مجزوءة دينامية الجماعة و التواصل و التنشيط التربوي الجزء الأول

Page 1

‫المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين – بنسليمان‬ ‫مادة علوم التربية‬ ‫األستاذ محمد سعد‬

‫مدخل لمجزوءة التدبير‬ ‫انضموا الى مجموعتنا‪ :‬المركز الرقمي لمهن التربية و التكوين عن بعد‪ ،‬على‬ ‫الرابط التالي‬ ‫‪https://www.facebook.com/groups/cremefonligne‬‬ ‫أو على الموقع ‪:‬‬ ‫‪www.crmef-en-ligne.fr.gd‬‬

‫مصوغة دينامية الجماعة و التواصل و التنشيط التربوي‬ ‫الجزء األول‬ ‫‪ /I‬دينامية الجماعة‪:‬‬ ‫تعريف الجماعة‬ ‫" الجماعة وحدة اجتماعية تتكون من ثالثة أشخاص فأكثر يتم بينهم تفاعل اجتماعي‪.‬‬ ‫وعالقات اجتماعية وتأثير انفعالي ونشاط متبادل على أساسه تتحدد األدوار والمكانة‬ ‫االجتماعية أل فراد الجماعة وفق معايير وقيم الجماعة إشباعا لحاجيات أفرادها ورغباتهم‬ ‫وسعيا لتحقيق أهداف الجماعة دائما‪.‬‬ ‫وبصفة عامة هناك صفات ينبغي أن تتوفر في الجماعة حتى تكتسب صفة الجماعة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ )1‬وحدة الغرض واألهداف والترابط بين أفرادها‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن ال يقل أعضاؤها عن ثالثة أشخاص‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن تهيئ الجماعة ألعضائها فرص إشباع حاجاتهم‪.‬‬ ‫‪ )4‬أن تكون العالقات مبنية على الود والتعاون‪.‬‬ ‫‪ )5‬أن يكون هدف الجماعة متفقا مع عادات وتقاليد المجتمع الموجودة فيه‪.‬‬ ‫‪ )6‬أن تكون للجماعة قيادة مهما كان عدد أفرادها‪.‬‬ ‫‪ )7‬أن تكون الجماعة على درجة معينة من التنظيم‪.‬‬


‫مفهوم الدينامية‪:‬‬ ‫ت عرف الدينامية على أنها مجموعة من المثيرات واالستجابات التي تحدث داخل‬ ‫الجماعة في المواقف المختلفة التي تمر بها‪ .‬فالفرد إذ يصدر سلوكا معينا داخل جماعته‪،‬‬ ‫فإنه يقابل بالعديد من االستجابات من باقي األفراد‪ .‬وبذلك يحصل تفاعل اجتماعي ونفسي‬ ‫أشبه ما يكون بتفاعل كيماوي‪.‬‬ ‫ويرى ‪" :‬كولي" أن هذه القوى المؤثرة في العالقات على شكل تفاعالت تؤدي إلى‬ ‫تغير يحدث تأثيرا في اتجاهات الجماعة‪ .‬ويمتد هذا التغيير إلى اتجاهات األفراد وسماتهم‬ ‫الشخصية واهتماماتهم ومهاراتهم وإلى غير ذلك خالل عمليات التفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫ولعل "ليفين" نفسه يسير في هذا االتجاه إذ يرى أن الجماعة كل دينامي وأي تغيير‬ ‫في حالة جزء من هذا الكل يؤدي إلى تغيير حالة األجزاء األخرى‪ .‬وليس جوهر الجماعة‬ ‫في تشابه األعضاء أو عدم تشابههم بل في اعتماد بعضهم على البعض اآلخر‪ ،‬وأن درجة‬ ‫االعتماد المتبادل بين أعضاء الجماعة يتراوح بين التفكك والوحدة المتماسكة‪.‬‬

‫دينامية الجماعات‪:‬‬ ‫عرف علم النفس االجتماعي تطورات مهمة مع بداية القرن العشرين خاصة في‬ ‫مراحل األزمات االقتصادية واالجتماعية التي عرفها العالم (الحروب الكبرى‪ )...‬لكن‬ ‫مبحث دينامية الجماعات عرف تطورات كبيرة بفعل النمو والتوسع الذي عرفته الدراسات‬ ‫األنتربولجية خاصة تلك التي رافقت االستعمار الجديد لكن أهم بحث طور دينامية‬ ‫الجماعات هو ذلك الذي تعلق بالجماعات الضيقة أو المحدودة كجماعة اليهود أو الجماعات‬ ‫الدينية األخرى‪ .‬وجماعة األقليات عموما‪ .‬ويعتبر "كرت ليفين" مؤسس دينامية الجماعات‪.‬‬ ‫بدءا ببحثه في جماعة اليهود التي كان ينتمي إليها‪ .‬ويمكن القول أن ضرورة البحث في‬ ‫دينامية الجماعات المحدودة عمل على تطوير دينامية الجماعات‪.‬‬

‫تعريف دينامية الجماعات‪:‬‬ ‫يمكن اعتبار دينامية الجماعات علما قائما بذاته يختص بدراسة المبادئ والقوى‬ ‫المختلفة المتحكمة في الجماعات وكذلك السيرورة التي تعرفها الجماعة بفضل مختلف‬ ‫التفاعالت‪ .‬غير أن هذه التفاعالت قد تؤدي إلى تقدم الجماعة ونموها وقد تأخذ شكل صراع‬ ‫وتنافس شديد يؤدي إلى انحدار الجماعة والحط من مستواها‪ .‬وقد تتشابه طبيعة التفاعل في‬ ‫كل الجماعات وينتج عن هذا التفاعل تقبل أو رفض‪ ،‬نبذ أو استنكار‪ ،‬تجاهل بين األفراد‪،‬‬ ‫صداقات ومودة وغيرها‪ .‬فأسلوب التقبل والنبذ له تأثير قوي على األفراد أنفسهم ويتأثر‬ ‫حدث الدينامية في الجماعة بعدة عوامل أهمها‪:‬‬ ‫ شخصية الفرد‪ :‬ذلك أن الجماعة تزدهر وتنمو عندما يتوفر لديها أفراد إيجابيون‬‫متعاونون ذوو آراء شخصية بناءة ومقترحات سليمة‪ ،‬والقدرة على تنفيذ المقترحات‬ ‫والمخططات‪ .‬بينما تنحدر الجماعة إذا كثر فيها األعضاء المغررون ذووا اآلراء المتصلبة‬ ‫والمعارضون السلبيون الذين يعارضون كل تقدم‪ ،‬وذووا االتجاهات التيوقراطية الذين‬ ‫يميلون للسيطرة‪.‬‬


