إﻟﻰ اﻟﻔﻼﺣﯿﻦ اﻟﻔﻘﺮاء
ﻓﻼدﯾﻤﯿﺮ ﻟﯿﻨﯿﻦ
ﻓﮭﺮس .١ﻧﺿﺎل ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن
٣
.٢ﻣﺎذا ﯾرﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون؟
٥
.٣اﻟﺛروة واﻟﺑؤس ،اﻟﻣﻼﻛون واﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف
١١
.٤إﻟــﻰ أي ﺟﺎﻧــب ﯾﻧﺑﻐــﻲ أن ﯾﻘــف اﻟﻔــﻼح اﻟﻣﺗوﺳــط؟ إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب
٢٠
اﻟﻣﻼﻛﯾن واﻷﻏﻧﯾﺎء أم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻣﺎل وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن؟ .٥أﯾــﺔ ﺗﺣﺳــﯾﻧﺎت ﯾرﯾــد اﻻﺷــﺗراﻛﯾون-اﻟــدﯾﻣوﻗراطﯾون ﺗﺣﻘﯾﻘﻬــﺎ ﻣــن
٢٥
أﺟل اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ وﻣن أﺟل اﻟﻌﻣﺎل؟ .٦أﯾـــﺔ ﺗﺣﺳـــﯾﻧﺎت ﯾﺟﻬـــد اﻻﺷـــﺗراﻛﯾون-اﻟـــدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻟﻠﺣﺻـــول
٣١
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن؟ ٤١
.٧اﻟﻧﺿﺎل اﻟطﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟرﯾف
٢
.١ﻧﻀﺎل ﻋﻤﺎل اﻟﻤﺪن ﻛﺛﯾرون ﻫم اﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﺳﻣﻌوا ،ﺑﻼ رﯾب ،ﺑﺎﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدن .ﻓﺈن ﻓرﯾﻘﺎ ﻣن ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺗﯾن ) (١واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،ورأى ﺑﻧﻔﺳﻪ أﻋﻣﺎل اﻟﺷﻐب ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺑوﻟﯾس ،وﻓرﯾق آﺧر ﻣﻧﻬم ﯾﻌرف اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻧﻔﺗﻬم اﻟﺳﻠطﺎت
إﻟﻰ اﻟﻘرى ﻻﺷﺗراﻛﻬم ﻓﻲ اﻻﺿطراﺑﺎت ،وﻓرﯾق ﺛﺎﻟث أﺗﯾﺣت ﻟﻪ اﻟﻔرﺻﺔ أن ﯾرى اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر واﻟﻛرارﯾس ﺣول ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎل ،وﻓرﯾق راﺑﻊ ﺳﻣﻊ ﻓﻘط أﺧﺑﺎر اﻟﻧﺎس اﻟﻣطﻠﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣدن.
ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻛﺎن اﻟطﻼب وﺣدﻫم ﯾﺛورون :أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺈن اﻵﻻف وﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻗد ﺛﺎروا ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدن
اﻟﻬﺎﻣﺔ .وﻫم ﯾﻧﺎﺿﻠون ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﺿد أرﺑﺎب ﻋﻣﻠﻬم ،ﺿد أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن .وﯾﻠﺟﺄ اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻻﺿراب، وﯾﺗرﻛون ﺟﻣﯾﻌﻬم ﻓﻲ آن واﺣد اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ وﯾطﺎﻟﺑون ﺑزﯾﺎدات ﻓﻲ اﻷﺟور؛ وﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻌدم ﺗﺷﻐﯾﻠﻬم ﻓﻲ اﻟﯾوم إﺣدى ﻋﺷرة ﺳﺎﻋﺔ أو ﻋﺷر ﺳﺎﻋﺎت ،ﺑل ﺑﺗﺷﻐﯾﻠﻬم ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻘط .وﯾطﺎﻟﺑون أﯾﺿﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣل .وﻫم ﯾرﯾدون أن ﯾﺻﺎر إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻏﻠﻬم ،وأن ﯾﺻﺎر إﻟﻰ إﺣﺎطﺔ اﻵﻻت ﺑﺄﺟﻬزة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ،وأﻻ ﺗﺷوﻩ اﻵﻻت اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن
ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وأن ﯾﺗﻣﻛن أوﻻدﻫم ﻣن اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ،وأن ﯾﻠﻘﻰ اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻼﺋﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ،وأن ﺗﻛون ﻣﺳﺎﻛن اﻟﻌﻣﺎل ﺑﯾوﺗﺎ ﻻﺋﻘﺔ ،ﻻ أﻛواﺧﺎ ﻟﻠﻛﻼب. وﯾﺗدﺧل اﻟﺑوﻟﯾس ﻓﻲ ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎل .ﻓﯾﻠﻘﻲ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل .وﯾزج ﺑﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﺟن .وﯾﺑﻌدﻫم دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﻘط رأﺳﻬم ﺑل أﻧﻪ ﯾﻧﻔﯾﻬم دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ ﺳﯾﺑﯾرﯾﺎ .وﺛﻣﺔ ﻗﺎﻧون اﺻدرﺗﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻣﻧﻊ اﻻﺿراﺑﺎت واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ .وﻟﻛن اﻟﻌﻣﺎل ﯾﺧوﺿون اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑوﻟﯾس واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﯾﻘوﻟون :ﻛﻔﺎﻧﺎ ﺧﻧوﻋﺎ ورﻛوﻋﺎ ،ﻧﺣن ،ﺷﻌب اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻧﻌد اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺑﺷر! ﻛﻔﺎﻧﺎ ﺷﻐﻼ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧظل ﻧﺣن ﻓﻲ ﺑؤس ﻣدﻗﻊ! ﻟﻘد اﺳﺗﺳﻠﻣﻧﺎ ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻠﻧﻬب واﻟﺳﻠب! ﻧرﯾد ﺗﺄﻟﯾف اﺗﺣﺎدات ،ﻧرﯾد ﺣﺷد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﺗﺣﺎد ﻋﻣﺎﻟﻲ ﻛﺑﯾر ﻣوﺣد )ﻫو ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل( ،ﻧرﯾد اﻟﻧﺿﺎل ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣﯾﺎة اﻓﺿل .ﻧرﯾد اﻟﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
ﺗﻧظﯾم ﺟدﯾد ،اﻓﺿل ،ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ :وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟدﯾد اﻻﻓﺿل ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻ ﯾﻛون ﺛﻣﺔ اﻏﻧﯾﺎء وﻓﻘراء ،اﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﺷﺗرك اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﺑﺛﻣرات اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ،ﻻ ﺣﻔﻧﺔ ﻣن اﻷﺛرﯾﺎء ﻓﻘط .ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺳﻬل اﻵﻻت وﺳﺎﺋر اﻻﺗﻘﺎﻧﺎت ﻛدح اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻻ أن ﺗﻐﻧﻲ اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻼﯾﯾن وﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس .ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟدﯾد ،ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﻓﺿل ،ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﻰ .واﻟﻣذﻫب اﻟذى ﯾﻧﺎدي ﺑﻪ ﯾﺳﻣﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ .واﺗﺣﺎدات اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﻰ ﺗﻧﺎﺿل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻓﺿل ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺳﻣﻰ اﻷﺣزاب اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ .وﻫذﻩ اﻷﺣزاب ﻣوﺟودة ﻋﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان ﺗﻘرﯾﺑﺎ )ﻋدا روﺳﯾﺎ وﺗرﻛﯾﺎ( ،ﻛﻣﺎ ان ﻋﻣﺎﻟﻧﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ،ﻗد ﺷﻛﻠوا أﯾﺿﺎ ﺣزﺑﺎ ﻛﻬذا ﻫو ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ اﻟروﺳﻲ. اﻣﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺿطﻬد ﻫذا اﻟﺣزب ،وﻟﻛﻧﻪ ﻣوﺟود ﺳرا ،رﻏم ﺟﻣﯾﻊ ﻗرارات اﻟﻣﻧﻊ ،وﻫو ﯾﺻدر اﻟﺻﺣف واﻟﻛرارﯾس، وﯾﺷﻛل اﻻﺗﺣﺎدات اﻟﺳرﯾﺔ .وﻻ ﯾﻛﺗﻔﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻻﺣﺗﺷﺎد ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺳرﯾﺔ ،ﺑل ﯾﻧزﻟون إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع ،ﺟﻣﺎﻫﯾر ﺟﻣﺎﻫﯾر و ﯾرﻓﻌون اﻟراﯾﺎت اﻟﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﻬﺎ" :ﻋﺎش ﯾوم اﻟﻌﻣل ﻣن ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت ،ﻋﺎﺷت اﻟﺣرﯾﺔ ،ﻋﺎﺷت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ!" .وﻟﻬذا ﺗﻼﺣق اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﺑوﺣﺷﯾﺔ ،ﺑل اﻧﻬﺎ ﺗرﺳل اﻟﺟﯾش ﻟﯾطﻠق اﻟﻧﺎر ﻋﻠﯾﻬم .ﻟﻘد ﻗﺗل اﻟﺟﻧود اﻟروس ﻋﻣﺎﻻ روﺳﺎ ﻓﻲ ﯾﺎروﺳﻼﻓل ،وﺑطرﺳﺑورغ ،ورﯾﻐﺎ، وروﺳﺗوف ﻋﻠﻰ اﻟدون ،وزﻻﺗوو ﺳت. وﻟﻛن اﻟﻌﻣﺎل ﻻ ﯾﺳﺗﺳﻠﻣون ﺑل ﯾواﺻﻠون اﻟﻧﺿﺎل .وﯾﻘوﻟون :ﻟﯾس ﺛﻣﺔ اﺿطﻬﺎدات وﻻ ﺳﺟون ،وﻻ ﻧﻔﻲ ،وﻻ اﻋﺗﻘﺎل ﻣﻊ اﻻﺷﻐﺎل اﻟﺷﺎﻗﺔ ،وﻻ ﻣوت ،ﺑوﺳﻌﻬﺎ ان ﺗرﻫﺑﻧﺎ .ان ﻗﺿﯾﺗﻧﺎ ﻋﺎدﻟﺔ .ﻓﻧﺣن ﻧﻛﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ وﺳﻌﺎدة ﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﯾﻛدﺣون .ﻧﺣن ٣
ﻧﻛﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﻌﻧف واﻻﺿطﻬﺎد واﻟﺑؤس ،اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻋﺷرات وﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن .واﻟﻌﻣﺎل ﯾزدادون وﻋﯾﺎ ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم .وﻋدد اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾﺗﻌﺎظم ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان .وﻟﺳوف ﻧﻧﺗﺻر ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻗﻣﻊ واﺿطﻬﺎد. ﯾﻧﺑﻐﻰ أن ﯾدرك اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﺟﯾد اﻹدراك ﻣن ﻫم ﻫؤﻻء اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،وﻣﺎذا ﯾرﯾدون ،وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرى ﻣن أﺟل ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻓﻲ اﻟظﻔر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻟﻠﺷﻌب. ـ ــ ـ ) (١أي ﰲ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ.
٤
.٢ﻣﺎذا ﯾﺮﯾﺪ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﻮن-اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﻮن؟ ﯾﻧﺎﺿل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟروس ﺑﺎدئ ﺑدء ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .ﻓﻬذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺿرو رﯾﺔ ﻟﻬم ﻟﺣﺷد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟروس ،ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ وﺑﺻورة ﻋﻠﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﺟدﯾدا ،ﺗﻧظﯾﻣﺎ أﻓﺿل ،ﺗﻧظﯾﻣﺎ اﺷﺗراﻛﯾﺎ.
ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ؟ ﻟﻛﻰ ﯾدرك اﻟﻔﻼح ﻫذا اﻷﻣر ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻪ أن ﯾﻘﺎرن أوﻻ ﺣرﯾﺗﻪ اﻟﯾوم ﺑﻧظﺎم اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ )اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ( .ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻬد ،ﻟم ﯾﻛن ﯾﺣق ﻟﻠﻔﻼح أن ﯾﺗزوج دون إذن اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ،أﻣﺎ اﻵن ﻓﺎﻟﻔﻼح ﺣر ﺑﺄن ﯾﺗزوج دون أي إذن .ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻬد ،ﻛﺎن اﻟﻔﻼح ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣل
ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﺳﯾدﻩ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﻧﻬﺎ وﻛﯾل اﻟﺳﯾد .أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺎﻟﻔﻼح ﺣر ﺑﺄن ﯾﻘرر ﻟﺣﺳﺎب أي ﺳﯾد ﯾﺷﺗﻐل وﻓﻲ أﯾﺔ
أﯾﺎم و ﻟﻘﺎء أي أﺟر .ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻬد ،ﻟم ﯾﻛن ﯾﺣق ﻟﻠﻔﻼح أن ﯾﺗرك اﻟﻘرﯾﺔ دون إذن اﻟﺳﯾد .أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺎﻟﻔﻼح ﺣر ﺑﺎﻟذﻫﺎب ﺣﯾث ﯾﺷﺎء ،إذا ﺳﻣﺣت ﻟﻪ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟذﻫﺎب ،إذا ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ دﻓﻊ ﺿراﺋب ﻣﺗﺄﺧرة ،إذا أﻋطﻰ ﺗذﻛرة ﻫوﯾﺔ ،إذا ﻟم ﯾﻣﻧﻌﻪ اﻟﺣﺎﻛم أو ﻣدﯾر اﻟﺑوﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء)*( ﻣن اﻟﺗﻧﻘل .وﻟذا ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻔﻼح اﻟﯾوم أﯾﺿﺎ ﺑﻛﺎﻣل ﺣرﯾﺔ اﻟذﻫﺎب ﺣﯾث ﯾﺷﺎء ،ﺑﻛﺎﻣل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل؛ ﻓﻣﺎ ﯾزال اﻵن ﻧﺻف ﻗن .وﺳﻧﻘول ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾزال اﻟﻔﻼح اﻟروﺳﻲ ﻧﺻف ﻗن وﻛﯾف ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟوﺿﻊ .ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻟم ﯾﻛن ﯾﺣق ﻟﻠﻔﻼح أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت دون إذن اﻟﺳﯾد وﻟم ﯾﻛن ﯾﺣق ﻟﻪ أن ﯾﺷﺗري اﻷرض. أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺎﻟﻔﻼح ﺣر ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت )ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﯾس ﺣرا اﻟﯾوم ﺗﻣﺎم اﻟﺣرﯾﺔ ،ﺑﺄن ﯾﺗرك اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ وﺑﺄن ﯾﺗﺻرف ﺑﺄرﺿﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء( .ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻛﺎن ﺑوﺳﻊ اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري إﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼح .أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﻠم ﯾﻌد ﺑوﺳﻊ اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري إﻧزال اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺟﺳدى ﺑﺎﻟﻔﻼح ،رﻏم أن اﻟﻔﻼح ﻟم ﯾﺗﺣرر ﺣﺗﻰ اﻵن ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﺳدﯾﺔ. ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﺷؤون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﺷؤون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت .ﻓﺎﻟﻔﻼح واﻟﻌﺎﻣل ﺣران )ﺻﺣﯾﺢ أن ﺣرﯾﺗﻬﻣﺎ ﻏﯾر ﺗﺎﻣﺔ( ﺑﺄن ﯾﻧظﻣﺎ ﺣﯾﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وﺷؤوﻧﻬﻣﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺑﺄن ﯾﺗﺻرﻓﺎ ﺑﻌﻣﻠﻬﻣﺎ )ﺑﺄن ﯾﺧﺗﺎرا ﺳﯾدا ﻟﻬﻣﺎ( وﺑﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬﻣﺎ. وﻟﻛن ،ﻻ اﻟﻌﻣﺎل اﻟروس وﻻ اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﻛﻠﻪ ،ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺣﺗﻰ اﻵن ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ .ﻓﺎﻟﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ ،ﺑﻣﺟﻣﻠﻪ ،ﻻ ﯾزال ﻗﻧﺎ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون أﻗﻧﺎﻧﺎ ﻟﻠﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟﻠﺷﻌب اﻟروﺳﻲ أن ﯾﺧﺗﺎر ﻣوظﻔﯾﺔ ،وﻻ أن ﯾﻧﺗﺧب اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﺛق ﺑﻬم ﻣن أﺟل ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﻌﻣوم اﻟدوﻟﺔ .ﺑل إﻧﻪ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﺷﻌب
اﻟروﺳﻲ اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ .وﺑدون إذن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن ﻓوﻗﻧﺎ دون رﺿﺎﻧﺎ – ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﯾد ﻓﻲ
اﻟزﻣن اﻟﻐﺎﺑر ﯾﻌﯾن اﻟوﻛﯾل دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن – ،ﻻ ﯾﺣق ﻟﻧﺎ ﺣﺗﻰ طﺑﻊ ﺻﺣﻔﻧﺎ وﻛﺗﺑﻧﺎ ،واﻟﺗﻛﻠم أﻣﺎم اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻋن اﻟﺷؤون اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ! وﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﺎﻧوا ﻋﺑﯾدا ﻟﻠﻣﻼﻛﯾن ،ﻛذﻟك ﻣﺎ ﯾزال اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋﺑد اﻟﻣوظﻔﯾن .وﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﺎﻧوا ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ )اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ( ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﻣﺎ ﯾزال اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﻣﺣروﻣﺎ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺣﺗﻰ اﻵن. إن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب ﺑﺗﺻرﯾف ﺷؤوﻧﻪ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ .إن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣق اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﻧواﺑﻪ إﻟﻰ دوﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( .إن دوﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺧﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌب ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬﺎ وﺣدﻫﺎ أن ﺗﻧﺎﻗش وﺗﺳن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن ،وأن ﺗﻘر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم .إن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣق اﻟﺷﻌب ﻓﻲ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻧﻔﺳﻪ
٥
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ،وأن ﯾﻧظم ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وأن ﯾطﺑﻊ ،دون أي إذن ،ﻣﺎ ﯾﺷﺎءﻩ ﻣن اﻟﻛﺗب واﻟﺻﺣف. إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻌوب اﻷوروﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ﻗد ظﻔرت ﻣﻧذ زﻣن طوﯾل ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻘط وﻓﻲ روﺳﯾﺎ ،ﻣﺎ ﯾزال اﻟﺷﻌب ،ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ،ﻗﻧﺎ ﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳﻠطﺎن وﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ .إن اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﯾﺻر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺣد ﻟﻬﺎ.ﻓﻼ ﯾﺄﺧذ اﻟﺷﻌب أي ﻗﺳط ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﺔ وا ٕ دارﺗﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻘﯾﺻر وﺣدﻩ ،ﺑﺣﻛم ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة ،اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ ﻫو اﻟذي ﯾﺳن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن ،و ﯾﻌﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن .وﻟﻛﻧﻪ واﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﺻر ﻧﻔﺳﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ﺣﺗﻰ أن ﯾﻌرف ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟروﺳﯾﺔ وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟروس .ﺑل إﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻌرف ﻣﺎ ﯾﺟرى ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ؟ إﻧﻪ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﯾﺋﺔ ﻋدة ﻋﺷرات ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن واﻋﻼﻫم ﻣﻘﺎﻣﺎ .إن ﺷﺧﺻﺎ واﺣدا ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت رﻏﺑﺗﻪ ﺷدﯾدة ،ﻟﯾﻌﺟز ﻋن ﺣﻛم دوﻟﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻛروﺳﯾﺎ. ﻓﻠﯾس اﻟﻘﯾﺻر ﻫو اﻟذي ﯾﺣﻛم روﺳﯾﺎ – وﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﺳﻊ اﻟﻣرء اﻻ اﻟﺗﺣدث ﻋن اوﺗوﻗرطﯾﺔ رﺟل واﺣد! – ﺑل ﺗﺣﻛم روﺳﯾﺎ ﺣﻔﻧﺔ ﻣن أﻛﺑر اﻟﻣوظﻔﯾن ﺛراء وﺟﺎﻫﺎ .وﻻ ﯾﻌرف اﻟﻘﯾﺻر إﻻ ﻣﺎ ﺗﺷﺎء ﻫذﻩ اﻟﺣﻔﻧﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أن ﺗﺑﻠﻐﻪ إﯾﺎﻩ .وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺻر أﺑدا ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻔﻧﺔ ﻣن ﻛﺑﺎر ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻧﺑﻼء :ﻓﺎﻟﻘﯾﺻر ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻼك ﻋﻘﺎري وﻧﺑﯾل؛ وﻫو ،ﻣﻧذ طﻔوﻟﺗﻪ ،ﻟم ﯾﻌش إﻻ ﻓﻲ وﺳط ﻫؤﻻء
اﻟﻧﺑﻼء؛ ﻓﻬم اﻟذﯾن رﺑوﻩ وﻋﻠﻣوﻩ؛ أﻣﺎ اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﺑﺄﺳرﻩ ،ﻓﺈن اﻟﻘﯾﺻر ﻻ ﯾﻌرف ﻋﻧﻪ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﻌرف ﻫؤﻻء اﻟﻧﺑﻼء اﻟﻛﺑﺎر، واﻟﻣﻼﻛون اﻷﻏﻧﯾﺎء ،واﻟﻘﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎر اﻷﻏﻧﯾﺎء اﻟذﯾن ﯾﺣق ﻟﻬم دﺧول اﻟﻘﺻر. ﺑوﺳﻌﻛم أن ﺗﺟدوا ﻓﻲ ﻛل داﺋرة ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ ،اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﻠوﺣﺔ ﺗﻣﺛل اﻟﻘﯾﺻر )واﻟد اﻟﻘﯾﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ :اﻟﻛﺳﻧدر اﻟﺛﺎﻟث(. اﻟﻘﯾﺻر ﯾﻠﻘﻲ ﺧطﺎﺑﺎ أﻣﺎم رؤﺳﺎء ﺑﻠدﯾﺎت اﻟﻧواﺣﻲ ،اﻟﻘﺎدﻣﯾن ﻟﺣﺿور ﺗﺗوﯾﺟﻪ .اﻟﻘﯾﺻر ﯾﺄﻣرﻫم" :أطﯾﻌوا ﻣﺎرﺷﺎﻻت اﻟﻧﺑﻼء!") (١وﻗد ﻛرر ﻗﯾﺻر اﻟﯾوم ﻧﯾﻘوﻻي اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻛﻼم ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﯾﺎﺻرة ﯾﻌﺗرﻓون إذن ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ إﻻ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﺑﻼء ،ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﻧﺑﻼء .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ أن ﻧﺣﻔظ ﺟﯾدا ﻛﻠﻣﺎت اﻟﻘﯾﺻر ﻫذﻩ ﺣول طﺎﻋﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟﻠﻧﺑﻼء .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ أن ﻧدرك ﺗﻣﺎم اﻹدراك ﻛذب ﻣﺎ ﯾﻘوﻟﻪ ﻟﻠﺷﻌب ﻫؤﻻء اﻟﻘوم اﻟذﯾن ﯾﺳﻌون ﺟﻬدﻫم ﻟﺗﺻوﯾر اﻹدارة اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺧﯾر إدارة .ﯾﻘول ﻫؤﻻء اﻟﻘوم :ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى، ﺗﻧﺗﺧب اﻹدارة اﻧﺗﺧﺎﺑﺎ ،ﻓﯾﺧﺗﺎر ﻟﻬﺎ اﻷﻏﻧﯾﺎء؛ واﻟﺣﺎل ،أن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﯾدﯾرون دون اﻧﺻﺎف .ﻓﻬم ﯾﺿطﻬدون اﻟﻔﻘراء .أﻣﺎ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ،ﻓﻼ ﯾﺻﺎر إﻟﻰ اﻧﺗﺧﺎب اﻻدارة؛ ﻓﺈن اﻟﻘﯾﺻر اﻻوﺗوﻗراطﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻛل ﺷﺊ .ﻓﺎﻟﻘﯾﺻر ﻓوق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ،اﻟﻔﻘراء ﻣﻧﻬم واﻻﻏﻧﯾﺎء. واﻟﻘﯾﺻر ،ﻛﻣﺎ ﯾزﻋم ﻫﻠؤﻻء اﻟﻘوم ،ﻣﻧﺻف ازاء اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ازاء اﻟﻔﻘراء واﻻﻏﻧﯾﺎء ،دون اي ﺗﻣﯾﯾز. ان ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻗﺎوﯾل رﯾﺎء ﺑرﯾﺎء .ﻓﻛل روﺳﻲ ﯾﻌرف ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻧﺻﺎف اﻻدارة ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ .وﻛل اﻣرئ ﯾﻌرف اذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺑﺳﯾط أو اﻻﺟﯾر اﻟزراﻋﻰ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻛون ﻋﺿوا ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان اﻻوروﺑﯾﺔ اﻻﺧرى ﻋددا ﻣن ﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﻣن اﻻﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن اﻋﺿﺎء ﻓﻲ دوﻣﺎت اﻟدوﻟﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت( :ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻛﻠﻣون ﺑﺣرﯾﺔ اﻣﺎم اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ﻋن ﺑؤس اﻟﻌﻣﺎل ،وﻛﺎﻧوا ﯾدﻋون اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻻﺗﺣﺎد واﻟﻧﺿﺎل ﻣن اﺟل ﺣﯾﺎة اﻓﺿل .وﻣﺎ ﻛﺎن اﺣد ﻟﯾﺟرؤ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻧواب اﻟﺷﻌب ﻋﻧد اﻟﻘﺎء ﺧطﺎﺑﺎﺗﻬم ﻫذﻩ ،وﻣﺎ ﻛﺎن أي ﻓرد ﻣن أﻓراد اﻟﺑوﻟﯾس ﻟﯾﺗﺟﺎﺳر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻬم ﺑﺎﺻﺑﻌﻪ . ﻟﯾس ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ادارة ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ،ﻓﺎﻟذﯾن ﯾدﯾرون ﻟﯾﺳوا اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻧﺑﻼء وﺣﺳب ﺑل ﺷرﻫم ،اي اﻣﻬرﻫم ﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ،واﺑرع
ﻣن ﯾﺣوﻛون اﻟﻣﻘﺎﻟب ،وﯾﻛذﺑون وﯾﻔﺗرون ﻟدى اﻟﻘﯾﺻر ،وﯾﺗزﻟﻔون وﯾداﻫﻧون .اﻧﻬم ﯾدﯾرون ﺳرا ،وﻻ ﯾﻌرف اﻟﺷﻌب وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻌرف اﯾﺔ ﻗواﻧﯾن ﯾﻬﯾﺋوﻧﻬﺎ ﻟﻪ ،واﯾﺔ ﺣروب ﯾﺳﺗﻌدون ﻟﺷﻧﻬﺎ ،واﯾﺔ ﺿراﺋب ﺟدﯾدة ﺳﯾﻘرون ،واي ﻣوظﻔﯾن ﺳﯾﻛﺎﻓﺋون وﻟﻣﺎذا ،واي ﻣوظﻔﯾن ﺳﯾﻘﯾﻠون وﻟﻣﺎذا .وﻣﺎ ﻣن ﺑﻠد ﻛروﺳﯾﺎ ﯾﻌرف ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌدد اﻟﻠﺟب ﻣن اﻟﻣوظﻔون ﯾﻧﺗﺻﺑون ﻓوق اﻟﺷﻌب اﻟﺻﺎﻣت ،ﻛﻐﺎﺑﺔ ﻗﺎﺗﻣﺔ - ،ﻓﺎن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺑﺳﯾط ﻟن ﯾﺗوﺻل اﺑدا إﻟﻰ ﺷق طرﯾق ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﺑﺔ وﻻ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ .وﻣﺎ ﻣن ﺷﻛوى ﺿد اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣرﺗﺷﯾن ،واﻟﻧﺎﻫﺑﯾن ،واﻟظﺎﻟﻣﯾن ،ﺗرى اﻟﻧور :ﻓﻛل ﺷﻛوى ﺗذﻫب ﻋﺑﺛﺎ ،ﺑﺳﺑب ﻣن اﻟﻣﻣﺎطﻼت اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ )اﻟدواوﯾﻧﯾﺔ(. ٦
وﺻوت رﺟل ﺑﻣﻔردﻩ ﻻ ﯾﺑﻠﻎ اﺑدا ﻣﺳﺎﻣﻊ اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ،ﺑل ﯾﺿﯾﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟدﻏل اﻟﻛﺛﯾف اﻟﻘﺎﺗم ،وﯾﺧﺗﻧق ﻓﻲ اﻗﺑﯾﺔ اﻟﺑوﻟﯾس. ان ﺟﯾش اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻟم ﯾﻧﺗﺧﺑﻬم اﻟﺷﻌب واﻟذﯾن ﻟﯾﺳوا ﻣﺳؤوﻟﯾن اﻣﺎﻣﻪ ،ﻗد ﺣﺎك ﺷﺑﻛﺔ ﻛﺛﯾﻔﺔ ﯾﺗﺧﺑط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس ﻛﺎﻟذﺑﺎب . ان اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ اوﺗوﻗراطﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻘﻧﯾﺔ ازاء اﻟﻣوظﻔﯾن وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺑوﻟﯾس. ان اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ اوﺗوﻗراطﯾﺔ اﻟﺑوﻟﯾس . وﻟﻬذا ﯾﻧزل اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع وﯾﺧطون ﻋﻠﻰ راﯾﺎﺗﻬم" :ﻟﺗﺳﻘط اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ!"" ،ﻋﺎﺷت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ!" .وﻟﻬذا ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء أﯾﺿﺎ ان ﯾرددوا ﻫﺗﺎف ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن اﻟﻧﺿﺎﻟﻰ ﻫذا .وﻋﻠﻰ ﻏرار ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎل اﻻرﯾﺎف واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ،دون ﺧﺷﯾﺔ ﻣن اﻋﻣﺎل اﻟﻘﻣﻊ ،دون ﺧوف ﻣن اﻋﻣﺎل اﻟﺗﻬدﯾد واﻟﻌﻧف ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻌدو ،دون اﻻﺿطراب ﻟدى اول ﻫزﯾﻣﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﺿﺎل ﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﺑﺄﺳرﻩ؛ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ﺑدﻋوة ﻣﻣﺛﻠﻰ اﻟﺷﻌب إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎع .ﻓﻠﯾﺧﺗر اﻟﺷﻌب ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻧواﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ .ﻟﯾؤﻟف ﻫؤﻻء اﻟﻧواب ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﺗؤﺳس ادارة ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ،وﺗﺣرر اﻟﺷﻌب ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻘﻧﯾﺔ ازاء اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺑوﻟﯾس ،وﺗؤﻣن ﻟﻠﺷﻌب ﺣرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت وﺣرﯾﺔ اﻟﻛﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ! ﻫذﻩ ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ ﻣطﻠﺑﻬم اﻻول :ﻣطﻠب اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ . اﻧﻧﺎ ﻧﻌﻠم ان اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺣرﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟدوﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( ،ﺣرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ،ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻟن ﺗﻧﻘذ اﻟﺷﻌب اﻟﺷﻐﯾل ،دﻓﻌﺔ واﺣدة ،ﻣن اﻟﺑؤس واﻟظﻠم .وﻟﯾس ﺛﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﺑوﺳﻌﻬﺎ ان ﺗﻧﻘذ ،دﻓﻌﺔ واﺣدة ،ﻓﻘراء اﻟﻣدن واﻻرﯾﺎف ﻣن ﻋﻣﻠﻬم ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻻﻏﻧﯾﺎء .وﻟﯾس اﻣﺎم اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل أي اﻣرئ ﯾﻌﻠق ﻋﻠﯾﻪ أﻣﻠﻪ او ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ،اﻻ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟذات .وﻣﺎ ﻣن اﺣد ﺳﯾﺣرر اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺑؤﺳﻪ ،اذ ﻟم ﯾﻔﻌل ذﻟك ﺑﻧﻔﺳﻪ .وﻟﻛﻰ ﯾﺗﺣرر اﻟﻌﻣﺎل ،ﻋﻠﯾﻬم ان ﯾﻧﺿﻣوا ﻓﻲ اﺗﺣﺎد واﺣد ،ﻓﻲ ﺣزب واﺣد ،ﻣن طرف اﻟﺑﻼد إﻟﻰ اﻟطرف اﻵﺧر ،ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ .وﻟﻛن ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﺗﺣﺎد اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ ﺗﻣﻧﻊ ﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ،وﺟﻣﯾﻊ ﺻﺣف اﻟﻌﻣﺎل ،وﺟﻣﯾﻊ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻧواب اﻟﻌﻣﺎل .ﻟﻛﻰ ﯾﺗﺣد اﻟﻧﺎس ،ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻟﻬم ﺣق ﺗﻧظﯾم ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺗﺣﺎدات ،ﺗﻧﺑﻐﻰ ﺣرﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد ،ﺗﻧﺑﻐﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ . ان اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟن ﺗﻧﻘذ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻣن اﻟﺑؤس دﻓﻌﺔ واﺣدة ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺳﺗﻌطﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﺳﻼﺣﺎ ﻟﻠﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑؤس. وﻟﯾس ﺛﻣﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون ﺛﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ اﺧرى ﻟﻠﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑؤس ،ﻏﯾر اﺗﺣﺎد اﻟﻌﻣﺎل اﻧﻔﺳﻬم .وﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌب ان ﯾﺗﺣدوا اذا ﻟم ﺗﺗواﻓر ﻟﻬم اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ . ﻓﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺑﻠدان اوروﺑﺎ اﻟﺗﻲ ظﻔر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﺧذ اﻟﻌﻣﺎل ﯾﺗﺣدون ﻣﻧذ زﻣن طوﯾل .واﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻻ أرض ﻋﻧدﻫم وﻻ ﻣﺷﺎﻏل واﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم أﺟراء ﻋﻧد اﻵﺧرﯾن - ،ان ﻫؤﻻء اﻟﻌﻣﺎل ﯾﺳﻣوﻧﻬم ﻓﻲ ﻛل اوروﺑﺎ ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن .ﻓﻣﻧذ اﻛﺛر ﻣن ﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ ،دوى ﻧداء ﯾدﻋو إﻟﻰ اﺗﺣﺎد اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل " :ﯾﺎ ﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟم ،اﺗﺣدوا! " .ان ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت
ﻗد طﺎﻓت اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﺧﻼل اﻟﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ اﻻﺧﯾرة وﻫﻰ ﺗﻌﺎد ﻓﻲ ﻋﺷرات وﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻣن اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣﺎل؛ واﻧﻛم ﻟﺗﻘرؤوﻧﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻛﺗب واﻟﺻﺣف اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ – اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻠﻐﺎت .ان ﺣﺷد ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﺗﺣﺎد واﺣد ،ﻓﻲ ﺣزب واﺣد ،ﻫو، ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻋﻣل ﺻﻌب ﺟدا ،ﺟدا ،وﯾطﻠب ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ،وﻗدرا ﻣن اﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﻌﻧﺎد واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ .واﻧﻧﺎ ﻟﻧرى اﻟﻌﻣﺎل ﺗﺳﺣﻘﻬم اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت وﯾﺣطﻣﻬم اﻟﺑؤس ،وﯾﻐﻠظ ﻋﻘوﻟﻬم اﻟﻌﻣل اﻟداﺋب ،اﻟﻘﺎﺳﻲ ﻛﺎﻻﺷﻐﺎل اﻟﺷﺎﻗﺔ ،ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن واﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وﻓﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﯾﺎن ،ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻟﻬم اﻟوﻗت ﻟﯾﺗﺳﺎءﻟوا ﻟﻣﺎذا ﻫم اﺑدا ﻏﺎرﻗون ﻓﻲ ﻟﺟﺔ اﻟﺑؤس ،وﻛﯾف اﻟﺧروج ﻣﻧﻬﺎ .وﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل ﯾﻣﻧﻌون ٧
اﻟﻌﻣﺎل ﻣن اﻻﺗﺣﺎد :اﻣﺎ اﻧﻬم ﯾﻣﺎرﺳون ﻣﺑﺎﺷرة اﻋﻣﺎﻻ ﻋﻧﯾﻔﺔ وﺣﺷﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدان ﻛروﺳﯾﺎ ﺣﯾث اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻌدوﻣﺔ واﻣﺎ اﻧﻬم ﯾرﻓﺿون ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾروﺟون ﻣذﻫب اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،واﻣﺎ اﻧﻬم ﯾﻠﺟؤون اﺧﯾرا إﻟﻰ اﻟﻛذب واﻟرﺷوة .وﻟﻛن ﻣﺎ ﻣن ﻋﻧف وﻻ ﻗﻣﻊ ﺑوﺳﻬﻣﺎ ان ﯾﺣﻣﻼ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻛف ﻋن اﻟﻧﺿﺎل ﻣن اﺟل اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﻗﺿﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺳرﻩ ﻣن اﻟﺑؤس واﻟظﻠم . ان ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن – اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾﺗﻌﺎظم ﺑﻼ اﻧﻘطﺎع . ﻓﻔﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎورة ،ﻣﺛﻼ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ﺗوﺟد ادارة ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ .ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ أﯾﺿﺎ ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ اوﺗوﻗراطﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ .وﻟﻛن اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ ﻫب ،ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ،ﻣﻧذ اﻛﺛر ﻣن ﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ وﺣطم اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ وظﻔر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘوة. ﻓﺎﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻻ ﺗﺳﻧﻬﺎ ﺣﻔﻧﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ،ﺑل ﺗﺳﻧﻬﺎ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻧواب اﻟﺷﻌب ،اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،او اﻟرﯾﺧﺳﺗﺎغ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻻﻟﻣﺎن .وﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺟﺎل اﻟراﺷدﯾن ﯾﻧﺗﺧﺑون ﻧواب اﻟرﯾﺧﺳﺗﺎغ .وﻟذا ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﻋدد اﻻﺻوات اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾون- اﻟدﯾﻣوﻗر اطﯾون .ﻓﻔﻰ ،١٨٨٧ﻧﺎﻟوا ﻋﺷر اﻻﺻوات ﻛﻠﻬﺎ .وﻓﻰ ) ١٨٩٨ﻟدن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻻﺧﯾرة ﻟﻠرﯾﺧﺳﺗﺎغ( ،ازداد ﻋدد اﺻوات اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺛﻼﺛﺔ اﺿﻌﺎف .وﻫﻛذا ،ﻧﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻛﺛر ﻣن رﺑﻊ اﻻﺻوات ﻛﻠﻬﺎ .ﻓﻘد ﺻوت اﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﯾوﻧﻰ رﺟل راﺷد ﻟﻧواﺑﻬم اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن .ﻏﯾر ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻣﺎ ﺗزال ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻻﻧﺗﺷﺎر ﺑﯾن ﻋﻣﺎل اﻻرﯾﺎف ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺧطو ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﺧطوات ﺳرﯾﻌﺔ ﺟدا .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺿم ﺳواد اﻷﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن،
واﻟﻣﯾﺎوﻣﯾن ،واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ،اﻟﻣﻌدﻣﯾن ،إﻟﻰ اﺧواﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﻣدن ،ﻓﺎن اﻟﻌﻣﺎل اﻻﻟﻣﺎن ﺳﯾﻧﺗﺻرون وﯾﻘﯾﻣون ﻧظﺎﻣﺎ ﻻ ﯾﻌرف ﻓﯾﻪ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﻻ اﻟﺑؤس وﻻ اﻟظﻠم .
