2 minute read

إضــــاءة علــــى الحِــــرَف اللبنانيــــة مــــــن أجــــــل وضــــــع السياســــــات العامّــــة

دراسة نموذجية عن برج حمّود

Advertisement

مع وصول الموجة الأولى من اللاجئين الأرمن إلى بيروت في عشرينيات القرن الماضي،‏ لم تكُن برج حمّود سوى سهل زراعي يمكن الوصول إليه عبر جسرٍ‏ حجريّ،‏ يؤدّي إلى أرض خضراء واسعة تتخلّلهابضعة منازل متناثرة في أرجائها.‏ بعد ترحيلهم من تركيا وفقدان موطنهم الأم،‏ حصلَ‏ الأرمن علىفرصة بناء موطن جديد لهم ضمن الإطار اللبناني المتغيّر . وخلال الثلاثينات،‏ بدأ السهل الزراعي بالتحوّل إلى منطقة سكنية منظّمة وفقًا

للتخطيط المدني الفرنسي.‏ وعكسَ‏ هذا النمط المدني الجديد اليوتوبيا الأرمنية

‏ وقد أثّر التوتّر في المنطقة على تصدير البضائع بعد إغلاق قنوات النقل البرّي.‏ كذلك،‏ تمّ‏ ذِكر تدهور القطاع السياحي بعد العام 2005 والأزمة الدبلوماسية التي تَلَت مع بلدان دول الخليج كأسباب لشحّ‏ الطلب على مُنتجات برج حمّود.‏ ولم يقُل سوى عدد قليل إن‎ الحرب الأهلية كانت فترة مُضِرّة بالتجارة،‏ بل على العكس من ذلك،‏ بالنسبة لبعض الجهات التي تمارس حِرَفتها منذ أكثر من 25 عامًا،‏ كانت فترة الحرب الأهلية مرحلةً‏ اقتصادية مُزدهرة شهِدَت تصديرًا منتظِمًا للبضائع نحو الخليج العربي وأوروبا.‏

هل يوفر لك عملك موارد اقتصاديةكافية لك ولعائلتك؟

استنادًا إلى التحليل النوعي لعيّنة برج حمّود،‏ يتبيّن أنّ‏ التحدّيات الرئيسية التي يواجهها الحِرَفيّون في القطاعات المختلفة هي التالية وفقًا لأهميتها:‏ المنافسة من المُنتجات المُستوردة،‏ وسهولة ممارسة الأعمال،‏ وكلفة الإنتاج المرتفعة،‏ والمنافسة من العمّال الأجانب،‏ ومنتصف السلسلة،‏ والمنافسة من الإنتاج الصناعي الضخم،‏ والنزاعات السياسية،‏ وقدرة الوصول إلى سوق التصدير.‏

‏"صُنع في لبنان"‏الحِرَف والتراث الثقافي

قيود السياسة العامة

يعتبر جزءٌ‏ من حِرَفيي برج حمّود أنّ‏ علاقتهم مع المصمّمين مُربحَة،‏ إذ تسمح لهم بتلقّي الطلب المُنتظِم على خبراتهم،‏ في حين يشتكي الجزء الآخر من التعر‎ ض للاستغلال بسبب التفاوت في الأرباح بين كلفة التنفيذ وسعر البيع.‏ يعتبر معظم الحِرَفيين الذين أُجريَت معهم المقابلات أن التعاون يتّسم بالإبداع.‏ غير أنّ‏ التحدّي الأكبر هو إعجاب المُستهلك بالمُنتَج النهائي،‏ من دون معرفة قيمة العملية الإبداعيّة والتقنية التي أسفرَت عن هذا المُنتَج.‏ وتعاني المُنتجات ‏"المصنوعة في لبنان"‏ من الصور النمطية وغياب الانجذاب إليها في إطار ثقافتنا المحلية،‏ إذ يميل الناس إلى التشكيك في جودة المُنتجات اللبنانية وفي قيمتها.‏ كذلك،‏ يؤثّر غياب الوعي على الاعتراف بقيمَة الأعمال الحِرَفية في السياق اللبناني.‏ تدفعنا قراءة أعمال المصممين الذي ورد ذكرهم إلى التفكير في ثلاث نقاط:‏ أولًا،‏ المعرفة بتوفّر الموارد محليًا،‏ وثانيًا،‏ الفرَص والتحدّيات المرتبطة بالتعاون بين الحِرَفيين والمصمّمين؛ وثالثًا،‏ هويّة المُنتجات ‏"المصنوعة في لبنان"‏ وقيمتها.‏

توصيات لإعادة تعريف قِيَم القطاع الحِرَفي وسياساته

• اعتراف الوزارات بالقطاع الحِرَفي على أنّه جزءٌ‏ من التراث الثقافي غير المادّي اللبناني،‏ ثمّ‏ تطوير المؤشّرات المحدّدةالخاصّة بتعريف الحِرَف وتحديد أنماطها وجوهرها،‏ إضافةً‏ إلى آلية تنسيق بين الوزارات المختلفة المعنيّة بإنتاج الحِرَف،‏وحمايتها،‏ وتعزيزها،‏ وتفعيل دورها الاقتصادي؛

This article is from: