؾ ُ قػاؿ معػاذ بػف جبػؿ« :احتػبس عنػا رسػوؿ ا
صػمى ا
عميػه وسػمـ ذات غػداة
عػػف صػػسة الصػػبح حتػػى كػػدنا نترايػػا عػػيف الشػػمس فخػػرج سػػريعا فثػػوب بالصػػسة فصػػمى رسػػوؿ ا
صػػمى ا
عميػػه وهلػػه وسػػمـ وتجػػوز فػػي صػػسته فممػػا سػػمـ دعػػا
بصوته ،قاؿ لنا :عمى مصافكـ كما انػتـ ،ثػـ انفتػؿ إلينػا وقػاؿ :أمػا إنػي سػأحدثكـ ما حبسني عنكـ الغداة ،إني قمت مف الميؿ فتوضأت وصميت ما قدر لي ،فنعست
فػػي صػػستي فاسػػتثقمت ف ػ ذا أنػػا بربػػي تبػػارؾ وتعػػالى فػػي أحسػػف صػػورة ،فقػػاؿ :يػػا محمد قمت :لبيؾ ربي ،قاؿ :فيـ يختصـ المأل اععمى؟ قمت :ال أدري ،قالهػا ثسثػا،
قاؿ :فرأيته وضع كفه بيف كتفي حتى وجدت برد أناممػه بػيف ثػديي فتجمػى لػي كػؿ شيء وعرفت .فقاؿ :يا محمد .قمػت :لبيػؾ ربػي ،قػاؿ :فػيـ يختصػـ المػأل االعمػى؟
قمت :في الكفارات .قاؿ :ما رف؟ قمت:مشػي االقػداـ الػى الحسػنات ،والجمػوس فػي المساجد بعد الصموات ،اواسباغ الوضوء حػيف الكريهػات ،قػاؿ :فػيـ؟ ،قمػت :إطعػاـ س ْػؿ .قُػ ْؿ :المهػـ إنػي أسػألؾ الطعاـ وليف الكسـ والصسة بالميؿ والناس نياـ ،قػاؿَ :
فعػػؿ الخي ػرات وتػػرؾ المنك ػرات وحػػب المسػػاكيف وأف تغفػػر لػػي وترحمنػػي اواذا أردت فتنة قوـ فتوفني غير مفتوف أسألؾ حبؾ وحب مف يحبؾ وحػب عمػؿ يقربنػي الػى حبؾ.قػػاؿ رسػػوؿ ا
صػػمى ا
عميػػه وسػػمـ :إنهػػا حػػؽ فادرسػػورا ثػػـ
تعممػػووا».رواه
الترمذي بسند صحيح.
ركذا يا حممة الدعوة اعتبر الشرع التفكير عبادة ،وذكر ا
عبادة ،والخوؼ منه
ورجاءو عبادة ،واالستعانة به واالستغاثة به عبادة والدعاء عبادة ،وايحساف في
أداء العبادات والتكاليؼ عبادة والصبر والنوافؿ في الصياـ والصبلة عبادة ف ذا أردت أخي حامؿ الدعوة أف تكوف الناحية الروحية لديؾ قوية فياضة فَأ َِد ْـ صمتؾ ِ با في ٍ س بالرضا والطمأنينة وس ٍّير كؿ ذلؾ بايدراؾ ل ُ تح َ فكر وقوؿ وعمؿَ ،
59
في حالكات اعياـ والمحف والخطوب التي نعيشها وتمفنا لفا شديدا ،كف في حالة
سائر الطاعات والزـ العبادة طاعة هلل دوما ،إعمؿ بعد الفروض وترؾ المحرماتَ ، واجبها ونافمتها ،واذكر أقواال وردت في كؿ حاؿ ،في حاؿ الكرب وحيف السفر والوداع وىبوب الريح وعيادة المريض وعند الخوؼ وىذا رسولنا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وقدوتنا كاف يقوـ الميؿ حتى تتورـ قدماه فقيؿ لوس أما قد غفر اهلل لؾ ما تقدـ مف ذنبؾ وما تأخر فقاؿس( أفس أكوف عبدا شكو ار).
(رواه مسمـ).
فنحف حممة الدعوة أولى المسمميف بأف نكثر مف المندوبات والطاعات ،بعد
استيفاء الواجبات ،ونحف أحوج الناس الى زيادة مذخورنا الروحي والتزود بالتقوى وقد ِسرنا بحمؿ الدعوة في طريقها الشاؽ الشائؾ ،ونذرنا أنفسنا لخدمة
ديننا وأمتنا والعمؿ عمى إنهاضها ،ونحف ندرؾ وعورة الطريؽ ووطأة االعداء وليس لنا قدرة عمى الصمود ومواصمة السير إال بقوة نفسياتنا وبالقياـ بما يقربنا مف ا
ربنا وخالقنا ،فيجب أف تجتمع فينا سمات العابديف المتبتميف إلى جانب
صفات المفكريف السياسييف فنجمع بيف السياسة والعبادة ،لنكوف بحؽ كصحابة
ُع ّبادا في الميؿ وفرسانا وقادة في النهار لنكوف كما قاؿ ا رسوؿ ا سبحانه«:التائبوف العابدوف الحامدوف...وبشر المؤمنيف»(.التوبة)449
وقػد كػػاف السػػمؼ الصػػالح يكثػػروف مػػف النوافػؿ ويرجػػوف مػػف اهلل أف يكػػوف ذلػػؾ ذخػ ار ليـ عند مميكيـ وعونا ليـ عمى الطريؽ لتحقيؽ الغايات بتوفيؽ اهلل. فمما أبطأ عمى عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو فتح مصر كتب إلى عمرو
بف العاص رضي اهلل عنو " أما بعد فقد عجبت إلبطائكـ عف فتح مصر تقاتمونيـ منذ سنيف وما ذاؾ إال لما أحدثتـ وأحببتـ مف الدنيا ما أحب عدوكـ واف اهلل تعالى
ال ينصر قوما إال بصدؽ نياتيـ وقد كنت وجيت إليؾ أربعة نفر ( الزبير بف العواـ ،المقداد بف األسود ،عبادة بف الصامت ،ومسممة بف مخمد ) وأعممتؾ أف
غيرىـ ما َّ الرجؿ منيـ مقاـ ألؼ رجؿ عمى ما أعرؼ إال أف يكوف َّ غي َر غيرىـ، فإذا أتاؾ كتابي ىذا فاخطُب الناس و ُحضيـ عمى قتاؿ عدوىـ وراغبيـ في
61
أمر الناس أف يكونوا ليـ الصبر والنية ،وق ادـ أولئؾ األربعة في صدور الناس ،و ُ صدمةَ رجؿ واحد ،وليكف ذلؾ عند الزواؿ يوـ الجمعة ف نها ساعة تنزؿ فيها الرحمة ووقت ايجابة ،وليعج الناس إلى ا
وليسألوو النصر عمى عدورـ ".
فمما أتى عم ار الكتاب جمع الناس وقرأه عمييـ ثـ دعا أولئؾ النفر فقدميـ أماـ
الناس وأمر الناس أف يتطيروا ويصموا ركعتيف ثـ يرغبوا إلى اهلل ويسألوه النصر ففتح اهلل عمييـ. وفي يوـ االثنيف 47جمادى األولى سنة 949ىػ 91 ،أيار سنة 4145ـ ندب السمطاف محمد الفاتح جندو لصياـ ذلؾ اليوـ تقربا إلى ا ،وتزكية لنفوسهـ استعدادا لمهجوـ النهائي الذي قرر أف يشنه في اليوـ التالي عمى القسطنطينية،
وما أف أذنت شمس يوـ االثنيف بالمغيب وأدى المجاىدوف صبلة المغرب ،أقبموا يتناولوف إفطارىـ ،ثـ دعا السمطاف مجمس حربو ،وقادة جيشو إلى االجتماع األخير قبؿ بدء اليجوـ ،وخطب فييـ خطبة ،جاء فييا ما يميس
" إذا أعاننا اهلل عز وجؿ ففتح عمينا القسطنطينية فسيتحقؽ فينا حديث رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ ومعجزة مف معجزاتو العظاـ ،وسيكوف مػف حظنػا مػا تضػػمنو حػػديث رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وعمػػى آلػػو وسػػمـ مػػف التقػػدير والتش ػريؼ، فأبمغوا أبناءنا العساكر فردا فردا أف الظفر العظيـ الذي سنحرزه سػيزيد اإلسػبلـ قػد ار وشرفا ،ويجػب عمػى كػؿ جنػدي أف يجعػؿ تعػاليـ شػريعتنا نصػب عيػه ،فػس يصػدر عف أي واحد منهـ ما ينافي رذو التعاليـ ،وليتجنبػوا الكنػائس والمعابػد ،وال يمسػوىا
بأذى ،وليدعوا القساوس والضعفاء والعجزة الذيف ال يقاتموف ".
وحيف تنزؿ نصر اهلل عػز وجػؿ كػاف أوؿ عمػؿ بػدأ بػو السػمطاف محمػد الفػاتح أف
خػػر سػػاجدا عمػػى األرض شػػك ار هلل عمػػى مػػا أفػػاء عمػػى المسػػمميف مػػف نصػػر مػػؤزر مبػػيف ،ومػػا كػػاد العثمػػانيوف يػػدخموف المدينػػة حتػػى وثػػػب العديػػػد مػػػنهـ إلػػػى أعػػػالي
اعسػوار يزيمػػوف الرايػػات البيزنطيػػة مػػف فوقهػػا ويرفعػػوف مكانهػػا الرايػػات ايسػػسمية العثماني ػ ػػة ،وف ػ ػػي تم ػ ػػؾ األثن ػ ػػاء كػػػػػاف
العشػػػػػػػرات مػػػػػػػف المجارػػػػػػػديف يرفعػػػػػػػوف
61
أصػػواتهـ بػػػاعذاف مػػف فػػػوؽ أسػػوار المدينػػػة ،ولمػػا بمػػغ الفػػاتح منتصػػؼ المدينػػة،
توق ػػؼ ع ػػف المس ػػير وقػ ػ أر بمغ ػػة عربي ػػة فص ػػحى البش ػػارة النبوي ػػة الكريم ػػة « لتفػػػتحف القسطنطينية ،فمنعـ اعمير أميررا ،ولنعـ الجيش ذلؾ الجيش ».
ٍّ ػع رايػػة المهػػـ بعزتػػؾ وفضػػمؾ وفقنػػا لفػػتح روم كيػػة كمػػا فُتحػػت القسػػطنطينبة وأف نرفػ َ ِ الخميفػة خمؼ القائػد الفعمػي لجػيش اعُمػة ايسػسمية العقاب خفكاق ُة فوؽ الفاتيكاف َ ُ الراشد الثاني ِ ص ْن َو أبي ب ٍ كر الصدٍّيؽ في رذا الزماف المهـ هميف.
كتاب ا
..النور المبيف
ػدبر معانِيػ ِػو مػػف أولػػى أولوياتػػؾ ،أخػػي حامػ َؿ الػػدعوة ق ػراءة الق ػرهف الكػػريـ وتعيػ ُػده وتػ ُ ؾو ِ ؾ اليومي ػ ِػة ليظي ػػر ف ػػي س ػ ِ أف يظي ػ َػر عم ػػى أخبلق ػ َ ػموك َ ورْبػ ػطُ م ػػا في ػػو بحياتػ ػ َ ػؾ قب ػػؿ ْ َ َ ِ مني ولك ػ ْػف م ػػا وقَ ػػر ف ػػي القم ػ ِ ػاف ب ػػالتّحمّي وال ب ػػالتّ ّ ػب و ص ػػدقتْوُ لس ػػانؾ ،فم ػػيس اإليم ػ ُ َ َ الجوارح.
« قد جاء ُكـ مف ا ِ نور وكتاب مبيف يهدي به ا ٌ ويخرجهـ مف الظممات الى النور ب ذنه ويهديهـ الى صراط مستقيـ»(.المائدة )46
مف اتبع رضوانه سبؿ السػسـ
أدَبةُ اهلل فأقبؿ مف مأدبتو ما استطعت، أخي حامؿ الدعوة...تذكر أف ىذا القرآف َم ُ إف ىذا القراف حبؿ اهلل المتيف وىو النور المبيف والشفاء الناجع ،عصمة لمف تمسؾ
بو ونجاة لمف اتبعو ال َي ْع َو ُج فَُيقَ ّوـ وال َيزيغُ فَُي ْستَعتَب وال تنقضي عجائبو وال َيخمَؽ ٍ عشر حسنات. عف كثرة الرد ْ فاتمُوُ فإف اهلل ُ يأج ُرؾ عمى تبلوتو بكؿ حرؼ ُ تذكر أخي أنؾ المخاطَب بكؿ آية تفتتح بػ«يا أييا الذيف آمنوا» فاسمعيا بآذاف قمبؾ وعقمؾ لِتَ ِعَييا وتجعميا سجية لؾ وسموكا. ب بيا النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ما تذكر أخي أنؾ ُمطالب بكؿ آية يخاطَ ُ لـ تكف خاصة بو ،واف لـ يكف بإمكانؾ تطبيؽ ما تأمرؾ بو لغياب خميفة المسمميف
62
فاجعؿ ذلؾ حاف از جديدا لؾ لمضاعفة الجهود ييجاد الخميفة الذي يطبؽ اإلسبلـ
ويحيي كتاب اهلل وسنة رسولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ في كؿ نواحي الحياة.
عف ابف عباس رضػي اهلل عنيمػا قػاؿس لمػا أنػزؿ اهلل عػز وجػؿ عمػى نبيػو صػمى اهلل عميػػو وسػمـ « يػػا أيهػػا الػػذيف همن ػوا ق ػوا أنفسػػكـ وأرمػػيكـ نػػا ار» تبلىػػا رسػػوؿ اهلل غشػياً عميػه فتػى َم ّ صػمى اهلل عميػو وسػمـ عمػى أصػحابو ذات ليمػة أو قػاؿ يػوـ ،فَ َخ كػر ً فوضع النبي صمى اهلل عميو وسمـ يده عمى فؤاده فإذا ىو يتحرؾ فقػاؿ يا فتى قؿ ال
إلػه إال ا
فقالهػا فبشػرو بالجنػػة فقػاؿ أصػحابو يػا رسػػوؿ اهلل أمػف بيننػا فقػاؿ رسػػوؿ
اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ أمػػا سػػمعتـ قػػوؿ ا
وخاؼ وعيد».
عػػز وجػػؿ« ذلػػؾ لمػػف خػػاؼ مقػػامي
أخرجو الحاكـ
وعف أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿس« يقوؿ اهلل سبحانو وتعالىس مف شغمه القرهف وذكري عف مسألتي أعطيته أفضؿ ما
أعطي السائميف ،وفضؿ كسـ ا تعالى عمى خمقه »
[ رواه الترمذي]
.
سبحانه وتعالى عمى سائر الكسـ كفضؿ ا
وعف ابف عباس رضي اهلل عنيما قاؿ :قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـس«إف الذي ليس في جوفه شئ مف القرهف كالبيت الخرب » [رواه الترمذي].
وعف عبد اهلل بف عمرو بػف العػاص رضػي اهلل عنيمػا عػف النبػي صػمى اهلل عميػو وسمـ قػاؿس« يقػاؿ لصػاحب القػرهف اقػ أر وارتػ ِ ؽ ورتػؿ كمػا كنػت ترتػؿ فػي الػدنيا فػ ف
منزلتؾ عند هخر هية تقرؤرا» [رواه أبو داود ]. عػػف عائشػػة أـ المػػؤمنيف رضػػي اهلل عنيػػا قالػػتس قػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسمـ س« المارر بالقرهف مػع السػفرة الكػراـ البػررة والػذي يقػرأو ورػو شػاؽ عميػه لػه أجراف اثناف» [رواه مسمـ] . وعف معاذ بف أنس رضي اهلل عنو أف رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ قػاؿس مف ق أر القرهف وعمؿ بما فيه ألبس ا
«
والديه تاجا يػوـ القيامػة ضػوؤو أحسػف مػف
63
ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكـ بالذي عمؿ بهذا » [رواه أبو داود] .
ينبغي أف يحافظ عمى تبلوتو ويكثر منيا ،وكاف الصحابة ،والتابعيف رضي اهلل عنيـ ليـ عادات مختمفة في قدر ما يختموف فيو ،فروى ابف أبي داود عف بعضيـ رضي اهلل عنيـ أنيـ كانوا يختموف في كؿ شيريف ختمة واحدة ،وعف بعضيـ في كؿ شير ختمة ،وعف بعضيـ في كؿ عشر لياؿ ختمة ،وعف األكثريف في كؿ سبع
لياؿ ،وختـ بعضيـ في كؿ يوـ وليمة ختمة ،فمف الذيف كانوا يختموف ختمة في الميؿ واليوـ عثماف بف عفاف رضي اهلل عنو و تميـ الداري و سعيد بف جبير و مجاىد و الشافعي وآخريف .
ثبت عف أبي موسى األشعري رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿس« تعاردوا رذا القرهف ،فوالذي نفس محمد بيدو لهو أشد تفمتا مف ايبؿ في
عقمها»
[رواه البخاري] .
وعف ابف عمر رضي اهلل عنيما أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قاؿس«إنما مثؿ صا حب القرهف كمثؿ ايبؿ المعقمة(أي بالع قاؿ) إف عارد عميها أمسكها اواف أطمقها ذربت» رواه مسمـ. روي عف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قاؿس« إف رذا القرهف نزؿ
بحزف ف ذا قرأتموو فابكوا ف ف لـ تبكوا فتباكوا » [رواه الترمذي] .
عف عبد اهلل بف مسعود قاؿ :قاؿ لي النبي صمى اهلل عميو وسػمـ اق أر َعمػي؛ قمػت يػػا رسػػوؿ اهلل أقػ أر عميػػؾ وعميػػؾ أنػػزؿ ،قػػاؿ نعػػـ فقػرأت سػػورة النسػػاء حتػػى أتيػػت إلػػى
ىذه اآليػة «فكيؼ إذا جئنا مف كؿ أمة بشػهيد وجئنػا بػؾ عمػى رػؤالء شػهيدا» قػاؿ
64
ُّ فالتفت إليو فإذا عيناه تذرفاف [رواه البخاري] . حسبؾ اآلف؛ عف عبد اهلل بف الشخير رضي اهلل عنو قاؿس ثـ رأيت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ يصمي وفي صدرو أزيز كأزيز المرجؿ.
[ابف حباف]
عف عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو قاؿس قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ«: مف ناـ عف حزبه مف الميؿ أو عف شيء منه فقرأو ما بيف صسة الفجر وصسة
الظهر كتب له كأنه قرأو مف الميؿ»
رواه مسمـ
الحظ أخي حفظؾ ربي ورعاؾ ،كيؼ أف قراءة الحزب مف القرآف(وىو نصؼ الجزء،
والقرآف مكوف مف ثبلثيف جزءاً ،أي مف ستيف حزبا)ُ ،يعتبر عند المسمميف مف البديييات، بؿ أف النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يشير إلى أنو مف فاتو ىذا القسـ مف الزاد،
يستطيع أف يعوضو مف اليوـ التالي قبؿ الظير فيحصؿ عمى نفس الثواب...تأمؿ
واندـ عمى ما فات وافتح صفح ًة جديدة مع ا
ومع كتاب ا .
ال دار لممػػرء ب ػعػػد المػوت يػسػكػنػيا إال التي كػػاف قػ ػبػػؿ المػػوت يبنييا فػػإف بػنػاىا بػخػير طػػاب مػسػكػنػو
واف ب ػنػاىا ب ػشػر خػػاب بػانػييا
الن ػفػس تػرغػػب في الدنػيػا وقد عػممػت أف الػزىػد فػػييػا تػػرؾ مػا فػيػيا فػاغػػرس أصػوؿ التػقى مػا دمػػت مجتيػدا
واعػػمـ بأنػػؾ بػػعد المػػوت القػػييا علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو
65
ولحامؿ القرهف يا حامؿ الدعوة هداب ينبغي أف تحرص عميها ،ومنها: أف يكوف عمى أكمؿ األحواؿ وأكرـ الشمائؿ.
أف يرفع نفسو عف كؿ ما نيى القرآف عنو إجبلال لمقرآف. يؼ النفس مترفعاً عمى الجبابرة والجفاة أف يكوف مصونا عف دنيء اإلكتساب شر َ مف أىؿ الدنيا ،متواضعا لمصالحيف وأىؿ الخير والمساكيف .
أف يكوف متخشعا ذا سكينة ووقار .
وقد جاء عف عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو أنو قاؿ :يا معشر القراء ارفعوا
رؤوسكـ فقد وضح لكـ الطريؽ فاستبقوا الخيرات ال تكونوا عياال عمى الناس.
وعف عبد اهلل بف مسعود رضي اهلل عنو قاؿ س ينبغي لحامؿ القرهف أف ُيعرؼ
وبحزنه إذا الناس يفرحوف، بميمه إذا الناس نائموف ،وبنهارو إذا الناس ُمفطروفُ ،
وبص ْمته إذا الناس يخوضوف ،وبخشوعه إذا الناس وببكائه إذا الناس يضحكوفَ ، يختالوف .
وعف الحسف بف عمي رضي اهلل عنيما قاؿ س إف مف كاف قبمكـ أروا القرهف
رسائؿ مف ربهـ فكانوا يتدبرونها بالميؿ ويتفقدونها في النهار .
66
وعف الفضيؿ بف عياض قاؿ س ينبغي لحامؿ القرهف أال تكوف له حاجة إلى أحد
فمف دونهـ ،وعنو أيضا قاؿ س حامؿ القرهف حامؿ راية ايسسـ ال مف الخمفاء َ ينبغي أف يمهو مع مف يمهو ،وال يسهو مع َمف يسهو ،وال يمغو مع مف يمغو
تعظيما لحؽ القرهف .
واليؾ أخي بعض أمهات الفضائؿ التي يميز بيا القرآف المسمـ الحؽ والتي أولى ِ الناس باالتصاؼ بها حممة الدعوةس
ِ ِ ش ِر ِ هم َف ور ُك ْـ ِقَب َؿ ا ْل َم ْ س ا ْل ِبكر أ ْ َف تَُولُّوا ُو ُج َ قال تعانى « :لَ ْي َ ؽ َوا ْل َم ْغ ِرب َولَك كف ا ْل ِبكر َم ْف َ ِبالمك ِه َوا ْل َي ْوِـ ْاآل ِخ ِر َوا ْلم َس ِئ َك ِػة َوا ْل ِكتَ ِ ػيف َوهتَػى ا ْل َمػا َؿ َعمَػى ُح ٍّب ِػه َذ ِوي ا ْلقُْرَبػى ػاب َوال كن ِب ٍّي َ َ ِ ِ وا ْليتَامى وا ْلمس ِ ِ ِ ِ ِ الص َػسةَ َوهتَػى ك الزَكػا َة ػاـ ق َ أ و اب ق الر ي ف و يف م ائ س ال و يؿ ب س ال ف اب َ َ َ َ ك ٍّ اك َ يف َو ْ َ ك َ ك َ َ َ َ َ َ َ َ كر ِ يف ِفي ا ْلبأْس ِ ػيف ا ْل َبػأ ِ ػؾ ار ُدوا َوال ك اء َوالضك ْس أ ُْولَِئ َ وف ِب َع ْه ِد ِر ْـ إِ َذا َع َ اء َو ِح َ صا ِب ِر َ َوا ْل ُموفُ َ َ َ وف » (البقرة .)499 ص َدقُوا َوأ ُْولَِئ َؾ ُر ْـ ا ْل ُمتكقُ َ الكِذ َ يف َ
إيتاء الزكاة المفروضة واإلكثار مف الصدقات النافمة. إقاـ الصبلة ،والوفاء بالعيود والمواعيد. الصبر في البأساء والضراء. الصدؽ(فإنو ييدي إلى البر والبر ييدي الى الجنة). التقوى(وىي مخافة الجميؿ والعمؿ بالتنزيؿ واإلعداد ليوـ الرحيؿ).
ػت َعمَػ ْػي ِه ْـ ػوب ُه ْـ َ اوِا َذا تُمِ َيػ ْ ػه َو ِجمَػ ْ يف إِ َذا ُذ ِكػ َػر المكػ ُ ػوف الكػ ِػذ َ قػػاؿ تعػػالى «:إِكن َمػػا ا ْل ُم ْؤ ِم ُنػ َ ػت قُمُػ ُ وف()2الكِذ َ ِ هياتُ ُه َز َ ِ ػار ْـ ػوف ال ك ص َػسةَ َو ِم كمػا َرَزْق َن ُ يم َ اف ًِا َو َعمَى َرٍّب ِه ْـ َيتََوكمُ َ يم َ يف ُيق ُ ادتْ ُه ْـ إ َ
67
يِ يـ(»)4 ات ِع ْن َد َرٍّب ِه ْـ َو َم ْغ ِف َرةٌ َو ِرْز ٌ وف َحقًّا لَ ُه ْـ َدَر َج ٌ وف()3أ ُْولَِئ َؾ ُر ْـ ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ نفقُ َ ُ ؽ َك ِػر ٌ
(األنفاؿ)1-9
ِ كِ ِ ٍ يم ِػة سػ ًكا ل َيػ ْذ ُكُروا ْ قاؿ تعالى س« َولِ ُك ٍّؿ أُ كمة َج َع ْم َنػا َم ْن َ اس َػـ المػه َعمَػى َمػا َرَزقَ ُه ْػـ م ْػف َب ِه َ ِ ِ َسمِ ُموا َوَب ٍّ ػت ػه َو ِجمَ ْ يف إِ َذا ُذ ِك َػر المك ُ يف()34الكِذ َ ش ْر ا ْل ُم ْخ ِب ِت َ ْاعَ ْن َعاـ فَِ لَ ُه ُك ْـ إِلَ ٌه َواح ٌد َفمَ ُه أ ْ ػوف(»)35 َص َاب ُه ْـ َوا ْل ُم ِق ِ يمي ك وب ُه ْـ َوال ك الص َس ِة َو ِم كمػا َرَزْق َن ُ ػار ْـ ُي ْن ِفقُ َ صا ِب ِر َ ُقمُ ُ يف َعمَى َما أ َ
(الحج.)54-51
قم ػػوب الم ػػؤمنيف خاش ػػعة ُم ْش ػ ِػفقة عطش ػػى ،تتمق ػػؼ ك ػػبلـ اهلل كم ػػا تتمق ػػؼ األرض العطشى الماء فتيتز تمؾ القموب وتتشػرب كػبلـ اهلل سػبحانو فيزيػدىـ إيمانػاً وخشػوعاً
واقباال.
عمى ربيـ يتوكموف(يمقوف كػؿ حمميػـ عمػى اهلل وال يثقػوف وال يتػأمموف إال برحمتػو، وذلؾ في كؿ األحواؿ؛ قبؿ وأثناء وبعد األخذ باألسباب ودوف أي تعارض). ِ اة ِف ِ ش َك ٍ سماو ِ ك ات َو ْاع َْر ِ ض َمثَ ُؿ ُن ِ اح ورِو َك ِم ْ ص َػب ُ ص َب ٌ اح ا ْلم ْ يها م ْ َ ور ال ك َ َ قاؿ تعػالىس« الم ُه ُن ُ شػرِقي ٍ ٍ ٍ ِ اج ٍة ُّ كة َوَال ب ُدٍّر ٌّ ي ُيوقَ ُد ِم ْف َ شَ اج ُة َكأَكن َها َك ْو َك ٌ الز َج َ في ُز َج َ ػجَرٍة ُم َب َارَكػة َزْيتُوِنػة َال َ ْ ِ َغرِبي ٍ ػه لِ ُن ِ ور َعمَى ُن ٍ ػورِو َم ْػف ػور َي ْه ِػدي المك ُ كة َي َك ُ سْ يء َولَ ْو لَ ْـ تَ ْم َ اد َزْيتُ َها ُيض ُ ْ س ُه َن ٌار ُن ٌ ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ ك ك ك ك ِ ِ ٍّ ِ ػه ػه ب ُكػؿ َ َي َ ػيـ( )35فػي ُب ُيػوت أَذ َف الم ُ ب الم ُه ْاع َْمثَا َؿ لمناس َوالم ُ اء َوَي ْ ضر ُ ش ُ ػيء َعم ٌ ش ْ َف تُرفَػػع ويػ ْذ َكر ِفيهػػا اسػػم ُه يسػ ٍّػبح لَػ ُ ِ صػ ِ ػاؿ(ِ 36 )ر َجػػا ٌؿ َال تُ ْم ِهػػي ِه ْـ أْ ْ َ َُ َ َ ْ ُ ُ َ ُ ػه ف َ يهػػا ِبا ْل ُغػ ُػد ٍّو َو ْاآل َ وف يومػا تَتَ َقمكػب ِف ِ ػاء ك ِ ص َػس ِة اوِايتَ ِ ِ ِ ِ ِ يػه ُ ت َج َارةٌ َوَال َب ْيػعٌ َع ْػف ذ ْك ِػر المكػه َ اوِاقَػاـ ال ك َ الزَكػاة َي َخػافُ َ َ ْ ً ػه ضػػمِ ِه َوالمكػ ُ ػف َمػػا َع ِممُ ػوا َوَي ِزيػ َػد ُر ْـ ِمػ ْػف فَ ْ ػار()37لِ َي ْجػ ِػزَي ُه ْـ المكػ ُ سػ َ ػه أ ْ ا ْل ُقمُػ ُ َح َ ػوب َو ْاع َْب َ صػ ُ ِ س ٍ اب( ( » )38النور.)51-54 ؽ َم ْف َي َ َي ْرُز ُ اء ِب َغ ْي ِر ح َ ش ُ عنواف المسمميف ىو بيوت اهلل ،فبل تميييـ أمواليـ وال أوالدىـ عف الصبلة في
بيوت اهلل ،وىـ دائموف عمى الذكر مواظبوف عمى إقامة الصبلة ،مشفقوف وجموف
مف يوـ القيامة وما يشممو مف أىواؿ.
68
يمفت اهلل سبحانو أنظار المؤمنيف إلى وجوب لزوـ بيوت اهلل وأنو سبحانو يعدىـ أف يجزييـ أجزؿ الثواب وزيادة ويطمئنيـ أنو ىو الرزاؽ سبحانو فبل يسمحوا لمتجارة واألمواؿ أف تميييـ عف الذكر وعف الصبلة. يف ي ِبيتُ َ ِ ِ سج ً ِ ؼ َع كنػا اص ِػر ْ يف َيقُولُ َ اما(َ )64والكِذ َ قاؿ تعالى َ «:والكذ َ َ ػوف َركب َنػا ْ وف ل َرٍّب ِه ْـ ُ كدا َوق َي ً يف إِ َذا امػا(َ )66والكػ ِػذ َ اب َج َهػ كن َـ إِ كف َعػ َذ َاب َها َك َ َعػ َذ َ ػاء ْت ُم ْ س َ امػػا()65إِكن َهػا َ سػتَقًَّار َو ُمقَ ً ػاف َغَر ً ِ وف َم َع المك ِه إِلَ ًهػا يف َال َي ْد ُع َ اما(َ )67والكِذ َ س ِرفُوا َولَ ْـ َي ْقتُُروا َو َك َ أَنفَقُوا لَ ْـ ُي ْ اف َب ْي َف َذل َؾ قَ َو ً ػؽ ػه إِكال ِبػا ْل َح ٍّ ػوف َو َم ْػف َي ْف َع ْػؿ َذلِ َ ػؾ َي ْم َ س الكِتػي َح كػرَـ المك ُ ؽ َوَال َي ْزُن َ ه َخ َر َوَال َي ْقتُمُ َ ػوف الػ كن ْف َ ِ ِ ػه ا ْلعػ َذاب يػوـ ا ْل ِقي ِ ػف اع ْ هم َ اما(ُ )68ي َ امػة َوَي ْخمُ ْػد فيػه ُم َها ًنػا()69إِكال َم ْػف تَ َ ض َ ػاب َو َ ؼ لَ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ أَثَ ً ػػػي َئ ِات ِهـ حسػػػ َن ٍ ػػػس ص ِ ِ ػػػور ػػػه َغفُ ًا ػػػال ًحا فَأ ُْولَِئػػػ َؾ ُي َب ٍّ ػػػاف المك ُ ػػػد ُؿ المك ُ ات َو َك َ س ٍّ ْ َ َ ػػػه َ َو َعمػػػ َؿ َع َم ً َ ر ِحيما()96وم ْف تَاب وع ِم َؿ ِ وف يف َال َي ْ ػه ُد َ وب إِلَى المك ِه َمتَ ًابا(َ )71والك ِػذ َ صال ًحا فَِ كن ُه َيتُ ُ َ ََ شَ َ ََ َ ً يف إِ َذا ُذ ٍّكروا ِبتي ِ ِ ك ُّ ات َرٍّب ِه ْـ لَ ْـ َي ِخُّروا َعمَ ْي َهػا اما(َ )72والكِذ َ َ ُ الز َ ور َ اوِا َذا َمُّروا ِبالم ْغ ِو َمُّروا كَر ً ػب لَ َنػػا ِمػ ْػف أ َْزوا ِج َنػػا وُذٍّري ِ َعػ ُػي ٍف كات َنػػا قُػ كػرةَ أ ْ ػوف َركب َنػػا َرػ ْ يف َيقُولُػ َ صػ ًّػما َو ُع ْم َيا ًنػػا(َ )73والكػ ِػذ َ َ َ ُ ِ ِ اج َع ْم َنػػا لِ ْممتك ِقػ َ ِ يهػػا تَ ِح كي ػ ًة َو ْ صػ َػب ُروا َوُيمَقكػ ْػو َف ف َ امػػا( )74أ ُْولَئػ َؾ ُي ْجػ َػزْو َف ا ْل ُغ ْرفَػ َة ِب َمػػا َ ػيف إ َم ً ُ وس َسما(َ )75خالِ ِد َ ِ اما( ( » )76الفرقاف.)96-61 س َن ْت ُم ْ يف ف َ يها َح ُ ستَقًَّار َو ُمقَ ً َ َ ً المسػػمموف ينتسػػبوف إلػػى اهلل الػػرحمف سػػبحانو فيتصػػفوف بالرحمػ ِػة عنػػد تعػػامميـ مػػع عبػػاده ،يقتصػػدوف فػػي مشػػييـ دوف ِكبػ ٍػر ودوف ُرعونػػة ،يتعػػامموف مػػع الجيمػػة بصػ ٍ ػبر
وأناة وعفو.
ػامر بالطاعػػة سػػجوداً وقيامػػا مشػػفقيف مػػف عػػذاب النػػار ،داعػػيف متبتمػػيف لػػيميـ عػ ٌ ليصرؼ اهلل عنيـ عذابيا.
اليقتروف فبل يبخموف عمػى أنفسػيـ وال ال ُيسرفوف فبل ُينفقوف أي شئ في الحراـ ،و َ عمػػى أىمػػييـ وال عمػػى المسػػمميف ،قػػدوتيـ فػػي ذلػػؾ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسمـ الذي كاف ينفؽ إنفاؽ مف ال يخشى الفقر. ال يعبػػدوف أحػػداً س ػػوى اهلل سػػبحانو ف ػػبل يسػػتجيروف بأص ػػناـ البشػػر ،وال يعترف ػػوف بشر ٍ عة غير شرعة اهلل عز وجؿ.
69
ال يقتموف أحداً بغير وجو حؽ ،وال يقربوف الزنػا ،وال مقدماتػو ُمشػفقيف مػف العػذاب الشديد. ويحػدثوف لكػؿ ذن ٍ ػب باب التوبة دائماً مفتوح ،والتائب مف الذنب كمف ال ذنػب لػوُ ، توبة راجيف مف اهلل القبوؿ والمغفرة والسداد. حرم ػوا مػػف ريػػح الجنػػة ،وعنػػدما يمػػروف بمجػػالس ال يشػػيدوف عمػػى كػػذب كػػي ال ُي َ الميػػو والرفػػث ال يمكثػػوف بػػؿ يعجمػػوف بمغػػادرة تمػػؾ المجػػالس ،فالقمػػب المعمػػؽ بػػاهلل ال يجد وقتاً لميو ويترفع عف كثي ٍػر مػف المباحػات إبتغػاء تزكيػة نفسػو واإلرتقػاء بيػا نحػو
منزلة المتقيف.
إحساسػػيـ ُمرىػػؼ قمػػوبيـ وأذىػػانيـ دائمػاً منتبيػػة متفك ػرة ،مػػا أف تمػػر بآيػػة مكتوبػػة وي ْم ِعنػوف النظػر فييػا في كتاب اهلل الكػريـ أو آيػة منظػورة فػي ىػذا الكػوف الفسػيح إال ُ ليزدادوا إيماناً وقرباً مف اهلل حبيبيـ وخالقيـ. حريصوف عمى أزواجيـ وذريتيـ يتقربػوف إلػى اهلل بالػدعاء وبكػؿ مػا مػف شػأنو أف ينجػػييـ مػػف النػػار فيحيطػػونيـ بالرعايػػة والتوجيػػو كػػي يسػػتقيـ أمػػرىـ ويصػػبروف عمػػى ذلؾ مستخدميف الترغيب غالباً ،والترىيب أحيانػاً فيسػتحقوف جنػات النعػيـ بفض ٍػؿ مػف اهلل ونعمة.
يحرصوف عمى أف يكونوا مف المتقيف بؿ يدعوف اهلل أف يمكنيـ مف قيادة المتقػيف بالخدمة والنصح والرعاية والنيوض بأمر اهلل.
يحرصوف عمى الصبر بكؿ أنواعو؛ عمى الطاعة وعف المعصية وعمى الببلء. تي ِات َنػػػػا ق ػػاؿ تع ػػالى َ «:و َج َع ْم َنػػػػا ِمػػػػ ْن ُه ْـ أ َِئ كمػػػػ ًة َي ْهػ ُ ػػػد َ ػػػبُروا َو َكػػػػا ُنوا ِب َ صػ َ وف ِبأ َْم ِرَنػػػػا لَ كمػػػػا َ وف( ( » )24السجدة .) 91 ُيوِق ُن َ دعاء سجود التسوة:
(سػػجد وجيػػي لمػػذي خمقػػو وصػػوره ،شػػؽ سػػمعو وبص ػره ،بحولػػو وقوتػػو ،فتبػػارؾ اهلل
71
أحسف الخالقيف) .
(إف مف ِ عباد ا
الص ْحبة ُ
أناساً ما رـ بأنبياء وال شهداء ،يغبطهـ اعنبيػاء والشػهداء يػوـ
القيامة بمكانهـ مف ا
تعالى ،قالواس يا رسوؿ اهلل ،تخبرنا مف ىػـ ،قػاؿ :رػـ قػوـ
تحابوا بروح ا ،عمى غيػر أرحػاـ بيػنهـ وال أمػواؿ يتعاطونهػا ،فػوا
إف وجػورهـ
لنور ،اوانهـ عمى نور ،ال يخافوف إذا خاؼ الناس ،وال يحزنػوف إذا حػزف النػاس. ر ىػذه اآليػة «:أال إف أوليػاء ا ال خػوؼ عمػيهـ وال رػـ يحزنػوف» )[ .رواه أبػو وق أ داود].
ػاحب احرص كمػا عمَّمنػا النبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ أف ال تص ْ اختر صحبتؾ و ْ َىػ ِػؿ اهلل إال مؤمنػاً وال يأكػ ْػؿ طعام ػ َ ػحب ِة َح َممَػ ِػة الػػدعوة وأ ْ صػ َ ؾ إال تقػػي .فػػاحرص عمػػى ُ َ ػاء اإلف ػ ػر ِ ػاء السػ ػػوِء ورفقػ ػ ِ ػاجد وابتعػ ػ ْػد عػ ػػف رفقػ ػ ِ آف وأىػ ػ ِػؿ المسػ ػ ِ وخاصػ ػػتو أىػ ػ ِػؿ الق ػ ػر ِ اط ّ ُ أحػ ُػد ُكـ مػػف ُي َخالِػ ْػؿ ،والحػػؽ عػػز وجػػؿ بالمباحػػات ،فػػالمرء عمػػى ديػػف خميمػػو فمينظػػر َ يقوؿس«اعخسء يومئذ بعضهـ لبعض عدو إال المتقيف» [الزخرؼ .]69 احرص أخػي فػي ىػذه المحطػة أف تَ ِ ِ أف صػ َؿ َم ْػف قَطَ َعػ َ عم ْػف ظممػؾ و ْ ؾوْ أف تَ ْعفُ َػو ّ ِ ؾ باإلحسػ ػػاف إليػ ػػو ،واف كػ ػػاف أخػ ػػوؾ ػب أخػ ػػا َ ػاء إلي ػ ػ َ ؾوْ أف تُعاتػ ػ َ تُ ْحسػ ػ َػف إلػ ػػى مػ ػ ْػف أسػ ػ َ أنت لؤل ِ عذار ُمحتاالً. لؤلخطاء ُم ْكثِ َاًر ف ُك ْف َ ػب ػؤمف مػرآة المػؤمف ،والػػديف النصػػيحة ،وال يػؤمف أحػػدكـ حتػػى يحػ ّ وتػذ ّك ْر ّ أف المػ َ ؾ شػػيء مػػف أخيػػؾ فصػ ِ ػار ْحوُ بػػذلؾ مباشػرة ليػػزوؿ أحزَنػ َ ػإف َ ألخيػػو مػػا يحػ ّ ػب لَِن ْف ِسػ ِػو ،فػ ْ اإلشػكاؿ وتصػػفو المحبػةُ ،وال تُْبػ ِ أح ِسػ ْػف ػحناء عمػػى أخيػػؾ واعػ ُ ػؼ عنػػو و ْ ؽ فػػي قمبػػؾ ش َ َ ِ ِ ِ ِ ػػف النػ ِ يف َعػ ِ ػػب يف ال َغػ ْػػيظَ والعػػػاف َ إلي ػػو .يق ػػوؿ اهلل ع ػػز وج ػػؿس «والكػػػاظم َ ػػاس وا ُ ُيحػ ّ الم ْح ِس ِنيف»[ .آؿ عمراف ]451 ُ
71
وال تَبِيتَ ّف ليمةً وفي قمبؾ ِغ ّؿ عمى مسمـَ ،وُق ْؿ كما َعمّ َمَنا العمماءس ( الميـ إني غفرت ما بيني وبيف الناس ِ فاغف ْر لي ما بيني وبينؾ) ،وتذكر أنو ال يدخ ُؿ الجنةَ مف كاف في قمبو ذرة ِغ ّؿ. دث نفسؾ بوِ ، ٍ احف ْ ِ فح ْفظُ األسػر ِار مػف األمان ِػة ظ سّر أخيؾ وال تَُب ْح بو ألحد وال تُ َح ْ َ التي أوجبيا اهللُ تعالى.
األخوة. ياء ال تكثر مف المزاح َم َع إخوانؾ فيذىب َب ُ ّ اختػػر خيػػر األلفػ ِ ػاظ وأحسػ َػنيا لمخاطبػ ِػة النػػاس عام ػةً واخوانػػؾ خاص ػةً ،يقػػوؿ عػػز ْ َ ِ ِ ِ ِ ه ْـ» 45[.اإلسػراء]. ػف إِ ّف َ سُ وجؿس « قُ ْؿ لع َبادي َيقُولُوا التي ر َي ْ الشػيطاف َي ْن َػزغُ َب ْيػ َن ُ أح َ وكػػف ممػػف وصػػفيـ النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ بقولػػوس ..رػػـ ُجمػػاع مػػف نوازع القبائؿ يجتمعوف عمى ذكر ا
الثمر أطايبه>> (الطبراني) .
تعالى فينتقوف أطايب الكسـ كمػا ينتقػي هكػؿ
واحذر يا حبيب مف التمادي باأللفاظ النابية ،أو السوقية قائبلً(ما ىو إحنا
أصحاب ،أو ما ىو ما في أحد غريب ،أو ماىو ما أحد شايؼ )...كؿ ىذه األمور
عبارة عف مداخؿ لمشيطاف حتى يستدرج حامؿ الدعوة ليخوض مع الخائضيف، أضعاؼ أضعاؼ فالطبع غمب التطبع ،فاحرص أخي عمى تيذيب وتنقية سريرتؾ َ َ ما تفعؿ في تيذيب وتنقية عبلنيتؾ ،وما مف امر ٍ أسَّر سريرةَ إال أظيرىا اهلل عمى ئ َ فمتات لسانو.الميـ اجعؿ سريرتنا خي اًر مف عبلنيتنا واجعؿ ظاىرنا صالحاً. ِ أحب ألخيؾ ما تحب لنفسؾ بؿ آثػر مصػمحتو وحاجتػو عمػى مصػمحتؾ و حاجتػؾ حتػػى تتشػػبو باألنصػػار و إيثػػارىـ لمميػػاجريف عمػػى أنفسػػيـ رضػػي اهلل عػػنيـ أجمعػػيف «و يؤثروف عمى أنفسهـ و لو كاف بهـ خصاصة»
[ الحشر .]7
لسانؾ ال تَ ْذ ُك ْر بو عورة امر ٍ ات ولمناس أ ْل ُسفَ .ب َدؿ ذلؾ استر أخاؾ، ئ فكم َ ؾ عور ٌ فمف ستر مسمماً في الدنيا َستََرهُ اهلل يوـ القيامة ،وَن ا ؽ لسانؾ مف الغيبة والنميمة، َ واجعؿ مكاف ذلؾ نصحاً وتذكيرا ،وليكف شعارؾ مع إخوانؾ [ىيا بنا نؤمف ساعة]،
72
ِ اف وسمَّـ قَ َ عف أبي ُىرْي َرةَ رضي المَّو ْ َو ْ اؿس « َم ْف َك َ صمّى اهللُ َعمَْيو َ عنوُ َع ِف النبي َ ِ ت» ْأو َخ ْي اًر، ميق ْؿ اآلخ ِر الي ْوِـ بِالمَّ ِو ُي ْؤ ِم ُف َف ُ ص ُم ْ َو َ َلي ْ متفؽ عميو. ٌ
َّ َّ بلـ َخ ْي اًر َ ،و ُىو الَّذي الح ُ ص ِر ٌ َوىذا َ ديث َ يح في أََّنوُ َي ْنبغي أف ال يتَ َكمـ إال إذا َكاف ال َك ُ ور المصمَ ِ محتُوُ ،ومتى َش َّ حة ،فَبل َيتَ َكمَّ ُـ . ظَيَ َر ْ مص َ ؾ في ظُيُ ِ َ ْ ت ْ ََ ِِ ض ُؿ ت يا َر ُسو َؿ المَّ ِو ُّ وسى رضي المَّو َع ْنوُ قَاؿ س ُق ْم ُ يف أ ْف َ َ الم ْسمم َ وع ْف أبي ُم َ أي ُ قاؿ س « م ْف سمِـ المسمِم ِ ِ سانِ ِو وَي ِد ِه » ] .متفؽ عميو[ َ ََ ُْ ُ َ وف مف ل َ َ ِ َّ ِ بف ٍ ض َم ْف لي وسمَّـ س « َم ْف َي ْ َو َع ْف َس ْي ِؿ ِ ْ صمّى اهللُ َعمَْيو َ سعد قَاؿ س قَا َؿ َر ُسو ُؿ المو َ متفؽ ِ عميو[ الجَّنة » ٌ ] . ما ْبي َف لَ ْحَي ْي ِو َو َما ْبي َف ِر ْجمَْي ِو ْ أض ْ مف لوُ َ ِ ِ َّ وسمَّـ َيقُو ُؿ س صمّى اهللُ َعمَْيو َ َو َع ْف أبي ُى َرْي َرةَ رضي المو َع ْنوُ أََّنوُ َسم َع النبي َ ِ ِ َّ الن ِار ْأب َع َد ِم َّما ْبي َف الم ْش ِر ِ َّف فييَا َي ِزُّؿ بيَا إلى َّ « َّ ؽ إف ا ْل َع ْبد لََيتَ َكم ُـ بِال َكممة َما َيتَبي ُ
متفؽ ِ عميو المغ ِر ِب ». ٌ و ْ َّف » َيتَفَ َّك ُر أنَّيَا َخ ْيٌر ْأـ ال . ومعنى س « َيتََبي ُ
إف ا ْلع ْب َد لَيتَ َكمَّـ بِال َكمِ ِ وع ْنو عف النبي صمّى اهلل عمَْي ِو َّ ض َو ِ اف مة ِم ْف ِر ْ ُ َ ََ ُ َ َ وسمـ قاؿ س « َّ َ َ ُ المَّ ِو تَعالى ما ي ِمقي ليا باالً يرفَعو المَّو بيا َدر ٍ عب َد لََيتَكمَّ ُـ با ْل َكمِ َم ِة ِم ْف جات َ ،وا َّف ا ْل ْ َ َ َْ ُ ُ َ ُ َ َ َ ِ َّ ِ جيََّنـ » ]رواه البخاري[. َس َخط المو تَعالى ال ُي ْمقي ليَا باالً ي ِيوي بيَا في َ ِ َّ َو َعف ِ وسمَّـ س ابف ُع َمر رضي المَّو ْ صمّى اهللُ َعمَْيو َ رسو ُؿ المو َ عنيُ َما قَا َؿ س قَا َؿ ُ َّ ِ « ال تُ ْكثِروا ال َكبلـ َ ِ إف َكثْرة ال َك ِ بلـ بِ َغ ْي ِر ِذ ْك ِر المَّو تَعالَى قَ ْسوةٌ بغ ْي ِر ذ ْك ِر المو ،فَ َّ َ ُ َ ِ َّ ِ الن ِ لِ ْم َق ْم ِب ،وا َّف ْأب َع َد َّ مب القَاسي » ] .رواه الترمذي[ اس م َف المو َ الق ُ
73
بف ِ َو َع ْف ُع ْقبةَ ِ عام ٍر رضي المَّو ْ عنوُ ؾ ؾ ْبيتُ َ ؾ َ ،وْلَي َس ْع َ سان َ أم ِس ْؾ َعمَْي َ ؾ لِ َ « ْ
حسف حديث ٌ ٌ
ت يا َرسوؿ المَّ ِو َما َّ النجاةُ قَا َؿ س ُق ْم ُ ؾ » رواه الترمذي وقا َؿ س ،و ْاب ِؾ عمى َخ ِط َيئتِ َ قَاؿ س
ِ َّ وعف أبي س ٍ وسمَّـ قَا َؿ س الخ ْد ِر ا عيد ُ صمّى اهللُ َعمَْيو َ ي رضي المو َع ْنوُ عف النبي َ َ األعض َّ ا ساف ،تَقُو ُؿ س اتا ِ َصبح ْاب ُف آدـ ،فَ َّ فينا ، ؽ المَّو َ اء ُكميَا تُ َكفا ُر الم َ « إذا أ ْ إف ْ َ َ ؾ ً س فَ ِ ججَنا » ]رواه الترمذي[ نحف بِ َ اع َو ْ اعوججت ْ استقَ ْمنا وا ِف ْ استَقَ ْم َ إف ْ فَ َّإنما ُ ت َ
معنى « تُ َكفا ُر الما َساف » س أَي تَِذ ُّؿ وتَ ْخضعُ لَوُ .
ِ َّ ِ الجَّنة ، وعف ُمعاذ رضي المَّو عنوُ قاؿ س ُق ْم ُ ْ رسوؿ المو أخبرني بِ َع َم ٍؿ ُي ْدخمُني َ ت يا ُ ويب ِ اع ُدني عف َّ الن ِار قَاؿ س ) لَ ْ قد َسأَْل َ عف َع ِظ ٍيـ ،واَّنوُ لََي ِس ٌير َعمى ْ ت ْ َُ َّرهُ مف َيس َ ِ يو س تَعبد المَّو ال تُ ْشر ُ ِ ِ المَّو تَعالى عمَ ِ يـ الصَّبلةَ ،وتُؤتي َّ الزَكاةَ ، ُْ َ ؾ بو َش ْيئاً ،وتُق ُ أدلُّؾ َعمى وـ ت إف استطعت إِلَْي ِو َسبِ ْيبلً ،ثَُّـ قَاؿ س « أال ُ الب ْي َ اف وتَ ُح ُّج َ َ رمض َ ُ وتص ُ الخ ِطيئة كما ي ْ ِ الص َدقةٌ ت ْ ِ ْأبو ِ اء َّ النار ، َّوُـ ُجَّنةٌ َّ ،َ . يء َ اب َ ُ الم ُ طف ُ طف ُ يء َ الخ ْي ِر الص ْ
ِ َّ ِ ض ِ اج ِع » حتَّى وصبلةُ َّ الر ُج ِؿ ْ الم َ جوؼ المْيؿ » ثَُّـ تَبل س «تتجافى ُجُنوبيُ ْـ َع ِف َ مف ْ ِ ؾ بِ َر ِ وعمود ِه ، األم ِر ، ُخبُِر َ وف » [ السجدة س . ] 46ثَُّـ قاؿس « أال أ ْ يع َممُ َ بمَ َغ « ْ أس ْ وِذروِة س ِ مت س َبمى يا رسوؿ المَّ ِو س قَ َ وع ُم ُ نام ِو » قُ ُ بلـ َ ، األم ِر ْ ودهُ اؿ س « أر ُ ْ َ ْس ْ اإلس ُ ؾ بػِ ِم ِ الصَّبلةُ .وذروةُ ِ تس بلؾ َ ُخبِ ُر َ اد» ثَُّـ قاؿ س « أال أ ْ سنام ِو ال ِجيَ ُ ذلؾ كمو » ُق ْم ُ رسو َؿ المَّ ِو .فَأَخ َذ بِمِ َسانِ ِو قا َؿ س « ُك َّ وؿ المَّ ِو واَّنا رس َ ؼ عمَْي َ ؾ ىذا » ُق ْم ُ تس يا ُ َبمى يا ُ اس في َّ ب َّ وى ْؿ َي ُك ُّ الن ِار عمى ؾ أ ُّ ُم َ بما َنتَكمَّ ُـ بِ ِو فقَاؿ س ثَ ِكمتْ َ لم َؤ َ ؾ َ ، الن َ اخذوف َ ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ حسف صحي ٌح. يث حد وقاؿس الترمذي اه و ر ( ـ ي ت ن س ل أ د ائ حص إال ـ ي ى و ج ٌ ٌ َو ُ َ ُ ْ َ ْ ِِ ِ احفظ أخاؾ في ح ْ ِ سمع غيبتَو ِم ْف أحدَ ،وِا ْف زّؿ ض َرتِو َ َ وغيبتو م ْف ُكؿ ُسوٍء ،وال تَ ْ َّ ُ لسانؾ فاستغفر لو عسى أف يكوف ذلؾ كفارةَ غيبتوْ ، عف أبي ُى َريرةَ رضي المو عنوُ َّ ِ َّ َّ ِ َّ وف ما الغيبةُ » قَالُوا س المو وسمـ قاؿ س « أَتَ ْد ُر َ صمّى اهللُ َعمَْيو َ رسوؿ المو َ أف ُ
74
ِ اؾ بما ي ْك َرهُ » َخ َ كر َ ؾ أَ ورسولُوُ أ ْ ُ َعمَ ُـ .قاؿ س « ذ ُ إف كاف ِف ِ اغتَْبتو يو ما تقُو ُؿ فَقَِد ْ قَا َؿ س « ْ َ
ت إف كاف في ِ أخي ما أَقُو ُؿ ِقيؿ س أَفرْأي َ ،وا ْف لَـ ي ُكف ِف ِ ؿ فَقَ ْد بيتَّوُ » ]رواه مسمـ[ . يو ما تَقُو ُ ْ
ِ الدر ِ مف َّ داء رضي المَّو َع ْنوُ ِ رد َع ْف وسمَّـ َ قاؿس« ْ ْ صمّى اهللُ َعمَْيو َ عف النبي َ وعف أبي َّ ْ ِ وج ِ ض ِ أخيوَّ ، ِع ْر ِ يو َّ حسف[ حديث وقاؿ ٌ ام ِة » ]رواه الترمذي َ ٌ عف ْ رد المَّو ْ الن َار ْيوَـ القَي َ ْ ِ اف ِ صمّى اهللُ َعمَْي ِو بف مالِ ٍؾ رضي المَّوُ عنو قَ َ وعف عتَْب َ قاـ النبي َ اؿ س َ ؾم ِ ِ َّ ؾ بف ُّ ِ ا ؽ ال ُي ِح ُّ ب ناف ٌ وسمـ ُيصمي فَقاؿ س « ْأي َف مال ُ ُ َ الد ْخ ُشـ » فَقَاؿ رجؿس ذل َ ُ َّ ِ َّ ؾ ،أال تَراه قد قَاؿ س وسمـ س « ال تقُ ْؿ ذل َ صمّى اهللُ َعمَْيو َ ورسولَوُ ،فَقَاؿ النبي َ المو ُ الن ِار مف قاؿ س ال إلو إالَّ قد َحَّرَـ عمى َّ وجو المَّو ،واف المَّو ْ ال إلوَ إالَّ المًو ُير ُ يد بذلؾ ْ ْ متفؽ عميو[. وجوَ المَّو » ] ٌ المَّو ْيبتَ ِغي بِ َ ذلؾ ْ ويؿ في قص ِ مالؾ رضي المَّو ع ْنو في ِ بف ٍ حديثِ ِو الطَّ ِ كع ِب ِ َّة ْتوَبتِ ِو .قاؿ س قاؿ َ ُ َ وع ْف ْ ِ بف مالؾ » وىو َجالِ ٌس في القَ ْوـ بِ ُتبو َ وسمَّـ ُ ؾس« ما فعؿ َك ْع ُ ب ُ صمّى اهللُ َعمَْيو َ النبي َ ظر في ِع ْ ِ ِ ِ رسو َؿ المَّو حبسوُ ُب ْرداهُ ،و َّ ط ْفيو .فقَاؿ لَوُ فقا َؿ ر ُج ٌؿ م ْف َبني سم َمةَ س يا ُ الن َ ُ َّ ِ بف ٍ رسو َؿ المَّ ِو ما َعمِ ْمنا عمَْي ِو جبؿ رضي المَّو ْ عنو س بِئس ما ُق ْم َ معا ُذ ُ ت ،والمو يا ُ إالَّ وسمَّـ( .متفؽ عميو) صمّى اهللُ َعمَْي ِو رسو ُؿ المَّو ْ َ َ خي اًر،فَس َكت َ ُ ِ بنفسو . طفَاهُ » جانِباهُ ،وىو إشارةٌ إلى إعجابو « ِع ْ ِ َّ ِ َّ وسمَّـ س صمّى اهللُ َعمَْيو َ وعف ابف َم ْس ُعوٍد رضي المو عنوُ قا َؿ س قا َؿ َر ُسو ُؿ المو َ ش ْيئاً ،فَ ٍّني أ ِ َخُر َج إِ ْلي ُك ْـ وأنا أف أ ْ أح ٍد َ ُح ُّب ْ أصحابي ْ « ال ُي َبمٍّ ْغني ٌ عف َ أحد مف ْ ص ْد ِر » ]رواه أبو داود والترمذي[ . سميـ ال ك ُ
75
وقد نيى اهلل سبحانو وتعالى عف الخوض في أعراض المسمميف دوف ّبينة واضحة مقبولةٌ شرعا؛ فقاؿس«لوال إذ سمعتموو ظف المؤمنوف والمؤمنات بأنفسهـ خيرا وقالوا رذا إفؾ مبيف » (النورس.)49
وق ال « :إذ تمقونه بألسنتكـ وتقولوف بأفواركـ ما ليس لكـ به عمـ وتحسبونه رينا ورو عند ا
عظيـ( .)15ولوال إذ سمعتموو قمتـ ما يكوف لنا أف نتكمـ بهذا
سبحانؾ رذا بهتاف عظيـ(»)16
وقاؿ «إف الذيف يحبوف أف تشيع الفاحشة في الذيف آمنوا ليـ عذاب أليـ في الدنيا واآلخرة واهلل يعمـ وأنتـ ال تعمموف»
(النور.)47
فاحرص أخي أال تتكمـ إال بخير وال تسمع إال خي اًرَّ ، وتجنب قوؿ العواـ ( واهلل ُيقاؿ أف فبلف والعياذ باهلل يفعؿ كذا وكذا ،دوف وجود بينات أو شيود ،ولنتذكر قوؿ
المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس«كفى بالمرء كذباً أف ُي َحدٍّث بكؿ ما سمع»
(رواه مسمـ) .
ش ف ػػي وجي ػػو وأفس ػػح ل ػػو ف ػػي وحم ػ َػد اهللَ َ فشػ ػ امتْوُ ،واذا أَقََب ػ َػؿ فَ ػ ُػب ّ إذا عط ػػس أخ ػػوؾ َ فانص ْػح لػو ،واذا مػات فع ْدهُ واذا دعػاؾ فأَ ِج ْبػو ،واذا استنصػحؾ المجمس ،واذا َم ِر َ َ ض ُ
الغ ْيػ ِ ػب ،فعنػػدما تػػدعو ألخيػػؾ ُي َوكػػؿ بػػؾ ممػػؾ عنػػد أرسػػؾ َ فشػّػي ْعوُ ،و ْادعُ لػػو فػػي ظَ ْيػ ِػر َ ِ يقوؿس آميف ولؾ بمثؿ. فعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قػاؿس«حؽ المسمـ عمػى المسػمـ سػت: ػح لػه ،اواذا عطػس إذا لقيته فسمـ عميػه ،اواذا دعػاؾ فأجبػه ،اواذا استنصػحؾ فانص ْ َ فع ْدوُ ،اواذا مات فاتبعه» [.رواه مسمـ]. مد ا َ ف َ ش ٍّمتْ ُه ،اواذا َم ِر َ وح َ َ ض ُ
76
ويق ػػوؿ ص ػػمى اهلل عمي ػػو وآل ػػو وس ػػمـس«دعػػػػوة المػػػػرء المسػػػػمـ عخيػػػػه بظهػػػػر الغيػػػػب مسػػتجابة ،عنػػد رأسػػه ممػػؾ موكػػؿ ،كممػػا دعػػا عخيػػه بخيػػر قػػاؿ الممػػؾ الموكػػؿ بػػه:
هميف ،ولؾ
بمثؿ»[.رواه مسمـ].
اح ػػرص أخ ػػي عمػػػى ل ػػيف الجان ػػب وص ػػفاء السػ ػريرة وطبلق ػػة الوج ػػو والتبسػػػط ف ػػي تحقػػػرف مػػػف الح ػػديث ،فع ػػف رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عمي ػػو وآل ػػو وس ػػمـ أن ػػو ق ػػاؿ س«ال ّ المعروؼ شيئاً ولو أف تمقػى أخػاؾ بوجػه طميػؽ» [.رواه مسػمـ] .ف ُػب َّ ش فػي وجػو أخيػؾ عند رؤيتو وافسح لو في المجمس ،و ِ أح ْطو بعطفؾ ومحبتؾ واكرامؾ.
« انصػػػر أخػػػاؾ ظالمػػػاً أو مظمومػػػاً ،إف يػػػؾ ظالمػػػاً فػػػارددو عػػػف ظممػػػه ،اواف يػػػؾ مظموماً فانصرو».
[رواه مسمـ].
ُح ِك َي عف أخويف ممػف سػبقنا باإليمػاف ،انقمػب أحػدىما عػف االسػتقامة ،فقيػؿ ألخيػوس أال تقطعو وتيجره .فقاؿ:إنه أحوج إلي اآلف أكثر مف أي ٍ وقت مضى ،إذ وقع فػي عثرتػػه ،أف هخػػذ بيػػدو وأتمطػػؼ لػػه فػػي المعاتبػػة ،وأدعػػو لػػه بػػالعودة إلػػى مػػا كػػاف عميه .ف ف ز كؿ أخوؾ فكف عوناً له عمى الطاعة ،ناصحاً ،صاب ارً ،مصاب ارً ،وال تُِعػف الشيطاف عميه فيوردو النار.
شارؾ أخاؾ في أفراحو وأتراحو ،وكف أوؿ مف يينئو فيما يفرحو ،وكف أوؿ مف يواسيو في مصابو ،فالمؤمف لممؤمف كالبنياف يشد بعضو بعضاً. احرص أخي عمى إعالة أخيػؾ ومسػاعدتو وقضػاء حاجاتػو وادخػاؿ السػرور عمػى نفسو ،يقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـس«أحب الناس الى ا
77
تعػالى أنفعهػـ لمنػاس،
وأحب اععماؿ الى ا
عز وجؿ سرور يدخمه عمى مسػمـ ،أو يكشػؼ عنػه كربػة،
أو يقضي عنه دينػا ،أو تطػرد عنػه جوعػا ،وعف أمشػي مػع أخػي فػي حاجػة أحػب الي أف أعتكؼ في رذا المسجد
ر».يعني مسجد المدينة.رواه الطبراني. شه ا
عند وداعؾ أخاؾ أكثر مف الدعاء والوصية ،فقد كاف النبي صمى اهلل عميػو وآلػو دؾ المُه التقػوى وغفػر وسمـ عند وداع المسمـ يقوؿ لػوس«في حفظ ا وفي َك َن ِفهَ ،زكو َ
لؾ ذنبؾ ووجكهؾ لمخير أينما تو كخيت ،أو أينما توجكهت » (رواه الدارمي) .
فباإلضافة إلى الثواب ،فإف ذلؾ يدخؿ األ ُْن َس والبيجة إلى نفس أخيؾ.
إذا أسدى إليػؾ أخػوؾ معروفػا ،فػأجزؿ لػو الثنػاء كمػا عممنػا المصػطفى صػمى اهلل ِ مثؿ(دايم ػػةَ ،عم ػػار ،بع ػػز الب َش ػػر م ػػف عمي ػػو وآل ػػو وس ػػمـ ،وال تُقَػ ػ ادـ عم ػػى ذل ػػؾ أُدعي ػػة َ اإلسبلـ ،يخمؼ ،أو ما شابو ذلؾ) ،واستبدؿ بػذلؾ مػا ورد عنػو صػمى اهلل عميػو وآلػو ػؿسأطعـ اهلل َمػػف أطعمنػػا وسػػقا اهلل َمػػف سػػقانا ،أو الميػػـ اسػ ِ ؽ َمػػف سػػقانا وسػػمـ مػػف مثػ ََ و ِ أطعػػـ مػػف أطعمنػػا ،أو مػػا شػػابيو ممػػا ورد عنػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ،وعػ ْػف ِ َّ أُسامةَ ْب ِف زْي ٍد ِ وسمَّـ س « َم ْف عنيُما قا َؿ س َ رض َي المَّو ْ صمّى اهللُ َعمَْيو َ رسو ُؿ المو َ قاؿ ُ َ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ر ،فَقَػػد أَْبمَػغَ فػي الثَنػػاء » ] .رواه وؼ ،فقػا َؿ لفَاعمػو س جػ َػزاؾ المػو َخ ْيػ اً معػ ُػر ٌ صػن َع إَلَْيػو ْ ُ
الترمذي[
أكثر مف الدعاء إلخوانؾ ،خاصة المبتميف بالسجف ،أو النفي ،أو كثرة اععباء، َف رسوؿ المَّو صمّى اهلل عمَْي ِو َّ اء ر ِ الد َ ِ فَ َعف أَبي َّ ػاف يقُػو ُؿ س « ضي المَّو ْ ُ َ وسمـ ك َ َ َ عنوُ أ َّ ُ رد َ َخيه ِبظَه ِر ال َغ ْي ِب مستَجاب ٌة ِ ،ع ْند أر ِ َد ْعوةُ المرِء المسمِِـ ع ِ ْس ِه ممَ ٌؾ ُموك ٌؿ كمك َمػا دعػا ُ ْ َ ْ ُ ْ َخ ِ عِ ِ ِ ِ يه ٍ يف ،ولَ َؾ بمثْ ٍؿ »] ،رواه مسمـ[ . الممَ ُ الموكك ُؿ ِبه :هم َ ؾ ُ بخير قَاؿ َ
78
وخ ْفػػض ال ِجنػػاح لممسػػمميف حتػػى يصػػبح سػػجيةً لػػؾ ،وامقػػت ِ الك ْبػ َػر تَ َع كمػػد التواضػػع َ َ َ واحرص عمػى الػتخمص منػو بتػذكر الػدار اآلخػرة وتػذكر حقيقػة اإلنسػاف ،وأف مػا بػؾ مف ٍ نعمة فمف اهلل ،يقوؿ المصطفى صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ ،فيمػا يرويػو عػف اهلل سبحانو وتعالىس«الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمف نازعني واحداً منهما قذفته في النار»
[رواه مسمـ].
القائؿسعجبت لمف يتكبػر وأولُػو ُنطفػةٌ م ِػذرة ِ وآخ ُػره جيفػةٌ قَ ِػذرة وىػو بػيف ىػذه ورحـ اهلل ُ َ َ ػت الع ِػذرة(محتويات األمعػاء) ،والقائؿسيػا ابػف آدـ ،كيػؼ تتكبػر وقػد خرج َ وتمؾ يحمػؿ َ مف مجرى ا ْلَب ْو ِؿ مرتيف ،فمف تواضع لمناس أحبو الناس ومػف تواضػع هلل رفعػو ،رفػع اهلل درجاتِػ ػػؾ ،وأثقػ ػػؿ موازينػ ػػؾَّ ، وثبتػ ػػؾ عمػ ػػى دينػ ػػو وفػ ػػي خدمػ ػػة دعوتػ ػػو وخػ ػػتـ لػ ػػؾ بخير....الميـ آميف.
79
الوالء والبراء سػولَ ُه َولَ ْػو ُّوف َم ْػف َحػا كد المك َ وف ِبالمك ِه َوا ْل َي ْوِـ ْاآل ِخ ِر ُي َواد َ قال تعانىس « َال تَ ِج ُد قَ ْو ًما ُي ْؤ ِم ُن َ ػه َوَر ُ ِ ِ ػب ِفػي قُمُػوِب ِه ْـ ِْ كػد ُر ْـ ػاف َوأَي َ يم َ يرتَ ُه ْـ أ ُْولَئ َؾ َكتَ َ َكا ُنوا َ اء ُر ْـ أ َْو أ َْب َن َ هب َ اء ُر ْـ أ َْو إِ ْخ َوا َن ُه ْـ أ َْو َعش َ اي َ يف ِفيها ر ِ ِِ ِ ِ ٍ ِ ِ ضػوا ض َي المك ُه َعػ ْن ُه ْـ َوَر ُ ِب ُرو ٍح م ْن ُه َوُي ْدخمُ ُه ْـ َج كنات تَ ْج ِري م ْف تَ ْحت َها ْاعَ ْن َه ُار َخالد َ َ َ ِ ِ وف » (المجادلة) 99 ب المك ِه أََال إِ كف ِح ْز َب المك ِه ُر ْـ ا ْل ُم ْفمِ ُح َ َع ْن ُه أ ُْولَئ َؾ ح ْز ُ
فػػػالوالء بمعن ػػى المحبػػػػة والمػػػػودة والمناصػػػػرة والمػػػػؤازرة ال تكػػػػوف إال
ورسػػػػوله
والمؤمنيف عمى الوجوب ،وىذا الوالء بما يشمؿ مف محبة ومودة ومناصرة ىػو حػراـ وجػػوده بػػيف المسػػمميف وغيػػرىـ مػػف الكفػػار؛ الييػػود والنصػػارى والمجػػوس وال أرسػػمالييف
واالشتراكييف وأمثاليـ.
لقد حرـ اهلل تعالى عمى المسمميف مواالة الكافريف ،باتخاذىـ أعوانا وأنصارا، واتخاذىـ سندا وأصدقاء ،كما حرـ عمييـ سبحانو أف يستعينوا بالكافريف أو يمتجئوا إلييـ وحرـ عمييـ أف يظاىروا الكافريف عمى المؤمنيف أو يدلوىـ عمى عوراتيـ،
فتوعد سبحانه وتعالى مف يفعؿ ذلؾ بالخزي في الدنيا والعذاب في اآلخرة،
فيستحؽ في الدنيا سخط اهلل وفي اآلخرة مقت وعذاب مف اهلل أكبر قاؿ تعالىَ « :ال ِ وف ا ْل َك ِ اء ِم ْف ُد ِ س ِم ْف المك ِه وف ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ اف ِر َ َيتك ِخ ْذ ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ يف َو َم ْف َي ْف َع ْؿ َذل َؾ َفمَ ْي َ يف أ َْولِ َي َ ِ كِ ِ ٍّ ير» (آؿ ِفي َ ش ْي ٍء إِكال أ ْ َف تَتكقُوا م ْن ُه ْـ تُقَاةً َوُي َحذُرُك ْـ المك ُه َن ْف َ س ُه َ اوِالَى المه ا ْل َمص ُ عمراف) 91
81
حية لموالء والبراء نماذج ّ
الجراح أخرج أبو ُنعيـ في الحمية ،عف ابف شوذب ،قاؿس جعؿ أبو أبي عبيدة بف ّ صده أبو عبيدة ّ يتصدى البنو يوـ بدر ،فجعؿ أبو عبيدة يحيد عنو ،فمما أكثر ،قَ َ وف ِبالمك ِه فقتمو ،فأنزؿ اهلل تعالى فيو ىذه اآلية ،حيف قتؿ أباهس »َال تَ ِج ُد قَ ْو ًما ُي ْؤ ِم ُن َ اءر ْـ أ َْو اءر ْـ أ َْو أ َْب َن ُ هب ُ َوا ْل َي ْوِـ ْاآل ِخ ِر ُي َواد َ سولَ ُه َولَ ْو َكا ُنوا َ ُّوف َم ْف َحا كد المك َه َوَر ُ ِ يرتَ ُه ْـ أ ُْولَِئ َؾ َكتَ َب ِفي قُمُوِب ِه ُـ ِْ وح ٍّم ْن ُه َوُي ْد ِخمُ ُه ْـ كد ُرـ ِبُر ٍ اف َوأَي َ ايي َم َ إِ ْخ َوا َن ُه ْـ أ َْو َعش َ يف ِفيها ر ِ ِِ ِ ِ ٍ ضوا َع ْن ُه أ ُْولَِئ َؾ ض َي المك ُه َع ْن ُه ْـ َوَر ُ َج كنات تَ ْج ِري مف تَ ْحت َها ْاعَ ْن َه ُار َخالد َ َ َ ِ وف« [المجادلة .]99 ب المك ِه أََال إِ كف ِح ْز َب المك ِه ُر ُـ الْ ُم ْفمِ ُح َ ح ْز ُ -أخرج ابف أبي شيبة ،عف أيوب ،قاؿس قاؿ عبد الرحمف بف أبي بكر رضي اهلل
فصدفت عنؾ .فقاؿ أبو بكرس لكني لو رأيتؾ ما عنيما ألبي بكرس رأيتؾ يوـ أحد، ُ صدفت عنؾ. -أخرج ابف إسحاؽ ،عف نبيو بف وىب ...أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ
فرقيـ بيف أصحابو ،وقاؿس «استوصوا بهـ خي ارً» .قاؿس وكاف حيف أقبؿ باألسارىّ ، فمر بي أخي أبو عزيز بف عمير ،أخو مصعب ..،في األسارى .قاؿ أبو عزيزس ّ
شد يدؾ بو ،فإف أمو ذات مصعب بف عمير ،ورجؿ مف األنصار يأسرني ،فقاؿس ّ متاع ،لعميا تفديو منؾ! ...قاؿ لو أبو عزيزس يا أخي ،ىذه وصاتؾ بي ! فقاؿ لو مصعبس إنه أخي دونؾ...
-وأخرج ابف سعد عف الزىري ،قاؿس لما قدـ أبو سفياف ابف حرب المدينة ،جاء
إلى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،وىو يريد غزو مكة ،فكممو أف يزيد في ىدنة الحديبية ،فمـ ُيقبؿ عميو رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،فقاـ ،فدخؿ عمى ابنتو أـ حبيبة رضي اهلل عنيا ،فمما ذىب ليجمس عمى فراش النبيصمى اهلل ِ ِ بي عنو عميو وسمـ ،طوتو دونو ،فقاؿس يا بنية ،أَ َرغ ْبت بيذا الفراش عني ،أـ َ
81
امرٌؤ َن ِجس .فقاؿس فقالتس بؿ ىو فراش رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،وأنت ُ يا ُبَنية ،لقد أصابؾ بعدي شر. -ذكر ابف ىشاـ ،عف أبي عبيدة ،وغيره مف أىؿ العمـ بالمغازي ،أف عمر بف
الخطاب قاؿ لسعيد بف العاصس إني أراؾ كأف في نفسؾ شيئاً ،أراؾ تظف أني قتمت
أباؾ ،إني لو قتمتو لـ أعتذر إليؾ مف قتمو ،ولكني قتمت خالي العاص بف ىشاـ بف المغيرة ،فأما أبوؾ فإني مررت بو ،وىو يبحث بحث الثور بروقو (بقرنو)ِ ، ت فح ْد ُ َْ ابف عمو عمي فقتمو .كذا في البداية .وزاد في االستيعاب واإلصابةس عنو ،وقصد لو ُ
لكنت عمى الحؽ ،وكاف عمى الباطؿ؛ فأعجبو قاؿ لو سعيد بف العاصس لو قتمتَو، َ قولو . الميـ اجعمنا ممف يحب فيؾ ومف أجمؾ وممف ُيبغض فيؾ ومف أجمؾ واستخدمنا يا ِ نور لمبشرية نا اًر ِ مشاع َؿ ٍ تحرؽ كؿ َمف ُيغضبؾ أو يعتدي ربنا في طاعتؾ واجعمنا عمى ُح ُرماتؾ الميـ آميف.
82
ايبتسء.....
نسأؿ اهلل العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الديف والدنيا واآلخرة يقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« ال تتمنوا لقاء العدو وسموا ا
العافية اواذا لقيتموو
فاصبروا واعمموا أف الجنة تحت ظسؿ السيوؼ» (أخرجو الحاكـ) .
ومما يعيف عمى ذلؾس
ما حصؿ مع نبي اهلل إبراىيـ عميو السبلـ ،عندما جمع الكفار لو الحطب وقذفوه فييا بعد إضراـ النار كاف لساف حالو ولساف قمبو ولسانو يقوؿ( حسبي اهلل ونعـ
الوكيؿ) فكانت النار عميو برداً وسبلما.
عندما تَرؾ سيدنا إبراىيـ عميو السبلـ السيدة ىاجر وابنيا الرضيع عمييما السبلـ ٍ مكاف قفر ال ناس فيو وال ماء وال كؤل ،سألتو المرأة المؤمنة الكريمةسيا إبراىيـ! في آهلل أمرؾ بيذا(أف تتركنا في ىذا المكاف وبيذه الظروؼ) ،قاؿ س نعـ.قالتسلف
ض ٍّي َعنا ا . ُي َ فإف كنت أخي عمى ٍ بينة مما تعمؿ أنو ابتغاء مرضػاة اهلل ووفػؽ أوامػره سػبحانو ،فػبل تمتفت لشئ حسبؾ اهلل ونعـ الوكيؿ ،اجعميا عمػى لسػانؾ وقمبػؾ وسػمـ أمػرؾ إلػى اهلل ولف يضيعؾ سبحانو ولف يضيع َمف تعػوؿ ،فسػيكفيكهـ ا ؛ يكفيػؾ األعػداء ويكفػي أىمؾ المؤونة بفضمو ورحمتو. ػب عنػػدما ابتُمػػي سػػيدنا يوسػػؼ عميػػو السػػبلـ باإللقػػاء صػػغي اًر وحيػػداً فػػي غيابػػة الجػ ّ (البئر العميػؽ) البػارد المظمػـ ،لػـ يكػف ذلػؾ ل ٍ ػع ػبغض مػف اهلل عميػو ،وعنػدما ُسػجف بض َ سػنيف لػػـ يكػػف ذلػػؾ لغض ٍ ػب مػػف اهلل عميػػو بػػؿ كػػاف عنػد اهلل مػػف المصػػطفيف وكػػؿ مػػا
ػاىره شػر ولكػف نيايػة المطػاؼ كػاف جرى معو في البئػر ،فػي السػوؽ وفػي السػجف ظ ُ خي اًر لو وألبويو وإلخوانو وأىؿ بمده. ػت صػاب اًر محتسػباً ارضػياً بػأمر فميما جرى معؾ أخػي فػإف عاقبتػو حتمػاً خيػر مػا دم َ
83
ٍ محمد وصحبو وغيػر متعمػؽ بيػذه اهلل وما داـ قمبؾ متعمقاً بما عند اهلل وبمقاء األحبة
الفانية ال ازئمة ال بأمواليا وال بمفاتنيا ،فمسوؼ يعطيؾ ربؾ فترضى ،والعاقبة لمتقوى.
عندما ابتُمي سيدنا أيوب عميو السبلـ استحيا أف يدعو اهلل ُليذىب ما فيو ،فصبر عمى قضاء اهلل وصبر وصبر ،وبعد أف ىجره األىؿ والولد إال زوجتو عمييا ِ السبلـ ،دعا اهلل متأ ادباً خاشعاً« ا أنت أرَح ُـ الراحميف» فكشؼ الضُّر و َ رب إني َمسَّن َي ُ اهلل ما بو مف ضر ،فأكثِر أخي مف ىذا الدعاء وعمى اهلل التكبلف. عندما ابتُمي سيدنا يونس عميو السبلـ وابتمعو الحوت كاف لساف حالو ولسانو كنت مف الظالميف» فنجاه اهلل ووعد سبحانو يقوؿس« ال إلو إال أنت سبحانؾ إني ُ بأف ينجي المؤمنيف.
فبل تغفؿ أخي عف ىذا الدعاء وأمثالو وأكثر منو في الرخاء يكوف لؾ رصيداً في
اآلخرة وزاداً عند الببلء ال قدر اهلل.
تنس اإلستغفار فيو مفتاح لكؿ خير. وال َ روى مسمـ في صحيحو أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ قاؿ: « تعرض الفتف عمى القموب كالحصير عودا عودا ،فأي قمب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ،وأي قمب أنكررا نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير عمى قمبيف:
عمى أبيض مثؿ الصفا فس تضيرو فتنة ما دامت السماوات واعرض ،واآلخر أسود
مربادا ال يعرؼ معروفا وال ينكر منك ار».
ويمخػػص كػػؿ مػػا ُذكرحػػا َؿ االبػػتسء مػػا روي عػػف ايمػػاـ جعفػػر الصػػادؽ قولػػه" : عجبت لمف ابتمي بأربع كيؼ ينسى أربعا: ونعػػـ الوكيػػؿ "
عجبػػت لمػػف ابتمػػي بػػالخوؼ كيػػؼ ينسػػى أف يقػػوؿ "حسػػبنا اش ْػو ُر ْـ ػاس قَ ْػد َج َم ُعػواْ لَ ُك ْػـ فَ ْ اخ َ وقػد قػاؿ اهلل تعػالى« :الك ِػذ َ ػاس إِ كف ال كن َ يف قَػا َؿ لَ ُه ُػـ ال كن ُ فََز َ ِ ض ٍػؿ س ُب َنا المّ ُه َوِن ْع َـ ا ْل َو ِكي ُؿ ) (173فَان َقمَ ُبواْ ِب ِن ْع َم ٍة ٍّم َف المّ ِه َوفَ ْ يماناً َوقَالُواْ َح ْ اد ُر ْـ إ َ ضػ ٍػؿ َع ِظػ ٍ ػيـ (( » )471هؿ ػه ُذو فَ ْ اف المّػ ِػه َوالمّػ ُ ػوء َواتكَب ُع ػواْ ِر ْ ضػ َػو َ سْ سػ ُ سػ ٌ ػه ْـ ُ لكػ ْػـ َي ْم َ عمراف).
84
عجبت لمف ابتمي بالمرض كيؼ ينسػى أف يقػوؿ « مسػني الضػر وأنػت أرحػـَنػت كػه أ ٍَّنػي َم ك س ِػن َي الض ُّ ػادى َرب ُ ُّػوب إِ ْذ َن َ ُّػر َوأ َ الراحميف » وقد قاؿ ا تعالىَ « :وأَي َ الر ِ َرمَ ُه َو ِمثْمَ ُهـ كم َع ُه ْـ أ َْر َح ُـ ك استَ َج ْب َنا لَ ُه فَ َك َ ضٍّر َوهتَ ْي َناوُ أ ْ اح ِم َ ش ْف َنا َما ِب ِه ِمف ُ يف ) (83فَ ْ ر ْحم ًة ٍّم ْف ِع ِ يف ( » )11اعنبياء. ند َنا َوِذ ْك َرى لِ ْم َعا ِب ِد َ َ َ وعجبت لمف ابتمي بالغـ كيؼ ينسى أف يقوؿ « ال اله إال أنت سبحانؾ إنيوف إِذ كذ َرب م َغ ِ كنت مف الظالميف » وقد قاؿ ا تعالىَ « :وَذا ُّ الن ِ اضباً فَظَ كف أَف لكف َ ُ ادى ِفي الظُّمُم ِ يف كن ْق ِد َر َعمَ ْي ِه فَ َن َ س ْب َحا َن َؾ إٍِّني ُك ُ ات أَف كال إِلَ َه إِكال أ َ نت ِم َف الظكالِ ِم َ َنت ُ َ يف (( » )88اعنبياء). كي َناوُ ِم َف الْ َغ ٍّـ َو َك َذلِ َؾ ُنن ِجي ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ استَ َج ْب َنا لَ ُه َوَنج ْ )(87فَ ْ وعجبت لمف ابتمي بمكر الناس كيؼ ينسى أف يقوؿ « وأفوض أمري إلى اإف ا
بصير بالعباد » وقد قاؿ ا
ض وف َما أَقُو ُؿ لَ ُك ْـ َوأُفٍَّو ُ ستَ ْذ ُكُر َ تعالى « :فَ َ
صير ِبا ْل ِعب ِاد ) (44فَوقَاوُ المك ُه س ٍّي َئ ِ ك ِ كِ اؽ ِب ِ تؿ ات َما َم َكُروا َو َح َ َ َ َ أ َْم ِري إِلَى المه إِ كف الم َه َب ٌ ِ وء ا ْل َع َذ ِ اب (» )54 س ُ ف ْر َع ْو َف ُ
(غافر).
85
صبر رسوؿ ا
صمى ا
عميه وسمـ عمى اعذى والشدائد
أخرج أحمد عف أنس رضي اهلل عنو قاؿ قاؿ رسوؿ اهللس «لقد أوذيت في ا وما يؤذى أحد ،وأخفت في ا
وما يخاؼ أحد ،ولقد أتت عمي ثسثوف مف بيف
يوـ وليمة وما لي ولبسؿ ما يأكمه ذو كبد إال ما يواري إبط بسؿ». وأخرج الطبراني عف منبت األزدي قاؿس «رأيت رسوؿ ا
صمى ا
في الجارمية ورو يقوؿ :يا أيها الناس :قولوا ال إله إال ا
عميه وسمـ
تفمحوا .فمنهـ مف
تفؿ في وجهه ،ومنهـ مف حثا عميه التراب ومنهـ مف سبه حتى انتصؼ النهار. فأقبمت عميه جارية بعس مف ماء -أي قدح كبير -فغسؿ وجهه ويديه وقاؿ: يا بنية ال تخشي عمى أبيؾ غيمة وال ذلة .فقمت مف رذو قالوا زينب بنت رسوؿ ا
صمى ا
عميه وسمـ » .قاؿ الييثمي وفيو منبت بف مدرؾ ولـ أعرفو
وبقية رجالو ثقات. وأخرج أبو يعمى عف أنس بف مالؾ رضي اهلل عنو قاؿس «لقد ضربوا رسوؿ ا صمى ا
عميه وسمـ حتى غشي عميه فقاـ أبو بكر رضي ا
عنه فجعؿ ينادي
وؿ َرٍّب َي المك ُه[ غافر ]82/فقالوا مف رذا ؟ فقالػػوا َف َيقُ َ وف َر ُجسً أ ْ أَتَ ْقتُمُ َ أبو بكر المجنوف .وأخرجو أيضاً البزار وزادس فتركوو وأقبموا عمى أبي بكر» وأخرج أبو نعيـ في دالئؿ النبوة عف عروة بف الزبير رضي اهلل عنيما عندما عمد
86
رسوؿ اهلل صمى ا
عميه وسمـ إلى ثقيؼ يرجو أف يؤوه وينصروه إلى أف قاؿس
«واجتمعوا يستهزئوف برسوؿ ا
صمى ا
عميه وسمـ وقعدوا له صفيف عمى
طريقه ،فأخذوا بأيديهـ الحجارة فجعؿ ال يرفع رجمه وال يضعها إال رضخورا بالحجارة ورـ في ذلؾ يستهزئوف ويسخروف .فمما خمص مف صفيهـ وقدماو تسيسف الدماء عمد إلى حائط مف كرومهـ »...ودعا دعاءه المعروؼ.
عبد ا
بف حذافة السهمي
لما انتقؿ الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ إلػى الرفيػؽ األعمػى وبػايع المسػمموف ابػا بكػر
خميفػ ػػة وقامػ ػػت حػ ػػروب الػ ػػردة حمػ ػػؿ عبػ ػػد اهلل بػ ػػف حذافػ ػػة سػ ػػيفو وخػ ػػرج فػ ػػي مقدمػ ػػة المجاىػديف فػي سػػبيؿ اهلل ولػـ يػػدع سػيفو حتػى عػػاد المرتػدوف والشػػاردوف إلػى حظيػرة اإلسبلـ . ثػـ خػرج عبػد اهلل بػف حذافػة مػدافعا عػف اريػة اإلسػبلـ فكػاف مػع الجيػوش الغازيػة فػػي سبيؿ اهلل إلى الشاـ ،فتوجو مع الجيش الذي سار إلى قيسارية ،و خػرج عبػد اهلل بػف حذافة ومعو ثمانوف مف المسػمميف فػي سػرية يتحسػس أخبػار الػروـ ،فوقػع ىػو ومػف معو في األسر وحبسو ممؾ الروـ في بيت فيو ماء ممزوج -مخموط -بخمر ووضػع لو لحـ الخنزيػر ،ولكػف عبػد اهلل بػف حذافػة ظػؿ ثبلثػة أيػاـ لػـ يػذؽ طعامػا وال شػرابا فأخرجو ممؾ الروـ مف محبسو خشية موتو وسألوس
لماذا لـ تأكؿ ولـ وتشربقاؿ عبد اهلل بف حذافةس
إذا كاف اهلل عز وجػؿ أحػؿ لحػـ الخنزيػر وشػرب الخمػر ألننػي مضػطر ،ولكػف لػـأكف ألشمتكـ بديف اإلسبلـ.
يا ليا مف شجاعة وقوة إيماف..
87
ولما رأى ما كاف لعبد اهلل بف حذافة مف شجاعة وفروسية ،واقداـ أراد أف يختبره فػي إيمانػػو وأراد أف يسػػتميمو إليػػو لعمػػو يظفػػر منػػو بشػػىء ويعػػرؼ أخبػػار المسػػمميف فقػػاؿ لو س
صر أشركؾ في ممكي . تََن َّفقاؿ عبد اهلل بف حذافة س -واهلل ال أعود لمكفر والضبلؿ أبدا.
فأمر ممؾ الروـ بو أف ُيصمب عمى خشػبة ثػـ أعطػى أوامػره لػبعض جنػوده أف يرمػوا عبد اهلل بف حذافة بالسياـ بشرط أف ال يصػيبوه بػأذى ولكػف ليمقمػوا الرعػب فػي قمبػو، ولكف عبد اهلل بػف حذافػة لػـ يتسػمؿ الخػوؼ أو الجػزع إلػى فػؤاده حتػى والسػياـ تنيػاؿ حولو ،فأُنزؿ مف عمى الخشبة... وعػػاد طاغيػػة الػػروـ يفكػػر فػػي وسػػيمة تمقػػى الرعػػب فػػي أقسػػى قمػػوب الرجػػاؿ ،وىػػداه
تفكيره الشيطاني إلى البقرة النحاسػية –القػدر الكبيػرة مػف النحػاس – فصػبوا فييػا زيتػا وأوقدوا تحتيا نا ار حتػى غمػى الزيػت فصػار ميبل..وأُمػر برجػؿ مػف المسػمميف فجػاءوا برجؿ مف األسرى فقاؿ طاغية الروـس ألقوا بو في البقرة النحاسية.فمما أُلقى باألسير في القدر خرجت عظامو كشجرة جرداء ،فوضع بقية األسرى
أيدييـ عمى وجوىيـ ،ونظر ممؾ الروـ نحو عبد اهلل بف حذافة وكأنو يقوؿ لو س ما رأيؾ إما أف تتنصر واما أف ألقي بؾ في ىذه البقرة كما ألقيت بصاحبؾ. فبكى عبد اهلل بف حذافة .
ضػ َػده وأالف وظػػف ممػػؾ الػػروـ أف مػػا حػػدث لصػػاحب عبػػد اهلل بػػف حذافػػة قػػد فػػت َع ُ عزمو و كسر صػبلبتو وأف مقاومتػو قػد انيػارت وأنػو أوشػؾ أف يسػتجيب لرغبتػو ومػا يريده ،فقاؿ رجؿ مف الروـس لقد جزع وبكى.الواثؽ المؤمف المطمئفس
فرد عميو عبد اهلل بف حذافة فػي ليجػة
88
ال واهلل ال تظنوا أني بكيت جزعا مما تريدوف أف تصنعوا بي.فتساءؿ ممؾ الروـ س -لماذا بكيت إذا
قاؿ عبد اهلل بف حذافةس بكيػت ألف لػيس لػي إال نفػس واحػدة ُيفعػؿ بيػا ىػذا فػي سػبيؿ اهلل ،كنػت أتمنػػى أفتكوف لي مائة نفس تمقى ىكذا. فزاد إعجاب ممؾ الػروـ بػو وأراد أف يطمػؽ سػراحو ،ولكنػو لػـ يكػف يفعػؿ ىػذا قبػؿ أف ينػاؿ مػػف كبريػاء ىػػذا المجاىػد الشػػجاع المعتػز بإسػػبلمو المتفػاني فػػي سػبيؿ اهلل فقػػاؿ
لوس قَباؿ رأسي وأطمؽ سراحؾ .فقاؿ عبد اهلل بف حذافةس -ما أفعؿ
فقاؿ ممؾ الروـس تنصر وأزوجؾ ابنتي وأقاسمؾ ممكي.ثـ أشار طاغية الروـ فقدمت فتاة رائعة الجماؿ خضراء العينيف ذىبية الشعر تمناىا أكػػابر الػػروـ ولػػـ يظفػػروا بيػػا ،ولكػػف عبػػد اهلل بػػف حذافػػة أشػػاح بوجػػو لػػيغض بص ػره
وقاؿس
ما أفعؿفعاد ممؾ الروـ يقوؿس اؿ رأسي . قَب ْفقاؿ عبد اهلل بف حذافة س أؽ َ بؿ رأسؾ وتطمؽ سراح أصحابي مف المسمميف ُفقاؿ ممؾ الروـس -نعـ.
89
فقَبَّؿ عبد اهلل بف حذافة رأس ممؾ الروـ ،فأطمؽ سراحو وسراح الباقيف مف أصحابو. ولما قدـ عبد اهلل بف حذافة وأصحابو عمى أمير المؤمنيف عمر بف الخطػاب أخبػروه
بمػػا فعػػؿ عبػػد اهلل بػػف حذافػػة...فقاـ الفػػاروؽ َّ وقبػػؿ رأس عبػد اهلل بػػف حذافػػة وقػػاؿ لػػو
خيرا. ُ نِقؿ عف إحدى األخوات حاممة دعوة في ٍ بمد أعجميس كانت حػامبلً عنػدما اعتُِقمػت بتُيمػة العمػؿ مػع ح ٍ ػزب محظػور يعمػؿ عمػى قمػب نظػاـ الحكػػـ ىنػػاؾ واقامػػة دولػػة خبلفػػة إسػػبلمية ،فوضػػعت مولودىػػا فػػي السػػجف ،أ ِ ُخ ػ َذ رضػػيعيا وأ ِ ُبعػػد عنيػػا ،وبعػػد أيػػاـ وامعان ػاً فػػي تعػػذيبيا ومحاول ػةً لِثَْنييػػا عػػف طريقيػػا، وضعوا سماعة الياتؼ عمى أُذنيػا وبالمقابػؿ كػاف صػوت رضػيعيا مسػتغيثاً ليرضػع
مف ثدييا ،فأ ِ ُغرَيت بضميا إلى ابنيا إف ىي تخمت عػف حزبيػا وأنكرتػو........فكاف الجوابس تركت رػذا الحػزب وال تركػت الػدعوة لو أف يبني مائة نفس وخرجت نفساً نفساً ما ُ إلى إعزاز ِ ديف ا في اعرض ب قامة دولة الخسفة ايسسمية. ُ نِقؿ عف أحد األخوة حامؿ دعوة في ٍ بمد عربي أف المخابرات جاءت إلعتقالو بعد منتصؼ الميؿ فأُجمِ َس فػي غرفػة الضػيوؼ وأ ُِمػر الجنػود بتفتػيش البيػت قبػؿ إعتقالػو، فجمػػس الشػػاب مقابػػؿ الضػػابط المسػػؤوؿ عػػف الحممػػة ،رافعػاً قدميػػو عمػػى الطاولػػة فػػي
ػؤدب أمػػاـ ضػػيوفو!! فقػػاؿ مواجيػػة الضػػابط ،فقػػاؿ الضػػابطسأىكذا يجمػػس المسػػمـ المػ َ الش ػ ػػابسوىؿ أن ػ ػػتـ ض ػ ػػيوؼ!! ال ي ػ ػػدخؿ دخ ػ ػػولَكـ وال ي ػ ػػأتي بمث ػ ػػؿ ى ػ ػػذا الوق ػ ػػت إال المصػػوص.فأخذ الضػػابط يتوعػػد ويحمِػػؼ ألفعمَػ َّػف وأفعمػ ّػف ،فقػػاؿ الشػػاب بثقػ ٍػة وىػػدوءس ػت أو سػػتفعؿ فػػإف ذلػػؾ لػػف يكػػوف أصػػعب مػػف أخػػؼ عػػذاب عمػػى ِرسػػمِؾ فميمػػا فعمػ َ ػوـ القيامػػة .فاستفسرالضػػابط متي اكم ػاً فأجابػػو الشػػابس جمرتػػػاف سػ ُػي ْن ِزلُوُ بػػؾ الجبػػار يػ َ غؾ[.مػف حػديث متفػؽ عميػو] ،فكػف مػع توضعاف عمى أخمص قدميؾ فيغمي منهما دما ُ
اهلل وال تُ ِ باؿ .
وج ّل الرضا بقضاء هللا ع ّز َ 91
لمعبد فيما يكره درجتاف س درجة الرضى ،ودرجة الصبر ،فالرضا فضؿ مندوب إليو، والصبر واجب عمى المؤمف حتـ. ِ المبتمِػػي وخيرتَػوُ لعبػػده فػػي الػببلء وأنػػو غيػػر مػػتيـ وأىػؿ الرضػػا تػػارة يبلحظػوف حكمػػة ُ في قضػائو ،وتػارة يبلحظػوف عظمػة المبتمػي وجبللػو وكمالػو فيسػتغرقوف فػي مشػاىدة ذلؾ حتى ال يشعروف باأللـ ،وىذا يصؿ إليػو خػواص أىػؿ اهلل وخاصػتو ،حتػى ربمػا تمذذوا بما أصابيـ لمبلحظتيـ صدوره مف حبيبيـ.
حبس الن ْف ِ ؼ س و َكفُّيا عف السخط – مع وجود األلـ – وتمنى زواؿ ذلؾ ،و َك ُ الصبر ُ الجوارح عف العمؿ بمقتضى الجزع.وأما الرضىس قاؿ ابف مسعود رضػي اهلل عنػو س " إف اهلل تعػالى بقسػطو وعممػو جعػؿ الػروح والفػرح في اليقػيف والرضػا ،وجعػؿ الي ّػـ والحػزف فػي الشػؾ والسػخط" ،وقػاؿ عمقمػة فػي قولػو تعالى س ِ ِ مب ُه» (التغابف س)44 ومف ُيؤ ِمف با َيهد َق َ « َ ىي المصيبة تصيب الرجؿ فيعمـ أنيػا مػف عنػد اهلل فيسػمـ ليػا ويرضػى ،وقػاؿ النبػي صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س « ذاؽ حػػبلوة اإليمػػاف مػػف رضػػى بػػاهلل ربػػا وباإلسػػبلـ دين ػاً
ومحمد رسوالً»
(رواه والترمذي).
وقػػاؿ النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س « مػػف قػػاؿ حػػيف يسػػمع النػػداء رضػػيت بػػاهلل ربػػا
وباإلسبلـ دينا ومحمد رسوالً غفرت ذنوبو»
(رواه مسمـ).
عدي بف حاتـ كئيبػاً ،فقػاؿ س مػا ونظر عمي بف أبي طالب – رضي اهلل عنو – إلى ّ
لػػي أراؾ كئيبػاً حزينػاً ،فقػػاؿ س مػػا يمنعنػػي وقػػد قتػػؿ أبنػػائي وفقئػػت عينػػي ،فقػػاؿ س يػػا
ػرض بقضػػاء اهلل عػ ّػدي مػػف رضػػي بقضػػاء اهلل جػػرى عميػػو وكػػاف لػػو أجػػر ،ومػػف لػػـ يػ َ وحبِط عممو. جرى عميو َ لعمؿ لتغيير الواقع لما ُيرضي ا . العمؿ ا َ عباد ا ،و َ فالرضى الرضى َ
الثقافة الحزبية
91
وىي المادة الفكرية الشرعية التي جعمت العقيدة اإلسبلمية أساس ِ كؿ ٍ فكر فييا،
وتج َّمع وتكتؿ وتحزب عمييا مجموعة مف الناس فصاروا حزباً إسبلمياً سياسياً عمى َ أساس اإلسبلـ يعمؿ إلحياء ديف اهلل بإقامة دولة اإلسبلـ التي تحيي ديف اهلل بتطبيقو في كؿ مناحي الحياة اإلجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرىا مستبشريف بقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ«:مف جاءو الموت ورو يطمب العمـ
ٌِ واحدةٌ في الجنة» ليحيي به االسسـ فبينه وبيف اعنبياء درجةٌ
(رواه الدارمي)
فيذا الزاد األسبوعي والزاد الشيري الفكري الثقافي والسياسي الذي َي ُمدنا بو العامموف إلقامة الدولة اإلسبلميةُ ،يعتبر األساس الذي تَ ْستَنِد إليػو-يػا حامػؿ الػدعوة -فػي كػؿ صقؿ لؾ العقيدةَ ايسسمي َة العظيمػ َة ويجعمُػؾ عمػى َبّين ٍػة منيػا تتحػدى حياتؾ ،فإنو َي ُ ِ باعتقادىا بأسره فيي العقيدةُ الوحيدةُ في العالـ التي تُ ْقنِعُ العق َػؿ وتُو ِاف ُ ػؽ الفطػرةَ العالـ ْ َ أفكار اإلسبلـ وأحكامو و ينقييا و تمؤل َ القمب طمأنينة وىذا الزاد ىو الذي يبمور لؾ َ ػمالية والحريػ ِ اكية وال أرسػ ِ مػػف ش ػوائب االشػػتر ِ ػات والديمقراطيػ ِػة ويعينػػؾ عمػػى فيػػـ طري ػ ِ ؽ
التغييػػر عمػػى نيػػج النب ػػي ص ػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ويضػػبط عممَػػؾ ليكػػوف عمػػبلً
جماعياً سياسياً حزبياً ُينتج دولةً بإذف اهلل. ِ «واص ِبر َن ْفس َؾ مع ِ وف َو ْج َه ُه َوال تَ ْع ُد الع ِش ّي ُي ِر ُ يد َ يف َي ْد ُع َ الذ َ َ ْ ْ َ ََ وف َرّب ُه ْـ ِبال َغداة َو َ ِ ِ الح َياة الدنيا وال تُطع َمف أغفمنا قمبه عف ذ ِ كرنا واتبع رواو َع ْي َ ناؾ َع ْن ُه ْـ تُ ِر ُ يد ِزي َن َة َ أم ُروُ فُُرطا» [انكهف .]91 وكاف ْ
يتسػ ػػاءؿ النػ ػػاس عػ ػػف مػ ػػدى أىميػ ػػة د ارسػ ػػة معنػ ػػى الفكػ ػػر ،والتفكيػ ػػر ،والنيضػ ػػة،
والمجتمػػع ،والػػروح ،والعقػػؿ ،واالشػػتراكية ،والرأسمالية...ويسػػأؿ أحيانػاً الػػدارس الجديػػد السَّنة! ... مستنك اًر ،أال يكفينا دراسة القرآف و ُ احرص أخي عمى إيضاح ذلؾ لوُ ،م َذ ّك اًر إياه أف القرآف والسنة ىما عمى رأس
92
ثقافتنا بؿ ىما أساسيا ،وكؿ ما ندرسو إف ىو إال خدمة لفيـ القرآف والسنة وتفعي ٌؿ ليما كي تظير نجاعتيما -لمف تـ تضميمو مف ىذه األمة الكريمة -في معالجة
وفيـ معنى العقؿ والقمب والفكر والتفكير ،كؿ ذلؾ يعيف في جميع مشاكؿ الحياةُ ، فيـ آلية إدراؾ القرآف والسنة الفيـ الصحيح بعد طوؿ انقطاع المسمميف عف الفيـ وفيـ معنى المجتمع والنيضة يساعد حممة الدعوة عمى ُحسف النقي لئلسبلـ، ُ وفيـ تشخيص الواقع وبالتالي ُحسف معالجتو باإلسبلـ بعد فيمو الفيـ الصحيح، ُ اإلشتراكية والرأسمالية يساعد َح َممَة الدعوة عمى حسف تشخيص عدوىـ وثقافتو الفاسدة المفسدة وبالتالي حسف معالجتيا بؿ إستئصاليا مف جذورىا بالعقؿ والشرع
وبالعمؿ عمى إفنائيا بحمؿ دعوة اإلسبلـ بالجياد إلى شعوبيا ومعتنقييا بإذف اهلل، الحظ أىمية التثقيؼ الشرعي والسياسي في مشورة ربعي بف عامر لقائده سعد بف الم َرَّكز الشرعي والسياسي أبي وقاص في آخر ىذا الكتيب ،والحظ أىمية التثقيؼ ُ في خطاب جعفر رضي اهلل عنو مع النجاشي ،وخطاب حاطب رضي اهلل عنو مع المقوقس في نياية ىذا الكتيب. والذي يطػالع كتػب الثقافػة اإلسػبلمية يتأكػد أف دور الثقافػة الحزبيػة ىػو خدمػة القػرآف والسػػنة النبويػػة المطي ػرة واحياؤىمػػا فػػي الحيػػاة السياسػػية واالقتصػػادية وسػػائر شػػؤوف الحياة مؤكدةً أف المكػػاف ،وتغييػ ُػر
وظيفة المسمميف
صالح لمتطبيؽ في كؿ زمػاف ومكػاف ميمػا تغيػر الزمػاف أو ديف اهلل ٌ الواقػػع ليتناسػػب مػػع الشػػرع ،واخضػػاع الوقػػائع الجديػػدة لمشػػرع ىػػي الدائمية ِمف لَ ُدف النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وىو قدوة العامميف
لتغييػر الواقػػع لمػا يحبػػو اهلل ويرضػاه إلػػى يومنػا ىػػذا ،وحتػى قيػػاـ السػاعة إف شػػاء اهلل
بِع ػ ِػز َعزي ػ ٍػز أو بِػ ػ ُذ ِؿ ذلي ػػؿ«إف ا (الرعدس« ، )44والعاقبة لمتقوى» (طوس. )459
ال يغيػػػر مػػػا بقػػػوـ حتػػػى يغيػػػروا مػػػا بأنفسػػػهـ»
يقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس«ب اشروا وال تَُنفاػروا يساػروا وال تُ َعساػروا»
(رواه مسمـ) .
فيجب عمينا -نحف حممة الدعوة –
93
دائماً أف نزرع األمؿ في نفوس أبناء
األمة ،وأف نركزعندىا أنيا قادرة ذاتياً عمى استعادة مجدىا وعودتيا دولةً كبرى
ب ليا كؿ حساب في الميزاف الدولي وفي رسـ سياسة العالـ والتأثير في حس ُ ُي َ أحداثو ،كما نركز عندىا أنيا قادرةٌ ذاتياً عمى ضرب مصالح الدوؿ الكبرىسأمريكا، روسيا ،بريطانيا ،وفرنسا ،وعمى التخمص مف سيطرة ونفوذ ىذه الدوؿ عمييا اذا ما
ُوجدت عند األمة العزيمة الصادقة وايرادة القوية والقيادة الواعية المخمصة. واف مػػا قػػاـ بػػو أبنػػاء األمػػة مػػف أعمػػاؿ تشػػبو األسػػاطير فػػي لبنػػاف وأفغانسػػتاف ،فػػي فمسػػطيف والع ػراؽ وصػػمودىـ امػػاـ أعتػػى قػػوى وأمضػػى أسػػمحة فػػي العػػالـ ،رغػػـ قمػػة العدة و ِ الخبرة ،ورغـ التخاذؿ والخيانػة ،ليػوخير دليػؿ عمػى أف األمػة قػادرة كػؿ القػدرة ُ عمػى أف تضػػرب الػػدوؿ الكبػرى ،بػػؿ وأف تضػػرب مصػػالحيا فػي بػػبلد المسػػمميف وفػػي غيػػر ببلدىػػـ ،وقػػادرة عمػػى الػػتخمص مػػف نفػػوذ ىػػذه الػػدوؿ وىيمنتيػػا ،كمػػا أنيػػا قػػادرة ؾ كيػانيـ وازالتِػو مػف الوجػود بػػإذف ِ ود ا اهلل عمػى الػتخمص مػف إخػواف القػردة والخنػػازير َ
تعالى.
كما يجب عمينا أف نبعد عف كؿ أسموب يغرس في األمة روح اليأس واإلستسبلـ، وتوىيف العزائـ ،وخصوصاً عند إعطاء التحميؿ السياسي والرأي السياسي ،فمثبلً إندحارالكافر(االسرائيمي) مف جنوب لبناف ُي َبرز في خطاب األمة لمداللة عمى ِ ِ الموجعة ضعؼ وىشاشة العدو الكافر وكيؼ أنو نِ ْمٌر مف َوَرؽ لـ يحتمؿ الضربات مف المسمميف في الجنوب عمى قمة عدتيـ وعتادىـ ،وعند المزوـ وفي المكاف
المناسبيف يتَعرض لمرأي السياسي في بحث وبياف َمف وراء ىؤالء والزماف َ المخمصيف َمف ُي َسما ُحيـ ما المكاسب السياسية التي ُحقاقت ولصال ِح َمف وكيؼ يسود األرض بطاغوت (اسرائيمي) أنو غير مقبوؿ إستبداؿ طاغوت ماروني كافر لِ َ كافر ،فممّةُ الكفر واحدة ،فيجب الحذر كؿ الحذر ىنا في التفريؽ بيف التحميبلت السياسية واعطاء الرأي السياسي مف جية وبيف وجوب إعطائو بالشكؿ واألسموب
الذي ال يوىف مف عزيمة األمة ،بؿ ُيعطى بالشكؿ واألسموب الذي يحرؾ فييا ِ يوجد عندىا الحافز إلى اإلستشياد والى البذؿ والعطاء ،والشكؿ الذي
94
الشوؽ إلى الجنة ونعيميا في اآلخرة ،والى العزة واألصالة في الدنيا مما يدفعيا ألف َ تحطـ القيود والسدود لنعود دولةً كبرى تتسنـ ُذرى المجد وتحمؿ مشعؿ اليداية َ
والنور إلى العالـ أجمع بعز عزيز أو ب ُذؿ ذليؿ.
كما أنو يجب التفريؽ بيف عيشنا الطبيعي في األمة وفرِحنػا بفرحيػا وألَ ِمنػا بألَ ِميػا
الحػػزف كعمػػؿ َرَعػػوي قيػػادي وبػػيف اختبلفنػػا معيػػا أفػػراداً ومشػػاركتنا ألفرادىػػا الفػػرح و ُ وجماعػػات فػػي بعػػض الجزئيػػات؛ فمػػثبلً إجتمػػاع مبليػػيف المسػػمميف عمػػى صػ ٍ ػعيد واحػػد ُ ػيد لؤلمػػة يقربيػػا مػػف فػػي الحػػج ُيػػثمِج صػػدورنا رغػػـ أف الحػػج اليقػػيـ الدولػػة ،فيػػو رصػ ٌ النصػػر ،ومنظػػر المسػػمميف وىػػـ آمػػيف المسػػجد األقصػػى األسػػير ُيفػػرح القمػػب رغػػـ أف ِ الموجعػ ػػة التػ ػػي يتمقاىػ ػػا الكػ ػػافر الض ػ ػربات ذاؾ ال ُيحػ ػػرره وال يقػ ػػيـ دولػ ػػة اإلسػ ػػبلـ ،و َ المستَ ِ عمر في فمسطيف أو العراؽ ،في كشمير أو الشيشػاف تُفػرح قموبنػا وتزيػدنا دعػاء
ػادىـ المبػارؾ ال يقػيـ دولػة اإلسػبلـ ،فػرغـ ليؤالء الكراـ بالتثبيت والسػداد رغػـ أف جي َ ِ لضػػعؼ وعػػييـ الشػػرعي فَيمنػػا لم ػ اررة الواقػػع واسػػتغبلؿ الكػػافر لػػبعض المخمصػػيف َ والسياسػػي نجػ ُػد أنفسػػنا مطػػالبيف بالبقػػاء قُػػرب ى ػؤالء المسػػمميف وحػػوليـ ننصػػح ليػػـ، نػػذكرىـ ،نواسػػييـُ ،نحسػػف إلػػييـ ميمػػا أسػػاؤوا إلينػػا نعػػاتبيـ باإلحسػػاف إلػػييـ وننتظػػر أوب ػػتيـ في ػػـ م ػػف األم ػػة وى ػػـ ُع ػػدة الغ ػػد وس ػػيكوف ج ػػيش األم ػػة الكريم ػػة جيش ػػيـ كم ػػا سػػتكوف دولػػة اإلسػػبلـ التػػي سػػنقيميا دولػػتيـ وصػػدؽ اهلل العظػػيـ القائػػؿ«..و ِ اخفػػػض
جناحؾ لممؤمنيف» ِ (الحجرس. )11
ولنتذكر دوماً قوؿ النبي صمى ا 95
عميه وهله وسمـ
«ادعوا الناس وبشروا والُ تٌَنفٍّروا»..
(متفؽ عميه)
«اذا قاؿ الرجؿ رمؾ الناس فهو أرمكهـ»
(رواو مسمـ)
الطاعة وس ِجيَّة يتمتع بيا المسمـ ،ويحرص عمييا حامؿ الدعوة بشكؿ الطاعة ُخمُ ٌ ؽ رفيع َ خاص ،يقوؿ الحؽ سبحانو في كتابو الكريـ«إنما كاف قوؿ المؤمنيف إذا ُدعوا إلى
ليحكـ بينهـ أف يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئؾ رـ المفمحوف» ا ورسوله َ (النورس. )44 يقوؿ اهلل عز وجؿ في كتابو الكريـس« يا أيها الذيف همنوا أطيعوا ا
وأطيعوا
الرسوؿ وأولي اعمر منكـ( »..النساء . )47 -فطاعة اهلل سبحانو وتعالى مطمقة.
وطاعة رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ مطمقة . ولكف طاعة أولي األمر( الممثميف الشرعييف الحقيقييف لؤلمة اإلسبلمية أومقيدة بأمرىـ بما في الكتاب والسنة . لجماعة معينة عمى أمر جامع) َ ويقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« مف أطاعني فقد أطاع ا ومف عصاني فقد عصى ا
ومف يطع اعمير فقد أطاعني ومف يعص اعمير فقد
عصاني اوانما ايماـ ُجنة يقاتؿ مف ورائه ويتقى به ف ف أمر بتقوى ا له بذلؾ أج ار اواف قاؿ بغيرو ف ف عميه منه » (رواه البخاري) .
وعدؿ ف ف
وعف عمر بف الخطاب رضي اهلل تعالى عنو قاؿس"انه ال إسسـ اال بجماعة وال
جماعة اال ب مارة وال إمارة إال بطاعة فمف سودو قومه عمى الفقه كاف حياة له
ولهـ ومف سودو قومه عمى غير فقه كاف رسكا له ولهـ"
(سنف الدارمي)
أمر عمييـ رجبل فأوقد نا ار ثـ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ بعث جيشا و َّ
96
وقاؿ ادخموىا فأراد ناس أف يدخموىا وقاؿ اآلخروف إنا قد فررنا منيا ،ف ُذ ِكر ذلؾ
لرسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ فقاؿ لمذيف أرادوا أف يدخمورا لو دخمتمورا لـ تزالوا فيها إلى يوـ القيامة وقاؿ لآلخريف قوال حسنا وقاؿ:ال طاعة في معصية
ا
إنما الطاعة في المعروؼ.
(رواه مسمـ)
وىكذا االسبلـ يعممنا الطاعة ،وىكذا الدعوة تعممنا الطاعة الواعية ،بؿ وتعممنا أف نسمع ونطيع كأتبا ٍع وجنود ،وأف نكوف دوماً مستعديف لنكوف قادةً فاعميف عند الحاجة لذلؾ ،أُنظر أخي ِ حام َؿ الدعوة إلى خالد بف الوليد رضي اهلل عنو وىو يسرة ،يأمر ىذا وينيى ذاؾ ِلما الم َ يصوؿ ويجوؿ في أرض المعركة؛ يرتب الميمنة و َ فيو مصمحة المعركة كقائد ،ومبا َش َرةً إلتزـ أمر أمير المؤمنيف عمر بف الخطاب لما
أمره بالتنحي عف قيادة الجيش ألبي ُعبيدة عامر بف الجراح رضي اهلل عنو ،وحتى ُيغمِؽ الباب في وجو الشيطاف الذي يوسوس في مثؿ ىذه المواقؼ قاؿ مقولتو المشيورةس"إنا ال نقاتؿ مف أجؿ عمر وانما نقاتؿ مف أجؿ رب عمر" فكاف لساف
سمعاً وطاعة إلتزاماً بقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« إسمع حالوَ ... وأطع في عسرؾ ويسرؾ ومنشطؾ ومكرىؾ وأثرة عميؾ واف اكموا مالؾ وضربوا حامؿ الدعوة كبلـ تنس أخي َ ظيرؾ إال أف يكوف معصية» (صحيح ابف حباف) .وال َ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فعف أبي ىريرة عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿس" تعس عبد الدينار وعبد الدررـ وعبد الخميصة إف أعطي رضي اواف لـ يعط سخط تعس وانتكس اواذا شيؾ فس انتقش طوبى لعبد هخذ بعناف فرسه في سبيؿ ا
أشعث رأسه مغبرة قدماو إف كاف في الحراسة كاف في الحراسة اواف
كاف في الساقة كاف في الساقة إف استأذف لـ يؤذف له اواف شفع لـ يشفع " ِ أجرؾ العظيـ عمى اهلل. (البخاري) . فاليجرةُ هلل وكف حيثما طُم َ ب منؾ و ُ َ
واليؾ أخي نموذجاً آخر ،حيف بعث رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ عمرو
بف العاص أمي اًر عمى جيش وكاف تحت إمرتو ابو بكر الصديؽ وعمر بف الخطاب وابو عبيدة عامر بف الجراح رضي اهلل عنيـ أجمعيف ،فرِاقب أخي كيؼ
97
يتصرؼ أميرىـ – وىو حديث عيد باإلسبلـ -وكيؼ ي ِ ذعنوف لو وبعد ذلؾ ُ ُ يشكونه إلى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فَُيِق ُرهُ عمى ثبلثة ق ارراتوس« عف
عمرو بف العاص ثـ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ بعثو في ذات السبلسؿ
أحد فسألو اصحابوُ أف يوقدوا نا ار فمنعيـ فكمموا أبا بكر فكممو في ذلؾ فقاؿ ال يوقد ٌ ُ منيـ نا ار إال قذفتُوُ فييا قاؿ فمقوا العدو فيزموىـ فأرادوا أف يتبعوىـ فمنعيـ فمما انصرؼ ذلؾ الجيش ذكروا لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ وشكوه إليو فقاؿ يا رسوؿ ىت أف يتبعوىـ اهلل إني كرىت أف آذف ليـ أف يوقدوا نا ار فيرى عدوىـ ِقمَتيـ وكر ُ
فيكوف ليـ َم َد ٌد فيعطفوا عمييـ فحمد رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ أمره» ابف حباف) .