وﻟﻛن ﻛﯾف ﯾرﯾد اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻧﻘﺎذ اﻟﺷﻌب ﻣن اﻟﺑؤس؟ ﻟﻛﻲ ﻧﻌرف ذﻟك ،ﯾﻧﺑﻐﻰ ان ﻧدرك ﺟﯾد اﻻدراك ﻣﺻدر ﺑؤس اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻐﻔﯾرة ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ اﻟﺣﺎﻟﻰ .ﻓﺎﻟﻣدن
اﻟﻐﻧﯾﺔ ﺗﺗﻛﺎﺛر وﺗﺗﻌﺎظم ،وﯾﺻﺎر إﻟﻰ ﺗﺷﯾﯾد اﻟﻣﺧﺎزن واﻟﻣﺑﺎﻧﻰ اﻟﻔﺧﻣﺔ ،واﻟﻰ ﻣد اﻟﺧطوط اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،واﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻵﻻت واﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾزال ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻧﺎس ﯾﺗﺧﺑطون ﻓﻲ ﻟﺟﺔ اﻟﺑؤس ،وﯾﻛدﺣون طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻟﻣﺟرد اﻋﺎﻟﺔ اﺳرﻫم .ﺑل ﺛﻣﺔ اﻛﺛر ﻣن ذﻟك :ﻓﺎن ﻋدد اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﯾﺗزاﯾد ﺑﻼ اﻧﻘطﺎع . وﻓﻰ اﻻرﯾﺎف واﻟﻣدن ﯾزداد ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻋدد اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﯾﺟﺎد اي ﻋﻣل .ﻓﻔﻰ اﻻرﯾﺎف ،ﯾﺗﺿورون ﺟوﻋﺎ ،وﻓﻰ اﻟﻣدن ،ﯾﺿﺧﻣون ﻓرق اﻟﺻﻌﺎﻟﯾك وطواﺑﯾر اﻟﺣﻔﺎة؛ وﻫم ﯾﻧدﺳون ﻛﺎﻟﺣﯾواﻧﺎت ﻓﻲ اﻗﺑﯾﺔ اﻟﺿواﺣﻰ أو ﻓﻲ اﻛواخ وﺣﺟﯾرات زرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺛﻼ اﻻﻛواخ واﻟﺣﺟﯾرات ﻓﻲ ﺣﻰ ﺧﯾﺗروف رﯾﻧوك ﺑﻣوﺳﻛو . ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ذﻟك؟ اﻟﺛروات وﻣظﺎﻫر اﻟﺑذخ ﺗﺗﻛﺎﺛر ﻋﻠﻰ اﻟدوام ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻼﯾﯾن واﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﺧﻠﻘون ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺛروات ﺑﻛدﺣﻬم ،ﯾظﻠون ﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘراء وﺗﻌﺳﺎء؟ اﻟﻔﻼﺣون ﯾﺣﺻدﻫم اﻟﺟوع واﻟﻌﻣﺎل ﯾﻬﯾﻣون ﺑﻼ ﻋﻣل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺷﺣن اﻟﺗﺟﺎر ﻣن روﺳﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺑودات )اﻟﺑود ﯾﺳﺎوى ١٦ ،٣٦٠ﻛﯾﻠوا ﻏراﻣﺎ .اﻟﻣﻌرب( ﻣن اﻟﺣﺑوب ،وﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﻌﺎﻣل ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻌرف إﻟﻰ اﯾن ﺗرﺳل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،ﺑﺎﻟﻧظر ﻻﻧﻌدام اﺳواق اﻟﺗﺻرﯾف؟ ﺳﺑب ذﻟك اوﻻ ان ﻗﺳﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﺟدا ﻣن اﻻرض ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،واﻟﻣﻌﺎﻣل ،واﻟﻣﺷﺎﻏل ،واﻵﻻت ،واﻻﺑﻧﯾﺔ ،واﻟﺳﻔن ،ﻫﻲ ﻣﻠك ﻋدد ﺻﻐﯾر ﻣن اﻻﻏﻧﯾﺎء .وﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﺷﺎﻏل ،ﺣﯾث ﯾﺷﺗﻐل ﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﺗﺧص ﻋدة آﻻف او ﻋدة ﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﻣن ﻣﻼﻛﯾن ﻋﻘﺎرﯾﯾن وﺗﺟﺎر وﺻﻧﺎﻋﯾﯾن.وﻋﻧد ﻫؤ ﻻء اﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﺷﺗﻐل اﻟﺷﻌب اﺟﯾرا ،ﻟﻘﺎء ٨
اﺟر ،ﻟﻘﺎء ﻛﺳرة ﻣن اﻟﺧﺑز .وﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﻧﻊ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺑدل اﻋﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺑﺎﺋس ،اﻧﻣﺎ ﯾذﻫب ﻻﻣﻼء ﺟﯾوب اﻻﻏﻧﯾﺎء؛ ذﻟك ﻫو رﺑﺣﻬم ،ﺗﻠك ﻫﻲ " اﯾراداﺗﻬم " .وﻛل اﻟﻔواﺋد اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻵﻻت واﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن :ﻓﻬم ﯾﻛدﺳون ﺛروات ﺑﺎﻫظﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻻ ﯾﺗﻠﻘون ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺛروات ﺳوى ﻓﺗﺎت ﺑﺎﺋﺳﺔ .ان اﻟﻌﻣﺎل ﯾﺟﺗﻣﻌون ﻣن اﺟل اﻟﻌﻣل :ﻓﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﻛﺑﯾرة ﺗﺿم اﻟﻣﺋﺎت ﻣن اﻟﻌﻣﺎل واﺣﯾﺎﻧﺎ اﻷﻟوف .وﺑﻔﺿل ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ،وﺑﻔﺿل اﺳﺗﺧدام ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻵﻻت ،ﺗﻐدوا اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أوﻓر :ﻓﺎن ﻋﺎﻣﻼ واﺣدا ﯾﻧﺗﺞ أﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧﺗﺟﻪ ﻋﺷرات اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﺑﺻورة ﻣﻧﻔردة ودون اﯾﺔ آﻟﺔ .وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،وﻟﻛن اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻫذﻩ ،ﻻ ﺗﻔﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ،اﻧﻣﺎ ﺗﻔﯾد ﻓﻘط ﻋددا ﺿﺋﯾﻼ ﻣن ﻛﺑﺎر ﻣﻼﻛﻲ اﻻراﺿﻲ وﻣن اﻟﺗﺟﺎر واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن . ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻧﺳﻣﻊ ان اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟﺗﺟﺎر "ﯾﻌطون" اﻟﺷﻌب "ﻋﻣﻼ"" ،ﯾﻌطون" اﻟﻔﻘراء ﻣوردا ﻟﻠرزق .ﯾﻘﺎل ،ﻣﺛﻼ ،ان ﻓﻼﺣﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻠﺔ "ﯾﻌﺗﺎﺷون" ﻣن اﻟﻣﺻﻧﻊ اﻟﻣﺟﺎور او ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎورة .ﻏﯾر ان اﻟﻌﻣﺎل ﻫم اﻟذﯾن ،ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ، ﯾﻌﺗﺎﺷون ﻣن ﻋﻣﻠﻬم وﯾﻌﯾﺷون ﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺷﺗﻐﻠون .وﻟﻛن ﻟﻘﺎء اﻻذن ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻓﻲ ارض اﻟﺳﯾد او ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ او ﻓﻲ اﻟﺳﻛﺔ
اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،ﯾﻌطﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﺟﺎﻧﺎ اﻟﻣﺎﻟك ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﻧﻊ ،ﺑﯾﻧﺎ ﻻ ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻫو ﺳوى اﺟر زﻫﯾد .وﻫﻛذا ﻧرى ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ان ﻟﯾس اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون وﻻ اﻟﺗﺟﺎر ﻫم اﻟذﯾن ﯾﻌطون اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻣﻼ؛ اﻧﻣﺎ ﻫم اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﻠون ﺑﻌﻣﻠﻬم اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻣﻘدﻣﯾن ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻗﺳﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣن ﻛدﺣﻬم . ﻟﻧﺗﺎﺑﻊ .ان ﺑؤس اﻟﺷﻌب اﻟﻧﺎﺟم ،ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻋن ﻛون اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﯾﺻﻧﻌون ﺟﻣﯾﻊ اﻧواع اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﺟل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق .ﻓﺎن اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺣرﻓﻲ ،واﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻔﻼح اﻟﻣﯾﺳور ،ﯾﺻﻧﻌون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ او ﺗﻠك ،وﯾرﺑون اﻟﻣواﺷﻲ ،وﯾزرﻋون اﻟﺣﺑوب وﯾﺣﺻدوﻧﻬﺎ ﻣن اﺟل اﻟﺑﯾﻊ ،ﻣن اﺟل ﻛﺳب اﻟﻣﺎل .وﻏدا اﻟﻣﺎل اﻵن ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﻓﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻛدح اﻟﺑﺷرى ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻟﻘﺎء اﻟﻣﺎل .وﺑﺎﻟﻣﺎل ،ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻛل ﻣﺎ ﯾراد ،ﺑل ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻛﺎﺋن ﺑﺷرى ﺑﺎﻟﻣﺎل ،اي اﻟزام رﺟل ﻓﻘﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻟﻣن ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺎل .ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻛﺎﻧت اﻻرض اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ؛ ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻋﻬد اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ؛ ﻛﺎن ﻣﺎﻟك اﻻرض ﯾﻣﻠك أﯾﺿﺎ اﻟﻘوة واﻟﺳﻠطﺔ .اﻣﺎ اﻵن ﻓﺎن اﻟﻣﺎل ،واﻟرأﺳﻣﺎل ،ﻫو اﻟذي ﻏدا اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ.ﺑﺎﻟﻣﺎل ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻗدر ﻣﺎ ﯾراد ﻣن اﻻر ض .وﺑدون ﻣﺎل ،ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء ان ﯾﻔﻌل ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﯾﻣﻠك ارﺿﺎ :اذ ﻟن ﯾﻛون ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﯾﺷﺗري ﺑﻪ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،وأﻟﺑﺳﻪ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن ادوات اﻟزراﻋﺔ ،او ﻣﺎ ﯾﺷﺗري ﺑﻪ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،وأﻟﺑﺳﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻫذا ﻋدا دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب .وﺑﺳﺑب اﻟﻣﺎل ،اﻗدم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ رﻫن اﻣﻼﻛﻬم ﻟدى اﻟﻣﺻﺎرف .وﻷﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ،ﺗﺳﺗﻘرض اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس اﻻﻏﻧﯾﺎء
وﻣن اﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎرف ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﺗدﻓﻊ ﻣن اﻟﻔواﺋد ﺳﻧوﯾﺎ ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت .وﺑﺳﺑب اﻟﻣﺎل .ﯾﺷﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﯾوم ﺣرﺑﺎ ﺿﺎرﯾﺔ ﺑﻌﺿﻬم ﺿد ﺑﻌض .ﻛل ﯾرﯾد ان ﯾﺷﺗري ﺑﺄﺑﺧس اﻻﺳﻌﺎر وان ﯾﺑﯾﻊ ﺑﺄﻋﻠﻰ اﻻﺳﻌﺎر؛ ﻛﺎن ﯾرﯾد اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ،ﻛل ﯾرﯾد ان ﯾﺑﯾﻊ أﻛﺑر ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،ان ﯾﺧﻔض اﻻﺳﻌﺎر ،ان ﯾﺧﻔﻲ ﻋن اﻵﺧرﯾن ﺳوﻗﺎ ﻣﻔﯾدة ﻟﻠﺗﺻرﯾف أو طﻠﺑﯾﺔ راﺑﺣﺔ. واﻟﻧﺎس اﻟﺻﻐﺎر ،اﻟﺣرﻓﻲ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر ،ﻫم اﺷد ﻣن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻫذا اﻻﻧدﻓﺎع اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﺎل :ﻓﺎﻧﻬم ﯾظﻠون اﺑدا وراء اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻐﻧﻰ او اﻟﻔﻼح اﻟﻛﺎﻧز .وﻟﯾس ﻟدﯾﻬم اﺑدا أي اﺣﺗﯾﺎطﻰ ،وﯾﻌﯾﺷون ﺑﺎﻟﺗﻘﺗﯾر ،ﻛل ﯾوم ﺑﯾوﻣﻪ ،وﻫم ،ﻟدى ﻛل ﺻﻌوﺑﺔ ،ﻟدى ﻛل ﻣﺻﯾﺑﺔ ،ﯾﺿطرون ﻟرﻫن اﺳﻣﺎﻟﻬم اﻻﺧﯾرة او ﻟﺑﯾﻊ ﻣﺎﺷﯾﺗﻬم ﺑﺎﺳﻌﺎر ﺑﺧﺳﺔ .واذا ﻣﺎ وﻗﻌوا ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟب اﻟﻛوﻻﻛﻲ)**( أو اﻟﻣراﺑﻲ، ﻓﺎﻧﻬم ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن ﺧﻠﻊ ﺳﻼﺳﻠﻬم ،وﻫم ،ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻻﺣﯾﺎن ،ﯾﻔﻘدون ﻛل ﺷﺊ .ﻓﻔﻰ ﻛل ﺳﻧﺔ ،ﯾﻐﻠق ﻋﺷرات اﻻﻟوف وﻣﺋﺎت اﻻﻟوف ﻣن ﺻﻐﺎر اﻟﻔﻼﺣﯾن واﻟﺣرﻓﯾﯾن ﺑﯾوﺗﻬم ،وﯾﺳﻠﻣون ﻗطﻊ أرﺿﻬم) (٢ﻟﻠﻣﺷﺎﻋﺔ ﻣﺟﺎﻧﺎ وﯾﻐدون ﻋﻣﺎﻻ اﺟراء ،واﺟراء زراﻋﯾﯾن، وﻓﻌﻠﺔ ،ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾزداد اﺻﺣﺎب اﻟﺛروة ﺛروة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻراع ﻣن اﺟل اﻟﻣﺎل .ان اﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﻛدﺳون اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف
ﺑﺎﻟﻣﻼﯾﯾن وﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت ،وﻻ ﯾﻐﺗﻧون ﺑﻣﺎﻟﻬم وﺣﺳب ،ﺑل ﯾﻐﺗﻧون أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾودﻋﻪ اﻵﺧرون ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف. ان اﻟﻧﺎس اﻟﺑﺳطﺎء اﻟﺻﻐﺎر ﻻ ﯾﺗﻘﺎﺿون ﻟﻘﺎء ﻋﺷرات او ﻣﺋﺎت اﻟروﺑﻼت اﻟﺗﻲ ﯾودﻋوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف أو ﻓﻲ ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗوﻓﯾر،
٩
ﺳوى ﻓﺎﺋدة ﻗدرﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ أو ارﺑﻌﺔ ﻛوﺑﯾﻛﺎت ﻋن ﻛل روﺑل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛدس اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟﻣﻼﯾﯾن ﺑواﺳطﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﺷرات او اﻟﻣﺋﺎت ﻣن اﻟروﺑﻼت ،ﻓﯾزﯾدون ﺑﻬﺎ رﻗم اﻋﻣﺎﻟﻬم ،وﯾﻛﺳﺑون ﻋﺷرة ﻛوﺑﯾﻛﺎت او ﻋﺷرﯾن ﻛوﺑﯾﻛﺎت ﺑﻛل روﺑل . وﻟﻬذا ﯾﻌﻠن اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ان اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﺑؤس اﻟﺷﻌب ،ﻫﻲ أن ﻧﻐﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻟﻰ ﺑرﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﺑﻼد وﻧﻘﯾم اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻰ ،اي :ان ﻧﻧزع ﻣن ﻛﺑﺎر ﻣﻼﻛﻲ اﻻراﺿﻲ اﻣﻼﻛﻬم ،وﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن ﻣﺻﺎﻧﻌﻬم وﻣﻌﺎﻣﻠﻬم ،وﻣن اﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎرف رﺳﺎﻣﯾﻠﻬم ،وان ﻧﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻧﺳﻠﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﺑﻼد. ﺣﯾﻧذاك ﻟن ﯾﺗﺻرف ﺑﻌﻣل اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻧﺎس اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻵﺧرﯾن ،ﺑل اﻟﻌﻣﺎل اﻧﻔﺳﻬم وﻧواﺑﻬم .ﺣﯾﻧذاك ﺳﯾﺳﺗﻔﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ،ﻣن ﺛﻣﺎر اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك وﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻧﺎﺟﻠﺔ ﻋن ﻛل اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت وﻛل اﻵﻻت .ﺣﯾﻧذاك ﺳﺗزداد اﻟﺛروة ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ ،ﻷن اﻟﻌﻣﺎل ﺳﯾﺷﺗﻐﻠون اﺣﺳن ﻣن ذي ﻗﺑل اذ اﻧﻬم ﺳﯾﺷﺗﻐﻠون ﻻﻧﻔﺳﻬم ﻻ ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن ،وﺳﯾﻛون ﯾوم اﻟﻌﻣل أﻗﺻر ،وﺗﺗﺣﺳن ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻌﻣﺎل .وﺗﺗﻐﯾر ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻬم ﺗﻐﯾرا ﺗﺎﻣﺎ. ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﻬل ﺗﻐﯾﯾر ﻛل اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟدوﻟﺔ .ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻟﻬذا اﻟﻐرض اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻬد ،واﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻌﻧﯾد اﻟطوﯾل .ان ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن ،اي ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ) (٣ﺳﯾداﻓﻌون ﻋن ﺛرواﺗﻬم ﺑﻛل ﻗواﻫم .ﻛﻣﺎ ان اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺟﯾش ﺳﯾؤﻣﻧون اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻛل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﯾدي ﻫذﻩ اﻟطﺑﻘﺔ .ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ان ﯾرﺻدوا ﺻﻔوﻓﻬم وﯾﺻﺑﺣوا ﻛرﺟل واﺣد ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻵﺧرﯾن؛ ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻋﻠﯾﻬم ان ﯾﺗﺣدوا وان
ﯾوﺣدوا ﺟﻣﯾﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ،ﻟﻛﻲ ﯾﺷﻛﻠوا طﺑﻘﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ واﺣدة ،طﺑﻘﺔ ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺔ واﺣدة .ان اﻟﻧﺿﺎل ﻟن ﯾﻛون ﺳﻬﻼ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﻘﺔ
اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ﺳﯾﻧﺗﻬﻰ ﺣﺗﻣﺎ ﺑﺎﻧﺗﺻﺎر اﻟﻌﻣﺎل ،ﻷن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،اي اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻵﺧرﯾن ،ﻻ ﺗﺷﻛل ﺳوى ﻗﺳم ﺿﺋﯾل ﻣن اﻟﺷﻌب .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺷﻛل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ .اﻟﻌﻣﺎل ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن ،اﻧﻣﺎ ﻫم اﻟﻣﻼﯾﯾن ﺿد اﻵﻻف. ان ﻋﻣﺎل روﺳﯾﺎ اﺧذوا ﯾﺗﺣدون ﻓﻲ ﺣزب اﺷﺗراﻛﻲ-دﯾﻣوﻗراطﻲ ﻋﻣﺎﻟﻲ واﺣد ،ﺑﻘﺻد ﺧوض ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻌظﯾم .وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﺗﺣﺎد ﺻﻌﺑﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺳرﯾﺔ ،ﻓﻲ ظروف اﻟﺗﺧﻔﻲ ﻋن اﻟﺑوﻟﯾس ،ﻓﺎن ﻫذا اﻻﺗﺣﺎد ﯾﻘوى ﻣﻊ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟدوام ،وﯾﺗﺳﻊ ﻣﻊ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟدوام .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾظﻔر اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺎن ﻗﺿﯾﺔ اﺗﺣﺎد اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﺳﺗﺗﻘدم ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ ﻻ ﺣد ﻟﻪ ،واﺳرع ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﺗﺗﻘدم ﺑﻪ ﻋﻧد اﻟﻌﻣﺎل اﻻﻟﻣﺎن. ـ ــ ـ ) (١ﻣﺎرﺷﺎﻻت اﻟﻨﺒﻼء :ﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻳﻨﺘﺨﺒﻬﻢ اﻗﺮا ﻢ ﰲ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻨﺒﻼء ﰲ اﻻﻗﻀﻴﺔ واﶈﺎﻓﻈﺎت ﰲ روﺳﻴﺎ اﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ .وﻛﺎن ﻣﺎرﺷﺎﻻت اﻟﻨﺒﻼء ﻳﺼﺮﻓﻮن ﺷﺆون اﻟﻨﺒﻼء وﺷﻐﻠﻮا ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﰲ اﻻدارة وﻛﺎﻧﻮا ﻳﱰأﺳﻮن اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺰﳝﺴﺘﻔﻮات. ) (٢ﻗﻄﻊ اﻻرض :اﳌﻘﺼﻮد ﺎ ﻗﻄﻊ اﻻرض اﻟﱵ اﻋﻄﻴﺖ ﻟﻠﻔﻼﺣﲔ ﻗﺼﺪ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺎ ،ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺎء اﻟﻘﻨﺎﻧﺔ ﰲ روﺳﻴﺎ ﻋﺎم . ١٨٦١وﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻔﻼﺣﲔ اﳊﻖ ﰲ ﺑﻴﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻄﻊ ؛ وﰲ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻄﻊ ﰲ ﺣﻮزة اﳌﺸﺎﻋﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﲔ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺎ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻋﺎدة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻻراﺿﻲ ﺑﺼﻮرة دورﻳﺔ. ) (٣اﻟﱪﺟﻮازي ﻫﻮ اﳌﺎﻟﻚ .واﻟﱪﺟﻮازﻳﺔ ﻫﻲ ﲨﻴﻊ اﳌﺎﻟﻜﲔ ﳎﺘﻤﻌﲔ .واﻟﱪﺟﻮازي اﻟﻜﺒﲑ ﻫﻮ اﳌﺎﻟﻚ اﻟﻜﺒﲑ .واﻟﱪﺟﻮازي اﻟﺼﻐﲑ ﻫﻮ اﳌﺎﻟﻚ اﻟﺼﻐﲑ .و اﻟﱪﺟﻮازﻳﺔ واﻟﱪوﻟﻴﺘﺎرﻳﺎ اﳕﺎ ﻫﻢ اﳌﺎﻟﻜﻮن واﻟﻌﻤﺎل ،اﻻﻏﻨﻴﺎء وﻏﲑ اﳌﺎﻟﻜﲔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﻟﻠﻐﲑ ﻟﻘﺎء أﺟﺮ . )*( ﲟﻌﲎ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻻداري .اﳌﻌﺮب . )**( اﻟﻜﻮﻻك :اﻟﻔﻼﺣﻮن اﻻﻏﻨﻴﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮون اﻻﺟﺮاء واﻟﻔﻼﺣﲔ اﻟﻔﻘﺮاء – .اﻟﻨﺎﺷﺮ .
١٠
.٣اﻟﺜﺮوة واﻟﺒﺆس ،اﻟﻤﻼﻛﻮن واﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف إﻧﻧﺎ ﻧﻌرف اﻻن ﻣﺎ ﯾرﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون .اﻧﻬم ﯾرﯾدون اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﻛل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺗﺷﻠوا اﻟﺷﻌب ﻣن ﻟﺟﺔ اﻟﺑؤس .واﻟواﻗﻊ ،ان اﻟﺑؤس ﻋﻧدﻧﺎ ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف ﻻ ﯾﻘل ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدن .ﺑل أﻧﻪ ،ﺑﺎﻻﺣرى ،اﺷد؛ واﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺗﺣدث ﻫﻧﺎ ﻋن درﺟﺔ اﻟﺷدة اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﻬﺎ اﻟﺑؤس ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف :ﻓﻛل ﻋﺎﻣل اﻗﺎم ﻣدة ﻓﻲ اﻟرﯾف ،وﻛل ﻓﻼح ﯾﻌرﻓﺎن ﺟﯾدا ﺟدا ﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑؤس واﻟﻣﺟﺎﻋﺔ واﻟﺑرد واﻟﺧراب ﻓﻲ اﻟرﯾف. وﻟﻛن اﻟﻔﻼح ﯾﺟﻬل ﻟﻣﺎذا ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻟﺑؤس واﻟﺟوع واﻟﺧراب ،وﻛﯾف اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺧﻼص ﻣن ﻫذا اﻟﻔﻘر .وﻟﻛﻲ ﻧﻌرف ذﻟك ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ أوﻻ ان ﻧدرك ﻣن اﯾن ﺗﺗﺄﺗﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت وﻛل اﻟﺑؤس ﻓﻲ اﻟﻣدن واﻻرﯾﺎف .ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ ان ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ورأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف ان ﯾﺗﺣﺎﻟﻔو ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .وﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻛﻔﻲ .ﯾﻧﺑﻐﻲ أﯾﺿﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣن ﻫم ﻓﻲ اﻟرﯾف اﻟذﯾن ﺳﯾﺳﯾرون ﻣﻊ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﻣﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن ،وﻣن ﻫم اﻟذﯾن ﺳﯾﺳﯾرون ﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل ،ﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن. ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧوا ﻛﺛﯾرﯾن اوﻟﺋك اﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﯾﻌرﻓون ،ﻻ اﻗل ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻛﯾف ﯾﻛدﺳون اﻟرﺳﺎﻣﯾل وﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻟﻐﯾر .ﻓﺎذا ﻟم ﻧدرس ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ درﺳﺎ ﻣﻌﻣﻘﺎ ،ﻓﻌﺑﺛﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت ﻋن اﻟﺑؤس ،وﻟن ﯾﻔﻬم ﻓﻼﺣو
اﻟرﯾف اﻟﻔﻘراء ﻣن ﻫم ﻓﻲ اﻟرﯾف اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻧﺑﻐﻰ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻋﻣﻠﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺣﺎﻟف وطﯾدا ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻧﺧدع اﻟﻔﻼح ﺑﺎﻟﻣﻼك ،وﻟﯾس ﻫذا وﺣﺳب ،ﺑل ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻧﺧدع أﯾﺿﺎ ﺑﺄﺣد زﻣﻼﺋﻪ ،اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ . ﻟﻛﻲ ﻧدرك ﻫذا اﻷﻣر ،ﺳﻧﺑﺣث اﻵن ﻓﯾﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻗوة اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف وﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻗوة اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء . ﻟﻧﺑدأ ﺑﺎﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ان ﻧﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻗوﺗﻬم ،اوﻻ ،ﺑﻣﻘدار اﻻراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻠﻛﺎ ﺧﺎﺻﺎ .ﻓﻔﻰ روﺳﯾﺎ اﻻوروﺑﯾﺔ ،ﻛﺎﻧوا ﯾﻘدرون ﻣﺟﻣل اﻻراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ واﻻراﺿﻲ ذات اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ،ﺑﺣواﻟﻲ ٢٤٠ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن * ) اﻟدﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ١٠٩٢٥ﻣﺗرا ﻣرﺑﻌﺎ .اﻟﻣﻌرب ( ) .ﻫذا ﻋدا اراﺿﻲ اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻌود اﻟﻰ اﻟﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ( .وﻣن اﺻل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ٢٤٠ ،ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ،ﯾﻣﻠك اﻟﻔﻼح ،اي اﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن أﺳرة ١٣١ ،ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﻼﻛون اﻟﺧﺻوﺻﯾون ،اي اﻗل ﻣن ﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ١٠٩ ،ﻣﻼﯾﯾن دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .وﻟذا ،اذا اﺧذﻧﺎ ﻣﺗوﺳط ﻫذﻩ اﻻرﻗﺎم، ﻧرى اﻧﻪ ﯾﻌود ﻟﻛل اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ ١٣دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎ ،وﻟﻛل اﺳرة ﻣﻼك ﺧﺻوﺻﻲ ٢١٨دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎ! وﻟﻛن ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻻراﺿﻲ اﺷد ﺑروزا ،ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد . ﻓﻣن اﺻل ١٠٩ﻣﻼﯾﯾن دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﯾﺣوزﻫﺎ اﻟﻣﻼﻛون اﻟﺧﺻوﺻﯾون ،ﺳﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﺗﺧص اﻻﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻣﯾرﯾﺔ اي ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻋﺿﺎء اﺳرة اﻟﻘﯾﺻر .ﻓﺎﻟﻘﯾﺻر ﻣﻊ اﺳرﺗﻪ ﻫو اﻻول ﺑﯾن اﺳﯾﺎد اﻻراﺿﻲ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ،ﻫو اﻛﺑرﻫم .ان اﺳرة واﺣدة ﺗﻣﻠك ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ! ﺛم ان اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ واﻻدﯾرة ﺗﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺳﺗﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .ان ﻛﻬﻧﺗﻧﺎ ﯾﻌظون اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﺎﻟزﻫد واﻟﺗﺟرد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺳﺗﺄﺛروا ،ﻫم ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﺑﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻻراﺿﻲ.