‫ ثقافة األفراد وظروفهم االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬‫ الظروف األسرية‪ ،‬تحمل المسؤولية‪ ،‬التبعية‪ ،‬االتكالية‪ ،‬ضعف الثقة بالنفس‪.‬‬‫ التجارب االجتماعية والخبرات السابقة‪.‬‬‫‪1‬‬ ‫‪ -‬التنافس على القيادة‪.‬‬

‫جماعة القسم‪:‬‬ ‫إن القسم كمجال نفسي‪-‬اجتماعي يتميز بصفته جماعة تهدف من خالل وجودها إلى‬ ‫تحقيق عمل معين‪ ،‬وفق شروط محددة‪ ،‬ويهدف من خالل تنظيمه إلى تحقيق أغراض‬ ‫تربوية ومعارف‪ ،‬كاكتساب مهارات وخبرات تعليمية ضمن الشروط المقننة وووفق وسائل‬ ‫وطرق واضحة‪ .‬وعليه فإننا ال يمكن التعرف على كنه جماعة الفصل إال داخل خصائص‬ ‫الجماعات الصغيرة‪ ،‬التي تعتبر العمل أهم مبدأ مشترك بين أفرادها‪ .‬مع إضافة بعض‬ ‫الخصائص المميزة للقسم التعليمي عن غيره من التنظيمات األخرى‪ .‬وقد حددها باني‬ ‫وجنسون كالتالي‪:‬‬ ‫ إن حضور المكونين للجماعة إلزامي وليس اختياري‪.‬‬‫ ال يدخل في اختصاص المكونين للجماعة اختيار القائد وال يمكن التمرد عليه أو‬‫الخروج عنه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ يقع التالميذ تحت ضغوط وتأثيرات تالميذ آخرين ومجموعات ضاغطة أخرى‪.‬‬‫‪-‬‬

‫دينامية جماعة القسم‬

‫إن الفصل الدراسي كجماعة صغيرة يشكل وحدة متجانسة‪ ،‬ويكتسي بنية شكلية‬ ‫قانونية على اعتبار أن القسم من حيث الطبيعة والخصائص يتكون من مستويين‪:‬‬ ‫مستوى أول‪ :‬شكلي يتبلور على شكل تنظيم محكم رسمي هو المسؤول عن تحديد‬ ‫األهداف الرسمية للجماعة‪ ،‬والشروط الالزمة لتحقيقها مضيفا إلى ذلك تحديد األدوار‬ ‫والمسؤوليات التي يجب أن يقوم بها كل من المدرس والمتمدرس يعني كل ذلك أن التنظيم‬ ‫الشكلي هو الذي يقنن معايير سلوك المجموعة‪ ،‬ويضع القيم األخالقية المرجو تحقيقها‪.‬‬ ‫مستوى ثاني‪ :‬فهو غير رسمي‪ ،‬فالقسم كجماعة أولية يصبح مجاال للتكوين العاطفي‬ ‫والنفسي واالجتماعي‪ .‬ويصبح هذا المستوى غني التأثير والتأثر‪ ،‬ويلعب دورا بالغ األهمية‬ ‫في سير العملية التعليمية‪ .‬وهكذا فالقسم يصير مجاال عاطفيا ونفسيا واجتماعيا أكثر مما هو‬ ‫مجال معرفي تحكمه القواعد الشكلية تنشأ تحت تأثير التفاعالت التي تتم في إطاره وحسب‬ ‫هذا المنطق يجب أن نتعامل مع القسم كمجتمع صغير حسب دوركايم وقد عرفت جماعة‬ ‫القسم بحكم طبيعتها ومهامها وغاياتها‪ ،‬وبخاصة الدور الذي تؤديه في حياة الطفل‪ -‬التلميذ‪-‬‬ ‫الوجدانية تعريفات عديدة‪ .‬بالنسبة إلى جونسون وباني ‪ 1774‬إنها " مجموعة أفراد‬ ‫‪ -1‬تنشيط الجماعات لمجموعة من الباحثين االعدد ‪ 111 1‬ص ‪ 06‬بصرف ‪06‬‬ ‫‪ -2‬علم النفس اإلجتماعي مرجع سابق ص‬