(صحيح
وعف عمرو بف العاص قاؿ ثـ احتممت في ليمة باردة وانا في غزوة ذات السبلسؿ فأشفقت إف اغتسمت أف أىمؾ فتيممت ثـ صميت بأصحابي الصبح ف ُذ ِكر ذلؾ لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ فقاؿ ياعمرو صميت بأصحابؾ وأنت ُجُنب فأخبرتو بالذي منعني مف االغتساؿ فقمت إني سمعت اهلل عز وجؿ يقوؿ وال تقتموا أنفسكـ إف اهلل كاف بكـ رحيما فضحؾ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ولـ يقؿ لي شيئا(سنف الدارقطني). فالطاعةَ الطاعةَ يا أتبػاع النبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ والطاعػةَ الطاعػةَ يػا قػادة األُم ػػة إلعػ ػزاز دي ػػف اهلل ف ػػي األرض إجعموى ػػا َس ػ َّ ػجيةً لك ػػـ قب ػػؿ الدول ػػة وبع ػػد الدول ػػة متػ ػػذكريف قػ ػػوؿ اهلل سػ ػػبحانوس« اوانػػػػه َمػػػػف يتػػػػ ِ أجػػػػر ؽ ويصػػػػبر فػػػػ ف ا َ ال ُيضػػػػيعُ َ المحسنيف»(يوسػؼس ،)76ومتػذكريف مػا ُروي عػف عبػد الػرحمف بػف عمػرو السػممي أنػو
سػػمع العربػػاض بػػف سػػارية يقػػوؿ ثػػـ وعظنػػا رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ موعظػةً َذ َرفَػػت منيػػا العيػػوف وو ِجمَػػت منيػػا القمػػوب فقمنػػا يػػا رسػػو َؿ اهلل إف ىػػذه لموعظػػة مػػودع فماذا تعيد إلينا قاؿس« قد تركتكـ عمى البيضػاء ليمهػا كنهاررػا ال يزيػغ عنهػا بعػدي إال رالؾ مف يعش منكـ فسيرى اختسفا كثيػ ار فعمػيكـ بمػا عػرفتـ مػف سػنتي وسػنة
98
الخمفػػػاء الراشػػػديف المهػػػدييف َعضػػػوا عميهػػػا بالنواجػػػذ وعمػػػيكـ بالطاعػػػة اواف عبػػػدا حبشيا ف نما المؤمف كالجم ِؿ ِ اعنؼ حيثما قيد انقاد» (سنف ابف ماجة ). ََ
القراءة والمطالعة أكثػػر أخػػي مػػف الثقافػػة اإلسػػبلمية المتمثمػػة فػػي فيػػـ تفسػػير الق ػرآف وشػػرح السػػنة النبوي ػػة المطيػ ػرة والفقػ ػػو وأص ػػولو وسػ ػػيرة النبػ ػػي صػ ػػمى اهلل عمي ػػو وآلػ ػػو وسػ ػػمـ وسػ ػػيرة الصحابة الكراـ مف بعده.
فبفيـ أحاديث النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ تتعمـ كيؼ تعالج كؿ أمػور حياتػؾ الشخصػػية واالجتماعيػػة واالقتصػػادية والسياسػػية والدعويػػة فأحاديثػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ نمػػاذج حيػػة لمعالجػػة المشػػاكؿ المختمفػػة تكػػوف أمامػػؾ لتسػػتنير بيػػا بفضػػؿ مف اهلل ونعمة. روي عف عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو قولوس« دخمت عمى رسػوؿ اهلل صػمى اهلل
عمي ػػو وآل ػػو وس ػػمـ فجمس ػػت ف ػػإذا عمي ػػو إ ازره ول ػػيس غي ػػر ،واذا الحص ػػير ق ػػد أث ػػر ف ػػي جنبػ ػ ػػو...واذا بقبضػ ػ ػػة مػ ػ ػػف شػ ػ ػػعير نحػ ػ ػػو الصػ ػ ػػاع...واذا إىػ ػ ػػاب معمؽ...فابت ػ ػ ػػدرت
عيناي...فقػاؿ صػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػمـس مػا يبكيػػؾ يػا ابػف الخطػػاب فقمػتس يػا نبػػي اهلل...وما لي ال أبكي وىذا الحصير قد أثر في جنبؾ ،وىذه خزانتؾ ال أرى فييا إال
مػػا أرى...وذاؾ كسػػرى وقيصػػر فػػي الثمػػار وأنػػت نبػػي اهلل وصػػفوتو ،فقػػاؿ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس يػػا ابػػف الخطػػاب أمػػا ترضػػى أف تكػػوف لنػػا اآلخ ػرة وليػػـ الػػدنيا »..
(رواه مسمـ) .
ػارت َ ؾ وص ػػبلتؾ وأعمال ػػؾ ومعامبلتِ ػػؾ ك ػػي تك ػػوف ص ػػائبة وبالفق ػػو تض ػػبط طي ػ َ صحيحة عمى منياج النبي وىديو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.
99
تعمَّ ػـ سػ َػنف ِ الفط ػرة واحػػرص عمػػى إحيائيػػا فػػي زمػ ٍػف قػػد أماتيػػا النػػاس ،فيػػي سػػنف ُ َ األنبيػػاء عمػييـ السػػبلـ وحػػث عمييػػا نبينػػا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ،فيػػي شػػرعٌ لنػػا ونحف حممة الدعوة ْأولى الناس بهذو السنف ونحف نحمؿ لػواء التغييػر عمػى َس َػننِيـ وعمى طريقتو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ. ونتْ ػ ِ ػؼ سػػػنف الفطػػػرة كاإلس ػػتحداد َ (حْم ػػؽ العان ػػة) َ إح ػػرص أخ ػػي عم ػػى الب ػػاطف م ػػف ُ اإلبػػط(إ ازلػػة شػػعره) ،واحػػرص أخػػي عمػػى الظػػاىر منيػػا كتقمػػيـ األظػػافر وقػػص الشػػارب ْ وارخاء المحية ،واعمـ أنو ..«:ومف أحيا سنتي فقد أحبني ومف أحبنػي كػاف معػي
في الجنة» (سنف الترمذي) .
ودراسة سيرة الصحابة رضي اهلل عنيـ يعينؾ عمى فيـ الديف كما فيموه وعمى أف تطبقو وتحممو كما طبقوه وحمموه فتكوف لؾ خير مؤنس عمى الطريؽ وخير قدوة بعد رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،فيو القائؿ في حقيـس « مف أحبيـ فبحبى أحبيـ ومف ابغضيـ فببغضى ابغضيـ ومف آذاىـ فقد آذانى ومف آذانى فقد آذى
اهلل ومف آذى اهلل يوشؾ أف يأخذه» ،ويقوؿس« ..وأصحابي أمنة
أمتي(»..صحيح ابف
حباف).فيذا مصعب الخير ،مصعب بف عمير رضي اهلل عنو ،يترؾ أىمو وبمده، وحياتو الرغيدة في مكة ،ممبيا أمر رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ إلى ما انتدبو إليو في المدينة المنورة متحديا شظؼ العيش والغربة فييا دائبا عمى االتصاؿ بأىميا حتى يييئ مجتمعيا إلقامة الدولة اإلسبلمية.
وىذا صهيب الرومي رضي اهلل تعالى عنو يتخمى عف جميع أموالو لقريش ،مقابؿ تركو أف يمحؽ بدار اليجره ،فينزؿ في حقو قولو تعالى «:ومف الناس مف يشري نفسه ابتغاء مرضات ا ،وا
رؤوؼ بالعباد»
[البقرة .]969
وىذا ُخبيب بف عدي رضي اهلل تعالى عنو ،تصمبو قريش وتقطع أوصالو وىو حي، وبعدما بدأت الرماح تػنوشو ،والسيوؼ تػنيش لحمو ،إقترب منو أحد زعماء قريش فسألوس أتحب أف محمدا مكانؾ ،وأنت سميـ معافى في أىمؾ ،فينا -ال غير- انتفض ُخبيب كاإلعصار وصاح
111
في قاتميوس واهلل ما أحب أني في أىمي
وولدي ،و معي عافية الدنيا ونعيميا ،ويصاب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ بشوكة... احػػرص عمػػى قػراءة ثقافػػة الحػػزب القرآنيػػة النبويػػة السياسػػية التػػي تعينػػؾ عمػػى فيػػـ الطريػػؽ واتقانػػو لموصػػوؿ إلػػى الغايػػة المنشػػودة بػػإذف اهلل فيتحقػػؽ فيػػؾ قػػوؿ اهلل عػػز
وجؿ « قػؿ رػذو سػبيمي أدعػو إلػى ا وما أنا مف المشركيف» [يوسؼ]461
ٍ ومػف اتبعنػي وسػبحاف ا عمػى بصػيرة أنػا َ
فبػالفهـ الشػرعي وبػػايخسص يكػوف العمػػؿ أقػرب إلػى القبػػوؿ عنػد اهلل تعػالى وتكػػوف ومانو. الغاية أقرب لمتحقيؽ بتوفيؽ اهلل َ
كؿ ذلؾ أدرسو بقصد الفيـ والتطبيؽ وحممو لآلخريف عمى نيج اإلسبلـ في الدرس فصمى اهلل عمى قائدنا وأسوتنا وعمى آلو وسمـ القائؿس« نضر ا
امرءا سمع
منا حديثا فبمغه غيرو فرب حامؿ فقه إلى مف رو أفقه منه ورب حامؿ فقه ليس
بفقيه ،ثسث ال يغؿ عميهف قمب مسمـ إخسص العمؿ
ومناصحة والة اعمر
ولزوـ الجماعة ف ف دعوتهـ تحيط مف ورائهـ ومف كانت الدنيا نيته فرؽ ا
عميه أمرو وجعؿ فقرو بيف عينيه ولـ يأته مف الدنيا إال ما كتب له ومف كانت
اآلخرة نيته جمع ا
الظمآف) .
أمرو وجعؿ غناو في قمبه وأتته الدنيا وري راغمة
» (موارد
احرص أخي مف خسؿ قراءتؾ ودراستؾ عمىس ْ ِ أركانيا وشروطَيا لتكوف عمى ِ صبلة الرسوؿ اإلماـ ضامف ىيأة أف تتقف الصبلةَ و َ َ واغفر لممؤذنيف ،فذلؾ يكوف أقرب والمؤذف مؤتمف الميـ أرشد األئمة
111
ِ لمخشوِع و ْأدعى الصسةَ وض ْب ِط َغ َوائِ ِؿ النفس « ّ لمقبوؿ وأقوى في شحذ ال ِي َمِـ َ إف ّ تَ ْنهى ع ِف الفَ ْح َ ِ الم ْن َكر » [ العنكبوت .]14 َ َ شاء و ُ ِ ِ ِ وسَن ِف أدائيما ،وكف أف تُتِْق َف احرص ْ َ ْ األذاف واإلقامةَ وح ْفظ ألفاظيما الشرعية ُ حريصاً عمى تحصيؿ أجرىما كمما تسنح لؾ الفرصة ،وكف جاى اًز عند الحاجة إليؾ ،قاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس" ايماـ ضامف والمؤذف مؤتمف المهـ ْأر ِشد َّ شعائر اهلل وتذؾ َ ر أخي أنو ومف ُي َعظاـ اعئمة واغفر لممؤذنيف "(رواه الترمذي). َ فإنو مف تقوى القموب ،وأنو ما مف مؤاذف ُيؤاذف إال ويشيد لو ك ُؿ مف يسمعو مف شجر أو ٍ ٍ حجر أو بشر. ػارِج والحػ ِ ِ ػروؼ وأمػ ِ الم َخػ ِ إحػ ِػرص عمػػى تَ ْجويػ ِػد القػر ِ الوقػػوؼ ،فػػالقراءةُ آف بمعرفػػة َ ػاكف ُ ند َم ْػف يفي ُػـ المغػةَ العربيػةَ ولػؾ فػي قص ِػة تكوف دعوةً ِع َ الصحيحةُ َ وحدىا تَصمُ ُح ْ ألف َ ِ ِ عمر ِ المػارر ػماع سػورِة طػو ،خيػر عبػرة « بف الخطاب رضػي اهلل عنػو بع َػد س ِ ُ إسبلـ َ بالقر ِ هف َم َع السفرِة الكرِاـ البررِة( »...رواه مسمـ) .
إحػػرص أخػػي عمػػى زيػػارة المكتبػػة العامػػة أسػػبوعياً لتجمػػع منيػػا الخي ػرات
الجديػػدة التػػي تعينػػؾ عػػؿ الطريػػؽ وعمػػى إث ػراء مكتبتػػؾ الخاصػػة ،واحػػرص
عمى اقتناء األشرطة الصوتية ففييا الخير الكثير.
المسمميف وأحوالَهـ أخبار تَتَكب ْع َ َ
ػاف باعتب ػػارىـ أخ ػػوةً ل ػػؾ وأخػ ػو ٍ ػمميف ف ػػي كػ ػ اؿ مك ػ ٍ اح ػػرص عم ػػى تتبػ ػ ِع أخب ػ ِ ات ػار المس ػ َ ػوف عم ػػى أ ارض ػػي المسػػمميف الت ػػي اس ػػتولى عميي ػػا الكػػافر بش ػ ٍ ػكؿ مباش ػ ٍػر وغي ػػر َيعيشػ َ ُ ػسمية عامػ ٍػة وحزبيػ ٍػة خاصػ ٍػة بوقػ ِ مباشػ ٍػر ،محػػاوالً ربػطَ مػػا درسػػتَو ِمػػف ثقافػػة إسػ ٍ ػائعيـ ْ
112
وجػ ّػؿ و ارحػػة وتفػريج لكػػروب المختمفػػة لعبلجيػػا عسج ػاً جػػذرياً بمػػا فيػػو رضػػا اهلل َعػ ّػز َ المسػػمميف ،ال تنظػػر بعػػيف الصػػحفي أو المحمػػؿ السياسػػي ،بػػؿ أنظػ ُػر إلػػى ذلػػؾ كمػ ِػو بعػػػيف النبػػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ؛ بعػػػيف المسػػػمـ المفكػػػر السياسػػي ال ارعػػي ػػارر عمػػػى ر ِ ؽ عمػػػى ِ ِ ِ حالهػػػا ،السػ ِ ػرؤوؼ بي ػػا ،المشػػػف ِ احتهػػػا األم ػ ِػة الػ المسػػؤوؿ عػػف ّ نقاذرػػا ممػػا ِرػػي فيػػه ،متمػػثبلً قػػو َؿ ِ اوا ِ ؾ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو اهلل عػ ّػز وجػ ّػؿ فػػي قُػ ْػد َوتِ َ ُ َ ػػف أ ْنفُ ِسػػػ ُكـ ع ِزيػػػز عمَ ْيػ ِ ػػه مػػػا َع ِنػػػتّ ْـ َحػ ِ ػػريص َعمَػ ْػػي ُكـ سػػػوؿ ِمػ ْ َ ْ َ وسػػمـ « لَقَػ ْػػد َجػػػا َء ُك ْـ َر ُ يف ر ُؤوؼ ر ِ ِ حيـ» [ التوبة .]491 َ الم ْؤ ِمن َ َ ِب ُ
لساف حالؾ في ذلؾ يقوؿس إذا اشتػكى مسمـ في ِ اليند أَّرقَنِي و ِمصر ر َ ِ الشاـ َن ْر َج َستي ُْ َ يحانتي و ُ الم ْج ِد تَْرفَ ُعني وفي العراؽ أَ ُك ّ ػؼ َ ػبوب أُغنيػَتي الي َم ُف المح ُ ويسمعُ َ ويسكػُ ُف المس ُ ػجد األقصى وقُّبتُوُ ْ أرى ُبخػارى ببلدي وىػي نائية ػت َشمػْمَػنا شػريػعةُ الم ِػو لَ ّم ْ
وا ْف بكى مسمـ في الصيف أبكاني وعنواني وفي الجزيرِة تاريػخي ُ وخ ّو ِ عمى ُك ّؿ با ٍغ ومػأف ٍ اف ػوف َ يح إلى َش ْػد ِوي وألحاني فيستػر ُ
في َحّب ِة ِ القمب أرعػاهُ ويرعاني يح إلػى ذكرى ُخر ِ اساف وأستػر ُ إحساف وا ِ ٍ يماف ت لنػا َمعػالِ َـ وبَن ْ َ
وتعزَز وحدتنا عمى كتاب ربنا عجؿ بالخسفة الراشدة الثانية لتجمع شممنا ّ المهـ ّ َ نبينا صمى ا عميه وهله وسمـ. وسنة ّ وء مػػا تسػػمع أو تشػػاىد فػػبل تفػ َػزع وال تَجػ َػزع واجعػػؿ ذلػػؾ كمَّػػو وقػػوداً يزيػػد إف ىالَػػؾ سػ ُ وى ػػج وق ػػوة ُّ الش ػػعمة العقائدي ػػة عن ػػدؾ لتتول ػػد طاقػ ػةٌجبارةٌ دافع ػػة تزي ػػدىا إل ػػى رص ػػيدؾ َ ِ المض اي قُ ُدماً إلع اززالديف ومبايعة َمف بِػو ُيتَّقػى و ِمػف ومذخورؾ األصمي لِتُ َ عينؾ عمى ُ ورائو ُيقاتَؿ ،فيحفظ األمواؿ واألرض واألعراض وما ذلؾ عمى اهلل بعزيز.
113
وت َّ سػ َػم ُع كف مػػف الػػذيف ػذكر أخػػي قػػوؿ اهلل سػبحانوس« لَتُْبمَػ ُػو كف فػػي أمػوالكـ وأنفسػػكـ ولَتَ ْ ِ أذى كثيػ ار اواف تصػبروا وتتقػوا فػ ف ذلػؾ أوتوا الكتاب مف قبمكـ ومف الػذيف أشػركوا ً مف عزـ اعمور» (آؿ عمرافس . )416 كيد ُىـ فت َذ َّكر قولَو َّ مكػررـ مكػررـ وعنػد ا و إف َكُب َر عميؾ ُ ُ عز وجؿ «:وقػد مكػروا َ ػبف الَمػػه م ْخمِػ َ ِ ِ رسػمَه إف ا اواف كػػاف مكػ ُػررـ لِتَػػزو َؿ منػػه الجبػػاؿ .فػػس تحسػ ك ػؼ وعػػدو ُ ُ عزيز ذو انتقاـ» ( .ابراىيـس. )16 ٌ واف وس ػػوس ل ػػؾ ش ػػياطيف اإلن ػػس والج ػػاف ى ػػا ق ػػد زاد الي ػػـ والغ ػػـ وطال ػػت الطري ػػؽ،
فأضػؼ الػػى كتػػاب اهلل عػػز وجػؿ الػػذي ُيثابػػت فػؤ َادؾُ ،س َّػنة نبايػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسمـ وانظر كيؼ ابتُمي فصبر وثبت وعمؿ ووصؿ الميؿ بالنيار حتى جاءه النصػر أص ِغ بأُـ أُ ُذنِؾ إلى ىذه المعانيس وكذلؾ ننصر المؤمنيف إضافةً لكؿ ذلؾ ْ ِ الهـ إف اله كـ منفَ ِر ٌج يا صاح َب ٍّ اليأس يقطع أحيانػاً بصػاح ِب ِه ا ي ِ حدث ميسػرةً ُ بعدالعسػر َ ُ ارض ِ إذا بميتَ ِ بػه فثؽ با و َ ُ ِ ِ أح ٍد وا مػالَ َؾ غير ا مػف َ
أبشر ٍ بخير فػ ف َ الفػارج ا ُ تيأس كف فػ كف ال َ الكػافػي ا ُ َ
تجز َع كف فػ كف ال َ َ الصػانع ا ُ إف الذي يكشؼ البموى رو ا ُ ٍ فحسػُْب َؾ ا في ُكػؿ لؾ ا ُ
نماذج لحمؿ الدعوة
النػاس فػي أمػاكف تجمعػاتهـ فػي إف الوظيفػ َة اعولػى لحامػؿ الػدعوِة أف يغشػى َ ػوف َم َعيػػـ أينمػػا المسػػاجد ،فػػي المػػدارس ،فػػي الجامعػػات ،وفػػي األف ػراح واألتػراح ،ويكػ َ ٍ مختمط بالمحرـ. لي ٍو ُوجدوا في غير مواقع الشبهات مف مقاىي وأماكف ْ ُي ِ الطبيعي مع الناس يأمرىـ بالمعروؼ ،كؿ داوُـ حامؿ الدعوة عمى العيش
114
المع ػػروؼ ،ويني ػػاىـ ع ػػف المنك ػػر ،كػ ػ ّؿ المنك ػػر ،مخت ػػا اًر ف ػػي ك ػػؿ األحػ ػواؿ األس ػػموب ٍ غيب(وىذا ىو األغمب) أو تر ٍ المناسب مف تر ٍ حاالت ناد ٍرة). ىيب(وىذا يكوف في َ
ويضػػميا ػوص حامػػؿ الػػدعوة بػػيف النػػاس ليخػػرَج بأحسػ ِػف الػػدرر(إف كانػػت جػػاىزة) ُ يغػ ُ وتميزىػػا ،فػػإف لػػـ بجػ َ ػود ِة شخصػػيتو ّ ػاىـ فػػي العمػ ِػؿ لمتغييػ ِػر َ إلػػى جسػػـ الحػػزب كػػي يسػ َ يحمموف معو الدعوة(وىذا ىػو الوضػع الطبيع ّػي) فعميػو- وخ َدماً لؤلمة ْ عماالً جاىزيف َ َ يجد ّ ِ ِ ِ األمة عم َػؿ أكثر ،ويعم َؿ في أي حامؿ الدعوةَ - حينيا أف ُي ّ أكثر و َ شم َر عف ساع َد ْيو َ يدي ِو ب ُكؿ لُ ٍ ِ الطبيب الحاذ ِ ودوف إش ِ طػؼ ِ ػعار ورفْػؽ، ؽ الذي ُي ّ ص الحالةَ التي بيف ْ َ شخ ُ مػػف تُ ِ عاممُػػوُ أن ػػو مػ ػريض ،ودوف أف تُخبِػ َػره بأن ػػؾ طبي ػػب ك ػػي ال تحص ػػؿ بين ػػؾ وبيَن ػػو َ ِ ٍ منؾ ولػو كػاف يشعر باستعبلء مف جيتؾ وحشة أو َج ْف َوة ،أو فيرفض استقباؿ الدواء َ ُ ُ قرآناً ُيتمى. ػت عميػػؾ أف تُشػ ِػعر مػػف تعاممُػػو أنػػؾ فػػي ِخدمتػ ِ فكػػؿ الوقػ ِ ػػه وأنػػػؾ حػػػريص عمػػػى ُ َ َ النبي صػمى اهلل ىم َ سعادته في الدنيا واآلخرِة ،وأنو ىذا ىو ّ ؾ-حقيقةً -كما كاف ّ ىـ ّ عميو وآلو وسػمـ ،إنقا ُذ الناس مف ِ النػار اواسػعادرـ بالطاعػة فػي الػدنيا وبالج ّنػة فػي اآلخرة.
ِ ِ العقوؿ... القموب و طبيب أخي حام َؿ الدعوة... َ ِ ِ يديؾس أثناء تشخيص َ ؾ لمحالة التي بيف َ احرص عمى مراعاة ما يمي َ إحرص أخػي أف يسػبؽ لسػاف حالػؾ لسػانؾ إلػى النػاس ،فمسػاف الحػاؿ أكثػر تػأثي اًر فػػي النػػاس مػػف لسػػاف المقػػاؿ مػػع أنػػو ال غنػػى عػػف لسػػاف المقػػاؿ لئليضػػاح والشػػرح ِ واإلقناع ،فبل تَ ْػنوَ عف ُخمُ ٍ عظيـ. عمت ؽ عار عميؾ إف فَ َ وتأتي مثْمَوُ ٌ ُ َ
115
عظيـ فعمت عار عميؾ إذا ال تَ ْن َه عف خمؽ َ وتأتي مثػمَه ٌ ُ َ حكيـ ف ذا انتهت عنه فأنت وابدأ بنفسؾ فانهها عف غيها ُ
التعميـ ويقتدى بالقوؿ منؾ وينفع فهناؾ تُقبؿ إف وعظت ُ ُ وتذكر قوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ س ِ ػاء ِب ك ِ ػه ِفػػي ال كنػ ِ امػ ِػة فَُي ْمقَػػى ِفػػي ال كنػ ِ ور َك َمػػا ؽ أَقْتَ ُابػ ُ ػار فَتَ ْنػ َػدِل ُ « ُي َجػ ُ ػار فَ َيػ ُػد ُ الر ُجػػؿ َيػ ْػوَـ ا ْلق َي َ ِ َرػ ُؿ ال كنػ ِ س َي فُػ َػس ُف َمػػا َ ػار ِب َر َحػػاوُ فَ َي ْجتَ ِمػػعُ أ ْ ػار َعمَ ْيػ ِػه فَ َيقُولُػ َ ػوف أ ْ شػأْ ُن َؾ أَلَػ ْػي َ ور ا ْلح َمػ ُ َيػ ُػد ُ وؼ وَال ِ ِ ػت تَأْمرَنػػا ِبػػا ْلمعر ِ هتيػ ِػه وؼ َوتَ ْن َها َنػػا َعػ ْػف ا ْل ُم ْن َكػ ِػر قَػ َ ػاؿ ُك ْنػ ُ همػ ُػرُك ْـ ِبػػا ْل َم ْعُر َ َ ُْ ُك ْنػ َ ُ ُ ػت ُ هت ِ وأَ ْنها ُكـ ع ْف ا ْلم ْن َك ِر و ِ يه». َ َ ْ َ ُ َ فيػػذا ح ػاؿ مػػف أمػػر النػػاس بػػالخير ولػػـ يفعػػؿ مػػا أمػػرىـ بػػو .وتػػذكر تػػردد الصػػحابة رضواف اهلل عمييـ في الحديبية في تنفيذ أمر رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فعندما صالح المشركوف المسمميف عمى شروط معينة ومنيا أف يرجع المسمموف مف عاميـ ىذا عف مكة ويحجوا في عاميـ المقبؿ.قاؿ ابف
القيـس[زاد المعاد])974 /5
فمما فرغ مف قضية الكتاب ،قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ « :قوموا
فانحروا ،ثـ احمقوا فوا
ما قاـ منهـ رجؿ واحد حتى قاؿ ذلؾ ثسث مرات ،فمما لـ
يقـ منيـ أحد ،دخؿ عمى أـ سممة ،فذكر ليا ما لقي منو الناس ،فقالت أـ سممة س
يا رسوؿ اهلل س أتحب ذلؾ
اخرج ثـ ال تكمـ أحداً منيـ كممة حتى تنحر بدنؾ ،
وتدعو حالقؾ فيحمقؾ ،فقاـ ،فخرج ،فمـ يكمـ أحداً منهـ حتى فعؿ ذلؾ :نحر
بدنه ،ودعا حالقه فحمقه ،فمما رأى الناس ذلؾ ،قاموا فنحروا ،وجعؿ بعضهـ
يحمؽ بعضاً»
(رواه احمد).
وىنا يتضح لنا جمياً كيؼ أف الصحابة تأخروا عف تنفيذ قولو صمى اهلل عميو وآلو
وسمـ ،ولكف لما أروا أنو بادر إلى ذلؾ قبميـ ،تبعوه ولـ يتخمؼ منيـ أحد . ِ خاطػػب القمػػوب وىػػي ُم ْقبِمػػة ،ال تفػػرض نفسػػؾ عمػػى اآلخ ػريف بحػػديثؾ ،والتػػتقحـ
116
مجالسيـ ،وال تُقحـ المواضيع التي تراىا أنت ىػي األنسػب تقحمػاً ،بػؿ إفػرض نفسػؾ عمػػييـ بأدبػػؾ ،وخفػػض جناحػػؾ لممػػؤمنيف ،وحسػ ِػف ع ِ رضػػؾ لمموضػػوع ،برفػػؽٍ وحكمػػة ُْ َ طبيف. تتناسب مع نوعية المخا َ أنػ ِػزؿ النػػاس منػػازليـ وانت ػ ِ ؽ ألفاظػػؾ بدقػػة كػػي تنقػػؿ مػػا تريػػد لممخاطػػب دوف أف ُي ْحمػػؿ كبلمػػؾ عمػػى غيػػر معنػػاه ،فالعػػالـ مػػثبلً أو كبيػػر السػػف يجػػب أف ت ارعػػي معػػو منتيػػى األدب والصػػوت المػػنخفض فػػذلؾ أدعػػى أف يسػػتمع إليػػؾ ويسػػتجيب لنصػػحؾ فػػي حػػاؿ مخالفتػػو مستحض ػ اًر قػػوؿ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس«إف مػػف إج ػػبلؿ اهلل إكػ ػراـ ذي الش ػػيبة المس ػػمـ» (رواه اب ػػو داوود) ،وقول ػػو ص ػػمى اهلل عمي ػػو وآل ػػو
وسمـس«فض ُؿ العػالـ عمػى العابػد كفضػمي عمػى أدنػاكـ» (رواه الترمػذي) .بالمقابػؿ عنػدما ُمي ػاً ،فيجػػب حينيػػا أف تتحمػػى بمنتيػػى التواضػػع واألنػػاة يكػػوف المخا َ ػب عامي ػاً أو أ ّ طػ ُ واإلشفاؽ ناقبلً الفكرة بكؿ األساليب البلزمة دوف ممؿ أو ضجر ،وىكذا دواليؾ . المودة مع مف تُ ِ ِ احرص عمى ِ خاطُبوُ باست ِ ٍ خداـ بعض عبارات جسر مف بناء َ َ رصؾ عمى سعادتِ ِو وا ِ شعره ِ ِ ِ ؾ شفاق َ بح َ المجاممة غير الكاذبة وغير المتكمّفة ،والتي تُ ُ ضَن ِؾ َع ْي ِش ِو بعيداً عف نور الطاعةُ ،مظي اًر القواسـ المشتركة بينكما لتقترب عمى َ
إلى قمبو وتفتحو بؿ وتخترقو بمطؼ قبؿ أف تخاطب عقمو فذلؾ يكوف أدعى ألف
يستجيب لؾ ،واف اختمفتما فيما تطرح عميو يبقى جسر المحبة واألُلفة ىذا موجوداً ٍ مناسبة أخرى يكوف ىو أقرب فييا فيمكنؾ مف إعادة طرح موضوعؾ عميو في لئلجابة.
ضرورة الجمع بيف الفيـ الشرعي وفيـ الواقع ،فمف عرؼ النصوص وعمميا ولـ
يعرؼ الواقع حؽ المعرفة كاف كمف عنده دواء ولكف ال يعرؼ المرض ومف عرؼ
الواقع وليس لو عمـ بالنصوص كاف كمف يعرؼ المرض وليس عنده دواء. ٍ تَفَ ّحػص بمُ ْ ٍ اطف المقمقػة) مػو َ ْ طػؼ وحكمػػة( ودوف اسػتخداـ عمميػػة التحقيػؽ باألسػئمة واألجوبػػة ُ ػداده بمػا يحتػاج ِمػف دو ٍ ِ ِ اء يأخػ ُذ ُ ُمعاناة ومشاكؿ َمف تتعام ُؿ َم َعػو كػي تُ ْحس َػف بعػدىا إم َ ُ
بيده لما ُيحبو اهلل ويرضاه ،واليؾ األمثمةس
117
ػوض قػد يكػػوف َمػف تتعامػ ُؿ معػو يحمػ ُؿ عقميػةً اشػػتراكيةً أو أرسػماليةً ،عميػػؾ أف تخػ َ معػػو -بعػػد إيجػػاد جسػػر المجاممػػة -عممي ػةً فكري ػةً تُبمػ ِػوُر مػػف خبلليػػا حقيق ػةَ التفكيػ ِػر
و ِ ػوض العقؿ ومطابقػة مػا ت ْ ط َػرُح مػع الواق ِػع كػي يكػوف مقتنعػاً بصػدؽ مػا تقػوؿ ،ثػـ تخ ُ ِ اإليماف بعد أف تقػودهُ إلػى التف ّكػر فػي الكػوف واإلنسػاف والحيػاة( أي فػي كػؿ معو طريؽ ِ ِ ِ ِ ِ محمػػد صػػمى ػي ّ مػػا يمكػػف أف يقػػع تحػػت ح ّسػػو) ،لتَصػ َؿ معػػو إلػػى حقيقػػة التوحيػػد ونبػ ّػوة النبػ ّ رسػػخ ىػػذه األركػػاف الثبلثػػة عنػ َػدهُ ،و ْابػ ِػف ػبلـ اهللّ . اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ وأف الق ػرآف كػ ُ ػػؼ ورػ َػػو المطيػ ُ ػػـ َمػ ْ ػػؽ ُ ػػف خمػ َ عمييػػا وجػ َ ػوب التمقّػػي مػػف اهلل المطيػػؼ الخبي ػػر «أال يعمػ ُ الخبير». ُ
[/41الممؾ]
ِ ِ رسػ ِػؿ مػػف عنػػده سػػبحانو س ػواء عػػف طريػػؽ ػب عمػػى ذلػػؾ وجػ ُ َفيتََرتّػ ُ الم َ ػوب أخػػذ النظػػاـ ُ الق ػرآف أو السػ ّػنة ،فَيػػو خيػػر نظػ ٍػاـ لتنظػ ِ ػيـ َعبلقػ ِػة اإلنس ػ ِ اف بربػػو وبنفسػػو وبػػاآلخريف، َُ ُ ُمػػذك اًر إيػػاه بػػالفرؽ الشاسػػع لوظيفػػة العقػػؿ فػػي مواضػػيع العقيػػدة مػػف حيػػث اإلثب ػػات
والنفػػي ووظيفتػػو فػػي الش ػريعة مػػف حيػػث تشػػخيص الواقػػع والتمقػػي المطمػػؽ لمشػػريعة
بأحكاميا المختمفة.
عز وج ّؿ با ِ وبهذا نأخذ بيدو لسلتزاـ بالديف والحرص عمى ِرضو ِ بكؿ مػا لقياـ ّ اف ا ِ ّ سػػبحا َنه وعمػػى رأس ذلػػؾ كمّػػه العمػػؿ يع ػزاز الػػديف اواقامػػة دولػػة خسفػػة أمػ َػر بػػه ُ المسمميف.
إحرص أخي أال يتِـ ك ّؿ ما ُذ ِكر فػي جمس ٍػة واحػدة ،بػؿ يجػب أف يػتِـ فػي جمس ٍ ػات َ َّ َّ وؽ يأخػ َذ الشػػخص وقتػػو فػػي التفكيػػر واالمتثػػاؿ ألمػ ِػر اهلل ،ويتػػذ َ متَتابعػ ٍػة متَقاربػ ٍػة ،كػػي ُ ٍ ػزداد تعمّق ػاً بيػػذا ػدـ إليػػو مػػف نػػور ،ويػ َ الفػ َ ػرؽ بػػيف مػػا كػػاف فيػػو مػػف ظُمُمػػات وبػػيف مػػا قُػ َ الخير .أ ِ َع ْن ُه عمى أف ُي ِ وغ َؿ في رذا الديف ِ ِ يستطيع الثبات وايستمرار. برفْؽ كي َ داد. الس َ اله َدى و ّ المهـ إ ّنا نسألُؾ ُ قػػد يكػػوف مػػف تتص ػ ُؿ معػػو عنػػده مشػػاكؿ اجتماعيػػة ،فمػػف خػػبلؿ تجػ ِ ػاذب أط ػراؼ َ حصػ ػػؿ ػؾ منػػو يمكػػف بػػؿ الحػػديث معػػو وقُربِػ َ يجػ ػػب أف تحػ ػػاوؿ مسػ ػػاعدتو بمػ ػػا تَ ّ
118
ِ حكػاـ حػو َؿ حس ِػف ِ عندؾ مػف آي ٍ ػث وأ ٍ وح ِ التعامػؿ سػف الع ْ ػات وأحادي َ ش َػرِة مػع الزوجػة ُ ُ ْ ُ النبي صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ فػي ذلػؾ ،فيػو القائػؿ صػمى اهلل عميػو وى ْد ِي َم َعهاَ ، ّ
وآلػو وسػػمـس« خيػػركـ خيػػركـ عرمػػه ،وأنػػا خيػػركـ عرمػػي » ،وقػػد كػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآل ػػو وس ػػمـ ف ػػي خدم ػػة أى ػػؿ بيت ػػو وك ػػاف يخص ػػؼ نعم ػػو ويخ ػػيط ثوب ػػو وي ػػداعب أىم ػػو
ويمػػازحيـ إلدخػػاؿ البيجػػة الػػى نفوسػػيـ حتػػى إذا مػػا نػػودي الػػى الصػػبلة تػػركيـ .وا ْف الد ومعػ ِ ػؽ بػػاعو ِ ػاوؿ توجييػػوُ إلػػى أحسػ ِػف األسػ ِ ػاليب فػػي ػاممتهـ حػ ْ كانػػت المشػػكم ُة تتعمػ ُ َ ؾ كمّػو باألحك ِػاـ الشػػر ِ ػي صػػمى اهلل عميػو وآلػو وسػػمـ،فمف ؾ رابطػاً ذلػ َ ذلػ َ عية َ وى ْػد ِي النب ّ كاف لو صبيا فميتصابى لو ،وقد قطع صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ خطبػة الجمعػة مػرة ليحمػػؿ أحػػد أحفػػاده عمػػى يػػده بعػػد أف جػػاء الػػى المسػػجد سػػائ ار عمػػى الرمػػاؿ السػػاخنة فحممػػه صػػمى ا عميػػه وهلػػه وسػػمـ وعػػاد الػػى اسػػتئناؼ الخطبػػة ،ويػربط ذلػػؾ كمػػو ِ ِ ػبلؿ اإلع ِ يد الوعي الشرعي ِم ْػف خ ِ ِ ػبلـ الدولة بغياب أيضا اإلسبلمية التي بوجوِدىا يز ُ ُ ِ ِ ِ ػوب العمػػؿ ػيف أعضػػاء األس ػرِة الواحػػدةُ ،مبلحظ ػاً أىمي ػةَ َوُوجػ َ والتعمػػيـ ،فتَق ػ ّؿ الفَجػػوةُ بػ َ
إلعادتيا.
نظره لذلؾ ُمذ ّك اًر ّإيػاهُ بػأف قد يكوف َم ْف تتعام ُؿ َم َعوُ يمبس الذرب ،فعمي َ ؾ أف تَْمِف َ َ ت َ ِ المؤمف وأف النصيحة ،وذ ّكرهُ بقصة الرجؿ الذي كاف يمبس خاتَماً الديف ّ المؤمف ِمرآةُ َ َ ٍ ػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مػػف يػػده وطرحػػو قػػائبلًس « يعمػػد مػػف َذ َىػػب فنزعػػو النبػ ّ يمػبس شػحاً قػسدةً أو تو ّ ُ أحدرـ إلى جمرة مف النار فيجعمها في يػدو» .واف كػاف ُم َ ِ ػي صػمى اهلل عميػو وآلػو شػعرو بمػا فيػه ّ س َوا ارً أو ّ قاصاُ َ تشػبه لمكفػار ،ذ ّك ْػرهُ بقػوؿ النب ّ
ػػػبهيف مػػػػف الرجػػػػاؿ بالنسػػػػاء ،والمتشػػػػبهات مػػػػف النسػػػػاء وس ػػمـس «لعػػػػف ا ُ المتشػ ّ تشب َه ٍ بقػوـ ُح ِش َػر َم َع ُهػـ»ُ .متَػذك اًر بالرجاؿ» .وقولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـس «مف ّ ِ وعمّ ْم ُه ِ برفؽ. أنو في المقاء الواحدس ال تُكثر النصح عخيؾ فتُ ْقمقهْ ،اد ُع ُه َ َ
تخدم ػػو -ي ػػا حام ػػؿ ال ػػدعوة -ت ػػاج اًر يت ػػاجر بأش ػػكاؿ مدنيػػػة خاصػػػة ق ػػد يك ػػوف م ػػف ُ كالصػػمباف أو التماثيػػؿ أو (الخػػرزة الزرقػػاء) أو اعب ػراج ،فعميػػؾ أف تَ ِمفػػت نظ ػره لكػػؿ ّ األغمػػب -ال يػػدري ،واف كػػاف يػػدري فتحثػػو محػ ػ ػ ػػرـ يتػ ػ ػ ػػا ِجر بػ ػ ػ ػػو وىػ ػ ػ ػػو -عمػ ػ ػ ػػى
119
عمى ترؾ ذلؾ العمؿ ابتغاء مرضاة اهلل والنجاة مف النار. وقػػد يكػػوف ىػػذا التػػاجر يتعامػػؿ بالربػػػا أو الغػػػش أو االحتكػػػار ،عميػػؾ أف تحسػػف
وصؼ الدواء لو مف القرآف والسنة ،إما بالترىيب أو الترغيب ،تبعاً لطبيعة الشػخص الػػذي تخاطبػػو ،و ِ أع ْنػػوُ بكػػؿ مػػا تسػػتطيع ليتػػرؾ تمػػؾ المحرمػػات ابتغػػاء مرضػػاة اهلل، واربط ذلؾ بضرورة العمؿ إلقامة الدولة ايسسمية التي بدورىا تمنػع وجػود كػؿ تمػؾ المنكرات وتُ ِحؽ الحؽ وتبطؿ الباطؿ وتنشر أجواء الطيارة والعدؿ والنور.