١١
ﺛم ان اﻟﻣدن واﻟﺿﯾﺎع ﺗﻣﻠك ﺣواﻟﻲ ﻣﻠﯾوﻧﻲ دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻛﻣﺎ ان ﺷﺗﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ .وﺛﻣﺔ ٩٢ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ) وﺑﺎﻷﺻﺢ ٩١٦٠٥٨٤٥دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﺳﻧورد ﻫﻧﺎ ارﻗﺎﻣﺎ ﻣﺑﺳطﺔ ،ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺑﺳﯾط ( ﺗﺧص اﻗل ﻣن ﻧﺻف ﻣﻠﯾون ) ( ٤٨١ ٣٥٨اﺳرة ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﺧﺻوﺻﯾﯾن .وﻧﺻف ﻫذا اﻟﻌدد ﻣن اﻻﺳر ﻣﻼﻛون ﺻﻐﺎر ﺟدا؛ ﻓﻛل ﻣﻧﻬم ﯾﻣﻠك أﻗل ﻣن ﻋﺷرة دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .وﺟﻣﯾﻌﻬم ﯾﻣﻠﻛون أﻗل ﻣن ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺳﺗﺔ ﻋﺷر اﻟف اﺳرة ﺗﻣﻠك ﺑﺎﻻﺟﻣﺎل ﺧﻣﺳﺔ وﺳﺗﯾن ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ،وﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻻﺳر ﺗﻣﻠك اﻛﺛر ﻣن اﻟف دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن . اﻣﺎ اﯾﺔ ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻻراض ﻣﺗﺟﻣﻌﺔ ﻓﻲ اﯾدي ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻓﺎﻧﻧﺎ ﻟﻧرى ذﻟك ﻓﻲ ﻛون أﻗل ﻣن اﻟف اﺳرة ﺑﻘﻠﯾل ) ( ٩٢٤ﺗﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرة آﻻف دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن اﻻراﺿﻲ! وﻫﻲ ﺗﻣﻠك ﺑﺎﻻﺟﻣﺎل ﺳﺑﻌﺔ وﻋﺷرﯾن ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن! ان اﻟف اﺳرة ﺗﻣﻠك ﻗدر ﻣﺎ ﯾﻣﻠك ﻣﻠﯾوﻧﺎ اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ . وﻣﻔﻬوم اﻧﻪ ﻻﺑد ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن وﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس ان ﯾﻛوﻧوا ﻓرﯾﺳﺔ اﻟﺑؤس واﻟﺟوع ،وان ﯾظﻠوا داﺋﻣﺎ ﻓرﯾﺳﺔ اﻟﺑؤس واﻟﺟوع طﺎﻟﻣﺎ ان ﺑﺿﻌﺔ آﻻف ﻣن ﻛﺑﺎر اﻻﺛرﯾﺎء ﯾﻣﻠﻛون ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻻراﺿﻲ .وﻣﻔﻬوم ان ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑدورﻫﺎ ،ان اﻟﺣﻛو ﻣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ) وان ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ( ﺳﺗرﻗص ﻋﻠﻰ ﻣزﻣﺎر ﻫؤﻻء اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻛﺑﺎر .وﻣﻔﻬوم ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻟن ﯾﺄﻣﻠوا ﺑﺎن ﺗﻣﺗد اﻟﯾﻬم ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن اي ﻣﻛﺎن وﻣن اي اﺣد ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺟﻣﻌوا ﺻﻔوﻓﻬم ﺑﺎﻧﻔﺳﻬم ﻟﻛﻲ ﯾؤﻟﻔوا طﺑﻘﺔ واﺣدة ﺑﻐﯾﺔ ﺧوض ﻧﺿﺎل ﻋﻧﯾد ﺿﺎر ﺿد طﺑﻘﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﻫذﻩ . وﻧﻼﺣظ ﻫﻧﺎ ان ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻛﺛﯾرﯾن ) وﺣﺗﻰ ﻛﺛﯾرﯾن ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ( ﻣﻣن ﯾﻧﺎدون ﺑوﺟﻬﺔ ﻧظر ﺧﺎطﺋﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘوة طﺑﻘﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اذ ﯾﻘوﻟون ان " اﻟدوﻟﺔ " ﺗﻣﻠك ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻛﺛر ﻣﻧﻬم ﺑﻛﺛﯾر .ان ﻧﺎﺻﺣﻲ اﻟﻔﻼح اﻻردﯾﺎء ﻫؤﻻء ﯾزﻋﻣون ﻗﺎﺋﻠﯾن " :ان ﻗﺳﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣن ﻣﺳﺎﺣﺔ روﺳﯾﺎ ) اي ،ﻛل اراﺿﯾﻬﺎ ( اﺻﺑﺢ ﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ " ) .ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت وردت ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ "
روﺳﯾﺎ اﻟﺛورﯾﺔ " ،اﻟﻌدد ،٨ص .( ٨اﻣﺎ ﻣﺻدر ﺿﻼل ﻫؤﻻء اﻟﻘوم ،ﻓﻬو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﻟﻘد ﺳﻣﻌوا ان ﺛﻣﺔ ١٥٠ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن اﻻراﺿﻲ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ اﻻوروﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ .ﻫذا ﺻﺣﯾﺢ ،ﺑﺎﻟﻔﻌل .وﻟﻛﻧﻬم ﯾﻧﺳون ان ﻫذﻩ اﻻﻣﻼك ١٥٠ ،ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ،ﻫﻲ
ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘرﯾﺑﺎ اراض ردﯾﺋﺔ وﻏﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻗﺻﻰ اﻟﺷﻣﺎل ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺎت ارﺧﻧﺟﻠﺳك ،وﻓوﻟوﻏدا ،وأوﻟوﻧﯾﺗز ،وﻓﯾﺎﺗﻛﺎ ،وﺑﯾرم .ﻓﺗﺑﻘﻰ اذن ﺿﻣن اﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اراض ﻛﺎﻧت ﺣﺗﻰ اﻵن ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ اطﻼﻗﺎ ﻟﻠزراﻋﺔ .وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻراﺿﻲ اﻟﺟﯾدة ،ﻓﺎن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻣﻠك ﻣﻧﻬﺎ أﻗل ﻣن ارﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .وﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ اﻟﺟﯾدة ﻣن اﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ) ،ﻣﺛﻼ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺳﺎﻣﺎرا ﺣﯾث ﻫﻲ ﻛﺛﯾرة ﺟدا ( ﯾﺳﺗﺄﺟرﻫﺎ اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺑﺑدل ﺑﺧس ،وﺣﺗﻰ دون ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘرﯾﺑﺎ .وﻫؤﻻء اﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﺳﺗﺄﺟرون ﻣن ﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ اﻵﻻف وﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻟدﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎت ﻟﻛﻲ ﯾؤﺟروﻫﺎ ﺑدورﻫم اﻟﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﺑدﻻت ﺗزﯾد ﺛﻼﺛﺔ اﺿﻌﺎف . ﯾﻘﯾﻧﺎ اﻧﻬم ﻧﺎﺻﺣون اردﯾﺎء ﻫؤﻻء اﻟذﯾن ﯾﻧﺻﺣون اﻟﻔﻼح ﻗﺎﺋﻠﯾن ان اﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻراﺿﻲ .وﻟﻛن اﻟواﻗﻊ ﯾﺑﯾن ان اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﺟﯾدة ﻫﻲ ﻓﻲ اﯾدي ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﺧﺻوﺻﯾﯾن ) وﻣﻧﻬم اﻟﻘﯾﺻر ( وان ﻫؤﻻء اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻛﺑﺎر ﯾﺿﻌون اﯾدﯾﻬم ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ .وطﺎﻟﻣﺎ ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻻ ﯾﺗﺣدون ﻟﻛﻲ ﯾﺻﺑﺣوا ﺑﺎﺗﺣﺎدﻫم ﻗوة ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﺎن " اﻟدوﻟﺔ " ﺳﺗظل اﺑدا اﻟﺧﺎدم اﻟذﻟﯾل ﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .وﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﻐﯾب ﻋن اﻟﺑﺎل اﻻﻣر اﻟﺗﺎﻟﻰ :ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻛﺎن اﻟﻧﺑﻼء
وﺣدﻫم او ﺗﻘرﯾﺑﺎ وﺣدﻫم ﻣﻼﻛﯾن ﻋﻘﺎرﯾﯾن .وﻣﺎ ﯾزال اﻟﻧﺑﻼء ﯾﻣﻠﻛون اﻟﯾوم ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻرض ) ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻘدر ان ١١٥٠٠٠
ﻣن اﻟﻧﺑﻼء ﯾﻣﻠﻛون ٧٣ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻓﻲ .( ١٨٧٨ – ١٨٧٧وﻟﻛن اﻟﻣﺎل ،اﻟرأﺳﻣﺎل ،ﻫو اﻟذى ﻏدا اﻟﯾوم اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ .ﻓﺎن اﻟﺗﺟﺎر واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻗد اﺷﺗروا ﻣﺳﺎﺣﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻻراﺿﻲ .وﻣن اﻟﻣﻘدر ان اﻟﻧﺑﻼء ﻗد ﺧﺳروا ) اي اﻧﻬم ﺑﺎﻋوا أﻛﺛر ﻣﻣﺎ اﺷﺗروا ( ﻣن اﻻراﺿﻲ ﻣﺎ ﺗزﯾد ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻋﻠﻰ ٦٠٠ﻣﻠﯾون روﺑل ،وذﻟك ﻓﻲ ﻣدى ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ) ﻣن ١٨٦٣اﻟﻰ .( ١٨٩٢وﻗد ﺣﺻل اﻟﺗﺟﺎر واﻟﻣواطﻧون اﻟﻣﻣﺗﺎزون ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ٢٥٠ﻣﻠﯾون روﺑل وﺣﺻل اﻟﻔﻼﺣون ،واﻟﻘوزاق ،و " ﺳﺎﺋر ١٢
اﻟﺳﻛﺎن اﻟرﯾﻔﯾﯾن " ) ﻫﻛذا ﺗﺳﻣﻲ ﺣﻛوﻣﺗﻧﺎ اﻟﻧﺎس اﻟﺑﺳطﺎء ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف " اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻧﺑﯾل " " ،اﻟﺟﻣﻬور اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ " ( ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ٣٠٠ﻣﻠﯾون روﺑل .واﻧﻧﺎ ﻟﻧرى ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ان ﻓﻼﺣﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ﯾﺷﺗرون ﻛل ﺳﻧﺔ ،ﺑﺻورة وﺳطﯾﺔ، وﻛﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﻪ ١٠ﻣﻼﯾﯾن روﺑل ﻣن اﻻراﺿﻲ ﯾﺿﻣوﻧﻬﺎ اﻟﻰ اﻣﻼﻛﻬم . وﻫﻛذا ﻧرى ﻓﻼﺣﯾن ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺋﺎت :ﺑﻌﺿﻬم ﯾﻌﺎﻧﻰ اﻟﺑؤس واﻟﻣﺟﺎﻋﺔ ،واﻵﺧرون ﯾﻐﺗﻧون .وﻟذا ﯾزداد ﻋدد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ،وﻫم ﯾﻣﯾﻠون ﻧﺣو اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وﺳﯾﻘﻔون اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺿد اﻟﻌﻣﺎل .اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء اﻟذﯾن ﯾرﯾدون اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﻓﻌﻠﯾﻬم ان ﯾﻔﻛروا ﺑﺎﻻﻣر ﻣﻠﯾﺎ ،وان ﯾوﺿﺣوا ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻛﺛﯾري اﻟﻌدد ،وﻣﺎ ﻫﻲ ﻗوﺗﻬم ،واي اﺗﺣﺎد ﯾﻘﺗﺿﻰ ﻟﻧﺎ ﻟﻛﻲ ﻧﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﻫذﻩ اﻟﻘوة .ﻟﻘد ﺗﺣدﺛﻧﺎ آﻧﻔﺎ ﻋن ﻧﺎﺻﺣﻲ اﻟﻔﻼح اﻻردﯾﺎء .ان ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎﺻﺣﯾن اﻻردﯾﺎء ﯾﺣﺑون ان ﯾﻘوﻟوا :ﻟﻘد ﺷﻛل اﻟﻔﻼﺣون اﺗﺣﺎدا .وﻫذا اﻻﺗﺣﺎد ﻫو ال " ـﻣﯾر " ،اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ .و " اﻟﻣﯾر " ﻗوة ﻫﺎﻣﺔ .ﻓﻬﻲ ﺗﺿم اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﺻورة وﺛﯾﻘﺔ ،ان ﻣﻧظﻣﺔ ) اي ﺗﺟﻣﻊ ،اﺗﺣﺎد ( ﻓﻼﺣﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﺎت ﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﺟﺑﺎرة ) اي ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻛﺑﯾرة ﺟدا ( .ﻫذا ﺧطﺄ .ﻫذﻩ ﺣﻛﺎﯾﺔ ﺧراﻓﯾﺔ .واﻧﻬﺎ ﻟﺣﻛﺎﯾﺔ رﻏم ان اﻧﺎﺳﺎ طﯾﺑﯾن ﻗد ﺗﺻوروﻫﺎ .واذا ﻣﺎ اﺧذﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﻰ اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت،
ﻓﺎﻧﻧﺎ ﻧﺳﺊ اﻟﻰ ﻗﺿﯾﺗﻧﺎ ،اي اﻟﻰ ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .ﻟﯾﺗطﻠﻊ ﻛل ﺳﺎﻛن ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف اﻟﻰ ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ ﺑﺎﻧﺗﺑﺎﻩ :ﻓﻬل ان " اﻟﻣﯾر " ،اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،ﺗﺷﺑﻪ اﺗﺣﺎد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻟﻐﯾر؟ ﻛﻼ ،اﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺷﺑﻪ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ ان ﺗﺷﺑﻪ .ﻓﻲ ﻛل ﻗرﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻛل ﻣﺷﺎﻋﺔ ،ﻛﺛﯾرون ﻣن اﻻﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن ،ﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن اﻓﺗﻘروا؛ وﻫﻧﺎك اﻏﻧﯾﺎء ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﻋﻣﺎﻻ زراﻋﯾﯾن وﯾﺷﺗرون اﻻرض " اﻟﻰ اﻻﺑد " .ﻫؤﻻء اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻫم أﯾﺿﺎ اﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ،وﯾﺳودون ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺎﻻﺳﯾﺎد ،ﻻﻧﻬم ﯾﺷﻛﻠون ﻗوة .ﻓﻬل ﻫذا اﻻﺗﺣﺎد اﻟذى ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻻﻏﻧﯾﺎء وﯾﺳودون ﻓﯾﻪ ﻛﺎﻻﺳﯾﺎد ﻫو اﻻﺗﺣﺎد اﻟذى ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ؟ ﻛﻼ ،اﺑدا .ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻟﻧﺎ اﺗﺣﺎد ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻻﻏﻧﯾﺎء .وﻟذا ﻛﺎن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻣﺷﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻧﺎ اطﻼﻗﺎ . ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ اﺗﺣﺎد ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺑول ،اﺗﺣﺎد ﻣن اﻧﺎس ﻓﻬﻣوا اﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن؛ ﻓﻲ ﺣﯾن ان اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻟﯾﺳت اﺗﺣﺎدا ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺑول ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﺗﺣﺎد اداري .ﻓﺎﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺿم اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻟﻼﻏﻧﯾﺎء ،واﻟذﯾن ﯾرﯾدون ان ﯾﻧﺎﺿﻠوا ﻣﻌﺎ ﺿد اﻻﻏﻧﯾﺎء .اﻧﻣﺎ ﺗﺿم ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﻘوم ،ﻻ ﺑﻣلء ارادﺗﻬم ،ﺑل ﻷن آﺑﺎءﻫم ﻋﺎﺷوا ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻرض، واﺷﺗﻐﻠوا ﻟﻬذا اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷن اﻟﺳﻠطﺎت ﺳﺟﻠﺗﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ.ﻓﺎﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘر اء ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﺑﺣرﯾﺔ؛ وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ان ﯾﻘﺑﻠوا ﻓﯾﻬﺎ ﻏرﯾﺑﺎ ﻓرض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑوﻟﯾس اﻻﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ اﺧرى .واﻟﺣﺎل ،ان ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻻﺗﺣﺎدﻧﺎ ،ﻗد ﯾﻛون ان ﯾﻘﯾم ﻫذا اﻟﻐرﯾب ﺑﯾﻧﻧﺎ .ﻛﻼ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ اﺗﺣﺎد آﺧر ،اﺗﺣﺎد ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺑول ،اﺗﺣﺎد ﻻ ﯾﺿم ﻏﯾر اﻟﻌﻣﺎل اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن
اﻟﻔﻘراء ،ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻟﻐﯾر . ﻟﻘد وﻟت اﻻزﻣﺎن اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻬﺎ " اﻟﻣﯾر " ) اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ( ﻗوة .وﻟن ﺗﻌود ﻫذﻩ اﻻزﻣﺎن اﺑدا .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت " اﻟﻣﯾر " ﻗوة ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم
ﯾﻛن ﺛﻣﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﺟراء زراﻋﯾون وﻻ ﻋﻣﺎل ﯾﻬﯾﻣون ﻋﺑر روﺳﯾﺎ ﺳﻌﯾﺎ وراء ﻣورد ﻟﻠﻌﯾش؛ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﺛﻣﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﺛرﯾﺎء ﻛﺑﺎر وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﯾﻧﯾﺦ ﺑﺛﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ دون اي ﺗﻣﯾﯾز .اﻣﺎ اﻟﯾوم ،ﻓﺎن اﻟﻣﺎل ﻫو اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻣﺎل ﻫو اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻋﺿﺎء ﻣﺷﺎﻋﺔ واﺣدة اﻟﻰ اﻟﺗﺻﺎرع ﻛﺎﻟوﺣوش اﻟﻛﺎﺳرة .واﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻣﺎل ﯾﻧﯾﺧون ﺑﺛﻘﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻋﺿﺎء ﻣﺷﺎﻋﺗﻬم وﯾﻧﻬﺑوﻧﻬم أﺷد ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧﻬﺑﻬم اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري .ﻓﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ اﻵن ،ﻟﯾس اﺗﺣﺎدا ﻣﺷﺎﻋﯾﺎ ،ﺑل اﺗﺣﺎدا ﺿد ﺟﺑروت اﻟﻣﺎل ،ﺿد ﺳﻠطﺔ ﻟارأﺳﻣﺎل ،اﺗﺣﺎد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﻋﺎت ،اﺗﺣﺎد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن، ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء دون اي ﺗﻣﯾﯾز . ﻟﻘد رأﯾﻧﺎ آﻧﻔﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻗوة اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .ﻟﻧر اﻵن اذا ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻛﺛﯾرﯾن وﻣﺎ ﻫﻲ ﻗوﺗﻬم . ١٣
ﻟﻘد ﺣﻛﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘدار اﻻرض اﻟﺗﻰ ﯾﺣوزون .ان اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﯾﺗﺻرﻓون ﺑﺎرﺿﻬم ﻛﻣﺎ ﯾطﯾب ﻟﻬم ،وﻫم ﯾﺷﺗروﻧﻬﺎ وﯾﺑﯾﻌوﻧﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ .وﻟذا ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﺑﻛل دﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوﺗﻬم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻرض اﻟﺗﻲ ﯾﺣوزون .اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون ،ﻓﻼ ﯾﺣق ﻋﻧدﻧﺎ ﺣﺗﻰ اﻷن اﻟﺗﺻرف ﺑﺎرﺿﻬم ﺑﺣرﯾﺔ؛ ﻓﻣﺎ ﯾزاﻟون ﺣﺗﻰ اﻵن اﻧﺻﺎف اﻗﻧﺎن ،ﻣرﺗﺑطﯾن ﺑﻣﺷﺎﻋﺎﺗﻬم .وﻟذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻرض اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﺳﺗﻐﻠوﻧﻬﺎ. ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻻ ﯾﻐﺗﻧون ﻣن ﺣﺻﺗﻬم اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ :اﻧﻬم ﯾﺷﺗرون ﻣﺳﺎﺣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻرض ،ﯾﺷﺗرون اﻻرض اﻣﺎ " اﻟﻰ اﻻﺑد " ) اي ﻛﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ( ،واﻣﺎ " ﻟﺳﻧوات " )اي ﯾﺳﺗﺄﺟرون اﻻر ض (؛ اﻧﻬم ﯾﺷﺗرون اﻻرض ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗروﻧﻬﺎ ﻣن اﺧوﺗﻬم اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗرﻛون اﻻرض ،او اﻟذﯾن ﯾؤﺟرون ارﺿﻬم ﺑداﻓﻊ اﻟﻌوز .وﻟذا ﻛﺎن ﻣن اﻻﺿﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء وﻓﻘﺎ ﻟﻌدد اﻻﺣﺻﻧﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﻣﻠﻛون .ﻓﺎﻟﻔﻼح اﻟذى ﯾﻣﻠك ﻋدة اﺣﺻﻧﺔ ﻫو داﺋﻣﺎ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻓﻼح ﻏﻧﻲ؛ واذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ ﻛﺛﯾر ﻣن ﻣواﺷﻲ اﻟﻌﻣل ،ﻓذﻟك ﯾﻌﻧﻲ ان ﻟدﯾﻪ ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﻣزروﻋﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻻراﺿﻲ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ،وان ﻟدﯾﻪ ﻣﺎﻻ اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ .ﺛم اﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧﻌرف ﻋدد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﻋدة اﺣﺻﻧﺔ ،ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ) روﺳﯾﺎ اﻻوروﺑﯾﺔ ،ﻋدا ﺳﯾﺑﯾرﯾﺎ واﻟﻘﻔﻘﺎس ( .وﯾﻧﺑﻐﻲ ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،اﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻧﻪ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣوم روﺳﯾﺎ ،ﻻ
ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣدث اﻻ ﺑﺻورة وﺳطﯾﺔ ،اذ ان ﻫﻧﺎك ﻓرﻗﺎ ﺑﺎرزا ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻻﻗﺿﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت وﺗﻠك .ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻧﺟد ،ﻣﺛﻼ ﺣول اﻟﻣدن، ﻓﻼﺣﯾن ﻣزارﻋﯾن اﻏﻧﯾﺎء ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ .ﻓﺎﻟﺑﻌض ﯾﻘوم ﺑزراﻋﺔ اﻟﺧﺿراوات اﻟﺗﻰ ﺗدر ﻋﻠﯾﻪ اﯾرادا ﺣﺳﻧﺎ؛ واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﻣﻠك اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻣﻠك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻘر وﯾﺑﯾﻊ اﻟﺣﻠﯾب .وﺛﻣﺔ ،ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻣن روﺳﯾﺎ ،ﻓﻼﺣون ﻻ ﯾﻐﺗﻧون ﻣن اﻻرض ،ﺑل ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة؛ ﻓﻬم ﯾﻘﯾﻣون ﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟزﺑدة ،وﻗﺷﺎر ات اﻟﺣﺑوب؛ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ .وﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﯾﺳﻛﻧون ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف ﯾﻌرﻓون ﺟﯾدا ﺟدا اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻬم أو ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺗﻬم .ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ ان ﻧﻌرف ﻋدد ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻗوﺗﻬم ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﺳﯾر اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻫدى ،ﻣﻐﻣض اﻟﻌﯾﻧﯾن ،ﺑل ﻟﻛﻲ ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺿﺑط ﻣن ﻫم اﺻدﻗﺎؤﻩ وﻣن ﻫم اﻋداؤﻩ . ﻟذا ﺳﻧرى اذا ﻛﺎﻧوا ﻛﺛﯾرﯾن ،اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﺑﺎﻻﺣﺻﻧﺔ .ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ ان ﻗﻠﻧﺎ ان روﺳﯾﺎ ،ﺣﺳب اﻟﺗﻘدﯾرات ،ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ .وﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل اﻧﻬم ﯾﻣﻠﻛون ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻣﻠﯾون ﺣﺻﺎن ) ﻣﻧذ ارﺑﻊ ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣﻠﯾون ﺣﺻﺎن ،واﻵن ﯾوﺟد اﻗل ﻣﻣﺎ ﻣﺿﻰ ( .اذا ﺗﻣﻠك ﻛل ﻋﺷر اﺳر ،ﺑﺻورة وﺳطﯾﺔ ،ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺣﺻﺎﻧﺎ .ﻏﯾر اﻧﻪ ﺗﻧﺑﻐﻲ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ان اﻟﺑﻌض ،وﻫم ﻗﻼﺋل ،ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻵﺧرون،
وﻫم ﻛﺛﯾرﯾن ﺟدا ،ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ أو ﻻ ﯾﻣﻠﻛون .ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﻻ اﺣﺻﻧﺔ ﻋﻧدﻫم ﯾﺑﻠﻎ ﻋددﻫم ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﻼﯾﯾن ،وﺛﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون ﻓﻼح ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻓﻘط . وﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣون ﻫم اﻣﺎ ﻓﻼﺣون اﺻﯾﺑوا ﺑﺎﻟﺧراب اﻟﺷﺎﻣل ،واﻣﺎ ﻓﻼﺣون ﻏﯾر ﻣﺎﻟﻛﯾن .وﻧﺣن ﻧﺳﻣﯾﻬم ﻓﻼﺣﯾن ﻓﻘراء وﯾﺑﻠﻎ
ﻋددﻫم ﺳﺗﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون ﻣن اﺻل ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن ﻓﻼح ،اي اﻧﻬم ﯾﺑﻠﻐون ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن اﻟﺛﻠﺛﯾن! ﺛم ﯾﺄﺗﻰ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻣﺗوﺳطون اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم زوﺟﺎ ﻣن ﻣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌﻣل .وﯾﺑﻠﻎ ﻋدد اﺳر ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺣواﻟﻰ اﻟﻣﻠﯾوﻧﯾن وﻋﻧدﻫم ﻧﺣو ارﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﺣﺻﺎن .ﺛم ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم اﻛﺛر ﻣن زوج ﻣن ﻣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌﻣل . وﯾﺑﻠﻎ ﻋدد اﺳر ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻣﻠﯾون وﻧﺻف ﻣﻠﯾون ،وﻟﻛﻧﻬم ﯾﻣﻠﻛون ﺳﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ * وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ان ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺳدس اﻻﺳر اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﯾﻣﻠك ﻧﺻف ﻣﺟﻣل اﻻﺣﺻﻧﺔ .
١٤
واﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻰ ﻣﺎ ورد اﻋﻼﻩ ،ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧﺣﻛم ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء .ﻓﻬم ﻟﯾﺳو ﻛﺛﯾري اﻟﻌدد :ﻓﻔﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﻋﺎت ،ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧواﺣﻲ ،ﺳﻧﺟد ﻋﺷر اﺳر او ﻋﺷرﯾن اﺳرة ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻣن اﺻل ﻛل ﻣﺋﺔ اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ. وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻻﺳر اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻌدد ﻫﻲ اﻏﻧﻰ اﻻﺳر .وﻟﻬذا ﺗﻣﻠك ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ﻣن اﻻﺣﺻﻧﺔ ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻵﺧرﯾن ﻣﻌﺎ .ﯾﻧﺟم ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﻬم ﯾﻣﻠﻛون ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻻراﺿﻲ اﻟﻣزروﻋﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ .ان ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾﺣﺻدون ﻣن اﻟﺣﺑوب اﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻻﺳرﻫم .وﯾﺑﯾﻌون اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺑوب .ﻓﻬم ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﺣﺑوب ﻟﻠﺗﻐذﯾﺔ وﺣﺳب ،ﺑل ﻟﻠﺑﯾﻊ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺧص ،ﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎل .ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣون ﯾﺳﺗطﯾﻌون ان ﯾﻛدﺳوا اﻟﻣﺎل .وﻫم ﯾودﻋوﻧﻪ ﻓﻲ ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗوﻓﯾر أو ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف .وﻫم ﯾﺷﺗرون اﻻراﺿﻲ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻬم .ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ ان ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋن اﻻراﺿﻲ اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻰ ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ﻛل ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوم
روﺳﯾﺎ؛ ﻓﺎﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻫؤﻻء ،اﻟﻘﻠﯾﻠو اﻟﻌدد ،ﯾﺳﺗﺄﺛرون ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ ﺗﻘرﯾﺑﺎ .اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ،ﻓﺎﻧﻬم ﻻ ﯾﻔﻛرون اﺑدا ﺑﺷراء اﻻراﺿﻲ ،اﻧﻣﺎ ﯾﻔﻛرون ﺑﺑﺎب ﻟﻠرزق .ﺑل اﻟﻣﺎل ﯾﻧﻘﺻﻬم ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻻﺣﯾﺎن ﻟﺷراء اﻟﺧﺑز ،ﻓﻛﯾف ﻻ ﯾﻧﻘﺻﻬم ﻟﺷراء اﻻرض. وﻟذا ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎرف ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم واﻟﻣﺻرف اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ﻻ ﺗﺳﺎﻋد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻرض ) ﻛﻣﺎ ﯾزﻋم ﻏﺎﻟﺑﺎ اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺧدﻋون اﻟﻔﻼح او ﻛﻣﺎ ﯾردد ﺑﻌض اﻟﻧﺎس اﻟﺳذج ( ،ﺑل ﺗﺳﺎﻋد ﻋددا ﺿﺋﯾﻼ ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ،اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻓﻘط .وﻟذا ﻓﺎن ﻧﺎﺻﺣﻲ اﻟﻔﻼح اﻻردﯾﺎء ،اﻟذن ﺳﺑق وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬم ،ﻻ ﯾﻘوﻟون اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷراء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻرض ﺣﯾن ﯾزﻋﻣون ان ﻫذﻩ اﻻرض ﺗﻧﺗﻘل ﻣن اﻟرأﺳﻣﺎل اﻟﻰ اﻟﻌﻣل .ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻼرض ان ﺗﻧﺗﻘل اﺑدا اﻟﻰ اﻟﻌﻣل ،اي اﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟك ،ﻷن ﻟﻼرض ﺛﻣﻧﺎ ،ﻷن اﻻرض ﺗﺗطﻠب ﻣﺎل .واﻟﺣﺎل ،ان اﻟﻔﻘراء ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﺑدا ﻣﺎﻻ ﯾﻔﯾض ﻋﻧﻬم .ان اﻻرض ﻻ ﺗﻧﺗﻘل اﻻ اﻟﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻣﺎل ،اﻟﻰ اﻟرأﺳﻣﺎل ،اﻟﻰ اﻟذﯾن ﺿدﻫم ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻧﺎﺿل اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ،ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن . ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻻ ﯾﺷﺗرون ﻓﻘط اﻻرض اﻟﻰ اﻻﺑد؛ ﺑل ﯾﻌﻣدون أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻏﻠب اﻟﻰ اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻻراﺿﻲ ﻟﻌدة ﺳﻧوات .وﻫم ،ﺑﺎﺳﺗﺋﺟﺎرﻫم ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻻراﺿﻲ ،اﻧﻣﺎ ﯾﺣرﻣون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻧﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﻗﺿﺎء واﺣد ﻣن اﻗﺿﯾﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑوﻟﺗﺎﻓﺎ ،ﻣﺛﻼ ) ،ﻗﺿﺎء ﻛوﻧﺳطﺎﻧطﯾﻧوﻏراد ( ،ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻراﺿﻲ اﻟﺗﻰ اﺳﺗﺄﺟرﻫﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء .وﻣﺎذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ؟ ﻟﻘد ﺗﺑﯾن ان اﻟذﯾن اﺳﺗﺄﺟروا ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻗدرﻫﺎ ٣٠دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎ واﻛﺛر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﺳرة ﻛﺎﻧوا ﻗﻠﯾﻠﻲ اﻟﻌدد ﺟدا ،ﻛﺎﻧوا ﯾﺷﻛﻠون اﺳرﺗﯾن ﻓﻘط ﻣن
اﺻل ١٥اﺳرة .وﻟﻛن ﻫؤﻻء اﻻﻏﻧﯾﺎء اﺳﺗﺄﺛرو ﺑﻧﺻف ﻣﺟﻣوع اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة ،وﻫﻛذا ﺣﺻل ﻛل ﺛري ﻋﻠﻰ ٧٥دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎ ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة ،وﻫﻛذا ﺣﺻل ﻛل ﺛري ﻋﻠﻰ ٧٥دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة! ﻛذﻟك ﺗم ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗورﯾدا ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ اﺳﺗﺄﺛروا ﺑﻪ اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻣن اﻻرض اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺄﺟرﻫﺎ اﻟﻔﻼﺣون ﻣن اﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ .ﻓﻘد ﺗﺑﯾن ان اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون ﺧﻣس اﻻﺳر ﻓﻘط ،ﻗد اﺳﺗﺄﺛروا ﺑﺛﻼﺛﺔ ارﺑﺎع ﻣﺟﻣوع اﻻرض اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة .ﻓﺎن اﻗﺗﺳﺎم اﻻرض ﯾﺟري ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻣﺎل؛ واﻟﺣﺎل ،ان ﻋددا ﻗﻠﯾﻼ ﺟدا ﻣن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻣﺎل. ﻟﻧﺗﺎﺑﻊ .ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻧﻔﺳﻬم ﯾؤﺟرون اﻟﯾوم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻراﺿﻲ. وﻫم ﯾﺗﺧﻠون ﻋن اﻟﺣﺻص اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ،ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﻣﺎﺷﯾﺔ وﻻ ﺑذارا ،وﻻ اي ﺷﻲء آﺧر ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣﺻﺻﻬم .وﺑدون ﻣﺎل ،ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣن اﻻرض ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻟراﻫن .ﻓﻔﻰ ﻗﺿﺎء ﻧوﻓووزﻧﺳك ،ﻣن ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺳﺎﻣﺎرا ،ﻣﺛﻼ ،ﻧرى ان اﺳرة او ﺣﺗﻰ اﺳرﺗﯾن ﻣن ﻛل ﺛﻼث اﺳر ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺗﺳﺗﺄﺟر اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋﺗﻬﺎ او ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ اﻟﻣﺟﺎورة .واﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﺣﺻﻧﺔ أو اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻫم اﻟذﯾن ﯾطرﺣون ﺣﺻﺻﻬم ﻟﻼﯾﺟﺎر .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗورﯾﺎ ،ﺛﻠث اﺳر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺗؤﺟر ﺣﺻﺻﻬﺎ ،اي ﻣﺎ ﯾﺑﻠﻎ رﺑﻊ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺻص اﻟﻔﻼﺣﯾن ،او رﺑﻊ ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن .
١٥
وﻣن رﺑﻊ اﻟﻣﻠﯾون ﻫذا ،ﯾﺳﺗﺄﺛر اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺑﻣﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن اﻟف دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ) اي ﺛﻼﺛﺔ اﺧﻣﺎس (! ﻫﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧرى اذا ﻛﺎﻧت " اﻟﻣﯾر " ،اذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﺗواﻓق اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء .ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،اﻟﻘوي ﻫو ﻣن ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺎل .واﻟﺣﺎل ،ان ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻟﻧﺎ ،اﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﻋﺎت . وﻛﻣﺎ ﯾﺧدﻋون اﻟﻔﻼح ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷراء اﻻرض ،ﻛذﻟك ﯾﺧدﻋوﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ﻟﻪ اﻧﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﺷﺗري ﺑﺎﺳﻌﺎر زﻫﯾدة اﻟﻣﺣﺎرﯾث واﻟﺣﺎﺻدات وﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻدوات اﻟﻣﺗﻘﻧﺔ اﻻﺧرى .وﯾﺑﻧون ﻣﺧﺎزن اﻟزﯾﻣﺳﺗﻔو ) ( ٥وﯾﻧظﻣون ارﺗﯾﻼت وﯾﻘوﻟون :ان اﻻدوات اﻟﻣﺗﻘﻧﺔ ﺳﺗﺣﺳن وﺿﻊ اﻟﻔﻼح .ﻫذا ﻛذب .ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻻدوات اﻟﻣﺗﻘﻧﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻻ ﺗﻌود اﻻ ﻟﻼﻏﻧﯾﺎء ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء اﯾﺔ ادوات او ﯾﺗﻠﻘون ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﻠﯾل اﻟﻘﻠﯾل .وﻋﻧدﻫم ﻣﺎ ﯾﺷﻐﻠﻬم ﻋن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻟﻣﺣﺎرﯾث واﻟﺣﺎﺻدات ،ﻫو أﻻ ﯾﻣوﺗوا ﺟوﻋﺎ! ان ﻛل ﻫذﻩ " اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن " ﻟﯾﺳت ﺳوى ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻼﺛرﯾﺎء ﻻ ﻏﯾر.اﻣﺎ ﺟﻣﻬور ﺳواد اﻟﻔﻘراء اﻟذﯾن ﻻ ارض ﻋﻧدﻫم وﻻ ﻣﺎﺷﯾﺔ ،و ﻻ اﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﺑﻣﺟرد ﺗﺧﻔﯾض اﺳﻌﺎر ﺧﯾرة اﻻدوات .ﻓﻔﻲ اﺣد اﻗﺿﯾﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺳﺎﻣﺎرا ،ﻣﺛﻼ ،ﺟرى ﺗﻌداد ﺟﻣﯾﻊ اﻻدوات اﻟﻣﺗﻘﻧﺔ ﻋﻧد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء .وﻗد ﺗﺑﯾن ان ﺧﻣس اﻻﺳر اي اﻛﺛر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾﺳرا ،ﯾﻣﻠﻛون ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن
ﺛﻼﺛﺔ ارﺑﺎع ﺟﻣﯾﻊ اﻻدوات اﻟﻣﺗﻘﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻔﻘراء ،اي ﻧﺻف اﻻﺳر ،ﺳوى ﺟزء ﻣن ﺛﻼﺛﯾن .ان ﻋﺷرة آﻻف اﺳرة ﻣن اﺻل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﻋﺷرﯾن اﻟف اﺳرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء ﻫﻲ اﺳر ﻓﻼﺣﯾن ﻻ ﺗﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬﺎ اي ﺣﺻﺎن أو ﺗﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻓﻘط.
وﻫذﻩ اﻻﺳر اﻟﻌﺷرة اﻵﻻف ﻻ ﺗﻣﻠك ﻛﻠﻬﺎ ﺳوى ﺳﺑﻊ ادوات ﻣﺗﻘﻧﺔ ﻣن اﺻل ٥٧٢٤اداة ﻣﺗﻘﻧﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﺳر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء .ﺳﺑﻊ ادوات ﻣن اﺻل ٥٧٢٤اداة ،ذﻟك ﻫو ﻧﺻﯾب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻻﺗﻘﺎﻧﺎت ،ﻣن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻣﯾﻣﺎت ﻟﻠﻣﺣﺎرﯾث واﻟﺣﺎﺻدات اﻟﺗﻰ ﺗﺳﺎﻋد ،ﻛﻣﺎ ﯾزﻋﻣون " ،ﺳواد اﻟﻔﻼﺣﯾن "! وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ان ﯾﻧﺗظروﻩ ﻣن اﻟذﯾن ﯾﺗﺣدﺛون ﻋن " ﺗﺣﺳﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻔﻼﺣﻲ "! واﺧﯾرا ،ﻣن ﻣﯾزات اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،اﻧﻬم ﯾﺳﺗﺄﺟرون اﺟراء زراﻋﯾﯾن وﻣﯾﺎوﻣﯾن .ﻓﺎﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﺷﺄﻧﻬم ﺷﺄن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻟﻐﯾر .وﻫم ﯾﻐﺗﻧون ،ﺷﺄﻧﻬم ﺷﺄن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻷن ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾﻔﺗﻘرون وﯾﺣل ﺑﻬم اﻟﺧراب . وﻫم ،ﺷﺄﻧﻬم ﺷﺄن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﯾﺟﻬدون ﻟﻛﻲ ﯾﺷﻐﻠوا اﺟراءﻫم اﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﻟﻛﻲ ﯾداﻓﻌوا ﻟﻬم اﻗل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﻻﺟور.وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺧراب اﻟﺗﺎم وﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻧد اﻟﻐﯾر ،وﺑﺗﺄﺟﯾر اذرﻋﻬم وﺑﯾﻊ ﻗو ة ﻋﻣﻠﻬم ،ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ان ﯾﻌﯾﺷوا وﯾﺳﺗﺛﻣروا ﺣﺻﺻﻬم وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺑوﺳﻌﻬم اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺎﻟﺣﺻص " اﻟﻣﺗروﻛﺔ " ،وﻻ اﯾﺟﺎد ﻋﻣﺎل. واﻟﺣﺎل ،ان ﻣﻠﯾوﻧﺎ وﻧﺻف ﻣﻠﯾون ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ﯾﺳﺗﺄﺟرون ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﻣﻠﯾوﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ﻣن اﻻﺟراء
اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻣﯾﺎوﻣﯾن .وﻣﻔﻬوم ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺳﯾﻘﻔون اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻼﻛﯾن وﺿد اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﻣرة اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن طﺑﻘﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن وطﺑﻘﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ،ﺑﯾن ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل واﻟﻌﻣﺎل ،ﺑﯾن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ واﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ . اﻧﻧﺎ ﻧﻌرف اﻵن وﺿﻊ اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ وﻗوﺗﻪ .ﻓﻠﻧر اﻵن ﻛﯾف ﯾﻌﯾش اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء . ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ ان ﻗﻠﻧﺎ ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﯾﺷﻛﻠون اﻏﻠﺑﯾﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ،اى ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﺛﻠﺛﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺳر اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ . اوﻻ ،ﺗﻌد اﻻﺳر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣﻠك اي ﺣﺻﺎن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن اﺳرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ،وﻗد ﺗﻌد اﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،وﻛل ﺳﻧﺔ ﻣﺎﺣﻠﺔ ،ﻛل ﻣوﺳم رديء ،ﯾﺧرب ﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات .وﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﯾﻧﻣو ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،ﻓﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ ﺿﯾق ﻣﺗزاﯾد اﻟﺷدة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺄﺛر اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون واﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺑﻛل اﻻراﺿﻲ اﻟطﯾﺑﺔ .وﻫﺎ ان
اﻟﺧراب ﯾﺣل ﻛل ﺳﻧﺔ ﺑﻌدد ﻣﺗزاﯾد اﺑدا ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﻓﯾﻣﺿون ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ ،وﯾﺷﺗﻐﻠون اﺟراء زراﻋﯾﯾن ،وﻓﻌﻠﺔ .ان ١٦
اﻟﻔﻼح اﻟذى ﻻ ﺣﺻﺎن ﻋﻧدﻩ ﻫو اﻟﻔﻼح اﻟذى ﻟم ﯾﺑق ﯾﻣﻠك ﺷﯾﺋﺎ .اﻧﻪ ﺑروﻟﯾﺗﺎري .وﻫو ﯾﻌﯾش ) طﺎﻟﻣﺎ ﯾﻌﯾش ،أو ﯾﺗﻘﻠب ﻋﻠﻰ ﺟﻣر اﻟﺣﯾﺎة ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ( ،ﻻ ﻣن اﻻرض ،ﻻ ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،ﺑل ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺄﺟور .أﻧﻪ اﻻخ اﻟﺗوأم ﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣدﯾﻧﺔ .وﻣﺎ ﻋﺳﺎﻩ ان ﯾﻔﻌل ﺑﺎﻻرض اﻟﻔﻼح اﻟذى ﻻ ﺣﺻﺎن ﻋﻧدﻩ! ان ﻧﺻف اﻻﺳر اﻟﺗﻲ ﻻ اﺣﺻﻧﺔ ﻋﻧدﻫﺎ ﺗﻌرض ﺣﺻﺻﻬﺎ ﻟﻼﯾﺟﺎر ،ﺑل اﻧﻬﺎ ﺗﺳﻠم ﻫذﻩ اﻟﺣﺻص اﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻣﺟﺎﻧﺎ ) ﺣﺗﻰ اﻧﻬﺎ ﺗدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﺎ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ! ( ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ زراﻋﺔ اﻻرض .ان اﻟﻔﻼح اﻟذى ﻻ ﺣﺻﺎن ﻋﻧدﻩ ﯾﻛﺎد ﻻ ﯾﺑذر ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻗدرﻫﺎ دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن واﺣد أو اﺛﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺛر .وﻫو ﻣﻛرﻩ اﺑدا ﻋﻠﻰ ﺷراء ﻛﻣﯾﺔ اﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺑوب ) ﻫذا اذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ اﻟﻣﺎل ( ﻷن ﺣﺑوﺑﻪ ﻻ ﺗﻛﻔﯾﻪ اﺑدا .اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا – وﯾﺑﻠﻎ ﻋدد اﺳرﻫم ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ - ،ﻓﻠﯾﺳو اﺣﺳن ﺣﺎﻻ ﺑﻛﺛﯾرا .ﻻ رﯾب ﻓﻲ ان ﺛﻣﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎءات ،وﻗد ﺳﺑق ان
ﻗﻠﻧﺎ ان ﻫﻧﺎك ﻓﻼﺣﯾن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﻣﺎﻛن ﯾﻌﯾﺷون ﻋﯾﺷﺔ وﺳطﯾﺔ ،ﺑل ﺛﻣﺔ ﻓﻼﺣون اﻏﻧﯾﺎء ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻓﻘط .وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ،وﻻ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻠﺔ أو ﺗﻠك ،اﻧﻣﺎ ﻧﺗﺣدث ﻋن ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ .ﻓﺎذا ﻧظرﻧﺎ اﻟﻰ ﺳواد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻓﻘط ،رأﯾﻧﺎ ﺑﻼ رﯾب اﻧﻪ ﺳواد ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء وﻣن اﻟﻣﻌوزﯾن .ﻓﺎﻟﻔﻼح اﻟذى ﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﯾﺑذر، ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﻣﺎ ﻣﺳﺎﺣﺗﻪ ﺛﻼﺛﺔ دﯾﺳﯾﺎﺗﯾﻧﺎت او ارﺑﻌﺔ ،وﻧﺎدرا ﺧﻣﺳﺔ .وﺣﺑوﺑﻪ ﻻ ﺗﻛﻔﯾﻪ أﯾﺿﺎ .وﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻧﺔ طﯾﺑﺔ ،ﻟﻣﺎ أﻛل اﺣﺳن ﻣن اﻟﻔﻼح اﻟذى ﻻ ﺣﺻﺎن ﻋﻧدﻩ .وﻟذا ﻓﻬو ﯾﻌﺎﻧﻲ داﺋﻣﺎ ﻗﻠﺔ اﻟﺗﻐذﯾﺔ ،ﯾﻌﺎﻧﻲ داﺋﻣﺎ اﻟﺟوع .واﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ ﻓﻲ اﻧﺣطﺎط ،واﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ﻫزﯾﻠﺔ اذ ﯾﻧﻘﺻﻬﺎ اﻟﻌﻠف - ،وﻟﯾس ﺑﻪ ﻗوة ﻟﻠﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎرﺿﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ .واﻟﻔﻼح اﻟذى ﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻧﻔق ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻻ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻋﺷرﯾن روﺑﻼ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ – ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓوروﻧﯾﺞ ،ﻣﺛﻼ – ﻋﻠﻰ ﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ ) ﻫذا ﻋدا ﻋﻠف اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ (! ) اﻣﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻧﻔق ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾزﯾد ﻋﺷر ﻣرات ( .ﻋﺷرون روﺑﻼ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ – ﻟدﻓﻊ ﺑدل اﯾﺟﺎر اﻻرض ،وﺷراء اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ، واﺻﻼح اﻟﻣﺣراث اﻟﺧﺷﺑﻲ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻌﺗﺎد ،ودﻓﻊ اﺟرة اﻟراﻋﻲ ،وﻛل اﻟﺑﺎﻗﻲ! ﻓﻬل ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﺳﺗﺛﻣﺎرا؟ ﻓﺎﯾﺔ ازﻋﺎﺟﺎت ،واﯾﺔ اﻋﻣﺎل ﺷﺎﻗﺔ ،واي ﻋذاب داﺋم! وﻟذا ﻛﺎن ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﺟﯾدا ﺟدا ﻟﻣﺎذا ﯾﻘدم ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻓﻘط، ﺑل ﻋدد ﻛﺑﯾر ﺟدا ﻣﻧﻬم ،ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﯾر ﺣﺻﺻﻬم ﻣن اﻻرض .ﻓﺎﻟﻣﻌوز ،وان ﻛﺎن ﯾﻣﻠك ارﺿﺎ ،ﻻ ﯾﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻛﺛﯾرا .ﻓﺎذا ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﻪ ﻣﺎل ،ﻓﺎن اﻻرض ﻟن ﺗﻌطﯾﻪ ﻫذا اﻟﻣﺎل ،ﺑل اﻧﻬﺎ ﻟن ﺗﻌطﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻌﯾش ﻣﻧﻪ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺑدا اﻟﻣﺎل :ﻟﻸﻛل ،ﻟﻠﺑﺎس ،ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرة، ﻟدﻓﻊ اﻟﺿراﺋب .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓوروﻧﯾﺞ ،ﻧرى ان ﻣﺟرد اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﯾﺳددﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم اﻟﻔﻼح اﻟذي ﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ،ﯾﺑﻠﻎ ﺣواﻟﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر روﺑﻼ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ؛ واﻟﺣﺎل اﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﺳب اﺑدا اﻛﺛر ﻣن ٧٥روﺑﻼ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ذﻟك ان ﯾﺟﺎﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت . وﻟﯾس اﻻ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺳﺧرﯾﺔ اذا اﻣﻛن اﻟﺗﺣدث ﻫﻧﺎ ﻋن ﺷراء اﻻرض ،وﻋن اﻟﻌﺗﺎد اﻟﻣﺗﻘن ،وﻋن اﻟﻣﺻﺎرف اﻟرﯾﻔﯾﺔ :ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻻﻣور ﻟم ﺗﺧﺗرع ﻣن اﺟل اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر . وﻟﻛن ،اﯾن ﯾﺟد اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎل؟ ﻻ ﺑد ﻟﻪ ﻣن اﻟﺳﻌﻲ وراء " ﻣورد ﻟﻠرزق " .ان اﻟﻔﻼح اﻟذي ﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا، ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻟﻔﻼح اﻟذي ﻻ ﺣﺻﺎن ﻋﻧدﻩ ،ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﯾﺟﺎد اى ﻣﺧرج ﻟﻪ اﻻ ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ وراء " ﻣورد ﻟﻠرزق " .وﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ " ﻣورد ﻟﻠرزق "؟ اﻧﻪ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻧد اﻵﺧرﯾن ،اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﺄﺟور .وﻫو ﯾﻌﻧﻲ ان اﻟﻔﻼح اﻟذى ﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا ﻟم ﯾﺑق ﻣﺎﻟﻛﺎ اﻻ ﺑﺻورة ﻧﺻﻔﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻏدا اﺟﯾرا ،ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ .وﻟﻬذا ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﺳم اﻧﺻﺎف اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن .وﻫم أﯾﺿﺎ اﻻﺧوان اﻟﺗواﺋم ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﻷﻧﻬم أﯾﺿﺎ ﻣﻧﻬوﺑون ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق ﻣن ﻗﺑل ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺳﯾﺎد .وﻫم أﯾﺿﺎ ﻻ ﻣﺧرج ﻟﻬم ،وﻻ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺧﻼص اﻻ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن .ﻓﻣن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺧطوط اﻟﺣدﯾدﯾﺔ؟ ﻣن ﯾﻧﻬﺑﻪ اﻟﻣﺗﻌﻬدون؟ ﻣن ﯾﺷﺗﻐل ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺧﺷب أو ﻓﻲ ﺗﻌوﯾﻣﻪ؟ ﻣن ﯾﻌﻣل اﺟﯾرا زراﻋﯾﺎ؟ ﻣن ﯾﺷﺗﻐل ﺑﺎﻟﻣﯾﺎوﻣﺔ؟ ﻣن ﯾﻘوم