‫يدركون بشكل جماعي وحدتهم‪ ،‬ويتخذون السلوك نفسه اتجاه المحيط المدرسي " أما‬ ‫آخرون أمثال ديبون ‪ 1792‬وجورني ‪ 1791‬فإنهم يعرفون جماعة القسم من خالل‬ ‫خصائصها ويعتبرونها جماعة تفاعل مباشر ألن ألعضائها تأثير على بعضهم البعض‬ ‫وألنها تؤثر عليهم بواسطة المعايير التي تتكون داخلها‪ .‬أنها جماعة عمل منظمة ألجل‬ ‫تحقيق هدف ما‪ .‬إنها جماعة شكلية ألن أعضائها عينوا ليكونوا جماعة لم يختاروها‪ .‬وألن‬ ‫المؤسسة فرضت بنيتها عليهم‪ .‬في جماعة القسم كأي جماعة صغيرة مجموعة من‬ ‫المتغيرات التي يفرزها ديناميتها‪ .‬ويمكن رصد هذه المتغيرات مباشرة أو عبر أدوات‬ ‫كالروائز واالستمارات والمقابالت ولعب األدوار ويمكن تحديد بعض هذه المتغيرات‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫ األعراف‪ :‬هي عبارة عن تحديد السلوكيات المرغوب فيها والمقبولة والمنبوذة‪.‬‬‫ومن تم تشكل األعراف قوالب سلوكية تتم خاللها انصهار سلوك الفرد في الجماعة‪ ،‬حيث‬ ‫يتخلى عن كثير من سلوكاته التي حددتها له أطر مرجعية سابقة (كاألسرة مثال) لصالح قيم‬ ‫وعادات تفرضها الجماعة‪ .‬وهذه األعراف يكون بعضها مؤسساتيا‪ ،‬كالقوانين الداخلية‬ ‫للمؤسسة وأنظمتها وبعضها شكليا ينتج من طرف الجماعة ذاتها بفعل تفاعالت أعضائها‬ ‫وإسهامات كل واحد في تشكيلها‪.‬‬ ‫ األهداف‪ :‬بحكم أن جماعة القسم من فصيلة جماعة العمل فإن أهدافها األساسية هي‬‫أهداف إنتاجية (فكرية أو مادية أحيانا) إن جماعة القسم قد وجدت من أجل أن تنتج تعلمات‬ ‫معرفية أو وجدانية أو سيكوحركية تحاول المناهج والبرامج بلورتها عبر عمليات تربوية‪.‬‬ ‫لكن هذا التركيز على هذه األهداف التي يصطلح عليها بأهداف المهام‪ .‬ال يمنع من تبلور‬ ‫أهداف وجدانية ترتبط بالتالحم والتفاعالت الوجدانية‪.‬‬ ‫ توزيع األدوار‪ :‬توزع جماعة القسم على أعضائها مجموعة من األدوار‪ :‬دور‬‫المدرس‪ /‬دور التالميذ وهذه األدوار تفرزها قدرات األعضاء ومؤهالتهم ومعطيات‬ ‫الظروف التي تشتغل فيها الجماعة وطبيعة وقوة الجماعة‪.‬‬ ‫ نموذج السلطة‪ :‬كباقي جماعات العمل‪ ،‬تطرح في جماعة القسم إشكالية القيادة أو‬‫السلطة التي تؤثر في المناخ النفسي – االجتماعي للجماعة وإنتاجها ويلعب دور المدرس‬ ‫كقائد رسمي دورا مهما في تحديد طبيعة القيادة داخل القسم ( قيادة ديموقراطية‪ ،‬متصلبة‪،‬‬ ‫تسيبية‪ )...‬يكون المدرس عند تسلمه زمام القسم قائدا شكليا مؤسسيا‪ .‬إنه شكلي بحكم أنه ال‬ ‫أحد من التالميذ اختاره في البداية ليكون قائدا لذلك القسم‪ .‬وهو مؤسسي ألن المؤسسة هي‬ ‫التي اخت ارته وهي التي تعمل على بقائه كقائد ليساعدها على تحقيق أهداف المؤسسة ولكي‬ ‫يتحول المدرس من قائد شكلي إلى قائد حقيقي عليه أن يستقطب بعمله وطريقته وعالقته‪.‬‬ ‫انجداب أعضاء الجماعة (التالميذ) وإال ظل قائدا صوريا مفروضا وغير مرغوب فيه‪ .‬وفي‬ ‫هذا اإلطار أقيمت مجموعة من الدراسات التي أكدت على إيجابية المناخ الديموقراطي‪.‬‬ ‫ومن ذلك دراسة " أندرسن" والدراسة الكالسيكية المشهورة ل "وايت" و"ليبيت" تحت‬ ‫إشراف " كورت ليفين"‬


‫إمكانات جماعة الفصل‪:‬‬ ‫ تعتمد جماعة الفصل على مجموعة اإلمكانات التي يسهم بها كل فرد في الجماعة‬‫أي مؤهالته و استعداداته‪ ،‬وتعتبر هذه اإلمكانات عنصرا هاما في مسار عملية التعليم‬ ‫ألهميتها من جهة‪ ،‬وألهمية إدراكها من طرف أعضاء الجماعات من جهة أخرى ويمكن أن‬ ‫نميز في هذا اإلطار بين إمكانات المتعلم وتتحدد بدرجة دافعيته للتعلم والتصورات لديه‬ ‫حول العملية التعليمة‪ ،‬أما إمكانات المدرس فتشمل مؤهالته المعرفية والبيداغوجية وتمثالته‬ ‫للفعل التعليمي وللمتعلمين وإمكاناتهم‪ .‬باإلضافة إلى إمكانات المدرس والمتدرسين‪ ،‬نجد‬ ‫اإلمكانات التي توفرها المؤسسة والتي يتحكم في جانب كبير منها المستوى االجتماعي‬ ‫واالقتصادي للمدرسة وما تفرزه من أساليب المعاملة التي تتحكم في عالقة المدرس‬ ‫بالمتعلمين‪ ،‬وتتفاعل كل هذه اإلمكانات لكي تشكل بنية يؤدي أي خلل في واحدة منها إلى‬ ‫خلل في تحقيق وسير العملية التعليمية‪.‬‬ ‫العالقات التفاعلية‪:‬‬ ‫تعج جماعة الفصل كأي جماعة ضيقة بالتفاعالت البين شخصية وذلك نظرا لتواجد‬ ‫األعضاء وجها لوجه وهذه التفاعالت بعضها جزئي مرتبط بالمهام التعلمية (المناقشة‪،‬‬ ‫المساءلة‪ ،‬التعاون على إنجاز عمل مدرسي‪ )..‬وبعضها وجداني (التعاطف‪ ،‬النفور‪ ،‬التقدير‪،‬‬ ‫االحتقار‪ )...‬وال ينبغي أن ننسى وجود عالقات تربط بين جماعة الفصل وعناصر خارجية‬ ‫‪3‬‬ ‫(أفراد‪ ،‬جماعات)‪.‬‬