عنػػد ش ػرائؾ أو ِ اج َعػػؿ لسػػاف حالػػؾ يسػػبقؾ إلػػى مػػف تتعامػػؿ معػػو ،مسترشػػداً بيع ػؾ ْ سػ ْػمح إذا بػػاع سػػمح إذا ػدي النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ القائػػؿس «المسػػمـ َ َىػ َ
اشترى» .وقولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـس «ما كاف الرفؽ في شيء إال از َن ُه».
أذى مػػف جي ارنػػؾ ،فاصػػبر عمػػيهـ وعػػاتبهـ بايحسػػاف إل ػيهـ ،تػػذكر أف قػػد تمقػػى ً النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ قػاؿس «مػا زاؿ جبريػؿ يوصػيني بالجػار حتػى ظننػت أح ِسػػف معاممػػة جيرانػػؾ ابتغػػاء اعجػػر والث ػواب ،موجػػداً بػػذلؾ أرض ػاً أنػػه سػػيورثه»ْ .
خصبة لستصاؿ بهـ ودعوتهـ لمعمؿ يعزاز الديف فيما بعد.
قػػد يكػػوف مػػف تخدمػػو -يػػا حامػػؿ الػػدعوة -عنػػدو تقص ػير فػػي الصػػسة ،فعميػػؾ أف
تعمػػد أف تصػػحبه إلػػى تػذكره بأىميتيػػا ،وبػػاآلخرة وبػػالوقوؼ بػيف يػػدي اهلل عػػز وجػػؿّ . المسػػجد وألكثػػر مػػف م ػرة كػػي تعينػػو عمػػى االلت ػزاـ بيػػا ،وعميػػؾ أف تعينػػو عمػػى إتقػػاف
شروطيا وأركانيا وتحصيؿ أسباب الخشوع فييا كي تكوف خير زاد يومي لو ،ودومػاً
ت ػربط ذلػػؾ بأىميػػة وجػػود ال ارعػػي الػػذي يعيننػػا عمػػى إقامػػة الصػػبلة ،وال يسػػمح ألحػػد بتركيا ،ويزيؿ العوائػؽ والحػواجز التػي تحػوؿ دوف شػد الرحػاؿ إلػى المسػاجد الثبلثػة، ويوحد الببلد والعباد ،وتربط ذلػؾ بوجػوب العمػؿ إليجػاده مػف بػاب القاعػدة الشػرعيةس ما ال يتـ الواجب إال به فهو واجب .وىكذا...
قد يكوف مف تتعامؿ معو مف النساء (و ينصػح ىنػا بتقميػؿ االحتكػاؾ بالنسػاء الػى
اء كػػف أقػػارب أو ذوات أرحػػاـ أو زبػػائف تجػػارة أو طالبػػات الحػػد االدنػػى الممكػػف) س ػو ً بيػػف قػػدر اإلمكػػاف و أثنػػاء ذلػػؾ ال بػػد مػػف عمـ ،فيحػرص عمػى تقميػؿ االحتكػاؾ
111
لفت أنظارىف إلى وجوب االنقياد لكؿ ما أمر به ا
ذلؾ المباس الشرعي.
سبحانه وتعػالى و مػف ضػمف
سػػتجد كثيػرات مػػنيف يمبسػػف الخمػػار (غطػػاء الػرأس) دوف أف يمبسػػف الجمبػػاب مػػع أف
كمييم ػػا ف ػػرض أو تج ػػدىف يص ػػميف ويص ػػمف وال يرت ػػديف المب ػػاس الش ػػرعي ،فعمي ػػؾ أف تمفت أنظارىف لذلؾ وربط ذلؾ بغياب الدولة وفسػاد اععػراؼ واعذواؽ والبيئػة ومػف ثـ اغتنـ الفرصة في الدعوة إلى العمؿ لمتغييػر ورذا كمه ال يكوف بيف حممة الدعوة
صغار السف أو الشباب و البنات ،بػؿ يفضػؿ أف يكػوف بػيف الكبػار والبنػات والنسػاء كي ال يكوف مدعاة ألية شبية لحامؿ الدعوة مف ىنا أو ىناؾ (رحػـ ا
الريبة عف نفسه).
امػرءا جػب
ىذه نماذج مف الناس الذيف نتعامؿ معيـ ونخدميـ فعميؾ أخي -يا حامؿ الدعوة- ت َشخص كؿ ٍ حالة بشكؿ منفرد وأف تحسف التودد و بناء جسور المحبو دوف أف ُ َ أي تكمؼ ،ودوف تممؽ أو كذب مع اآلخريف قبؿ بدء التوجيو والنصح والحظ أقوؿ التوجيه والنصح وال أقوؿ التوبيخ والنقد فالمصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يقوؿ
«إف ا
عز وجؿ لـ يبعثني معنفاً ولكف بعثني معمماً ميس ارً»
ويقػػوؿ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس«يػػا عائشػػة إف ا
رفيػػؽ يحػػب الرفػػؽ ويعطػػي
عمى الرفؽ ما ال يعطي عمى العنؼ وما ال يعطي عمى ما سواو»
ا
[أخرجو أحمد] . [مسمـ]
واإلنساف الذي تخاطبو عندما يشػعر بصػدؽ لهجتػؾ وحرصػؾ عميػه لنيػؿ رضػواف وخوفؾ عميه مف النار ،فذلؾ يكوف أدعى أف يستجيب لؾ مف الذي يشعر أنؾ
تتكمؼ الكبلـ ،وفقط توجو النقد لو والتػوبيخ والػذـ واالسػتيزاء فػاألخير سػينفر منػؾ و ينتظر لحظة صمتؾ أو خروجؾ مف المكاف وينظػر اليػؾ أنػؾ مس ٍ ػتعؿ عميػو متكبػر، مغرور وتظف أنؾ شيئا وأنت –في نظره -ال شيء.
ي ِ َشكموف القاعػدة العريضػة مػف تنس أخي أنني أتكمـ عف عواـ الناس والذيف ُ ال َ
111
األمػػة ،أمػػا المتنفػػذوف مػػنيـ؛ فمػػف تمػػتمس فيػػو شػػيئاً مػػف خيػػر فقػػؿ لػػو ق ػوالً لين ػاً لعمػػو يػ َّ ػذكر أو يخشػػى ،وأمػػا إف عرفػػت ِكبػ َػرهُ واع ارضػػو ،إسػػتعبلءه وظُممػػو ،فػ ِ ػأعرض عنػػو وق ػػؿ ل ػػو ف ػػي نفس ػػو قػ ػوالً بميغػ ػاً ،وال تت ػػردد البت ػػة بالص ػػدع بكمم ػػة الح ػػؽ أمام ػػو ،يق ػػوؿ
المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« اال ال يمػنعف رجػس مهابػة النػاس اف يػتكمـ
بالحؽ إذا عممه اال اف أفضؿ الجهاد كممة حؽ عند سمطاف جائر » (احمد).
فعمػػى حامػػؿ الػػدعوة أف يتػػذكر أنػػه خػػادـ لألمػػة وظيفتػػه أف يعمػػؿ فيهػػا ومعهػػا
ليرتقي بها ويأخذ بيػدرا لعػز الػدنيا واآلخػرة ويحػاوؿ جاىػدا أف يكسػب مػف صػفوفيا مػػف يعمػػؿ معػػو إلقامػػة دولػػة الخبلفػػة أو يؤيػػده فػػي ذلػػؾ ،وفػػي أسػوأ األحػواؿ –إف لػػـ
يعمػػؿ ولػػـ يؤيػػد -أف ال يعػػادي ويعرقػػؿ ،و كػػؿ ذلػػؾ يػػتـ بػػإذف اهلل بحسػػف سػػموكؾ يػػا أخي و ُحسف َعرضؾ لئلسبلـ فك ار وسموكا ودعوة.
نور عمى نور ٌ
َسماـ عمى مف تعرؼ ومف ال تعرؼ مف المسمميف فقد قاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« أوال أدلكـ عمى ٍ شئ إذا فعمتموو تحاببتـ ،أفشوا السسـ
بينكـ»[مسمـ].
« ال تحقرف مف المعروؼ شيئا ولو أف تمقى أخاؾ بوجه طميؽ»].رواه مسمـ[ِ .أدـ التبسـ في وجو إخوانؾ فتبسمؾ في وجو أخيؾ صدقو يو ِجد المحبة ،ويدخؿ السرور ،ويبث التفاؤؿ و األمؿ فيمف تتعامؿ معو.
« تصافحوا يذرب الغؿ ،وتهادوا تحابوا وتذرب الشحناء»
[موطأ مالؾ]
ىكذا يقوؿ نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فصافح المسمميف عند رؤيتيـ وخصوصا مػػف تشػػعر أنػػو قػػد يكػػوف بينػػؾ و بينػػو أي سػػوء تفػػاىـ أو شػػحناء فالمصػػافحة تػػذىب
112
الغػػؿ و تنػػزؿ عميػػؾ تسػػعيف رحمػػة وعمػػى مػػف تسػػمـ عميػػو عش ػرة رحمػػات كمػػا أخبرنػػا المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ وال يفتػرؽ المسػمماف المتصػافحاف اال وقػد غفػر ليما بفضؿ مف اهلل ورحمة.
شارؾ الناس في أفراحيا وأتراحيا وحاوؿ أف تكوف مع الناس حيث يكونوف بحاجتؾ.
ابتعػػد أخػػي عػػف كػػؿ مػػا قػػد يشػػيف أويجمػػب لػػؾ الريبػػة؛ كػػأف تسػػير فػػي الطريػػؽ
اع ػػؾ ب ػػذراع زوجت ػػؾ ،أو كف ػػؾ ف ػػي كفي ػػا -لغي ػػر حاج ػػة الم ػػرض ،-أو أف تنق ػػؿ وذر ُ بمركبتؾ الخاصة امرأةً ِ سافرة -مكشوفة الرأس -وأنت تُ ْجمِ ُسيا بقُربِؾ حتى ولو كانت اختػػؾ او اقػػرب النػػاس إليػػؾ ،تَ َجَّنػػب ذلػػؾ يػػا حامػ َػؿ الػػدعوة فػػاآلخروف ينظػػروف إلييػػا أنيا زوجتُؾ أو خاصَّتؾ ،رحـ اهلل امرءاً َج َّ ب الريبةَ عف نفسو. اختػػر لياتفػػؾ الج ػواؿ رنين ػاً يميػػؽ بػػؾ؛ ال أف يكػػوف مػػف المعزوفػػات ،أو مػػا يشػػير ألغاني الساقطيف والساقطات ،فأنت حامؿ دعوة ولست رجؿ دعاية لمثؿ ىؤالء.
صة شعرؾ ،فإنو مف ُح ِ سف السَّمت الذي أمر بو احرص أخي عمى ىندامؾ وقَ َّ ت الصالح، َّم َ نبيُّنا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ بقولوس« إف اليَدي الصالح ،والس ْ
واالقتصاد جزٌء مف خمسة وعشريف جزءاً مف النبوة»(رواه احمد) ،فاحذر مف أف ؾ ربي تشابو أحداً مف الكفار أو الساقطيف ،ممف ُي َس َّم ْوا بنجوـ الفف والرياضةَ ،حِفظَ َ وس َّدد عمى الخير ُخطاؾ ،وحشرؾ مع َمف تحب مف الصحابة األبرار ورعاؾَ ،
ومف سار عمى دربيـ وتحمى بسيماىـ الى يوـ الديف . والتابعيف األخيار َ عميؾ بالنصح لكؿ مسمـ مسترشدا باألمثمة المذكورة آنفاً ،متذك ارً قولو تعالىس
« والعصػػر إف اينسػػاف لفػػي خسػػر ،إال الػػذيف همن ػوا وعمم ػوا الصػػالحات ،وتواص ػوا بالحؽ ،وتواصوا بالصبر».
احرص عمى رجراف المسمسست التمفزيونيػة والمسػرحيات واألغػاني وكػؿ مػا مػف شأنو أف يفسد عقمؾ وقمبؾ وذوقؾ وطبعؾ فالقمب والعقؿ إناءاف ،وكػؿ إنػاء بمػا فيػو ينضػػح ،فػػاحرص عمػػى أف تمػػؤل قمبػػؾ وعقمػػؾ بقػػوؿ اهلل سػػبحانو وتعػػالى وقػػوؿ رسػػوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وأقػواؿ
الصػػحابة الكػراـ والعممػػاء والفقيػػاء ،فعنػػدما
113
تػػدعو النػػاس يكػػوف كبلمػػؾ مػػف ىػػذا النبػػع الكػػريـ ،بالمقابػػؿ فانػػو عنػػدما تَْنيَػػؿ مػػف َ ٍّ الم َمثٍّػػػؿ وسػػائؿ الميػػو المػػنظـ ،المػػا ِجف المضػػػمؿ فػػػاف إنػػػاء عقمػػػؾ سينضػػػح بقػػػوؿ ُ الفسني وستعالج المسألة المعينػة حسػب رأي المطػرب الفبلنػي ،فبػدؿ حمػؿ الػدعوة لمناس ورعاية شؤونيـ باإلسبلـ تصبح حامؿ دعاية لسغاني والمسمسست الموجكهػة
والمضػػػػمٍّمة -ال س ػػمح اهلل -فمث ػػؿ ى ػػذه المسمس ػػبلت واألغ ػػاني تثي ػػر فين ػػا الخػ ػواطر المختمفػة ورػػي بمثابػػة بػػذور لمشػػيطاف يبػػذرىا فػػي القمػػوب فػػإف وجػ َػدت أرضػاً خصػػبة لتنمو وتتحوؿ الى رغبػات وارادات ومػف ثػـ الػى دوافػع بقبولؾ ليا ُ فسيسقييا الشيطاف َ تػػدفعؾ الػػى المعاصػػي والغفمػػة ،فمقاومتػػؾ أخػػي حامػػؿ الػػدعوة واع ارضػػؾ عػػف ىػػذه المبلىي وىي خواطر أيسر عميؾ بكثير مف مقاومتيا واإلعراض عنيا بعد أف تكوف
إرادات وشػػيوات ودواف ػػع ،واهلل خي ػ ٌػر حافظػػا وى ػػو أرح ػػـ ال ػراحميف ،يق ػػوؿ المص ػػطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس« ال يكوف الرجؿ مػف المتقػيف حتػى يػدع مػا ال بػأس بػه مخاف ًة مما به
بأس»[.رواه الترمذي].
إحػػذر أخػػي حامػػؿ الػػدعوة مػػف اليبػػوط إلػػى مسػػتوى السػػوقة والتػػافييف عنػػد فرحػػؾ بنجػػاح أو زواج أو مػػا شػػابو ذلػػؾ ،فمػػيكف فرحػػؾ شػػرعياً يتناسػػب مػػع مػػا تحمػػؿ مػػف
أفكػار ومفػػاىيـ عػػف الحيػاة الػػدنيا ،وعػػف معنػى السػػعادة الحقيقػػي ،وعػف كػػوف صػػبلتؾ
ونسكؾ ومحياؾ ومماتػؾ هلل رب العػالميف ،فاحػذر كػؿ الحػذر مػف كونػؾ مسػمماً فػي
فكرؾ ودنيوياً أروائياً في مشاعرؾ ،فتراؾ في حاؿ الفرح تغنػي وتتمايػؿ عمػى أنغػاـ
وم َس اممات ،أدوات لمغرب يخاطبوف اوايقاع المجرميف والمجرمات الذيف ىـ ُم َس ام َ موف ُ غريزة النوع بكؿ مظاىرىا وُي َؤجاجونيا لتحويؿ أبناء وبنات أمة محمد صمى اهلل عميػو وآلو وسمـ إلى قطعاف بييمية تائيػة َى ُّميػا لقػاء المحبوبػة ،تقبيميػا وعناقيػا ،فػاإلختبلء ومػف لػـ ُي َع اػود َن ْف َسػوُ ويجاىػدىا مجاىػدةً حثيثػة عمػى بيا ومف ثََّـ السقوط فػي الياويػةَ ،
الترفػػع عػػف مثػػؿ ىػػذه األغػػاني واألشػػرطة عمػػى مػػدى طويػػؿ فإنػػو سػػيجد مشػػاعره عنػػد
ػػؾ يػػػا حامػػػ َؿ الػػػدعوة..يا سػ َ الف ػػرح تتح ػػرؾ م ػػع تم ػػؾ المخزي ػػات -ال ق ػ َّػدر اهلل -فَ َن ْف ُ فسػػتُمَجامؾ بالنػػار يػػوـ القيامػػة ،ونفسػػؾ..يا حبيػػػػػػػػب..إف لػ ػ ػ ػػـ تُْم ِج ْميػ ػ ػ ػػا بطاعػ ػ ػ ػػة
114
الرضاع. ش كب عمى حب ك حبيب كالطفؿ الرضيع إف لـ تفطمه َ ال يعني ذلؾ أبداً أف ال تَُراو َح عف نفسؾ ،ولكف حتى في ترويحؾ عػف نفسػؾ عميػؾ أف تكوف مم كي ازً كالشامة بيف الناس مصباحاً يستضيئوف به في بحر كؿ الظممات،
ولػػؾ األجػػر العظػػيـ فػػي زمػػف الغربػػة أف تُحيػػي قػػوؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو جئت به» أحدكـ حتى وسمـس«ال يؤمف ُ يكوف رواوُ تََبعاً لِما ُ َ ٍ بإسناد صحيح]. [أخرجو النووي
ال تكثر النصح ألخيؾ فتقمقو ،وكف معو متمطفا ناصحا لو بالسر دوف العمف معينا لو عمى الطاعة حربا معو عمى ىواه والشيطاف ،متذك اًر قوؿ اإلماـ الشافعي
رحمو اهللس
تعمدني بنصحؾ في انفرادي فاف النصػح بػيف النػاس
فاف خالفػتني وعصيت قولي
وجنػبني النصيػحة في الجماعة نوع مف التوبي ال ابػغي سماعه فس تػجزع إذا لـ تُعط طػػػاعة
إف واجيتؾ صعوبات وأذى مف الناس ومف أىمؾ ومف تدعوىـ فكف كالشجر
يرميو الناس بالحجر فيرمييـ بالثمر وليكف في ذلؾ قدوتؾ الرسوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،فما فعمو أىؿ الطائؼ بو مف ضربو و شتمو و طرده فمع ذلؾ قاؿ «المهـ اغفر لقومي ف نهـ ال يعمموف» وعندما تمكف مف رقاب أىؿ مكة الذيف آذوه وصحابتو وأخرجوه مف دياره قاؿ ليـ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس«إذربوا فأنتـ
الطمقاء« ،وتذكر قولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ « مف كظـ غيظاً ورو يقدر أف
115
ينفذو دعاو ا
عمى رءوس الخسئؽ يوـ القيامة ،حتى يخيرو في أي الحور
العيف شاء » (رواه الترمذي) .
وحممة الدعوه حري بيـ أف يترسموا خطى النبي األسوة صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،
في التحمي باألخبلؽ الفاضمة واألدب الرفيع ،وىي مف أنجع الوسائؿ في الدعوه،
الخمؽ يعمؿ بالنفس ما ال تعممو حيث أف لساف الحاؿ يغني عف المقاؿ و حسف ُ عشرات النصائح والدروس ،ومف ىنا نفيـ سر قولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ « مامف شيء في الميزاف أثقؿ مف حسف الخمؽ »
( أخرجو أبو داود) .
وقولوس«إف الرجؿ ُليدرؾ بحسف ُخمُقه درجات قائـ الميؿ ،وصائـ النهار» (أخرجو أبو داود(.
فحسف الخمؽ سجية تعمؿ عمى أسر القموب ،واستمالة النفوس ،واشاعة المحبة بيف
وح َممَةُ الدعوه ىـ أولى الناس بيذه الميمة . أفراد المجتمعَ . وليكف عمر بف ذر رحمو اهلل مؤنسا لؾ عمى الطريؽ ،فعندما شتمو رجؿ قاؿ لو :يا
رػذا ال تفػرط فػي شػتمنا وابػؽ لمصػمح موضػعا ف نػا ال نكػافىء مػف عصػى ا بأكثر مف أف نطيع ا
فيه .
فينػػا
( حمية اعولياء ).
ال تنػػتقـ لنفسػػؾ وحػػاوؿ دائمػػا أف تعفػػو عمػػف ظممػػؾ وأف تصػػؿ مػػف قطعػػؾ واف
تحسف لآلخريف رغػـ إسػاءتهـ إليػؾ وازىػد فػي الػدنيا يحبػؾ اهلل وازىػد بمػا فػي أيػدي الناس يحبؾ الناس.
إحرص أخي عمى أسموب الخطاب المناسب ،فالخطاب مع المسمميف يختمؼ عف الخطاب مع الكفار ،فميما اختمفت مع المسمميف ،تذكرس«إنما المؤمنوف
إخوة»[الحجرات « ،]46أذلة عمى المؤمنيف أعزة عمى الكافريف»[المائدة « ،]41واخفض جناحؾ لممؤمنيف»[الحجر ،]11و إف كاف المسمـ الذي يخالفؾ الرأي يستند إلى شبية دليؿ فعميؾ محاججتو باألدلة وبصوت منخفض وبمطؼ ورحمة اواشفاؽ مع إبقاء الصمة قائمة حتى ولو لـ تتـ القناعة ،شعارنا في ذلؾ منيج عممائنا الكراـ رحميـ
116
اهللس رأينا صواب يحتمؿ الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمؿ الصواب .فنتعاوف فيما إتفقنا عميو ويعذر بعضنا بعضا فيما اختمفنا فيو. إف كػػاف المخاطػػب عالمػػا أو أميػ ار أو صػػاحب صػػبلحية ففػػوؽ كػػؿ مػػا ذكػػر يجػػب مراعاة أدب الطاعة في الخطاب مع مف كػرميـ اهلل تعػالى عمػى سػائر النػاس «يرفػع ا
الذيف ءامنوا منكـ والذيف أُوتوا العمـ درجات»
[المجادلة].
أما خطاب الكافر وخطاب القيادات السياسية المتآمرة الحاقدة فتمؾ تُجابو ٍ بتحد وسفور يميؽ بالمقاـ لتحطيـ فكرة الكفر وكشؼ المؤامرات ،قدوتنا في ذلؾ ُ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ الذي خاطب صناديد قريش بقولو تعالىس وف ِمف ُد ِ ِ ب َج َه ّن َـ أنتُ ْـ لَ َها َو ِارُدوف»[ المؤمنوف ،]71وقولو «إِّن ُك ْـ َو َما تَ ْع ُب ُد َ صُ وف ا َح َ تعالىس«والتُ ِط ْع ُك ّؿ ح ٍ طفّ ِفيف» سؼ َم ِهيف»[46القمـ]،وقولو تعالىس « َوْي ٌؿ ِل ْم ُم َ َ َ
المكاف و ِ ِ المناسب ْيف. الزماف المناسب في األسموب [ المطففيف ،]4وىكذا نستعم ُؿ َ َ َ ِ البر في كتابو (مختصر جامع بياف العمـ وفضمو ( .ص ))447س مف ابف َعبد َ يقوؿ ُ بركة العمـ وهدابه اينصاؼ فيه ،ومف لـ ي ْن ِ ؼ َ َىـ ،ولـ ُي ْف ِيـ ،فإف صؼ لـ َي ْ ُ َ ص اوبؾ ،وينصحؾ ،فاقبؿ المراجعة، َ أخطأت أخي في مسألة أو رأي وجاء َمف ُي َ وأقبؿ مف أخيؾ كما تحب أف يقبؿ منؾ والرجوع عف الخطأ فضيمة عمَّمنا إياىا خير الخمؽ محمد صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،وأصحابو الكراـ؛ فمنتأمؿ معاًس
عف أبي رافع بف خديج قاؿس قدـ النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ المدينة ،وىـ
يؤبروف النخؿ .يقولوف يمقحوف النخؿ .فقاؿس ( ما تصنعوف ) قالوا س كنا نصنعو . قاؿ س ( لعمكـ لو لـ تفعموا كاف خي اًر لكـ ) فتركوه .فنفضت أو فنقصت .قاؿ فذكروا
ذلؾ لو فقاؿس « إنما أنا بشر إذا أمرتكـ بشيء مف دينكـ فخذوا به ،اواذا أمرتكـ بشيء مف رأي ف نما أنا بشر » (رواه مسمـ) . مف سياؽ الحديث يتضح لنا بشرية النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،وأنو يخضع
117
لؤلحواؿ التي تعتري البشر مف النسياف والخطأ في غير التشريع .أما في مقاـ التشريع فبل يجوز عميو ذلؾ أبدا ،وتعالوا بنا لننظر إلى صحابة رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ لنرى كيؼ ترسموا خطى نبييـ عميو أفضؿ الصبلة والتسميـ
فمف ذلؾ س
ما رواه مسروؽ قاؿ س ركب عمر بف الخطاب منبر رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو
وآلو وسمـ ثـ قاؿس أييا الناس ما إكثاركـ في صداؽ النساء وقد كاف رسوؿ اهلل الص ُدقات فيما بينيـ أربعمائة درىـ .فما دوف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وأصحابو و َ ذلؾ .ولو كاف اإلكثار في ذلؾ تقوى عند اهلل أو كرامة لـ تسبقوىـ إلييا .فؤلعرفف ما زاد رجؿ في ِ صداؽ امرأة عمى أربعمائة درىـ .قاؿس ثـ نزؿ فاعترضتو امرأة مف
قريش فقالت س يا أمير المؤمنيف نييت الناس أف يزيدوا في مير النساء عمى
أربعمائة درىـ ،قاؿس نعـ .فقالت أما سمعت اهلل يقوؿس «وءاتيتـ إحدارف قنطا ارً»اآلية قاؿس فقاؿ المهـ غف ارً ،كؿ الناس أفقه مف عمر .ثـ
رجع فركب المنبر فقاؿ :أيها الناس إني كنت نهيتكـ أف تزيدوا النساء في صدقاتهف عمى أربعمائة دررـ فمف شاء أف يعطي مف ماله ما أحب
(تفسير ابف
كثير).
عف محمد بف كعب القرظي قاؿس سأؿ رجؿ عمياً بف أبي طالب عف مسألة فقاؿ
فييا ،فقاؿ الرجؿس ليس كذلؾ يا أمير المؤمنيف ،ولكف كذا كذا ،فقاؿ عمي رضي
أخطأت وفوؽ كؿ ذي عمـ عميـ. أصبت و ا عنه: ُ َ البف عبد البر ( ص )496اهلل أكبر انظر أخي إلى أصحاب محمد ،كيؼ يضربوف ( مختصر جامع بياف العمـ وفضمو
أروع األمثمة في الشجاعة ،واإلنصاؼ ،ولو كاف عمى حساب النفس ،وىذا واهلل ليزيد المرء ع اًز ورفعة ،وال ينقص مف قدره شيئاً ،ومف ظف غير ذلؾ فقد حاد عف جادة الصواب .
إحذر يا حامؿ الدعوة مف ثبلثة أمور تفسد عميؾ السير في الدعوة وتُحبط عممؾ
118
كنت فيياس وتنتيي بؾ خارج الصفوؼ واف َ أولهاسحب الرئاسة والمركزية والمكانة ،تنسى أنؾ خادـ هلل ولمدعوة ولمناس ِ فيحرفؾ ٍ الشيطاف عف غايتؾ الحقيقية مف قُ ٍ سفمي زائؿ مطمب رب هلل سبحانو إلى ٍ
ثانيها :المكايدة والمعاندة وحب البروز والظيور عمى اآلخريف.
ثالثها :العمؿ ببل نية وال قصد ،وانما مجاممة وحب ثناء وتبجيؿ . قطعت عنؽ صاحبؾ س َ جبل يمدح رجبل في وجيو قاؿس« ويحؾ لما سمع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ر ً قطعت عنؽ صاحبؾ»(رواه مسمـ) فحممة الدعوة يخاؼ عمييـ مف المدح وكثرة الثناء
ومعيف الزىو ،فبل تُفسدوا قموب إخوانكـ باالطراء وكثرة المديح، فإنو مادة ُ العجب َ واستغفروا ليـ اهلل بظير الغيب وادعوا ليـ بالسداد .
وحمدهُ سبحانو عمى فضمو وتوفيقو االعتراؼ بالتقصير ،ومداومة التذلؿ إلى اهلل، ُ ونسبة كؿ ٍ نزكي أنفسنا وأف خير إليو ،واإلشفاؽ مف عذابو وسرعة حسابو وذلؾ بأال َ
فاخرةُ باألعماؿ واإلكثارمف اؿ(أنا..وفي رأيي ،..وأرى ..والصحيح.. الم َ نبتعد عف ُ مرضو، مع نفخة الصدر ،وامالة الرأس )...فيذه كميا ُح َّمى تصيب االخبلص فَتُ ُ
الصدؽ وطمب األجر مف اهلل تعالى، والياالت وتِعداد األعماؿ والتسميع ينافي َ َّ يوـ ال ينفعُ فَتََرفع أخي حامؿ الدعوة عف كؿ ىذا ،واجعمو ُذخ اًر لؾ في اليوـ القريب َ
ما ٌؿ وال بنوف إال مف أتى اهلل ٍ بقمب سميـ . َ وأف نتَّيـ أنفسنا وأف نعترؼ بالتقصير ،ذاكريف ومستذكريف قولو تعالىس «ولوال فضؿ ا
عميكـ ورحمته ما زكى منكـ مف أحد أبداً ولكف ا
يزكي مف يشاء »
النور( ،)94وقولَوُ «:فس تزكوا أنفسكـ رو أعمـ بمف اتقى»النجـ( .)59نبذؿ ونجاىد، ندعو ونسعى ونقوؿس مذنبوف نحف ،نكتب ونخطُ ُ ب ونحاضر ونؤلؼ ونقوؿس
119
صروف نحف ،ولنذكر مقولة عمر بف الخطاب رضي اهلل عنوس لو نادى ٍ مناد يوـ مق ا القيامة كؿ الناس في الجنة أال واحدا لخشيت أف يكوف عمر وىو الذي قاؿ في
حقو صموات اهلل عميو ،عف عقبة بف عامر رضي اهلل عنو قاؿ سمعت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ يقوؿس« ..لو كاف بعدي نبي لكاف عمر بف الخطاب» (لمستدرؾ عمى الصحيحيف) س .
الكماؿ هلل وحده األحد ،والعصمة لرسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ،وهلل الفض ُؿ وِ ٍ كثررـ ال ك فضؿ عمى الناس المَّنة ،ومنو التوفيؽ والسداد « ،اوا كف ربؾ لذو ولكف أ َ الحمد يا ا الحمد عمى الرضى ولؾ رب حتى ترضى ولؾ يشكروف»(النمؿ ،)95فمؾ ُ ُ الحمد عمى حمدنا إياؾ.
إلى حامست الدعوة
فػي عصػور اإلسػبلـ الفاضػمة اشػتيرت صػحابيات وتابعيػات ونسػاء فقييػات عالمػػات وأديبػػات وشػػاعرات حممػػف ل ػواء الػػدعوة والعمػػـ ،وانطمقػػف ينش ػرنو فػػي أرجػػاء المعمػػورة فػػانتفع بعمميػػف الكثيػػر ،فكػػانوا أقمػػا ار و شموسػػا فػػي سػػماء اإلسػػبلـ السػػاطعة ،وكفانػػا أمنا أـ المؤمنيف خديجػة رضػي ا فخ اًر أف يكوف عمى رأس ىؤالء الكريمات ُّ
تعػالى
حبيبنػػا وقػػدوتنا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مرتجف ػاً وجػػد عنػػدىا عنهػػا ،عنػػدما جاءىػػا ُ الصػػدر ال ػػدافئ ،فآمن ػػت ب ػػو وكان ػػت خي ػػر س ػ ٍ ػند ل ػػو ومع ػػيف ،فكان ػػت أىػ ػبلً ِلُي ْق ِرئي ػػا اهلل سػػبحانو السػػبلـ عمػػى لسػػاف رسػػولو األمػػيف جبريػػؿ عميػػو السػػبلـ ويبشػػرىا بقصػ ِػر مػػف صب ،وكفانػا فخػ اًر أف تكػوف أمنػا أـ المػؤمنيف ص َخ َ ب فيو وال َن َ القصب في الجنة ،ال َ عائشػػة بنػػت الص ػ َّػديؽ رضػػي اهلل عنيم ػػا التػػي قػػاؿ ف ػػي حقيػػا ص ػػمى اهلل عميػػو وآل ػػو
وسمـس«خذوا نصؼ دينكـ عف رذو الحميراء» وقد فعمت جزاىا اهلل عنا خيػر الجػزاء،
121
فَػ َػرَوت عنػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ الكثيػػر الكثيػػر مػػف األحاديػػث وعممتنػػا الكثيػػر الكثير مف شؤوف حياتنا الخاصة والعامة. يا أخت أسماء ذات النطاقَيف تذكري ما بذلتو تمػؾ الكريمػة مػف جيػد لتخػدـ صػاحب ػديـ الػػدعوة صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ وصػػاحبو الكػػريـ رضػػي اهلل عنػػو وحػػاولي تقػ َ بعػػض مػػا قػػدمت ِلتُح َشػػري معيػػا بفضػػؿ اهلل وتوفيقػػو ،يػػا حفيػػدة أـ حبيبػػة أـ المػػؤمنيف
رضي اهلل تعالى عنيا تذكري كيؼ طوت فراش رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ
ػس عميػػو أبوىػػا بنجاسػػة ُكف ػره آنػػذاؾ ،حػػاولي التمتػػع بمفاصػػمتيا فػػي ال ػوالء كػػي ال يجمػ َ لومػة الئـ.يػا حتى ولو ألقػرب النػاس بالػدـ فنعػادي َمػف عػادى اهلل وال نخشػى فػي اهلل َ ػبر تمػؾ الكريمػة التػي أبػت أف تَ ُس َّ ػب النبػي صػمى حفيدةَ سمية اصبري عمى الحػؽ ص َ أصرت عمى التوحيد واإلنتماء ودفعت حياتيا رخيصػةً لقػاء ذلػؾ اهلل عميو وآلو وسمـ و َّ لتمقى اهلل وىو عنيا راض.
أيت أـ عمارة تُقاتؿ دونػي، ُحد – إال ور ُ إحرصي يا أمة اهلل أف تُح َشري َم َع رة – في أ ُ فكانػػت تُرس ػاً تتمقػػى بجسػػميا السػػياـ والرمػػاح عػػف النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ حتى يظ ِير اهلل َ ِ باي َعػت دينوُ بعػأـ عمػارة ُنسػيبة المازنيػة رضػي اهلل تعػالى عنيػا التػي َ ُ َ َّ النبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ عمػى القتػػاؿ و ُّ ووفػت حتػى قػاؿ فػػي النص َػرة َ فصػدقت َ حقيا صمى اهلل عميو وآلو وسمـسما التفت ُيمنةً وال ُيس ِز المسمميف وُذ اؿ الكافريف. واستكماالً لحمؿ الدعوة الكريمة عمى نهج المصطفى صمى ا عميه وهلػه وسػمـ
،نقػػدـ لألخػػت المسػػممة حاممػػة الػػدعوة لمحػػات يسػػيرة فيمػػا يجػػب أف تكػػوف عميػػه لتػػنجح دعوتهػػا الػػى ا
ولتكػػوف عمػػى نيػػج ى ػؤالء الكريمػػات البلئػػي سػػبقنيا صػػانعةً
لمرجاؿ أماً وربة بيت ،حاممةً لمدعوة ،آمرةً بالمعروؼ ناىيةً عف المنكر ،دائمةَ العمؿ والعطاء إلعزاز ديف اهلل في األرض كما يحب ربنا ويرضى. حاممة الدعوة ستأتمؼ مع البعيدة ،وتربي القريبة ،وتداوي القموب،قاؿ الشاعرس إحرص عمى حفظ القموب مف اعذى إف القػموب إذا تنػػافر ودرػػا
121
فرجوعها بعػد التنافر يصعب مثؿ الزجاج كسررا ال يشعب
بالكممة الطيبة ،باالبتسامة الصادقة وبعاطفة األـ الداعية الراعية سيمكنؾ ذلؾ اف شاءاهلل. حاممة الػدعوة س إذا قرعػت فقيػرة بابيػا ذكرتيػا بفقرىػا إلػى اهلل عػز وجػؿ ،فأحسػنت إلييا ،قاؿ اهلل تعالىس«يا أيها الناس أنػتـ الفقػراء إلػى ا وا رػو الغنػي الحميػد» [فاطر ،.]44فبل تنير سائبلً وال تبخؿ عمى نفسيا بثواب الصدقة ولو بِ ِشؽ تمرة.
حاممة الدعوة س تعمـ أنيا بأخواتيا ،فاف لـ تكف بيف فمف تكوف بغيرىفس«سنشد عضدؾ بأخيؾ ونجعؿ لكـ سمطانا» [القصص ،.]54فدوماً تتفقد أحواليف ،تصؿ مف
قطعيا وتعفو عمف ظمميا وتحسف إلى مف أساء إلييا واذا عرضت ليا غيبة أو ذكرت مف معيا ِ نميمة َّ بعظـ إثـ ذلؾ وتعاونت معيف عمى البر والتقوى ،فتغير موضوع الحديث ،لتصرؼ األذىاف عما فيو معصية واثـ.
حاممػة الػػدعوة س ال تنتظػر المػػدح فػي عمميػػا مػف أحػػد ،إنمػا تنظػػر فػي عمميػػا ىػػؿ يص ػػمح لآلخػ ػرة أـ ال يص ػػمح في ػػي دائم ػػا تُص ػػوب و ترتق ػػي إل ػػى األفض ػػؿ ،وتحس ػػف لجاراتيػػا وأقاربيػػا دوف أف تنتظػػر أي مقابػػؿ دنيػػوي وىػػي دائم ػاً متطمعػػة طامعػػة فيمػػا
عند اهلل تبارؾ وتعالى ،تتحيف الفرصة المناسبة لػدعوة اآلخػريف إلػى اسػتئناؼ الحيػاة
اإلسبلمية بإقامة دولة الخبلفة الراشدة الثانية بإذف اهلل.
ػخر مني ػػا ،ف ػػاف لمق ػػدر َكػ ػرات ،و ق ػػد حامم ػػة ال ػػدعوة س إذا رأت أختػ ػاً مفتون ػػة ال تس ػ ُ عمَّمنػػا النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ أف «ال تظيػػر الشػػماتة بأخيػػؾ فيعافيػػو اهلل و
يبتميػػؾ» [مسػػند الشػػامييف] ،وبػػدؿ ذلػػؾ تحمػػد اهلل عمػػى العافيػػة و تػػدعو ألختيػػا المسػػممة بالشفاء.
حاممػػة الػػدعوة س تجعػػؿ مػػف بيتيػػا مشػػغبل صػػغي ار تنفػػع بػػو الػػدعوة والمحتػػاجيف كػػأـ المس ػػاكيف(زينب) رض ػػي اهلل عني ػػا ،و بيتي ػػا دائم ػػا ع ػػامر بالطاع ػػة تعمُّم ػػا وتعمَّيم ػػا، وترعى بنات حممة الدعوة الذيف أوقفوا وقتيـ كمو لمدعوة ،و العمؿ إلعزاز ىذا الديف
بعيدا عف األىؿ والبيت. .