ﺑﺎﻻﻋﻣﺎل اﻟﺧﺷﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدن وﻓﻲ اﻟﻣراﻓﺊ؟ اﻧﻬم اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء .اﻧﻬم اﻟﻔﻼﺣون اﻟذﯾن ﻻ اﺣﺻﻧﺔ ﻋﻧدﻫم أو ﯾﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺻﺎﻧﺎ واﺣدا .اﻧﻬم اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾون واﻧﺻﺎف اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن ﻣن اﻟرﯾف .واي ﺟﻣﻬور ﻏﻔﯾر ﻫؤﻻء اﻟﻘوم ﻓﻲ اﻻرض اﻟروﺳﯾﺔ! ﻣن اﻟﻣﻘدر ان اﻟﺳﻠطﺎت ﺗﺳﻠم ﻛل ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ) ﻋدا وﺳﯾﺑﯾرﯾﺎ ( ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ واﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺳﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﺗذﻛرة ﻫوﯾﺔ ،وﻫؤﻻء اﻟﺣﺎﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﺗذاﻛر ١٧
اﻟﻬوﯾﺔ اﻧﻣﺎ ﻫم ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﻣﺎل ﯾﺷﺗﻐﻠون ﺧﺎرج ﻗراﻫم وﻧواﺣﯾﻬم .وﻫم ﻟﯾﺳوا ﻓﻼﺣﯾن اﻻ ﺑﺎﻻﺳم ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﻬم اﺟراء ،ﻋﻣﺎل .وﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎ ان ﯾﺷﻛﻠوا اﺗﺣﺎدا واﺣدا ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،وﻛل ﺷﻌﺎع ﻣن ﻧور وﻣﻌرﻓﺔ ﯾﺗﺳرب اﻟﻰ اﻟﻘرﯾﺔ ،ﺳﯾﻘوي ﻫذا اﻻﺗﺣﺎد وﯾوطدﻩ . ﻛذﻟك ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻧﺳﯾﺎن اﻻﻣر اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﺻدد " ﻣورد اﻟرزق " .ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟذﯾن ﯾﻔﻛرون ﻣﺛﻠﻬم ﯾﺣﺑون ان ﯾرددوا ان اﻟﻔﻼح ،اﻟﻣوﺟﯾك " ،ﯾﺣﺗﺎج " اﻟﻰ ﺷﯾﺋﯾن :اوﻻ ،اﻻرض ) ﻓﻘط ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻏﯾر ﻛﺑﯾرة - ،وﻟﻛن ،ﻣن اﯾن ﯾﺄﺧذ اﻟﻔﻼح ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻣﺎ دام اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻗد اﺳﺗﺄﺛروا ﺑﺎﻻرض! ( ،وﺛﺎﻧﯾﺎ " ،ﻣورد اﻟرزق " .وﻟذا ﯾزﻋﻣون اﻧﻪ ،ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺷﻌب ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﻧظﯾم اﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟرﯾف ،و" ﺗﺄﻣﯾن " " ﻣورد ﻟﻠرزق " أوﻓر .ان ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻗﺎوﯾل رﯾﺎء ﺑرﯾﺎء .ان " ﻣورد اﻟرزق " ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ،اﻧﻣﺎ ﻫو اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺄﺟور .ان " ﺗﺄﻣﯾن ﻣورد رزق " ﻟﻠﻔﻼح ،اﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣوﯾﻠﻪ اﻟﻰ ﻋﺎﻣل أﺟﯾر .ﻓﯾﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدة راﺋﻌﺔ ،ﻻ ﻋﯾب ﻓﯾﻬﺎ! اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﻓﻠﻬم " ﻣورد رزق " آﺧر ،ﯾﺗطﻠب اﻟرأﺳﻣﺎل ،ﻟﺑﻧﺎء طﺎﺣوﻧﺔ ،ﻣﺛﻼ - ،أو اﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ اﺧرى ،ﻟﺷراء دارﺳﺔ ،ﻟﻠﺗﺟﺎرة ،اﻟﺦ ..ﻓﺎﻟﺧﻠط ﺑﯾن ﻣوارد اﻟرزق ﻫذﻩ ﻻﻧﺎس ﻟدﯾﻬم اﻟﻣﺎل وﺑﯾن ﻋﻣل اﻟﻔﻘراء اﻟﻣﺄﺟور ،اﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻰ ﺧداع اﻟﻔﻘراء .ان
اﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﻔﯾدون ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻣن ﻫذا اﻟﻛذب .ﻓﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﻟﻬم ﻋرض اﻻﻣور ﺑﺻورة ﺗوﻫم اﻟﻧﺎس ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ " ﻣوارد اﻟرزق " وان اﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺗواﻓرة ﻟﻬم ﻣن اﺟل ﻫذا اﻟﻐرض .اﻣﺎ اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﻧون ﺣﻘﺎ اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء، ﻓﺎﻧﻬم ﯾﻘوﻟون ﻟﻬم ﻛل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻟﯾس ﻏﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ . ﺑﻘﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻵن ان ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن .ﻟﻘد رأﯾﻧﺎ آﻧﻔﺎ اﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ان ﻧﻌﺗﺑر ﺑﺻورة وﺳطﯾﺔ ان اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻫو ،ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،اﻟﻔﻼح اﻟذي ﯾﻣﻠك ﻣﺎﺷﯾﺗﻲ ﻋﻣل ،وان ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻣﻠﯾوﻧﻲ اﺳرة ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻣن اﺻل ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ .ان اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻫو ﻓﻲ اﻟوﺳط ﺑﯾن اﻟﻐﻧﻲ واﻟﺑروﻟﯾﺗﺎري - ،وﻟﻬذا ﯾﺳﻣوﻧﻪ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط .وﻫو ﯾﻌﯾش ﺑﺻورة وﺳطﯾﺔ :ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺳﻧﺔ طﯾﺑﺔ ،ﯾﺣﺻل ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ،وﻟﻛن اﻟﻌوز ﯾﺗرﺑص ﺑﻪ داﺋﻣﺎ .اذ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﺿﻊ ﺟﺎﻧﺑﺎ اي اﺣﺗﯾﺎطﻲ ،أو اﻧﻪ ﯾﺿﻊ – ﻣﻧﻪ ﻗﻠﯾﻼ ﺟدا .وﻟﻬذا ﻛﺎﻧت اﺳﺗﺛﻣﺎرﺗﻪ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة .وﻣن اﻟﺻﻌب ان ﯾﺟد اﻟﻣﺎل :ﻓﺎن اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ ﻻ ﺗؤﻣن ﻟﻪ اﻻ ﻧﺎدرا ﺟدا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذى ﯾﺣﺗﺎج اﻟﯾﻪ ،واذا ﻣﺎ اﻣﻧت ﻟﻪ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﺎ ،ﻓﻼ ﯾﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﺑدا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب . واذا ﺷﺎء اﻟﺳﻌﻲ وراء ﻣورد ﻟﻠرزق ،اﺿطر ﻟﺗرك اﺳﺗﺛﻣﺎرﺗﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب ﻟﻪ اﻻزﻋﺎﺟﺎت واﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت .وﻟﻛن ﻛﺛﯾرﯾن ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻣورد ﻟﻠرزق :وﻟذا ﯾﺿطرون ﻟﻠﻌﻣل اﺟراء ،ﻟﻼﺳﺗذﻻل اﻣﺎم اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن. ﻟﻼﺳﺗداﻧﺔ .واﻟﺣﺎل ان اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻻ ﯾﺗوﺻل اﺑدا ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟدﯾون :ﻓﻠﯾﺳت ﻟدﯾﻪ اﯾرادات ﺛﺎﺑﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺎل اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ . ﻓﺎذا ﻣﺎ ﺗﻘﯾد ﺑدﯾن ،ﻛﺎن ذﻟك ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺑل ﻓﻲ ﻋﻧﻘﻪ .ﻓﻬو ﯾظل ﻏﺎرﻗﺎ ﻓﻲ دﯾوﻧﻪ اﻟﻰ ان ﯾﺻﺎب ﺑﺎﻟﺧراب اﻟﺷﺎﻣل .وﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻻﺣﯾﺎن ،ﯾﺳﺗﺳﻠم اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻠﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج ،ﻟﺑﻌض اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ،اﻟﻰ ﻓﻼح ﻟم ﯾﺻب ﺑﺎﻟﺧراب ،وﯾﻣﻠك ﺣﺻﺎﻧﯾن وﻛل اﻟﻌﺗﺎد اﻟﺿروري .وﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ان ﯾﺷﺗﻐل ﺧﺎرج ﻗرﯾﺗﻪ وﻧﺎﺣﯾﺗﻪ ،وﻟذا ﯾﺳﺗﺳﻠم وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﻼك
اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻛﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑز ،ﻟﻛﻲ ﯾدﻓﻊ ﺑدل اﻟﻣرﻋﻰ ،ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﺄﺟر اﻻراﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ) ،( ٦ﻟﻛﻲ ﯾﺳدد دﯾﻧﻪ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﻋﻘدﻩ ﻓﻲ اﻟﺷﺗﺎء . وﻋدا اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻛوﻻﻛﻲ ،ﻧرى اﻟﺟﺎر اﻟﻐﻲ ﯾﻧﯾﺦ ﺑﻛﻠﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط :ﻓﻬو ﻟﯾس ﺑﻣﺎﻟك ﺣﺳن اﻻدارة .وﻻ
ﺑﻌﺎﻣل ،ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،اﻧﻬم ﯾرﯾدون ان ﯾﺻﺑﺣوا ﻣﻼﻛﯾن ،وﻟﻛن ﻗﻠﯾﻠﯾن ١٨
ﻗﻠﯾﻠﯾن ﻣﻧﻬم ﯾﺑﻠﻐون ﻫذا اﻟﻬدف .وﻟﯾﺳوا ﺑﻛﺛﯾرﯾن اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺄﺟرون ﻋﻣﺎﻻ زراﻋﯾﯾن او ﻣﯾﺎوﻣﯾن وﯾﺳﻌون اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻋﻣل اﻵﺧرﯾن ،اﻟﻰ اﻻﺛراء ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻵﺧرﯾن .واﻟﺣﺎل ان اﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم ان ﯾﺳﺗﺧدﻣوا ﻋﻣﺎﻻ آﺧرﯾن ،اﻧﻣﺎ ﯾﺿطرون ﻫم اﻧﻔﺳﻬم اﻟﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻧد اﻟﻐﯾر . وﺣﯾﺛﻣﺎ ﯾﺣﺗدم اﻟﻧﺿﺎل ﺑﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻘراء ،ﺑﯾن اﻟﻣﻼﻛﯾن واﻟﻌﻣﺎل ،ﯾﻘف اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ اﻟوﺳط وﻻ ﯾﻌرف اﻟﻰ اي ﺟﺎﻧب ﯾﻘف .ﻓﺎﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﺟذﺑوﻧﻪ اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬم ﻗﺎﺋﻠﯾن ﻟﻪ :أﻟﺳت ﻣﺳﺗﺛﻣرا ،أﻟﺳت ﻣﻼﻛﺎ ،وﻟﯾس ﻟك ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌوزﯾن .اﻣﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﺎﻧﻬم ﯾﻘوﻟون ﻟﻪ :ان اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺳﯾﺧدﻋوﻧك وﯾﺳﻠﺑوﻧك ،وﻟﯾس ﺛم اي ﺧﻼص ﻟك اﻻ ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻏﻧﯾﺎء .ان ﻫذا اﻟﻧزاع ﺣول اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ،ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎﺿل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻣن اﺟل ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل .ﻏﯾر ان ﻫذا اﻟﻧزاع ﻣﺎ ﯾزال ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ . وﻟذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻧﺎ ان ﻧدرس ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋن ﻛﺛب وان ﻧدرك ﺟﯾدا ﺑﺎﯾﺔ اﻛﺎذﯾب ﯾﺟر اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ،وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻣن اﺟل ﻓﺿﺢ ﻫذﻩ اﻻﻛﺎذﯾب ،ﻣن اﺟل ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ اﯾﺟﺎد اﺻدﻗﺎﺋﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن .ﻓﺎذا ﺳﺎر اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟروس ﻓﻲ اﻟﺳﺑﯾل اﻟﻘوﯾم ﻣﻧذ اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ ،اﺳﺗطﻌﻧﺎ ،ﺑﺻورة اﺳرع ﻣﻣﺎ ﻓﻌل رﻓﺎﻗﻧﺎ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻸﻟﻣﺎن، ان ﻧﺷﻛل اﺗﺣﺎدا ﻣﻛﯾﻧﺎ ﺑﯾن اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف وﺑﯾن ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،واﺳﺗطﻌﻧﺎ اﻟﺗوﺻل ﺑﺳرﻋﺔ اﻟﻰ اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻋداء اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ.
١٩
.٤إﻟﻰ أي ﺟﺎﻧﺐ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻘﻒ اﻟﻔﻼح اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ؟ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﻼﻛﯿﻦ واﻷﻏﻨﯿﺎء أم إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻤﺎل وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﻦ؟ إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن ،إن ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﯾﺳﻌون إﻟﻰ اﺟﺗذاب اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬم ،ﻓﻬم ﯾﻌدوﻧﻪ ﺑﺷﺗﻰ أﻧواع اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗؤول إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ )ﻣﺣﺎرﯾث زﻫﯾدة اﻷﺳﻌﺎر ،ﻣﺻﺎرف رﯾﻔﯾﺔ ،اﺗﺑﺎع طرﯾﻘﺔ زراﻋﺔ اﻟﺣﺷﺎﺋش ،ﺑﯾﻊ اﻟﻣواﺷﻲ واﻷﺳﻣدة ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺧﻔﺿﺔ ،اﻟﺦ (.وﯾﺷرﻛوﻧﻪ أﯾﺿﺎ ﺑﺷﺗﻰ أﻧواع اﻻﺗﺣﺎدات اﻟزراﻋﯾﺔ )اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗب( وﻫﻲ اﺗﺣﺎدات ﺑﯾن ﺷﺗﻰ أﺻﻧﺎف اﻟﻣﻼﻛﯾن ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ،ﺗﺳﻌﻰ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺟﻬدﻫﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺻرف اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط وﺣﺗﻰ اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر ،وﺣﺗﻰ ﻧﺻف اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎري ،ﻋن اﻻﺗﺣﺎد ﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل؛ ﺑل إﻧﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﻬدﻫﺎ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﻏﻧﯾﺎء ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻧﺿﺎﻟﻬﺎ ﺿد اﻟﻌﻣﺎل ،ﺿد اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ .أﻣﺎ اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،ﻓﺈﻧﻬم ﯾردون ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :إن ﺗﺣﺳﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣر ﺣﺳن .ﻓﺄي ﺿرر ﯾﻧﺟم ﻋن ﺷراء اﻟﻣﺣﺎرﯾث ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة ،ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر اﻟﻔطن ﯾﺣﺎول اﻵن أن ﯾﺑﯾﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة ﻟﻛﻲ ﯾﺟﺗذب اﻟزﺑﺎﺋن .وﻟﻛن ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ﻟﻠﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر وﻟﻠﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط أن ﺗﺣﺳﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗرﺧﯾص أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﺎرﯾث ﺳﯾﺳﺎﻋدان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺑؤس وﻓﻲ اﻟﻧﻬوض ﻣن اﻟﻌﺛرة ،دون أي ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻏﻧﯾﺎء ،ﻓذﻟك ﺧداع ﺑﺧداع .ﻓﺎﻷﻏﻧﯾﺎء ﻫم أﻛﺛر ﻣن ﯾرﺑﺣون ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻷﺳﻌﺎر وﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت )اﺗﺣﺎدات ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ( .وﻫم ﯾزدادون ﻗوة ﻋﻠﻰ اﻟدوام ،وﯾﻧﯾﺧون أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﺑﻛﻠﻛﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻟن ﯾﺗﺧﻠﺻوا أﺑدا ﻣن اﻟﺑؤس ،ﻣﺎدام اﻷﻏﻧﯾﺎء أﻏﻧﯾﺎء وﻣﺎ داﻣوا ﯾﺣوزون اﻟﻘﺳم اﻷﻛﺑر ﻣن اﻷرض واﻟﻣﺎﺷﯾﺔ واﻟﻌﺗﺎد واﻟﻣﺎل .ﻗد ﯾﺗﻣﻛن ﻓﻼح أو ﻓﻼﺣﺎن ﻣﺗوﺳطﺎن ﻣن اﻟﺗﺳرب إﻟﻰ ﺻﻔوف اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺑﻔﺿل ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت وﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت، وﻟﻛن اﻟﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﺳﯾﻐرﻗون ﻣﻊ ذﻟك أﻋﻣق ﻓﺄﻋﻣق ﻓﻲ ﻟﺟﺔ اﻟﺑؤس .ﻓﻠﻛﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن أﻏﻧﯾﺎء ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻧﯾﺎء أﻧﻔﺳﻬم ،وﻟن ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﻐرض إﻻ ﺑﺎﺗﺣﺎد ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﻣﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء. إن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺗﻘول ﻟﻠﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط )ﺑل ﻟﻠﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر( ﺳﻧﺑﯾﻌك اﻷرض واﻟﻣﺣﺎرﯾث ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾك أن ﺗﺑﯾﻌﻧﺎ روﺣك وﺗﺗﺧﻠﻰ ﻋن اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻏﻧﯾﺎء. أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘول :إذا ﻛﺎﻧوا ﯾﺑﯾﻌون ﻓﻌﻼ ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة ،ﻓﻠﻣﺎذا ﻻ ﻧﺷﺗرى طﺎﻟﻣﺎ ﻣﻌﻧﺎ ﻣﺎل :ﻓﺗﻠك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ .أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟروح ،ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﻧﺑﯾﻌﻬﺎ أﺑدا. إن اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻧﺿﺎل ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﺿد ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺑﻘﺎء أﺑدا ﻓرﯾﺳﺔ ﻟﻠﺑؤس واﻟﻌوز .ﻓﺎﻟﻐﻧﻲ ﯾﻛﺳب أﻛﺛر ﻣن ﺗرﺧﯾص أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،وﯾﻐﺗﻧﻲ أﻛﺛر .وﻟﻛن ،ﻣن ﻟﯾس ﻋﻧدﻩ أﺑدا ﻣﺎل ،ﻟن ﯾﻔﯾدﻩ اﻟرﺧص أﺑدا طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺗزع ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻣن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ. إﻟﯾﻛم ﻣﺛﻼ .إن أﻧﺻﺎر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﯾﺗﺑﺎﻫون ﺑﺗﻌﺎوﻧﯾﺎﺗﻬم )اﺗﺣﺎداﺗﻬم ﻟﻠﺷراء ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة وﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر طﯾﺑﺔ( .ﺑل ﺛﻣﺔ ﻣن ﯾزﻋﻣون أﻧﻬم "ﺛورﯾون-اﺷﺗراﻛﯾون" وﯾﻌﻠﻧون ،ﻋﻠﻰ إﺛر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،أن ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت .ﻓﻲ روﺳﯾﺎ أﯾﺿﺎ ،ﺑدأ ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت .وﻟﻛن ﻋددﻫﺎ ﻣﺎ ﯾزال ﻗﻠﯾﻼ ﺟدا ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ وﺳﯾﺑﻘﻰ ﻗﻠﯾﻼ ﺟدا طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﻧظﻔر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ﻣﺛﻼ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻋدد طﺎﺋل ﺟدا ﻣن ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن .وﻟﻛن اﻧظروا ﻣن ﺗﻔﯾد ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫم .ﻓﻲ ﻋﻣوم أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ١٤٠٠٠٠ ،ﻣﻼك رﯾﻔﻲ ﻣﻧﺿﻣون إﻟﻰ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺣﻠﯾب وﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺣﻠﯾب .وﻫؤﻻء اﻟـ ١٤٠٠٠٠ )وﻧﺄﺧذ ﻣرة أﺧرى أرﻗﺎﻣﺎ ﻣﺑﺳطﺔ ﻟﺗﺑﺳﯾط اﻷﻣور( ﯾﻣﻠﻛون ١١٠٠٠٠٠ﺑﻘرة .وﻓﻲ ﻋﻣوم أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ أرﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﻓﻼح ﻓﻘﯾر٤٠٠٠٠ ، ٢٠
ﻓﻘط ﻣﻧﻬم ﻣﻧﺿﻣون إﻟﻰ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت :ﯾﻧﺟم إذا أن ﻓﻼﺣﺎ واﺣدا ﻣن أﺻل ﻣﺋﺔ ﻓﻼح ﻓﻘﯾر ﯾﻔﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت وﻫؤﻻء اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء اﻟـ ٤٠٠٠٠ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺳوى ١٠٠٠٠٠ﺑﻘرة .ﺛم إن ﻋدد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ،أي اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ،ﯾﺑﻠﻎ ﻣﻠﯾوﻧﺎ واﺣدا ،ﯾﺷﺗرك ٥٠٠٠٠ﻣﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت )أي ﺧﻣﺳﺔ اﺷﺧﺎص ﻣن ﻛل ﻣﺋﺔ(؛ وﻫم ﯾﻣﻠﻛون ٢٠٠٠٠٠ﺑﻘرة؛ واﺧﯾرا ﻫﻧﺎك ،ﺛﻠث ﻣﻠﯾون ﻣﺳﺗﺛﻣر ﻏﻧﻲ )أي ﻣن ﻣﻼﻛﯾن ﻋﻘﺎرﯾﯾن وﻓﻼﺣﯾن أﻏﻧﯾﺎء ﻣﻌﺎ( ،ﯾﺷﺗرك ٥٠٠٠٠ﻣﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت )أي ﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺷﺧﺻﺎ ﻣن ﻛل ﻣﺋﺔ(؛ وﻫم ﯾﻣﻠﻛون ٨٠٠٠٠٠ﺑﻘرة! إﻟﻰ ﻫؤﻻء اﻻﻏﻧﯾﺎء ،اﻟﯾﻬم ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء وﻓوق ﻛل ﺷﻲء ،ﺗﻣد اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة .ﻫﻛذا ﯾﺧدع اﻟﻣوﺟﯾك اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾزﻋﻘون ﺑﺎﻧﻘﺎذ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﺑوﺳﺎطﺔ ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺗﺣﺎدات ﻟﻠﺷراء ﺑرﺧص وﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺎﺳﻌﺎر طﯾﺑﺔ .ﯾﻘﯾﻧﺎ ان اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺗرﯾد ،ﺑﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻛﻠﻔﺔ ،ان "ﺗﺷﺗرى" اﻟﻣوﺟﯾك وﺗﻧﺗزﻋﻪ ﻣن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾدﻋون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء إﻟﻰ اﻟوﻗوف ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻬم. ﻛذﻟك ﯾﻧﺷﺋون ﻋﻧدﻧﺎ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺟﺑﻧﺔ وﻣراﻛز ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺣﻠﯾب .وﻋدﯾدون ﻫم ﻋﻧدﻧﺎ اﻟذﯾن ﯾﻌﻠﻧون :ارﺗﯾﻼت و"ﻣﯾرات" وﺟﻣﻌﯾﺎت ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﯾﻪ اﻟﻣوﺟﯾك .وﻟﻛن اﻧظروا ﻣن ﺗﻔﯾد ﻫذﻩ اﻻرﺗﯾﻼت وﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ،وﻫذﻩ اﻟﺗﺄﺟﯾرات اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ .ﻓﻣن ﻛل ﻣﺋﺔ اﺳرة ﻋﻧدﻧﺎ ،ﻋﺷرون اﺳرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ﻻ ﺗﻣﻠك اﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻘرة؛ وﺛﻼﺛون اﺳرة ﺗﻣﻠك ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻘرة واﺣدة وﻫذﻩ اﻻﺳر ﺗﺑﯾﻊ ﺣﻠﯾﺑﻬﺎ ﺑداﻓﻊ اﻟﻔﻘر اﻟﻣدﻗﻊ وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﺛﻣﺔ ﺣﻠﯾب ﻻطﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﺗﺿورون ﺟوﻋﺎ وﯾﻣوﺗون ﻛﺎﻟذﺑﺎب .اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﻓﺎن ﻛﻼ ﻣﻧﻬم ﯾﻣﻠك
ﺛﻼث ﺑﻘرات أو ارﺑﻊ ،أو اﻛﺛر ،وﻫم ﯾﻣﻠﻛون ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻘرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﻣن ﺗﻔﯾد اذا ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺟﺑﻧﺔ؟ اوﻻ ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ .وﺑدﯾﻬﻲ اﻧﻬم ﯾﻔﯾدون اذا ﻣﺎ ﺗﺑﻌﻬم اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻣﺗوﺳطون واﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ،اذا ﻣﺎ اﻋﺗﺑر ﻫؤﻻء ان اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺧﻼص ﻣن اﻟﺑؤس ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﻧﺿﺎل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ﺿد ﻣﺟﻣل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﺑل ﻓﻲ ﻣﯾل اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻣﻧﻔردﯾن اﻟﺻﻐﺎر إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن وﺿﻌﻬم واﻻرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻏﻧﯾﺎء. وﻫذا اﻟﻣﯾل ﯾدﻋﻣﻪ وﯾﺷﺟﻌﻪ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟطرق ﺟﻣﯾﻊ اﻧﺻﺎر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾزﻋﻣون اﻧﻬم اﺻدﻗﺎء اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر و اﻧﺻﺎرﻩ. وﻋدﯾدون ﻫم اﻟﻧﺎس اﻟﺳذج اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻌرﻓون اﻟذﺋب اﻟﻣﺗﺳﺗر ﺑﺛوب اﻟﺣﻣل وﯾﻛررون اﻟﻛذب اﻟﺑرﺟوازي ،ظﺎﻧﯾن اﻧﻬم ﯾﻔﯾدون ﺑذﻟك اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط .ﻓﻬم ﯾﺳﻌون ،ﻣﺛﻼ ،إﻟﻰ اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ اﻟﻛﺗب واﻟﺧطﺎﺑﺎت ان اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟﺻﻐﯾرة ﻫﻰ اﻻﻓﯾد واﻷرﺑﺢ، واﻧﻬﺎ ﻓﻲ ازدﻫﺎر؛ وﻟﻬذا ،ﻛﻣﺎ ﯾزﻋﻣون ،ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﺻﻐﺎر ﺷدﯾدي اﻟﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻرض )ﻻ ﻷن أﺟود اﻻراﺿﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﺑرﺟوازي وﻷن ﻛل اﻟﻣﺎل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣوزﺗﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻛدس اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﺑﻌﺿﻬم ﻓوق ﺑﻌض، وﯾﻛدﺣون طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻻرض!( .وﯾﻘول ﻫؤﻻء اﻟﻘوم ذوو اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ :ﻟﯾس اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺎل؛ ﻓﺎﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﻫﻣﺎ اﻛﺛر ﺗوﻓﯾرا واﺷد اﺟﺗﻬﺎدا ﻣن اﻟﻔﻼح اﻟﻛﺑﯾر؛ وﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻌرف ﻛﯾف ﯾﻌﯾش ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗواﺿﻊ :ﻓﺑدﻻ ﻣن ان ﯾﺷﺗرى ﻛﻣﯾﺔ اﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻠف ﻟﻠﻣﺎﺷﯾﺔ ،ﯾدﺑر اﻻﻣر ﺑﺑﻌض اﻟﻘش؛ وﺑدﻻ ﻣن ان ﯾﺷﺗرى
آﻟﺔ ﻏﺎﻟﯾﺔ اﻟﺛﻣن ،ﯾﻧﻬض ﺑﺎﻛرا ،وﯾﻛدح ﻣدة اطول وﯾﺷﺗﻐل ﺟﯾدا ﻛﺎﻵﻟﺔ؛ وﺑدﻻ ﻣن ان ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﺎل ﻟﻶﺧرﯾن ﻣن اﺟل اﻻﺻﻼﺣﺎت، ﯾﺄﺧذ ﺑﻧﻔﺳﻪ اﻟﻔﺄس ﯾوم اﻟﻌﯾد ﻟﯾﻘطﻊ اﻟﺧﺷب وﯾﻧﺟر - ،اﻻﻣر اﻟذي ﯾﻛﻠف أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻛﻠف اﻟﻔﻼح اﻟﻛﺑﯾر ،وﺑدﻻ ﻣن ان ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺎن أو ﻋﻠﻰ ﺛور ،ﯾدﺑر اﻻﻣر ﺑﺑﻘرﺗﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﺣرث اﻻرض؛ ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء اﻷﻟﻣﺎن ﯾﺣرﺛون اﻻرض ﺑﺑﻘراﺗﻬم؛ ﺛم ان اﻟﺑؤس ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻋﻧدﻧﺎ ﺑدأت ﻣﻌﻪ ﺣراﺛﺔ اﻻرض ﻻ ﺑﺎﻟﺑﻘرات وﺣﺳب ﺑل ﺑﺎﻟﺑﺷر أﯾﺿﺎ! وﻣﺎ اﻓﯾد ﻫذا! وﻣﺎ ارﺧﺻﻪ! أﻟﯾس ذﻟك ﻋﻣﻼ ﻣﺣﻣودا ان ﯾﻛون اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻻﺟﺗﻬﺎد واﻻﻧدﻓﺎع ،واﻧﻬﻣﺎ ﯾﻌﯾﺷﺎن ﺣﯾﺎة ﺑﺳﯾطﺔ ﺟدا وﻻ ﯾﺗﻠﻬﯾﺎن ﺑﺎﻟﺗرﻫﺎت وﻻ ﯾﻔﻛران ﺑﺎﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﺑل ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎرﺗﯾﻬﻣﺎ ﻓﻘط! اﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﯾران ﻋﻠﻰ ﻣﺛﺎل اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﺷﻧون اﻻﺿطراﺑﺎت ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺳﯾران ﻋﻠﻰ ﻣﺛﺎل اﻻﻏﻧﯾﺎء؛ وﻟﯾس ﻟدﯾﻬﻣﺎ ﺳوى ﻓﻛرة واﺣدة ،ﻫﻲ ان ﯾﻛوﻧﺎ ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟطﯾﺑﯾن! ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻛل اﻣرئ ﺑﻣﺛل اﻻﻧدﻓﺎع وﻫذا اﻻﺟﺗﻬﺎد ،واذا ﻋﺎش ﺣﯾﺎة ﺑﺳﯾطﺔ واذا ﻟم ﯾﺳﻛر ،واذا وﻓر ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل اﻛﺛر ﻗﻠﯾﻼ ،واذا اﻧﻔق اﻗل ﻋﻠﻰ ٢١
ﺷراء ﺷﺗﻰ اﻟﻘطﻧﯾﺎت ،واذا اﻧﺟب ﻋددا اﻗل ﻣن اﻻوﻻد ،ﺣﯾﻧذاك ﯾﻌﯾش ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺑﺣﺑوﺣﺔ ،وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﺛﻣﺔ أي ﺑؤس واي ﺣرﻣﺎن! ﺗﻠك ﻫﻰ اﻟﺧطب اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرددﻫﺎ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﻊ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط .وﻣﻊ ذﻟك ،ﺛﻣﺔ ﺳذج ﯾﺻدﻗون ﻫذﻩ اﻟﺧطب وﯾرددوﻧﻬﺎ! * ﻏﯾر ان ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺧطب اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،اﻻ ﺧداﻋﺎ ﻟﻠﻔﻼح ،اﻻ ازدراء ﺑﻪ .ان ﻫؤﻻء اﻟﻘوم اﻟذﯾن ﯾﻠﻘون اﻟﺧطب اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ ﯾطﻠﻘون اﺳم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟﻣﻔﯾدة اﻟرﺧﯾﺻﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﺑؤس ،اﻟﺑؤس اﻟﻣدﻗﻊ اﻟذى ﯾدﻓﻊ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر إﻟﻰ اﻟﺷﻐل ﻣن اﻟﺻﺑﺎح ﺣﺗﻰ اﻟﻠﯾل ،واﻟﻰ اﻟﺗوﻓﯾر ﻣن ﻛل ﻟﻘﻣﺔ ﺧﺑز ،إﻟﻰ ﺟرﻣﺎن اﻟﻧﻔس ﻣن اﻧﻔﺎق أي ﻣﺑﻠﻎ زﻫﯾد ﻣن اﻟﻣﺎل. وﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻫل ﺛﻣﺔ ﻣﺎ ﻫو "أرﺧص" ،و"أﻓﯾد" ﻣن ﻟﺑس اﻟﺳروال ﻧﻔﺳﻪ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،ﻣن اﻟﺣﻔﻰ اﯾﺎم اﻟﺻﯾف ،ﻣن ﺷد اﻟﻣﺣراث اﻟﺧﺷﺑﻲ ﺑﺣﺑل ﻫزﯾل ،وﻣن اطﻌﺎم اﻟﺑﻘرة اﻟﻘش اﻟﻌﻔن ،اﻟﻣﻧزوع ﻋن ﺳﻘف اﻟﺑﯾت! ﻓﻠو اﻋطﯾﻧﺎ أي ﺑرﺟوازي أو أي ﻓﻼح ﻏﻧﻲ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة "اﻟرﺧﯾﺻﺔ" و"اﻟﻣﻔﯾدة" ،ﻟﻣﺎ طﺎل ﺑﻪ اﻻﻣر ﺣﺗﻰ ﯾﻧﺳﻰ ﺧطﺑﻪ اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ! إن اﻟذﯾن ﯾطرون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟﺻﻐﯾرة ﯾرﯾدون اﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن ،وﻟﻛﻧﻬم ﻻ ﯾﺣﻣﻠون ﻟﻪ ،ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﺳوى اﻻذى. ان ﺧطﺑﻬم اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ ﺗﺧدع اﻟﻣوﺟﯾك ﻛﻣﺎ ﯾﺧدع اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب اﻟﺷﻌب. ﺳﺄﻗول ﻟﻛم ﻣﺎ ﻫو اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب .ﻋﻧدي ،ﻣﺛﻼ ،ﺑﻘرة ﺗﺳﺎوي ﺧﻣﺳﯾن روﺑﻼ .وارﯾد ان اطرح ﻫذﻩ اﻟﺑﻘرة ﺑﺎﻟﯾﺎﻧﺻﯾب ﻓﺎﻋرض ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ﺑطﺎﻗﺎت ﺛﻣن ﻛل ﻣﻧﻬﺎ روﺑل واﺣد .ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء ان ﯾرﺑﺢ اﻟﺑﻘرة ﻟﻘﺎء روﺑل واﺣد! وﯾﻘﻊ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻻﻏراء ،وﺗﻣطر اﻟروﺑﻼت ﻋﻠﻲ ﻣدرارا .وﺣﯾن اﺟﻣﻊ ﻣﺋﺔ روﺑل ،اﺳﺣب اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب :ﻓﺎﻟراﺑﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﺣظ ،ﯾﺄﺧذ اﻟﺑﻘرة ﻟﻘﺎء روﺑل واﺣد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺿﻲ اﻵﺧرون ﺧﺎﺳرﯾن .ﻓﻬل ان ﻫذﻩ اﻟﺑﻘرة ﻛﻠﻔت اﻟﺷﻌب "رﺧﯾﺻﺎ"؟ ﻛﻼ ،اﻧﻬﺎ ﻛﻠﻔت ﻏﺎﻟﯾﺎ ﺟدا ،ﻷن اﻟﻧﺎس دﻓﻌوا ﺿﻌﻔﻲ ﺛﻣﻧﻬﺎ ،ﻷن ﺷﺧﺻﯾن )اﻟذي ﻧظم اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب واﻟذي رﺑﺢ اﻟﺑﻘرة( ﻗد اﻏﺗﻧﯾﺎ دون أي ﺟﻬد ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺗﺳﻌﺔ وﺗﺳﻌﯾن ﺷﺧﺻﺎ ﻓﻘدوا ﻣﺎﻟﻬم .وﻟذا ﻛﺎن
اﻟزﻋم اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺎن اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب ﯾﻔﯾد اﻟﺷﻌب ،ﻣﺟرد ﺧداع ﻟﻠﺷﻌب .ﻛذﻟك ﯾﺧدع اﻟﻔﻼح اوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻌدوﻧﻪ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑؤﺳﻪ وﺣرﻣﺎﻧﺎﺗﻪ ﺑوﺳﺎطﺔ ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت )ﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺎﺳﻌﺎر طﯾﺑﺔ وﻟﻠﺷراء ﺑﺎﺳﻌﺎر رﺧﯾﺻﺔ( ،وﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺗﻘﺎﻧﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ، واﻟﻣﺻﺎرف ،اﻟﺦ .وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب ﺣﯾث اﻟراﺑﺢ واﺣد ﻓﻘط ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧﺳر اﻵﺧرون ﻣﺎ دﻓﻌوﻩ ،ﻛذﻟك ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻫﻧﺎ :ﻓﺎن ﻓﻼﺣﺎ ﻣﺗوﺳطﺎ واﺣدا ﯾدﺑر اﻣورﻩ وﯾﺻﺑﺢ ﻏﻧﯾﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛدح رﻓﺎﻗﻪ اﻟﺗﺳﻌﺔ واﻟﺗﺳﻌون طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم دون ان ﯾﺗﺧﻠﺻوا ﻣن اﻟﺑؤس ،ﺑل اﻧﻬم ﯾزدادون ﺧراﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺧراب .ﻟﯾدرس ﻛل ﺳﺎﻛن ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟرﯾف اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻪ وﻛل ﻧﺎﺣﯾﺗﻪ ﻋن ﻗرب ﻗرﯾب :ﻓﻬل ﺛﻣﺔ ﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﯾﺻﺑﺣون أﻏﻧﯾﺎء وﯾﻧﺳون اﻟﺑؤس؟ وﻛم ﻫو ﻋدد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺑؤس طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻬم؟ وﻛم ﻫو ﻋدد اﻟذﯾن ﯾﺣل ﺑﻬم اﻟﺧراب وﯾﻬﺟرون ﻗراﻫم؟ ﻓﻠﯾس ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ،اﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﯾوﻧﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرة ﺗﺧص اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن .ﻟﻧﻔﺗرض ان ﻋدد ﺷﺗﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﻠﺷراء ﺑﺎﺳﻌﺎر رﺧﯾﺻﺔ وﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺎﺳﻌﺎر طﯾﺑﺔ ﻗد ازداد ﻋﺷرة اﺿﻌﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن .ﻓﺎﻻم ﯾؤدى ذﻟك؟ ان ١٠٠٠٠٠ﻓﻼح ﻣﺗوﺳط ،ﻋﻠﻰ اﻛﺑر ﺗﻘدﯾر ،ﺳﯾﺑﻠﻐون ﻣﺳﺗوى اﻻﻏﻧﯾﺎء .وﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻰ ﻫذا؟ اﻧﻪ ﯾﻌﻧﻲ ان ﺧﻣﺳﺔ ﻣن ﻛل ﻣﺋﺔ ﻓﻼح ﻣﺗوﺳط ﻗد اﻏﺗﻧوا .واﻟﺧﻣﺳﺔ واﻟﺗﺳﻌون اﻟﺑﺎﻗون؟ ان ﺣﯾﺎﺗﻬم ﺻﻌﺑﺔ
ﻛﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل ،ﺑل ان وطﺄة اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺷﺗد ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﻬم! اﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﻓﯾﺷﺗد ﺧراﺑﻬم! وطﺑﯾﻌﻰ ان اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻻ ﺗطﻠب اﻛﺛر ﻣن ان ﯾﺳﻌﻰ اﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﺻﻐﺎر إﻟﻰ ﺑﻠوغ ﻣﺳﺗوى اﻻﻏﻧﯾﺎء ،وﻣن ان ﯾؤﻣﻧوا ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺧﻼص ﻣن اﻟﺑؤس دون اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،وﻣن ان ﯾﻌﺗﻣدوا ﻋﻠﻰ اﺟﺗﻬﺎدﻫم ،وﻛدﻫم وﺗﻘﺗﯾرﻫم ،واﺛراﺋﻬم ،ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻻرﯾﺎف واﻟﻣدن .ﻛﻣﺎ ان اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺗﺑذل ﻛل ﺟﻬودﻫﺎ ﻟﺗﻐذﯾﺔ ﻫذا اﻻﯾﻣﺎن اﻟﻛﺎذب وﻫذا اﻻﻣل ﻋﻧد اﻟﻣوﺟﯾك؛ وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺧدﯾرﻩ ﺑﺧطب ﻣﻌﺳوﻟﺔ. ﻷﺟل ﻓﺿﺢ ﻛذب ﺟﻣﯾﻊ ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎس ذوي اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻌﺳول ،ﯾﻛﻔﻲ ان ﻧطرح ﻋﻠﯾﻬم اﺳﺋﻠﺔ ﺛﻼﺛﺔ. ٢٢
اﻟﺳؤال اﻻول .ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ان ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت واﻟﺑؤس ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﻣن اﺻل ﻣﺋﺗﯾن وارﺑﻌﯾن ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن اﻻراﺿﻲ اﻟﺟﯾدة ،ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﻣﻼﻛﯾن اﻟﺧﺻوﺻﯾﯾن؟ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣوز ﺳﺗﺔ ﻋﺷر اﻟﻔﺎ ﻣن ﻛﺑﺎر ﻣﻼﻛﻲ اﻻراﺿﻲ ﺧﻣﺳﺔ وﺳﺗﯾن ﻣﻠﯾون دﯾﺳﯾﺎﺗﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻻراﺿﻲ اﻟﺟﯾدة؟ اﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻧﻲ .ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ان ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت واﻟﺑؤس ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻠﯾون وﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء )ﻣن اﺻل ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن اﺳرة ﻓﻼﺣﯾﺔ( ﻗد اﺳﺗﺄﺛرت ﺑﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻻراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ،وﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣﺻﻧﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ وﻧﺻف ﻛل اﻟﻣواﺷﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،وﺑﺄﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت واﻟﺗوﻓﯾرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔﻼﺣﯾن؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد ﻫذ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﺛراء ﻋﻠﻰ اﻟدوام ،ﻣﻧﯾﺧﺔ ﺑﺛﻘل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻣﺗوﺳطﯾن ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺛروة ﻣن ﻛدح اﻵﺧرﯾن ،ﻣن ﻛدح اﻻﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻣﯾﺎوﻣﯾن؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﺗﺔ ﻣﻼﯾﯾن وﻧﺻف ﻣﻠﯾون اﺳرة ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﻓﻼﺣﯾن ﻓﻘراء ﺣل ﺑﻬم اﻟﺧراب واﺑدا ﺟﺎﺋﻌﯾن ،وﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻛﺳرة ﺑﺎﺋﺳﺔ ﻣن اﻟﺧﺑز ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺷﺗﻰ اﻻﺷﻐﺎل اﻟﻣﺄﺟورة؟ اﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻟث .ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ان ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت واﻟﺑؤس ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺎل اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺷراء ﻛل ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻣﺎل :اﻟﻣﺻﻧﻊ ،واﻻرض ،ﺑل اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻋﻣﺎل اﺟراء ،إﻟﻰ ارﻗﺎء ﻣﺄﺟورﯾن؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣرء دون اﻟﻣﺎل ،ﻻ ان ﯾﻌﯾش وﻻ ان ﯾﺳﺗﺛﻣر ﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻻرض؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼك اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻔﻘﯾر ،ان ﯾﻧﺎﺿل ﺿد اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻛﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻋدة آﻻف ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،واﻟﺗﺟﺎر ،واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن ،واﺻﺣﺎب
اﻟﻣﺻﺎرف ﻗد اﺳﺗﺄﺛروا ﺑﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت وﯾﺗﺻرﻓون ،ﻓوق ذﻟك ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﺗﻰ ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻓﯾﻬﺎ آﻻف اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت؟ اﻧﻪ ﻟﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرء ان ﯾﺗﻬرب ﻣن اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﺳﺋﻠﺔ ﺑﺧطب ﻣﻌﺳوﻟﺔ ﺣول ﻓواﺋد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟﺻﻐﯾرة أو ﺣول
ﻓواﺋد اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت .ﻓﻠﯾس ﻟﻬذﻩ اﻻﺳﺋﻠﺔ ﺳوى ﺟواب واﺣد ،ﻫو "اﻟﺗﻌﺎون" اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،اﻟذي ﺑوﺳﻌﻪ اﻧﻘﺎذ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ،ﻫو اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدن ﻣن اﺟل اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ .وﻛﻠﻣﺎ اﺗﺳﻊ ﻫذا اﻟﺗﺣﺎﻟف ورﺳﺦ ،ﻛﻠﻣﺎ ادرك اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ ﻛل ﻛذب اﻟوﻋود اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺿم اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻧﺎ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ أﯾﺿﺎ. واﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺗﻌرف ذﻟك ،وﻟﻬذا ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺟﺄ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺧطب اﻟﻣﻌﺳوﻟﺔ ،إﻟﻰ ﻧﺷر اﻷﻛﺎذﯾب ﻋن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن .ﻓﻬﻲ ﺗزﻋم ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾرﯾدون ان ﯾﻧﺗزﻋوا ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر .ﻫذا ﻛذب .ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾرﯾون ان ﯾﻧﺗزﻋوا ﻓﻘط ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،ﻓﻘط ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻣن ﻋﻣل اﻵﺧرﯾن .ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻟن ﯾﻧﺗزﻋوا اﺑدا ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻣﺗوﺳطﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﻋﻣﺎﻻ اﺟراء .ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾداﻓﻌون ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺳرﻩ وﯾﺣﺎﻓظون ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻻ ﯾﻘﺻدون ﺑذﻟك ﻓﻘط ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن اﻟذﯾن ﻫم أﻛﺛر وﻋﯾﺎ واﺗﺣﺎدا ﻣن اﻵﺧرﯾن .ﺑل أﯾﺿﺎ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣﺎل اﻻرﯾﺎف ،وﻛذﻟك ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻼﺣﯾن وﺻﻐﺎر اﻟﺣرﻓﯾﯾن ،اذا ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﻋﻣﺎﻻ وﻻ ﯾﺳﻌون ﻟﻼرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻏﻧﯾﺎء ،وﻟﻠوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ .ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن اﻧﻣﺎ
ﯾﺧوﺿون اﻟﻧﺿﺎل ﻟﻛﻲ ﯾؤﻣﻧوا ﻟﻠﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺣﺎﻻ ،ﻣﺎ دﻣﻧﺎ ﻟم ﻧﺣطم ﺑﻌد ﺳﯾﺎدة اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ، واﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﻬل ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ .وﻟﻛن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻻ ﯾﺧدﻋون اﻟﻔﻼح ،ﺑل ﯾﻘوﻟون ﻟﻪ ﻛل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،اﻧﻬم ﯾﻌﻠﻧون ﺳﻠﻔﺎ وﺑﻛل ﺻراﺣﺔ ان ﻟﯾس ﺛﻣﺔ اﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﺑوﺳﻌﻬﺎ اﻧﺗﺷﺎل اﻟﺷﻌب ﻣن ﻟﺟﺔ اﻟﻌوز واﻟﺑؤس ،ﻣﺎداﻣت ﺳﯾﺎدة اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ. وﻟﻛﻲ ﯾﻌرف اﻟﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ ﻣن ﻫم اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون وﻣﺎذا ﯾرﯾدون ،وﺿﻊ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﺑرﻧﺎﻣﺟﻬم .ان اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺑﯾﺎن ﻣوﺟز وواﺿﺢ ودﻗﯾق ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾرﯾد اﻟﺣزب ﺑﻠوﻏﻪ وﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻧﺎﺿل ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻪ .ان اﻟﺣزب ٢٣
اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻫو اﻟﺣزب اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺻﺎغ ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ واﺿﺣﺎ ودﻗﯾﻘﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ وﯾراﻩ ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﺿم اﻟﺣزب ﺳوى اﻧﺎس ﯾرﻏﺑون ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﻣن اﺟل ﺗﺣرﯾر ﻛل اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﻧﯾر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،اﻧﺎس ﯾدرﻛون ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم ان ﯾﺗﺣدوا ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺧوض ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل ،وﻛﯾف ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺧوض ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل .وﻓوق ذﻟك ،ﯾرى اﻻﺷﺗراﻛﯾون- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣزب ان ﯾوﺿﺢ ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ ،ﺑﺻورة ﺟﻠﯾﺔ ،وﻋﻠﻧﺎ ،وﺑدﻗﺔ ،ﻣﺻدر ﺣرﻣﺎﻧﺎت اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل وﺑؤﺳﻪ وﻟﻣﺎذا ﯾﺗﺳﻊ اﺗﺣﺎد اﻟﻌﻣﺎل وﯾزداد ﺷدة وﻗوة .ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ ان ﻧﻌﻠن ان اﻟﺣﯾﺎة ﺻﻌﺑﺔ وان ﻧدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﻣرد؛ ﻓﺎن أي ﺛرﺛﺎر ﯾﻌرف ﻛﯾف ﯾﻔﻌل ذﻟك ،وﻟﻛن دون ﻓﺎﺋدة ﻛﺑﯾرة .ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾدرك اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻛل اﻻدراك ﺳﺑب ﺗﻌﺎﺳﺗﻪ وﻣﻊ ﻣن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻪ ان ﯾﺗﺣد ﻟﻠﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺧﻼص ﻣن اﻟﺑؤس. ﻟﻘد ﻗﻠﻧﺎ ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،وﻣن اﯾن ﺗﺗﺄﺗﻰ ﺣرﻣﺎﻧﺎت اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل وﺑؤﺳﻪ ،وﺿد ﻣن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ان ﯾﻧﺎﺿﻠوا وﻣﻊ ﻣن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻬم ان ﯾﺗﺣدوا ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻧﺿﺎل .واﻵن ﺳﻧﺑﯾن اﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﺎل وﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧظﻔر ﺑﻬﺎ اﻵن ،ﺑﻔﺿل ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل.