‫تقنيات تحليل دينامية جماعة القسم‪:‬‬ ‫تشتغل دينامية الجماعات باإلضافة إلى صياغة تصورات عامة نظرية بصدد حركية‬ ‫الجماعات وتفاعالتها‪ ،‬على تقديم تقنيات للبحث ورصد الظواهر التي تعتمد داخل‬ ‫الجماعات‪ .‬وهكذا تقدم مجموعة من الوسائل التي تسمح بمالحظة التفاعالت داخلها وكيفية‬ ‫تطورها‪ .‬وتستثمر بعض التقنيات في فهم جماعة القسم وتحليل تفاعالتها ومختلف‬ ‫الميكانيزمات المتحكمة في سيرورتها كما تسمح بإيجاد المسلكيات القادرة على إحداث‬ ‫التغيرات المالئمة في عمل ومناخ الجماعة وذلك عن طريق التدخل السيكوسوسيولوجي‪.‬‬ ‫ومن أشهر التقنيات المستخدمة في تحليل دينامية الجماعة‪ :‬القياسات االجتماعية أو‬ ‫السوسيومترية ‪ Sociométrique‬ألحد الباحثين يدعى "ليفي مورينو" وهي دراسة‬ ‫خاصة بالكشف عن المستوى المستتر في البنية التلقائية للجماعة الصغيرة‪ .‬ويعتبر المقياس‬ ‫السوسيومتري وسيلة للكشف عن البنية الخفية للجماعة‪ .‬وهو عبارة عن استمارة تتضمن‬ ‫عددا من األسئلة توزع باإلسم على أفراد الجماعة مع اشتراط اإلجابة الصادقة والتلقائية عن‬ ‫األسئلة حتى تكون األجوبة معبرة عن الوضعية الداخلية التي توجد عليها الجماعة وأنشطتها‬ ‫وأهدافها المعبرة عن حياتها‪ ،‬وذلك بربط األسئلة باألجوبة معا بما هو معيش أو معاش من‬ ‫‪ -3‬سلسلة التكون العدد ‪ 2‬لجماعة من الباحثين ص ‪ 23‬و ‪ 24‬بتصرف‪.‬‬


‫طرف أعضاء الجماعة بغية الوصول إلى معرفة البنية الداخلية للجماعة وطبيعة العالقات‬ ‫التفاعلية وطبيعة التواصل حتى يمكن استثمار أهداف الجماعة استثمارا يتجه نحو األفضل‪.‬‬ ‫ويتكون هذا االختبار لدى مورينو من أربعة أسئلة‪:‬‬ ‫ من هم األشخاص الذين يرغب المستجوب في أن يكونوا معه ضمن نشاط ما؟‬‫ من هم األشخاص الذين ال يرغب المستجوب في أن يكونوا معه ضمن نشاط ما؟‬‫ من هم األشخاص الذين يعتقد أنهم يرغبون في أن يكون هو معهم ضمن نشاط ما؟‬‫ من هم األشخاص الذين يعتقد أنهم ال يرغبون في أن يكون هو معهم ضمن نشاط‬‫ما؟‬ ‫إن السؤالين األوليين يحددان المكانة التي يحتلها الفرد واقعيا ضمن شبكة العالقات‬ ‫داخل الجماعة‪ .‬في حين يحدد السؤاالن الثالث والرابع مكانته المدركة أي مكانته كما‬ ‫يدركها هو‪.‬‬ ‫واالختبار السوسيومتري يستوجب ليس فقط الوقوف على األرقام والمعطيات بل‬ ‫تجاوز ذلك إلى التحليل واستخراج الخالصات واالستنتاجات‪ .‬أما فائدته بالنسبة لجماعة‬ ‫الفصل فتتشكل في مجموعة من القضايا نذكر منها‪:‬‬ ‫ االستئناس بالنتائج في تشكيل المجموعات داخل الفصل عند سلك طريقة‬‫المجموعات أو اعتماد أساليبها‪ .‬عوض تشكيل هذه المجموعات اعتباطا مما قد يخلق‬ ‫عراقيل في وجه إنجاز األهداف‪.‬‬ ‫ لمعرفة المنعزلين والمنبوذين بهدف العمل على إدماجهم ضمن الجماعة تفاديا لسوء‬‫توافقهم الدراسي الذي ينجم عن مكانة سوسيومترية منخفضة‪.‬‬ ‫ لمعرفة بنية العالقات ومحاولة تغييرها بما يخلق مناخا إيجابيا للجماعة يسمح‬‫‪4‬‬ ‫بالدافعية للعمل واإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ - 4‬المدرس والتالميذ أية عالقة بتصرف‪.‬‬