122
حاممة الدعوة س تعطػي حػؽ زوجيػا فػي التبتػؿ والتػزيف والَ َتبعُّػؿ ،فػذلؾ يعػدؿ أجػر المجاىد في سبيؿ اهلل كما ال تنسى حؽ دعوتيا حتػى تكػوف مػف صػويحبات خديجػة رضي اهلل عنيا. حاممة الدعوةس مصباح خير وىدى في دروب التػائييف ،تعػيف ىػذه عمػى النائبػات و تضمد جراح تمؾ ،و تشد عضد سائر أخواتيا العامبلت لمثبات عمى طريػؽ إقامػة
حكـ اهلل في األرض.
حاممػػة الػػدعوةس تعمػػـ أف منياجيػػا حبػػر عمػػى ورؽ إف لػػـ تُ ْحيِػ ِػو بروحيػػا و حسػػيا وصدقيا وسموكيا و جيدىا المتواصؿ ،لتكوف قرآنا يسير عمى األرض. حاممػػة الػػدعوةس ال تيػػدأ مػػف التفكيػػر فػػي ابتكػػار أسػػاليب جديػػدة فػػي الػػدعوة تنفػػع المسػػمميف و تعػػيف الػػدعاة عمػػى المضػػي قػػدما نحػػو خبلفػػة ارشػػدة ثانيػػة عم ػى منيػػاج
النبػوة«قػؿ إف صػستي و نسػػكي و محيػاي و ممػاتي
رب العػالميف» [األنعػػاـ ]469
متذكرةً أبا ٍ بكر الصديؽ رضي اهلل عنو ،فعندما منعػوه مػف الصػبلة وقػراءة القػرآف إال فػػي بيتػػو ابتنػػى مسػػجداً فيػػو وأخػػذ يرفػػع صػػوتو بػػالقراءة ممػػا جعػػؿ النسػػاء واألطفػػاؿ ينقذفوف عميو لسماع القرآف فكاف أسموباً رائعا.
حاممة الدعوةس لسانيا دائـ الذكر واالستغفار واذا غضبت مف أحد فإنيا تدعو لو
باليدى والمغفرة والرضا والسداد وال تدعو عمى أبنائيا أو أبناء المسمميف وال تشتـ َّ ِ َّ أحدا وال تسبو ،فعف ج ٍ ِ صمّى اهللُ َعمَْي ِو َ َ رسو ُؿ المو َ ابر َرض َي المو َع ْنو قاؿس قَاؿ ُ تدعوا عمى أَو ِ ِ َّ الد ُكـ ،وال تَ ْد ُعوا عمى أ َْم َوالِ ُكـ ،ال دعوا َعمى أَ ْنفُس ُكـَ ،وال ْ ُ َ وسمـس« ال تَ ُ َ ِ ِ ِ ِ ك جيب لَ ُكـ »] رواه مسمـ[ ت س في ، طاء ع ا يه ف ؿ َ أ س ي ساعة ه م ال ف م ا و ق اف تُو ُ َ ُ ُ َ َ ً َ َْ َ حاممػػة الػػدعوة :تطيػػب حياتيػػا باإليمػػاف والعمػػؿ الصػػالح ال بزخػػارؼ الػػدنيا ،قػػاؿ
تعػػالىس «مػػف عمػػؿ صػػالحاً مػػف ذكػػر أو أنثػػى ورػػو مػػؤمف فمنحيينػػه حيػػاة طيبػػة ولنجزينهـ أجررـ بأحسف ما كانوا يعمموف»
123
[النحؿ .]79
حاممة الدعوةس تكوف دائماً عمى تأىب لمقاء اهلل واف نامت عمى الحريػر والػذىب.
قاؿ تعالىس «واتقوا ا واعمموا أنكـ مسقوو وبشر المؤمنيف» [البقرة .]995
حاممة الدعوةس ال تأسؼ عمى ما فات ،وال تفرح بما ىو آت مف متاع الدنيا ،ولو أُعطيػػت ممػػؾ سػػميماف لػػـ يشػػغميا عػػف دعػػوة اهلل طرفػػة عػػيف .قػػاؿ تعػػالىس «لكػػي ال
تأسوا عمى مػا فػاتكـ وال تفرحػوا بمػا هتػاكـ وا
.]95
ال يحػب كػؿ مختػاؿ فخػور»
[الحديػد
حاممة الدعوةس تسأؿ اهلل دائماً الثبات عمى اإليمػاف ،ال ترجػو غيػر اهلل وال تخػاؼ
إال اهلل ،متوكم ػػة عمػ ػػى اهلل و ارضػ ػػية بقضػ ػػائو ،ماضػ ػػية إلسػ ػػتئناؼ الحيػ ػػاة اإلسػ ػػبلمية بإيجاد دولة الخبلفة ال تخشى في اهلل لومة الئـ.
حاممة الدعوةس أوالدىا مؤدبوف دعاةٌ قدوة ،تََربوا في بيػت ديػف وعمػـ ،فيػي مشػعؿ َّ الموج ػػو ن ػػور تيت ػػدي ب ػػو األمي ػػات ف ػػي تربي ػػة أبن ػػائيف ف ػػي دي ػػاجير ظمم ػػات اإلع ػػبلـ ومناىج التعميـ المضمامة كما أنيا مشعؿ نور ليف كزوجة وكصديقة وحاممة دعوة. حاممػػػة الػػػدعوةس تص ػػبر عم ػػى ال ػػدعوة إل ػػى اهلل ،واألم ػػر ب ػػالمعروؼ والني ػػي ع ػػف
المنكر ،وتصبر عمى إصبلح عيوب أخواتيا ،وال تتعجػؿ وال تظػف بأحػد الكمػاؿ ،بػؿ تنصح بمطؼ وتتابع باىتماـ وال ِ تيمؿ. حاممػػة الػػدعوة ستبتعػػد عػػف كػػؿ مػػا قػػد ُيسػػيئ إلييػػا أو إلػػى دعوتيػػا وتترفػػع عػػف الكثير مف المباحات لِتَْرتَِقي بنفسيا إلى منزلة المتقيف. اصفات الشرعية ،واحذري أف احرصي يا أمة اهلل عمى اختيار جمبابؾ ليكوف بالمو َ وتجَّنبػي األلػواف التػي تمفػػت النظػر كػػي ال تػأثمي ،احرصػػي ال يكػوف زينػػة فػي نفسػػوَ ،
الع ػػورة ،وف ػػي عم ػػى تغطي ػػة الق ػػدميف فكثي ػ ٌػر م ػػف الن ػػاس ال يتنبي ػػوف إل ػػى أنيم ػػا م ػػف َ ػاء ِؾ مبلبسػػؾ فػػي الحيػػاة الخاصػػة احرصػػي عمػػى اف يتػػوفر فػػي لباسػػؾ مػػا يعكػػس حيػ َ إليؾ ولو أنؾ بيف محارِمػؾ ،حِفظَ ِػؾ ربػي ورع ِ وحشمتِؾ ومراعاة نظر اهلل ِ أعان ِػؾ ػاؾ و َ َ وس َّدد عمى الحؽ ُخطاؾ. عمى ِح ْممِ ِؾ في زمف ُ خير الجزاء َ الغربة وجزاؾِ اهلل َ
124
أخي حامؿ الدعوة ...
إليؾ بعض المواقع عمى شبكة المعمومات الدولية INTERNETانتي تعينك عهى انرجىع ى وجىىو و إنىىى انكتىىو و انمالىىا ق و قاعىىاق اننالىىا و انتىىي تتعهىىة عحمىىم انىىهعى عهىىى تزودك عأخبار انم همي عامة و خبار انهعى خاصة في جميع نحاء انعانم: www.hizb-ut-tahrir.org www.al-aqsa.org www.alokab.com www.alummah-voice.org www.alwaie.org www.khilafah.com
أخي الحبيب حامؿ الدعوة...
احرص عمى اقتناء خارطة سياسية لمعالـ تتعرؼ عمييا وتستخدميا فػي فَ ْيػـ وتحميػؿ أف وظيفتػػؾ حم ػ ُؿ الػػدعوة لمعػػالـ كافػػة، األخبػػار التػػي تجػػري وتتجػػدد يوميػػاً ،متػػذك اًر ّ ػوء ِة النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ «سػػيبمغ رػػذا الػػديف مػػا بمػػغ الميػػؿ و لتحقيػػؽ نبػ َ النهار» (رواو احمد).
125
ُخسصة مواقؼ حامؿ الدعوة اععماؿ
موقؼ حامؿ الدعوة
الشهادة الصَلة
يقوَلا دائماً ويعمل حبقها وُياىد ِف سبيلها
يصلي الفرائض ويتطوع بالنوافل وحيافظ عليها
الصوم
يصوم رمضان ويتطوع بصيام النوافل دائماً يزكي مالو ويتصدق بالسر والعَلنية
اْلج
حيج الفريضة ويتطوع كلما استطاع ذلك
الصرب اْلِلم
صابراً على البَلء واملصائب شاكراً هلل حمتسباً عليو يكظم غيظو ويعفو ويصفح وَل حيقد على أحد
اْلياء
يستحيي من اهلل ومن الناس بالسر والعَلنية
الصدق
صادق مع اهلل ومع الناس فيحافظ على عهده ووعده
أداء الشهادة
صادق بقولو َل حيلف َل كاذباً وَل صادقاً حسن اْللق متواضع َلْي اجلانب َل يؤذي أحدا
الزكاة
حسن اْللق الكرم والسخاء
كرمي سخي يكرم مجيع الناس وَل خيشي الفقر
اْلمر باملعروف
يعمل املعروف مع مجيع الناس ويأمر بذلك دائماً ،وإن مل يكونوا أىَلً لذلك ،فهو أىلو.
126
النهي عن املنكر
ينهى عن املنكر دائماً ويغضب دمن يعملو وينهى عن ذلك بلسانو ويده وقلبو.
الوفاء بالعهد
يوِف بوعده وعهده وحيافظ على ذلك.
نصرة املظلوم
يسعى لنصرة املظلوم دائماً ويقف جبانبو.
إغاثة امللهوف الشفاعة
يغيث امللهوف ويسعى ملساعدتو دائماً. يشفع باْلسىن ويساعد احملتاجْي دائماً.
الشكر على املعروف
يشكر صاحب املعروف دائماً وحيفظ لو وده وعهده مراعياً أحكام الوَلء الشرعي.
التواضع
ىْي َلْي اجلانب وَل يتكرب على أحد متذكراً أن النعم كلها من اهلل. متواضع َ
الغضب
َل يغضب إَل هلل وَل حيقد على مسلم.
اْلمانة
يراعي اْلمانة وحيافظ عليها يرعى حقوقها.
النظافة
طاىر الثياب واجلسم واملكان ودائماً على طهارة كاملة.
غض البصر
يغض بصره دائماً وَل ينظر للمحرماتً مطلقاً،بل يرتفع عن النظر ملا خيدش اْلياء
أداء السَلم
يؤدي السَلم على اجلميع ويرد التحية بأحسن منها.
القيام بالواجب
يقوم بالواجب بدون مراءاة ويراقب اهلل بعملو ،ويتقنو ابتغاء وجو اهلل.
احملافظة على السمعة
حيافظ على مسعتو ومسعة غريه وَل يذكر أحداً بسوء.
املشي ِف الطريق
حيرتم الكبري ويرحم الصغري وَل حيتقر أحداً. ديشي متواضعاً وَل يصعر خده للناس.
احرتام الكبري كف اْلذى إتقان عملو
َل يؤذي أحداً ويصفح عن مجيع من آذاه من املسلمْي. يتقن عملو ويؤديو على أكمل وجو ويراقب اهلل فيو.
النميمة
َل يذكر أحداً بسوء وَل يتكلم إَل خبري وَل يسمح هبا ْلحد ِف جملسو ويعرض عنها.
الغيبة
َل يسمح هبا ْلحد ِف جملسو ويعرض عنها.
الكذب
َل يتكلم إَل بالصدق دائماً.
127
السب والشتم
َل ينافق وَل يسمع من املنافقْي ومستقيم دائماً. َل يسب وَل يشتم أحدا ،معرض عن اجلاىلْي.
النفاق التكرب
َل يتكرب على أحد وَل يستهزئ بأحد متواضع مع كل املسلمْي.
الرياء
َل يعمل لرياه الناس بل لرياه اهلل فقط دون أن يقصد أحداً بعملو.
الرب بالوالدين
باراً بوالديو ويسعى دائماً إلسعادىم وكسب رضاىم.
الرب باْلقرباء الزوجة
يتفقدىم دائماً ويساعدىم وحيافظ عليهم ويرعى مصاْلهم. يؤدي حقوقها ويلزمها اْلجاب وعدم التربج.
اْلوَلد
يتعهدىم وحيسن تربيتهم ويعدىم ليكونوا رجال دعوة ورجال دولة.
معاملة اجلريان اليتامى واملساكْي
َل يؤذيهم مطلقاً ويتعهدىم بالسؤال والزيارة دائماً. يتعهدىم ويتفقدىم ويواسيهم ويسأل عنهم دائماً.
قراءة القرآن الدعاء
يقرأ القرآن ويتدبره ويستمع إليو دائماً.
يدعو لنفسو ولوالديو وللمسلمْي وعودة خليفتهم و سلطاهنم ِف اْلرض.
اَلستغفار
دائم اَلستغفار لنفسو ولوالديو وجلميع املسلمْي.
الصَلة على النيب
كثري الصَلة على النيب ِف مجيع اْلوقات
التوبة
دائم التوبة والندم على ما فاتو ِف مجيع اْلوقات و ُيعل لكل ذنب
تذكر املوت
يتذكر املوت دائما ومستعد لو حماسباً نفسو على الصغرية والكبرية استعداداً لذلك.
توبةَ ،ل يصر على معصية. اْلوف من اهلل
خياف اهلل ِف السر والعَلنية مراقباً اهلل ِف مجيع أعمالو.
التوكل على اهلل
دائم التوكل على اهلل ِف مجيع أعمالو قبل و أثناء و بعد اْلخذ باْلسباب.
ذكر اهلل
دائم الذكر بقلبو ولسانو بعملو ومعامَلتو.
العمل الصاحل
يعمل اْلري مع مجيع الناس ويأمر بذلك.
اجلهاد
نذر نفسو للجهاد ِف سبيل اهلل ليجاىد دبالو ونفسو ويعمل إلُياد القائد الفعلي جليش اْلمة اإلسَلمية(اْلليفة).
128
العلم والعلماء
ينهل من الثقافة اإلسَلمية ما يلزمو حمباً للعلم والعلماء والفقهاء موقرا إياىم رافعا شأهنم منزَل الناس منازَلم مراعيا أدب اْلَلف عند نصحهم وخمالفتهم.
مواقؼ مف نور... سرية عاصـ بف ثابت رضي ا
عنه
ِ اِ عف أبي ُى َرْيرةَ ،رضي المَّو َع ْنوُ ،قَاؿس َبع َ وسػمَّـ َع َش َػرةَ ْ صػمّى اهللُ َعمَْيػو َ ػث َر ُسػو ُؿ المػو َ َّ ٍ ِ ٍ ِ ِ عنػوُ ،فَػانطَمَقُوا بف ثابت األنصار َّ رْىط َع ْيناً َسرَّيةً ،و َّ ي ،رضػي المػو ْ أم َر ْ عمييـ َعاص َـ َ ِ ػفاف َّ ومك ػةَُ ،ذ ِكػ ُػروا لَ ِح ػ اي مػ ْػف ُى ػ َذْي ٍؿ ُيقػػا ُؿ ليُػ ْػـس ُبن ػوا حتَّػػى إذا كػ ُ ػانوا باليَػ ْػداة ،بػ ْػي َف ُع ْسػ َ ِ ِ حياف ،فََنفَروا ليـ بقَريب ْ ِ ِ ِ ٍ ٍ عاص ٌػـ ػس ب ِي ْػـ أح َّ ػارُى ْـَ ،فمَ َّمػا َ ل َ َ مف مائػة رُجػؿ َراـ فَا ْقتَصُّػوا آثَ َ ْ ُ ؤأصػحابو ،لجػأوا إلػػى مو ِ بأي ِػدي ُك ْـ ول ُكػػـ َعطُوا ْ ضػ ٍع ،فَأحػػاطَ بي ُػـ القَ ْػوُـ ،فَقَػػالُوا ْانزلػوا ،فَػأ ْ ُُ َ َ َْ ِ ِ القوـ ،أَ كما أََنا فس أف ال َن ْقتُؿ م ْن ُكـ أحداً ،فَقَا َؿ عاصـ بف ثابت :أيها الع ْي ُد والم َ يثاؽ ْ َ ُ ِ ِ ِ النْبػؿِ ك ِ ك ِ ِ رم ْػو ُى ْـ ب َّ أَ ْن ِز ُؿ َعمَى ذمػة َك ٍ ػافر .المهػ كـ ْ أخب ْػر َعنػا َنبي َ صػمّى ا ُ َعمَ ْيػه َ كػؾ َ وسػمـ فَ َ ونػ َػزؿ إلَػ ْػي ِيـ ثَبلثَػةُ َنفَػ ٍػر عمػػى العيػ ِػد و ِ فَقَتَمُػوا ع ِ الميثػػا ِ وزْيػ ُػد بػ ُػف ػبَ ، ؽِ ،مػ ْػنيُ ْـ ُخ ْبيػ ٌ اصػػماًَ ، َ ْ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ الرج ُؿ وى ْـ بيا ،قَاؿ َّ استَ ْم َكُنوا م ْنيُ ْـ أ ْ ور ُج ٌؿ َ فربطُ ُ آخ ُرَ ،فمَ َّما ْ ايـَ ، طمَقُوا ْأوتَار قسي ْ الدثنة َ ِ أصحبكـْ ،ك ػثس رذا كأو ُؿ ال َغ ْد ِر والمك ِه ال الثَّالِ ُ ُسوةًُ ،ي ُ ُ إف لي بهؤالء أ ْ ريد القَ ْتمػى ،فَج ُّػروهُ بف َّ ِ ِ بخَب ْي ٍبَ ،وزْي ِد ِ وىمػا حبيُ ْـ ،فَقَتَمُوهُ ،و ْانطَمَقُوا ُ اع ُ وعالجوه ،فَأبي ْ الدثَنػة ،حتػى َب ُ ص َ أف َي ْ ػام ِر بػف نوَف ِػؿ ب ِػف ع ْب ِػد مَن ٍ ػار ِث اب ِػف ع ِ بمكةَ بعد وْق ِ َّ ػدر ،فَابتَػاعَ َبُنػو الح ِ عة ب ٍ ػاؼ ُخَب ْيبػاً، َ َ ْ َْ َ
129
ػدىـ ِ أج َم ُعػوا عمػى ث َي ْوَـ َب ْد ٍر ،فمَبِ َ الح ِار َ أسػي اًر َحتػى ْ ث ُخ ْبي ٌ ػب ِع ْن ُ يب ُى َو قَتَؿ َ وكاف ُخَب ُ َ الحػار ِث موسػى ي ِ ض ب َن ِ ِ ِِ بع ِ ػي ليَػا ات َع َارتْػوُ ،فَ َػد َرَج ُبَن ُّ بهػا فَأ َ ِ ُ َ َْ استَع َار م ْف ْ قَ ْتمػو ،فَ ْ سػتح ُّد َ ِِ ِ ِ ِ ػت فَ ْزَع ػةً وسػػى بِيػػده ،فَفَ ِزعػ ْ الم َ َوىػػي َغافم ػةٌ َحتػػى أَتَػػاهُ ،فَ َو َج ْدتُػػو ُم ْجم َسػػوُ َعمػػى فَخػػذه َو ُ ػت ت أل ْفعػؿ ذل َ ػؾ ،قَالَ ْ ب ،فَقَاؿ س أتَ ْخ ْ َع َرفَيَا ُخَب ْي ٌ ػت س َوالمَّ ِػو مػا رْأي ُ شي َف أف أ ْقتُمَوُ ما ُك ْن ُ نػب فػي ِ ِ أسي اًر َخ ْي اًر ِم ْف ُخ ٍ طفاً ِم ْف ِع ٍ ػه يوماً يأَ ُك ُؿ ِق ْ بيب ،فوالمك ِه لَقَ ْد َو ْ يػد ِو ،اوا كن ُ جدتُ ُه ْ ِ ِ ػرزؽ َرزقَػوُ المَّػو ُخَبيبػاًَ ،فمَ َّمػا ػت تقُػو ُؿس َّإنػوُ لَ ٌ ثم َػرٍةَ ،و َك َان ْ لموثَ ٌ بمكػ َة م ْػف َ ؽ ِبالحديد َوما َ ُ ِ َخرج ػوا بِػ ِػو ِمػػف الحػ ِ ِ دعػػوني أُصػػمي ركعتَػ ْػي ِف ، ػبس ُ ػرـ لي ْقتُمُػػوهُ فػػي الح ػ اؿ ،قَػػاؿ ليُػػـ ُخبيػ ُ َ َ ُ ت :المك ُهػ كـ حس ُػبوا ك أف مػابي َ ركع َرْك َعتَ ْي ِف ،فقا َؿ :والمك ِػه لَ ْػوال ْ جػزعٌ لَ ِػزْد ُ فتََرُكووُ ،فَ َ أف تَ َ ْ ِ مهـ َب َدداً ،وال تُْب ِ ؽ ِم ْن ُهـ أحداً . هـ عدداً ،واقْتُ ْ أحص ْ وقاؿس جن ٍب َك َّ ِ مصرِعي عمى ا أي ْ اف لمو ْ َ
حيف أُ ْقت ُؿ ُم ْسمِماً فمَ ْس ُ ت أُبالي َ
ُيَب ِار ْؾ َعمَى أو ِ صاؿ ِش ْم ٍو ُم َمَّزِع ْ
ؾ في َذ ِ ات اإللَ ِو وا ْف ي َش ْأ وذلِ َ
بيػب ُرػو س ك ِ صػب ارً ال ك صػسةَ و ْ سػمٍِـ قُِتػ َؿ ْ َ وكػاف ُخ ْ ٌ ػف ل ُك ٍّػؿ ُم ْ أخَبػر يعنػي النبػي َ َ صػمّى اهللُ ِ ِ ِ َّ ِ ػاس مػ ْػف قُػرْي ٍ ش إلػػى عاصػػـ بػػف وبعػ َ ػحابوُ يػ ْػوَـ أُصػ ُ أصػ َ ػث َنػ ٌ وسػػمـْ . ػيبوا خبػػرُى ْـ َ ، َعمَْيػػو َ أف يؤتَػ ػوا ب َش ػ ٍ ِ ٍ ػاف قتَػػػؿ َرُجػ ػبلً ِمػػ ْػف ػيء ِم ْنػػػوُ ُي ْع ػ ُ ػرؼ .و َك ػ َ ػيف ُحػ ػ ادثُوا َّأن ػػوُ قُت ػػؿ ْ ُ ْ ثاب ػػت ح ػ َ ػف الػد ْكب ِر ،فَحمتْ ُ ِ عث المكه لِع ِ ِ سػمِ ِه ْـَ ،فمَ ْػـ ي ْق ِػد ُروا فب َ اصٍـ ِمثْ َؿ الظُّمك ِة ِم َ ُعظَمائ ِي ْـَ ، ػه م ْػف ُر ُ َ ََ أف َي ْقطَ ُعوا ِمنوُ َش ْيئاً ( .رواه البخاري) . ْ ُّ َّحػ ُؿ .وقَولُػو س « ا ْقػتُْميـ بِ َػدداً » بِكس ِػر الب ِ قولُو س الي ْداَةُ س مو ِ ػاء ضػعٌ َ ،والظمَّػةُ س السػحاب ،وال َّػد ْب ُر س الن ْ ْ ُ ُ ُْ َ َْ النصػيب ،ومعنػاه ا ْقتُْميػػـ ِحصصػاً م ْنقَ ِسػمةً لِكػ اؿ و ِ ػاء ،وىػو ِ وفتحيا ،قاؿ ىػو جمػ ٍع بِ َّػد ٍة بكسػر الب ِ اح ٍػد ُْ َ َ ُ َ احداً بع َد و ِ نصيب ،ومف فَتَح ،قَا َؿ س معَناه س متَفَارِقيف في القَ ْت ِؿ و ِ احد ِم َف التّْب ِد ِيد . ِم ْنيُ ْـ ٌ َ َْ ُ ُ َْ َ
131
الحظ يا حبيبس ال يأمف المؤمف الكافر(أما أنا فبل أنزؿ عمى ذمة كافر). العبلقة قوية ومباشرة مع اهلل سبحانو(الميـ أخبر عنا نبيؾ). ال يمدغ المؤمف مف جحر واحد مرتيف(ىذا أوؿ الغدر).
الحرص عمى السنة رغـ اإلقباؿ عمى القتؿ(فاستعار..االستحدادس ىػو حمػؽ العانػة وىو مف سنف الفطرة كما مر معنا). ػؼ بعبػػاده يػػرزؽ مػػف يشػػاء وىػػو القػػوي العزيز(كػػاف يأكػػؿ العنػػب رغػػـ أنػػو اهلل لطيػ ٌ مكبؿ) .كف مع اهلل وال ِ تباؿ. اجعؿ آخر عيدؾ في الدنيا الصبلة(دعوني أصمي). ػات يغػػيظ اصػدع بػػالحؽ ولػػو كنػت تقتػػؿ وتُقَطَّػػع ،فإمػا حيػػاةٌ تسػػر الصػديؽ وامػػا ممػ ٌ العدا(.ولست أبالي حيف أقتؿ مسمما).
احفظ اهلل يحفظؾ (أرسؿ اهلل جنداً مف جنوده ليحفظوا جسـ عاصـ ممف أرادوا أف الدُبر والنحؿ. ُي َمثاموا بو) ُ
131
حاطب بف أبي بمتعة رضي ا
عنه
يوـ بدر
لما سمع حاطب بف أبي بمتعػة منػادي النبػي عميػو الصػبلة و السػبلـ يقوؿسىػذه عيػر
قريش فييا أمواليـ فاخرجوا إلييا لعؿ اهلل أف ينفمكموىا.
أجاب حاطب و خرج بسيفو ،و لمػا التقػى الجمعػاف عنػد بػدر ،أبمػى حاطػب بػف أبػي
بمتعة ببلء حسنا . يوـ أحد
ثبػػت حاطػػب بػػف أبػػي بمتعػػة بجانػػب الرسػػوؿ صػػمى اهلل عميػػو و سػػمـ حػػيف انكشػػؼ النػػاس و راح ىػػو و بعػػض الصػػحابة يػػذودوف عنػػو و قػػد عاىػػدوه صػػمى اهلل عميػػو و
سمـ عمى الموت . و شػػيد حاطػػب بػػف أبػػي بمتعػػة غػػزوة الخنػػدؽ و صػػمح الحديبيػػة و جػػاء عبػػد لحاطػػب
بف ابي بمتعة يشكو حاطبا فقاؿس
يا نبي اهلل ليدخمف حاطب النار.فقاؿ الصادؽ المصدوؽ صمى اهلل عميو وسمـس « كذبت ال يدخمنيا ،إنو شيد بد ار والحديبية »رسوؿ رسػوؿ ا
صػمى ا
عميػه
(رواه مسمـ)
وسمـ إلى المقوقس صاحب مصر.
132
بعد أف عاىد رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قريشا عمى السمـ -صمح الحديبية -لـ يػػركف إلػػى ِ الدعػػة واليػػدوء لقػػد أمػره اهلل عػػز وجػػؿ أف يبمػػغ الرسػػالة..فبعث أبػػو القاسػػـ ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ إل ػػى مم ػػوؾ األرض وحكامي ػػا فأرس ػػؿ إل ػػى قيص ػػر ،وكس ػػرى،
والنجاشي.
ولما أراد خاتـ النبييف صمى اهلل عميو وسمـ أف يبعث إلى مصر قاؿ س -أييا الناس أيكـ ينطمؽ بكتابي ىذا إلى صاحب مصر وأجره عمى اهلل
فوثب إليو حاطب بف أبي بمتعة وقاؿ س أنا يا رسوؿ اهلل .فقاؿ عميو الصبلة والسبلـس -بارؾ اهلل فيؾ يا حاطب.
أخػػذ حاطػػب كتػػاب رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ وشػػد عمػػى راحمتػػو وسػػار إلػػى مصر ،كاف يعرؼ الطريؽ إلييا فقد خرج لمتجارة إلى مصر أكثر مف مرة. كػػاف عمػػى مصػػر ج ػريج بػػف مينػػاء ،كػػاف مص ػريا ولكنػػو كػػاف يحكػػـ مصػػر مػػف قبػػؿ ىرقػػؿ يجم ػػع ل ػػو الضػ ػرائب ث ػػـ يحممي ػػا إل ػػى القس ػػطنطينية ،وكان ػػت االس ػػكندرية مق ػػر حكمو.
قَ َّدـ حاطب بف أبي بمتعو كتاب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ إلى المقوقس فقرأهس
بسـ اهلل الرحمف الرحيـ
مف محمد بف عبد اهلل إلى المقوقس عظيـ القبط ،سبلـ عمى مف اتبع اليدى ... أما بعد
فػػإني أدعػػوؾ بدعايػػة اإلسػػبلـ ،أسػػمـ تسػػمـ يؤتػػؾ اهلل أجػرؾ مػرتيف ،فػػإف توليػػت فإنمػػا
عميؾ إثـ القبط ، ٍ َر َؿ ا ْل ِكتَ ِ ش ِػر َؾ ػه َوالَ ُن ْ «قُ ْؿ َيا أ ْ س َػواء َب ْي َن َنػا َوَب ْيػ َن ُك ْـ أَالك َن ْع ُب َػد إِالك المّ َ اب تَ َعالَ ْواْ إِلَى َكمَ َمػة َ وف المّػ ِ ِبػ ِ أ َْرَب ًابػػػا ٍّمػػػف ُد ِ ػػه فَػػػِ ف تََولكػ ْػػواْ فَقُولُػػػواْ ضػػػ َنا َب ْعضػػػاً ػػه َ شػ ْػػي ًئا َوالَ َيتك ِخػػػ َذ َب ْع ُ
133
وف» اْ سمِ ُم َ ش َه ُدواْ ِبأَكنا ُم ْ
(آؿ عمراف س.)61
التفت المقوقس إلى حاطب بف أبي بمتعة وسألوس -مػا منعػػو إف كػػاف نبيػػا أف يػػدعو عمػػى مػػف خالفػو مػػف قومػػو وأخرجػػوه مػػف بمػػده إلػػى
غيرىا
وصمت حاطب ،فأعاد جريج بف ميناء قولو لما رأى مف الحاضريف إستحساناس مػا منعػػو اف كػػاف نبيػا أف يػػدعو عمػػى مػػف خالفػو مػػف قومػػو وأخرجػػوه مػػف بمػػده إلػػىغيرىا أف يسمط عمييـ
قاؿ حاطب بف أبي بمتعةس -ألست تشيد أف عيسى بف مريـ رسوؿ اهلل
قاؿ الموقسس بمىقاؿ حاطب بف أبي بمتعةس
ص ْمَبو لـ يدعُ عمييـ حتى رفعو اهلل إليو فمالو حيث أراد قومو َفيز المقوقس رأسو اعجابا وقاؿس أحسنت أنت حكيـ جاء مف عند حكيـ.فقاؿ حاطب بف أبي بمتعةس
-انو كاف قبمؾ رجؿ يزعـ أنو الرب األعمى فأخػذه اهلل نكػاؿ اآلخػرة واألولػى ،فػانتقـ
بو ثـ انتقـ منو فاعتبِر بغيرؾ وال يعتبر غيرؾ بؾ.
134
إنو يقصد فرعوف عندما خػرج وراء موسػى عميػو السػبلـ وبنػي إسػ ارئيؿ فنجػا كمػيـ اهلل وبنو اسرائيؿ وغرؽ فرعوف ومف معو. نظر المقوقس إلى حاطب في دىشة وبدت في عيوف الموجوديف تسػاؤالتس مػف أيػف
لذلؾ العربي مثؿ ىذا العمـ واستطرد حاطب س
إ ف ىذا النبػي دعػا النػاس فكػاف أشػدىـ عميػو قػريش وأعػداىـ لػو ييػود وأقػربيـالنصػػارى(الذيف آمن ػوا بنبوتػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ) ولعمػػري مػػا بشػػارة موسى بعيسى عمييما السبلـ اال كبشارة عيسى بمحمػد صػمى اهلل عميػو وسػمـ ،وما دعاؤنا إياؾ إلى القرآف إال كدعائؾ أىؿ التوراة إلى اإلنجيؿ. فقػػاؿ المقػػوقس س إنػػي نظػػرت فػػي أمػػر ىػػذا النبػػي فرأيتػػو ال يػػأمر بمزىػػود فيػػو وال ينيػػى عػػف مرغػػوب عنػػو ،ولػػـ أجػػده بالسػػاحر الضػػاؿ وال الكػػاىف الكػػذاب ،ووجػػدت معو آلة النبوة بإخراج الخبء – الغائب المستور – واالخبار بالنجوى ،وسأنظر.
وكتػػب المقػػوقس كتابػػا جػػاء فيػػوس بسػػـ اهلل الػػرحمف الػػرحيـ سلمحمػػد بػػف عبػػد اهلل مػػف المقوقس عظيـ القبط سبلـ عميؾ أما بعد... ػرت فيػػو ومػػا تػػدعو إليػػو ،وقػػد عممػػت أف نبيػػا قػػد بقػػي ػت مػػا ذكػ َ فقػد قػرأت كتابػػؾ وفيمػ ُ ػت رسػولؾ وبعثػت لػؾ بجػاريتيف ليمػا وقػد كنػت أظػف أنػو يخػرج مػف الشػاـ ،وقػد أكرم ُ مكاف في القبط عظيـ وبثياب وأىديت إليؾ بغمة لتركبيا والسبلـ عميؾ.
( عف كتاب سفراء الرسوؿ بتصرؼ).
الحظ أخي يا حامؿ الدعوة أىمية التحمي ِ بالحكمة. الحظ أىمية الثقافة المركزة.
الحظ أىمية قراءة القرآف ،وعيو ،وحفظو.
135
سف التأتي وأسموب الخطاب. الحظ أخي ُح َ وصمى اهلل عمى معمـ الناس الخير وعمى آلو وصحبو وسمـ تسميماً كثيرا.