٢٤
.٥أﯾﺔ ﺗﺤﺴﯿﻨﺎت ﯾﺮﯾﺪ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﻮن- اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﻮن ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﮫ وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻤﺎل؟ ان اﻻﺷﺗر اﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾﻧﺎﺿﻠون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺳرﻩ ﻣن ﻛل ﻧﻬب ،وﻛل ظﻠم ،وﻛل ﺗﻌﺳف .وﻟﻛﻲ ﺗﺗﺣرر اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲ ان ﺗﺗﺣد .وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﺗواﻓر ﻟﻬﺎ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﻣﻊ ،وﺣق اﻟﺗﺟﻣﻊ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﺗواﻓر ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .ﻟﻘد ﺳﺑق ان ﻗﻠﻧﺎ ان اﻟﺣﻛم اﻻوﺗوﻗراطﻰ اﻧﻣﺎ ﻫو اذﻻل اﻟﺷﻌب ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺑوﻟﯾس .ﻓﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ اذن ﻟﻛل اﻟﺷﻌب ،ﻋدا ﻗﺑﺿﺔ ﻣن ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻘﺻر وﻛﺑﺎر اﺻﺣﺎب اﻟﻣرﺗب وﻛﺑﺎر ذوي اﻟﻧﻔوذ اﻟذﯾن ﯾﻠﺟون اﺑواب اﻟﻘﺻر .وﻟﻛن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ﻟﻠﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﺎﻻﻏﻧﯾﺎء ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻧﻘﺎذ اﻧﻔﺳﻬم ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻣن ﺗﻌﺳف اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺑوﻟﯾس وطﻐﯾﺎﻧﻬم .وﺑوﺳﻌﻬم ان ﯾرﺗﻘوا اﻋﻠﻰ اﻟدرﺟﺎت ﻟرﻓﻊ ﺷﻛﺎواﻫم .وﻟذا ﯾﺳﻣﺢ رﺟﺎل اﻟﺑوﻟﯾس واﻟﻣوظﻔون ﻻﻧﻔﺳﻬم ﺑﻣﻣﺎﺣﻛﺔ اﻻﻏﻧﯾﺎء اﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﺟدا ﻣن ﻣﻣﺎﺣﻛﺔ اﻟﻔﻘراء .وﻟﯾس ﻟدى اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣﺎ ﯾرﺷون ﺑﻪ اﻟﺑوﻟﯾس واﻟﻣوظﻔﯾن ،وﻟﯾس ﻟﻬم ﻣن ﯾﻘدﻣون ﻟﻪ ﺷﻛﺎواﻫم ،وﻟﯾس ﻟدﯾﻬم اﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻋن اﻧﻔﺳﻬم اﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم .وﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻌوا اﺑدا اﻟﺗﺧﻠص ﻣن طﻐﯾﺎن اﻟﺑوﻟﯾس واﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﻌﺳﻔﻌﻬم وﻧﻬﺑﻬم وﺳﻠﺑﻬم طﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﺗﻘوم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ،وﺟﻣﻌﯾﺔ ﻧواب ﺷﻌﺑﯾﺔ .وﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻫﻲ
وﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻧﻘﺎذ اﻟﺷﻌب ﻣن اﺳﺗذﻻل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﻪ .وﻋﻠﻰ ﻛل ﻓﻼح ﻣدرك ان ﯾﻘف اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن
اﻟذﯾن ﯾطﺎﻟﺑون اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ﻗﺑل ﻛل ﺷﯾﺊ وﻓوق ﻛل ﺷﻲء ﺑﻌﻘد ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻧواب. ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس دون ﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻔﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻟﯾﻬﺎ ﯾﻧﺗﺳﺑون ،دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻻﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻘراء ان ﯾﻧﺗﺧﺑوا
اﻟﻧواب .ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣرا دون اﯾﺔ ﻋﻘﺑﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻌﻬد ﺑﺎﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻰ رﺟﺎل ﺛﻘﺔ ،ﻻ اﻟﻰ اﻓراد اﻟﺑوﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ،وﻻ اﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻻﻗﺿﯾﺔ) .(٧وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎل ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻧواب اﻟﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ ﺑﺣث ﻛل ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺷﻌب واﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم أﻓﺿل ﻓﻲ روﺳﯾﺎ. ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻣﻧﻊ اﻟﺑوﻟﯾس ﻣن ﺳﺟن اي ﻛﺎن دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺻراﻣﺔ اذا ﻣﺎ ﻋﻣدوا اﻟﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻟﻛﯾﻔﻲ .ان اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﺗﺻرﻓون ﻛﻣﺎ ﯾطﯾب ﻟﻬم ،ﻋﻠﻰ ﻫواﻫم ،ﻓﻸﺟل وﺿﻊ ﺣد ﻟﺗﺻرﻓﻬم ﻫذا ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻌﻣل ﺑﺻورة ﯾﻧﺗﺧﺑﻬم ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﻌب ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﺑﺻورة ﯾﺣق ﻣﻌﻬﺎ ﻷي ﻛﺎن ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺿد اي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن. واﻻ ،ﻓﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﺿد اﺣد اﻓراد اﻟﺑوﻟﯾس اﻟرﯾﻔﻲ اﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻘﺿﺎء ،او ﺿد رﺋﯾس اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم؟ ﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن ان رﺋﯾس اﻟﻘﺿﺎء ﻟن ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺟل اﻟﺑوﻟﯾس ،وان اﻟﺣﺎﻛم ﻟن ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدورﻩ ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑل ان اﻟﺷﺎﻛﻲ ﻫو اﻟذي ﺳﯾﺗﺣﻣل وزر ﺷﻛواﻩ .ﻓﯾزﺟوﻧﻪ ﺑﺎﻟﺳﺟن أو ﯾﻧﻔوﻧﻪ اﻟﻰ ﺳﯾﺑﯾرﯾﺎ .وﻟن ﯾﺄﺧذ اﻟﺧوف اى ﻣﺄﺧذ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ )ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻻﺧرى( ﻣن ﺣق ﻛل ﻓرد ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى اﻟﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ، وﻋرض ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ،أو ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف. ان اﻟﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﺣﺗﻰ اﻵن ﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ذﻟﯾﻠﺔ ازاء اﻟﻣوظﻔﯾن. ﻓﺑدون اذﻧﻬم ،ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ ﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت وﻻ ﻧﺷر اﻟﻛﺗب او اﻟﺻﺣف! أﻟﯾس ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺑﻌﯾﺔ ذﻟﯾﻠﺔ؟ ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻣﻣﻧوﻋﺎ ﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ وﻧﺷر اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ،ﻓﻛﯾف اﻟﻌﻣل ﻟﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎح اﻟﻣوظﻔﯾن واﻻﻏﻧﯾﺎء؟ وﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣوظﻔون ﻛل ﻛﺗﺎب ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺻﺎدق ،ﻛل ﻛﻠﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻋن ﺑؤس اﻟﺷﻌب .وﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻫو اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ- اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ طﺑﻌﻪ ﺳرا وﺗوزﯾﻌﻪ وﻧﺷرﻩ ﺳرا؛ وﻛل ﻣن ﯾﺟدون ﻋﻧدﻩ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺳﯾﺳﺎق اﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﻰ اﻟﺳﺟن .وﻟﻛن اﻟﻌﻣﺎل ٢٥
اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻻ ﯾﺧﺎﻓون اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻻ اﻟﺳﺟون ،وﻫم ﯾطﺑﻌون أﻛﺛر ﻓﺎﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟدوام اﻟﻛﺗب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻟﻠﺷﻌب، وﯾوزﻋوﻧﻬﺎ اﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟدوام. وﻟﯾس ﺛﻣﺔ ﺳﺟن وﻻ ﻗﻣﻊ ﺑوﺳﻌﻬﻣﺎ ان ﯾﺿﻌﺎ ﺣدا ﻟﻠﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب! ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﺎﻟﻐﺎء اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻔﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﻣﺳﺎواة ﺟﻣﯾﻊ ﻣواطﻧﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳﺎواة ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق.ﻓﻔﻲ ﺑﻼدﻧﺎ اﻵن ﻓﺋﺎت ﺗﺗﺣﻣل اﻟﺿراﺋب وﻓﺋﺎت اﺧرى ﻻ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﻣﯾزون وﻏﯾر ﻣﻣﯾز ﯾن ،وﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻧﺑﻼء
وﻋﺎﻣﺔ؛ ﺑل ﻣﺎ ﯾزال ﻋﻘﺎب اﻟﺟﻠد ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻪ وﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺷﻌب .وﻟﯾس ﺛﻣﺔ ﻓﻲ اي ﺑﻠد ﻣن اﻟﺑﻠدان ﻗواﻧﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺋﺎت ،اﻻ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ .ﻟﻘد ﺣﺎن ﻟﻠﺷﻌب اﻟروﺳﻲ ان ﯾطﺎﻟب ﺑﺎن ﯾﻛون ﻟﻠﻣوﺟﯾك ﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق اﻟﻧﺑﯾل ﻧﻔﺳﻬﺎ .أﻟﯾس ﻣن اﻟﻌﺎر ان ﯾظل ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻌﻘﺎب اﻟﺟﻠد ﺑﻌد ﻣﺿﻲ ارﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ وﻧﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎء اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ وان ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻓﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺧﺿﻊ وﺣدﻫﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ؟ ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺷﻌب اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل وﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻬن واﻟﺻﻧﻊ .وﻣﺎذا ﺗﻌﻧﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل؟ اﻧﻬﺎ ﺗﻌﻧﻰ ان ﯾﻛون اﻟﻔﻼح ﺣرا ﻓﻲ اﻟذﻫﺎب اﻟﻰ ﺣﯾث ﯾﺷﺎء ،واﻻﻗﺎﻣﺔ ﺣﯾث ﯾطﯾب ﻟﻪ ،واﺧﺗﯾﺎر اﯾﺔ ﻗرﯾﺔ ﻣن اﻟﻘرى أو اﯾﺔ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣدن ،دون ان ﯾطﻠب اﻻذن ﻣن اي ﻛﺎن .اﻧﻬﺎ ﺗﻌﻧﻲ إﻟﻐﺎء ﺟوازات اﻟﺳﻔر ﻓﻲ روﺳﯾﺎ أﯾﺿﺎ )ﻓﻘد اﻟﻐﯾت ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻻﺧرى(؛ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻ ﯾﻛون ﻷي ﻓرد ﻣن اﻓراد اﻟﺑوﻟﯾس اﻟرﯾﻔﻲ او ﻷي رﺋﯾس ﻣن رؤﺳﺎء اﻻﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣق ﺑﻣﻧﻊ اي ﻓﻼح ﻛﺎن ﻣن اﻟﺳﻛن واﻟﺷﻐل ﺣﯾث ﯾطﯾب ﻟﻪ. ان اﻟﻣوﺟﯾك اﻟروﺳﻲ ﻣﺎ ﯾزال ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻰ ﺣد اﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺿﻲ اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻻﻗﺎﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ وﻻ اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﻰ ارض اﺧرى واﻻﻗﺎﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ .واﻟوزﯾر ﯾﺄﻣر ﺣﻛﺎم اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﺑﻣﻧﻊ اﻟﻬﺟرات ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ! ﻓﺎﻟﺣﺎﻛم ﯾﻌرف اﺣﺳن ﻣن اﻟﻣوﺟﯾك اﻟﻰ اﯾن ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻣﺿﻲ اﻟﻣوﺟﯾك! ﻓﻠﯾس اﻟﻣوﺟﯾك ﺳوى طﻔل ﺻﻐﯾر ،ﻣﻣﻧوع ﻋﻠﯾﻪ ان ﯾﺧطو اﯾﺔ ﺧطوة دون ﻣواﻓﻘﺔ وﻻة اﻟﺷﺄن! أﻟﯾس ﻫذا ﺗﺑﻌﯾﺔ ذﻟﯾﻠﺔ؟ أﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا اﻟﻬزء ﻣن اﻟﺷﻌب ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻷي ﻧﺑﯾل ﺻﻐﯾر ﻣﻔﻠس ﺣق اﻟﺗﺄﻣر ﺑﺎﻟﻣزارﻋﯾن اﻟراﺷدﯾن؟ ﻫﻧﺎك ﻛﺗﺎب اﺳﻣﻪ "اﻟﻣوﺳم اﻟرديء واﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ" )اﻟﻣﺟﺎﻋﺔ( ،ﻛﺗﺑﻪ "وزﯾر اﻟزراﻋﺔ" اﻟﺣﺎﻟﻲ ،اﻟﺳﯾد ﯾﯾرﻣوﻟوف .وﻗد ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﺑوﺿوح ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻ ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻣوﺟﯾك ﻣن ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻰ ﻣﻛﺎن آﺧر ﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﺳﺎدة اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ﺑﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ اﻻﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ .ان اﻟوزﯾر ﯾﺗﻛﻠم ﺑﺻراﺣﺔ ،وﻋﻠﻧﺎ ،ودون ﺣﯾﺎء ،وﻫو ﯾظن ان اﻟﻣوﺟﯾك ﻟن ﯾﺳﻣﻊ اﻗواﻟﻪ ﻫذﻩ ،واﻧﻪ ﻟن ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ .ﻟﻣﺎذا ﻧﺳﻣﺢ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧزوح ﻋن ﻗراﻫم ﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﺳﺎدة اﻟﻣﻼﻛون ﺑﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ اﻻﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟرﺧﯾﺻﺔ؟ وﻛﻠﻣﺎ اﺷﺗد ﺿﯾق اﻟﺷﻌب ،ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وﻛﻠﻣﺎ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺑؤس ،اﺿطر اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﺟور ارﺧص وﺗﺣﻣﻠوا ﺷﺗﻰ أﻟوان اﻟظﻠم ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺧﺿوع .ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻛﺎن اﻟوﻛﻼء ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺳﻬرون ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺳﯾد؛ اﻣﺎ اﻵن ،ﻓﻬم رؤﺳﺎء اﻻﻗﺿﯾﺔ واﻟﺣﻛﺎم .ﻓﯾﻣﺎ
ﻣﺿﻰ ،ﻛﺎن اﻟوﻛﻼء ﻫم اﻟذﯾن ﯾﻘررون ﺗطﺑﯾق اﻟﺟﻠد ﺑﺎﻟﺳوط ﻓﻲ اﻻﺳطﺑل ،اﻣﺎ اﻵن ﻓﻬم رؤﺳﺎء اﻻﻗﺿﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﺄﻣرون ﺑﺎﻟﺟﻠد ﺑﺎﻟﺳوط ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ. ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﺎﻟﻐﺎء اﻟﺟﯾش اﻟداﺋم ،واﻻﺳﺗﻌﺎﺿﺔ ﻋﻧﻪ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ﻣﺳﻠﺣﺎ. ٢٦
ان اﻟﺟﯾش اﻟداﺋم اﻧﻣﺎ ﻫو ﺟﯾش ﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﺷﻌب ،ﯾﻌدوﻧﻪ ﻻطﻼق اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب .ﻓﺎذا ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﺣﺷرون اﻟﺟﻧدي ﺳﻧوات ﻓﻲ اﻟﺛﻛﻧﺔ واذا ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾدرﺑوﻧﻪ ﺑﺻورة ﻏﯾر اﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻬل ﻛﺎن ﺑوﺳﻊ اﻟﺟﻧدي ان ﯾطﻠق اﻟرﺻﺎص ﻋﻠﻰ اﺧواﻧﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن؟ وﻫل ﻛﺎن ﺑوﺳﻊ اﻟﺟﻧدي ان ﯾﻣﺷﻲ ﺿد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﺟﯾﺎع؟ ﻷﺟل اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﺿد ﻫﺟﻣﺎت اﻟﻌدو ،ﻟﯾس ﻫﻧﺎك اﺑدا ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺟﯾش داﺋم؛ ﻓﺎﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﺗﻛﻔﻲ .ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻛل ﻣواطن ﻣن ﻣواطﻧﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳﻠﺣﺎ ،ﻓﻠﯾس ﻟروﺳﯾﺎ ان ﺗﺧﺷﻰ اي ﻋدو ﻣن اﻻﻋداء ،ﻛذﻟك ﯾﺗﺧﻠص اﻟﺷﻌب ﻣن ﻧﯾر اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ :ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾش ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت ﻛل ﺳﻧﺔ ،وﻫذا اﻟﻣﺎل اﻧﻣﺎ ﺗﻘﺗطﻌﻪ ﻣن اﻟﺷﻌب ،وﻟذا ﺑﻠﻐت اﻟﺿراﺋب ﻫذا اﻟﺣد ﻣن اﻟﻔداﺣﺔ ،وﺗﻔﺎﻗﻣت ﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎة ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم .ان اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺗﻘوي أﯾﺿﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺑوﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب وﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻧﻬب اﻟﺷﻌوب اﻻﺧرى ،ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ،ﻣﺛﻼ ،ﻻﻧﺗزاع اﻻرض ﻣن
اﻟﺻﯾﻧﯾﯾن .وﺣﯾﺎة اﻟﺷﻌب ﻻ ﺗﺻﺑﺢ أﺳﻬل ﻣﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،ﺑل ﺗزداد ﺻﻌوﺑﺔ ﻣن ﺟراء اﻟﺿراﺋب اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ .ان اﺳﺗﺑدال ﺗﺳﻠﯾﺢ اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻟﺟﯾش اﻟداﺋم ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ان ﯾﺳﻬل ﺣﯾﺎة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺟدا. ﻛذﻟك ﻣن ﺷﺄن اﻟﻐﺎء اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذى ﯾرﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،ان ﯾﺳﻬل ﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﺎل
واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺟدا .ان اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗوﻓﻰ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻻرض أو ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرة اﻟرﯾﻔﯾﺔ؛ اﻧﻣﺎ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﺷﻌب ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﯾق رﻓﻊ اﺳﻌﺎر اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ .ﻓﺎن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻛر ،واﻟﻔودﻛﺎ، واﻟﻛﺎز ،واﻟﻛﺑرﯾت ،وﺟﻣﯾﻊ ﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻻﺧرى ،وﻫذﻩ اﻟﺿراﺋب ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر أو اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻻ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ، طﺑﻌﺎ ،ﺑل ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻪ اﻟﺷﺎرون .وﻟذا ﯾزداد ﺳﻌر اﻟﻔودﻛﺎ ،واﻟﺳﻛر ،واﻟﻛﺎز ،واﻟﻛﺑرﯾت ،وﻛل ﻣن ﯾﺷﺗري زﺟﺎﺟﺔ ﻓودﻛﺎ أو رطﻼ ﻣن اﻟﺳﻛر ﻻ ﯾدﻓﻊ ﻓﻘط ﺛﻣن اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ،ﺑل ﯾدﻓﻊ أﯾﺿﺎ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ .ﻣﺛﻼ ،اذا دﻓﻌت ،ﻟﻧﻘل ،ارﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻛوﺑﯾﻛﺎ ﺛﻣﻧﺎ ﻟرطل ﻣن اﻟﺳﻛر ،ﻓﺎن ارﺑﻌﺔ ﻛوﺑﯾﻛﺎت ﻣﻧﻬﺎ )ﺗﻘرﯾﺑﺎ( ﺗذﻫب اﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﺿرﯾﺑﺔ؛ ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﺻﺎﺣب ﻣﺻﻧﻊ اﻟﺳﻛر ان دﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻰ اﻟﺧزﯾن وﻫﺎ ﻫو اﻵن ﯾﻘﺗطﻊ ﻣن ﻛل ﺷﺎر ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذى دﻓﻌﻪ .وﻫﻛذا ﻓﺎن اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﻓﻰ ﻣن ﺛﻣن ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﺷﺎري ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ .ﯾﻘﺎل اﺣﯾﺎﻧﺎ ان اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ أﻋدل اﻟﺿراﺋب .ﻓﺎﻟﺷﺎري ﯾدﻓﻊ ﺣﺳب اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ .وﻟﻛن ذﻟك ﻛذب .ﻓﺎﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻗل اﻟﺿراﺋب ﻋدﻻ،
ﻷن اﻟﻔﻘراء ﯾﺗﺿﺎﯾﻘون اﻛﺛر ﻣن اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻋﻧد دﻓﻌﻪ .ﻓﺎن دﺧل اﻟﻐﻧﻲ ﻫو ارﻓﻊ ﻣن دﺧل اﻟﻔﻼح او اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌﺷرة اﺿﻌﺎف ،ﻫذا اذا ﻟم ﯾﻛن ارﻓﻊ ﻣﻧﻪ ﺑﻣﺋﺔ ﺿﻌف .وﻟﻛن ﻫل ان اﻟﻐﻧﻲ ﯾﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺳﻛر ﻣﺋﺔ ﺿﻌف ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬﻠﻛﻪ اﻟﻌﺎﻣل واﻟﻔﻼح؟ وﻣن اﻟﻔودﻛﺎ أو اﻟﻛﺑرﯾت ،ﻋﺷرة اﺿﻌﺎف؟ او ﻣن اﻟﻛﺎز؟ ﻛﻼ ،طﺑﻌﺎ .ان اﺳرة ﻏﻧﯾﺔ ﺗﺷﺗري ﻣن اﻟﻛﺎز واﻟﻔودﻛﺎ واﻟﺳﻛر ﺿﻌﻔﻲ ﻣﺎ ﺗﺷﺗرﯾﻪ اﺳرة ﻓﻘﯾرة،
او ﺛﻼﺛﺔ اﺿﻌﺎف ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺛر .وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ان اﻟﻐﻧﻲ ﯾدﻓﻊ ﻣن دﺧﻠﻪ ﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻧﺻﯾﺑﺎ أﻗل ﻣن اﻟﻧﺻﯾب اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻔﻘﯾر ﻣن دﺧﻠﻪ ﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .وﻟﻧﻔﺗرض ان دﺧل اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ﻣﺎﺋﺗﻲ روﺑل ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ؛ وﻟﻧﻔﺗرض اﻧﻪ ﯾﺷﺗري ﺑﺳﺗﯾن روﺑﻼ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﯾزداد ﺳﻌرﻫﺎ ﻣن ﺟراء ذﻟك )ﻓﺎﻟﺳﻛر واﻟﻛﺑرﯾت واﻟﻛﺎز ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺳﻣﻰ رﺳم اﻻﻧﺗﺎج اي ان اﻟﻣﻧﺗﺞ ﯾدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل ﺑﯾﻊ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق؛ اﻣﺎ اﻟﻔودﻛﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ادارة ﺣﺻر اﻟﻣﺷرو ﺑﺎت ،ﻓﺎن اﻟدوﻟﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗرﻓﻊ اﺳﻌﺎرﻫﺎ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘطﻧﯾﺎت واﻟﺣدﯾد وﺳﺎﺋر اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،ﻓﺎن اﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺗزداد ،ﻷن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟرﺧﯾﺻﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن اﻟﺧﺎرج ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدﺧول
اﻟﻰ روﺳﯾﺎ دون دﻓﻊ رﺳوم ﻋﺎﻟﯾﺔ( .ﻓﻣن اﺻل ﻫذﻩ اﻟروﺑﻼت اﻟﺳﺗﯾن ،ﻋﺷرون روﺑﻼ ﺗﺷﻛل اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻟذا ﯾدﻓﻊ اﻟﻔﻘﯾر ﻋﺷرة ﻛوﺑﯾﻛﺎت ﻣن ﻛل روﺑل ﻣن دﺧﻠﻪ ﺑﺷﻛل ﺿراﺋب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة؛ )ﻫذا ﻋدا اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺷراء اﻻرض ،واﻻﺗﺎوات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،واﻟﺿراﺋب اﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﻠزﯾﻣﺳﺗﻔو ،واﻟﻧﺎﺣﯾﺔ واﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ( .اﻣﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ ،ﻓﺎن دﺧﻠﻪ ﯾﺑﻠﻎ اﻟف روﺑل ،وﻫو ﯾﺷﺗري ﺑﻣﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن روﺑﻼ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ .ﻓﯾدﻓﻊ ﺧﻣﺳﯾن روﺑﻼ ﻛﺿرﯾﺑﺔ )ﻣن اﺻل ﻫذﻩ اﻟروﺑﻼت اﻟﻣﺎﺋﺔ واﻟﺧﻣﺳﯾن( .وﻟذا ﻻ ﯾدﻓﻊ اﻟﻐﻧﻲ ﺿرﯾﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﻛل روﺑل ﻣن دﺧﻠﻪ ﺳوى ﺧﻣﺳﺔ ﻛوﺑﯾﻛﺎت .وﻛﻠﻣﺎ ازداد ﻏﻧﺎﻩ ،ﻗل ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻣن دﺧﻠﻪ ﺿرﯾﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة .وﻟذا ﻛﺎﻧت اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻗل اﻟﺿراﺋب ﻋدﻻ .ﻓﺎن اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟﻔﻘراء .واﻟﻔﻼﺣون واﻟﻌﻣﺎل ﯾﺷﻛﻠون ﻣﻌﺎ ﺗﺳﻌﺔ اﻋﺷﺎر ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﻛﺎن ،وﻫم ﯾدﻓﻌون ﺗﺳﻌﺔ اﻋﺷﺎر أو ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻋﺷﺎر اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻠﻬﺎ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺻل اﻟﻔﻼﺣون واﻟﻌﻣﺎل ،ﺑﻼ رﯾب ،ﻋﻠﻰ اﻛﺛر ﻣن ارﺑﻌﺔ اﻋﺷﺎر ﻣﺟﻣل اﻟدﺧل ﻓﻲ اﻟﺑﻼد! ٢٧
وﻟﻬذا ﯾطﺎﻟب اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﺑﺎﻟﻐﺎء اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺑﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻻرث .وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗزداد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾزداد اﻟدﺧل .ﻓﻣن ﺑﻠﻎ دﺧﻠﻪ اﻟف روﺑل ،ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ان ﯾدﻓﻊ ﻛوﺑﯾﻛﺎ واﺣدا ﻋن ﻛل روﺑل؛ وﻣن ﺑﻠﻎ دﺧﻠﻪ اﻟﻔﻲ روﺑل ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ان ﯾدﻓﻊ ﻛوﺑﯾﻛﯾن ،اﻟﺦ .أﻣﺎ اﻻﯾرادات اﻟﺻﻐﯾرة )اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ،ﻣﺛﻼ ،ﻣﺑﻠﻎ ارﺑﻌﻣﺎﺋﺔ روﺑل(، ﻓﻼ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗدﻓﻊ اﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ .واﻣﺎ ﻛﺑﺎر اﻻﻏﻧﯾﺎء ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬم ان ﯾدﻓﻌوا ﺿراﺋب ﺑﺎﻫظﺔ .ان ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﻣﺎة ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل أو ﺑﺎﻻﺻﺢ ،اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،ﻫﻲ اﻋدل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة .وﻟﻬذا ﯾﺳﻌﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾون- اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﻰ اﻟﻐﺎء اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻰ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل .ﺑﯾد اﻧﻪ ﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن ،ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﻻ ﯾرﯾدون ذﻟك وﯾﻌﺎرﺿوﻧﻪ .ان اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟوطﯾد ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء وﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﻫو وﺣدﻩ اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻧﺗزع ﻫذا اﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ. واﺧﯾرا ،ﺛﻣﺔ ﺗﺣﺳﯾن ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻻﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻣل اﻟﺷﻌب ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﻘراء اﻟرﯾف ،ﻫو اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺟﺎﻧﻲ ﻟﻼطﻔﺎل ،وﻫو ﻣﺎ ﯾطﺎﻟب ﺑﻪ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون .ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟرﯾف ﻋدد ﻣن اﻟﻣدارس اﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﻋددﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدن ،ﻫذا ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ان اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻐﻧﯾﺔ ،ان اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺄﻣﯾن ﺗﻌﻠﯾم ﺟﯾد ﻻﺑﻧﺎﺋﻬﺎ .ﻓﻘط اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺟﺎﻧﻲ اﻻﻟزاﻣﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻطﻔﺎل ﺳﯾﺣرر اﻟﺷﻌب وان ﺟزﺋﯾﺎ ﻣن اﻟﺟﻬل اﻟﺣﺎﻟﻲ. واﻟﺣﺎل ،ان اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﯾﻌﺎﻧون ﺑﺧﺎﺻﺔ وطﺄة ﻫذا اﻟﺟﻬل ،وﻫم ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ اﻟﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم .ﺑﯾد اﻧﻪ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻟﻧﺎ ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ، ﺗﻌﻠﯾم ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣر ،ﻻ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟذى ﯾرﯾدﻩ اﻟﻣوظﻔون واﻟﻛﻬﻧﺔ. ﺛم ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾطﻠﺑون ﻟﻛل اﻧﺳﺎن اﻟﺣق اﻟﻣطﻠق ﺑﺎن ﯾﻌﺗﻧق ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ اﻟدﯾن اﻟذي ﯾرﯾدﻩ .ﻓﻘط روﺳﯾﺎ وﺗرﻛﯾﺎ ،ﺑﯾن اﻟدول اﻻوروﺑﯾﺔ ،اﺣﺗﻔظﺗﺎ ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺧزﯾﺔ ﺿد اﻟذﯾن ﻫم ﻣن دﯾن آﺧر ،ﻏﯾر اﻻرﺛوذﻛﺳﻰ ،ﺿد اﻟﻣﻧﺷﻘﯾن ،واﺻﺣﺎب
اﻟﻣﻠل اﻟﺧﺎﺻﺔ ،واﻟﯾﻬود .ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻣﻧﻊ ﺻراﺣﺔ ﻫذا اﻟدﯾن أو ذاك ،أو ﺗﻣﻧﻊ ﻧﺷرﻩ ،أو اﻧﻬﺎ ﺗﺣرم ﻣن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﺳﺑون اﻟﻰ ﻫذا اﻟدﯾن او ذاك .ان ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻫﻲ اﺷد اﻟﻘواﻧﯾن ظﻠﻣﺎ وﺗﻌﻧﺗﺎ وﺧزﯾﺎ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون ﻟﻛل اﻣرىء اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﻧﺎق اﻟدﯾن اﻟذى ﯾرﯾد ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون ﻟﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﻧﺷرﻩ أو ﺑﺎﻋﺗﻧﺎق دﯾن آﺧر .وﻣﺎ ﻣن ﻣوظف ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﺣق ﺳؤال اي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟدﯾن اﻟذي ﯾﻌﺗﻧق .ﻓﺗﻠك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿﻣﯾر ﻻ ﯾﺣق ﻷي اﺣد ان ﯾﺗدﺧل ﻓﯾﻬﺎ. ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك اي دﯾن "ﺳﺎﺋد" او اﯾﺔ ﻛﻧﯾﺳﺔ "ﺳﺎﺋدة" .ﺑل ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻻدﯾﺎن وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻛﻧﺎﺋس ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون .وﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﻌﯾش رﺟﺎل اﻟدﯾن ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟطواﺋف إﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون اﻟﻰ طواﺋﻔﻬم ،وﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ان ﺗﻣول، ﺑﺎﻻﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اي دﯾن أو اي رﺟل دﯾن ،ﺳواء أﻛﺎن ارﺛوذﻛﺳﯾﺎ ،أم ﻣﻧﺷﻘﺎ ،أم ﻣن ﻣﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،أم ﻏﯾر ذﻟك .وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻫذا ﯾﻧﺎﺿل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،وطﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺎر اﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر دون اي ﺗﺣﻔظ ودون اي ﺗﻬرب ،ﻓﺎن اﻟﺷﻌب ﻟن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن اﻻﺿطﻬﺎدات اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧزﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟدﯾن ،وﻻ ﻣن اﻟﺣﺳﻧﺎت واﻟﺗﺑرﻋﺎت اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﺧزﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،ﻷﻫل ﻫذا اﻟدﯾن او ذاك. *** ﻟﻘد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻰ ﯾﺳﻌﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﺧﯾر اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء.