‫‪ -‬بعض العالقات المميزة للجماعة‬

‫‪5‬‬

‫العالقة المركزية‬ ‫‪Relation Etoile‬‬

‫العالقة الثالثية‬ ‫‪Relation triangle‬‬ ‫‪ou triade‬‬

‫العالقة المتتابعة‬ ‫‪Relation Chaîne‬‬

‫أنماط‬

‫العالقة الصفرية‬ ‫‪Relation Zero‬‬

‫العالقات‬

‫العالقة المنفردة‬ ‫‪Relation‬‬ ‫‪Individuelle‬‬

‫‪ -5‬مصوغة التواصل والتنشيط مديرية تكوين (قسم استراتيجيات التكوين)‬

‫العالقة الدائرية‬ ‫‪Relation‬‬ ‫‪Circulaire‬‬

‫العالقة المزدوجة المتداولة‬ ‫‪Relation paire ou dyade‬‬


‫‪II‬ـ التواصل التربوي‬ ‫‪1‬ـ مفهوم التواصل‪Communication :‬‬ ‫ـ تواصل – اتصال‪:‬‬ ‫التواصل لغة‪ ،‬هو اإلبالغ واالطالع واإلخبار أي نقل «خبر ما» من شخص إلى آخر وإخباره به‬ ‫وإطالعه عليه‪ .‬ويعني التواصل وحدتي التواصل والتوصيل أي إقامة عالقة مع شخص ما أو ‪ ،‬كما‬ ‫يشير إلى فعل التوصيل التبليغ‪ ،‬أي توصيل شيء ما إلى شخص ما وإلى نتيجة ذلك الفعل‪ ،‬كما يدل على‬ ‫الشيء الذي يتم تبليغه‪ ،‬والوسائل التقنية التي يتم التواصل بفضلها‪.‬‬ ‫(‪)Petit Robert, 1791‬‬ ‫التواصل أيضا نقل معلومات من مرسل إلى متلقي بواسطة قناة‪ ،‬بحيث يستلزم ذلك النقل‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫وجود شفرة‪ ،‬ومن جهة ثانية تحقق عمليتين اثنين‪ :‬ترميز المعلومات ‪ ،Encodage‬وفك الترميز‬ ‫‪ ،Décodage‬مع ضرورة األخذ بعين االعتبار طبيعة التفاعالت التي تحدث أثناء عملية التواصل‪،‬‬ ‫وكذا أشكال االستجابة للرسالة والسياق الذي يحدث فيه التواصل‪.‬‬ ‫(‪)Mucchielli,R. )2( 1791‬‬ ‫«التواصل هو الميكانيزم الذي بواسطته توجد العالقات اإلنسانية وتتطور‪ ،‬إنه يتضمن كل رموز الذهن‬ ‫مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان‪ .‬ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات (الجسم)‪،‬‬ ‫والحركات ونبرة الصوت‪ ،‬والكلمات‪ ،‬والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف والتلفون وكل ما‬ ‫يشمله آخر ما تم من االكتشافات في المكان والزمان»‬ ‫‪6‬‬ ‫(‪)Cooley, C. 1969, in Mucchielli , )2( 1791‬‬ ‫وفي رأينا‪ ،‬ينبغي التمييز بين االتصال والتواصل من حيث الداللة؛ فاإلتصال من فعل اتصل يتصل إذ‬ ‫نقول‪ :‬اتصل األستاذ بالتلميذ‪ ،‬واتصل زيد بعمرو‪ ،‬أي أقام معه صلة؛ ويفيد هذا المعنى أن المبادرة تأتي‬ ‫من جانب واحد هو الفاعل؛ أما التواصل‪ ،‬فهو من فعل تواصل ويتواصل‪ ،‬حيث نقول‪ :‬تواصل األستاذ‬ ‫والتالميذ وتواصل زيد وعمرو‪ .‬ويفيد ذلك المشاركة ما دام الفاعل أكثر من فرد واحد؛ وما دامت‬ ‫المبادرة تأتي من الطرفين معا‪ .‬فالتواصل حوار يتبادل فيه الطرفان الحديث في دورة الكالم والكتابة‪،‬‬ ‫حيث يكون أحد الطرفين مرسال والثاني متلقيا‪ ،‬وعندما يرد الثاني بالموافقة أو االختالف يصير مرسال‬ ‫والمرسل أوال‪ ،‬يصير متلقيا‪ .‬وهذا ما يفيده الفعل‪ :‬يتحاورون أي يتراجعون الكالم‪( .‬ابن منظور)‪.‬‬ ‫وتقتضي دورة الكالم تحاورا مفعما باإلنصات واإلصغاء‪ .‬ويقول أحد الدارسين‪" :‬إن اإلصغاء العميق‬ ‫كما يسميه كارل روجرز‪ ،‬هو الذي يسمح باالنتقال إلى مرحلة االستيعاب التي تعكس أثناءها األدوار‪،‬‬ ‫فيتحول المتلقي‪ ،‬الذي كان يصغي‪ ،‬إليه مرسل يسأل ويستفسر ويعطي رأيه بخصوص ما تم قوله في‬ ‫الشروط نفسها‪ ،‬وبالمقابل يتحول المرسل إلى متلق‪ ،‬فيغدو ملزما بالتدخل من أجل إظهار الفهم والرضا‬ ‫اتجاه ما تلقاه واستوعبه‪.)Rogers. C( ".‬‬ ‫‪2‬ـ قواعد التواصل الفعال‬ ‫٭ تداولية التعبير‪ :‬وهي مالئمة التعبير لمستوى أفراد المجموعة ألن التعبير عندما ال يكون مالئما‬ ‫للمستمع تقل حظوظ اإلنصات إليه أو تنعدم‪.‬وليس معنى ذلك أن يكون األستاذ خاطبا المعا بل عليه أن‬ ‫يجعل تعبيره في مستوى فهم مخاطبيه‪.‬‬ ‫٭ اإلنصات‪ :‬ويعتبر دافعا أساسيا لشد اهتمام المخاطب بالموضوع ولجعل المخاطب يدرك أننا ننصت‬ ‫إليه‪ ،‬ال بد من اتخاذ المواقف التالية‪:‬‬ ‫ اإللتزام بالهدوء‪ :‬أي عدم مقاطعة المخاطب‪.‬‬‫ التسامح‪ :‬أي الحياد وعدم االمتعاض من كالمه‪.‬‬‫‪ -‬التعاطف‪ :‬أي اإلنصات باهتمام بالغ وعدم االنشغال بأشياء أخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬معجم علوم التربية ص ‪34‬‬