ِ صدؽ كعب بف مالؾ رضي ا
عنه
تخمَّؼ كعب رضي اهلل عنو مع ىبلؿ بف أمية والم اررة بف الربيع رضي اهلل عنيما عف الغزو مع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ غزوة تبوؾ ،ولما عاد مف الغزو
اعتذر إليو مف اعتذر مف األعراب فقبؿ منيـ واستغفر ليـ إال ىؤالء الثبلثة َّ أخرىـ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ حتى نزؿ فييـ قرآف ،وىاكـ القصة يروييا كعب رضي اهلل عنوس ت الثا َمار َوالظا َبلؿ َ ,وأََنا ؾ ا ْل َغ ْزَوة ِحيف َ قَا َؿ َك ْعب س…َ ..و َغ َاز َر ُسوؿ المَّو تِْم َ ط َاب ْ ِ ِ َّ إِلَْي ِيما أَصعر .فَتَجيَّ َز رسوؿ المَّو َّ َّ طِف ْقت وف َم َعوَُ ,و َ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ َوا ْل ُم ْسم ُم َ َ َ َُ َْ َ ض ِم ْف ِجيَ ِازي َش ْيًئا ,ثَُّـ َغ َد ْوت فََرَج ْعت ولَ ْـ أَ ْق ِ َغ ُدو لِ َكي أَتَ َجيَّز َم َعيُ ْـَ ,فمَ ْـ أَ ْق ِ ض أْ َ ْ َف أ َْرتَ ِحؿ فَأ ُْد ِركيُ ْـ, َس َرُعوا َوتَفَ َار َ َش ْيًئاَ .فمَ ْـ َي َز ْؿ َذلِ َ ؾ َيتَ َم َ ط ا ْل َغ ْزوَ ,و َى َم ْمت أ ْ ادى َحتَّى أ ْ الناس َب ْعد ُخ ُروج َّ طِف ْقت ِإ َذا َخ َر ْجت ِفي َّ النبِ ّي ؾ لِي ,فَ َ فََيا لَْيتَنِي فَ َع ْمتَ ,فمَ ْـ ُيقَ َّدر َذلِ َ ِ ِ ِ َّ َّ َّ َّ وصا َعمَْي ِو ِفي صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ ُي ْح ِزنني أَاني َال أ ََرى لي أ ْ ُس َوة إِال َرُج ًبل َم ْغ ُم ً َ َّ َّ ِ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو ُّعفَاءَ .ولَ ْـ َي ْذ ُكرنِي َر ُسوؿ المو َ الانفَاؽ أ َْو َر ُج ًبل م َّم ْف َع َذ َر المو م ْف الض َ َو َسمَّ َـ َحتَّى َبمَ َغ تَُبوؾ ,فَقَا َؿ َو ُى َو َج ِالس ِفي ا ْلقَ ْوـ بِتَُبوؾس " َما فَ َع َؿ َك ْعب ْبف َم ِالؾ " فَقَا َؿ َر ُجؿ ِم ْف َبنِي َسمَ َمة س َيا َر ُسوؿ المَّو َحَب َسوُ َب ْرَداهُ َو َّ ت النظَر ِفي ِع ْ طفَْي ِو .فَ َس َك َ َّ َّضا َي ُزوؿ بِ ِو صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ فََب ْيَنا ُى َو َعمَى َذلِ َ ؾ َأرَى َرُج ًبل ُمَبي ً َر ُسوؿ المو َ َّ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـس " ُك ْف أََبا َخ ْيثَ َمة " فَِإ َذا ُى َو أَُبو َّراب ,فَقَا َؿ َر ُسوؿ المو َ الس َ ِ َِّ وف .قَا َؿ َك ْعبس َفمَ َّما ص َّد َ صا ِع التَّ ْمرَ ,فمَ َم َزهُ ا ْل ُمَنافقُ َ ص ِار ّ ؽ بِ َ يَ ,و ُى َو الذي تَ َ َخ ْيثَ َمة ْاأل َْن َ
136
ِ ِ ِ َّ َف رسوؿ المَّو َّ َّ ِ ض َرنِي َى امي, صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ قَ ْد تََوجَّوَ قَاف ًبل م ْف تَُبوؾ َح َ َ َبمَ َغني أ َّ َ ُ طِف ْقت أَتَ َذ َّكر ا ْل َك ِذب وأَقُوؿ بِـ أ ْ ِ ؾ بِ ُك اؿ ِذي فَ َ َستَ ِعيف َعمَى َذلِ َ َخ ُرج م ْف َس َخطو َغ ًدا َوأ ْ َ َ ِ ِ َّ َىمِيَ .فمَ َّما ِقي َؿس إِ َّف رسوؿ المَّو َّ َّ اح َأرْي ِم ْف أ ْ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ قَ ْد أَظَ َّؿ قَاد ًما َز َ َ َُ ِ عاني ا ْلب ِ َصَب َح اطؿَ ,حتَّى َع َرْفت أَاني لَ ْف أ َْن ُجو ِم ْنوُ بِ َش ْي ٍء أََب ًدا ,فَأ ْ َ َ َج َم ْعت ص ْدقوَ .وأ ْ ِِ رسوؿ المَّو صمَّى المَّو عمَْي ِو وسمَّـ قَ ِادما ,و َك ِ ِ ِ ِ َ َََ ً َ َ َ َُ اف إ َذا قَد َـ م ْف َسفَر َب َدأَ با ْل َم ْسجد فََرَكعَ ِ ِ ِف ِ ا يو َرْك َعتَْي ِف ثَُّـ َجمَ َس لِ َّمن ِ وف إِلَْي ِو اس ; َفمَ َّما فَ َع َؿ َذلِ َ وف ,فَطَفقُوا َي ْعتَذ ُر َ اءهُ ا ْل ُم َخمفُ َ ؾ َج َ َّ ِ ِ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو وف لَوَ ,و َك ُانوا بِ ْ ض َعة َوثَ َمان َ َوَي ْحمفُ َ يف َرُج ًبل ,فَقَبِ َؿ م ْنيُ ْـ َر ُسوؿ المو َ ِ ِ َّ َّ ىـ إِلَى المَّو; َحتَّى ِج ْئتَ ,فمَ َّما تيـ َوَب َاي َعيُ ْـ َو ْ استَ ْغفََر لَيُ ْـَ ,وَوك َؿ َس َرائر ْ َو َسم َـ َع َبلنَي ْ َّ اؿ " تَ َعا َؿ ! " فَ ِج ْئت أ َْم ِشي َحتَّى َجمَ ْست َب ْيف َي َد ْي ِو ضب ,ثَُّـ قَ َ َّـ تََبسُّـ ا ْل ُم ْغ َ َسم ْمت تََبس َ ,فَقَا َؿ لِيس " َما َخمَّفَؾ ,أَلَ ْـ تَ ُك ْف قَ ْد ِا ْبتَ ْعت ظَ ْيرؾ " قَا َؿس ُق ْمت َيا َر ُسوؿ المَّو إِاني َىؿ ُّ َخ ُرُج ِم ْف َس َخطو بِ ُع ْذ ٍر! لَقَ ْد الد ْنَيا لََأرَْيت أَاني َسأ ْ َواَلمَّو لَ ْو َجمَ ْست ِع ْند َغ ْيرؾ ِم ْف أ ْ ِ ِ ِ ِ َّ ِ ضى بِ ِو َعاني أْ َعطَ ْيت َج َد ًالَ ,ولَكاني َواَلمو لَقَ ْد َعم ْمت لَئ ْف َح َّدثْتُؾ ا ْلَي ْوـ َحديث َكذب تَْر َ ص ْدؽ تَ ِجد عمَ َّي ِف ِ َف يس ِخطؾ عمَ َّي ,ولَئِ ْف ح َّدثْتُؾ ح ِديث ِ َّ ِ يو إِاني َأل َْرُجو َ َ َ َ لَُيوش َكف المو أ ْ ُ ْ َ َّ َّ ِِ اف ِفي ُع ْذرَ ,واَلمَّو َما ُك ْنت قَطُّ أَ ْق َوى َوَال أ َْي َسر ِماني ِحيف فيو َع ْفو المو; َواَلمو َما َك َ َّ َّ ؽ ,قُ ْـ َحتَّى صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـس " أ َّ ص َد َ َما َى َذا فَقَ ْد َ تَ َخم ْفت َع ْنؾ! فَقَا َؿ َر ُسوؿ المو َ ي ْق ِ ضي المَّو ِفيؾ! " فَقُ ْمتَ ,وثَ َار ِر َجاؿ ِم ْف َبنِي َسمَ َمة ,فَاتََّب ُعونِي َوقَالُواس َواَلمَّو َما َ ِ َّ َّ ِ صمى َعم ْمَناؾ أَ ْذَن ْبت َذ ْنًبا قَْبؿ َى َذا ,لَقَ ْد َع َج ْزت أ ْ َف َال تَ ُكوف ا ْعتَ َذ ْرت إِلَى َر ُسوؿ المو َ ِ ِ ِ َّ َّ ا اف َك ِافيؾ َذ ْنبؾ ِا ْستِ ْغفَار َر ُسوؿ المَّو وف ,فَقَ ْد َك َ المو َعمَْيو َو َسم َـ بِ َما ا ْعتَ َذ َر بِو ا ْل ُمتَ َخمفُ َ َف أ َْرِجع إِلَى صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ لَؾ .قَا َؿس فَ َواَلمَّ ِو َما َازلُوا ُي َؤانُب َ وننِيَ ,حتَّى أ ََرْدت أ ْ َ ِ ِ َّ ِ َّ َّ َّ ا اؿس ثَُّـ قُْمت لَيُ ْـ س َى ْؿ لَق َي َى َذا صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ فَأُ َكذب َن ْفسي .قَ َ َر ُسوؿ المو َ ِ يؿ يؿ لَيُ َما ِمثْؿ َما ِق َ َحد قَالُواس َن َع ْـ لَِقَيوُ َم َعؾ َرُج َبل ِف قَ َاال ِمثْؿ َما قُ ْمت َوِق َ َمعي أ َ الربِيع ا ْلع ِ ام ِر ّ ِ ُميَّة ا ْل َو ِاقِف ّي. لَؾ .قَا َؿس قُْمت َم ْف ُى َما قَالُواس َم َرَارة ْبف َّ َ ي َوى َبلؿ ْبف أ َ ِ اؿس فَ َذ َكروا لِي رجمَْي ِف ِ ض ْيت ِحيف ُس َوة .قَ َ قَ َ اؿس فَ َم َ َُ صال َح ْي ِف قَ ْد َش ِي َدا َب ْد ًار لي في ِي َما أ ْ َ ُ ِِ َّ ِ َّ َّ يف َع ْف وى َما لِيَ .وَنيَى َر ُسوؿ المَّو َذ َك ُر ُ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ ا ْل ُم ْسمم َ َ
137
اجتََنَبَنا َّ الناس َوتَ َغي َُّروا لََنا َحتَّى منا نحف الثَّ َبلثَة ِم ْف َب ْيف َم ْف تَ َخمَّ َ ؼ َع ْنوُ ,قَاؿس فَ ْ َك َبل َ ِ ت لِي ِفي َن ْف ِسي ْاأل َْرض فَ َما ِىي بِ ْاأل َْر ِ يف َع ِرؼَ ,فمَبِثَْنا َعمَى َذلِ َ تََن َّك َر ْ ض الَّتِي أ ْ ؾ َخ ْمس َ َ ِ ِ وتيما َي ْب ِكَي ِ َما أََنا فَ ُك ْنت أَ َش َّ ب ا ْلقَ ْوـ افَ ,وأ َّ لَْيمَة .فَأ َّ اي فَ ْ صاحَب َ َما َ استَ َك َانا َوقَ َع َدا في ُبُي َ ِ ِ َحدَ ,وآتِي َخ ُرج َوأَ ْشيَد الص َ دىـ ,فَ ُك ْنت أ ْ َوأ ْ َس َواؽ َوَال ُي َكمامني أ َ َّبلة َوأَطُوؼ في ْاأل ْ َجمَ ْ ِ َّ رسوؿ المَّو َّ َّ َّبلة ,فَأَقُوؿ ُسماـ َعمَْي ِو َو ُى َو ِفي َم ْجِمسو َب ْعد الص َ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ فَأ َ َ َُ ِ َّبلـ أَـ َال ثَُّـ أ ا ُس ِارقوُ َّ النظَر ,فَِإ َذا ِفي َن ْف ِسي َى ْؿ َحَّر َ ُصمي َم َعوُ َوأ َ َ ؾ َشفَتَْيو بِ َراد الس َ ْ ِ ؾ ض َعانيَ .حتَّى إِ َذا طَا َؿ َذلِ َ ت َن ْحوه أ ْ ص َبلتِي َنظَ َر إِلَ َّي َوِا َذا ا ْلتَفَ َ َع َر َ أَ ْقَب ْمت َعمَى َ ِِ ِ ادة َو ُى َو ِا ْبف َع امي يفَ ,م َش ْيت َحتَّى تَ َس َّوْرت ِج َدار َحائِط أَبِي قَتَ َ َعمَ َّي م ْف َج ْف َوة ا ْل ُم ْسمم َ ب َّ ادة أ َْن ُشدؾ الناس إِلَ َّي ,فَ َسمَّ ْمت َعمَْي ِو ,فَ َواَلمَّ ِو َما َرَّد َعمَ َّي الس َ َّبلـ ,فَ ُق ْمتس َيا أََبا قَتَ َ َح ّ َوأ َ بِاَلمَّ ِو َى ْؿ تَعمَـ أَاني أ ِ ت ,فَ ُع ْدت ت ,قَ َ اؿس فَ ُع ْدت فََنا َش ْدتو فَ َس َك َ ب المَّو َوَر ُسولو فَ َس َك َ ُح ّ ْ َّ َّ ايَ ,وتَ َول ْيت َحتَّى تَ َس َّوْرت ا ْل ِج َدار. فََنا َش ْدتو فَقَ َ اض ْ اؿس المو َوَر ُسولو أ ْ َعمَـ ! فَفَ َ ت َع ْيَن َ َىؿ َّ الشاـ ِم َّم ْف قَِد َـ بِالطَّ َع ِاـ فََب ْيَنما أََنا أ َْم ِشي ِفي ُسوؽ ا ْل َم ِد َينة ,إِ َذا بَِنَب ِط ٍّي ِم ْف َنَبط أ ْ ِ ؽ َّ َيبِيعوُ بِا ْل َم ِد َين ِةَ ,يقُوؿس َم ْف َي ُد ّؿ َعمَى َك ْعب ْبف َمالِؾ قَ َ اؿ س فَطَِف َ الناس ُيش ُيرو َف لَوُ حتَّى جاءنِي ,فَ َدفَع إِلَ َّي ِكتَابا ِم ْف ممِؾ َغسَّاف و ُك ْنت َكاتِبا ,فَقَ أرْتو فَِإ َذا ِف ِ َما َب ْعد يوس أ َّ ً َ َ َ ً َ َ َ َ َّ ِ فَِإَّنوُ قَ ْد َبمَ َغَنا أ َّ ؽ ضَي َعة ,فَا ْل َح ْ صاحبؾ قَ ْد َجفَاؾَ ,ولَ ْـ َي ْج َعمؾ المو بِ َد ِار َى َواف َوَال َم ْ َف َ ِ ِ َم ْمت بِ ِو التَُّّنور فَ َس َج ْرتو ضا ِم ْف ا ْلَب َبلء .فَتَأ َّ بَِنا ُن َواسؾ! قَا َؿس فَ ُق ْمت حيف قََأرْتوس َو َى َذا أ َْي ً ِ ت أَربع ِ ِ ث ا ْل َو ْحي إِ َذا َر ُسوؿ َر ُسوؿ المَّو استَْمَب َ بِوَ .حتَّى إِ َذا َم َ يف َو ْ وف م ْف ا ْل َخ ْمس َ ض ْ َْ ُ َ ِ َّ صمَّى المَّو عمَْي ِو وسمَّـ يأْتِينِي فَقَا َؿس إِ َّف رسوؿ المَّو َّ َّ َف ْمرؾ أ ْ َ َََ َ َ َُ َ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ َيأ ُ ِ ِ ا اؿس َال َب ْؿ ا ْعتَ ِزْليَا فَ َبل تَ ْق َربيَا! تَ ْعتَ ِزؿ ا ْم َأرَتؾ ,قَا َؿس فَقُ ْمتس أُطَمقيَا أ َْـ َما َذا أَ ْف َعؿ قَ َ ِ اؿس فَقُ ْمت ِالم أرَتِيس ِا ْلحِقي بِأ ْ ِ قَا َؿس وأَرس َؿ إِلَى ص ِ دىـ ؾ ,قَ َ احبِي بِ َذلِ َ َ َ ََْ َىمؾ تَ ُكونِي ع ْن ْ َْ ِ َّ َّ َّ ِ ِ َّ ِ صمى المو اء ْ ت ا ْم َأرَة ى َبلؿ َر ُسوؿ المو َ َحتَّى َي ْقضي المو في َى َذا ْاأل َْمر! قَا َؿس فَ َج َ َّ ِ ِ ضائِع لَْي َس لَوُ َخا ِدـ فَيَ ْؿ َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ فَقَالَ ْ ُميَّة َش ْيخ َ تس َيا َر ُسوؿ المو إ َّف ى َبلؿ ْبف أ َ تس فَقُ ْمتس إَِّنوُ َواَلمَّو َما بِ ِو َح َرَكة َف أ ْ َخ ُدموُ فَقَا َؿس " َالَ ,ولَ ِك ْف َال َي ْق َرَبنؾ " قَالَ ْ تَ ْك َره أ ْ َك ِ اؿس إِلَى َش ْيءَ ,وَوالمَّ ِو َما َاز َؿ َي ْب ِكي ُم ْن ُذ اف إِلَى َي ْومو َى َذا! قَ َ اف م ْف أ َْمره َما َك َ َ
138
ِ َّ ِ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ ِفي ِا ْم َأرَتؾ فَقَ ْد فَقَا َؿ لي َب ْعض أَ ْىميس لَ ْو ا ْستَْأ َذ ْنت َر ُسوؿ المو َ َّ َف تَ ْخ ُدمو! قَا َؿس فَ ُق ْمت َال أ ِ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو أ َِذ َف ِال ْم َأرَِة ِى َبلؿ أ ْ ُ ْ َستَأْذف فييَا َر ُسوؿ المو َ ِ ؾ ابَ .فمَبِثْت َب ْعد َذلِ َ َو َسمَّ َـَ ,و َما ُي ْد ِرينِي َما َذا َيقُوؿ لِي إِ َذا ا ْستَْأ َذ ْنتو ِفييَا َوأََنا َرُجؿ َش ّ َّ ِ ِ َع ْشر لََي ٍ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ اؿ ,فَ َك ُم َؿ لََنا َخ ْم ُس َ وف لَْيمَة م ْف حيف َنيَى َر ُسوؿ المو َ ِ منا .قَا َؿ س ثَُّـ َّ يف لَْيمَة َعمَى ظَ ْير َب ْيت ِمف َع ْف َك َبل َ صَباح َخ ْمس َ ص َبلة ا ْلفَ ْجر َ صم ْيت َ َ َّ َّ ِ ِ ت َعمَ َّي َن ْف ِسي ضاقَ ْ ْ ُبُي َ وتنا ,فََب ْيَنما أََنا َجالس َعمَى ا ْل َحاؿ التي َذ َك َر المو َعَّنا قَ ْد َ ت عمَى ْاألَرض بِما رحب ْ ِ ص ِارخ أ َْوفَى َعمَى َجَبؿ َس ْمع َيقُوؿ َ َ َُ ضاقَ ْ َ َو َ ص ْوت َ تَ ,سم ْعت َ ْ صوتوس َيا َك ْعب ْبف مالِؾ أ َْب ِش ْر! قَا َؿس فَ َخرْرت َس ِ اء بِأ ْ اج ًداَ ,و َع َرْفت أ ْ َف قَ ْد َج َ َ َ َعمَى َ ْ ِ ِ َّ ِ َّ فَرج .قَا َؿس وأ َِذف رسوؿ المَّو َّ َّ صمَّى صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ بِتَ ْوَبة المو َعمَْيَنا حيف َ َ َ َ َُ َ ِ ِ ب َّ ض َرُجؿ الناس ُيَب اش ُر َ وفَ ,وَرَك َ ونَنا ,فَ َذ َى َ ص َبلة ا ْلفَ ْجر ,فَ َذ َى َ صاحَب َّي ُمَب اش ُر َ ب قَبؿ َ َ ِ ِ ِ ِ ع م ْف ا ْلفََرس. َس َر َ َّوت أ ْ َسمَ َـ قَبمي َوأ َْوفَى ا ْل َجَبؿَ ,و َك َ إِلَ َّي فَ َر ًساَ ,و َس َعى َسا ٍع م ْف أ ْ اف الص ْ ِ َفمَ َّما ج ِ َِّ ص ْوتو ُيَب اشرنِي َن َز ْعت لَوُ ثَْوبِاي ,فَ َك َس ْوتيما إِيَّاهُ بِبِ َش َارتِ ِو, اءني الذي َسم ْعت َ َ َ َّ ٍ ِ ِ َّ ِ َمـ َر ُسوؿ المو تيماَ .و ْانطَمَ ْقت أَتَأ َّ ىما َي ْومئذَ ,و ْ استَ َع ْرت ثَْوَب ْي ِف َفمَب ْس َ َواَلمو َما أ َْممؾ َغ ْير َ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ ,فَتَمَقَّانِي َّ وفس لِتَ ْينِ َؾ الناس فَ ْو ًجا فَ ْو ًجا ُييَانُئونِي بِالتَّ ْوَبةَ ,وَيقُولُ َ َ ِ َّ ِ َّ َّ َّ َّ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ َجالس تَ ْوَبة المو َعمَْيؾ! َحتَّى َد َخ ْمت ا ْل َم ْس ِجد ,فَِإ َذا َر ُسوؿ المو َ َّ ِفي ا ْل َم ْس ِجد َح ْولو َّ صافَ َحنِي الناس ,فَقَ َاـ إِلَ َّي طَ ْم َحة ْبف ُعَب ْيد المو ُييَ ْرِوؿ َحتَّى َ ِ َّ ِ اىا لِطَ ْم َحةَ يف َغ ْيره -قَ َ اف َك ْعب َال َي ْن َس َ اؿس فَ َك َ َو َىَّنأَنيَ ,واَلمو َما قَ َاـ َر ُجؿ م ْف الْ ُميَا ِج ِر َ َّ َّ اؿ َو ُى َو َي ْب ُرؽ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ قَ َ قَا َؿ َك ْعبس َفمَ َّما َسم ْمت َعمَى َر ُسوؿ المو َو ْجيو ِم ْف السُّرورس " أ َْب ِشر ِب َخ ْي ِر يوـ مكر عمَ ْيؾ م ْن ُذ ولَ َدتْؾ أُمؾ! " فَقُ ْمتس أ ِ َم ْف َْ َ َ ُ َ ْ ّ ُ َ َّ ِ ِ َّ ِ ِ َّ ِ اف َر ُسوؿ ع ْندؾ َيا َر ُسوؿ المو ,أ َْـ م ْف ع ْند المو قَا َؿس " َال َب ْؿ م ْف ع ْند المو " َ .و َك َ ِ َّ المَّو َّ َّ سَّر ِا ْستََن َار َو ْجيو َحتَّى َكأ َّ ط َعة قَ َمرَ ,و ُكَّنا َف َو ْجو ِق ْ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ إِ َذا ُ َ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ َف َن ْع ِرؼ َذل َ ؾ م ْنوُ .قَا َؿس فَمَ َّما َجمَ ْست َب ْيف َي َد ْيو قُْمتس َيا َر ُسوؿ المو إ َّف م ْف تَ ْوَبتي أ ْ َّ َّ ِ ِ ِ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ ص َدقَة إِلَى المو َوِالَى َر ُسولو فَقَا َؿ َر ُسوؿ المو َ أ َْن َخمع م ْف َمالي َ " قَا َؿس فَقُ ْمتس فَِإاني أ ُْم ِسؾ َس ْي ِمي الَِّذي " أ َْم ِس ْؾ َب ْعض َمالِؾ فَيُ َو َخ ْير لَؾ !
139
اد ِ َف َال بِ َخ ْيَبرَ .وُق ْمتس َيا َر ُسوؿ المَّو إِ َّف المَّو إَِّن َما أ َْن َجانِي بِالص ْ ؽَ ,وِا َّف ِم ْف تَ ْوَبتِي أ ْ ِِ ِ ِ َّ ِ أُح ادث إِ َّال ِ يف ِا ْبتَ َبلهُ المَّو ِفي ص ْدقًا َما َبِقيت! قَ َ اؿ س فَ َواَلمو َما َعم ْمت أ َ َ َح ًدا م ْف ا ْل ُم ْسمم َ ِ ِ ِ ؾ لِرس ِ َح َسف ِم َّما ِا ْبتَ َبلنِي, َّبلة َوالس َ وؿ المَّو َعمَْي ِو الص َ َّبلـ أ ْ ص ْدؽ ا ْل َحديث ُم ْن ُذ َذ َك ْرت َذل َ َ ُ واَلمَّو ما تَع َّم ْدت َك ْذبة م ْن ُذ ُق ْمت َذلِ َ ِ ِ َّ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ إِلَى َي ْو ِمي َى َذا ؾ ل َر ُسوؿ المو َ َ َ َ َ ُ َّ ِ َّ ِ اب ا َعمَى ال كن ِب ٍّي يما َبِق َي .قَ َ َ ,وِااني أ َْرُجو أ ْ اؿس فَأ َْن َز َؿ الموس « لَقَد تك َ َف َي ْحفَظني المو ف َ يف اتكبعووُ ِفي س ِ يف واعَنص ِ ِ وب سَرِة ِمف َب ْع ِد َما َك َ اد َي ِزيغُ قُمُ ُ َ َ اعة ا ْل ُع ْ ار الكذ َ َ ُ َ َوا ْل ُم َها ِج ِر َ َ ؽ ٍّم ْنهـ ثُكـ تَاب عمَ ْي ِهـ إِكن ُه ِب ِهـ ر ُؤ ٌ ِ يف ُخمٍّفُواْ يـ(َ )117و َعمَى الثكسَ ثَ ِة الكِذ َ ْ َ َ َ ْ فَ ِري ٍ ُ ْ وؼ كرح ٌ ظ ُّنواْ أَف الك س ُه ْـ َو َ ضاقَ ْت َعمَ ْي ِه ُـ اع َْر ُ ض ِب َما َر ُح َب ْت َو َ َحتكى إِ َذا َ ضاقَ ْت َعمَ ْي ِه ْـ أَنفُ ُ َم ْم َجأَ ِم َف المّ ِه إِالك إِلَ ْي ِه ثُكـ هم ُنواْ اتكقُواْ المّ َه ُّها الكِذ َ أَي َ يف َ
تَاب عمَ ْي ِهـ لِيتُوبواْ إِ كف المّ َه ُرو التككواب ك ِ يـ (َ )118يا ُ َ َ ْ َ ُ َ الرح ُ يف ( ( ")119التوبة. ) 117-119 َو ُكوُنواْ َم َع ك الص ِاد ِق َ
ُّ َف َى َدانِي لِ ْ ِ َعظَـ ِفي ئل ْس َبلِـ أ ْ قَا َؿ َك ْعب س َواَلمَّو َما أ َْن َع َـ المَّو َعمَ َّي ِم ْف نِ ْع َمة قَط َب ْعد أ ْ َّ ِ ِ ِ ِ َىمؾ َك َما َف َال أَ ُكوف َك َذ ْبتو فَأ ْ صمَّى المَّو َعمَْي ِو َو َسمَّ َـ أ ْ َن ْفسي م ْف ص ْدقي َر ُسوؿ المو َ َِِّ َّ َىمَ َ َِّ َح ٍدس « ذبوا ِحيف أ ُْن ِز َؿ ا ْل َو ْحي َشّر َما قَ َ اؿ ِأل َ يف َك ُ يف َك َذُبوهُ ,فَِإ َّف المو قَا َؿ لمذ َ ؾ الذ َ ِ ضوا َع ْن ُه ْـ إِكن ُه ْـ ِر ْجس ضوا َع ْن ُه ْـ فَأ ْ س َي ْحمِفُ َ َع ِر ُ وف ِباَلمك ِه لَ ُك ْـ إِ َذا ا ْن َقمَ ْبتُ ْـ إِلَ ْي ِه ْـ لِتُ ْع ِر ُ َ ِ ِ ك ِ ضى َع ْف َو َمأ َْو ُ ار ْـ َج َهنـ َج َزاء ب َما َكا ُنوا َي ْكس ُب َ وف »(التوبةس )74إلَى قَ ْولوس « َال َي ْر َ يف » (التوبةس )74قَا َؿ َكعبس َخمَّ ْفَنا أَّييا الثَّ َبلثَة ع ْف أَمر أُولَئِ َ َِّ ا ْلقَوـ ا ْلفَ ِ يف اس ِق َ ؾ الذ َ ْ ْ َ ْ َ ِ َّ ِ َّ َّ َّ استَ ْغفََر لَيُ ْـ, تيـ حيف َحمَفُوا لَوُ ,فََب َاي َعيُ ْـ َو ْ قَبِ َؿ َر ُسوؿ المو َ صمى المو َعمَْيو َو َسم َـ تَ ْوَب ْ وأَرجأَ رسوؿ المَّو صمَّى المَّو عمَْي ِو وسمَّـ أَمرَنا حتَّى قَضى المَّو ِف ِ اؿ المَّو س ؾ قَ َ يو ,فَبِ َذلِ َ َ َ َََ ْ َ َ ََْ َُ َّ ِ َّ ِ ِ َّ ِ َّ ا َّ ِ يف ُخمفُوا » َولَْي َس الذي ذ ْكر المو م َّما َخم ْفَنا َع ْف ا ْل َغ ْزو إَّن َما ُى َو « َو َعمَى الث َبلثَة الذ َ اعتَ َذ َر إِلَ ْي ِو ,فَقَبِ َؿ ِم ْنيُ ْـ( .تفسير القرطبي). اؤهُ أ َْمرَنا َع َّم ْف َحمَ َ ؼ لَوُ َو ْ تَ ْخمِيفو إِي َ َّانا َوِا ْر َج ُ
الحػػظ أخػػي كيػػؼ يػػورث التػػردد فػػي تعجيػػؿ الطاعػػة ،ضػػياع اعجػػر ،بػػؿ والوقػػوع
بايثـ ،والحظ بعد ذلؾ ثمرة الصدؽ ،والصبر ،والطاعة.
س ْج َروُ لمكتاب في التنور كي يغمؽ الباب عمى الشػيطاف مػف معػاودة إغرائػه الحظ َ
141
وابتسئه .الحظ الطاعة بمختمؼ مستوياتها ،مف ِق َبؿ المسمميف. جعمنػػا ا مػػف الػػذيف يسػػتمعوف القػػوؿ ،فيتبعػػوف أحسػػنه وصػػمى ا
عمػػى النبػػي
اعسوة وعمى هله وصحبه وسمـ.
سعد بف أبي وقاص ورجالُه
أرسؿ سعد إلى المغيرة وبسر بف أبي رىـ وعرفجة بف ىرثمة وحذيفة بف محسف وربعي بف عامر وقرفة بف أبي زاىر التيمي الوائمي ومذعور بف عدي العجمي والمضارب بف يزيد وسعيد بف مرة وىما مف بني عجؿ أيضا وكاف سعيد مف دىاة
العرب فقاؿ ليـ سعدس إني مرسمكـ إلى ىؤالء فما عندكـ قالوا نتبع ما تأمرنا به
وننتهي إليه ف ذا جاء أمر لـ يكف منؾ فيه شيء نظرنا أمثؿ ما ينبغي وأنفعه الح َزمة اذىبوا فتييئوا فقاؿ ربعي بف عامر لمناس فكممنارـ به قاؿ سعدس ىذا فعؿ َ إف األعاجـ ليـ آراء وأدب ومتى نأتيـ جميعا يروف أنا قد احتفمنا ليـ ،فبل تزدىـ عمى رجؿ ،فمالئوه جميعا عمى ذلؾ فقاؿس فسرحني ،فسرحو ،فخرج ربعي بف عامر
ليدخؿ عمى رستـ(قائد الفرس في القادسية) عس َك َره ،فقالوا لو ضع سبلحؾ .فقاؿس إني لـ آتكـ فأضع سبلحي بأمركـ أنتـ دعوتموني فإف أحببتـ أف آتيكـ كما أريد واال رجعت فأخبروا رستما فقاؿ إئذنوا لو ىؿ ىو إال رجؿ ،فأقبؿ يتوكأ عمى رمحو وزجو نصؿ يقارب الخطو ويزج النمارؽ والبسط فما ترؾ ليـ نمرقة وال بساطا إال أفسده وتركيا متيتكة مخرقة ،فمما دنا مف رستـ تعمؽ بو الحرس ،وجمس عمى األرض
وركز رمحو في البساط فقالوا ما حممؾ عمى ىذا قاؿ أنا ال نستحب القعود عمى زينتكـ ،فقاؿ لو رستـ ما جاء بكـ فقاؿس اهلل ابتعثنا وجاء بنا لنخرج مف شاء مف عبادة العباد إلى عبادة اهلل تعالى ومف ضيؽ الدنيا إلى سعة اآلخرة ومف جور األدياف إلى عدؿ اإلسبلـ فأرسمنا بدينو إلى خمقو لندعوىـ إليو فمف قبمو قبمنا ذلؾ
منو ورجعنا عنو وتركناه وأرضو يمييا دوننا ومف أبى قاتمناه أبدا حتى نفضي إلى موعود اهلل قاؿ وما موعود اهلل قاؿ الجنة لمف مات عمى قتاؿ مف أبى والظفر لمف
141
بقي قاؿ رستـ قد سمعنا مقالتكـ فيؿ لكـ أف تؤخروا ىذا األمر حتى ننظر فيو وتنظروا قاؿس نعـ .كـ أحب إليؾ أيوـ أـ يوماف قاؿ ال ،بؿ حتى نكاتب أىؿ رأينا ورؤساء قومنا فقاؿس إف مما سف لنا رسوؿ اهلل وعمؿ بو أئمتنا أال نمكف األعداء مف بداتنا وال نؤجميـ عند اإللتقاء أكثر مف ثبلث فنحف مترددوف عنكـ ثبلثا فانظر في أمرؾ واختر واحدة مف ثبلث بعد األجؿ اختر اإلسبلـ وندعؾ وأرضؾ أو الجزاء
فنقبؿ ونكؼ عنؾ اواف كنت عف نصرنا غنيا تركناؾ منو واف كنت إليو محتاجا منعناؾ أو المنابذة في اليوـ الرابع ولسنا نبدؤؾ فيما بيننا وبيف اليوـ الرابع إال أف تبدأنا .أنا كفيؿ لؾ بذلؾ عمى جميع مف ترى .قاؿ أسيدىـ أنت قاؿ ال ،ولكف المسمميف فيما بينيـ كالجسد بعضيـ مف بعض يجير أدناىـ عمى اعبلىـ فخمص رستـ برؤساء أىؿ فارس فقاؿ ما تروف ىؿ سمعتـ كبلما قط أوضح نص ار وال أعز
مف كبلـ ىذا الرجؿ قالوا معاذ اهلل أف تميؿ إلى شيء مف ىذا وتدع دينؾ ليذا الكمب ،أما ترى إلى ثيابو ! فقاؿ ويحكـ ال تنظروا إلى الثياب ولكف انظروا إلى
الرأي والكبلـ والسيرة إف العرب تستخؼ بالمباس والمأكؿ ويصونوف األحساب ليسوا مثمكـ في المباس وال يروف فيو ما تروف ،فمما كاف الغد بعثوا أف ابعث إلينا ذلؾ الرجؿ فبعث إلييـ سعد حذيفة بف محصف فأقبؿ في زي المغيرة الزىيد ،حتى إذا كاف عمى أدنى البساط قيؿ لو أنزؿ .قاؿس ذلؾ لو جئتكـ في حاجتي فقولوا لممككـ
ألو حاجة أـ لي فإف قاؿ لي فقد كذب ورجعت عنو وتركتكـ ،واف قاؿ لو ،لـ آتو إال عمى ما أُحب فقاؿ دعوه فجاء حتى وقؼ عميو ،ورستـ عمى سريره .فقاؿ لو انزؿ .قاؿ ال أفعؿ فمما أبى سألو ما بالؾ جئت ولـ يجئ صاحبنا باألمس قاؿ إف أميرنا يحب أف يعدؿ بيننا في الشدة والرخاء فيذه نوبتي .قاؿ ما جاء بكـ قاؿ اهلل
عز وجؿ َم َّف عمينا بدينو وأرانا آياتو حتى عرفناه وكنا لو منكريف ثـ أمرنا بدعاء الناس إلى واحدة مف ثبلث؛ فأييا أجابوا إليو قبمناهس اإلسبلـ وننصرؼ عنكـ أو الجزاء ونمنعكـ إف احتجتـ إلى ذلؾ أو المنابذة فقاؿس أو الموادعة إلى يوـ فقاؿ نعـ ثبلثا مف أمس .فمما لـ يجد
142
عنده إال ذلؾ رده وأقبؿ عمى أصحابو
فقاؿس ويمكـ أال تروف ما أرى جاءنا األوؿ باألمس فغمبنا عمى أرضنا وحقر ما نعظـ وأقاـ فرسو عمى زبرجنا وربطو بو فيو في يمف الطائر ذىب بأرضنا وما فييا إلييـ مع فضؿ عقمو وجاءنا ىذا اليوـ فوقؼ عمينا فيو في يمف الطائر سيقوـ عمى
أرضنا دوننا ،فراده أصحابو الكبلـ حتى أغضبوه وأغضبيـ فمما كاف مف الغد أرس َؿس ابعثوا إلينا رجبل فبعثوا إليو المغيرة بف شعبة ،قالوا فمما جاء إلى القنطرة يعبرىا إلى أىؿ فارس حبسوه واستأذنوا رستما في إجازتو فأذف في ذلؾ فأقبؿ المغيرة والقوـ في زييـ كما في األمس لـ يغيروا شيئا مف شارتيـ تقوية لتياونيـ، عمييـ التيجاف والثياب المنسوجة بالذىب وبسطيـ عمى غموة اليصؿ إلى صاحبيـ
حتى يمشي عمييا ،وجاء المغيرة ولو أربع ضفائر يمشي حتى جمس معو عمى سريره وشارتو فوثبوا إليو فنتروه وأنزلوه فقاؿس إنو كانت تبمغنا عنكـ أحبلـ وال أرى قوما أسفو منكـ،إنا معشر العرب سواء ،ال يستعبد بعضنا بعضا إال أف يكوف
محاربا لصاحبو ولـ آتكـ ولكنكـ دعوتموني وليس ينبغي لكـ إذا أرسمتـ إلي أف تمنعوني مف الجموس حيث أردت ،وما أكممكـ إال وأنا جالس معو ،اليوـ عممت أنكـ مغموبوف وأف ممكا ال يقوـ عمى ىذه السيرة وال عمى ىذه العقوؿ فقالت السفمة صدؽ واهلل العربي وقالت الدىاقيف واهلل لقد رمى بكبلـ ال يزاؿ خولنا والضعفاء منا ينزعوف إليو قاتؿ اهلل ّأولينا ما كاف أحمقيـ حيف يصغروف أمر ىذه األمة فمازحو صنع بو فقاؿ لو يا عربي إف الحاشية قد تصنع ما اليوافؽ الممؾ رستـ ليمحو ما ُ فيتراخى عنيا مخافة أف يكسرىا عما ينبغي مف ذلؾ واألمر عمى ما تحب مف
الوفاء وقبوؿ الحؽ وليس ما صنعوا بضائرؾ وال ناقصؾ عندنا فاجمس حيث شئت فأجمسو معو ثـ قاؿ ما ىذه المغازؿ التي معؾ يعني السياـ قاؿ ما ضر الجمرة أف
ال تكوف طويمة ثـ رماىـ ثـ قاؿ لو رستـ تكمـ أو أتكمـ فقاؿ المغيرةس أنت الذي بعثت إلينا فتكمـ فأقاـ الترجماف بينيما وتكمـ رستـ فحمد قومو وعظـ الممؾ والمممكة وقاؿ لـ نزؿ متمكنيف في الببلد ظاىريف عمى األعداء أشرافا في األمـ ليس ألحد مف المموؾ مثؿ عزنا وشرفنا
وسمطاننا ننصر عمى الناس وال ينصروف
143
عمينا إال اليوـ أو اليوميف أو الشير أو الشيريف ألجؿ الذنوب فإذا انتقـ اهلل منا فرضي رد إلينا عزنا ثـ إنو لـ تكف في الناس أمة أصغر عندنا أم ار منكـ كنتـ أىؿ نعدكـ وكنتـ إذا قحطت أرضكـ وأصابتكـ قشؼ ومعيشة سيئة ال نراكـ شيئا وال ُ السنة استعنتـ بناحية أرضنا فنأمر لكـ بشيء مف التمر والشعير ثـ نردكـ وقد عممت أنو لـ يحممكـ عمى ما صنعتـ إال ما أصابكـ مف الجهد في بسدكـ فأنا آمر
ألميركـ بكسوة وبغؿ وألؼ درىـ وآمر لكؿ واحد منكـ بوقر مف تمر وبثوبيف وتنصرفوف عنا فإني لست أشتيي أف أقتمكـ وال آسركـ
فتكمـ المغيرةس فحمد اهلل
وأثنى عميو ثـ قاؿ إف اهلل سبحانو خالؽ كؿ شيء و ارزقو يرفع مف يشاء ويضع مف يشاء فمف صنع شيئا فإف اهلل تبارؾ اسمو وتعالى ىو يصنعو والذي صنعو وأما الذي ذكرت بو نفسؾ وأىؿ ببلدؾ مف الظيور عمى األعداء والتمكيف في الببلد
وعظـ السمطاف في الدنيا فنحف نعرفو وال ننكره والُمو صنعو لكـ ووضعو فيكـ وىو
لو دونكـ ،وأما ما ذكرت فينا مف سوء الحاؿ وضيؽ المعيشة واختبلؼ القموب
وصَّيرنا إليو والدنيا دوؿ ولـ يزؿ أىؿ شدائدىا فنحف نعرفو واهلل ابتبلنا بذلؾ َ يتوقعوف الرخاء حتى يصيروا إليو وأىؿ رخائيا يتوقعوف الشدة حتى تنزؿ بيـ
ويصيروا إلييا ولو كنتـ فيما آتاكـ اهلل دوننا أىؿ شكر لكاف شكركـ يقصر عما أوتيتـ وألسممكـ ضعؼ الشكر إلى تغير الحاؿ ،ولو كنا فيما ابتمينا بو أىؿ كفر كاف عظيـ ما تتابع عمينا مستجمبا مف اهلل رحمة يرفو بيا عنا ولكف الشأف غير ما تذىبوف إليو؛ إف اهلل تعالى بعث فينا رسوال فكذبو مكذبوف وصدقو منا آخروف وأظير اهلل دعوتو وأعز دينو عمى كره ممف كذبو وحاده حتى دخموا في اإلسبلـ
طوعا وكرىا فأمرنا أف ندعوا مف خالفنا إلى ديننا فمف أباه قاتمناه وذكر نحو ما تقدـ مف الكبلـ في األحاديث المتقدمة مف دعائو إلى اإلسبلـ وقاؿ لو فإف أبيت فكف لنا
عبدا تؤدي الجزية عف يد وأنت صاغر اواال السيؼ إف أبيت ،فنخر رستـ عند ذلؾ نخرة واستشاط غضبا ثـ حمؼ بالشمس ال يرتفع لكـ الضحى غدا حتى أقتمكـ
أجمعيف
فانصرؼ المغيرة وخمص
144
رستـ بأشراؼ فارس فقاؿ أيف ىؤالء منكـ
ما بعد ىذا ألـ يأتكـ األوالف فجسراكـ واستخرجاكـ ثـ جاءكـ ىذا فمـ يختمفوا وسمكوا طريقا واحدا ولزموا أم ار واحدا ىؤالء واهلل الرجاؿ صادقيف أو كاذبيف واهلل لئف كاف بمغ مف رأييـ وصونيـ أمرىـ أف ال يختمفوا ما قوـ أبمغ فيما أرادوا منيـ ،واف كانوا
صادقيف ما يقوـ ليؤالء شيء فمجوا وتجمدوا فقاؿ واهلل إني ألعمـ أنكـ تصغوف إلى
ما أقوؿ لكـ واف ىذا منكـ رياء فازدادوا لجاجا . وفي بعض الروايات أف مما قاؿ المغيرة لرستـ وقد توعد المسمميف بأنيـ مقتولوف قاؿس ىو الذي نتمنى أف المقتوؿ منا صائر في الجنة واليارب في النار ولمباقي الصابر الظفر بحديث صادؽ ووعد ال خمؼ لو ،قاؿ رستـ ارجع إلى أصحابؾ واستعدوا لمحرب فميس بيننا وبينكـ صمح ولنفقأف عينؾ غدا.فقاؿ المغيرةس وأنت ستقتؿ غدا إف شاء اهلل واف ما قمت لي ليسرني لوال أف أجاىدكـ بعد اليوـ لسرني أف تذىبا جميعا .ورجع المغيرة فتعجبوا مف قولو فقاؿ رستـ ما أظف ىذا الممؾ إال قد انقضى وأف أجمؿ بنا أال يكوف ىؤالء أصبر منا ولقد وعدوا وعدا ليموتف أو ليدركنو ولقد حذروا وخوفوا مف الفرار خوفا ال يأتونو وقد رأيت ليمتي ىذه كأف القوس التي في السماء خرت وكأف الحيتاف خرجف مف البحر وأف ىؤالء القوـ سيظيروف عميكـ
(.عف كتاب االكتفاء بما تضمنو مف مغازي رسوؿ اهلل والثبلثة الخمفاء)
الحظ أخي الطاعة والوالء و ِ الحكمة عند رجاؿ الدولة والسياسة والعسكر المسمميف ،الربانييف.
الحظ أىمية التثقيؼ الشرعي والسياسي في معرفة المقبوؿ مف المرفوض، ومعرفة الخصـ وطبائعو ،وأعرافو ،إلحساف التصرؼ معو فيما يخدـ الدعوة. الحظ أخي العزة والشموخ والثقة عند المسمـ إذا فاوض.
الحظ اإلنتماء ووحدة الفكر والشعور وأثرىا عمى المخاطَب. الحظ أخي ثبَّتؾ اهلل اليقيف ،والطرح السافر المتحدي. ثبتنا ا
عمى دينه وألحقنا بهؤالء الكراـ بفضمه وأجرى عزة ايسسـ والمسمميف
عمى أيدينا وفي ظؿ دولة العز
145
السمطاف.المهـ هميف. والجاو و ُ
ِ ع ِ رب الباطؿ قد نما وحاف َح ُ المهـ إف َزر َ صادو فقٍَّيض له يداً مف الحؽ حاصدةً يا َ العالميف. عيف ال تراؾ عميها رقيبا ،وخسرت صفق ُة ٍ بؾ عبد لـ تجعؿ له مف ُح َ إلهي َع ِميت ٌ َ نصيبا.. انصرنا بؾ إلهي رذا حالُنا ال يخفى عميؾ ،ورذا ضعفُنا ظارر بيف يديؾ ،المهـ ُ ٌ وحؿ بيننا وبيف ِ أرحـ الراحميف. لؾ ،واجمع بيننا وبينؾُ ، غيرؾ يا َ فوفٍّقه لكؿ خير ،ومف أراد بهـ ش ارً ف ُخذوُ أخ َذ المهـ َمف أراد بالمسمميف خي ارًَ ، عزيز ـ ُِ ِ قتدر ف نهـ ال ُيع ِجزونؾ يا رب العالميف. ٍ ُ
ومف معه جعفر بف أبي طالب َ حديث أـ سممة عف الرسوليف المذيف
أرسمتيما قريش لمنجاشي قاؿ ابف اسحاؽ
146
حدثني محمد بف مسمـ الزىري عف ابي بكر بف عبد الرحمف بف الحارث بف ىشاـ المخزومي عف أـ سممة بنت ابي أمية بف المغيرة زوج رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قالتس لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بيا خير جار النجاشي؛ ِ أمّنا عمى ديننا
وعبدنا اهلل تعالى ال نؤَذى وال نسمع شيئا نكرىو ،فمما بمغ ذلؾ قريشا ائتمروا بينيـ
أف يبعثوا الى النجاشي فينا رجميف منيـ جمديف واف ييدوا لمنجاشي ىدايا مما
يستظرؼ مف متاع مكة وكاف مف أعجب ما يأتيو منيا اآلدـ فجمعوا لو أدما كثي ار ولـ يتركوا مف بطارقتو بطريقا إال أىدوا لو ىدية ،ثـ بعثوا بذلؾ عبد اهلل بف ابي
ربيعة وعمرو ابف العاص وأمروىما بأمرىـ وقالوا ليما ادفعا الى كؿ بطريؽ ىديتو
قبؿ أف تكمما النجاشي فييـ ثـ قَ ادما إلى النجاشي ىداياه ثـ سبله أف ُيسمميـ إليكما قبؿ أف يكمميـ ،قالت فخرجا حتى قدما عمى النجاشي ونحف عنده بخير دار عند خير جار ،فمـ يبؽ مف بطارقتو بطريؽ إال دفعا إليو ىديتو قبؿ أف يكمما النجاشي
وقاال لكؿ بطريؽ منيـ أنو قد ضوى إلى بمد الممؾ منا غمماف سفياء فارقوا ديف قوميـ ولـ يدخمو في دينكـ وجاءوا بديف مبتدع ال نعرفو نحف وال أنتـ وقد بعثنا الى الممؾ فييـ أشراؼ قوميـ ليردىـ إلييـ ،فإذا كممنا الممؾ فأشيروا عميو بأف يسمميـ إلينا وال يكمميـ فإف قوميـ أعمى بيـ عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ فقالوا ليما نعـ ثـ أنيما قدما ىداياىما الى النجاشي فقبميا منيما ثـ كمماه فقاال لو أييا الممؾ إنو قد
ضوى الى بمدؾ منا غمماف سفياء فارقوا ديف قوميـ ولـ يدخموا في دينؾ وجاءوا
بديف ابتدعوه ال نعرفو نحف وال أنت وقد بعثنا إليؾ فييـ أشراؼ قوميـ مف آبائيـ وأعماميـ لتردىـ إلييـ فيـ أعمى بيـ عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ وعاتبوىـ فيو قالتس ولـ يكف شيء أبغض الى عبداهلل بف أبي ربيعة وعمرو ابف العاص مف أف
قوميـ أعمى بيـ يسمع كبلميـ النجاشي قاؿ فقالت بطارقتُو حولَو َ ص َدقا أييا الممؾُ ، عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ فأسمِ ْميـ إلييما ،ف ْمَي ُرداىـ إلى ببلدىـ وقوميـ ،قالت فغضب النجاشي ثـ قاؿسالواهلل إذف ال أسمميـ إلييما وال يكاد؛ قوـ جاوروني ونزلوا حتى أدعوىـ فأسأليـ عما يقوؿ ىذاف في
ببلدي واختاروني عمى مف سواي
147
أمرىـ فإف كانوا كما يقوالف أسممتيـ إلييما ورددتيـ إلى قوميـ واف كانوا عمى غير ذلؾ منعتيـ منيما وأحسنت جوارىـ ما جاوروني . ( فمما أرسؿ إلييـ النجاشي ،تصدر جعفر بف أبي طالب رضي اهلل عنو الحديث)؛
قالتس فقاؿ لو النجاشي ىؿ معؾ مما جاء بو عف اهلل مف شيء قالت فقاؿ لو
جعفر نعـ .فقاؿ لو النجاشي فاقرأه عمي قالت فق أر عميو صد ار مف كييعص .قالت فبكى واهلل النجاشي حتى اخضمت لحيتو وبكت أساقفتو حتى أخضموا مصاحفيـ حيف سمعوا ما تبل عمييـ ،ثـ قاؿ النجاشي إف ىذا والذي جاء بو عيسى ليخرج مف
مشكاة واحدة ،انطمقا ،فبل واهلل ال أسمميـ إليكما وال يكادوف.
قالت فمما خرجا مف عنده قاؿ عمرو بف العاص واهلل آلتينو غدا عنيـ بما استأصؿ بو خضراءىـ .قاؿ فقاؿ لو عبداهلل بف أبي ربعية وكاف أتقى الرجميف فيناس التفعؿ فإف ليـ أرحاما واف كانوا قد خالفونا ،قاؿ واهلل ألخبرنو أنيـ يزعموف أف
عيسى ابف مريـ عبد .قاؿ ثـ غدا عميو مف الغد فقاؿ أييا الممؾ إنيـ يقولوف في
عيسى ابف مريـ قوال عظيما فأرسؿ إلييـ فسميـ عما يقولوف فيو قالت فأرسؿ إلييـ ليسأليـ عنو قالت ولـ ينزؿ بنا مثميا قط فاجتمع القوـ ثـ قاؿ بعضهـ لبعض ماذا تقولوف في عيسى ابف مريـ إذا سألكـ عنه قالوا نقوؿ وا
ما قاؿ ا
وما جاءنا
به نبينا كائنا في ذلؾ ما رو كائف قالت فمما دخموا عميو قاؿ ليـ ماذا تقولوف في عيسى ابف مريـ قالت فقاؿ جعفر بف ابي طالب نقوؿ فيو الذي جاءنا بو نبينا صمى اهلل عميو وسمـ ىو عبداهلل ورسولو وروحو وكممتو ألقاىا الى مريـ العذارء البتوؿ قاؿ فضرب النجاشي بيده الى األرض فأخذ منيا عودا ثـ قاؿ واهلل ما عدا
عيسى ابف مريـ ما قمت ىذا العود قالت فتناخرت بطارقتو حولو حيف قاؿ ما قاؿ فقاؿس واف نخرتـ واهلل .إذىبوا فأنتـ شيوـ بأرضي والشيوـس اآلمنوفَ ،مف َسبكـ ُغرـ ثـ قاؿ مف سبكـ غرـ ثـ قاؿ مف سبكـ غرـ ما أحب أف لي دب ار مف ذىب واني آذيت رجبل منكـ ،والدبر بمساف الحبشة الجبؿ ،ردوا عمييما ىداياىما فبل حاجة لي
بيا فواهلل ما اخذ اهلل مف الرشوة
حيف رد عمي ممكي فآخذ الرشوة فيو وما
148
أطاع الناس في فأطيعيـ فيو قالت فخرجا مف عنده مقبوحيف مردودا عمييما ما جاءا بو وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار الثبات واليقيف والوعي مفاتيح لمنجاة ،وا
(.سيرة ابف اسحؽ)
أرحـ الراحميف. ٌ خير حافظاً ورو ُ
قصة ذات الشكاؿ ضى َن ْح َب ُه َو ِم ْن ُه ْـ ص َدقُوا َما َع َ « ِم َف ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ ار ُدوا المك َه َعمَ ْي ِه فَ ِم ْن ُه ْـ َم ْف قَ َ يف ِر َجا ٌؿ َ
149
يس» َم ْف َي ْنتَ ِظ ُر َو َما َب كدلُوا تَ ْب ِد ً ىذه قصة مف قصص سمؼ األمة نسطرىا إجبلالً لتمؾ المرأة ذات ِ الشكاؿ ففييا العبرة لكؿ مف في قمبو ذرة مف شوؽ وحنيف لعز االسبلـ والمسمميف ،الميـ
عجؿ لنا بنصرؾ الذي وعدت.
حكاية أبي قدامة مع المرأة التي ظفرت شعرىا شكاال لمفَرس في سبيؿ المػو حكاية مشيورة حكاىا جماعة منيـ أحمد بف الجوزي الدمشقي رحمو المػو في كتابو المسمى بسوؽ العروس وأنس النفوس فحكىس أنو كاف بمدينة رسوؿ المػو صمى اهلل عميو وسمـ رجؿ يقاؿ لو أبو قدامة الشامي ،وكاف قد حبب المػو إليو الجياد في سبيؿ المػو والغزو إلى ببلد الروـ ،فجمس يوماً في مسجد رسوؿ المػو صمى اهلل عميو
وسمـ يتحدث مع أصحابو ،فقالوا لوس يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجياد فقاؿ أبو قدامةس
نعـ إني دخمت في بعض السنيف الرقة أطمب جمبلً أشتريو ليحمؿ السبلح ،فبينما جالس إذ دخمت عمي امرأة فقالتس يا أبا قدامة سمعتؾ وأنت تحدث عف أنا يوماً ٌ قت مف َّ الشعر ما لـ ُيرزقو غيري مف النساء ،وقد الجياد وتحث عميو وقد ُرز ُ قصعتو وأصمحت منو شكاال لمفرس وعفرتو بالتراب كي ال ينظر إليو أحد ،وقد
ورميت النباؿ أحببت أف تأخذه معؾ فإذا َ صرت في ببلد الكفار وجالت األبطاؿ ُ وجردت السيوؼ و ُشػرعػت األس ّػنػة ،فإف احتجت إليو واال فادفعو إلى مف يػحػتػاج إليو ُ ليحضر شعري ويصيبو الغبار في سبيؿ المػو ،فأنا امرأة أرممة كاف لي زوج وعصبة
عمي جياد لجاىدت. كميـ قُتموا في سبيؿ المػو ولو كاف ّ وناولتني الشكاؿ .وقالتس إعمـ يا أبا قدامة أف زوجي لما قُتؿ خمؼ لي غسماً مف
151
قواـ بالميؿ أحسف الشباب ،وقد تعمـ القرهف والفروسية والرمي عمى القوس ورو ّ صواـ بالنهار ،وله مف العمر خمس عشرة سنة وىو غائب في ضيعة خمفيا لو ّ أبوه ،فمعمو يقدـ قبؿ مسيرؾ فأوجيو معؾ ىدية إلى المػو عز وجؿ وأنا أسألؾ بحرمة
اإلسبلـ ،ال تحرمني ما طمبت مف الثواب.
فأخذت الشكاؿ منيا فإذا ىو مظفور مف شعرىا .فقالتس ألقو في بعض رحالؾ وأنا جت مف الرقة ومعي أصحابي ،فمما أنظر إليو ليطمئف قمبي .فطرحتو في رحمي وخر ُ صرنا عند حصف مسػممػػة بػف عبػدالممػؾ إذا بفػارس ييػتػؼ مػف ورائيس يا أبا قدامة قؼ عمي قميبلً يرحمؾ المػو ،فوقفت وقمت ألصحابي تقدموا أنتـ حتى أنظر مف
ىذا ،واذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقاؿس الحمد لمػو الذي لـ يحرمني صحبتؾ ولـ يردني خائباً. قمت لمصبي أسفر لي عف وجيؾ ،فإف كاف يمزـ مثمؾ غزو أمرتؾ بالمسير ،واف لـ يمزمؾ غزو رددتؾ ،فأسفر عف وجيو فإذا بو غبلـ كأنو القمر ليمة البدر وعميو آثار النعمة .قمت لمصبيس ألؾ والد قاؿس ال بؿ أنا خارج معؾ أطمب ثأر والدي ألنو
استشيد فمعؿ المػو يرزقني الشيادة كما رزؽ أبي.
قمت لمصبيس ألؾ والدة قاؿس نعـ .قمتس اذىب إلييا فاستأذنيا فإف أذنت واال فأقـ عندىا فإف طاعتؾ ليا أفضؿ مف الجياد ،ألف الجنة تحت ظبلؿ السيوؼ وتحت
أقداـ األميات .قاؿس يا أبا قدامة أما تعرفني قمت س ال .قاؿس أنا ابف صاحبة
الوديعة ،ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكاؿ ،وأنا إف شاء المػو الشييد ابف الشييد ،سألتؾ بالمػو ال تحرمني الغزو معؾ في سبيؿ المػو ،ف ني حافظ لكتاب المػه عارؼ بسنة رسوؿ المػه صمى ا
عميه وسمـ ،عارؼ بالفروسية والرمي وما
عمي أف ال خمفت ورائي أفرس مني ،فس تحقرني لصغر سني ،واف أمي قد أقسمت ّ ُّبَر ورب نفسؾ لمػه ني إذا لقيت الكفار فس تولّهـ الد ُ أرجع وقالت :يا ُب ّ
151
واطمب مجاورة المػو تعالى ومجاورة أبيؾ مع إخوانؾ الصالحيف في الجنة ،فإذا في فإنو قد بمغني أف الشييد يشفع في سبعيف مف أىمو رزقؾ المػو الشيادة فاشفع ّ وسبعيف مف جيرانو ،ثـ ضمتني إلى صدرىا ورفعت رأسيا إلى السماء وقالتس إلهي
وسيدي وموالي رذا ولدي وريحانة قمبي وثمرة فؤادي سممته إليؾ فقربه مف أبيه.
فمػمػا سػمػعػت كػبلـ الغػبلـ بكػيػت بكاءاً شديداً أسفاً عمى حسنو وجماؿ شبابو
ورحمة لقمب والدته وتعجباً مف صبررا عنو .فقاؿس يا عـ مـ بكاؤؾ إف كنت تبكي لصغر سني فإف المػو يعذب مف ىو أصغر مني إذا عصاه .قمتس لـ أبؾ
لصغر سنؾ ولكف أبكي لقمب والدتؾ كيؼ تكوف بعدؾ. ِ وس ْرنا ونزلنا تمؾ الميمة .فمما كاف الغداة رحمنا والغبلـ ال يفتر مف ذكر المػو تعالى، فػتػأمػمػتػو فإذا ىػو أفػرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزال ،وصػار كمما سرنا يقوى عزمو ويزداد نشاطو ويصفو قمبو وتظير عبلمات الفرح عميو. فمـ نزؿ سائريف حتى أشرفنا عمى ديار المشركيف عند غروب الشمس ،فنزلنا فجمس
الغبلـ يطبخ لنا طعاما إلفطارنا وكنا صياما ،فغمبو النعاس فناـ نومة طويمة فبينما ىو نائـ إذ تبسـ في نومو فقمت ألصحابي أال تروف إلى ضحؾ ىذا الغبلـ في نومو ،فمما استيقظ قمتس حبيبي رأيتؾ الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامؾ ،قاؿس رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني .قمتس ما ىي .قاؿس رأيت كأني في روضة
خضراء أنيقة فبينما أنا أجوؿ فييا إذ رأيت قص اًر مف فضة ُشرفو مف الدر
والجواىر ،وأبوابو مف الذىب وستوره مرخية ،واذا جواري يرفعف الستور وجوىيف كاألقمار فمما رأينني قمف ليس مرحبا بؾ فأردت أف أمد يدي إلى إحداىف فقالتس ال
تعجؿ ما آف لؾ ،ثـ سمعت بعضيف يقوؿ لبعض ىذا زوج المرضية ،وقمف لي تقدـ
152
يرحمؾ المػو ،فتقدمت أمامي فإذا في أعمى القصر غرفة مف الذىب األحمر عمييا سرير مف الزبرجد األخضر قوامو مف الفضة البيضاء عميو جارية وجييا كأنو الشمس لوال أف المػو ثبت عمي بصري لذىب وذىب عقمي مف حسف الغرفة وبياء
الجارية .فمما رأتني الجارية قالتس مرحبا وأىبل وسيبل يا ولي المػو وحبيبو ،أنت لي وأنا لؾ ،فأردت أف أضميا إلى صدري فقالتس ميبل ،ال تعجؿ ،فإنؾ بعيد مف الخنا ،واف الميعاد بيني وبينؾ غداً بعد صبلة الظير فأبشر. قاؿ أبو قدامة س قمت لو حبيبي رأيت خي اًر ،وخي اًر يكوف .ثـ بتنا متعجبيف مف مناـ الغبلـ ،فمما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي س يا خيؿ المػو اركبي
وبالجنة أبشري ،انفروا خفافاً وثقاالً وجاىدوا. فما كاف إال ساعة ،واذا جيش الكفر -خذلو المػو -قد أقبؿ كالجراد المنتشر ،فكاف منا فييـ الغبلـ فبدد شمميـ وفرؽ جمعيـ وغاص في وسطيـ ،فقتؿ أوؿ مف حمؿ ّ منيـ رجاالً وجندؿ أبطاالً ،فمما رأيتو كذلؾ لحقتو فأخذت بعناف فرسو وقمت س يا حبيبي ارجع فأنت صبي وال تعرؼ خدع الحرب .فقاؿ س يا عـ ألـ تسمع قوؿ المػو
تعالى س «يا أيها الذيف همنوا إذا لقيتـ الذيف كفروا زحفا فس تولورـ اعدبار» ،أتريد أف أدخؿ النار فبينما ىو يكممني إذ حمؿ عمينا المشركوف حممة رجؿ واحد ،حالوا
بيني وبيف الغبلـ ومنعوني منو واشتغؿ كؿ واحد منا بنفسو. حص ْوف عددا وقُتؿ خمؽ كثير مف المسمميف ،فمما افترؽ الجمعاف إذ القتمى ال ُي َ فجعمت أجوؿ بفرسي بيف القتمى ودماؤىـ تسيؿ عمى األرض ووجوىيـ ال تُعرؼ
مف كثرة الغبار والدماء ،فبينما أنا أجوؿ بيف القتمى واذا أنا بالغبلـ بيف سنابؾ الخيؿ قد عبله التراب وىو يتقمب في دمو ويقوؿ س يا معشر المسمميف ،بالمػو ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبمت عميو عندما سمعت صياحو فمـ أعرؼ وجهه لكثرة
153
الدماء والغبار ودوس الدواب فقمت س أنا أبو قدامة. قاؿ س يا عـ صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابف صاحبة الشكاؿ ،فعندىا رميت بنفسي عميو فقبمت بيف عينيو ومسحت التراب والدـ عف محاسنو وقمت س يا حبيبي
ال تنس عمؾ أبا قدامة في شفاعتؾ يوـ القيامة .فقاؿ س مثمؾ ال ُينسى ،ال تمسح وجيي بثوبؾ ثوبي أحؽ بو مف ثوبؾ ،دعو يا عـ ألقى المػو تعالى بو .يا عـ رذو عجؿ الحوراء التي وصفتها لؾ قائمة عمى رأسي تنتظر خروج روحي وتقوؿ لي ّ
ردؾ المػو سالماً فتحمؿ ثيابي ىذه المضمخة فأنا مشتاقة إليؾ ،بالمػو يا عـ إف ّ
بالدـ لوالدتي المسكينة الثكبلء الحزينة وتسمميا إلييا لتعمـ أني لـ أضيع وصيتيا ولـ أجبف عند لقاء المشركيف ،واق أر مني السبلـ عمييا ،وقؿ ليا إف المػه قد قبؿ ِ أرديتها ،ولي يا عـ أخت صغيرة ليا مف العمر عشر سنيف كنت كمما الهدية التي
جت تكوف آخر مف يودعني عند مخرجي ،وقد دخمت استقبمتني تسمـ عمي ،واذا خر ُ عنا ،فإذا لقيتَيا فاق أر عمييا مني السبلـ وقؿ ليا يقوؿ قالت لي بالمػو يا أخي ال تُْب ِط ّ
لؾ أخوؾس المػه خميفتي عميؾ إلى يوـ القيامة ،ثـ تبسـ وقاؿ أشيد أف ال إلو إال المػو وحده ال شريؾ لو صدؽ وعده وأشيد أف محمداً عبده ورسولو ىذا ما وعدنا
المػو ورسولو وصدؽ المػو ورسولو ،ثـ خرجت روحو فكفناه في ثيابو ووريناه رضي المػو عنو وعنا بو. فمما رجعنا مف غزوتنا تمؾ ودخمنا الرقة لـ تكف لي ىمة إال دار أـ الغبلـ ،فإذا جارية تشبو الغبلـ في حسنو وجمالو وىي قائمة بالباب وتقوؿ لكؿ مف مر بياس يا عـ مف أيف جئت فيقوؿ مف الغزو ،فتقوؿ أما رجع معكـ أخي فيقولوف ال نعرفو، فمما سمعتيا تقدمت إلييا فقالت ليس يا عـ مف أيف جئت قمت مف الغزو قالتس أما
الع ْػبرة ،ثـ رجع معكـ أخي ثـ بكت وقالت ما أبالي ،يرجعوف وأخي لـ يرجع فغمبتني َ قمت ليا يا جارية قولي لصاحبة البيت إف أبا قدامة عمى الباب ،فسمعت المرأة
154
كبلمي فخرجت وتغير لونيا .فسممت عمييا فردت السبلـ وقالت أمبش اًر جئت أـ
بيني لي البشارة مف التعزية رحمؾ المػه .قالتس إف كاف ولدي رجع معزياً .قمتس ّ سالماً فأنت معز ،واف كاف قُتؿ في سبيؿ المػو فأنت مبشر .فقمتس أبشري فقد قُبمت
رديتؾ .فبكت وقالتس الحمد لمػو الذي جعمو ذخيرة يوـ القيامة ،قمت فما فعمت الجارية أخت الغبلـ .قالت س ىي التي تكممؾ الساعة فتقدمت إلييا فقمت ليا إف
أخاؾ يسمـ عميؾ ويقوؿ لؾ س المػو خميفتي عميؾ إلى يوـ القيامة ،فصرخت ووقعت عمى وجييا مغشياً عمييا ،فحركتيا بعد ساعة ،فإذا ىي ميتة فتعجبت مف ذلؾ ثـ
سممت ثياب الغبلـ التي كانت معي ألمو وودعتيا وانصرفت حزيناً عمى الغبلـ
والجارية ومتعجباً مف صبر أميما.
قاؿ المؤلؼ وقد ذكر الحافظ العبلمة أبو المظفر بف الجوزي أنو حيف بمغتو ىذه الحكاية جمع عنده مف الشػعػور ما ظػفػره فكػاف منو ثبلثػمائة شكاؿ وتقدـ ذلؾ في الباب الرابع والمػو الموفؽ لمصواب. الميـ احشرنا مع ابف صاحبة الشكاؿ ،وأرنا يوما كيوـ بدر يا رب السماوات واألرض.
ختاما… ػيش ل ػػو ،وبالت ػػالي ف ػػإف حام ػػؿ إف حم ػػؿ ال ػػدعوة أوال وأخيػ ػ اًر ى ػػو التػ ػز ُاـ باإلس ػػبلـ ،وع ػ ُ الػدعوة ىػو إسػبلـ متحػرؾِ ، صػمَتُوُ بالنػػاس دعػوة ،ورؤيػتُيـ لػو دعػوة ،فػااللتزاـ الكامػػؿ ُ
باإلسبلـ ،والتأسي بالرسوؿ الكريـ في كؿ ما ورد عنو ،واإلقتػداء بػو صػمى اهلل عميػو
155
وآلو وسمـ ىو مف أولويات حمؿ الػدعوة ،فس بد أف تظهر شفافي ُة الدعوة ،ونقاؤرػا، وصفاء ِ حممها ،ومستوارا مف النضػج والعمػؽ ،واسػتنارةُ ِ فكررػا مػف خػس ؿ الداعيػة ُ عيشو بيف الناس ،وقبػؿ أف يخ ِ نفسه ،بمجرد ِ ِ ػاطَبيـ بالػدعوةُ ،فيعػرؼ ألوؿ وىمػة أنػو ذو مواصفات خاصة. أحبتػػػي َح َممَػػػ َة الػػػدعوة.....إف ثبػػػاتَكـ عمػػػى رػػػذا اعمػػػر ،وتكثي ػ َػركـ لسػ ػواد الص ػػؼ ِ المتممس لطريػؽ النيضػة ،وتحممَكػـ اعذى المعادي لمكفر ،الواعي عمى حاؿ األمة، ػص فػي أمػوالكـ ،وتفػر ٍ في سبيؿ ذلؾ ،مف سنوات أعماركـ ،ومػف نق ٍ يط بتجػارتكـ ،قػد
أثػػار غػػيظَ عػػدوكـ ،ولكػػـ فػػي ذلػػؾ عنػػد اهلل جزي ػ ُؿ العطػػاء ،فػػإنكـ ال تطػػأوف م ِ وطئ ػاً َ شػكـ الطبيعػي يغيظ الكفار ،وال تقطعوف وادياً إال ُكتب لكـ بػو َع َمػ ٌؿ صػالح ،اواف عي َ
فػػػي أُمػػػتكـ مخ ػػاطبيف إياى ػػا ،ناص ػػحيف لي ػػا أو ُم َح ػػذريف ،مبشػ ػريف لي ػػا أو من ػػذريف، ػماعكـ لمقػػوـ مػػا يكرىػػوف مػػػراعيف واغػػاظتَكـ لمكف ػرة وعمبلئيػػـ وجنػػوِد عمبلئيػػـ ،واسػ َ الفرؽ في حساسية وشفافية خطاب اعمة وشػدة وحػزـ خطػاب صػؼ اععػداء ،إف ىػػذا كمَّػػو لتػ ٍ تحممَنػػا األذى فػػي سػبيؿ ػأس بسػػيرة نبينػػا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ،واف ُ ِ ِ ِ رسػوؿ ا ػحب ص َ جػاور َ ذلؾ يحقؽ لنػا الػدرجات العمػى فػي الجنػة إف شػاء ا ،ل ُن َ ٍ برحمػة منػه سػبحانه، صمى ا عميه وهلػه وسػمـ فيهػا ،وننػاؿ الجنػة دوف حسػاب المتفضؿ الم ّناف.
وقد مر الصحابة الكػراـ رضػي اهلل عػنيـ بمثػؿ ىػذا الػدور الػذي نحيػاه ،فيػا ىػو أبػو
عبيدة رضي اهلل عنو يصؼ حاليـ فيو فيقػوؿ (:لقد كنػا وا
تشػيب نقاسػي أحػواال ّ
النواصي ،وأرواال تزيؿ الرواسي ،خائضيف غماررا ،راكبػيف تياررػا ،نشػرب صػابها، ونشرح عبابها ،واعنوؼ تعطػس عمينػا ِ شػفار بػالكبر ،والصػدور تسػتعر بػالغيظ ،وال ّ
تُشػػحذ بػػالمكر ،ال نرجػػػوا عنػػد الصػػباح مسػػػاء ،وال عنػػد المسػػاء صػػػباحاً،..... ، فػ ِ ػػػػػػاديف رسػػػػػػػوؿ ا صػػػػػػػمى ا عميػػػػػػػه وهلػػػػػػػه وسػػػػػػػمـ بالمػػػػػػػاؿ واعـ والخػػػػػػػاؿ
والعـ)...آمنوا...حمموا الدعوة...أُوذوا...صبروا وثبتوا...منيـ َمف قضى َنحبو ومنيـ صػػاب اًر محتسػػباً واثق ػاً حتػػى أتػػى نصػ ُػر اهلل م ػ ػػف انتظ ػ ػػر دوف أف ُيب ػ ػ ّػدؿ...عامبلً
156
فكػػاف اإلسػػتخبلؼ والتمكػػيف واألمػػف مػػف بعػػد الظُمػػـ والمبلحقػػة والتضػػييؽ ،ولػػف تجػ َػد ػب عمػى أمػره ولكػف أكثػر الن ِ ػاس لسنة اهلل تبديبل ولف تج َػد لسػنة اهلل تحػويبل ،واهلل غال ٌ
ال يعمموف.
ضػى ار ُػدوا المك َ ص َػدقُوا َمػا َع َ قال تعىانى س« ِم ْػف ا ْل ُم ْػؤ ِم ِن َ ػه َعمَ ْي ِػه فَ ِمػ ْن ُه ْـ َم ْػف قَ َ يف ِر َجػا ٌؿ َ يف ِب ِ ِ ص ْد ِق ِه ْـ َوُي َع ٍّػذ َب ي المك ُه ك َن ْح َب ُه َو ِم ْن ُه ْـ َم ْف َي ْنتَ ِظ ُر َو َما َب كدلُوا تَ ْب ِد ً الص ِاد ِق َ يس()23ل َي ْج ِز َ ػاف َغفُ ا ِ ا ْلم َن ِ يمػا( ( » )24اْلح زاب -95 يف إِ ْف َ وب َعمَ ْي ِه ْـ إِ كف المك َ ػه َك َ اف ِق َ اء أ َْو َيتُ َ ش َ ً ػور َرح ً ُ .) 91
يا حممة الدعوة.....
ى ػػذا ح ػػاؿ م ػػف اختػ ػرتـ دربي ػػـ ،وس ػػمكتـ صػ ػراطيـ م ػػف ال ػػذيف أنع ػػـ اهلل عم ػػييـ مم ػػف سػػبقوكـ ،الػػذيف جعمػوا الجنػػة مطمبػػا ،ورضػواف اهلل غايػةً ،فيػػبل تصػػبروف عمػػى األذى
ولما يأتكـ مثؿ الذيف خمػوا مػف قػبمكـ مسػتيـ كما صبروا ،أـ حسبتـ أف تدخموا الجنة َّ
يقوؿ الرسو ُؿ والذيف أمنػوا معػو متػى نصػر اهلل ،أال إف وزلزلوا حتى َ البأساء والضراء ُ نصر ا قريب. َ
المهـ ارزقنا الصدؽ وايخسص والثبات في النية والقوؿ والعمؿ. كيػػؼ ال يتحمػػؿ جنػػد اإلسػػبلـ وحممػػة لػػواء الخبلفػػة مػػا ُيبلقػػوف وىػػـ يقػػرأوف القػ ػرآف يبش ػػرىـ بثػ ػواب ال ػػدنيا وحس ػػف ثػ ػواب اآلخػ ػرة ،والمبلئك ػػة تحفي ػػـ ف ػػي مجالس ػػيـ ،واهلل سػػبحانو وتعػػالى قػػد تكفػػؿ بتثبيػػتيـ بػػالقوؿ الثابػػت فػػي الحيػػاة الػػدنيا وفػػي اآلخ ػرة ،فػػبل
تقيم ػوا وزنػػا لكػػؿ مػػا سػػوى اهلل ،وال تعبئ ػوا بعػػدوكـ وقػػد بعػػتـ األم ػواؿ واألنفػػس بجنػػة عرضيا السماوات واألرض أعدت لممتقيف.
157
ِ ِ َف لَ ُهػ ْػـ ا ْل َج كن ػ َة ػه ْـ َوأ َْمػ َػوالَ ُه ْـ ِبػػأ ك ػه ا ْ قػػاؿ تعػػالى « :إِ كف المكػ َ سػ ُ شػػتََرى مػ ْػف ا ْل ُمػ ْػؤ ِمني َف أَنفُ َ ػوف و ْعػ ًػدا عمَ ْيػ ِػه حقًّػػا ِفػػي التكػػور ِ ػاتمُ َ ِ يقَػ ِ اي ِ س ػ ِب ِ اة َو ِْ نجيػ ِػؿ يؿ المكػ ِػه فَ َي ْقتُمُػ َ َ َ ُ ػوف َوُي ْقتَمُػ َ َ وف فػػي َ َْ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ َوا ْلقُ ْػر ِ ػاي ْعتُ ْـ ِبػ ِػه َوَذلِػ َؾ ُرػ َػو استَ ْبش ُػروا ِب َبػ ْػيع ُك ْـ الكػذي َب َ هف َو َمػ ْػف أ َْوفَػػى ِب َع ْهػدو مػ ْػف المكػػه فَ ْ الر ِ سػ ِ وف ا ْلح ِ ا ْلفَػوُز ا ْلع ِظػػيـ()111التكػ ِ سػ ِ وف ػوف ال ك وف ال ك وف ك ػاج ُد َ اك ُعػ َ ػائ ُح َ امػ ُػد َ ػائ ُب َ وف ا ْل َعا ِبػ ُػد َ َ ْ َ ُ ود المكػ ِ ػػػر وا ْلحػ ِ وف ِبػػػػا ْلمعر ِ ِ ػػػد ِ ػػػه َوَب ٍّ ػػػر وف َعػ ْ وف ِل ُحػ ُ وؼ َوال كنػ ُ ػػػافظُ َ ػػػار َ ػػػر َ ػػػف ا ْل ُمن َكػ ِ َ َ شػ ْ َ ُْ ْاآلمػ ُ يف( ( »)112التوبة .) 449-444 ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ
يا حممة الدعوة..... اشػػحذوا ِى َم َمكػػـ و َش ػ امروا عػػف سػػواعدكـ لتقف ػوا مػػف الػػنظـ الحاكمػػة الظالمػػة الباغيػػة وضػح لكػـ أف اهلل سػبحانو وتعػالى قػد تكفػؿ البالية الميترئة موق َ ػؼ النػد القػوي طالمػا ُ بحفظك ػػـ ومػ ػؤازرتكـ ،وأف جن ػػد اهلل ق ػػد امتطػ ػوا ظي ػػور الخي ػػؿ لنصػ ػرة أتب ػػاع الح ػػؽ، ط ْمئِن ػػيف لي ػػـ أف ال تخ ػػافوا م ػػف ع ػػدوكـ وال تحزنػ ػوا لم ػػا ومبلئك ػػة اهلل تتن ػػزؿ عم ػػييـ ُم َ أصابكـ ومسكـ ،وال تحزنوا لما فاتكـ ،لقد آف األواف أف نتطمع إلى الفردوس األعمػى وسػ َػي ُم ُّف اهلل سػػبحانو وتعػػالى عمػػى الػػذيف استُضػػعفوا فػػي األرض ويجعميػػـ فػػي الجنػػةَ ،
158
أئمةً ويجعميـ الوارثيف.
«إف الذيف قالوا ربنا ا
ثػـ اسػتقاموا تتنػزؿ عمػيهـ المسئكػة اال تخػافوا وال تحزنػوا
وابشروا بالجنة التي كنػتـ توعػدوف .نحػف اوليػاؤكـ فػي الحيػاة الػدنيا وفػي االخػرة
ولكـ فيها ما تشتهي انفسكـ ولكـ فيها ما تدعوف
» (فصمت.)56
سػػيروا فػػي حمػػؿ دعػػوتكـ عمػػى بركػػة اهلل ،قػػودوا أمػػتكـ إلػػى اليػػدى والرشػػاد واسػػتميموا مف اهلل العوف والسداد ،وتيقنػوا أنػو سػبحانو ناص ُػركـ ومػؤازركـ واهلل َم َعكػـ ولػف َيتِ َػركـ أعمالكـ. والسبلـ عميكـ ورحمة اهلل وبركاتو.
أخوكـ عصمت عوني الحموري
بخير غفر اهلل لو ولوالديو واخوانو وأحبابو ولمف لو فضؿ عميو وختـ ليـ َ
الميـ آميف.
«ليبمغف رذا اعمر ما بمغ الميؿ والنهار وال يترؾ ا ِ وبر إال أدخمه ا
بيت ِ مدر وال
رذا الديف بعز عزيز أو بذؿ ذليؿ» رواه أحمد
فهرس المىضىعات آية اإلفتتاح
.......................................
4
مناجاة
.......................................
9
تصويب النية
.......................................
5
إىداء
.......................................
1
مقدمة
.......................................
4
159
محبة اهلل عز وجؿ
.......................................
1
إيثار اآلخرة عمى الدنيا
.......................................
49
اإلخبلص
.......................................
44
بعض ما ُيعينؾ عمى اإلخبلص احذروا مف الوسوسة
.......................................
49
.......................................
41
التوكؿ
.......................................
96
اسماء اهلل وصفاتو
.......................................
99
.......................................
91
الحياء مف اهلل
.......................................
94
المسيح الدجاؿ
.......................................
99
القبر
.......................................
97
تعرؼ الى اهلل
الميزاف
.......................................
56
الحوض
.......................................
59
حب النبي واتباعو
.......................................
55
ال تحقرف مف السنف شيئاً
.......................................
54
.......................................
59
التحمي بنفسية المجاىد
شوؽ الصحابة وصدقيـ
.......................................
51
التحمي بصفات الراعي
.......................................
16
القمب
.......................................
14
سموـ القمب
.......................................
14
.......................................
11
التفكر
.......................................
11
ذكر اهلل عمى كؿ حاؿ
.......................................
46
الزاد اليومي
161
دعاء الرحمف
.......................................
45
الرجاء
.......................................
41
االستعاذة
.......................................
44
االستغفار والتوبة
.......................................
44
الصبر
.......................................
46
صبلة الجماعة خير زاد
.......................................
49
التبكير لصبلة الجمعة
.......................................
47
.......................................
47
مف سيرة عمر
.......................................
64
مف سيرة محمد الفاتح
.......................................
69
كتاب اهلل الكريـ
.......................................
65
دعاء نفيس
قضاء ما فات مف قراءة القراف
.......................................
64
كاف ُخمقو القراف دعاء سجود التبلوة
.......................................
61
.......................................
94
الصحبة واىميتيا
.......................................
99
نصائح خاصة لمصاحب
.......................................
94
حؽ المسمـ عمى المسمـ ست َّ تتخؿ عف أخيؾ في المحنة ال
.......................................
99
.......................................
91
الوالء والبراء
.......................................
14
نماذج َحيَّة
.......................................
19
.......................................
11
صبر النبي صمى اهلل عميو وسمـ َ عبد اهلل بف حذافة
.......................................
19
.......................................
11
اإلبتبلء
161
نماذج معاصرة
.......................................
74
وج ّؿ الرضا بقضاء اهلل ّ عز َ
.......................................
79
.......................................
75
الثقافة الحزبية
بشروا وال تنفروا
.......................................
76
الطاعة
.......................................
79
القراءة والمطالعة
.......................................
466
سنف الفطرة
.......................................
464
دراستنا متميزة
.......................................
469
المسمميف وأحوالَيـ أخبار تَتَّب ْع َ َ وحدة المسمميف
.......................................
461
.......................................
461
نماذج عممية لحمؿ الدعوة
.......................................
466
نصائح ذىبية لحممة الدعوة
.......................................
469
نور عمى نور
.......................................
441
ابتعد أخي عما ُيشيف
.......................................
441
خطر المسمسبلت واألغاني
.......................................
444
حامؿ الدعوة متميز حتى في
.......................................
446
ادب الخطاب
.......................................
441
اإلنصاؼ والنزاىة
.......................................
447
إلىحامبلت الدعوة
.......................................
499
.......................................
496
مواقع ينصح بزيارتيا
.......................................
499
خبلصة مواقؼ حامؿ الدعوة
.......................................
491
فرحو
تحذير لمكريمات
162
مواقؼ مف نور
.......................................
454
سرية عاصـ بف ثابت
.......................................
454
حاطب بف أبي بمتعة
.......................................
451
.......................................
451
كعب بف مالؾ
سعد بف أبي وقاص
.......................................
415
جعفر بف أبي طالب ومف معو
.......................................
417
قصة ذات الشكاؿ
......................................
449
ختاماً
.......................................
163
441