٢٨
ﻟﻧر اﻵن اﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﯾﺟﻬدون ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن اﺟل اﻟﻌﻣﺎل ،ﻻ ﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣدن وﺣﺳب ،ﺑل ﻋﻣﺎل اﻻرﯾﺎف أﯾﺿﺎ .ان ﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﻌﺎﻣل ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ ﺿﯾق أﺷد ،ﻣﻛدﺳﯾن ﺑﻌﺿﻬم ﻓوق ﺑﻌض ﺑﺻورة أﺷد ،وﻫم ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻏل ﻛﺑﯾرة؛ وﻟذا ﻛﺎن ﻣن اﻷﺳﻬل ﻋﻠﯾﻬم اﻻﻓﺎدة ﻣن اﻟﻌون اﻟذي ﯾﺳدﯾﻪ اﻟﯾﻬم اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﻣﺛﻘﻔون .ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻻﺳﺑﺎب ،ﺑدأ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﻗﺑل ﻏﯾرﻫم ﺑﻛﺛﯾر ،اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ،وﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻫم ﺑﻛﺛﯾر .ﺑل ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺳن ﻗواﻧﯾن ﻋﻣﺎﻟﯾﺔ. وﻟﻛن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾﻧﺎﺿﻠون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل :اﻟﺣرﻓﯾﯾن اﻟﺻﻐﺎر اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﺑﯾوﺗﻬم ﻟﺣﺳﺎب ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻲ اﻟﻣدن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرى ،واﻟﻌﻣﺎل اﻻﺟراء اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻧد ﺻﻐﺎر اﻟﺣرﻓﯾﯾن واﻟﺻﻧﺎع ،وﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء )اﻟﻧﺟﺎرﯾن ،واﻟﺑﻧﺎﺋﯾن ،اﻟﺦ ،(.وﻋﻣﺎل اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﻔﻌﻠﺔ ،واﻟﻌﻣﺎل اﻟزراﻋﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .ان ﺟﻣﯾﻊ ﻫؤﻻء اﻟﻌﻣﺎل ﺑدأوا ﯾﺗﺣدون
ﻣﻧذ اﻵن ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،ﻋﻠﻰ اﺛر ﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻﻧﻊ وﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ،وﻫم ﯾﺗﺣدون ﻟﻠﻧﺿﺎل ﻣن اﺟل ﺷروط ﺣﯾﺎة اﻓﺿل ،ﻣن اﺟل ﯾوم
ﻋﻣل اﻗﺻر ،ﻣن اﺟل اﺟر ارﻓﻊ .ان اﻟﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺳﺎﻧدة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﻧﺿﺎﻟﻬم ﻣن اﺟل ﺣﯾﺎة اﻓﺿل ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم )ﺣﺷد( اﺷد اﻟﻌﻣﺎل ﺛﻘﺔ وﺣزﻣﺎ ﻓﻲ اﺗﺣﺎدات ﻗوﯾﺔ ،واﻋﺎﻧﺗﻬم ﻋن طرﯾق ﺗوزﯾﻊ اﻟﻛﺗب واﻟﻣﻧﺎﺷﯾر ﺑﯾﻧﻬم وارﺳﺎل اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺟرﺑﯾن اﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺟرﺑﯾن ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ،ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻧظﻔر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺳﯾﻛون ﻟﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧواب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،رﺟﺎل ﻟﻧﺎ ،ﺳﯾﻛون ﻟﻧﺎ ﻧواب ﻋﻣﺎل ،اﺷﺗراﻛﯾون-دﯾﻣوﻗراطﯾون ﯾﻌﻣدون ،ﻣﺛل رﻓﺎﻗﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻻﺧرى ،اﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺳن ﻗواﻧﯾن ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣﺎل. ﻟن ﻧﻌدد ﻫﻧﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣﺎل :ﻓﻬذﻩ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،وﻣﺷروﺣﻪ ﺑﺻورة ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺟدا ﻓﻲ ﻛراس "ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ روﺳﯾﺎ" .ﻧﻛﺗﻔﻲ اﻵن ﺑذﻛر اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ. ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﯾوم اﻟﻌﻣل ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﯾوم .ﯾﻧﺑﻐﻲ داﺋﻣﺎ ﺗﻛرﯾس ﯾوم واﺣد ﻓﻲ اﻻﺳﺑوع ﻟﻠراﺣﺔ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﻊ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻻﺿﺎﻓﻲ ﻣﻧﻌﺎ ﺗﺎﻣﺎ ،وﻛذﻟك اﻟﻌﻣل اﻟﻠﯾﻠﻲ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون ﺗﻌﻠﯾم اﻻوﻻد ﻣﺟﺎﻧﯾﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر .وﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم ﺗﺷﻐﯾل اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺑﻠﻐوا ﻫذﻩ اﻟﺳن ﻛﻌﻣﺎل اﺟراء .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻻﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺿر ﺑﺻﺣﺗﻬن .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ان ﯾدﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﺻﺎﺑون ﺑطوارئ اﻟﻌﻣل اﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ،ﻣﺛﻼ ،اﻟطوارئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻟﻠذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻠﻰ
اﻟدراﺳﺎت ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣذاري اﻟﺦ .ﯾﻧﺑﻐﻲ دﻓﻊ اﻻﺟور ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺟراء ودﻓﻌﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻣرة ﻓﻲ اﻻﺳﺑوع ،ﻻ ﻣرة واﺣدة ﻛل ﺷﻬرﯾن أو ﺛﻼﺛﺔ اﺷﻬر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻟﻠذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﺷﻐﺎل اﻟﺣﻘول .ﻓﺎﻟﻌﻣﺎل ﯾﻬﻣﻬم ﻛﺛﯾرا ان ﯾﻘﺑﺿوا اﺟرﺗﻬم ﺑﺎﻧﺗظﺎم ،ﻣرة ﻓﻲ اﻻﺳﺑوع، وﻧﻘدا ﻓﻘط ،ﻻ ﺑﺿﺎﻋﺔ .ﻓﺎرﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﯾﺣﺑون ﻛﺛﯾرا ان ﯾﻔرﺿوا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ،ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﺟورﻫم ،ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﺳﻠﻊ اﻟردﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد اﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ اﺿﻌﺎف ،ﻓﻸﺟل وﺿﻊ ﺣد ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺿﯾﺣﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اطﻼﻗﺎ ان ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧون دﻓﻊ اﺟور اﻟﻌﻣﺎل ﻋﯾﻧﺎ .ﺛم اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻰ ان ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺳﻧون راﺗﺑﺎ ﺗﻘﺎﻋدﯾﺎ ﻣن اﻟدوﻟﺔ .ﻓﺎن اﻟﻌﻣﺎل ﯾﻌﯾﻠون ﺑﻌﻣﻠﻬم ﻛل اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻐﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ :وﻟذا ﻛﺎن ﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟراﺗب اﻟﺗﻘﺎﻋدي ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺣق اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﻔﯾدون ﻣن ﻫذا اﻟراﺗب .وﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻌﻣد ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل وﺿﻌﻬم وﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣﺎل ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻔﺗﺷﯾن ،ﻻ ﻟﻼﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﺣﺳب ،ﺑل ﻟﻼﺷراف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،وﻟﻼﺷراف ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻋﻣﺎل اﺟراء .ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﻛون ﻫؤﻻء اﻟﻣﻔﺗﺷون ﻣوظﻔﯾن ،ﯾﻌﯾﻧﻬم اﻟوزراء او اﻟﺣﻛﺎم واﻻ ﯾﻛوﻧوا ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺑوﻟﯾس .اﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون اﻟﻣﻔﺗﺷون ﻋﻣﺎﻻ ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن،
وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ان ﺗدﻓﻊ اﺟرا ﻟﻠذﯾن ﯾﺛق ﺑﻬم اﻟﻌﻣﺎل وﯾﺧﺗﺎروﻧﻬم ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ .وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻧواب اﻟﻌﻣﺎل ان ﯾﺣرﺻوا أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ان ﺗﻛون ﻣﺳﺎﻛن اﻟﻌﻣﺎل ﺣﺳﻧﺔ اﻟﺗرﺗﯾب ،وﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﻌﻣد ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل اﻟﻰ اﺳﻛﺎن اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻛواخ ﺗﺷﺑﻪ زراﺋب اﻟﻛﻼب أو ﻓﻲ اﻛواخ ﺗراﺑﯾﺔ )ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﺛﻧﺎء اﺷﻐﺎل اﻟﺣﻘول( ،وﻋﻠﻰ ان ﯾﺻﺎر اﻟﻰ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻧظﺎم راﺣﺔ اﻟﻌﻣل ،اﻟﺦ ..وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم اﻟﻧﺳﯾﺎن اﻧﻪ ﻟن ﺗﻛون ﺛﻣﺔ اﯾﺔ ﺟدوى ﻣن اﻟﻧواب اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﺧﺑﻬم اﻟﻌﻣﺎل ﻣﺎ داﻣت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗواﻓرة وﻣﺎ دام اﻟﺑوﻟﯾس ﻛﻠﻲ اﻟﺟﺑروت وﻏﯾر ﻣﺳؤول اﻣﺎم اﻟﺷﻌب .ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ﯾﻌرﻓون ان اﻟﺑوﻟﯾس ﯾﻌﺗﻘل اﻵن اﻟﻧواب اﻟﻌﻣﺎل دون اﯾﺔ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﺑل ﯾﻌﺗﻘل أﯾﺿﺎ ﻛل ﻋﺎﻣل ﯾﺟرؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣدث ﺑﺎﺳم اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﻋﻠﻰ ﻓﺿﺢ اﻧﺗﻬﺎك اﻟﻘﺎﻧون ،وﻋﻠﻰ دﻋوة اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻰ اﻻﺗﺣﺎد .وﻟﻛن اﻟﻧواب اﻟﻌﻣﺎل ﺳﯾؤدون ﺧدﻣﺔ ﺟﻠﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻟﻧﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. ٢٩
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل )ﻣن ﺻﻧﺎﻋﯾﯾن ،وﻣﻼﻛﯾن ﻋﻘﺎرﯾﯾن ،وﻣﺗﻌﻬدي اﺷﻐﺎل ،وﻓﻼﺣﯾن اﻏﻧﯾﺎء( ﻣﻧﻌﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻋن اﺟراء اﯾﺔ ﺣﺳوﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻫواﻫم ﻣن اﺟور اﻟﻌﻣﺎل ،ﻛﺎﺟراء ﺣﺳوﻣﺎت ﻟﺳﺑب ﺳوء اﻟﺻﻧﻌﺔ وﺣﺳوﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﻏراﻣﺎت ،اﻟﺦ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻌﻣد ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ ﻫواﻫم ،اﻟﻰ اﺟراء ﺣﺳوﻣﺎت ﻣن اﺟور اﻟﻌﻣﺎل ،ﻓﺎﻧﻬم ﯾﺧﺎﻟﻔون اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾرﺗﻛﺑون ﻋﻣﻼ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺧﻔﯾض اﺟور اﻟﻌﻣﺎل ،ﺑﺎﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﻛﺎﻧت ،وﻻ ﺑﺎي ﺣﺳم ﻛﺎن .ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﻛون رب اﻟﻌﻣل ﻗﺎﺿﯾﺎ أﯾﺿﺎ .و ﯾﺎ ﻟﻪ ﻣن ﻗﺎض ﻣﻣﺗﺎز ﻫذا اﻟذي ﯾﺿﻊ ﻓﻲ ﺟﯾﺑﻪ اﻟﺣﺳوﻣﺎت ﻣن اﺟرة اﻟﻌﺎﻣل!( ،اﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟرﺟوع اﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل وارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة .ﻓﻘط ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﺳﺗطﯾﻊ ان ﺗﺣﻛم ،ﺑﺎﻧﺻﺎف، ﺑﺟﻣﯾﻊ دواﻋﻲ اﺳﺗﯾﺎء ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻣﺎل وﺑﺟﻣﯾﻊ دواﻋﻲ اﺳﺗﯾﺎء اﻟﻌﻣﺎل ﻣن ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل. ﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ان ﯾﺻﺎر اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﺳرﻫﺎ .ﻓﻔﻲ ﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرة ﻋﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرة ﻛﺑﯾرة ،وﻋﻧد ﻛل ﻣﺗﻌﻬد ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ان ﯾدرﺳوا ﻣﻌﺎ ،وﻣﻊ اﻫل اﻟﺛﻘﺔ ،اﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻧﺿﺎل ﻣن اﺟﻠﻬﺎ ،واﯾﺔ ﻣطﺎﻟب ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ )ان ﻣطﺎﻟب اﻟﻌﻣﺎل ﻟن ﺗﻛون ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،وﻋﻧد ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن(. ان اﻟﻠﺟﺎن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻣﺎل روﺳﯾﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣطﺎﻟﺑﻬم ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ دﻗﯾﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ اﺻدار اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر اﻟﻣطﺑوﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻟب ،ﻟﻛﻲ ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ،وارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ،ووﻻة اﻟﺷﺄن .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺎﻓﺢ اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻌﺎ ،ﻛرﺟل واﺣد ،ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣطﺎﻟﺑﻬم ،ﻓﺎن ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﯾﺿطرون ﻟﻠﺗراﺟﻊ وﻟﻠﻘﺑول ﺑﻣطﺎﻟب اﻟﻌﻣﺎل ،ﺑﻬذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺣﺻل ﻋﻣﺎل
اﻟﻣدن ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت .وﻫﺎ ان اﻟﺣرﻓﯾﯾن اﻟﺻﻐﺎر ،وﺷﺗﻰ اﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن اﻟﯾدوﯾﺔ ،واﻟﻌﻣﺎل اﻟزراﻋﯾﯾن ،اﺧذوا ﯾﺗﺣدون اﻵن )ﯾﻧﺗظﻣون( وﯾﻧﺎﺿﻠون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣطﺎﻟﺑﻬم .وﻣﺎ دﻣﻧﺎ ﻻ ﻧﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻧﺎ ﻧﻧﺎﺿل ﻓﻲ اﻟﺳر ،ﻣﺗﺳﺗرﯾن ﻋن اﻟﺑوﻟﯾس اﻟذي ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻧواﻋﻬﺎ .وﻟﻛن ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻧظﻔر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻧﺎ ﺳﻧواﺻل ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ وﻋﻠﻧﺎ ،اﻣﺎم رؤوس اﻻﺷﻬﺎد ،ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺣد اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ وﯾداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺿﺎﻣن ﺿد اﻟظﻠم .وﻛﻠﻣﺎ ازداد ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺻﻔوف ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ،ﺗﻌﺎظﻣت ﻗوﺗﻬم وﺗوﺻﻠوا ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣرﯾرا ﺗﺎﻣﺎ ﻣن ﻛل ظﻠم ،ﻣن ﻛل ﻋﻣل ﻣﺄﺟور ،ﻣن ﻛل ﻋﻣل ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ. *** ﻟﻘد ﻗﻠﻧﺎ ان ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ،ﻻ ﻟﻠﻌﻣﺎل وﺣﺳب ،ﺑل ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن أﯾﺿﺎ .ﻟﻧر اﻵن ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻰ ﯾﺟﻬد ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﺟل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن.
٣٠
.٦أﯾﺔ ﺗﺤﺴﯿﻨﺎت ﯾﺠﮭﺪ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﻮن- اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﻮن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻔﻼﺣﯿﻦ؟ ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﺗﺣرﯾرا ﺗﺎﻣﺎ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء أن ﯾﻌﻣدوا ،ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،إﻟﻰ ﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ ،ﺑﻣن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء .إن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ أن ﯾدﻓﻌوا ﻷﺟراﺋﻬم أﻗل وﯾﺟﺑروﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣدة أطول وﺑﺻورة أﺷق .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺟﻬد ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن واﻷرﯾﺎف ﻟﻛﻲ ﯾﺣﺻل اﻷﺟراء اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻧد اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﻋﻠﻰ أﺟرة أﺣﺳن وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻋﻣﻠﻬم أﻗل ﺿﻧﻰ ،وﻟﻛﻲ ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ اﻟراﺣﺔ .وﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء أن ﯾؤﻟﻔوا ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم ،ﻻ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء – ،وﻗد ﺳﺑق أن ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﺑﻬذا اﻟﺻدد .وﻟن ﻧﻛف ﻋن ﺗردﯾد أﻗواﻟﻧﺎ. وﻟﻛن اﻟﻔﻼﺣﯾن ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،اﻷﻏﻧﯾﺎء ﻣﻧﻬم واﻟﻔﻘراء ،ﻣﺎ ﯾزاﻟون ﻓﻲ روﺳﯾﺎ أﻗﻧﺎﻧﺎ ﻣن ﻧواح ﻋدﯾدة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ :ﻓﻬم ﯾﺷﻛﻠون اﻟﻔﺋﺔ اﻟدﻧﯾﺎ ،اﻟﺳوداء ،اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﺿراﺋب .إﻧﻬم ﻛﻠﻬم ﺧﺎﺿﻌون ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﺑوﻟﯾس وﻟرؤﺳﺎء اﻷﻗﺿﯾﺔ اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،وﻛﻠﻬم ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻘﺎء ﺣق اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷراﺿﻲ ،ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻘﺎء ﺣق اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ،ﻟﻘﺎء ﻣﺳﻘﻰ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،ﻟﻘﺎء ﻣرﻋﻰ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،ﻟﻘﺎء اﻟﻣرج ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻟﻠﺳﯾد اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ .إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾرﯾدون اﻟﺗﺣرر ﻣن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟﺟدﯾد ،ﺟﻣﯾﻌﻬم ﯾرﯾدون اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﻣﯾﻌﻬم ﯾﻛرﻫون اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺟﺑروﻧﻬم ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺳﺧرة ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﺎدة اﻟﻧﺑﻼء ﻟﻘﺎء اﻷرض ،وﻣرﻋﻰ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،وﻣﺳﻘﻰ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،واﻟﻣرج ،ﻟﻘﺎء "اﻷﺿرار" اﻟﺗﻰ ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،واﻟذﯾن
ﯾﺟﺑر وﻧﻬم ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ إرﺳﺎل ﻧﺳﺎﺋﻬم ﯾﺣﺻدون "ﺑدون أي أﺟر" .إن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﯾﻌﺎﻧون ﻣن واﺟﺑﺎت اﻟﻌﻣل ﻫذﻩ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء .ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﯾدﻓﻌون اﻷﻣوال أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻹﻧﻘﺎذ أﻧﻔﺳﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗرﺗب ﻟﻸﺳﯾﺎد اﻟﻣﻼﻛﯾن
اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وﻟﻛن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﯾﺿطﻬدون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻻﺣﯾﺎن اﺿطﻬﺎدا ﺷدﯾدا .وﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء أن ﯾﻧﺎﺿﻠوا ،ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ،ﺿد اﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﺿد ﺟﻣﯾﻊ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﺧرة ،ﺿد ﺟﻣﯾﻊ واﺟﺑﺎت اﻟﻌﻣل .إﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺗﺣرر ﻣن ﻛل اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،ﻣن ﻛل اﻟﺑؤس ،إﻻ ﺣﯾن ﻧﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ )ﺑﻣن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء( .وﻟﻛن ﺛﻣﺔ ﻋﺑودﯾﺔ ﺳﻧﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺑل ﻏﯾرﻫﺎ ،ﻷن اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ ﻻ ﯾﻐﺗﺑط ﺑﻬﺎ أﯾﺿﺎ .ﻣﺎ ﯾزال ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﯾوم ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺎﻛن واﻟﻧواﺣﻲ ﻣﺎ ﯾزال ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻛﺎﻷﻗﻧﺎن ﺗﻣﺎﻣﺎ .وﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟروس وﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﻣن ﺟﻬﺗﯾن :ﻣن ﺟﻬﺔ ،ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑرﺟوازﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل؛ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺿد اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف ،ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻻﻗطﺎﻋﯾن ،ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن.وا ٕ ذا ﻟم ﯾﺷﻛل اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء إﺗﺣﺎدا ﺧﺎﺻﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء ،ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺳﯾﺧدﻋون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ،وﯾوارﺑون ،وﯾﺗﺣوﻟون إﻟﻰ ﻣﻼﻛﯾن ﻋﻘﺎرﯾﯾن ،وﻟن
ﯾﻛﺗﻔوا ﺑﺈﺑﻘﺎء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻌدﻣﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎ وﺣﺳب ،ﺑل ﺳﯾرﻓﺿون أﯾﺿﺎ ﻣﻧﺣﻬم ﺣرﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد.وا ٕ ذا ﻟم ﯾﻌﻣد اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء إﻟﻰ اﻟﻧﺿﺎل ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺿد اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬم ﺳﯾظﻠون ﻣﻛﺗوﻓﻲ اﻷﯾدي ﻣرﺑوطﯾن ﺑﻣﻛﺎن واﺣد ،وﻟن ﯾﺣﺻﻠوا أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺗﺣﺎد ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن. ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء أن ﯾﺳددوا اﻟﺿرﺑﺔ أوﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وأن ﯾﺧﻠﻌوا ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أﻗﺳﻰ اﻟﻌﺑودﯾﺎت وأﺷدﻫﺎ ﺿررا ،واﻟﺗﻲ ﻓرﺿﻬﺎ اﻷﺳﯾﺎد اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون .وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺳﯾﻘف أﻧﺻﺎر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ واﻟﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺑق ﻓﻲ وﺳﻌﻬم اﺣﺗﻣﺎل ازدراء اﻷﺳﯾﺎد وﺗﻌﺎﻟﯾﻬم .وﻟﻛن ﻣﺎ إن ﻧﺣطم ﻗﻠﯾﻼ ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﺣﺗﻰ ﯾﺑرز اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ ،وﯾﻣد ﻣﺧﺎﻟﺑﻪ اﻟﻛﻼﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻛل ﺷﻲ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟب ﺟﺷﻌﺔ ،وﻗد ﻧﻬﺑت ﺣﺗﻰ اﻵن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء.وﻟذا ﺗﻧﺑﻐﻲ اﻟﯾﻘظﺔ وا ٕ ﻗﺎﻣﺔ ﺗﺣﺎﻟف وطﯾد ،راﺳﺦ ﻻ ﯾﺗزﻋزع ،ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .ﻓﺈن ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﺳﯾﺳﺎﻋدون ﻓﻲ ٣١
ﺣﻣل اﻟﻣﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻋﺎداﺗﻪ اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺗﻬدﺋﺔ اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ أﯾﺿﺎ )ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠوا إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻣﻊ أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل(. ﻓﺑدون اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﻟن ﯾﺗﺣرر اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء أﺑدا ﻣن ﻛل اﻟﻌﺑودﯾﺎت وﻛل اﻟﺣرﻣﺎﻧﺎت وﻛل اﻟﺑؤس؛ وﻟﯾس ﺛﻣﺔ أي آﺧر ﺳﯾﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬم اﻻﻋﺗﻣﺎد إﻻ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم .وﻟﻛن ﺛﻣﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﺳﻧﺣﻘﻘﻬﺎ ﻗﺑل ﻏﯾرﻫﺎ ،ﺑل ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓورا ،ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر .ﻓﻔﻲ روﺳﯾﺎ أﻣﺛﻠﺔ ﻛﺛﯾرة ﻋن اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد زاﻟت ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى؛ ﻓﻣن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد ﻟﻠﻣوظف ،ﻣن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد ﻟﻠﺳﯾد ،ﻟﻼﻗطﺎﻋﻲ ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛل اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟروس أن ﯾﺗﺧﻠﺻوا ﺣﺎﻻ. واﻵن ،ﺳﻧدرس اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ أوﻻ ،وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾر ﻛل اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟروس ﻣن أﻗﺳﻰ ﻋﺑودﯾﺔ اﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻣن أﺟل ﻓك اﻟﻘﯾد ﻋن ﯾدي اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ. إن اﻟﻣطﻠب اﻻول ﻟﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻫو اﻟﺗﺎﻟﻲ :اﻟﻌﻣل ﻓورا ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻷراﺿﻲ ،وﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﺎوات وﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﻘل ﻛواﻫل اﻟﻔﻼﺣﯾن "اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠون اﻟﺿراﺋب" .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء وﺣﻛوﻣﺔ ﻧﺑﻼء اﻟﻘﯾﺻر اﻟروﺳﻲ "ﺗﻌﺗق" اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣن اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻛﺎﻧت ﺗﻠزم اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﺷراء أراﺿﯾﻬم ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،ﺑﺷراء اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون ﯾزرﻋوﻧﻬﺎ ﻣﻧذ أﺟﯾﺎل وأﺟﯾﺎل! ﻛﺎن ذﻟك ﺿرﺑﺎ ﻣن اﻟﻧﻬب. ﻛﺎﻧت ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء ﺗﻧﻬب اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗرﺳل اﻟﺟﯾش إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣﺎﻛن ﺑﻘﺻد ﺗطﺑﯾق اﻟﺷرﻋﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ) (٨ﺑﺎﻟﻘوة وﺑﻘﺻد إﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﻘﺑﻠون ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ "اﻟﺑﺎﺋﺳﺔ" .وﻟوﻻ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺟﯾش ،ﻟوﻻ اﻟﺗﻌذﯾﺑﺎت واﻹﻋداﻣﺎت رﻣﯾﺎ ﺑﺎﻟرﺻﺎص ،ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء أﺑدا أن ﺗﻧﻬب اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﻣﺛل اﻟوﻗﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻬﺑﺗﻬم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣن اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ .ﺑﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗذﻛر اﻟﻔﻼﺣون ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻛﯾف ﺧدﻋﺗﻬم
ﻟﺟﺎن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء ،وﻛﯾف ﻧﻬﺑﺗﻬم ،ﻷن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ﻣﺎ ﺗزال ﺗﻌﯾن اﻟﯾوم ﻟﺟﺎن ﻧﺑﻼء أو ﻟﺟﺎن ﻣوظﻔﯾن
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺈﺻدار ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﻣﻧذ ﺑﻌض اﻟﺣﯾن ،أﺻدر اﻟﻘﯾﺻر ﺑﯾﺎﻧﺎ )ﺑﺗﺎرﯾﺦ ٢٦ﻓﺑراﯾر/ﺷﺑﺎط (١٩٠٣ وﻋد ﻓﯾﻪ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﯾن وﺗﺣﺳﯾﻧﻬﺎ .وﻟﻛن ﻣن ذا اﻟذي ﺳﯾﻌﯾد اﻟﻧظر؟ ﻣن ذا اﻟذي ﺳﯾﺣﺳن؟ اﻟﻧﺑﻼء أﯾﺿﺎ ،واﻟﻣوظﻔون أﯾﺿﺎ! وﺳﯾظل اﻟﻔﻼﺣون ﻣﺧدوﻋﯾن طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺗوﺻﻠوا إﻟﻰ ﺗﺄﻟﯾف ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﺗﺣﺳﯾن ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻼﺣﯾن. ﻛﻔﻰ ﻣﺎ ﺣﻛم وﻣﺎ أﻣر وﻣﺎ ﻧﻬﻰ اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ورؤﺳﺎء اﻷﻗﺿﯾﺔ وﺷﺗﻰ أﺻﻧﺎف اﻟﻣوظﻔﯾن! ﻛﻔﻰ اﺳﺗﻌﺑﺎدا ﻟﻠﺑوﻟﯾس اﻟرﯾﻔﻲ ،وﻟﺟﻣﯾﻊ أﺑﻧﺎء اﻟﻧﺑﻼء اﻟﺳﻛﺎرى اﻟﻣدﻣﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﻧوﻧﻬم رؤﺳﺎء اﻷﻗﺿﯾﺔ ،أو رؤﺳﺎء اﻟﺑوﻟﯾس ﻓﻲ اﻷﻗﺿﯾﺔ ،أو ﺣﻛﺎﻣﺎ! ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن أن ﯾطﺎﻟﺑوا ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﺻرﯾف ﺷؤوﻧﻬم ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ،ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟدﯾدة ،ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ وﺳﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾطﺎﻟﺑوا ﺑﻠﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﺣرة وﻣﻧﺗﺧﺑﺔ .وطﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﻫذا ،ﻓﺳﯾظل اﻟﻧﺑﻼء واﻟﻣوظﻔون ﯾﺧدﻋوﻧﻬم وﯾﻧﻬﺑوﻧﻬم .وﻣﺎ ﻣن أﺣد ﺳﯾﻧﻘذ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣن ﺑراﺛن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺻﺎﺻﻲ اﻟدﻣﺎء ،إذا ﻟم ﯾﺣرر اﻟﻔﻼﺣون أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ،إذا ﻟم ﯾﺗﺣدوا ﻷﺧذ ﻣﺻﯾرﻫم ﺑﺄﯾدﯾﻬم ذاﺗﻬﺎ. إن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻻ ﯾطﺎﻟﺑون ﻓﻘط إﻟﻐﺎء ﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻷراﺿﻲ واﻻﺗﺎوات وﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻷﺧرى إﻟﻐﺎء ﺗﺎﻣﺎ وﻓورﯾﺎ ،ﺑل ﯾطﻠﺑون أﯾﺿﺎ أن ﺗﻌﺎد إﻟﻰ اﻟﺷﻌب ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣﻧﻪ .ﻓﻔﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،دﻓﻊ اﻟﻔﻼﺣون ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟروﺑﻼت ﻣﻧذ أن ﺣررﺗﻬم ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء ﻣن اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ .وﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ إﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺳﺗﻌﯾدﻫﺎ اﻟﻔﻼﺣون .ﻓﻠﺗﻔرض اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺎر ﻣﻼﻛﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻧﺑﻼء ،ﻟﺗؤﺧذ اراﺿﻲ اﻻدﯾرة واﻻﻗطﺎﻋﺎت )أي أراﺿﻲ أﺳر اﻟﻘﯾﺻر( ،ﻟﺗﻧﻔق ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧواب
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﻠﯾس ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻛﺎن ﺑﻠﻎ ﻓﯾﻪ اذﻻل اﻟﻔﻼح واﻓﻘﺎرﻩ وﻫﻼك اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺟوﻋﺎ، ٣٢
ﺣدا ﻣرﻋﺑﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ .ﻟﻘد اﻛرﻩ اﻟﻔﻼح ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوت ﺟوﻋﺎ ﻷﻧﻪ ﺳﺑق ﻟﻠﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء أن ﻧﻬﺑﺗﻪ ،ﻷﻧﻪ ﯾﻧﻬب ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،ﺑﺎﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺟزﯾﺗﻪ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟﻼﻗطﺎﻋﯾﯾن اﻟﻘدﻣﺎء اﻟﻣﺗﺑﻘﯾن ،ﺑﺎﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻻرض وﻋﻠﻰ ﺗﺳدﯾد اﻻﺗﺎوات .ﻓﻠﯾﺗﺣﻣل اﻟذﯾن ﯾﻧﻬﺑوﻧﻪ وزر ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠون .ﻟﺗؤﺧذ ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻧﺑﻼء ،اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﺳداء ﻣﻌوﻧﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺟﯾﺎع. ﻓﺎﻟﻔﻼح اﻟﺟﺎﺋﻊ ﻟﯾس ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺣﺳﺎن وﻻ إﻟﻰ اﻟﺻدﻗﺎت اﻟﺑﺎﺋﺳﺔ .ﻟﯾطﺎﻟﺑن ﺑﺎﻋﺎدة اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﻬﺎ طوال ﺳﻧوات وﺳﻧوات ﻟﻠﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟدوﻟﺔ .اذ ذاك ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧواب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﺟدﯾﺔ ﻟﻠﺟﯾﺎع. ﻟﻧﺗﺎﺑﻊ .إن ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﯾطﺎﻟب ﺑﺄن ﯾﺻﺎر ﻓورا إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﺗﻛﺎﻓل) (٩إﻟﻐﺎء ﺗﺎﻣﺎ ،وﻛذﻟك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻰ ﺗﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ ﺗﺻرف اﻟﻔﻼح ﺑﺄرﺿﻪ .إن ﺑﯾﺎن اﻟﻘﯾﺻر ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ٢٦ﻓﺑراﯾر/ﺷﺑﺎط ،١٩٠٣ﯾﻌد ﺑﺎﻟﻐﺎء اﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن .وﻗد ﺻدر ﻣؤﺧرا ﻗﺎﻧون ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺋﻬﻣﺎ .وﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻛﻔﻲ .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓوق ذﻟك أن ﯾﺻﺎر ﻓورا إﻟﻰ إﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ ﺗﺻرف اﻟﻔﻼح ﺑﺎرﺿﻪ .وﺑدون ذﻟك ،ﻟن ﯾﻛون اﻟﻔﻼح ﺣرا ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﺣﺗﻰ إذا اﻟﻐﻲ اﻟﺗﻛﺎﻓل ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﺑﺄرﺿﻪ ﺣرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ :ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ وﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﻣن ﯾﺷﺎء دون أن ﯾطﻠب اﻻذن ﻣن أي ﻛﺎن .وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻪ
ﻣرﺳوم اﻟﻘﯾﺻر :ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺑﻼء واﻟﺗﺟﺎر واﻟﺑرﺟوازﯾﯾن اﻟﺻﻐﺎر ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺗﺻرف ﺑﺎراﺿﯾﻬم ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻔﻼح.
ﻓﺎﻟﻣوﺟﯾك ﻟﯾس ﺳوى طﻔل ﺻﻐﯾر .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓرض اﺷراف رﺋﯾس اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺷرف اﻟﻣرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﻣوﺟﯾك ﻣن ﺑﯾﻊ ارﺿﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﺑدﯾد ﻣﺎﻟﻪ! ﻫﻛذا ﯾﻔﻛر اﻻﻗطﺎﻋﯾون ،وﺛﻣﺔ ﺳذج ﺑﻠﻬﺎء ﯾﺻدﻗوﻧﻬم وﯾﺗﻣﻧون اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻣوﺟﯾك ﻗﺎﺋﻠﯾن أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﺑﯾﻊ ارﺿﻪ .ﺑل إن اﻟﺷﻌﺑﯾﯾن )اﻟذﯾن ﺳﺑق أن ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬم آﻧﻔﺎ( واﻟذﯾن ﯾﺳﻣون أﻧﻔﺳﻬم "اﺷﺗراﻛﯾﯾن-ﺛورﯾﯾن" ﯾواﻓﻘون ﻋﻠﻰ رأي اﻻﻗطﺎﻋﯾﯾن أﯾﺿﺎ؛ وﻫم ﯾرون أﻧﻪ ﻣن اﻷﻓﺿل ﻣﻧﻊ اﻟﻣوﺟﯾك ﻣن ﺑﯾﻊ أرﺿﻪ وﻟو ﺑﻘﻲ ﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ. أﻣﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،ﻓﺈﻧﻬم ﯾﻘوﻟون :ﻫذا رﯾﺎء ﺑرﯾﺎء ،ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗظﺎﻫر ﺑﻣظﺎﻫر اﻻﺳﯾﺎد ،وﻫذﻩ ﻛﻠﻣﺎت ﻣﻌﺳوﻟﺔ ﻓﻘط! ﻓﺣﯾن ﻧﺣﻘق اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ وﺗﺗﻐﻠب اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،ﺗﺻﺑﺢ ﻛل اﻻرض ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وﻟن ﯾﺑﻘﻰ ﻷي اﺣد ﺣق ﺑﯾﻌﻬﺎ. وﻟﻛن ﻣن اﻵن ﺣﺗﻰ ذﻟك اﻟﺣﯾن؟ اﻟﻧﺑﯾل واﻟﺗﺎﺟر ﯾﺳﺗطﯾﻌﺎن ﺑﯾﻊ اﻻرض وﻟﻛن اﻟﻔﻼح ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑﯾﻌﻬﺎ؟! اﻟﻧﺑﯾل واﻟﺗﺎﺟر ﺣران ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾظل اﻟﻔﻼح ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻف ﻗن ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟! وﺳﯾظل اﻟﻔﻼح ﯾﺳﺗﻌطﻲ اﻻذن ﻣن وﻻة اﻟﺷﺄن ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟! ﻟﯾس ذﻟك ﺳوى ﻛذب ،وا ٕ ن ﻛﺎن ﻣﻘﻧﻌﺎ ﺑﻛﻠﻣﺎت ﻣﻌﺳوﻟﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻊ ذﻟك ﻛذﺑﺎ. وطﺎﻟﻣﺎ ﯾﺳﻣﺣون ﻟﻠﻧﺑﯾل وﻟﻠﺗﺎﺟر ﺑﺑﯾﻊ اﻻرض ،ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أﯾﺿﺎ أن ﯾﻛون ﻟﻠﻔﻼح اﻟﺣق اﻟﺗﺎم ﺑﺑﯾﻊ ارﺿﻪ واﻟﺗﺻرف ﺑﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻟﻧﺑﯾل واﻟﺗﺎﺟر. وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻐﻠب اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑﺄﺳرﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺗﻧﺗزع أرض ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻼﻛﯾن وﺗﻧظم اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﻼك اﻟﻛﺑﯾرة ،ﻟﻛﻲ ﯾزرع اﻟﻌﻣﺎل اﻻرض ﺑﺻورة ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،وﯾﻌﯾﻧوا ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻻدارﯾﯾن ﻣن ﺑﯾن اﻟذﯾن ﯾﺛﻘون ﺑﻬم ،وﯾﺳﺗﺧدﻣوا ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻵﻻت ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻌﻣل ،وﻻ ﯾﺷﺗﻐل ﻛل ﻣﻧﻬم ﺑدورﻩ أﻛﺛر ﻣن ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت )ﺑل رﺑﻣﺎ ﯾﺷﺗﻐل ﺳت ﺳﺎﻋﺎت( ﻓﻲ اﻟﯾوم .اﻣﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﯾرﯾد اﻻﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل ارﺿﻪ ﺣﺳب اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑﺻورة ﻣﻧﻔردة ،ﻓﺈﻧﻪ، ﻫو أﯾﺿﺎ ،ﺳﯾﻛف ﻋن اﺳﺗﺛﻣﺎر أرﺿﻪ ﻣن أﺟل اﻟﺳوق وﻣن اﺟل ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻻول ﻗﺎدم ،وﺳﯾﻌﻣل ﻣن اﺟل ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻌﻣﺎل؛ ﻓﺈن اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر ﺳﯾﻘدم ﻟﺟﻣﻌﯾﻼت اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺧﺑز واﻟﻠﺣم واﻟﺧﺿﺎر ،وﺳﯾﻌطﯾﻪ اﻟﻌﻣﺎل دون ﻣﺎل اﻵﻻت واﻟﻣواﺷﻲ واﻻﺳﻣدة واﻷﻟﺑﺳﺔ، وﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﯾﻪ .ﺣﯾﻧذاك ﺳﯾزول اﻟﻧﺿﺎل ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺎل ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻣﺎﻟك اﻟﺻﻐﯾر .وﺳﯾزول اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺄﺟور ،ﻟﺣﺳﺎب اﻵﺧرﯾن ،وﺳﯾﻌﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﻷﻧﻔﺳﻬم ،وﺳﺗﻔﯾد اﻵﻻت وﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻌﻣﺎل أﻧﻔﺳﻬم ،وﺗﺳﻬل ﻋﻣﻠﻬم وﺗﺣﺳن ﺣﯾﺎﺗﻬم.