‫‪3‬ـ الحواجز التواصلية‬ ‫ حواجز ذاتية‪ :‬يكون مصدرها األستاذ وتحدث عندما تنعدم مميزات التواصل الجيد التي منها‪:‬‬‫٭ الصوت من حيث الشدة والقوة‪.‬‬ ‫٭ النطق السليم‬ ‫٭ وضوح الخطاب وشموليته‪.‬‬ ‫٭ اإليجاز غير المخل بالمعنى‪.‬‬ ‫٭ صحة المعلومات وتداوليتها عند أفراد المجموعة‪.‬‬ ‫٭ مصداقية الخطاب‪.‬‬ ‫ حواجز موضوعية‪ :‬ترتبط بالمجال ومنها‪:‬‬‫٭ المكان الذي يحدث فيه التعلم‪ ،‬فكلما كان الفضاء غير مريح نفسيا وجسميا‪ ...‬كلما كان التواصل دون‬ ‫المستوى المرغوب فيه وانعدام أثره اإليجابي‪.‬‬ ‫٭ التوقيت غير المناسب‪.‬‬ ‫٭ عدم مالءمة الموضوع لحاجيات وإنتظارات المتعلمين‪.‬‬ ‫شروط بناء الخطاب التواصلي‪:‬‬ ‫لكي يكون للخطاب وقع إيجابي في مجموعة المتعلمين ال بد أن يحرص األستاذ فيه على‪:‬‬ ‫إثارة اهتمام المتعلمين وتحفيزهم بأن تولد عندهم حاجات تشدهم إلى الموضوع لتدمجهم فيه بالتدرج‪.‬‬ ‫اإلحاطة بكل جوانب الموضوع وإبعاده بشكل نسقي تفاعلي‪.‬‬ ‫إبراز األساليب الناجعة المعتمدة في مجال التعلمات‪.‬‬ ‫العمل على بناء وترسيخ مواقف وأنماط سلوك إيجابية تتعلق بالمتعلمين‪.‬‬ ‫تحديد الحيز الزمني الذي يمكنه أن يشد فيه اهتمام المتعلمين للموضوع لدرجة عالية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اعتماد لغة تواصلية تناسب المتعلمين‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ مقاربات التواصل‬ ‫ـ مدرسة بالو ألطو‪:‬‬ ‫تأثرت مدرسة بالو ألطو بالمقاربة النسقية واللسانيات والمنطق والفلسفة وعلم النفس وعلم االجتماع‬ ‫وحقول معرفية أخرى‪ ،‬وتنطلق من مسلمة أنه ال يمكن لإلنسان أن ال يتواصل‪.‬‬ ‫انتقدت مدرسة بالو ألطو النماذج الخطية في التواصل واقترحت تواصال في شكل دائري‪ .‬وهي ترى أن‬ ‫" تعقد الوضعية التفاعلية أمر ال نقاش فيه‪ ،‬واختزالها في متغيرين أو أكثر يشتغالن بطريقة خطية عمل‬ ‫مجاني" فعند دراسة الظاهرة التواصلية ال بد من اعتبار عوامل التعقيد والتركيب واختالف السياق‪.‬‬ ‫الشيء الذي يجعل المتلقي في مستوى المرسل من حيث األهمية‪ .‬إن التواصل صيرورة ينتج فيها‬ ‫المشاركون ويتقاسمون المعلومة من أجل تفاهم متبادل‪.)Everet Rogers et al( 8‬‬ ‫ومن أكسيومات بالو ألطو نذكر ما يلي‪:‬‬ ‫ـ كل سلوك إنساني إال وله قيمة تواصلية؛‬ ‫ـ إنه ال يمكن أن ال نتواصل؛‬ ‫ـ إن التواصل غير محصور في اللغة والكالم‪ ،‬بل إنه يمتد أيضا إلى الحركة واإلشارة والرمز‬ ‫والصورة‪...‬؛‬ ‫ـ وجود مستويين في عملية التواصل‪ ،‬مستوى المضامين ومستوى العالقات؛‬ ‫‪ -7‬مصوغة التواصل والتنشيط مديرية تكوين األطر‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ -8‬مجلة علوم التربية المجلد ‪ 4‬العد ‪ 34‬أكتوبر ‪.3663‬‬


‫ـ االهتمام بالسياق أكثر من المضمون‬ ‫ـ وجود تفاعل تماثلي وتفاعل تكاملي‪ ،‬ووجود نمطين من التواصل‪ :‬رقمي ومحاكاتي‬ ‫ـ إن التمثالت تلعب دورا مهما في التلقي؛‬ ‫ـ اعتماد نظرية منبثقة من صلب العلوم اإلنسانية عوضا عن النظرية الرياضية التي تعتمدها النماذج‬ ‫الخطية؛‬ ‫ـ تصور البحث في التواصل انطالقا من المركب والمتغيرات المتعددة‪ ،‬وكذلك الوضعيات والسياقات‬ ‫المختلفة واألنظمة الدائرية؛‬ ‫ـ اعتماد المنظور الدائري للتواصل حيث تكون لدور المتلقي األهمية نفسها التي تعطي للمرسل؛‬ ‫ـ إن جوهر التواصل (‪ )essence de la communication‬يكمن في صيرورات عالئقية‬ ‫وتفاعلية دينامية‪ ،‬بحيث إن الروابط والعالقات بين العناصر تساوي أكثر مما تساويه العناصر إذا أخذت‬ ‫معزولة؛‬ ‫‪9‬‬

‫ـ المقاربة اللسانية‪ :‬قدمها جاكسون الباحث اللساني ‪ 1764‬مركزا باألساس على وظائف التواصل‬

‫مرجع‬ ‫الوظيفة المرجعية‬ ‫مرسل‬ ‫الوظيفة التعبيرية‬

‫رسالة‬ ‫الوظيفة الخطابية‬

‫متلقي‬ ‫الوظيفة االنفعالية‬

‫قناة‬ ‫الوظيفة االفهامية‬ ‫الشفرة‬ ‫الوظيفة الميتالغوية‬

‫ينتمي هذا النموذج إلى حقل اللسانيات‪ .‬ذلك أنه يعطي أهمية لطبيعة الرسالة في حد ذاتها‪ .‬لذلك فإنه يفيدنا‬ ‫كثيرا في تحليل نوع الخطاب الذي يمكن أن يوجهه مدرس إلى تالميذه‪ ،‬من خالل الوظائف األساسية‬ ‫لهذا الخطاب وهي‪:‬‬ ‫وظيفة مرجعية ‪ :Référentielle‬يركز مدرس على هذه الوظيفة عندما يكون الهدف من التواصل هو‬ ‫اإلخبار عن أشياء خارجة عن أنا المرسل أو المتلقي‪ .‬إن الرسالة هنا تحيل على المرجع الخارجي‪ ،‬كأن‬ ‫نقول األرض كروية أو الزرافة تعيش في إفريقيا‪....‬‬