٣٣
وﻟﻛن ﻛل اﻣرئ ﺳﻠﯾم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾدرك أن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ دﻓﻌﺔ واﺣدة :ﻓﻠﻬذا اﻟﻐرض ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺧوض ﻧﺿﺎل ﻋﻧﯾد ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﺿد اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻣن أي طراز وﻧوع ﻛﺎﻧت؛ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺷد ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻌﻬم ،ﻓﻲ اﺗﺣﺎد ﻣﺗﯾن ﻻ ﯾﺗزﻋزع .وﺗﻠك ﻣﻬﻣﺔ ﻛﺑﯾرة ،وﺟدﯾرة ﺑﺎن ﯾﻛرس ﻟﻬﺎ اﻟﻣرء ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻪ .وﻟﻛن ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﻧﺣﻘق اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻛﺑﯾر ﺳﯾﻧﺎﺿل اﺑدا ﺿد اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺻﻐﯾر ،ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺎل :ﻓﻬل ﯾﻛون اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻛﺑﯾر ﺣرا ﺣﻘﺎ ﺑﺑﯾﻊ اﻻرض ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﺻﻐﯾر ﻟﯾس ﺑﺣر؟ إﻧﻧﺎ ﻧﻛرر أن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟﯾﺳوا أطﻔﺎﻻ ﺻﻐﺎر ،وﻟن ﯾﺳﻣﺣوا ﻷﺣد أن ﯾﺗﺄﻣر ﻋﻠﯾﻬم؛ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻧﺎل اﻟﻔﻼﺣون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق دون أي ﻗﯾد ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺑﻼء واﻟﺗﺟﺎر. وﯾﻘوﻟون أﯾﺿﺎ :إن اﻟﻔﻼح ﻻ ﯾﻣﻠك ارﺿﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ ،اﻧﻣﺎ ارﺿﻪ ﺗﺧص اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ .وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺳﻣﺎح ﻷﺣد ﺑﺑﯾﻊ اﻻرض اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ .وﻫذا ﻗول ﻛذب أﯾﺿﺎ .ﻓﻬل أن اﻟﻧﺑﻼء واﻟﺗﺟﺎر ﻟﯾس ﻟﻬم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت؟ اﻻ ﯾﺷﻛﻠون ﺷرﻛﺎت ،أﻻ ﯾﺷﺗرون ﻣﻌﺎ اﻷراﺿﻲ واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﻛل ﻣﺎ ﺗرﯾدون؟ ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﻠﻔﻘون أي ﻗﯾد ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻧﺑﻼء ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗدﺧل اﻟﺣﺛﺎﻟﺔ اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ ﺑﺷؤون اﻟﻣوﺟﯾك وﺗﺗﺧﯾل ﺷﺗﻰ اﻟﻘﯾود واﻟﻣواﻧﻊ؟ إن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟم ﯾروا ﻗط أي ﻣوﻗف طﯾب ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣوظﻔﯾن ،وﻟم ﯾﻌرﻓوا ﻣﻧﻬم ﺳوى اﻟﺿرب واﻟﻧﻬب
واﻟﺳﻠب واﻻﻫﺎﻧﺔ ،وﻟن ﯾرى اﻟﻔﻼﺣون ﺧﯾرا طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺄﺧذوا ﺷؤوﻧﻬم ﺑﺄﯾدﯾﻬم ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾظﻔروا ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق وﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ .ﻓﺎذا ﺷﺎء اﻟﻔﻼﺣون أن ﺗﻛون اﻻرض ﻟﻠﻣﺷﺎﻋﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻔﻛرن اﺣد ﺑﻣﻧﻌﻬم ﻋن ذﻟك ،ﻓﺎﻧﻬم ﺳﯾؤﻟﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻫم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣﻊ ﻣن ﯾﺷﺎؤون وﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎؤون وﯾﺻوﻏون ﻋﻘدا ﻟﺟﻣﻌﯾﺗﻬم ﻛﻣﺎ ﯾطﯾب ﻟﻬم ،وﺑﻛل ﺣرﯾﺔ .ﻓﻼ ﯾﺣﺎوﻟن اﻟﻣوظف ﺣﺷر اﻧﻔﻪ ﻓﻲ ﺷؤون ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن .وﻻ ﯾﻔﻛرن اﺣد ﺑﻣﺧﺎﺗﻠﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻻ ﺑﺗﻠﻔﯾق اﻟﻘﯾود واﻟﻣواﻧﻊ ﻟﻬم. *** واﺧﯾرا ،ﯾرﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﻫﺎم آﺧر ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن :اﻧﻬم ﯾرﯾدون اﻟﺣد ﻓورا ،ﺣﺎﻻ ،ﻣن ﺣﺎﻟﺔ
اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد ﻟﻠﺳﯾد ،ﻣن ﻋﺑودﯾﺔ اﻟﻣوﺟﯾك اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ .ﻻ رﯾب ﻓﻲ اﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،طﺎﻟﻣﺎ اﻟﺑؤس ﯾﻌم
اﻟﻌﺎﻟم ،وﻻ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺑؤس طﺎﻟﻣﺎ اﻻرض واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ اﯾدي اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،طﺎﻟﻣﺎ اﻟﻣﺎل ﻫو اﻟﻘوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺑن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﻲ .ﺑﯾد اﻧﻪ ﻣﺎ ﺗزال ﻓﻲ اﻟﻘرى اﻟروﺳﯾﺔ ﻋﺑودﯾﺔ ﻗﺎﺳﯾﺔ ﺟدا ،ﻏﯾر ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻻﺧرى ،رﻏم أن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻟم ﺗﺑن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد. ﻓﺎﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻣﺎ ﺗزال ﻋظﯾﻣﺔ اﻟﺷﺄن ﻓﻲ روﺳﯾﺎ .وﻫﻲ ﺗﻔﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،وﺗﻧﯾﺦ ﺑﻛﻠﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،ﺑﯾد اﻧﻪ ﯾﻣﻛن وﯾﺟب اﻟﻐﺎؤﻫﺎ ﻓورا ،ﺣﺎﻻ ،وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ. ﻟﻧوﺿﺢ ﻣﺎ ﺳﻣﯾﻧﺎﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ. ان ﻛل ﻣن ﯾﺳﻛن اﻟرﯾف ﯾﻌرف ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت .ﻓﺎرض اﻟﺳﯾد ﺗﻘﻊ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ارض اﻟﻔﻼح .وﻋﻧد ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻼﺣﯾن ،اﻧﺗزﻋوا ﻣﻧﻬم اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟون اﻟﯾﻬﺎ ،واﻟﻣراﻋﻲ ،واﻟﻐﺎﺑﺎت ،واﻟﻣﺳﺎﻗﻲ. وﻻ ﯾﻌرف اﻟﻔﻼﺣون اﯾن ﯾﻣﺿون وﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠون دون ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ اﻧﺗزﻋوﻫﺎ ﻣﻧﻬم ،دون اﻟﻣراﻋﻲ ،دون اﻟﻣﺳﺎﻗﻲ .وﻟذا ﯾﺿطرون ﻷن ﯾطﻠﺑوا ﻣن اﻟﻣﻼك أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﻣرور اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻘﻰ ،أن ﯾﻌطﯾﻬم ﻣرﻋﻰ ﻟﻠﻣﺎﺷﯾﺔ ،اﻟﺦ ..واﻟﺣﺎل أن اﻟﻣﻼك ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻣر اﻣﻼﻛﻪ ،وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ أي ﻣﺎل ،وﻫو ﻻ ﯾﻌﯾش اﻻ ﻣن اﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟﻔﻼﺣﯾن .وﻫؤﻻء ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻣﻼﻛﻪ ﻟﻘﺎء
٣٤
اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ اﻧﺗزﻋوﻫﺎ ﻣﻧﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،وﯾﺣرﺛون ارﺿﻪ ﺑﺎﺣﺻﻧﺗﻬم ،وﯾﺣﺻدون ﺣﺑوﺑﻪ ،وﯾﺣﺻدون ﻫﺷﯾم ﻣروﺟﻪ ،وﯾدرﺳون ﺣﺑوﺑﻪ ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﻣﺎﻛن ﯾﺣﻣﻠون ﺳﻣﺎدﻫم إﻟﻰ ارض اﻟﺳﯾد ،وﯾﻘدﻣون ﻟﻪ اﻻﻗﻣﺷﺔ واﻟﺑﯾض واﻟدﺟﺎج. ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ! ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻟﻣﺎﻟك اﻻﻗطﺎع ﺣﯾث ﯾﻌﯾﺷون ،وﻫم اﻵن ﯾﺷﺗﻐﻠون أﯾﺿﺎ ،ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻻﺣﯾﺎن ،ﻣﺟﺎﻧﺎ ،ﻟﻠﺳﯾد ،ﻟﻘﺎء اﻻرض ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﻧﺗزﻋﺗﻬﺎ ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟدن ﺗﺣرﯾرﻫم .وﻣﺎ ﺗزال اﻋﻣﺎل اﻟﺳﺧرة ذاﺗﻬﺎ .ﻫﻛذا ﯾﺳﻣﻲ ﻓﻼﺣو ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوﻣون ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﯾد .وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﻪ اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ .ﻓﻌﻧد ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻼﺣﯾن ،دﺑرت ﻟﺟﺎن اﻻﺳﯾﺎد اﻻﻗطﺎﻋﯾﯾن أو ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء اﻻﻣور ﺑﺻورة ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻌﻬﺎ اﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻗﺗطﻌوا ﻗﺻدا ﻣن اراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،وﺷﻘوا اراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﺎراﺿﻲ اﻻﺳﯾﺎد ﻛﺎﻻﺳﻔﯾن ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻔﻼح ﻣﻛﺎن ﯾﺿﻊ ﻓﯾﻪ دﺟﺎﺟﺔ ،وﻧﻘﻠوا اﻟﻔﻼﺣﯾن إﻟﻰ اراض ﻗﺎﺣﻠﺔ ،وﻗطﻌوا ﺑﺎرض اﻻﺳﯾﺎد اﻟطرﯾق إﻟﻰ ﻣﺳﻘﻰ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ :أي ،اﻧﻬم دﺑروا اﻻﻣور ﺑﺻورة ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ﻓﻲ اﻟﻔﺦ ،واﺳرى ،دون اﯾﺔ ﺻﻌوﺑﺔ .وﻛم ﻣن اﻟﻘرى – وﻋددﻫﺎ ﻻ ﺣد ﻟﻪ – ﻣﺎ ﯾزال ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون اﺳرى اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻣﺟﺎورﯾن ،اﺳرى ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘرى ،ﻧرى اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ واﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ﻣﻛﺑﻠﻲ
اﻻﯾدي واﻻﻗدام ،وﺗﺣت رﺣﻣﺔ اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري .وﺣﯾﺎة اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر اﺻﻌب ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ .ﻓﺎﻟﻔﻼح اﻟﻐﻧﻲ ﯾﻣﻠك اﺣﯾﺎﻧﺎ ارﺿﻪ اﻟﺧﺎﺻﻪ ﻓﯾرﺳل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺄﺟور ﯾﻘوم ﻋﻧﻪ ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺳﺧرة .اﻣﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪ أي ﻣﺧرج ،ﻓﯾﻔﻌل اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻪ ﻣﺎ ﯾرﯾد .واﻟﻔﻼح اﻟﻔﻘﯾر ،اﻟذى ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد ،ﻻ ﯾﺟد ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻼﺳﺗراﺣﺔ ،واﻟﺟﻬد اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺳﯾدﻩ ﯾﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﻌﻣل ﺧﺎرج ﻗرﯾﺗﻪ وﻧﺎﺣﯾﺗﻪ ،وﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻻﻧﺿﻣﺎم ﺑﺣرﯾﺔ إﻟﻰ اﺗﺣﺎد واﺣد ،إﻟﻰ ﺣزب واﺣد ،ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء وﻋﻣﺎل اﻟﻣدن. وﻟﻛن ،أﻟﯾس ﺛﻣﺔ ﻻﻟﻐﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ ﻓورا ،ودﻓﻌﻪ واﺣدة؟ إن ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﯾﻘدم ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن وﺳﯾﻠﺗﯾن ﻣن اﺟل ﺑﻠوغ ﻫذا اﻟﻬدف .ﻏﯾر اﻧﻧﺎ ﻧﻘول ﻣرة اﺧرى أن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣرر اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺑودﯾﺎت، ﻷن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺳﯾﺿطﻬدون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﺑطرﯾﻘﺔ أو ﺑﺎﺧرى طﺎﻟﻣﺎ ﻫم اﻗوﯾﺎء .وﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل إﻟﻐﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ودﻓﻌﺔ واﺣدة ،ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺣد ﻛﺛﯾرا ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻗﺳﻰ واﺷﻧﻊ ﻋﺑودﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﯾﺦ ﺑﻛﻠﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن ﺳواء ﺑﺳواء ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء أﯾﺿﺎ ،ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل ﻓورا إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن وطﺄة ﻫذﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن. وﻟﻬذا اﻟﻐرض ،ﺗوﺟد وﺳﯾﻠﺗﺎن. اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻻوﻟﻰ ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر اﺟراء اﻻرﯾﺎف واﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء وﻛذﻟك اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء واﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ،اﻋﺿﺎءﻫﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن ﯾﺛﻘون ﺑﻬم. اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﺑﺣرﯾﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﺑﺣق ﺑﺣث واﻗرار ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻰ ﺗؤول إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﺳﺧرة ،واﻟﻰ ﻣﺣو ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗﻣﺗﻊ أﯾﺿﺎ ﺑﺣق اﻧﺗزاع اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن. ﻟﻧدرس ﻫﺎﺗﯾن اﻟوﺳﯾﻠﺗﯾن ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل .إن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺎرة اﻋﺿﺎؤﻫﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻫل اﻟﺛﻘﺔ ،ﺳﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺷﻛﺎوى اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺿد اﻟﻌﺑودﯾﺔ .وﺳﯾﻛون ﻣن ﺣق ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﺧﻔﯾض ﺑدﻻت اﯾﺟﺎر اﻻراﺿﻲ ،إذا اﺳﺗﻐل اﻟﻣﻼﻛو اﻟﻌﻘﺎرﯾون ﺑؤس اﻟﻔﻼﺣﯾن وﺣددوا ﺑدﻻ ﺑﺎﻫظﺎ .وﺳﯾﻛون ﻣن ﺣق ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺟﺎﺋرة .ﻣﺛﻼ ،إذا اﺳﺗﺄﺟر اﻟﻣﻼك ٣٥
اﻟﻔﻼح ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء ﻟﻛﻲ ﯾﻘوم ﻟﻪ ﺑﺎﺷﻐﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺻﯾف ﺑﻧﺻف اﻻﺟر اﻟﻌﺎدي ،ﻓﺎن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺑﺣث اﻟﻘﺿﯾﺔ وﺗﺣدد اﺟرا ﻋﺎدﻻ .وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗﺄﻟف ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻻ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﺑل ﻣن اﻫل اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرﯾن ﺑﺣرﯾﺔ ،وﯾﻧﺑﻐﻲ اطﻼﻗﺎ أن ﯾﻛون ﻟﻸﺟراء اﻟرﯾﻔﯾﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﻋدد ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء واﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .وﺳﺗﺑﺣث ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم أﯾﺿﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل وارﺑﺎب اﻟﻌﻣل .وﻫﻛذا ﺳﺗﺧف اﻟﻣﺻﺎﻋب اﻣﺎم اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻟﻌرض ﺣﻘوﻗﻬم واﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬﺎ اﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ،وﺳﺗﺧف اﻟﻣﺻﺎﻋب اﻣﺎﻣﻬم ﻟﻼﺗﺣﺎد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣن ﻫم اﻟذﯾن ﯾداﻓﻌون ﻋن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء وﻋن اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻣﺎﻧﺔ واﺧﻼص ،ﻟﻣﻌرﻓﺗﻬم ﺑدﻗﺔ .واﻟﯾﻛم أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ اﺧرى ،اﻫم ،ﻫﻲ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﺑﺣرﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻫل اﻟﺛﻘﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون اﻻﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻣﺗوﺳطﯾن واﻷﻏﻧﯾﺎء ﻓﻲ ﻛل ﻗﺿﺎء ﻣن اﻻﻗﺿﯾﺔ )او ﻋدة ﻟﺟﺎن ﻓﻲ ﻛل ﻗﺿﺎء ،إذا ارﺗﺄى اﻟﻔﻼﺣون ذﻟك ﺿرورﯾﺎ ،ﺑل ﻗد ﯾﺷﻛﻠون ﻟﺟﺎﻧﺎ ﻓﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧﺎﺣﯾﺔ وﻛل ﻗرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة( .وﻣﺎ ﻣن اﺣد ﯾﻌرف ﺧﯾرا ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن أي ﻋﺑودﯾﺔ ﺗﻧﯾﺦ ﺑﺛﻘﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛواﻫﻠﻬم. وﻣﺎ ﻣن اﺣد ﺳﯾﻌرف ﺧﯾرا ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﯾف ﯾﻔﺿﺢ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﺣﺗﻰ اﻵن ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ.
إن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﺳﺗﻘرر اﯾﺔ ﻫﻲ اﻷراﺿﻲ أو اﻟﻣروج أو اﻟﻣراﻋﻰ ،اﻟﺦ .اﻟﺗﻲ اﻧﺗزﻋت ﺟورا وظﻠﻣﺎ ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ،وﺳﺗﻘرر إذا ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻧﺗزاع ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻣﺟﺎﻧﺎ أو دﻓﻊ ﺗﻌوﯾض ﻟﻠذﯾن اﺷﺗروﻫﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اﻟﻧﺑﻼء .وﺳﺗﺣرر ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن اﻻﺷراك اﻟﺗﻰ اوﻗﻌﻬم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻟﺟﺎن اﻻﺳﯾﺎد ،ﻣن ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء .وﺳﺗﺣرر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣن ﺗدﺧل اﻟﻣوظﻔﯾن؛ وﺳﺗﺑﯾن أن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾرﯾدون وﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗﺻرﯾف ﺷؤوﻧﻬم ﺑﺎﻧﻔﺳﻬم .وﺳﺗﺳﺎﻋد اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺣول ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم وﻓﻲ ﺣﺳن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧﺎس اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺣﺎﻟﻔﻬم ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .إن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﺧطوة اوﻟﻰ إﻟﻰ اﻻﻣﺎم ﻟﻛﻲ ﯾﻬب اﻟﻔﻼﺣون وﻗوف ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻧﺄى اﻟﻘرى وﯾﺄﺧذوا ﻣﺻﯾرﻫم ﺑﺄﯾدﯾﻬم.
وﻟﻬذا ﯾﺣذر اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻗﺎﺋﻠﯾن ﻟﻬم: ﻻ ﺗﺛﻘوا ﺑﺎﯾﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﻣن ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء وﻻ ﺑﺎﯾﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﻣن ﻟﺟﺎن اﻟﻣوظﻔﯾن. طﺎﻟﺑوا ﺑﺟﻣﻌﯾﺔ ﻧواب ﺷﻌﺑﯾﺔ. طﺎﻟﺑوا ﺑﺎﻧﺷﺎء اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ. طﺎﻟﺑوا ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻟطﺑﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻧواع اﻟﻛﺗب واﻟﺻﺣف. وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻣن ﺣق اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﻣن ﺣق ﻛل ﻓرد ﻣن اﻻﻓراد ،ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻵراء واﻟرﻏﺑﺎت ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧواب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ، وﻓﻲ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،دون ﺧﺷﯾﺔ ﻣن اﺣد ،ﻋﻧد ذاك ﺳﯾﻌرف ﻓﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر ﺟدا ﻣن ذا اﻟذي ﯾﻘف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻣن ذا اﻟذي ﯾﻘف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ .اﻣﺎ اﻵن ﻓﺎن اﻻﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻻ ﺗﻔﻛر اﺑدا ﻓﻲ ﻫذا اﻻﻣر .وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺧﻔون رأﯾﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ؛ وﻫﻧﺎك ﻣن ﻻ ﯾﻌرﻓون اﻧﻔﺳﻬم ﺣﺗﻰ اﻵن؛ وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺧدﻋون ﻗﺻدا وﻋﻣدا .وﻟﻛن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺳﯾﻔﻛرون ﺣﯾﻧذاك ﻓﻲ ﻫذا اﻻﻣر ،وﻟن ﺗﺑﻘﻰ ﺛﻣﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﻲ ،ﻓﻛل ﺷﯾﺊ ﺳﯾﺗﺿﺢ ﺣﺎﻻ .ﻟﻘد ﺳﺑق أن ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺳﺗﺟﺗذب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ .وﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣﻘق إﻟﻐﺎء اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ واﻻﻛﺗﻣﺎل ،وﻛﻠﻣﺎ ﺗﻌﺎظﻣت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾظﻔر ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ،اﺗﺣد اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ ،واﺳرع اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺑﺎﻻﺗﺣﺎد ﻣﻊ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ .ﻟﻧدﻋﻬم اذن ﯾﺗﺣدون :ﻓﺎﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺧﺎف ﻫذا اﻻﺗﺣﺎد ،ﻣﻊ اﻧﻧﺎ ﻧﻌﻠم ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻠم أن ﻫذا اﻻﺗﺣﺎد ﺳﯾزﯾد ﻣن ﻗوة اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء .ﻻﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﺣد
ﺑدورﻧﺎ وﺳﯾﻛون ﺗﺣﺎﻟﻔﻧﺎ – ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن – اﻛﺛر ﻋددا ﺑﻣﺎ ﻻ ﺣد ﻟﻪ ،اﻧﻪ ﺳﯾﺿم ﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﺿد ﺗﺣﺎﻟف ﻣﺋﺎت اﻵﻻف.
٣٦
وﻧﺣن ﻧﻌﻠم أﯾﺿﺎ أن اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺳﺗﺳﻌﻰ ﺟﻬدﻫﺎ )وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﻬدﻫﺎ ﻣﻧذ اﻵن!( ﻟﻛﻲ ﺗﺟﺗذب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻣﺗوﺳطﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ﺑل اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﺻﻐﺎر أﯾﺿﺎ؛ اﻧﻬﺎ ﺳﺗﺣﺎول أن ﺗﺧدﻋﻬم ،وﺗﻐرﻫم ،وﺗﻔرق ﺷﻣﻠﻬم ،وﺗﻌد ﻛﻼ ﻣﻧﻬم ﺑﺗرﻗﯾﺗﺔ إﻟﻰ اﻷﻏﻧﯾﺎء .ﻟﻘد رأﯾﻧﺎ آﻧﻔﺎ إﻟﻰ اﯾﺔ وﺳﺎﺋل واﯾﺔ اﻛﺎذﯾب ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻻﺟﺗذاب اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط .ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ اذن أن ﻧﻔﺗﺢ ﻋﯾون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﺳﻠﻔﺎ وان ﻧوطد ﺳﻠﻔﺎ ﺗﺣﺎﻟﻔﻬم اﻟﺧﺎص ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑر ﻣﺗﻬﺎ. ﻟﯾﺗطﻠﻊ ﻛل ﺳﺎﻛن ﻣن ﺳﻛﺎن اﻻرﯾﺎف ﻓﯾﻣﺎ ﺣوﻟﻪ ﺑﺎﻧﺗﺑﺎﻩ .ﻓﻣﺎ اﻛﺛر ﻣﺎ ﯾرﻓﻊ اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء اﻟﺻوت ﺿد اﻻﺳﯾﺎد ،ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن! وﻟﻛم ﯾﺗذﻣرون ﻣن اﻟظﻠم اﻟﻧﺎزل ﺑﺎﻟﺷﻌب وﻣن ﺑﻘﺎء اراﺿﻲ اﻻﺳﯾﺎد ﺑورا ﺑﻼ ﺟدوى! وﻟﻛم ﯾﺣﺑون اﻟوﺷوﺷﺔ )ﻓردا ﻟﻔرد( ﺑﺎﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻧﻘل ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ إﻟﻰ ﺣوزة اﻟﻣوﺟﯾك! وﻟﻛن ﻫل ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺻدﯾق ﻣﺎ ﯾﻘوﻟﻪ اﻷﻏﻧﯾﺎء؟ ﻛﻼ .ﻓﻬم ﻻ ﯾرﯾدون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻرض ﻣن اﺟل اﻟﺷﻌب ،ﺑل ﻣن اﺟل اﻧﻔﺳﻬم. ﻓﻬم ﻣﻧذ اﻵن ﻗد اﺷﺗروا واﺳﺗﺄﺟروا ﻣﺳﺎﺣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻرض ،وﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻛﻔﯾﻬم .وﻟذا ﻟن ﯾﺳﯾر اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء طوﯾﻼ ﻣﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .وﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ أن ﻧﺧطو ﻣﻌﻬم ﺳوى ﺧطوة اوﻟﻰ وﻣن ﺛم ﻻﺑد ﻟﻧﺎ أن ﯾﺳﯾر ﻛل ﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣدة. وﻟﻬذا ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻔﺻل ﺑوﺿوح ﻫذﻩ اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ ﻋن اﻟﺧطوات اﻻﺧرى وﻋن ﺧطوﺗﻧﺎ اﻻﺧﯾرة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ .إن اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ اﻟواﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻻرﯾﺎف ،ﻫﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻼح ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﻣﻧﺣﻪ اﻟﺣﻘوق اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،واﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﻣن اﺟل اﺳﺗﻌﺎدة اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ .اﻣﺎ ﺧطوﺗﻧﺎ اﻻﺧﯾرة ،ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرﯾف ،ﻓﻬﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺳﻧﻧﺗزع ﺟﻣﯾﻊ اﻷراﺿﻲ وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟﺑرﺟوازﯾﺔ وﺳﻧﺑﻧﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﻲ .وﺑﯾن اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ واﻟﺧطوة اﻻﺧﯾرة ،ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻧﺎﺿل طوﯾﻼ ،ﻓﻣن ﯾﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ واﻟﺧطوة اﻻﺧﯾرة ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﻲء إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل؛ وﻛﺄﻧﻪ ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد ،ﯾذر اﻟرﻣﺎد ﻓﻲ ﻋﯾون اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء. اﻣﺎ اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ ،ﻓﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﺳﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،و ﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﺑﻌض اﻟﻛوﻻك ﻟن ﯾﻘدﻣوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أو أن ﻓﻼﺣﺎ ﻣن اﺻل ﻣﺋﺔ ﻟن ﯾﺗذﻣر ﻣن اﯾﺔ ﻋﺑودﯾﺔ .وﻟﻛن ﻛل اﻟﺟﻣﻬور ﺳﯾﻧﺎﺿل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان ﻣن اﺟل ﺷﻲء واﺣد :ﻷن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﺎن اﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟﺳﯾد ﯾﻛﺑل اﯾدي اﻟﺟﻣﯾﻊ واﻗداﻣﻬم .اﻣﺎ اﻟﺧطوة اﻻﺧﯾرة، ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟن ﯾﻘوﻣوا ﺑﻬﺎ اﺑدا ﻣﻌﺎ :ﺑل إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﺳﯾﻬﺑون ﺿد اﻻﺟراء اﻟزراﻋﯾﯾن .ﺣﯾﻧذاك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ
ﺗﺣﺎﻟف ﻣﺗﯾن ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن – اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدن .ﻓﺎن ﻣن ﯾﻘول ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻧﻬم ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﻘﯾﺎم دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑﺎﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ واﻟﺧطوة اﻻﺧﯾرة ﻓﻬﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﯾﺧدﻋﻬم وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﯾﻧﺳﻰ اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻧﻔﺳﻬم، اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء واﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء. ﻟﻬذا ﻻ ﯾﻌد اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟﻔﻼح ﻣن اﻟدﻓﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻣن واﻟﺳﻠوى وﺑﺄﻧﻬر ﻣن اﻟﻌﺳل واﻟﻠﺑن .ﻟﻬذا ﯾطﻠﺑون ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺿﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻧﺿﺎﻟﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾر ،اﻟواﺳﻊ ،اﻟﺷﺎﻣل ،ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ .ﻟﻬذا ﯾﺷﯾر اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون إﻟﻰ اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ اﻟواﺟب ﺧطوﻫﺎ ،وﻫﻲ ﺧطوة ﺻﻐﯾرة وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺧطوة اﻛﯾدة.
٣٧
ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن ﻣطﻠﺑﻧﺎ ﺑﺎﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ واﺳﺗﻌﺎدة اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ اﻧﻣﺎ ﻫو ﺿرب ﻣن ﺳﯾﺎج ،ﻧوع ﻣن ﺳد .ﻓﻛﺄﻧﻧﺎ ﻧﻘول :ﻗﻔوا ،ﻻ ﺗﻣﺿوا أﺑﻌد ﻣن ذﻟك .إن ﻫؤﻻء اﻟﻘوم ﻗد اﺳﺎؤوا اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون. ان ﻣطﻠب اﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ واﺳﺗﻌﺎدة اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻟﯾس ﺳدا .اﻧﻪ ﺑﺎب .وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺧروج ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب اوﻻ ﻣن اﺟل اﻟﻣﺿﻲ إﻟﻰ أﺑﻌد ،ﻣن اﺟل اﺗﺑﺎع اﻟطرﯾق اﻟرﺣﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ،إﻟﻰ أن ﯾﺗﺣرر ﻛل اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺷﻐﯾل ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﺗﺣررا ﺗﺎﻣﺎ .وطﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﯾﺧرج اﻟﻔﻼﺣون ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب .ﻓﺎﻧﻬم ﺳﯾﺑﻘون ﻏﺎرﻗﯾن ﻓﻲ ﻟﺟﺔ اﻟﺟﻬل، ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻌﺑودﯾﺔ ،ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن ﻛﺎﻣل اﻟﺣﻘوق ،ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺑل اﻧﻬم ﺳﯾظﻠون ﻋﺎﺟزﯾن ﻋن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﺻدﻗﺎء اﻟﻌﺎﻣل واﻋداﺋﻪ .وﻟذا ﯾﺷﯾر اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺑﺎب وﯾﻘوﻟون اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اوﻻ دﻓﻊ ﻫذا اﻟﺑﺎب ﻣﻌﺎ ،ﺑﺟﻬد ﻣﺷﺗرك، ﺑﺟﻬد اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ ،وﺗﺣطﯾﻣﻪ ﺗﺣطﯾﻣﺎ ﺗﺎﻣﺎ .اذ ﺛﻣﺔ اﻧﺎس ﯾﻘوﻟون ﻋن اﻧﻔﺳﻬم اﻧﻬم ﺷﻌﺑﯾون واﺷﺗراﻛﯾون – ﺛورﯾون ،وﯾرﯾدون ،ﻫم أﯾﺿﺎ ،اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻣوﺟﯾك؛ اﻧﻬم ﯾﺻرﺧون ،وﯾﺿﺟون ،وﯾﻠوﺣون ﺑﺎﻻﯾدي ،وﯾرﯾدون اﺳداء اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،وﻟﻛﻧﻬم ﻻ ﯾرون ﻫذا اﻟﺑﺎب! وﻫؤﻻء اﻟﻘوم ﻋﻣﯾﺎن إﻟﻰ ﺣد اﻧﻬم ﯾﻘوﻟون ﺑﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺑدا ﻣﻧﺢ اﻟﻣوﺟﯾك ﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎرﺿﻪ ﺑﺣرﯾﺔ! اﻧﻬم ﯾرﯾدون اﻟﺧﯾر
ﻟﻠﻣوﺟﯾك ،وﻟﻛﻧﻬم ﯾﻔﻛرون اﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﺛل اﻻﻗطﺎﻋﯾﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎ! إن ﻣﺳﺎﻋدة ﻣﺛل ﻫؤﻻء اﻻﺻدﻗﺎء ﻟن ﺗﻛون ﻛﺑﯾرة اﻟﻔﺎﺋدة .ﻓﻣﺎذا ﯾﺟدي ﻧﻔﻌﺎ أن ﺗرﯾد اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻣوﺟﯾك ،إذا ﻛﻧت ﻻ ﺗرى ﺑوﺿوح ﻫذا اﻟﺑﺎب اﻻول اﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣطﯾﻣﻪ؟ وﻣﺎذا ﯾﺟدي ﻧﻔﻌﺎ أن ﺗطﻣﺢ اﻧت أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،إذا ﻛﻧت ﻻ ﺗرى اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺧروج إﻟﻰ طرﯾق اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺣر ﻣن اﺟل اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻻ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺣﺳب ،ﺑل ﻓﻲ اﻟرﯾف أﯾﺿﺎ ،ﻻ ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن وﺣﺳب ،ﺑل ﺿد اﻻﺛرﯾﺎء ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ،ﻓﻲ ﻗﻠب "اﻟﻣﯾر"؟ ﻟﻬذا ﯾﺷﯾر اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﺑﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌﻧﺎد اﻟﺑﺎﻟﻎ ،إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺑﺎب اﻻول واﻟﻘرﯾب ﺟدا .ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﯾوم اﻻﻛﺛﺎر ﻣن اﻟﺗﻣﻧﯾﺎت اﻟطﯾﺑﺔ ،ﺑل اﻟﺻﻌب ﻫو أن ﻧﺑﯾن ﺑوﺿوح اﻟطرﯾق اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ،أن ﻧدرك ﺑوﺿوح ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ. أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺟﯾك اﻟروﺳﻲ ﻣرﻫﻘﺎ ﺑﺎﺛﻘﺎل اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،أن ﯾﻛون ﻗد ظل ﻧﺻف ﻗن ،ﻓذﻟك ﻣﺎ ﯾﺗﺣدث ﻋﻧﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﺻدﻗﺎﺋﻪ وﯾﻛﺗﺑون ﻋﻧﻪ ﻣﻧذ ارﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ .أن ﯾﻛون اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ﯾﻧﻬﺑون اﻟﻣوﺟﯾك وﯾﺳﺗﻌﺑدوﻧﻪ ﺑﺻورة ﻓﺎﺿﺣﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻓذﻟك ﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻧﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﺻدﻗﺎء اﻟﻣوﺟﯾك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻛﺗب ﻗﺑل ظﻬور اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﺑزﻣن طوﯾل .أن ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﺗرﺗب ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣوﺟﯾك ﺣﺎﻻ ،دون ﺗﺄﺧﯾر ،وﺗﺣرﯾرﻩ إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،ﻓذﻟك ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻵن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس اﻟﺷرﻓﺎء ،وﻣﺎ اﺧذ ﯾﺗﺣدث ﻋﻧﻪ اﻵن ﺣﺗﻰ ﻣوظﻔو ﺣﻛوﻣﺗﻧﺎ اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾف ﻧﺷرع ﺑﺎﻻﻣر ،ﻛﯾف ﻧﺧطو اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ ،أي ﺑﺎب ﻧﻘﺗﺣﻣﻪ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻻﻣر. ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال ،ﯾﻌطﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺎس )ﻣﻣن ﯾرﯾدن اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻣوﺟﯾك( ﺟواﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن .وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺑروﻟﯾﺗﺎري ﻣن ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف أن ﯾﺳﻌﻰ ﺟﻬدﻩ ﻟﻔﻬم ﻫذﯾن اﻟﺟواﺑﯾن ﻓﻬﻣﺎ ﺟﯾدا وان ﯾﻛون رأﯾﺎ واﺿﺣﺎ ودﻗﯾﻘﺎ .إن ﺟواب اﻟﺷﻌﺑﯾﯾن واﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن- اﻟﺛورﯾﯾن ﻫو اﻟﺗﺎﻟﻰ .اﻧﻬم ﯾﻘوﻟون :ﯾﻧﺑﻐﻲ اوﻻ ﺗطوﯾر ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت )اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت( ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗوطﯾد "اﻟﻣﯾر" .ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم ﻣﻧﺢ ﻛل ﻓﻼح ﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎرﺿﻪ ﺑﺣرﯾﺔ .ﻟﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺣﻘوق وﻟﺗﺻﺑﺢ ﻛل اﻻرض ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ. ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷراء اﻻرض ﻟﻛﻲ ﺗﻧﺗﻘل اﻻرض ﻣن اﻟرأﺳﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ،ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻬوﻟﺔ. ٣٨
اﻣﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،ﻓﺎﻧﻬم ﯾﻌطون ﺟواﺑﺎ آﺧر. ﯾﻧﺑﻐﻲ اوﻻ أن ﯾﺣﺻل اﻟﻔﻼح ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺑﻼء واﻟﺗﺟﺎر ،دون اﺳﺗﺛﻧﺎء أي ﺣق .ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻔﻼح ﺑﻛﺎﻣل ﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎرﺿﻪ ﺑﺣرﯾﺔ .وﻣن اﺟل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﺷد اﻟﻌﺑودﯾﺎت ﺑﺷﺎﻋﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﺳﺗﻌﺎة اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻟدن إﻟﻐﺎء اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ .إن ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ ،ﻟﯾس ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻣﺷﺎﻋﯾﺎ ،ﺑل ﺗﺣﺎﻟف اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﻔﻘراء ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﻋﺎت اﻟﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ،وﺗﺣﺎﻟف ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف ﻣﻊ ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻟﻣدن .إن ﺟﻣﯾﻊ اﻧواع اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت )اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت( وﻋﻣﻠﯾﺎت ﺷراء اﻻرض ﺑﺻورة ﻣﺷﺎﻋﯾﺔ ﺳﺗﺑﻘﻰ اﺑدا ذا ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻛﺑر ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء وﺳﺗﺧدع اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط. ان اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺗدرك اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗرﯾد اﻟﺗﻧﺻل ﻣن ذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻘﺷر دون اﻟﻠﺑﺎب. اﻧﻬﺎ ﺗرﯾد أن ﺗﻔﻌل ﻛل ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن .ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن أن ﯾﺗﺳﻠﺣوا ﺑﺎﻟﯾﻘظﺔ ،ﻷن ﻟﺟﺎن اﻟﻣوظﻔﯾن ﺳﺗﺧدﻋﻬم ﻛﻣﺎ ﺧدﻋﺗﻬم ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء. ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن أن ﯾطﺎﻟﺑوا ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﻟﺟﺎن ﻓﻼﺣﯾﺔ ﺣرة .ﻓﻠﯾس اﻟﻣﻘﺻود ﺗوﻗﻊ ﺗﺧﻔﯾﻔﺎت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣوظﻔﯾن ،اﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن أن ﯾﺄﺧذوا ﻣﺻﯾرﻫم ﺑﺄﯾدﯾﻬم .ﻟﻧﺧط اوﻻ ﺧطوة واﺣدة ،ﻟﻧﺣرر اﻧﻔﺳﻧﺎ اوﻻ ﻣن اﺳوأ اﻟﻌﺑودﯾﺎت ،ﺷرط أن ﯾدرك اﻟﻔﻼﺣون ﻗوﺗﻬم ،ﺷرط أن ﯾﺗﻔﺎﻫﻣوا وﯾﺗﺣدوا ﺑﺣرﯾﺔ .وﻣﺎ ﻣن اﺣد ،إذا ﻛﺎن ذا وﺟدان ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻛر أن اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﺗﺳﺗﻐل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﺳوأ ﻋﺑودﯾﺔ اﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻓﺎﺿﺣﺔ .وﻣﺎ ﻣن اﺣد ،إذا ﻛﺎن ذا وﺟدان ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻛر أن ﻣطﻠﺑﻧﺎ ﻫو اﻟﻣطﻠب اﻻول واﻋدل اﻟﻣطﺎﻟب :أن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻔﻼﺣون ﺑﺣرﯾﺔ ﻟﺟﺎﻧﻬم ،دون ﻣظﻔﯾن ،ﺑﻐﯾﺔ إﻟﻐﺎء ﻛل ﻋﺑودﯾﺔ اﻗطﺎﻋﯾﺔ. وﻓﻲ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺣرة )وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻧواب روﺳﯾﺎ اﻟﺣرة( ،ﺳﯾﺑﺎﺷر اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗرطﯾون ﻓورا وﺑﻛل ﻗواﻫم إﻟﻰ ﺗوطﯾد ﺗﺣﺎﻟف ﺧﺎص ﺑﯾن ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف وﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻟﻣدن .وﺳﯾﻠﺢ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف وﺳﯾﺳﺎﻋدوﻧﻬم ،ﻓورا ﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧطوة اﻻوﻟﻰ ،ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺑﺄﺳرع وﻗت وﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻛﺎﺗف ،ﺛم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وﻫﻛذا دواﻟﯾك ﺣﺗﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ اﻧﺗﺻﺎر اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ اﻟﺗﺎم .وﻟﻛن ﻫل ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﻘول ﻣﻧذ اﻵن ،ﻣﻧذ اﻟدﻓﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،أي ﻣطﻠب ﺳﯾوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺳﺎط اﻟﺑﺣث ﻏدا ،ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ؟ ﻛﻼ ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول ذﻟك ،ﻷﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻌرف أي ﺳﻠوك ﺳﯾﺳﻠﻛﻪ ﻏدا اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء وﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﻬﺗﻣون ﺑﺷﺗﻰ اﻧواع
اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت وﺑﻘﺿﯾﺔ ﻧﻘل اﻻرض ﻣن اﻟرأﺳﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻌﻣل. ﻗد ﻻ ﯾﻧﺟﺣون ﻏدا ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﻫم ﻣﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﻓﯾرﯾدون ﺗﺳدﯾد اﻟﺿرﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻛﻣﻬم .ﻫذا ﺣﺳن ﺟدا.
ﻓﺎﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻻ ﯾطﻠﺑون ﺧﯾرا ﻣن ذﻟك ،وﺳﯾوﺻون ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف واﻟﻣدن ﺑﺎن ﯾطﺎﻟﺑوا ﺑﺎﻧﺗزاع ﻛل اراﺿﻲ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن وﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺣرة .وﺳﯾﺣرص اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ﻛل اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺳﺗﺳﻠم ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾو اﻻرﯾﺎف ﻟﻠﺧداع ،ﻋﻠﻰ أن ﯾرﺳﺧوا اﻛﺛر ﻣن ذي ﻗﺑل ﻓﻲ اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن اﺟل ﺗﺣرﯾر اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ ﺗﺣرﯾرا ﺗﺎﻣﺎ. وﻟﻛن ،ﻗد ﺗﺟري اﻻﻣور ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻫذا اﻟﻧﺣو .ﺑل ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل اﻛﺛر أن ﺗﺟري ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻫذا اﻟﻧﺣو .ﻓﻘد ﯾﺗﺣد ﻏدا اﻟﻔﻼﺣون اﻷﻏﻧﯾﺎء وﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻣﻊ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻣﺎ إن ﯾﺻﺎر إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن اﺳوأ اﻟﻌﺑودﯾﺎت؛ ﺣﯾﻧذاك ﺳﺗﻬب ﻛل ﺑرﺟوازﯾﺔ اﻻرﯾﺎف ﺿد ﻣﺟﻣل اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ اﻟرﯾﻔﯾﺔ .ﺣﯾﻧذاك ﺳﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﺧف اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن وﺣدﻫم. ﺣﯾﻧذاك ﺳﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﺧف اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن وﺣدﻫم .ﺣﯾﻧذاك ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻧﺎﺿل ﺿد ﻛل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ وان
٣٩
ﻧطﺎﻟب ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ،وﻣن اﺟل ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل ﺑﺎﻛﺑر ﻗﺳط ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣدى ،وﺷروط ﺣﯾﺎة اﻓﺿل ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺳﻬﯾل ﻧﺿﺎﻟﻪ. إن ﻣﻬﻣﺗﻧﺎ اﻻوﻟﻰ ،ﻣﻬﻣﺗﻧﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗوﻣﺔ ،ﻫﻲ ،ﻓﻲ ﻣطﻠق اﻟﺣﺎﻻت ،ﺳواء أﺟرت اﻻﻣور ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو أو ذاك، ﺗوطﯾد اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾن ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ واﻧﺻﺎف ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف وﺑﯾن ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻟﻣدن .وﻟﻬذا اﻟﺗﺣﺎﻟف ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ ﺣﺎﻻ ،وﻓورا ،اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﻌب ،واﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﻼح ،واﻟﻐﺎء اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ .وﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﺗﺣﺎﻟف وﺗوطﯾدﻩ ،ﻟن ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﺿﺢ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻛﺎذﯾب اﻟﺗﻰ ﺗﻠﺟﺄ اﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻻﺟﺗذاب اﻟﻔﻼح اﻟﻣﺗوﺳط إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ،وﺑﺳرﻋﺔ وﺳﻬوﻟﺔ ،ﺳﻧﺣﻘق اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻻﺧﯾرة ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺗﻬﺎ ،ﺿد ﻛل ﻗوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﺣﯾﻧذاك ﺳﻧﺳﯾر ﻧﺣو اﻟﻧﺻر دون أي اﻧﺣراف، وﺳﻧﺗوﺻل ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺳرﻩ ﺗﺣرﯾرا ﺗﺎﻣﺎ.
٤٠
.٧اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﯾﻒ ﻣﺎ ﻫو اﻟﻧﺿﺎل اﻟطﺑﻘﻲ؟ إﻧﻪ ﻧﺿﺎل ﻗﺳم ﻣن اﻟﺷﻌب ﺿد ﻗﺳم آﺧر ،ﻧﺿﺎل ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﻣظﻠوﻣﯾن واﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﺿد أﺻﺣﺎب اﻹﻣﺗﯾﺎزات واﻟظﺎﻟﻣﯾن واﻟطﻔﯾﻠﯾﯾن ،ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎل اﻷﺟراء أو اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﯾن ﺿد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن أو اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ .إن ﻫذا
اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر ﻛﺎن ﻣوﺟودا داﺋﻣﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾزال ﻗﺎﺋﻣﺎ اﻵن أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف اﻟروﺳﯾﺔ ،رﻏم أن ﻟﯾس اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﺳﺗﺷﻔوﻧﻪ ،وﯾدرﻛون
ﻣﻐزاﻩ .ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ﻛﺎن ﺳواد اﻟﻔﻼﺣﯾن ﯾﻧﺎﺿﻠون ﺿد ظﺎﻟﻣﯾﻬم ،ﺿد طﺑﻘﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،اﻟذﯾن ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻣﯾﻬم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر وﺗداﻓﻊ ﻋﻧﻬم وﺗدﻋﻣﻬم .وﻟم ﯾﻛن ﺑوﺳﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن أن ﯾﺗﺣدوا ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻬد ﻷﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﻏﺎرﻗﯾن ﻓﻲ ﻟﺟﺔ اﻟﺟﻬل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓوق رؤوﺳﻬم وﻟم ﯾﻛن أﻧﺻﺎر وﻻ إﺧوان ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣدن ،وﻟﻛﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﻣﻊ ذﻟك ﯾﻧﺎﺿﻠون ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓون وﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺑوﺳﻌﻬم .وﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﻟﯾﺧﺷو ﻗط اﻻﺿطﻬﺎدات اﻟوﺣﺷﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﻣﺎ ﻛﺎن اﻟذﻋر ﯾدب ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻬم ﻣن ﺟراء اﻟﻌﻘوﺑﺎت وا ٕ طﻼق اﻟرﺻﺎص؛ ن وﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﺻدﻗون اﻟﻛﻬﻧﺔ اﻟذﯾن ﯾﺑذﻟون ﻗﺻﺎرى ﺟﻬدﻫم ﻟﺗﺑﯾﺎن أن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ﯾؤﯾد اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ وأن اﷲ ﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ أﻣرا ﻣﺷروﻋﺎ )ﻫﻛذا ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺿﺑط ﻛﺎن ﯾﺗﻛﻠم اﻟﻣطران ﻓﯾﻼرﯾت ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻬد!(؛ ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون ﯾﻧﺗﻔﺿون ﻫﻧﺎ وﻫﻧﺎك ،ﻓﺎﺿطرت اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺗراﺟﻊ ﻓﻲ آﺧر اﻷﻣر ،ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ﺟﻣﯾﻌﻬم. وأﻟﻐﯾت اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻠﻎ ﺗﻣﺎﻣﺎ .ﻓظل اﻟﻔﻼﺣون ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻟﺣﻘوق وﻓﺋﺔ دﻧﯾﺎ ،ﺗﺳﺣﻘﻬﺎ اﻟﺿراﺋب ،ﻓﺋﺔ ﺳوداء ﺗﺗﺧﺑط ﺑﯾن ﺑراﺛن اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻻﻗطﺎﻋﯾﺔ .وﻟذا ﻻ ﯾزال اﻟﻔﻼﺣون ﻓﻲ ﻫﯾﺟﺎن ،ﯾﺗﺣرﻛون ﺳﺎﻋﯾن وراء ﺣرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ .وﻟﻛن ،ﺑﻌد إﻟﻐﺎء اﻟﻘﻧﺎﻧﺔ ،ظﻬر ﻧﺿﺎل طﺑﻘﻲ ﺟدﯾد ،ﻫو ﻧﺿﺎل اﻟﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﺎ ﺿد اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﻛﺎﺛرت اﻟﺛروات ،وﺑﻧﯾت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺧطوط اﻟﺣدﯾدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺿﺧﻣﺔ ،وﻏدت اﻟﻣدن أﻛﺛر ازدﺣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن وأﻛﺛر رﻓﺎﻫﯾﺔ وﺛراء ،ﻏﯾر أن ﻋددا ﺿﺋﯾﻼ ﺟدا ﻣن اﻟﻧﺎس ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺄﺛر
ﺑﻬذﻩ اﻟﺛروات ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺷﻌب ﯾزداد ﻓﻘرا وﺧراﺑﺎ وﯾﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺟﺎﻋﺔ ،وﯾﻣﺿﻲ ﯾﺷﺗﻐل ﻋﻧد آﺧرﯾن ﺑﺎﻷﺟرة .ﻓﺷن ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﻧﺿﺎﻻ ﺟدﯾدا، ﻛﺑﯾرا ،ﻫو ﻧﺿﺎل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻘراء ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻏﻧﯾﺎء .وﻫم ،وﻗد اﺣﺗﺷدوا ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ،ﯾﻧﺎﺿﻠون ﺑﻌﻧﺎد وﺛﺑﺎت وﺑﺻﻔوف ﻣرﺻوﺻﺔ ،ﻣﺗﻘدﻣﯾن ﺧطوة ﻓﺧطوة ،ﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻠﻧﺿﺎل اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻛﺑﯾر ،ﻣطﺎﻟﺑﯾن ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب ﺑﺄﺳرﻩ. وأﺧﯾرا ،ﻓرغ ﺻﺑر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑدورﻫم .ﻓﻔﻲ رﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ) ،(١٩٠٢اﻧﺗﻔض اﻟﻔﻼﺣون ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺗﻲ ﺑوﻟﺗﺎﻓﺎ وﺧﺎرﻛوف وﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت .وﻫﺎﺟﻣوا اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،واﻗﺗﺣﻣوا ﻣﺳﺗودﻋﺗﻬم واﻗﺗﺳﻣوا ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬم ،ووزﻋوا ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾﺎع اﻟﺣﺑوب اﻟﺗﻲ ﺑذرﻫﺎ وﺣﺻدﻫﺎ اﻟﻣوﺟﯾك واﻟﺗﻲ اﺳﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ،وطﺎﻟﺑوا ﺑﺎﻗﺗﺳﺎم اﻷرض ﻣن ﺟدﯾد .وﻟم ﯾﺑق ﺑوﺳﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺗﺣﻣل اﻻﺿطﻬﺎد اﻟﻧﺎزل ﺑﻬم واﻟذي ﻻ ﻣﺛﯾل ﻟﻪ ،ﻓﺄﺧذوا ﯾﺳﻌون وراء ﻣﺻﯾر اﻓﺿل .ﻓﻘرروا – وﻫم ﻋﻠﻰ ﺻواب ﻓﻲ ﻗرارﻫم – أن ﻣن اﻻﻓﺿل ﻟﻬم ان ﯾﻣوﺗوا ﻓﻲ ﻏﻣرة اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟطﻐﺎة ﻣن أن ﯾﻬﻠﻛوا ﻣن ﺟراء اﻟﺟوع ،دون ﻧﺿﺎل .وﻟﻛن أﺣوال اﻟﻔﻼﺣﯾن ------ ----وﺣﺻدوﻫﺎ! ( .وﻗد أرﺳﻠت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ اﻟﺟﯾش ﺿدﻫم وﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑرﻫم أﻋداء ،واﻧﻬزم اﻟﻔﻼﺣون .وأطﻠﻘت ﻗواتاﻟﺟﯾش اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،وﻗﺗﻠت اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﻬم ،وﺟﻠدت اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﺑﺎﻟﺳوط ﺣﺗﻰ اﻟﻣوت .وﻋذﺑت اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌذب اﻷﺗراك أﺑدا أﻋداﺋﻬم ،اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن .وﻛﺎن رﺳل اﻟﻘﯾﺻر ،اﻟﺣﻛﺎم ،أﺷد اﻟﺟﻣﯾﻊ وﺣﺷﯾﺔ ،ﻛﺄﻧﻬم ﺟﻼدون ﺣﻘﯾﻘﯾون .ﻛﺎن اﻟﺟﻧود ﯾﻐﺗﺻﺑون ﻧﺳﺎء
اﻟﻔﻼﺣﯾن وﺑﻧﺎﺗﻬم .وﺑﻌد ذﻟك ،أﺣﯾل اﻟﻔﻼﺣون أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن؛ ﻓﺣﻛﻣت ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺄن ﯾدﻓﻌوا ﺛﻣﺎﻧﯾﻣﺎﺋﺔ أﻟف روﺑل ﻟﻠﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧزﯾﺔ اﻟﺳرﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻌذﯾب ﻫذﻩ ،ﺑﻠﻎ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣد ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻣن اﻟﺗﺣدث ﻋﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ رﺳل اﻟﻘﯾﺻر ،اﻟﺣﺎﻛم اوﺑواﻧﺳﻛﻲ وﻏﯾرﻩ ﻣن ﺧدم اﻟﻘﯾﺻر ،ﻛﯾف ﺟﻠدوا اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻋذﺑوﻫم. ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎﺿل اﻟﻔﻼﺣون ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻬﺎ ﻗﺿﯾﺔ ﻋﺎدﻟﺔ.
٤١
وﺳﺗﻛرم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟروﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺑد ذﻛرى اﻟﺷﻬداء اﻟذﯾن أﻋدﻣﻬم ﺧدم اﻟﻘﯾﺻر رﻣﯾﺎ ﺑﺎﻟرﺻﺎص وﺟﻠدوﻫم ﺣﺗﻰ اﻟﻣوت. ﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻟﺷﻬداء ﯾﻛﺎﻓﺣون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل وﺳﻌﺎدﺗﻪ .ﻟﻘد اﻧﻬزم اﻟﻔﻼﺣون ،وﻟﻛﻧﻬم ﺳﯾﻧﺗﻔﺿون أﯾﺿﺎ وأﯾﺿﺎ ،وﻟن ﯾدﻋوا اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺛﺑط ﻣن ﻋزاﺋﻣﻬم .وﻟذا ﻓﺈن اﻟﻌﻣﺎل اﻟواﻋﯾن ﺳﯾﺑذﻟون ﻛل ﺟﻬودﻫم ﻟﻛﻲ ﯾﻌرف أﻛﺑر ﻋدد ﻣن ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن واﻷرﯾﺎف ﻣﺎ ﻫو ﻧﺿﺎل اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻌدوا ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻧﺿﺎل ﺟدﯾد ،أوﻓر ﺣظﺎ ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق .ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻣﺎل اﻟواﻋﯾن ﺳﯾﺳﻌون ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻗواﻫم إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾدرﻛوا ﺟﯾدا ﻟﻣﺎذا ﺳﺣﻘت اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷوﻟﻰ ) (١٩٠٢و ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺗﺻر اﻟﻔﻼﺣون واﻟﻌﻣﺎل ﻻ ﺧدم اﻟﻘﯾﺻر. ﻟﻘد ﺳﺣﻘت اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ ﺟﻣﺎﻫﯾر ﺟﺎﻫﻠﺔ ﻏﯾر واﻋﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﻻ ﻣطﺎﻟب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،واﺿﺣﺔ ودﻗﯾﻘﺔ ،اي دون ﻣطﻠب ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .ﻟﻘد ﺳﺣﻘت اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻬﯾﺄ .ﻟﻘد ﺳﺣﻘت ،ﻷن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾن ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف وﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻟﻣدن ﻟم ﯾﻛن ﻣوﺟودا ﺣﯾﻧذاك .ﺗﻠك ﻫﻲ اﻻﺳﺑﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻻوﻟﻰ. ﻓﻠﻛﻲ ﺗﻧﺟﺢ اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬﺎ ان ﺗﻘوم ﻋن وﻋﻲ وﺑﻌد ﺗﺣﺿﯾر؛ وﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﻣﺗد وﺗﺷﻣل ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .ان ﻛل ﺧطوة ﯾﺧطوﻫﺎ ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣدن ،وﻛل ﻛﺗﺎب اﺷﺗراﻛﻲ-دﯾﻣوﻗراطﻲ أو ﺻﺣﯾﻔﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ-دﯾﻣوﻗراطﯾﺔ وﻛل
ﺧطﺎب ﯾﻠﻘﯾﻪ ﻋﺎﻣل ﻣدرك اﻣﺎم ﺑروﻟﯾﺗﺎرﯾﻲ اﻻرﯾﺎف ،ﻛل ذﻟك ﯾﻘرﺑﻧﺎ ﻣن ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺟدد اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ واﻧﺗﺻﺎرﻫﺎ. ﻟﻘد ﻫب اﻟﻔﻼﺣون ﺑﺻورة ﻋﻔوﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺑق ﻓﻲ وﺳﻌﻬم اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻛﺛر ﻣﻣﺎ اﺣﺗﻣﻠوا ،ﻷﻧﻬم ارادوا أﻻ ﯾﻣوﺗوا دون ان ﯾﻧﺳﺑوا
ﺑﺑﻧت ﺷﻔﺔ ودون ﯾﺑدوا اﯾﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ .ﻟﻘد ﻋﺎﻧﻰ اﻟﻔﻼﺣون ﻣن اﻟﻧﻬب واﻟظﻠم واﻟﻌذاب ﻣﺎ ﺣﻣﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﯾﻣﺎن ﻟﺣظﺔ واﺣدة ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺎع ﺑﺻورة ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻋن رﺣﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر ،وﻣﺎ ﺣﻣﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎن ﻛل اﻧﺳﺎن ﺳﻠﯾم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾﻘر ﺑﺎن ﻣن اﻟﻌدل ﺗوزﯾﻊ اﻟﺣﺑوب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾﺎع ،ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن اﺷﺗﻐﻠوا طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻣن اﺟل اﻵﺧرﯾن ،ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﺑذروا اﻟﺣﺑوب وﺣﺻدوﻫﺎ واﻟذﯾن ﯾﻣوﺗون اﻵن ﺟوﻋﺎ اﻣﺎم ﻣﺳﺗودﻋﺎت ﺣﺑوب "اﻷﺳﯾﺎد" .ﻛﺎن ﯾﺑدوا ان اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻗد ﻧﺳوا ان ﺧﯾرة اﻻراﺿﻲ وان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣل ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣوزة اﻻﻏﻧﯾﺎء ،ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻣﻼﻛﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن واﻟﺑرﺟوازﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻟﻛﻲ ﯾﺷﺗﻐل اﻟﻧﺎس اﻟﺟﯾﺎع ﻣن اﺟﻠﻬم .ﻟﻘد ﻧﺳوا ان اﻟﻛﻬﻧﺔ ﯾﻌظون دﻓﺎﻋﺎ ﻋن طﺑﻘﺔ اﻻﻏﻧﯾﺎء ،وان اﻟﻛﻬﻧﺔ ﻻ ﯾﻘوﻣون وﺣدﻫم ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺑل ان ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر ﺗﻬب أﯾﺿﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن ﻗطﻌﺎن اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﺟﻧود دﻓﺎﻋﺎ ﻋن طﺑﻘﺔ اﻻﻏﻧﯾﺎء. وﻫذا ﻣﺎ ﺷﺎءت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر ان ﺗذﻛر ﺑﻪ اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﻓﻘد ﺑﯾﻧت ﻟﻬم ﺑﺎﺷد اﻟﻘﺳﺎوة واﻟوﺣﺷﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻣن ﺗﺧدم وﻋﻣن ﺗداﻓﻊ. وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ ان ﻧذﻛر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺑﻬذا اﻟدرس ﻣرارا ﻋدﯾدة ﻓﯾدرﻛون ﺣﯾﻧذاك دون ﻋﻧﺎء ﺿرورة ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﺿرورة اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .وﺣﯾن ﯾزداد ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻋدد اﻟذﯾن ﯾدرﻛون ﻫذا اﻻﻣر ،وﺣﯾن ﯾﺗوﺻل ﻛل ﻓﻼح ﯾﻌرف اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾر إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻛﻔﺎح ﻣن اﺟﻠﻬﺎ ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ،ﺣﯾﻧذاك ﻟن ﺗظل اﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻏﯾر واﻋﯾﺔ .اﻣﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻟب ﻓﻬﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ .اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﻋﻘد ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧواب ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺷﻛﯾل ﺣﻛوﻣﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻏﯾر اوﺗوﻗراطﯾﺔ ﻓﻲ روﺳﯾﺎ. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وﻟﻛل ﻓرد ﺑطﺑﻊ ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻟﻛﺗب واﻟﺻﺣف .اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻋﺗراف اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ﺑﯾن اﻟﻔﻼﺣﯾن وﺳﺎﺋر اﻟﻔﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻧﺷﺎء اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻐﺎء ﻛل ﻋﺑودﯾﺔ اﻗطﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ. ﺗﻠك ﻫﻲ ﻣطﺎﻟب اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن اﻟﺟذرﯾﺔ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻟن ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن ان ﯾﻔﻬﻣوﻫﺎ اﻵن ،ان ﯾﻔﻬﻣوا ﻣن اﯾن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺑدء اﻟﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب .وﺣﯾن ﯾﻔﻬم اﻟﻔﻼﺣون ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻟب ،ﺳﯾﻔﻬﻣون أﯾﺿﺎ اﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻧﺿﺎل ،ﺳﻠﻔﺎ، وطوﯾﻼ ،وﺑﻌﻧﺎد وﺛﺑﺎت وﺣزم ،واﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﺳﺗﻌداد ﺑﺻورة ﻣﻧﻔردة ﺑل ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن.
٤٢
ﻓﻠﯾﺣﺷد ﻛل ﻋﺎﻣل واع وﻛل ﻓﻼح ﻣدرك ﺣوﻟﻪ اﻛﺛر اﻟرﻓﺎق ﺗﻔﻬﻣﺎ وﺛﻘﺔ وﺟرأة .وﻟﯾﺑذل ﻛل ﺟﻬدﻩ ﻟﯾوﺿﺢ ﻟﻬم ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون ،ﻟﻛﻲ ﯾدرك اﻟﺟﻣﯾﻊ اي ﻧﺿﺎل ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻪ .ﻟﯾﺑدأ اﻻﺷﺗراﻛﯾون-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾون اﻟواﻋون ،ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ،وﺑﺎﺣﺗراس ،وﻟﻛن ﺑﻌﻧﺎد ،ﻟﯾﺑدأوا ﺑﺎطﻼع اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣذﻫﺑﻬم ،ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﻛﺗب اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم، ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺻﻐﯾرة ﺗﺿم أﻫل ﺛﻘﺔ. ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻛﺗب ﻣن أﺟل ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣذﻫب اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ؛ إﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أﯾﺿﺎ اﻻﻓﺎدة ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻣﺛﻠﺔ ،ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺎﻻت اﻻﺿطﻬﺎد واﻟظﻠم اﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ ﺗﻘﻊ ﺣوﻟﻧﺎ .اﻟﻣذﻫب اﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻫو ﻣذﻫب اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﻛل اﺿطﻬﺎد ،ﺿد ﻛل ﻧﻬب ،ﺿد ﻛل ﺟور .واﻻﺷﺗراﻛﻲ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻫو ﻣن ﯾﻌرف أﺳﺑﺎب اﻻﺿطﻬﺎد وﯾﻧﺎﺿل ﯾوﻣﯾﺎ طوال ﺣﯾﺎﺗﻪ ﺿد ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻻﺿطﻬﺎد .وﻟﻛن ﻛﯾف اﻟﻌﻣل؟ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن اﻟواﻋﯾن أن ﯾﺟﺗﻣﻌوا ﻓﻲ ﻣدﻧﻬم وﻗراﻫم وﻗرروا ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻣن أﺟل اﺳداء أﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ ﻣﺟﻣل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ. وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،أورد ﺣﺎﻟﺔ أو ﺣﺎﻟﺗﯾن .ﻟﻧﻔﺗرض أن أﺣد اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﻋﺎد ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﻗرﯾﺗﻪ ﻟﯾﻘﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﺟﺎزﺗﻪ ،أو أن أﺣد اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﺟﺎء إﻟﻰ ﻗرﯾﺔ ﻏﯾر ﻗرﯾﺗﻪ .إن اﻟﻘرﯾﺔ ،ﻛذﺑﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻟﻌﻧﻛﺑوت ،أﺳﯾرة ﺑرﻣﺗﻬﺎ ﺑﯾن ﺑراﺛن اﻟﻣﻼك اﻟﻣﺟﺎور ﻻ ﺗﺧرج ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ طوال ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ .ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺎﻻ اﺧﺗﯾﺎر أﻛﺛر اﻟﻔﻼﺣﯾن ﺟدا ،وﺛﻘﺔ وﺗﻔﻬﻣﺎ ،ﻣﻣن ﯾﺳﻌون وراء اﻟﻌداﻟﺔ وﻻ ﯾﺗراﺟﻌون أﻣﺎم أول ﻛﻠب ﺑوﻟﯾﺳﻲ .ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧوﺿﺢ ﻟﻬؤﻻء
اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻣﻧﺷﺄ ﻫذﻩ اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﺳوداء ،وﻛﯾف ﺧدع اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ﻓﻲ ﻟﺟﺎن اﻟﻧﺑﻼء اﻟﻔﻼﺣﯾن وﻧﻬﺑوﻫم ،ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺣدﺛﻬم ﻋن
ﻗوة اﻷﻏﻧﯾﺎء وﻋن اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳدﯾﻬﺎ إﻟﯾﻬم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘﯾﺻر؛ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧطﻠﻌﻬم ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟب اﻟﻌﻣﺎل اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن. وﺣﯾن ﯾدرك اﻟﻔﻼﺣون ﻛل ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻣﻌﺎ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠرد ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻼك ،ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن ﺑﺄن ﯾﺻوﻏوا ﻣطﺎﻟﺑﻬم اﻷوﻟﻰ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ )ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن اﻟذﯾن ﯾﻘدﻣون ﻣطﺎﻟﺑﻬم ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ(.وا ٕ ذا ﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة أو ﻋدة ﻗرى ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻷﻓﺿل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺷور ﻣن ﻟﺟﻧﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ- دﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن أﻫل اﻟﺛﻘﺔ .وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ أن ﺗﻘول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﺷور ،ﺑوﺿوح، وﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ،أﯾﺔ ﻋﺑودﯾﺔ ﯾﻌﺎﻧﯾﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون وﻣﺎ ﯾطﻠﺑون ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ )ﺗﺧﻔﯾض ﺑدل اﯾﺟﺎر اﻻرض ،ﺗﺣدﯾد أﺟرة اﻟﻌﻣل ﺑﺻورة ﻋﺎدﯾﺔ ،ﻻ ﺑﻧﺻﻔﻬﺎ ،ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟﺷﺗﺎء) ،(١٠ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻣﻼﺣﻘﺎت واﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت ﻣن ﺟراء اﻻﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣطﺎﻟب( .وﻋن طرﯾق ﻫذا اﻟﻣﻧﺷور ،ﯾدرك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌرﻓون اﻟﻘراءة ﺧﻔﺎﯾﺎ اﻻﻣور؛ و ﯾوﺿﺣوﻧﻬﺎ ﺑدورﻫم ﻟﻠذﯾن
ﻻ ﯾﻌرﻓون اﻟﻘراءة .ﺣﯾﻧذاك ﯾدرك اﻟﻔﻼﺣون ﺟﯾد اﻻدراك ان اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن ﯾﻘﻔون إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬم ،واﻧﻬم ﯾﺷﺟﺑون ﻛل اﺷﻛﺎل اﻟﻧﻬب. وﺣﯾﻧذاك ﯾدرك اﻟﻔﻼﺣون اﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾﻔﺎت ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﻔﯾﻔﺔ – ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺧﻔﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل – ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓورا،
ﻣن اﻟدﻓﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،اذا ﻣﺎ ﻧﺎﺿﻠوا ﺑﺻﻔوف ﻣﺗراﺻﺔ .واﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻛﺑﯾرة ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟدوﻟﺔ اذا ﺧﺎﺿوا ﻧﺿﺎﻻ ﻛﺑﯾرا ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ﻣن اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن .ﺣﯾﻧذاك ﯾﺳﺗﻌد اﻟﻔﻼﺣون اﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻫذا اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻛﺑﯾر وﯾﺗﻌﻠﻣون اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻻﯾﺟﺎد أﻧﺎس أﻫل ﻟﻠﺛﻘﺔ ،وﯾﺗﻌﻠﻣون ﻛﯾف ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬم ان ﯾداﻓﻌوا ﻣﻌﺎ ﻋن ﻣطﺎﻟﺑﻬم. ﻗد ﯾﻧﺟﺣون ﻣن وﻗت إﻟﻰ آﺧر ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﺿراب ،ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن .وﻻ رﯾب ﻓﻲ ان ذﻟك أﺻﻌب ﻓﻲ اﻟرﯾف .وﻟﻛﻧﻪ ﻣﻣﻛن اﺣﯾﺎﻧﺎ ،وﻗد رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﺧرى اﺿراﺑﺎت ﻣظﻔرة ،ﻣﺛﻼ ،ﻓﻲ زﺣﻣﺔ اﻟﻣوﺳم ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﻼﻛون اﻟﻌﻘﺎرﯾون واﻟﻣزارﻋون اﻻﻏﻧﯾﺎء ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ اﻻﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ .واذا ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺣون اﻟﻔﻘراء ﻣﻬﯾﺋﯾن ﻟﻼﺿراب ،اذا ﻛﺎن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣواﻓﻘﯾن ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واذا ﺗم أﯾﺿﺎح ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر أو اذا ﺗم اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻورة ﺟﯾدة ﻓﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ،ﻓﺎن اﻟﺟﻣﯾﻊ ٤٣
ﺳﯾﺻﻣدون ﺑﺻﻔوف ﻣﺗراﺻﺔ ،وﯾﺿطر اﻟﻣﻼك ﻟﻠﺗراﺟﻊ أو ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ﻟﻠﺣد ﻗﻠﯾﻼ ﻣن ﻧﻬﺑﻪ وﺳرﻗﺗﻪ .واذا وﻗﻊ اﻻﺿراب ﻓﻲ زﺣﻣﺔ اﻟﻣوﺳم واﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺻورة ﻣﻧظﻣﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎري وﺣﺗﻰ وﻻة اﻟﺷﺄن وﺟﯾﺷﻬم ﻟن ﯾﺟدوا ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺿراب :ﻓﺎﻟوﻗت ﯾﻣﺿﻲ ،وﻣﻊ اﻟوﻗت ﯾﺣل اﻟﺧراب ﺑﺎﻟﻣﻼك ،ﻓﯾﺧﻔف ﻣن ﺗﺻﻠﺑﻪ وﺗﺷددﻩ .ﯾﻘﯾﻧﺎ ان اﺿراب اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻣر ﺟدﯾد. واﻷﻣر اﻟﺟدﯾد ﻗد ﻻ ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻟﺑدء .ﻓﻲ اﻟﺑدء ،ﻛﺎن ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،ﻫم أﯾﺿﺎ ،ﻻ ﯾﻌرﻓون ﻛﯾف ﯾﻧﺎﺿﻠون ﻣﻌﺎ ﺑﺻورة ﻣﻧظﻣﺔ، وﻻ أﯾﺔ ﻣطﺎﻟب ﯾﺻوﻏوﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎ .ﻛﺎﻧوا ﯾﺣطﻣون اﻵﻻت وﯾﻧﻬﺑون اﻟﻣﺻﻧﻊ .أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺈن اﻟﻌﻣﺎل ﯾﻌرﻓون ﻛﯾف ﯾﻧﺎﺿﻠون ﻣﻌﺎ ﺑﺻورة ﻣﻧظﻣﺔ .ﻓﻲ اﻟﺑدء ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﻧﻘوم ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺟدﯾد .إن اﻟﻌﻣﺎل ﯾدرﻛون اﻟﯾوم أﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺣﺻول ،ﻣن اﻟدﻓﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾﻔﺎت ،إذا ﻣﺎ ﻫﺑوا ﻣﻌﺎ ﺑﺻورة ﻣﻧظﻣﺔ .وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ،ﯾﻌﺗﺎد اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ اﻟرد ﺑﺻورة ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،وﯾﺳﺗﻌد أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻟﻠﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ. ﻛذﻟك ﺳﯾﺗﻌﻠم اﻟﻔﻼﺣون ﻛﯾف ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟرد ﻋﻠﻰ أﺷد اﻟﻧﻬﺎﺑﯾن وﺣﺷﯾﺔ ،وﻛﯾف ﺗﻧﺑﻐﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾﻔﺎت ﻣﻌﺎ وﺑﺻورة ﻣﻧظﻣﺔ، وﻛﯾف ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﺳﺗﻌداد ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ،وﺑﺣزم وﺛﺑﺎت ،وﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ،ﻟﻠﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣرﯾﺔ .إن ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻔﻼﺣﯾن واﻟواﻋﯾن ﺳﯾزداد ﺑﻼ اﻧﻘطﺎع ،واﺗﺣﺎدات اﻻﺷﺗراﻛﯾﯾن-اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﯾن اﻟرﯾﻔﯾﯾن ﺳﺗزداد ﻗوة ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم ،وﻛل ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑودﯾﺔ ﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﻧﻬب واﻟﺳﻠب اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻛﻬﻧﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟوﺣﺷﯾﺔ اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ واﻻﺿطﻬﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﻓﻬﺎ و ﻻة اﻟﺷﺄن، اﻻﻗطﺎﻋ ﺳﯾﻔﺗﺢ ﻋﯾون اﻟﺷﻌب أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ،وﯾﻌودﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود اﻟداﺋب وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺿرورة ﻓرض ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻘوة. ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎأن ﻗﻠﻧﺎ ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ ﻫذا اﻟﻛراس أن اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﯾﻧزل اﻵن إﻟﻰ اﻟﺷوارع وا ٕ ﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣﺎت ﻟﻛﻲ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻠﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ رؤوس اﻻﺷﻬﺎد ،وﻗد ﺳﺟل ﻋﻠﻰ راﯾﺎﺗﻪ وأﻋﻠن" :ﻓﻠﺗﺳﻘط اﻻوﺗوﻗراطﯾﺔ!" .وﻟﯾس ﺑﺑﻌﯾد ذﻟك اﻟﯾوم اﻟذي ﺳﯾﻬب ﻓﯾﻪ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻻ ﻟﯾﺗظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﻫﺎﺗﻔﺎ وﺣﺳب ،ﺑل ﻟﯾﺧوض اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ،وﻟﯾس ﺑﺑﻌﯾد ذﻟك اﻟﯾوم
اﻟذي ﺳﯾﻬﺗف ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻣﺎل ﻛرﺟل واﺣد" :إﻣﺎ أن ﻧﻣوتﻓﻲ ﻏﻣرة اﻟﻧﺿﺎل وا ٕ ﻣﺎ ان ﻧظﻔر ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ!"؛ وﻟﯾس ﺑﻌﯾد ذﻟك اﻟﯾوم اﻟذي ﺳﯾﻬب ﻓﯾﻪ اﻷﻟوف ﻣن اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﯾن اﻟﺟدد ،وﻫم أﺷد ﺣزﻣﺎ وﻋزﻣﺎ ،ﻣﻛﺎن اﻟﻣﺋﺎت اﻟذﯾن اﺳﺗﺷﻬدوا ﻓﻲ ﻏﻣرة اﻟﻧﺿﺎل .وﺣﯾﻧذاك ﺳﯾﻬب اﻟﻔﻼﺣون ﺑدورﻫم ﻓﻲ ﻋﻣوم روﺳﯾﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻣﺎل اﻟﻣدن ،إﻟﻰ اﻟﻛﻔﺎح ﺣﺗﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن واﻟﻌﻣﺎل.
وﻟن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻗطﻌﺎن ﻗﯾﺻرﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺻﻣود ﺣﯾﻧذاك .وﺳﯾﻧﺗﺻر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣل ،وﺗﺳﯾر اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ طرﯾق واﺳﻌﺔ رﺣﺑﺔ ﻧﺣو ﺗﺣرﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻐﯾﻠﺔ ﻣن ﻛل اﺿطﻬﺎد؛ وﺳﺗﻔﯾد اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺧوض اﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ! ــــــــ ﻛﺘﺐ :ﻓﻲ ﻣﺎرس ١٩٠٣
ﻧﺸﺮ ﻷول ﻣﺮة :ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﻣﺎي ١٩٠٣ﻓﻲ ﺟﻮﻧﻴﻒ ﺑﻮاﺳﻄﺔ راﺑﻄﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﻴﻦ-اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ) League of Russian (Social-Democracy Abroadﻧﺸﺮت ﺣﺴﺐ ﻧﺺ اﻟﻤﻨﺸﻮر
ﺗﻘﺪﻳﻢ "دار اﻟﺘﻘﺪم" :ﺗﻤﺖ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺆﻟﻒ ﻟﻴﻨﻴﻦ "إﻟﻰ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻔﻘﺮاء" ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻟﻴﻨﻴﻦ )اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ( اﻟﺘﻰ أﻋﺪﻫﺎ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻤﺎرﻛﺴﻴﺔ-اﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻰ ﻓﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ. ﻧﺴﺦ اﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ :ﺗﺎﻣﺮ اﻟﻤﺼﺮي ) أﻛﺘﻮﺑﺮ (٢٠٠٥
٤٤