‫‪ -9‬مجلة فكر ونقد السنة الرابعة العدد ‪ 40‬فبراير‪ ،‬البيضاء‪.‬‬


‫وظيفة تعبيرية ‪ :Expressive‬تكون الوظيفة التواصلية تعبيرية عندما تعبر الرسالة أو تظهر من خالل‬ ‫ما يقال موقفا أو ميوال‪ ،‬إنها ال تخبر عن أشياء‪ ،‬بل من خالل األخبار تترجم موقفا‪ ،‬مثل قول مدرس‬ ‫لتالميذه‪« :‬نعيش في أرض يمألها البؤس والشقاء‪»...‬‬ ‫وظيفة انفعالية ‪ :Emotionnelle‬إن الهدف هنا من اإلرسال هو التأثير على مواقف أو أفكار أو‬ ‫‪10‬‬ ‫سلوكات المتلقي‪ .‬فالخطاب موجه أساسا إلثارته مثل‪« :‬هذا الدرس مهم في االمتحان»‪.‬‬ ‫وظيفة شعرية‪ :‬إن هدف هنا من عملية التواصل هو الرسالة ذاتها‪ ،‬من حيث مضمونها أو شكلها‬ ‫الجمالي‪ .‬فالمدرس هنا ال يقصد اإلخبار أو التأثير والتعبير‪ .‬بقدر ما يقصد إظهار سمات جمالية في‬ ‫الخطاب‪ .‬مثل تحليل الصور الشعرية في نص أدبي‪.‬‬ ‫وظيفة إفهامية ‪ :Phatique‬عندما يكون الهدف من الرسالة هو تنبيه المتلقي لضمان استمرارية‬ ‫االستقبال وتعزيز التواصل فإن الوظيفة هنا إفهامية وهي تستعمل غالب امن طرف المدرسين مثل‪:‬‬ ‫«انظروا هل فهمتم »‪« ،‬مفهوم ‪....‬انتبهوا‪»...‬‬ ‫وظيفة ميتالغوية ‪ :Métalinguistique‬تتمثل هذه الوظيفة في كون التواصل يركز باألساس على‬ ‫توضيح عناصر الشفرة المستعملة‪ .‬وهي وظيفة أساسية في التعليم‪ .‬مثل شرح قواعد اللغة أو مبادئ‬ ‫رياضية أو مصطلحات ميدان معين إلخ‪....‬‬ ‫وينبغي أن نشير إلى أن هذه الوظائف متداخلة فيما بينها‪ ،‬وإن كانت الواحدة منها قد تطغى على األخرى‬ ‫عندما يتواصل مدرس مع التالميذ‪.‬‬ ‫‪5‬ـ التواصل البيداغوجي‪:‬‬ ‫هو عملية تقتضي بالضرورة وجود شخصية تسمى "المدرس" كما تقتضي وجود شخصية أو أكثر تسمى‬ ‫"التالميذ" ووسيلة التفاهم والتقارب بين المدرس والتالميذ هي اللغة واألهداف المنشودة من هذا النشاط‬ ‫هي تحقيق مجموعة من التدخالت حول موضوع معين‪ .‬والنتائج تقاس بمدى استيعاب التالميذ لمجموعة‬ ‫من السلوكات في فترة محددة‪.‬‬ ‫‪6‬ـ الوظائف األساسية للتواصل البيداغوجي‪:‬‬ ‫تختلف هذه الوظائف باختالف العالقة بين المدرس والتالميذ قد يكون التواصل مبنيا على التبادل كأساس‬ ‫لجوهر العالقات اإلنسانية‪ .‬وقد يهدف إلى تبليغ معلومات ومعارف تفرض أن ذهن المتعلم فارغ ينبغي‬ ‫ملؤه بما هو أساسي من مواد المعرفة‪ .‬هذه األخيرة التي تتوخى إحداث تأثير في فكر أو سلوك المتعلم‬ ‫ويمكن تقسيم هذه الوظائف إلى ثالثة‪:‬‬ ‫‪ .1‬التبادل‪:‬‬ ‫مادام التواصل هو جوهر العالقة اإلنسانية‪ .‬وما دامت العالقة اإلنسانية تقوم على تبادل الخبرات‬ ‫والتجارب والمعارف‪ .‬فال بد أن يهدف التواصل إلى تبادل انطباعات وإرساليات‪ .‬كل ذلك من أجل أن‬ ‫نفهم ونتعلم ونساهم في وجود المجتمع‪ .‬وفيما يتعلق بالتواصل البيداغوجي فإن العالقة بين المدرس‬ ‫والتلميذ يجب أن تنبني على التوازن‪ .‬ويشكل التبادل أحد ركائزها األساسية ألنه عبارة عن تبادل اآلراء‬ ‫بين طرفين وتجاوز اآلراء النهائية للمدرس‪.‬‬ ‫‪ .2‬التبليغ‪:‬‬ ‫وينبغي نقل إرسالية أو إخبار‪ .‬فالمرسل يحاول أن ينقل تجربة أو رسالة بواسطة أداة لمتلق يستقبلها‬ ‫وتظهر هذه الوظيفة في مجال األجهزة اإلعالمية السمعية البصرية‪ .‬وفيما يتعلق بالمدرس والتالميذ فإن‬ ‫التبليغ يفترض أن وظيفة المعلم هي تبليغ مضمون الرسالة بينما يقوم المتعلم بدور اكتساب ذلك‬ ‫المضمون‪.‬‬ ‫‪ .3‬التأثير‪:‬‬ ‫ويظهر هذا المفهوم في الوظيفتين السابقتين‪ .‬إذ أن التعبير عن تجارب أو معارف ال يفيد في تبليغ‬ ‫إرسالية للمتلقي بل أيضا يفيد في ممارسة التأثير عليه‪ ،‬ذلك أن فعل التعليم والتعلم هنا يكسب قيمته من‬ ‫‪11‬‬ ‫خالل المتغيرات التي تحدث لدى المتلقي‪.‬‬ ‫‪ -10‬المدرس واللتالميذ أية عالقة ص ‪.04‬‬


‫‪7‬ـ متغيرات التواصل االبيداغوجي‪:‬‬ ‫المرسل‪ :‬ينبغي أن يكون واعيا بكل أهداف العملية التعليمية (البرامج‪ ،‬الوسائل‪ ،‬المحتوى‪ ،‬األهداف‪،‬‬ ‫التقويم والدعم)‪ .‬باعتباره الوسيط بين المعرفة والتالميذ حسب التصورات السائدة‪ ،‬ويتعلق األمر أيضا‬ ‫بالمهارات وكيفية العمل التي يحاول من خاللها المدرس أن ينمي لدى التالميذ القدرة على الفعل‬ ‫واإلنجاز وكذلك القيام والمواقف المراد إثارتها أو تنميتها لدى التالميذ والتي غالبا ما تمثل مواقف‬ ‫المدرسة كمؤسسة اجتماعية‪ .‬إن وظيفة المدرس هنا ليست التكوين المعرفي فقط بل تكوين الشخصية‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫الرسالة‪ :‬تحمل خطابين‪ :‬المعرفة االنتقالية‪ ،‬الخطاب التربوي الهادف‪ .‬وهي نسق من العالمات اللفظية‬ ‫وغير اللفظية خاضع لقواعد‪ .‬ففي المجال اللفظي اللغوي يمكن أن نستعمل شفرة الكلمات والتراكيب بينما‬ ‫في المجال الحركي هناك نسق من حركات الجسم واألعضاء‪.‬‬ ‫المتلقي‪ :‬يشترط فيه اكتمال النمو الفيزيولوجي‪ ،‬والسيكولوجي‪ ،‬واالجتماعي واكتساب المعرفة المشروطة‬ ‫بالتواصل (الخطاب اللغوي)‪.‬‬ ‫‪9‬ـ عناصر فعل التواصل البيداغوجي‪:‬‬ ‫لكي يكون هناك فعل تواصل بين المدرس وتالميذه ال بد من توفر العناصر التالية‪:‬‬ ‫األطراف الفاعلة في التواصل‪ :‬وهي المدرس والتالميذ باإلضافة إلى الوسائل المستعلمة في التواصل‬ ‫(اللغة‪ ،‬الحركات‪ ،‬و األدوات)‪.‬‬ ‫السياق الذي يتم فيه التواصل (مكان وزمان التواصل)‬ ‫سيرورة التفاعالت بين المدرس والتالميذ أو بين التالميذ أنفسهم‪ .‬إذن فعل التواصل التربوي يمكن أن‬ ‫يحدد انطالقا من جملة من األهداف اللفظية وغير اللفظية التي يقوم بها المدرس والتالميذ في وضعية‬ ‫معينة ومنها ما يلي‪:‬‬ ‫ـ أفعال لفظية (سؤال‪ ،‬جواب‪ ،‬طلب‪ ،‬نداء‪ ،‬وصف‪ ،‬حكي‪)...‬‬ ‫ـ أفعال غير لفظية (إشارة‪ ،‬تحية‪ ،‬وقوف‪ ،‬جلوس‪ ،‬نظر‪)...‬‬ ‫‪7‬ـ الهدف من التواصل‪ :‬حيث أنه يشكل نوايا يراد تبليغها أو آثار يراد إحداثها‪ .‬وتجدر اإلشارة بالنسبة‬ ‫للعنصر األخير أن هناك فرقا واضحا بين الفعل التعليمي الذي يهدف التبليغ أو الذي يهدف التأثير‬ ‫والتبادل‪ .‬فاألول يركز على مضمون الرسالة ويعطي أهمية للمعارف والخبرات ويبقى فيه التواصل‬ ‫عموديا من مدرس إلى تلميذ وغالبا ما يأخذ شكال إلقائيا بينما يركز الثاني على المتلقي والفعل التعليمي‬ ‫يكتسب قيمته من خالل التغيرات التي يحدثها لديه‪ .‬أما الثالث فيفترض نوعا من التوازن بين طرفي‬ ‫العالقة ويقوم أساسا على اعتبار اآلخر الذي نتواصل معه شريكا مستقال عن الذات مخالفا لها‪.‬‬

‫‪ -11‬المدرس والتالميذ أية عالقة‪ ،‬سلسلة علوم التربية جماعة من الباحثين‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ص ‪ 85‬بتصرف‬


‫‪ -01‬مقارنة بين التواصل التربوي في التعلم القديم و الحديث‬

‫التعلم التشاركي‬ ‫ يركز على عملية التعلم‪ .‬تعلم التعلم‬‫ يساعد التلميذ على أن يتعلم وأن يكون نشيطا وباحثا‬‫عن المعلومات‪ ،‬وأن يحدد مصادرها المتاحة ويستفيد‬ ‫منها بفاعلية‬ ‫ يتوقع من التلميذ أن يتعلم التوصل إلى المعرفة‬‫واستخدامها‪ ،‬بقدر ما تكون الزمة لحل المشكالت‬

‫التعلم التقليدي‬ ‫ يركز على تقديم المحتوى والحقائق‬‫ يقرر ما يحتاجه التلميذ ويوفره خالل الدروس‬‫والتعيينات وأنشطة التعلم المختلفة‬ ‫ يتوقع من التلميذ تعلم المادة المقدمة إليه‪ ،‬بهدف‬‫استدعائها في االمتحان‬

‫ يتوقع من التلميذ أن يتعلم بواسطة االستقصاء‬‫واالستكشاف‪ ،‬وطرح األسئلة والدخول في حوار‪،‬‬ ‫وتكوين الفرضيات والتحقق من صحتها وحل المشكالت‬

‫ يتوقع من التلميذ أن يتعلم أساسا بواسطة خزن‬‫المعلومات في الذاكرة وحفظها‬

‫ يصوغ بوضوح أهدافا محددة قائمة على حاجات‬‫التلميذ‬

‫ يصوغ أهدافا ولكن عادة ما تقوم على تغطية قدر‬‫متخصص من المادة‬

‫ يركز على مساعدة التلميذ على تعلم العمل بفاعلية مع‬‫اآلخرين في سياق مناشط تعاونية لحل المشكالت‬

‫ يركز على التنافس بين التالميذ بهدف زيادة‬‫التحصيل والدرجات المدرسية‬

‫ يركز على المناقشات واألنشطة الجماعية التي يقوم‬‫بالتالميذ أنفسهم بتصحيحها وتقويمها‬

‫‪ -‬يركز على اإللقاء والتقرير واألنشطة الفردية‬

‫ يعمل من أجل االتصال المفتوح بين التلميذ والمدرسة‬‫وبين التالميذ أنفسهم‬

‫ يركز على االتصال من جانب واحد من المدرس‬‫إلى التلميذ‬

‫ يستشير اآلراء والمقترحات والنقد لدى التالميذ‬‫ويشركهم في عملية اتخاذ القرار‬

‫ هو الذي يتخذ القرارات وال يشجع التالميذ على‬‫النقد وحرية التعبير‬

‫ ينمي في التالميذ فضيلة االعتراف بالخطأ‬‫تزويد كل تلميذ بمعلومات عن التغذية الراجعة التي‬ ‫يحتاجها لتقييم أدائه‬

‫ يرفض احترام المعلم كسلطة‬‫ يزودهم بالتغذية الراجعة التي يحتاجونها في‬‫‪12‬‬ ‫االمتحانات فقط‪.‬‬

‫‪ -12‬العربي السليماني‪ :‬التواصل التربوي ص ‪13‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.